الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام0%

الشيعة وفنون الاسلام مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 184

الشيعة وفنون الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حسن الصدر
الناشر: دار المعلم للطباعة
تصنيف: الصفحات: 184
المشاهدات: 59373
تحميل: 5387

توضيحات:

الشيعة وفنون الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 184 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 59373 / تحميل: 5387
الحجم الحجم الحجم
الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام

مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ست ومئة على الصحيح، وكان جد مولانا الصادق لأُمّه أم فروة بنت القاسم، وكان تزوج بنت الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.

وذكر عبد الله الحميري في كتابه ( قرب الإسناد ) ما لفظه: ذكر عند الرضا القاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيد بن المسيب فقال: كانا على هذا الأمر - يعني التشيّع - وحكى الكليني في ( الكافي ) في باب مولد أبي عبد الله الصادق عن يحيى بن جرير قال: قال أبو عبد الله الصادق: كان سعيد ابن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين، وفي حديث: أنّهما من حواري علي بن الحسين عليه السلام.

الصحيفة الثانية

في مشاهير الفقهاء من الشيعة في الصدر الأول

وقد سمّاهم الشيخ أبو عمرو الكشي في كتابه المعروف بـ ( رجال الكشي ) المعاصر لأبي جعفر الكليني من علماء المئة الثالثة، قال ما نصّه: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام وانقادوا لهم بالفقه فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة.

قال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، ثم قال تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا

٦١

لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم، وهم ستة نفر: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان، قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه، وهو ثعلبة بن ميمون أنّ أفقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم أحدث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.

ثم قال: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن عليه السلام أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم والإقرار لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر آخرون دون الستة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام منهم: يونس عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد ابن أبي نصر، وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال، وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم مكان فضالة عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى، انتهى كلام الكشي.

الصحيفة الثالثة

في كثرة الفقهاء المصنّفين في الصدر الأوّل

على مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

قال الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد المعروف بالمحقّق، في أول كتابه المسمّى بالمتعبر عند ذكره للإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ما نصّه: وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير من أعيان الفقهاء، كتب من أجوبة مسائله أربعمئة مصنّف، قلت: هذه مصنّفات الأعيان منهم وإلاّ فقد نصّ الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد في أول الذكرى أنّه كتب من

٦٢

أجوبة مسائل أبي عبد الله الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام، وقد ذكرت كتبهم في كتب فهارس كتب الشيعة، كفهرست الشيخ أبي العباس النجاشي، وفهرس الشيخ أبي جعفر الطوسي، وفهرس الشيخ أبي الفرج ابن النديم، وكتاب العقيلي، وكتاب ابن الغضائري.

وقال الشيخ المفيد في الإرشاد عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلاد، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه، فإنّ أصحاب الحديث نقلوا أسماء الرواة عنه الثقات، على اختلافهم في الآراء والمقالات، وكانوا أربعة آلاف رجل، انتهى.

قلت: وقد أحصاهم وأمرهم في التصنيف الشيخ أبو العباس أحمد بن عقدة الزيدي أربعة آلاف رجل، كما نصّ عليه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أول باب أصحاب الصادق من كتابه في الرجال، فراجع.

الصحيفة الرابعة

في بعض الجوامع الكبار في الفقه لأصحاب الأئمّة من أهل البيت من أتباع التابعين

مثل ( جامع الفقه ) لثابت بن هرمز أبي المقدام، عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وكتاب ( شرائع الإيمان ) لمحمد بن المعافى، لأبي جعفر مولى الإمام الصادق عليه السلام، مات سنة خمس وستين ومئتين، أخذه عن الإمام الكاظم والرضا عليهما السلام، وجامع أبواب الفقه لعلي بن أبي حمزة تلميذ الصادق عليه السلام، ولعبد الله بن المغيرة

