الكنى والألقاب الجزء ٢

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499

  • البداية
  • السابق
  • 499 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84181 / تحميل: 16961
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 2

مؤلف:
العربية

المهملة وسكون الياء وآخره فاء من بلاد فارس على ساحل البحر مما يلي كرمان(١) وكرمان كما في المعجم بالفتح ثم السكونى وآخره نون وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة وكرمان في الاقليم الرابع طولها ٩٠ درجة وعرضها ٣٠ درجة وهى ولاية مشهورة وناحية كبيرة ذات بلاد وقري ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان انتهى.

(سيف الدولة الحمدانى)

ابوالحسن علي بن عبدالله بن حمدان، قال ابن خلكان قال ابومنصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر: (كان بنو حمدان ملوكا اوجههم للصباحة وألسنتهم. للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة وسيف الدولة مشهور بسيادتهم وواسطة قلادتهم وحضرته مصقصد الوفود ومطلع الجود وقبلة الآمال ومحط الرجال وموسم الادباء وحلبة الشعراء ويقال انه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء مااجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر وانما السلطان سوق يجلب اليهاما ينفق لديها، وكان اديبا شاعرا محبا لجيد الشعر شديد الاهتزاز له وكان كل من ابي محمد عبدالله بن محمد الفياض الكاتب وابي الحسن علي بن محمد الشمشاطي قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت وكانت لسيف الدولة جارية من بنات ملوك الروم في غاية الجمال فحسدها بقية الحظايا لقربها منه ومحلها من قلبه وعز من على ايقاع مكروه بها من سم او غيره فبلغه الخبر وخاف عليها فنقلها إلى بعض الحصون احتياطا وقال:

راقبتني العيون فيك فأشفق

ـت ولم اخل قط من إشفاق

ورأيت العدو يحسدني في‍

ك مجدا بأنفس الاعلاق

فتمنيت ان تكوني بعيدا

والذي بيننا من الود باق

رب هجر يكون من خوف هجر

وفراق يكون جوف فراق

___________________________________

(١) قيل كانت قصبة كورة اردشير خرة من اعمال فارس.

٣٤١

ومن شعره ايضا:

اقبله على جزع

كشرب الطائر الفزع

رأى ماء فأطعمه

وخاف عواقب الطمع

وصادف خلسة فدنا

ولم يلتذ بالجرع

واخبار سيف الدولة كثيرة خصوصا مع الشعراء خصوصا مع المتلبي والسرى الرفاء والنامى والببغاء والوأواء وتلك الطبقة.

يحكى عن السرى الرفاء الشاعر المشهور، قال حضرت مجلس سيف الدولة بعد قتل المتنبي فجرى ذكره فأثنى عليه الامير وذكر شعره بما غاظني فقلت: ايها الامير اقترح اي قصيدة اردت للمتنبي فاني اعارضها بما يعلم الامير ان المتنبي قد خلف نظيره فقال عارض قصيدته التي اولها: (لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي) فلما رجعت إلى منزلي تأملت القصيدة فاذا هى ليست من مختاراته ثم مربى فيها (اذا شاء‌ان يلهو بلحية احمق اراه غباري ثم قال له الحق) فعلمت انه اراده الامير وخار الله لي، انتهى.

كانت ولادته ١٧ حج سنة ٣٠٣ (شج) ووفاته سنة ٣٥٦ وملك حلب في سنة ٣٣٣ وكان قبل ذلك مالك واسط وتلك النواحي وتقلبت الاحوال وانتقل إلى الشام وملك دمشق ايضا وكثيرا من بلاد الشام والجزيرة وغزواته مع الروم مشهورة وللمتنبي في اكثر الوقائع قصائد رحمه الله تعالى ويأتي في ناصر الدولة ما يتعلق به.

وهو غير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدى الاسدي الذي كان من امراء الشيعة الامامية وبنى مدينة الحلة في سنة ٤٩٥ كما تقدم في الحلي وكان يقال له ملك العرب وكان ذا بأس وسطوة وهيبة ونافر السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي وفضت الحال إلى الحرب فتلاقيا عند النعمانية وقتل الامير صدقة في المعركة وكان ذلك في آخر ج ٢ سنة ٥٠١ وحمل رأسه إلى بغداد قاله ابن خلكان.

٣٤٢

(سيف الدين الآمدي)

انظر الآمدي.

(السيوطى)

ابوالفضل جلال الدين عبدالرحمن بن ابي بكر بن ناصر الدين محمد السيوطي الشافعي الفاضل المعروف صاحب المنصفات المشهورة في فنون شتى قيل انها تزيد على خمسمائة مصنف أخذ عن غالب علماء عصره وبلغ شيوخه نحو ثلاثمائة شيخ منهم قاضي القضاة علم الدين المناوى ومحيي الدين الكافيجي والشمني وقس عليهم الباقين.

