السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي0%

السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 813

السيد محمد كاظم اليزدي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: كامل سلمان الجبوري
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 813
المشاهدات: 276482
تحميل: 10524

توضيحات:

السيد محمد كاظم اليزدي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 813 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 276482 / تحميل: 10524
الحجم الحجم الحجم
السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السر أي. تي. ولسن

نائب الحاكم الملكي العام في العراق

٤٦١

فخرج السيّد علوان وهو أشدّ ما يكون انفعالاً، وقد أفاض للسيّد محمّد رضا بأسباب انفعاله، وأسمعه الشيء الكثير من كرهه للإنكليز وحكومتهم، فبادله السيّد محمّد رضا الرأي، وتحدّثا طويلاً، وتطرّقا في أحاديثهما إلى أن الخلاص من الإنكليز لا يتم إلاّ بالعمل، وأن الاهتداء إلى كيفية النهوض بالعمل لا يتم في هذا الموقف على قارعة الطريق.

وافترقا على أن يتم الاجتماع في النجف، وعلى أن يتذاكرا مليّاً مع الجماعة الآخرين لإيجاد المنفذ الّذي يلجأون منه للحرية، ويتخلّصون من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم(1) .

وحين زار السيّد علوان الياسري النجف، قصد الشيخ عبد الكريم الجزائري بمعيّة السيّد محمّد رضا الصافي، ثم اتصل بالشيخ محمّد رضا الشبيبي، والشيخ محمّد باقر الشبيبي اتصالاً وثيقاً، وصار للسيّد كمال الدين، والسيّد حسين كمال الدين تماس قويّ بالسيّد علوان، وكان مع الشيخ عبد الرضا الشيخ راضي سابق اتصال وثيق على الاطمئنان من هذه الطبقات التي يلتقيها عند مجلسه أو في المجالس الأخرى المختلفة، فإذا بهذه الاتصالات تنمو وتسفر عن اتجاهات منتظمة، وكان الحجر الأساس في قيام الثورة بوجه الإنكليز.

ثم التحق بهم السيّد گاطع العوادي، وشعلان الجبر رئيس عشيرة آل إبراهيم بواسطة السيّد علوان، انضم إليهم رؤساء العشائر الآخرون(2) كالسيّد نور الياسري، والسيّد محسن أبو طبيخ، والشيخ عبد الوحد الحاج سكر(3) والشيخ علوان الحاج سعدون، والشيخ غثيث الحرجان، والشيخ شعلان أبوالچون(4) .

الاستفتاء:

وكان السير أرنولد ولسن نائب الحاكم الملكي العام في العراق قد بعث إلى الحكّام السياسيّين في الألوية والأقضية أن يجمعوا صغار النفوس وضعاف الإيمان والّذين

____________________

(1) على هامش الثورة العراقية: 101 - 102، لمحات اجتماعية 4/1/116 - 117.

(2) على هامش الثورة العراقية: 101 - 103.

(3) لمحات اجتماعية: 5/1/118.

(4) مذكرات السيّد سعيد كمال الدين: ص24.

٤٦٢

ترتبط أعمالهم ومصالحهم مع السّلطة الحاكمة لتكون أجوبتهم صدى لإدارة السّلطة البريطانية، وكانت الأسئلة:

1 - هل ترغبون في دولة عربية واحدة تحت الوصاية البريطانية، تمتد من الحدود الشمالية لولاية الموصل حتّى الخليج؟

2 - هل ترغبون أن يترأس هذه الدولة رئيس عربي؟

3 - من هو الرئيس الّذي تريدونه لرئاسة الحكومة(1) ؟

ولما كانت النجف وبسبب مركزها الديني الواسع النطاق، وتأثير علمائها على جماهير الشعب، فقد كانت أول بلدة تحسست بثقل السّلطة الأجنبية، وأول مدينة عراقية فكّرت بالتخلّص من الاستعمار البريطاني، بالنظر لما كانت قد تشبعت به من روح الحرية والنزوع إلى الديمقراطية، بسبب ما كانت تتلقاه من دروس متواصلة عن فلسفة نهضة الإمام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، وبسبب كونها مهد العلماء ومركز الروحانية، ولهذا فقد اهتم بها الحاكم الملكي العام اهتماماً عظيماً، وأراد أن يعرف رأي سكّانها والمحيطين بها في مستقبل بلادهم، معرفة دقيقة، فسار إليها في 12 كانون الأول 1918م، بعد أن أوعز إلى الميجر نوربري الحاكم السيّاسي للواء الشامية والنجف، أن يدعو علماء النجف وأشرافها وزعماء القبائل وساداتهم في أبي صخير والشامية للاجتماع به، فكان ممن حضر هذا الاجتماع:

من العلماء: الشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ محمّد جواد صاحب الجواهر، والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي.

ومن الرؤساء: السيّد نور الياسري، والسيّد محسن أبو طبيخ، والسيّد علوان الياسري، وعبد الواحد الحاج سكر، وعلوان الحاج سعدون، ومحمّد العبطان، وعبادي الحسين، ومرزوك العواد، ولفته الشمخي، ومجبل الفرعون.