٦٣

ثلاثون كتاباً في أبواب الفقه كما في فهرس النجاشي، وكان من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وكتاب ( الفقه والأحكام ) لإبراهيم بن محمد الثقفي المتوفّي سنة ٢٨٣ هـ، وكتاب ( المبوب في الحلال والحرام ) لإبراهيم ابن محمد أبي يحيى المدني الأسلمي المتوفّي سنة ١٨٤ هـ، وكتاب ( الجامع في أبواب الفقه ) للحسن بن علي أبي محمد الحجال، وكتاب ( الجامع الكبير في الفقه ) لعلي بن محمد بن شيرة القاساني أبي الحسن المصنّف المكثر، ولصفوان بن يحيى البجلي كتاب على ترتيب كتب الفقه مات سنة عشر ومائتين، وكتاب ( المشيخة ) المبوّب على معنى الفقه للحسن بن محبوب شيخ الشيعة أبي علي السراد المتوفّي سنة ٢٢٤ هـ، وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، وكتاب الرحمة، وهو كتاب كبير جامع لكل فنون الفقه من طريق أهل البيت.

٦٤

الفصل الرابع

في تقدّم الشيعة في علم الكلام

وفيه صحائف

الصحيفة الأُولى

في أوّل مَن صنّف ودوّن في علم الكلام

فاعلم أنّه عيسى بن روضة التابعي الإمامي المصنّف في الإمامة، بقي إلى أيام أبي جعفر المنصور، واختص به لأنّه مولى بني هاشم، وهو الذي فتق بابه وكشف نقابه، وذكر كتابه أحمد بن أبي طاهر في كتاب تاريخ بغداد ووصفه وذكر أنّه رأى الكتاب كما في فهرست كتاب النجاشي.

ثم صنّف أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام كتباً في الكلام، وهو مؤسّس علم الكلام من أعيان الشيعة، ولمّا حضرته الوفاة دفع كتبه إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي التابعي، وصرف الشيعة إليه، كما في معارف ابن قتيبه، وهما مقدّمان على أبي حذيفة واصل بن عطاء المعتزلي، الذي ذكر السيوطي أنّه أول مَن صنّف في الكلام.

الصحيفة الثانية

في أوّل مَن ناظر في التشيّع من الإمامية

قال أبو عثمان الجاحظ: أوّل مَن ناظر في التشيّع الكميت بن زيد الشاعر، أقام فيه الحجج، ولولاه لما عرفوا وجوه الاحتجاج عليه.

٦٥

قلت: بل تقدّمه في ذلك أبو ذر الغفاري الصحابي رضي الله عنه أقام يبث مدة في دمشق دعوته وينشر مذهبه في العلوية وآراءه الشيعية، فاستجاب له قوم في نفس الشام، ثم خرج إلى صرفند وميس - وهما من أعمال الشام من قرى جبل عامل - فدعاهم إلى التشيّع فأجابوا، بل في كتاب ( أمل الآمل ): لمّا أُخرج أبو ذر إلى الشام بقي أياماً فتشيّع جماعة كثيرة، ثم أخرجه معاوية إلى القرى فوقع في جبل عامل فتشيّعوا من ذلك اليوم.

وقال أبو الفرج ابن النديم في كتاب ( الفهرست ) أول مَن تكلّم في مذهب الإمامية علي بن إسماعيل بن ميثم التمّار، وميثم من أجلّة أصحاب علي رضي الله عنه، انتهى.

ولعلي من الكتب: كتاب الإمامة، وكتاب الاستحقاق.

قلت: قد تقدّم عليه - كما عرفت - عيسى بن روضة بكثير، والكميت بأكثر فإنّه كان معاصراً لهشام بن الحكم، وكان ببغداد أيضاً، وقد ناظر فيها أبا الهذيل في الإمامة، وضرار بن عمرو الضبي، وناظر النظام وغلبهم في مواضع ذكرها المرتضى في ( الفصول المختارة ) فهو من أئمّة علم الكلام من الشيعة، لا أول متكلّم في الإمامة فيهم، فإنّ أبا ذر وشركاءه الأحد عشر، وهم خالد بن سعيد ابن العاص، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي، وبريدة الأسلمي، وعمار بن ياسر، وأبي بن كعب، وخزيمة بن ثابت، وأبو الهيثم ابن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري رضي الله عنهم، تقدّموا في ذلك، كما في حديث الاحتجاج المروي في كتاب الاحتجاج للطبرسي.

٦٦

الصحيفة الثالثة

في مشاهير أئمّة علم الكلام من الشيعة

ذكرناهم طبقات في الأصل، مثل كميل بن زياد نزيل الكوفة، تخرّج على علي أمير المؤمنين عليه السلام في العلوم، وأخبره أنّ الحجّاج يقتله، فقتله الحجّاج بالكوفة سنة ثلاث وثمانين تقريباً.

