السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي7%

السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 813

السيد محمد كاظم اليزدي
  • البداية
  • السابق
  • 813 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 288140 / تحميل: 13205
الحجم الحجم الحجم
السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

حديث تفسير الأَذان - أنّه قال فيه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أشهد أن محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، لا إله إلّا الله.

وذكر في الإقامة: قد قامت الصلاة.

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي حيّ على خير العمل، للتقيّة.

[ ٦٩ ٨٠ ] ١٩ - جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: الأَذان: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، وقال في آخره: لا إله إلّا الله مرّة.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(١) ويحتمل التقيّة في آخره، ويحتمل كونه ذكر الأَذان والإِقامة معاً، ويكون التهليل مرّة واحدة في آخر الإِقامة لما مضى(٢) ويأتي(٣) فإنّ الأَذان قد يطلق عليهما(٤) .

[ ٦٩ ٨١ ] ٢٠ - محمّد بن الحسن في( النهاية) قال: قد روي أنّ الأَذان والإِقامة سبعة وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ما ذكرناه التكبير مرّتين في أول الإِقامة.

____________________

١٩ - المعتبر: ١٦٦، أورد ذيله في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الحديث ٥ من هذا الباب.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من هذا الباب، ومضى من ان الأَذان قد يطلق على الإِقامة في الحديث ٧ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ١ من أفعال الصلاة.

٢٠ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨ بتصرف في النقل.

٤٢١

[ ٦٩ ٨٢ ] ٢١ - قال: وقد روي ثمانية وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ذلك أيضاً لا إله إلّا الله مرّة اُخرى الإِقامة.

[ ٦٩ ٨٣ ] ٢٢ - قال: وقد روي إثنان وأربعون فصلاً، يضيف الى ذلك التكبير في آخر الأَذان مرّتين، وفي آخر الإِقامة مرّتين.

قال: الشيخ: فمن عمل على إحدى هذه الروايات لم يكن مأثوماً، انتهى.

[ ٦٩ ٨٤ ] ٢٣ - وفي( المصباح) قال: وروي اثنان وأربعون فصلاً، فيكون التكبير أربع مرّات في أوّل الأَذان وآخره، وأوّل الإِقامة وآخرها والتهليل مرّتين فيهما.

[ ٦٩ ٨٥ ] ٢٤ - قال: وروي سبعة وثلاثون فصلاً يجعل في أوّل الإِقامة الله أكبر أربع مرّات.

[ ٦٩ ٨٦ ] ٢٥ - وقال الصدوق بعدما ذكر حديث أبي بكر الحضرمي وكليب الأَسدي: هذا هو الأَذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه، والمفوّضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزادوا بها في الأَذان محمّد وآل محمّد خير البريّة مرّتين، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّداً رسول الله: أشهد أنّ عليّاً وليّ الله مرّتين، ومنهم من روى بدل ذلك: أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً مرّتين، ولا شكّ أنّ عليّاً وليّ الله وأنّه أمير المؤمنين حقّاً وأنّ محمّداً وآله خير البرية، ولكن ذلك ليس في أصل الأَذان، وانّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة

____________________

٢١ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨.

٢٢ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٩.

٢٣ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٤ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٥ - الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٧.

٤٢٢

المتّهمون بالتفويض(١) المدلسون أنفسهم في جملتنا.

انتهى كلام الصدوق رئيس المحدّثين (رضي‌الله‌عنه )

ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود هنا(٢) وفي حديث من صلّى خلف من لا يقتدى به(٣) ، وفي كيفية الصلاة(٤) وغير ذلك(٥) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبيّن وجهه(٦) .

٢٠ - باب استحباب اختيار الإِقامة مثنى مثنى على الأَذان والإِقامة مرّة مرّة وكراهة الأَذان لمن أقام واحدة واحدة

[ ٦٩ ٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: الأَذان والإِقامة مثنى مثنى، وقال: إذا أقام مثنى(٧) ولم يؤذّن أجزأه في الصلاة المكتوبة، ومن أقام الصلاة واحدة واحدة ولم يؤذّن لم يجزئه إلّا بالأَذان.

[ ٦٩ ٨٨ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن

____________________

(١) التفويض هنا بمعنى ان الله فوّض الخلق والرزق الى محمد وآل محمد وهو مذهب جماعة من أهل الضلال « منه. قده ».

(٢) يأتي في الباب ٢٠ والحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة.

(٥) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣١ من أبواب الأذان.

(٦) يأتي في الباب ٢٢ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١١.

(٧) في المصدر زيادة: مثنى.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٨، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٢.

٤٢٣

عثمان، عن ابن مسكان، عن بريد(١) مولى الحكم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: لان اُقيم مثنى مثنى أحبُّ إليّ من أن أؤذّن واُقيم واحداً واحداً.

أقول: ويأتي ما يدلُّ على الجزاء(٢) فيحمل الحديث الأوّل على نفي الأَفضليّة.

٢١ - باب جواز الاقتصار في الأَذان والإِقامة على مرّة مرّة في التقيّة والعجلة والسفر

[ ٦٩ ٨٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الأَذان مثنى مثنى والإِقامة واحدة.

[ ٦٩ ٩٠ ] ٢ - وعنه، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الأَذان يقصر في السفر كما تقصر الصلاة، الأَذان واحداً واحداً والإِقامة واحدة.

أقول: حمله الشيخ على التقيّة والعجلة وكذا الذي قبله لما مضى(٣)

____________________

(١) في المصدر وفي نسخة من الاستبصار في هامش المخطوط: يزيد.

(٢) يأتي في الباب ٢١ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٤ من الباب ٣١ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٩، وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢١

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٤، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٨، وأورده أيضاً في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٩، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٣.

(٣) مضى في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٤٢٤

ويأتي(١) ، ويمكن إبقاؤه على إطلاقه.

[ ٦٩ ٩١ ] ٣ - وبإسناده، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الإِقامة مرّة مرّة إلّا قول الله أكبر الله أكبر فانّه مرّتان.

[ ٦٩ ٩٢ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة ابن أيّوب، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء قال: رأيت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، يكبّر واحدة واحدة في الأَذان، فقلت له: لم تكبر واحدة واحدة ؟ فقال: لا بأس به إذا كنت مستعجلاً.

[ ٦٩ ٩٣ ] ٥ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، يقول: يجزئك من الإِقامة طاق طاق(٢) في السفر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٢ - باب عدم جواز التثويب في الأَذان والإِقامة وهو قول الصلاة خير من النوم

[ ٦٩ ٩٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة

____________________

(١) يأتي في أحاديث هذا الباب.

٣ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٥، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٩.

٤ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٦، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٤٠.

٥ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢٠، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٤.

(٢) الإقامة طاق طاق: أي من غير تكرار، والطوق: الطاقة.( مجمع البحرين ٥: ٢٠٩ ).

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٣.

٤٢٥

وحمّاد بن عيسى، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن التثويب الذي يكون بين الأَذان والإِقامة ؟ فقال: ما نعرفه.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب(١) .

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية بن وهب، نحوه(٢) .

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن وهب، مثله (٣) .

[ ٦٩ ٩٥ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الله(٤) بن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) ، - في حديث -: إن شئت زدت على التثويب حيّ على الفلاح مكان الصلاة خير من النوم.

قال الشيخ: لو كان ذكر الصلاة خير من النوم من السنّة لما سوغ له العدول عنه إلى تكرار اللّفظ.

أقول: وأحاديث كيفيّة الأَذان والإِقامة تدلّ على ذلك(٥) .

[ ٦٩ ٩٦ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن حمّاد بن

____________________

(١) الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٥.

(٢) الكافي ١: ٣٠٣ / ٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٣ / ٢.

٢ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٤، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٨، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٤) في الاستبصار: عبد الرحمن بن أبي نجران.

(٥) أحاديث كيفية الأذان والإِقامة تقدمت في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٣ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢١، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٥.

٤٢٦

عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: النداء والتثويب في الإِقامة(١) من السنّة.

أقول: يأتي وجهه على أنّ التثويب لغة أعمّ من قول: الصلاة خير من النوم(٢) ، فلعلّ المراد غيره، ويحتمل الحمل على الإِنكار.

[ ٦٩ ٩٧ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن فضالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) ينادي في بيته بالصلاة خير من النوم، ولو رددت ذلك لم يكن به بأس.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب (٣) .

قال الشيخ: هذا والذي قبله محمولان على التقيّة لاجماع الطائفة على ترك العمل بهما.

أقول: هذا لا إشعار فيه بكون النداء في الأَذان أو الإِقامة فلعلّه لم يكن فيهما.

[ ٦٩ ٩٨ ] ٥ - جعفر بن الحسن المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا كنت في أذان الفجر فقل: الصلاة خير من النوم بعد حيّ على خير العمل(٤) ، ولا تقل في الإِقامة الصلاة خير من النوم إنّما هذا في الأَذان.

____________________

(١) في الاستبصار: في الأذان.

(٢) يأتي وجهه في الحديث ٤ من هذا الباب.

٤ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٢، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٤ / ٣.

٥ - المعتبر: ١٦٦.

