نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)0%

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 168

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف: مزمل حسين الميثمي الغديري
تصنيف:

الصفحات: 168
المشاهدات: 121132
تحميل: 4768

توضيحات:

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 121132 / تحميل: 4768
الحجم الحجم الحجم
نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

- أبداً - مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده، ويكون إماماً وحجّة على الخلائق.

( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) : يرجع مَن أشرك منهم بدعاء مَن وحّده.

(تفسير الصافي)

١٢ - قال الطباطبائي:

( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) : الظاهر أنّ الضمير الفاعل المستتر(هو) في( جَعَلَهَا ) لله سبحانه، والضمير البارز(ها) على ما قيل لكلمة البراءة التي تكلّم بها إبراهيم (عليه السلام)، ومعناها معنى كلمة التوحيد، فإنّ مفاد(لا إله إلاّ الله) : نفي الآلهة غير الله، وإنّ المراد بـ( عَقِبِهِ ) : ذرِّيّته وولده، وإنّ المراد ببقاء الكلمة في عقبه عدم خلوّهم عن الموحّد ما داموا.

(تفسير الميزان)

كانت أنبياء بني إسماعيل بمكّة

فقد ظهر من هذه الآية وتفسيرها من الفريقَين:

أنّ الله عزّ وجل جعل النبيِّين أي الداعين إلى الله تعالى مِن ذرِّيّة إبراهيم بمكّة، مِن لدن إسماعيل إلى نبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

* قال الديار بكري:

لم يمت إبراهيم حتّى بعث الله إسحاق إلى أرض الشام، وبعث يعقوب إلى أرض كنعان، وإسماعيل إلى جُرْهُم وقبائل اليمن وإلى العماليق،ولوطاً إلى سدوم، وكانوا أنبياء على عهد إبراهيم.

(تاريخ الخميس: ص١٣٠)

فظهر أنّ إسماعيل كان نبيّاً ورسولاً إلى جُرْهُم (أهل مكّة)، فكانت الأنبياء من ذرِّيّة إبراهيم بطريق إسماعيل بمكّة، ويوحّدون الله عزّ وجل، ويدعون إلى الإسلام، حتّى جاء نبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

٤١

وقال الإمام [ الباقر]:

(فجرى بين كلّ نبي ونبي -يعني بين نبيّين - عشرة آباء، وتسعة آباء، وثمانية آباء، كلّهم أنبياء).

قوله: بين كلّ نبي ونبي عشرة آباء... كلّهم أنبياء:

إسماعيل نبيّ اللّه

١ - قيدار، ٢ - حمل، ٣ - نبت، ٤ - سلامان، ٥ - الهميسع، ٦ - اَلّيْسَع، ٧ - أَدّ، ٨ - أَدد، ٩ - عدنان، ١٠ - معد.

***

قوله (عليه السلام): (وبين كلّ نبي ونبي... تسعة آباء، كلّهم أنبياء):

نزار نبيّ اللّه

١ - مُضَر، ٢ - إلياس، ٣ - مدركة، ٤ - خُزَيْمَة، ٥ - كِنَانَة، ٦ - نضر، ٧ - مالك، ٨ - فِهْر، ٩ - غَالِب.

***

قوله (عليه السلام): (وبين كلّ نبي ونبي... ثمانية آباء، كلّهم أنبياء):

لؤي نبيّ اللّه

١ - كعب، ٢ - مرّة، ٣ - كلاب، ٤ - قصي، ٥ - عبد مناف، ٦ - هاشم، ٧ - عبد المطّلب، ٨ - عبد الله.

(إكمال الدين: ب٢٢، ص٢١٠)

٤٢

أبو طالب نبي اللّه

فقد ظهر من حديث المعصوم:

أنّهم بين نبيّين عشرة آباء، وتسعة آباء، وثمانية آباء، كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي، من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب، أنبياء الله تعالى.

كان أنبياء بني إسرائيل في غير مكّة

* وقال الإمام [الباقر] (عليه السلام):

(إنّ الأنبياء بعثوا خاصّة وعامّة.

