الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام20%

الشيعة وفنون الاسلام مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 184

الشيعة وفنون الاسلام
  • البداية
  • السابق
  • 184 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68689 / تحميل: 7418
الحجم الحجم الحجم
الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام

مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

سكن مصر وذكره ابن كثير الشامي في تاريخه ونص على أنّه كان من متكلّمي الشيعة وكذلك ابن النديم عدّه في متكلّمي الإمامية وقال ابن خلكان كان من كبار الشيعة وذكره في نسمة السحر وفضله على المتنبي وأنّ المتنبي أخذ من شعره، قال لكن متانة شعر الناشئ وأنّه السابق فضحت المتنبي، قلت: ذكر القصيدة ابن خلكان وقال أنّ المتنبي أخذ منها في مدح سيف الدولة وأوّل القصيدة:

بآل محمّدٍ عُرف الصوابُ

وفي أبياتهم نزل الكتابُ

وهم حجج الإله على البرايا

بهم وبجدّهم لا يسترابُ

ولا سيّما أبو حسن عليٍّ

له في المجد مرتبة تهابُ

طعام حسامه مهج الأعادي

وفيض دم الرقاب له شرابُ

كأنّ سنان ذابله ضمير

فليس عن القلوب له ذهابُ

وصارمه كبيعته نجم

معاقدها من الخلق الرقابُ

هو البكّاء في المحراب ليلاً

هو الضحّاك إن جدّ الضرابُ

هو النبأ العظيم وفلك نوحٍ

وباب الله وانقطع الخطابُ

كان تولّد الناشئ سنة ٢٧١ هـ ومات سنة ٣٦٦ هـ، عمره ٩٥ سنة.

وأوّل مَن زهى في جمع فنون الشعر حتى لُقّب بالزاهي علي بن إسحق بن خلف الشاعر البغدادي أحد أفراد الدهر ترجمه الخطيب وأبو سعيد ابن عبد الرحيم في طبقات الشعر، وابن خلكان في الوفيات، والقاضي في طبقات الشيعة، وابن شهرآشوب في معالم علماء الشيعة قال وهو من المجاهرين في مدح أهل البيت عليهم السلام مات سنة ٣٥٢ وكان تولّده سنة ٣١٨، ودُفن في جوار الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في مقابر قريش.

١٤١

وأول أُمّي أُوتي المعجز في شعره نصر بن أحمد الخبز أرزي أبو القاسم الشاعر المشهور بالغزل الذي طبقت الدنيا شهرته، وله في كل كتب التراجم والتواريخ ترجمة وذكره في اليتيمة.

وذكر من شعره جملة قال: وكان شيعيّاً، وذكر ابن خلكان أنّه توفّي سنة ٣١٧ سبع عشرة وثلاثمئة، وأُمّي آخر منهم يُعرف بالخبّاز البلدي يُكنّى أبا بكر محمد بن أحمد بن حمدان الشاعر المشهور عدّه الثعالبي في اليتيمة من حسنات الدنيا.

قال: ومن عجيب أمره أنّه كان أُمّيّاً وشعره كله ملح وتحف وغرر وطرف ولا تخلو مقطوعة من معنى حسن أو مثل سائر، وكان حافظاً للقرآن مقتبساً منه في شعره.

إلى أن قال: وكان يتشيّع ويتمثّل في شعره بمذهبه، وذكر جملاً من شعره في ذلك.

وأوّل الفاتحين باباً للتورية والاستخدام بتلك السهولة والانسجام هو علاء الدين الوداعي الكندي علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن زيد صاحب التذكرة الشهيرة بالتذكرة الكندية في خمسين مجلّداً في عدّة فنون كما في نسمة السحر فيمَن تشيّع وشعر، ونقل ما ذكره الشيخ تقي الدين ابن حجّة في كشف اللثام عن التورية والاستخدام، وما أخذه ابن نباتة من شعر الشيخ علاء الدين الوداعي المذكور.

ثم قال: ومحاسن الشيخ علاء الدين تحتمل مجلداً، وبالجملة ابن نباتة المشهور كان عيالاً عليه، وله في فوات الوفيات ترجمة حسنة ذكرتها في الأصل ونصّ فيها على تشيّعه.

١٤٢

وكذلك الحافظ الذهبي مات سنة ست عشرة وسبعمئة والذي لم يوجد قبله بمئتي سنة مَن يضاهيه بنص ابن خلكان هو سبط ابن التعاويذي الشاعر المشهور أبو الفرج محمد بن عبيد الله عبد الله الكاتب.

قال ابن خلكان كان شاعر وقته جمع شعره بين جزالة الألفاظ وعذوبتها ورقّة المعاني ودقّتها، وفيما أعتقد أنّه لم يوجد قبله بمئتي سنة مَن يضاهيه.

قال صاحب ( نسمة السحر ): وقفت على ديوانه وهو حقيق بما أطراه ابن خلكان، وكان من كبار الشيعة.

قال السمعاني: سألته عن مولده فقال سنة ٤٧٦ بالكرخ، وتوفّي في جمادى الأولى سنة ٥٥٣.

ومثله الشريف أبو الحسن على الحماني الكوفي ابن الشريف الشاعر محمد بن جعفر الشاعر ابن محمد الشريف الشاعر ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ذكره في نسمة السحر وأطراه.

وقال ياقوت: كان في العلوية من الشهرة في الشعر والأدب والطبع كعبد الله بن المعتز في العباسية، وكان يقول أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلى أبي طالب.

قلت: كان أشعر شعراء عصر المتوكل العباسي بشهادة الإمام أبي الحسن الهادي ابن الرضا عليهم السلام في حديث حكاه البيهقي في باب ( محاسن الافتخار ) بالنبي وآله في كتاب ( المحاسن والمساوي ) وذكرته في الأصل وذكرت قطعة من شعره وهو من شعراء ( اليتيمة والأغاني )، وأورد له أبو تمام في الحماسة، وذكره السيد المرتضى في كتاب المشفي وذكر جملة من شعره.

١٤٣

ومن شعرائهم الهاشميين: الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، ذكره السيد المدني في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة وفي نسمة السحر فيمن تشيّع وشعر وترجمه أبو الفرج في الأغاني ترجمة حسنة.

ومن شعراء قريش الشيعة كما في الحصون المنيعة أبو دهبل الجمحي وهب بن ربيعة ذكره ابن قتيبة في كتاب ( الشعر والشعراء ) وذكره المرتضى في أماليه، وذكره الزبير بن بكار وهو ممّن اختاره أبو تمام في ديوان الحماسة وقد ذكرت له في الأصل بعض الشعر في رثاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولهؤلاء وجماعات أُخر من شعراء الشيعة تراجم مفصّلة في الأصل.

١٤٤

الفصل الرابع عشر

في تقدّم الشيعة في علم الصرف

وفيه صحائف

الصحيفة الأُولى

في أوّل مَن وضعه للعرب في الإسلام

فاعلم أنّ أوّل مَن وضع علم الصرف هو أبو مسلم معاذ الهراء ابن مسلم ابن أبي سارة الكوفي مولى الأنصار النحوي المشهور، كما نصّ عليه الجلال السيوطي في المزهر في الجزء الثاني وفي ( بغية الوعاة ) عند ترجمة أبي مسلم الهراء، وذكر أنّه كان مؤدّب عبد الملك بن مروان، إلى أن قال: وكان شيعيّاً.

وقال في كتاب ( الوسائل في الأوائل ): أوّل مَن وضع التصريف معاذ الهراء.

وقال العلاّمة البحراني في البلغة معاذ الهراء وهو المخترع لعلم التصريف كما نصّ عليه جماعة من علماء الأدب منهم خالد الأزهري، انتهى.

قلت: أخذ عنه الكسائي وغيره وصنّف كتباً في النحو والحديث وله في كتب فهرست المصنّفين من أصحابنا ترجمة طويلة وترجمه ابن خلكان وذكر له حكاية مع الكميت بن زيد الشاعر تدلّ على أخوتهما وأنّه كان

١٤٥

يتشيّع، وهو من شيوخ أصحاب أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) كما في إرشاد المفيد وغيره، مات سنة ١٨٧ هـ، وكان يشد أسنانه بالذهب من طول عمره.