ومن الوجوه والأشراف والأدباء: عبد المحسن شلاش، ومحمّد رضا الشبيبي، والسيّد هادي الرفيعي وغيرهم.

____________________

(1) مذكرات السيد محمّد عليّ كمال الدين، 28.

٤٦٣

وكان (مصطفى خرمة البيروتي) أحد الموظفين العرب المستخدمين في دائرة الحاكم السيّاسي الميجر نوربري، على علم من موضوع الاستفتاء، وقبل مجيء الحاكم الملكي العام إلى النجف بفترة قصيرة، ومن الدعوة التي وجهت إلى من سيجتمع به، فدفعه شعوره القومي إلى اطلاع السيّد سعيد كمال الدين أحد الشبان الوطنيّين المتحمسين على ذلك، وكان طبيعياً أن يطلع السيّد سعيد زملاءه على الموضوع، وأن تتخذ التدابير اللاّزمة لمجابهة طواغيت الاحتلال(1) .

ووصل الحاكم الملكي العام في الموعد المضروب، واجتمع بالعلماء والزعماء والأشراف والسرّاة، في سراي الحكومة، خارج المدينة، وبعد أن استقر المجلس أعلن الغاية من مجيئه، وهي أن بريطانية وحلفاءها قرّروا استمزاج آراء سكّان البلدان المحرّرة من السّلطة العثمانية في شكل الحكومة التي يختارونها، ثم عرض الأسئلة الثلاثة المذكورة، وطلب الإجابة عليها، فجرت مناقشة حادّة نوجزها فيما يلي:

الحاج عبد المحسن شلاش: هل أنّ الحكومة البريطانية تريد أن تعامل العراقيين بهذه المعاملة رأفة منها بحال السكّان، أم هنالك عوامل أخرى تستدعي هذا الاستفتاء؟

الحاكم العام: إن بريطانيا عادلة، ومن عدلها أنها تريد معرفة رأي السكّان في تقرير مصيرهم.

السيّد هادي الرفيعي: لا نريد غير الإنكليز.

الشيخ عبد الواحد الحاج سكر: بل نريد حكومة عربيّة وطنية.

الحاكم العام: هل هذا هو رأيك أم رأي الجميع؟

فأجابه الشيخ عبد الواحد: إن هذا رأيي الشخصي، ولا بد من أن أكثر الحاضرين يؤيدونه.

الشيخ محمّد رضا الشبيبي: إن الشعب العراقي يرتأي أن الموصل جزء لا يتجزأ من العراق، وإن العراقيين يرون من حقّهم أن تتألف حكومة وطنية مستقلة استقلالاً تاماً، وليس فينا من يفكر في اختيار حاكم أجنبي.

____________________

(1) مذكرات السيّد سعيد كمال الدين: 24.

٤٦٤

فاحتدم الحاكم غيظاً، وقاطع المتكلّم مراراً، ضارباً بيده على المنضدة التي أمامه، وحاول أن يطّلع على رأي بقيّة المدعوين، فلم يعترضوا على الأقوال السّالفة.

فكانت تلك أول مجابهة بها سياسة الاحتلال، وطواغيت المحتلّين، ثم سرت في العراق سريان النار في الهشيم(1) .

ثم تكلّم السيّد علوان الياسري، قائلاً: لما كان المدعوون غير مسبوقين بالموضوع فهم يرجون إمهالهم إلى الغد لدرس الأسئلة الثلاثة، وتوحيد الأجوبة عليها، وذلك بعد الاتصال بالعلماء وببقية الرؤساء.

فلم ير الحاكم مانعاً من ذلك، إلا أنه طلب أن ترسل الأجوبة إليه بواسطة الحاكم السيّاسي للنجف والشامية، الميجر نوربري.

وقام الحاكم الملكي العام السير أي. تي. ولسن بزيارة السيد اليزدي والتحدث معه بشأن الاستفتاء يقول: (وكان لي صباح الثاني عشر شرف زيارة السيد محمد كاظم اليزدي الطاعن في السن.. قال: أنا أنطق باسم الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، ومهما تكن الحكومة أرجو أن تتركوا لهم أن يتبصروا بمصالحهم التي تتعلق بالشيعة خاصة، ولا سيّما العامة التي لا تعرف من الأمر شيئاً، والتي لا حول ولا طول لها، إن هؤلاء الناس ليسوا متحضرين، وإن تنصيب الموظفين العرب سيؤدي إلى الفوضى، إنهم لم يتعلموا بعد معنى الاستقامة، وإلى أن يتعلموا ذلك فيجب بقاؤهم تحت أوامر الحكومة، ولا يمكن إيجاد شخص يكون مقبولاً كأمير)(2) .

وبعد أن تفرّق المدعوون، ذهب رؤساء القبائل إلى الكوفة لاستطاع رأي الزعيم الروحي السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي في الموضوع، فلمّا عرضوا عليه الأسئلة، قال:

____________________

(1) العراق في دوري الاحتلال والانتداب: 1/71 - 72، أيضاً: الثورة العراقية الكبرى 42 - 43، وفي ماضي النجف وحاضرها: 1/355 - 356، إن قبل هذا جرى اجتماع في دار الحاج عبد المحسن شلاش فوضعوا الأسئلة المذكورة على بساط البحث، فاتضح لهم سوء النتيجة، وأن كلّ ذلك مكر وخديعة.

