السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي9%

السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 813

السيد محمد كاظم اليزدي
  • البداية
  • السابق
  • 813 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 288219 / تحميل: 13208
الحجم الحجم الحجم
السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ونزل الناس، فقال علي( عليه‌السلام ) : أيّها الناس، إنّ هذه أرض ملعونة، قد عُذّبت في الدهر ثلاث مرّات، وفي خبر آخر مرّتين، وهي تتوقّع الثالثة، وهي إحدى المؤتفكات(١) ، وهي أوّل أرض عبد فيها وثن، وأنّه لا يحلّ لنبي ولا لوصي نبي أن يصلّي فيها، فمن أراد أن يصلّي فليصلّ، ثمّ ذكر حديث ردّ الشمس، وأنّ جويرية لم يصلّ في أرض بابل حتى ردّت الشمس فصلّى مع علي( عليه‌السلام ) .

[ ٦٢ ٧٤ ] ٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله القزويني، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري، عن أُم المقدام الثقفيّة قالت: قال لي جويرية بن مسهر: قطعنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) جسر الفرات(٢) في وقت العصر، فقال: إنّ هذه أرض معذّبة، لا ينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلّي فيها، فمن أراد منكم أن يصلّي(٣) فليصلّ، ثمّ ذكر نحوه.

ورواه الصفّار في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد، مثله (٤) .

وروى الذي قبله عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن بحر، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن ابن أبي المقدام(٥) ، عن جويرية بن مسهر، مثله.

____________________

(١) الإِفك: أشدّ الكذب وأبلغه، وفي الخبر أيضاً « البصرة إحدىٰ المؤتفكات ».( مجمع البحرين ٥: ٢٥٤ ).

٣ - علل الشرائع: ٣٥٢ / ٤ الباب ٦١.

(٢) في المصدر: الصراة.

(٣) في المصدر زيادة: فيها.

(٤) بصائر الدرجات: ٢٣٩ / ٤، فيه: الصراط بدل الفرات.

(٥) في المصدر: أبي المقدام.

١٨١

[ ٦٢ ٧٥ ] ٤ - محمّد بن الحسن، عن المفيد، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن صالح السكوني، عن محمّد بن أبي عمير قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أُصلّي على الشاذكونة(١) وقد أصابها الجنابة ؟ قال: لا بأس.

أقول: وقد تقدّم ما يدلّ على باقي الأحكام في القبلة(٢) ، وفي النجاسات(٣) ، ويأتي ما يدلّ على بعضها هنا(٤) ، وفي أحاديث القيام(٥) .

٣٩ - باب جواز الصلاة على كدس الحنطة ونحوه مع التمكّن من أفعال الصلاة على كراهيّة، وحكم علوّ المسجد عن الموقف

[ ٦٢ ٧٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : يكون الكدس من الطعام مطيّناً مثل السطح ؟ قال: صلّ عليه.

[ ٦٢ ٧٧ ] ٢ - وبأسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مضارب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن

____________________

٤ - التهذيب ١: ٢٧٤ / ٨٠٦، والاستبصار ١: ٣٩٣ / ١٥٠٠.

(١) الشاذَكونة، بفتح الذال: ثياب غلاظ مُضَرَّبَة تعمل باليمن.( القاموس المحيط ٤: ٢٣٩ ).

(٢) تقدم في الباب ١٣ و ١٤ و ١٥ و ١٧ و ١٩ من أبواب القبلة.

(٣) تقدم في الباب ٣٠ من أبواب النجاسات.

(٤) يأتي في الحديث ١ و ٢ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ١٤ من أبواب القيام.

الباب ٣٩

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٣٠٩ / ١٢٥٣، الاستبصار ١: ٤٠٠ / ١٥٢٨.

٢ - التهذيب ٢: ٣٠٩ / ١٢٥٢، الاستبصار ١: ٤٠٠ / ١٥٢٩.

١٨٢

كدس(١) حنطة مطيّن، أُصلّي فوقه ؟ فقال: لا تصلّ فوقه، قلت: فإنّه مثل السطح مستوٍ ؟ فقال: لا تصلّ عليه.

قال الشيخ: الوجه في هذا الخبر ضرب من الكراهة دون الحظر.

أقول: ويأتي ما يدلّ على بقيّة المقصود في السجود(٢) .

٤٠ - باب جواز الصلاة على الفراش، والقتّ، والتبن، والحنطة، ونحوها، مع تمكّن الجبهة لا مع عدمه، على كراهيّة مع عدم الضروة

[ ٦٢ ٧٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن جعفر، أنّه سأل أخاه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون في السفينة، هل يجوز له أن يضع الحصير على المتاع، أو القت، والتبن، والحنطة، والشعير، وغير ذلك، ثمّ يصلّي عليه ؟ قال: لا بأس.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن الماضي( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٣) .

[ ٦٢ ٧٩ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته

____________________

(١) الكُدس بالضم: الحب المحصود المجموع.( هامش المخطوط) عن القاموس الحيط ٢: ٢٤٥.

(٢) يأتي ما يدل على بقيّة المقصود في الباب ١٠ و ١١ من أبواب السجود.

الباب ٤٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٩٢ / ١٣٣٠.

(٣) التهذيب ٣: ٢٩٦ / ٨٩٦.

٢ - قرب الاسناد: ٨٦.

١٨٣

عن الرجل هل يجزيه أن يضع الحصير أو البوريا على الفراش وغيره من المتاع ثمّ يصلّي عليه ؟ قال: إن كان يضطرّ إلى ذلك فلا بأس.

[ ٦٢ ٨٠ ] ٣ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل هل يجزيه أن يقوم إلى الصلاة على فراشه فيضع على الفراش مروّحة أو عوداً ثم يسجد عليه ؟ قال: إن كان مريضاً فليضع مروحة(١) ، وأمّا العود فلا يصلح.

[ ٦٢ ٨١ ] ٤ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يقوم في الصلاة على القتّ والتبن والشعير وأشباهه ويضع مروّحة ويسجد عليها ؟ قال: لايصلح له إلّا أن يكون مضطراً.

[ ٦٢ ٨٢ ] ٥ - وبالإسناد قال: وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يصلّي على البيدر مطيّن عليه ؟ قال: لا يصلح.

[ ٦٢ ٨٣ ] ٦ - وبالإِسناده قال: وسألته عن الرجل يكون في السفينة، هل يصلح له أن يضع الحصير فوق المتاع أو القتّ أو التبن أو الحنطة أو الشعير وأشباهه ثمّ يصلّي ؟ قال: لا بأس.

[ ٦٢ ٨٤ ] ٧ - أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن ): عن محمّد بن علي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن صاحب لنا يكون على سطحه الحنطة والشعير فيطأون يصلون عليه قال: فغضب وقال: لولا إنّي أرى أنّه من أصحابنا للعنته.

____________________

٣ - قرب الأسناد: ٨٦.

(١) المروحة بالكسر: آلة يتروّح بها يقال تروّحت بالمروحة كأنّه من الطيب لأنّ الريح تلين به، وتطيب بعد أن لم تكن كذلك، والجمع المراوح.( مجمع البحرين ٢: ٣٦٣ ).

٤ - قرب الأسناد: ٨٦.

٥ - قرب الأسناد: ٩٧.

٦ - قرب الأسناد: ٩٨.

٧ - المحاسن: ٥٨٨ / ٨٨، أورده وما بعده في الحديث ٣ من الباب ٧٩ من أبواب آداب المائدة.

١٨٤

[ ٦٢ ٨٥ ] ٨ - وعن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن( أبي عيينة) (١) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله وزاد فيه: أما يستطيع أن يتّخذ لنفسه مصلّى يصلّي فيه، الحديث.

أقول: هذا محمول على السجود عليه بالجبهة، أو على الكراهيّة، أو على الاستخفاف وقصد الاهانة لما مرّ(٢) .

٤١ - باب كراهة استقبال المصلّي السيف

[ ٦٢ ٨٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليهم‌السلام ) قال: لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصلّ أحدكم وبين يديه سيف، فانّ القبلة أمن.

ورواه في( الخصال) باسناده الآتي عن علي( عليه‌السلام ) (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على كراهة استقبال الحديد(٤) .

____________________

٨ - المحاسن: ٥٨٨ / ٨٨.

(١) كذا وفي المصدر: عيينه.

(٢) مَرّ في الحديث ٢ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٤١

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٣٥٣ / ١ الباب ٦٣، أخرجه عن الخصال أيضاً في الحديث ٦ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب، وعنهما أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٢٥ من أبواب مقدمات الطواف.

(٣) الخصال: ٦١٦ يأتي الأسناد في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ر ).

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٥٧ من أبواب لباس المصلّي، وفي الباب ٣٠ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الباب ١٣ من أبواب المساجد.

١٨٥

٤٢ - باب استحباب تفريق الصلاة في أماكن متعددة

[ ٦٢ ٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ( الامام إذا انصرف) (١) فلا يصلّي في مقامه ركعتين حتّى ينحرف عن مقامه ذلك.

وبإسناده عن محمّد بن مسعود، عن محمّد بن نصير، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه ترك لفظ ركعتين(٢) .

[ ٦٢ ٨٨ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن عبد الله بن علي الزراد قال: سأل أبو كهمس أبا عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها ؟ قال: لا، بل ها هنا وها هنا(٣) فانّها تشهد له يوم القيامة.

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين(٤) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، مثله (٥) .

