السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي0%

السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 813

السيد محمد كاظم اليزدي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: كامل سلمان الجبوري
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 813
المشاهدات: 277556
تحميل: 10728

توضيحات:

السيد محمد كاظم اليزدي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 813 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 277556 / تحميل: 10728
الحجم الحجم الحجم
السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أحمد والسيد حسن والسيد محمود إلى أولادهم الذكور والإناث على حسب حصصهم، ليس لأحد من ورثني مطالبتهم، وقد جعلت الخيار في جميع هذه المصالحات المزبورة لنفسي وبلساني بحيث لا ينتقل إلى الورثة من تأريخ الورقة إلى أربعة عشر سنة.

وأما الأوصياء عني، فهم الأربعة المرقومون في الورقة السابقة: جناب الشيخ أحمد كاشف الغطاء، وأخوه الشيخ محمد حسين، والحاج محمود أغا الهندي، والشيخ علي المازندراني (أدام الله تأييدهم)، وتصرفاتهم بعدي نافذة مقبولة في أموري على حسب ما سطر في هذه الورقة وسابقتها، وقد عهدت إليهم بملاحظة ذرّيتي المحتاجين من الوجوه الشرعية ولا سيّما في زواج غير المتزوّجين.

وجميع ما في الورقة السابقة من الوصايا فهي صحيحة نافذة، وقد جعلت أيضاً للأوصياء المزبورين خيار الفسخ في جميع ما في الورقتين حسب المصلحة، مع رعاية تمام الجهات، وقد عهدت إليهم وإلى جميع ذرّيتي بتقوى الله الذي لا إله غيره، والالتزام بالورع والصلاح.

وقد عيّنت الأوصياء المزبورين لنصف الخان الذي فيه الحاج حسين البهبهاني، الذي هو راجع لثلث الحاج إبراهيم نيل فروش، وصرف عائداته في مصارفه، وغير ذلك من جميع ما هو بيدي فقد أرجعت أمره إليهم. وإذا وفّت الوجوه الشرعية بعد إخراج الصوم والصلاة والحج والكفارات بتعمير أرض الجسر الراجعة لسيد أسد وإخوانه ووالدته ووجد الأوصياء المصلحة، فليعمّروها بحيث تحصل الفائدة منها.

وقد وكّلت الأوصياء المزبورين وكالة مطلقة، وفوّضتهم على جميع ما يعود لي ولورثني وما بيدي مما يرجع إلى أمور المسلمين، من الولاية على الأوقاف وعلى الصغار وغير ذلك مما يرجع لحكّام الشرع الشريف.

حرّرت في يوم 20 رجب 1337

محمد كاظم الطباطبائي

اعترف ممّا فيه لدى الفاني الأقل الحاج أبو الحسن الأصفهاني

أعترف بما فيه لدى الجاني الأقل الحاج محمد حسين الزنجاني

أعترف مما فيه لدى الفاني الأقل الحاج أبو الحسن الأصفهاني.

٤٨١

نعم أعترف حضرة مولنا آية الله الطباطبائي بما فيها لدى الأقل الحاج حسين بهبهاني.

بسم الله تعالى، أعترف حضرة سيدنا دام ظله العالي بجميع ما فيها بمحضر الأحقر عبود بن حسن اليزدي(1) .

بمنّه تعالى، قد اعترف حضرة سيدنا دام ظله بصحّة جميع ما حرّر ورقم وسطر فيها لدى الأقل كليدار روضة الحيدرية 23 رجب سنة 1337

السيد عباس [الكليدار]

بيم الله الرحمن الرحيم، اعترف حضرة الأستاذ آية الله (مد ظله) بما في الورقة لدى الأحقر السيد علي أكبر اليزدي.

بسم الله الرحمن الرحيم، أقرَّ وأعترَفَ (متّعنا الله بدوام ظله العالي) بما فيه إلى خطه المبارك وخاتمه الشريف عندي. الأحقر محمد رضا الحسيني المرعشي الرفسنجاني في 22 رجب 1337.

p.7. Norbary Magor

of political officer

Thamiyah Division

26. IV. 1919

____________________

(1) والد المرحوم الأستاذ حسين عبود.

