تاريخ علم الرجال

تاريخ علم الرجال37%

تاريخ علم الرجال مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 154

تاريخ علم الرجال
  • البداية
  • السابق
  • 154 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 148735 / تحميل: 7302
الحجم الحجم الحجم
تاريخ علم الرجال

تاريخ علم الرجال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وقال الذهبي: وكان أيضاً رأساً في الأنساب، إلاّ أنّه شيعي متروك الحديث(١) .

ومَن تكلّم فيه منهم إنّما هو لتشيّعه.

قال بشّار عوّاد: وغالب مَن تكلّم فيه كان بسبب المَذهب، فلينظر ذلك(٢) .

كتابه في الرجال:

ذكر الطهراني أنّ له كتاب: تسمية مَن شَهد مع علي بن أبي طالب مِن أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

ولده:

وله ولد يُقال له: عبد الله بن الأجلح الكوفي، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام برقم(٩٠) .

كما ترجم لولده - عبد الله بن الأجلح - المزّي ترجمة مُفصّلة ج١٤ ص٢٧٨، ونقل توثيقه عن ابن حَبَّان وغيره.

وقد روى له الترمذي، وابن ماجه.

____________________

(١) سير أعلام النُبلاء ج٦ ص٢٤٨.

(٢) هامش تهذيب الكمال ج٢ ص٢٧٩.

(٣) مصفى المقال ص ٤٠ و ٢٩٧.

٢١

٤ - مُؤمن الطاق: من أعلام القرن الثاني(١) .

محمَد بن علي بن النُعمان بن أبي طريفة البجلي، مولى.

الأحول: أبو جعفر، كوفي، صيرفي، يُلقّب مؤمن الطاق، و صاحب الطاق، ويُلقّبه المخالفون: شيطان الط-اق.

روى عن الإمام الصادق ( ع ).

قال النجاشي ( ٥١١ ): شيخنا المُتكلّمرحمه‌الله (٢) .

وقال أيضاً ( ٨٨٧ ): وكان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة، فيُرجع إليه في النَقد، فيرد ردّاً يُحرج كما يقال، فيقال: شيطان الطاق.

فأمّا منزلته في العِلم وحُسن الخاطر؛ فأشهر(٣) .

وقال الشيخ الطوسي ( ٥٩٥ ): محمّد بن النُعمان الأحول، ويُلقّب بشيطان الطاق، والشيعة تُلقبه بمؤمن الطاق، من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، وكان متكلّماً، حاذقاً، حاضر الجواب(٤) .

وعدّه في رجاله مِن أصحاب الإمام الكاظم ( ع ) ووثقّه(٥) .

له كُتب عديدة منها في الرجال:

كتاب في أمر طلحة والزبير وعائشة.

ذكره الطوسي.

____________________

(١) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص٤٢٩ رقم ٥١١ و ج٢ ص٢٠٣ رقم ٨٨٧، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٣٨٨ رقم ٥٩٥، رجال الطوسي ص ٣٥٩ في أصحاب الكاظم ووثّقه.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٤٢٩ رقم ٥١١.

(٣) رجال النجاشي ج٢ ص٢٠٣ رقم ٨٨٧.

(٤) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٣٨٨ رقم ٥٩٥.

(٥) رجال الطوسي ص ٣٥٩ في أصحاب الكاظم.

٢٢

٥ - محمّد بن السائب الكلبي: المُتوفّى ١٤٦ ه-(١) .

محمّد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي أبو النضر المُتوفّى ١٤٦ه-.

ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام .

وعده البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

وهو أحد المُفسّرين، له كتاب في ذلك.

روى عن الأصبغ بن نباته، وعن أخَوَيه: سفيان بن السائب، وسلمة بن السائب، وروى عنه خَلق كثير منهم:

شعبة بن الحجّاج، وابنه هشام بن محمّد بن السائب الكلبي.

روى له الترمذي، وابن ماجة في التفسير.

قال ابن عدي: وللكلبي غير ما ذكرتُ مِن الحديث أحاديث صالحة، وخاصّة عن أبي صالح، وهو رجل معروف بالتفسير، وليس لأحد تفسير أطول منه، ولا أشبع منه، وبعده مُقاتل بن سليمان، إلاّ أنّ الكلبي يُفضَل على مُقاتل؛ لِما قيل في مُقاتل مِن المذاهب الرديئة.

وحَدّث عن الكلبي ابن عُيينة، وحمّاد بن سلمة، وإسماعيل بن عياش، وهشيم وغيرهم مِن ثُقات الناس، ورضوه بالتفسير(٢) .

ترجمه المزّي في تهذيب الكمال، وذكر تاريخ وفاته سَنة ١٤٦، وكذلك ابن النديم.

____________________

(١) مصادر ترجمته: رجال الطوسي ص١٣٦ رقم ٢٥، و ص٢٨٩ رقم ١٤٤، رجال البرقي، مُعجم رجال الحديث ج١٦ ص١٠٧، مصفى المقال ص٤٠٦، تهذيب الكمال للمزّي ج٢٥ ص٢٤٦، الفهرست لابن النديم ص١٥٢، سِيَر أعلام النُبلاء ج٦ ص٢٤٨، الطبقات لابن سعد ج٦ ص٢٤٩.

(٢) الكامل لابن عدي ج٧ ص٢٨٢ برقم ١٦٢٦.

٢٣

ضُعّف لتشيُّعه:

وقد ضعّفه كثير مِن العامّة لفَرطه في التَشيُّع ورُميَ بالرفض أيضاً.

قال الساجي: متروك الحديث، وكان ضعيفاً جدّاً؛ لفرطه في التَشيُّع(١) .

وقال ابن حجر: مُتّهم بالكذب، ورُمي بالرفض(٢) .

وقد نقل ولده هُشام وغيره عنه، وعن كُتُبه تراجم جَمعٌ غفير مِن الصحابة.

٦ - أبو مخنف: المُتوفّى ١٥٨ ه-(٣) .

لوط بن يحيى الأزدي الغامدي أبو مخنف المُتوفّى ١٥٨ه-.

مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

روى عن الإمام الصادقعليه‌السلام وغيره.

روى عنه: هشام بن محمّد بن السائب الكلبي وغيره.

اختُلِف في أبي مخنف مِن صحب مَنْ مِن الأئمّةعليهم‌السلام ؟

فقد نقل الطوسي: أنّه مِن أصحاب أمير المؤمنين، والحسن، والحسينعليهم‌السلام ، قال: على ما زعم الكشّي، والصحيح أنّ أباه كان مِن أصحابه، وهو لم يلقه.

____________________

(١) هامش تهذيب الكمال ج٢٥ ص٢٥٣.

(٢) تقريب التهذيب برقم ٥٩٣٨.

(٣) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج٢ ص١٩١ رقم (٨٧٣)، الفهرست للطوسي ص١٥٩ رقم ( ٥٨٥ ) تحقيق بحر العلوم، وص٦٨١ رقم ( ٥٨٦ ) تحقيق الطباطبائي، جامع الرواة ج٢ ص٣٢، رياض العُلماء ج٤ ص٤٢٦، مصفى المقال ص٣٨٢، الذريعة ج١٠ ص١٤٢، وقاموس الرجال ج٨ ص٦١٥ برقم ( ٦١٨٦ )، الفهرست لابن النديم ص١٤٨، سِيَر أعلام النبلاء ج٧ ص٣٠١ رقم ٩٤.

٢٤

وما أبعد هذا عمّا ذكره النجاشي بقوله: روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وقيل أنّه روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولم يصح.

فالنجاشي يُشكّك في روايته عن الإمام الباقرعليه‌السلام ، فكيف يروي عمّا قبله مِن الأئمّة.

قال النجاشي: أبو مخنف، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم، وكان يُسكَن إلى ما يرويه(١) .

مذهبه:

ربّما يَظهر مِن النجاشي في كلامه السابق كونه إماميّاً.

وقال المامقاني: لا ينبغي التأمّل في كونه إماميّاً، كما صرّح به جماعة، وإنكار ابن أبي الحديد ذلك … مِن الخرافات(٢) .

وقال ابن عدي: وهو شيعيّ محترق صاحب أخبارهم(٣) .

وهناك رأي آخر يقول: إنّ أبا مخنف لم يكن شيعيّاً، وإنّما هو مِن المُحدِّثين.

قال ابن أبي الحديد: وأبو مخنف مِن المحدِّثين، وممَّن يرى صحّة الإمامة بالاختيار، وليس مِن الشيعة، ولا معدوداً مِن رجالها(٤) .

