اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال0%

اختيار معرفة الرجال مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 904

اختيار معرفة الرجال

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف:

الصفحات: 904
المشاهدات: 65038
تحميل: 9843


توضيحات:

اختيار معرفة الرجال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 904 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65038 / تحميل: 9843
الحجم الحجم الحجم
اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال

مؤلف:
العربية

في عبد الله بن شريك العامرى‌

390 - حدثنا أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة، عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا اهل البيت في أربعة آلاف مكرون ومكرورون.

391 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن على الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: اني سألت الله في اسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، انه يكون‌

___________________________________________________________

الصادق صديق علي بن يقطين.

وقد ذكره الشيخ أيضا في أصحاب أبي الحسن الكاظمعليه‌السلام (1) وفاقا لأبي عمرو الكشي في كتابه.

فاما قول الحسن بن داود: نجبة - بالنون والجيم المفتوحتين والباء المفردة - ابن الحارث « لم - كش » كوفي صادق صديق علي بن يقطين(2) . فمن باب الغلط في الضبط والتغبيب في الفحص.

ونحن قد فصلنا حق القول في المعلقات على الفقيه، وفي المعلقات على الإستبصار، فليتثبت.

في عبد الله بن شريك العامرى

قوله (ع): في لحف الجبل‌

اللحف - بالكسر - أصل الجبل قاله في القاموس(3) .

__________________

(1) رجال الشيخ: 362‌

(2) رجال ابن داود: 358‌

(3) القاموس: 3 / 195‌

٤٨١

أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه.

392 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم امير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام الناس يوم الجمل، قال: لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جرحى، ومن أغلق بابه فهو آمن.

فلما كان يوم صفين قتل المدبر واجهز على الجرحى، قال أبان بن تغلب: قلت لعبد الله بن شريك: ما هاتان السيرتان المختلفتان؟ فقال: ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم.

في اسماعيل بن الفضل الهاشمى‌

393 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، أن اسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة.

___________________________________________________________

قوله (ع): ولا تجهزوا على جرحى‌

في المغرب: أجهز على الجريح اذا أسرع قتله وجرحه رجل، وأجهز عليه آخر عبارة عن اتمام القتل(1) .

وفي القاموس: جهز على الجريح كمنع، وأجهز أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه(2) .

__________________

(1) المغرب: 1 / 101‌

(2) القاموس: 2 / 171‌

٤٨٢

في ثوير بن ابى فاختة‌

394 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير، عن ثوير بن أبي فاختة قال: خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص، وابن قيس الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا اذا نزلوا منزلا قالوا: أنظر الان فقد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها، عن ثلاثين كل يوم، وقد قلدناك ذلك.

___________________________________________________________

وفي بعض النسخ « فلا تجيزوا » و« أجاز »(1) مكان ولا تجهزوا وأجهز والمعنى واحد.

في ثوير بن أبى فاخته

قولهرحمه‌الله : عمرو بن ذر القاص(2)

في مختصر الذهبي: عمرو بن ذر الهمداني، عن أبيه وسعيد بن جبير ومعاذ، وعنه ابن مهدي وأبو نعيم والفريابي، ثقة بليغ واعظ صالح، لكنه مرجئ مات سنة 156.

و « ابن قيس » اسمه عطية ذكره الذهبي أيضا.

وفي جامع الاصول: الصلت بن زييد بن أخي كثير بن الصلت الكندي، روى عن سليمان بن يسار، وروى عنه مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة.

الصلت بفتح الصاد وسكون اللام وبتاء فوقها نقطتان، وزييد بضم الزاي وفتح الياء تحتها نقطتان وسكون ياء أخرى مثلها، وكثير ضد قليل ويسار بالسين المهملة.

قوله: فقد حزرنا(3)

باهمال الحاء المفتوحة وتخفيف الزاي والراء أخيرا من الحزر وهو التقدير‌

__________________

(1) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد.

(2) وفي المطبوع من الرجال: القاضى.

(3) وفي المطبوع من الرجال: حررنا باهمال الرائين.

