اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال0%

اختيار معرفة الرجال مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 904

اختيار معرفة الرجال

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف:

الصفحات: 904
المشاهدات: 65052
تحميل: 9844


توضيحات:

اختيار معرفة الرجال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 904 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65052 / تحميل: 9844
الحجم الحجم الحجم
اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال

مؤلف:
العربية

ما روى في أبى خديجة سالم بن مكرم‌

661 - محمد بن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن، عن اسم أبي خديجة؟ قال: سالم بن مكرم، فقلت له: ثقة؟ فقال: صالح وكان من أهل الكوفة، وكان جمالا، وذكر انه حمل أبا عبد اللهعليه‌السلام من مكة الى المدينة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تكتن بأبي خديجة، قلت فبم اكتني؟ فقال: بأبي سلمة.

وكان سالم من أصحاب أبي الخطاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسى ابن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة الى أبي الخطاب: لما بلغه انهم قد أظهروا الاباحات، ودعوا الناس الى نبوة أبي الخطاب، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الاساطين يورون الناس انهم قد لزموها للعبادة، وبعث اليهم رجلا فقتلهم جميعا لم يفلت منهم الا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم، فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجه، فذكر بعد ذلك أنه تاب وكان ممن يروي الحديث.

ما روى في فيض بن المختار وسليمان بن خالد

وعبد السلام بن عبد الرحمن‌

662 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير. ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، قال، كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها وانه ان أمرهم أن يأخذوها، أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمى به، ثم قال: ما انا لهؤلاء‌

٦٤١

بامام اما علموا ان صاحبهم السفياني.

ما روى في الفيض ويونس بن ظبيان‌

663 - وان الفيض أول من سمع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نصه على ابنه موسى ابن جعفرعليه‌السلام .

جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد ابن الحسن التيمي، عن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار.

وعنه عن علي بن اسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لأبي عبد الله جعلت فداك، ما تقول في الارض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين على أن ما أخرج الله منها من شي‌ء كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال: لا بأس به، فقال له اسماعيل ابنه: يا أبه لم تحفظ.

قال، فقال: يا بني أو ليس كذلك أعامل أكرتي! ان كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل، فقام اسماعيل فخرج، فقلت جعلت فداك وما على اسماعيل الا يلزمك اذا كنت أفضيت اليه الاشياء من بعدك كما افضيت إليك بعد أبيك.

قال، فقال: يا فيض ان اسماعيل ليس كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنا لا نشك أن الرحال ستحط اليه من بعدك، وقد قلت فيه ما قلت، فان كان ما نخاف وأسأل الله العافية فالى من؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبته وقلت أرحم سيدي فانما هي النار، وأني والله لو طمعت اني أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك.

ثم قام الى ستر في البيت فرفعه ودخل، ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض أدخل! فدخلت فاذا هو في المسجد قد صلى فيه، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه ودخل اليه ابو الحسنعليه‌السلام وهو يومئذ خماسي وفي يده درة فاقعده على فخذه، فقال له: بأبي أنت وأمي ما هذه المخففة بيدك؟ قال: مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

٦٤٢

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا فيض ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضيت اليه صحف ابراهيم وموسىعليهما‌السلام فائتمن عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليا السّلام، واتمن عليها علي الحسنعليه‌السلام ، واتمن عليها الحسن الحسينعليه‌السلام واتمن عليها الحسين علي بن الحسين، واتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، واتمنني عليها ابي، وكانت عندي، ولقد اتمنت عليها ابني هذا على حداثته وهي عنده، فعرفت ما اراد، فقلت له: جعلت فداك زدني.

قال: يا فيض ان أبي كان اذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا وامنت فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير.

فقلت له: يا سيدي زدني، قال: يا فيض ان أبي كان اذا سافر وأنا معه فنعس، وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي ابني هذا.

قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: اني لا جد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني، قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله له.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أما أنه لم يؤذن لي في أمرك منك، قلت: جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيرا، وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت فيه عجلة، فخرج واتبعته فلما انتهيت الى الباب سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام قد سبقني وقال: الامر كما قال لك الفيض، قال: سمعت واطعت.

