الكنى والألقاب الجزء ٢

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499

  • البداية
  • السابق
  • 499 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84217 / تحميل: 16963
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 2

مؤلف:
العربية

امهات دور العلم في جبل عامل خرج منها جماعة من اعاظم علماء الشيعة.

قال الشيخ يوسف البحراني رحمه الله عند ذكر جزين انها بلد الشهيد الاول وبها ذريته في هذا العصر وهم اهل صلاح وعلم انتهى.

وفي اعيان الشيعة: وآل شمس الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني كانوا فيها وهاجروا منها واهلها اليوم كلهم نصارى ولم يبق فيها من آثار الشيعة غير جبانة وقد درست وجامع خراب بعض حيطانه كان باقيا ثم درس انتهى ملخصا.

(الشهيد الثانى)

هو الشيخ الاجل زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي بن صالح بن مشرف العاملي الجبعي أمره في الثقة والجلالة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق والتبحر وجميع الفضائل والكمالات اشهر من ان يذكر ومحاسنه واوصافه الحميدة اكثر من ان تحصر وكان والده الشيخ نورالدين علي المعروف بابن الحجة او الحاجة من كبار أفاضل عصره وقد قرأ عليه ولده الشهيد جملة من الكتب العربية والفقه.

وكان قد جعل له راتبا من الدراهم بازاء ما كان يحفظه من العلم وكذلك جميع اجداده كانوا افاضل اتقياء وجده الاعلى الشيخ صالح بن مشرف الطوسى العاملي كان من تلامذة العلامة (ره) تولد الشيخ زين الدين ثالث عشر شوال سنة ٩١١ (ظيا) وختم القرآن وعمره تسع سنين وقرأ على والده العربية وتوفي والده (ره) سنة ٩٢٥ وعمره إذ ذاك أربع عشرة سنة وارتحل إلى ميس وهو أول رحلته فقرأ على الشيخ الجليل علي بن عبدالعالي الميسى الشرايع والارشاد واكثر القواعد.

٣٨١

وكان هذا الشيخ زوج خالته ووالد زوجته الكبرى ثم ارتحل إلى كرك نوح وقرأ على السيد المعظم السيد حسن بن السيد جعفر الكركي الموسوي صاحب كتاب محجة البيضاء قواعد ميثم البحراني والتهذيب والعمدة كلاهما في اصول الفقه من مصنفات السيد المذكور والكافية في النحو وغير ذلك.

ثم ارتحل إلى جبع سنة ٩٣٤ واقام بها مشتغلا بمطالعة العلم والمذاكرة إلى سنة ٩٣٧ ثم ارتحل إلى دمشق وقرأ على الشيخ الفاضل الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي من كتب الطب الموجز النفيسى وغاية القصد في معرفة القصد من تصانيفه وفصول الفرغانى والهيئة وبعض حكمة الاشراق وقرأ على الشيخ المرحوم احمد بن جابر الشاطبية في علم القراآت ثم رجع إلى جبع سنة ٩٣٨ ثم ارتحل إلى دمشق يريد مصر واجتمع في تلك السفرة مع الشيخ الفاضل شمس الدين ابن طولون الدمشقي وقرأ عليه جملة من الصحيحين في الصالحية بالمدرسة السليمية واجيز منه روايتهما وكان القائم بامداده وتجهيزه في هذه السفرة الحاج شمس الدين محمد بن هلال وقام بكل ما احتاج اليه مضافا إلى ما أسدى اليه من المعروف واجرى عليه من الخيرات في مدة طلبه للعلم قبل سفره هذا واصبح هذا الحاج مقتولا في بيته هو زوجته وولدان له احدهما رضيع سنة ٩٥٢ وسافر من دمشق إلى مصر يوم الاحد منتصف ربيع الاول سنة ٩٤٢.

واتفق له في الطريق الطاف خفية وكرامات جلية ذكرها تلميذه ابن العودى (ره) ودخل مصر بعد شهر من خروجه واشتغل على جماعة منهم الشيخ ابوالحسن البكرى صاحب كتاب الانوار في مولد النبي صلى الله عليه وآله ثم ارتحل إلى الحجاز في شوال سنة ٩٤٣ ولما قضى مناسكه زار النبي صلى الله عليه وآله وقد وعده بالخير في المنام بمصر ثم ارتحل إلى بلدة جبع في صفر سنة ٩٤٤ واقام بها إلى سنة ٩٤٦ وتوشح ببرد الاجتهاد إلا انه بالغ في كتمان امره.

٣٨٢

ثم سافر إلى العراق لزيارة الائمةعليه‌السلام في ع ٢ من السنة المذكورة ورجع في ٥ (شع) منها واقام في جبع إلى سنة ٩٤٨ ثم سافر إلى بيت المقدس في ذي الحجة واجتمع بالشيخ شمس الدين بن ابى اللطيف المقدسى وقرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم واجازه إجازة عامة ثم رجع إلى وطنه واشتغل بمطالعة العلوم ومذاكراته مستفرغا وسعه.