الصحيفة الثانية

في أوّل مَن صنذف في علم الصرف

فاعلم أنّ أول مَن صنّف فيه أبو عثمان المازني (رضي الله عنه) وهذا معنى قول أبي الخير: أوّل مَن دوّن علم التصريف أبو عثمان المازني وكان قبل ذلك مندرجاً في علم النحو نقله في كشف الظنون قال أبو العباس النجاشي في فهرست مصنّفي الشيعة أبو عثمان المازني بكر بن محمد بن حبيب بن بقية المازني من بني مازن من شيبان ابن ذهل بن ثعلبة بن عكامة بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل، كان سيّد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة وتقدّمه مشهور بذلك.

وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد من علماء الإمامية أبو عثمان بكر بن محمد وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم (رضي الله عنه) إمام المتكلّمين في الشيعة قلت، وذكره جمال الدين العلاّمة ابن المطهّر الحلّي في الخلاصة بنحو ما ذكره النجاشي وله من التصانيف ما تقدّم.

الصحيفة الثالثة

في الكتب المصنّفة قديماً في التصريف للشيعة

كتاب الاشتقاق لابن خالويه، كتاب التصريف للطبري، كتاب علم

١٤٦

الصرف للوزير المغربي، كتاب التبيان في التصريف للشيخ أحمد بن علي الماهابادي، كتاب المقتصد في التصريف لملك النحاة، وشرح الشافية في الصرف لنجم الأئمة محمد بن الحسن الاسترابادي، وشرح الشافية في علم الصرف للسيد جمال الدين عبد الله العجمي النقره كار، الذي صرّح المحقّق الكركي في حاشية الذكرى بأنّه من علماء أصحابنا، وشرح الفاضل النسائي كمال الدين محمد بن معين الدين وهو شرح ممزوج لم يصنف مثله في بابه إلى غير ذلك من الكتب الشهيرة المذكورة في فهرست المصنّفين.

١٤٧

الفصل الخامس عشر

في تقدّم الشيعة في النحو العربي

وفيه صحائف

الصحيفة الأُولى

في أوّل مَن وضعه للعرب

فاعلم أنّ أوّل مَن ابتدعه وأنشأه وأملا جوامعه وأُصوله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد حكى على ذلك الإجماع جمال الدين علي بن يوسف القفطي في كتابه تاريخ النحاة، والمرزباني في المقتبس.

وقال ابن جنّي في الخصائص في باب صدق النقلة ما لفظه: أو لا تعلم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو البادي به المنبّه عليه والمنشيه والمشير إليه.

وقال عبد الحميد بن أبي الحديد قد علم ذلك الناس كافّة، قلت: وقد أرسل ذلك الأئمّة إرسال المسلّمات وقد أخرجت نصوصهم في الأصل الدالة على صحّة دعوى الإجماع عليه، وضعف ما قيل أنّ أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز؛ لأنّ عبد الرحمن أخذ عن أبي الأسود، ويقال: عن ميمون الأقرن الآخذ عن أبي الأسود؛ لأنّ الروايات كلها تستند إلى أبي الأسود، وأبو الأسود يسند إلى علي عليه السلام، وأخرجت

١٤٨

في الأصل رواية أبي الأسود بذلك من عدة طرق متواترة، وسيأتي ذكر بعضهما.

الصحيفة الثانية

في أوّل مَن أسّسه وبوّبه

فاعلم أنّ أوّل مَن أسّس ذلك هو أبو الأسود الدؤلي، ويقال الديلي منسوب إلى الدؤل فيقال الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة قال أبو علي الغيائي في كتاب القارع قال الأصمعي وسيبويه والأخفش وابن السكيت وأبو حاتم والعدوي وغيرهم: هو بضم الدال وكسر الهمزة وإنّما فتحت في النسب كما فتحت ميم نمر في النمري ولام سلم في السلمي، قال الأصمعي وكان عيسى بن عمرو يقولها في النسب بكسر الهمزة أيضاً بتبقيته على الأصل، وحكى أيضاً عن يونس وغيره وقال بتبقيته على الأصل شاذاً في القياس قال أبو علي وكان الكسائي وأبو عبيدة ومحمد بن حبيب يقولون أبو الأسود منسوب إلى الديل بكسر الدال وسكون الياء واسمه ظالم بن ظالم ويقال بالتصغير فيهما ويقال عمرو بن عثمان بن عمرو، ويقال ظالم بن عمر بن ظالم، وقيل ابن سفيان بن عمرو بن خليس بن نفاءة بن عدي بن الدئل بن بكر ابن كنانة والأصح أن دؤلي - بضم الدال وفتح الهمزة - نسبة إلى دئل - بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها - في النسبة من تغييرات النسب - واسم أبي الأسود الدؤلي في الأشهر عند الأكثر، ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب إلى الدوئل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة من سادات التابعين، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

قال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي المتوفّي سنة ٣٥١ في كتابه

١٤٩

مراتب النحويين: كان أوّل مَن رسم للناس النحو أبو الأسود الدؤلي وكان أبو الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف: أبو الأسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة وأُمّه من بني عبد الدار بن قصي وكان عاقلاً حازماً بخيلاً، وهو أوّل مَن وضع العربية وكان شاعراً مجيداً.

وقال في كتاب الشعر والشعراء: ويعد في الشعراء والتابعين والمحدثين والبخلاء والمفاليج والعرج والنحويين؛ لأنّه أول مَن عمل كتاباً في النحو بعد علي ابن أبي طالب عليه السلام، وولي البصرة لابن عباس ومات بها وقد أسنّ، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي الأسود: قال أبو علي القالي حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد قال: أوّل مَن وضع العربية ونقّط المصحف: أبو الأسود، وقد سُئل أبو الأسود عمّن نهج له الطريق: فقال: تلقّيته من علي بن أبي طالب (ع).

قال: وروى عمرو بن شبة بإسناد له عن عاصم بن بهدلة قال: أوّل مَن وضع النحو أبو الأسود وحكى عن الجاحظ أنّه قال أبو الأسود معدود في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضرين الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف والبخر الأشراف وحكاه عن الجاحظ أبو الفرج في الأغاني والسيوطي في بغية الوعاة أيضاً وقال الراغب في المحاضرات عند ذكره لأبي الأسود وهو أول مَن نقّط المصحف وأسس أساس النحو بإرشاد علي (ع) وكان من أكمل الرجال رأياً وعقلاً وكان شيعياً شاعراً سريع الجواب ثقـة في الحديث إلى آخر كلامه.

١٥٠

وقال اليافعي في مرآة الجنان ظالم بن عمرو أبو الأسود البصري كان من سادات التابعين وأعيانهم وصاحب أمير المؤمنبن علي بن أبي طالب شهد معه حرب صفّين وكان من أكمل رجاله في الرأي والعقل وهو أول مَن دوّن علم النحو بإرشاده. وقال الإمام البيهقي في كتابه المحاسن والمساوي قال يونس بن حبيب النحوي: أوّل مَن أسّس العربية وفتح بابها ونهج سبيلها أبو الأسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو، انتهى.

وقال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في أول كتابه نزهة الألباء قال أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره: أخذ أبو الأسود الدؤلي النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال أبو حاتم السجستاني: ولد أبو الأسود في الجاهلية وأخذ النحو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى أبو سلمة موسى بن إسماعيل عن أبيه قال كان أبو الأسود أول مَن وضع النحو بالبصرة ثم قال ابن الأنباري إنّ أول مَن وضع علم العربية وأسّس قواعده وحدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي. وقال ابن جنّي في الخصائص في باب صدق النقلة أولا تعلم أنّ أمير المؤمنين هو البادي به والمنبّه عليه والمنشيه والمشير إليه، ثم تحقّق ابن عباس به واكتفاء علي رضي الله عنه أبا الأسود إيّاه.

وقال أبو هلال حسن بن عبد الله العسكري في كتاب الأوائل: أول مَن وضع النحو علي بن أبي طالب عليه السلام، أخرجه الزجاجي في أماليه عن المبرّد.

وقال أبو عبيدة: أوّل مَن وضع العربية أبو الأسود ثم ميمون الأقرن، ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله ابن إسحاق.

١٥١

قلت: أي بعد أخذ ذلك من علي عليه السلام لنص أبي عبيدة نفسه على ذلك كما تقدّم نقل ابن الأنباري عنه ذلك.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ابتكره علي بن أبي طالب وأملا على أبي الأسود جوامعه وأصوله.