قال (ضا) في ترجمة السيوطي بعد ان عد كثيرا من كتبه وعد منها كتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى قال واما مذهبه ودينه فالظاهر انه في الاصول سني اشعري وفي الفروع على نحلة الشافعي المطلبي إلا ان المنقول عن السيد الفقيه العالم المحدث الامير بهاء الدين محمد الحسيني المختارى في حاشيته على كتاب الاشباه والنظائر للسيوطي قال: وسمعت عن السيد السند الفاضل الكامل العالم العامل الامام العلامة السيد علي خان المدنى اطال الله بقاء‌ه في سنة ١١١٦ باصبهان ان السيوطي مصنف الكتاب كان شافعيا لكنه رجع عن التسنن واستبصر وقال بامامة الائمة الاثنى عشرعليه‌السلام فصار شيعيا إماميا وختم الله له بالحسنى، قال السيد طول الله عمره: رأيت كتابا من منصفات السيوطي ذكر فيه رجوعه إلى الحق واستدل على إمامة علي بن ابي طالبعليه‌السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل رزقني الله الفوز به انتهى كلام الناقل والمنقول عنه، ولا يبعد كون تأليفه في مناقب اولي القربى مشعرا بصحة هذه النسبة الجليلة اليه مضافا إلى مانقلناه من كلامه المتين في تقوية حديث رد الشمس لامير المؤمنينعليه‌السلام انتهى ما نقلناه من (ضا) وقوله مضافا إلى ما نقلناه من كلامه أراد ما نقلنا عنه في حديث رد الشمس في الحلي توفي السيوطي بالقاهرة سنة ٩١٠ (شيخ) وسيوط كثبوت أو اسيوط كأخدود قرية بصعيد مصر.

٣٤٣

باب الشين

(الشاذانى)

ابوعبدالله محمد بن احمد بن نعيم النيشابوري عده الشيخ من اصحاب العسكرى (ع) (كش) عنه يقول: جمع عندي مال للغريم (ع) فأنفذت به اليه وألقيت فيه شيئا من طيب (صلب خ ل) مالي، قال فورد في الجواب قد وصل إلي ما انفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا فقبل الله منك انتهى.

وحكي عن بعض التوقيعات هذا واما محمد بن نعيم الشاذاني فهو من شيعتنا وعن تعليقة الاستاذ الاكبر قال احمد هذا ابن أخ الفضل بن شاذان ومحمد ابنه من الرواة عن الفضل.

(اقول) تقدم ذكر الفضل بن شاذان في ابي جعفر السكاك.

(الشاذكونى)

ابوايوب سليمان بن داود بن بشر بن زياد المنقرى البصرى، قال الخطيب في تاريخ بغداد كان حافظا مكثرا وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم ثم خرج إلى اصفهان فسكنها وانتشر حديثه بها.

روى عن ابى جعفر التمار قال: سمعت الشاذكونى يقول دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخللة اكتب الحديث فأتيت حفص بن غياث فكتبت حديثه فلما رجعت إلى البصرة وصرت في بنانه لقيني ابن ابى خدويه فقال يا سليمان من اين جئت؟ قلت من الكوفة قال: حديث من كتبت؟ قلت حديث حفص بن غياث قال: أفكتبت علمه كله؟ قلت نعم قال اذهب عليك منه شئ؟ قلت لا قال فكتبت عنه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن ابي سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وآله ضحى بكبش فحيل كان يأكل في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد؟ قلت لا قال: فأسخن الله عينك إيش كنت تعمل بالكوفة؟ قال فوضعت خرجي عند النرسيين ورجعت إلى الكوفة فأتيت حفصا فقال من اين اقبلت؟ قلت من البصرة قال لم

٣٤٤

رجعت؟ قلت ان ابن خدويه ذاكرنى عنك بكذا وكذا قال فحدثني ورجعت ولم يكن لي بالكوفة حاجة غيرها توفي سنة ٢٣٤ (رلد) انتهى.

قلت: يروي الشاذكوني عن ابي بكر عبدالرزاق بن همام الصنعانى الامامي كما روى الشيخ في (يب) في باب علامة اول شهر رمضان عنه عن معمر بن راشد.

وقال (جش) سليمان بن داود المنقري ابوايوب الشاذكونى بصري ليس بالمتحقق لنا غير انه روى عن جماعة اصحابنا نم اصحاب جعفر بن محمدعليه‌السلام وكان ثقة له كتاب انتهى.

والشاذكوني نسبة إلى الشاذكونة بفتح الذال ثياب غلاظ مضرية تعمل باليمن والى بيعها نسب ابوايوب الحافظ لان اباه كان يبيعها كذا في القاموس والشاكونة حصير صغير ايضا.