وفي سنة ٩٥٢ سافر إلى الروم ودخل قسطنطينية ١٧ ع ل ولم يجتمع مع احد من الاعيان إلى ثمانية عشر يوما وكتب في خلالها رسالة في عشر مباحث من عشرة علوم وأوصلها إلى قاضي العسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومى فوقعت منه موقعا حسنا وكان رجلا فاضلا واتفق بينهما مباحثات في مسائل كثيرة ثم ان قاضي العسكر بعث اليه الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره فاختار منه بعد الاستخارة المدرسة النورية ببعلبك التي وقفها السلطان نورالدين فأعرضها إلى السلطان وكتب بها براء‌ة وجعل له في كل شهر ما شرطه واقفها واقام بها بعد ذلك قليلا واجتمع فيها بالسيد عبدالرحيم العباسى صاحب معاهد التنصيص وأخذ منه شطرا وخرج منها في ١١ رجب متوجها نحو العراق وبعد زيارة أئمتها رجع إلى جبع في صفر سنة ٩٥٣ وأقام ببعلبك يدرس في المذاهب الخمسة واشتهر امره وصار مرجع الانام ومفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها وصار اهل البلد كلهم في انقياده ورجعت اليه الفضلاء من اقاصى البلاد ثم انتقل بعد خمس سنين إلى بلده بنية المفارقة واقام في بلده مشتغلا بالتدريس والتصنيف ومصنفاته كثيرة مشهورة اولها الروض وآخرها الروضة الفها في ستة أشهر وستة ايام وكان غالب الايام يكتب كراسا ومن عجيب امره انه كان يكتب بغمسة واحدة في الدواة عشرين او ثلاثين سطرا وخلف الفى كتاب منها مائتا كتاب كانت بخطه الشريف من مؤلفاته وغيرها مع انه قال: تلميذه الشيخ محمد بن علي بن الحسن بن العودي الجزيني في رسالة بغية المريد في احوال شيخه الشهيد ولقد شاهدت منه سنة ورودي إلى خدمته انه كان ينقل الحطب في الليل لعياله ويصلي الصبح في المسجد ويجلس للتدريس والبحث كالبحر الزاخر، ويأتي بمباحث غفل عنها الاوائل والاواخر.

٣٨٣

وذكر انه (ره) كان يتعاطى جميع مهماته بقلبه وبدنه مضافا إلى مهمات الواردين ومصالح الضيوف المترددين اليه مع انه كان غالب الزمان في الخوف الموجب لاتلاف النفس والتستر والاخفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة من الضروريات البديهية.

ولما كان في سنة ٩٦٥ وهو في سن اربع وخمسين ترافع اليه رجلان فحكم لاحدهما على الآخر فذهب المحوم عليه إلى قاضي صيدا واسمه معروف وكان الشيخ مشغولا بتأليف شرح اللمعة فأرسل القاضى إلى جبع من يطلبه وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف فقال بعض اهل البلد قد سافر عنا منذ مدة فخطر ببال الشيخ ان يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء فسافر في محمل مغطى وكتب القاضى إلى السلطان انه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الاربعة فأرسل السلطان في طلب الشيخ فقبض عليه.

وروي انه كان في المسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر واخرجوه إلى بعض دور مكة وبقى هناك محبوسا شهرا وعشرة أيام ثم ساروا به على طريق البحر إلى قسطنطينية وقتلوه بها وبقي مطروحا ثلاثة ايام ثم القوا جسده الشريف في البحر.

وفي رواية ابن العودي قتلوه في مكان من ساحل البحر وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة وحمل رأسه إلى السلطان وسعى السيد عبدالرحيم العباسي في قتل قاتله فقتله السلطان.

٣٨٤

وحكى عن شيخنا البهائي (قده) قال أخبرني والدي انه دخل في صبيحة بعض الايام على شيخنا الشهيد المعظم فوجده متفكرا فسأله عن سبب تفكره فقال يا اخي أظن ان اكون ثاني الشهيدين لانى رأيت البارحة في المنام ان السيد المرتضى علم الهدى رضي الله عنه عمل ضيافة جمع فيه العلماء الامامية بأجمعهم في بيت فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بي وقال لي يا فلان اجلس بجنب الشيخ الشهيد فجلست بجنبه فلما استوى بنا المجلس انتبهت ومنامي هذا دليل ظاهر على انى اكون تاليا له في الشهادة انتهى قيل في تاريخ وفاته:

تاريخ وفاة ذلك الاواه

الجنة مستقره والله

وفي نخبة المقال:

وشيخ والد البهاء الدين

القدوة النحرير زين الدين

ميلاده شهيد الثانى وقد

عمر خمسين وخمسا فشهد

وللشهيد الثاني رضوان الله تعالى عليه تلاميذه كثيرة من كبراء أهل العلم فممن تلمذ عليه واخذ منه وروى عنه بالاجازة وغيرها:

(١) السيد المعظم نورالدين علي بن الحسين بن ابى الحسن الموسوي والد صاحب المدارك.

(٢) السيد على بن ابى الحسن الموسوي الجبعي الذي كان زاهدا عابدا فقيها من اعيان العلماء والفضلاء.

