تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي19%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 138639 / تحميل: 8573
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

شرائطها التي منها الاعتماد على الحسّ دون الحدس. وهو شرط اتّفق عليه العلماء ، ومن المعلوم عدم تحقّق هذا الشَّرط ، لعدم تعاصر المعدِّل ( بالكسر ) والمعدَّل ( بالفتح ) غالباً.

والجواب أنَّه يشترط في الشهادة ، أن يكون المشهود به أمراً حسّياً أو تكون مبادئه قريبة من الحسّ وإن لم يكن بنفسه حسّياً ، وذلك مثل العدالة والشّجاعة فإنَّهما من الأُمور غير الحسيّة ، لكن مبادئها حسّية من قبيل الالتزام بالفرائض والنوافل ، والاجتناب عن اقتراف الكبائر في العدالة ، وقرع الأبطال في ميادين الحرب ، والاقدام على الأُمور الخطيرة بلا تريُّث واكتراث في الشجاعة.

وعلى ذلك فكما يمكن إحراز عدالة المعاصر بالمعاشرة ، اوبقيام القرائن والشَّواهد على عدالته ، أو شهرته وشياعه بين الناس ، على نحو يفيد الاطمئنان ، فكذلك يمكن إحراز عدالة الراوي غير المعاصر من الاشتهار والشياع والأمارات والقرائن المنقولة متواترة عصراً بعد عصر ، المفيدة للقطع واليقين أو الاطمئنان.

ولا شكَّ أنَّ الكشّي والنجاشي والشيخ ، بما أنَّهم كانوا يمارسون المحدِّثين والعلماء ـ بطبع الحال ـ كانوا واقفين على أحوال الرواة وخصوصيّاتهم ومكانتهم من حيث الوثاقة والضبط ، فلأجل تلك القرائن الواصلة اليهم من مشايخهم وأكابر عصرهم ، إلى أن تنتهي إلى عصر الرواة ، شهدوا بوثاقة هؤلاء.

وهناك جواب آخر ؛ وهو أنَّ من المحتمل قويّاً أن تكون شهاداتهم في حق الرواة ، مستندة إلى السَّماع من شيوخهم ، إلى أن تنتهي إلى عصر الرواة ، وكانت الطّبقة النهائيَّة معاشرة لهم ومخالطة إيّاهم.

وعلى ذلك ، لم يكن التَّعديل أو الجرح أمراً ارتجاليّاً ، بل كان مستنداً ، إمّا إلى القرائن المتواترة والشواهد القطعية المفيدة للعلم بعدالة الراوي أو

٤١

ضعفه ، أو إلى السَّماع من شيخ إلى شيخ آخر.

وهناك وجه ثالث ؛ وهو رجوعهم إلى الكتب المؤلفة في العصور المتقدّمة عليهم ، التي كان أصحابها معاصرين للرواة ومعاشرين لهم ، فإنَّ قسماً مهمّاً من مضامين الأصول الخمسة الرجاليّة ، وليدة تلك الكتب المؤلّفة في العصور المتقدّمة.

فتبيَّن أنَّ الأعلام المتقدّمين كانوا يعتمدون في تصريحاتهم بوثاقة الرَّجل ، على الحسّ دون الحدس وذلك بوجوه ثلاثة :

1 ـ الرجوع إلى الكتب التي كانت بأيديهم من علم الرجال التي ثبتت نسبتها إلى مؤلّفيها بالطّرق الصحيحة.

2 ـ السَّماع من كابر عن كابر ومن ثقة عن ثقة.

3 ـ الاعتماد على الاستفاضة والاشتهار بين الأصحاب وهذا من أحسن الطّرق وأمتنها ، نظير علمنا بعدالة صاحب الحدائق وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري وغيرهم من المشايخ عن طريق الاستفاضة والاشتهار في كل جيل وعصر ، إلى أن يصل إلى زمان حياتهم وحينئذ نذعن بوثاقتهم وإن لم تصل الينا بسند خاصّ.

ويدلّ على ذلك ( أي استنادهم إلى الحسّ في التوثيق ) مانقلناه سالفاً عن الشيخ ، من أنّا وجدنا الطائفة ميَّزت الرجال الناقلة ، فوثّقت الثّقات وضعَّفت الضعفاء ، وفرَّقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته ، ومن لا يعتمد على خبره ـ إلى آخر ما ذكره.(1)

ولاجل أن يقف القارئ على أنَّ أكثر ما في الأُصول الخمسة الرجالية ـ لا جميعها ـ مستندة إلى شهادة من قبلهم من الاثبات في كتبهم في حق الرواة ،

__________________

1 ـ لاحظ عدة الأُصول : 1 / 366.

٤٢

نذكر في المقام أسامي ثلّة من القدماء ، قد ألَّفوا في هذا المضمار ، ليقف القارئ على نماذج من الكتب الرجاليَّة المؤلَّفة قبل الأُصول الخمسة أو معها ولنكتف بالقليل عن الكثير.

1 ـ الشيخ الصدوق أبو جعفر محمَّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( المتوفّى 381 هـ ) ، ترجمه النجاشي ( الرقم 1049 ) وعدَّ من تصانيفه كتاب « المصابيح » في من روى عن النبي والأئمةعليهم‌السلام وله ايضاكتاب « المشيخة » ذكر فيه مشايخه في الرجال وهم يزيدون عن مائتي شيخ ، طبع في آخر « من لايحضره الفقيه »(1) .

2 ـ الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد البزاز المعروف بـ « ابن عبدون » ( بضم العين المهملة وسكون الباء الموحدة ) ، كما في رجال النجاشي ( الرقم 211 ) وبـ « ابن الحاشر » كما في رجال الشيخ(2) ، والمتوفّى سنة 423 هـ وهو من مشايخ الشيخ الطوسي والنجاشي وله كتاب « الفهرس ». أشار إليه الشيخ الطوسي في الفهرس في ترجمة إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي(3) .

3 ـ الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بـ « ابن عقدة » ( بضم العين المهملة وسكون القاف ، المولود سنة 249 هـ والمتوفّى سنة 333 هـ ) له كتاب « الرجال » وهو كتاب جمع فيه أسامي من روى عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام وله كتاب آخر في هذا المضمار جمع فيه أسماء الرواة عمن تقدم على الإمام الصّادق من الأئمّة الطاهرينعليهم‌السلام .(4)

__________________

1 ـ ترجمة الشيخ في الرجال ، في الصفحة 495 ، الرقم 25 وفي الفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 156 ، تحت الرقم 695 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 184 ، تحت الرقم 709.

2 ـ رجال الشيخ : 450 ، ترجمه الشيخ بـ « أحمد بن حمدون ».

3 ـ الفهرس : 4 ـ 6 ، « الطبعة الأولى » ، تحت الرقم 7 و « الطبعة الثانية » : 27 ـ 29.

4 ـ ذكره الشيخ في الرجال : 44 ، الرقم 30 وفي الفهرس « الطبعة الأولى » ص 28 ،

٤٣

4 ـ أحمد بن علي العلويّ العقيقيّ ( المتوفى عام 280 هـ ) له كتاب « تاريخ الرجال » وهو يروي عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم القمي.(1)

5 ـ أحمد بن محمّد الجوهري البغدادي ، ترجمه النجاشي ( الرقم 207 ) والشيخ الطوسي(2) وتوفّي سنة 401 هـ ، ومن تصانيفه « الاشتمال في معرفة الرجال ».

6 ـ الشيخ أبو العباس أحمد بن محمّد بن نوح ، ساكن البصرة له كتاب « الرجال الذين رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام »(3) .

7 ـ أحمد بن محمَّد القمي ( المتوفى سنة 350 هـ ) ترجمه النجاشي ( الرقم 223 ) ، له كتاب « الطبقات ».

8 ـ أحمد بن محمَّد الكوفي ، ترجمه النجاشي ( الرقم 236 ) وعدَّ من كتبه كتاب « الممدوحين والمذمومين »(4) .

9 ـ الحسن بن محبوب السرّاد ( بفتح السين المهملة وتشديد الراء ) أو الزرّاد ( المولود عام 149 هـ ، والمتوفّى عام 224 هـ ) روى عن ستّين رجلاً من

__________________

تحت الرقم 76 ، وفي « الطبعة الثانية » ص 52 ، تحت الرقم 86 ، وذكر في رجال النجاشي تحت الرقم 233.

1 ـ ترجمه النجاشي في رجاله ، تحت الرقم 196 ، والشيخ في الفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 24 ، تحت الرقم 63 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 48 ، تحت الرقم 73 ، وفي الرجال في الصفحة 453 ، الرقم 90.