وقال أبو الفضل بن أبي الغنائم في شرح المفصل: روى أنّ أبا الأسود أخذ النحو من علي عليه السلام فأمره بوضعه في الكلام.

وقال عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب عند ذكره لأبي الأسود: وهو واضع علم النحو بتعليم علي رضي الله عنه، ومثله الدميري في ( حياة الحيوان ) في دئل قال: إنّه أول مَن وضع النحو بتعليم علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقال ابن النديم في الفهرست قال أبو جعفر بن رستم الطبري: إنّما سمّي النحو نحواً لأنّ أبا الأسود الدؤلي قال لعلي عليه السلام وقد ألقى عليه شيئاً من أصول النحو.

قال أبو الأسود: واستأذنته أن أضع نحو ما وضع فسمّى ذلك نحواً.

ثم قال ابن النديم: ورأيت ما يدل على أنّ النحو عن أبي الأسود ما هذه حكايته وهي أربعة أوراق أحسبها من ورق الصيني ترجمتها هذه فيها كلام في الفاعل والمفعول من أبي الأسود رضي الله عنه عليه بخط يحيى بن يعمر، وتحت هذا الخط بخط عتيق، وهذا خط النضر بن شميل.

وحكى ابن خلكان، وابن الأنباري عن أبي حرب ابن أبي الأسود الدؤلي: إنّ أول باب رسم أبي: باب التعجّب.

١٥٢

وقال ابن الأنباري: إنّه وضع المختصر المنسوب إليه بعد ما نقّط المصحف أيام زياد.

وقال ابن الأنباري في ( النزه ) والصحيح أنّ أوّل مَن وضع النحو علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنّ الروايات كلها تسند إلى أبي الأسود وأبو الأسود يسند إلى علي فإنّه روى عن أبي الأسود أنّه سُئل فقيل له من أين لك هذا النحو؟ فقال: لفّقت حدوده من علي بن أبي طالب.

وقال الإمام الفخر الرازي في كتاب مناقب الشافعي: وقد قرأ الخليل بن أحمد على عيسى بن عمر عن أبي عمرو ابن العلاء وهو عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي عن أبي عبد الله ميمون الأقرن، عن عنبسة الفيل وهو عن أبي الأسود الدؤلي عن علي عليه السلام.

وقال رشيد الدين بن شهر اشوب المازندراني في كتاب ( المناقب ) أن الخليل بن أحمد يروي عن عيسى بن عمرو الثقفي عن عبد الله بن إسحاق الجضرمي، عن عالم النحو أبي عمرو ابن العلاء، عن ميمون الأقرن، عن عنبسة الفيل، عن أبي الأسود، عن علي عليه السلام ومثله قال الأزهري في ( تهذيب اللغة ) وابن مكرم في ( لسان العرب ) وابن سيده في ( المحكم )، وابن خلكان في ( الوفيات ) وجماعات من أئمّة العلم:

قال ركن الدين علي بن أبي بكر الحديثي في كتاب الركنى إنّ أول مَن وضع النحو أبو الأسود الدؤلي أستاذ الحسن والحسين، أخذ النحو عن علي، قال فأخذ النحو عنه خمسة وهم: ابناه عطا وأبو الحارث وعنبسة وميمون ويحيى بن النعمان، وأخذ منهم: أبو إسحاق الحضرمي وعيسى الثقفي وأبو عمرو بن العلاء، وأخذ الخليل بن أحمد عن عيسى الثقفي وفاق

١٥٣

فيه وأخذ عنه سيبويه وبعده الأخفش، ثم صار أهل الأدب كوفياً وبصرياً.

وقال الكفعمي من الإمامية في كتاب مختصر نزهة ابن الأنباري إنّ أبا الأسود الدؤلي أول مَن وضع علم العربية وأخذه أبو الأسود من علي عليه السلام، قلت: وفي هذا كفاية لمَن أراد تحقيق الحقيقة ( تبصرة ).

قال ابن فارس في كتابه الصاحبي المترجم بفقه اللغة ما لفظه، فإن قال قائل فقد تواترت الروايات بأنّ أبا الأسود أول مَن وضع العربية وأنّ الخليل أول مَن تكلّم في العروض، قيل له: نحن لا ننكر ذلك بل نقول إنّ هذين العلمين قد كانا قديماً وأتت عليهما الأيام وقلاّ في أيدي الناس، ثم جدّدهما هذان الإمامان، انتهى. قلت: هذا بظاهره يشبه كلام أهل السوداء ضرورة عدم حاجة عرب الجاهلية إلى علم النحو؛ لأنّهم فطروا على العربية وجبلوا عليها لا يستطيعون خلافها حتى يحتاجون إلى علم ما يقوّم لسانهم.

والروايات التي اعترف بتواترها روت السبب في وضع أمير المؤمنين عليه السلام له وسبب نحو أبي الأسود نحوه، وحاصلها فساد لسان أولاد العرب المتولّدين من الأنباط والموالي في أيام النبوّة وبعدها فحاولوا السراية وفساد اللغة فرسموا النحو لحفظ ما كان محفوظاً بالفطرة الأصلية.

وبالجملة، التاريخ والاعتبار يدلاّن على خلاف ما زعمه هذا الفاضل وهو رأي تفرّد به مرّ فيه على وجهه لم يدر ما يدخل عليه من ذلك فنأخذ ما روى وننبذ مارأى، وأمّا وهمه في قدم العروض فقد قدمنا جوابه فلا نعيد.

١٥٤

الصحيفة الثالثة

في تحقيق السبب الذي دعا أمير المؤمنين عليه السلام إلى اختراع أُصول علم النحو وتحديد حدوده

وتحقيق السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو

لأنّ الناس اختلفوا في المقامين وذكروا في المقام الأول وجوهاً، أحدها ما ذكره ابن الأنباري في خطبة شرح سيبويه قال:

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سمع يوماً قارئاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بجر لام الرسول فغضب صلّى الله عليه وآله وسلّم وأشار إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام: انح النحو واجعل له قاعدة، وامنع من مثل هذا اللحن، فطلب أمير المؤمنين أبا الأسود الدؤلي وعلّمه العوامل والروابط وحصر كلام العرب وحصر الحركات الإعرابية والبنائية، وكان أبو الأسود كيّساً فطناً ذهناً فألّف ذلك وإذا أشكل عليه شيء راجع أمير المؤمنين عليه السلام ورتّب وركّب بعض التراكيب وأتى به إلى خدمة أمير المؤمنين عليه السلام فاستحسنه وقال نعم ما نحوت - أي قصدت - فللتفاؤل بلفظ علي عليه السلام سُمّي هذا العلم نحواً، انتهى.

ولا يخفى أنّ لفظة النحو فيما ذكره من القصّة إنّما صدرت أولاً من قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا من كلام علي عليه السلام، كما قال ابن الأنباري، والمعلوم عند أهل العلم في وجه تسمية علم النحو هو ما قاله لا ما في هذه القصة الشبيهة بحكايات القصاصين، وأهل العلم بالأخبار لا يرون وقوع هذه القصة في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّما تفرّد بها ابن الأنباري فيما أعلم؛ لأنّي لم أعثر على مَن قصّها قبله.

١٥٥

نعم حكاها عنه بعض المتأخّرين وذكرتهم في الأصل.

ثانيها: ما ذكره رشيد الدين علي بن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب: أنّ السبب في وضع أمير المؤمنين عليه السلام ذلك أنّ قريشاً كانوا يزوّجون بالأنباط، فوقع فيما بينهم أولاد ففسد لسانهم، حتى أنّ بنتاً لخويلد الأسدي كانت متزوّجة في الأنباط، فقالت: إنّ أبوي مات وترك علي مالاً كثيراً فلمّا رأى علي عليه السلام فساد لسانها أسّس النحو.

وفي كتاب الركني لركن الدين علي ابن أبي بكر الحديثي ما لفظه: وسببه أنّ امرأة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت أبوي مات وترك مالاً فاستقبح معاوية ذلك فبلغ الخبر عليّاً عليه السلام فرسم لأبي الأسود رقعة فيها أصول النحو الحديث.

قلت: لا منافاة بين الروايتين.

ثالثها: أنّ أعرابياً سمع من سوقي يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله، فشجّ رأسه فخاصمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له في ذلك، فقال: إنّه كفر بالله في قراءته فقال عليه السلام إنّه لم يتعمّد بذلك فأسّس أُصول النحو في رقعة ودفعها لأبي الأسود، الحديث ذكره رشيد الدين.

