العلويون بين الاسطورة والحقيقة

العلويون بين الاسطورة والحقيقة0%

العلويون بين الاسطورة والحقيقة مؤلف:
تصنيف: أديان وفرق
الصفحات: 368

  • البداية
  • السابق
  • 368 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 100513 / تحميل: 11182
الحجم الحجم الحجم
العلويون بين الاسطورة والحقيقة

العلويون بين الاسطورة والحقيقة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فضربهاعليه‌السلام بيده ثمّ قال لها: ارجعي بإذن الله خضراء ذات ثمر. فإِذا هي تهتزّ بأغصانها مورقة مثمرة الكمثرى الذي لم يُرَ مثله في فواكه الدنيا، فطُعمنا منها وتزوّدنا وحَملنا. فلمّا كان بعد ثلاثة أيام عُدنا إليها بها خضراء فيها الكمثرى، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن أبيه عن محمد بن عمّار قال: حدّثني عمر بن القاسم، عن عمر بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لمـّا أمرَ أمير المؤمنينعليه‌السلام بإنجاز عدات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقضاء دَينه، نادى منادي أمير المؤمنينعليه‌السلام : ألا مَن كان له دَين عند رسول الله أو عدّة فليُقبِل إلينا، وكان الرجل يجيء وأمير المؤمنين لا يملك شيئاً فيقول: اللهم اقضِ عن نبيك، فيجد ما وعدَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت البساط لا يزيد ولا ينقص.

قال أبو بكر لعمر: هذا يصيب ما وعدَ النبي تحت البساط ونخشى أن يميل الناس إليه، فقال عمر: فلينادي مناديك أيضاً ؛ فإِنّك تقضي كما قضى، فنادى مناديه: ألا مَن كان له عند رسول الله دَين فليُقبل إلينا، فسلّط عليهم أعرابي فقال: أنا لي عند رسول الله ثمانون ناقة، سود المقل، حُمر الأبدان، بأزمّتها ورحالها، فقال أبو بكر: تحضر عندنا غداً.

فمضى الأعرابي، فقال أبو بكر لعمر: لا تزال في ذلك مدّة، ويحك! من أين في الدنيا ثمانين ناقة بهذه الصفات؟ ما تريد إِلاّ أن تجعلنا عند الناس كاذبين، فقال عمر: يا أبا بكر، إنّ ها هنا تخلص منه، قال: وما هي؟ قال: تقول له: أحضِرْ لنا بيّنتك على رسول الله بهذا الذي ذكرته حتى نوفّيك إياه ؛ فإِنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إلاّ مَن أتاكم ببيّنة....

فلمّا كان بعد العصر حضرَ الأعرابي فقال: جئتكم ببيّنة، فقال: أوجبتُ الوعد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال أبو بكر وعمر: أحضِر لنا بيّنتك على رسول الله بهذا حتى نوفّيك، فقال: أتركُ رجلاً يعطيني بلا بيّنة وأجيء إلى قوم لا يعطوني إلاّ ببيّنة؟! ما أرى إلاّ ما قد تقطّعت بكما الأسباب وتزعمون أنّ رسول الله كان كاذباً!! لآتينّ أبا الحسنعليه‌السلام ، فلئن قال لي كما قلتما لأرتدّن عن الإِسلام.

فجاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: إنّ لي عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣٢١

ثمانون ناقة، حمر الأبدان، سود المقل بأزمّتها ورحالها، فقالعليه‌السلام : اجلِس يا أعرابي، إنّ الله يقضي عن نبيه، ثمّ قال: يا حسن ويا حسين، اذهبا إلى وادي فلان وناديا عند شفير الوادي: بَعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليكم وحبيبه ووصيّه، إنّ للأعرابي عند رسول الله ثمانون ناقة، سود المقل، حمر الأبدان بأزمّتها ورحالها.

فمضى الحسن والحسينعليه‌السلام ومعهما أهل المدينة إلى حيث أمرهما أبوهما أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقالا ما قاله لهما، ومَن تَبعهما من الناس يسمعون ما أجابهما، فجاءوا من الوادي يقولون: نشهد أنّك حبيب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه كما قلتما، فانتظِر حتى نجمعها بيننا، فما جلسنا إِلاّ قليلاً حتى ظهرت ثمانين ناقة، سود المقل، حمر الأبدان. وإنّ الحسن والحسينعليه‌السلام ساقاها إلى أمير المؤمنين فدَفعها إلى الأعرابي. فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن محمد بن جبلة التمار، عن موسى بن محمد الأزدي، عن المخول بن إبراهيم، عن رشدة بن يزيد الخيبري، عن الحسن بن محبوب، عن أبي خديجة سالم بن مكرم، عن أبي حمزة الثمالي، عن جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام الأنصاري قال: أرسلَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرّية فقال لهم: إنّكم تصِلون ساعة كذا وكذا من الليل إلى أرض لا تهتدون فيها سيراً، فإذا وصلتم فخذوا ذات الشمال ؛ فإِنّكم تمرّون برجلٍ فاضل خيّر في شأنه فتسترشدونه، فيأبى أن يرشدكم حتى تأكلون من طعامه، فيذبح لكم كبشاً فيطعمكم ويرشدكم الطريق، فأقرأوه منّي السلام وأعلِموه أنّي قد ظهرتُ بالمدينة.

فمَضوا فلمّا وصلوا الموضع في الوقت ضلّوا، فقال قائل منهم: ألَم يقل لكم رسول الله خذوا ذات الشمال؟ ففعلوا فمرّوا بالرجل الذي ذكرهُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم، فاسترشَدوه الطريق فقال: لا أفعل حتى تأكلوا من طعامنا، فذبحَ لهم كبشاً فأكلوا من طعامه وقامَ معهم فأرشدهم الطريق وقال لهم: ظهرَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المدينة، قالوا: نعم، وبلَّغوهُ السلام. فخَلَفَ في شأنه مَن

٣٢٢

خلَف، ومضى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو عمرو بن الحمق الخزاعي الكاهن، بن حبيب بن عمر بن الفتى بن رباح بن عمرة بن سعد بن كعب، فلبثَ معه ما شاء الله سبحانه وتعالى، ثمّ قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ارجع إلى الموضع الذي هاجرتَ إليّ منه، فإِذا نزلَ أخي أمير المؤمنين بالكوفة وجَعلها دار هجرته فكُن معه.