(الشاذلى)

ابوالحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار الحسني الادريسى المشهور بالشاذلي شيخ الطائفة الشاذلية نشأ بشاذلة قرية بافريقية فاشتغل بالعلوم الشرعية حتى اتقنها وصار يناظر عليها مع كونه ضريرا ثم سلك منهاج التصوف وجد واجتهد حتى ظهر صلاحه وخبره وله احزاب محفوظة واحوال ملحوظة كذا عن طبقات الاولياء للمناوي وفي بعض المواضع انه سكن الاسكندرية وصحبه بها جماعة وحج مرارا ومات بصحراء عيذاب قاصدا للحج في اواخر ذي القعدة ودفن هناك له السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل ومجموعة الاحزاب وقد شرح الحزب البرله صاحب تاج العروس وسماه تنبيه العارف البصير على اسرار الحزب الكبير انتهى.

وفي كتاب سلوة الغريب توفي سنة ٦٥٦ (خون) ودفن بالمخا قرية بساحل

٣٤٥

بحر اليمن قال السيد علي خان فيه: لم اقف على ترجمته والاجماع على انه الذي اظهر القهوة المتعارفة في هذا الزمان التي طبقت شهرتها العالم انتهى.

قال الفيروزابادي: وشاذلة قرية بالمغرب او هى بالذال منها السيد ابو الحسن الشاذلي استاذ الطائفة الشاذلية من صوفية الاسكندرية وفيهم يقول ابوالعباس بن عطا:

تمسك بحب الشاذلية تلق ما

ثروم فحقق ذاك منهم وحصل

ولا تعدون عيناك عنهم فانهم

شموس هدى في اعين المتأمل

وقد يطلق الشاذلي على ابي الحسن علي بن ناصر الدين بن محمد بن محمد المصري الشاذلي صاحب كتاب العزية للجماعة الازهرية وكتاب كفاية الطالب توفي سنة ٩٣٩.

(الشاشى)

ابوبكر محمد بن علي بن اسماعيل الشافعي الفقيه الاصولي الذى انتشر عنه فقه الشافعي بما وراء النهر ويأتي ذكره في القفال الشاشي.

وقد يطلق على اسحاق بن ابراهيم السمرقندي شيخ اصحاب ابي حنيفة وعالمهم في زمانه توفي سنة ٣٢٥.

وقد يطلق على حاتم بن الحسن بن الفتح ابى سعيد الشاشي قدم بغداد حاجا في سنة ٣٠٣ وحدث بها.

وقد يطلق على الحسن بن صاحب بن حميد ابى علي الشاشي احد الرحالين قدم بغداد سنة ٣١١ وحدث بها توفي سنة ٣١٤.

وقد يطلق على ابى علي احمد بن محمد بن اسحاق الفقيه سكن بغداد ودرس بها وكان شيخ الجماعة وكان ابوالحسن الكرخي جعل التدريس له حين فلج والفتوى إلى ابى بكر الدامغانى توفى سنة ٣٤٤.

٣٤٦

وقد يطلق على ابي بكر محمد بن احمد بن الحسين الفقيه الشافعي المعروف بالمستظهري صاحب كتاب العمدة في فروع الشافعية صنفه لعمدة الدين ولد المستظهر وهو المسترشد الخليفة تولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد سنة ٥٠٤ وتوفي بها سنة ٥٠٧ والشاش بمعجمتين بينهما الف مدينة بماوراء النهر اي وراء نهر سيحون.

(الشاطبى)

ابومحمد القامس بن فيره(١) الشافعي الشيخ الفاضل المقري النحوى اللغوى إمام القراء صاحب القصيدة المشهورة بحرز الامانى ووجه التهاني وكان لا ينطق إلا لضرورة ولا يقرئ إلا على طهارة مات سنة ٥٩٠ (ثص).

وقد يطلق على ابى اسحاق البراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الاصولي المفسر المحدث اللغوي صاحب الاعتصام والموافقات والمجالس المتوفي سنة ٧٩٠ والشاطبي نسبة إلى شاطبة بلد بالمغرب بشرق الاندلس.

(الشافعى)

ابوعبدالله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي يتفق نسبه مع بني هاشم وبني امية في عبد مناف لانه من ولد المطلب بن عبد مناف والشافعي احد الائمة الاربعة السنية قالوا ولد يوم وفاة ابى حنيفة سنة ١٥٠ بغزة(٢) هاشم ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبالمدينة وقدم بغداد مرتين وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته اخذ عن مالك بن انس وسمع الحديث من محمد بن الحسن الشيباني وغيره، ذكره الخطيب في تاريخ

___________________________________

(١) فيره بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحتها وتشديد الراء وضمها وهو بلغة اللطيني الجديد.