(2) العراق، نشأة الدولة، للعطية ص355.

٤٦٥

(إنّ الأمر لخطير جداً، ولكلّ أحد حقّ إبداء الرأي، سواء أكان تاجراً أم بقالاً، زعيماً أم حمّالاً).

ونصحهم بالاجتماع والمداولة وموافاته بالنتيجة، فعادوا إلى النجف، وعقدوا اجتماعاً في اليوم التالي في دار الشيخ محمّد جواد صاحب الجواهر، حضره رهط من العلماء والزعماء والمتمولين والمتعلّمين والأشراف والسّادات وغيرهم، فجرى الكلام حول الأسئلة والأجوبة بنطاق واسع، وتشعّبت الآراء، فحمي وطيس الجدال، أراد الشيخ عبد الواحد أن يقتضي على هذه البلبلة، فألقى كلمة موجزة، أقرّه المجتمعون عليها، قال:

(لسنا اليوم أيها السّادة أكفاء للجمهورية، ولسنا فرساً، أو تركاً، أو إنكليزاً، فنختار أميراً فارسياً، أو تركياً، أو إنكليزياً، وإنما نحن عرب، فيجب أن نختار أميراً عربياً، وحيث إن البيت الشريف في مكّة أكبر بيت في العالم العربي، فإننا نرغب أن تكون لنا حكومة عربية مستقلّة برأسها أحد أنجال جلالة الملك حسين)(1) .

وهكذا تفرّق القوم وذهب الرؤساء إلى الكوفة، وطالبوا السيّد اليزدي بإبداء الرأي، فقال لهم: (أنا رجل دين، لا أعرف غير الحلال والحرام ولا دخل لي بالسيّاسة مطلقاً).

فلمّا ذكّروه بما قاله بالأمس، قال: (اختاروا ما هو أصلح للمسلمين)(2) .

____________________

(1) الثورة العراقية الكبرى للحسني، ص43.

(2) جاء في مذكرات الإمام كاشف الغطاء ص393: (... كان كثير من زعماء القبائل وشيوخ الأطراف في النجف، بعد إظهار موالاة الإنكليز، قلبوا ظهر المجن له، وتذمّروا من أعماله، سيّما (دلي) حاكم الديوانية، فإنه أساء معاملة رؤساء القبائل، وكان يعاملهم بسوء المعاملة، ويقابلهم بالاحتقار والمهانة. وكلما رفعوا شكواهم وطلبوا من معتمد بريطانيا في العراق تحويله لا يصغي إليهم، فصمموا على الثورة. وبما أن الثورة لا تكون ذات أثر إلاّ إذا استندت إلى موافقة الزعيم الروحاني والمرجع العام، فكانوا يحضرون - أرى ثلة - ويفاوضونه في الأمر سرّاً وتحت حجب الخفاء، والسيد - أعلى الله مقامه - لمعرفته البليغة بأحوال أهل العراق، وعدم ثقته بهم، يتنصّل من الدخول معهم ومن مساعدتهم، ويقول: أنا لا آمركم ولا أنهاكم، فدعوني جانباً وملجئاً عند الفزع وعدم الفوز لا سمح الله. وبقيت الفكرة تختلج في الصدور، والقوم يحجمون تارة ويقدمون أخرى، كل ذلك من عدم موافقة السيد التي كانت هي الحزم والسداد).

٤٦٦

مما دلّ على أن السّلطة اتخذت للأمر عدّته، إذ لم يكد المجتمعون ينتقلون إلى دار السيّد نور الياسري لمواصلة البحث ووضع الضوابط المتفق عليها، حتّى داهمتهم الشرطة، فشتتهم أيدي سبأ، واضطر هؤلاء الرؤساء إلى الاعتصام بقبائلهم في الشامية وأبي صخير.

وبعد يومين دعاهم الحاكم السيّاسي وحاول أن يحصل منهم على ما يريده، معتقداً أن الحصول على ذلك في خارج مدينة النجف أجدى للسّلطة وأنفع، فأخفق، إذ وقّع الجميع مضبطة(1) ، نصّها:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن اجتمع بنا الحاكم العام في النجف الأشرف، وأخبرنا بلسان الحكومة البريطانية المحتلة بشكل الحكومة التي نختارها وننتخب ملكاً. وبعد أن وقفنا على مقررات دولتي بريطانيا وفرنسا حول تحرير الشعوب، وخلاصة قولها إن غرض الحكومة في الشرق تحرير الشعوب تحريراً نهائياً، وإنشاء حكومات وإدارات وطنية في سورية والعراق تقوم بها الشعوب بذاتها، من خالص رغبتها ومحض اختيارها. وبعد ملاحظة الأصول الإسلامية الجعفرية، فإننا قررنا على أن تكون لنا حكومة عربية إسلامية مقيّدة بقانون أساسي، بشرط أن لا يخالف قواعدنا وعاداتنا وشعائرنا الدينية منها والوطنية، تحت ظلّ ملك عربي وهو أحد أنجال الشريف حسين.