فانصرفَ عمرو بن الحمق إلى شأنه، حتى إذا نزلَ أمير المؤمنين بالكوفة أتاه فأقامَ معه بالكوفة، فبينما أمير المؤمنين جالس وعمر بين يديه قال له: يا عمر، لك دار بِعها واجعَلها في الأزد ؛ فإنّي غداً لو غبتُ عنكم لطلَبَتك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجهاً نحو الموصل، فتمرّ برجل نصراني فتقعد عنده وتستقيه الماء، فيسقيك ويسألك عن قصّتك فتخبره وستصادفه مُقعداً فادعوه إلى الإسلام ؛ فإِنّه سينهض صحيحاً سليماً.

وتمرّ برجل محجوب جالس على الجادّة فتستقيه الماء فيسقيك ويسألك عن قصّتك، وما الذي أخافكَ وممّن تتوقّى، فحدِّثهُ أنّ معاوية طلبكَ ليقتلك ويمثّل بك ؛ لإيمانك بالله ورسوله وطاعتك لي وإِخلاصك لولايتي ونصحك إليه في دينك، فادعوه إلى الإسلام ؛ فإِنّه يسلم، فمُرّ يدك على عينه فإِنّه يرجع بصيراً بإذن الله تعالى، فيتّبعانك ويكونان هما اللذان يواريان بَدنك في الأرض.

ثمّ تصير إلى دير على نهر يقال له الدجلة ؛ فإِنّ فيه صديقاً عنده من علم المسيحعليه‌السلام ، فاتّخذه عوناً من الأعوان على سرّ صاحبيك، وما ذلك إلاّ ليهديه الله بك، فإِذا أحسّ بكَ شرطة ابن الحَكم، وهو خليفة معاوية بالجزيرة، يكون مسكنه بالموصل، فاقصِد إلى الطريق الذي في الدير يتواضع حتى يصير في دورته. فإِذا رآك ذلك في أعلى الموصل فنادهِ ؛ فإِنّه يمتنع عنك، فاذكر اسم الله الذي علّمتك إياه ؛ فإِنّ الدير يتواضع لك حتى يصير في دورته. فإِذا رأى ذلك الراهب الصديق قال لتلاميذ معه: ليس هذا أوان سيدنا المسيح، هذا شخص كريم، ومحمد قد توفّاه الله، ووصيه قد استشهدَ بالكوفة وهذا من حواريه، ثمّ يأتيك خاشعاً ذليلاً فيقول لك: أيها الشخص العظيم أهّلتني لِما لم أستحقهُ

٣٢٣

فبِمَ تأمرني؟ فيقول: استر تلميذك هذا من عبدك ويشرف على ديرك فانظر ماذا ترى. فإِذا قال لك: أرى خيلاً غائرة نحونا، فخلِّف تلميذك عنده، وانزِل واركب فرسك واقصِد نحو الغاب على شاطئ الدجلة استتر فيه ؛ فإِنّه لابدّ أن يشترك في دمك فَسقة من الجنّ والإنس، فإِذا استترتَ فيه عَرفك فاسق من مَرَدة الجن، يظهر لك بصورة تنّين أسود ينهشك نهشاً، يبالغ أضفارك وتعثر فرسك، فيندار بك الخيل فيقولون: هذا فرس عمرو بن الحمق ويقْفون أثرك. فإِذا أحسستَ بهم دون الغار فابرِز إليهم بين الدجلة والجادّة وقِف لهم في تلك البقعة ؛ فإنّ الله جَعلها حفرتك وحرمك فالقاهم بنفسك فاقتُل ما استطعتَ حتى يأتيك أمر الله، فإِذا غلبوك حزّوا رأسك وسيّروه على القنا إلى معاوية (لعنه الله)، ورأسك أوّل رأس يُشهر في الإِسلام من بلدٍ إلى بلد.

ثمّ يبكي أمير المؤمنين ويقول: وقرّة عيني ابني الحسين ؛ فإِنّ رأسه يُشهر على قناة وتُسبى حرائره بعدك يا عمرو من كربلاء غربي الفرات إلى يزيد بن معاوية (عليهما لعنة الله)، ثمّ ينزل صاحباك المحجوب والمـُقعد فيواريان بدنك في موضع مصرعك وهو بين الدير والموصل. فكان كما ذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان هذا من دلائله ومعجزاته (صلوات الله عليه).

وعنه، عن علي بن بشر، عن علي بن النعمان، عن هارون بن يزيد الخزاعي، عن أحمد بن خالد الطبرستاني، عن حمران بن أعين بن القاسم بن محمد بن بكر، عن رميلة، وكان رجلاً من خواص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال رميلة: وعكتُ وعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين، ثمّ وجدتُ منه خفّة في نفسي في يوم الجمعة فقلت: لا أعمل شيئاً أفضل من أنّي أعلي على الماء وآتي المسجد، فأصلّي خلفَ أمير المؤمنينعليه‌السلام ففعلتُ ذلك. فلمّا عَلا المنبر في جامع الكوفة عاوَدني الوعك.

فلمّا خرجَ أمير المؤمنين من المسجد تبعتهُ، فالتفتَ إليَّ وقال لي: أراك مشتكياً بعضُك إلى بعض، قد علمتُ من الوعك وما قلت إنّك لا تعمل شيئاً أفضل من غسلك لصلاتك الجمعة خلفي، وإنّك كنت وجدت خفّاً، فلمّا

٣٢٤

صلّيتُ وعلوتُ المنبر عادَ إليك.

قلت: والله، يا أمير المؤمنين ما زدتُ في قصّتي حرفاً ولا نقصتُ حرفاً، فقال: يا رميلة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلاّ مرضنا لمرضه، ولا يحزن إلاّ حَزنا لحزنه، ولا دعا إِلاّ أمّنا على دعائه، ولا شكا إلاّ مَرضنا لمرضه. فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا لِمن كان معك في هذا المصير، فمَن كان في أطراف الأرض كيف يكون في هذه المنزلة؟ قال: يا رميلة، ليس بغائب عنّا مؤمن ولا مؤمنة في مشارقها ومغاربها، إلاّ وهو معنا ونحن معه، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن جعفر بن يزيد القزويني، عن زيد الشحام، عن أبي هارون المكفوف، عن ميثم التمار، عن سعد العلاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقالوا: إنّ المعتمد يزعم أنّك تقول: إنّ هذا الجرّي مسخ، فقال: قفوا مكانكم حتى أخرج إليكم، فتناولَ ثوبه ثمّ خرجَ إليهم ومضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة، وصاحَ: يا جرّي،

فأجابهُ: لبّيك لبيك.

 قال: مَن أنا؟

قال: أنت إِمام المتقين وأمير المؤمنين.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : مَن أنت؟

قال: أنا مَن عُرضتَ عليه ولايتك فجحدتُها ولم أقبلها، فمُسختُ جرّياً، وبعض هؤلاء الذين كانوا معك يُمسخون جرّياً.