(٢) غزة مدينة في اقصى الشام من ناحية مصر يأتي ذكرها في الغزي.

٣٤٧

بغداد واثنى عليه كثيرا وذكر في حقه هذين البيتين:

مثل الشافعي في العلماء

مثل البدر في نجوم السماء

قل لمن قاسه بنعمان جهلا

ايقاس الضياء بالظلماء

وروى عنه قال حفظت القرآن وانا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وانا ابن عشر سنين انتهى.

قال ابن النديم كان الشافعي شديدا في التشيع وذكر له رجل يوما مسألة فأجاب فيها فقال له خالفت علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له ثبت لى هذا عن على بن ابي طالبعليه‌السلام حتى اضع خدي على التراب واقول قد اخطأت وارجع عن قولى إلى قوله وحضر ذات يوم مجلسا فيه بعض الطالبين فقال لا اتكلم في مجلس بحضرة احدهم هم احق بالكلام ولهم الرياسة والفضل انتهى.

وله اشعار فاخرة منها قوله:

واذا عجزت عن العدو فداره

وامزح له ان المزاح وفاق

فالماء بالنار التي هى ضده

يعطي النضاج وطبعها الاحراق

وله

واحق خلق الله بالهم امرؤ

ذو همة تبلى بعيش ضيق

وله

رعت النسور بقوة جيف الفلا

ورعى الذباب الشهد وهو ضعيف

وله

يقولون اسباب الفراغ ثلاثة

ورابعه خلوه وهو خيارها

وقد ذكروا مالا وامنا وصحة

ولم يعلموا ان الشباب مدارها

وله في الولاية شئ كثير ومدائح غفيرة لمن نزلت في شأنهم آية التطهير فمنها قوله:

اذا في مجلس ذكروا عليا

وشبليه وفاطمة الزكيه

٣٤٨

يقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضيه

هربت إلى المهيمن من اناس

يرون الرفض حب الفاطميه

على آل الرسول صلاة ربى

ولعنته لتكل الجاهليه

وله ايضا برواية ابن حجر المكى:

يا اهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن انزله

كفاكم من عظيم القدر انكم

من لا يصلي عليكم لا صلاة له

اشار بذلك إلى فضيلة لاهل البيت عليهم السلام تعلو كل فضيلة حيث ان الله تعالى جعل الصلاة عليهم جزء‌ا من الصلاة المفروضة على جميع عباده فلا تصح بدونها صلاة احد من العالمين وهذه منزلة عنت لها وجوه جماعة الخافقين.

وله ايضا برواية الصباغ المالكي نقلا عن الفصول المهمة.

يا راكبا قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا اذا فاض الحجيج إلى منى

فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان اني رافضي

وقال كما نقل عن رشفة الصادي لابى بكر بن شهاب الدين:

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في ابحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا

وهم اهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وامسكت حبل الله وهو ولاؤهم

كما قد امرنا بالتمسك بالحبل

وفي تاريخ بغداد كان للشافعي صديق فبلغه عنه شئ فعاتبه بأبيات ارسلها اليه:

اذهب فانك من ودادى طالق

لا طالق مني طلاق البين

فان ارعويت فانها تطليقة

ويقيم ودك لى على ثنتين

وإن اعوججت شفعتها بمثالها

فتكون تطليقين في قرأين

وإن الثلاث اتتك مني بتة

لمن يغن عنك شفاعة الثقلين

يحكى عن الشافعي انه قال في جواب من سأله عن امير المؤمنينعليه‌السلام

٣٤٩

ما اقول في رجل اسر أولياء‌ه مناقبه تقية وكتمها اعداؤه حنقا وعداوة ومع ذلك قد شاع منه ماملات الخافقين وقد اخذ منه السيد تاج الدين العاملي هذا المعنى في قوله:

لقد كتمت آثار آل محمد

محبوهم خوفا واعداؤهم بغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذة

بها ملا الله السماوات والارضا

توفي بمصر آخر رجب سنة ٢٠٤ (در) ودفن بالقرافة الصغرى، قال المسعودي: حدثني فقير بن مسكين عن المزنى وكان سماعنا من فقير بمدينة اسوان بصعيد مصر قال: قال المزني: دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له كيف اصبحت يا ابا عبدالله قال: اصبحت من الدنيا راحلا ولاخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا ولا ادرى إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعزيها وانشأ يقول:

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته

بعفوك ربي كان عفوك اعظما

ذكر ابن خلكان في ترجمة ابي عمرو اشهب بن عبدالعزيز الفقيه المالكي المصرى المتوفى في (شع) سنة ٢٠٤: قال ابن عبدالحكم سمعت اشهب يدعو على الشافعي بالموت فذكرت ذلك للشافعي فقال متمثلا:

تمنى رجال ان اموت فان امت

فتلك سبيل لست فيها بأوحد

فقل للذي يبغى خلاف الذى مضى

تزود لاخرى غيرها فكان قد

قال: فمات الشافعي فاشترى اشهب من تركته عبدا ثم مات اشهب فاشتريت انا ذلك العبد من تركة اشهب انتهى.