وكذلك شكّك في إماميّته المُحقّق التُستري(٥) .

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص١٩١.

(٢) قاموس الرجال ج٨ ص ٦٢٠.

(٣) الكامل لابن عدي ج٧ ص٢٤١ برقم ١٦٢١.

(٤) شرح النهج لابن أبي الحديد ج١ ص١٤٧.

(٥) اُنظر: قاموس الرجال ج٨ ص٦٢٠.

٢٥

كُتُب أبي مخنف في الرجال:

وله كُتب كثيرة، منها في تراجم آحاد الرجال، ذكرها النجاشي في رجاله برقم ( ٨٧٣ )، والشيخ الطوسي في الفهرست برقم ( ٥٨٦ ).

١ - مقتل الحسينعليه‌السلام .

٢ - كتاب مَقتل محمّد بن أبي بكر.

٣ - مقتل عثمان.

٤ - كتاب الجَمل.

٥ - كتاب صِفّين.

٦ - كتاب أهل النهروان والخوارج.

٧ - مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٨ - مقتل الحسنعليه‌السلام .

٩ - مقتل حِجر بن عدي.

١٠ - أخبار زياد.

١١ - أخبار الحجّاج.

١٢ - أخبار المُختار.

١٣ - أخبار ابن الحنفيّة ( ابن النديم ).

١٤ - كتاب زيد بن عليعليه‌السلام ( ابن النديم ).

١٥ - كتاب يحيى بن زيد ( ابن النديم ).

وذكر الطهراني في مصفى المقال، والذريعة أن وفاته ١٥١ه- ولعلّه اشتباه.

٢٦

٧- أحمد الأهوازي: مِن أعلام القَرن الثاني(١) .

أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران، مولى عليّ بن الحسين ( ع ). ( أو جعفر الأهوازي ). المُلقّب ( دندان ).

قال النجاشي ( ١٨١ ): روى عن جميع شيوخ أبيه، إلاّ حمّاد بن عيسى، فيما زعم أصحابنا القُميّون، وضعّفوه، وقالوا: هو غالٍ، وحديثه يُعرف ويُنكَر(٢) .

والغُلوّ المذكور عند القُمّيّين لا يُؤخذ على ظاهر.

قال المامقاني في تنقيح المقال ج١ ص٣٣٤:

قد نبهنا غير مَرّة على أنّ رمي القدُماء - سيّما القمّيّين منهم - الرجل بالغلوّ لا يُعتنى به؛ لإن الاعتقاد بِجُملة ممّا هو الآن مِن ضروريات المذهب كان معدوداً عندهم مِن الغلوّ، ألا ترى عدّهُم نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام غُلوّاً، مع أنّ مَن لم ينفِ السهو عنهم اليوم لا يُعد مؤمناً، ولقد أجاد الفاضل الحائري حيث قال: رَميُ القمّيّين بالغُلوِّ، وإخراجهم مِن قُم لا يَدلّ على ضعفٍ أصلاً، فإنّ أجلّ علمائنا وأوثقهم غالٍ على زعمهم، ولو وجدوه في قُم لأخرجوه منها لا محالة(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج١ ص٢٠٧ رقم ١٨١، فهرست كُتب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٥٥ رقم ٦٧.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٢٠٧ رقم ١٨١.

(٣) هامش رجال النجاشي ج١ ص١٤٣ عن تنقيح المقال.

٢٧

له كُتب منها في الرجال:

١ - كتاب الأنبياء.

٢ - كتاب المثالب.

٢٨

القرن الثالث

في هذا القرن صدر عدد كبير مِن الكُتب في عِلم الرجال، وإن كان لم يصلنا مِنها، ومن أسمائها إلاّ القليل جدّاً، ومع ذلك فقد حفظ لنا التاريخ عدداً مِن أسماء المؤلّفين في هذا المجال.

٨ - محمّد بن خالد البرقي: مِن أعلام القرن الثالث(١) .

أبو عبد الله محمّد بن خالد بن عبد الرحمان بن محمّد بن علي البرقي، وهو مِن أصحاب الإمام الكاظم، والرضا، والجواد، كما ذكره ولده في كتابه الرجال المطبوع، ويبدو أن صاحب الترجمة عاش في أوائل القرن الثالث الهجري، وهو صاحب كُتُب نوادر الحكمة.

ووالد أحمد بن محمّد البرقي المُتوفّى (٢٧٤ أو ٢٨٠ه-)، كما قد ذكره ابن النديم في (الفهرست) في عِداد فقهاء الشيعة، وذكر مِن تصانيفه (كُتُب الرجال في ذكر مَن روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام )، وقد وث-قه الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وذكره في أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وقال: مِن أصحاب موسى بن جعفر والرضا ( ع ).

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم(٨٩٩)، الفهرست للطوسي برقم(٦٣٩)، رجال البرقي، رجال الطوسي ص٣٨٦ رقم ٤ و ص٤٠٤ رقم ١، مُعجَم رجال الحديث ج١٦ ص٦٤، مصفى المقال ص٤٠٥، الذريعة ج١٠ ص١٠٠، جامع الرواة ج٢ ص١٠٨، قاموس الرجال ج٨ ص٢٤٩ رقم ٦٦٧٩.

٢٩

٩ - عبد الله الكناني: المُتوفّى ٢١٩ه-(١) .

أبو محمّد عبد الله بن جبلة بن حنان بن الحر الكِناني المُتوفّى ٢١٩ه- مِن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، وقد نصّ النجاشي على وثاقته، وذَكر تاريخ وفاته، وكتابه في الرجال.

قال: ثقة، روى عن أبيه، عن جده حنان بن الحرّ، كان الحرّ أدرك الجاهلية، وبيت جبلة بيت مشهور بالكوفة، وكان عبد الله واقفاً، وكان فقيهاً، ثقة، مشهوراً. له كُتُب، منها: كتاب الرجال، وكتاب الصفة في الغَيبة على مذهب الواقفة - إلى أن قال - ومات عبد الله سَنَة تسع عشرة ومائتين(٢) .

وذكر السيد حسن الصدر أنّ المُترجَم أوّل مَن ألّف في عِلم الرجال، ولكن الصحيح أنّ أوّل مَن ألّف هو عبيد الله بن أبي رافع كما تقدّم.

١٠ - الحسن بن علي بن فضّال: المُتوفّى ٢٢٤ه-(٣) .

قال النجاشي ( ٧١ ): الحسن بن علي بن فضّال، كوفي، يُكنّى أبا محمّد، ابن عمرو بن أيمن، مولى تيم الله …

وكان الحسن عُمره كُلّه فطحيّاً مشهوراً بذلك حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحق،رضي‌الله‌عنه (٤) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج٢ ص١٣ رقم (٥٦١)، رجال الطوسي في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ص٣٥٦، الفهرست للطوسي برقم ٤٥٤، مصفى المقال ص٢٤٩، تأسيس الشيعة لعُلوم الإسلام ص٢٣٣، قاموس الرجال ج٦ ص٢٧٨ برقم ٤٢٣٣.

(٢) رجال النجاشي ج٢ ص١٣ رقم ٥٦١.

(٣) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ برقم ( ٧١ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي برقم ١٦٤.

(٤) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ برقم ( ٧١ ).

٣٠

ثمّ نقل عن الكشّي روايات تدلّ على مدحه والثناء عليه.

وقال الطوسي ( ١٦٤ ): الحسن بن علي بن فضّال - التيملي - بن ربيعة بن بكر، مولى تيم الله بن ثعلبة، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وكان خِصّيصاً به. كان جليل القدر، عظيم المنزِلة، زاهداً، ورعاً، ثقة في الحديث وفي رواياته(١) .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضاعليه‌السلام برقم(٢) بقوله: كوفيّ ثقة(٢) .

وذكره ابن النديم بقوله: أبوعلي الحسن بن علي بن فضّال … وكان مِن خاصّة أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٣) .

كِتابه في علم الرجال:

له كُتُب الرجال، ذكره له النجاشي، وذكر سَنَده إليه، ويظهر أنّ هذا الكتاب عنده، وينقل منه، كما ذكر أنّ وفاته سَنَة ٢٢٤ ه-.

١١ - هِشام الكلبي النسّابة: المُتوفّى ٢٠٦ه-(٤) .

هشام بن محمّد بن السائب بن بشر … الكلبي، أبو المُنذر المُتوفّى ٢٠٦ه- كما ذكره ابن النديم، وقيل ٢٠٤ه- كما في لسان الميزان.