(٣) السيد على بن الحسين بن محمد الذي تقدم ذكره في ابن الصائغ.

(٤) الشيخ حسين بن عبدالصمد والد الشيخ البهائى وهو اول من قرأ عليه في اوائل أمره وكان رفيقه إلى مصر في طلب العلم والى اسلامبول في المرة الاولى وفارقه إلى العراق واقام بها مدة ثم ارتحل إلى خراسان واستوطن هناك ولقد أشرنا إلى ترجمته في البهائى.

(٥) الشيخ علي بن زهرة الجبعي ابن عم الشيخ حسين المذكور وكان على غاية من الصلاح والتقوى والعبادة وكان الشهيد يعتقد فيه الولاية وكان رفيقه إلى مصر وتوفي بها رحمه الله.

٣٨٥

(٦) الشيخ العالم الجليل محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري والد زوجته المتوفاة في حياته بمشغرا وكانت له به خصوصية ومحبة صادقة وهو جد والد صاحب الوسائل.

(٧) الشيخ محمد بن على بن الحسن العودي وقد تقدم ذكره في ابن العودى إلى غير ذلك رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.

(وابن الشهيد الثانى) الشيخ الجليل السعيد جمال الدين ابومنصور الحسن بن زين الدين الشهيد (ره) امره في العلم والفقه والتبحر والتحقيق وحسن السليقة وجودة الفهم وجلالة القدر وكثرة المحاسن والكمالات اشهر من ان يذكر وابين من ان يسطر.

نقل انه ولد في ١٧ (مض) سنة ٩٥٩ بجبع وبلغ سبعا في حياة أبيه فلم يكن هو مرجو البقاء بعد ما قد أصيب والده بمصائب اولاد كثيرين من قبله بحيث قد كتب في تسلية نفسه على نوائبهم المفجعة كتابه الموسوم ممسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد.

ولما استشهد والده اشتغل على جملة من الفضلاء البارعين وتلمذ على كثير من تلامذة ابيه.

وكان شريكه في الدرس والتحصيل ابن اخته السيد محمد بن علي بن الحسين ابن ابي الحسن الموسوي الجبعي صاحب المدارك وكانا مدة حياتهما كفرسي رهان ورضيعي لبان متقاربين في السن وقد اخذا نصيبا وافرا من العلم واتفق لهما الفوز بلقاء المقدس الاردبيلي والمولى عبدالله اليزدي والاخذ منهما وعن حدائق المقربين انهما لما قدما العراق وردا على المولى الاردبيلى وسألاه ان يعلمهما ماله دخل في الاجتهاد فأجابهما إلى ذلك وعلمهما أولا شيئا من المنطق واشكاله الضرورية ثم ارشدهما إلى اصول الفقه.

وقال: ان احسن ما كتب في هذا الشأن هو شرح المختصر العضدي غير ان بعض مباحثه ليس له دخل في الاجتهاد وتحصيله مضيع للعمر، فكانا يقرآنه عليه ويتركان تلك المباحث من البين انتهى.

٣٨٦

ونقل انهما قالا للمحقق الاردبيلي نحن لا يمكننا الاقامة مدة طويلة ونريد ان نقرأ عليك على وجه نذكره ان رأيت ذلك صلاحا قال: ما هو؟ قال: نحن نطالع وكل ما فهمناه ما نحتاج معه إلى تقرير بل نقرأ العبارة ولا نقف وما يحتاج إلى البحث والتقرير نتكلم فيه فأعجبه ذلك فقرأ عليه مدة قليلة على هذا النحو فكان جمع من تلامذة المحقق الاردبيلي يهزأون بهما كذلك فقال لهم المحقق عن قريب يتوجهون إلى بلادهم ويأتيكم مصنفاتهم وانتم تقرأون في شرح المختصر فكان كذلك فانهما لما رجعا صنف الشيخ حسن المعالم والمنتقى والسيد محمد المدارك ووصل بعض ذلك إلى العراق قبل وفاة المولى المحقق قدس سره.

ونقل ان المولى المحقق كان عند قراء‌تهما عليه مشغولا بشرح الارشاد فكان يعطيهما اجزاء منه ويقول انظرا في عباراته واصلحا منه ما شئتما فانى اعلم ان بعض عباراته غير فصيح.