(٤) في المصدر زيادة: وقل بعد الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

٤٢٧

أقول: هذا محمول على التقيّة لما تقدّم(١) .

٢٣ - باب كراهة الزيادة في تكرار الفصول إلّا للإِشعار

[ ٦٩ ٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو أنّ مؤذّناً أعاد في الشهادة وفي حيّ على الصلاة أو حيّ على الفلاح المرّتين والثلاث وأكثر من ذلك إذا كان إماماً(٢) يريد به جماعة القوم ليجمعهم لم يكن به بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

أقول: وتقدّم في كيفية الأَذان(٤) وفي أحاديث التثويب ما يدلّ على ذلك(٥) وعلى المنع من الزيادة في غير هذه الصورة والله أعلم(٦) .

٢٤ - باب استحباب الترتيل في الأَذان والحدر في الإِقامة

[ ٧٠ ٠٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن وهب، عن

____________________

(١) لما تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٨ / ٣٤.

(٢) في المصدر وفي نسخة في هامش المخطوط: إنّما.

(٣) التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٥، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٩.

(٤) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٥) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٦) تقدّم ما يدلّ على المنع في الحديث ٢٥ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ١٨٥ / ٨٧٦، تقدّم صدره في الحديث ١ من الباب ٨ وقطعة منه في الحديث ١ من =

٤٢٨

أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: احدر إقامتك حدراً.

[ ٧٠ ٠١ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : الأَذان جزم بافصاح الأَلف والهاء، والإِقامة حدر.

أقول: هذا الحديث: رواه الشيخ، عن الكليني(١) ولم نجده في( الكافي) فكأنّه نقله من غيره من مؤلّفاته.

[ ٧٠ ٠٢ ] ٣ - وعن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الأَذان ترتيل، والإِقامة حدر.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان(٢) ، والذي قبله بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

٢٥ - باب سقوط الأَذان والإقامة عمّن أدرك الجماعة بعد التسليم قبل أن يتفرقوا لا بعده، وإن كانا اثنين فصاعداً جاز أن يصلّوا جماعة

[ ٧٠٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

= الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٢ - لم نجده في الكافي، لاحظ الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٢: ٥٨ / ٢٠٣.

٣ - الكافي ٣: ٣٠٦ / ٢٣.

(٢) التهذيب ٢: ٦٥ / ٢٣٢، تقدّم ما يدل على ذلك في الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٢.

٤٢٩

صالح(١) بن سعيد، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألته عن الرجل ينتهي إلى الإمام حين يسلّم قال: ليس عليه أن يعيد الأَذان فليدخل معهم في أذانهم، فإن وجدهم قد تفرّقوا أعاد الأَذان.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) ، وبإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(٣) .

[ ٧٠ ٠٤ ] ٢ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: الرجل يدخل المسجد وقد صلّى القوم، أيؤذّن ويقيم ؟ قال: إن كان دخل ولم يتفرّق الصفّ صلّى بإذانهم وإقامتهم، وإن كان تفرّق الصفّ أذّن وأقام.

[ ٧٠ ٠٥ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد ابن علي، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: دخل رجلان المسجد وقد صلّى الناس فقال لهما علي( عليه‌السلام ) : إن شئتما فليؤمّ أحدكما صاحبه ولا يؤذّن ولا يقيم.

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، مثله، إلّا أنّه قال: وقد صلّى بالناس(٤) .

____________________

(١) في التهذيب: خالد بن سعيد. هامش المخطوط.

وفي ترتيب التهذيب ١: ٢٦٧ خالد بن سعيد.

(٢) لم نعثر على الحديث في كتب الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب.

(٣) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١٢٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١١٩، أورده أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

(٤) التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩١.

٤٣٠

[ ٧٠ ٠٦ ] ٤ - وعنه، عن بنان بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليهم‌السلام ) ، أنّه كان يقول: إذا دخل رجل المسجد وقد صلّى أهله فلا يؤذّننّ ولا يقيمنّ ولا يتطوّع حتّى يبدأ بصلاة الفريضة، ولا يخرج منه إلى غيره حتّى يصلّي فيه.

[ ٧٠ ٠٧ ] ٥ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - في الرجل أدرك الإِمام حين سلّم، قال: عليه أن يؤذّن ويقيم ويفتتح الصلاة.

ورواه الصدوق بإسناده عن عمّار الساباطي، مثله(١) .

أقول: هذا محمول على الجواز أو الاستحباب من غير تأكّد، أو على تفرّق الصفوف لما تقدّم(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الجماعة(٣) .

٢٦ - باب اشتراط عقل المؤذّن وإسلامه وإيمانه

[ ٧٠ ٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن الأَذان، هل يجوز أن يكون من غير عارف ؟ قال: لا يستقيم الأَذان ولا يجوز أن يؤذّن به إلّا رجل مسلم عارف،

____________________

٤ - التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩٥.

٥ - التهذيب ٣: ٢٨٢ / ٨٣٦، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب لباس المصلي.

(١) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٧٠.

(٢) تقدم في أحاديث نفس الباب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٩ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل على ذلك في الباب ٢٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

٤٣١

فإن علم الأَذان وأذّن به ولم يكن عارفاً لم يجز أذانه ولا إقامته ولا يقتدى به، الحديث.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٧ - باب استحباب إعادة المنفرد أذانه إذا وجد جماعة إماماً كان أو مأموماً

[ ٧٠ ٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: سئل عن الرجل يؤذّن ويقيم ليصلّي وحده فيجيء رجل آخر فيقول له: نصلّي جماعة، هل يجوز أن يصلّيا بذلك الأَذان والإِقامة ؟ قال: لا، ولكن يؤذّن ويقيم.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(٤) .

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمّار بن موسى، مثله(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

(٤) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٥) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٦٨.

٤٣٢

٢٨ - باب عدم وجوب الإِعادة على من نسي الأَذان والإِقامة حتّى صلّى

[ ٧٠ ١٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسي الأَذان حتّى صلّى ؟ قال: لا يعيد.

[ ٧٠ ١١ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن السّندي، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسى أن يقيم الصلاة حتّى انصرف يعيد صلاته ؟ قال: لا يعيدها ولا يعود لمثلها.

[ ٧٠ ١٢ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) ، عن الرجل ينسى أن يقيم الصلاة وقد افتتح الصلاة ؟ قال: إن كان قد فرغ من صلاته فقد تمّت صلاته، وإن لم يكن فرغ من صلاته فليعد.

قال الشيخ: هذا محمول على الاستحباب.

أقول: وهو مقيّد بما قبل الركوع، ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

____________________

الباب ٢٨

وفيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٨، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٣.

٢ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٩، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٤.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١١٠.

(١) يأتي في الباب ٢٩، وفي الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٣

٢٩ - باب استحباب رجوع المنفرد الى الأَذان إن نسيه وذكر قبل الركوع لا بعده، وكذا من نسي الإِقامة أو نسيهما وعدم وجوب الرجوع مطلقاً

[ ٧٠ ١٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ قال: فليمض في صلاته فانّما الأَذان سنّة.

[ ٧٠ ١٤ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة، قال: ليس عليه شيء.

[ ٧٠ ١٥ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، وابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فنسيت أن تؤذّن وتقيم ثم ذكرت قبل أن تركع فانصرف وأذّن وأقم واستفتح الصلاة، وإن كنت قد ركعت فأتمّ على صلاتك.

[ ٧٠ ١٦ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال في الرجل ينسى الأَذان والإِقامة حتّى يدخل في الصلاة، قال: إن

____________________

الباب ٢٩

وفيه ٩ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٣٩، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٣٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤٠، والاستبصار ١: ٣٠٥ / ١١٣١.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٣، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٧.

٤ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٢.

٤٣٤

كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وليقم(١) ، وإن كان قد قرأ فليتمّ صلاته.

ورواه الكليني عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٢) ، وبإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٧٠ ١٧ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن حسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يستفتح صلاته المكتوبة ثمّ يذكر أنه لم يقم ؟ قال: فان ذكر أنّه لم يقم قبل أن يقرأ فليسلم على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، ثمّ يقيم ويصلّي، وإن ذكر بعدما قرأ بعض السورة فليتمّ على صلاته.

[ ٧٠ ١٨ ] ٦ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن آدم، عن أبي العباس الفضل(٤) بن حسان الدالاني، عن زكريّا بن آدم قال: قلت لأَبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة أني لم اُقم فكيف أصنع ؟ قال: اسكت موضع قراءتك وقل: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، ثم امض في قراءتك وصلاتك وقد تمّت صلاتك.

أقول: ذكر الشيخ أن هذه الأَخبار كلّها محمولة على الاستحباب.

____________________

(١) « وليقم » ليس في الاستبصار،( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٣: ٣٠٥ / ١٤.

(٣) الاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٦.

٥ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٥، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٩.

٦ - الاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٨، والتهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٤.

(٤) في التهذيب: المفضل.

٤٣٥

[ ٧٠ ١٩ ] ٧ - وعنه، عن سلمة بن الخطاب، عن أبي جميلة(١) ، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: رجل ينسى الأَذان والإِقامة حتى يكبّر، قال: يمضي على صلاته ولا يعيد.