هذه رغبات الأمة العراقية لا نحيد ولا نتنازل عنها قيد شعرة.

____________________

(1) الثورة العراقية الكبرى للحسني. ومذكرات السيّد حسين كمال الدين: ص 12 - 13. الحقائق الناصعة: ص 84 - 85، وفيه: إن التوقيع على هذه المضبطة جرى في دار الشيخ جواد الجواهري.

انظر: تأريخ العراق سياسي المعاصر: 2/182، وفيه إن المضبطة نظمت على أثر استشارة السيد اليزدي.

ويذكر الأستاذ حسن الأسدي - وهو ممن عاصر وقائع الاستفتاء -: (إن السيد اليزدي حسم النزاع الذي ظهر نتيجة تعدد الآراء، برأي وسط فاعتمده الجميع ودوّنوه في مضبطتهم. ولو أنه امتنع عن حسم الخلاف، ولم يشر بالحل الوسط في ذلك الجوّ المضطرب، لَمَا تمّ الاتفاق على رأي موحّد، لأن الذين اختلفوا في وجهات النظر لم يكونوا من عامّة الناس، وإنما هو علماء الدين ورؤساء العشائر الذي يصعب أن تتغيّر قناعاتهم إلاّ بموقف المرجع الديني). (انظر: ثورة النجف للأسدي ص336).

٤٦٧

وقد وقّع عليها كبار رجالات الدين وزعماء العشائر ورؤساء القبائل ووجوه مدينة النجف الأشرف(1) .

دعوة الإمام الشيرازي:

بعد أن فشل الحزب النجفي في إقناع السيد اليزدي وجلبه إلى حضيرتهم، وأدرك الرؤساء أن السيد تجرّد من الحركة أدبياً، وأن كل عمل لا يكتب له النجاح التام إن لم يعطف عليه ذوو المعرفة كالعلماء الأعلام وخصوصاً في مرحلة كهذه، عمدوا إلى إيقاع سوء التفاهم بينه وبين زعماء العشائر وبثّ روح التفرقة، والفصل بين المقلدين ومرجعهم، فقد بثّوا دعاية صارخة ضده - تحت غطاء الدين - في أنه متعاون مع المحتل الإنكليزي وأنه ليس كما يقال فيه، وأطلقوا عليه لقب (اليزيدي)، وأن السيد نور السيد عزيز الياسري عدل عن تقليده - وهو من مقلدي السيد المتشدّدين - فكان أول من عدل عن تقليد السيد اليزدي وتبعه كثير من الزعماء.

كما قرّر الحزب أن يوجّهوا أنظار الناس إلى مجتهد آخر، وكان المرشّح حينئذ الميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي في الكاظمية، فقد وسّطوا ولده الميرزا محمد رضا والشيخ عبد الكريم الجزائري، لعلاقة سابقة بينهم منذ الحركة المشروطة وحركة الجهاد عام 1914، ويعلموه استعداد الناس لتقليده، ويطلبون منه القدوم إلى النجف لقيادة الحركة، وردّ الجواب بالموافقة، ويرجو تحضير دار ليسكنها، وبعث بكتبه وأثاث داره، وهنا تغيّر رأي الرؤساء على أن يجعلوا مقرّه في كربلاء لاقتضاء المصلحة، ولئلاّ يكون ذلك تحدياً ظاهراً للسيّد اليزدي، وكاتبوه بذلك فوافق، ولدى وروده إلى كربلاء استقبل استقبالاً حافلاً بالجماهير والأهازيج من (خان العطيشي) حتّى كربلاء.

ثم قام أفراد الحزب بتزوير 400 - 500 رسالة وأرسلوها بالبريد مفادها عدول أصحابها عن تقليد السيد اليزدي إلى تقليد الميرزا الشيرازي، وقد فازوا بهذه العملية - لضعف المواصلات يومذاك ووقوف الناس على الحقيقة - وكمل فوزهم بوفاة السيد

____________________

(1) الحقائق الناصعة 84 - 85.

٤٦٨

اليزدي بعد أشهر قليلة أو في بحر القضية(1) .

____________________

(1) مذكرات السيد سعيد كمال الدين: ص21. وانظر أيضاً: مذكرات السيد حسين كمال الدين: ص 15.

وقد جاء في مذكرات الإمام كاشف الغطاء (مخطوطة)، ما يتعلّق بهذا الموضوع ما نصّه: (وانتقلت المرجعية العامة والزعامة الكبرى بعد السيّد قدّس سرّه إلى المرحوم الشيخ محمّد تقي الحائري، فالتفت عليه زعماء القبائل، ووجدوا منية السيد ثمرة العذاب، سيّما وقد كان التفاوت بين الزعيمين في أصل طباعهما بعيداً جداً، فقد كان السيد (رحمه الله) صلب المراس شديد الشكيمة، في غاية الحذر وسوء الظن، لا يُغر ولا يُخدع، بخلاف الميرزا (قدس سره) لأنه، ملس سلس القياد، سريع الاعتقاد، حسن الظن، فأقنعوه على الموافقة على الثورة واستدرجوه...