قال الصدوق: يعني أن بقاع الأرض تشهد له.

____________________

الباب ٤٢

فيه ٩ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٢١ / ١٣١٤.

(١) في المصادر الثلاثة: إذا انصرف الامام.

(٢) التهذيب ٢: ٣٨٢ / ١٥٩٥ و ٣: ٢٨٤ / ٨٤٤.

٢ - التهذيب ٢: ٣٣٥ / ١٣٨١.

(٣) في هامش الاصل عن الكافي: يفرقها ها هنا.

(٤) الكافي ٣: ٤٥٥ / ١٨.

(٥) علل الشرائع: ٣٤٣ / ١ الباب ٤٦.

١٨٦

[ ٦٢ ٨٩ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا الحسن الأوّل(١) ( عليه‌السلام ) يقول: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها، الحديث.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد ): عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب(٢) .

ورواه الصدوق في( العلل ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، مثله(٣) .

[ ٦٢ ٩٠ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله.

[ ٦٢ ٩١ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله عزّ وجلّ فيها، والباب الذي كان يصعد منه عمله وموضع سجوده.

[ ٦٢ ٩٢ ] ٦ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ما من مؤمن يموت في أرض غربة يغيب فيها

____________________

٣ - الكافي ٣: ٢٥٤ / ١٣.

(١) في هامش الاصل: في العلل( موسى) بدل( الاول ).

(٢) قرب الاسناد: ١٢٤.

(٣) علل الشرائع: ٤٦٢ / ٢ الباب ٢٢٢.

٤ - الكافي ١: ٣٠ / ٣، وأورده بتمامه في الحديث ١ و ٢ من الباب ٨٨ من أبواب الدفن.

٥ - الفقيه ١: ٨٤ / ٣٨٤.

٦ - الفقيه ٢: ١٩٦ / ٨٨٩، أخرجه بتمامه عنه وعن ثواب الأعمال والمحاسن في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب آداب السفر.

١٨٧

بواكيه إلّا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها(١) ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد فيها عمله، الحديث.

[ ٦٢ ٩٣ ] ٧ - وفي( المجالس ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن الصادق( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال: صلّوا من المساجد في بقاع مختلفة فإنّ كلّ بقعة تشهد للمصلّي عليها يوم القيامة.

[ ٦٢ ٩٤ ] ٨ - وقد تقدّم في حديث حمران، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّ علي بن الحسين( عليهما‌السلام ) كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، كان له خمسمائة نخلة وكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين.

[ ٦٢ ٩٥ ] ٩ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) باسناده الآتي (٢) عن أبي ذرّ، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في وصيته له: يا أباذر، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلّا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل ينزله قوم إلّا وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم، يا أبا ذر، ما من صباح ولا رواح إلّا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً يا جارة، هل مرّ بك اليوم ذاكر لله أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزّت وانشرحت وترى أنّ لها الفضل على جارتها.

____________________

(١) في المصدر زيادة: وبكته أثوابه.

٧ - أمالي الصدوق: ٢٩٤ / ٨، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ١٠ من أبواب الوضوء.

٨ - تقدم في الحديث ٦ من الباب ٣٠ من أبواب أعداد الفرائض.

٩ - أمالي الطوسي ٢: ١٤٧.

(٢) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٩).

١٨٨

٤٣ - باب جواز الصلاة في بيت الحجام ولو في غير الضرورة وعلى حصير أو مصلّى يجامع عليه، وكراهة استقبال المرأة المواجهة في الصلاة

[ ٦٢ ٩٦ ] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الصلاة في بيت الحجّام(١) من غير ضرورة، قال: لا بأس إذا كان المكان الذي صلّى فيه نظيفاً.

[ ٦٢ ٩٧ ] ٢ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل يجامع على الحصير أو المصلّى، هل تصلح الصلاة عليه ؟ قال: إذا لم يصبه شيء فلا بأس، وإن أصابه شيء فاغسله وصلّ.

[ ٦٢ ٩٨ ] ٣ - وبالإِسناد قال: سألته عن الرجل يكون في صلاته، هل يصلح أن تكون امرأة مقبلة بوجهها عليه في القبلة قاعدة أو قائمة ؟ قال: يدرؤها عنه فان لم يفعل لم يقطع ذلك صلاته.

[ ٦٢ ٩٩ ] ٤ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن إدريس بن الحسن، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من تأمّل خلق(٢) امرأة( في الصلاة) (٣) فلا صلاة له.

____________________

الباب ٤٣

فيه ٤ أحاديث

١ - قرب الاسناد: ٩١.

(١) في المصدر: الحمّام.

٢ - قرب الاسناد: ٩١.

٣ - قرب الاسناد: ٩٤.

٤ - المحاسن: ٨٢ / ١٣.

(٢) في المصدر: خلف.

(٣) ليس في المصدر.

١٨٩

أقول: وتقدّم ما يدل على بعض المقصود في أحاديث وضع الساتر قدّام المصلّي وغير ذلك(١) .

٤٤ - باب جواز تقدّم المصلّي عن مكانه مع الحاجة ورجوعه القهقرى وكراهة تأخّره ووجوب الكفّ عن القراءة حال المشي إلّا مع الضرورة

[ ٦٣ ٠٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن أحمد، عن العمركي، عن علي بن جعفر قال: سألت موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) عن القيام خلف الإِمام في الصفّ ما حدّه ؟ قال: إقامة(٢) ما استطعت فإذا قعدت فضاق المكان فتقدّم أو تأخّر فلا بأس.

[ ٦٣ ٠١ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم قال: قلت له: الرجل يتأخّر وهو في الصلاة ؟ قال: لا، قلت: فيتقدّم ؟ قال: نعم، ما شاء(٣) إلى القبلة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٤) .

[ ٦٣ ٠٢ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٤ و ١١ و ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٤

فيه ٨ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٧٥ / ٧٩٩ ومسائل علي بن جعفر: ١٧٠ / ٢٨٧، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٧٠ من أبواب الجماعة.

(٢) في البحار: قم.

٢ - الكافي ٣: ١٨٥ / ٢، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٤٦ من أبواب الجماعة.

(٣) في التهذيب: ماشياً.( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٣: ٢٧٢ / ٧٨٧.

٣ - الكافي ٣: ٣١٦ / ٢٤، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٤ من أبواب القراءة.

١٩٠

عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنه قال في الرجل يصلّي في موضع ثمّ يريد أن يتقدّم، قال: يكفّ عن القراءة في مشيه حتّى يتقدّم إلى المواضع الذي يريد ثمّ يقرأ.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(١) .

[ ٦٣ ٠٣ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: رأى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) نخامة في المسجد فمشى إليها بعرجون(٢) من عراجين ابن طاب(٣) فحكّها ثم رجع القهقرى فبنى على صلاته.

[ ٦٣ ٠٤ ] ٥ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : وهذا يفتح من الصلاة أبواباً كثيرة.

[ ٦٣ ٠٥ ] ٦ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن علي يعني ابن رئاب، عن الحلبي أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يخطو أمامه في الصلاة خطوة أو خطوتين أو ثلاثا ؟ قال: نعم لا بأس.

____________________

(١) التهذيب ٢: ٢٩٠ / ١١٦٥.

٤ - الفقيه ١: ١٨٠ / ٨٤٩، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٦ من أبواب القواطع.

(٢) العرجون: هو العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقىٰ علىٰ النخل يابساً، قال الأزهري: العرجون:، أصفر عريض شبه الله به الهلال لما عاد دقيقاً فقال سبحانه:( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) .( لسان العرب ١٣: ٢٨٤ ).

(٣) قال ابن الأثير: ابن طاب: نوع من أنواع تمر المدينة منسوب الى ابن طاب - رجل من أهلها - يقال: عذق ابن طاب ورطب ابن طاب وتمر ابن طاب.( النهاية ٣: ١٤٩ )، هذا وقد صنف آية الله السيد مهدي القزويني( قده) رسالة « نزهة الالباب في حديث ابن طاب ».

وتم نشر هذه الرسالة في العدد الثاني من نشرة( تراثنا) من السنة الأولىٰ.

٥ - الفقيه ١: ١٨٠ / ٨٥٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من أبواب القواطع.

٦ - مستطرفات السرائر: ٢٨ / ١٣، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٣٠ من أبواب القواطع.

١٩١

[ ٦٣ ٠٦ ] ٧ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل يقعد في المسجد ورجليه(١) خارجة منه، أو انتقل(٢) من المسجد وهو في صلاته(٣) ؟ قال: لا بأس.

[ ٦٣ ٠٧ ] ٨ - وعنه، عن علي بن جعفر قال: سألته عن رجل يكون في الصلاة، هل يصلح له أن يقدّم رجلاً ويؤخّر أُخرى من غير مرض ولا علّة ؟ قال: لا بأس.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(٤) وكذا الذي قبله وكذا الأوّل.

أقول ويأتي ما يدلّ على ذلك في قواطع الصلاة وفي الجماعة(٥) ، ويأتي ما يدلّ على استثناء الضرورة من عدم جواز القراءة حال المشي في القيام، إن شاء الله(٦) .

____________________

٧ - قرب الاسناد: ٩٥ باختلاف ومسائل علي بن جعفر: ١٥٣ / ٢٠٧.

(١) في نسخة: رجله ‎( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: أو أسفل.

(٣) في المصدر زيادة: أيصلح له.

٨ - قرب الاسناد: ٩٤.

(٤) مسائل علي بن جعفر: ١٦٤ / ٢٦٢.