ثم ان الشيخ حسن لما عزم على الرجوع إلى دياره طلب من عنده شيئا يكون له تذكرة ونصيحة فكتب له بعض الاحاديث وكتب في آخره كتبه (العبد احمد لمولاه امتثالا لامره ورضاه) وكان الشيخ حسن حسن الخط جيد الضبط عجيب الاستحضار حافظا للرجال والاخبار والاشعار وشعره كاسمه حسن فمنه قوله:

عجبت لميت العلم يترك ضائعا

ويجهل ما بين البرية قدره

وقد وجبت احكامه مثل ميتهم

وجوبا كفائيا تحقق امره

فذا ميت حتم على الناس ستره

وذا ميت حتم على الناس نشره

ومنه قوله (ره) في الموعظة والتزهيد:

ولقد عجبت وما عجب‍

ت لكل ذي عين قريره

وامامه يوم عظيم

فيه تنكشف السريره

٣٨٧

هذا ولو ذكر ابن آدم

ما يلاقي في الحفيره

لبكى دما من هول

ذلك مدة العمر القصيره

فاجهد لنفسك في الخلا

ص فدونه سبل عسيره

وله أيضا:

فؤادي ظاعن اثر النياق

وجسمي قاطن ارض العراق

ومن عجب الزمان حياة شخص

ترحل بعضه والبعض باق

وحل السقم في بدني فأمسى

له ليل (يوم ظ) النوى ليل محاق

وصبري راحل عما قليل

لشدة لوعتي ولظى اشياقي

وفرط الوجد اصبح بي حليفا

ولما ينو في الدنيا فراقي

قلت: وكأنه (ره) اخذ قوله (فؤادي ظاعن) البيتين من هذين البيتين روي ان المبرد كان ينشدهما:

جسمي معي غير ان الروح عندكم

فالجسم في غربة والروح في وطن

فليعجب الناس مني ان لي بدنا

لا روح فيه ولي روح بلا بدن

وينقل عنه رحمه الله تعالى انه كان يظهر اعراب الفاظ الاحاديث فيما يكتبه ويقول ان الاحتياط في ذلك لما رواه الكليني رحمه الله تعالى عن الصادقعليه‌السلام انه قال: اعربوا احاديثنا فانا قوم فصحاء.

وعن الدر المنثور للشيخ على بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن ان جده الشيخ حسن هذا بلغ من التقوى والورع اقصاهما ومن الزهد والعبادة منتهاهما ومن الفضل والكمال ذروتهما واسناهما وكان لا يحوز قوت اكثر من اسبوع او شهرا لشك مني فيما نقتله عن الثقاة لاجل القرب إلى مساواة الفقراء والبعد عن التشبه بالاغنياء انتهى.

وعن المحدث الجزائري في الانوار النعمانية قال: حدثنى اوثق مشايخي ان السيد الجليل محمد صاحب المدارك والشيخ المحقق الشيخ حسن صاحب المعالم

٣٨٨

قد تركا زيارة المشهد الرضوي على ساكنه افضل الصلاة خوفا من ان يكلفهم الشاه عباس الاول بالدخول عليه مع انه كان من اعدل سلاطين الشيعة فبقيا في النجف الاشرف ولم يأتيا إلى بلاد العجم احترازا من ذلك المذكور انتهى.

توفي السيد محمد صاحب المدارك قبل خاله الشيخ حسن بجبع سنة ١٠٠٩ (غط) وكتب خاله على قبره (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وكتب أيضا:

لهفي لرهن ضريح كان كالعلم

للجود والمجد والمعروف والكرم

قد كان للدين شمسا يستضاء به

محمد ذو المزايا طاهر الشيم

سقى ثراه وهناه الكرامة والري‍

ـحان والروح طرا بارئ النسم

وبقي بعد السيد محمد بقدر تفاوت ما بينهما من السن تقريبا وكان مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدي به في الصلاة بل كان كل منهما إذا صنف شيئا عرضه على الآخر ليراجعه فيتفقان فيه على ما يوجب التحرير وكذا إذا رجح أحدهما مسألة وسأل عنها الآخر يقول ارجعوا اليه فقد كفانى مؤنتها.

قال صاحب (مل) في احوال السيد محمد بن علي الموسوى صاحب المدارك كان فاضلا متبحرا ماهرا محققا مدققا زاهدا عابدا ورعا فقيها محدثا كاملا جامعا للفنون والعلوم جليل القدر عظيم المنزلة قرأ على ابيه وعلى مولانا احمد الاردبيلي وتلامذة جده لامه الشهيد الثاني.

وكان شريك خاله الشيخ حسن في الدرس وكان كل منهما يقتدي بالآخر في الصلاة ويحضر درسه وقد رأيت جماعة من تلامذتهما، له كتاب مدارك الاحكام في شرح شرايع الاسلام خرج منه العبادات في ثلاث مجلدات فرغ منه سنة ٩٩٨ وهو من احسن كتب الاستدلال وحاشية الاستبصار وحاشية التهذيب وحاشية على الفية الشهيد وشرح المختصر النافع وغير ذلك انتهى.