2 ـ رجال الشيخ : 449 ، الرقم 64 ، والفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 33 ، تحت الرقم 89 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 57 ، تحت الرقم 99.

3 ـ ترجمه الشيخ في رجاله : 456 ، الرقم 108 وفي الفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 37 ، تحت الرقم 107 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 61 ، تحت الرقم 117.

4 ـ ذكره الشيخ في الرجال : 454 ، وقال في الفهرس « الطبعة الأولى » بعد ترجمته في الصفحة 29 ، تحت الرقم 78 : « توفي سنة 346 هـ » ويكون في « الطبعة الثانية » من الفهرس في الصفحة 53 ، تحت الرقم 88.

٤٤

اصحاب الصادقعليه‌السلام وله كتاب « المشيخة » وكتاب « معرفة رواة الأخبار »(1) .

10 ـ الفضل بن شاذان ، الّذي يُعدُّ من أئمّة علم الرجال وقد توفّي بعد سنة 254 هـ ، وقيل 260 هـ ، وكان من أصحاب الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام وتوفّي في أيام العسكريعليه‌السلام (2) ينقل عنه العلاّمة في الخلاصة في القسم الّثاني في ترجمة « محمد بن سنان » ـ بعد قوله : والوجه عندي التوقّف فيما يرويه ـ « فإنَّ الفضل بن شاذان ـ رحمهما الله ـ قال في بعض كتبه : إنَّ من الكذّابين المشهورين ابن سنان »(3) .

إلى غير ذلك من التآليف للقدماء في علم الرِّجال وقد جمع أسماءها وما يرجع اليها من الخصوصيّات ، المتتبع الشيخ آغا بزرگ الطهراني في كتاب أسماه « مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال »(4) .

والحاصل ، أنّ التتبّع في أحوال العلماء المتقدّمين ، يشرف الإنسان على الاذعان واليقين بأنَّ التوثيقات والتضعيفات الواردة في كتب الأعلام الخمسة وغيرها ، يستند إمّا إلى الوجدان في الكتاب الثّابتة نسبته إلى مؤلّفه ، أو إلى النّقل والسّماع ، أو إلى الاستفاضة والاشتهار ، أو إلى طريق يقرب منها.

__________________

1 ـ راجع رجال الشيخ الطوسي : 347 ، الرقم 9 والصفحة 372 ، الرقم 11 والفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 46 ، تحت الرقم 151 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 72 ، تحت الرقم 162.

2 ـ ذكره النجاشي في رجاله تحت الرقم 840 والشيخ في الفهرس « الطبعة الأولى » الصفحة 124 ، تحت الرقم 552 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 150 ، تحت الرقم 564 ، وفي الرجال في الصفحة 420 ، الرقم 1 ، والصفحة 434 ، الرقم 2.

3 ـ الخلاصة : 251 ، طبع النجف.

4 ـ طبع الكتاب عام 1378.

٤٥

السابع : التوثيق الإجمالي

إنَّ الغاية المُتوخّاة من علم الرجال ، هو تمييز الثِّقة عن غيره ، فلو كانت هذه هي الغاية منه ، فقد قام مؤلّف الكتب الأربعة بهذا العمل ، فوثَّقوا رجال أحاديثهم واسناد رواياتهم على وجه الاجمال دون التَّفصيل ، فلو كان التَّوثيق التفصيلي من نظراء النَّجاشي والشَّيخ وأضرابهما حجَّة ، فالتَّوثيق الاجمالي من الكليني والصَّدوق والشيخ أيضاً حجَّة ، فهؤلاء الأقطاب الثَّلاثة ، صحَّحوا رجال أحاديث كتبهم وصرَّحوا في ديباجتها بصحّة رواياتها.

يقول المحقّق الكاشاني في المقدّمة الثانية من مقدّمات كتابه « الوافي » في هذا الصَّدد ، ما هذا خلاصته(1) : « إنَّ أرباب الكتب الأربعة قد شهدوا على صحَّة الروايات الواردة فيها. قال الكليني في أوَّل كتابه في جواب من التمس منه التَّصنيف : « وقلت : إنَّك تحبُّ أن يكون عندك كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدّين ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه مَنْ يُريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين ، والسنن القائمة التي عليها العمل وبها يؤدّي فرض الله وسنّة نبيّه إلى أن قالقدس‌سره : وقد يسَّر الله له الحمد تأليف ما سألت ، وأرجو أن يكون بحيث توخَّيت ». وقال الصَّدوق في ديباجة « الفقيه » : « إنّي لم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته ، وأعتقد فيه أنَّه حجَّة فيما بيني وبين ربي ـ تقدَّس ذكره ـ ، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المُعوَّل وإليها المرجع ». وذكر الشيخ في « العدّة » أنَّ جميع ما أورده في كتابيه ( التهذيب والاستبصار ) ، إنَّما أخذه من الأُصول المعتمد عليها.

والجواب : أنَّ هذه التَّصريحات أجنبيَّة عمّا نحن بصدده ، أعني وثاقة

__________________

1 ـ الوافي : 1 / 11 ، المقدمة الثانية.

٤٦

رواة الكتب الأربعة.

أَمّا أوّلاً : فلأن المشايخ شهدوا بصحَّة روايات كتبهم ، لا بوثاقة رجال رواياتهم ، وبين الأمرين بون بعيد ، وتصحيح الروايات كما يمكن أن يكون مستنداً إلى إحراز وثاقة رواتها ، يمكن أن يكون مستنداً إلى القرائن المنفصلة التي صرّح بها المحقّق البهائي في « مشرق الشمسين » والفيض الكاشاني في « الوافي » ومع هذا كيف يمكن القول بأنَّ المشايخ شهدوا بوثاقة رواة أحاديث كتبهم؟ والظّاهر كما هو صريح كلام العَلَمين ، أنَّهم استندوا في التَّصحيح على القرائن لا على وثاقة الرواة ، ويدلّ على ذلك ما ذكره الفيض حول هذه الكلمات ، قالقدس‌سره بعد بيان اصطلاح المتأخّرين في تنويع الحديث المعتبر : « وسلك هذا المسلك العلاّمة الحلّيرحمه‌الله وهذا الاصطلاح لم يكن معروفاً بين قدمائنا ـ قدس الله أرواحهم ـ كما هو ظاهر لمن مارس كلامهم ، بل كان المتعارف بينهم إطلاق الصحيح على كلِّ حديث اعتضد بما يقتضي الاعتماد عليه ، واقترن بما يوجب الوثوق به ، والركون إليه (1) كوجوده في كثير من الأُصول الأربعمائة المشهورة المتداولة بينهم التي نقلوها عن مشايخهم بطرقهم المتّصلة بأصحاب العصمةعليهم‌السلام (2) وكتكرّره في أصل أو أصلين منها فصاعداً بطرق مختلفة ـ وأسانيد عديدة معتبرة (3) وكوجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الّذين أجمعوا على تصديقهم ، كزرارة ومحمَّد بن مسلم والفضيل بن يسار (4) ، أو على تصحيح مايصحّ عنهم ، كصفوان بن يحيى ، ويونس بن عبد الرّحمن ، وأحمد بن محمَّد بن أبي نصر البزنطي (5) ، أو العمل بروايتهم ، كعمار الساباطي ونظرائه (6) وكاندراجه في أحد الكتب التي عرضت على أحد الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام فأثنوا على مؤلّفيها ، ككتاب عبيد الله الحلبي الّذي عرض على الصّادقعليه‌السلام وكتابي يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان المعروضين على العسكريعليه‌السلام (7) وكأخذه من أحد الكتب التي شاع

٤٧

بين سلفهم الوثوق بها والاعتماد عليها ، سواء كان مؤلّفوها من الإماميّة ، ككتاب الصَّلاة لحريز بن عبد الله السجستاني وكتب ابني سعيد ، وعليّ بن مهزيار ، أو من غير الإماميّة ، ككتاب حفص بن غياث القاضي ، والحسين بن عبيد الله السعدي ، وكتاب القبلة لعلي بن الحسن الطاطري إلى أن قال : فحكموا بصحَّة حديث بعض الرواة من غير الإماميّة كعليّ بن محمد بن رياح وغيره لما لاح لهم من القرائن المقتضية للوثوق بهم والاعتماد عليهم ، وإن لم يكونوا في عداد الجماعة الَّذين انعقد الاجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم إلى أن قال : فإن كانوا لا يعتمدون على شهادتهم بصحَّة كتبهم فلا يعتمدوا على شهادتهم وشهادة أمثالهم من الجرح والتعديل إلى أن قال : نعم ، إذا تعارض الخبران المعتمد عليهما على طريقة القدماء فاحتجنا إلى الترَّجيح بينهما ، فعلينا أن نرجع إلى حال رواتهما في الجرح والتعَّديل المنقولين عن المشايخ فيهم ونبني الحكم على ذلك كما اُشير إليه في الأخبار الواردة في التراجيح بقولهمعليهم‌السلام « فالحكم ما حكم به أعدلهما وأورعهما واصدقهما في الحديث » وهو أحد وجوه التّراجيح المنصوص عليها ، وهذا هو عمدة الأسباب الباعثة لنا على ذكر الأسانيد في هذا الكتاب »(1) .