٤٨٢

الوصية الثانية

٤٨٣

وفاته(1)

بعد وفاة نجله السيد محمد [في 12 / جمادى الأولى / 1334هـ]، أصبح السيد اليزدي يشكو من آلام في بدنه، وأخذت تتزايد يوم بعد آخر، ففي يوم الاثنين 13 رجب سنة 1337هـ وما بعده، تكاثرت الأوجاع الشديدة تحت أضلاعه اليمنى، وارتفعت الحمى، مما دعا إلى احتجابه والامتناع عن الخروج للصلاة والدرس، في داره بمحلة الحويش في النجف، وكان لا يأذن بالعيادة إلاّ إلى قليل من الخوّاص، وجيء له بالأطباء من النجف وكربلاء، وبعثت له الحكومة طبيباً عسكرياً من بغداد(2) ، فقيل: ذات الجنب، وقيل: ذات الرئة، وقيل غير ذلك، وأظهروا اليأس من تحسّن صحته. ولم يزل يشتد مرضه حتى ليلة الثلاثاء 28 رجب (30/4/1919م)، وقبل الفجر لبّى نداء ربه الكريم، عن عمر تجاوز الثمانين.

وقد اضطرب لموته جمهور العراقيين وسوادهم في أنحاء العراق، وصار له من الاحتفال والضجّة والبكاء والنوح والعويل ما لم يصر لأحد من قبله، وكان لنبأ وفاته صدىً في العالم الإسلامي، وجرت لم مراسيم الغسل على نهر السنية في النجف، وحضر تشييع جثمانه الزائرون لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في المبعث النبوي (ص)، وخرج أهالي النجف برمّتهم إلى خارج البلد لتشييع نعشه، وصلّى عليه نجله السيد علي، ودفن في مقبرته التي أعدّها له ولأولاده في الإيوان الكبير من الصحن الغروي، خلف مسجد عمران بن شاهين بالصحن العلوي الشريف.

____________________

(1) انظر: معارف الرجال: 2/328. ومذكرات الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، رحلة الجهاد في النجف الأشرف وحركة الجهاد: ص384، 393.

(2) جاء في مسوّدات كتاب السيد اليزدي للسيد عبد العزيز الطباطبائي ما نصّه: (عن السيد رضا الطباطبائي ابن السيد محمد ابن السيد محمد كاظم اليزدي: أن السيد عندما اشتد مرضه وجيء بالطيب العسكري الخاص، فعاينه وكتب له (وصفة)، إلاّ أن السيد رفض تلك الوصفة وقال: أريد الطبيب (حافظ الصحة) من كربلاء. وكنت في وقتها بكربلاء، أخذت حافظ الصحة وركبت السيارة ووصلنا إلى النجف، ولم أكن قد ركبت السيارة قبلاً، فتعجّبت كيف وصلنا إلى النجف بساعة ونصف).

٤٨٤

وقد أرّخ وفاته العلاّمة السيد حسين آل بحر العلوم(1) بقوله:

قد قضى الكاظم ظلّ الناس فيما جهلوا

وبهتك الدين والإسلام أرّخ (شُغِلوا)

1337هـ

كما أرّخ وفاته الشيخ علي البازي بقوله(2) :

كاظم آل العبا لمَّا قضى

وجلجل الخطب رجال العالم

وركن دين الهدى تأريخه:

(طاح لفقد الإمام الكاظم)(3)

1337هـ

____________________

(1) السيد حسن بن إبراهيم بن حسين بن محمد رضا بن محمد مهدي آل بحر العلوم (1283 - 1355هـ): عالم جليل، وشاعر كبير، برع واشتهر بالأدب والشعر، وولع أكثر بأدب التأريخ. توفي في جمادى الأولى 1355هـ.