٣٨٩

توفي الشيخ حسن رحمه الله تعالى بجبع في مفتتح المحرم سنة ١٠١١ (ياغ) ورثاه ورثى السيد محمد الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبعي بقصيدة منها قوله:

أسفا لفقد أئمة لفواتهم

أيدى الفضائل والعلى جذاء

هم غرة كانت لجبهة دهرنا

ميمونة وضاحة غراء

ان عد ذو فضل وعلم زاخر

فهم لعمرى القادة العلماء

او عد ذو كرم وفضل شامخ

فهم لعمرى السادة الكرماء

حبران مالهما وحقك ثالث

فاعلم بأن الثالث العنقاء

بحران ماؤهما فرات سائغ

عذب وفيه رقة وصفاء

وخلفه في كل مزية له فاضلة ابنه الشيخ محمد بن الحسن العالم الفاضل المحقق المدقق المتبحر الثقه الجليل القدر الذى بلغ اقصى درجة الورع والفضل والفهم صاحب المصنفات الكثيرة التي منها شرح تهذيب الاحكام وشرح الاستبصار على منوال مجمع البيان وشرح الاثنى عشرية والحواشي على شرح اللمعة والمعالم واصول الكافي والفقيه والمختلف والمدارك والمطول والرجال الكبير وله كتاب روضة الخواطر ونزهة النواظر ورسالة تحفة الدهر في منازعة الغني والفقر إلى غير ذلك وله اشعار فاخرة منها قوله في مرثية أبي عبدالله الحسين الشهيد المظلوم عليه السلام.

كيف ترقى دموع أهل الولاء

والحسين الشهيد في كربلاء

(الابيات) كان رحمه الله من تلامذة والده وصاحب المدارك والميرزا محمد بن علي الاسترابادي رضوان الله عليه أجمعين وكان من العلماء الربانيين الذين صاروا محلا للالطاف الخاصة الآلهية.

وقد ذكرنا في كتابنا الفوائد الرضوية في أحوال العلماء الامامية ترجمته وترجمة ولديه الشيخ على والشيخ زين الدين وتقدم في الحرفوشي ذكر جملة من احتياطه وتقواه، توفي بمكة المعظمة

٣٩٠

عاشر ذي القعدة سنة ١٠٣٠ (غل) وهو ابن خمسين سنة ودفن بقرب مزار خديجة الكبرى عليها السلام.

(شهيد)

ابن الحسين البخلي ابوالحسن الشاعر فاضل فيلسوف متكلم له خط حسن ونظم بالعربية والفارسية.

توفي سنة ٣٢٥ (شكه).

(شهيد فخ)

الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالبعليه‌السلام صاحب فخ امه زينب بنت عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالبعليه‌السلام خرج في أيام موسى الهادى بن المهدي بن ابى جعفر المنصور مع جماعة كثيرة من العلويين بالمدينة في ذي القعدة سنة ١٦٩ وصلى بالناس الصبح ولم يتخلف عنه احد من الطالبيين إلا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالبعليه‌السلام وموسى بن جعفرعليه‌السلام وخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج إلى الحج في تلك السنة وحج ايضا العباس بن محمد وسليمان بن ابى جعفر وموسى ابن عيسى فلما صاروا بفخ وهو بفتح الفاء وتشديد الخاء بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريبا وقع بينهم الحرب فالتقوا يوم التروية وقت صلاة الصبح فكان أول

___________________________________

(١) يحكى انه كان يوما جالسا وحده وبيده كتاب يطالعه فورد عليه جاهل وسلم عليه وقال كنت وحدك جئت لاونسك فقال الآن صرت وحيدا.

٣٩١

من بداهم موسى فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادى وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة حتى قتل اكثر اصحاب الحسين ثم قتل الحسين وسليمان بن عبدالله بن الحسن المثنى وعبدالله بن اسحاق ابن ابراهيم بن الحسن المثنى واصاب الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى نشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل اشد القتال حتى أمنوه ثم قتلوه وجاء الجند بالرؤوس والاسرى إلى موسى الهادي فأمر بقتلهم ومات في ذلك اليوم.

وعن مهج الدعوات، للسيد ابن طاووس (ره): انه لماقتل الحسين بن علي شهيد فخ حمل رأسه والاسرى من اصحابه إلى موسى بن المهدي الخليفة العباسي فأمر برجل من الاسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد امير المؤمنينعليه‌السلام واخذ من الطالبيين وجعل ينال منهم إلى ان ذكر موسى بن جعفرعليه‌السلام فنال منه وقال والله ما خرج الحسين الا عن امره لانه صاحب الوصية في اهل هذا البيت قتلني الهل ان ابقيت عليه ولولا ما سمعت من المهدي فيما اخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعلمه وفضله وما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه وتفضيله لنبشت قبره واحرقته بالنار احراقا فقال ابويوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي وكان جريا عليه ليس هذا مذهب موسى بن جعفر ولا مذهب احد من ولده ولا ينبغى ان يكون هذا منهم واكد ذلك بالايمان المغلظة ولم يزل يرفق به حتى سكن غضبه.

قال: وكتب علي بن يقطين إلى موسى بن جعفر بصورة الامر فلما ورد الكتاب احضرعليه‌السلام اهل بيته وشيعته فاطلعهم على ما ورد من الخبر فقال لهم: ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك اصلحك الله وعلينا معك ان تباعد شخصك عن هذا الجبار فانه لا يؤمن شره وعاديته وغشمه سيما وقد توعدك وايانا معك فتبسم موسىعليه‌السلام وتمثل ببيت كعب بن مالك.

