تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي14%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 138614 / تحميل: 8570
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الأمّة تجربة ، وأكبر منك سنا ، فأنت أحق أن تجيبني الى هذه المنزلة التي سألتني ، فادخل في طاعتي ، ولك الأمر من بعدي ، ولك ما في بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ ، تحمله الى حيث أحببت ، ولك خراج أي كور العراق شئت معونة لك على نفقتك يجبيها أمينك ويحملها لك في كل سنة ، ولك أن لا يستولى عليك بالإساءة ، ولا تقضى دونك الأمور ، ولا تعصى في أمر أردت به طاعة الله ، أعاننا الله وإياك على طاعته إنه سميع مجيب الدعاء والسلام »(1) .

واشتملت هذه الرسالة ـ بكلتا الروايتين ـ على دجل معاوية ومراوغته ، وأغاليطه كما يقول الدكتور « أحمد رفاعي »(2) ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر فى محتوياتها وهي :

1 ـ جاء فيها « أن هذه الأمّة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم ، ولا سابقتكم للإسلام ، ولا قرابتكم من نبيكم. الخ » إن من تتبع الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي (ص) عرف زيف هذا الكلام ومجافته للواقع ، فان العترة الطاهرة واجهت بعد النبي (ص) أشق المحن والخطوب ، فان الجرح لما يندمل والرسول لما يقبر استبد القوم بالأمر ، وعقدوا سقيفتهم متهالكين على الحكم ، وتغافلوا عترة نبيهم فلم يأخذوا رأيهم ولم يعتنوا بهم ولما تم انتخاب أبي بكر خفوا مسرعين الى بيت بضعته وريحانته وهم يحملون مشاعل النار لإحراقه ، وسحبوا أخا النبي ووصيه أمير المؤمنين مقادا بحمائل سيفه ليبايع قسرا ، وهو يستجير فلا يجار ، وخلد بعد ذلك الى العزلة يسامر همومه وشجونه ، وتتابعت عليهم منذ ذلك اليوم المصائب والخطوب فلم يمض على انتقال النبي (ص) الى دار الخلد خمسون عاما وإذا بالمسلمين

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد 4 / 13.

(2) عصر المأمون 1 / 17.

٦١

في موكب جهير يجوب البيداء من بلد الى بلد وهم يحملون رءوس أبنائه على أطراف الرماح ، وبناته سبايا « يتصفح وجوههن القريب والبعيد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ». وبعد هذه المحن التي ألمّت بهم هل أدت الأمّة حقهم وعرفت مكانتهم ولم تجهل فضلهم.

2 ـ ومن محتوياتها : « ورأى صالحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم أن يولوا الأمر من قريش الخ ». إن صالحاء المسلمين وخيارهم كانوا مع أمير المؤمنين ولم يرتضوا بيعة أبي بكر ، وأقاموا على ذلك سيلا من الاحتجاج والإنكار ذكرناه بالتفصيل فى الجزء الأول من هذا الكتاب.

لقد كانت مغبة اختيار قريش أن يحكم رقاب المسلمين معاوية ويزيد ومروان والوليد وأمثالهم من أئمة الظلم والجور الذين أغرقوا البلاد في الماسي والشجون وأمعنوا فى إذلال المسلمين وإرهاقهم حتى بايعوا في عهد يزيد انهم خول وعبيد له هذا ما رآه صالحاء الناس من قريش في صرف الأمر عن عترة نبيهم كما قال معاوية وقد وفقت فى اختيارها ـ كما يقولون ـ فانا لله وإنا إليه راجعون.

3 ـ ومن غريب هذه الرسالة قوله : « فلو علمت أنك أضبط للرعية مني وأحوط على هذه الأمّة ، وأحسن سياسة. الخ » نعم تجلت حيطته على الإسلام وحسن سياسته حينما تم له الأمر ، وصفا له الملك ، فانه أخذ يتتبع صالحاء المسلمين وأبرارهم فيمعن في قتلهم ومطاردتهم وزجهم في السجون. ومن حيطته على الإسلام استلحاقه لزياد بن أبيه ، وسبه لأمير المؤمنين على المنابر ، وفي قنوت الصلاة ، ونصبه ليزيد حاكما على المسلمين وأمثال هذه الموبقات والجرائم التي سودت وجه التاريخ.

٦٢

مذكرة معاوية :

وأرسل معاوية الى الإمام مذكرة يحذره فيها من الخلاف عليه ، ويمنيه بالخلافة من بعده إن تنازل له عن الأمر وهذا نصها :

« أما بعد : فان الله يفعل في عباده ما يشاء لا معقب لحكمه ، وهو سريع الحساب ، فاحذر أن تكون منيتك على أيدي رعاع من الناس وأيس من أن تجد فينا غميزة ، وإن أنت أعرضت عما أنت فيه ، وبايعتني وفيت لك بما وعدت ، وأجريت لك ما شرطت وأكون في ذلك كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة :

وإن أحد أسدى إليك أمانة

فأوف بها تدعى إذا مت وافيا

ولا تحسد المولى إذا كان ذا غنى

ولا تجفه إن كان في المال فانيا

ثم الخلافة لك من بعدي ، فأنت أولى الناس بها والسلام ».

وأكبر الظن ان هذه الرسالة المشتملة على مثل هذا اللون من التهديد والتوعيد إنما بعثها معاوية الى الإمام بعد ما اتصل اتصالا وثيقا بزعماء الجيش العراقي وقادته فضمنوا له تنفيذ مخططاته ، فانه لم يكتب ذلك إلا بعد الاتصال بزعماء العراق وانقطاع أمله من إجابة الحسن له.

جواب الامام :

ولم يعتن الإمام بتهديد معاوية ، وأجابه بجواب يلمس فيه الحزم والإصرار منه على الحرب وهذا نصه :

« أما بعد : فقد وصل إليّ كتابك ، تذكر فيه ما ذكرت ، وتركت جوابك خشية البغي عليك ، وبالله أعوذ من ذلك ، فاتبع الحق تعلم أني

٦٣

من أهله ، وعليّ أثم أن أقول فأكذب والسلام ».

وكانت هذه الرسالة هي آخر الرسائل التي دارت بين الإمام ومعاوية وعلى أثرها علم معاوية أنه لا يجديه خداعه وأباطيله ، ولا تنفع مغالطاته السياسية ، وعرف أن الإمام مصمم على حربه فاتجه بعد ذلك الى الحرب وتهيئة أسبابه ومقتضياته.

٦٤

اعلان الحرب

٦٥
٦٦

وبعد ما فشلت أغاليط معاوية ومخططاته السياسية رأى أن خير وسيلة له للتغلب على الأحداث أن يبادر الى اعلان الحرب لئلا يتبلور الموقف ، وتفوت الفرصة وأكبر الظن ـ انه بالإضافة الى ذلك ـ إنما استعجل الحرب لأمور وهي :

1 ـ إنه اتصل اتصالا وثيقا بزعماء العراق ، وقادة الجيش ، ورؤساء القبائل فاشترى ضمائرهم الرخيصة بالأموال ومنّاهم بالوظائف ، فأجابوه سرا الى خيانة الإمام وتنفيذ أغراضه ، ويدل على ذلك مذكرته التي بعثها الى عماله وولاته يطلب منهم النجدة والالتحاق به فانه أعرب فيها عن اتصالهم به.

2 ـ علمه بتفكك الجيش العراقي وتفلله وعدم طاعته للإمام وذلك مسبب عن أمور نذكرها مشفوعة بالتفصيل عند عرض علل الصلح وأسبابه

3 ـ علمه بوجود الخطر الداخلي الذي مني به العراق ، وسلمت منه الشام ، وهي فكرة الخوارج التي انتشرت مبادئها بين الأوساط العراقية ومن أوليات مبادئهم اعلان التمرد والعصيان على الحكم القائم ، ونشر الفوضى في البلاد ليتسنى لهم الإطاحة به واستلام قيادة الأمّة.

4 ـ مقتل الإمام أمير المؤمنين (ع) الذي فقد به العراق قائدا وموجها وخطيبا ، يحملهم على الحق ويثيبهم الى الصواب ، وقد أصبح العراقيون بعد فقده يسيرون فى ظلام قاتم ، ويتخبطون خبط عشواء قد فقدوا الرائد والدليل.

هذه الأمور ـ فيما نعلم ـ هي التي حفزت معاوية الى اعلان الحرب واستعجاله ، فان العراق لو لم يمن بمثل هذه الكوارث والفتن لما وجد معاوية الى الحرب سبيلا ، ولبذل جميع طاقاته في تأخير الحرب ، وعقد

٦٧

الهدنة المؤقتة ـ كما فعل ذلك مع ملك الروم ـ حتى يتبين له الأمر فانا لا ننسى كلماته التي تنم عن خوفه وفزعه من العراقيين حينما كانوا صفا واحدا غير مبتلين بالتفكك والانحلال فقد قال : « ما ذكرت عيونهم تحت المغافر(1) بصفين إلا لبس على عقلي » ووصف اتحادهم بقوله : « إن قلوبهم كقلب رجل واحد » فلولا اختلافهم وتشتتهم لما بادر معاوية الى اعلان الحرب واستعجاله.