وسليم بالتصغير ابن قيس الهلالي التابعي، طلبه الحجّاج أشدّ الطلب ولم يظفر به، ومات في أيام الحجاج، وقد تقدّم ذكره، كان من خواص علي عليه السلام.

والحارث الأعور الهمداني صاحب ( المناظرات في الأصول ) أخذ من أمير المؤمنين عليه السلام، وتخرّج عليه، ومات سنة ٦٥ هـ، وأطلنا ترجمته في الأصل، وجابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي، متبحّر في الأصول وسائر علوم الدين، تخرّج على الباقر عليه السلام.

وبعد هؤلاء طبقة أخرى مثل: قيس الماصر من أعلام علماء علم الكلام في عصره إليه الرحلة من الأطراف في ذلك، تعلّم الكلام من الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام، وشهد له الإمام أبو عبد الله الصادق بالحذاقة فيه، قال: أنت والأحول قفازان حاذقان، والأحول هو أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان ابن أبي طريفة البجلي الأحول، كان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة، يرجع إليه بالنقد فيرد ردّاً ويخرج كما يقول، فقيل: شيطان الطاق، تعلم من الإمام زين العابدين عليه السلام، وصنّف كتاب ( افعل لا تفعل ) وكتاب ( الاحتجاج في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام )، وكتاب ( الكلام

٦٧

على الخوارج )، وكتاب ( مجالسة مع الإمام أبي حنيفة والمرجئة )، وكتاب ( المعرفة )، وكتاب ( الرد على المعتزلة ).

وحمران بن أعين أخو زرارة بن أعين، تعلّم الكلام من الإمام زين العابدين عليه السلام، وهشام بن سالم من شيوخ الشيعة في الكلام، ويونس بن يعقوب ماهر في الكلام، قال له الإمام أبو عبد الله الصادق: تجري بالكلام على الأثر فتصيب. وفضال بن الحسن بن فضال الكوفي المتكلّم المشهور، ما ناظر أحداً من الخصوم إلاّ قطعه، وحكى السيد المرتضى في ( الفصول المختارة ) بعض مناظراته مع الخصوم، وكل هؤلاء كانوا في عصر واحد، وماتوا في أثناء المئة الثانية.

وبعد هؤلاء في الطبقة، هشام بن الحكم، قال الصادق فيه: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده، ناظر كل أهل الفرق وأفحمهم، وله مجالس مع الخصوم صنّف في الكلام، وحسده الناس لشدّة صولته وعلو درجته، فرموه بالمقالات الفاسدة، وهو بريء منها ومن كل فاسد، وقد فهرست مصنّفاته في الأصل مات سنة ١٧٩ هـ.

ثم السكّاك محمد بن خليل أبو جعفر البغدادي، صاحب هشام بن الحكم وتلميذه، أخذ عنه الكلام، وله كتب في الكلام ذكرناها في الأصل، وأبو مالك الضحّاك الحضرمي إمام في الكلام، أحد أعلام الشيعة، أدرك الصادق والكاظم عليهما السلام.

ومنهم: آل نوبخت، قال ابن النديم في الفهرست: آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده، وقال في ( رياض العلماء ) بنو نوبخت طائفة معروفة من متكلّمي علماء الشيعة.

٦٨

قلت: أمّا نوبخت فهو فارسي فاضل في علوم الأوائل، صحب المنصور لحذاقته باقتران الكواكب، ولمّا ضعف عن الصحبة قام مقامه ابنه أبو سهل، اسمه كنيته، ونشأ لأبي سهل المذكور الفضل بن أبي سهل بن نوبخت، فتقدّم في الفضل والعلم قال بعض الفضلاء من أصحابنا عند ذكره: هو الفيلسوف المتكلّم، والحكيم المتألّه، وحيد في علوم الأوائل، كان من أركان الدهر، نقل كثيراً من كتب البهلوين الأوائل في الحكمة الإشراقية من الفارسية إلى العربية، وصنّف في أنواع الحكمة، وله كتاب في الإمامة كبير، وصنّف في فروع علم النجوم لرغبة أهل عصره بذلك، وهو من علماء عصر الرشيد هارون بن المهدي العبّاسي، وكان على خزانة الحكمة للرشيد، وله أولاد علماء أجلاّء.