إلى أنْ قال:

وأمّا يعقوب كانت نُبوّته بأرض كنعان، والرؤيا التي رأى يوسف.

إلى أنْ قال:

وكانت نبوّته في أرض مصر بدؤها.

ثمّ إنّ الله أرسل الأسباط اثني عشر رجلاً بعد يوسف.

ثمّ موسى وهارون إلى فرعون ومَلَئِهِ إلى مصر وحدها.

ثمّ إنّ الله أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل بعد موسى، فنبوّته بدؤها في البَرِّيَّة التي تاه فيها بنو إسرائيل.

ثمّ كان أنبياء كثيرة منهم مَن قصّه الله على محمّد (صلَّى الله عليه وآله)، ومنهم مَن لم يقصصهم على محمّد (صلَّى الله عليه وآله).

ثمّ إنّ الله أرسل عيسى إلى بني إسرائيل خاصّة، وكانت نبوّته بيت المقدس.

وكانت من بعده الحواريّون اثني عشر رجلاً، فلم يزل الإيمان يستتر في بقيّة أهله منذ رفع الله عيسى إلى السماء.

ثمّ أرسل الله عزّ وجل محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) إلى الجنّ والإنس عامّة).

(إكمال الدين: ب٢٢، ص٢١٣)

٤٣

* وروى بإسناده عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(إنّ جبرئيل نزل عليّ بكتابٍ فيه خبر الملوك، ملوك الأرض قبلي، وخبر مَن بُعث قبلي من الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، وهو حديث طويل أخذنا منه شطراً:

بعث الله عيسى بن مريم، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل، فلمّا أراد أنْ يرفعه أوحى إليه أنْ استودع نورَ الله وحكمته وعِلْم كتابه شمعون بن حمون الصفا، خليفته على المؤمنين، ففعل ذلك.

وبعث في عباده نبيّاً من الصالحين، وهو يحيى بن زكريّا، فمضى شمعون، ولمّا أراد الله أنْ يقبضه أوحى إليه أنْ يجعل الوصيّة في وُلد شمعون، ويأمر الحواريّين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك........ وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في(دانيال) ذرِّيّة يعقوب بن شمعون، ومعه الحواريّون من أصحاب عيسى.

فلمّا أراد الله أنْ يقبض دانيال، أمره أنْ استودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال، ففعل ذلك.

فلمّا أراد الله أنْ يقبضه، أوحى الله في منامه أنْ استودع نور الله وحكمته ابنَه انشو بن مكيخا، وملك بعد ذلك أردشير أخو سابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم، وولي أمر الله يومئذٍ في الأرض دسيخا بن انشو بن مكيخا.

ولمّا أراد الله أنْ يقبض دسيخا، أوحى إليه في منامه أنْ استودع علم الله ونوره وتفصيل حكمته نسطورس بن دسيخا، ففعل ذلك.

فلمّا أراد الله أنْ يقبضه، أوحى إليه في منامه أنْ استودع نور الله وحكمته ومكتبه مرعيدا.

فلمّا أراد الله أنْ يقبض مرعيدا، أوحى إليه في منامه أنْ استودع نور الله وحكمته

٤٤

بحيرا الراهب، ففعل ذلك) - الحديث -.

(إكمال الدين: ب٢٢، ص٢١٨)

فقد ظهر من هذا الحديث أنّ الله عزّ وجل جعل النبيّين - أي الداعين إلى الله تعالى مِن ذرِّيّة إبراهيم من بني إسحاق وإسرائيل - في غير مكّة إلى نبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

البرهان الوصّاف

في نبوة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي الأسلاف

( وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ) .

(سورة النساء: آية: ١٦٣)

* قال العلاّمة الفيض الكاشاني:

يعني أوحينا الصحف والأسباط (أحفاد يعقوب).

(تفسير الصافي)

* وقال: عن الباقر أنّه سُئل: هل كان وُلد يعقوب أنبياء؟

قال: (لا، ولكنّهم كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء).