(الشاميون)

هم: الشيخ ابوالصلاح وابن البراج وابن زهرة والشيخ سديد الدين محمود

٣٥٠

الحمصي (او) هم الثلاثة الاول المعبر عنهم بالشاميون الثلاثة وقد تقدم في الحليون ما يتعلق بذلك.

(شاه جراغ) احمد بن الامام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالبعليه‌السلام المدفون بشيراز قال شيخنا المفيد في الارشاد وكان احمد ابن موسى كريما جليلا ورعا وكان ابوالحسن موسىعليه‌السلام يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال ان احمد بن موسى (ره) اعتق ألف مملوك.

ثم روى عن إسماعيل بن موسىعليه‌السلام قال: خرج ابي بولده إلى بعض امواله بالمدينة قال فكنا في ذلك المكان فكان مع احمد بن موسى عشرون من خدم ابي وحشمه إن قام احمد قاموا معه وإن جلس جلسوا معه وابى بعد ذلك يرعاه ببصره لا يغفل عنه فما انقلبنا حتى اتشيخ (نشيخ خ ل) احمد بن موسى بيننا انتهى.

وفي كتاب شد الازار في حط الاوزار عن زوار المزار في مزارات شيراز وشرح حال جمع كثير منهم تأليف معين الدين ابى القاسم جنيد بن محمود الشيرازي ألفه في حدود سنة ٧٩١ قال السيد الامير احمد بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي المرتضى عليهم السلام قدم شيراز فتوفى بها في ايام المأمون بعد وفاة اخيه علي الرضاعليه‌السلام بطوس وكان اجودهم جودا وأرأفهم نفسا قد اعتق ألف رقبة من العبيد والاماء في سبيل الله تعالى وقيل استشهد ولم يوقف على قبره حتى ظهر في عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناء وقيل وجد في قبره كما هو صحيحا طرى اللون لم يتغير وعليه لامة سابغة وفي يده خاتم نقش عليه (العزة لله احمد بن موسى) فعرفوه به ثم بني عليه الاتابك ابوبكر بناء ارفع منه ثم ان الخاتون تاش وكانت خيرة ذات

٣٥١

تسبيح وصلاة بنت عليه قبة رفيعة وبنت بجنبها مدرسة عالية وجعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين وسبعمائة رحمة الله عليهم اجمعين.

(شاه رئيس)

ابوعبدالرحمن الكندي كان من الغلاة قال الفضل بن شاذان انه كان من الكذابين المشهورين.

(الشبر)

السيد عبدالله بن السيد محمد رضا الشبر الحسيني الكاظمي الفاضل النبيل والمحدث الجليل والفقيه المتبحر الخبير العالم الربانى المشتهر في عصره بالمجلسي الثاني صاحب شرح المفاتيح في مجلدات وكتاب جامع المعارف والاحكام في الاخبار شبه بحار الانوار وكتب كثيرة في التفسير والحديث والفقه واصول الدين وغيرها وقد ذكر مصنفاته شيخنا المتبحر في دار السلام.

وحكي عنه انه قال: إن كثرة مؤلفاتى من توجه الامام الهمام موسى بن جعفرعليه‌السلام فانى رأيته في المنام فاعطانى قلما وقال اكتب فمن ذلك الوقت وفقت لذلك فكل ما برز مني فمن بركة هذا القلم توفي سنة ١٢٤٢ (غرمب) وله اربع وخمسون سنة ودفن بقرب والده في البقعة الكاظمية على مشرفيها آلاف التحف السبحانية.

(الشبراوى)

يطلق على جماعة (احدهم) الشيخ عبدالله بن محمد القاهري الشافعي شيخ الجامع الازهر.

حكي انه في سنة ١١٣٧ انتقلت مشيخة الجامع الازهر إلى الشافعية فتولاها الشيخ عبدالله الشبراوى في حياة كبار العلماء بعد ان تمكن وحضر الاشياخ ولم

٣٥٢

يزل يترقى في الاحوال والاطوار ويفيد ويملي ويدرس حتى صار من اعظم الاعاظم ذا جاه ومنزلة ونفذت كلمته وصار مرجعا للخاص والعام له الاتحاف بحب الاشراف في المناقب وشرح الصدر بغزوة اهل بدر جمع فيه اسماء الصحابة البدريين وطرفا من مناقبهم وعنوان البيان وبستان الاذهان إلى غير ذلك.

توفي سنة ١١٧٢ (غقعب).