له: ديوان شعر صغير.

عقبه: السيد محمد باقر، السيد محمد صادق (المحقّق)، السيد محمد تقي.

(ترجمته في: أعيان الشيعة 20/435، شعراء الغري 3/126، الفوائد الرجالية 1/152، معجم المؤلفين 3/194، المؤلفين العراقيين 1/413، معارف الرجال 1/251، نقباء البشر 1/464، معجم رجال الفكر والأدب 1/214).

(2) الشيخ علي بن حسين بن جاسم البازي: خطيب، أديب، شاعر بالعربية والدارجة. ولد في النجف سنة 1305هـ، ودرس في الحوزة العلمية فيها، عمل في الحقل الوطني بتحريض عشائر الفرات الأوسط للالتحاق بركب الجهاد لمقاومة الإنكليز المحتلين سنة 1920، وله في الثورة العراقية الكبرى قصيدة طويلة، وكان من الأعضاء الأوائل في جمعية الرابطة الأدبية 1930، توفّي بالكوفة 1387هـ ودفن بالنجف.

(ترجمته في: خطباء المنبر 1/111، ماضي النجف 1/118، 189، شعراء الكوفة الشعبيون 1/75، شعراء الغري /363، أعلام العراق في القرن العشرين 3/176، معجم رجال الفكر 1/200، المنتخب من أعلام الفكر والأدب 22، الأعلام 4/282، معجم الشعراء للجبوري 3/423).

(3) أدب التأريخ: خ - ص26. وجاء في نقباء البشر( خ - ص15): (وقد دفن بمقبرته نواب رامبور السيد محمد حامد خان سنة 1354هـ بتوسط حفيده السيد رضا بن السيد محمد بن السيد محمد كاظم. وهذا النواب كان أول المثرين في الدنيا كما في مجلة الهلال لجرجي زيدان في... رزقنا الحجة الثانية بصحبة الهند النواب عبد الكريم خان).

٤٨٥

وأقيمت مجالس الفاتحة ومآتم العزاء والتأبين، [وهي في العدد ما] لا تكاد تحصر لكثرتها في جميع أنحاء العراق وإيران وسائر البلدان الإسلامية. وحضر مأتمه في إيران أحمد شاه، واشترك في مأتمه الفريقان ببغداد، وكانت هذه المناسبة سبباً لتقارب المسلمين في العراق، وعاملاً كبيراً من عوام استحكام الصلات الحسنة بينهم، وقد استغل المفكّرون السياسيون هذه القوة الكامنة وراحوا يدعمونها ويستعينون بها في القضايا الوطنية الكبرى(1) .

وقد نصب على مرقده صندوق صغير، ثم قام سبطه السيد عبد العزيز الطباطبائي بنصب شباك على مرقده، وقد أرّخه العلاّمة المحقّق السيد محمد مهدي الخرسان(2) قائلاً(3) :

أحييت يا عبد العزيز مرقداً

للكاظم الغيظ الذي نمَّاكا

فشُدتَ شباكاً على ضريحه

ما زال مهجوراً لقى لولاكا

أقمته مجدَّداً ذكراً له

فاحمد إلهاً بالذي حباكا

فرداً بتأريخ: (أتى مجلّلاً

عبد العزيز شيّد الشباكا)

1 + 411 + 114 + 76 + 125 + 314 + 355

____________________

(1) يذكر السر أي. تي. ولسن في كتابه الثورة العراقية (ص58): (كان أول أعراض التوافق قد ظهرت في صيف 1919، حينما حضر جماعة السنة في مناسبتين الحفلات الشيعية التي أقيمت في ذكرى الفقيه الشيعي المجتهد السيد محمد كاظم اليزدي).

(2) السيد محمد مهدي بن حسن بن عبد الهادي الموسوي الخرسان: عالم جليل، رجالي، مؤرّخ، شاعر. ولد في النجف الأشرف 1347هـ / 1928م ونشأ به على والده العلَم. قرأ مقدماته الأولية ثم السطوح على والده والشيخ محمد رضا العامري والسيد محمود الحكيم والشيخ محمد علي التبريزي، ثم حضر الأبحاث العالية على السيد أبي القاسم الخوئي.