وثانياً : سلَّمنا أنَّ منشأ حكمهم بصحَّتها هو الحكم بوثاقة رواتها ، لكن من أين نعلم أنَّهم استندوا في توثيقهم إلى الحسِّ ، إذ من البعيد أن يستندوا في توثيق هذا العدد الهائل من الرواة الواردة في هذه الكتب إلى الحسّ ، بل من المحتمل قويّاً ، أنَّهم استندوا إلى القرائن التي يستنبط وثاقتهم منها ، ومثله يكون حجَّة للمستنبط ولمن يكون مثله في حصول القرائن.

وثالثاً : نفترض كونهم مستندين في توثيق الرُّواة إلى الحسِّ ، ولكنَّ الأخذ بقولهم إنَّما يصحّ لو لم تظهر كثرة أخطائهم ، فإنَّ كثرتها تسقط قول

__________________

1 ـ الوافي : 1 / 11 ـ 12 ، المقدمة الثانية.

٤٨

المخبر عن الحجّية في الإخبار عن حسٍّ أيضاً ، فكيف في الاخبار عن حدس. مثلاً إنَّ كثيراً من رواة الكافي ضعّفهم النجاشي والشيخ ، فمع هذه المعارضة الكثيرة يسقط قوله عن الحجّية. نعم ، إن كانت قليلة لكان لاعتبار قوله وجه. وإنَّ الشيخ قد ضعَّف كثيراً من رجال « التهذيب والاستبصار » في رجاله وفهرسه ، فكيف يمكن أن يعتمد على ذلك التَّصحيح.

فظهر أنَّه لا مناص عن القول بالحاجة إلى علم الرجال وملاحظة أسناد الروايات ، وأنَّ مثل هذه الشهادات لا تقوم مكان توثيق رواة تلك الكتب.

الثامن : شهادة المشايخ الثلاثة

إذا شهد المشايخ الثلاثة على صحَّة روايات كتبهم ، وأنَّها صادرة عن الأئمّة بالقرائن التي أشار إليه المحقّق الفيض ، فهل يمكن الاعتماد في هذا المورد على خبر العدل أو لا؟

الجواب : أنَّ خبر العدل وشهادته إنَّما يكون حجَّة إذا أخبر عن الشَّيء عن حسٍّ لا عن حدس ، والاخبار عنه بالحدس لا يكون حجَّة إلا على نفس المخبر ، ولا يعدو غيره إلا في موارد نادرة ، كالمفتي بالنّسبة إلى المستفتي. وإخبار هؤلاء عن الصُّدور إخبار عن حدس لا عن حسٍّ.

توضيح ذلك ؛ أنَّ احتمال الخلاف والوهم في كلام العادل ينشأ من أحد أمرين :

الأوّل : التعمُّد في الكذب وهو مرتفع بعدالته.

الثاني : احتمال الخطأ والاشتباه وهو مرتفع بالأصل العقلائي المسلَّم بينهم من أصالة عدم الخطأ والاشتباه ، لكن ذاك الأصل عند العقلاء مختصٌّ بما إذا أخبر بالشيء عن حسٍّ ، كما إذا أبصر وسمع ، لا ما إذا أخبر عنه عن حدس ، واحتمال الخطأ في الإبصار والسَّمع مرتفع بالأصل المسلَّم بين العقلاء ، وأمّا احتمال الخطأ في الحدس والانتقال من المقدّمة إلى النتيجة ،

٤٩

فليس هنا أصل يرفعه ، ولأجل ذلك لا يكون قول المحدس حجَّة الا لنفسه.

والمقام من هذا القبيل ، فإنَّ المشايخ لم يروا بأعينهم ولم يسمعوا بآذانهم صدور روايات كتبهم ، وتنطّق أئمّتهم بها ، وإنَّما انتقلوا إليه عن قرائن وشواهد جرَّتهم إلى الاطمئنان بالصّدور ، وهو إخبار عن الشيء بالحدس ، ولا يجري في مثله أصالة عدم الخطأ ولايكون حجَّة في حق الغير.

وإن شئت قلت : ليس الانتقال من تلك القرائن إلى صحَّة الروايات وصدورها أمراً يشترك فيه الجميع أو الأغلب من النّاس ، بل هو أمر تختلف فيه الأنظار بكثير ، فرُبَّ إنسان تورثه تلك القرائن اطمئناناً في مقابل إنسان آخر ، لا تفيده إلا الظنَّ الضعيف بالصحَّة والصدور ، فإذن كيف يمكن حصول الاطمئنان لأغلب النّاس بصدور جميع روايات الكتب الأربعة التي يناهز عددها ثلاثين ألف حديث ، وليس الإخبار عن صحَّتها كالاخبار عن عدالة إنسان أو شجاعته ، فإنَّ لهما مبادئ خاصَّة معلومة ، يشترك في الانتقال عنها إلى ذينك الوصفين أغلب الناس أو جميعهم ، فيكون قول المخبر عنهما حجَّة وإن كان الإخبار عن حدس ، لأنَّه ينتهي إلى مبادئ محسوسة ، وهي ملموسة لكلّ من أراد أن يتفحَّص عن أحوال الإنسان. ولا يلحق به الإخبار عن صحِّة تلك الروايات ، مستنداً إلى تلك القرائن التي يختلف الناس في الانتقال عنها إلى الصحَّة إلى حدٍّ ربَّما لا تفيد لبعض الناس إلا الظّنَّ الضَّعيف. وليس كلُّ القرائن من قبيل وجود الحديث في كتاب عرض على الإمام ونظيره ، حتّى يقال إنَّها من القرائن الحسيّة ، بل أكثرها قرائن حدسية.

فان قلت : فلو كان إخبارهم عن صحَّة كتبهم حجَّة لأنفسهم دون غيرهم ، فما هو الوجه في ذكر هذه الشهادات في ديباجتها؟

قلت : إنَّ الفائدة لا تنحصر في العمل بها ، بل يكفي فيها كون هذا الإخبار باعثاً وحافزاً إلى تحريك الغير لتحصيل القرائن والشواهد ، لعلَّه يقف

٥٠

أيضاً على مثل ما وقف عليه المؤلِّف وهو جزء علَّة لتحصيل الرُّكون لا تمامها.

ويشهد بذلك أنَّهم مع ذاك التَّصديق ، نقلوا الروايات بإسنادها حتّى يتدبَّر الآخرون في ما ينقلونه ويعملوا بما صحَّ لديهم ، ولو كانت شهادتهم على الصحَّة حجَّة على الكلّ ، لما كان وجه لتحمّل ذاك العبء الثقيل ، أعني نقل الروايات بإسنادها. كلّ ذلك يعرب عن أنَّ المرمى الوحيد في نقل تلك التصحيحات ، هو إقناع أنفسهم وإلفات الغير إليها حتّى يقوم بنفس ما قام به المؤلّفون ولعلَّه يحصِّل ما حصَّلوه.

٥١
٥٢

الفصل الثالث

المصادر الاولية لعلم الرجال

1 ـ الاصول الرجالية الثمانية.

2 ـ رجال ابن الغضائري.

٥٣
٥٤

الاصول الرجالية الثمانية

* رجال الكشي.

* فهرس النجاشي.

* رجال الشيخ وفهرسه.

* رجال البرقي.

* رسالة أبي غالب الزراري.

* مشيخة الصدوق.

* مشيخة الشيخ الطوسي.

٥٥
٥٦

اهتم علماء الشيعة من عصر التابعين الى يومنا هذا بعلم الرجال ، فألفوا معاجم تتكفل لبيان أحوال الرواة وبيان وثاقتهم أو ضعفهم ، وأول تأليف ظهر لهم في أوائل النصف الثاني من القرن الاول هو كتاب « عبيد الله بن أبي رافع » كاتب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، حيث دون أسماء الصحابة الذين شايعوا علياً وحضروا حروبه وقاتلوا معه في البصرة وصفين والنهروان ، وهو مع ذلك كتاب تاريخ ووقائع.