(تفسير العيّاشي / تفسير الصافي)

وقال: عن الصادق (عليه السلام):

(.......إلى أنْ قال: حتّى جاء إبراهيم بالصحف، وبعزيمة ترْك كتاب نوح لا كفراً به، فكلّ نبي جاء بعد إبراهيم أخذ بشريعة إبراهيم ومنهاجه وبالصحف.

حتّى جاء موسى بالتوراة وبشريعته ومنهاجه، وبعزيمة ترك الصحف، فكلّ نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وبشريعته ومنهاجه.

حتّى جاء المسيح بالإنجيل، وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه، فكلّ نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه.

حتّى جاء محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بالقرآن وبشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة،

٤٥

فهؤلاء أولوا العزم من الرسل).

(الكافي / تفسير الصافي / سورة الأحقاف)

فقد ظهر من حديث إمامنا الباقر: أنّ الأسباط لم يكونوا أنبياء.

وقد ظهر من حديث إمامنا الصادق: أنّ الأنبياء كانوا بعد إبراهيم، الذين كانوا يعملون بشريعته ومنهاجه وبصحفه، فجعلهم الله تعالى أتباعه، وأوحى إليه الصحف بغير واسطة بشر، وأوحى الصحف إلى أتباعه بواسطة إبراهيم

كان أهل الشريعة قبل نبيّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فرقتَين

* قال العلاّمة الشهرستاني:

الخارجون عن الملّة الحنيفيّة والشريعة الإسلاميّة ممّن يقول بشريعة وأحكام وحدود وأعلام، وهم قد انقسموا:

- إلى مَن له كتاب محقّق مثل: التوراة، والإنجيل...

- والى مَن له شبهة كتاب مثل: المجوس، والمانويّة. فنحن نقدّم ذكر أهل الكتاب لتقدّمهم بالكتاب.

كان أهل الكتاب فرقتَين: مدنيّين ومكِّيِّين

* الفرقتان المقابلتان قبل المبعث هم أهل الكتاب والأمّيّون:

- وكانت اليهود والنصارى (أهل الكتاب) بالمدينة.

- والأمّيّون (أهل الكتاب) بمكّة. يعني هما كانا أهل الشريعة.

وأهل الكتاب (اليهود والنصارى) كانوا ينصرون دين الأسباط ويذهبون مذهب بني إسرائيل، والأمّيّون كانوا ينصرون دين القبائل ويذهبون مذهب بني إسماعيل.

* ولمّا انشعب النور الوارد من آدم إلى إبراهيم، ثمّ الصادر عنه إلى شعبتَين:

١ - شعبة في بني إسرائيل.

٢ - وشعبة في بني إسماعيل.

٤٦

- وكان النور المنحدر منه إلى بني إسرائيل ظاهراً، وكان النور المنحدر منه إلى بني إسماعيل مخفيّاً.

- وكان يُستدلّ على النور الظاهر بظهور الأشخاص وإظهار النبوّة في شخص، وكان يُستدلّ على النور المخفي بإبانة المناسك والعلامات وستر الحال في الأشخاص (شخصاً شخصاً).

- وقبلة الفرقة الأولى: بيت المقدس، وقبلة الفرقة الثانية: بيت الله الحرام الذي وُضع للناس ببكّة مباركاً وهدىً للعالمين.

- وشريعة الفرقة الأولى: ظواهر الإحكام، وشريعة الفرقة الثانية: رعاية المشاعر الحرام.

- وخصماء الفريق الأوّل: الكافرون، مثل: فرعون وهامان، وخصماء الفريق الثاني: المشركون، مثل: عبدة الأصنام.

فتقابل الفريقان وصحّ التقسيم.

(الملل والنحل: ج١، ب٢، ص٢٠٨)

فقد ظهر من هذا:

أنّ اليهود أهل التوراة أهل المدينة، وأنّ النصارى أهل الإنجيل أهل المدينة كانوا ينصرون دين الأسباط، وهم الأسباط أولاد يعقوب (إسرائيل)، فكان دينهم دين إبراهيم، وكانوا أوصيائه ومُتَّبِعِيْهِ في اليهود والنصارى أهل المدينة، وكانوا مراجعهم في المدينة.