(٥) يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ٤ من الباب ١٩ من قواطع الصلوة والباب ٤٦ من الجماعة.

(٦) يأتي في الباب ٣٤ من أبواب القراءة.

١٩٢

أبواب احكام المساجد

١ - باب تأكّد استحباب الصلاة في المسجد واتيانه حتّى مساجد العامة

[ ٦٣ ٠٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنّي لأكره الصلاة في مساجدهم فقال: لا تكره - إلى أن قال: - فأدّ فيها الفريضة والنوافل واقض ما فاتك.

ورواه الكليني كما يأتي(١) .

[ ٦٣ ٠٩ ] ٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في أماليه، عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن شريف بن سابق، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: يا فضل، لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلّا وافدها، ومن كلّ أهل بيت إلّا نجيبها، يا فضل، لا يرجع صاحب المسجد بأقلّ من إحدى ثلاث خصال: إما دعاء يدعو به يدخله الله به

____________________

أبواب أحكام المساجد

الباب ١

فيه حديثان

١ - التهذيب ٣: ٢٥٨ / ٧٢٣.

(١) يأتي في ذيل الحديث ١ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.

٢ - أمالي الشيخ الطوسي ١: ٤٥ تقدم صدره في الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب الدفن، وفي الحديث ٦ من الباب ١٣ من أبواب مكان المصلي، ويأتي في الحديث ٢ من الباب ١٣٢ من أبواب العشرة.

١٩٣

الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به فيصرف الله به عنه بلاء الدنيا، وإمّا أخ يستفيده في الله، الحديث.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث كثيرة جدّاً(١) .

٢ - باب كراهة تأخّر جيران المسجد عنه وصلاتهم الفرائض في غيره لغير علة كالمطر، واستحباب ترك مؤاكلة من لا يحضر المسجد وترك مشاربته ومشاورته ومناكحته ومجاورته

[ ٦٣ ١٠ ] ١ - محمّد بن الحسن قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا صلاة لجار المسجد إلّا في مسجده.

قال: الشيخ: إنّما أراد لا صلاة فاضلة كاملة دون أن يكون المراد رفع جوازها.

[ ٦٣ ١١ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن ابن سنان يعني عبد الله، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إن أُناساً كانوا على عهد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أبطأوا عن الصلاة في المسجد، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ليوشك قوم يدعون الصلاة في المسجد أن نأمر بحطب فيوضع على أبوابهم فتوقد عليهم نار فتحرق عليهم بيوتهم.

[ ٦٣ ١٢ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي( عليه‌السلام ) قال: لا صلاة

____________________

(١) يأتي في الأبواب ٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٧ و ٢١ و ٣٣ و ٦٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ١ من أبواب العشرة.

الباب ٢

فيه ١٠ أحاديث

١ - التهذيب ١: ٩٢ / ٢٤٤.

٢ - التهذيب ٣: ٢٥ / ٨٧، أورده في الحديث ١٠ من الباب ٢ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٣: ٢٦١ / ٧٣٥.

١٩٤

لمن لم يشهد الصلوات المكتوبات من جيران المسجد إذا كان فارغاً صحيحاً.

[ ٦٣ ١٣ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا ابتلّت النعال فالصلاة في الرحال.

[ ٦٣ ١٤ ] ٥ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه: أنّ علياً( عليه‌السلام ) كان يقول: ليس لجار المسجد صلاة إذا لم يشهد المكتوبة في المسجد إذا كان فارغاً صحيحاً.

[ ٦٣ ١٥ ] ٦ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اشترط رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) على جيران المسجد شهود الصلاة وقال: لينتهينّ أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرنّ مؤذّناً يؤذّن ثمّ يقيم، ثمّ لآمرنّ رجلاً من أهل بيتي وهو علي بن أبي طالب فليحرقنّ على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنّهم(١) لا يأتون الصلاة.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون القداح(٢) .

ورواه في( الأمالي ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، مثله(٣) .

[ ٦٣ ١٦ ] ٧ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده الآتي عن رزيق

____________________

٤ - الفقيه ١: ٢٤٦ / ١٠٩٩، أخرجه عنه وعن التهذيب في الحديث ٥ من الباب ٢ من أبواب الجماعة.

٥ - قرب الاسناد: ٦٨.

٦ - المحاسن: ٨٤ / ٢٠.

(١) في هامش الاصل( لانهم) من الامالي.

(٢) عقاب الأعمال: ٢٧٦ / ٢.

(٣) أمالي الصدوق: ٣٩٢ / ١٤.

٧ - أمالي الشيخ الطوسي ٢ / ٣٠٧، ويأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٥١).

١٩٥

قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: رفع إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بالكوفة أنّ قوماً ‎ً من جيران المسجد لا يشهدون الصلاة جماعة في المسجد، فقال( عليه‌السلام ) : ليحضرنّ معنا صلاتنا جماعة، أو ليتحوّلنّ عنّا ولا يجاورونا ولا نجاورهم.

[ ٦٣ ١٧ ] ٨ - وعن رزيق، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله إليها وعزّتي وجلالي لاقبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنّتي.

[ ٦٣ ١٨ ] ٩ - وعنه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بلغه أنّ قوماً ‎ً لا يحضرون الصلاة في المسجد، فخطب فقال: إنّ قوماً ‎ً لا يحضرون الصلاة معنا في مساجدنا فلا يؤاكلونا ولا يشاربونا ولا يشاورونا ولا يناكحونا ولا يأخذوا من فيئنا شيئاً، أو يحضروا معنا صلاتنا جماعة، وإنّي لأوشك أن آمر لهم بنار تشعل في دورهم فأحرقها عليهم أو ينتهون، قال: فامتنع المسلمون عن مؤاكلتهم ومشاربتهم ومناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين.

[ ٦٣ ١٩ ] ١٠ - وعن رزيق قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من صلّى في بيته جماعة رغبة عن المسجد فلا صلاة له ولا لمن صلّى معه إلّا من علّة تمنع من المسجد.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

____________________

٨ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٧.

٩ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٨.

١٠ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٧.

(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢ من أبواب الجماعة.

١٩٦

٣ - باب استحباب الاختلاف إلى المسجد وملازمته وقصده على طهارة والجلوس فيه سيّما لانتظار الصلاة

[ ٦٣ ٢٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد الإِسكاف، عن زياد بن عيسى، عن أبي الجارود، عن الأصبغ،عن علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال: كان يقول: من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو يسمع(١) كلمة تدلّه على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة تردّه عن ردى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

ورواه في( ثواب الأعمال والخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد (٣) .

وفي( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، نحوه، إلّا أنّه ترك قوله: عن زياد بن عيسى، عن أبي الجارود(٤) .

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن الحسن بن الحسين، عن يزيد بن هارون، عن العلاء بن راشد، عن سعد بن طريف، عن عمير بن المأمون، عن الحسين بن علي، عن جدّه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، نحوه(٥) .

____________________

الباب ٣

فيه ٦ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٤٨ / ٦٨١، النهاية: ١٠٧.

(١) في هامش الاصل عن نسخة: سمع.

(٢) الفقيه ١: ١٥٣ / ٧١٤.

(٣) ثواب الأعمال: ٤٦، والخصال: ٤٠٩ / ١٠.

(٤) أمالي الصدوق: ٣١٨.

(٥) المحاسن: ٤٨ / ٦٦. وفيه عمير المأمون.

١٩٧

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه، عن الحسن بن علي، نحوه(١) .

[ ٦٣ ٢١ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن ‎ إبرهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من كان القرآن حديثه، والمسجد بيته بنى الله له بيتاً في الجنّة.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه(٢) .

ورواه في( المجالس ): عن جعفر بن علي، عن جدّه الحسن بن علي، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني(٣) .

ورواه الشيخ( في النهاية) عن السكوني (٤) ، والذي قبله عن ابن أبي عمير، مثله.

[ ٦٣ ٢٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: روي أنّ الله تبارك وتعالى ليريد عذاب أهل الأرض جميعاً حتّى لا يحاشي منهم أحداً، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات، والولدان يتعلّمون القرآن (رحمهم‌الله )(٥) فأخّر ذلك عنهم.

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن هشام، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ،

____________________

(١) قرب الاسناد: ٣٣.

٢ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٧.

(٢) ثواب الأعمال: ٤٧ / ١.

(٣) أمالي الشيخ الصدوق: ٤٠٥ / ١٦.

(٤) النهاية: ١٠٨.

٣ - الفقيه ١: ١٥٥ / ٧٢٣.

(٥ ‎ ) لفظة الجلالة في نسخة( هامش المخطوط ).

١٩٨

مثله(١) وزاد بعد أحداً: إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات.

[ ٦٣ ٢٣ ] ٤ - وفي( الخصال ): عن الخليل بن أحمد، عن ابن منيع، عن مصعب، عن مالك، عن أبي عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عزّ وجلّ، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعة الله عزّ وجلّ فاجتمعا على ذلك وتفرّقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدّق بيمينه.

وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسن بن اشكيب، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن ابن عباس، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، نحوه(٢) .

[ ٦٣ ٢٤ ] ٥ - وفي( المقنع) قال: روي أنّ في التوراة مكتوباً: إنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي، وحقّ على المزور أن يكرم الزائر.

[ ٦٣ ٢٥ ] ٦ - الحسن بن محمّد الديلمي في( الإِرشاد) عن علي( عليه‌السلام ) قال: الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنّة، لأنّ الجنّة فيها رضى نفسي والجامع فيه رضى ربّي.