[ ٧٠ ٢٠ ] ٨ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) وسأله أبو عبيدة الحذّاء عن حديث رجل نسي أن يؤذّن ويقيم حتى كبّر ودخل في الصلاة ؟ قال: إن كان دخل المسجد ومن نيّته أن يؤذّن ويقيم فليمض في صلاته ولا ينصرف.

أقول: هذا يدلّ على الجواز ونفي الوجوب، والذي سبق على الاستحباب فلا منافاة.

[ ٧٠ ٢١ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زيد الشحام أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ فقال: إن كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبي وآله وليقم، وإن كان قد دخل في القراءة فليتمّ صلاته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه فيمن نسى بعض الأَذان والإِقامة(٣) .

____________________

٧ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٦، والاستبصار ١: ٣٠٢ / ١١٢١.

(١) في المصدر، وفي نسخة في هامش المخطوط: ابن جبلة.

٨ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٧، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٢.

٩ - الفقيه ١: ١٨٧ / ٨٩٣.

(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٦

٣٠ - باب أنّ الإِمام إذا سمع أذاناً أو إقامة جاز أن يكتفي به في الجماعة، وإن كان المؤذّن منفرداً، وكذا المنفرد، فإن نقص المؤذّن شيئاً استحبّ له إتمامه

[ ٧٠ ٢٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا أذّن مؤذّن فنقص الأَذان وأنت تريد أن تصلّي بأذانه فأتمّ ما نقص هو من أذانه، الحديث.

[ ٧٠ ٢٣ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي مريم الأنصاري قال: صلّى بنا أبو جعفر( عليه‌السلام ) في قميص بلا إزار ولا رداء ولا أذان ولا إقامة - إلى أن قال - فقال: وإنّي مررت بجعفر وهو يؤذّن ويقيم فلم أتكلّم فأجزأني ذلك.

[ ٧٠ ٢٤ ] ٣ - وبإسناده عن سعد، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبد الله(١) ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كنّا معه فسمع إقامة جارٍ له بالصلاة فقال: قوموا فقمنا فصلّينا معه بغير أذان ولا إقامة، وقال: يجزئكم أذان جاركم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٣٠

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٣، تقدّمت قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٢٢ من أبواب لباس المصلّي.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤١.

(١) في هامش المخطوط عن نسخة: عبيد الله.

(٢) ورد ما يدل عليه في الحديث ٥ و ٨ من الباب ١٤، ويأتي ما يدل عليه في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

٤٣٧

٣١ - باب جواز مغايرة المؤذّن للمقيم ومغايرتهما للإِمام، واستحباب الجلوس حتى تقام الصلاة

[ ٧٠ ٢٥ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن مهزيار، عن بعض أصحابنا، عن إسماعيل بن جابر أن أبا عبد الله( عليه‌السلام ) كان يؤذّن ويقيم غيره وقال: كان يقيم وقد أذّن غيره.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، مثله(١) .

[ ٧٠ ٢٦ ] ٢ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان إذا دخل المسجد وبلال يقيم الصلاة جلس.

[ ٧٠ ٢٧ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان علي( عليه‌السلام ) يؤذّن ويقيم غيره، وكان يقيم وقد أذّن غيره.

[ ٧٠ ٢٨ ] ٤ - وفي( عيون الأَخبار ): عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات، عن محمّد بن أحمد بن علي الهمداني، عن العبّاس بن عبد الله البخاري، عن محمّد بن قاسم بن إبراهيم، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا، عن

____________________

الباب ٣١

فيه ٦ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١١٧.

(١) الكافي ٣: ٣٠٦ / ٢٥.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١١٨.

٣ - الفقيه ١: ١٨٩ / ٩٠٢.

٤ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٦٣، وأورده أيضاً في الحديث ١٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٤٣٨

آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لمّا عرج بي إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال لي: تقدّم يا محمّد - الى أن قال - فتقدّمت وصلّيت بهم ولا فخر.

[ ٧٠ ٢٩ ] ٥ - وفي( العلل ): عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن سالم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لـمّا اُسري برسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وحضرت الصلاة أذّن جبرئيل وأقام الصلاة، فقال: يا محمّد تقدّم، فقال له رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : تقدّم يا جبرئيل، فقال له: إنّا لا نتقدّم على الآدميين منذ اُمرنا بالسجود لآدم.

[ ٧٠ ٣٠ ] ٦ - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن عمر بن عمران، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن جبلة المكّي، عن طاوس اليماني، عن ابن عبّاس - في حديث - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل ثمّ قيل لي: ادن يا محمّد، فتقدّمت فصلّيت بأهل السماء الرابعة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

____________________

٥ - علل الشرائع: ٨ / ٤ - الباب ٧.

٦ - علل الشرائع: ١٨٣ / ٢ - الباب ١٤٧.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١، وفي الحديث ١ و ٥ و ٧ من الباب ١٠، وفي الحديث ٣ و ٦ و ٧ من الباب ١٦، وفي الباب ١٩، وفي الحديث ٣ من الباب ٢٥، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة.

٤٣٩

٣٢ - باب جواز أذان غير البالغ

[ ٧٠ ٣١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا بأس أن يؤذّن الغلام الذي لم يحتلم.

[ ٧٠ ٣٢ ] ٢ - وبإسناده عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله، عن أبيه أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يقول: لا بأس أن يؤذّن الغلام قبل أن يحتلم، الحديث.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن موسى الخشاب، مثله(٢) .

[ ٧٠ ٣٣ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد(٣) ، عن طلحة بن زيد، عن

____________________

الباب ٣٢

فيه ٤ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٢، تقدّم صدره في الحديث ١ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٥٣ / ١٨١، والاستبصار ١: ٤٢٣ / ١٦٣٢، تقدم ذيله في الحديث ٦ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(١) الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٦.

(٢) التهذيب ٣: ٢٩ / ١٠٣، وفيه ذيل أورده مع صدره في الحديث ٧ من الباب ١٤ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٣: ٢٩ / ١٠٤، والاستبصار ١: ٤٢٤ / ١٦٣٣، أورده بتمامه في الحديث ٨ من الباب ١٤ من أبواب الجماعة.

(٣) في المصدر زيادة: عن محمد بن يحيى.

٤٤٠

إن هذه الأقوال وما سبق أن نشرناه في تاريخ ٢٥ مايس هو أهم ما قيل عن تاريخ تنفيذ حكم الإعدام والحفلة المقامة في عصر يوم التنفيذ.

أما الحفلة، فإنها إن كانت واقعة فعلاً، فلا بد وأنها كانت من السرية بحيث لم يشعر بها أحد. ومعلوم أن المنتصرين في كل زمان يجدون من يمالئونهم ويحرقون لهم البخور طمعاً أو خوفاً.

وأما تاريخ تنفيذ حكم الإعدام فقد اختلف فيه. لكل من ولسن وموبرلي يقول إنه نفّذ في صباح الخامس والعشرين من مايس. ثم يتفقان في أن حفلاً تكريمياً جرى في عصر ذلك اليوم في دار الكليتدار. أم المس بيل في فصولها فإنها تقول بأنه نفّذ في ٣٠ مايس. والظاهر أنه هو الصحيح؛ وإن يوم ٢٥ مايس هو يوم صدور الحكم. ومعلوم أن الحكم نُفِّذ بعد صدوره بأيام لحصول التردد في التنفيذ بسبب الوساطات والمراجعات والتأثيرات التي رافقت صدور الحكم. كما أن جريدة العرب البغدادية، عندما تصف الحفل المذكور، تقول إنه أقيم في عصر يوم ٣٠ مايس. وكذلك المرحوم الشبيبي فإنه يعيّن تاريخ الإعدام في يوم الخميس ١٩ شعبان / ٣٠ مايس. وكذلك الشيخ جعفر محبوبة في كتابه (ماضي النجف وحاضرها) يقول إنه نُفِّذ في العشرين من شعبان ١٣٣٦هـ، وهذا يوافق ٣٠ أو ٣١ مايس ١٩١٨ حسب اختلاف الشهور القمرية.

(وبعد عشرة أيام، قام القائد العام بزيارة رسمية للبلدة، فذبحت له الذبائح عند دخوله من بابها بصورة لم يسبق لها مثيل منذ زيارة ناصر الدين شاه ملك إيران. ثم جرت حفلة استقبال في بيت الكليتدار حضرها العلماء والوجهاء والشيوخ. وفي الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة، أوعز القائد العام للحاكم السياسي بتأسيس بلدية تتولّى شئون البلدة، ووعد بأن قضية تحسين ماء الشرب سوف تلقى التفافاً عاجلاً)(١) .

أم المنفيون فهم جميع من وردت أسماؤهم في القائمة التي قدّمها الإنكليز غداة احتلالهم التل كما أسلفنا، عدا بعضهم ممّن لم يستطيعوا إلقاء القبض عليهم، أو أنهم أفتلوا من السجن، لذلك كان عدد المنفيين حوالي التسعين، بمن فيهم التسعة المحكومون بمدد مختلفة، ومنهم: الحاج عطية أبو كلل، والحاج سعد الحاج راضي،

____________________

(١) ثورة النجف للحسني.