(والشبراوى) نسبة إلى شبرى كسكرى موضع بمصر وفي القاموس شبرى ثلاثة وخمسون موضعا كلها بمصر.

(الشبسترى)

سعد الدين محمود بن امين الدين التبريزي الحكيم العارف صاحب كتاب كلشن راز الذي فرغ منه سنة ٧١٧ شرحه جماعة منهم شمس الدين محمد الشيرازي اللاهيجي المتخلص بالاسيرى.

(الشبلنجى)

السيد مؤمن بن السيد حسن الشبلنجي الشافعي المدنى في اوائل القرن الرابع عشر صاحب كتاب نورالابصار، روى فيه ان محمد الباقر بن علي بن الحسين بن على بن ابى طالبعليه‌السلام سأل جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله تعالى عنه لما دخل عليه عن عائشة وما جرى بينها وبين عليعليه‌السلام فقال له جابر دخلت عليها يوما وقلت لها: ما تقولين في على بن ابى طالب فأطرقت رأسهاثم رفعته وقالت:

إذا ما التبرحك على محك

تبين غشه من غير شك

وفينا الغش والذهب المصفى

على بيننا شبه المحك

(الشبلى)

ابوبكر دلف بن جحدر وقيل جعفر بن يونس الخراساني البغدادي

٣٥٣

المالكي او الامامي تولد في سامراء ونشأ في بغداد وصاحب الجنيد والحلاج وخير النساج وكان من كبار مشائخ الصوفية واهل الحال.

يحكى عنه نوادر واشعار وحكايات ومما سمع منه كان ينشد قوله:

ليس تخلو جوارحي منك وقتا

هى مشغولة بحمل هواك

ليس يجري على لساني شئ

علم الله ذا سوى ذكراك

وتمثلت حيث كنت بعيني

فهي إن غبت أو حضرت تراك

قيل انه كان يبالغ في تعظيم الشرع المطهر وكان إذا دخل شهر رمضان جد في الطاعات ويقول هذا شهر عظمه ربي فأنا أولى بتعظيمه توفي ببغداد في آخر سنة ٣٣٤ (شلد) ودفن بمقبرة الخيزران.

وقد يطلق الشبلي على القاضي بدرالدين ابي عبدالله محمد بن تقي الدين عبدالله الدمشقي الحنفي ولي قضاء طرابلس سنة ٧٥٥ قيل انه كان من تلامذة المزي والذهبي له آكام المرجان في احكام الجان توفي سنة ٧٦٩ قال ابن خلكان الشبلي بكسر الشين وسكون الباء نسبة إلى شبليه قرية من قرى اسروشنه بضم الهمزة وسكون السين وضم الراء وفتح الشين والنون وهي بلدة عظيمة وراء سمرقند من بلاد ما وراء النهر.

(الشحام)

انظر ابواسامة.

(الشرابيانى)

بفتح السين وسكون الموحدة المولى محمد بن المولى فضل علي بن عبدالرحمن الشرابياني النجفي الفاضل المعروف الذي كان مرجعا للخاص والعام ولد سنة ١٢٤٥ وهاجر إلى النجف الاشرف سنة ١٢٧٢ وحضر بحث العلامة الانصاري وبعده الآية الكوهكمري ولم يبارح دروسه حتى قضى نحبه سنة ١٢٩٩ وطفق يقرر ابحاثه على الطلبة فازدلفوا اليه وقد ألف ابحاث استاذه في اصول

٣٥٤

الفقه في ٩ مجلدات وله كتاب الصلاة وغير ذلك انتهت اليه والى معاصره الفاضل المامقانى رياسة بلاد الترك من القفقاز وتبريز وغيرها من بلاد اذربيجان توفي بالنجف ١٧ (مض) سنة ١٣٢٢ مطابق هذه الجملة (يرحم الله جناب الفاضل) والشرابياني نسبة إلى شرابيان قرية من اعمال سراب من مضافات تبريز ولد فيها الفاضل المذكور سنة ١٢٤٥.

(شرف الدين الاربلى)

ابوالفضل احمد بن كمال الدين موسى بن رضى الدين يونس الفقيه الشافعي شارح كتاب التنبيه لابى اسحاق الشيرازى في الفقه كان شرف الدين من بيت العلم مدرسا بمدرسة الملك مظفر الدين بمدينة إربل ثم انتقل إلى الموصل وفوضت اليه المدرسة القاهرية.

كانت ولادته بالموصل سنة ٥٧٥ (ثعه) وتوفي سنة ٦٢٢ (خكب) عاش مدة خلافة الناصر لدين الله ابى العباس وماتا في سنة واحدة.