وقال شمس الدين محمد ابن السيد الشريف الجرجاني في كتابه الموسوم بالرشاد في شرح الإرشاد للعلاّمة التفتازاني في وجه تسمية النحو بالنحو أنّ أبا الأسود الدؤلي سمع قارئاً يقراً إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالجر في المعطوف والواجب فيه الرفع أو النصب، فحكى لأمير المؤمنين علي عليه السلام فقال ذلك لمخالطة العجم.

ثم قال: أقسام الكلمة ثلاثة اسم وفعل وحرف، إلى آخر الصحيفة،

١٥٦

وقال الإمام ميثم البحراني في بداية الأمر إنّ أبا الأسود سمع رجلاً يقرأ: إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر فأنكر ذلك وقال: نعوذ بالله من الخور بعد الكور - أي من نقصان الإيمان بعد زيادته وراجع عليّاً عليه السلام في ذلك فقال: نحوت أن أضع للناس ميزاناً يقوّمون به ألسنتهم.

فقال له مولانا عليه السلام: الكلمات ثلاث: اسم وفعل وحرف، فالاسم إلى آخر الصحيفة وقال عليه السلام: انح يا أبا الأسود نحوه وأرشده إلى كيفية ذلك الوضع وعلّمه إيّاه، قلت وهذا أيضاً لا مخالفة فيه غير الاختلاف فيمَن سمع أنّ الله بريء من المشركين ورسوله.

رابعها: ما ذكره إبراهيم بن علي الكفعمي الشامي قال: وروي أنّ سبب وضع النحو من علي عليه السلام أنّه سمع رجلاً يقرأ لا يأكله إلاّ الخاطئين.

خامسها: ما ذكره رشيد الدين أنّ السبب في ذلك أنّ أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة - فقال له رجل: مَن المتوفّى؟ فقال الله أخبر عليّاً عليه السلام فأسّس ذلك ودفعه إلى أبي الأسود في رقعة وقال: ما أحسن هذا النحو، أحش له بالمسائل فسمي نحواً.

سادسها: ما رواه السيد المرتضى علم بن الحسين الموسوي في كتاب الفصول المختارة من كتاب العيون والمحاسن للشيخ أبي عبد الله المفيد محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم.

قال أخبرني الشيخ أبو عبد الله أدام الله عِزّه عن محمد بن سلام الجمحي أنّ أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فرمى إليه رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كلّه ثلاثة أشياء،

١٥٧

اسم وفعل وحرف جاء لمعنى: فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، فقال أبو الأسود يا أمير المؤمنين هذا كلام حسن فما تأمرني أن أصنع به فإنّني زدت بإيقافي عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّي سمعت في بلدكم هذا لحناً كثيراً فاحشاً، فأحببت أن أرسم كتاباً مَن نظر فيه ميّز بين كلام العرب وكلام هؤلاء، فابن عليه ذلك.

فقال أبو الأسود وفّقنا الله بك يا أمير المؤمنين للصواب، انتهى.

قال رشيد الدين قال بن سلام الجمحي بعد نقل الرقعة وكتب عليه السلام: كتبه علي بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه كنيته وقالوا هذا تركيب مثل دراحنا وحضرموت.

وقال الزمخشري في ( الفائق ) ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع؛ لأنّه أشهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يتغيّر.

وقال أبو القاسم الزجّاج في أماليه عن أبي جعفر الطبري عن أبي حاتم السجستاني، عن يعقوب بن اسحق الحضرمي، عن سعيد بن مسلم الباهلي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الأسود الدؤلي أنّه قال:

دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فرأيته مطرقاً مفكّراً فقلت فيم تفكّر يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّي سمعت ببلدكم هذا لحناً فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية، فقلنا إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة.

ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إليّ صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كلّه اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.

١٥٨

ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أنّ الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر.

قال أبو الأسود فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت فيها أنّ وإن وليت ولعلّ وكأنّ، ولم أذكر لكن، فقال لي لِم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها، فزدتها فيها، انتهى ما في أمالي الزجاج.

قلت وبعد حمل المجمل من هذه الوجوه على مبينها ومطلقها على مقيدها يكون الحاصل منها أنّ سماع اللحن ممّن فسد لسانه بمخالطة العجم سبب وضع أمير المؤمنين له وأمر أبي الأسود باتباعه نحوه، وكل هذه الوجوه تردّ مقالة ابن فارس أيضاً كما قدّمنا.

وأمّا روايات للسبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو فأيضاً لا تنافي بينها، فقد حكى أبو سعيد أنّه مرّ بأبي الأسود سعد وكان رجلاً فارسياً من أهل زندخان كان قدم البصرة مع جماعة أهله، فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا أنّهم أسلموا على يديه وأنّهم بذلك من مواليه، فمرّ سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه، فقال: مالك يا سعد: لم لا تركب؟ قال إنّ فرسي ضالعاً أراد ضالع، قال فضحك به بعض مَن حضره، فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا إخوة، فلو عملنا لهم الكلام فوضع باب الفاعل والمفعول. وإنّ امراة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت: أبوي مات وترك مالاً، فاستقبح معاوية ذلك، فبلغ الخبر عليّاً فرسم لأبي الأسود فوضع أبو الأسود أولاً باب الياء والإضافة، ثم سمع رجلاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالجر فصنّف بابي العطف والنعت.

١٥٩

ثم قالت ابنته يوماً: يا أبت ما أحسن السماء بالضم على لفظ الاستفهام: فقال لها: نجومها؟ قالت: إنّما أتعجب من صنعتها فقال لها: قولي ما أحسن السماء وافتحي فاك، فصنّف بابي التعجّب والاستفهام.

وأنت خبير أن لا تنافي في هذه الروايات، فإنّ كلاًّ سبب لتصنيف باب من أبواب النحو.

وأمّا ما ذكره ابن النديم في الفهرست، والشيخ أبو الحسن سلامة بن عيان بن أحمد الشامي النحوي في أول كتاب المصباح في النحو، ولفظ الأول قد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئاً أخذه عن علي كرّم الله وجهه إلى أحد حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئاً يكون للناس إماماً ويعرف به كتاب الله فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر، فقال: ما ظننت أنّ أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: افعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتباً لقناً يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر.

قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فأنقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي الأسود انتهى.

قلت: هذا لا ربط له في موضوع الكلام، فإنّ الكلام في سبب رسم علم النحو لا رسم المصحف، والعجب من هذين الفاضلين حيث ذكراه في سبب رسم النحو؛ فتأمّل.

١٦٠

خاتمة: في معنى النحو والعربية لغة قوله (عليه السلام) انح نحوه، أي اسلك طريقه.

قال البيهقي: النحو الاستقامة وكان النحو المذهب الذي يقوّم لغة العرب.

وقال قوم: النحو الناحية، قال أبو عثمان المازني: النحو ناحية من الكلام، والنحو المثال، كقولك هذا على نحوه أي مثاله.

وقال الخليل: النحو القصد، وذلك لأنّ عليّاً عليه السلام قال - حين سمع قول رجل يلحن في كلامه - لأبي الأسود الدؤلي: ضع ميزاناً لكلام العرب فلقد كثرت الأنباط والمتعربة، فلمّا وضع أبو الأسود هذا الميزان قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن النحو الذي أحدثت فيه - أي الناحية والطريق.

ثم قال (عليه السلام) للمتعربة: انحوا نحوه. أي أقصدوا قصده واسلكوا طريقه.

قلت: النحو ما يقصد له، تقول نحا نحوه أي قصد نحوه، وإنّما أراد (عليه السلام) وأقصد نحو الإعراب والعربية أسم اللغة يقال هي اللغة العربية يراد بها الجيّدة الفصيحة البيّنة، وقيل للعربي عربي لأنّه عرب الألفاظ أي بيّنها.

وقال الأصمعي: قال رجل لبنيه يا بني أصلحوا ألسنتكم فإنّ الرجل تنوبه النائبة فيستعير من أخيه وأبيه أثوابه ولا يجد مَن يعيره لسانه.