____________________

(١) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص١٢٣ رقم ١٦٤ تحقيق الطباطبائي.

(٢) رجال الطوسي ص٣٧١.

(٣) الفهرست لابن النديم ص٣٧٠.

(٤) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي تحت رقم(١١٦٧)، الفهرست لابن النديم ص١٥٣ - ١٥٧، الذريعة ج١٠ ص١٥٩، مصفى المقال ص٤٩٣، لسان الميزان ج٦ ص١٩٦، سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠١ رقم ٣.

٣١

قال الذهبي: العلاّمة الأخباري، النسّابة، الأوحد، أبو مُنذر، هشام بن الأخباري الباهر، محمّد بن السائب بن بشر الكلبي، الكوفي، الشيعي، أحد المتروكين كأبيه(١) .

وقال ابن عساكر: رافضيّ، ليس بثقة(٢) .

وإنّما ضُعّف لأجل تشيّعه، كما يدلّ عليه كلام الذهبي وابن عساكر وغيرهما.

وهو نسّابة مشهور، وله كُتُب في النَسَب، والكُنى، والحروب، والمقاتل، والتاريخ.

كُتُبه في علِم الرجال:

١- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن الصحابة ). نقل عنه عدّة تراجم في الاستيعاب(٣) .

٢- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن البدريّين ).

٣- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن الأنصار ). نقل عنه ابن حجر في الإصابة ترجمة وداعة بن أبي زيد الأنصاري وغيره(٤) .

٤- ( مَن شَهِد الجَمل مع عليّعليه‌السلام ). نقل عنه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة في ترجمة زيد بن صوحان العبدي(٥) .

____________________

(١) سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠١.

(٢) سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠٢.

(٣) الاستيعاب ج٤ ص١٢٧ رقم الترجمة ٢٧٧٠ في ترجمة وداعة.

(٤) الإصابة ج٦ ص٤٧١ رقم الترجمة ٩١٣٣ في ترجمة وداعة.

(٥) الاستيعاب ج٢ ص١٢٤ رقم الترجمة ٨٥٧، والإصابة ج٢ ص٥٣٢ رقم الترجمة ٣٠٠٤.

٣٢

٥ - كتاب نَسَب آل أبي طالب وغيرها مِن آحاد التراجم.

وبَلغت كُتُبه ١٤٤ كتاباً كما ذكرها ابن النديم في الفهرست، وذكر النجاشي عدداً كثيراً مِنها، روى عن أبيه، وروى عنه ابنه العبّاس بن هشام الكلبي.

١٢ - أحمد الأشعري القُمّي: القرن الثالث(١) .

أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري، أبو علي القُمّي، وكان وافد القمّيّين.

روى عن أبي جعفر الثاني، وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان خاصّة أبي محمّدعليه‌السلام . كذا قاله النجاشي.

وقال الشيخ الطوسي في توثيقه: أحمد بن إسحاق… أبو علي، كبير القَدر، ومِن خواصّ أبي محمّدعليه‌السلام ، ورأى صاحب الزمانعليه‌السلام ، وهو شيخ القُمّيّين ووافدهم.

وله كُتُب منها: كتاب عِلل الصلاة - كبير -، ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالثعليه‌السلام (٢) .

وقال الطوسي في كتابه الغَيبة: قد كان في زمان السُفراء المحمودين أقوام ثُقات ترد عليهم التوقيعات مِن قِبَل المنصوبين للسفارة مِن الأصل، منهم أحمد بن إسحاق(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته أو ذكره: رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ رقم ( ٧١ ) و ( ٢٢٣ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي (٧٨) و( ١٦٤ )، الذريعة ج١٠ ص٨٩ و ٩٤، مصفى المقال ص٤٢ و ١٢٧، رجال الطوسي ص٣٩٨ و٤٢٧، رجال البرقي، رجال الكشّي، مُعجَم رجال الحديث ج٢ ص٤٧، قاموس الرجال ج١ ص٣٩٣ رقم الترجمة ٢٩١.

(٢) فهرست كُتُب الشيعة ص٦٣ رقم الترجمة ٧٨.

(٣) كتاب الغيبة للطوسي ص ٢٥٨ طبع النجف ١٣٨٥ه- الطبعة الثانية.

٣٣

له كُتُب منها: كتاب مسائل الرجال لأبى الحسن الثالثعليه‌السلام ، كما ذكره النجاشي والشيخ الطوسي في الفهرست.

وقد نصّ الشيخ الطوسي على وثاقته في رجاله(١) .

وكان ممّن رأى الإمام الحجّةعليه‌السلام .

١٣ - الحسن بن محبوب السرّاد: وُلد ١٤٩ه-، توفّي ٢٢٤ ه-(٢) .

ويُقال له ( الزرّاد )، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، ويُعدّ مِن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، والمُترجَم مِن أصحاب الإجماع والأركان الأربعة، الراوي عن ستّين رجلاً مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

وقد وث-قه الشيخ الطوسي بقوله: كوفيّ ثقة، روى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عن ستّين رجلاً مِن أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . وكان جليل القدر، يُعدّ في الأركان الأربعة في عصره، له كُتُب كثيرة، منها كتاب المَشيَخة …(٣) .

له مِن الكتب في علم الرجال:

١- معرفة رواة الأخبار. كما في معالم العُلماء.

____________________

(١) رجال الطوسي ص٤٢٧ في أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٢) اُنظر ترجمته: فهرست كُتُب الشيعة للطوسي (١٦٢)، معالم العُلماء، رجال الكشي، رجال البرقي في أصحاب الكاظم، مُعجَم رجال الحديث ج٥ ص٨٩، مصفى المقال ص١٢٨، الذريعة ج١٠ ص٩٠.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص١٢٢ رقم ١٦٢.

٣٤

٢- المَشيَخة. كما في الفهرست للطوسي، وقد بوّبها على أسماء الشيوخ: الشيخ أبو جعفر أحمد بن الحسن الأزدي الذي يروي عن ابن محبوب.

وقد وُلِد في سَنة ١٤٩ه- وتُوفّي ٢٢٤ه-.

١٤ - أحمد بن محمّد البرقي: المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه-(١) .

أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه- الكوفي الأصل.

مِن أصحاب الإمام الجواد والإمام الهاديعليهما‌السلام ، وبقي إلى بعد وفاة الإمام العسكريعليه‌السلام .

وث-قه النجاشي والطوسي، وهو صاحب ( كتاب المحاسن ) المطبوع المُنتشر.

قال النجاشي: أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي البرقي، أبو جعفر، أصله كوفي، وكان جدّه محمّد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيدعليه‌السلام ثمّ قَتله، وكان خالد صغير السِنّ، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق رود، وكان ثقة في نفسه، يروي عن الضُعفاء، واعتمد المراسيل(٢) .

وقال الطوسي: وكان ثقة في نفسه، غير أنّه أكثرَ الرواية عن الضُعفاء، واعتمد المراسيل(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم(١٨٠)، الفهرست للطوسي (٦٥) ، مُقدّمة كتاب المحاسن المطبوع، مصفى المقال ص٥٩، الذريعة ج١٠ ص٩٩، مُعجَم رجال الحديث ج٢ ص، قاموس الرجال ج١ ص٥٩٠ رقم ٥٣٢.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٢٠٤ رقم ١٨٠.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص٥١ رقم ٦٥.

٣٥

وذكره في رجاله، في أصحاب الإمام الجواد والإمام الهاديعليهما‌السلام .

كُتبه في عِلم الرجال:

١ - كتاب طبقات الرجال: المُرتّب بترتيب أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة إلى صاحب الزمان (عج)، وهو مطبوع مع رجال ابن داود، وقد ذكره النجاشي والشيخ الطوسي.

٢ - كتاب الرجال: ذكره النجاشي أيضاً.

٣ - كتاب بنات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأزواجه. ذكره الطوسي.

وقد شَكّك بعض المُحقّقين في كتاب ( الرجال ) المشهور، هل هو له، أم لأبيه المتقدّم، أم لعبد الله بن أحمد البرقي الذي يروي عنه الكُليني، أم لأحمد بن عبد الله البرقي الذي يروي عنه الشيخ الصدوق؟

ورُجّح الأخير؛ لأنّه يروي فيه عن سعد بن عبد الله القُمّي، وعنون فيه عبد الله بن جعفر الحِميري(١)

ولكن بعد عنوان النجاشي والطوسي فلا مَحيص عن القول به.