(شرف الدين الشولستانى)

الامير على بن حجة الله بن شرف الدين الطباطبائي الساكن في الغرى السري حيا وميتا العالم الفاضل المحقق الاديب صاحب المؤلفات النفيسة منها توضيح المقال في شرح الاثنى عشرية في الصلاة لصاحب المعالم في مجلدين قال شيخنا (ره) ويظهر منه غاية فضله وتبحره رحمه الله ونقل عنه في مزار البحار فائدة حسنة فيما يتعلق بالقبلة في الحرم المطهر الغروي وفي مسجد الكوفة ينبغي النظر فيها وحاصلها ان مسجد الكوفة كان بناؤه قبل زمان امير المؤمنينعليه‌السلام والحائط القبلى والمحراب المشهور بمحراب امير المؤمنينعليه‌السلام ليسا موافقين لجعل الجدى خلف المنكب الايمن بل فيهما تيامن عكس ضريحه المقدس فانه كان فيه تياسر كثير وقال وقت عمارته بأمر السلطان الاعظم شاه صفى (قده) قلت

٣٥٥

للمعمار غيره إلى التيامن فغيره ومع هذا فيه تياسر في الجملة ومخالف لمحراب مسجد الكوفة وكنت في الروضة المقدسة متيامنا وفي الكوفة متياسرا انتهى.

يروى عن الشيخ محمد بن صاحب المعالم ويروى عنه المجلسيان رضوان الله عليهم اجمعين توفي سنة ١٠٦٠ (غس).

(شرف الدين المقرى)

اسماعيل بن ابى بكر اليمنى صاحب كتاب عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافى وهو كتاب بديع غريب مرتب في جداول على شكل عجيب توفى سنة ٨٣٧ (ضلز).

(شرف الدين الموسوى)

العاملى السيد الاجل الشريف السيد ابراهيم بن زين العابدين بن نور الدين الموسوي ابوالسادة الاشراف آل شرف الدين نور الله مراقدهم ذكرت مختصرا من تراجمهم في كتاب منتهى الآمال منهم سيد مشايخنا وشيخ اكثر محدثي عصرنا العالم الفاضل المحقق الفقيه المتتبع المتبحر سيدنا ابومحمد الحسن صدر الدين ابن العلامة السيد ابى الحسن الهادى بن السيد محمد على بن السيد صالح بن السيد محمد بن ابراهيم شرف الدين الكاظمي المولود بها سنة ١٢٧٢ له مؤلفات نفيسة منها تكملة أمل الآمل وشرح الوجيزة والشيعة وفنون الاسلام وعدة كتب في الرجال ورسائل كثيرة واحياء النفوس بأدب السيد رضى الدين ابن طاوس إلى غير ذلك توفي في الكاظمين سنة ١٣٥٤ ودفن عند والده في الصحن الشريف رحمة الله ورضوانه عليهما.

(شرف الدين الموصلى)

ابوسعد عبدالله بن ابى السري محمد بن هبة الله بن مطهر بن علي بن ابي

٣٥٦

عصرون الحديثي الموصلي الفقيه الشافعي الذى تنقل في البلاد الشامية وبني له المدارس بحلب وحمص وحماة وبعلبك وتولى القضاء بسنجار ونصيبين وحران ودمشق وعمي في آجر عمره وينسب اليه:

اؤمل وصلا من حبيب واننى

على ثقة عما قليل أفارقه

تجارى بنا خيل الحمام كانما

يسابقني نحو الردى واسابقه

فيا ليتنا متنا معا ثم لم نذق

مرارة فقدي لا ولا انا ذائقه

وقال:

وما الدهر إلا ما مضى وهو فائت

وما سوف يأتى وهو غير محصل

وعيشك فيما انت فيه فانه

زمان الفتى من مجمل ومفصل

(قلت) وكأنه اخذ من هذا الشعر قول من قال:

ما فات مضى وما سيأتيك فاين

قم فاغتنم الفرصة بين العدمين

توفي بدمشق سنة ٥٨٥ (ثفه) وابنه محيي الدين محمد كان ينوب عنه فيالقضاء وصنف جزء في جواز قضاء الاعمى وهو على خلاف مذهب الشافعي والحديثي بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين نسبة إلى حديثة الموصل وهى بليدة على دجلة قرب الزاب الاعلى وهى غير حديثة الفرات.

(الشروانى)

احمد بن محمد بن علي الانصاري التميمي احد ادباء القرن الثالث عشر صاحب نفحه اليمن فيما يزول بذكره الشجن والجوهر الوقاد في شحر بانت سعاد تقدم في الخاقانى ما يتعلق بشروان.

(الشريشى)

ابوالعباس احمد بن عبدالمؤمن بن عيسى القيسي النحوى شارح مقامات الحريرى الذى شرحه يغني عن كل شرح كان مبرزا في المعرفة بالنحو حافظا للغات ذاكرا للآداب وله التعليقات الوفية شرح الدرة الالفية.