فقال له أمير المؤمنين: بيِّن ضَيعتك، وفيمَن كنت، ومَن كان معك؟

قال: نعم، يا أمير المؤمنين، كنّا أربعة وعشرون طائفة من بني إسرائيل قد تمرّدنا وطغينا واستكبرنا وتجبّرنا وسكنّا المفاوز ؛ رغبة منّا في البُعد عن المياه والأنهار، فأتانا آتٍ وأنت والله أعرف به منّا يا أمير المؤمنين، فجَمَعنا في صحن الدار وصرخَ بنا صرخة فجمعنا في موضع واحد، وكنّا مبدّدين في تلك المفاوز والقفار، فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والمياه والأنهار وسكنتم هذه المفاوز فأردنا نقول: لأنّنا فوق العالم تكبّراً وتعزّزاً، فقال لنا: قد عَلمتُ ما في نفوسكم فعلى الله تتعزّزون؟! فقلنا له: بلى، فقال: أليسَ قد أخذَ عليكم العهد لتؤمننّ بمحمد بن عبد الله المكّي، قلنا: بلى، قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيّه وخليفته بعهده وبعهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فسكتنا ولم نُجب بألسنتنا، وقلوبنا ونيّاتنا لا تقبلها، فقال: لا، أو تقولون بألسنَتكم؟

٣٢٥

فقلنا بأجمعنا بألسنتنا وقلوبنا ونيّاتنا: لا تقبلها، فصاحَ بنا صيحة وقال: كونوا بإِذن الله مُسوخاً، كلّ طائفة جنساً، ويا أيتها القفار كوني بإذن الله أنهاراً وتسكنكِ هذه المسوخ، وتتصل ببحار الدنيا وأنهارها ؛ حتى لا يكون ماء إلاّ كانوا فيه، فمُسخنا ونحن أربعة وعشرين جنساً، فصاحت اثنتي عشر طائفة منّا: أيها المقتدر علينا بقدرة إلاّ ما أعفيتنا من الماء وجعلتنا على ظهر الأرض قال: قد فعلت.

فقال أمير المؤمنين: هيه يا جرّي، بيِّن ما كان من الأجناس الممسوخات البرّية والبحرية.

فقالوا: أمّا البحرية فنحن: الجرّي، والدواب، والسلاحف، والمرماهي، والزمار، والسراطين، والدلافين، وكلاب الماء، والضفادع، وبنات نقرس، والغرمان، والكوسج، والتمساح.

 فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : هيه بالبرّية.

قال: نعم، الوزغ، والخشّاف، والكلب، والدب، والقرد، والخنازير، والضب، والجربا، والوز، والخنافس، والأرنب، والضبع.

قال أمير المؤمنين: فما فيكم من خلق الإنسانية وطبائعها.

قال الجرّي: أقوامنا صورة وخلقة وكلنا نحيض مثل الإناث.

قال أمير المؤمنين: صَدقتَ أيها الجرّي وحفظتَ ما كان.

قال الجرّي: يا أمير المؤمنين، هل من توبة؟

 فقالعليه‌السلام : للأجل المحتوم، وهو يوم القيامة، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

قال الأصبغ بن نباتة: فسمعنا والله ما قال ذلك الجرّي ووعيناه وكتبناه، وعرضناه على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فصحّ والله لنا ومُسخ من بعض القوم - الذين حضروا - جرّياً، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن أبي الحواري، عن عبد الله بن محمد بن فارس بن ماهويه، عن إسماعيل بن علي النهرواني، عن ماهان الأيلي، عن المفضّل بن عمر الجعفي: أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام كان حوله من جهة الأنبار في بني مخزوم، وأنّ إنساناً منهم أتاه فقال له: يا خالي، إنّ صاحبي ومربّي مات ضالاً وإنّي عليه لحزين، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : (أتحبّ أن تراه؟ قال: نعم، فلبسَ بردة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخرجَ معه إلى أن أتى القبر فركضَ برجله القبر فخرجَ الرجل من قبره وهو يقول: ويله وبيه سلان، فقال له أخوه المخزومي: أولَم

٣٢٦

تمت وأنت رجل من العرب؟ قال: كنّا على سنّة أبي بكر وعمر في العربية، ونحن اليوم على سنّة الفرس، فليتَ ألسنتنا على دين الله بالعربية، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : ارجع إلى مضجعك. وانصرفَ المخزومي معه. فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن أبيه، عن سعد بن مسلم، عن صباح الأميري، عن الحارث بن خضر، عن الأصبغ بن نباتة قال: خَرجنا مع أمير المؤمنين وهو يطوف بالسوق يأمر بوفاء الكيل والميزان، وهو يطوف إلى أن انتصفَ النهار ومرّ برجلٍ جالس فقامَ إليه فقال له: يا أمير المؤمنين، مُر معي إلى أن تدخل بيتي تتغدّى عندي وتدعو لي وما أحسبك اليوم تغدّيت، قال أمير المؤمنين: على أن لا تدخّر ما في بيتك ولا تتكلّف من وراء بابك، قال: لك شرطك وتدخل، ودَخلنا وأكلنا خبزاً وزيتاً وتمراً، ثمّ خرجَ يمشي حتى انتهى إلى قصر الإمارة بالكوفة فركلَ برجله الأرض فزلزلت، ثمّ قال: أيم الله، لو عَلمتُم ما هاهنا، وأيم الله لو قامَ قائمنا لأخرجَ من هذا الموضع اثني عشر ألف درع واثني عشر ألف بيضة لها وجهات، ثمّ ألبسها اثني عشر ألف من أولاد العجم، ثمّ يأمر بقتل كلّ مَن كان على خلاف ما هم عليه، وإنّي أعلم ذلك وأراه كما أعلم اليوم وأراه، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن محمد بن داوود، عن الحسين بن أبيه، عن عمر بن شمر ومحمد بن سنان الزاهري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن يحيى بن أبي العقب، عن مالك الأشتر (رضي الله عنه) قال: دخلتُ على أمير المؤمنينعليه‌السلام في ليلة مظلمة فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليكَ السلام، ما الذي أدخلكَ عليّ في هذه الساعة يا مالك؟ فقلت: خيراً يا أمير المؤمنين وشوقي إليك، فقال: صَدقتَ والله يا مالك، فهل رأيتَ أحداً ببابي في هذه الليلة المظلمة؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين رأيت ثلاثة أنفار، فقام أمير المؤمنينعليه‌السلام فخرجَ وخرجنا معه فإِذا بالباب رجل مكفوف، ورجل زمِن، ورجل أبرص، فقال لهم أمير المؤمنين: ما تصنعون ببابي في هذا الوقت؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، جئناك