وألف عبدالله بن جبلة الكناني ( المتوفى عام 219 هـ ) وابن فضّال وابن محبوب وغيرهم في القرن الثاني الى أوائل القرن الثالث ، كتباً في هذا المضمار ، واستمر تدوين الرجال الى أواخر القرن الرابع.

ومن المأسوف عليه ، أنه لم تصل هذه الكتب الينا ، وانما الموجود عندنا ـ وهو الذي يعد اليوم اصول الكتب الرجالية(1) ـ ما دوّن في القرنين الرابع والخامس ، واليك بيان تلك الكتب والاصول التي عليها مدار علم الرجال ، واليك اسماؤها وأسماء مؤلفيها وبيان خصوصيات مؤلفاتهم.

__________________

1 ـ المعروف أن الاصول الرجالية اربعة أو خمسة بزيادة رجال البرقي ، لكن عدها ثمانية بلحاظ أن الجميع من تراث القدماء ، وان كان بينها تفاوت في الوزن والقيمة ، فلاحظ.

٥٧

1 ـ رجال الكشّي

هو تأليف محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بالكشّي ، والكشّ ـ بالفتح والتشديد ـ بلد معروف على مراحل من سمرقند ، خرج منه كثير من مشايخنا وعلمائنا ، غير أن النجاشي ضبطه بضم الكاف ، ولكن الفاضل المهندس البرجندي ضبطه في كتابه المعروف « مساحة الارض والبلدان والاقاليم » بفتح الكاف وتشديد الشين ، وقال : « بلد من بلاد ما وراء النهر وهو ثلاثة فراسخ في ثلاثة فراسخ ».

وعلى كل تقدير ; فالكشي من عيون الثقات والعلماء والاثبات. قال النجاشي : « محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي أبو عمرو ، كان ثقة عيناً وروى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه وفي داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم. له كتاب الرجال ، كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة »(1) .

وقال الشيخ في الفهرست : « ثقة بصير بالاخبار والرجال ، حسن الاعتقاد ، له كتاب الرجال »(2) .

وقال في رجاله : « ثقة بصير بالرجال والأخبار ، مستقيم المذهب »(3) .

وأما اُستاذه العيّاشي أبو النَّضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي ، فهو ثقة صدوق عين من عيون هذه الطائفة قال لنا أبو جعفر الزاهد : أنفق أبو النَّضر على العلم والحديث تركة أبيه وسائرها وكانت ثلاثمائة ألف دينار وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 1018.

2 ـ فهرس الشيخ « الطبعة الاولى » الصفحة 141 ، الرقم 604 ، و : « الطبعة الثانية » ، الصفحة 167 الرقم 615.

3 ـ رجال الشيخ : 497.

٥٨

مقابل أو قارئ أو معلِّق ، مملوءة من الناس(1) وله كتب تتجاوز على مائتين.

قد أسمى الكشّي كتابه الرجال بـ « معرفة الرجال » كما يظهر من الشّيخ في ترجمة أحمد بن داود بن سعيد الفزاري(2) .

وربَّما يقال بأنه أسماه بـ « معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين » أو « معرفة الناقلين » فقط ، وقد كان هذا الكتاب موجوداً عند السيد ابن طاووس ، لأنه تصدّى بترتيب هذا الكتاب وتبويبه وضمِّه الى كتب أُخرى من الكتب الرجاليَّة وأسماه بـ « حلّ الاشكال في معرفة الرجال » وكان موجوداً عند الشهيد الثاني ، ولكن الموجود من كتاب الكشّي في هذه الاعصار ، هو الذي اختصره الشيخ مسقطاً منه الزوائد ، واسماه بـ « اختيار الرجال » ، وقد عدَّه الشيخ من جملة كتبه ، وعلى كل تقدير فهذا الكتاب طبع في الهند وغيره ، وطبع في النجف الاشرف وقد فهرس الناشر أسماء الرواة على ترتيب حروف المعجم. وقام اخيراً المتتبع المحقق الشيخ حسن المصطفوي بتحقيقه تحقيقاً رائعاً وفهرس له فهارس قيّمة ـ شكر الله مساعيه ـ.

كيفية تهذيب رجال الكشي

قال القهبائي : « إن الاصل كان في رجال العامة والخاصة فاختار منه الشيخ ، الخاصة »(3) .

والّظاهر عدم تماميّته ، لأنه ذكر فيه جمعاً من العامة رووا عن ائمّتنا

__________________

1 ـ راجع رجال النجاشي : الرقم 944.

2 ـ ذكره في « ترتيب رجال الكشي » الذي رتب فيه « اختيار معرفة الرجال » للشيخ على حروف التهجي ، والكتاب غير مطبوع بعد ، والنسخة الموجودة بخط المؤلف عند المحقق التستري دام ظله.

3 ـ راجع فهرس الشيخ : « الطبعة الاولى » الصفحة 34 ، الرقم 90 ، و : « الطبعة الثانية » الصفحة 58 ، الرقم 100.

٥٩

كمحمد بن اسحاق ، ومحمد بن المنكدر ، وعمرو بن خالد ، وعمرو بن جميع ، وعمرو بن قيس ، وحفص بن غياث ، والحسين بن علوان ، وعبد الملك بن جريج ، وقيس بن الربيع ، ومسعدة بن صدقة ، وعباد بن صهيب ، وأبي المقدام ، وكثير النوا ، ويوسف بن الحرث ، وعبد الله البرقي(1) .

والظاهر أن تنقيحه كان بصورة تجريده عن الهفوات والاشتباهات التي يظهر من النجاشي وجودها فيه.

ان الخصوصية التي تميز هذا الكتاب عن سائر ما ألف في هذا المضمار عبارة عن التركيز على نقل الروايات المربوطة بالرواة التي يقدر القارئ بالامعان فيها على تمييز الثقة عن الضعيف وقد ألفه على نهج الطبقات مبتدءاً بأصحاب الرسول والوصي الى أن يصل الى أصحاب الهادي والعسكريعليهما‌السلام ثم الى الذين يلونهم وهو بين الشيعة كطبقات ابن سعد بين السنة.

2 ـ رجال النجاشي

هو تأليف الثبت البصير الشيخ أبي العباس(2) أحمد بن علي بن أحمد بن العباس ، الشهير بالنجاسي ، وقد ترجم نفسه في نفس الكتاب وقال : « أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن النجاشي ، الذي ولي الاهواز وكتب الى أبي عبد اللهعليه‌السلام يسأله وكتب اليه رسالة عبد الله بن النجاشي المعروفة(3) ولم ير لأبي عبداللهعليه‌السلام مصنَّف غيره.

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 1 / 17.

2 ـ يكنى بـ « أبي العباس » تارة وبـ « أبي الحسين » اخرى.

3 ـ هذه الرسالة مروية في كشف الريبة ونقلها في الوسائل في كتاب التجارة ، لاحظ : الجزء 12 ، الباب 49 من أبواب ما يكتسب به.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

١ - ابورافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله(١)

وإسمه أسلم.(٢) كان للعباس بن عبدالمطلب (ره) فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله، فلما بشر النبي صلى الله عليه وآله اسلام العباس فانه عليه السلام إمامهم وقد اهتدوا بنور علمه وكان باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله. والكتاب انما وضع لذكر مصنفات الشيعة وهم أتبا عليه السلام ولعله لذلك لم يذكر في كتابه ما نسب إلى الائمة المعصومين عليها السلام من الكتب ايضا الا اشارة اليها في تراجم رواتها وقد أحصيناها في فوائد.

____________________

(١) وفي تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٩٢ ابورافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله الخ.

قلت: اتفق اصحابنا وغيرهم على انه كان مولاه صلى الله عليه وآله وان كان في كيفية عتقه وسببه - نوع اختلاف. قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج ١ ص ٦٣ باب اسلم قد اجمعوا انه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله لا يختلفون في ذلك.قلت: ولا إشكال ايضا في كونه قبطيا وكونه مبشرا باسلام العباس.

(٢) كما هو مختار الشيخ الطوسي في رجاله ص ٥ (رقم ٤٠) وص ٨٣ وابن سعد في الطبقات وابن نعيم في حليه الاولياء ج ١ ص ١٨٣ والخطيب في تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٠٤ وابن عبدالبر وكثير من اصحاب السير والتاريخ والتراجم قال ابن عبدالبر بعد ذكر اسلم: وهو اشهر ما قيل فيه وحكى عن ابن معين انه ابراهيم وعن غيره انه هرمز قلت: وزاد في تهذيب التهذيب قولا رابعا وانه ثابت وفي الاصابة ج ٤ ص ٦٨ زاد على ذلك إلى عشرة اقوال.