مذكرة معاوية لعماله :

ورفع معاوية مذكرة ذات مضمون واحد الى جميع عماله وولاته ، يحثهم فيها على الخروج الى حرب الإمام ويأمرهم بالالتحاق به سريعا بأحسن هيئة ، وأتم استعداد وهذا نصها :

« من عبد الله معاوية أمير المؤمنين ، الى فلان ابن فلان ، ومن قبله من المسلمين ، سلام عليكم ، فاني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد : فالحمد لله الذي كفاكم مئونة عدوكم ، وقتلة خليفتكم ، إن الله بلطفه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلا من عباده فاغتاله فقتله فترك أصحابه متفرقين مختلفين ، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم ، فأقبلوا الي حين يأتيكم كتابي هذا بجاهدكم وجندكم ، وحسن عدتكم ، فقد أصبتم بحمد الله الثأر ، وبلغتم الأمل ، وأهلك الله أهل البغي والعدوان ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته »(2) .

__________________

(1) المغافر : جمع ، مفرده : مغفر ومغفرة ، وهو زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.

(2) شرح ابن أبي الحديد 4 / 13.

٦٨

ولما وصلت هذه الرسالة الى عماله وولاته قاموا بتحريض الناس وحثهم على الخروج والاستعداد لحرب ريحانة رسول الله وسبطه وفي أقرب وقت التحقت به قوى هائلة منظمة لا ينقصها شيء من حيث الكراع والسلاح ، والعدد والعدة.

ولما توفرت له القوة الهائلة من الجند والعسكر وأصحاب المطامع الذين لا يقدسون سوى المادة زحف بهم نحو العراق وتولى بنفسه القيادة العامة للجيش ، وأناب عنه في عاصمته الضحاك بن قيس الفهري ، وقد كان عدد الجيش الذي نزح معه ستين ألفا ، وقيل أكثر من ذلك ، ومهما كان عدده فقد كان مطيعا لقوله ، ممتثلا لأمره ، منفذا لرغباته ، مذعنا له لا يخالفه ولا يعصيه.

وطوى معاوية البيداء بجيشه الجرار فلما انتهى الى جسر منبج(1) .

__________________

(1) جسر منبج : بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء بلد قديم ، المسافة بينه وبين حلب يومان ، أول من بناه كسرى ، وقد أنجب جماعة من الشعراء يعد فى طليعتهم البحتري ، وقد عناها المتنبي بقوله :

قيل بمنبج مثواه ونائله

فى الأفق يسأل عمن غيره سألا

ولها يتشوق ابراهيم بن المدبر ، وكان يهوى جارية بها في قوله :

وليلة عين المرج زار خياله

فهيّج لي شوقا وجدد أحزاني

فأشرقت أعلى الدير أنظر طامحا

بألمح آماقي وأنظر انساني

لعلي أرى أبيات منبج رؤية

تسكن من وجدي وتكشف أشجاني

جاء ذلك في معجم البلدان 8 / 169.

٦٩

فزع العراقيين :

وحينما أذيع خبر توجهه وبلوغه الى هذا المحل عم العراقيين الذعر والخوف ، ولما علم الإمام بتوجهه أمر بعض أصحابه أن ينادى فى العاصمة « الصلاة جامعة » ويقصد بذلك جمع الناس فى جامع البلد ، فنودي بذلك وما هي إلا فترة يسيرة من الزمن حتى اكتظ الجامع بالجماهير الحاشدة فخرج (ع) فاعتلى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرها ، ثم قال لأهل الجهاد : اصبروا إن الله مع الصابرين ، فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون ، انه بلغنى أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك لذلك ، اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم في النخيلة(1) حتى ننظر وتنظرون ، ونرى وترون »(2) .

ولما أنهى (ع) خطابه وجم الحاضرون ، وأخرست ألسنتهم ، واصفرّت ألوانهم كأنهم قد سيقوا الى الموت ، فلم يجب الإمام أحد منهم كل ذلك لخوفهم من أهل الشام ، وحبهم للسلم ، وإيثارهم للعافية ، وكان هذا التخاذل في بداية الدعوة الى جهاد العدو ينذر بالخطر ويدعو الى التشاؤم واليأس من صلاحهم.

__________________

(1) النخيلة : تصغير نخلة موضع قريب من الكوفة على سمت الشام وبه قتل معاوية الخوارج لما ورد الى الكوفة وفيهم يقول ابن الأصم راثيا :

إني أدين بما دان الشراة به

يوم النخيلة عند الجوسق الحرب

جاء ذلك فى معجم البلدان 8 / 276.

(2) شرح النهج ابن أبي الحديد 4 / 13.

٧٠

ولما رأى الصحابي العظيم والحازم اليقظ عدي بن حاتم(1) سكوت الجماهير وعدم اجابتهم للإمام غاظه ذلك والتاع أشد اللوعة ، فانبرى إليهم

__________________

(1) عدي بن حاتم الطائي كان أبوه حاتم مضرب المثل في الجود والسخاء ، يكنى عدي بأبي طريف ، وفد على النبي (ص) فى السنة التاسعة من الهجرة وكان نصرانيا فاسلم ، ولإسلامه حديث طريف طويل ، ذكره ابن الأثير في أسد الغابة ، روى عن النبي (ص) أحاديث كثيرة ، كان جوادا شريفا في قومه عظيما عندهم ، وعند غيرهم ، وكان حاظر الجواب ، ومن أهل الدين والتقى ، وهو القائل : ما دخل عليّ وقت الصلاة إلا وأنا مشتاق إليها ، ودخل يوما على عمر بن الخطاب فرأى منه تكبرا واستخفافا بحقه ، فالتفت إليه قائلا : أتعرفني؟ فأجابه عمر ، بلى والله أعرفك ، أكرمك الله بأحسن المعرفة ، أعرفك والله أسلمت إذ كفروا ، وعرفت إذ أنكروا ، ووفيت إذ غدروا ، وأقبلت إذ أدبروا فقال عدي : حسبي حسبي. شهد فتوح العراق ، ووقعة القادسية ، ووقعة النهروان ، ويوم الجسر مع أبي عبيدة وغير ذلك ، ومن كرمه ونبله أن الأشعث ابن قيس أرسل إليه شخصا يستعير منه قدور حاتم ، فملأها عدي طعاما وحملها إليه فأرسل إليه الأشعث إنما أردناها فارغة ، فأجابه عدي ، إنا لا نعيرها فارغة ، وكان يفت الخبز للنمل ويقول : إنهن جارات ولهن حق ، كان من المنحرفين عن عثمان ، وشهد مع الامام وقعة الجمل ففقئت عينه بها ، وله ولدان ، قتل أحدهما مع الامام علي ، والآخر مع الخوارج ، وشهد صفين أيضا وكان له بها مواقف مشهورة توفي سنة سبع وستين من الهجرة ، وقيل غير ذلك ، كان له من العمر مائة وعشرون سنة ، قيل توفى بالكوفة ، وقيل بقرقيسيا والأول أصح ، جاء ذلك فى أسد الغابة 3 / 392 ، وقريب منه جاء فى كل من الاصابة والاستيعاب وتهذيب التهذيب.

٧١

منكرا سكوتهم وتخاذلهم المفضوح قائلا بنبرات تقطر حماسا وعزما :

« أنا عدي بن حاتم ، سبحان الله ما أقبح هذا المقام!!! ألا تجيبون إمامكم ، وابن بنت نبيكم؟ أين خطباء المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة ، فاذا جد الجد راوغوا كالثعالب ، أما تخافون مقت الله ، ولا عيبها وعارها ».

ثم التفت الى الإمام مظهرا له الطاعة والامتثال قائلا :

« أصاب الله بك المراشد ، وجنبك المكاره ، ووفقك لما يحمد ورده وصدره ، قد سمعنا مقالتك ، وانتهينا الى أمرك ، وسمعنا لك ، وأطعنا فيما قلت ورأيت ».

ثم أظهر الى المجتمع عزمه على الخروج لحرب معاوية فورا قائلا :

« وهذا وجهي الى معسكرنا ، فمن أحب أن يوافي فليواف ».

ثم خرج من المسجد وكانت دابته بالباب فركبها وخرج وحده من دون أن يلتحق به أحد وأمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه ، فانتهى الى النخيلة فعسكر بها وحده(1) .

وهكذا اضطرب غيظا وموجدة كل من الزعيم قيس بن سعد بن عبادة ، ومعقل بن قيس الرياحي(2) ، وزياد بن صعصعة التميمي لما رأوا

__________________

(1) شرح النهج ابن أبي الحديد 4 / 14.

(2) معقل بن قيس الرياحي : أدرك النبي (ص) ، قال ابن عساكر : أوفد عمار معقلا على عمر يخبره بفتح تستر ، كما وجهه الى بني ناجية حين ارتدوا وكان من امراء الإمام علي (ع) يوم الجمل ومدير شرطته ، وذكر خليفة بن الخياط أن المستورد بن علقمة اليربوعي الخارجي بارزه لما خرج بعد علي فقتل كل منهما الآخر وكان ذلك سنة 42 هجرية في خلافة معاوية وقيل سنة 39 في خلافة علي جاء ذلك في الاصابة 3 / 475 ،

٧٢

سكوت الجماهير وعدم إجابتهم بشيء ، فلاموهم على هذا التخاذل وبعثوا فيهم روح النشاط الى حرب عدوهم ومناجزته ثم التفتوا الى الامام وكلموه بمثل كلام عدي فى الانقياد والطاعة والامتثال لأمره فشكرهم الامام على موقفهم المشرف ، وأثنى على شعورهم الطيب قائلا :

« ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والنصيحة فجزاكم الله خيرا ».