٤٨٣

قال ثوير: فغمني ذلك حتى اذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت له: جعلت فداك ابن ذر، وابن قيس الماصر، والصلت صحبوني، وكنت أسمعهم يقولون: قد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها فعمني ذلك.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ما يغمك من ذلك فاذا جاءوا فاذن لهم، فلما كان من غد دخل مولى لأبي جعفرعليه‌السلام ، فقال: جعلت فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفرعليه‌السلام يستفتيهم الأحاديث واقبلوا لا يتكلمون.

فلما رأى ذلك أبو جعفرعليه‌السلام قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان، فلما جاءت به فوضعته: فقال أبو جعفرعليه‌السلام : الحمد الله الذي جعل لكل شي‌ء حدا ينتهي اليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي اليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال: اذا وضع ذكر الله واذا رفع حمد الله.

قال: ثم اكلوا، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : اسقيني فجاءته بكوز من أدم فلما صار في يده، قال: الحمد لله الذي جعل لكل شي‌ء حدا ينتهي اليه حتى أن لهذا الكوز حدا ينتهي اليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال يذكر اسم الله عليه اذا شرب ويحمد لله اذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولا من كسران كان فيه.

قال: فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلمون، فلما رأى ذلك أبو جعفرعليه‌السلام قال: يا ابن ذر ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ قال: بلى يا ابن رسول الله، قال: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الاخر كتاب الله وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا.

___________________________________________________________

والتخمين، أي أربعة آلاف على التخمين.

قوله (ع): هاتى الخوان‌

الخوان بالكسر ككتاب ما يؤكل عليه الطعام، والجمع خون واخونة.

٤٨٤

فقال ابو جعفرعليه‌السلام : يا ابن ذر فاذا لقيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ما خلفتني في الثقلين فما ذا تقول له؟ قال: فبكي ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثم قال: أما الاكبر فمزقناه وأما الاصغر فقتلناه.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن حبنا أهل البيت.

قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفرعليه‌السلام لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون، قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: على هذا خرجنا معك؟ فقال: ويلكم اسكتوا ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز.

___________________________________________________________

قاله في المغرب وفي القاموس(1) ، وبالضم أيضا كغراب.

قوله (ع): ما خلفتنى في الثقلين‌

باللام المخففة بعد الخاء المعجمة، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما؟ أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين؟

وفي حديث: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فانظروا كيف تخلفوني فيهما(2) .

قال شارح المشكاة: ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الا يتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم، وفي قوله « اني تارك فيكم » اشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنه يوصي الامة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الاب المشفق الناس في حق أولاده.

__________________

(1) القاموس: 4 / 220‌

(2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذى في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113‌

٤٨٥

في أبى هارون‌

شيخ من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام .

395 - حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: حدثني أبو هارون، قال: كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين، فلما علم انقطاعي الى أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أخرجني من داره.

قال: فمر بي أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال لي: يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره؟ قال: قلت نعم، جعلت فداك، قال: بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى، والدار اذا تلي فيها، كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف من بين الدور.

___________________________________________________________

ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول: أذكر كم الله في أهل بيتي، كما يقول الاب المشفق: الله الله في حق أولادي، ومعنى كون أحدهما أعظم من الاخر أن القرآن هو أسوة للعترة وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه.

ولعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن وايجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (1) فانه تعالى جعل شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر، فكأنه صلوات الله عليه يوصي الامة بقيام الشكر، وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران.

فمن أقام العمل بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض، فيشكرا صنيعه عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحينئذ هو بنفسه يكافيه، والله تعالى يجازيه بالجزاء الاوفى.

ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه على العكس، وعلى هذا التأويل‌

__________________

(1) سورة الشورى: 23‌

٤٨٦

في محمد بن فرات‌

396 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه، حدثني الحسن ابن احمد المالكي، عن جعفر بن فضيل، قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت الاصبغ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا، قال له أبي: حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قال: سمعته يقول: على المنبر: أنا سيد الشيب وفي سنة من ايوب وليجمعن الله لي شملي كما جمعه لأيوب، قال: فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الاصبغ بن نباتة، قال: فما مضى بعد ذلك الا قليل حتى توفي رحمة الله عليه.