وقال القطفي في كتاب ( أخبار الحكماء ) الفضل بن نوبخت أبو سهل الفارسي، مذكور مشهور من أئمّة المتكلّمين، وذكر في كتب المتكلّمين، واستوفى نسبه من ذكره كمحمد بن إسحق النديم، وأبي عبد الله المرزباني، كان في زمن هارون الرشيد، وولاّه القيام بخزانة كتب الحكمة.

قلت: ومن أولاده البارعين في العلوم إسحق بن أبي سهل بن نوبخت، تخرّج على أبيه في العلوم العقلية وسائر علوم الأوائل، وقام مقام أبيه في خزانة كتب الحكمة لهارون، وله أولاد علماء متبحّرون في الكلام كأبي إسحق إسماعيل بن إسحق بن أبي سهل بن نوبخت، صاحب كتاب ( الياقوت في الكلام ) الذي شرحه العلاّمة ابن المطهّر الحلّي، قال في أوله: لشيخنا الأقدم وأمامنا الأعظم أبي إسحاق ابن نوبخت.

وقال في ( رياض العلماء ): ابن نوبخت قد يطلق على الشيخ إسماعيل بن

٦٩

إسحاق ابن أبي إسماعيل بن نوبخت، الفاضل المتكلّم المعروف، الذي هو من قدماء الإمامية، صاحب ( الياقوت ) في علم الكلام، انتهى.

وقال في موضع آخر: إسماعيل بن نوبخت الذي كان معاصراً لأبي نواس الشاعر إلخ، وأخواه يعقوب وعلي ابنا إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت، كانا من رجال آل نوبخت وجهابذة الكلام والنجوم، وأعقب علي بن إسحاق علماء أجلاّء، وهم: أبو جعفر محمد بن علي بن إسحق بن أبي سهل ابن نوبخت، وكان من المتكلّمين الأعلام، وأهل الفضل والكمال، ذكره ابن النديم في المتكلّمين من االشيعة، وأبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق ابن أبي سهل ابن نوبخت.

قال النجاشي، شيخ المتكلّمين من أصحابنا ببغداد، ووجههم ومتقدّم النوبختيين في زمانه، وقال ابن النديم: كان من كبار الشيعة، فاضلاً عالماً متكلمّاً، وله مجلس يحضره جماعة من المتكلّمين، وهو خال الحسن بن موسى أبي محمد النوبختي المتكلّم المشهور، قال ابن النديم متكلّم فيلسوف، وقال النجاشي شيخنا المتكلّم المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمئة وبعدها.

قلت: ولهؤلاء مصنّفات في الكلام والفلسفة وغيرها، ذكرتها في الأصل مع عدّة كثير من آل نوبخت، ولم يتفق لأحد ممّن كتب جمع ما جمعته من آل نوبخت.

ومن المتكلّمين الأقدمين من هذه الطبقة أبو محمد الحجال، قال الفضل ابن شاذان: كان متكلّماً من أصحابنا، جيّد الكلام، أجدل الناس.

ومنهم: عبد الرحمن بن أحمد بن جبروبه أبو محمد العسكري، قال النجاشي: متكلّم حسن الكلام، جيّد التصنيف، مشهور بالفضل، كلّم عباد بن سليمان

٧٠

ومَن كان في طبقته، وقع إلينا من كتبه كتاب ( الكامل في الإمامة ) كتاب حسن، انتهى ملخصاً.

ومنهم: محمد بن أبي إسحاق، متكلّم جليل، ذكره ابن بطة في فهرسته وذكر له مصنّفات عدّة، قلت: هو من علماء عصر الرضا المأمون، يروي عنه البرقي.

ومنهم: ابن مملك، محمد بن عبد الله بن مملك الأصفهاني أبو عبد الله، جليل في أصحابنا، عظيم القدر والمنزلة، كان معتزلياً ورجع على يد عبد الرحمن بن أحمد بن جبروية المتقدّم ذكره، له كتب ذكرتها في الأصل، كان معاصراً للجبائي ونقض كتابه.