وخرج الامام (ع) من فوره لرد العدوان الأموي ، واستخلف فى عاصمته المغيرة بن نوفل بن الحرث(1) وأمره بحثّ الناس الى الجهاد واشخاصهم إليه فى النخيلة ، وطوى (ع) البيداء بجيشه الجرار المتخاذل ـ وسيأتي وصفه بعد قليل ـ حتى انتهى الى النخيلة فاستقام فيها فنظم جيشه(2) ثم ارتحل عنها وسار حتى انتهى الى ( دير عبد الرحمن ) فأقام

__________________

(1) المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي ولد على عهد الرسول (ص) بمكة قبل الهجرة ، وقيل لم يدرك من حياة رسول الله (ص) إلا ست سنين يكنى بأبي يحيى تزوج بامامة بنت أبي العاص بن الربيع ، وكانت امامة زوجا للإمام علي ، فلما قتل أوصى (ع) أن يتزوجها المغيرة من بعده ، فلما مات (ع) تزوج بها المغيرة. وهو ممن شهد مع الامام صفين ، وكان في أيام عثمان قاضيا ، وقد روى عن النبي (ص) حديثا واحدا وهو قوله (ص) : « من لم يحمد عدلا ولم يذم جورا ، فقد بات لله بالمحاربة » جاء ذلك في أسد الغابة 4 / 407.

(2) جاء في الخرائج والجرائح ص 228 أنه نزح مع الامام من أراد الخروج وتخلف عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوا وبما وعدوا ، وغرّوه كما غرّوا الامام عليا من قبل وعسكر (ع) في النخيلة عشرة أيام فلم يحضر معه إلا أربعة آلاف فرجع الى الكوفة ليستنفر الناس وخطب خطبته التي يقول فيها : « قد غررتموني كما غررتم من كان قبلي ».

٧٣

به ثلاثة أيام ليلتحق به المتخلفون من جنده ، وعنّ له أن يرسل مقدمة جيشه للاستطلاع على حال العدو وإيقافه فى محله لا يتجاوزه الى آخر ، واختار الى مقدمته خلّص أصحابه من الباسلين والماهرين ، وكان عددهم اثنى عشر الفا ، واعطى القيادة العامة الى ابن عمه عبيد الله بن العباس ، وقبل أن تتحرك هذه الفصيلة من الجيش دعا الامام قائدها العام عبيد الله فزوده بهذه الوصية القيّمة وهي :

« يا ابن العم! إني باعث معك اثنى عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر ، الرجل منهم يزيد الكتيبة ، فسر بهم ، وألن لهم جانبك ، وابسط لهم وجهك ، وافرش لهم جناحك ، وادنهم من مجلسك ، فانهم بقية ثقات أمير المؤمنين ، وسر بهم على شط الفرات ، ثم امضي حتى تستقبل بهم معاوية ، فان أنت لقيته فاحتبسه حتى آتيك ، فاني على أثرك وشيكا ، وليكن خبرك عندي كل يوم ، وشاور هذين ـ قيس بن سعد وسعيد بن قيس ـ وإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك فان فعل فقاتله ، وإن أصبت ، فقيس بن سعد على الناس ، فان اصيب ، فسعيد بن قيس على الناس ». وحفلت هذه الوصية بما يلي :

1 ـ إنها دلت على اطلاعه الوافر في تدبير شئون الدولة ، فان التوصية بالجيش بهذا اللون المشتمل على العطف والحنان ، والاطراء عليه بمثل هذا الثناء ، من أنهم بقية ثقات أمير المؤمنين ، والزام القيادة العامة باللين والبسط مما يزيد الجيش اخلاصا وإيمانا بدولته ، ومن الطبيعى ان الجيش إذا أخلص لحكومته ، وآمن بسياستها ثبتت قواعدها ، وظفرت بسياج حصين يمنع عنها العدوان الخارجي ، ويقيها من الشر والفتن الداخلية ، ويوجب لها المزيد من الهدوء والاستقرار.

٧٤

2 ـ وأما أمره أن لا يعتدي عبيد الله على معاوية ، ولا يناجزه الحرب حتى يكون هو المبتدي فليس ذلك لأن معاوية من مصاديق قوله تعالى : « وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين »(1) فان معاوية لم يبق وليجة للاعتداء إلا سلكها ، فقد اعتدى في تخلفه عن بيعة أمير المؤمنين ، ومحاربته له في صفين ، وفي بعثه السفاح بسر بن أبي أرطاة وفعله بأمره ما فعل من المنكرات ، ولم يزل معتديا وخارجا على الاسلام الى حين وفاة أمير المؤمنين ، ولكن إنما أمر الحسن (ع) أن لا يبتدي عبيد الله بحربه لسد مراوغاته حتى لا يستطيع أن يدعي أنه ما جاء للحرب وإنما جاء للتداول في اصلاح أمر المسلمين.

3 ـ ونصت وصية الامام على الزام عبيد الله بمشاورة قيس بن سعد وسعيد بن قيس وترشيحهما للقيادة من بعده ، وفي ذلك الفات منه الى الجيش ان أمره المتبع هو المقرون بمشاورة الرجلين ، كما فيه توثيق لهما ، والحق انه لم يكن في جيش الامام من يضارعهما في نزعاتهما الخيرة وفي ولائهما لأهل البيت (ع) ، وأعظم بهما شأنا أنهما نالا ثقة الامام واهتمامه.

وقبل أن نطوي الحديث على هذا الموضوع نعرض بعض الجهات التي ترتبط فيه وهي :

1 ـ اختيار عبيد الله :

ويتساءل الكثير عن الحكمة التي رشح الامام من أجلها عبيد الله لقيادة مقدمة جيشه مع أنه كان في ذلك الجيش من هو أصلب منه إيمانا وأقوى عقيدة ، وأعظم اخلاصا كالزعيم قيس بن سعد ، وسعيد بن قيس

__________________

(1) سورة البقرة آية 189.

٧٥

واضرابهما من الثقات والمؤمنين. « والجواب عن ذلك » ـ أولا ـ ان الامام (ع) أراد بذلك تشجيعه واخلاصه باسناد القيادة العامة إليه ـ وثانيا ـ ان له من الكفاءة والقدرة والحزم ما يجعله أهلا لهذا المنصب الرفيع ، فهو قد تربى فى مدرسة الامام أمير المؤمنين (ع) ولكفاءته وقدرته نصبه الامام (ع) واليا على اليمن. ـ وثالثا ـ إنه حري بأن يخلص ويبذل قصارى جهوده في المعركة لأنه موتور من قبل معاوية ، فلقد قتل ولديه بسر بن ارطاة. ـ ورابعا ـ ان الامام (ع) لم يجعل القيادة العامة بيده بل جعلها ثلاثية بينه وبين قيس بن سعد ، وسعيد بن قيس ، وقد أوفى المسألة حقها من جميع الوجوه سماحة المغفور له آل ياسين(1) .

2 ـ عدد الجيش :

واضطربت كلمة المؤرخين في تحديد الجيش الذي نزح مع الامام الى مظلم ساباط ، فابن أبي الحديد ذكر أنه نزح مع الامام جيش عظيم ولم يحدده إلا أنه حدد المقدمة التي تولى قيادتها عبيد الله فقال : « إن عددها كان اثنى عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر(2) . وذكر الطبري وغيره انه كان اربعين ألفا(3) ، ويستفاد من مطاوي بعض الأحاديث التي دارت بين الامام وبعض أصحابه في أمر الصلح أن عدد الجيش كان مائة ألف كقول سليمان بن صرد للامام (ع) وهو في مقام التقريع له

__________________

(1) صلح الحسن ص 96.

(2) شرح ابن أبي الحديد 4 / 14.

(3) تأريخ الطبري 6 / 94.

٧٦

على امضائه وقبوله الصلح « أما بعد : فان تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق »(1) ، كما يستفاد أيضا أنه كان تسعين ألفا(2) ، وقيل أنه سبعون ألفا(3) الى غير ذلك ، والذي نذهب إليه أن عدد الجيش كان يربو على أربعين ألفا ، ويدل على ذلك ما حدث به نوف البكالي(4) قال : لما عزم الامام على العودة الى حرب معاوية قبيل وفاته باسبوع عقد للحسين على عشرة آلاف ، ولأبي أيوب على عشرة آلاف ، ولقيس بن سعد على عشرة آلاف ، ولغيرهم على أعداد أخر

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 151.

(2) تاريخ اليعقوبي 2 / 194 ذكر ذلك في جواب زياد الى معاوية حينما هدده وذلك قبل أن يستلحقه به ، فقال زياد : إن ابن آكلة الأكباد ، وكهف النفاق ، وبقية الأحزاب ، كتب يتوعدني ويتهددني وبيني وبينه ابنا رسول الله فى تسعين ألفا.

(3) البداية والنهاية 8 / 42 وجاء فيه أن رجلا دخل على الحسن بن علي وبيده صحيفة فقال له الرجل : ما هذه؟ فأجابه الامام ان معاوية يعدنيها ويتوعد ، فقال الرجل : قد كنت على النصف منه ، فأجابه الامام : إني خشيت أن يجيء يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون أو أكثر أو أقل تنضح أوداجهم دما كلهم يستعدي الله فيم اهريق دمه ، وقريب من هذا ذكره ابن أبي الحديد فى شرح النهج 4 / 7.

(4) نوف البكالي : بفتح الباء وتخفيف الكاف ، كان من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، ونقل عن تغلب انه منسوب الى بكال قبيلة من همدان ، ويقال : بكيل وهو أكثر ، وقال ابن أبي الحديد : انه بكال بكسر الباء وهي قبيلة من حمير منهم هذا الشخص وهو نوف بن فضالة صاحب الامام علي (ع) جاء ذلك في التعليقات ص 354.