١٥ - حُبيش بن مبشّر: المُتوفّى ٢٥٨ ه-(٢) .

حُبيش بن مبشّر بن أحمد بن محمّد الثقفي، أبو عبد الله الطوسي، نزيل بغداد المُتوفّى يوم السبت٩ رمضان سَنة ٢٥٨ه-، واسمه محمّد ولكن اشتهر بلقبه،

____________________

(١) قاموس الرجال ج١ ص٤٥.

(٢) اُنظر ترجمته:رجال النجاشي رقم (٣٧٧)، مصفى المقال ص٤٢٢، تهذيب الكمال للمزي ج٥ ص٤١٥ رقم (١١١٠)، تهذيب التهذيب ج٢ ص١٩٥، الذريعة ج١٠ ص١٠٨، تقريب التهذيب رقم ١١٢٥.

٣٦

وهو أخو جعفر بن مبشّر (وكان مِن أصحابنا، وروى مِن أحاديث العامّة فأكثر.) كذا قاله النجاشي.

وقال ابن حجر: ثقة فقيه سني. والاعتماد على كلام النجاشي.

كتابه في الرجال:

أخبار السَلف: وفيه طَعن كثير على المُتقدّمين على أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وصَفه النجاشي بأنّه: كتاب كبير حسن، وقد ترجمه عُلماء العامّة واثنوا عليه ووثّقوه.

ملاحظة حول تاريخ وفاة المُترجَم: حصل اشتباه للطهراني في الذريعة، ومصفى المقال، حيث جعل وفاته سَنة ١٥٨ه-، وقد تكرر مِنه ذلك في موارد عديدة، والصحيح ٢٥٨ه-

١٤ - عبّاد الرواجِني: المُتوفّى ٢٥٠ه-(١) .

هو عبّاد بن يعقوب الأسدي الرواجِني، أبو سعيد الكوفي العصفري المُتوفّى ٢٥٠ه-.

ذكر الشيخ الطوسي في( الفهرست ): أنّه عامّيّ المذهب، وترجم الطوسي له ولعبّاد العصفري؛ فيظهر منه التَعدُّد، والصحيح خلاف ذلك معاً.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي (٧٩١)، الفهرست للطوسي (٥٤١ و ٥٤٢)، مُعجَم رجال الحديث ج٩ ص٢١٠ و ٢١٨، مصفى المقال ٢١٤، الذريعة ج١٠ ص١٢٣، تهذيب الكمال للمزّي ج١٤ ص١٧٥، تهذيب التهذيب ج٥ ص١٠٩، تقريب التهذيب رقم ٣١٧٠.

٣٧

والتحقيق:

أمّا بالنسبة إلى الأوّل: فإنّه إمامي المذهب، وذلك لكُتبه التي تدلّ على كونه إماميّاً، بل ومتعصّباً أيضا بالإضافة إلى أنّه قد ترجمه عُلماء العامّة، ونصّوا على صدقه، ووثاقته، وكونه شيعيّاً رافضيّاً يَسبّ السَلف، ومع ذلك روى له البخاري والترمذي وابن ماجة وغيرهم.

قال بن عدي: وعبّاد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة، وفيه غُلوٌّ فيما فيه مِن التَشيُّع، وروى أحاديث أُنكرت عليه في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم(١) .

وقال الذهبي: الشيخ العالِم الصدوق، مُحدّث الشيعة: أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي، الرواجني الكوفي المبتدع(٢) .

قال ابن حجر: صدوق رافضي، حديثه في البخاري(٣) .

وأمّا الثاني: فقد نصّ النجاشي على الاتّحاد، وأنّ العصفري هو عبّاد بن يعقوب، له كِتاب في الرجال باسم:( كتاب المعرفة في معرفة الصحابة )، ذكره الطوسي في الفهرست(٤) ، وأخبار المهدي. ذكره الطوسي أيضاً.

____________________

(١) الكامل لابن عدي ج٥ ص٥٥٩.

(٢) سِيَر أعلام النبلاء ج١١ ص٥٣٦.

(٣) تقريب التهذيب رقم ٣١٧٠.

(٤) الفهرست للطوسي ص١٤٦ رقم ٥٤١، الطبعة الثانية، المطبعة الحيدريّة في النجف. ولكن الفهرست ص٣٤٣ رقم ٥٤٢ بتحقيق الطباطبائي غير موجودة فيها.

٣٨

١٦- جبرئيل الفاريابي: القرن الثالث(١) .

جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمّد، كان مقيماً بكش، كثير الرواية عن العُلماء بالعراق وقُم و خراسان، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في مَن لم يروِ عنهمعليهم‌السلام رقم(٩) ، وهو مِن مشايخ أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي، والكشّي الّذي هو تلميذ العياشي، يروي عنه بواسطة العياشي كثيراً، ويَعتمد عليه، ويروي ما وجده بخطّه، فيظهر أنّ كتابه مِن كُتُب الرجال المُعتمدة.

١٧- علي بن الحَكم: القرن الثالث(٢) .

علي بن الحَكم بن الزبير النخعي، أبو الحسن الضرير، مولى. كذا ذكره النجاشي.

وقال الطوسي ( ٣٧٦ ): علي بن الحَكم الكوفي ثقة، جليل القدر.

ووصفه الكشي: بالأنباري، وقد وصف علي بن الحَكم مرة ب- ( الأنباري )، و( الكوفي )، و( النخَعي )، وقد تَعدّدت تراجمهم ولكن المُحقّق التستري نصّ على أنّهم رجل واحد(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال الطوسي ص٤٥٨، الذريعة ج١٠٣، مصفى المقال ص١٠٣، مُعجَم رجال الحديث ج٤ ص٣٣.

(٢) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم(٧١٦)، الفهرست للطوسي رقم (٣٧٨) ووث-قه فيه، رجال الطوسي ص٣٨٢، رجال البرقي، الذريعة ج١٠ ص١٣٥، مصفى المقال ص٢٧٨، مُعجَم رجال الحديث ج١١ ص٣٨١ - ٣٩٥، لسان الميزان لابن حجر ج١ و ٢، قاموس الرجال ج٧ ص٤٤٦ - ٤٤٩ برقم ٥١١٦ و٥١١٧ و٥١١٨ و٥١١٩.

(٣) قاموس الرجال ج٧ ص٤٤٦-٤٤٩ برقم ٥١١٦ و٥١١٧ و٥١١٨ و٥١١٩.

٣٩

والمُترجَم مِن أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام ، وهو تلميذ ابن أبي عُمير، وروى عن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام كثيراً، مثل: الحسن بن علي بن فضّال، وعبد الله بن بكير، وغيرهما.

روى عنه: أحمد بن محمّد البرقي المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه- وغيره.

والمُترجَم له كتاب في ( رجال الشيعة ) ينقل عنه ابن حَجر - في ( لسان الميزان ) - بعض تراجم الشيعة.

١- منها ترجمة: حسّان بن أبي عيسى الصيقلي ج٢ ص١٨٨ رقم ٨٥٨.

قال ابن حجر: ذكره عليّ بن الحَكم في مصنفي الشيعة، وقال روى عنه الحسن بن علي بن يقطين حديثاً كثيراً.

وهذا مِن حَسنات هذا الكتاب، فبعد تتبّعي لم أجد ترجمة لحساّن بن أبى عيسى الصيقلي في كُتُب الشيعة، كما أنّه لم توجد رواية للحسن عنه، إلاّ ما أشار إليه ابن حجر.

٢- ومنها في ترجمة: حسّان بن عبد الله الجعفي، لم يُذكر له توثيق في كُتُب الشيعة، وإنّما ذكره الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام تحت رقم (٢٧١).

بينما عليّ بن الحَكم نصّ على وثاقته بقوله: كان ثقة قليل الحديث. كما نقله عنه ابن حجر في لسان الميزان ج٢ ص١٨٨، ولو وُجد هذا الكتاب لاستُفيدَ منه كثيراً.

٣- وكذلك نَقل عن كتابه ابن حجر في ترجمة: إبراهيم بن سنان بقوله: ذكره عليّ بن الحَكم في رجال الشيعة مِن أصحاب جعفر الصادق. لسان الميزان ج١ ص٦٦ رقم ١٧٢.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

اجل إن اللّه الّذي منح الحرارة للنّار والاضاءة للقمر ، والاشعاع للشمس لقادر على سلب هذه الآثار وانتزاعها من تلك الاشياء وتجريدها ، ولهذا صحَّ وصفُه بمسبب الاسباب ، ومعطلها.