* قال العلاّمة الشهرستاني:

ومن العجب أنّ في التوراة أنّ الأسباط من بني إسرائيل كانوا يراجعون إلى القبائل من بني إسماعيل، ويعلمون أنّ في ذلك الشعب علماً لَدُنِيَّاً لم يشتمل التوراة عليه.

* وورد في التواريخ أنّ أولاد إسماعيل كانوا يُسَمَّون:

- آل الله.

٤٧

- وأهل الله.

- وأولاد إسرائيل.

- آل يعقوب.

- وآل موسى.

- وآل هارون. وذلك كسر عظيم يعني فرْق بَيِّن.

(الملل والنحل: ج١، ب٢، ص٢١٣)

فقد ظهر من آية التوراة أنّ الأسباط كانوا يراجعون إلى شعبة من قبائل بني إسماعيل؛ لأنّهم كانوا يعلمون عندهم علماً لَدُنِيَّاً، ولم يكن في التوراة والإنجيل شيء منه، ولم يعلمه الأسباط، ولم يعلمه أهل التوراة والإنجيل؛ لأنّ العلم علمان:

١ - ذاتي.

٢ - وعرضي.

* فأمّا الذاتي: فهو مختص، خاص بذات الله تعالى؛ لأنّه تعالى ذاته علمه، وعلمه ذاته.

* وأمّا العرضي:

١ - لازم.

٢ - ومفارق.

فأمّا اللازم: فهو موقوف على إعطاء الله تعالى ووهبه، يُقال له:(علم لدنّي) ووهبي خاصّاً.

وأمّا المفارق: فهو موقوف على الاكتساب، يُقال له علم كسبي، وإنّ الله تعالى لم يعطِ علمَه الخاص لدنيّاً إلا الأنبياء، فإنّ الله تعالى أعطى علمَه الخاص لدنيّاً تلك الشعبة من بني إسماعيل، وجعلهم مراجع الأسباط، وهم كانوا أعلم منهم.

فيظهر أنّ الله تعالى جعلهم النبيّين من بني إسماعيل كما جعل النبيّين من بني إسرائيل، فهم كانوا آل الله، وأهل الله، وكانت شريعة النبيّين من بني إسماعيل:

- إبانة المناسك.

- ورعاية المشاعر الحرام، كما قال أبو جعفر: (لم يزالوا بنو إسماعيل ولاة البيت، يقيمون للناس حجّهم وأمْر دينهم، يتوارثون كابر عن كابر، حتّى كان زمن عدنان بن أَدد)

(البحار: ج١٥، ص٤٠)

وكما قال عبد المطّلب: نحن أهل الله في بلدته، لم يزل ذلك على عهد إبراهيم.

٤٨

تقابل الفريقين

* ويظهر من هذه التحقيق:

أنّ النور الوارد من آدم إلى إبراهيم فصار منه قسمين:

- فكان قسم ظاهراً في النبيّين الظاهرِين من بني إسرائيل نبيّاً نبيّاً منهم.

- وكان قسم مخفيّاً في النبيّين المستترِين من بني إسماعيل نبيّاً نبيّاً منهم، الذين كانوا يقيمون للناس مناسك الحج، ويبيّنون لهم أمور دينهم.

وكانت شريعتهم شريعة إبراهيم، غير شريعة موسى وغير شريعة عيسى، وكان مذهبهم غير مذهب موسى وغير مذهب عيسى، وكانت قبلتهم غير قبلة موسى وغير قبلة عيسى، وكانت أعداؤهم مشركين عبدة الأصنام غير أعداء أنبياء بني إسرائيل.

النور المخفي والأشخاص

* قال العلاّمة الشهرستاني:

اعلم أنّ العرب في الجاهليّة كانت على ثلاثة أنواع من العلوم:

أحدها علم الأنساب والتواريخ والأديان، ويعدّونه نوعاً شريفاً، خصوصاً معرفة أنساب أجداد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والاطّلاع على ذلك النور الوارد من صلب إبراهيم إلى إسماعيل وتواصله في ذرِّيَّته، إلى أنْ ظهر بعض الظهور في أسارير عبد المطّلب سيّد الوادي شيبة الحمد، وسجد له الفيل الأعظم، وعليه قصّة أصحاب

٤٩

الفيل، وببركة ذلك النور دفع الله تعالى شرّ أبرهة، وأرسل عليهم طيراً أبابيل.