٤٤١

والسيد إبراهيم السيد باقر.

وقد نفي هؤلاء التسعة إلى (پونة في الهند) لقضاء محكوميتهم هناك.

وقد جاء في أقوال راضي الحاج سعد أن والده أطلق سراحه بعد مرور سبع سنين، من أحد مستشفيات بومبي. أما المنفيون عندما وصلت الوجبة الثانية إلى بغداد - وعدد افرداها حوالي الستة عشر - سفّروا حالاً إلى البصرة حيث ألبسوا هناك لباس الأسرى الأتراك لئّلا يعرفهم الهنود، وسفروا إلى (سمر پور) في الهند. ولما انتهت الحرب العامة أعيدوا للنجف بعد تقديم كفالات حفظ السلام في البصرة(١) . وبسبب هذه الكفالات تأخر إطلاق سراح كثير منهم، لعدم توفر الكفلاء. وقد اضطرت السلطة أخيراً إلى إطلاق الباقين بدون كفالة.

وكان من بين المقرّر نفيهم إلى (پونة) في الهند أيضاً بعد إبدال حكم الإعدام: السيد محمد علي بحر العلوم، والشيخ محمد جواد الجزائري، وقد أرسلا إلى بغداد تمهيداً لتسفيرهما إلى الهند. ولكن تدخّل كل من الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي، والشيخ خزعل أمير عربستان، أوقف هذا النفي، فأبدل بإقامتهما الجبرية في المحمرة من عربستان، تحت رقابة أميرها الشيخ خزعل المذكور. وقد أطلق سراحهما بعد حين(٢) .

____________________

(١) يذكره السيد محمد علي كمال الدين في الثورة العراقية الكبرى (ص٥٣): (أن غيداناً هذا كفل أسرى النجفيين الذين نفوا في ثورة النجف بماله وملكه وحلاله بعد إصدار العفو العام ورجوعهم إلى العراق).

(٢) ثورة النجف للأسدي.

وحول هذا الموضوع ذكر السيد الحسني في ثورة النجف (ص١٢٢ - ١٢٤) ما نصه:

(إنقاذ زعيمين من النفي)

كانت بين الشيخ خزعل خان، أمير المحمرة وشيخها العربي المعروف، وبين الشيخ عبد الكريم الجزائري، العلامة النجفي المشهور، صلات ودّ واحترام متبادلين، وكان الجزائري يستغل هذه الصلات في حل كثير من الأزمات العامة والخاصة. ولما أعلنت الحرب العالمية الأولى في أواسط عام ١٩١٤م، كتب العلامة الجزائري إلى الأمير العربي، أن يساعد العثمانيين المسلمين في قتالهم الإنكليز المشركين، وكان لدى الشيخ خزعل موانع تحول دون الإصغاء إلى هذه الواجب الديني، فقطع الجزائري علاقاته مع الشيخ المذكور. فلمّا قامت (ثورة النجف) ضد الإنكليز في آذار عام ١٩١٨م، وثبت اشتراك الشيخ محمد جواد الجزائري، شقيق الشيخ عبد الكريم الجزائري، في هذه الثورة؛ استغل الشيخ خزعل مقامه الحسن عند الإنكليز فبذل أقصى جهوه للحيلولة دون إعدامه، ودون إعدام زميله السيد محمد علي بحر العلوم، صهر غلام رضا خان، أمير بشت كوه، وصديق الشيخ خزعل، =

٤٤٢

نتائج الثورة

من خلال استقراء ومتابعة مجريات ويوميات الثورة النجفية التي ابتدأت بمقتل الكابتن مارشال، حاكم النجف البريطاني، وانتهت بإعدام أحد عشر نجفياً، ونفي ما يزيد على المئة والعشرين منهم.

نستخلص ما يلي:

١ - مدينة النجف، المركز الإٍسلامي الكبير، قلعة العروبة الصامدة، عرفت بالتطلّع إلى الحرية، والنزوع إلى الاستقلال على مدى العصور، فلم تطأطئ رأسها للغزاة، ولم تستكن للمحتلين، فتهبّ للجهاد هبّة رجل واحد، كلما دهتها دواهيهم، وخيّمت على سمائها شرورهم، على الرغم من كونها مهبط العلم، ومدينة العلماء.

٢ - المجتمع النجفي يتميّز بوجود نوعين من الزعامة فيه:

الأولى: المرجعية الدينية، وما يلحق بها من طبقة الملاّئية، وطلبة الحوزة العلمية، وغيرهم.

الثانية: الزعامة المحلّية (المشاهدة)، وما يلحق بها من فرقتي الشمرت والزگرت، والمتحالفين معهم وغيرهم.

وهي تمثّل فئة اجتماعية لها شأنها في الحياة العامة للمدينة، وما يرتبط بها من أوضاع سياسية واجتماعية. وليست هذه الزعامة صفة دينية، إنما هي سلطة محلية تقوم

____________________

= وصنوه في حكم إمارة من إمارات إيران المستقلة آنئذ؛ ولم يكن في وسع الإنكليز رد التماس الشيخ خزعل، فقرّروا الاكتفاء بنفي الشيخ الجزائري والسيد بحر العلوم إلى الهند؛ إلاّ أن الشيخ خزعل لم يكتف بهذا الفوز المبين - لاستعادة علاقاته القديمة مع العلامة الشيخ عبد الكريم الجزائري - فانتهز مرور المبعدين النجفيين إلى الهند بمقر إمارته (المحمرة)، فتوسط لدى الإنكليز مرة أخرى، وطلب قصر نفي المومأ إليهما إلى إمارته، بعد أن تعهّد لهم بأنه لن يسمح بعودتهما إلى النجف ما لم توافق الحكومة البريطانية على هذه العودة. وهكذا نزل الزعيمان الجليلان: الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محمد علي بحر العلوم بضيافة الشيخ خزعل، ولبثا في المحمرة سنة أو بعض السنة، حتى إذا قرّرت الحكومة البريطانية السماح للمبعدين النجفيين بالعودة إلى النجف، بعد أن وضعت الحرب العامة أوزارها، عاد الزعيمان أيضاً إلى النجف الأشرف.

٤٤٣

على أساس القوة والأعوان والاعتبارات الشعبية(١) .

وقد اعتاد الناس في النجف احترام كلا هذين النوعين من الزعامة، بالرغم من أن توجهات هؤلاء الزعماء تختلف عن توجهات علماء الدين، بحكم الفارق الاجتماعي والثقافي بينهما، إلاّ أنهم كانوا في المواقف الحسّاسة لا يخرجون عن إرادتهم(٢) .

ولكل من الفريقين رأيه، فحركة الجهاد عام ١٩١٤ قامت بدعوة رجال الدين، وتحت زعامتهم وما يمليه عليهم الواجب الديني، فنصرة الأتراك على الإنكليز تخضع لاعتبار أن هؤلاء كفّار تجب محاربتهم، وأولئك مسلمون تجب نصرتهم، وقد ظلّ زعماء الدين على مبدئهم هذا لم يتغيّروا فيه حتى قيام ثورة العشرين التي أيّدوها وقادوها باعتبارها امتداداً لحركة الجهاد.

أمّا ثورة النجف ١٩١٨، فهي تختلف اختلافاً تاماً عن حركة الجهاد، فالمشاهدة يعيشون في عالم آخر غير عالم الملاّئية، وإن كانوا يعلنون ولاءهم، ولا يخالفون رأياً لهم، ولكن ما اعتادوا عليه من قيم البداوة، جعلهم لا يفهمون سوى المظاهر الشكلية والإعلامية. وأما حياتهم العملية، فهم يسيرون وفق ما تملي عليهم العصبية والنخوة والثأر والنهب، وسفك الدماء وفرض الأتاوة، والإسراف في الضيافة، وغيرهما.

وكل ما يطمحون إليه هو نظام حكم يجاريهم في عاداتهم هذه، ولا يتدخّل في شئونهم ومصالحهم، وهم لا يبالون إذ ذاك أن يكون الحاكم مسلماً أو كافراً، نجفياً أو غير نجفي، سنياً كان أو شيعياً. ولهذا كانوا راضين عن الحكم التركي قبل الحرب، فلم يثوروا عليه؛ لأنه تركهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم، ولم يتدخل في شئونهم إلاّ قليلاً. ولم يكد الحكم التركي يتدخل في شئونهم خلال الحرب حتى ثاروا عليه، وأعلنوا العصيان. وكذلك فعلوا مع الحكم الإنكليزي؛ إذ هم لم يثوروا عليه إلاّ بعد أن تدخل في شئونهم(٣) .

٣ - يتميّز المجتمع النجفي بثقته العالية بنفسه، كمجتمع عشائري محلي. مما دعته - هذه الثقة - إلى عدم الاكتراث بمشورة المرجعية الدينية في النجف، باعتبار أن

____________________

(١) دور علماء الشيعة: ص١٢٢.

(٢) ن. م.

(٣) انظر: لمحات اجتماعية / ج٤ / ق٢ / ص٢٦٨ - ٢٦٩.