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٤٧ / ٣، ٦١ / ١.

٤ - الخصال: ٣٤٢ / ٧ أخرج قطعة منه عن المجمع في الحديث ١١ من الباب ١٣ من أبواب الصدقة.

(٢) الخصال: ٣٤٣ / ٨.

٥ - المقنع: ٢٧.

٦ - ارشاد القلوب: ٢١٨.

١٩٩

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) ، وتقدّم ما يدلّ على استحباب الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة في المواقيت(٣) ، وفي إسباغ الوضوء(٤) ، وما يدلّ على استحباب قصد المسجد على طهارة في الوضوء(٥) .

٤ - باب استحباب المشي إلى المساجد

[ ٦٣ ٢٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعلى بن حمزة، عن الحجّال، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس إلّا سبّحت له الأرض إلى الأرضين السابعة.

محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) ، وذكر الحديث(٦) .

وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن يعلى بن حمزة، عن الحجّال، عن علي بن الحكم، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٧) .

[ ٦٣ ٢٧ ] ٢ - وعن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن

____________________

(١) تقدم في الباب ١ و ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٤ و ٣٩ و ٦٨ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ٢ من أبواب المواقيت.

(٤) تقدم في الأحاديث ١ و ٣ و ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

(٥) تقدم في الباب ١٠ من أبواب الوضوء.

الباب ٤

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٦.

(٦) الفقيه ١: ١٥٢ / ٧٠٢.

(٧) ثواب الأعمال: ٤٦.

٢ - ثواب الأعمال: ٢١٢ / ١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

معاصيك وقوفي، ودام على ارتكاب مناهيك عكوفي، إلاّ أني لم أرد بمخالفتك إذ عصيتك - يا إلهي - إطاعة الشّيطان، ولم أكن في مقام الغي والطغيان، بل إنمّا أوقفني مواقفة الهوى موقف الهوان والخسران، فصدر منّي ما صدر وكان منّي ما كان، وقد وقفت بين يديك للاعتذار إليك وقمت لديك للاستغفار متوكّلاً، فعد عليّ بطولك وجد عليّ بعطفك، يا الله المنّان، ويا ذا الطول والإحسان، والعفو والرضوان.

إلهي قمت مقام المستقيل المنيب، فاغفر لي ما سلف مني يا الله يا مجيب، صلّ على محمّد وآله وارحم ضعفي واستكانتي، وعجزي وضراعتي، وتضرّعي وإنابتي وابتهالي ومهانتي، إلهي أتيتك ضارعاً ذليلاً، متّضرعا مستقيلاً، فاغفر لي واعف عني وتب عليّ، إنك أنت التّواب الرّحيم، المنان الكريم.

دعاؤه في التضرع والاستكانة

إلهي قد علمت إنّ مفتاح الفلاح التّوكل عليك، ومصباح النّجاح التّوسل إليك، وأيقنت أنّ أعلى طرق الهداية الاستهداء منك، وأوضح سبل النّجاة الاستعانة بك، وفهمت أنّ الاعتماد عليك في جميع الأمور أقرب أنحاء الوصول إليها، والاستناد إليك في جميع المقاصد أيسر أنواع العثور عليها، فعليك معتمدي وأنت مستندي، وإليك توسّلي وعليك توكّلي، ومنك أستهدي وبك أستعين، يا مَن الّذي من استهداه هداه، ومَن استكفاه كفاه، ومَن استنصره نصره، ومَن استصرخه آواه، ومَن استعانة أعانه، ومَن استغناه أغناه، ولا يقطع رجاء مَن رجاه، ويسمع نداء من ناداه، ويجيب المضطرّ إذا دعاه، ويغيث من استغاث به ويرعى من استرعاه.

إلهي كيف الحيلة لي في تيسير أموري مع أنّها بمشيّتك مرهونة، وكيف الوصلة إلى مقاصدى مع أنّها بإرادتك مقرونة، فلا أصل إليها لولا مشيّتك وإن بذلت مقدوري، ولا أقدر عليها لولا أمرك وإن بالغت في إعمالي ميسوري، كيف والعجز من لوازم ذاتي، والحاجة لا تنفكّ عنّي فإنّها من أوقم صفاتي. إلهي إن أنا صبرت على البعد عن جنانك، فلا طاقة لي على الصّبر على هجرانك، وإن أوليتني الحرمان عن إحسانك، فلا تمنعني عن الفوز

٧٤١

برضوانك. إلهي إن كنت تمنعني نداك، وتحرمني قراك، فلا تبعدني عن رضاك، ولا تكلني إلى سواك. إلهي لا أبالي ما صنعت بي ما دمت ناظراً إليّ بعين العناية، وسالكاً بي مسالك الهداية، أعوذ بك من أن تقابل طغياني بالخذلان، وتعاملني معاملة أهل العصيان. إلهي نفسي ميّالة إلى الآمال فأملها عنها، وطبيعتي روّاغة إلى المعاصي فأزلها عنها. إلهي لا وسيلة لي إليك سوى الدّعاء مرفوعاً إلى عنايتك، ولا ذريعة لي لديك مع كثرة موجابت الأياس إلاّ الرّجاء مشفوعاً بسعة رحمتك، ويصدّق دعائي ويحقّق رجائي - مع ما معي من موانع الإجابة - عظيم جودك ورأفتك.

إلهي لولا يكونُ الرّجاءُ في شغاف قلبي لانقطع نياطه، ولولا بروز رحمتك وظهور رأفتك لدى فؤادي لا نعدم انبساطه، فبرجائك يطمئن قلبي، وبسعة رحمتك ينشرح صدري وينبسط فؤادي. إلهي وإن كانت العين ناظرة إلى غيرك في ظاهر الحال وبعض الأحوال إلاّ أنّ بصر بصيرتي شاخص نحوك، وذكرك كامن في سريرتي لم يزل ولا يزال. إلهي إن كانت تكذبني في إدّعاء محبّتك قباح أعمالي، فقد صدّقني حسن ظنّي بك في صراح آمالي، إلهي لولا جودك لا نعدم وجودي، ولولا لطفك ومشيّتك لما نلت مقصودي، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ومن دعائه في التفك ّ ر بآلائه وقدرته

إلهي كلّت الألسن عن ذكر نعوت جمالك، وضلّت الأفكار دون الوصول إلى مبلغ عظمتك وجلالك، وتاهت العقول فيك فعادت حائرة، وتحيّرت الأوهام فرجعت حاسرة، صارت الألباب فيك متحيّرة متبلبلة، وأندام الأفهام الرّاسخة في المسير إليك متردّدة متزلزلة؛ وذلك لأنّ الطريق مسدود، وليس لكُنْه أوصافك حد محدد، أيعجز من أول الحدّ غاية السّير إليك، والحيرة في الابتداء نهاية التّفكّر فيك، فاجعلني من الّذين شرحت صدورهم بأنوار معرفتك، وملأتها من محبتّك ومودّتك، وطهّرت أفئدتهم من أدناس الشكوك وأرجاس الشّبهات ونوّرتها بأنوار هدايتك، وأجريت في قلوبهم ينابيع حكمتك وصارت عامرة باليقين بك، وزكّيت أنفسهم من الرّذائل، وحلّيتها بالفضائل، فصارت محلاّ

٧٤٢

لرحمتك، راضية بك مرضية لحضرتك، وروّيت ضمائرهم من معين لطفك وجعلتها مغرساً لأشجار الاشتياق إليك، وغذّيت سرّهم بخالص مودّتك، وسيَّرته مملوءاً من الرّجاء بك والتوكّل عليك، فصرت أنت مقصودهم ومقصدهم، ومعبودهم ومعتمدهم، والمعوّل لهم ومستندهم، وأنيسهم في الوحشة، وجليسهم في الوحدة، وصاحبهم في الخلوة، وغوثهم في الشّدّة، وعونهم في الغربة، ومفزعم في الكربة، وصلّ يا ربّ على الشّجرة الطيّبة أصولها وفروعها وأغصائها وأثمارها محمّد وآله الطّاهرين.

دعاؤه في طلب المغفرة

إلهي شوّهتني ذنوبي فاغسل دَرَنها عنّي بمياه مغفرتك، وقبّحتني جرائمي فأزل وسخها عنّي بغيث عفوك ورحمتك، وأسقطتني خطاياي عن عينك فانظر إليّ بنظر عطفك ورأفتك، ومخالفات أوآمرك أبعدتني عن ساحة قربك، فاعطف عليّ بحسن توفيقك للتقرّب إليك، وشهوة نفسي أقامتني مقام الزّلّة عن طاعتك، وأوقفتني موقف المذلّة عندك، فألقي في قلبي خشيتك، ودلّني على الرّجوع إليك، والتّوبة والإنابة لديك، ووفّقني فيما بقي من عمري لترك معصيتك، والجدّ في عبادتك، إنّك قابل التّوبة، ووليّ التّوفيق، وأنت أرحم الرّاحمين، وصلىّ الله على سيّدنا محمّد وآله المعصومين المرضيين.

دعاؤه في الرضا بقضائه

إلهي رضيت بك ربّا ومدبّراً لأموري، وفوّضت إليك ميسوري ومعسوري، فإنّي لا أهتدي إلى ما هو خير لي وإن بذلت جهدي ومقدوري، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك، ولا طول ولا خير إلاّ منك، ولا مفرّ ولا مهرب إلاّ إليك، ولا ملجأ ولا مفزع إلاّ لديك، ولا فلاح ولا نجاح إلاّ بك، ولا اتكال ولا اعتماد إلاّ عليك، وأزمّة الأمور كلّها بيدك، ولك ملكوت كلّ شيء وأنت على كل شيء قدير، وبالإعانة لمن استعان بك جدير.