٦٤٣

ما روى في سليمان بن خالد‌

664 - وسؤاله لأبي جعفرعليه‌السلام عن الامام هل يعلم ما في يومه؟ فاجابه بما رأى بيان ذلك،

___________________________________________________________

ما روى في سليمان بن خالد‌

هو أبو الربيع الاقطع الهلالي مولاهم الكوفي، سليمان بن خالد بن دهقان نافلة مولى عفيف بن معدي كرب، عم الاشعث بن قيس، وأخوه لأمه. كان ثقة فقيها قاريا وجها صاحب قرآن، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام .

وكان خرج مع زيد، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام غيره فقطعت يده - أي أصابعها - وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه، ومات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام فتوجع لفقده ودعى لولده وأوصى بهم أصحابه قاله النجاشي(1) . والشيخ في كتاب الرجال(2) .

وفي كتاب سعد: أنه تاب من خروجه مع زيد، ورجع الى الحق، ورضي عنه أبو عبد اللهعليه‌السلام بعد سخطه، وتوجع لموته وفقده(3) .

قوله: وسؤاله لأبي جعفر (ع)

اللام لدعامة المعني لا للتعدية، ونظم الكلام وسؤاله أبا جعفرعليه‌السلام أو للتعدية باعتبار تضمين القول في السؤال.

قوله: فأجابه بما رأى بيان ذلك‌

رأى على صيغة المعلوم، وفي نسخه « أرى » على ما لم يسم فاعله. والفاعل‌

__________________

(1) رجال النجاشى: 138‌

(2) رجال الشيخ: 207‌

(3) الخلاصة: 77‌

٦٤٤

والدليل على صدق أبي جعفرعليه‌السلام ما خبر به، وشاهده منه من الدلالة على امامته ( صلوات الله عليه )، واحتجاج سليمان بن خالد على الحسن بن الحسن.

حمدويه، قال: سألت أبا الحسين أيوب بن نوح بن دراج النخعي، عن سليمان بن خالد النخعي، أثقة هو؟ فقال: كما يكون الثقة.

___________________________________________________________

أو القائم مقام الفاعل سليمان. و« بيان وكذلك الدليل(1) » بالنصب على المفعول واسم الاشاره والضمير المجرور المتصل لما.

و « صدق أبي جعفرعليه‌السلام » منصوب على المفعول الثاني. و« ما خبر به » بالتشديد من باب التعليل.

وفي نسخة « أخبر » من باب الافعال محله النصب على أنه مفعول صدق وهو من المتعدي، كما في صدق وعده وعهده أي أنجزه وو فى به، ومنه( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا ) (2) و( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (3) لا من اللازم كما في صدق فلان في قوله.

قوله: ما خبر به‌

وفي نسخة « بما » أي فيما على أن يكون صدق من اللازم لا من المتعدي.

قوله: عن سليمان بن خالد النخعى‌

قد عد من الفرق أصحاب سليمان الاقطع، وهو أبو الربيع سليمان بن خالد هذا وقد تقدم في الكتاب في ترجمة أبي محمد هشام بن الحكم أنه قال ليونس بن عبد الرحمن: انه لما كان أيام المهدي العباسي كتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا وفرقة فرقة.

__________________

(1) كذا في النسخ.

(2) سورة الفتح: 27‌

(3) سورة الاحزاب: 23‌

٦٤٥

قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي، عن اسماعيل بن أبي حمزة قال: ركب أبو جعفرعليه‌السلام يوما إلي حائط له من حيطان المدينة، فركبت معه الى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد: جعلت فداك يعلم الامام ما في يومه؟ فقال: يا سليمان والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة، انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته.

ثم قال: يا سليمان أما علمت أن روحا تنزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة الى مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار، والساعة ترى ما يطمئن به قلبك.

___________________________________________________________

حتى قال في كتابه: وفرقة منهم تقال لهم: الزرارية، وفرقة منهم تقال لهم: العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة منهم تقال لهم: يعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع، وفرقة تقال لهم: الجواليقية(1) . وكذلك عدهم صاحب الملل والنحل.

قولهرحمه‌الله : حدثنى عبد الله بن محمد‌

عبد الله بن محمد هو أبو خالد الطيالسي ثقه لا مرية فيه. وأبوه أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي أيضا حسن الحال، روى عن حميد بن زياد أكثر الاصول.