غير ان جميع هذه الحوادث الخارقة والآيات الباهرة لم تستطع ان توفر لابراهيم الحرية الكاملة في الدعوة والتبليغ ، فقد قررت السلطة الحاكمة وبعد مشاورات ومداولات إبعاد « إبراهيم » ونفيه ، وقد فتح هذا الأَمرُ صفحة جديدة في حياة ذلك النبيّ العظيم ، وتهيأت بذلك اسبابُ رحلته إلى بلاد الشام وفلسطين ومصر وارض الحجاز.

هجرة الخليل عليه‌السلام :

لقد حكمت محكمة « بابل » على « إبراهيم » بالنفي والإبعاد من وطنه ، ولهذا اضطرّعليه‌السلام ان يغادر مسقط رأسه ، ويتوجه صوبَ فلسطين ومصر ، وهناك واجه استقبال العمالقة الذين كانوا يحكمون تلك البقاع وترحيبهم الحار به ونعم بهداياهم الّتي كان من جملتها جارية تدعى « هاجر ».

وكانت زوجته « سارة » لم تُرزق بولد إلى ذلك الحين ، فحركت هذه الحادثة عواطافها ومشاعرها تجاه زوجها الكريم إبراهيم ولذلك حثته على نكاح تلك الجارية عله يُرْزَقُ منها بولد ، تقرّ به عينه وتزدهر به حياته.

فكان ذلك ، وولدت « هاجر » لإبراهيم ولداً ذكراً سمي باسماعيل ، ولم يمض شيء من الزمان حتّى حبلت سارة هي أيضاً وولدت ـ بفضل اللّه ولطفه ـ ولداً سمي باسحاق(١) .

وبعد مدة من الزمان أمر اللّه تعالى « إبراهيم » بان يذهب بإسماعيل واُمه « هاجر » إلى جنوب الشام « أي ارض مكة » ويُسكِنهما هناك في واد غير معروف إلى ذلك الحين واد لم يسكنه أحدٌ بل كانت تنزل فيه القوافل التجارية

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ، ص ١١٨ و ١١٩.

١٤١

الذاهبة من الشام إلى اليمن ، والعائدة منها إلى الشام ، بعض الوقت ثم ترحل سريعاً ، وأما في بقية أوقات السنة فكانت كغيرها من أراضي الحجاز صحراء شديدة الحرارة ، خالية عن أي ساكن مقيم.

لقد كانت الاقامة في مثل تلك الصحراء الموحشة عملية لا تطاق بالنسبة لأمرأة عاشت في ديار العمالقة والفت حياتهم وحضارتهم ، وترفهم وبذخهم.

فالحرارة اللاهبة والرياح الحارقة في تلك الصحراء كانت تجسّد شبح الموت الرهيب امام ابصار المقيمين.

وإبراهيم نفسه قد انتابته كذلك حالةٌ من التفكير والدهشة لهذا الامر ، ولهذا فإنّه فيما كان عازماً على ترك زوجته « هاجر » وولده « إسماعيل » في ذلك الواد قال لزوجته « هاجر » وعيناه تدمعان : « إن الّذي أمرني أن أضعَكُمْ في هذا المكان هو الّذي يكفيكم ».

ثمّ قال في ضراعة خاصة : «ربِّ اجْعِلْ هذا بَلَداً آمِناً وَاْرزُقْ أهْلَهُ مِنَ الَثمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِر »(١) .

وعندما انحدر من ذلك الجانب من الجبل التفت اليهما وقال داعياً : «رَبَّنا إنّي أسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَتي بِواد غَيْر ذِيْ زَرْع عِنْد بَيْتكَ الُمحَرَّم رَبَّنا لِيُقيْمُوا الصّلاة فَاجْعَلْ أفْئدَةً مِنَ النّاسِ تَهْويْ إلَيْهِمْ وَاْرزُقْهُمْ مِنَ الَّْثمراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون »(٢) .

إنَ هذا السفرة والهجرة وإن كانت في ظاهرها امراً صعباً ، وعملية لا تطاق ، إلا أن نتائجها الكبرى الّتي ظهرت في ما بعد أوضحت وبيّنت أهميّة هذا العمل ، لأنّ بِناء الكعبة ، وتأسيس تلك القاعدة العظمى لأهل التوحيد ، ورفع راية التوحيد في تلك الربوع ، وخلق نواة نهضة ، عميقة ، دينية ، انبثقت على يد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشعّت من تلك الديار إلى أنحاء العالم ، كلُ ذلك كان من ثمار تلك الهجرة.

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٦.

٢ ـ إبراهيم : ٣٧.

١٤٢

عين زمزم كيف ظهرت؟

لقد غادر « إبراهيم »عليه‌السلام أرض مكة تاركاً زوجته وولده « إسماعيل » بعيون دامعة ، وقلب يملأوه الرضا بقضاء اللّه والامل بلطفه وعنايته.

فلم تمض مدة إلا ونفد ما ترك عندهما من طعام وشراب ، وجف اللبن في ثديي « هاجر » ، وتدهورت أحوال الرضيع « إسماعيل » ، وكانت دموع الام الحزينة تنحدر على حجره ، وهي تشاهد حال وليدها الّذي قد أخذ العطش والجوع منه مأخذاً.

فانطلقت من مكانها فجأة تبحث عن الماء حتّى وصلت إلى جبل « الصفا » فرأت من بعيد منظر ماء عند جبل « مروة » ، فاسرعت إليه مهرولة ، غيران الّذي رأته وظنته ماء لم يكن الاّ السراب الخادع ، فزادها ذلك جزعاً وحزناً على وليدها ممّا جعلها تكرر الذهاب والاياب إلى الصفا والمروة أملا في أن تجد الماء ولكن بعد هذا السعي المتكرر ، والذهاب والاياب المتعدد بين الصفا والمروة عادت إلى وليدها قانطةً يائسةً.

كانت أنفاس الرضيع الظامئ ودقّات قلبه الصغير قد تباطأت بل واشرفت على النهاية ، ولم يعد ذلك الرضيع الظامئ قادراً على البكاء ولا حتّى على الانين.

ولكن في مثل هذه اللحظة الحرجة الصعبة استجاب اللّه دعاء خليله وحبيبه « إبراهيم » ، إذ لاحظت هاجر الماء الزلال وهو ينبع من تحت اقدام « اسماعيل ».

فسرت تلك الام المضطربة ـ الّتي كانت تلاحظ وليدها وهو يقضي اللحظات الاخيرة من حياته ، وكانت على يقين بانه سرعان ما يموت عطشاً ، وجهداً ـ سروراً عظيما بمنظر الماء ، وبرق في عينيها بريق الحياة ، بعد ان اظلمت الدنيا في عينيها قبل دقائق ، فشربت من ذلك الماء العذب ، وسقت منه رضيعها الظامئ ، وتقشعت بلطف اللّه وعنايته وبما بعثه من نسيم الرحمة الربانية كل غيوم اليأس ، وسحُب القنوط الّتي تلبدت وخيمت على حياتها.

١٤٣

ولقدادى ظهور هذه العين الّتي تدعى بزمزم في ان تتجمع الطيور في تلك المنطقة وتحلق فوق تلك البقعة الّتي لم يُعهد أن حلَّقت عليها الطيور ، وارتادتها الحمائم ، وهذا هو ما دفع بجرهم وهي قبيلة كانت تقطن في منطقة بعيدة عن هذه البقعة ان تتنبه إلى ظهور ماء فيها لما رأت تساقط الطيور وتحليقها ، فأرسلت واردين ليتقصيا لها الخبر ويعرفا حقيقة الأمر ، وبعد بحث طويل وكثير ، انتهيا إلى حيث حلت الرحمة الالهية ، وعندما اقتربا إلى « هاجر » وشاهدا بام عينيهما « امرأة » و « طفلا » عند عين من الماء الزلال الّذي لم يعهداه من قبل عادا من فورهما من حيث أتيا ، وأخبرا كبار القبيلة بما شاهداه ، فاخذت الجماعة تلو الجماعة من تلك القبيلة الكبيرة تفد إلى البقعة المباركة ، وتخيم عند تلك العين لتطرد عن « هاجر » وولدها مرارة الغربة ، ووحشة الوحدة ، وقد سبب نمو ذلك الوليد المبارك ورشده في رحاب تلك القبيلة في ان يتزوج إسماعيل هذا من تلك القبيلة ، ويصاهرهم ، وبذلك يحظى بحمايتهم له ، وينعم بدفاعهم ورعايتهم ومحبتهم له. فانه لم يمض زمانٌ حتّى أختار « إسماعيل » زوجة من هذه القبيلة ، ولهذا ينتمي ابناء « إسماعيل » إلى هذه القبيلة من جهة الاُم.