٣٢٧

تشفينا ممّا بنا، فمسحَ أمير المؤمنين يده المباركة عليهم فقاموا من غير زمِن، ولا عمي، ولا برص، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن الخصيب، عن أحمد بن نصير، عن عبد الله الأسدي، عن فضيل بن الزبير قال: مرّ ميثم التمار على فرسٍ له مستقبلاً حبيب بن مظاهر، فجلسَ بين بني أسد بالكوفة فتحدّثا حتى اختلفَ أعناق فرسيهما، قال حبيب: لكأنّي شيخ أصلع، ضخم البطن، شبيع البطيح، أزرق العينين، قد صُلبَ في أهل البيت بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كأنّي وقد جاء برأسي إلى الكوفة وأخبر الذي جاء به، ثمّ افترقا فقال أهل المجلس:

ما رأينا أعجب من أصحاب أبي تراب يقولون: إنّ علياً علّمهم الغيب، فلم يفترق أهل المجلس حتى جاء رشيد الهجري يطلبهما فسألَ عنهما فقالوا له: قد افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا، قال رشيد لهم: رحمَ الله ميثم فقد نسيَ أنّه يزاد في عطاء الذي يجيء برأسه مئة درهم، ثمّ قال أهل المجلس: ميثم مصلوباً على باب عمر بن حريش، وجيء برأس ابن مظاهر من كربلاء - وقد قُتل مع الحسينعليه‌السلام - إلى عبيد الله بن زياد (لعنه الله)، ويزيد في عطاء الذي حملَ رأس حبيب مئة درهم، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن محمد بن عبد الرحمان الطريفي، عن يونس بن أحمد الزيات، عن كثير بن جعفر الأدني، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سويد بن غفلة قال: بينما نحن عند أمير المؤمنينعليه‌السلام إِذ أتى رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي قد جئتُ من وادي القرى وقد ماتَ خالد بن عرفطة، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : مه لم يمت. فأعادَ عليه الرجل ثانية، فقال: لم يمت؟ وأعرضَ عنه بوجهه فأعادَ عليه ثالثة فقال: سبحان الله، قد أخبرتُك أنّه قد مات وتقول لي: إنّه لم يمت؟! فقالعليه‌السلام : لم يمت حتى يقود جيش ضلالة ومصيره النار، ويحمل رايته حبيب بن جماز، فأتى إلى أمير المؤمنين فقال له: ناشدتك الله، أنا لك شيعة وقد ذكّرتني يا مولاي شيئاً ما أعرفهُ من نفسي، فقال له: مَن أنت عساكَ حبيب بن جماز؟ فقال له: أنا هو يا أمير المؤمنين، فقال: إنْ كنت هو فلا

٣٢٨

يحملها غيرك، فولّى حبيب مغضباً. فقال سويد بن غفلة: فو الله ما ذَهبت الأيام والليالي حتى بعثَ عمر بن سعد بن أبي وقّاص خالد بن عرفطة، على مقدّمة في جيش ضلالة، وحبيب بن جماز يحمل رايته إلى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام وعلى آبائه الطاهرين)، حتى استشهدَ وقاتله، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن أبيه أحمد بن الخصيب، عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن المفضل، عن محمد بن سنان الزاهري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن مديح بن هارون بن سعد قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة يقول: سمعتُ أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول لعمر: مَن علّمك الجهالة يا مغرور؟ وأيم الله لو كنتَ بصيراً، وكنت في دنياك تاجراً نحريراً، وكنتَ فيما أمركَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبيراً ركبتَ العقد وفرشت القصب، ولمـَا أحببتَ أن يتمثّل لك الرجال قياماً، ولمـَا ظلمتَ عترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقبيح الفعال، غير أنّي أراك في الدنيا قتيلاً بجراحة من عبد أُم معمر، تَحكم عليه جوراً فيقتلك، وتوفيقاً يدخل والله الجنان على رغم منك.

والله، لو كنتَ من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سامعاً مطيعاً، لمـَا وضعتَ سيفك على عنقك ولمـَا خطبتَ على المنبر، ولكأنّي بك قد دُعيت فأجبتَ، ونوديَ باسمك فأحجمتَ، لك هتك سُتر، وصلباً لصاحبك الذي اختاركَ وقمتَ مقامه من بعده.

فقال عمر: يا أبا الحسن، أمَا تستحي من نفسك من هذا التهكن؟ قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما قلتُ إلاّ ما سمعتُ، وما نطقتُ إلاّ ما عَلمتُ، قال: فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إِذا أُخرِجت جيفتاكما عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قبريكما، اللذين لم تُدفنا فيهما إلاّ ليلاً لئلاّ يشك أحد منكما إذا نُبشتما، ولو دُفنتما بين المسلمين لشكّ شاك وارتاب، وستُصلبان على أغصان دوحات نخلة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما وتُفرّع وتخضر، فتكونوا لِمن أحبّكما ورضيَ لفعلكما ليميز الله الخبيث من الطيب، ولكأنّي أنظر إليكما والناس يسألون ربّهم العافية ممّا قد بُليتما به.

قال: فمَن يفعل ذلك يا أبا الحسن؟

قال: عصابة قد فرّقت بين السيوف

٣٢٩

أغمادها، وارتضاهم الله لنصرة دينه فما يأخذهم في الله لومة لائم، ولكأنّي أنظر إليكما وقد أُخرجتما من قبريكما غضّين طريّين بصورتيكما، حتى تُصلبا على الدوحات فتكون ذلك فتنة لِمن أحبّكما، ثمّ يؤتى بالنار التي أُُضرمت لإبراهيم (صلوات الله عليه) ولجرجيس ودانيال، وكلّ نبي وصدّيق ومؤمن ومؤمنة، وبالنار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقني، وفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب وأم كلثوم، حتى تُحرقان بها، ويرسل الله إليكما ريحاً مدبرة فتنسفكما في اليمّ نَسفاً، ويأخذ السيف ما كان منكما ويصير مصيركما إلى النار جميعاً، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله:( وَلَوْ تَرَى‏ إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ ) يعني من تحت أقدامكم.