وأما اسماعيل بن أبي حمزة فلست أحصل حاله، لكنه معلوم الاختصاص بأبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

والذي يستبين أنه ابن ابي حمزة الثمالي أخو محمد وعلي والحسين وكلهم ثقاة فاضلون والله سبحانه أعلم.

قوله (ع) والساعة ترى‌

والساعة بالنصب على الظرف‌

__________________

(1) رجال الكشى: 265 ط جامعة مشهد تحت رقم 479 فراجع.

٦٤٦

قال، فو الله ما سرنا الا ميلا أو نحو ذلك، حتى قال: الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد اضمرا عليها، فو الله ما سرنا الا ميلا حتى استقبلنا الرجلان، فقال ابو جعفرعليه‌السلام لغلمانه: عليكم بالسارقين! فأخذا حتى أتي بهما.

فقال: سرقتما، فحلفا له بالله أنهما ما سرقا، فقال: والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لا بعثن الى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما، ولا بعثن الى صاحبكما الذي سرقتماه حتى يأخذ كما ويرفعكما الى والي المدينة، فرأيكما؟ فأبيا أن يرد الذي سرقاه، فأمر أبو جعفرعليه‌السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما.

قال، فانطلق أنت يا سليمان الى ذلك الجبل وأشار بيده الى ناحية من الطريق، فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فان في قلة الجبل كهفا، فادخل أنت فيه بنفسك؛ حتى تستخرج ما فيه وتدفعه الى مولى هذا، فان فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي.

فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت الى الجبل، فصعدت الى الكهف الذي وصفه لي، فاستخرجت منه عيبتين وقر رحلين، حتى أتيت بهما أبا جعفرعليه‌السلام ، فقال: يا سليمان ان بقيت الى غد رأيت العجب بالمدينه مما يظلم كثير من الناس.

فرجعنا الى المدينه، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفرعليه‌السلام بأيدينا فدخلنا معه على والى المدينة، وقد دخل المسروق منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها، واذا الوالي يتفرسهم، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ان هؤلاء براء، وليس هم سراقه وسراقه عندي.

ثم قال لرجل: ما ذهب لك؟ قال: عيبة فيها كذا وكذا، فادعى ما ليس له وما لم يذهب منه، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : لم تكذب؟ فقال: أنت أعلم بما ذهب منى فهم الوالى يبطش به حتى كفه أبو جعفرعليه‌السلام ، ثم قال للغلام: ائتني بعيبة كذا وكذا فأتى بها، ثم قال للوالى: ان ادعى فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعى.

وعندي عيبة أخرى لرجل آخر وهو يأتيك الى أيام وهو رجل من بربر، فاذا‌

٦٤٧

أتاك فأرشده إلي فان عيبته عندي، وأما هذان السارقان فلست ببارح من هاهنا حتى تقطعهما، فأتي بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال أحدهما: لم تقطعنا ولم نقر على أنفسنا بشي‌ء قال: ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل المدينة لا جزت شهادته.

فلما قطعهما قال أحدهما: والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق، وما سرني أن الله عز وعلا أجرى توبتي على يد غيرك، وأن لي ما حازته المدينه، وأني لا علم أنك لا تعلم الغيب، ولكنكم أهل بيت النبوة، وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة فرق له أبو جعفرعليه‌السلام وقال: له أنت على خير ثم التفت الى الوالي وجماعة الناس فقال: والله لقد سبقته الى الجنة بعشرين سنة.

___________________________________________________________

قوله: وما سرنى أن الله جل وعلا‌

أي ما يسرني أن يكون لي ما حازته وجمعته المدينة، ويكون توبتي قد أجراها الله جل وعلا على يد غيرك.

قوله (ع) والله لقد سبقته الى الجنة بعشرين سنة‌

سبقته على صيغة المتكلم وحده، وبتقدير الباء للتعدية على الحذف والايصال والتقدير لقد سبقت به الى الجنة بعشرين سنة من سني عمره.

وذلك اخبار منهعليه‌السلام بان الرجل كان قد تشيع ودان بولاية أهل البيتعليهم‌السلام منذ عشرين سنة من عمره.