٧٧

وهو يريد الرجعة الى صفين ، فما دارت عليه الجمعة حتى ضربه ابن ملجم بالسيف(1) ، فهذا القول يروي لنا جيشا مسلحا كان متهيئا للحرب قد عدّ اسماء جماعة من قادته لهم السلطة على ثلاثين ألف جندي مسلح ولم يذكر لنا أسماء القادة الآخر الذين نصبهم الإمام على كتائب جيشه ولا كمية عدد الجيش الآخر ولا شك بأنهم كانوا يربون على عشرة آلاف ، هؤلاء جميعا قد بايعوا الحسن ونفروا معه الى حرب عدوه ، ويدل على ذلك ما رواه ( أبو الفداء ) ان الحسن تجهز الى حرب معاوية بالجيش الذي بايع أباه(2) ويؤيده أيضا ما ذكره ( ابن الأثير ) قال :

« كان أمير المؤمنين علي قد بايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام ، فبينما هو يتجهز للمسير قتلعليه‌السلام ، وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له ، فلما قتل وبايع الناس ولده الحسن بلغه مسير معاوية في أهل الشام إليه فتجهز هو والجيش الذين كانوا بايعوا عليا وسار عن الكوفة الى لقاء معاوية »(3) .

ويؤكد ذلك حديث المسيب بن نجبة مع الامام في أمر الصلح قال له « ما ينقضي عجبي منك صالحت معاوية ومعك أربعون ألفا »(4) .

فعدد الجيش على هذه الروايات المتوافرة كان أربعين الفا ، وهو الذي يذهب إليه ، وقد ناقش سماحة الحجة المغفور له آل ياسين الروايات

__________________

(1) شرح النهج محمد عبده 2 / 132.

(2) تاريخ أبي الفداء 1 / 193.

(3) الكامل 3 / 61.

(4) شرح ابن أبي الحديد 4 / 6.

٧٨

المتقدمة واختار بعد التصفية والمناقشة ان عدده كان عشرين ألفا أو يزيد قليلا(1) .

ومهما كان الأمر فان الاختلاف في عدده ليس بذي خطر لأن الجيش مهما كان عدده كثيرا وخطيرا إذا كان مختلف الأهواء والنزعات لا بد وأن ينخذل ولا يحرز فتحا ونصرا ، لأن الاعتبار في النصر والظفر دائما إنما هو بالإخلاص والإيمان والعقيدة ووحدة الكلمة ، لا بالكثرة وضخامة العدد فكم فئة قليلة تضامنت فيما بينها ، واتحدت وتعاونت ، قد حازت النصر وفتحت فتحا مبينا ، وسحقت القوى المقابلة لها وإن كانت أكثر منها عدة وأعظم استعدادا أوفر قوة ، والجيش العراقي مهما بلغ عدده وبولغ في كثرته فانه مصاب بالاختلاف والتفكك والانحلال ومع ذلك فكيف يظفر بالنجاح وما ذا تفيده الكثرة؟ وضخامة العدد؟.

3 ـ وصف الجيش :

لا شك أن الجيش هو العماد الذي يقوم عليه عرش الدولة ، ويبتنى عليه كيانها ، وهو السياج الواقي للحكومة والشعب من الاعتداء ، وعليه المعول فى حفظ النظام وسيادة الأمن ، لكن فيما إذا كان مخلصا فى دفاعه ومؤمنا بحكومته ، وأما إذا كان خائنا أو لا ينظر لدولته إلا بنظر العداء والانتقام ويترقب الفرص للفتك بها وتمكين العدو منها ، فانها حتما لا تنجح في أي ميدان من ميادين الصراع الداخلي والخارجي ولا تفوز بالنجاح حينما يتلبد جوّها السياسى بالغيوم القاتمة والأخطار الفاتكة ، وكان الجيش العراقي الذي زحف مع الإمام لمحاربة معاوية قد ركس فى الفتنة وماج في الشقاء

__________________

(1) صلح الحسن ص 106.

٧٩

فكان خطره على الدولة أعظم من خطر معاوية ، وقد وصفه الشيخ المفيدرحمه‌الله وقسمه الى عناصر وقد أجاد فى وصفه وأبدع في تقسيمه ، قال طيب الله مثواه :

« واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ، ثم خفوا وخف معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه ، وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة ، وبعضهم أصحاب فتن وطمع بالغنائم ، وبعضهم شكاك ، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون الى دين »(1) .

وأعرب الشيخ المفيد نضّر الله مثواه في كلامه ـ أولا ـ عن كراهة الجيش للحرب ، وإيثاره للعافية ، ورغبته في السلم ، وأفاد ـ ثانيا ـ في تقسيمه ان الجيش ينقسم الى عناصر متباينة فى أفكارها ، مختلفة في عقائدها وهي كما يلي :

1 ـ الشيعة :

وهؤلاء فيما يظهر عدد قليل في الجيش العراقي ولو كانوا عددا كثيرا فيه ، لما أجبر أمير المؤمنين (ع) على التحكيم في صفين ولما صالح الحسن معاوية وهذا العنصر يخالف بقية العناصر في تفكيره وشعوره وإيمانه فهو يرى أن الخلافة من حقوق أهل البيت وانهم أوصياء النبي وحضنة الإسلام وحماته ، وطاعتهم مفروضة على جميع المسلمين.

__________________

(1) الارشاد ص 169 ، وذكر هذا المعنى بعينه علي بن محمد الشهير بابن الصباغ في الفصول المهمة ص 143 ، والأربلي فى كشف الغمة ص 161 ، والمجلسي في البحار 10 / 110.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

واسماعيل إبنا عبدالحميد(١) له كتاب نوادر(٢) يرويه عنه جماعة(٣) .اخبرنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي قال حدثنا محمد بن ابي عمير عن ابراهيم بن(٤) .

____________________

(١) ذكر الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ١٤٧ (رقم ٩٩) اسماعيل بن عبدالحميد الكوفى.قلت: وفى ص ١٦٤ (رقم ٥٥): جناح بن عبدالحميد الكوفي. ولعله من إخوته. وأما عبدالحميد فقد ذكره الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٣٦ قال: عبدالحميد بن زياد الكوفي اسند عنه.

(٢) وفى الفهرست: له أصل وكتاب النوادر ايضا، وفي المعالم: له اصل، وكتاب النوادر، وتقدم الفرق بين الاصل والنوادر.

(٣) ومنهم محمد بن ابي عمير، وعوانة بن الحسين البزاز. وروى اصله ابن ابي عمير وصفوان.

(٤) صحيح، بناء‌ا على وثاقة مشايخه.وفي الفهرست: وله كتاب النوادر، رواه حميد بن زياد عن عوانة بن الحسين البزاز عن إبراهيم.قلت: طريقه ضعيف بعوانة فلم يوثق وبحذف الواسطة بينه وبين حميد، الا ان يكون عولا على طرقه إلى حميد فلاحظ.وروى اصله عن المفيد، والحسين بن عبيدالله، عن الصدوق، عن ابن الوليد عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، وابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير، وصفوان عن إبراهيم بن عبدالحميد. قلت: هذا الطريق صحيح رجاله أجلاء الثقات. قال ابن سماعة: بجلي. وقال ابن عبده: فزاري - له كتاب رواه جماعة. اخبرنا أحمد بن عبدالواحد، قال حدثنا علي بن حبشي، قال وروى الصدوق (ره) في المشيخة (رقم ١٢٩) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن إبراهيم بن عبدالحميد الكوفي.وايضا عن أبيه، عن علي بن إبراهيم عنه ابيه، عن ابن ابي عمير، عنه.قلت: الطريقان كالصحيحين: اما الاول فبسعدان فلم يوثق الا ان ابن ابي عمير الذي قيل فيه: لا يروى الا عن ثقة، روى عنه كما في الكافي باب ان الارض لا تخلو من حجة.وأما الثاني فبابراهيم ابن هاشم.

٣٠١

٢٧ - إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي كوفي

يروى عن(١) ابي عبدالله - ع -(٢) وابي الحسن (ع) ثقة صحيح الحديث(٣)

____________________

(١) ذكر البرقي في اصحاب الباقر (ع) ص ٢٨ إبراهيم بن نصر، ونحوه في أصحاب الباقر (ع) من رجال الشيخ ص ١٠٤ (رقم ١٢).

(٢) قال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ١٤٥ (رقم ٥٥) إبراهيم بن نصر بن القعقاع الكوفى اسند عنه. قلت: تقدم تفسير اسند عنه ص ٢٣٢.

(٣) التصريح بصحة الحديث يؤكد ما دل عليه التوثيق المطلق من خلو روايته من الغلق والاضطراب والاجمال والاهمال لفظا والغلو والتخليط والمناكير وامثال ذلك مما يضعف به الحديث.

٣٠٢

حدثنا حميد بن زياد، قال حدثنا القاسم بن اسماعيل، قال حدثنا جعفر بن بشير، عن إبراهيم بن نصر بن القعقاع به(١) .

٢٨ - ابراهيم بن أبي الكرام الجعفري كان خيرا

روى عن الرضا عليه السلام(٢)

____________________

(١) موثق على اشكال تارة بعلي بن حبشي فلم يوثق إلا ان التلعكبري روى عنه كثيرا.واخرى بالقاسم فلم يوثق الا انه روى عنه جعفر بن بشير الذي يأتي في ترجمته انه روى عنه الثقاة.وفى الفهرست ص ٩ (رقم ١٨) إبراهيم بن نصر له كتاب، أخبرنا به جماعة من أصحابنا عن ابي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن ابي علي محمد ابن همام. عن حميد بن زياد الخ.وذكر نحوه ما في المتن وص ١٠ (رقم ٢٨) ابراهيم نصير، له كتاب، رويناه بالاسناد الاول عن حميد بن زياد عن القاسم بن اسماعيل عن ابراهيم ونصير.قلت: الظاهر ان نصيرا محصف نصر فهو تكراره ويمكن سقوط عن جعفر بن بشير في الموضع الثاني ولم نجد دليلا على عدم إمكان رواية القاسم عن إبراهيم.الا ان يكون المراد به في الموضع الثاني - ابراهيم بن نصير الكشي المذكور فيمن لم يرو عنهم ص ٤٣٩ وقال: ثقة مأمون كثير الرواية. وطريقي الشيخ لا إشكال فيه إلا بالقاسم كما تقدم.