وتحرك أولئك الرؤساء لتنفيذ مكاسب لهم، والوزر والكفاح على أُولئك الأغبياء، وكانت النتيجة لأولئك الذين [ لم ] يصيبوا في تلك الحوادث بشوكة، ولا خسروا في الثورة قلامة ظفر. ولا نريد أن نأتي على تفاصيل تلك الثورة وشئونها وشجونها، فإنها تحتاج إلى إفراد مؤلف واسع، وقد كتب كثير من الكتبة فيها، ولكن لم يأتوا على جميع أسرارها ودقائقها، ولا تزال تلك الحقائق مطمورة في الصدور دون السطور إلى يوم النشور. ولكن الغرض أنه بعد أن نشبت أظفار الثورة واستوت الحرب بين قبائل الفرات الأوسط والجنود البريطانية اشتركنا في القضايا الوطنية واشتغلنا بها. ولمّا تغلّب الإنكليز، ازدادوا بتبعيدنا فحال الله بينهم وبين ذلك، إلى أن توفّي المرحوم الميرزا محمد تقي، ورجعت الزعامة الروحية إلى المرحوم الأستاذ شيخ شريعة الأصفهاني، وكان في آخر رمق من الحياة، وبعد ستة أشهر تقريباً انتقل إلى دار البقاء...).

ومما يظهر من ذلك أن ثورة العشرين في نظر الشيخ كاشف الغطاء حدثاً فاشلاً، كان يعرف نتيجتها ويتنبَّأ بها من عام 1919، ويؤيِّد فكرة السيّد اليزدي في عدم البت والإفتاء للقيام بالثورة، لعدم توفّر العدة وما تستلزمه أمور الحرب... وغيرها.

٤٦٩

٤٧٠

الفصل الرابع:

في رحاب الخلود

* وصيَّته.

* وفاته.

* المآتم والمراثي.

* سِجِل الخالدين.

* أولاده وأحفاده وأعلام أُسرته.

* مصادر ترجمته.

٤٧١

٤٧٢

وصيّته

ذكر الإمام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في مذكّراته(1) :

(وفي منتصف رجب 1337، توعّك السيّد وأصابته حمّى شديدة، وامتنع عن الخروج للصلاة والدرس. وفي اليوم الثالث من عروض الحمّى عدناه عصراً، وكان لا يأذن بالعيادة إلاّ لقليل من الخواص، فخلى بنا في محلّه الخاص، فكنت وأخي المرحوم والسيّد (قُدِّس سِرُّه) ولا رابع معنا إلاّ الله جلّ شأنه، فقال: أجدني لا أسلم من هذا المرض، وإني راحل عن قريب، وتعلمون أن أولادي الذين كنت أعتمد عليهم وأثق بهم، قد رحلوا أمامي ولم يبق من ولدي من أعتمد عليه، وعليّ حقوق كثيرة، وأموال في البيت وعند التجار وافرة، وأريد أن أوصي إليكم لتفريغ ذمتي وأداء واجباتي. ويعني بأولاده الذين كان يعتمد عليهم: ولده الأكبر السيد محمد، الذي توفّي في الكاظمية بعد رجوعه من السفر الثاني الذي سافره للجهاد سنة 1334، والسيد محمود الذي توفّي بعد بسنتين تقريباً، والسيد أحمد الذي توفّي قبلهما هو والسيد حسن بمدة طويلة. فلمّا ألقى علينا تلك الكلمات، ونعى إلينا نفسه الشريفة، كأنما أطبقت السماء علينا، واسودت الدنيا بأعيننا، ثم أخذ رضوان الله عليه يشجعنا ويسلّينا ويناشدنا حق الأستاذية، وأنه لا يعتمد على غيرنا. فطلبنا منه أن يشرك معنا شخصاً أو شخصين للمساعدة ورفع الهم، وظن السوء، فأشرك الحاج محمود والشيخ علي المازندراني من وجوه تلاميذه، ثم ألقى عليّ المطاليب التي في نفسه، وأمرني بكتابة الوصية بخطي كي يوقّع عليها، فكتبتها وجئت بها إليه صباحاً، فأمرني بكتابة وصيته وتشتمل على ما في الأولى، وعلى زيادات تجدّدت في نظره، فكتبتها بخطي وجئت بها إليه عصراً.

وكان قد اشتدّ مرضه، فبعث الشيخ عبد الرحيم اليزدي - خادمه الخاص - وجمع له جماعة من أعيان تجّار النجف من العجم والعرب، وجماعة من طلاب العلم الأفاضل

____________________

(1) انظر كتابنا: النجف الأشرف وحركة الجهاد: ص393 - 394، نصّ المذكرات في الملحق رقم (1) بآخر الكتاب.