١٦١

الصحيفة الرابعة

في أوّل مَن أخذ النحو من أبي الأسود

فاعلم أنّ أوّل مَن تعلّم منه ابنه عطاء ابن أبي الأسود، ثم يحيى بن يعمر العدواني، كما نصّ عليه أبو حاتم السجستاني وأبو الطيب اللغوي في مراتب النحويين، وكانا إمامين في النحو بعد أبي الأسود.

قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: فولد أبو الأسود الدؤلي عطاء وأبا حرب، وكان عطاء ويحيى بن يعمر العدواني بعجا العربية بعد أبي الأسود ولا عقب لعطاء، وأمّا أبو حرب ابن أبي الأسود فكان عاقلاً شاعراً.

انتهى ما في المعارف وفي كون عطاء وأبي حرب اثنين، تأمّل، بل في فهرست مصنّفي الشيعة لأبي العباس النجاشي وهو علامة النسب أبو حرب عطاء بن أبي الاسود الدؤلي وكان أستاذ الأصمعي وابي عبيدة، وقال ابن حجر في التقريب: أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري ثقة، قيل اسمه محجن وقيل عطاء من الثالثة، مات سنة ثمان ومائة وقال ركن الدين علي بن أبي بكر في كتابه الركني في النحو وأخذ النحو عن أبي الاسود خمسة وهم أبناء عطاء وأبو الحارث.

الصحيفة الخامسة

في أوّل مَن بسط النحو ومدّ أطنابه وسبّب علله وفتق معانيه

وأوضح الحجاج فيه في المصرين: البصرة والكوفة

أمّا في البصرة فهو الحبر العلاّمة حجّة الأدب وترجمان لسان العرب

١٦٢

أبو الصفاء الخليل بن أحمد، فإنّه الذي نقّحه حتى بلغ أقصى حدوده وانتهى إلى أبعد غاياته وأوحى إلى سيبويه من دقائق نظره ونتائج فكره ولطائف حكمته ما جمعه سيبويه في كتابه الذي أعجز قبله، كما امتنع على مَن تأخّر بعده ويظهر من بعض العبائر أنّ الخليل لم يصنّف فيه، لكن ابن خلكان وغيره عدّ له كتاب العوامل، والسيوطي عدّ له الجمل والشواهد، وذكروا أنّ سيبويه يروي عن الخليل ألف ورقة من علم الخليل في النحو كما نصّ عليه السيوطي في ترجمة سيبويه في الطبقات.

وأمّا في الكوفة فهو الشيخ العلاّمة المتبحّر أبو الجعفر الرواسي شيخ الكوفيين محمد بن الحسن ابن أبي سارة الكوفي النحوي، قال جلال الدين السيوطي في ترجمته في الطبقات: وهو أول مَن وضع من الكوفيين كتاباً في النحو وهو أستاذ الكسائي والفرّاء.

بعث إليه الخليل يطلب كتابه فبعثه إليه فقرأه فكل ما في كتاب سيبويه، وقال الكوفي كذا فإنّما عنى الرواسي.

هذا وكتابه يقال له الفيصل كما نصّ عليه في المزهر أيضاً، وهو من شيوخ الشيعة له في فهرست مصنّفي الإمامية ترجمة ومصنّفات، كان من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق، وهو من أهل بيت فضل وأدب له في الأصل ترجمة مفصّلة.

الصحيفة السادسة

في مشاهير أئمّة علم النحو الشيعة

منهم: عطاء بن أبي الأسود، وقد تقدّم ذكره في الصحيفة الرابعة.

ومنهم:

١٦٣

يحيى بن يعمر العدواني الوسقي المضري البصري من عدنان بن قيس بن غيلان بن مضر وكان عداده في بني ليث بن كنانة، كان أحد قرّاء البصرة وعنه أخذ عبد الله بن إسحق القراءة.

قال ابن خلكان: وكان عالماً بالقرآن الكريم والنحو واللغات وأخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت عليهم السلام من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم.

قلت: ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور وأثنى عليه ثناءً عظيماً ذكرت بعضه في الأصل وذكرت ما في الروض الزاهر من مناظراته مع الحجّاج وإثباته أنّ الحسن والحسين ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آية:(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إلى قولهوَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ) .

قال يحيى بن يعمر للحجّاج فمَن كان أبا عيسى وقد ألحقه الله بذرّية إبراهيم وما بين عيسى وإبراهيم أكثر ممّا بين الحسن والحسين ومحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال الحجاج ما أراك إلاّ قد خرجت وأتيت بها مبيّنة واضحة الحديث.

قال في بغية الوعاة توفّى سنة تسع وعشرين ومئة.

وقال في التقريب مات قبل المئة وقيل بعدها.

ومنهم محمد بن الحسن ابن أبي سارة أبو جعفر مولى الأنصار يعرف بالرواسي الكوفي شيخ الكوفيين في العربية وأوّل مَن صنّف فيهم في النحو كما تقدّم في الصحيفة الخامسة مات بعد المئة ذكرت ترجمتة ومصنّفاته في الأصل.

ومنهم: الفرّاء النحوي المشهور يحيى بن زياد الأقطع الكوفي، قطعت

١٦٤

يد أبيه زياد بن عبد الله في وقعة فخ كان مع الحسين بن علي بن الحسن المثلث ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط.

قال في رياض العلماء وما قال السيوطي من ميل الفرّاء إلى الاعتزال لعلّه مبني على الخلط بين أصول الشيعة والمعتزلة، وإلاّ فهو شيعي إمامي كما سبق آنفاً، انتهى.

حكى عن أبي العباس تغلب أنّه لولا الفرّاء لما كانت عربية؛ لأنّه خلصها وضبطها، قال: لولا الفرّاء لسقطت العربية لأنّها كانت تتنازع ويدّعيها كل مَن أراد ويتكلّم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فنذهب.

قلت: وذكرت له ترجمة تليق به في الأصل مع تعداد مصنّفاته وأنّه توفّي سنة سبع ومئتين في طريق مكّة عن ثلاث وستين سنة.

ومنهم: أبو عثمان بكر بن محمد بن حبيب بن بقية المازني من بني مازن من شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بكر بن وائل سيد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة وتقدّمه مشهور بذلك من علماء الإمامية تقدّم ذكره في علم الصرف مات سنة ٢٤٨ على الأصح.

ومنهم: الإمام ابن حمدون الكاتب النديم النحوي المشهور وهو أحمد ابن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون، قال ياقوت ذكره أبو جعفر العلوي في مصنّفي الإمامية. وقال هو شيخ أهل اللغة ووجههم وأستاذ أبي العباس تغلب، قرأ عليه قبل ابن الأعرابي وتخرّج من يده. قلت: هو في فهرست مصنّفي الشيعة للشيخ أبي جعفر الطوسي وفهرست أسماء المصنّفين من الإمامية للنجاشي، كما نقل ياقوت، مع زيادات ذكرتها في الأصل.

١٦٥

ومنهم: أبو العباس المبرد محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير الثمالي الأزدي البصري اللغوي النحوي المشهور كان إمام العربية في زمانه أخذ علوم العربية عن الإمام أبي عثمان المازني وتخرج عليه، تقدّم النص على تشيّعه وتواريخه.

ومنهم: ثعلبة بن ميمون أبو إسحق مولى بني أسد ثم مولى بني سلمة، كان إمام العربية بالكوفة وكان حسن العمل كثير العبادة والزهد كما في فهرست أسماء المصنّفين للنجاشي، وذكر له حكاية لمّا دخل الرشيد العباسي هارون بن محمد الكوفة وأنّه روى عن أبي عبد الله الصادق والكاظم عليهما السلام وصنّف في الحديث أيضاً ذكرت كل ما ذكره في الأصل.

ومنهم: أبو القاسم الجرجي الكوفي النحوي المشهور سعيد بن محمد بن سعيد الجرجي قال السمعاني في الأنساب كان أحد أئمّة علم النحو وكان من أهل الصدق، كان غالياً في التشيّع.

ومنهم: يعقوب بن سفيان أحد أركان الأدب فاضل في كل فنون الإسلام خصوصاً العلوم العربية قال ابن الأثير في الكامل كان من علماء الشيعة وفضلائها توفّي سنة ٢٧٧.