اللَّهُمَّ إنّي ألقيت زمام أمري إليك، وطرحت نفسي بين يديك، فاصنع بي كما تريد وعلى ما تريد، إلهي أسألك أن تجعلني

٧٤٣

صنيع يد تربيتك، ورضيع درّ تغذيتك، وغذيّ شهد تهذيبك، وربيب مهد تأديبك، وحليف حجر تأييدك، وأليف حضن تسديدك.

إلهي نوّر بصيرتي بضياء هدايتك وحسّن سيرتي بحسن رعايتك، وزكّ سريرتي بفضل عنايتك، وأجْر في قلبي ينابيع حكمتك، واشرح صدري بنور معرفتك، وسيّرني في طريق يوصلني إلى رضاك، وصيّرني مستحقّا لرحمتك كاملاً في عبوديتك، قابلاً للعمل بمقتضى ربوبيتك، سالكاً مسالك رضاك، سائراً في سبيل هداك، راقياً معارج القرب إليك، عارجاً مراقي الزلفى لديك، إنّك القادر على ما تشاء كما تشاء، كيف تشاء وأنت العليم الحكيم، والرءوف الرّحيم.

إلهي أعنّي على التّحلّي (الالتزام) بمكارم الأخلاق، وقطع العلقة عن جميع الأخلاق، والتّوكّل في جميع أموري عليك، وصرف النّظر إلاّ إلى ما لديك، والتّسليم لأمرك، والرضا بقضائك، ووفّقني لمراقبتك في جميع الأوقات والحالات، وتحصيل رضاك في كافّة الحركات والسّكنات، يا ذا المنّ الجسيم، والفضل العظيم، وصلّ على محمّد وآله الميامين.

دعاؤه في الاستعاذة

إلهي أعوذ برضاك من سخطك، وبصفحك من غضبك، وأعوذ بعفوك من عذابك، وبفضلك من عقابك، وأعوذ بلطفك من عتابك، وبفضلك من المناقشة في حسابك، وأعوذ بعطفك ورأفتك ورحمتك من قهرك وسطوتك وهيبتك. إلهي أعوذ بك من شرّ نفسي ومن شرّ كلّ شيطان مارد، وشرّ كلّ عدو معاند، ومن شرّ الوسواس الخنّاس، الّذي يوسوس في صدور النّاس، ومن شرّ النّفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، وأعوذ بك من شر الجنّ والإنس، وشرّ كلّ ذي شر من جميع خلقك.

ثمّ يا إلهي أعوذ بغناك من فقري، وبقوتك من ضعفي، وبقدرتك من عجزي، وبعزّتك من ذلّتي، وبرأفتك من مسكنتي، وبأنواع كمالاتك من فنون منقصتي. إلهي إني أدعوك وأرجوك، أملي فيك طويل، وطمعي منك كثير، لا غاية لفقري وحاجتي، ولا نهاية لعجزي ومسكنتي، أسألك إصلاح حالاتي، وإنجاح طلباتي، وإعطاء سؤلي ورغباتي، وكشف

٧٤٤

كربتي وقضاء مهمّاتي. أريد منك سعادة الدّنيا والأخرة يا من لا يخيب آمله، ولا يرد سائله، يا أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وصلّى الله على أشرف بريّته محمّد وآله الطّاهرين.

دعاؤه في الشكر

إلهي خلقتني في أحسن تقويم، وكرّمتني بأفضل تكريم، خلقتني بقدرتك سويّاً، وربّيتني بلطفك القديم صبيّاً، وكبرتني بكرمك العميم مليّا قويّاً، ومكّنتي مكانا عليّاً، حيث شرّفتني بتشريف التّكليف والخدمة وامتثال أوامرك واتباع مراضيك، واجتناب مساخطك ومناهيك، ثمّ تغمّدتني بالآئك المتضافرة، ومنحتني نعماءك المتكاثرة، فكان اللاّزم عليّ أن أجتهد في شكرك طول عمري، وألتزم ذكرك مدّ دهري، ولو أنيّ عمّرت إلى الأبد وكنت ملازماً شكرك وذكرك، لم أخرج من أداء شكر أدنى نعمة من نعمك، فلم أشكرك بل قابلتك بالطّغيان والعصيان، ومع ذلك لم تصرف عنّي نظر رحمتك، ولم تعطف عنّي عنان رأفتك، وما عجّلت فيها استحققت من عقوبتك، بل أمهلتني بمنّك، وفتحت عليّ باب التّوبة بلطفك، وناديتني لعلّي أرجع عمّا كنت عليه وأتوب وأعتذر إليك من ذنوبي وأؤب، كلّ ذلك رحمة بي وفضلاً منك، فها أنا يا إلهي تنبّهت من جهلي وبطالتي وتيقّضت من غفلتي وجهالتي، فتبت إليك نادماً، وقمت بين يديك متضرّعاً، متوسّلاً إليك بمحمّد وآله صلواتك عليهم، فتب عليّ وارحم ذلّي ومسكنتي، وعجزي وضراعتي، وكما عوّدتني بالإكرام والجميل أوّلاً، فعد عليّ بالإحسان والغفران آخراً، يا أول يا آخر، يا غنيّ يا قادر، يا أرحم الرّاحمين ويا أكرم الأكرمين، يا حنّان يا منّان.

من مناجاته (دام ظله)

هب أنّي يا إلهي لم أزل كنت مقيماً على العصيان، وواقفاً على الطّغيان، لكن جلالك وكبريائك أعزّ من أن يتكدّر بعصيان العاصين، وساحة عزّك ومجدك أمنع من أن تتغيّر بذنوب المذنبين المذنبين، وشموخ عظمتك وسلطانك أعلى من

٧٤٥

أن تناله يد الطّاغين، وسموّ قدرك وعلوّ مكانك أرفع من أن ينتقص بإساءة المسيئين، أو أن يحتاج إلى طاعة المطيعين. ومع ذلك يا إلهي لا يزيدك العفو عن المجرمين إلاّ جوداً وكرماً، ولا الغفران عن العاصين إلاّ فضلاً وإحساناً، اللَّهُمَّ إنّي تبت إليك نادماً ما فرط منّي وتب علّيّ، وأُبتُ إليك معتذراً مستقيلاً، فاصفح عنّي وانظر برأفتك إليّ.

إلهي أتشفّع إليك في غفران ذنوبي بمحمّد وأهل بيته صلواتك عليهم فشفّعهم فيّ وتجاوز عنّي، وأتوسّل إليك بغناك وقدرتك وعطفك ورحمتك فاقبل وسيلتي وتقبّل منّي، فإنّ عقابي لا يزيد في سلطانك، والتّجاوز عنّي لا يضرّ بعلوّ مكانك، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا عافياً عن المجرمين، ويا إله العاصين والمذنبين.

أيضاً في المناجات

إلهي وإن كانت خطاياي تمنعني عن بسط السّؤال ونشر المقال، إلاّ أنّ سعة رحمتك تولعني على ذلك، وإن كان لساني قاصراً عن الاعتذار إليك والاسترحام منك، إلاّ أن قِدم رأفتك يحرّضني، وإن كان تقصيري عمّا كان عليّ من الجهد في طاعتك يوحشني، إلاّ أنّ غناك عن عقوبتي يؤنسني، فأنا بين اليأس والرّجاء في ترديد، وبين الإحجام والإقدام في تقريب وتبعيد، لكن حيث أنّ رحمتك سبقت غضبك، ورأفتك غلبت نقمتك، أسألك أن تغفر زلّتي وتقبل توبتي، وترحم ذلّتي، وتشفي علّتي، تبرّد غلّتي، فإنّك الكريم المنّان، العطوف الحنّان، ذو الفضل والإحسان. وأتضرعّ إليك أن تَمُنَّ عليّ بالغفران والرضوان، وأن توفّقني فيما بقي من عمري للزوم طاعتك، والتّجنّب عمّا يسخطك، يا رءوف يا رحيم، يا عطوف يا كريم، يا أرحم الراحمين.

٧٤٦

الملحق رقم - ٤ -

الكلم الجامعة والحكم النافعة

من إنشاء

السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي

عنى بجمعها وتهذيبها، وحسن وضعها وترتيبها، وعلّق عليها:

الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء

٧٤٧

[ تمهيد ]

لبعض العلماء الأدباء

(أعلى الله قدره)

هذه الكلم الجوامع، التي هي ملءُ الأبصار والمسامع، كلم لقلوب المعاندين، وجوامع ولكن في رقاب الحاسدين، وصفها يعيي اللَّسِن المصقّع، ويُخرس المُدْرَه المُبْدِع. وأحسن ما يقال في حدّه: إنه أشبهَ الكلامَ بما يُؤثر عن جَدِّه، يُستاف منه عبقُ الكلام النبوي، ويُلمَح عليه ديباج المقال العلوي، وكيف لا تطيب نفحات دوح أصله ريحانتا الرسول، ولا تزهو زهرات غصن روضتها الزهراء البتول، وكيف لا يروى بعذب البلاغة كل ظَأْمٍ وصاد، وهو ابن أفصح من نطق بالضاد، آية الله وهذه إحدى آياته، ليس بنبي وهذه إحدى معجزاته، فقل لمَن يساجله من العالمين، هذا كلامه فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، ولو قستها بأطباق الذهب، عرفت الدر من المختلب، هيهات!! تلك رطانة الأعجمين، وهذا لسان عربي مبين.