٤٤٤

مقاومة المحتل أمر وطني مشروع، وأنهم سوف ينتصرون لا محالة. وبما أن النجف مركز ديني لهم، يضم رفاة شخصية عظيمة مقدسة، فلا بدّ - والحالة هنا - أن تتعاطف معهم القبائل والعشائر، والمجتمعات الأخرى.

وبما أن الثورة على الوجود الانكليزي في النجف قد خطّط لها من قبلجمعية النهضة الإسلامية ، والتي تضم مجموعة مشتركة من رجال الدين الشباب وزعماء العشائر والطبقات النجفية، إلاّ أن التنظيم المسلّح الذي نشأ على هامش الجمعية، وإصابته بشيء من التغرير - الذي تجاوز الثقة بالنفس - واستغلال النزعة الإسلامية، والخداع، والتلويح من قبل الأتراك - كما نجد ذلك فيما حمل الحاج نجم وعقيدته الراسخة بورود المساعدة - فإن الأتراك عندما وصلهم رسول جمعية النهضة الإسلامية، وعلموا بأن النجف تعدّ لثورة ضد الإنكليز، قرّروا أن يستعجلوا النجفيين ويقدموا ساعة الصفر لهذه الثورة، ليضربوا مؤخرة الجيش البريطاني الذي يطاردهم في شمال العراق، فاتفقوا مع عباس الحاج نجم؛ ليراسل أباه بذلك ويخبره بأن الأتراك سيرسلون لهم النجدات الكافية من الأسلحة والمحاربين. ولم يكتفوا بذلك بل حدّدوا اليوم الذي ستصل فيه النجدات إليهم، والذي يجب أن يثوروا فيه. وفعلاً تمكن عباس من إقناع أبيه، فقرّر ساعة الصفر في ذلك اليوم. وربما اتفقوا معه على ذلك، ليضرب الإنكليز النجف، فيثور الفرات، فيضرب الإنكليز من الخلف، وأينما أصابت فتح.

٤ - اندساس عناصر من المنتفعين وأصحاب المصالح، الذي ينتظرون منذ زمن قيام هذه وأمثالها من أعمال العنف، التي تؤدي إلى الانفلات الأمني الذي يلبّي طموحاتهم في السطو والسرقة والثأر وغيرها.

٥ - تهميش دور المرجعية الدينية المتمثّلة بالسيد محمد كاظم اليزدي الذي حاول منع حدوث الصدام المسلّح مع الإنكليز، باعتبار أن الأجواء لا تساعد على ثورة عاجلة، كما كان يرى ذلك أغلب علماء الدين، مع كون علاقته مع الأتراك غير جيدة، ويؤيد ذلك دعمه للاتجاه الاستقلالي لإدارة النجف خلال الفترة ١٩١٥ - ١٩١٧، إضافة إلى أنه كان يدعم مَن يطالب بالاستقلال التام

٤٤٥

الناجز(١) . وقد التزم موقف الصمت والعزلة، فأبدت سلطات الاحتلال ميلاً لتوظيف هذا الموقف لصالحها عبر الزيارة المفاجئة التي قام بها الحاكم الملكي العام السير برسي كوكس إلى مقر إقامته في الكوفة.

وبعد مقتل الكابتن مارشال، وتجوّل بلفور في مدينة النجف، وقيام أبناء سعد راضي بقتل الشرطيين المسلحين وأخذ سلاحهما، وتوبيخ بلفور لأبيهما سعد، ومحاولة اغتيال بلفور من قبل أولاد سعد، ثم إلقائهم القبض على من وجدوه من أفراد الشرطة، وتجريدهم من السلاح، واحتجاز بعضهم وهجومهم على مقر الحكومة القديم، والاستيلاء على أثاثه، وإشعال النار فيه(٢) ، وما لحق ذلك من تحدٍ جريء للسلطة البريطانية التي وضعت رؤساء النجف (المشاهدة) في دائرة الاتهام، وأنهم إزاء ثورة عامة في النجف.

أدرك سعد الحاج راضي أنه في مأزق حقيقي لا خلاص منه، وأن أولاده أصبحوا عرضة للإعدام على يد الإنكليز. حاول السيد اليزدي تدارك الموقف قبل أن تتطوّر الأحداث بصورة أكثر خطورة، وأرسل في طلب زعماء النجف مرّات متعددة، ودارت محاولات ومناقشات لم تسفر عن نتائج ملموسة.

أصبح القرار بيد زعماء النجف، ومعهم المئات من المسلحين، وتعامل هؤلاء على أنهم أصحاب الموقف الأخير، خصوصاً بعد أن أحكموا سيطرتهم المطلقة على النجف، واستجابة الطبقات الشعبية لهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم في المضي بالثورة المسلّحة.

الحكمة والرؤية التي تراها المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد اليزدي على خلاف ذلك، فهي ترى أن المواجهة في هذه الظروف على النحو الذي حصل لا يحقق الأهداف المطلوبة، وأن الحالة فرضتها حوادث متسارعة طارئة.

ومع هذا فقد حاول السيد اليزدي استيعاب الموقف، والعمل على تهدئة الأوضاع

____________________

(١) انظر: دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث: ٥٩.

(٢) انظر: لمحات اجتماعية، ج٥/ ق٢/ ص٢٢١.

٤٤٦

من أجل تجنّب التصادم المسلّح مع الإنكليز؛ لعدم تكافؤ المواجهة في وقت لم يحن موعده.

بعد مداولات بين السيد اليزديوزعماء النجف، توصّل فيها إلى استعدادهم لإنهاء الثورة فيما لو وافق الإنكليز على إصدار عفو عام. وقد بذل السيد اليزدي جهوده المتواصلة المعلنة وغير المعلنة من خلال مبعوثيه ورسائله، بينه وبين بقية العلماء، وبين السلطات المحتلة، دون التوصل إلى نتائج، مما جعل الموقف متأزماً بين الطرفين.

- حاول السيد اليزدي، بعد أن وصل الثوار إلى نهاية صعبة، بذل جهد جديد لإنقاذهم، لكن السيد مهدي السيد سلمان زعيم محلة الحويش أحبط مشروعه، وراح يتفق مع الإنكليز على حسم عسكري ينهي الثورة، وبالفعل نجح في نشاطه وشكره الإنكليز على موقفه.

- طلب الإنكليز من السيد اليزدي مغادرة النجف تمهيداً لقصفها قصفاً وحشياً شرساً، وأرسلوا إليه أن يخرج هو وعائلته من النجف لئلا يصيبه ما يصيب أهالي النجف، فرفض ذلك رفضاً قاطعاً بقوله: إن أهالي النجف كلهم عائلتي، فلو رمت الخروج بهم لخرجت بجميع أهالي النجف، لأنه أراد حماية الثوار والمدينة من الانتقام البريطاني.

ولم يقف عند هذا الحدّ، بل حاول السيد اليزدي إنهاء الحصار بعد اقتحام الإنكليز المدينة، لكن الإنكليز رفضوا طلبه، كما رفضوا وساطاته الأخرى لإنقاذ المحكومين بالإعدام، ولم يستجيبوا له إلاّ في تخفيف حكم الإعدام عن السيد محمد علي بحر العلوم، والميرزا أحمد الخراساني(١) .

ومن خلال مسلسل الأحداث يتضح أن الإنكليز كانوا مصممين على الانتقام من الثوار، وأن أي محاولة في هذا الخصوص كانت مرفوضة، وفي إحباط مشروع السيد اليزدي الأخير دلالة على ذلك(٢) .

____________________

(١) انظر: مذكرات الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء - في الملحق رقم (١). دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار: ص١٨١ - ١٨٣.

(٢) ستيفن لونكريك، في كتابه العراق الحديث (١/١٦٢) قائلاً: (كان الإنكليز قد اتخذوا قرارهم بقمع ثورة النجف عسكرياً، حيث اعتبرت القيادة البريطانية أن إبداء أي ضعف ظاهر إزاء ذلك من شأنه أن يؤدي =

٤٤٧

كان السيد اليزدي الوحيد بين مراجع الدين وعلماء الشيعة الكبار الذي واكب الحوادث طوال فترة الثورة مواكبة فعلية، من خلال سعيه المتواصل لاستحصال العفو التام عن الثوار، وإنهاء الحصار المضروب على النجف الأشرف.

هذه أهم مواقف السيد اليزدي خلال الحوادث التي شهدتها مدينة النجف في مواجهتها الثورية مع الإنكليز بعد مقتل حاكمها الكابتن مارشال، ولم يتخذ السيد اليزدي قراراً معارضاً لقرار الثوار، بل إن الخطوات التي اتخذها كانت بالاتفاق مع زعماء الثورة وبقية علماء الدين في النجف الأشرف طوال أيام الثورة.

على الرغم من هذه المحاولات، فلم يسلم السيد اليزدي، بل ساءت سمعته كثيراً، وانتشرت حوله الإشاعات القبيحة، ولا سيّما بين أقارب المشنوقين والمنفيين، وكانت من جملة الإشاعات أن السيد كاظم اليزدي ليس سيّداً، ولا يزدياً، وإنما هو إنكليزي لبس العمامة السوداء للتنكر(١) وغيرها.