ومنهم: قتيبة النحوي الجعفي الكوفي من أئمّة علم النحو واللغة، ووصفه النجاشي في كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة بالأعشى المؤدب وكنّاه بأبي محمد المقري مولى الأزد. وذكره السيوطي في الطبقات وحكى عن الزبيدي ذكره في أئمّة نحاة الكوفيين وأنّه قال وقّع كاتب المهدي قرى عربية، فنوّن قرى، فأنكره شبيب بن شيبة، فسأل قتيبة هذا، فقال إن أريد قرى الحجاز فلا تنوّن؛ لأنّها تنصرف أو قرى السودان نوّنت لأنّها تنصرف.

١٦٦

ومنهم: السياري أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب النحوي اللغوي الشاعر الأديب البصري قال النجاشي كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد العسكري عليه السلام له كتب ذكرتها في الأصل.

ومنهم: أبو بكر الصولي أخذ النحو عن المبرّد تقدّم ذكره في الكتاب.

ومنهم: أبو جعفر محمد بن سلمه بن نبيل اليشكري النحوي، جليل من أصحابنا الكوفيين عظيم القدر فقيه قار لغوي نحوي خرج إلى البادية ولقي العرب وأخذ عنهم وأخذ عنه يعقوب ابن السكيت ومحمد بن عبده النائب قال النجاشي وبيت اليشكري بالكوفة بيت فيهم فضل وتمييز ومنهم: قوم كتاب إلى وقتنا هذا ثم عدد مصنّفاته وقد ذكرتها في الأصل.

ومنهم: أبو جعفر النحوي المعروف بأبي عصيدة وأسمه أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر مولى بني هاشم الكوفي الديلمي الأصل كان من أئمّة العربية وأدب المعتز ابن المتوكّل، أخذ عن الأصمعي ومَن في طبقته، وحدث عن الواقدي وعنه القاسم الأنباري وجماعة، روى في مناقب أهل البيت عن الواقدي وغيره وله مع المعتز يوم أراد قتل المتوكل حكاية ذكرها نور الله المرعشي في طبقات الشيعي في ترجمة أبي عصيدة.

ومنهم: شيخ الأدب أبو علي الفارسي اسمه الحسن بن علي بن أحمد ابن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفسوي إمام وقته في علم النحو حتى قيل بدأ النحو بفارس، وختم بفارس يعني بدأ بسيبويه وختم بأبي علي الفارسي قدم على سيف الدولة بحلب سنة ٣٣١، وأقام عنده مدّة ثم ارتحل إلى عضد الدولة بن بويه بفارس فأكرمه وتقدّم عنده وهو من الشيعة الإمامية كما في

١٦٧

رياض العلماء وغيره وقد وهم من نسبه إلى الاعتزال، وله في الأصل ترجمة مفصّلة مع تفصيل مصنفاته كان تولّده سنة ٢٨٨، وتوفّي يوم الأحد ٢٧ ربيع الثاني سنة ٣٧٧ هـ.

ومنهم: الأرجاني فارس بن سليمان أبو شجاع الأرجاني قال النجاشي شيخ من أصاحبنا كثير الأدب والحديث صحب يحيى بن زكريا الترماشيري ومحمد بن بحر الرهبي وأخذ عنهما له كتاب مسند أبي نواس وحجر وأشعب وبهلول وجعفران.

ومنهم: ابن الكوفي علي بن محمد بن عبيد بن الزبير الأسدي الإمامي من مشاهير أصحاب تغلب إمام في العربية بالكوفة ذكره النجاشي في كتابه أسماء مصنّفي الشيعة وأثنى عليه، وكذلك السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية وترجمه ياقوت والسيوطي في المعجم والطبقات ذكرت كلامه في الأصل صنّف الفرائد والقلائد في اللغة وكتاب معاني الشعر وكتاب الهمز وكان ولد سنة ٢٥٤ وتوفى في ذي القعدة سنة ٣٤٨ هـ.

ومنهم: الأخفش الأول المتوفّى قبل الخمسين ومئتين واسمه أحمد بن عمران بن سلامة الإلهاني يكنّى أبا عبد الله النحوي، قال ياقوت بعد ترجمته وله أشعار كثيرة في أهل البيت منها:

إنّ بني فاطمة الميمونه

الطيبين الأكرمين الطينه

ربيعنا في السنة الملعونه

كلهم كالروضة المهتونه

وذكره السيد بحر العلوم الطباطبائي في كتاب الرجال وذكر أنّه من شعراء أهل البيت عليهم السلام خالص الود لآل البيت أصله من الشام وهاجر

١٦٨

للعلم بالعراق، ثم رحل إلى مصر ثم إلى طبرية صحب إسحاق بن عبدوس وكان يؤدّب ولده بطبرية.

ومنهم: مرزكه بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاء وتشديد الكاف أسمه زيد من الموصل أحد أئمة النحو من الشيعة وذكره السيوطي في طبقات النحاة، وقال الصفدي كان نحوياً شاعراً أديباً رافضياً وذكره ابن النديم في شعراء الشيعة ومتكلّميهم.

ومنهم: ابن أبي الأزهري النحوي المشهور من أعلام علماء الشيعة له في كتب فهرست مصنّفي الشيعة ترجمة ومصنّفات، وذكره علماء التراجم والخطيب في تاريخ بغداد وغيره مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة عن نيف وتسعين سنة.

ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب البصري النحوي الشاعر المعروف بالمفجع المتقدم ذكره قال ياقوت كان من كبار النحاة شاعراً مفلّقاً شيعياً، وقال النجاشي جليل من وجوه أهل اللغة والأدب والحديث قلت له ترجمة طويلة في الأصل وفيها فهرست مصنّفاته وأنّه مات سنة عشرين وثلاثمئة.

ومنهم: ابن خالوية إمام اللغة والعربية وغيرهما من العلوم الأدبية تقدم ذكره وله في الأصل ترجمة مضبوطة مع فهرست مصنّفاته، وأنّه مات بحلب سنة سبعين وثلاثمئة.

ومنهم: الخالع النحوي واسمه حسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين الرافعي، قال الصفدي كان من كبار النحاة أخذ عن الفارسي والسيرافي

١٦٩

وذكره النجاشي في مصنّفي الشيعة، وذكر له كتاب صنعة الشعر كتاب الدرجات وكتاب أمثال العامّة وله تخيّلات العرب، كتاب شرح شعر أبي تمام، كتاب الأودية والجبال والرمال، وكان موجوداً في عشر الثمانين والثلاثمئة.

ومنهم: المرزباني محمد بن عمران الكاتب البغدادي المتقدم ذكره إمام علوم الأدب أخذ عن ابن دريد وابن الأنباري وعنه أبو عبد الله الصيمري وأبوالقاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم وقد أخرجت تمام فهرست مصنفاته في الأصل.

ومنهم: أبو الفتح محمد بن جعفر بن محمد الهمذاني المراغي النحوي، قال ياقوت كان حافظاً نحويا بليغاً وقال التوحيدي كان قدوة في النحو والأدب مع حداثة سنه ولم أر مثله وقال النجاشي في كتاب مصنّفي الشيعة عند ذكره كان وجهاً في النحو واللغة ببغداد حسن الحفظ صحيح الرواية فيما ينقله وكان يتعاطى الكلام وكانت وفاته سنة ٢٧١ ذكرت مصنّفاته في الأصل.

ومنهم: الحسين بن محمد بن علي الأزدي أبو عبد الله النحوي الكوفي، قال النجاشي: ثقة من أصحابنا كان الغالب عليه علم السير والأدب والشعر وله كتاب الوفود على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، كتاب أخبار ابن أبي عقب وشعره مات في آخر المئة الثالثة.

ومنهم: أحمد بن إسماعيل بن عبد الله أبو علي البجلي اللغوي المعروف بسمكة القمّي أستاذ ابن العميد من أئمة علم الأدب والنحو تأدّب على أحمد ابن أبي عبد الله البرقي وغيره قال النجاشي: وله عدّة كتب لم يصنّف مثلها وذكرها وذكرتها في الأصل.

١٧٠

ومنهم: أبو الحسن السمساطي كان واحد عصره في كل فنون الأدب والعربية مصنّفاً في الكل عددت مصنّفاته في الأصل. قال النجاشي كان شيخاً في الجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ثم ذكر مصنّفاته، قلت: له رسائل إلى سيف الدولة فهو من طبقة الكليني.