١٦١

أعتقه.(١) اخبرنا ابوالحسن احمد بن محمد بن الجندي(٢) قال حدثنا احمد بن معروف قال حدثنا الحرث الوراق والحسين ابن فهم عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال ابورافع وذكر هذا الحديث(٣) .

واخبرنا محمد بن جعفر الاديب قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد في تاريخه انه يقال: ان اسم ابي رافع ابراهيم(٤)

____________________

(١) ونحوه في طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٧٣ وج ١ ص ٤٩٨ والاستيعاب ج ١ ص ٦١ وغير ذلك مما يطول بذكره. وقيل انه كان لسعيد بن العاص فورثه عنه بنوه وهم ثمانية وقيل عشرة فاعتقوه كلهم الا واحدا وقيل اعتقه ثلاثة منهم فأتى ابورافع رسول الله صلى الله عليه وآله يستعينه على من لم يعتق منهم فكلمهم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فوهبوه له فاعتقه فكان ابورافع يقول انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وقيل انه صلى الله عليه وآله اشترى السهم الباقي فاعتقه.ذكر ذلك ابن عبدالبر ثم ضعف هذا القول وانه لا يثبت من جهة النقل وان رواية كونه لعباس ابن عبدالمطلب اصح وأولى.

(٢) تقدم ذكر بعض احواله في هذا الشرح ص ٢٨.

(٣) ذكره في ج ٤ من طبقاته ص ٧٣ قلت: وقد روى ذلك ايضا غير محمد بن سعد ممن تقدم او تأخر او ردناها في ترجمته من كتابنا الكبير.

(٤) المراد بتاريخه كتابه في ذكر من روى الحديث من الناس كلهم العامة والشيعة واخبارهم كما ذكره الشيخ في الفهرست والماتن في ترجمته. ثم انك عرفت اختلاف الناس في اسمه وان اسلم هو الاشهر.

١٦٢

وأسلم ابورافع قديما بمكة(١) . وهاجر إلى المدينة(٢) وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده(٣) ولزم امير المؤمنين (ع) من

____________________

(١) قال ابونعيم الاصفهاني في حلية الاولياء ج ١ ص ١٨٣: أسلم قبل بدر وكان يكتم اسلامه مع العباس، ثم قدم بكتاب قريش إلى المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله واظهر اسلامه ليقيم بها فرده رسول الله صلى الله عليه وآله وقال. " ان الا نحبس البرد، ولا نخيس العهد.قلت: ذكر ابن سعد حديث اسلام العباس واسلام ابي رافع في حديث طويل وذكر غيره ايضا وذكروا ان اسلامه كان قبل بدر ولم يشهد بدرا وكان حينئذ مقيما بمكة وذكرنا ماورد في اسلامه في كتابنا الكبير.

(٢) وذلك بعد هجرته الاولى مع جعفر بن ابي طالب (ع) إلى ارض الحبشة وكانت هجرته إلى المدينة بعد بدر كما في طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٧٤.

(٣) ظاهر عموم كلامه انه شهد بدرا وقد تقدم ان اسلامه كان قبله ولم يشهده اذ كان يومئذ بمكة مع آل عباس بن عبدالمطلب. قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج ١ ص ٦٤: وشهد ابورافع احدا والخندق وما بعدهما من المشاهد ولم يشهد بدرا واسلامه قبل بدر الا انه كان مقيما بمكة. ونحو ذلك في طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٧٤ والسيرة الجلبية ج ٤ ص ٦١٨ وفى تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٩٢ وغيرها وتفصيل ذلك في كتابنا في الطبقات.وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله مولاته سلمى وشهدت معه خيبر وولدت لابي رافع عبيدالله بن أبي رافع ذكره ابن سعد في الطبقات ج ٤ ص ٧٤ وابن عبدالبر في الاستيعاب ج ١ ص ٦٣

١٦٣

بعده(١) وكان من خيار الشيعة وشهد معه حروبه(٢) وكان صاحب بيت ماله وبالكوفة(٣) وابناه(٤) عبيدالله(٥) وعلي كاتبا اميرالمؤمنين عليه السلام.

____________________

(١) كما يظهر من سيرته وما رواه في مدح اهل البيت عليهم السلام وغيرذلك مما يطول بذكره واليك بكتابنا في اخبر الرواة.

(٢) وبذلك يعرف فضل قال ابان بن تغلب فيمن تبع عليا (ع) وشهد حروبه من الصحابة: " والله ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم إياه " ويأتي في ترجمته.

(٣) قال الحلبي في السيرة ج ٤ ص ٦١٨ عند ذكره: وكان كاتبا وقد كتب بين يدي علي بن ابي طالب عليه السلام بالكوفة.قلت ما ذكره الماتن يدل على عظمته وعدالته وورعه ولم يذكر أبورافع بزلة ولا شينة والاخبار في مدحه قد أوردناها مع ما يشير إلى ذمه في كتابنا في اخبار الرواة وكانت بيت آل ابي رافع من أرفع بيوت الشيعة. وعقبه بالمدينة وغيرها أشراف عند الناس كما في الاستيعاب ج ١ ص ٦٣ وأولاده وأحفاده من أجلاء رواة الحديث.

(٤) يظهر من كتب الجمهور ان أبناء‌ه خمسة عبيدالله، وعلي، ورافع، والحسن، والمغيرة ذكرهم ابن حجر في الاصابة ج ٤ ص ٢٨ وذكرايضا انهم رووا عن ابي رافع كما روى عنه احفاده ايضا الحسن وصال وعبيدالله اولاد علي بن ابي رافع والفضل بن عبيدالله بن ابي رافع. وظاهر الماتن في حديث مسيره مع علي عليه السلام إلى الكوفة ان له ابنا آخر يسمى عبدالله وايضا ظاهر بن عبدالبر كما يأتي.

(٥) - ينبغي الاشارة إلى منزلته عند اهل البيت (ع) والى اولاده -

١٦٤

والى كتبه ومصنفاته، اما منزلته فنقول: ذكره البرقي (ره) في رجاله ص ٤ من خواص اصحابه من مضر، وذكر انه كاتبه. وفي إختصاص الشيخ المفيد (ره) نحوه ص ٤، وذكره الشيخ في اصحاهب (ع) ص ٤٧ وقال: كاتبه عليه السلام ونحوه في الفهرست ص ١٠٧ (رقم ٤٥٦) وذكره ابن سعد في الطبقات وانه كاتبه (ع) في ج ٤ ص ٧٤ وفي ج ٥ ص ٢٨٢ زاد روى عن علي بن ابي طالب (ع) وكتب له وكان ثقة كثير الحديث.

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج ١ ص ٦٣ بعد ذكر ولادته وكان عبدالله بن ابي رافع خازنا وكاتبا لعلي عليه السلام قلت: والظاهر ان عبدالله مصحف عبيد الله حيث أنه لم يذكر عبدالله في اولاد ابي رافع. وذكر الخطيب ترجمته في تاريخ بغداد ج ١٢٠ ص ٣٠٤ وقال: سمع أباه وعلي بن أبي طالب عليه السلام وابا هريرة وكان كاتب علي ابن ابي طالب (ع) وحضر معه وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه بسر بن سعيد، وابوجعفر محمد بن علي (ع) وعبدالرحمن بن هرمز الاعرج، وغيرهم وكان ثقة ثم ذكر حديث واقعة النهروان.

قلت: اتفق اهل الحديث واصحاب التراجم على ان عبيدالله بن ابي رافع كان من خواص اميرالمؤمنين عليه السلام وكان كاتبا له ولا ينافي ذلك كون ابيه ايضا كاتبا له كما تقدم، وايضا كون اخيه علي ايضا كاتبا كما هو ظاهر. وقد عرفت في كلام ابن عبدالبر انه كان خازنا له ايضا وصرح الماتن رحمه الله بان ابا رافع صاحب بيت ماله بالكوفة. ويظهر ايضا

١٦٥

مما رواه في حديث الاستعارة من بيت المال.

ويأتي عن التهذيب ان علي بن ابي رافع كان خازن بيت المال بالكوفة. وهذا مما يوهم التنافي.

وليس كذلك لامكان تعدد الخازن والكاتب من عمال بيت المال او تعدد المحل او الزمان فلاحظ وسيأتي الكلام في حديث الاستعارة. ثم ان كون عبيدالله كاتبا لعلي عليه السلام على بيت المال بل وخازنا على ما تقدم يدل على مكانته عنده عليه السلام وأمانته وورعه وثقته بل وعدالته، وهو من السلف الصالح من الشيعة على ما اشار الماتن اليه في الديباجة وفي كلام بعضهم التصريح بوثاقته.