له: البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي - ت، منتقلة الطالبية للشريف الطباطبائي - ت، والاختصاص للشيخ المفيد - ت، وغيرها من المؤلّفات والتحقيقات.

(ترجمته في: الذريعة 14/246، 16/50، 17/163، 21/44، 24/160، جامع الأنساب 29، 156، معجم المؤلفين العراقيين 3/251، معجم المطبوعات النجفية 11، 237، 266، 346، 390، نقباء البشر 3/1118، معجم رجال الفكر 2/488، المنتخب 607، معجم الشعراء للجبوري 5/280).

(3) المحقق الطباطبائي: 3/1576.

٤٨٦

مقبرة السيد اليزدي وسط الصحن الحيدري الشريف

- منظر خارجي -

٤٨٧

منظر داخلي لمقبرة السيد اليزدي

٤٨٨

منظر عام لجهة أخرى من مقبرة السيد اليزدي

٤٨٩

أنشدت في أيام المآتم قصائد معتبرة كثيرة بالفصحى والعامية في تأبينه وتسلية أسرته، نشر بعضها في حينها بالصحف والمجلات، وللشاعر جميل صدقي الزهاوي(1) قصيدة في رثائه.

____________________

(1) لم نحصل على القصيدة. أما الشاعر، فهو: الأستاذ جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان. الزهاوي: شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده في بغداد سنة 1279هـ / 1863م. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك)، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدّته أم أبيه منها. وأول من نُسب إليها من أسرته والدُه محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلّب في مناصب مختلفة، فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفّي سنة 1354هـ / 1936م.

كتب عن نفسه: كنت في صباي اسمي (المجنون)، لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولتي (الجريء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية. له مقالات في كبريات المجلات العربية. ومن كتبه (الكائنات - ط)، (في الفلسفة والجاذبية وتعليلها) - ط، و(المجمل مما أرى - ط)، و(أشراك الداما - خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية - ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيّات الخيام - ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه: (ديوان الزهاوي - ط)، و(الكلم المنظوم - ط)، و(الشذرات - ط)، و(نزعات الشيطان - ط)، وكتاب (الزهاوي وديوانه المفقود) لهلال ناجي، وفيه شطحاته الشعرية، و(رباعيات الزهاوي - خ)، و(اللباب - ط)، و(الأوشال - ط).

ولرفائيل بطّي (كتاب) في حياة الزهاوي، سماه (فيلسوف بغداد في القرن العشرين - ط)، ولناصر الحاني (محاضرات عن جميل الزهاوي، حياته وشعره - ط).

(مصادر ترجمته:

من مقال للزركلي في جريدة 9 و10 سبتمبر 1924 ومجلة المجمع العلمي العربي 8/393 من مقال بقلم الزهاوي نفسه، وآخر بقلم طه الراوي 14/248 وفيه أ ن الزهاوي أخبره بأن مولده في 29 ذي الحجة 12379 ونثار الأفكار 1/27 من ترجمة له بقلمه، قال فيها إنه ولد سنة 1281هـ. والأدب العصري 1/5 والأهرام والمقطم 4 ذي الحجة 1354 والمقطم 23 ذي القعدة 1342 بقلم أحمد سلمن الطائي ومشاهير الكرد 1/163 وملوك العرب للريحاني 2/381 - 387. دليل العراق الرسمي لسنة 1936 الطبعة الإنكليزية ص587، معجم الشعراء العراقيين 83، تاريخ المحاماة في =

٤٩٠

وممَّا قيل في رثائه قصيدة الشيخ كاظم آل نوح الكاظمي(1) :