زعمت سخينة ان ستغلب ربها

فليغلبن مغالب الغلاب

٣٩٢

ثم اقبل على ما حضره من مواليه واهل بيته فقال ليفرخ روعكم انه لا يرد اول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي وهلاكه ثم قال: وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا وانه لحق مثل ما انكم تنطقون سأخبركم بذلك بينما انا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي وقد تنومت عيناي اذ سنح جدى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامى فشكوت اليه موسى بن المهدي وذكرت ما جرى منه في اهل بيته وانا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني اذ أخذ بيدى وقال لي قد اهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك قال: ثم استقبل أبوالحسن ورفع يديه إلى السماء يدعو فسمعناه وهو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته إلهي كم من عدو انقضى علي سيف عداوته (الدعاء).

قال: ثم قمنا إلى الصلاة وتفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراء‌ة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي والبيعة لهارون الرشيد.

(الشيبانى)

نسبة إلى شيبان أبوقبيلة وينسب اليه جماعة كثيرة منهم ابوالمفضل الشيباني.

قال الخطيب البغدادي نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن جرير الطبرى ومحمد بن العباس اليزيدى وامثالهم وعن خلق كثير من المصريين والشاميين إلى ان قال: وكان يضع الحديث للرافضة ويملى في مسجد الشرقية.

حدثني القاضي أبوالعلاء الواسطي قال: كان أبوالمفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة وسمعت الدار قطني يسأل عنه فقال: يشبه الشيوخ انتهى.

٣٩٣

كان مولده سنة ٢٩٧ ووفاته سنة ٣٨٧ وقد تقدم ذكره في الكنى ومنهم محمد بن الحسن الشيباني مولاهم صاحب ابى حنيفة وامام اهل الرأي اصله دمشقى قدم ابوه العراق فولد محمد بواسط سنة ١٣٢ ونشأ بالكوفة وسمع بها من ابي حنيفة والثورى ومسعر بن كدام وكتب عن مالك والاوزاعى وابي يوسف القاضى وسكن بغداد واختلف اليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الاولى خرج معه فمات بالري سنة ١٨٩ قاله الخطيب البغدادي ومنهم ابوالصقر اسماعيل بن بلبل وزير المعتمد على الله العباسى ينتسب إلى بني شيبان.

حكي ان قوما غمزوه وقالوا: هو دعي وكان ابن الرومي قد مدحه بقصيدة طويلة اولها:

أجنت لك الوصل اغصان وكثبان

فيهن نوعان تفاح ورمان

إلى قوله:

قالوا ابوالصقر من شيبان قلت لهم

كلا لعمرى ولكن منه شيبان

كم من اب قد علا بابن له شرف

كما علا برسول الله عدنان

ظن ابوالصقر ان ابن الرومي قد هجاه وانه عرض بأنه دعي فأعرض عنه وتوسل ابن الرومي إلى افهامه صورة الحال فلم يقبل في ذلك قول قائل وقيل له يا سبحان الله فانظر إلى البيت الثانى وحسن معناه فانه معنى مخترع ما مدح احد بمثله قبلك فلم يصغ فهجاه ابن الرومى وافحش في هجائه ولا يهمنا ذكره.

(الشيخ وكذا شيخ الطائفة والشيخ الطوسى)

هو ابوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي عماد الشيعة ورافع اعلام الشريعة شيخ الطائفة على الاطلاق ورئيسها الذى تلوى اليه الاعناق صنف في جميع علوم الاسلام وكان القدوة في ذلك والامام وقد ملات تصانيفه الاسماع ووقع على قدمه وفضله الاجماع من اكبر جهابذة الاسلام ومن يرجع إلى قوله في الحل والابرام والحلال والحرام:

إذا قالت حذام فصدقوها

فان القول ما قالت حذام

٣٩٤

تلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وابي الحسين علي بن احمد بن محمد ابن ابي جيد القمي الذي يروي عنه (جش) ووثقه جمع من العلماء وغيرهم رحمهم الله وكان فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين يزيدون على ثلاثمائة نم الخاصة ومن العامة مالا تحصى ولد (ره) في شهر رمضان سنة ٣٨٥ بعد وفاة شيخنا الصدوق بأربع سنين وقدم العراق سنة ٤٠٨ بعد وفاة السيد الرضى بسنتين وكان ببغداد ثم هاجر إلى مشهد امير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتنة التي تجددت ببغداد واحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكلم عليه الخاص والعام وكان ذلك الكرسي مما اعطته الخلفاء وكان ذلك لوحيد العصر فكان مقامه في بغداد مع الشيخ المفيد (ره) نحوا من خمس سنين ومع السيد المرتضى نحوا من ثمان وعشرين سنة وبقي بعد السيد اربعا وعشرين سنة اثني عشر سنة منها في بغداد ثم انتقل إلى النجف الاشرف وبقى هناك إلى ان توفي ليلة الاثنين الثانى والعشرين من شهر المحرم سنة ٤٦٠ (تس).

وكان مدة عمره الشريف خمسا وسبعين سنة ودفن في داره وقبره الآن مزار معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.