___________________________________________________________

حسن موقع قوله « فانظروا كيف تخلفوني فيهما » والنظر بمعنى التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا الروية في استخلافي اياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء انتهى كلام شرح المشكاة بألفاظه.

في محمد بن فرات

قوله: طوالا‌

طال طولا بالضم امتد فهو طويل، وطوالا أيضا بالضم كغراب قاله في القاموس(1) .

قوله (ع): أنا سيد الشيب‌

الشيب بكسر الشين واسكان الياء المثناة من تحت والباء الموحدة أخيرا على الجمع.

قال في المغرب: الشيب بياض الشعر عن الاصمعي وغيره، والرجل أشيب على غير قياس والجمع شيب(2) .

__________________

(1) القاموس: 4 / 9‌

(2) المغرب: 1 / 294‌

٤٨٧

قال: محمد بن فرات: رأيت عباية بن ربعي، وهو يحدث قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا لك وهذا لي، قال، قلت لمحمد ابن فرات: ابن كم كنت ذلك اليوم؟ قال: كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان.

397 - محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسين بن أحمد المالكي، وعلي ابن ابراهيم بن هاشم، وعلي بن الحسين بن موسى، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل( وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ) (1) قال: في اصلاب النبيين، وفي رواية الحسن ابن أحمد قال: من صلب نبي الى صلب نبي.

في ابى هارون المكفوف‌

398 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا بعض اصحابنا، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وان كنت تريد الذى خلق ورزق فذاك محمد بن علي، فقال: كذب علي عليه لعنة الله، والله ما من خالق الا الله وحده لا شريك له، حق‌

___________________________________________________________

وفي الاساس: شيبه الحزن وأشابه وبدأ فيه الشيب والمشيب وشاب شيبة ورجل أشيب وقوم شيب ويقال: شيب شائب، ومن المجاز شابت رءوس الاكام، ورأيت الجبال شيبا، يريد بياض الصقيع(2) والثلج(3) .

وفي التنزيل الكريم( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) (4) .

__________________

(1) سورة الشعراء: 219‌

(2) الصقيع البرد الشديد المحرق للنبات « منهقدس‌سره ».

(3) أساس البلاغة: 342‌

(4) سورة المزمل: 17‌

٤٨٨

على الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية.

في المغيرة بن سعيد‌

399 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي. حدثنا محمد ابن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى وأبو يحيى الواسطي، قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفرعليه‌السلام فأذاقه الله حر الحديد.

400 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن موسى، قالا: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ولعن الله من ازالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.

401 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟

فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله فانا اذا حدثنا، قلنا قال الله عز وجل، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام ووجدت أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها‌

٤٨٩

من بعد على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد اللهعليه‌السلام لعن الله ابا الخطاب، وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون هذه الأحاديث الى يومنا هذا في كتب اصحاب ابي عبد اللهعليه‌السلام ، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فاذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا انت اعلم وما جئت به، فان مع‌

___________________________________________________________

في المغيرة بن سعيد

قوله (ع): يدسون‌

الدس الدفن والاخفاء يقال: دس الشي‌ء في التراب، كل شي‌ء أخفيته تحت شي‌ء وأدرجته في مطاويه فقد دسسته فيه، واندس الشي‌ء اندفن واختفى.

قوله (ع): فيتناقض كلامنا‌

كما قد قال عز من قائل في تنزيله الكريم( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) (1) .

قوله (ع): ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا‌

فهم صلوات الله عليهم جميعا في منزلة نفس واحدة وأحاديثهم وخطبهم وادعيتهم على سبيل واحد، سيروي الكشيرحمه‌الله في الجزء السادس توقيعا خرج من أبي محمدعليه‌السلام لإسحاق بن اسماعيل من مدارج البلاغة في أقصاها، ومن مراتب الحكمة على قصياها، كأنه بعينه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.

__________________

(1) سورة النساء: 82‌

٤٩٠

كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان.