قال: يا أبا الحسن، تُفرّق بيننا وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: نعم، قال: يا أبا الحسن، إنّك سمعتَ هذا وإنّه حقاً، قال: فحلفَ أمير المؤمنين أنّه سمعهُ من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبكى عمر وقال: أعوذ بالله ممّا تقول، فهل لك علامة؟ قال: نعم، قتلٌ قطيع، وموت سريع، وطاعون شنيع، ولا يبقى من الناس في ذلك إلاّ ثلثهم، وينادي منادٍ من السماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآفات حتى يتمنّى الأحياء الموت ممّا يرون من الأهوال ؛ وذلك ما أسئتما، فمَن هلكَ استراح، ومَن كان له عند الله خيراً نجا، ثمّ يظهر رجل من عترتي فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يأتيه الله ببقايا قوم موسى، ويجيء له أصحاب الكهف، وتُنزل السماء قطرها وتُخرج نباتها.

قال له عمر: إنّك لا تحلف إلاّ على حق ؛ فإِنّك تهدّدني بفعال ولدك، فو الله لا تذوق من حلاوة الخلافة شيئاً أنت ولا ولدك، وإن قبل قولي لا ينصرني ولصاحبي من ولدك من قبل أن أصير إلى ما قلت، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : تباً لك أن تزداد إلاّ عدواناً، فكأنّي بك قد أظهرتَ الحسرة وطلبتَ الإقالة ؛ حيث لا ينفعك ندمك.

فلمّا حضرت عمر الوفاة فأرسلَ إلى أمير المؤمنين، فأبى أن يجيء، فأرسلَ إليه جماعة من أصحابه فطلبوه إليه أن يأتيه ففعلَ، فقال عمر: يا

٣٣٠

يا أبا الحسن، هؤلاء قد حالوني ممّا وليتُ من أمرهم، فإن رأيتَ أن تحالني فافعل، فقام أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: رأيتُ إن حاللتك فمَن حالل بتحليل ديان يوم الدين، ثمّ ولّى وهو يقول:( وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ ) ، فكان هذا من دلائله الذي يشهد أكثرها وصحّ ما نبأ به فهو حق.

وعنه، عن محمد بن موسى القمي، عن داود بن سليمان الطوسي، عن محمد بن خلف الطاطري، عن الحسن بن سماعة الكوفي، عن راشد بن يزيد المدني، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: جلسَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رحبة مسجده بالمدينة، وطائفة من المهاجرين والأنصار حوله، وأمير المؤمنين عن يمينه، وعمر بين يديه، إذ طلعت غمامة ولها زجل وتسبيح وحفيف، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد شاهدته من عند الله، ثمّ مَدّ يده إلى الغمامة فنزلت ودَنت من يده فبدا منها جام يلمع، حتى غَشيت أبصار مَن في المسجد من لمعانه وشعاع نوره، وفاحَ في المسجد روائح حتى زالت عقولنا بطيبها ومشمّها، والجام يسبّح لله ويقدّسه ويمجّده بلسان عربي مبين، حتى نزلَ في بطن راحة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اليمين، وهو يقول:

السلام عليك يا حبيب الله وصفيه ونبيه ورسوله، المختار على العالمين، والمفضّل على خلق الله أجمعين من الأولين والآخرين، وعلى وصيّك خير الوصيين، وأخيك خير المؤاخين، وخليفتك خير المستخلفين، وإمام المتقين، وأمير المؤمنين، ونور المستضيئين، وسراج المهتدين، وعلى زوجته فاطمة ابنتك خير نساء العالمين، الزهراء في الزاهرين، والبتول في المتبتلين، والأئمة الراشدين، وعلى سبطيك ونوريك وريحانتيك وقرّة عينيك أبناء علي: الحسن والحسين.

ورسول الله وسائر مَن كان حاضراً يسمعون ما يقول الجام، ويغضّون من أبصارهم من تلألؤ نورهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو يُكثر من حمد الله وشكره حتى قال الجام وهو في كفّه: يا رسول الله، أنا تحية الله إليك، وإلى أخيك علي، وابنتك فاطمة، والحسن والحسين، فرُدّني يا رسول الله في كف علي.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خذه يا أبا الحسن بتحيةٍ من عند الله، فمدّ يده اليمنى فصارَ في بطن راحته فقبّله واشتمّه، فقال: مرحباً بكرامة الله لرسوله

٣٣١

وأهل بيته، وأكثرَ من حمد الله والثناء عليه، والجام يسبّح لله عزّ وجل ويهلّله ويكبّره ويقول: يا رسول الله، ما بقيَ من طيب في الجنة إِلاّ وأنا أطيب منه، فارددني إِلى فاطمة والحسن والحسين كما أمرَني الله عزّ وجل.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قم يا أبا الحسن، فارددهُ إلى كف قرّة عيني فاطمة، وكف حبيبي الحسن والحسين، فقام أمير المؤمنينعليه‌السلام يحمل الجام ونوره يزيد على نور الشمس والقمر، ورائحته قد ذَهلت العقول طيباً، حتى دخلَ على فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام من الله ورحمته وبركاته، وردّه في أيديهم فتَحيّوا به وقبّلوه وأكثروا من حمد الله وشكره والثناء عليه.

ثمّ ردّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا صارَ في كفّه قام عمر على قدَميه فقال: يا رسول الله، تستأثر بكلّ ما نالكَ من عند الله من تحية وهدية، أنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين؟! فقال رسول الله: يا عمر، ما أجرأكَ على الله؟ أمَا سمعتَ الجام حتى تسألني أن أعطيك ما ليس لك، فقال له: يا رسول الله، أتأذن لي بأخذه واشتمامه وتقبيله؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما أشدّ جأشك، قم إن نلته؟! فما محمد رسول الله حقاً ولا جاء بحق من عند الله، فمدّ عمر يده نحو الجام فلم يصل إليه، وارتفعَ الجام نحو الغمام وهو يقول: يا رسول الله، هكذا يفعل المزور بالزائر.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ويلك يا عمر، ما أجرأك على الله ورسوله؟ قم يا أبا الحسن على قدَميك وامدد يدك إلى الغمام وخذ الجام وقل له: ماذا أمركَ الله به أن تؤدّيه إلينا ثانية؟ فقام أمير المؤمنينعليه‌السلام فمدّ يده إلى الغمام فتلقّاه الجام فأخذهُ فقال له: رسول الله يقول لك: ماذا أمرك الله أن تقول له؟ فقال الجام: نعم، يا رسول الله أمرَني أن أقول لكم: أن قد أوقفني على نفس كلّ مؤمن ومؤمنة من شيعتكم بحضور وفاته، فلا يستوحش من الموت، ولا ييأس من النظر السليم، وأن أنزِل على صدره، وأن أكسوه بروائح طيبة، فتقضي روحه وهو لا يشعر.