وربما تقرأ على صيغة الماضي وتجعل يد الرجل هي الفاعل، والمعني: لقد سبقته يده المقطوعة الى الجنة بعشرين سنة اخبارا منهعليه‌السلام ، بان الاقطع يعيش بعد القطع عشرين سنة، وان يده المقطوعة دخلت الجنه من حين القطع، والا قطع يدخلها من حين موته.

ويدافع ذلك أمران أحدهما: أن كلام سليمان بن خالد في ذيل الحديث‌

٦٤٨

فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة: يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا، فقال أبو حمزة العجيبة في العيبة الاخرى، فو الله ما لبثنا الا ثلاثا حتى جاء البربري الى الوالي فأخبره بقصتها، فأرشده الوالي الى أبي جعفرعليه‌السلام فأتاه.

___________________________________________________________

كالصريح في أن الرجل الاقطع قد عاش بعد القطع عشر سنين، وكان تلك المدة من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام .

والاخر: أن ولوج الجنة ودخولها لا يصح الا بعد الحشر وانقضاء الحساب وغير ذلك من عقبات يوم الموقف، فكيف يتصحح ولوج اليد المقطوعة في الجنة من حين القطع؟ ودخول الرجل الاقطع فيها من حين موته.

فان قلت: الحديث المشهور عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا الموت(1) ، يفيد أنه يدخل الجنة من حين ما يموت.

كلا بل انما معناه ومغزاه: أن الذي يمنعه من ولوج الجنة انما هو اجل الموت ومدة البرزخ من الموت الى البعث، لا شي‌ء مما اكتسبه من الذنوب والاثام، فانها كلها مغفورة له.

واما الاستشكال بأن الموت اذن هو سبب دخوله الجنة وهوعليه‌السلام قد جعله مانعا اياه من ذلك، فجوابه انه اذا جاء الحمام وطرأ الموت استيقن المرء أنه من أهل الجنة وروحها وريحانها، فكان ملتذا متبهجا بذلت مدة زمان البرزخ.

ولذلك كان القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، ولا يكون ذلك الاستيقان والابتهاج قبل الموت أصلا فهذا الاستيقان والابتهاج في حكم ولوج الجنة، ولا مانع عن ذلك الا انتظار حضور الحمام. وهو المعني لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يمنعه من الجنة الا الموت.

ولقد أوردنا في المعلقات والوسائل وجوها عديدة في الجواب غير هذا الوجه.

__________________

(1) مجمع البيان: 1 / 360‌

٦٤٩

فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني؟ فقال له البربري: ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام فرض الله طاعتك، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : الف دينار لك، وألف دينار لغيرك، ومن الثياب كذا وكذا، قال فما اسم الرجل الذي له الالف؟ قال: محمد بن عبد الرحمن، وهو على الباب ينتظرك أتراني أخبرك ألا بالحق؟

فقال البربرى: آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمدعليه‌السلام ، وأشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : رحمك الله فخر يشكر، فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك عشر سنين وكنت أرى الاقطع من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام .

665 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال حدثني يونس، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال لقيت الحسن بن الحسن، فقال: أما لنا حق أما لنا حرمه، اذ اخترتم منا رجلا واحد كفاكم، فلم يكن له عندي جواب، فلقيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي: ألقه فقل له أتيناكم فقلنا‌

___________________________________________________________

ومنها لعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبر عن حياة هذه النشأة البائدة الباطلة بالموت، فانها حياة ظاهرية وهي الموت على الحقيقة، والموت الجسداني انما حقيقته الانتقال من أرض الممات الى دار الحياة الحقة الحقيقة. وهذه الحقيقة متكررة الورود جدا في التنزيل الكريم الالهى، وفي الأحاديث الشريفة عنهم صلوات الله عليهم.

والحكماء الالهيون يقولون: تولد الانسان بمنزلة تكون النطفة في قرار الرحم وحياته في هذه النشأة بمنزلة مكث الجنين وموت جسده بمنزلة الولادة للحياة الحقيقة الابدية فليتبصر.

قوله: فخر يشكر‌

باعجام الخاء قبل الراء المشددة أى سجد للشكر.

٦٥٠

هل عندكم ما ليس عند غيركم: فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وآتينا بني عمكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند الناس؟ فقالوا: نعم، فصدقناهم وكانوا أهل ذلك.