ومنهم: الشيخ ابن عبدون المعروف في عصره بابن الحاشر واسمه أحمد ابن عبد الواحد بن أحمد البزاز يكنّى أبا عبد الله كان إمام أهل الأدب والفقه والحديث كثير السماع والرواية قال النجاشي شيخنا المعروف بابن عبدون كان قوياً في الأدب قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير وكان علواً في الوقت، له كتب منها: أخبار السيد بن محمد، كتاب التاريخ، كتاب تفسير خطبة فاطمة عليها السلام معربة، كتاب الجمعة، كتاب التاريخ، كتاب الحديثين المختلفين، قلت: وله كتاب آداب الخلفاء مات سنة ٣٢٣ سمع منه الشيخ أبو جعفر الطوسي وأجازه جميع ما رواه.

ومنهم: ابن النجار النحوي الكوفي محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فوقة أبو الحسين التميمي صاحب المختصر في النحو وكتاب الملح والنوادر قال ياقوت ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمئة وقبل سنة إحدى عشرة وثلاثمئة وقدم بغداد وحدث عن ابن دريد ونفطويه، وكان ثقة من مجوّدي القرآن قلت وهو أحد شيوخ النجاشي صاحب الفهرست في مصنّفي الشيعة ذكره وأثنى عليه وذكر مصنّفاته وعدّ منها تاريخ الكوفة ثم لا يخفى أنّ ابن النجار يطلق على مَن ذكرنا وعلى محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار صاحب التحصيل والتذييل على تاريخ الخطيب من علماء السنة والجماعة وهذا من الإمامية توفّي سنة عشرين وأربعمئة، وقيل سنة ستين وأربعمئة.

١٧١

ومنهم: أبو الفرج القناني النحوي الكوفي الورّاق ذكره النجاشي في فهرست أسماء المصنّفين الشيعة وذكر كتبه وهو أحد مشايخه ذكرته في الأصل في علماء المئة الرابعة.

ومنهم: أبو الفرج محمد ابن أبي عمران موسى بن علي بن عبد ربّه القزويني الكاتب النحوي الكوفي ذكره النجاشي أيضاً وهو من معاصريه ولم يتفق له السماع منه وهو من علماء المئة الرابعة.

ومنهم: أبو الحسن الربعي النحوي علي بن عيسى بن الفرج بن صالح الربعي، قال ابن كثير الشامي في تاريخه قرأ في ابتداء أمره على السيرافي علوم العربية، ثم على أبي علي الفارسي ولازمه ملازمة تامة عشرين سنة حتى برع في العلم وحاز قصب السبق، قال وكان يتمشّى على شاطئ دجلة ذات يوم والشريفان المرتضى والرضي في زورق في دجلة ومعهما عثمان ابن جني أبو الفتح فقال علي بن عيسى لهما: من أعجب الأعاجيب أنّ عثمان معكما وعلي بعيد عنكما يسير في شاطئ دجلة، الحديث، مات سنة عشرين وأربعمئة.

ومنهم: أبو اسحق الرفاعي إبراهيم بن سعد بن الطيب الرفاعي النحوي قال أبو غالب محمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي ما رأيت قط أعلم من أبي إسحاق الرفاعي كان ضريراً أخذ عن السيرافي وقرأ عليه شرحه على الكتاب وسمع منه كتب اللغة والدواوين وخرج من بغداد إلى واسط وكان قبل قدومه إلى بغداد قدم واسط وتلقّى القرآن فيها من عبد الغفار الحصني فجلس بالجامع صدراً يقرأ الناس، قاله ياقوت ثم قال ثم نزل الزيدية وهناك تكون الرافضة والعلوية فنسب إلى مذهبهم ومقت وجفاه الناس ومات سنة إحدى عشرة وأربعمئة.

١٧٢

ومنهم: عبد السلام بن الحسين أبو أحمد البصري النحوي، ذكره النجاشي ووصفه بشيخ الأدب بالبصرة وهو أحد مشايخه بالكوفة.

ومنهم: الشريف يحيى بن محمد بن طباطبا العلوي النحوي يكنّى أبا المعز وأبا محمد أخذ عن الربعي والشماس وعنه ابن الشجري، قال ياقوت وكان يفتخر به ابن الشجري. وقال ابن النديم في الفهرست يحيى العلوي أبو محمد النيسابوري المتكلّم له كتب لقيت جماعة ممّن لقوه وقرأوا عليه وذكره السيوطي في طبقات النحاة وحكى أنّه كان شيعياً. قلت ذكره شيخ الشيعة العلاّمة ابن المطهّر في الخلاصة قال كان فقيها عالماً متكلماً يسكن نيسابور وكذلك قال النجاشي والشيخ ابن داود وغيرهم وقد أخرجت عبائرهم في الأصل.

ومنهم: ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب أبو الحسن الحلبي النحوي قال السيوطي في الطبقات قال الذهبي كان من كبار النحاة شيعياً صنّف كتاباً في تعليل قراءة عاصم وتولّى خزانة الكتب بحلب لسيف الدولة فقالت الإسماعيلية هذا يفسد الدعوة؛ لأنّه صنّف كتاباً في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم فحمل إلى مصر فصلب في حدود سنة ستين وأربعمئة.

ومنهم: أبو القاسم التنوخي علي بن المحسن بن علي بن محمد ابن أبي الجهم قال في نسمة السحر في ذكر من تشيّع وشعر كان فاضلاً شاعراً أديباً كأبيه وجدّه وأخذ اللغة عن أبي العلاء المعرّي وروى شعراً كثيراً وولي القضاء بعدة بلاد ثم عدّها. قلت وقد أخذ عن السيد المرتضى قال محمد بن شاكر في فوات الوفيات وكان شيعياً معتزلياً؛ وهذا وهم منه إنّما كان شيعياً إمامياً، تولّد يوم الثلاثاء منتصف شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمئة وتوفّي في شهور

١٧٣

سنة ٤٤٧ ونصّ على تشيّعه وتشيّع أبيه المحسن وجدّه القاضي التنوخي القاضي المرعشي في طبقات الشيعة.

ومنهم: علي بن أحمد الفنجكري بفتح الفاء وسكون النون ثم الجيم ثم الكاف ثم الراء المهملة ثم الياء النسبية وهي نسبة إلى فنج كرد قرية من قرى نيسابور الأديب له تاج الأشعار وسلوة الشيعة وهي أشعار أمير المؤمنين ألف الميداني كتاب السامي في الأسامي في اللغة بالفارسية باسمه ووصفه فيه ومدحه بالفضل والعلم والأدب.

قال القاضي المرعشي في طبقات الشيعة كان أديباً فاضلاً لبيباً مؤمناً كاملاً، وله في أهل البيت الأشعار الرائقة وذكر قطعة منها.

وقال السيوطي: قال في السياق الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة قرأ اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وأحكامها.

قال في الوشاح عند ذكره هو الملقّب بشيخ الأفاضل أعجوبة زمانه وآية أقرانه مات سنة ٥١٢ عن ثمانين سنة وعن السياق أنّه مات في ١٣ شهر رمضان سنة ٥٠٣ وقد أخرجت في الأصل جملة من أشعاره، وكان معاصراً للزمخشري وله معه حكايات.

ومنهم: ملك النحاة وهو الحسن بن صافي بن نزار ابن أبي الحسن، ويظهر من كشف الظنون أنّه يكنّى أبا نزار قال في باب حرف العين عمدة في النحو لأبي نزار ملك الرافضة والنحاة حسن بن صافي بردون التركي المتوفّي سنة ٧٩٨ ووهم في تاريخ الوفاة كما وهم السيوطي في تاريخ تولّده ووفاته حيث قال مات بدمشق يوم الثلاثاء تاسع شوّال سنة ثمان وستين وخمسمئة ومولده

١٧٤

سنة تسع وثمانين وأربعمئة فإنّه رضي الله عنه توفي سنه ٤٦٣ كما في الحلل السندسية، وصحّحه ابن خلكان.

وكان ملك النحاة قرأ النحو على الفصيحي الأمامي حتى برع فيه، وصنّف فيه الحاوي والعمدة والمقصد في التصريف وكتاب العروض وكتاب التذكرة السنجرية والمقامات والمسائل العشر المعميات وديوان الشعر، كان تولّده ببغداد وسافر إلى إيران خراسان وكرامان وغزنه وفي آخر الأمر قدم الشام وسكنها ومات بها نقلت في الأصل أبياتاً من شعره.