كانت السلطة المحتلة مصممة على الانتقام من الثوّار، وأن أي محاولة في هذا الخصوص كانت مرفوضة، وقد تمّ القضاء على هذه الثورة المسلّحة.

أما الإنكليز، فقد فرحوا فرحاً لا مزيد عليه بالنجاح الذي حققّوه في القضاء على ثورة النجف وهي في مهدها، وقد رفّع بلفور لهذا السبب رتبتين مرّة واحدة، حيث رفّع من رتبة كابتن (نقيب) إلى رتبة لفتنت كولونيل (مقدم)، ثم منع إجازة طويلة قضاها في لندن، وعندما عاد إلى العراق في أواخر عام ١٩١٨، عيّن في بغداد بمنصب الحاكم العسكري والحاكم السياسي معاً، وقد باشر وظيفته في ١٧ كانون الأول ١٩١٨، وكان له دوره في أحداث رمضان التي جرت في عام ١٩٢٠(٢) .

يعتقد الإنكليز أن لثورة النجف نتجتين مهمتين: أحدهما سياسية، والأخرى اجتماعية، فإن العقاب الشديد الذي حلّ بالثوّار جعل النجفيين يخشون التحرّش بالحكومة بعد ذلك. وقد ظهر أثر ذلك واضحاً عند إجراء الاستفتاء في النجف في أواخر عام ١٩١٨. فإن النجفيين كانوا أقل معارضة في الاستفتاء من زملائهم في كربلاء

____________________

= إلى نتائج أشد سوءاً).

(١) لمحات ج٥ ق٢ ص٢٦٧.

(٢) لمحات اجتماعية، ج٥ ق٢/٢٦٥، انظر: ن. م، ق١ / الفصل ١٢.

٤٤٨

والكاظمية وبغداد، وغيرها.

أما من الناحية الاجتماعية، فإن العقاب الشديد كسر عزائم (المشاهدة)، الذين كانوا قبل هذا دائبين على القيام بالمعارك المحلية، ويفاخرون بالرجولة، وقهر الأعداء، وحين قاموا بالثورة كانوا يظنّون إنها ستنتهي على منوال ما انتهت إليه حركة العصيان التي قاموا بها ضد الأتراك قبل سنتين، ولكنهم أدركوا أخيراً أن الوضع قد تغيّر، وأن الإنكليز غير الأتراك.

وهذا ما يشير إليه ويلسن في مذكراته، معلّقاً على تنفيذ حكم الإعدام بالأحد عشر رجلاً من النجفيين:

(إن تنفيذ حكم الإعدام كان له تأثير عميق في أنحاء العراق، وخاصة بين العشائر، وقد وصلتني من تعبيرات الامتنان والارتياح لما حصل أكثر مما وصلني قبلئذٍ من طلبات الرأفة. وكان التأثير في النجف بوجه عام طيباً؛ لأن قوة الجماعتين المتنافستين في البلدة - الزگرت والشمرت - قد انكسرت، ولن تبقى النجف بعد هذا مصدراً للقلق الجدّي لدى حكومة البلاد...)(١) .

وكيفما كانت الأسباب والنتائج، ومهما كانت الأهداف والأغراض، فهي لم تخلو من أنها أفهمت المواطن بقساوة الإنكليز وسطوتهم، ومقاومة الثائرين، وأصبحت هذه الحالة المتوترة سبباً غير مباشر في التهيّؤ لمقاومة الإنكليز. والتربص للفرص التي تساعد على مواجهتهم وعدم إهمال دور المرجعية الدينية، والاستفادة من آراء أكبر عدد من زعماء القبائل وأصحاب الرأي فيهم والرؤساء المحليين.

فكانت بذلك الشرارة الأولى لقيام الثورة العراقية الكبرى عام ١٩٢٠.

٤٤٩

مقدمات الثورة العراقية ١٩١٩

وموقف السيد اليزدي من المقاومة المسلّحة

بعد انتهاء ثورة النجف التي أسفرت عن مقتل حاكمها السياسي الكابتن مارشال، وقيام السلطة بإعدام ١١ نجفياً، ونفي ١٢٢ آخرين إلى (سمرپور) شمالي الهند. والمجتمع النجفي في ضجيج من الأحاديث التي تدور حول إعدام وتسفير إخوانهم وأبنائهم، كان مردودها أن انتشرت النقمة في جميع أنحاء العراق، وسبّبت كره العراقيين عامة والنجفيين خاصة للحكومة المحتلة، وظلت الناس تتحدّث بفداحة الظلم، وتعج بالشكوى من الطغيان والحيف الذي لحق بها.

وبينا هم كذلك إذ نشرت جريدة العرب بعددها الصادر يوم ١٦ تشرينت الثاني ١٩١٨م، نصّ بلاغ الحلفاء الّذي أعلن في باريس ونيويورك ولندن والقاهرة في ٨ تشرين الثاني، ونصّه:

(إن الغاية التي ترمي إليها كلّ من فرنسا وبريطانيا العظمى من خوض غمار الحرب في الشرق من جراء أطماع ألمانيا هو تحرير الشعوب التي طالما رزحت تحت أعباء الأتراك تحريراً تامّاً نهائياً، وتأسيس حكومات وإدارات وطنيّة تستمدّ سلطتها من رغبة نفس السكّان الوطنيّين ومحض اختيارهم. ولتنفيذ هذه الغايات اتفقت كلّ من فرنسا وبريطانيا العظمى على تشجيع ومساعدة إنشاء حكومات وإدارات وطنيّة في كلّ من سوريا، وقد حررها الحلفاء فعلاً، وفي الأقطار التي يسعى الحلفاء في تحريرها، والاعتراف بهذه الأقطار بمجرد تأسيس حكوماتها تأسيساً فعليّاً. وإن فرنسا وبريطانيا العظمى لا ترغبان في وضع نظامات خاصة لحكومات هذه الأقطار، بل لا همّ لهما إلاّ أن تضمنا بمساعدتها ومعونتها الفعلية سير أمور هذه الحكومات والإدارات التي يختارها السكّان الوطنيون سيراً معتدلاً، وأن تضمنا سير العدل الشامل الخالي من شوائب المحاباة، وأن تساعدا على تعميم التعليم والتهذيب، وأن تضعا حدّاً للتفريق الّذي طالما توخاه الأتراك في سياستهم، هذه هي الخطّة التي ستسير عليها الحكومتان

٤٥٠

المتحالفتان في الأقطار المحررة)(١) .

وبعد قراءة هذا البلاغ من قبل مجموعة من الشباب المتحمسين للوطنية في النجف، وهم: السيّد سعيد كمال الدين، والسيّد أحمد الصافي النجفي، والسيّد حسين كمال الدين، والسيّد سعد صالح جريو، والسيّد محمّد علي كمال الدين، تذاكروا في وادي النجف قرب السكّة الحديدية. واتفقت آراؤهم على ضرورة العمل للحيلولة دون نجاح الاستفتاء الّذي لا بدّ وأن يقع في العراق عاجلاً أو آجلاً، وأنه يجب أن يكون الاختيار لحكومة عراقيّة ملكيّة نيابيّة ديمقراطيّة ملكها أحد أنجال الشريف حسين، وأنه الرجل الوحيد الّذي يستطيع أن يشكّل حكومة في هذه البلاد(٢) .

فقاموا ببثّ الدعوة بين صفوف المثقفين وحملة الفكرة العربية، رغم قلّتهم، فاستمالوا الشيخ محمّد رضا الشبيبي بواسطة السيّد سعيد كمال الدين، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والسيّد محمّد رضا الصافي بواسطية السيّد أحمد الصافي.

وبهذا اتسعت الحلقة فكانت في أربعة أسر كبيرة ذات نفوذ أدبي، ولها مجالسها العامرة التي يمكن من خلالها نشر الدعوة وبثّها: آل كمال الدين، وآل الصافي، وآل الجزائري، وآل الشبيبي(٣) .

حزب الثورة العراقية ومكتبها:

كانت في إحدى أواوين الصحن الحيدري في النجف مكتبة متواضعة لبيع الكتب وتجليدها، وترد إليها الصحف والمجلات السوريّة والمصريّة لغرض بيعها ونشرها، تعود هذه المكتبة للشيخ عبد الحميد زاهد (٤)، فكانت أشبه بمكتب تختلف إليه الطبقة

____________________

(١) لودر، القول الحق في تاريخ سوريا وفلسطين والعراق: ص٢٥ - ٢٦.

(٢) مذكرات السيد سعيد كمال الدين: ص١١، مذكرات السيّد حسين كمال الدين: ص١١، مذكرات السيّد سعيد صالح جريو: ص١١.

(٣) مذكرات السيّد سعيد كمال الدين: ص١١ - ١٢.