تجديد اللقاء :

كان إبراهيمعليه‌السلام بعد أن ترك زوجته « هاجر » وولده « إسماعيل » في ارض « مكة » بأمر اللّه ، يتردد على ولده بين فينة واُخرى.

وفي احدى سفراته ولعلّها السفرة الاُولى دخل « مكة » فلم يجد ولده « إسماعيل » في بيته ، وكان ولده الّذي أصبح رجلا قوياً ، قد تزوج بامرأة من جرهم.

فسأل « إبراهيم » زوجته قائلا : اين زوجك؟ فقالت : خرج يتصيَّد ، فقال لها : هل عندك ضيافة؟ قالت : ليس عندي شيء وما عندي أحد ، فقال لها إبراهيم : « إذا جاء زوجك فأَقرئيه السلام وقولي له : فَلْيغيّر عتبة بابه ».

١٤٤

وذهب إبراهيمعليه‌السلام منزعجاً من معاملة زوجة ابنه « إسماعيل » له وقد قال لها ما قال.

ولمّا جاء إسماعيلعليه‌السلام وجد ريح ابيه فقال لامرأته : هل جاءك احد؟ قالت : جاءني شيخ صفته كذا وكذا كالمستخّفِة بشأنه ، قال : فماذا قال لك : قالت : قال لي أقْرئي زوجك السلام وقولي له : فليغيّر عتبة بابه!!

فطلقها وتزوج اُخرى ، لأن مثل هذه المرأة لا تصلح ان تكون زوجة وشريكة حياة(١) .

وقد يتساءل أحد : لماذا لم يمكث إبراهيمعليه‌السلام هناك قليلا ليرى ولده إسماعيل بعد عودته من الصيد ، وقد قطع تلك المسافة الطويلة ، وكيف سمح لنفسه بان يعود بعد تلك الرحلة الشاقة من دون ان يحظى برؤية ابنه العزيز؟!

يجيب ارباب التاريخ على ذلك بان إبراهيم انما استعجل في العودة من حيث اتى لوعد اعطاه لزوجته سارة بأن يعود اليها سريعاً ، ففعل ذلك حتّى لا يخلف. وهذا من اخلاق الانبياء.

ثمّ إن « إبراهيم » سافر مرة اُخرى إلى أرض مكة بأمر اللّه ، وليبني الكعبة الّتي تهدمت في طوفان « نوح » ، ليوجّه قلوب المؤمنين الموحدين إلى تلك النقطة.

إن القرآن الكريم يشهد بأن أرض « مكة » قد تحولت إلى مدينة بعد بناء الكعبة قبيل وفاة إبراهيمعليه‌السلام ، لأن إبراهيم دعا بُعَيد فراغه من بناء الكعبة قائلا :

«رَبِّ اجْعَلْ هذا البَلَد آمِناً وَاجْنُبْني وَبَنِيِّ أنْ نَعْبُدَ الأَصْنام »(٢) على حين دعا عند نزوله مع زوجته ، وابنه إسماعيل في تلك الأَرض قائلا :

«رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً »(٣) .

وهذا يكشف عن ان مكة تحولت إلى مدينة عامرة في حياة الخليل

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ، ص ١١٢ نقلا عن قصص الأنبياء.

٢ ـ إبراهيم : ٣٥.

٣ ـ البقرة : ١٢٦.

١٤٥

عليه‌السلام ، بعد ان كانت صحراء قاحلة ، وواد غير ذي زرع.

* * *

ولقد كان من المُستحْسَن اسْتكمالا لهذا البحث أن نشرح هنا كيفية بناء الكعبة المعظمة ، ونستعرض التاريخ الاجمالي لذلك ، بيد أننا لكي لا نقصر عن الهدف المرسوم لهذا الكتاب اعرضنا عن ذلك وعمدنا إلى ذكر بعض التفاصيل عن أبرز واشهر أجداد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التاريخ.

٢ ـ قُصَيُّ بنُ كلاب :

إن أسلاف الرَّسول العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم على التوالي : عَبْدُ اللّه ، عَبْد الْمُطَّلِبْ ، هاشِم ، عبدُ مَناف ، قُصّيّ ، كِلابٌ ، مُرَّة ، كَعْب ، لُؤيّ ، غالِب ، فِهْر ، مالِك ، النَضر ، كِنانة ، خُزيمَة ، مدُركة ، إلياس ، مُضَر ، نَزار ، مَعدّ ، عَدنان(١) .

من المسلّم أنّ نسب النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عدنان هو ما ذُكر ، فلا خلاف فيه ، إنما وقع الخلاف في عدد ، واسماء من هم بعد عدنان إلى إسماعيلعليه‌السلام ، ولذلك لم يجز التجاوز عنه لحديث رواه ابن عباس عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ قال : « إذا بَلَغَ نَسَبي إلى عَدْنان فأَمْسِكُوا »(٢) هذا مضافاً إلى أَن النبيّ نفسه كان إذا عدّد أجداده فبلغ إلى عدنان أمسك ، ونهى عن ذكر من بعده إلى إسماعيل ، وقد روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : كَذِبَ النَسّابُونَ.

ولهذا فإننا نكتفي بذكر من اُتفِق عليه ، ونعمد إلى الحديث عن حياة كلِ واحد منهم.

ولقد كان كلُ من ذكرنا أسماءهم هنا معروفين ، ومشهورين في تاريخ

__________________

١ ـ التاريخ الكامل : ج ٢ ، ص ٢ ـ ٢١.

٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ١٠٥ عن مناقب ابن شهرآشوب ، وكشف الغمّة : ج ١ ، ص ١٥.

١٤٦

العرب ، بيد أن حياة طائفة منهم ترتبط بتاريخ الإسلام ، ولهذا فاننا نقف عند حياة « قصيّ » ومَن لحقه إلى والد النبيّ « عبد اللّه » ونعرض عن ذكر حياة غيرهم من أجداده وأسلافهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممّن لا علاقة له بهذه الدراسة(١) .

أمّا « قُصَيّ » وهو الجدّ الرابع لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاُمّة « فاطمة » الّتي تزوجت برجل من بني كلاب ورزقت منه بولدين هما : « زهرة » و « قصي » إلاّ أن زوج فاطمة قد توفي ، وهذا الاخير لم يزل في المهد ، فتزوجت بزوج آخر يدعى ربيعة ، وسافرت معه إلى الشام ، وبقي « قصيّ » يحظى برعاية أبوية من ربيعة حتّى وقع خلاف بين قصيّ وقوم ربيعة ، واشتد ذلك الخلاف حتّى انتهى إلى طرده من قبيلتهم ، ممّا أحزن ذلك أُمّه ، واضطرت إلى إرجاعه إلى « مكة ».

وهكذا اتت به يد القدر إلى « مكة » ، وسبّبت قابلياته الكامنة الّتي برزت في تلك المدينة في تفوقه على أهل مكة وبخاصة قريش.

وسرعان ما احتلَّ قصيّ هذه المقامات العالية ، وشغل المناصب الرفيعة ، مثل حكومة « مكة » وزعامة قريش ، وسدانة الكعبة المعظمة ، وصار رئيس تلك الديار دون منازع.

ولقد ترك ( قصيّ ) من بعده آثاراً كثيرة وعديدة منها تشجيع الناس على بناء المساكن والبيوت حول الكعبة المعظمة ، وتأسيس مكان للشورى ليجتمع فيه رؤساء القبائل العربية من اجل التداول في الامور وحل المشاكل يدعى بدار الندوة.

وقد توفي « قصيّ » في القرن الخامس الميلادي وخلف من بعده ولدين هما :

« عبد الدار » و « عبد مناف ».

٣ ـ عبد مناف :

وهو الجدّ الثالث لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واسمه « المغيرة » ولقبه

__________________

١ ـ لقد بحث ابن الأثير في الكامل حول حياتهم فراجع : ج ٢ ، ص ١٥ ـ ٢١.

١٤٧

« قمر البطحاء » ، وكان أصغر من اخيه « عبد الدار » إلا أنه كان يحظى بمكانة خاصة عند الناس دون أخيه ، وكان شعاره التقوى ، ودعوة الناس إلى حسن السيرة وصلة الرحم ، بيد انه مع ما كان له من المكانة القوية لم ينافس اخاه « عبد الدار » في المناصب العالية الّتي كان يشغلها.