ومنهم: علي بن محمد بن علي بن أبي زيد الفصيحي لتكراره على كتاب الفصيح كان من أهل استرباد من بلاد جرجان قرأ على عبد القادر الجرجاني وقرأ عليه ملك النحاة.

وكان إماماً في كل علوم العربية ودرس النحو بالمدرسة النظامية ببغداد بعد الخطيب التبريزي ثم علموا تشيّعه فقيل له ذلك فقال: لا أجحد أنا متشيّع من القرن إلى القدم فأخرج ورتّب مكانه أبو منصور الجواليقي مات ببغداد يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة الحرام سنة ٥١٦ ست عشر وخمسمئة.

ومنهم: ابن الشجري أستاذ ابن الأنباري كان أوحد أهل زمانه وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها متضلّعا من الأدب كامل الفضل.

قاله السيوطي ونحوه ابن خلكان وياقوت وابن الأنباري، وذكره من أصحابنا الشيخ منتجب الدين في كتابه فهرس أسماء علماء الشيعة المتأخّرين

١٧٥

عن الشيخ الطوسي، وذكره السيد علي بن صدر الدين المدني في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.

وقد وهم السيوطي في سرد نسبه الشريف كما وهم ياقوت في تفسير الشجري فإنّه هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الشجري ( قرية من أعمال المدينة ) ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام توفّي سنة سبع وثلاثين وخمسمئة وذكرت مصنّفاته في الأصل.

ومنهم: يحيى بن أبي طيء أحمد بن ظاهر الطائي الكلبي الحلبي أبو الفضل النحوي.

قال ياقوت: أحد من يتأدّب ويتفقّه على مذهب الإمامية وصاحب التصانيف في أقسام العلوم وكان في حدود الستمئة.

قلت: قال في كشف الظنون أخبار الشعراء السبعة لابن أبي طيء يحيى بن حميدة الحلبي المتوفّى سنة ٣٣٥ خمس وثلاثون وثلاثمئة رتّب على الحروف، انتهى. وأظنّه وهم والصحيح أنّ تولّده في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمئة.

ومنهم: أحمد بن علي بن معقل أبو العباس المقري الأديب الأزدي المهلبي الحمصي أحد أفراد الدهر في الأدب والعربية.

قال السيوطي: قال الذهبي ولد سنة سبع وستين وخمسمئة ورحل إلى العراق وأخذ الرفض عن جماعة بالحلّة والنحو ببغداد عن أبي البقاء العكبري

١٧٦

والوجيه الواسطي وبدمشق من أبي اليمن الكندي، وبرع في العربية والعروض وصنّف فيهما.

وقال الشعر الرائق ونظم الإيضاح والتكملة للفارسي فأجاد واتصل بالملك الأمجد فحظي عنده وعاش به رافضة تلك الناحيه وكان وافر العقل قالياً في التشيّع ديّناً متزهّداً، مات في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة ٦٤٤ أربع وأربعين وستمئة.

ومنهم: أحمد بن محمد أبو العباس الاشبيلي الأزدي المعروف بابن الحاج من أئمة النحو واللغة تخرج على الشلوبين وأمثاله حتى صار محقّقاً بالعربية وحافظاً للغات إماماً في العروض قال في البدر السافر برع في لسان العرب حتى لم يبق فيه مَن يفوقه أو يدانيه. وقال مجد الدين في البلغة: كان يقول إذا مت يفعل ابن عصفور في كتاب سيبويه ما شاء. وله على كتاب سيبويه إملاء، وصنّف في الإمامة كتاباً حسناً أثبت فيه إمامة الاثني عشر كما في معالم العلماء وصنّف في علم القرآن.

وله مختصر خصائص ابن جنّي ومصنّف في حكم السماع ومختصر المستصفى للغزالي في أصول الفقه وله حواشي في مشكلاته وعلى سر الصناعة وعلى الإيضاح.

وله كتاب النقود على الصحاح والإيرادات على المغرب مات سنة ٦٤٧ وقال ابن عبد الملك مات سنة ٦٥١ والأول أصح.

ومنهم: نجم الأئمّة الرضي الأسترابادي قال السيوطي: الرضي الإمام المشهور صاحب شرح الكافية لابن الحاجب الذي لم يؤلّف عليها بل ولا في

١٧٧

غالب كتب النحو مثله جمعاً وتحقيقاً وحسن تعليل، وقد أكبّ الناس عليه وتداولوه واعتمده شيوخ العصر، ولقبه نجم الأئمة ولم أقف على اسمه ولا على شيء من ترجمته. انتهى ما في طبقات السيوطي.

وقال الفاضل البغدادي في مقدّمة خزانة الأدب في شرح شواهد شرح الرضي: وقد رأيت في آخر نسخة قديمة من هذه الشروح ما نصّه:

هو المولى الإمام العالم العلاّمة ملك العلماء صدر الفضلاء مفتي الطوائف، الفقيه المعظّم نجم الملّة والدين محمد بن الحسن الاسترابادي، وقد أملا هذا الشرح بالحضرة الشريفة الغروية في ربيع الآخر من سنة ثمان وثمانين وستمئة.

قلت: وقد رأيت خط الفاضل الأصفهاني الشهير بالفاضل الهندي على ظهر شرح الرضي على الشافية في الصرف ما نصّه: شرح الشافية للشيخ الرضي المرضي نجم المِلّة والحق والحقيقة والدين الاسترابادي الذي درر كلامه أسنى من نجوم السماء وتعاطيها السهل من تعاطى لآليء الماء إذا فاء بشيء اهتزت له الطباع، إذا حدّث بحديث قرط الأسماع بالاستماع هو الذي بين الأئمة ملك مطاع للمؤلف والمخالف في جميع الأراضي والبقاع.

قلت: وقد أرخ هو في آخر شرحه على الكافية قبل أحكام هاء السكت قال هذا آخر شرح المقدّمة والحمد لله على أنعامه وأفضاله بتوفيق إكماله وصلواته على محمد وكرم آله وقد تمّ تمامه وختم اختتامه في الحضرة المقدسة الغروية على مشرّفها أفضل تحية ربّ العزّة وسلامه في شوّال سنة ست وثمانين وستمئة.

١٧٨

ومنهم: السيد ركن الدين صاحب المتوسط شرح مقدمة ابن الحاجب بثلاث شروح اشتهر منها المتوسط، قال السيوطي قال ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد قدم مراغة واشتغل على مولانا نصير الدين الطوسي وكان يتوقّد ذكاء وفطنة فقدّمه النصر وصار رئيس الأصحاب بمراغة وكان مجيد درس الحكمة وكتب الحواشي على التجريد وغيره وكتب لولد النصير شرحاً على قواعد العقائد للنصير.

ولمّا توجّه النصير إلى بغداد سنة ٦٧٢ لازمه فلمّا مات النصير في هذه السنة صعد إلى الموصل واستوطنها ودرس بالمدرسة النورية وفوّض إليه النظر في أوقافها وشرح مقدّمة ابن الحاجب بثلاث شروح أشهرها المتوسّط وتكلّم في أصول الفقه وأخذ على السيف الآمدي، ثم فوّض إليه درس الشافعية بالسلطانية.

وقال الصفدي كان شديد التواضع يقوم لكل أحد حتى السقّاء، شديد الحلم وافر الجلالة عند التتار، شرح مختصر ابن الحاجب الأصلي والشافية في التصريف وعاش بضعاً وسبعين سنة. وقال صاحب رياض العلماء السيد بن شرف شاه وهو السيد ركن الدين الاسترابادي أعني أبا محمد الحسن بن محمد بن شرفشاه الحسيني له كتاب منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة ألفه باسم السلطان اويس بهادرخان.

وعندنا من مؤلّفاته شرحه على قواعد العقائد لخواجه نصير الدين أُستاذه انتهى، وقال صاحب الروضات كان من أعلام الشيعة نصّ على تشيّعه جماعة من العلماء وذكر مصنّفاته وعدّ منها منهج الشيعة ومات سنة ٧١٨ وقيل في ١٤ صفر سنة ٧١٥.

١٧٩

تمّ بحمد الله على يد مؤلّفه العبد الراجي فضل ربّه ذي المنن أبي محمد الحسن المشتهر بالسيد حسن صدر الدين ابن السيد العلاّمة السيد الهادي الكاظمي، يوم السبت خامس عشر جمادى الآخرة من شهور سنة الثلاثين والثلاثمئة بعد الألف من الهجرة.

١٨٠

181

182

183

184