نعى الناعي فدكدكها هضابا

وضيّق في نواعيه الرحابا

وغادر أعين العلياء تهمي

دماً حزناً وتنسكب انسكابا

وجاذب من بني مضر نفوساً

فراحت وهي تنجذب انجذابا

وغادر أربعاً لبني نزار

مدى الأحقاب مقفرة يبابا

وجدّ لهاشم يمنى نداها

وهدّ صروح فهر والهضابا

نعى فارتجت الأرضون حتى

خشينا أن يعاجلها انقلابا

أصمَّ مسامع الدنيا فلسنا

نرى إلاّ بكاءً وانتحابا

وشقّاً للجيوب ولطمَ وجهٍ

وقلباً راح يلتهب التهابا

ألا يا أيها الناعي رويداً

ويا ملأ الردى فمك الترابا

لمـَن تنعى؟ فنعيك فيه أودت

بنو العليا ورأس المجد شابا

فقال: فتى نزارٍ وشيخ فهرٍ

وبدر هدىً تكامل ثم غابا

ومَن للعلم شيّدها ربوعاً

وكانت قبل مقفرة يبابا

ومَن أحيا المحقق في مفيد

لتحقيقاته باباً فبابا

فثق ب (العروة الوثقى) ففيها

تريك علومه أمراً عجابا

____________________

= العراق للخياط 40، معجم المؤلفين 1/274، أعلام العراق الحديث 1/225، أعلام العراق في القرن العشرين 1/46، الموسوعة الموجزة 5/73، الأعلام 2/138، معجم الشعراء للجبوري 1/430).

(1) الشيخ كاظم آل نوح: شاعر، باحث، ولد في مدينة الكاظمية - العراق، سنة 1302هـ / 1885م. درس المقدمات على علماء عصره، كتب قصائده في مناسبات شتى، ولا سيّما في المناسبات الدينية، توفّي سنة 1379هـ / 1959م، طبع من كتبه: (ملاحظات تاريخية حول كتاب: تاريخ الأمة العربية) للمقدادي طبع سنة 1932، و(محمد والقرآن) 1936، و(القصيدة العلوية) 1942، وله ديوانه الشعري بعنوان: (ديوان الشيخ كاظم آل نوح) 1 - 3 بغداد 1949، و(طرق حديث الأئمة من قريش وفي بعضها من بني هاشم من الصحاح وغيرها) 1955، وله كتاب بتأليف مشترك بعنوان: (المواعظ الدينية الصحية) طبع سنة 1936، وله كتب خطية كثيرة.

(مصادر ترجمته: معجم المؤلفين العراقيين 3/26، شعراء بغداد، الأعلام 5/216، أعلام العراق في القرن العشرين 2/188، معجم الشعراء للجبوري 4/219).

٤٩١

ترى فيها الجواهر من بحارٍ

تفيض فتُخجل الغيث انسكابا

ونهجاً في صراطٍ مستقيمٍ

يريك قواعداً شأت الهضابا

وربَّ مسالكٍ للفقه ضاقت

فعادت في رسائله رحابا

لو أنّ الموت يُدفع لاستثارت

بنو مضر له أُسْداً غضابا

وراحت تمتطي للذبّ عنه

عتاق الخيل والإبل الصعابا

وسلّت من عزائمها سيوفاً

أبت إلاّ الرقاب لها قرابا

ولكن المقدّر وهو جار

يغادر كل معمور خرابا

لقد شرب الذين تقدّمونا

كؤوساً سوف نحسوهنَّ صابا

سقى الغيث الـمُلِّثُ ضريح قدسٍ

حللت به ووالاه انسكابا

ومما قيل في رثائه بالشعر المحلّي، ثلاث(1) قصائد للشاعر الملا علي التركي الكوفي(2) :

الأُولى:

بيت الدين عنّه اليوم ضيّه انحجب

سهم البين وسفه إيصيب أهل الرتب

* * *

جفن العلم عالوجنات يجري الدمع

فاجد الضي البي چان يسطع يشع

لجله مِحزنه العلاّم جمع ابجمع

فگدوا الما بالشدّات ذلّ وارتهب

* * *

مذخور أبو محمد چان لأهل الشدد

سور الامكلس نحّار شامخ رصد

____________________

(1) القصيدتان 1 و2 حصلت عليهما من حفيده المغفور له العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي.