402 - وعنه عن يونس، عن هشام بن الحكم، انه سمع ابا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه وكان اصحابه المستترون بأصحاب ابي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها الى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها الى ابي ثم يدفها الى اصحابه ويأمرهم ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب اصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم.

403 - وبهذا الاسناد: عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن الحسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة ابن سعيد، ولعن يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق.

ان المغيرة كذب على أبيعليه‌السلام ، فسلبه الله الايمان، وأن قوما كذبوا علي، ما لهم أذاقهم الله حر الحديد، فو الله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع وان رحمنا فبرحمته، وأن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وانا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسئولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ( صلوات الله عليهم ).

___________________________________________________________

قوله (ع): ويأمرهم أن يبثوها‌

بفتح ياء المضارعة وضم الباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة من البث: النشر والتفريق.

قوله (ع): ولا معنا من الله براءة‌

براءة بالمد أي خط وسند وصك للنجاة والفوز، ومنه في كتب الفروع بيع البراءات أي الخطوط والتوقيعات الديوانية للوظائف والارتزاقات، وتقال لليلة‌

٤٩١

وها انا ذا بين أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ الى الله مما قال في الاجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلو بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف؟ وهم يروني خائفا وجلا، استعدي الله عليهم وأتبرأ الى الله منهم.

أشهدكم اني امرؤ ولدني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما معي براءة من الله، ان أطعته رحمني وان عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه.

404 - محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان للحسنعليه‌السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسينعليه‌السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب على علي بن الحسينعليه‌السلام ، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي.

___________________________________________________________

النصف من الشعبان: ليلة البراءة، اذ فيها تكتب الآجال والارزاق.

قال في المغرب: بري من الدين والعيب براءة، ومنها البراءة لخط الابراء والجمع البراءات بالمد، والبروات عامي، وابرأته جعلته بريئا من حق لي عليه. وبرأه الله من كذا أي صحح وأظهر براءته منه.

قوله (ع): أبرأ الى الله‌

قول القائل: برئت إليك من كذا، مطوية فيه من الابتدائية، فكأنه مصبوب في قالبه، بدأت البراءة من كذا مني وانتهت إليك، ونحوه أحمد الله إليك أي أنهي إليك حمد الله، وكذلك أبرأ الى الله من كل حول وقوة غير حول الله وقوته.

قوله (ع): لو ابتلوا بنا‌

بضمات ثلاث في همزة الوصل وتاء الافتعال واللام لصيغة الجمع على ما لم يسم فاعله.

٤٩٢

405 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول: ان الارواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت الى أبي ولم أمض، فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبة اني رأيت المغيرة مع فلان.

فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلفت أن لا يدخل علي ابدا. وذكرت ان رجلا من اصحابه تكلم عندي ببعض الكلام؟ فقال هو: اشهد الله ان الذي حدثك لمن الكاذبين، واشهد الله ان المغيرة عند الله لمن المدحضين.

ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة: فقال: والله ما رآه ابي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم.

___________________________________________________________

والمعنى: انا لو أمرناهم بمثل ذلك - على فرض المحال - فكانوا هم مبتلون بذلك ممنوين؛ اما بمخالفتنا والرد علينا، واما بقبوله منا والوقوع في البدعة وفي ادخال ما ليس من السنة في السنة، لكان من الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا.

فكيف؟ وانا نحن لفي استعاذة بالله تعالى من أمثال ذلك، وفي تبرئ الى الله سبحانه من أمثالهم وأشباههم، وهم يروننا خائفين وجلين مرعوبين من الله عز وجل مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا ويسندون إلينا من الاستعداء بمعنى طلب الانتقام والاعانة.

قال في المغرب: استعدى فلان الامير على من ظلمه، أي استعان به، فاعداه الامير عليه أي أعانه ونصره، ومنه فمن رجل يعديني، والعدوى اسم من الاستعداء والاعداء، فعلى الاول طلب المعونة والانتقام، وعلى الثاني المعونة نفسها.