فقال عمر لأبي بكر: يا ليت مضى الجام بالحديث الأول ولم يذكر شيعتهم، فكان هذا من فضل الله على رسوله وعلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٣٢

وعنه بهذا الإسناد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : خرجَ أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات يوم إلى بستان البرني ومعه أصحابه، فجلسَ تحت نخلة رطبت ونزلَ منها رطباً، فوضعَ بين أيديهم فأكلوا، فقال رشيد الهجري: يا أمير المؤمنين، ما أطيب هذا الرطب! فقال: يا رشيد، أمَا أنّك تُصلب على جذعها، فقال رشيد: فكنتُ أختلف إليها النهار وأسقيها.

ومضى أمير المؤمنينعليه‌السلام فخرجنا يوماً وقد قُطعت وذهبَ نصفها فقلت: قد اقترب أجَلي، فجئتُ اليوم الآخر فإِذا بالنصف الثاني قد جُعلَ زرنوقاً يُستقى عليه، فقلت: والله، ما كذَبني خليلي، فأتاني العريف وقال: أجب الأمير، فأتيتهُ، فلمّا وصلتُ القصر إذا أنا بخشب ملقى وقيه الزرنوق، وجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي وقلت: إليك أُعِدت وإنّي أتيت.

ثمّ دخلتُ على عبيد الله بن زياد (لعنه الله)، فقال: هات من كِذب صاحبك، فقلت: والله، ما كان يكذب، ولقد أخبرَني أنّك تقطع يدي ورجلي ولساني، قال: إِذاً لأُكذّبه، اقطعوا يديه ورجليه واطرَحوه. فلمّا حُمل إلى أهله أقبلَ يُحدّث الناس بالعظائم وما يأتي وهو يقول: يا أيها الناس، اسألوني ؛ فإِنّ للناس عندي طلبة لم يقضوها، فدخلَ رجل على عبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال: بئسَ ما صنعتَ به قطعتَ يديه ورجليه وتركتَ اللسان ؛ فهو يحدّث الناس بالعظائم، قال: ردّه، فردّه فأمرَ بقطع لسانه وصلبه على جذع النخلة، فكان هذا من دلائلهعليه‌السلام .

وعنه، عن جعفر بن المفضل المخلول، عن إِبراهيم، عن جعفر بن يحيى القرني، عن يونس بن ظبيان، عن أبي خالد عبد الله بن غالب، عن رشيد الهجري (رضي الله عنه) قال: كنتُ وأبو عبد الله سلمان، وأبو عبد الرحمان قيس بن ورقاء، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وسهل بن حنيف، بين يدي أمير المؤمنينعليه‌السلام بالمدينة، إذ دخلت حبابة الوالبية وعلى رأسها كوراً شبيه السيف، وعليها أطمار سابغة متقلّدة سيفاً وبين أناملها مسباح من الحصى، فسلّمتْ وبكتْ وقالت: آه يا أمير المؤمنين، آه من فقدك، وا أسفاه على غيبتك، وا حسرتاه على ما يفوت من الغيبة منك، لا يلهم عنك ولا يرغب يا أمير المؤمنين من الله فيه الخشية، وإِرادة من أمري معك على يقين وبيان وحقيقة، وإنّي أتيتُك وأنت تعلم ما أريده.

٣٣٣

فمدّعليه‌السلام يده اليمنى إليها فأخذَ من يدها حصاة بيضاء تلمع وترى من صفائها، وأخذَ خاتمه من يده وطبع له به في الحصاة فانطبعت فقال لها: يا حبابة، هذا كان مرادك مني. فقالت: إي يا أمير المؤمنين، هذا ما أريده ؛ لِما سمعناه من تفرّق شيعتك واختلافهم بعدك، فأردتُ بهذا برهاناً يكون معي إن عمّرتُ بعدك، ويا ليتني وقومي لك الفداء، فإذا وقعت الإشارة وشيئت المشيئة، فمَن يقوم مقامك آتيه بهذه الحصاة، فإِذا فعلَ فعلك بها، علمتُ أنّه الخليفة فأرجو أن لا أؤجّل لذلك.

قال: بلى، والله يا حبابة، لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، وكلاً إذا أتيتيه استدعى بالحصاة منك وطبعها بهذا الخاتم لكِ، فبعهد علي بن موسى ترين في نفسك برهاناً عظيماً تعجبينَ منه فتختارين الموت فتموتين، ويتولّى أمركِ ويقوم على حفرتك ويصلّي عليك، وأنا مبشرّك بأنّكِ من المكرورات مع المهدي من ذرّيتي إذا أظهرَ الله أمره.

فبكت حبابة ثمّ قالت: يا أمير المؤمنين، من أين لأمَتِك الطائعة، الضعيفة اليقين، القليلة العمل، لولا فضل الله، وفضل رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفضلك يا أمير المؤمنين، وأن يأتي هذه المنزلة التي أنا والله بما قلته لي موقنة ؛ ليقيني بأنّك أمير المؤمنين حقّاً لا سواك، فادعُ لي بالثبات على ما هداني الله إليك، ولا أُسلَبه، ولا أُفتن فيه، ولا أضلّ عنه، فدعا لها أمير المؤمنين بذلك وأصحبها خيراً.

قالت حبابة: لمـّا قُبض أمير المؤمنينعليه‌السلام بضربة عبد الرحمان بن ملجم المرادي في مسجد الكوفة، أتيت مولاي الحسن، فلمّا رآني قال لي: أهلاً وسهلاً بك يا حبابة، هاتِ الحصاة، فمدّ يده إليهاعليه‌السلام كما مدّ أمير المؤمنين يده، فأخذَ الحصاة وطبعها كما طبعها أمير المؤمنين، وخرجَ ذلك الخاتم بعينه. فلمّا ماتَ الحسن بالسم أتيت الحسينعليه‌السلام ، فلمّا رآني قال:

٣٣٤

مرحباً بكِ يا حبابة، هاتِ الحصاة، فأخذها وختمَ عليها بذلك الخاتم. فلمّا استشهدَعليه‌السلام أتيتُ علي بن الحسين وقد شكّ الناس فيه، ومالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية ؛ من شكّهم في زين العابدينعليه‌السلام ، وصار من كبارهم جمع، فقالوا: يا حبابة، الله الله فينا، اقصدي إلى علي بن الحسين حتى يتبيّن الحقّ، فسرتُ إليه، فلمّا رآني رحّبَ بي ومدّ يده وقال: هاتِ الحصاة، فأخذَها وطبعها بذلك الخاتم، ثمّ سرتُ بذلك الخاتم إِلى محمد، وإلى جعفر بن محمد، وإلى موسى بن جعفر، وإِلى علي بن موسى الرضا (عليهم السلام أجمعين)، فكلّ يفعل كفعل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحسن والحسينعليهم‌السلام .