(٢) ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ص ٩٣ كما في المتن.قال الشيخ في اصحاب الرضا (ع) ص ٣٦٨ (رقم ٢٣): ابراهيم ابن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري، وام علي بن عبدالله - زينب بنت علي (ع)، وامها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سلم. قلت: المراد بعلي بن عبدالله: علي الزينبي الذي امه زينب عليها السلام كما صرح به غير الشيخ ايضا وفي عمدة الطالب ان الزينبي أعقب من رجلين محمد الاريس، واسحاق الاشرف، وأيضا ان محمد الرئيس (الاريس خ) عقبه من ابنائه يحيى وعيسى وإبراهيم الاعرابي الذي عد من أجلاا بني هاشم، وعبدالله أبي الكرام، وهو المراد بأبي الكرام الكبير أو عند اطلاقه وقد ذكر بكنيته هذا - =

٣٠٣

____________________

= في مواضع عديدة من كتاب منتقلة الطالبية مثل ص ١١٦ وص ١٨٣ (و ١٩٦)/ ٢١٦ / ٣٠٤ / ٣٤٥، كما ذكر عقب عبدالله أبي الكرام من داود، ومحمد أبي الكرام الاصغر الملقب بأحمر عينه، وإبراهيم.وان شئت فلاحظ ص ٣٨ وص ٤٣ وص ٥١ من عمدة الطالب. وعلى هذا فسقط من رجال الشيخ قوله (ابن عبدالله بن محمد) ان اريد بأبراهيم ابراهيم بن أبي الكرام، او قوله (ابن محمد) ان اريد بن إبراهيم الاعرابي. ولعل الظاهر ان المراد ابن ابي الكرام لا إبراهيم بن محمد الاريس بن علي الزينبي الاعرابي.وقد روى الحميري ص ٧٥ عن محمد بن علي بن خلف العطار عن ابراهيم بن محمد بن عبدالله الجعفري عن أبي عبدالله (ع) حديثين أوردناهما في الطبقات، والظاهر ان المراد بمحمد هو محمد الاريس، وأما محمد بن عبدالله بن جعفر فقتل مع أخيه في الطف مع الحسين (ع) ولم يبق عقب لعبدالله، إلا من علي الزينبي، واسحاق العريضي. ثم ان نسبة ابراهيم بن أبي الكرام إلى جده - علي الزينبي لا محذور فيها كما شاع مثلها. وعلى ذلك يحمل ما في اصول الكافي باب النص على الرضا عليه السلام ص ٣٠٦ / ١٤ باسناده عن أبي الحكم الارمني قال: حدثني عبدالله بن إبراهيم بن علي بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب (ع)، عن يزيد بن سليط في حديث طويل. وكذا ما في ارشاد المفيد ص ٣٠٦ والغيبة ص ٢٧ / ١٧ =

٣٠٤

____________________

= باسنادهما عن علي بن الحكم عن عبدالله بن ابراهيم الخ ما تقدم عن الكافى في حديث آخر. وأما إحتمال كون إبراهيم بن أبي الكرام - ابراهيم بن محمد الاحمر عينه - أبوالكرام الاصغر الذي قيل: إنه كان مع الدوانيقي وكان حامل رأس النفس الزكية محمد بن عبدالله المحض، فبعيد جدا، فانه انما يذكره بزيادة (الاصغر) كما انه يذكر عبدالله بن محمد بأبي الكرام بلا تقييد.وإن شئت فلاحظ ذكره في تراجم جماعة من الجعفرية، وفي منتقلة الطالبية فيما اشرنا اليه من الموارد. واضعف منه إحتمال انه المذكور (في محمد بن عبدالله بن اسماعيل بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن ابي الكرام بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب) فيمن قتل من الطالبيين في ايام المنتصر. ذكره في مقاتل الطالبيين ص ٤٣٨ فان الظاهر: زيادة (ابن) قبل ابي الكرام فذلك كنيته عبدالله، وزيادة (محمد بن) بعد إبراهيم، فانه محمد الاحمر، والعقب المذكور لاخيه إبراهيم بن عبدالله، ولم يذكر ايضا في عقب إبراهيم الاعرابي اسماعيل وهذا النسب ذكره في مواضع من مقاتل الطالبيين ص ٤٣٣ و / ٤٣٤ و ٤٤٤ و ٤٥٢ مرتين فلاحظ.ثم ان الصدوق روى في العيون ج ١ ص ٣٣ باب وصية موسى بن جعفر (ع) باسناده عن عبدالله بن محمد الحجال ان ابراهيم بن عبدالله الجعفري حدثه عن عدة من أهل بيته ان أبا إبراهيم موسى ابن جعفر (ع) أشهد على وصيته اسحاق بن جعفر بن محمد، وإبراهيم بن محمد الجعفري الحديث، ورواه الكليني باسناده (باب النص على الرضا عليه السلام ص ٣١٦ / ١٥) عن عبدالله بن ابراهيم الجعفري، وعبدالله بن محمد بن عمارة، عن يزيد بن سليط نحوه.

٣٠٥

له كتاب. أخبرنا محمد بن على، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن حسان، عن أبي عمران - موسى بن رنجويه الارمني، عن إبراهيم به(١) .

٢٩ - إبراهيم بن أبي بكر - محمد بن الربيع(٢)

يكنى بأبي بكر(٣)

____________________

(١) ضعيف بابن رنجويه الضعيف، وابن حسان المجهول.

(٢) لا يوجد للربيع ذكرا في ترجمة الماتن(٢٥٢) وداود بن فرقد(٤١٤) وفي عبدالله النجاشي وغيره من موارد ذكر هذا النسب فلاحظ. وظاهر المتن إتحاد محمد بن الربيع ومحمد بن ابي السمال لعدم توسط لفظ (ابن) الا ان الظاهر عدم اتصال ما ذكر من النسب بقرينة مايأتي. ثم ان ابراهيم هذا خامس أجداد الماتن حسب ما يأتي.

(٣) قيل: المراد تكنية إبراهيم بأبي بكر ولعله بقرينة التكرار الا ان تكنيته الاب والابن بكنية واحدة بعيدة، على ان إبراهيم قد كني بأبي اسحاق كما يأتي عن الكشى. والتكرار لعله لتكرار اسم أبيه محمد لغرض زيادة تعريفه وقد كنى ابوه بذلك في غير واحد من الاخبار كما يأتي. ثم ان الظاهر مما يأتي في داود بن فرقد ان المعروف بأبن ابي السمال هو إبراهيم وان صح اطلاقه على أبيه وجده ايضا فلاحظ.

٣٠٦

محمد(١) بن أبي السمال - سمعان بن هبيرة(٢) .

____________________

(١) قال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٩٠ / ١٦٨: محمد ابن شمعون (سمون خ) النجاشي اسم ابي السمال و / ١٦٩: محمد ابن سمعان بن هبيرة النجاشي الاسدي.ويأتي في ترجمة الماتن: ابراهيم بن محمد بن عبدالله النجاشي (إلى ان قال) بن غنيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر. وفي داود بن فرقد: إبراهيم ابن ابي بكر محمد بن عبدالله النجاشي المعروب بابن ابي السمال الخ. ثم انه يأتي في ترجمة الماتن، وفى عبدالله ذكر النجاشي، ومن يعرف به، والاخبار الواردة في النجاشي فانتظر.وروى الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٩٢ / ٣٤٢ باسناد صحيح عن أبي القاسم معاوية، عن ابي بكر بن ابي سمال عن ابي عبدالله (ع) قال قال لي في قنوت الوتر الخ.وروى الكليني في باب السواك ج ١ ص ٨ / ١١٥ باسناده عن ابي بكر بن ابي سمال عن ابي عبدالله (ع) ويحتمل كون المراد به ابراهيم كما سيأتي.

(٢) هو الشاعر المعروف كما يأتي في ترجمة الماتن، وذكره ابن حجر في عداد الصحابة من الاصابة ج ٢ ص ١١٤ وقال: الشاعر له إدراك. ونزل الكوفة.ثم ذكر: انه عاش مئة وسبعا وستين سنة وذكره شعره، وكرمه.وداره لاضيافه وعن المرزباني في معجمه: انه الذي شرب في رمضان مع النجاشي الحارثي فأقام الحد على النجاشي وهرب ابوالسمال وأنشد له في ذلك شعرا الخ.قلت: ذكر الشيخ في أصحاب علي (ع) ص ٦٠ النجاشي الشاعر وروى في التهذيب ج ١٠ ص ٩٤ / ٣٦٢ باسناد فيه رفع عن أبي مريم قال: اتي أمير المؤمنين (ع) بالنجاشي الشاعر، وقد شرب الخمر في شهر رمضان فضربه ثمانين جلدة، ثم حبسه ليلة ثم دعا به من الغد فضربه عشرين سوطا فقال له: يا أميرالمؤمنين هذا ضربتني ثمانين جلدة في شرب الخمر وهذه العشرين ما هي؟ فقال: هذا لتجرئك على شرب الخمر في شهر رمضان. ورواه الكليني والصدوق ايضا. قلت: قيل فغضب لذلك، ولحق بمعاوية في الشام وهجا عليا (ع) بشعره. قلت والتحقيق في ان النجاشي المذكور هو ابوالسمال او غيره كما هو ظاهر غير واحد ليس هنا محله.وقيل لابي السمال الاسدي أيام معاوية: كيف تركت الناس؟ قال تركتهم بين مظلوم لا ينتصف وظالم لا ينتهي ذكره في عقد الفريد ج ٢ ص ٢٦٧ وقال الذهبي في تجريد اسماء الصحابة ج ٢ / ٢٣٨: سماك بن محزمة الاسدي المالكي خال سمال بن حرب واليه ينسب مسجد سماك بالكوفة ويقال انه هرب من علي (ع) فنزل الجزيرة قيل له صحبة الخ.