وفي المغرب:

ونستعدي الامير اذا ظلمنا

فمن يعدي اذا ظلم الامير

٤٩٣

406 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سليمان الكناني، قال قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : هل تدري ما مثل المغيرة؟ قال، قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم، قلت: ومن بلعم؟ قال: الذي قال الله عز وجل( الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ ) (1) .

407 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال قال، يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام : ان أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب. أما المغيرة: فانه يكذب على أبي - يعني أبا جعفرعليه‌السلام - قال: حدثه أن نساء آل محمد اذا حضن قضين الصلاة، وكذب والله، عليه لعنة الله: ما كان من ذلك شي‌ء ولا حدته.

وأما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه.

408 - قال الكشي: كتب إلي محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثني الفضل، قال حدثني أبي، عن علي بن اسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة الا بعد ركضات في النار.

في الزيدية‌

409 - حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عمر، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية؟ فقال: لا تتصدق عليهم بشي‌ء، ولا تسقهم من الماء ان استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب.

__________________

(1) سورة الاعراف: 175‌

٤٩٤

410 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حكى منصور، عن الصادق علي بن محمد بن الرضاعليهم‌السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء.

411 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضاعليه‌السلام عن هذه الاية( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.

412 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما أحد أجهل منهم يعني العجلية، ان في المرجئة فتيا وعلما، وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم.

في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب‌

413 - حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسبت اليه السرحوبية من الزيدية، سماه بذلك أبو جعفرعليه‌السلام ، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب.

414 - اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني موسى بن بشار الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الله عز وجل ان كان قلب قلب أبا الجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي.

415 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال، قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما فعل أبو الجارود! أما والله لا يموت الا تائها.

416 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف،

__________________

(1) سورة الغاشية: 3‌

٤٩٥

عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام كثير النواء، وسالم بن أبى حفصة، وأبا الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال قلت: جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون؟ قال: كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فيكذبون به.

___________________________________________________________

في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى

قوله: عن أبى القاسم الكوفى‌

حيثما أطلق أبو القاسم الكوفي في الاسانيد، فهو سعيد بن أحمد بن موسى الغراء الصدوق الثقة، وقد يقال: أبو القاسم الكوفي ويراد به حميد بن زياد، ولكن لا يكاد يسعهما هذا الاسناد، لتقدم العباس بن معروف عليهما في الطبقة جدا.

فقد ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وقال: العباس بن معروف قمي ثقة صحيح الحديث مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الاشعري(1) .

وكثيرا ما يقول أبو عمرو الكشي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي، ويعني به معاوية بن عمار الدهني البجلى، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الاسناد.

والشائع في الكافي والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلى أو أبو القاسم مجردا عن التوصيف والتقييد.

و « الحسين بن محمد بن عمران » هذا ليس هو الحسين بن محمد بن عامر ابن عمران الاشعري القمي الثقة الذي هو أحد أشياخ أبي جعفر الكلينى رضوان الله تعالى عليه، يروي عنه ويجعله صدر السند في جامعة الكافي كثيرا، وذلك أمر ظاهر وان كان يخفى على غير الممارس، ويلتبس على غير المتمهر.

بل هو الحسين بن محمد بن عمران الكوفي، ذكره الشيخ رحمه الله تعالى‌

__________________

(1) رجال الشيخ: 382‌

٤٩٦

417 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي امام أهل الارض حيث مات لا يجهله الا ضال، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك.

قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو عبد اللهعليه‌السلام مرتين؟ قال: انما يعني أباه علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

في هارون بن سعد العجلى ومحمد بن سالم بياع القصب‌

418 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن بن علي الخزار، عن علي بن عقبة، قال: حدثني داود بن فرقد قال، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عرضت لي الى ربي تعالى حاجة، فهجرت فيها الى المسجد، وكذلك كنت أفعل اذا عرضت لي الحاجة، فبيناها أنا أصلي في الروضة اذا رجل على رأسي، فقلت: ممن الرجل؟ قال: من أهل الكوفة، قال، فقلت ممن الرجل؟ فقال: من أسلم، قال، قلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية.

قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قال، قلت: يا أخا اسلم رأس العجلية، اما سمعت الله عز وجل يقول( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (1)

___________________________________________________________

في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام (2) .