(٤) هو عبد الحميد بن عليّ بن محمّد حسين بن عيسى بن حسين آل زاهد الكتب، من الزواهد، إحدى عشائر مياح بن ربيعة، التي تقطن بمنطقة الغراف في جنوب العراق، ولد في النجف عام ١٨٩٥م / ١٣١٤هـ. اشتغل ببيع الكتب فاتخذ غرفة في أحد أواوين الصحن الحيدري العلوي الشريف لتكون مكتبة متواضعة لبيع الكتب. ذكرنا ذلك مفصلاً أعلاه. وفي عام ١٩٢٣م انتقل إلى بغداد وأنشأ (المكتبة الوطنية) وفتح لها فرعاً في القاهرة عام ١٩٣٣م. توفي في بغداد بتاريخ ٢٣/١١/١٩٧٠م. وورد ذكره ومشاركته في بعض المصادر والمذكرات التي =

٤٥١

المتجدّدة من شعراء وأدباء وكتّاب، فتدور بينهم الأحاديث الأدبية والمساجلات وأخبار الكتب، ثم هموم الأمة وغيرها، فهي بمثابة ندوة أدبيّة مستمرة، ومركز للقاء الطبقات المثقفة، إضافة إلى اتخاذها كمركز ارتباط للحزب النجفي السرّي الّذي شكّل فيما بعد.

أما الحزب النجفي (حزب الثورة العراقية)، فكان مقرّه في غرفة السيّد محمّد عليّ كمال الدين بمدرسة الملاّ كاظم الآخوند في محلّة الحويش، وهي غرفة تحتوي على ساحة في زاوية غير منظورة، وقد أسموها بـغرفة السيّاسة ؛ لما يجري فيها من عمل جميع المقررات، والوثائق، والمراسلات، والأعمال، والنشرات السريّة.

وكان هذا الحزب مصدر جميع الأعمال قبل الثورة، من تهيئة الأجواء النفسيّة، وإفهام السّواد النجفي في حرية اختيار الشعوب المنسلخة من الدولة العثمانية لاختيار نوع الحكم، والحكومة التي ترغب فيها، والدعاية المضادّة لسلطة الاحتلال ومعظم الحركات الوطنية.

ومن بين المنتمين له بعض أفراد الثورة النجفية ضدّ الاحتلال في ١٩ آذار / ١٩١٨م / ٦ جمادى الثاني ١٣٣٦هـ. ويضمّ هذا الحزب ست طبقات:

الطبقة الأولى: وهي المفكّرة والمتجدّدة، والتي سيّرت جميع الطبقات منذ الفكرة الأولى:

١ - الشيخ عبد الكريم الجزائري.

٢ - الشيخ محمّد رضا الشبيبي.

٣ - السيّد محمّد سعيد كمال الدين.

٤ - السيّد محمّد رضا الصافي.

٥ - الشيخ محمّد باقر الشبيبي.

٦ - السيّد حسين كمال الدين.

٧ - الشيخ محمّد جواد الجزائري.

____________________

= تعرّضت لدراسة وتاريخ تلك المرحلة. له: مذكرات عن الثورة العراقية، قدَّمها وعلَّق عليها كامل سلمان الجبوري، طبعت ببغداد ١٤٠٨ هـ / ١٩٨٧م.

٤٥٢

٨ - الشيخ عليّ الشرقي.

٩ - السيّد سعد صالح.

١٠ - السيّد أحمد الصافي.

١١ - السيّد محمّد عليّ كمال الدين.

الطبقة الثانية: وهي الروحية العليا، التي تولّت معظم الأعمال منذ بداية ثورة العشرين حتّى انتهائها:

١ - الشيخ عبد الكريم الجزائري.

٢ - الشيخ جواد الجواهري.

٣ - الشيخ عبد الرضا الشيخ راضي.

٤ - الشيخ مهدي الملاّ كاظم الخراساني.

أما الشيخ عبد الكريم الجزائري، فهو أهمّ عضو في الطبقتين الأولى والثانية، أو هو همزة الوصل بين جميع الطبقات، بل كان في أيام الثورة محور الحركة، ومجرى التفكير للثورة والثوّار والعلماء، والمجتهدين والمثقفين، يسانده في جهوده الشيخ جواد الجواهري وزعماء القبائل مع أفراد الطبقة الأولى المثقفة.

الطبقة الثالثة:

١ - الحاج محسن شلاش.

٢ - الشيخ محمّد حسن الجواهري.

٣ - عبد الأمير الشكري.

٤ - محسن أبو عجينة.

٥ - يوسف أبو عجينة.

٦ - السيّد عليّ الحلّي.

٧ - الشيخ عبد الغني الجواهري.

٨ - الشيخ عبد الحسين مطر.

الطبقة الرابعة:

١ - عبد الحميد الزاهد.

٢ - الشيخ باقر الجواهري.

٤٥٣

٣ - الحاج عبد النبيّ الشكري.

٤ - الحاج حمود معلّه.

٥ - عبد الحميد مرزة.

٦ - الحاج عليّ كبّة.

٧ - أمين شمسة.

٨ - السيّد علوان الخرسان.

٩ - الحاج سعيد مرزة.

١٠ - الحاج رءوف شلاش.

١١ - السيّد جواد زيني.

الطبقة الخامسة:

١ - السيّد يحيى الحبوبي.

٢ - السيّج ضياء الخرسان.

٣ - مكّي الشكري.

٤ - عبود مرزة.

٥ - عبد الرزاق الحاج مسعود.

٦ - السيد حسين الرفيعي.

٧ - الشيخ محمّد عليّ قسّام.

٨ - الشيخ حسين الصحّاف.

٩ - الشيخ محمّد الشبيبي.

١٠ - الشيخ عبد عليّ الطرفي.

١١ - الشيخ عبد الحسين الحلّي.

١٢ - الشيخ محمّد الوائلي.

١٣ - الشيخ حسن الشيخ مهدي.

١٤ - الشيخ محمّد حسن محبوبة.

١٥ - السيّد محمّد زوين.

١٦ - الشيخ جعفر قسّام.

٤٥٤

١٧ - عبد الرسول شريف.

١٨ - السيّد عليّ هادي الحبوبي.

الطبقة السّادسة:

١ - الشيخ سعيد الخليلي.

٢ - الملا عليّ الدلاّل.

٣ - سلمان بن الملاّ علي الدلاّل.

٤ - عليّ بن قاسم أفندي.

٥ - السيّد صالح البغدادي.

٦ - الشيخ حسين الحلّي.

٧ - محمّد علي الصحاف.

٨ - رءوف الجواهري.

٩ - الشيخ محمّد عليّ الخليلي.

١٠ - نعمة الشيخ كاظم.

وهناك طبقة اشتغل بعض أفرادها مع الطبقة الأولى المتجددة، وكان لهم الأثر الفعّال في تشجيع الحزب العامل، لأنهمالطبقة المسلحة ، ونحن نذكر المفكّرين منهم:

١ - السيّد هادي زوين: وقد تبعه من نجفيي الحيرة المسلحين وغيرهم ما لا يقلّ: عن ألف مسلّح.

٢ - محمّد أبو شبع.

٣ - رسول تويج: وقد تبعهما ما لا يقلّ عن خمسمئة من نجفيي الكوفة وغيرها.

٤ - السيّد كريم السيّد سلمان.

٥ - السيّد كاظم السيّد سلمان.

٦ - عبد الرزاق عدوة.

٧ - تومان عدوة.

٨ - حمود الحار.

٩ - عبد الصاحب هويدي.

٤٥٥

وقد تبع هؤلاء المذكورين ما لا يقلّ عن مئة وخمسين مسلّحاً باسم الجيش الوطني المحارب.

١٠ - الحاج محمّد الحاج عبدالله الهندي: وقد صَرف على الجيش الوطني ما لا يقلّ عن عشرين ألف روبِّية من خالص ماله(١) .

____________________

(١) مذكرات السيّد محمد عليّ كمال الدين: ٢٥ - ١٢٧.

وقد ذكر الأستاذ حسن الأسدي في كتابه ثورة النجف (٣٦٩ - ٣٧٠): أن هناك مجموعات من المتنوّرين والمثقفين كانوا يعملون في القضايا العامة في النجف، في الفترة التي تلت ثورة النجف وسبقت ثورة العشرين، ولكلّ طبقة أتباع ومريدين من الأوساط التجارية والعامة. وقد قسّم هذه المجموعات إلى ثلاثة طبقات:

١ - الطبقة الروحية (شيوخ الأحرار) من أبرز رجالها:

الشيخ عبد الكريم الجزائري.

السيّد محمّد رضا الصافي.

الشيخ جواد الجواهري.

الشيخ حسن عليّ القطيفي... وغيرهم.

يتبعهم:

الحاج محسن شلاش.

الحاج عليّ كبّة.

محمّد الحاج سليمان مرزة.

السيّد نوري كمونة.

عبد الرسول شريف.

السيد علوان الخرسان.

حسون شربة.

عيسى الخلف.

حمود الحار... وغيرهم.

٢ - طبقة الأحرار: وهي أنشط من الطبقة الأولى، ولكنها تسير في هدي توجيهاتها، وأبرز رجالها:

الشيخ محمّد رضا الشبيبي.

السيّد سعيد كمال الدين.

الشيخ عبد الغني الجواهري.

الشيخ محمّد باقر الشبيبي.

الشيخ محمّد رضا كاشف الغطاء.

الشيخ عبد الحسين الحلّي.

الشيخ جعفر حيدر.

السيّد حسين كمال الدين... وغيرهم.