فقد كانت الزعامة لاخيه عبد الدار حسب وصيّة أبيهما « قصيّ ».

ولكن بعد وفاة هذين الأَخوين وقع الخصام والتنازع بين أَبنائهما على المناصب ، وانتهى ذلك بالصراع الطويل إلى اقتسام المناصب والمقامات ، وتقرر ان يتولى ابناء عبد الدار سدانة الكعبة ، وزعامة دار الندوة ، ويتولى ابناء عبد مناف سقاية الحجيج وضيافتهم ووفادتهم.

وقد بقي هذا التقسيم المتفق عليه ساري المفعول إلى زمن ظهور الإسلام(١) .

٤ ـ هاشم :

وهو الجدُّ الثاني لنبي الإسلام واسمه « عَمْرو » ولقبه « العُلاء » وهو الّذي وُلِدَ مع « عبد شمس » توأمين ، وأخواه الاخران هما : « المطلب » و « نوفل ».

هذا وثمة خلاف بين ارباب السيَر وكتاب التاريخ في أن هاشماً وعبد شمس كانا توأمين ، وأن هاشما ولد واصبعٌ واحدة من اصابع قدمه ملصقة بجبهة « عبد شمس » وقد نزعت بسيلان دم ، فتشاءم الناس لذلك(٢) يقول الحلبي في سيرته : فكانوا يقولون : سيكون بينهما دم فكان بين ولديهما اي بين بني العباس

__________________

١ ـ لم تكن هناك مناصب للكعبة يوم اُسّست ورُفعَ قواعدُها بل حدث كل ذلك تدريجاً بحكم المقتضيات والتطوّرات ، وكانت هذه المناصب التي استمرت إلى زمن ظهور الإسلام عبارة عن :

١ ـ سدانة الكعبة.

٢ ـ سقاية الحجيج.

٣ ـ رفادتهم وضيافتهم.

٤ ـ زعامة المكيين وقيادة جيشهم. ولم يكن هذا الأخير منصباً ذا صبغة دينية.

٢ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ١٣.

١٤٨

( وهم من اولاد هاشم ) وبين بني امية ( وهم من اولاد عبد شمس )(١) .

وكأنّ كاتب السيرة قد تجاهل الحوادث المحزنة والمؤسفة الّتي وقعت بين بني امية وابناء عليعليه‌السلام في حين أن تلك الحوادث الدامية الّتي تسببها بنو امية واُهرقَت فيها دماء ذرية رسول الله وعترته الطاهرة ، اقوى شاهد على تلك العداوة بين هاتين الطائفتين ، ولكننا لا ندري لماذا تجاهل ذكرها مؤلف السيرة الحلبية ولم يشر اليها مطلقاً؟!

ثم ان من خصوصيات أبناء « عبد مناف » حسبما يُستفاد من الأدب الجاهلي ، وما جاء فيه من أشعار ، أنهم توفوا في مناطق مختلفة.

فهاشم ـ مثلا ـ توفي في « غزة » وعبد شمس مات في مكة ، ونوفل في ارض العراق ، والمطلب في ارض اليمن(٢) .

وكان من سجايا هاشم واخلاقه الفاضلة أنه كان كلّما هَلَّ هلال شهر ذي الحجة قام صبيحته ، وأسند ظهره إلى الكعبة المشرفة ، وخطب قائلا :

« يا معشر قريش إنكم سادة العرب وأحسنها وجوهاً ، وأعظمها احلاماً ( اي عقولا ) وأوسط العرب ( أي أشرَفها ) أنساباً ، واقرب العرب بالعرب أرحاماً.

يا معشر قريش إنكم جيرانُ بيت اللّه تعالى اكرمكُمُ اللّه تعالى بولايته ، وخصكم بجواره ، دون بني إسماعيل ، وانه ياتيكم زوّار اللّه يعظمون بيته فهم أضيافه وأحق من اكرم أضياف اللّه انتم ، فاكرموا ضيفه وزوّاره ، فانهم يأتون شعثاً غبراً من كل بلد على ضوامر كالقداح ، فاكرموا ضيفه وزوّار بيته ، فوربّ هذه البنية لو كان لي مال يحتمل ذلك لكفيتكموه ، وأنا مخرجٌ من طَيب مالي وحلاله ما لم يُقطعْ فيه رحم ، ولم يؤخذْ بظلم ، ولم يُدخل فيه حرامٌ ، فمن شاء منكم ان يفعل مثل ذلك فعلَ ، وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجلٌ منكم من ماله لكرامة زوّار بيت اللّه وتقويتهم إلا طيباً لم يؤخذ ظلماً ، ولم يقطع فيه رحمٌ ، ولم يؤخذ غصباً »(٣) .

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٤.

٢ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٥.

٣ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٦.

١٤٩

ولقد كانت زعامة « هاشم » وقيادته نافعة للمكيّين من جميع النواحي ، وكان لها تأثيرٌ كبيرٌ في تحسين أوضاعهم.

ولقد سبّب كرمُه وما قام به من إطعام واسع في سنوات الجدب القاسية في تخفيف شدة الوطأة عن أهل مكة ، وبالتالي ادى إلى عدم احساسهم بالقحط ، وآثار الجدب.

كما أنّ من خطواته البارزة واعماله النافعة جداً لتحسين الحالة التجارية للمكيّين هو ما عقده مع أمير « غسان » من المعاهدة ، الأمر الّذي دفع بأخيه « عبد شمس » إلى أن يعاهد أمير الحبشة ، وبأخويه الآخرين « المطلب » و « نوفل » إلى ان يعاهدا أمير اليمن وملك ايران تكون القوافل التجارية بموجب تلك المعاهدات للجانبين في أمان ، من العدوان والتعرض.

وقد أزالت هذه المعاهداتُ الكثير من المشاكل ، وكانت وراء ازدهار التجارة في « مكة المكرمة » حتّى عهد بزوغ شمس الإسلام.

ثم ان من أعمال « هاشم » وخطواته النافعة تأسيسُه لرحلتي قريش اللتين يتحدث عنهما القرآن الكريم إذ يقول : « رحْلة الشتاء والصْيف » وهما رحلة إلى الشام ، وكانت في الصيف ، ورحلة إلى اليمن ، وكانت في الشتاء ، وقد استمرت هذه السيرة حتّى ما بعد ظهور الإسلام ايضاً.

اُميّة بن عبد شمس يحسد هاشماً :

ولقد حسد « اُمية بن عبد شمس » أبن أخي هاشم عمَّه « هاشماً » على ماحظي به من المكانة والعظمة ، والنفوذ إلى قلوب الناس وجذبها نحوه بسبب خدماته وأياديه ، وما كان يقوم به من بذل وانفاق ، وحاول جاهداً ان يقلده ويتشبه بهاشم في سلوكه ولكنه رغم كل ما قام به من جهود ومحاولات لم يستطع أن يتشبه به ويتخذ سيرته ، وكما لم يستطع بايقاعه وطعنه به ان يُقلل من شأنه بل زاده رفعة وعظمة.

لقد كان لهيب الحسد في قلب « اُمية » يزداد اشتعالا يوماً بعد يوم ، حتى

١٥٠

دفع به إلى ان يدعو عمَّه « هاشماً » للذهاب إلى كاهن من كهنة العرب للمنافرة عنده فتكون الرياسة والزعامة لمن يمدحه ذلك الكاهن ، وكانت عظمة « هاشم » وسموّ مقامه تمنع من منافرة ابن اخيه ( اُميّة ) إلاّ أنه رضي بالمنافرة هذه تحت اصرار ( اُميّة ) بشرطين :

١ ـ أن يعطي المغلوبُ خمسين من النيَاق سود الحدق تنحر بمكة.

٢ ـ جلاء المغلوب عن مكة عشر سنين.

ومن حسن الحظِّ أن ذلك الكاهن نَطق بمدح « هاشم » بمجرد أن وقعت عيناه عليه فقال : « والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر لقد سبق هاشمُ اُميّة إلى المآثر » إلى آخر كلامه. وهكذا قضى لهاشم بالغلبة فأخذ الابل فنحرها وأطعمها واضطر أُمية إلى الجلاء عن مكة والعيش بالشام عشر سنين(١) .

وقد استمرتْ آثارُ هذا الحسد التاريخي إلى ١٣٠ عاماً بعد ظهور الإسلام ، وتسببت في جرائم وفجائع كبرى عديمة النظير في التاريخ.