٤٧٣

وجملة من الأعيان فحضروا ليلاً، وأمرني فقرأت عليهم الوصيتين، وأمرهم بأن يحرّروا شهادتهم فيها، ووقّع عليها بخطّة وخاتمه، ثم أحضر الحاكم السياسي الإنكليزي مع العميد حميد خان(1) فشهدا فيهما.

وفي ليلة الثامن والعشرين من رجب مقارن طلوع الفجر، انتقل إلى رحمة الله، وكان من جملة وصاياه: إعطاء الخبز للطلاب ثلاثة أشهر، وطبع تتمّات (العروة الوثقى)، وإن زاد المال يطبع (السؤال والجواب)، وإعطاء العبادات والحج المقيّدة في دفاتره، فأنجزنا بتوفيقه تعالى جميع ما أراد.

ولا تزال الوصيتان - وهما بخطّي وتوقيعه وتوقيع الشهود - محفوظتين عندي مع دفاتره(2) . وكان كثيراً ما يقع الخلاف والتشاكس بين الأخ المرحوم وبين الوصيين الآخرين ويقف العمل، فأسعى بلطائف التدابير في إصلاحهما والتقارب إلى أن أنجزت الوصايا بأجمعها، وكان المال الكثير قد اختلس في دار السيد، ولم نحصل إلاّ على القليل منه، وسلّمت لنا الأموال التي عند التجار على أن بعضهم أيضاً جحد الكثير منها)(3) .

____________________

(1) ولد حميد خان عام 1890 في النجف، وتوفّي ببغداد في 23/12/1943. درس في بغداد فالهند، وعاد منها عام 1911، واختار السكنى في النجف. وعند احتلال الإنكليز لبغداد عيّن حاكماً للنجف عام 1917، ومعاوناً للحاكم السياسي لمنطقة عموم الشامية والنجف. وعند انتهاء الثورة العراقية عاد إلى وظيفته كحاكم للنجف، فمتصرّفاً للواء كربلاء عام 1921، واستقال من الوظيفة عام 1922، وانتخب نائباً عن لواء كربلاء عام 1943، حتى وفاته.

(2) حصلت على صورة الوصيتين من العلامة الجليل السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان، وهما عن الأصل المحفوظ لدى مكتبة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في النجف.

(3) جاء في مقدمة (الفردوس الأعلى) للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء: (... عدنا إلى النجف الأشرف سنة 1332 أوائل الحرب العالمية الأولى، وألجأونا إلى الإرشاد والدعوة، وسافرنا للجهاد عدة مرات، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها، وانتقل أستاذنا السيد الإمام الكاظم إلى جوار به، وتحملنا أعباء وصيّته مع الأخ المرحوم (أعلى الله مقامه) الذي اجتهدنا معه في تنقيح (العروة الوثقى) وطبعها مرتين في حياته، وكانت مرجعية الإمامية في عموم الأقطار قد انتهت إليه (رضوان الله عليه)، وعلينا كان يعوّل في جميع مهماته ولا يضع ثقته عند غيرنا، وإلينا يرجع كل مرافعة تنشر عنده فيحكم بحكمنا، ويقضي بقضائنا، ولا تزال وصاياه بخطّه عندنا).

٤٧٤

الوصية الأولى:

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لله رب العالمين، وصلاة وسلاماً على محمد وآله الطاهرين.

وبعد:

فإني قد صالحت بالصلح الصحيح الشرعي المشتمل على الإيجاب والقبول، وسائر شرائط الصحة واللزوم، داري الكبيرة الواقعة في محلة البراق من محلاّت النجف الأشرف، المتّصلة إليّ بالشراء من ورثة المرحوم أمين أغا بن المرحوم نظام الدولة، هي والدار الصغير الملاحقة لها، المعلومتي الحدود والجهات، مع ما فيهما من الأسباب والأثاث والفرش والكتب وغيرها من جزئي وكليّ، وكذا ما في دار شريعة الكوفة الوقف من الأسباب، والأرض الواقعة في شريعة الكوفة المتصلة إليّ بالشراء من الحاج أحمد اللاّري مع ما فيها من العمارة، لولدي المحروس سيد أسد أدام الله توفيقه وحراسته، ولوالدته وأخواته منها، له من ذلك حصتان والباقي لهم على السويّة.

وقد صالحت وأجريت عقد الصلح الصحيح معهم عن جميع ذلك وحصل القبض والإقباض، وقِبَل الكبار منهم وقبلتُ، وقبضتُ عن الصغار بحسب الولاية، وشرطتُ في ضمن عقد الصلح أنّ لي الخيار بنفسي وبلساني، بحيث لا ينتقل إلى ورثتي من الآن إلى مدة عشر سنين متى شئتُ فسختُ ذلك العقد.

وقد أوقفتُ المدرسة الكبيرة الشهيرة مع توابعها ولواحقها وكتبها على المشتغلين بتحصيل العلوم الدينية.