٤٥٦

____________________

= يتبعهم: الحاج أحمد ناجي.

محسن عجينة.

محمّد الحاج عبد مرزة.

يوسف عجينة.

عبد الحميد مرزة.

أمين شمسة.

رءوف شلاش... وغيرهم.

٣ - شباب الأحرار: وهم مجموعة من شباب كانت تجنّد نفسها للعمل في تنفيذ جميع المخططات الوطنية التي تضعها طبقة الأحرار تحت إشراف شيوخها، ومن هؤلاء: سعد صالح.

أحمد الصافي.

محمّد عليّ كمال الدين.

يحيى الحبوبي.

الشيخ عليّ الكتبي.

الملاّ سلمان صندوق أمين.

السيّد إبراهيم البهبهاني.

السيّد ضياء الخرسان.

مكّي الشكري.

عبود الحاج فليح مرزة.

السيّد ضياء الحكيم.

السيّد حسين النقيب.

السيّد كاظم السيّد سلمان.

كردي أبوگلل.

إسماعيل الحافظ.

عبد الحميد زاهد.

محمود الغروي.

تومان عدوة.

السيّد حسين جريو.

عبد الرزاق عدوة.

عبد الرزاق مسعود.

السيّد جعفر الكيشوان.

الشيخ عبد المنعم العكّام... وغيرهم.

تتبعهم مجموعة من الناشئين المجدّدين الّذين لا يزال أكثرهم طلاباً في حلقات التدريس المسائية =

٤٥٧

وكان للحزب وللمكتب معتمدون في معظم مدن العراق وعلى النحو الآتي:

ففي بغداد: الحاج جعفر أبو التمن، والسيّد محمّد الصدر، والوسيط إليهما في الغالب محمّد باقر الشبيبي، أو أخوه جعفر الشبيبي.

وفي الرميثة والسّماوة: الشيخ رحوم الظالمي.

وفي كربلاء: الشيخ أحمد الملاّ كاظم، ومحمّد حسن أبو المحاسن.

وفي الحلّة: الشيخ محمّد مهدي البصير، والسيّد محمّد الباقر، ومحمّد السيّد موسى كمال الدين.

وفي الدغّارة: السيّد كاظم عوزي.

وفي عفك والهاشمية والجزيرة: السيّد گاطع العوّادي.

وفي الغرّاف: الشيخ عليّ الشرقي. غير أنه لم يستطع من تنفيذ خطّة الحزب في إثارة الغرّاف إذا ما وقعت الثورة، الأمر الّذي أوجب سخط بعض أعضاء الحزب بدون مبرّر.

وفي الناصرية: الشيخ عبد الحسين مطر.

____________________

= الخاصّة التي كان أكثرها يعقد في البيوت، وهم من أهم أدوات تنفيذ المقرّرات، ومن هؤلاء:

يوسف رجيب.

حسن أحمد مرزة.

السيّد حسن هاشم زوين.

عليّ السّكافي.

صالح شمسة.

عبد الوهاب كمونة.

السيّد محسن النقيب.

عبد الغني الغروي.

محمّد الطريحي.

مهدي الطريحي.

مهدي البرمكي.

محمّد حسن القطيفي.

راضي الأعسم.

السيّد كاظم الحبوبي.

جعفر حسين موزة.

عبد الرحمن عدوة... وغيرهم.

٤٥٨

وفي سوق الشيوخ: الشيخ محمّد حسن حيدر.

وفي البصرة: الشيخ عبد المهدي مظفر.

وفي الحيرة وأبي صخير: السيّد هادي زوين.

وفي الكفل وما جاورها: عبد الأمير الشكري.

وفي الكوفة: محمّد أبو شبع، ورسول تويج.

وبواسطة هؤلاء المعتمدين كانت صلات الحزب والمكتب دائمة مع معظم البلاد، وكان الحزب على علم بجميع ما يجري من الأوامر والحركات العسكرية والسيّاسية لحكّام الاحتلال ولجيشه الجرّار.

وكان هذا المكتب يقوم بتوزيع النشرات السريّة والصحف الواردة من دمشق وغيرها، التي يقرّر الحزب إذاعتها. على أن الحزب كان شديد الحذر والتكتّم في أعماله ومراسلاته أولاً، ويتّخذ أغرب الطرق لإخفائها، ومن هذا القبيل الوثائق والكتب المرسلة إلى الحجاز وسوريا، فقد أخفاها صاحب المكتبة نفسه بين طيّات جلد نسخة من القرآن الكريم، وأوفد بها الحزب محمّد رضا الشبيبي في سنة ١٩١٩م، تلك الوثائق المتضمنة مطاليب العراق في الاستقلال، والمندّدة لسياسة الاحتلال، وطلب فيها إلى الملك الحسين إيصالها إلى مؤتمر السّلام وإلى الحكومة الأمريكية، وعلى أساس هذه العرائض وغيرها أعلن استقلال العراق في دمشق بحضور الموفد النجفي الشيخ الشبيبي.

وقد قام المكتب بنشر العلم العربي الوارد إلى الحزب من سورية(١) بيد رسل من البدو، ولأول مرّة سمت صورة العلم السّوري على جدار في مركز الحزب، ودسّه المكتب إلى أحد الخياطين المنتمين للحزب فعمل له علماً ورفعه على سطح سوق الخياطين، ثم وزّع في جميع المدن والقرى والأرياف الفراتية.

وبعد أن وقعت واقعة الثورة وثارت رصاصة الرميثة، عظم شأن المكتب وتطوّر أمر الحزب، وأصبح علنيّاً باسم الحزب الوطني، فرفعوا العلم العربي في دار حكومة الثوّار

____________________

(١) يحتفظ المؤلّف بنسخة من صورة العلم العربي الوارد من قبل المؤتمر العراقي في دمشق مرسلة إلى السيّد محمّد السيّد حسن الصدر.

٤٥٩

في النجف والكوفة والحيرة، وأُرسل علمٌ رُفِع في كربلاء باحتفال مهيب(١) ، ولأول مرّة حمل الجيش الوطني النجفي العلم العربي وسار إلى جبهة المسيب، ثم عمّ استعمال العلم لدى سائر جيوش الثوّار.

وقام المكتب خلال الثورة في نشر النشرات التي يطبعها الحزب، ويقوم بتنظيمها محمّد باقر الشبيبي، وتتضمن سير المعارك في مختلف ميادين الثورة، وقام بنشر جريدة الفرات التي أصدرها الحزب، وجعل رئيس تحريرها محمّد باقر الشبيبي (وقد صدر منها خمسة أعداد كان الأول في يوم السبت ٢١ ذي القعدة ١٣٣٨هـ، والأخير في يوم الأربعاء ٢ محرّم ١٣٣٩هـ).

وكذلك قام الحزب بنشر جريدة الاستقلال النجفية بعد احتجاب جريدة الفرات (فقد صدرت بثمانية أعداد كان الأول منها يوم السبت ١٨ محرّم ١٣٣٩هـ / ١ تشرين الأول ١٩٢٠م، والأخير يوم الخميس ٣٠ محرّم ١٣٣٩هـ / ١٣ تشرين الأول ١٩٢٠م) ولكن بدراهم شاب كان لاجئاً للثوّار، وقام بتحريرها اثنان محمّد عبد الحسين، ومحمّد عليّ كمال الدين، غير أن الأخير أغفل اسمه لاعتبارات عائلية.

ولم تخمد أعمال المكتب وحزبه إلاّ بعد خمود نيران الثورة وتفرّق أعضاء الحزب، قام هذا الحزب السرّي مع مكتبه ببثّ الدعوة للحركة الوطنية سيّما بعد أن انضم إليه زعماء قبائل الفرات الأوسط وساداته.

ففي أثناء ذلك صادف أن التقى السيّد محمّد رضا الصافي مع السيّد علوان الياسري في دار حكومة أبي صخير، وكان كلّ منهما يتردّد عليها لمراجعة شئون أملاكه، فألفى السيّد علوان غاضباً يكاد ينفجر من الغيظ، ولم يكن السبب غير أن السيّد علوان قد شهد بعينه كيف أهان حاكم أبي صخير العسكري (الكابتن لايل) رجلاً من الوجوه حين طرده من أمامه ذليلاً.

____________________

(١) رفع العلم في كربلاء على دار البلدية يوم الخميس ٢٣ محرّم ١٣٣٩هـ / ٦ تشرين الأول ١٩٢٠م، عند تنصيب السيّد محسن أبو طبيخ متصرفاً للواء كربلاء من قبل الثوّار.

يذكر السيّد عليّ البازرگان في الواقع الحقيقية (ص١٩١): ذهبتُ إلى السّوق في النجف بعد تعيين السيّد محسن أبو طبيخ في منصبه واشتريت الأقمشة الحريرية اللاّزمة لعمل العلم العربي العراقي، وذهبت إلى أحد الخياطين وعلّمته كيفية صنع العلم ذي أربعة ألوان، وبعد أن انتهى من خياطته أخذته وسافرت إلى كربلاء وبصحبتي السيّد طه البدري لتهيئة أسباب الزينة والمتصرف الجديد.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813