٣٠٧

ابن مساحق بن بجير بن عمير بن اسامة بن نصر بن قعين بن الحرث بن تغلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ثقة(١) هو وأخوه إسماعيل بن أبي السمال.

____________________

(١) وترحم عليه في داود بن فرقد قال: روي عنه هذا الكتاب جماعة من اصحابنا رحمهم الله كثيرة منهم أيضا ابراهيم بن ابي بكر محمد بن عبدالله بن النجاشي المعروف بأبن أبي السمال. ثم ان في إختصاص التوثيق بابراهيم وعدمه كلام. ظاهر غير واحد الثاني، والظاهر: انه مبني على كون (ثقة هو وأخوه) مبتدأ وخبر، كما انه على فرض كون ثقة خبرا لابراهيم وقوله (هو وأخوه ) مبتدأ وخبره رويا فالتوثيق يخص به ولا يكون (قوله رويا الخ) جملة مستأنفة والا لذكر العاطف فلاحظ.

٣٠٨

رويا(١)

____________________

(١) وروى ابوبكر بن ابي السمال عن ابي عبدالله (ع) كما في الكافي باب السواك ج ١ ص ٨ / ١١٥ وفى التهذيب ج ٢ / ٩٢ / ٣٤٢ في الصحيح عن أبي القاسم معاوية، عنه عن ابي عبدالله (ع) قال قال لي في قنوت الوتر الخ. وفي ج ٥ أيضا في الاستبصار ج ٢ ص ٢٨٩ / ١٠٢٧ فيما رواه في الصحيح عن ادريس القمي قال قلت لابي عبدالله (ع) إلى ان قال، قلت: فاني رأيت ابن ابي السمال يسعى بين الصفا والمروة وعليه خفان وقبا ومنطقة، فقال: بئس ما صنع الحديث.وفى التهذيب ج ٦ ص ٣٣٦ / ٩٣٣ في صحيح الحضرمي قال دخلت على ابي عبدالله (ع) وعنده اسماعيل ابنه (ع) فقال: ما يمنع ابن ابى سمال ان يخرج شباب الشيعة فيكفونه ما يكفيه الناس ويعطهم ما يعطي الناس !؟ قال ثم قال لي: لم تركت عطاء‌ك؟ قال قلت: مخافة علي ديني قال: ما منع ابن ابي سمال ان يبعث اليك بعطائك !؟ أما علم ان لك في بيت المال نصيبا ! وقد عرفت ان الظاهر من الماتن كون ابراهيم هو المعروف بابن أبي السمال فلا وجه لعدم عده في اصحاب الصادق (ع). =

٣٠٩

____________________

= قلت: ولعله توقف الماتن والشيخ في عده في أصحابه لضعف الاول سندا بابراهيم بن اسحاق الاحمري. واحتمال التصحيف في الثاني بالتقديم والتأخير بقرينة رواية ابي بكر بن ابي السمال عن معاوية بن عمار في مواضع من التهذيب ج ٥ منها ص ١٠٥.او للتأمل في كون المراد بأبي بكر بن بي السمال هو ابراهيم لما عرفت من عد ابيه محمد بن اصحابه (ع) وتكنيته بابي بكر ولم يثبت تكنية ابراهيم به، او لما رواه الكشي ص ٢٩٤ عن صفوان في دخولهما على ابي الحسن (ع) وفيه قال ابراهيم له (ع) جعفر (ع): لم ندركه وقدمات والشيعة مجتمعون عليه الخ. ويؤيد ذلك كله رواية إبراهيم بن ابي السمال بواسطة او واسطتين عن ابي عبدالله عليه السلام فروى ابن فضال عن ابراهيم بن ابي بكر بن ابي سمال الازدي عن زكريا المؤمن عن اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله (ع) كما في التهذيب ج ٤ ص ٢٨٠ وصا ج ٢ / ١٢٢، وبدون الازدي في التهذيب ج ٩ ص ١٨٧ / ٧٥٢، وفي الكافى ج ٢ / ٢٣٦، وعن ابن فضال عنه، عن الحسن بن راشد عنه (ع) كما في التهذيب ج ٤ ص ٣٦٧ وصا ج ٢ / ٩٣.قلت: وفى ذلك نظر لان رواية المعاصرين أحدهما عن الآخر، ورواية اصحاب إمام (ع) عنه (ع) تارة وبواسطة أو واسطتين أخرى غير عزيزة كما لا يخفى على المتأمل في الاخبار.وحينئذ فاحتمال التصحيف المتقدم لا يحتج به. وأما احتمال كون المراد بأبي بكر في الاخبار هو إبراهيم فهو خلاف ما تقدم من ان المعروف بابن أبي السمال هو ابراهيم. وأما ما في خبر الكشي فالمراد به عمد إدراكهما بدء أمره (ع) عند وفات الباقر (ع) لا عدم إدراكهما عصره والا فهو الصريح في ذلك فلاحظ. وكون إبراهيم وأبيه محمد بن ابي السمال معا من اصحاب الصادق (ع) لا بعد فيه كما في غير واحد من اصحابه عليه السلام. وأما اسماعيل بن أبي سمال فقد روى الحسن بن محمد بن سماعة عنه، عن محمد بن ابي حمزة عن حكم بن حكيم عن ابي عبدالله (ع) كما في التهذيب ج ٧ ص ٢٣٥ / ١٠٢٥ وعن اسماعيل عنه، عن جارود عنه (ع) في التهذيب ج ٢ ص ٢٥٩.

٣١٠

عن ابي الحسن موسى(١) وكانا من الواقفة(٢) وذكر الكشي عنهما في كتاب الرجال حديثا شكنا ووقفا عن القول بالوقف(٣) .

____________________

(١) روى في باب الكفر من الكافي ج ٢ ص ٣٨٨ / ١٨ باسناده عن الوشاء قال: حدثني ابراهيم بن ابي بكر قال سمعت ابا الحسن موسى (ع) يقول: ان عليا (ع) باب من أبواب الهدى الحديث.وفي أصحاب الكاظم (ع) ص ٣٤٤ ابراهيم واسماعيل ابنا سماك واقفيان.

(٢) كما ذكره الشيخ ايضا في الرجال.

(٣) ففي ص ٢٩٣ حدثني حمدويه قال حدثني الحسن بن موسى، قال حدثنى احمد بن محمد البزاز قال: لقيني مرة إبراهيم بن أبي السمال قال فقلت: يا ابا حفص ما قولك؟ قال: قلت قول الذي يعرف.قال فقال: يا أبا جعفر إنه ليأتي علي تارة ما أشك في حياة ابي الحسن (ع) وتارة يأتي علي وقت ما أشك في مضيه (ع)، ولكن ان كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم. قال الحسن: فمات على شكه. وبهذا الاسناد قال حدثني محمد بن أحمد بن أسيد قال: لما كان من أمر ابي الحسن (ع) ما كان قال إبنا ابي سمال فنأتي أحمد ابنه (ع) قال: فاختلفا إليه زمانا، فلما خرج أبوالسرايا، خرج أحمد بن أبي الحسن (ع) معه، فأتينا ابراهيم واسماعيل وقلنا لهما: ان هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟ =

٣١١

____________________

= قال: فانكرا ذلك من فعله، ورجعا عنه، وقالا: ابوالحسن (ع) حي نثبت على الوقف.قال ابوالحسن: وأحسب هذا: يعني اسماعيل، مات على شكه.حمدويه قال حدثنى محمد عيسى ومحمد بن مسعود، قالا حدثنا محمد بن نصير قال حدثنا صفوان عن ابي الحسن (ع) قال صفوان: أدخلت عليه (ع) ابراهيم واسماعيل ابنا ابي سمال، فسلما عليه واخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر، وسألا عن أبي الحسن عليه السلام فأخبرهما بانه قد توفى، قالا: فأوصى؟ قال: نعم. قالا أليك؟ قال: نعم قالا: وصية منفردة قال: نعم قالا: فان الناس قد اختلفوا علينا فنحن ندين الله بطاعة ابي الحسن (ع) ان كان حيا فانه إمامنا وان كان ميتا فوصيه الذي اوصى اليه إمامنا. فما كان حال من كان هذا حاله أمؤمن هو؟ قال: نعم الحديث.ثم ذكر (ع) له ما يستدل به على الحجة وفي آخره (فقال له إبراهيم قد اخبرنا بحالنا فما حال من كان هكذا مسلم هو؟ قال: أمسك فسكت).قلت: هذه الروايات ضعيفة سندا أما الاول فباحمد بن محمد البزاز المجهول حاله. والثاني بمحمد بن أحمد بن اسيد المهمل. والثاث بمحمد بن نصير المشترك بين المجهول والضعيف.