ومنهم: ابن أبي داجة، هو إبراهيم بن سليمان بن أبي داجة أبو إسحاق البصري كان وجها في الفقه والكلام والادب والشعر، ويروي عنه الجاحظ ويحكي عنه في كتبه.

ومنهم: الشيخ الفضل بن شاذان النيسابوري، أحد شيوخ أصحابنا المتكلّمين الجامعين لفنون الدين، صنف مائة وثمانين كتاباً، وكان من أصحاب الرضا علي السلام، وعمّر حتى مات في أيام العسكري بعد تولّد الحجّة بن الحسن عليه السلام.

ومنهم: أبو الحسن علي بن وصيف الناشئ الصغير، ذكره ابن النديم في متكلّمي الإمامية، وذكر له كتاباً في الإمامة، وقال ابن كثير في ( فوات الوفيات ): كان متكلّماً بارعاً من كبار الشيعة.

قلت أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت، وهو

٧١

يدخل في طبقات العلماء من أئمة اللغة والشعر والكلام، كان بغدادياً من باب الطاق، قتل شهيداً أحرقوه بالنار كما في معالم العلماء.

وذكر ابن خلكان في ( الوفيات ) إنّ المتنبي كان يحضر مجلس علي بن وصيف ويكتب من إملائه. ولا خفاء بعد هذا في طبقته.

ومنهم: الفضل بن عبد الرحمن البغدادي المتكلّم البارع، صاحب كتاب ( الإمامة ) وهو كتاب كبير جيّد، كان عند أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري.

ومنهم: علي بن أحمد بن علي الخزاز، نزيل الري، متكلّم جليل، له كتب في الكلام، وله أنس في الفقه، وصنّف ( كفاية الأثر ) في النصوص على الأئمة الاثنى عشر، يكنّى أبا القاسم وأبا الحسن، مات بالري، وكان في عصر ابن بابويه الصدوق، وروى عنه في ( كفاية الأثر ).

ومنهم: ابن قبة أبو جعفر الرازي محمد بن عبد الرحمن، قال ابن النديم: من متكلّمي الشيعة وحذاقهم، وعدد كتبه، وذكره النجاشي وغيره من أهل الرجال، وهو في طبقته الشيخ أبي عبد الله المفيد، والشيخ الصدوق ابن بابويه

ومنهم: السوسنجردي محمد بن بشر الحمدوني، من آل حمدون، يكنّى أبا الحسين، كان من عيون أصحابنا وصالحيهم المتكلّمين، وقد حجّ على قدمه خمسين حجّة، وصنّف في الكلام، لقي أبا جعفر بن قبة، وأبا القاسم البلخي، وجماعات من طبقتهم، وله كتاب ( المقنع في الإمامة ).

ومنهم: علي بن أحمد الكوفي، عدّه ابن النديم من مشاهير المتكلّمين

٧٢

وأفاضلهم من الإمامية، وذكر له كتاب ( الأوصياء ) وقد ذكرت له ترجمة مفصّلة في الأصل، وذكرت فهرس مصنّفاته في فنون العلم، مات سنة ٣٥٢ هـ.

ومنهم: عبد الله بن محمد البلوي، من ( بلي ) قبيلة من أهل مصر، ذكره ابن النديم في متكلّمي الشيعة وأنّه كان واعظاً فقيهاً عالماً وعدّد كتبه.

ومنهم: الجعفري، وهو عبد الرحمن بن محمد، من أعلام متكلّمي الإمامية وشيوخهم، ذكره ابن النديم في متكلّمي الشيعة، وذكر له كتاب ( الإمامة ) وكتاب ( الفضائل ).

وبعد هؤلاء طبقة مثل: أبي نصر الفارابي، أول حكيم بلغ في الإسلام مبلغ التعليم، وشارك المعلّم الأوّل في ذلك، وقد ذكرت له في الأصل ترجمة حسنة وفهرست مصنّفاته، وأنّه مات سنة ٣٣٩ هـ.

ومنهم: أبو بشر أحمد بن أحمد بن أحمد القمّي، ذكره ابن النديم في متكلّمي الشيعة، وهو ممّن جمع الفقه والكلام وصنّف فيهما، أخذ عن الجلودي، ومن كتبه كتاب ( محن الأنبياء والأوصياء ) مات سنة خمسين وثلاثمئة هـ.