وببركة ذلك النور رأى تلك الرؤيا في تعريف موضع زمزم، ووجدان الغزالة والسيوف التي دفنتْها جُرْهُم.

وببركة ذلك النور أُلْهِمَ عبد المطّلب النذر الذي نذر في ذبح العاشر من أولاده، وبه افتخر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حين قال: (أنا ابن الذبيحَين).

أراد بالذبح الأوّل: إسماعيل، وهو أوّل من انحدر إليه النور فاختفى.

وبالذبح الثاني: عبد الله بن عبد المطّلب، وهو آخر من انحدر إليه النور فظهر كلّ الظهور، وببركة ذلك النور كان عبد المطّلب يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيّات الأمور.

وببركة ذلك النور كان قد سُلّم إليه النظر في حكومات العرب والحكم بين المتخاصمين، فكان يوضع له وسادة عند الملتزم فيستند إلى الكعبة وينظر في حكومات القوم - إلخ -.

(الملل والنحل: ج٢، ب٣، ص٢٣٨)

* فقد ظهر من هذا:

أنّ النور الوارد - من آدم إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى إسماعيل وفي ذرِّيَّته فرداً فرداً، شخصاً شخصاً إلى عبد المطّلب، ومن عبد المطّلب إلى عبد الله أبي النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - هو نور النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

* وظهر:

أنّ الأشخاص الذين كان ينتقل نور نبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) شخصاً شخصاً في أصلابهم، هم كانوا آباء النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من لدن آدم إلى عبد الله.

٥٠

نور النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي

في أصلاب آبائهما معاً

١ - عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح الله عزّ وجل في يمنة العرش قبل خلْق الدنيا، ولقد سكن آدم في الجنّة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، وقُذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل يقلّبنا الله عزّ وجل من أصلاب طاهرة وأرحام طاهرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطّلب، فجعل ذلك النور بنصفَين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليّاً في أبي طالب) - الحديث -.

(زين الفتى للإمام العاصمي)

٢ - عن أبي عثمان الرازي عن سلمان الفارسي قال:

سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد عن يمين العرش، نسبح الله ونقدّسه قبل أنْ يخلق الله عزّ وجل آدم بأربع عشر آلاف سنة، فلمّا خلق آدم نَقَلَنَا إلى أصلاب الرجال الطاهرين وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطّلب، وقسمنا بنصفَين، فجعل النصف في صلب أبي عبد الله، وجعل النصف في صلب عمّي أبي طالب، فخُلقتُ أنا من ذلك النصف وخُلق عليٌّ (عليه السلام) من النصف الأخر) - الحديث -.

(١ - رياض النضرة / ٢ - رياض الفضائل / ٣ - تسديد القدس

٥١

٤ - فرائد السمطين / ٥ - جواهر النفائس / ٦ - خصائص العلويّة)

٣ - قال الديار بكري:

وفي معالم التنزيل كان آدم يسمع من تخليط أسارير جبهته نشيشاً كنشيش الذر، فقال:(يا رب ما هذا؟

فنودي: يا آدم، هذا تسبيح محمّد (صلَّى الله عليه وآله) ولدك، مُزج بمائك ليكون لك ولداً وأنت له أباً، فنعم الوالد ونعم المولود، ثمّ انتقل ذلك الجزء الذرّي مِن صلب آدم إلى رحم حوّاء، ومنها إلى صلب شيث، ومنه إلى رحم مخوائلة، ومنها إلى صلب أَنُوش، وهكذا ينتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، ومن أرحام الطاهرات إلى أصلاب الطاهرين، وذلك النور أيضاً كان ينتقل بتبعيّة ذلك الجزء الذرّي من جبهة إلى جبهة، وكان يؤخذ في كلّ مرتبة عهد وميثاق على أنْ لا يوضع ذلك الجزء إلاّ في المطهّرات، فأوّل مَن أخذ العهد آدم، أخذه مِن شيث، وشيث من أَنُوش، وهو من قينان، وهكذا إلى أنْ وصلتْ النوبة إلى عبد الله بن عبد المطّلب.