[بحر الكامل الأحذ]

قرآنُ فضلٍ فيه مجتمِعٌ

ما شئتَ من حُكْمٍ ومن حِكَمِ

يابن النبي وفرع دوحته

والحجة العظمى على الأُممِ

بالنار هم أولى ومعبدها

وأنت بالبطحاء والحرم

كان النبي أباك دونهم

فورثت منه جوامع الكلمِ

٧٤٨

[ مقدِّمة ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كفاء الآئه، ووزان نعمائه، وعيار أرضه وسمائه، وأفضل صلواته على سيد أنبيائه، الذي خصّه بجوامع الحكم، وقصار الكلم، والآيات المعجزة، والكلمات الموجزة، محمد (ص) وعترته وأوصيائه.

وبعد:

فقد تشرّفت نواظري، وتصرّفت بالتدبر خواطري، في منثور كلمات سمح بها قلم حجة الإسلام والمسلمين، وآية الله في الأرضين، خليفة أجداده الطاهرين في العالمين، الذي حفظ الله به دعائم الشرع وشيك انحطاطها، وأمسك به رمق حشا الدين أزيف انقطاع نياطها، وطي أنماطها، وألقي له إقليد التقليد، وخلصت إليه مرجعية الفرقة الإمامية من قريب وبعيد، علاّمة العلماء الأعاظم، بحر العلم المتلاطم، سيدنا وأستاذنا الشريف السيد (محمد كاظم) الطباطبائي، حفظ الله بحفظه شريعة جده وآبائه، وأبقاه بقياً عليها بطول بقائه، فإنه أدام الله ظله، كما أسبغ فضله، حرصاً على الكمال وشغفاً بالعلم، وشوقاً إلى الفضائل، كان وإلى الآن لا يدع آناء من آنائه، ولا خطرة فكر ولا نظرة بصرٍ من عينه ورآئه، إلاّ وهي مشغولةٌ في كسب السعادة، وطلب الحسنى من الله وزيادة. ومن ثمّ لم يزل منذ نعومة أظفاره، إلى هذا اليوم الذي ملأ سمع الدهر بصوت صيته واشتهاره، لا يزال عند الفراغ من فرائضه الدينية، وما يحتم من استيفاء حظوظه القلبية والقالبية، من عمل برٍ وتقوى أو إصلاح بين الناس أو فتوى، أو تصنيف ومراجعة، أو تدريس ومطالعة، أو غير ذلك من كل حادثة شرعية، وقضية دينية، فإنه اليوم أعزّه الله مدار ذلك كله، ومالك عقده وحلّه، من كل طالب دين أو علم في العالم، أو متمسك بشريعة جدّه سيد ولد آدم، ومحلّي أنامل يده بعروة ذلك الخاتم، ونحن نبث ذرايع الشرك وروايع الحمد الله جلّ شأنه على رجوع الحق فيه الى نصابه، فإنه (أيّده الله) أولى بشريعة جَدِّه وشريعة جَدِّه أولى به، وليست الثكلى كالمستأجرة، ولا الوالدة العطوف كالمستظأرة، فهو على قلة فراغه، حتى في طريقه

٧٤٩

وضيق مساغه، حتى عن ابتلاع ريقه إذا انتهز فرصة، أو احرز لنفسه من وقته حصة، ومال فيها إلى ترويح خاطره من الملال، أو تسريح بدنه من أثقال التعب والكلال، لم يجد أنساً ولا راحة، ولا يمد يداً ولا راحة، إلاّ إلى الأقلام والمهارق، فكان قلمه ظبيٌ والمها رق، فاذا ملّ من أذى ألمه، أملى على قلمه، بدايع حِكمه، وإذا استام المراح من سأمه، فزع إلى روايع كلمه، من إنشاء مناجات رفيعة، أو أدعية بدعية، أو نصايح أخلاقية، أو عظات أنفسية أو آفاقية، أو تعاليم سياسية، أو تناسيق أدبية، معادية أو معاشية، من حكمة عقلية وشرعية، علمية أو عملية، ولكن لاستغراقه بحضانة الملّة، وحصانة المعضلات المصمئلة، وقضا مهمات الشرع والشريعة، وسدانة كعبتها المنيعة، كانت لا تزال فوضى غير ملتئمة، وشتى غير مجتمعة ولا منتظمة، وفي غضون ذلك أسمت لحظي، فأسعدني حظي، بكلمات له قصيرة، تطاول الشهب المنيرة، بأفصح اللُغَى وأبلغ اللغات، وأرصن العبر وأرصف العبارات، وما هي بكلمات، بل مضامين آيات محكمات.

آيٌ بها جبريل إن لم ينزلِ

فصاعداً يرفعها الى عَلِ

فلمّا تدبّرتها، واستقبلتها واستدبرتها، وجدتها كمرآة غريبة، تحكي أتم الحكاية عن ملكاته القدسية وأخلاقه العجيبة، فأني بحمد الله من أحظى خدَّامه، بفوز التزامه، والحضور في حوزته والوقوف على سامي مقامه، فما وجدتُ الخبر عنه أصدق من خبرته، ولا تلك الزواهر من حكمته، بأروى ولا أورى عنه زنداً من روية رؤيته، ولا لسان مقاله بأصدق من خلاله وأحواله، من لسان حاله وفعاله.

ولله سرٌ في علاه وإنما

كلام العدى ضرب من الهذيان

ولا غرو فهو لمع ذلك الألق، والصبح من شمس ذيالك الفلق، كيف لا وإنه لابن جلا وهم.

آلٌ جلا جلى النبيُ نورَهم

فعرفوا بالنور لا العمايم

بين نبي ووصي ضربت

أعراقهم في دوحة المكارم

مَن يرتضع درّ العُلى من فاطمٍ

فماله عن العُلى من فاطمِ

كاظم غيظ صادقٌ لأنه

وارث علم صادقٍ و(كاظم)

شادوا دِعَام الحق فاحفظ نجْلَهم

يا ربنا لهذه الدعائم

٧٥٠

ولو ذهبت إلى ذكر ألطاف الله جلَّ شأنه في حقه، وتعداد عناياته تعالى في شأنه وعظيم بلائه، وأليم عنائه، وما تحمّله في خدمة الدين، ورقابة شريعة سيد المرسلين، وما منحه الله من لطايف التسديد، وطرايف العزّ والتأييد، لأريتك العجب، وأشهدتك الألطاف الإلهية من كثب، ولأحوجني ذلك إلى إفراد مؤلَّف فيه، وإن كانت العبارات تضيق عن سعة معاليه.

مَن كان فوقَ محلِ الشمسِ رتبتُه

فليس يرفعه شيءٌ ولا يضعُ

ويشهدُ الإنصاف وأهله، واللبيب وعقله، أن الله سبحانه حين ماصه ببلائه، وأمتحنه بمثل محن أجداده وآبائه، وتلك سنته (جلّت حكمته) بأصفيائه وأوليائه، لم يكن منه إلاّ صبر كصبرهم وثباتٌ مثل ثباتهم، وعزيمة صدق من عزماتهم، صبرٌ حكى لك عنهم، وعزم تستيقن أن نفس حامله منهم، وأنه نبع دوحهم، وخالص مُحُّهم، لا بل هو مرآتهم بلا مراء، وسجنجل صفاتهم على الصفاء، ثم مذ شكر الله له مقامه، وعلم توطينه وإقدامه، أجرى له مثل كراماتهم، وأخذ بضبعه الى شأو مقاماتهم، فالألطاف تتضاعف، والعنايات تترادف، والمزايدات تتزاحم وتتزاحف، كل ذلك بأسباب غيبية، واتجاهات خارقة غير عادية، بلا سببٍ ظاهر، ولا أمرٍ مكشوف، بل إمدادٌ من عالم الغيب، وعنايةٌ من الرب بلا ريب.

وإذا أراد الله نصرة عبده

كانت له أعداؤه أنصارا

وكل ذلك قد اتضح بحمد الله حتى صار كالعيان، ووجده بالضرورة كل ذي وجدان.

فهبني قلت هذا الصبح ليلٌ

أيعمى العالمون عن الضياء

وأمّا مجده وعلاؤه، وجَدّه بل وشرف جدّه وآبائه، إني ما قصدت بذلك إطراءه، ولا أردت مدحه وثناءه؛ فإن بمدح الله له ولآبائه، غنىً عن مدح مادح، وجنوح جانح، وهو بفضل الله تعالى وحسن صنيعه، وكما شاء الله له قد:

تجاوز قدر المدح حتى كأنَّه

بأحسن ما يثني عليه يعاب

ولعل الأقدار تقدرني وتسعفني، والعناية بعد هذا تسعدني، فأوفي من ترجمة أحواله ما هو من وسعي، فإن جميعه مما يضيق به ذرعي، (والغرض) هنا أنه كان أنار الله به منار الهدى، ولا زال بألطافه الخفية والجلية مؤيداً، يلقى عند فراغته وطلب

٧٥١

استراحته، زهرات الحكم، ومقصورات الكلم، من غير إتعاب روية، ولا مراجعة فكرية، بل على ترسّل الطبع وجري القلم، وحركة البنان بمثل البديهة والارتجال، وعلى فورة الحال، ثم يميحني بها التشريف، بعد سؤالي الحثيث، فيدفعها إليّ في قطع قراطيس، لو تأملتها وجدتها خلع فراديس، لا بل هي حياةٌ للعقول ونواميس، وحيث شهدتها تشهد بعظمة منشيها وملاءة ممليها، لا بل رأيت منتبذات أوراقه، تحكي عن منتخبات أخلاقه، وطيبات أعراقه، ووجدت موجز كلماته يطابق معجز كمالاته، وأبصرت سور نصائحه وعظاته، تدل على ملكي سيرته وملكي سريرته وملكاته.