قال: فلقيته فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن فان عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شي‌ء، فأتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته، فقال لي: القه وقل ان الله عز وجل يقول في كتابه( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (1) فاقعدوا لنا حتى نسألكم: قال: فلقيته فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شي‌ء ألا تعيبونا، ان كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا.

666 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبي، عن عدة من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، قال، قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : رحم الله عمي زيدا ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن خالد ما كان عدوكم عندكم؟ قلنا: كفار.

قال: فان الله عز وجل يقول:( حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ

___________________________________________________________

قوله: ان كان فلان تفرغ وشغلنا‌

أن بالفتح للتعليل على المخففة من المثقلة.

و « فلان » كناية عن أبي عبد الله الصادق وأبيه أبي جعفر الباقرعليهم‌السلام .

ومعنى الكلام حاججته وأفحمته بذلك فقال: أفما عندكم معشر الشيعة غير ان تعيبونا، وانما سبب ذلك أن فلانا قد تفرغ من امر الجهاد والقيام بطلب حق الخلافة، ونحن قد شغلنا أنفسنا وأصحابنا بذلك.

وهذا نظير قول يحيى بن زيد انهما يعني بهما الباقر والصادقعليهما‌السلام دعوا الناس الى الحياة، ودعوناهم الى الموت.

__________________

(1) الاحقاف: 4‌

٦٥١

وَإِمّا فِداءً ) (1) فجعل المن بعد الاثخان، وأسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل الاثخان، فمنتم قبل الاثخان، وانما جعل الله المن بعد الاثخان، حتى خرجوا عليكم من وجه آخر فقاتلوكم.

667 - محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا ابراهيم ابن محمد بن فارس، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: قال سليمان بن خالد لأبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا جالس: اني منذ عرفت هذا الامر أصلي في كل يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفته، قال: لا تفعل فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصلاة.

668 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج، قال، فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟ قال سليمان: قلت والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا،

قال: فحرك دابته وأتى زيدا وقص عليه القصة، قال: ومضيت نحوه فانتهيت الى زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام.

ما روى في العيص بن القاسم وكلامه لخاله‌

669 - حدثني صدقة بن حماد، عن أبي سعيد الادمي، عن موسى بن سلام، عن الحكم بن مسكين، عن عيص بن القاسم قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام

___________________________________________________________

ما روى في العيص بن قاسم‌

العيص بن القاسم وأخوه الربيع بن القاسم ابنا اخت سليمان بن خالد الاقطع، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وابي الحسن موسىعليهما‌السلام قاله النجاشي(2) .

__________________

(1) سورة محمد: 4‌

(2) رجال النجاشى: 232‌

٦٥٢

مع خالي سليمان بن خالد، فقال لخالي: من هذا الفتى؟ قال: هذا ابن اختي، قال فيعرف أمركم؟ فقال له: نعم، فقال: الحمد لله الذي لم يجعله شيطانا، ثم قال يا ليتني واياكم بالطائف أحدثكم وتونسوني، وتضمن لهم الا يحرج عليهم أبدا.

ما روى في ربعى بن عبد الله أبو نعيم‌

670 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن ربعي بن عبد الله؟ فقال: هو بصري، هو ابن الجارود، ثقة.

ما روى في احمد بن عائذ‌

671 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن عائذ كيف هو؟ فقال: صالح، وكان يسكن بغداد، وقال أبو الحسن: أنا لم ألقه.

تم الجزء الرابع من كتاب أبي عمرو الكشي

في أخبار الرجال ويتلوه في الجزء الخامس:

ما روي في يونس بن ظبيان. والحمد لله رب العالمين،

والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام كثيرا‌ً

___________________________________________________________

وذكر الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام الربيع ابن القاسم البجلي مولاهم الكوفي(1) .

__________________

(1) رجال الشيخ: 192‌

٦٥٣

٦٥٤

٦٥٥

٦٥٦

الجزء الخامس من الاختيار من كتاب أبي عمرو

محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال

بسم الله الرّحمن الرّحيم‌

ما روى في يونس بن ظبيان‌

672 - قال محمد بن مسعود: يونس بن ظبيان متهم غال، وذكر أن عبد الله ابن محمد بن خالد الطيالسي، قال: كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس، يحدثنا بأحاديثه، اذ مر علينا حديث النبي يرويه يونس بن ظبيان، حديث العمود، فقال: تحدثوا عني هذا الحديث لا روي لكم، ثم رواه.