(2) الملا علي بن عبد علي بن محمد إبراهيم التركي: شاعر شعبي، أديب. ولد في محلة الحويش بالنجف عام 1283هـ، ونشأ بها وتعلّم القرآن والكتابة وشيئاً من مقدّمات العلوم، وولع بحفظ الشعر واتصل بشعراء اللهجة الدارجة ونظم أول قصيدة سنة 1334هـ. وفي 1353هـ انتقل إلى الكوفة وامتهن كتابة العرائض واللوائح القانونية والسندات وغيرها. توفي سنة 1385هـ. جمع شعره كامل سلمان الجبوري ونشر الجزء الأول منه (بديوان) سنة 1392هـ.

٤٩٢

بيه المحب والكرّاه دايم شهد

علمه اعله لوح المحفوظ عروه انكتب

* * *

ما بالعلم مثله أيصير شرق أو غرب

لأهل العلم وأهل الدين وضّح درب

من هيبته تروط الناس بُعد أو قرب

سيفن صجيل لمـّاع موت الچهب

* * *

ما تنعد اعلوم البيه ما نتحصه

كثر الورق، كثر الذر، كثر الحصه

للعالم الله أبكل شان قد خصّصه

ظل الإله أعلى الناس فيّه انحسب

* * *

للناس أبو محمد چان سامي ذره

شامخ چهف چن أو سور للقاصره

ما عز ابنفسه ابكل حال للجاوره

فل الشدايد بالشان الها انتدب

* * *

هل چيف نفسه المعروف فضله البده

الطيب داره اعله الراس امشيّده

يتشكر الحرّ للطيب حين السده

والما شكر أصله انظيف لو ظن چذب

* * *

نفسه عميد الإسلام فضله فله

ما غيره عالم بالدين مثله ايحله

إلّه الذي إز مام الدين ينقاد إله

ذاك الذي كل نحرير ابعلمه اعتجب

* * *

عالم عجيد العلاّم حدّ العلم

شبل الأسد راعي الزود صاحب عزم

نال الخلافة ابشعبان جدد رسم

للعز عله حين الغاب عوده ابرجب

* * *

بالعزّ تعلّه على الشان شاد الفخر

شع بالعلم ضيّه انبان ضي القمر

غاظ الخصم منّه انچاد ذل وانكسر

بيّن صفر ذاك الچان ينعد ذهب

* * *

البي دنس ما ينظام ما هو خفي

الينحر الطيب ابطيب شان الوفي

راد الخصم ضي الدين بي ينطفي

أيّس بذل للمجهود سدّر تعب

٤٩٣

شامخ تسامه اعله الناس سور المنع

شبل الذي للمخلوق زوده درع

فقد أبو محمد بالدين بيّن صدع

دم للدمع جفن الدين لجله سچب

الثانية:

يا آية الباري يا بحر العلم

بالدين سوّه اليوم فقدك ثلم

* * *

عقبك ابيا حال العلم يا فحل

يا لچان فيّك دون حدّك جبل

انشال سرّ الدين حين انحمل

نعشك السامي فوق روس الزلم

* * *

العجب نعشك چي تزم ثقله روس

وأنتم على عرش العلم جدمك يدوس

نور المنابر يا لچنت بالدروس

ظمك اشلون اللّحد حرّ يا شهم

* * *

........................(1) خصصه

والشدد بيدك ينحل اتخلبصه

فضلك يبو محمد فلا ينحصه

للدين علمك چان روح ابجسم

* * *

بالعلم ما علمك مثله مثل

سوّيته امن الاعوج عدل

سدّيت بعلومك الچانت تحل

من تصل چفك....(2) ما تتم

* * *

للجار بعلومك أو جودك فدت

تسعى ابمشاچلهم أولا هوّدت

حاميت عن الناس قط ما صدت

دافعت لا بالشر، ابسيف الحلم

* * *

ما ينسه فضلك الما ينحسب

الفضل عند أهله مثل ينضرب

يشكر الطيّب طيّبه امن المحب

والمو نظيف أصله ايتنكر يذم

____________________

(1) الكتابة مطموسة.