فلمّا أودع ذلك الجزء في صلبه، لمع ذلك النور من جبهته فظهر له جمال وبهجة، حتّى كانت نساء قريش يرغبْنَ في نكاحه، وسيجيء قصة الخشعميّة في الطليعة الثانية إنْ شاء الله تعالى، وقد أسعد اللهُ بتلك السعادة وشَرّف بذلك الشرف آمنة بنت وهب فوُلد منها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) .

(تاريخ الخميس: ج١، ص٥٦)

٤ - عن أبي سعيد الخدري قال:

كنّا جلوساً عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إذ دخل:

- سلمان الفارسي.

- وأبو ذر الغفاري.

- والمقداد بن الأسود.

- وعمّار بن ياسر.

- وحذيفة بن اليمان.

- وأبو الهيثم بن التيهان.

فجثوا بين يدي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) والحزن ظاهر في وجوههم.

٥٢

إلى أنْ قال النبي (صلَّى الله عليه وآله):

(وقد علمتم أنّ الله تعالى خلقني وعليّاً من نور واحد، إنّا كنّا في صلب آدم نسبّح الله عزّ وجل، ثمّ نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء، يُسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كلّ عهد وعصر إلى عبد المطّلب، وأنّ نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمّهاتنا، حتّى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم، ثمّ افترق نورنا فصار نصفه في أبي عبد الله ونصفه في عمّي أبي طالب، فكان يُسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان أبي وعمّي إذا جلسا في ملأ قريش تلألأ نورنا ووجوههما من دونهم، حتّى أنّ الهوام والسباع يسلّمان عليهما لأجل نورهما، إلى أنْ خرجنا من أصلاب آبائنا وبطون أُمّهاتنا) - الحديث -.

(كتاب الروضة للحضيني - ره - من العبقات)

فقد ظهر من أحاديث النور المتّفقة عليها بين الفريقين:

أنّ نور النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي (عليه السلام) كانا يُنتقلان معاً في أصلاب آبائهما الطاهرين، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب، وظهر أن آباء النبي والولي كانوا مراجع الأسباط؛ لأنّ العلم اللدنّي كان عندهم فهم كانوا أنبياء.

إكمال الميثاق بأبي طالب (عليه السلام)

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ )

(سورة آل عمران: آية: ٨١)

١ - عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

(إنّ الله أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبيّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنْ يخبروا أُمَمَهُم بمبعثه ونعته، ويبشّروهم به، ويأمروهم بتصديقه).

(المجمع / الصافي / البحار في النبوّة / الميزان)

٢ -أخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

٥٣

(لم يبعث الله نبيّاً آدم ومَن بعده إلاّ أخذ عليه العهد في محمّد (صلَّى الله عليه وآله)، لَئِنْ بُعث وهو حي ليؤمننّ به ولينصرنّه، ويأمره فيأخذ العهد على قومه، ثمّ تلا:( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ) ) - الآية -.

(الدرّ المنثور)

فقد ظهر من هذه الآية وتفسيرها من الفريقَين:

أنّ كلّ نبي مِن لدن آدم كان ينتظر مجيء الرسول محمّد عنده ليؤمننّ به وينصرنّه، ويخبر به قومه ويأمرهم أنْ يؤمنوا به ويصدّقوه.

فلمّا جاء محمّد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، فآمن به أبو طالب ونصره وأخبر قومه بمبعثه وأمرهم أنْ يؤمنوا به، فظهر أنّ أبا طالب كان نبيّاً وإلاّ بطل الميثاق، وأنّ الميثاق من الله تعالى، فبطلان الميثاق باطل.