673 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال: سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان، أنه قال: كنت في بعض الليالى وأنا في الطواف فاذا نداء من فوق رأسي: يا يونس اني أنا الله لا إله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فاذا ج.

___________________________________________________________

ما روى في يونس بن ظبيان

قوله فرفعت رأسى فاذا ج‌

« اذا » للمفاجاة، و« ج » كناية عن جبرئيلعليه‌السلام .

٦٥٧

فغضب أبو الحسنعليه‌السلام غضبا لم يملك نفسه، ثم قال للرجل: أخرج عني لعنك الله، ولعن من حدثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه الا شيطان، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان، وأصحابهما الى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب، سمعت ذلك من أبيعليه‌السلام .

قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتى صرع مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتا.

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه الى الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدثه، بيونس بن ظبيان، ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له.

674 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عمار ابن أبي عنبسة، قال: هلكت بنت لأبي الخطاب، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها، فقال: السلام عليك يا بنت رسول الله.

675 - حدثني محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، عن الحسن بن علي الزيتوني، عن أبي محمد القاسم بن الهروي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان؟ فقال:رحمه‌الله وبنى له بيتا في الجنة، كان والله مأمونا على الحديث: قال أبو عمرو الكشي ابن الهروى مجهول، وهذا حديث غير صحيح، مع ما قد روى في يونس بن ظبيان.

٦٥٨

ما روى في عنبسة بن مصعب‌

676 - قال حمدويه: عنبسة بن مصعب ناووسي، واقفي على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له: فلان بن فلان الناووس.

677 - علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب، قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: أشكو الى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأسر بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي، وأضمن له الا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه أبدا.

ما روى في الحسين بن أبى العلاء‌

678 - قال محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن: الحسين بن أبي العلاء الخفاف وكان أعور.

___________________________________________________________

ما روى في الحسين بن ابى العلاء‌

أبو العلاء ثلاثة، خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي.

وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي، بفتح السين نسبة الى سلول قبيلة من هوازن، وهذان قد ذكرهما الشيخرحمه‌الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام في باب الاسماء(1) .

وأبو العلاء الخفاف بن عبد الملك الازدي، وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الباقرعليه‌السلام في باب الكنى(2) ، وهذا والد الحسين وعلي وعبد الحميد.

وأما خالد بن طهمان فوالد الحسين وعبد الله. والقاصرون يلبس عليهم الامر فليعلم.

__________________

(1) رجال الشيخ: 118‌

(2) رجال الشيخ: 141‌

٦٥٩

قال حمدويه: الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف، وكنية خالد أبو العلاء، أخوه عبد الله بن أبي العلاء.

___________________________________________________________

قوله وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف‌

خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي الازدي، ذكره البخارى ومسلم صاحبا صحيحي العامة واسندا عنه الحديث في صحيحيهما.

وقال شيخنا أبو العباس النجاشيرحمه‌الله في كتابه: قال البخاري: روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب، سمع منه وكيع، ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج: أبو العلاء الخفاف له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر - يعني به مولانا الباقرعليه‌السلام - كان من العامة(1) .

قلت: رام رحمه الله تعالى بذلك أنه كان من رجال الحديث عند العامة، لا أنه كان عامي المذهب، كما توهمه الحسن بن داود رحمه الله تعالى(2) ، وقلده في التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر(3) ، كيف؟ وعلماء العامة قد ضعفوه، وتركوا أحاديثه للتشيع، مع اعترافهم بجلالته.

قال أبو عبد الله الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال: خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف، عن أنس وعدة، وعنه الفريابي وأحمد بن يونس، صدوق شيعي، وضعفه ابن معين لذلك.

ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري فلا تكن من الغافلين.

قوله رحمه الله تعالى: أخوه عبد الله بن أبى العلاء‌

وأما الحسين بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي الخفاف، فأخواه على‌

__________________

(1) رجال النجاشى: 116‌

(2) رجال ابن داود: 451‌

(3) منهج المقال للسيد ميرزا: 130‌

٦٦٠