وقد ابتلى عبيدالله بن ابي رافع بعد شهادة علي عليه السلام وخلافة الحسن عليه السلام ببلاء شديد، وذلك لما استولى بنوامية على الحكم وولى عمرو بن سعيد بن العاص بن امية المدينة. فاول ما صنع انه أرسل إلى ابن ابي رافع. وسئله مولى من انت؟ فقال مولى رسول الله فضربه مائة سوط ثم كرر السؤال خمس مرات وسمع منه ما سمع فضربه مائة سوط في كل مرة وكان ذلك لموالاته واختصاصه بعلي واهل البيت عليهم السلام وقد حاول غير واحد من العامة صرف ذلك إلى ابن ابي رافع غير القبطي هذا تنزيها لهم مع ان الاشد من ذلك من بني امية على اهل البيت وشيعتهم غير عزيز لم ينسه التاريخ. فلاحظ الاصابة ج ٤ ص ٦٨ وتمام الكلام في ذلك وفيما ورد في عبيدالله بن ابي رافع في كتابنا الكبير.

١٦٦

أولاده:

١ - محمد بن عبيدالله بن ابي رافع. روى عن ابيه كتاب جده على ما ذكره الماتن وروى كتاب عمه علي على ما في المتن ايضا وكتاب ابيه عبيدالله عنه وايضا عن اخيه عون عن ابيه عبيدالله كتابه على ما في الفهرست ص ١٠٧ ترجمة ابيه.

٢ - عون. فقد روى عنه الماتن حديث هجرة ابي رافع والشيخ كتاب ابيه في الفهرست ص ١٠٧ وهذا ولكن نسخ النجاشي قد ذكر فيها في حديث الهجرة عون بن عبدالله.

٣ - عبدالله. فقد روى الماتن عن اسماعيل الرافعى عنه عن ابيه حديث الحية.

٤ - الفضل كما ذكره في الاصابة على ما تقدم.

وأحفاده عبدالرحمن بن محمد كما في طريق الماتن إلى كتاب ابن ابي رافع ومحمد بن عبدالرحمن بن كما تقدم.

تصنفيه ذكر الشيخ (ره) في الفهرست ص ١٠٧ (رقم ٤٥٦) عبيدالله ابن ابي رافع رضى الله عنه كاتب اميرالمؤمنين (ع) وذكر له كتابين. الاول كتاب قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قال: اخبرنا به احمد بن عبدون عن ابي بكر الدوري عن ابي الحسن محمد بن جعفر

١٦٧

ابن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسن علي بن ابي طالب(ع) قال: حدثنا احمد بن عبد المنعم العيني قال حدثنا الحسن بن محمد بن الحسين البجلي قال حدثنا على بن محمد بن القاسم الكندي عن محمد ابن عبيداالله بن ابي رافع عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين (ع) وذكر الكتاب بطوله.

قلت: وفي هذا السند - العيني، والكندي غير مذكورين بشئ واما ابوالحسن محمد بن جعفر فقد ذكره الشيخ (ره) في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ص ٦٠٠ (رقم ٥٧) قائلا: محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) المعروف بابي قيراط روى عنه التلعكبري يكنى ابا الحسن وسمع منه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه اجازة.

وذكره الماتن في ترجمة ابيه (رقم ٣١١)، وذكر نسبه كما ذكرناه وهذا موافق لما وجدناه بالتأمل في أنسابهم ومما يظهر من عمدة الطالب. وعلى هذا فنسخة الفهرست لا تخلو عن زيادة (ابن الحسين) بين محمد وجعفر وعن نقصان بالحسن بن الحسن وعن تصحيف الحسن بن جعفر بالحسين فلاحظ.

ثم ان ابا الحسن محمد بن جعفر وان لم يصرح بتوثيق الا ان رواية التلعكبري وسماعه واجازته منه، مع ان النجاشي ذكره بانه بانه غير مطعون في حديثه، وكذا رواية ابي بكر الدوري احمد بن جلين الذي قال النجاشي فيه: ثقة في حديثه مسكون إلى روايته، تدل على جلالته فلاحظ.

قلت وقد جمع كثير من رواة الحديث وأكابر الطائفة قضايا

١٦٨

اخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا ابوالحسين احمد بن يوسف الجعفي قال حدثنا علي بن الحسين ابن الحسين بن على بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين قال حدثنا اسماعيل ابن الحكم الرافعي عن عبدالله بن عبيدالله بن ابي رافع عن ابيه، عن ابي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو نائم أو يوحي اليه، واذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فاوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى اذا كان منها سوء يكون الي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ثم قال: الحمد الله الذي أكمل لعلي (ع) منيته وهنيئا لعلي (ع) بتفضيل الله اياه.

ثم التفت فرآنى إلى جانبه اميرالمؤمنين عليه السلام وصنفوا في ذلك كتبا ذكرهم النجاشي والشيخ في كتبهما الا ان عبيدالله بن ابى رافع هو اول من صنف في ذلك كتابا.

الثاني كتاب تسميته من شهد مع اميرالمؤمنين عليه السلام الجمل، وصفين، والنهروان من الصحابة رضى الله عنهم قال: رويناه بالاسناد عن الدوري عن ابي الحسين زيد بن محمد الكوفي عن احمد ابن موسى بن اسحق، قال حدثنا صفوان بن مرد عن علي بن هاشم ابن البريد عن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع عن عون بن عبيدالله عن أبيه، وكان كاتب اميرالمؤمنين عليه السلام.

قلت ان ابا الحسين ومن قبله من رجال السند غير مذكورين بشئ ثم انه يحتمل ضعيفا كون ما يأتي من كتاب الفقه لاخيه علي بن ابي رافع تصنيف عبيدالله كما ان التعدد مع التشابهه كما اشرنا اليه غير بعيد.

١٦٩

فقال: ما أضجعك هاهنا يا ابا رافع؟ فاخبرته خبر الحية فقال: قم اليها فاقتلها فقتلتها.

ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: يا ابا رافع كيف انت وقوما يقاتلون عليا (ع) هو على الحق وهم على الباطل يكون في حق الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ فقلت: ادع لي ان ادركتهم ان يعينني الله ويقويني على قتالهم فقال: اللهم ان ادركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس فقال يا ايها الناس من احب ان ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي ههذا ابورافع اميني على نفسي(١) .

قال عون بن عبدالله بن ابي رافع(٢) فلما بويع علي (ع) وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير ال البصرة قال ابورافع هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله: سيقاتل عليا (ع) قوم يكون حقا على الله جهادهم فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي (ع) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال: الحمد الله لقد اصبحت لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة، وح بيعة الرضوان، وصليت القبلتين، وهاجرت الهجر الثلاث.

قلت: وما الهجر الثلاث؟ قال: هاجرت مع جعفر بن ابي طالب رحمة الله عليه إلى أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وهذه الهجرة مع علي بن

____________________

(١) روى الحلبي في السيرة ج ٤ ص ٦١٩ عن ابي رافع حديث الحية ملخصا مع تفاوت وبلا ذكر ما فيه من فضل علي عليه السلام ونزول هذه الآية في علي بن ابي طالب عليه السلام رواه العامة والخاصة بطرقهم ليس ههنا مقام ذكره.

(٢) النسخ عندنا تطابقت على الضبط بما ذكر ولكن الظاهر والله العالم ان عبدالله مصحف عبيدالله فان عون من ولده وسيأتي فلاحظ.

١٧٠

ابي طالب (ع) إلى الكوفة فلم يزل مع علي عليه السلام حتى استشهد علي عليه السلام. فرجع ابورافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام ولا دار له بها ولا ارض(١) . فقسم له الحسن عليه السلام دار علي (ع) بنصفين واعطاه سنح ارض اقطعه اياه (اياها خ) فباعها عبيدالله بن ابي رافع من معاوية بمائة الف وسبعين الفا(٢) . وبهذا الاسناد عن عبيدالله بن ابي رافع في حديث ام كلثوم بنت

____________________

(١) والظاهر ان هذه الايام كان او ان فقره لذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله على ما رواه العامة فروى ابونعيم الاصبهاني في حلية الاولياء ج ١ ص ١٨٤ باسناده عن ابي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله قال قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف بك يا ابا رافع اذا افتقرت " قلت: أفلا أتقدم في ذلك قال بلى قال ما مالك قلت: أربعون ألفا وهي لله عزوجل الحديث.

قلت: ما ورد في إخباره صلى الله عليه وآله بانه يصيبه بعده فقر، ونهيه صلى الله وعليه وآله اياه عن كنز فضول المال وما ورد في فقره ففي كتابنا الكبير.