(2) الكتابة مطموسة.

٤٩٤

الطيب يسطع نور ما ينّچر

الجيل يدرس وهوه يصبح بچر

حرّ امصگر معتلي اعله الوچر

يصطاد حرّ اليشنق امن النعم

* * *

ظنّيت يا كاظم الغيظ النجف

تگدر تجازيك السلف عن سلف

لا جن الهمّة ايكون فيّ الخلف

لا تشتّ عنّه المله ابقطع الرحم

* * *

عالم فريد الدهر نبعة فقه

دوحة أصول العلم ما له شبه

منهل العلام ما يدير الوجه

تيّار چفه بحر سيل العرم

* * *

صاحب درايه شبل أبوه الأسد

ضيّق على الشامت بعلمه الزرد

للدين خيمه للمچارم عمد

للناس غيره لا تصبّح يلم

* * *

يا جب على الساچن ابروض الحمه

يركن لبواحسين أعلى كل موزمه

الكاظم اعلومه العلي امسلّمه

ورث الوحي حبوه الفلا ينكتم

الثالثة (1) ، ومنها:

اليوم وادي الطور چاسف نوره

راح أبو محمود عزّه أو سوره

* * *

طاح سور البيه مستّره الأنام

مأمّنه چانت تحت فيّه الإسلام

عگبه عين الدين عيّت ما تنام

منذعر واعي انفگد ناطوره

* * *

ما عله أهل الدين باس اعله النحيب

أركن امن الحزن كل شاب المشيب

چان أبو محمود للعلة طبيب

چيف لقمان السگم دختوره

* * *

ما عرف غيره ابمباشرة العلل

بالفقه والزهد واصلاح الدول

____________________

(1) ديوان الملا علي التركي 1/9 - 10.

٤٩٥

بيه بالإسلام ما بان الخلل

حرز حافظ للخلل ساتوره

* * *

علم رباني الما مثله علم

فخر ما ينحرز إي شامخ نعم

بالعلم سهمه فلا مثله سهم

بحر لا چن غطّه كل ابحوره

* * *

٤٩٦

الشيخ علي البازي

الشاعر جمي s ل صدقي الزهاوي

٤٩٧

الملا علي التركي

الشيخ عبد الحسين الحويزي

٤٩٨

سجل الخالدين

قال الشيخ عباس القمي (قُدِّس سرّه):

(سيّد علماء الأمة وشيخ طائفتها، حامل لواء الشيعة ومختلفها، وقطب رحى الشريعة وموئلها، فقيه بيت العصمة وكاظمهم، والناهض بأعباء الأمة وناصحهم، فقيه عصرنا وبركة دهرنا. قد ملأت فتاواه الأسماع، ووقع على تقدّمه وفضله الإجماع، صاحب المصنفات المعروفة والتعليقات المشهورة، من أكبر جهابذة الإسلام، ومَن يرجع إلى قوله في الحلّ والإبرام والحلال والحرام، قِبلة الأنام وسيّد الفقهاء العظام، حجة الإسلام وآية الملك العلاّم، أدام الله بركات برّه وجوده وأزهر الزمان بشريف وجوده)(1) .

وقال السيد حسن الصدر صاحب "تكملة أمل الآمل"، ما نصه:

(لم أر مثله في بذل الجهد، وكثرة الكد والجد والاشتغال، حتى ملك من العلم زمامه، وكشف من الفقه لثامه، ولم يضيع الله سبحانه له تعبه وجهاده في الدين، فأعطاه الرياسة الكبرى والجلالة العظمى...)(2) .