ويمكن ان يقال ان محمد بن عيسى من رواة صفوان بن يحيى، ومن اصحاب الرضا (ع) ولا تصح روايته عن محمد بن نصير النميري الضعيف جدا عن صفوان. والظاهر كون السند هكذا: ومحمد بن مسعود قال حدثني محمد بن نصير قالا حدثنا صفوان فلاحظ. وفي الكافي باب النص على ابي جعفر الجواد (ع) ج ١ / ٣٢٠باسناده عن ابن ابى نصر قال قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك؟ فأشتهي ان تسأله حتى أعلم. فدخلت على الرضا (ع) فاخبرته قال فقال لي: الامام إبني، ثم قال: هل يجري أحد ان يقول ابني وليس له ولد.

ورواه المفيد في الارشاد ص ٣١٨ قلت: وتحقيق الكلام في اطلاق ابن النجاشي على ان ابي السمال يأتي ان شاء الله في ترجمته.

٣١٢

وله كتاب نوادر اخبرنا محمد بن علي قال حدثنال أحمد بن محمد بن يحيى عن ابيه عن محمد بن حسان به(١) .

____________________

(١) ضعيف بمحمد بن حسان المجهول ان لم يكن ضعيفا كما يأتي في ترجمته قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص ٤٩٩ / ٥٥: محمد بن حسان بن عزرم يكنى أبا جعفر روى عنه حميد كتاب ابراهيم بن ابي بكر بن ابي السمال. وفى الفهرست ص ٩ إبراهيم بن ابي بكر ابن سمال، له كتاب أخبرنا به ابن عبدون، عن ابن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال عن أخويه، عن ابيهما الحسن بن علي بن فضال عن إبراهيم بن ابي بكر.قلت الطريق موثق بالفطحية على كلام بابني عبدون والزبير على ما تقدم.وروى الصدوق في المشيخة(١٥٨) عن ابن الوليد عن الحسين ابن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عيثم عن ابي بكر بن ابي سمال. قلت: الطريق ضعيف بعيثم المجهول حاله.ويأتي في داود بن فرقد بعد ذكر كتابه: قوله: روى عنه هذا الكتاب جماعات من أصحابنا رحمهم الله كثيرة منهم ايضا إبراهيم بن ابي بكر محمد بن عبدالله بن النجاشي المعروف بابن ابي السمال الخ.وروى في روضة الكافي ص ٢٢٢ / ٣٨٩ عن أحمد بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن ابي بكر بن ابي السمال عن داود بن فرقد.

٣١٣

٣٠ - إبراهيم بن مهزم الاسدي(١)

من بني نصر ايضا(٢) يعرف بابن أبي بردة. ثقة ثقة(٣) روى عن ابي عبدالله (ع)(٤) .

____________________

(١) كذا في كتب البرقي والشيخ وزاد البرقي في اصحاب الصادق عليه السلام ص ٢٧ والشيخ في اصحاب الكاظم (ع): كوفي. قلت: ويكنى بأبي مهزم كما في بصائر الدرجات.

(٢) فيشترك مع إبراهيم بن ابي السمال بوجهين.

(٣) وفي بصائر الدرجات ص ٢٤٣ حدثنا محمد بن عبدالجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن ابراهيم بن مهزم قال خرجت من عند ابي عبدالله (ع) ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام، فأغلظت لها، فلما ان كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبدالله (ع) فلما دخلت عليه فقال (ع) لي مبتدء‌ا يا أبا مهزم مالك وللوالدة أغلظت في كلامها البارحة، أما علمت: ان بطنها منزل قد سكنته وان حجرها مهد قد غمزته وثديها وعاء قد شربته قال قلت بلى قال: فلا تغلظ لها، ورواه الراوندى في الخرائج ص ٢٤٣ عنه عن ابيه مهزم. وذكر القصة لابيه. لكن الاظهر الاصح ما في البصائر فلاحظ.

(٤) وعده البرقي والشيخ في أصحابه ص ١٥٤.قلت: كان للماتن التأمل في روايته عن أبي عبدالله (ع) وان كان في عصره وممن ادركه فقد روى عن ابي حمزة الثمالي المتوفي في حياته (ع) عن السجاد (ع) وايضا بواسطة عن ابي جعفر (ع)، وذلك لضعف ما وقفنا عليه من = روايته عنه (ع) سندا فقد نوقش في الحسن بن الحسين كما يأتي وهو في طريق الخبر المتقدم وان كان الاظهر وثاقته، =

٣١٤

____________________

= وفى باب كراهية التوقيت من اصول الكافي ج ١ ص ٣٦٩ باسناد ضعيف بالقاسم بن اسماعيل الانباري المهمل في الرجال عن الحسن بن علي عن ابراهيم بن مهزم عن ابى عبد الله (ع) قلت وفي الوافى ج ١ ص ١٠٣ رواه عن الكافي عن ابراهيم بن مهزم عن ابيه عنه وكذا في جامع الروات فلاحظ.وفي العيون ج ١ ص ٦٤ / ٣٢ عن محمد بن عبدالله البصري عنه عن ابيه عن ابي عبدالله (ع).نعم في التهذيب ج ٩ / ٩٠ / ٣٨٢ الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن مهزم عن ابي عبدالله الحديث ولكنه مسبوق برواية الكافى ورواه في الكافى بعينه ج ٢ / ١٥٦ عن العدة عن سهل عن ابن محبوب عن ابراهيم بن مهزم عن طلحة بن زيد عن ابي عبدالله (ع) الحديث والسند ضعيف على كلام.وقد روى الحسن بن محبوب، وابن ابي عمير، عنه، عن طلحة بن زيد عن أبي عبدالله (ع) كما في باب ميراث الحمل من الفقيه ص ٥٦٩ والتهذيب باب الديون ج ٦ ص ١٨٩ وصا ج ١ ص ٤٦٨ والكافي ج ١ ص ٢٠٥ / ٣٥٨.وروى علي بن الحكم عنه عن ابي حمزة الثمالي عن السجاد (ع) كما في باب الصمت من الاصول ج ٢ ص ١١٥، وعبيس ابن هشام عنه عن بعض اصحابه عن الصادق (ع) كما في الكافي ج ١ ص ٣٤، وأحمد بن محمد، عنه عن عنسبة العابدعنه (ع) كما في التهذيب ج ٩ ص ٢٣٧ والكافي ج ٢ ص ٢٥٢ وايضا محمد بن سنان عنه، عنه، عنه (ع) كما في الكافي ج ٢ ص ١٧٧، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع عنه عن إبراهيم الكرخي عن ثقه من اصحابنا عنه (ع) كما في الكافي ج ٢ ص ٨٢، وأحمد بن الحسن الميثمي عنه عن رجل عن الباقر (ع) كما في الكافي ج ٢ ص ٦٣، وجعفر بن بشير عنه، عن ابي مريم عن الاصبغ كما في الكافي ج ٢ ص ١٧٠.

٣١٥

وابي الحسن (ع)(١) وعمر عمرا طويلا(٢) له كتاب(٣) رواه عنه جماعة منهم(٤) أخبرني ابن الصلت الاهوازي قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن قال حدثنا ابراهيم بن مهزم بن ابي بردة بكتابه(٥) وروى مهزم عن ابي عبدالله (ع)(٦) .

____________________

(١) وقد عده الشيخ في اصحا ب الكاظم (ع) ص ٣٤٢، وروى في الكافى باب ما يسقط من الخوان ج ٢ ص ١٦٥ عن العدة، عن البرقي عن محمد بن علي عن ابراهيم بن مهزم عن ابي الحسن (ع)، لكنه ضعيف سندا بمحمد بن علي الصيرفي الضعيف، وروى الحسن بن الجهم عن ابراهيم بن مهزم، عن رجل عن ابي الحسن موسى (ع) كما في أصول الكافى ج ٢ ص ٦٢١ / ٦ وص ٦٦٥ / ٢٠.

(٢) وقد روى عنه أصحاب الكاظم والرضا (ع) كما اشرنا اليهم ومثل ذلك لا يثبت انه عمر عمرا طويلا الا ان يعرف ذلك بوجه آخر.

(٣) وفي الفهرست ص ٩ له أصل ونحوه في المعالم ص ٤.

(٤) الظاهر سقوط كلمة ولعلها (محمد بن سالم).

(٥) ضعيف بمحمد بن سالم المهمل او المشترك بينه وبين المجهول وغيره.وفى الفهرست له أصل، اخبرنا به ابي جيد عن محمد بن الحسن ابن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن مهزم.قلت: الطريق صحيح بناء‌ا على وثاقة ابن ابي جيد من مشايخه ويأتي في ترجمة الحسين بن حماد بن ميمون العبدى من أصحاب الصادق(١٢٣) رواية ابراهيم بن مهزم كتابه.

(٦) قال البرقي في أصحاب أبي عبدالله ممن ادرك أبا جعفر الباقر (ع) وروى عنه ص ١٨: مهزم الاسدي كوفي، وقال الشيخ في اصحابه ص ٣١٩ / ٦٣٣ مهزم بن ابي بردة الاسدي كوفي ابوابراهيم. وايضا في آخره ص ٣٢٣ / ٦٩٥: مهزم الاسدي.وفي اصحاب الكاظم عليه السلام ص ٣٦٠: مهزم الاسدى روى عن ابي عبدالله (ع).روى جماعة عن مهزم الاسدي عن ابي عبدالله (ع) مثل ابي ايوب الخزاز كما في الكافى ج ٢ ص ٢٧٨ والتهذيب وصا ج ٤ ص ١٧٨ = وعدة موارد، والحسين بن بحر كما في الكافي باب الادهان ج ٢ ص ٢٢٤ وفى السواك ص ٢١٨، ومحمد بن عبدالله كما في ج ٢ آخر نوادر الاشربة ص ٢٠٠ ويونس بن عبدالرحمن، ومحمد بن اسحاق الكاهلي، وربيع بن محمد كما في اصوله ج ٢ باب المؤمن وعلاماته ص ٢٣٨، وجميل بن دراج كما في الكافى ج ٢ ص ٢٧٩ والفقيه والتهذيبين.