(٢) قلت: وفي ذلك إيماء إلى مكانة ابي رافع عند الائمة (ع) والظاهر انه قد حسن حال ابي رافع واستغنى بعد فقره فقد روى ابوسليم مولاه حديث فقره وحديث غناه قال: فلقد رأيته بعد إستغنى، حتى أتى له عاشر عشرة وكان يقول: ليت أبا رافع مات في فقره او هو فقير قال: ولم يكن يكاتب مملوكه الا بثمنه الذي اشتراه به. رواه ابونعيم في الحلية ج ١ ص ١٨٤.

١٧١

اميرالمؤمنين عليه السلام انها استعارت من ابي رافع حليا من بيت المال بالكوفة(١) . ولابي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا.

اخبرنا محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا حفص بن محمد بن سعيد الاحمسي قال حدثنا حسن بن الحسين الانصاري قال حدثنا علي بن القاسم الكندي عن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع عن ابيه عن جده ابي رافع عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه كان اذا صلى قال في اول الصلاة وذكر الكتاب إلى آخره بابا بابا الصلاة والصيام، والحج، والزكاة، والقضايا(٢) .

وروى هذه النسخة من الكوفيين ايضا زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي إلياس عن الحسين بن حكم الحبري (الحيرى خ) قال حدثنا حسن بن حسين باسناده.وذكر شيوخنا ان بين النسختين

____________________

(١) قلت ويأتي الكلام في حديث الاستعارة عند ذكر اخيه علي ابن ابى رافع.

(٢) قلت: الاحمسي، والانصاري، والكندي، ومحمد حفيد ابي رافع غير مذكورين بشئ الا ان يراد بقوله: ورواية ابي العباس اتم، أتميتها سندا وهو يفيد اعتبار السند.

والظاهر والله العالم ان المراد بها أتيتها متنا باشتمالها على الاكثر من ابوابه ورواياته وللشيخ الطوسي (ره) طريق إلى احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إلى جميع كتبه ورواياته وهذه منها.

ثم ان الكتاب قد جمع فيه ما سمعه عن علي (ع) كما هو ظاهر الاسناد وحينئذ لا يبعد اتحاده مع كتاب علي عليه السلام على ما تقدم وقد روى عن ابي رافع جماعة كثيرة منهم اولاده وأحفاده.

١٧٢

إختلافا قليلا ورواية أبي العباس أتم(١) .

ولابن أبي رافع كتاب آخر وهو علي بن ابي رافع تابعي من خيار الشيعة كانت له صحبة من اميرالمؤمنين عليه السلام وكان كاتبا وله حفظ كثير (وفي نسخة كاتبا له وحفظ كثيرا)(٢) .

____________________

(١) لم يذكر طريقه (ره) إلى زيد بن محمد بن جعفر وهو من مشايخ هارون بن موسى التلعكبري وساير رجال السند غير مذكورين في الرجال بغمز.ثم انه لا اشكال في رواية ابي رافع عن النبي صلى الله عليه وآله أخبارا في الوضوء والصلاة وغيرها من الابواب كما لا يخفى على المتتبع في كتب الخاصة والعامة وقد أشار إلى جملة منها البخاري في تاريخه الكبير ج ٣ ص ١٣٨ (رقم ٤١٥) متفرقة فلاحظ.

(٢) كان علي بن ابي رافع من خواص اميرالمؤمنين عليه السلام وكاتبا له وكان من فقهاء الشيعة كتب كتابا في الفقه ومن سلفنا الصالحين على ما تقدم من الماتن في ديباجة الكتاب.وتفقه على امير المؤمنين عليه السلام وجمع كتابه في ايامه واين هو ومن عده العامة اول من صنف في الفقه مثل ابي حنيفة وكان ابن ابي رافع فقيها قبله بأكثر من خمسين سنة بل الانسب ذكره في الاقدمين من الحفاظ من اهل الحديث على ما ذكره الماتن (ره). وكان علي بن ابي رافع خازن بيت المال وكاتبا لاميرالمؤمنين (ع) فروى الشيخ في التهذيب ج ١٠ ص ١٥١ (رقم ٦٠٦) عن علي بن ابراهيم عن الحجال عن صالح بن السندى عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن غالب عن ابيه عن سعيد بن المسيب عن علي بن ابي رافع قال: كنت على بيت مال على بن ابي طالب (ع) وكاتبه

١٧٣

وجمع كتابا في فنون من الفقه: الوضوء والصلاة وساير الابواب اخبرني ابوالحسن التميمي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا علي بن القاسم البجلي قرائة عليه قال حدثني ابو الحسن علي بن ابراهيم المعلى البزاز قال حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين قال حدثني ابومحمد عبدالرحمن بن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع وكان كاتب اميرالمؤمنين عليه السلام انه كان يقول: اذا توضأ احدكم للصلاة فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده وذكر الكتاب(١) .

وكان في بيت ماله عقد لؤلؤ كان اصابه يوم البصرة قال: فارسلت الي بنت علي بن ابي طالب عليه السلام فقالت علي: بلغني ان في بيت مال اميرالمؤمنين (ع) عقد لؤلؤ وهو في يدك وأنا احب ان تعيرنيه أتجمل به في ايام عيد الاضحى، فارسلت اليها عارية مضمومة مردودة يا بنت أميرالمؤمنين؟ فقالت: نعم عارية مضمومة مردودة بعد ثلاثة أيام فدفعته اليها وان اميرالمؤمنين (ع) رآه عليها فعرفه فقال لها: من اين صار اليك هذا العقد فقالت استعرته من علي بن ابي رافع خازن بيت مال اميرالمؤمين لاتزين به في العيد ثم أرده، قال فبعث الي اميرالمؤمنين عليه السلام الحديث.

قلت: تقدم من الماتن رواية الاستعارة عن ابي رافع بطريق عبيدالله بن ابي رافع والظاهر اتحاد الواقعة ولعل المراد بعبيدالله في طريق الماتن هو عبيدالله بن على بن ابي رافع وقد حذف كلمة (ابن) في طريق الماتن والله العالم.

____________________

(١) قلت: على بن القاسم البجلي غير مذكور والظاهر اتحاده مع الحسن بن القاسم البجلي المذكور في طريق الشيخ (ره) في الفهرست

١٧٤

قال عمر بن محمد: واخبرنى موسى بن عبدالله بن الحسن عن ابيه انه كتب هذا الكتاب عن عبيد الله بن علي بن ابي راقع وكان إلى على بن عبيد الله بن محمد ص ٩٤ (رقم ٢٩٣) وايضا مع ابي الحسن ابن القاسم كما في التهذيب ج ٤ باب علامة اول شهر رمضان ص ١٦٦ (رقم ٦٧٢) بقرينة رواية احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في الجميع واتحاد من روى ابن القاسم عنه ويأتي في أسناده إلى على (ع) كما ان ساير رجال السند من بعده غير مذكورين بشي ايضا ولا يخفى ان في الطريق خفاء من وجه آخر اذ الظاهر سقوط الواسطه بين ابي محمد عبدالرحمن بن عبيد الله وبين صاحب الكتاب على بن ابي رافع على ما هو ظاهر صدر كلامه ولعل الساقط قوله عن ابيه عن جده بعد قوله عبيد الله ثم ان ظاهر كلامه (ره) الاختلاف في صاحب هذا الكتاب المبوب في فنون من الفقه فقول: بانه على بن ابى رافع على ما يقضيه الطريق المذكور في المتن وقول بانه عبيد الله بن على بن ابي رافع كما ذكر عبدالله بن الحسن على ما في المتن وقول ثالث بانه على بن ابى طالب عليه السلام ولازمه كون على وعبيد الله ابني ابي رافع من رواه كتابه واسناد الكتاب إلى رواته غير عزيز في كتب اصحابنا وهذا ما رواه عمر بن محمد عن طريق العلويين عن جدهم عليه السلام وقد تقدم ذكر الطرق إلى كتاب على (ع) ويمكن القول بالتعدد لظاهر الطرق والعناوين ولعل القول بالاتحاد نشأ من تشابه الكتب مع ان على بن ابى رافع وعبيد الله قد جمعا كتابيهما مما سمعاه من أمير المؤمنين عليه السلام

١٧٥

يعظمونه ويعلمونه(١) .