وقال السيد محسن الأمين العاملي:

(كان فقيهاً أصولياً، محققاً، مدققاً، انتهت إليه الرياسة العلمية، وكان معوّل التقليد في المسائل الشرعية عليه، وقبض على زعامة عامة الإمامية وسوادهم، وجبيت إليه الأموال الكثيرة مما يقل أن يتفق نظيره، ولكن كثيرين من الناس كانوا ناقمين على وجوه صرفها)(3) .

وقال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء:

(... فإنه لا نعمة لله جل شأنه على العباد بعد الإيمان به، أفضل ولا أكمل ولا أسمى ولا أسنى ولا أرفع ولا أنفع من محمد وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم)، فإنهم

____________________

(1) فوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية للشيخ عباس القمي، ط إيران - 597.

(2) فوائد الرضوية: 597.

(3) أعيان الشيعة، ط 5 /14/347 - 348.

٤٩٩

الرحمة على العالمين، ومصابيح الهدى في الدنيا والدين، فما من مكرمة ولا منقبة ولا فضيلة إلا منهم تبتدي، وإليهم تنتهي، وعنهم تؤثر، وبهم تذكر، ومنهم تنبع، وإليهم ترجع.

وكانت أعمارهم الشريفة موزّعة: شطراً منها للتعليم والإرشاد، والدلالة على سبل مرامة المعايش والمعاد، وشطراً للانقطاع إلى الله سبحانه والمثول بين يديه، والأنس بالضراعة لديه، والاستغراق في تقديسه وتمجيده، والتلذّذ بمناجاته والثناء عليه، بقدسي أسمائه وصفاته، حتى جاء إلينا عنهم من ذلك واجتمع على قصر المدة، وعظيم البلاء والشدة، ما لم يجيء ولم يجتمع للأنبياء السابقين والأولياء السالفين، والحكماء الغابرين، على مرور الدهور، وكرور الأحقاب والعصور، فجزى الله محمداً وآله عنا أفضل ما جزى نبياً عن أمته، ورسولاً عمّن أرسل إليه.

وحيث إن سيدنا الأستاذ الأعظم حجة الإسلام والمسلمين، آية الله في العالمين، السيد محمد كاظم الطباطبائي (أدام الله ظله) جذوة ذلك المقباس، ونبعة ذلك الغراس، وشرافت ذيالك الشرف، وخلف ذاك السلف، لذلك تجده (أدام الله أيامه) لم يتخطَّ عن جادتهم، ولم يمل عن طريقتهم، وهو بهم (سلام الله عليهم) أشبه من غيره من الشخص بظلاله، والشيء بمثاله، فيم تزل أوقاته الشريفة ولا تزال، في جميع الأحوال، منذ أول عمره إلى اليوم، لا يصرف شيئاً من وقته إلاّ في العلم والتعليم، والمطالبة والتدريس، والفكر والتأليف، وكان أيده الله في مبادي أمره عند الخلوة والفراغ، وطلب الاستراحة لا يجد راحة لقلبه إلاّ بمناجاة ربه، والضراعة إليه والخلوة به، وكان ربما ينشئ بعض العبارات، ويجري على لسانه ما يمليه عليه خاطره من الأدعية والمناجاة، وربما رسم بعضها على قطع الورق غير معتد بها، ولا صارف إليها نظر الرعاية، ولا جاعلاً لها محلاً من التكلّف والعناية، ولكن أحب بعض الصالحين أن يجمع شمل شتاتها، وينظم عقد متفرقاتها، فجاءت كما ترى كالمرآة المجلوة، والصحيفة المتلوة، تحكي لك وتحاكي الأدعية العالية المأثورة عن آبائه وأجداده (سلام الله عليهم)، وإذا قستها إلى أدعية الصحيفة ومناجاتها تنشد قائلاً غير مبالغ ولا مرتاب:

فهذا السنا الوضّاح من ذلك السنا

وهذا الشذا الفيّاح من ذلك الوادي

فاغتنمها خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان، مشحونة بالمعارف الإلهية،

٥٠٠