٥٤

* باب الإظهارات:

إظهار الله تعالى نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

(الشعراء: آية: ٢١٤ - ٢٢٠)

قال الإمام محمّد الباقر (عليه السلام):

(ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إنّ الآية ينزل أوّلها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء).

(تفسير العيّاشي / والصافي حول آية التطهير)

إنّ هذه الآيات نزلتْ بمكّة، تتعلّق بالوقائع التي وقعتْ بمكّة، فلمّا بعث الله رسوله محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)،

فأمره أوّلاً: ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) ، أي تدعوهم إلى الإسلام ونصرتك.

وأمره ثانياً: ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، أي

٥٥

واخفض جناحك لمَن قَبِل دعوتك ووعدك بنصرتك.

وأمره ثالثاً: ( فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ، أي وإنْ لم يقبلوا دعوتك وعاندوك، فقل إنّي بريء ممّا تعملون.

وأمره رابعاً ...،( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ ) : الغالب على أعدائك.

( الرَّحِيمِ ) : الرحيم على أحبّائك.

ثمّ أذكره نعمته التي أنعمها عليه، أوّلاً:( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ) .

ثمّ أذكره نعمته التي أنعمها عليه ثانياً:( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) .

تفسير( حِينَ تَقُومُ )

١ - قال الديار بكرى:

قال بعض المفسّرين، منهم ابن عبّاس وعكرمة: أراد حين تقوم بالنبوّة.

(تاريخ الخميس: ج١، ص٦)

٢ -روى علي بن إبراهيم القمّي، والسيّد هاشم البحراني (ره):

عن أبي جعفر قال في قوله تعالى:( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ) (في النبوّة) - حين قمت نبيّاً -.

(تفسير القمّي / البرهان)

متى قام الرسول (صلَّى الله عليه وآله) في النبوّة

١ - روى القاضي العيّاض عن أبي هريرة قال:

سألتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) متى وجبتْ لك النبوّة؟

قال: (وآدم بين الماء والجسد).

(الشفا / مودّة القربى / ينابيع المودّة)

٢ - عن المفضّل قال:

قال لي أبو عبد الله: (يا مفضّل، أَمَا علمتَ

٥٦

أنّ الله تعالى بعث رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وهو روح إلى الأنبياء وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟

قلتُ: بلى.

وقال: أَمَا علمتَ أنّه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتّباع أمره ووعدهم الجنّة على ذلك، وأوعد مَن خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار؟).

قلتُ: بلى.

(البحار: ج١٥)

فقد ظهر من تفسير العامّة والخاصّة:

أنّ المراد من( حِينَ تَقُومُ ) يعنى متى قام الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في النبوّة أو بالنبوّة.

إنّ الله تعالى لمّا جعل حبيبه محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) رسولاً في عالم الأرواح، وبعثه إلى النبيّين وأقامه أوّلاً في النبوّة في عالم الأرواح، وهو يقوم فيهم بالنبوّة مبلّغاً بالرسالة، فأذكره تعالى نعمتَه التي أنعمها عليه في عالم الأرواح.

أوّلاً: قال: الذي يريك أنْ يحفظك حين تقوم (بالنبوّة في النبيّين في عالم الأرواح)، ثمّ أذكره نعمته التي أنعمها عليه.

ثانياً: في عالم الأجساد، قال: والذي يرى تقلّبك في الساجدين، أي يحفظ تقلّبك في أصلاب آبائك الساجدين، مِن أوّل الساجدين إلى آخر الساجدين.

٥٧

هم الساجدون نبيّون

١ - عن أبي عبّاس في قوله تعالى:

( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال: مِن نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً.

* قال صاحب روح البيان معنى في الساجدين:

في أصلاب النبيّين والمرسلين، مِن آدم إلى نوح والى إبراهيم والى مَن بعده، إلى أنْ ولدتْه أُمّه (يعني إلى آخر نبي عبد الله).

(روح البيان: ج٢، ص٨٧٥ / الشفا للقاضي: ص١٢)

٢ - أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عبّاس، في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) قال:

مازال النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يتقلّب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أُمّه.