فلذلك رغبتُ في جمعها وتفريقها، بحسن ترتيبها وتنسيقها، لتكون مجمل عنوانٍ لترجمته، ومختصر بيان لحليته وصفته، وأنموذجاً يدل على خلائقه، وبرنامجاً لجميل عاداته وطرائقه، فيكون الناظر فيها مع ما استفاده من طرائف العلم، وظرائف الحكم، قد وقف على سيرة هذا الإمام، وأحرز حظَّاً من العروج إلى أوج معرفة ذلك المقام، (فإن كلام المرء عنوان فضله وترجمان عقله).

وأما ومن هذبّه وكمّله وأحلّه بتلك المنزلة، فإنه ما ذكر شيئاً فيما سيرد عليك إنشاء من كلماته إلاّ وقد تحلّى به في عمل نفسه أولاً بادياً، ثم عطف في القول به نصيحة للناس ثانياً، كذلك شأن أولياء الله وخلّص عباده حين تكون عظاتهم بأحوالهم أنجح من عظاتهم بمقالهم، وشهود مقامهم أنفع من سماع كلامهم، وإرشاداهم بحسن خلقهم، أبلغ من بليغ نطقهم.

لعمرُك ما حسنُ المقالِ بنافعٍ

إذا لم تزنْ حسنَ المقالِ فعالُ

بل لعمر الحق أن الحق جل شأنه قد جعله بحيث قال جدُّه أمير المؤمنين وإمام الموحدين (صلوات الله عليه) في"نهج البلاغة" ، بل منهج العلم والعمل، حيث يقول (عليه السلام): (من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه. ومعلِّم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم).

ويشهد الله أنه ما حداني على التقاط تلك الكلمات، وجمع هاتيك المتفرِّقات، إلاّ أني رأيت بعيني أنها صدرت من قائل عامل بها، واجدٍ لها، متَّصفٍ بحقائقها، آخذٍ بطرائقها، وإلاّ فالكلمات في الأخلاق كثيرة، ومجال الكلام واسع، وتنسيق الألفاظ خفيف المؤنة، وتزويق القول لا يحتاج إلى كلفة، وإنما الشأن كله في مطابقة الأقوال للأعمال، وموافقة الكلام للأفعال، وتصديق المقال بشهادة الحال.

٧٥٢

(الكلم الجامعة والحكم النافعة)

وبالله المستعان وعليه التكلان.

(حرف الألف)

قال أدام الله ظلاله وفضله وأفضاله:

١ - الإيجاز في الكلام، أنجح في تحصيل المرام.

٢ - ازدد خبراً، تزدد خيراً.

٣ - إذا كذب الرائد أهله، هلكوا من غير مهلة.

٤ - أقل فوائد السكوت الراحة.

٥ - الإغراق في المدح يعكسه ذماً.

٦ - اربح البضائع في سوق الآخرة: الزهد في الدنيا الداخرة.

٨ - إذا استهان بك مَن دونك، فلا عليك، فقد استهان بنفسه دونك.

لله قائلها من مواقف مشهودة، ومقامات غير معدودة، مرقت إليه أسهم الجسارة، واستهدفته بوجه نبال الشتم والحقارة، فما تحرّكت ذرة من طود حلمه، ولا أجاب إلاّ بالسكوت والصفح عن جرمه، (فأمر ثم أقول ما يعنيني)، ولا بدع! فتلك سجيّة آبائه، وشنشنة أشياخه.

٩ - أعظِم المصائب في الدين، وأربح المكاسب كسب المتَّقين.

١٠ - أتحسب أنك تركتَ سُدى؟! كلا، فشمِّر لعلَّك تجد على النار هدى.

١١ - أعمالُ السداد، سدادٌ لأبواب الفساد.

١٢ - أين المناص إذا بلغ السيل الزُّبى، وكيف الخلاص إذا وصل الحزام الطبى.

١٣ - إطلاق اللسان، تقييدٌ للجنان.

(يفسر هذه الجملة قوله).

١٤ - إطلاق النفس في ارتكاب الشهوات، تقييد للعقل عن أعمال المدركات.

فإن المراد بإطلاق اللسان تركه بلا لجام وبغير زمام، يقول ما شاء ويتناول مَن شاء، كإطلاق النفس في شهواتها وسائر عمَّالها وأدواتها كالعين والأذن

٧٥٣

وغيرها.

١٥ - امتن التدابير إيكال الأمر إلى اللطيف الخبير.

١٦ - إنما يعمل العقل عمله إذا عقلت النفس بعقاله عند نزعاتها، وقيّدتها بزمامه عند شهواتها.

١٧ - اختبر ثم اخبر.

ما أحسنها وأزينها وأقواها وأمنتها، وهي تنظر إلى قول جده (عليه والسلام): (كفى بالمرء جهلاً أن يحدّث بكلّما سمع) أو ما هو بمعناه. ومن كمال متانة المرء أن لا يرسل في غير سدد، ولا يقول عن غير سداد، هدانا الله إلى سبل الكمال، والأخذ بصالح الأعمال والأقوال.

١٨ - الالتزام بالشريعة الطاهرة، صلاح الدنيا وفلاح الآخرة.

١٩ - في الإقدام على المبهمات خطر عظيم.

هذه هي الحكمة العلية، والقبسة العلوية، التي كلّما ازددت بها فكراً، استعظمت لها أمراً واستكبرت لها قدراً، ولسان القلم في بيانها كليل، كما إن مجال العبرة بها عريض طويل.

٢٠ - الأنانية تذهب شرف الإنسانية.

٢١ - إيّاك والمجارات مع دونك، وعليك بالإعراض عمَّن لا تأمَن أن يخونك.

٢٢ - أهم المطالب للمراقبين حسن العاقبة.

٢٣ - إضاعة السر إذاعة الشر.

٢٤ - إذا لم تدرك ما فات فاستدرك فيما هو آت.

٢٥ - إطلاق المال تقييد الرجال.

٢٦ - إذا لم تؤد حقوق إخوانك ذهبوا عباديد.

٢٧ - الاستغناء خيرٌ من الغنى، إذ ليس في الغنى كل المُنى.

ما أجلّ هذه الجملة وأجملها، وأملكها لأعنّة الفضل وأكملها، ولعمر الحصافة والتدبر أنها لممَّا تشهد بصحتها القرائح القارحة، والألباب المتقادحة، وتسمعها آذان العقول، وتبصرها عيون البصائر وتراها على اليقين والبتة، والبداهة والضرورة. نعم، وبعد! فلها شرف المضمون، وسلامة

٧٥٤

اللفظ، وبراعة المعنى، وجزالة البيان، أحلتُ شرح كل ذلك إلى فطانتك أيها السامع، ونباهتك أيها المتدبر المنصت، فاعرفها، واحتفظ عليها، ومما يقرب منها ما وجدته لبعض فصحاء الصلحاء حيث يقول: (يا ابن آدم، إن كان يغنيك من الدنيا ما يكفيك، فكل شيء منها يغنيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فكل ما فيها لا يغنيك) وأمثالها كثير عن معادن الحكمة، وأهل بيت الوحي والعصمة، صلوات الله عليهم وعلى ذراريهم وسابقهم وتاليهم.

قال سدَّد الله قوله، ومدّ ظله وطوله:

٢٨ - من أنفس الأخلاق، قطع العلقة عن الأعلاق.

٢٩ - إدرار الإحسان، إكثار الأعوان.

٣٠ - إذا كان الذئب راعي القطيع، فالخطب فظيع والموت ذريع.

٣١ - اكسر سورة الشهوة بفورة الجوع، وامنع جماح الحرص بزمام القنوع.

٣٢ - اقنع بالزهيد من القوت، وقم لله بالقنوت، فإن فاتك شيء في الدنيا ففي الآخرة لا بفوت.

٣٣ - إياك والاقتحام في الأمور العظام، قبل الاستشارة من ذوى الأحلام، والاستخارة من الملك العلاّم.

٣٤ - أعلى مقامات العارفين التسليم لأمر الله، ثم الرضا بقضاء الله، ثم التوكّل على الله.

٣٥ - أسّ العبادة ثلاثة: خلوص النية، وحضور القلب، والاعتراف بالقصور في العبودية.

٣٦ - إذا طال الكلام، خفي المرام.

٣٧ - أفٍ لزمان سَحاب الباطل فيه هاطل، وغمام الغم هامل، ومزن الحزن ماطر، وغيم الهم قاطر، سبل الفساد خرب البلاد، ونار الفتنة أحرقت العباد، وانمحى فيه اسم الدين فضلاً عن رسمه، وانقطع فرع الشرع فضلاً عن أصله، الباطل فيه مشيع، والحق مضيع.

٧٥٥

(حرف الباء)

١ - البداية أنموذج النهاية (وغاية الشيء تدرى من مبادئه).

٢ - بسط الموائد، يقرّب الأباعد، وينشر المحامد.