٣٥٧

توفى بشريش سنة ٦١٩ (خيط) وهو غير الشريشي الصوفي تاج الدين ابوالعباس احمد بن محمد بن احمد البكرى الصديقي النحوى الاديب الشاعر صاحب الرائية الشريشية في السير والسلوك اولها:

اذا ما بدا من باطن حالة الزجر

فما هو إلا البر من منح البر

توفي سنة ٦٤١ بمصر.

(الشريف الجرجانى)

المير سيد علي بن محمد بن علي الحسيني الحنفي الاسترابادي كان متكلما بارعا عجيب التصرف كثير التحقيق ماهرا في الحكمة والعربية صاحب المصنفات والحواشي والشروح المعروفة منها حاشيته على اول تفسير الكشاف وعلى المطول وعلى شرح الكافية وشرح الشمسية وعلى شرح المطالع وغير ذلك وله شرح على مواقف القاضي عضد الايجي في علم اصول الكلام وهو كتاب مشهور.

قال الشيخ البهائي (ره) في شرح الاربعين في الجفر والجامعة قد تظافرت الاخبار بأن النبي صلى الله عليه وآله أملاهما على أمير المؤمنين (ع) وان فيهما علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.

وان الشيخ الكليني نقل عن الامام الصادق (ع) احاديث متكثرة في ان ذينك الكتابين كانا عنده (ع) وانهما لا يزالان عند الائمة عليهم السلام يتوارثونهما واحدا بعد واحد.

وقال المحقق الشريف في شرح المواقف في مبحث تعلق العلم الواحد بمعلومين ان الجفر والجامعة كتابان لعلي كرم الله وجهه وقد ذكر فيهما على طريق علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وكان الائمة المعروفوف من اولاده يعرفونهما ويحكمون بهما وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن

٣٥٨

موسى الرضا رضي الله عنهما إلى المأمون انك قد عرفت من حقوقنا مالم يعرف آباؤك فقبلت منك عهدك الا ان الجفر والجامعة لا يدلان على انه لا يتم، ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيها إلى اهل البيت ورأيت بالشام نظما أشير فيه بالرموز إلى احوال ملوك مصر وسمعت انه مستخرج من ذينك الكتابين إلى هنا كلام السيد الشريف انتهى.

ولد المحقق الشريف سنة ٧٤٠ بجرجان ولما بلغ الرشد أخذ في تحصيل العلم والمعرفة فممن اخذ منه وحضر مجلسه العالي مولانا قطب الدين الرازي إلى ان صار بيمن تربيته فائقا على كل محقق مرضي.

وله الرواية عن جماعة منهم العلامة قطب الدين المذكور ويروى عنه جماعة منهم ابنه السيد محمد وجلال الدين محمد بن عبدالعزيز الشافعي والشيخ منصور بن الحسن الكازروني والعلامة اسعد بن محمد الصديقى الكازروني إلى غير ذلك.

٣٥٩

يحكى انه قال يوما لابنه السيد محمد: تطلب درجة اي فاضل من العلماء؟ قال: درجتك فقال انت قصير الهمة انا طلبت رتبة ابن سينا فبلغ بي السعي إلى هذه الدرجة وانت فيما تطلب لا تصل إلا إلى درجة ناقصة فعليك بعلو الهمة وطلب المعالى (قلت) ويناسب هنا نقل هذه الابيات للشريف المرتضى (ره):

طريق المعالى عامر بي قيم

وقلبي بكشف المعضلات متيم

ولي همة لا تحمل الضيم مرة

عزائمها في الخطب جيش عرمرم(١)

اريد من العلياء مالا تناله

السيوف المواضي(٢) والوشيج(٣) المقوم

واورد نفسي ما يهاب وروده

ونار الوغى بالدار عين تضرم

كان المحقق الشريف معاصرا للمحقق التفتازاني وجرت بينهما مناظرات طويلة وعده القاضي نورالله من حكماء الشيعة وعلمائها واستشهد على ذلك بتنصيص تلميذه السيد محمد نور بخش والشيخ محمد بن ابى جمهور الاحسائى بتشيعه وأما ابنه السيد شمس الدين محمد فهو شيعي بخلاف ابنه الميرزا مخدوم فانه سني بل ناصبي ورد على الشيعة بكتاب نواقض الروافض الذى رد عليه القاضي نورالله بكتاب مصائب النواصب والشيخ ابوعلى الحائري بعذاب النواصب وله ابن فاضل من علماء الشيعة يأتي ذكره في عصام الدين.

توفي السيد الشريف في شيراز سنة ٨١٦،

___________________________________

(١) اي الشديد والكثير.

(٢) اي القواطع.

(٣) الوشيح: شجر الرماح.

٣٦٠