ومنهم: ظاهر، أحد أئمّة الكلام، ذكره ابن النديم وغيره من أهل الفهارس في المتكلّمين من الشيعة وأثنوا عليه، قرأ عليه الشيخ المفيد، وكان ظاهر هذا غلاماً لأبي الجيش المظفّر ابن الخراساني من أهل المئة الثالثة.

ومنهم: الناشئ الصغير علي بن وصيف، معروف في علم الكلام، موصوف بالحذق فيه، وعده ابن النديم في المتكلّمين من الشيعة، وشاعر معروف بالجودة فيه من شعراء أهل البيت، له في الأصل ترجمة مفصّلة.

ومنهم: أبو الصقر الموصلي، أحد متكلّمي الإمامية، ناظر علي بن عيسى

٧٣

الرمّاني لمّا ورد بغداد وأفحمه، وحكى مجلس مناظرته شيخنا ابن المعلم في كتاب ( العيون والمحاسن ) وأنّه كان حضر تلك المناظرة.

ومنهم: شيخ الشيعة ومحيي الشريعة شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم، قال ابن النديم: انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر شاهدته فرأيته بارعاً، وله كتب، انتهى.

قلت: وهو إمام عصره في كل فنون الإسلام، كان مولده سنة ٣٣٨ هـ توفّي سنة ٤٠٩ هـ.

ومنهم: أبو يعلى الجعفري محمد بن الحسن بن حمزة، خليفة الشيخ المفيد والجالس مجلسه، والساد مسدّه، متكلّم فقيه، قيّم بالأمرين جميعاً، مات سنة ٤٦٣ هـ.

ومنهم: أبو علي ابن سينا، شيخ الحكمة في المشائين، حاله في الفضل أشهر من أن يُذكر، وقد أطال القاضي المرعشي في طبقاته الفارسية في الاستدلال على أمامية الشيخ الرئيس، ولم أتحقّق ذلك، نعم هو ولد على فطرة التشيّع، كان أبوه شيعيّاً إسماعيلياً، مات الشيخ سنة ٤٢٨ هـ وكان عمره ثماني وخمسين سنة.

ومنهم: الشيخ أبو علي بن مسكويه، الرازي الأصل، الأصفهاني المسكن والمدفن، كان جامعاً للعلوم، إماماً في الكل، ومصنّفاً في الكل، ذكرته في الأصل، وفهرس كتبه، صحب الوزير المهلبي، ثم عضد الدولة ابن بويه، ثم ابن العميد، ثم اتصل بابنه، وكل هؤلاء من الشيعة، وقد نصّ على تشيّع ابن مسكويه غير واحد من المحقّقين، كالمير محمد باقر الداماد، والقاضي

٧٤

في ( الطبقات )، والسيد الخونساري في ( الروضات )، وكانت وفاته سنة ٤٣١ هـ، وقبره معروف بمحلّة خاجو بأصفهان.

ومنهم: السيد الشريف المرتضى علم الهدى، له في علم الكلام كتب، إليها المرجع وعليها المعوّل، وانتهت إليه رئاسة الشيعة في الدين، ولم يتفق لأحد ما اتفق له من طول الباع، والتحقيق في كل العلوم الإسلامية، له في الأصل ترجمة حسنة مع فهرس مصنّفاته، تولّد في رجب سنة ٣٥٥ هـ، توفّى في ربيع الأول سنة ٤٣٦ هـ، ومن غلمان السيد الشريف المرتضى ذوبي بن أعين، العالم المتكلّم المتبحّر، صنّف في الكلام كتاباً سماه ( عيون الأدلة ) في أثني عشر جزءاً، لا أكبر منه في بابه.

ومنهم: الشيخ العلاّمة أبو الفتح الكراجكي، شيخ المتكلّمين والماهر في الحكمة بأقسامها، الوحيد، في الفقه والحديث، صنّف في الكل المطوّلات والمختصرات، وقد أخرجت تمام فهرس مصنّفاته في الأصل، واستقصيت مشايخه في كتاب ( بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات ) مات سنة ٤٤٩ هـ.

ومنهم: ابن الفارسي محمد بن أحمد بن علي النيسابوري، متكلّم جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور، له مصنّفات شهيرة، منها: ( روضة الواعظين ) أدرك السيد المرتضى وسمع قراءة أبيه علي المرتضى.