(فتح القدير: ج٤، ص١١٨ / الدرّ المنثور: ج٥، ص٩٨)

٣ - عن عطا عن ابن عبّاس قال:

أراد( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) في أصلاب النبيّين، من نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً في هذه الأمّة.

(السراج المنير: ج٣ / تفسير الخازن / تفسير البغوي)

٤ -عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله تعالى ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ،قال:

مِن نبي إلى نبي، ومن نبي إلى نبي حتّى أخرجك نبيّاً.

(الشفاء - الطبقات الكبرى: ج١ / السيرة الحلبيّة: ج١ / تذكرة خواص الأمّة)

٥ - قال بعض المفسّرين منهم ابن عبّاس وعكرمة:

أراد( حِينَ

٥٨

تَقُومُ ) : بالنبوّة.

ويرى( تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) : في أصلاب الموحّدين مِن نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً في هذه الأمّة.

(تاريخ الخميس: ج١، ص٥٦)

٦ - أخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده، والبزار، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن مجاهد، في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) قال:

مِن نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً.

(الدرّ المنثور: ج٥، ص٩٥)

٧ -قال الديار بكري:

وما أحسن قول الحافظ شمس الدين الدمشقي:

ينقل أحمد نوراً عظيماً * تلألأ في جباه الساجدين

تقلب فيهم قرناً فقرناً * إلى أنْ جاء خير المرسلين

(تاريخ الخميس: ج١، ص٤٣٧)

٨ - عن أبي جعفر ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

(في أصلاب النبيّين).

(الصافي / البرهان / نور الثقلين / البحار: ج١٥، ص١٢)

٩ - عن أبي الجاروردي، قال:

سألتُ أبا جعفر عن قول الله عزّ وجل:( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال: (يرى تقلّبه في أصلاب النبيّين من نبي إلى نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه، من نكاح غير سفاح من لدن آدم).

(الصافي / البرهان / نور الثقلين / الميزان / البحار: ج١٥، ص١٢)

١٠ - عن أبي جعفر وأبي عبد الله قال:

(في أصلاب النبيّين نبي بعد نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه، من نكاح غير سفاح من لدن آدم).

(مجمع البيان / الميزان)

٥٩

فقد ظهر من هذه الأحاديث المتّفق عليها بين الفريقين:

أنّهم الساجدين كانوا نبيّين،فيكون تقرير الآية: الذي يرى أنْ يحفظ تقلّبك في أصلاب آبائك الساجدين النبيّين من أوّل الساجدين - النبيّين - إلى آخر الساجدين، النبيّين، من آدم إلى عبد الله النبي.

هم الساجدون النبي ّ ون كانوا طاهرين

١ - عن أبي عثمان الرازي، عن سلمان الفارسي، قال:

سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد، عن يمين العرش، نسبّح الله ونقدّسه قبل أنْ يخلق الله آدم بأربع عشر آلاف سنة، فلمّا خُلق آدم نُقلنا إلى أصلاب الرجال الطاهرين وأرحام النساءِ الطاهرات، ثمّ نُقلنا إلى صلب عبد المطّلب، وقُسّمنا نصفين، فجعل النصف في صلب عبد الله وجعل النصف في صلب عمّي أبي طالب، فخُلقتُ أنا من ذلك النصف وخُلق علي من النصف الأخر) - الحديث -.

(الرياض النضرة / رياض الفضائل / فرائد السمطين / جواهر النفائس / خصائص العلويّة / تسديد القدس)

٢ - عن إبراهيم الوصابي، مرفوعاً عن علي بن أبي طالب، قال:

(قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) خُلقتُ أنا وعلي من نور واحد، نسبّح الله على متن العرش مِن قَبْل أنْ يُخلق أبونا آدم بألفي عام، فلمّا خُلق آدم صرنا في صلبه، ثمّ نُقلنا من كرام الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام، حتّى صرنا في صلب عبد المطّلب، ثمّ قسمنا نصفين، فصيّرني في صلب عبد الله وصار علي في صلب أبي طالب، فاختارني للنبوّة والرسالة واختار عليّاً

٦٠