قالت حبابة: وكبُر سنّي، ورقّ جلدي، ودقّ عظمي، وحالَ سواد شعري بياضاً، وكنتُ بكثرة نظري إليهم صحيحة العقل والبصر والفهم. فلمّا صرتُ إلى علي الرضا بن موسىعليه‌السلام رأيت شخصه الكريم فضحكتُ ضحكاً، فقال مَن حضر: قد خرفتي يا حبابة، وإلاّ نقصَ عقلك، فقال لهم علي الرضاعليه‌السلام : أنا لكم ما خَرفتْ حبابة ولا نقصَ عقلها، ولكنّ جدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام أخبرَها بأنّها تكون مع المكرورات مع المهديعليه‌السلام من ولدي، فضحكتْ تشوّقاً إلى ذلك وسروراً وفرحاً بقربها منه، فقال القوم: استغفر لنا يا سيدنا وما عَلمنا هذا.

قال: يا حبابة، ما الذي قال لك جدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قالت: قال ترينَ برهاناً عظيماً، قال: يا حبابة، ما ترينَ بياض شعركِ، قلت: بلى يا مولاي، قال: يا حبابة، فتحبّين أن ترينهُ أسوداً حال كما كان في عنفوان شبابكِ؟ قلت: نعم يا مولاي، قال: يا حبابة، أوَ يجزيك ذلك أو نزيدك؟ فقلت: يا مولاي، زِدني من فضلك عَلَي، قال: أتحبّين أن تكوني مع سواد شعركِ شابّة! فقلت: يا مولاي، هذا البرهان عظيم، قال: وهذا أعظم منه ما تجدينه ممّا لا يعلم الناس به! فقلت: يا مولاي، اجعلني لفضلك أهلاً، فدعا بدعوات خفيّة حرّكَ بها شفتيه، فعدتُ والله شابّة طرية عظيمة، سوداء الشعر حالكاً، ثمّ دخلتُ خلوة في جانب الدار ففتّشتُ نفسي فوجدتها بكراً، فرجعت وخررتُ بين يديه ساجدة، ثمّ قلتُ له: يا مولاي، النقلة إلى الله عزّ وجل ؛ فلا حاجة لي في حياة الدنيا،

٣٣٥

فقال: يا حبابة، ارحَلي إلى أمّهات الأولاد فجهازك هناك منفرد.

قال الحسين بن حمدان الخصيبي (رضي الله عنه): حدّثني جعفر بن مالك قال: حدّثني محمد بن يزيد المدني قال: كنتُ مع مولاي علي الرضا (سلام الله عليه) حاضراً لأمر حبابة، وقد دخلتْ إلى أُمهات الأولاد، فلم تلبث إِلاّ بمقدار ما عاينت جهازها، حتى تشهّدتْ وقَضت إلى الله رحمها الله.

قال مولانا الرضا (سلام الله عليه): رحمكِ الله يا حبابة، قلنا: يا سيدنا، ولِما قد قُبضت؟ قال: لبثتْ إلى أن عاينتْ جهازها حتى قُبضت إلى الله. وأمرَ بتجهيزها فجُهّزت وخرَجت وصلّينا عليها، وحُملت إلى حفرتها، وأمرَ سيدنا بزيارتها وتلاوة القرآن عندها والتبرّك بالدعاء هناك، فكان هذا من دلائل مولانا أمير المؤمنين وبراهينهعليه‌السلام .

وعنه بهذا الإسناد قال: حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنّا بين يدي أمير المؤمنينعليه‌السلام في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ دخلَ عمر بن الخطّاب فلمّا جلسَ قال لجماعة: إنّ لنا سرّاً تخفّفوا رحمكم الله، فشمّرتْ وجوهنا وقلنا: ما كذا كان يفعل بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لقد كان يأتمننا على سرّه، فما لكَ لمـّا رأيت فتيان المسلمين تسرّيتَ بفتيان رسول الله؟ فقال: للناس أسرار لا يمكن إعلانها، فقمنا مغضبين.

وخَلا عمر بأمير المؤمنين مليّاً، ثمّ قاما من مجلسيهما حتى رقيا منبر رسول الله فقلنا جميعاً: الله أكبر ترى ابن حنتمة رجعَ عن غيّه وطغيانه، ورقا المنبر مع أمير المؤمنين وقد مسحَ يده على وجهه، ورأينا عمر يرتعد ويقول: لا حول ولا قوة إِلاّ بالله العلي العظيم، ثمّ صاحَ ملء صوته: يا سارية، اِلجَأ الجبل! ثمّ لم يلبث أن قبّل صدر أمير المؤمنين ونزلا وهو ضاحك، وأمير المؤمنين يقول له: افعل ما زعمتَ يا عمر أنّك فاعله، وأن لا عهد لك ولا وفاء، فقال له: أمهِلني يا أبا الحسن، حتى أنتظر ما يرد إليّ من خبر سارية، وهل رأيته صحيحاً أم لا؟

قال له أمير المؤمنين: ويحك يا عمر، فإِذا صحّ وورد الأخبار عليك بتصديق ما رأيتَ وما عاينت، وأنّهم قد سمعوا صوتك ولجأوا إلى الجبل كما

٣٣٦

رأيتَ هل أنت مُسلم ما ضَمنت؟

قال: لا يا أبا الحسن، ولكنّي أضيف هذا إلى ما رأيت منك ومن رسول الله، والله يفعل ما يشاء، فقال له أمير المؤمنين: ويلك يا عمر، إنّ الذي تقول أنت وحزبك الضالّون أنّه سِحر وكهانة، وليس فيها شك، فقال ذلك قولاً وقد مضى والأمر لنا في هذا الوقت، ونحن أولى بتصديقكم في أفعالكم وما نراه من عجائبكم ؛ لأنّ هذا المـُلك عقيم.

فخرجَ أمير المؤمنينعليه‌السلام ولقيناه فقلنا: يا أمير المؤمنين، ما هذه الآية العظيمة وهذا الخطاب الذي سمعناه؟ فقال: هل عَلمتم أوّله؟ فقلنا: ما علمنا يا أمير المؤمنين، ولا نعلمه إلاّ منك.

قالعليه‌السلام : إِنّ هذا ابن الخطّاب قال لي: إنّه حزين القلب، باكي العين على جيوشه التي في فتوح الجبل في نواحي نهاوند، وإنّه يحبّ أن يعلم صحّة أخبارهم وكيف مع كثرة جيوش الجبل، وإنّ عمراً بن معدي كرب قُتل ودُفن بنهاوند، وقد ضعُف جيشه، واتّصل الخبر بقتل عمر، فقلت له: ويحك يا عمر، كيف تزعم أنّك الخليفة في الأرض، والقائم مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنت لا تعلم ما وراء أُذنك وتحت قدمك، والإمام يرى الأرض ومَن عليها، ولا يخفى عليه من أعمالهم شيئاً.