وبعد هؤلاء طبقة أخرى، ومنهم: الشيخ السعيد علي بن سليمان البحراني، قدوة الحكماء، وإمام الفضلاء، صاحب ( الإشارات في الكلام ) التي شرحها تلميذه المحقق الربّاني الشيخ ميثم البحراني، الآتي ذكره، ورسالة في العلم شرحها نصير الدين الطوسي.

٧٥

ومنهم: سديد الدين بن عزيزة سالم بن محفوظ بن عزيز الحلّي، إليه انتهى علم الكلام والفلسفة وعلوم الأوائل، تخرّج عليه المحقّق الحلّي صاحب الشرائع، وسديد الدين ابن المطهّر، وجماعة من الأعاظم، صنّف المنهاج في علم الكلام، وكان هو الكتاب المعوّل عليه في علم الكلام.

ومنهم: الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، كان له التبرز في جميع العلوم الإسلامية والحكمة والكلام والأسرار العرفانية، حتى اتفق الكل على إمامته في الكل، قد ذكرت وصف أعلام العلماء له بذلك في الأصل، ومن مصنّفاته كتاب ( المعراج السماوي )، وشرح نهج البلاغة في ثلاث مراتب، كبير ووسيط وصغير، أودع فيها التحقيقات التي لم تسمح بمثلها الأعصار، تشهد له بالتبرّز في جميع الفنون، وشرح كتاب ( الإشارات ) للمحقّق البحراني، أستاذه المتقدّم ذكره، شرحه على قواعد الحكماء المتأهلين، وله كتاب ( القواعد في علم الكلام ) فرغ من تصنيفه في شهر ربيع الأول من سنة ست وسبعين وستمئة، وكتاب ( البحر الخضم )، و( رسالة في الوحي والإلهام )، و( شرح المئة كلمة ) التي جمعها الجاحظ من قصار كلمات أمير المؤمنين، وكتاب ( النجاة في القيامة في أمر الإمامة )، وكتاب ( استقصاء النظر في إمامة الأئمّة الاثني عشر ) و ( رسالة في آداب البحث )، مات سنة تسع وسبعين وستمئة في قرية هلنان من الماخوز من أعمال البحرين.

ومنهم: نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي أستاذ الحكماء والمتكلّمين، نصير الملّة والدين، له ترجمة مفصّلة في الأصل، وذكرنا مصنّفاته في العلوم العقلية والشرعية على مذهب الإمامية ومَن تخرّج عليه من

٧٦

العلماء، وأنّه تولّد سنة ٥٩٧، وتوفّي ببغداد سنة ٦٧٣، وقبره في رواق الحضرة الكاظمية، على مشرّفها السلام والتحيّة.

ومنهم: العلاّمة جمال الدين بن المطهّر الحلّي شيخ الشيعة المعروف بآية الله وبالعلاّمة على الإطلاق، وهو اسم طابق المسمّى، ووصف طابق المعنى، وهو بحر العلوم على التحقيق، والمحقّق في كل معنى دقيق، أستاذ الكل في الكل بلا تأمّل، صنّف في العلوم ما يزيد على أربعمئة مصنّف، وقد أُحصيت مصنّفاته في علمي الحكمة والكلام فكانت أربعين، والكل بالكل تسعين، أخرجت فهرست الموجود بالأيدي من مصنّفاته في الأصل، مات في آخر نصف ليلة السبت لتسع بقين من المحرّم سنة ست وعشرين وسبعمائة عن ثمان وسبعين سنة، وقبره في حجرة إيوان الذهب في الحضرة الحيدرية مزار معروف.

ومنهم: الشريف جمال الدين النيسابوري عبد الله بن محمد بن أحمد الحسيني نزيل حلب، كان الإمام في علم الكلام، ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة قال: كان بارعاً في الأصول والعربية، درس بالأسدية بحلب، وكان أحد أئمّة المعقول، حسن الشبيبة، يتشيّع، مات سنة ست وسبعين وسبعمئة، انتهى. نقله عنه السيوطي في بغية الوعاة.