ثم ان القصة السابقة مضافاً إلى انها تبين مبدأ العداوة بين الأُمويين والهاشميين تبيّن أيضاً علل نفوذ الاُمويين في البيئة الشامية ، ويتبين أن علاقات الأُمويين العريقة بأهل هذه المنطقة هي الّتي مَهّدت لقيام الحكومة الأموية في تلك الديار.

هاشم يَتَزوَّج

كانت « سلمى » بنت « عمرو الخزرجي » امرأة شريفة في قومها ، قد فارقت زوجها بطلاق ، وكانت لا ترضى بالزواج من أحد ، ولدى عودة « هاشم » من بعض أسفاره نزل في يثرب أياماً فخطبها إلى والدها ، فرغبت سلمى فيه لشرفه في قريش ، ولنبله وكرمه ، ورضيت بالزواج منه بشرطين : أحدهما أن لا تلد ولدها

__________________

١ ـ الكامل لابن الاثير : ج ٢ ، ص ١٠ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٤.

١٥١

إلاّ في اهلها ، وحسب هذا الاتفاق بقيت « سلمى » مع زوجها « هاشم » في مكة بعض الوقت حتّى إذا ظهر عليها آثار الحمل رجعت إلى : « يثرب » وهناك وضعت ولداً اسموه « شيبة ». وقد اشتهر في ما بعد ب‍ « عبد المطلب ».

وكتب المؤرخون في علة تسميته بهذا الاسم بأن هاشماً لما أحسّ بقرب انصرام حياته قال لاخيه « المطلب » : يا أخي أدرك عبدك شيّبة. ولذلك سُمّيَ شيبة بن هاشم : « عبد المطلب ».

وقيل أن أحد المكيين مرّ على غلمان يلعبون في زقاق من ازقة يثرب ، وينتضلون بالسهام ، ولما سبق أحدُهم الآخرين في الرمي قال مفتخراً : « أنا ابنُ سيّد البطحاء » فسأله الرجل عن نسبه وابيه فقال : أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف ، فلما قدم الرجلُ مكة اخبر « المطلب » أخي « هاشم » بما سمعه ورآه ، فاشتاق « المطلبُ » إلى ابن أخيه فذهب إلى المدينة ، ولما وقعت عيناه على ابن اخيه « شيبة » عرف شبه أخيه هاشم ، وتوسَّم فيه ملامحه ، ففاضت عيناه بالدموع ، وتبادلا قُبُلات الشوق ، والمحبة ، وأراد أن ياخذه معه إلى « مكة » وكانت اُمُه تمانع من ذلك ، ولكن ممانعتها كانت تزيد من عزم العمّ على أخذه إلى « مكة » واخيراً تحققت اُمنية العم فقد استطاع « المطلبُ » أن يحصل على اذن اُمه ، فاردفه خلفه وتوجّه حدب « مكة » تدفعه رغبة طافحة إلى إيصاله إلى والده هاشم.

وفعلت شمسُ الحجاز واشعتها الحارقة فعلتها في هذه الرحلة فقد غيَّرت لون وجه شيبة وأبلت ثيابه ، ولهذا ظنَّ أهل « مكة » عند دخوله مع عمه « مكة » أنه غلام اقتناه « المطلبُ » فكان يقول بعضهم لبعض : هذا عبد المطلب ، وكان المطلب ينفي هذا الامر ، ويقول : إنما هو ابن أخي هاشم وما هو بعبدي ، ولكن ذلك الظن هو الآخر فعل فعلتَه ، وعُرف « شيبة » بعبد المطلب(١) .

وربما يقال : أن سبب شهرته بهذا الإسم هو انه تربى وترعرع في حجر عمّه

__________________

١ ـ الكامل لابن الاثير : ج ٢ ، ص ٦ ، وتاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٨ و ٩ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٦.

١٥٢

« المطلب » وكانت العربُ تسمي من يترعرع في حجر أحد وينشأ تحت رعايته عبداً لذلك الشخص تقديراً لجهوده وتثميناً لرعايته.

٥ ـ عبدُ المطّلب :

عبدُ المطّلب بن هاشم وهو الجدّ الأول للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان رئيس قريش وزعيمها المعروف ، وكانت له مواقف بارزة ، وأعمال عظيمة في حياته ، وحيث أن ما وقع من الحوادث في ايام حكمه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الإسلام ولهذا يتعين علينا دراسة بعض تلكم الحوادث والوقائع.

لا شك أن المرء مهما تمتع بنفسية قوية فانه سيتأثر ـ في المآل ـ ببيئته وعاداتها ، وتقاليدها ، الّتي تصبغ فكره ، بصبغة خاصة ، وتطبع عقليته بطابع معين.

بيد أن هناك بين الرجال من يقاوم تاثير العوامل البيئية بمنتهى الشهامة والشجاعة ، ويصون نفسه من التلوث بشيء من أدرانها وأقذارها.

وبطلُ حديثنا هنا هو احد النماذج الصادقة لاولئك الرجال العظماء لان في حياته صفحات مشرقة عظيمة ، وسطوراً لا معة تنبئ عن نفسيته القوية ، وشخصيته الشامخة.

فان الّذي يعيش ثمانين عاماً في وسط اجتماعي تسود فيه الوثنية ، ومعاقرة الخمر ، والربا ، وقتل الأنفس البريئة ، والفحشاء حتّى ان هذه الامور كانت من العادات والتقاليد الشائعة ، ولكنه مع ذلك لم يعاقر الخمر طوال حياته ، وكان ينهى عن القتل والخمر والفحشاء ، ويمنع عن الزواج بالمحارم ، والطواف بالبيت المعظم عرياناً ، وكان ملتزماً بالوفاء بالعهد ، واداء النذر بلغ الامر ما بلغ ، لهو ـ حقاً ـ نموذجٌ صادقٌ من الرجال الذين يندر وجودُهم ، ويقل نظيرهم في المجتمعات.

أجل إن شخصية اودعت يد المشيئة الربانية بين حناياها نور النبي الاكرم أعظم قائد عالمي ، يجب ان يكون إنساناً طاهر السُلوك ، نقيَّ الجيب منزهاً عن أي نوع من أنواع الانحطاط ، والفساد.

١٥٣

هذا ويستفاد من بَعض قصصه وكلماته القصار أنه كان أحد الرجال المعدودين الذين كانوا يؤمنون باللّه واليوم الآخر في تلك البيئة المظلمة ، وكان يردِّدُ دائماً : « لَنْ يخرج من الدنيا ظلومٌ حتّى ينتقم منه ، وتصيبُه عقوبة واللّه ان وراء هذه الدار داراً يجزى فيها المحسنُ بإحسانِه ، ويعاقَبُ فيها المسيء باساءته »(١) اي ان الظلوم شأنه في الدنيا أن تصيبه عقوبة ، فاذا خرج ولم تصبه العقوبة فهي معدّة له في الآخرة.

ولقد كان « حرب بن اُمية » من أقربائه ، وكان من اعيان قريش ووجوهها أَيضاً ، وكان يجاور يهودياً فاتفق أن وقع بينه وبين حرب نزاع في بعض اسواق تهامة ، تبودلت بينهما فيه كلمات جارحة ، وانتهى ذلك إلى مقتل اليهودي بتحريك من « حرب » ، ولما علم « عبدُ المطّلب » بذلك قطع علاقته بحرب ، وسعى في أستحصال دية اليهودي المقتول من « حرب » ودفعها إلى اولياء القتيل ، وهذه القصة تكشف عن حبّ عبد المطلب للمستضعفين والمظلومين وحبه للحق والعدل.

حَفرُ زَمزَم :

منذ أن ظهرت عين زمزم نزلت عندها قبيلة جُرهم الّتي كانت بيدها رئاسة مكة طوال سنين مديدة ، وكانت تستفيد من مياه تلك العين ، ولكن مع ازدهار أمر التجارة في « مكة » ، واقبال الناس على الشهوات والمفاسد آل الأمر إلى جفاف تلك العين ، ونضوب مائها بالمرة(٢) .

ويقال : أن قبيلة « جُرهُم » لما واجهت تهديداً من جانب قبيلة خزاعة

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٤.

٢ ـ لا ريب أنّ تفشي الذنوب والمعاصي بين الناس من عوامل نزول البلايا والكوارث ولا يبعد أن تكون الأعمال المخزية من موجبات الجدب والقحط والمجاعات ، وهذه الحقيقة مضافاً إلى انطباقها على القواعد الفلسفية ممّا صرح به القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، راجع سورة الأعراف ، الآية : ٩٦.

١٥٤