وأما مصنفاته الشريفة في علوم الاسلام فهي لشهرتها تغنينا عن إيرادها فلنتبرك بذكر بعضها، أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن وهو كتاب جليل عديم النظير في التفاسير، وشيخنا الطبرسي في تفسيره من بحره يغترف وفي صدر كتابه بذلك يعترف وأما الحديث فاليه تشد الرحال وبه يبلغ رجاله منتيه الآمال وله فيه من الكتب الاربعة المعروفة في جميع الاعصار كتابا التهذيب والاستبصار.

٣٩٥

وأما الفقه فهو خريت هذه الصناعة والملقي اليه زمام الانقياد والطاعة وكل من تأخر عنه من الفقهاء والاعيان فقدتفقه على كتبه واستفاد منها نهاية أربه وله في هذا العلم كتاب النهاية الذى ضمنها متون الاخبار وكتبا المبسوط الذي وسع فيه التفاريع واودع فيه دقائق الانظار وهو كتاب جليل عظيم النفع، قال في (ست): لم يصنف مثله ولا نظير له في كتب الاصحاب ولا في كتب المخالفين وهو احد وثمانون كتابا.

وله ايضا في الفقه كتاب الاخف الذي ناظر فيه المخالفين وذكر فيه ما اجمعت عليه الفرقة من مسائل الدين وله كتاب الجمل والعقود في العبادات والاقتصاد إلى غير ذلك.

واما علم الاصول والرجال فله كتاب العدة والفهرست الذي ذكر فيه اصول الاصحاب ومصنفاتهم وكتاب الابواب المرتب على الطبقات من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله والائمةعليه‌السلام إلى العلماء الذين لم يدركوا احدا من الائمةعليه‌السلام وكتاب الاختيار وهو تهذيب كتاب معرفة الرجال للشيخ الكشى وله كتاب تلخيص الشافي في الامامة وكتاب المفصح في الامامة وكتاب الغيبة في إثبات غيبة مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام وكتاب مصباح المتهجد وكتاب مختصر المصباح إلى غير ذلك.

والطوسى نسبة إلى طوس ناحية بخراسان ذات قرى ومياه واشجار في جبالها معادن الفيروز ج وينحت من بعض جحبالها القدور والبرام وغيرها من الظروف تشتمل على مدينتين احداهما طابران بفتح الموحدة بين المهملتين والاخرى نوقان بفتح النون وسكون الواو ولهما ما يزيد على الف قرية ومن جملتها سناباد التى هى على قرب ميل من نوقان بها قبر الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

٣٩٦

وقد يطلق الشيخ في عصرنا هذا وقبيله على الشيخ الاجل الاعظم الاعلم خاتم الفقهاء العظام ومعلم علماء الاسلام رئيس الشيعة من عصره إلى يومنا هذا بلا مدافع والمنتهى اليه رياسة الامامية في العلم والعمل والورع والاجتهاد بغير منازع مالك ازمة التحرير والتاسيس ومربي اكابر اهل التصنيف والتدريس المضروب بزهده الامثال والمضروب إلى علمه اباط الامال الخاضع لديه كل شريف واللائذ إلى ظله كل عالم عريف آية الله الباري الحاج الشيخ مرتضى بن محمد امين التسترى النجفى الانصارى الذى عكف على كتبه ومنصفاته وتحقيقاته كل من نشأ بعده من العلماء الاعلام والفقهاء الكرام.

كانت ولادته سنة ١٢١٤ ووفاته في النجف الاشرف سنة ١٢٨١ قيل في تاريخه بالفارسية (غدير سال ولادت فراغ سال وفات) وايضا بالفارسية (سال عمر شيخ وتاريخ وفاتش شصت وهفت ١٢٨١) ودفن في الصحن الشريف عند باب القبلة قرب قبر عديله في العبادة والزهد والصلاح آية الله الشيخ حسين نجف رضوان الله عليه الذي كان العلامة بحر العلوم يتمنى ان يصلى الشيخ حسين على جنازته يروي العلامة الانصارى عن شيخه الفقيه الامام ومستنده في مناهج الاحكام المولى الاجل مولانا احمد النراقي رحمه الله تعالى وعن السيد الاجل السيد صدرالدين العاملي (ره): وقد يطلق الشيخ في كتب الحكمة والمنطق والكلام على الشيخ ابي علي بن سينا وفي علم البلاغة على الشيخ ابى بكر عبدالقاهر الجرجاني الذى تقدم ذكره في الجرجانى.

(الشيخان)

الشيخ المفيد والشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليهما وفي اصطلاح المتكلمين هما الجبائيان وقد تقدما في الجبائي.

(شيخ العراقين)

المولى الاجل الحاج الشيخ عبدالحسين الطهراني، قال شيخنا في المستدرك في ذكر مشايخه ومنها ما اخبرني به إجازة شيخي واستاذى ومن اليه في العلوم الشرعية استنادي افقه الفقهاء وافضل العلماء العالم العليم الرباني الشيخ عبدالحسين ابن علي الطهراني اسكنه الله تعلاى بحبوحة جنته.