٧٧

الفصل الخامس

في تقدّم الشيعة في علم أُصول الفقه

فاعلم أنّ أوّل مَن فتح بابه وفتق مسائله هو باقر العلوم الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر، وبعده ابنه أبو عبد الله الصادق، وقد أمليا فيه على جماعة من تلامذتهما قواعده ومسائله، جمعوا من ذلك مسائل رتّبها المتأخّرون على ترتيب مباحثه ككتاب ( أُصول آل الرسول ) وكتاب ( الفصول المهمّة في أصول الأئمّة ) وكتاب ( الأُصول الأصلية ) كلها بروايات الثقات مسندة متصلة الإسناد إلى أهل البيت عليهم السلام.

وأوّل مَن أفرد بعض مباحثه بالتصنيف هشام بن الحكم شيخ المتكلّمين، تلميذ أبي عبد الله الصادق عليه السلام، صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها، هو أهم مباحث هذا العلم، ثم يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين، تلميذ الأمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام، صنّف كتاب ( اختلاف الحديث ) وهو مبحث تعارض الدليلين والتعادل والترجيح بينهما.

وقال السيوطي في كتاب ( الأوائل ): أوّل مَن صنّف في أصول الفقه الشافعي بالإجماع - يعني من الأئمّة الأربعة من أهل السنّة - ونظير كتاب الشافعي رضي الله عنه في صغر الحجم وتحرير المباحث كتاب ( أصول الفقه ) للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم شيخ الشيعة، وقد طبع التصنيفان.

نعم أبسط كتاب في أصول الفقه في الصدر الأول كتاب ( الذريعة في علم

٧٨

أصول الشريعة ) للسيد الشريف المرتضى، تام المباحث في جزأين، وله في علم أصول الفقه كتب عديدة: أحسنها وأبسطها ( الذريعة ) وأحسن من الذريعة كتاب ( العدّة ) للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، فإنّه كتاب جليل، لم يصنّف مثله قبله في غاية البسط والتحقيق.

واعلم أنّ الشيعة الأصولية قد بلغوا النهاية في تحقيق هذا العلم وتدقيق مسائله خلفاً عن سلف، حتى صنّفوا في بعض مسائله المبسوطات، فضلاً عن كل مباحثه

وأئمّة هذا الفن لا يمكن ذكرهم في هذا الموضوع، بل ولا طبقة من طبقاتهم لكثرتهم.

٧٩

الفصل السادس

في تقدّم الشيعة في الإسلام في علم الفِرَق

فأوّل مَن دوّنه وصنّف فيه كتاب ( أديان العرب ) هو هشام بن محمد الكلبي المتوفّى سنة ٢٠٦، كما نصّ عليه ابن النديم في ( الفهرس ) ثم صنّف في كتاب ( الآراء والديانات ) وكتاب ( الفرق ) الفيلسوف المبرّز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمئة الحسن بن موسى النوبختي، وهو مقدّم على كل مَن صنّف في ذلك كأبي منصور عبد القادر بن طاهر البغدادي، المتوفّى سنة ٤٢٩ تسع وعشرين وأربعمائة هـ. وأبي بكر الباقلاني المتوفّى سنة ٤٠٣ ثلاث وأربعمئة هـ، وابن حزم المتوفّى سنة ٤٥٦ ست وخمسين وأربعمئة هـ، وابن فورك الأصفهاني المتوفّى سنة إحدى وخمسين وأربعمئة، وحواليها أبي المظفّر طاهر بن محمد الأسفراني المتأخّر عن هؤلاء، والشهرستاني المتوفّى سنة ٥٤٨ ثمان وأربعين وخمسمئة هـ، ولا أعرف مَن تقدّم على هؤلاء في ذلك غير الكلبي والحسن بن موسى النوبختي.

وقد نصّ ابن النديم والنجاشي وغيرهما على تصنيفهما في ذلك في ترجمتهما عند سرد فهرست مصنّفاتهما، وكتاب الفرق موجود عندنا منه نسخة، هو في فرق الشيعة.

وقد تقدّم على هؤلاء في التصنيف في ذلك من الشيعة نصر بن الصباح شيخ أبي عمرو الكشي الرجالي، صنّف كتاب ( فرق الشيعة ) ولأبي المظفر محمد بن أحمد النعيمي كتاب ( فرق الشيعة )، وأبو الحسن علي بن الحسين المسعودي المتوفّى ٣٤٦ ست وأربعين وثلاثمئة هـ، صنّف كتاب ( المقالات

٨٠