٣١٦

وعن رجل عن ابي عبدالله (ع)(١)

٣١ - إبراهيم بن أبي البلاد(٢)

____________________

(١) قلت: والانسب ان يذكر الماتن ما ذكره في مهزم لابنه ابراهيم فلم اجد عاجلا رواية مهزم بواسطة رجل عن ابي عبدالله (ع) بل جميع ما وقفت عليه من اخباره عنه عنه (ع) بلا واسطة فلاحظ.والتنبيه على روايته بواسطة عنه (ع) لو فرضت، ان كان للتأمل في روايته عن ابي عبدالله كما هو المتعارف في التنبيه على مثله فالتأمل في رواية إبنه ابراهيم اولى، وان كان لمجرد وجودها فقل في اصحاب الائمة (ع) من لا يروي عنهم ايضا بواسطة ولو نادرا وقد عرفت عد مهزم من اصحاب الباقر والكاظم عليهما السلام أيضا.

(٢) ويكنى ابوالبلاد ايضا بأبي اسماعيل كما صرح به البرقي ص ١٨ / و ١٤ والشيخ ص ٣٤٢ وابن حجر في لسان الميزان ١ / ٤١. وهو من بني تغلبة كما صرح به البرقي / ١٨، وهو يحيى بن سليم الطائفي كما في رجال الشيخ / ٣٣٥، والكوفي كما في رجاله ايضا / ١٥٥. و / ٣٤٨. والسلمي كما في اصول الكافي ١ / ٣٤٩ وفي الفهرست ص ٩ / ٢٢ ابراهيم بن ابي البلاد وبعده / ٢٣ ابراهيم بن يحيى.ولا خلاف في إسمه وانه يحيي ويأتي في ابني ابراهيم محمد، ويحيى ايضا.

٣١٧

واسم ابي البلاد - يحيى بن سلم(١) وقيل ابن سليمان(٢) مولى بني عبدالله بن عطفان(٣) ، يكنى ابا يحيى(٤) كان ثقة(٥)

____________________

(١) كما في رجال الشيخ / ٣٣٥ ولسان الميزان وفي طبقات القراء يحيى بن أبي سليم.

(٢) ولعله سليمان - ابو عبدالله العبسي الكوفى الذي ذكره الشيخ في اصحاب السجاد (ع) / ٩٣ / ١٩ وما ذكره ايضا / ٩٢ / ١٤: سليمان بن ابى المغيرة العبسى.

(٣) كما يأتى ايضا في يحيى بن ابراهيم، وفي لسان الميزان العطفانى وفي اصحاب الصادق ص ٣٣٣ مولى عطفان المقري.

(٤) كما يقتضيه إسم ابنه يحيى. وقد كناه ابوجعفر الثانى عليه السلام بأبى إسماعيل كما في الكافي ٢ / ١٩٦ بل هو ظاهر الصدوق في المشيخة.

(٥) كما وثقه الشيخ في أصحاب الرضا (ع) / ٣٦٨ / ١٨، وابن داود في رجاله، ومن تأخر.وفي لسان الميزان / ١ / ٤١: ذكره الطوسى في رجال جعفر الصادق (ع) الشيعة وقال: كان ثقه فقيها قاريا وعمر دهرا طويلا حتى كاتبه علي بن موسى الرضا (ع) برسالة الخ.وفي الخلاصة / ٤: ثقة اعمل على روايته. قلت: كلامه (ره) يوهم خلافا في وثاقته مع انه لم يسمع فيه طعن حتى عن إبن الغضائري وقد اشير إلى مدحه في روايات تأتى الاشارة إلى بعضها.

٣١٨

قاريا اديبا(١) وكان ابوالبلاد ضريرا(٢) وكان راوية الشعر وله يقول الفرزدق " يا لهف نفسي على عينيك من رجل ". وروى عن ابي جعفر (ع)(٣) وابي عبدالله (ع)(٤) .

____________________

(١) ويأتى في يحيى ابنه / ٣٤٧ قوله: ثقة وأبوه أحد القراء كان يتحقق بأمرنا الخ ويحتمل كونه ليحيى. وفي لسان الميزان: كان ثقة فقيها قاريا الخ.

(٢) تقدم في ابان الاحمر / ٢٢٤ عن الكشي / ٢٢٥ عن إبراهيم قال: كنت أقود ابي وقد كان كف بصره الحديث.وقال ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ / ٣٧٣ / ٣٨٥٠ - يحيى بن أبي سليم ابوالبلاد النحوي الكوفي، صاحب الاختيار في القرائة، قال الداني: اكثره على قياس العربية، روى عن الشعبي روى الحروف. عنه نعيم بن يحيى السعيدى. وقال في نعيم بن يحيى السعيدى ص ٣٤٣: روى القرائة عن عاصم بن ابي النجود، وابان بن تغلب، وابى البلاد الخ.

(٣) كما عده الشيخ في اصحابه في الكنى / ١٤١ وايضا البرقي / ١٤ و / ١٨ وروى الكليني في الكافي ج ١ / ٣٥٠ / ٥٠ في الصحيح عن ابراهيم بن أبى البلاد عن ابيه عن أبى جعفر (ع) وأيضا عن ابيه عن احدهما عليهما السلام خبر / ٥١.

(٤) كما عده البرقي في اصحابه / ١٨ وايضا الشيخ / ٣٣٣ / ٨ قائلا: يحيى بن ابي سليمان ابوالبلاد مولى عطفان المقري وبعد اسماء (رقم ٣٢) يحيى بن سليمان و / ٣٨ يحيى بن سليم الطائفي اسند عنه قلت: ولا يبعد الاتحاد.وروى في أصول الكافي ج ٢ / ٣٤٩ في الصحيح عن يحيى بن ابراهيم بن ابي البلاد (السلمي خ) عن ابيه عن جده عن ابي عبدالله (ع).قلت: روى ابوالبلاد عن ابي جعفر وابي عبدالله (ع) مكررا ولكن لم أقف على رواية له عن طريق غير ابنه ابراهيم ولعله لذلك ذكر الشيخ في يحيى بن سليم الطائفي: اسند عنه.

فلاحظ ما ذكرناه في تفسيره، نعم تقدم في ترجمة ابان بن تغلب ص ٢١٥ باسناده عن عبدالرحمن بن الحجاج كلام ابي البلاد في مدح ابان في مجلسه.

٣١٩

ولابراهيم: محمد(١) ويحيى رويا الحديث. وروى ابراهيم عن أبي عبدالله (ع)(٢) .

____________________

(١) يأتي ترجمته(٩١٩) وترجمة يحيى(١٢٠٧) وان يحيى اكثر حديثا من محمد.قلت: واكثر ما وقفت عليه ما رواه عن ابيه. قلت: ولابي البلاد - أخ روى عن أبي الحسن الرضا (ع) كما في الكافي باب دعوات موجزة ج ٢ / ٥٧٩ رواه عن محمد بن يحيى عن يحيى بن المبارك عن ابراهيم بن ابي البلاد عن عمه عن الرضا عليه السلام. ولعله عبدالله بن سليمان العبسي الكوفي الذي يعرف بالصيرفي الذى عده الشيخ في اصحاب السجاد (ع) كما تقدم في أبي البلاد.

(٢) وعده الشيخ (ره) في اصحابه (ع) / ١٤٥ / ٦٠ لكن ظاهر البرقي خلافه حيث لم يعده في اصحاب الكاظم (ع) ممن كان من أصحاب الصادق (ع) بل عده في اصحابه الخاص به / ٤٨. وروى في الكافي ج ٢ / ١٣٤ والتهذيب ٨ / ٢١٦ / ٧٧١ باسنادهما عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن ابي البلاد قال: قرأت عتق أبي عبدالله (ع) فاذا هو شرحه. هذا ما اعتق جعفر بن محمد (ع) اعتق فلانا غلامه لوجه الله الحديث قلت: وهذا غير ظاهر في السماع والرواية عنه (ع).وقد روى ابراهيم عن ابيه ابي البلاد عن ابى جعفر وابى عبدالله (ع) كما تقدم، وأيضا عن ابى البلال المكى كما في الكافي ١ / ٢٢٤ / ٤٩، وعن ابى سلام سلام المتعبد في الايمان من التهذيب ٨ / ٢٨٢ / ١٠٣٥ والكافي ٢ / ٣٦٦، وعن معاوية بن عمار وعن زيد الشحام عن ابى عبدالله (ع) كما في الكافي ج ٢ / ٢٠٠ وعن ابيه عنه عنه (ع) كما في اصول الكافي ج ٢ ص ٤٧٦.ولم اقف عاجلا على روايته عنه (ع) بلا واسطة الرجال غير ما رواه في الكافي باب النبيذ ج ٢ / ١٩٥ باسناده عن ايوب بن راشد قال سمعت أبا البلاد يسأل ابا عبدالله (ع) عن النبيذ الحديث وايوب لم يصرح بتوثيق.كما روى عن سدير الصيرفي عن ابى جعفر (ع) في الكافي ج ١ ص ٣٩٥ من الاصول.وعن علي بن ابى المغيرة عنه (ع) كما في الكافى ج ٢ / ٢٢٦ واختصاص المفيد ص ٢٧٦.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409