وأوقفت نصف الحمّام الواقع في شريعة الكوفة مع توابعه من الدكاكين، وكذا الحصّة التي في الكوفة، والدكاكين الواقعة في شريعة الكوفة المشتركة بين المدرسة وبين ورثة ولدي المرحوم السيد أحمد وغيرهم: أوقفت جميع ذلك - [ على ] ما يلزم للمدرسة من تعمير وماء وغيره بعد إخراج العشر من وارداتها - للمتولي، وقد جعلت المتولي جميع الذكور من أولاد ولدي المرحوم السيد محمد، مرتّبين طبقة بعد طبقة، لا يشارك الثاني من البطون الأول، ولو بقي واحد من البطن السابق لا يشاركه اللاحق، ولكن بشرك الرشد والتقوى، وحق التولية مشترك بين جميع الطبقة التي لها الولاية.

٤٧٥

وكذلك أوقفت الخان الواقع في النجف الأشرف في محلة العمارة على الزوّار، وأوقفت لواحقه من الدكاكين المتّصلة به والدارين الملاصقين له - على ما يلزم من تعميره وسائر لوازمه من الضياء والماء وغيره -، وجعلت تولية الخان وأوقافه لولدي السيد أسد، وله حق تولية العشر من الواردات ثم لأولاده وأولادهم مرتّبين.

وكذا الدار القديمة في شريعة الكوفة أوقفتُها على تعزية سيد الشهداء (عليه السلام) والتولية للسيد أسد وأولاده.

وأما ما عدا ما جرى عليه عقد الصلح والوقف من الأملاك الراجعة لي، فهي على ما فرض الله للذكور والإناث.

وقد جعلت الأوصياء عني على تنفيذ تلك الأمور وعلى إبراء ذمتي وقضاء ديوني، وأداء الحقوق التي عليّ، واستيفاء الديون التي لي على الناس، بموجب السندات التي باسمي وغيرها، من الحقوق الشرعية وغيرها:

[ 1 - ] جناب الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء(1) .

[ 2 - ] وأخاه الشيخ محمد حسين(2) .

[ 3 - ] والحاج ميرزا محمود أغا الهندي التبريزي(3) .

[ 4 - ] والشيخ علي

____________________

(1) ترجمته في بحث: (تدريسه وتلامذته) [ص 30].

(2) ترجمته في بحث: (تدريسه وتلامذته) [ص 67].

(3) الحاج محمود أغا بن الميرزا أبو القاسم الهندي التسويجي التركي (ت 1343هـ / 1925م).

عالم، فقيه، مجتهد، من بيت علم ودين وزعامة، تخرج على أساتذة النجف، وكان يتردد على الهند، وأصبحت له سمعة عالية وشهرة واسعة. وفي حركة المشروطة كان من قادتها.

كان يجيد عدة لغات حيّة إجادة تامة، ومنها الإنكليزية، مما دعا السيد محمد كاظم اليزدي أن يجعله ضمن وفوده وإحضاره مجالس المفاوضات مع السلطة المحتلة ليكون مؤتمناً على الترجمة، وعرض المطالب.

وفي خلاصة التقارير البريطانية: (أنه كان من موزّعي وقف أوده، موالٍ لبريطانيا بصورة علنية، يعمل كسكرتير اليزدي، قدّم خدمات جليلة في أيلول / سبتمبر 1917 وكذلك خلال الحصار، وليس له نفوذ).

له: (تأريخ الأمة ووقائع الأيام) ط، و(رسالة عملية) ط.

عقبه: الشيخ أبو القاسم، وهو زوج الأديبة زهرة بيكم.

والشيخ محمد أقا كوچك.

(ترجمته في: معجم رجال الفكر والأدب 1/، الجذور 339).

٤٧٦

الوصية الأولى

٤٧٧

المازندراني(1)

(دام تأييدهم).

وجعلت لهؤلاء الأوصياء النظارة على تلك الأوقاف جميعاً، وعلى المتولي عليها وعزله، وعلى صرف عائداتها في مصارفها اللازمة بنظره ونظرهم، وجعلت لهم أن يجعلوا ناظراً من بعدهم على ذلك ومتولِّياً.

وأما الأموال التي تحت يدي، وفي حجرتي في النجف، أو الجسر، أو عند التجّار من نوط أو نقود، وكذا الديون التي على الناس باسمي، مما كان فيها سندات أم لا، فقد عزوت إلى الأوصياء المزبورين أن يخرجوا منها - أولاً - الصوم والصلاة والحج والكفارات الراجعة للناس، حسبما هو مقيّد في دفاتري الخاصة التي يلزم تسليمها مع سائر الأوراق والسندات إليهم، ثم يصرفونه بنيّة أصحابه < ا > مع إضافة مقدار زايد عليه احتياطاً من السهو في عدم تقييد بعض الموارد. وما يفضل من ذلك فهو من الحقوق الشرعية، وقد عهدت إلى الأوصياء أن يطبعوا منه"تكملة العروة الوثقى" و"السؤال والجواب" المجموع من الفتاوى المنسوبة إليّ، ويصرفون الباقي على الفقراء والمشتغلين بإدامة إعطاء الخبز في شهري شعبان ورمضان من هذه السنة، على نحو ما كنت أعطية في ما مضى، وإن بقي شيء يصرف على المستحقين على سبيل التوزيع والتوسيع.