٣ - بلوغ الآمال، بركوب الأهوال.

٤ - بئست المأكلة، ما تحصل بالمسألة.

٥ - بئس النوال، ما سبق بالسؤال.

٦ - بروق المطامع مصارع.

٧ - البطنة تعفي الفطنة.

(حرف التاء)

١ - التوكّل: أعظم أنحاء التوسل.

٢ - التحبّب حبالة المودة، والتزاور لدوامها معدّ وعدة.

٣ - تشقيق المسألة عون على جوابها.

٤ - التفكّر مفتاح الفلاح، ومصباح النجاح.

٥ - التعب، ولا العَتَب.

٦ - توجيه الغلط غلط آخر.

٧ - تذكُّر الموت عقال النفس عن شهواتها، والتفكّر في حقيقته ملةٍ لها عن لهواتها.

٨ - تسكين فورة الخصم بمبادرة السلام.

٩ - التواضع سُلَّم الرفعة.

١٠ - تسخير الخَلق، بحسن الخُلق.

١١ - تعمير الدنيا تخريب الآخرة.

١٢ - تذكّر جلال الله عون على حضور القلب.

١٣ - تفحّص في موارد الأمور عن مصادرها.

١٤ - توزيع الوقت توسيعه.

١٥ - تشتيت الوقت تفويته.

١٦ - تقييد النفس بالجوع والسهر، إطلاق للعقل في إعمال النظر.

١٧ - تذكُّر المنيّة، منسٍ لكل أمنية.

٧٥٦

١٨ - التفكّر قبل العمل عون على سرعة انقضائه.

١٩ - تذليل الصعاب، بتثقيل الركاب.

٢٠ - التجاهل يمنع التجاسر، والتغافل يرفع التنافر.

(قد مر نظير هاتين الفقرتين وهما بمنتهى الحسن والبلاغة، وشرف المعنى ونافع الحكمة، فتدبّر إنشاء الله تعالى).

٢١ - في تفريغ البال وتقصير الآمال، توسيع الحال وتأخير الآجال.

٢٢ - التنافس في غير الخير لا خير فيه.

٢٣ - تباً لزمان سوق الآخرة فيه كساد، وبضاعة تجَّاره إلى نفاد.

(حرف الثاء)

١ - ثمر المعرفة خشية الله، وثمر الخشية رضوان الله.

٢ - ثقْ بالواحد الأحد، ولا تثق من الناس بأحد.

(حرف الجيم)

١ - جُماع الخير كله الثقة بالله.

٢ - الجفاء من الأحبّاء أشد مضاضة، والخيانة من الأصدقاء أكثر غضاضة.

٣ - الجمال محاسن الأخلاق لا بياض الوجه وسواد الأحداق.

(الحماسي) [بحر الكامل]:

ليس الجمال بمئزرٍ

فاعلم وإن رديتَ بردا

إن الجمال مفاخر

ومحاسن أورثن مجدا

(وأطيب منه قول أبي الطيّب) [بحر الطويل]:

وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له

إذا لم يكن في فعله والخلائق

٤ - الجهل بالجهل داء لا دواء له.

٥ - الجفاء من الأحباء أكظ، والشقاء من الأقرباء أمض.

(حرف الحاء)

١ - حبّ السلامة، يزرع حبّ الملامة.

٢ - بالحباء، تكثر الأحباء.

٧٥٧

٣ - حسن التوسط في الأمور غير مخصص.

٤ - حسن المودة في انعكاسها.

٥ - الحر مملوكُ عقلِه، لا مَن ملك الأحرار بجهله.

٦ - الحرّ لا يتحمّل المَنّ.

٧ - حال الصديق شاهد صدق على الحال.

٨ - الحازم، يرى اللوازم.

٩ - حياة المؤمن في مماته.

نظر أحسن الله نظره إليه في نسخة الأصل التي جمعنا فيها هذه المحكمات من حكمه فكتب على الحاشية بقلمه ما نصه:

١٠ - حسن العاقبة من أهم المطالب وأكملها، وأتم المأرب وأفضلها، وأربع المقاصد وأعلاها، وأفخر الفوائد وأولاها.

(حرف الخاء)

١ - خير التواضع ما كان في الأمراء.

٢ - خير الإخوان مَن وقاك، وشرهم مَن أشقاك.

٣ - خذ حذرك، تأمن وزرك.

٤ - الخيانة مع الخائن في ظلمه أمانة، واستيمانه عليه خيانة.

٥ - الخداع من أسوء الطباع.

٦ - خير المودة ما كانت معكوسة.

يمكن أن يراد بانعكاس المودة هنا كونها من الطرفين ويكون المراد بها فيما تقدم قريباً كونها تدوم فلا تكون الفقرتان بمعنى واحد، بل يكون محصلهما أن حسن المودة كونها دائمة، وخيرها ما كان من الطرفين، ولقد أبدع الأرجاني بقوله:

مودته تدوم لكل هول

وهل كل مودته تدوم

٧ - خير المغاني ما بني على كسب لا اللهو بالأغاني.

٨ - خير الناس مَن سعى في خير الناس.

هذا موضع ما يقال في الأمثال: (أنجد من رأى حضناً). وهذه الكلمة تدل على

٧٥٨

شرف النفس وعلو الهمة ونفاس الجوهر والحنان العام والتمحض في خيرية الذات وجوهرية الصفات، فجزى الله قائلها عن كرم الأخلاق ومحاسنها خير جزاء المحسنين، ومثلها أو قريب منها قوله دامت خيراته:

٩ - خاتمة الخير خاتمة الخيرات.

وقفت عند البلوغ إلى هذا الموضع من الجمع والتحرير على فقرة من جوامع الكلم لسيد المرسلين (صلوات الله عليه وعلى أبنائه الطاهرين) مما جمعه القضاعي في الشهاب، وهي قوله (صلوات الله عليه): (خير الناس أنفعهم للناس) وهذا من الاتفاق الغريب، فإني أعلم على البت واليقين أن سيدنا الشريف (مد الله ظله) ما وقف على هذا الكتاب ولا بلغه مدة عمره، وحسن هذا الاتفاق مما يدل على معنى باهر، ولا جرم فإنه دوح تلك الشجرة، وزيت هاتيك الثمرة، فهو يحتاج من ذلك القليب، ويشقى من تلك الشآبيب، متعنا الله ببقائه إنشاء الله تعالى.

(حرف الدال)

١ - دليل عقل المرء كلامه، وعن جوهر حكمته تنبؤك أحكامه.

صدق أيَّده الله وأصاب المحل وطبق المفصل، ومن هنا تعرف علو مقامه، وشرف ذاته بشرف حكمته وأحكامه، فتدبّر في كلماته فإنها مرآة ذاته.

٢ - الدنيا نوم نائم، ومسراتها أحلام حالم.

٣ - من الداء العياء، إخفاء المرض عن الأطباء.

(حرف الذال)

١ - ذكر الله جلاء القلوب عن درن الذنوب.

٢ - ذلاقة اللسان تعمل عمل السنان.

٣ - الذلة والطمع توأمان، والعزة والقناعة رضيعا لبان، والجود والسؤدد فرسا رهان.

٤ - ذلة السؤال قصيرة الأمد، ولذّة العلم إلى الأبد.

٥ - ذلل صعاب الأمور بالتوطين على ركوبها.

٧٥٩

(حرف الراء)

١ - رضوان الله لذة لا تدركها العقول، ورحمته غاية كل مأمول.

٢ - رُبَّ منع أحسن من عطاء، ورُبَّ بُخلٍ خير من سخاء.

٣ - رُبَّ فائدة تمنع فوائد، ورُبَّ مائدة تدفع موائد.

٤ - رُبَّ خير يعقب شراً، ورُبَّ نفع يجلب ضراً.

٥ - راع سربك تملأ غربك.

٦ - الرضا بالقضاء يهون كل ملمة، والهمة تكفي كل مهمة.

٧ - رحم العدى أشد من شماتتهم.

٨ - رُبَّ مرارة تؤل إلى حلاوة، ورُبَّ محبة مغبتها عداوة.

٩ - رُبَّ منادمة تعقب ندامة، وكم من مجالسة تورث ملامة، ورُبَّ مزاورة توجب منافرة، ورُبَّ محاورة تنجر إلى مشاجرة، فكن حبيس بيتك، وجليس دارك، وهيِّئ العدَّة والزاد لمحل قرارك.

١٠ - في الرضا بالقسمة راحة القلب، الرقيب عتيد والأمر شديد، رُبَّ إقدام تزل فيه الأقدام، رُبَّ كلام كلام ورُبَّ سلام سلام.

(حرف الزاء)

١ - زينوا محاسن الأقوال، بمحاسن الأفعال.

٢ - الزمان بأهله، وكل شيء لاحق بأصله.

٣ - الزهادة، مجمع كل سعادة.

٤ - الزهادة واسطة قلادة الفضائل، والحرص والطمع من أرذل الخصائل.

٥ - زم نفسك بزمام الهدى، ولا تحسب أنك تركت سدى.

٦ - زيارة الإخوان زيادة الأعوان.

٧ - زكاة العلم نشره.

(حرف السين)

١ - السكوت سلم السلامة، والكلام معرض الندامة.

(ولقد أحسن الحسن بن هاني في قوله):

إِنَّما السالِمُ مَن أَلجَمَ فاهُ بِلِجامِ

مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ لَكَ مِن داءِ الكَلامِ

٧٦٠

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813