قال ابوالعباس بن سعيد: حدثنا عبدالله بن احمد بن مستورد قال حدثنا مخول بن ابراهيم النهدي قال سمعت موسى بن عبدالله بن الحسن يقول: سأل ابى رجل عن التشهد فقال: هات كتاب ابن ابي رافع فأخرجه وأملاه (فأملاه خ) علينا(٢) . وقد طرق عمر بن محمد هذا الكتاب إلى اميرالمؤمنين (ع) اخبرنا ابوالحسن التميمي قال حدثنا احمد بن محمد سعيد قال حدثنا الحسن بن القاسم قال حدثنا معلى عن عمر بن محمد بن عمر قال حدثنا علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني ابي محمد عن ابيه عن جده عمر بن علي بن ابي طالب عن اميرالمؤمنين (ع)

____________________

(١) يظهر من ذلك عظمة الكتاب عند الطائفة وثقتهم به. ثم ان السند من قوله: قال عمر بن محمد معلق على سابقه فلا ارسال وموسى غير مذكور بشئ وكذا ابوه عبدالله.

(٢) يظهر منه ان الكتاب كان معتمدا عند الاصحاب ثم ان عبدالله بن احمد ومن قبله من رجال السند غير مذكورين بشئ. وروى عن على بن رافع اولاده: عبيد الله، والحسن وصالح وايضا عن جدهم ابي رافع كما في الاصابة على كا تقدم وذكر الشيخ الحسن على في الحسن بن ابي رافع في اصحاب السجاد عليه السلام ص ٨٦ وايضا ابنه ايوب بن الحسن في أصحابه (ع) ص ٨٣ وايضا عبيد الله بن على ابى رافع في اصحابه (ع) ص ٩٧ وذكر ابراهيم ابن على بن الحسن بن على بن ابي رافع في اصحاب الصادق (ع) ص ١٦٦

١٧٦

وذكر ابواب الكتاب(١) . قال ابن سعيد حدثنا الحسن عن معلى عن أبي زكريا يحيى بن سالم عن ابي مريم عن أبي اسحق عن الحرث عن علي اميرالمؤمنين عليه السلام من ابتداء باب الصلاة في الكتاب وذكر خلافا بين النسختين(٢) .

٢ - ربيعة بن سميع

عن اميرالمؤمنين عليه السلام(٣) كتاب في زكاة النعم. أخبرني الحسين بن عبيدالله وغيره. عن جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثنا ابي وساير شيوخي، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير، قال حدثنا عبدالله ابن المغيرة قال حدثنا مقرن عن جده ربيعة بن سميع عن اميرالمؤمنين (ع) أنه كتب له في صدقات النعم وما يؤخذ من ذلك وذكر الكتاب(٤) .

____________________

(١) لم يثبت وثاقة الحسن بن القاسم ومن قبله من رجال السند.

(٢) الحسن ومعلى وابواسحق لم يظهر حالهم.قلت قد عرفت الطرق إلى كتاب علي عليه السلام وما يتعلق به فيما تقدم فلاحظ.

(٣) لم أجد في كلام أصحابنا ولا غيرهم عاجلا مدحا له غير عد الماتن رحمه الله اياه من السلف الصالح من أصحابنا المصنفين وليس في كلامه دلالة على انه من الطبقة الاولى وهم الصحابة او من الطبقة الثانية من المصنفين وهم التابعون ولم أقف عاجلا على رواية له في كتب الحديث.

(٤) في الاسناد من لم أجد له ذكرا وهو مقرن الا رواية الجليل

١٧٧

٣ - سليم بن قيس الهلالي(١)

ابن المغيرة عنه. ثم انه قد اشرنا إلى ان الماتن (ره) لم يكن في مقام إستقصاء المصنفين وخاصة الاسبقين منهم فلم يذكر جماعة منهم سلمان الفارسي المحمدي أحد الاركان الاربعة رضى الله عنه وقد ذكره الشيخ (ره) في فهرست أسماء المصنفين ص ٨٠ (رقم ٣٢٨) وتبعه من تأخر مثل ابن شهر آشوب في المعالم وقد روى الشيخ عنه باسناده في التهذيب وغيره من كتبه قد اشرنا اليها في محل آخر.

ومنهم جندب بن جنادة ابوذر الغفاري رضى الله عنه فقد ذكره الشيخ ايضا في الفهرست ص ٤٥ (رقم ١٤٩) وابن شهر آشوب وغيرهما ولا نطيل بذلك اذ ليس هو الغرض في هذا الشرح.

____________________

(١) كان سليم من التابعين من اصحاب أميرالمؤمنين (ع). وبقى إلى زمان ابي جعفر الباقر (ع). وتوفى في ايام الحجاج. وقد ذكره البرقي والشيخ في طبقات أصحابهم إلى زمان الباقر عليه السلام.بل عده البرقي في الاولياء من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) ص ٤ وقال الشيخ في اصحاب علي بن الحسين عليه السلام ص ٩١ سليم بن قيس الهلالي ثم العامري الكوفي صاحب اميرالمؤمنين (ع) وعده الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص ص ٣ من شرطة الخميس من اصحابه عليه السلام ونحوه ايضا في اصحاب الحسين (ع) ص ٨. وفيما رواه ابوعمرو الكشي في رجاله ص ٦٩ دلالة على سماع سليم منهم عليهم السلام.

١٧٨

وكان سليم شيخا متعبدا له نور يعلموه، على ما ذكره ابان بن ابي عياش وقال: فلم أر رجلا كان أشد إجلاله لنفسه، ولا أشد اجتهادا، ولا أطول حزنا، ولا أشد خمولا لنفسه، ولا أشد بغضا للشهرة نفسه منه. وفي روايات عديدة تصديق ابي محمد السجاد والباقر عليهما السلام سليما على ما رواه ابن ابي عياش وفيها ترحمه على سليم وانه (ع) اغرورقت عيناه حينما ذكر عنده حديث سليم وقد اوردنا ما ورد في مدح سليم من الاخبار في كتابنا في اخبار الروات فلا نطيل. وقد مدحه علماء الرجال بل عده بعضهم من العدول وعده الماتن رحمه الله في الاسبقين من سلفنا الصالحين على ما تقدم في الديباجة.وقال العلامة (ره) في الخلاصة ص ٨٣ بعد ذكر الخلاف في كتابه.والوجه عندي: الحكم بتعديل المشار اليه والتوقف في الفاسد من كتابه.وعن المجلسي عده من الثقات العظام والعلماء الاعلام.قلت: لم اجد قدحا في سليم نفسه وانما الطعن المعروف، في كتابه وليس الكلام المحكى عن ابن الغضائري عن اصحابنا: من عدم ذكره في الاحاديث إلا تأييدا للطعن في الكتاب سيأتي الكلام فيه ان شاء الله. وذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٢١ في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم.

وقال قال: محمد بن إسحاق من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) سليم بن قيس الهلالي. وكان هاربا من الحجاج لانه طلبه ليقتله، فلجأ إلى ابان بن أبي عياش، فآواه، فلما حضرته الوفاة، قال لابان: ان لك علي حقا، وقد حضرتني الوفاة يا ابن أخي - انه كان من

١٧٩

له كتاب. يكنى أبا صادق(١) اخبرني علي بن احمد القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن ابي القاسم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت، وأعطاه كتابا وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور. رواه عنه أبان بن ابي عياش لم يرو عنه غيره وقال أبان في حديثه، وكان سليم بن قيس شيخا له نور يعلموه.واول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي رواه ابن ابي عياش لم يروه غيره انتهى.

قلت: النسخة المطبوعة هكذا وكان قيس شيخا الخ والظاهر بقرينة غيرها سقوطه من النسخة.

قلت: تقدم ان اول كتاب للشيعة هو كتاب إمامهم اميرالمؤمنين عليه السلام ثم عدة من الصحابة ومنهم ابورافع الا انه لا ينافي ذلك كون كتاب سليم اول كتاب للشيعة ظهورا عند عامة الناس وفي كونه مشهورا يعرفه كل أحد.قال النعماني في كتاب الغيبة ص ٤٧: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة عليهم السلام خلاف في كتاب سليم ابن قيس الهلالي.

أصله من أكبر كتب الاصول التي رواها اهل العلم وحملة حديث اهل البيت عليهم السلام، وأقدمها، لان جميع ما اشتمل عليه هذا الاصل انما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن اميرالمؤمنين (ع) وسلمان، والمقداد، وابي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله واميرالمؤمنين (ع) وسمع منهما وهو من الاصول التي ترجع اليها الشيعة ويعول عليها.

____________________

(١) ونحوه في الفهرست ص ٨١ (رقم ٣٣٤) وذكره ابن النديم بكتابه في الفهرست كما تقدم وابن شهر آشوب وغيرهم وهو كتاب مشهور بين الفريقين كما أشار اليه ابن النديم على ما تقدم.ثم انه لم تجد خلافا في كنيته

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409