٣٩٧

كان نادرة الدهر واعجوبة الزمان في الدقة والتحقيق وجودة الفهم وسرعة الانتقال وحسن الضبط والاتقان وكثرة الحفظ في الفقه والحديث والرجال واللغة حامى الدين ورافع شبهة الملحدين جاهد في الله في محو صولة المبتدعين أقام اعلام الشعائر في العتبات العاليات وبالغ مجوده في عمارة القباب الساميات صاحبته زمانا طويلا إلى ان فعق بيني وبينه الغراب واتخذ المضجع تحت التراب في اليوم الثانى والعشرين من شهر رمضان سنة ١٢٨٦ له كتاب في طبقات الرواة في جدول لطيف غير انه ناقص.

(شيذلة)

ابوالمعالي عزيزى بن عبدالملك الفقيه الشافعي الاشعري الواغظ البغدادى المتوفى سنة ٤٩٤ شيذلة كحيعلة.

قال ابن خلكان: هي لقب عليه اى على عزيزى قال ولا اعرف معناه مع كثرة كشفى عنه.

(الشيروانى)

انظر الميرزا الشيروانى.

(شيطان الشام)

قال ابن خلكان في ترجمة شرف الدين بن المستوفى، ولما مات شرف الدين رثاه صاحبنا الشمس ابوالعز يوسف بن النفيس الاربلى المعروف بشيطان الشام ومولد شيطان الشام سنة ٥٨٦ (ثفو) باربل وتوفى بالموصل ١٦ (مض) سنة ٦٣٨ (خلع) ودفن بمقبرة باب الجصاصة.

باب الصاد

(الصابى)

ابواسحاق ابراهيم محمد بن هلال الحرانى الاديب المنشى الذي له في الكتابة والانشاء مقام رفيع صاحب الرسائل المشهورة والنظم البديع.

٣٩٨

كان يعد في عداد ابن العميد وكان كاتب الانشاء ببغداد عن الخليفة وعن عز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه وتقلد ديوان الرسائل سنة ٣٤٩ وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بن بويه بما يؤلمه فحقد عليه فلما قتل عزالدولة وملك عضد الدولة بغداد اعتقله في سنة ٣٦٧ وعزم على القائه تحت ايدي الفيلة فشفعوا فيه ثم اطلقه في سنة ٣٧١ وكان قد امره ان يصنع له كتابا في اخبار الدولة الديلمية فعمل الكتاب التاجي وله اشعار فمنها قوله:

اسرة المرء والداه وفيما

بين حضنيهما الحياة تطيب

فاذا ما طواهما الموت عنه

فهو في الناس اجنبي غريب

وينسب اليه ايضا:

ليس لي مسعد على ما اقاسي

من كروبي سوى العليم السميع

دفتري مؤنسي وفكري سميري

ويدي خادمي وحلمي ضجيعي

ولسانى سيفي وبطشي قريضي

ودواتى غيثي ودرجي ربيعي

اتعاطي شجاعة ادعيها

في القوافي لقلبي المصدوع

روي الخطيب البغدادى عن محمد بن المظفر ابي الحسن المعدل المعروف بابن السراج المتوفى سنة ٤١٠ قال انشدنى الصابى لنفسه:

قد كنت للحدة من ناظرى

ارى السهى في الليلة المقمره

الآن ما ابصر بدر الدجى

إلا بعين تشتكي الشبكره(١)

لانني انظر منها وقد

غير مني الدهر ما غيره

ومن طوى الستين من عمره

رأى امورا فيه مستنكره

وان تخطاها رأى بعدها

من حادثات النقص مالم يره

٣٩٩

توفي سنة ٣٨٤ او ٣٨٠ ودفن بالشونيزى ورثاه الشريف الرضي بقصيدته المشهورة:

أرأيت من حملوا على الاعواد

أرأيت كيف خبا ضياء النادى

جبل هوى لو خر في البحر اغتدى

نم ثقله متتابع الازبادى

ما كنت اعلم قبل حطك في الثرى

إن الثرى يعلو على الاطواد

(الابيات) وعاتبه الناس في ذلك فقال إنما رثيت فضله، (وحفيده) ابوالحسن هلال بن المحسن بن ابراهيم الصابى.

كان فاضلا له كتاب تحفة الامراء في تاريخ الوزراء، كان على دين جده ابراهيم فأسلم في آخر عمره، توفي سنة ٤٤٨.

والصابى ايضا ثابت بن قرة بن مروان الصابي الحرانى كان مبدأ امره صيرفيا بحران ثم انتقل إلى بغداد واشتغل بعلوم الاوائل فمهر فيها وبرع في الطب وكان الغالب عليه علم الفلسفة وله تأليفات كثيرة وهو أول من حرر كتاب اقليدس وهذبه ونقحه بعد أن عربه ونقله من لغة اليونان إلى اللغة العربية ابوزيد حنين بن اسحق العبادي الطبيب المشهور المتوفى سنة ٢٦٠ وكان امام وقته في صناعة الطب وكان يعرف لغة اليونانيين واليونانيون كانوا حكماء متقدمين على الاسلام وهم من أولاد يونان بن يافث بن نوحعليه‌السلام .

٤٠٠