وأما الصغار من أولادي وأولاد أولادي من الذكور والإناث، فقد جعلت القيّم عليهم والمتولّي لإصلاح شئونهم أمهاتُهم بنظارة الأوصياء المزبورين.

وقد جرى جميع ما ذكر من الصلح والوقف والوصية في حال الصحة والاختيار، وليس لأحد من ولدي ولا غيرهم المعارضة والمناقشة في شيء مما سطر. ورجائي أن يتَّفقوا ولا يختلفوا، وعلى فرض حصول الاختلاف، فالعمل على رأي الشيخ أحمد وأخيه الشيخ محمد حسين أدام الله تأييدهما.

____________________

(1) الشيخ علي المازندراني النجفي (ت1352هـ) من تلامذة السيد اليزدي (انظر بحث: تدريسه وتلامذته) [ص 53].

٤٧٨

بسم الله الرحمن الرحيم،

جميع ما في الورقة صحيح.

الأحقر

محمد كاظم الطباطبائي

في 17 رجب سنة 1337هـ

بمنه تعالى، نعم قد اعترف جناب مولانا حجة الإسلام وآية الله في الأنام السيد محمد كاظم دام ظله بصحّة ما حرّر ورقم في الورقة لدى الأقل كليدار الروضة الحيدرية، 17 رجب سنة 1337هـ.

السيد عباس [الكليدار](1)

نعم، اعترف حجة الإسلام السيد محمد كاظم الطباطبائي روحي فداه بما حرّر ورقم لدى الأقل السيد هاشم نجل المرحوم السيد محمد زيني(2) .

17 رجب سنة 1337 هـ

نعم اعترف حضرة آية الله السيد دام بقاه بما فيها لدى الأقل محمد رءوف شلاش(3) في 17 رجب 1337.

از جناب حجة الإسلام والمسلمين سكيدجوم أقاي أقا سيد محمد كاظم آية الله شنيدم كه صحيح أست

أقل السادات أبو القاسم الموسوي

بسمه تعالى، نعم، اعترف حضرة آية الله السيد دام ظله العالي بجميع ما في الورقة

____________________

(1) السيد عباس بن السيد محمد حسن بن جواد الرفيعي الكليدار (ت 1389هـ) سادن الحرم العلوي، وهو زعيم أسرته في عصره.

(2) السيد هاشم بن السيد محمد صادق بن محمد بن أحمد زين الدين (زيني) الحسني ولد السيد حسن زيني التاجر المعروف.

(3) الحاج محمد رؤوف بن عبود بن مهدي شلاش الخفاجي، أخ الحاج عبدالمحسن شلاش من تجار النجف البارزين، له دور بارز في الثورة العراقية 1920، انتخب رئيساً لغرفة تجارة النجف منذ تأسيسها سنة 1369هـ / 1950م حتى سنة 1377هـ / 1957م.

(ترجمته في: النجف الأشرف والثورة العراقية ص479).

٤٧٩

لدى الأقل نظام العلماء، 17 رجب المرجب 1337هـ.

عبد الحميد

p.7. Norbary Magor

of political officer

Thamiyah Division

26. IV. 1919

الوصية الثانية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

وبعد، فإني لمّا أوقعت بعض المصالحات في ورقة سابقة على هذه، وقد أوقعت بعدها مصالحات أخرى لزم ذكرها تفصيلاً.

منها: إني قد صالحت وملّكت التمليك الشعري الصحيح الدارين الواقعتين في محلة الحويش من النجف الأشرف القديمتين لمجموع أولاد أولادي الذكور والإناث على ا لسواء، وهم: أولاد السيد محمد، وأولاد السيد أحمد، وابن السيد حسن، وأولاد السيد محمود، لكل واحد حصته، ذكراً كان أو أنثى.

ومنها: إني قد صالحت وملّكت نصف الدار الواقعة في شريعة الكوفة، المنتقلة إليّ من الحاج علي أصغر اليزدي، من ولد ولدي السيد محمود، وهو السيد حسين، والنصف الآخر لأولادي وأولاد أولادي جميعاً، ذكوراً وإناثاً على السواء.

ومنها: إني قد صالحت وملّكت الدارين الواقعتين في محلة المشراق من النجف الأشرف، الدار الواقعة على جبل المشراق، والأخرى الصغيرة، من ولدي السيد علي وخليصته عيال السيد إسماعيل، ثلثان للسيد علي، وثلث لأخته المزبورة.

وأما البستان الواقعة في قرب علوة الفحل، وقطعة الأرض الواقعة في طرف البلد من شريعة الكوفة، والحصة من الطرادة، فقد نقلت الجميع بالناقل الشرعي إلى الحاج حسين البهبهاني، بشرط أن يدفع مثل وارداتها إلى الأوصياء يصرفونه على مقبرة أولادي ولوازمها من عيب وغيره... الأعيان وتبديلها بالأحسن كأن لهم الفسخ وبيعها على الغير وشراء ما هو خير منها لتلك الجهة.

وقد نقلت جميع ما استحقه إرثاً من السدس في تركة أولادي السيد محمد والسيد

٤٨٠