قوله: عن أبى سليمان الحمار‌

باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم، اسمه داود بن سليمان، ذكرناه سابقا‌

__________________

(1) سورة الاعراف: 152‌

(2) رجال الشيخ: 170‌

٤٩٧

وانما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب.

419 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به إلي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن ابي الجارود وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام جالسا اذ أقبل زيد بن عليعليه‌السلام فلما نظر اليه أبو جعفرعليه‌السلام قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو ابن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة.

___________________________________________________________

في ترجمة عوف العقيلي.

في هارون بن سعد

قوله (ع): بأوتارهم‌

جمع الوتر بتاء المثناة من فوق بين الواو والراء بمعنى الموتور، وهو من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة، ويقال أيضا: وتره حقه بمعنى نقصه، وفي التنزيل الكريم( وَلَنْ يَتِرَكُمْ ) (1) أي لن ينقصكم في أعمالكم قاله في الصحاح والقاموس(2) .

وفي المغرب: وترته قتلت حميمه وأفردته منه. ويقال: وتره حقه اذا نقصه ومنه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بالنصب.

وبالمعنيين في زيارة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء « والوتر الموتور » والمراد من الطلب بأوتارهم المطالبة بدمائهم وبحقوقهم والقيام بثاراتهم، أي يقتل قتلتهم.

__________________

(1) سورة محمد (ص): 35‌

(2) الصحاح: 2 / 843 والقاموس: 2 / 152.

٤٩٨

في سعيد بن منصور‌

420 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا؟ قال: ما أصدق على زيد أنه يشرب مسكرا، قال: بلى قد شربه قال: فان كان فعل فان زيدا ليس بنبي، ولا وصي نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب.

في أبى الضبار‌

421 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار، وكان من أصحاب زيد بن عليعليهما‌السلام .

في البترية‌

422 - حدثني سعد بن صباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن فضيل، عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق الى المغرب، ما أعز الله بهم دينا.

والبترية هم أصحاب كثير النواء، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد.

وهم الذين دعوا الى ولاية عليعليه‌السلام ، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما امامتهما، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير، ويرون الخروج مع بطون ولد علي ابن أبي طالب، يذهبون في ذلك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويثبتون لكل من خرج من ولد عليعليه‌السلام عند خروجه الامامة.

٤٩٩

في سالم بن أبى حفصة‌

423 - محمد بن ابراهيم، قال: حدثني محمد بن علي القمي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن زرارة، عن سالم ابن أبي حفصة، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: عند الله يحتسب مصابنا برجل كان اذا حدث قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال الله تعالى: ما‌

___________________________________________________________

في سالم بن أبى حفصه

قوله: عند الله يحتسب مصابنا‌

اما بياء المضارعة المضمومة على البناء لما لم يسم فاعله، أو بنون المتكلم مع الغير من الاحتساب بمعنى الاعتداد به في الاجر، وجعله مما يدخر أجره ومثوبته، وكأنه عني بالرجل الذي اذا حدث قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا جعفر الباقرعليه‌السلام .

قال في المغرب: احتسب بالشي‌ء اعتد به وجعله في الحساب، ومنه احتسب عند الله خيرا اذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر عند الله.

ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا اي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويحتسب صومه عند الله(1) .

وكلام أبي عبد الله وذكرهعليه‌السلام الحديث القدسي مغزاه أن الصدقة التي يتلقفها تعالى بيده تلقفا، أعم من الصدقة القولية أو الفعلية أو المالية، ومما في العلم والدين أو في العمل والدنيا.

ومنه في الحديث عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمن كان يصلي منفردا « من يتصدق عليه » يعني بالايتمام به في صلاته، بل ان أعظم الصدقة وأفضلها ما يكون في العلم والدين.

فالعالم الذي ينشر العلم والحديث ويحدث ويقول قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو أكرم المتصدقين عند الله عز وجل، فيكون المصاب به والدعاء له من أفضل ما يحتسب عند الله فليعرف.

__________________

(1) المغرب: 1 / 122‌

٥٠٠