فقال لي: يا أبا الحسن، أنت بهذه الصورة، فأتِ بخبر سارية الساعة، وأين هو، ومَن معه، وكيف صورتهم؟ فقلت له: يا بن الخطّاب، فإِن قلتُ لك لم تُصدّقني، ولكنّي أُريك جيشك وأصحابك وسارية، قد كمنَ بهم جيش الجبل في وادٍ قعيد، بعيد الأقطار، كثير الأشجار، فإِن سارَ به جيشك يسيراً خلصوا بها، وإلاّ قُتل أول جيشك وآخره، فقال: يا أبا الحسن، ما لهم ملجأ منهم ولا يخرج من ذلك الوادي؟ فقلت: بلى، لو لحقوا الجبل الذي يلي الوادي سَلموا وتملّكوا جيش الجبل، فقلقَ وأخذَ بيدي وقال: الله الله يا أبا الحسن في جيوش المسلمين، فأرنيهم كما ذكرتَ أو تحذّرهم إن قدرتَ، ولكَ ما تشاء من خَلع نفسي من هذا الأمر وردّه إليك.

فأخذتُ عليه عهد الله وميثاقه، إن رقيتُ به المنبر وكشفتُ له بصره، وأريته جيوشه في الوادي، وأنّه يصيح إليهم فيسمعون منه ويلجئون إلى

٣٣٧

الجبل ويظفرون بجيش الجبل، يخلع نفسه ويسلّم حقّي إِليَّ، فقلت له: قم يا شقي، والله، لا وفيتَ بهذا العهد والميثاق، كما لم تفِ لله ولرسوله ولي بما أخذناه عليك من العهد والميثاق والبيعة في جميع المواطن، فقال لي: بلى، والله، فقلت له: ستعلم أنّك من الكافرين.

ورقيتُ المنبر، فدعوتُ بدعوات وسألتُ الله أن يريه ما قلت، ومسحتُ يدي على عينيه، وكشفتُ عنه غطاءه، فنظرَ إلى سارية وسائر الجيش وجيش الجبل وما بقي إلاّ الهزيمة لجيشه، فقلت له: صِحْ يا عمر إن شئت؟ قال: يسمع؟ قلت: نعم، يسمع ويبلغ صوتك إليهم، فصاحَ الصيحة التي سمعتموها: يا سارية، اِلجأ الجبل، فسمعوا صوته ولجئوا إلى الجبل، فَسلموا وظفروا بجيش الجبل، فنزلَ ضاحكاً كما رأيتموه وخاطبته وخاطبني بما سمعتموه.

قال جابر: آمنّا وصدّقنا وشكّ آخرون إلى ورود البريد بحكاية ما حكاه أمير المؤمنين، ورآه عمر ونادى بصوته، فكان أكثر العوام المرتدّين أن يعبدوا ابن الخطّاب وجعلوا هذا له منقبة، والله ما كان إِلاّ منقلباً، فهذا من دلائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

تمَّ الكتاب بحمد الله وعونه

٣٣٨

المراجع

الكتب                                                                                                 المؤلّف

الشخصيات الإسلامية                                                               الدكتور محمد عزيز الحبابي

الكلّيات                                                          لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي

شرح العقائد النسفية                                                                 مسعود بن عمر التفتازاني

الحركات السرّية في الإسلام                                                              الدكتور محمود إسماعيل

الأعلام                                                                                     خير الدين الزركلي

فلسفة التشريع في الإسلام                                                            الدكتور صبحي المحمصاني

الشخصية الإسلامية                                                                     الدكتورة بنت الشاطئ

قراءات في الفلسفة                                     الدكتور علي سامي النشار، والدكتور محمد علي أبو ريان

مقالات الإِسلاميين                                                                                  الأشعري

الفَرقُ بين الفِرق                                                                          عبد القاهر البغدادي

المِلل والنِحل                                                                                       الشهرستاني

تاريخ المذاهب الإِسلامية                                                                  الشيخ محمد أبو زهرة

تقويم البلدان                                                                                        أبو الفداء

الكامل                                                                                              ابن الأثير

الفصل في المِلل والأهواء والنحل                                                                       ابن حزم

العرب والعروبة                                                                                     محمد دروزة

خطط الشام                                                                                    محمد كرد علي

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع                                        محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الملطي

٣٣٩

المعارف                                                                                              ابن قتيبة

البدء والتاريخ                                                                            أحمد بن سهل البلخي

مُروج الذهب                                                                                        المسعودي

توفيق التوفيق                                                                        علي بن فضل الله الجيلاني

أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم                                                    المقدسي المعروف بالبشاري

مجموع فتاوى ابن تيمية                                                                               ابن تيمية

تاريخ الفكر العربي                                                                          الدكتور عمر فروخ

دائرة معارف القرن العشرين                                                                  محمد فريد وجدي

عقيدة الشيعة الإمامية                                                                   السيد هاشم معروف

سورية والعهد العثماني                                                                          يوسف الحكيم

نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام                                                    الدكتور علي سامي النشار

الصلة بين التصوّف والتشيّع                                                     الدكتور كامل مصطفى الشيبي

الحركات الباطنية في الإِسلام                                                                   مصطفى غالب

أعلام الإسماعيلية                                                                              مصطفى غالب

إسلام بلا مذاهب                                                                   الدكتور مصطفى الشكعة

تاريخ الموارنة                                                                                الأب بطرس ضو

الأشباح والأرواح                                                                        الشيخ راغب العثماني

مختصر تاريخ سورية ولبنان                                                              أحد الآباء اليسوعيين

المذكرات                                                                                       محمد كرد علي

التبشير والاستعمار                                                   الدكتوران: مصطفى الخالدي، وعمر فروخ

تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين                                                              الدكتور فيليب حتي

لبنان في التاريخ                                                                           الدكتور فيليب حتي

رحلة ابن بطوطة                                                                                   ابن بطوطة

مذاهب الإسلاميين                                                                 الدكتور عبد الرحمان بدوي

أبو جعفر المنصور                                                                           عبد السلام رستم

السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي                                                الدكتور مصطفى السباعي

أخلاقنا الاجتماعية                                                                 الدكتور مصطفى السباعي

ضحى الإسلام                                                                                     أحمد أمين

من الفلسفة اليونانية إِلى الفلسفة الإسلامية                                    الدكتور محمد عبد الرحمان مرحبا

بين الدين والفلسفة                                                               الدكتور محمد يوسف موسى

النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد                                                  الدكتور محمد عاطف العراقي

٣٤٠