تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي14%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 138671 / تحميل: 8575
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ولاية علي بن مسلم على الموصل ثم انتزاعها منه وانقراض أمر بني المسيب من الموصل:

ولما قتل إبراهيم وملك تُتُش الموصل ولّى عليها علي بن أخيه مسلم بن قريش، فدخلها مع أمه صفية عند ملك شاه، واستقرت هي وأعمالها في ولايته، وسار تُتُش إلى ديار بكر فملكها، ثم إلى أذربيجان فاستولى عليها. وزحف إليه بركيارق وابن أخيه ملك شاه وتقاتلا فانهزم تُتُش، وقام بمكانه ابنه رضوان وملك حَلب وأمره السلطان بركيارق بإطلاق كربوقا فأطلقه. واجتمعت عليه رجال، وجاء إلى حران فملكها، فكاتبه محمد بن مسلم بن قريش وهو بنصيبين ومعه توران بن وهيب وأبو الهيجاء الكردي يستنصرونه على علي بن مسلم بن قريش بالموصل، فسار إليهم وقبض على محمد بن مسلم وسار به إلى نصيبين فملكها. ثم سار إلى الموصل فامتنعت عليه ورجع إلى مدينة بلد. وقتل بها محمد بن مسلم غريقاً، وعاد إلى حصار الموصل، واستنجد علي بن مسلم بالأمير جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، فسار إليه منجداً له، وبعث كربوقا إليه عسكراً مع أخيه ألتوتناش، فرده مهزوماً إلى الجزيرة، فتمسك بطاعة كربوقا وجاء مدداً له على حصار الموصل، واشتد الحصار بعلي بن مسلم، فخرج من الموصل ولحق بصدقة بن مزيد بالحلَّة وملك كربوقا بلد الموصل بعد حصار تسعة أشهر. وانقرض ملك بني المسيب من الموصل وأعمالها واستولى عليها ملوك الغز من السلجوقية أمراؤهم والبقاء لله وحده.

ما جاء من أخبارهم بتاريخ أبي الفداء الجزء الثالث:

في هذه السنة (٣٨٠) استولى أبو الذوّاد محمد بن المسيب بن رافع بن المقلَّد بن جعفر أمير بني عقيل على الموصل، وقتل أبا الطاهر ابن ناصر الدولة بن حمدان، وقتل أولاده وعدة من قواده بعد قتال جرى بينهما واستقر أمر أبي الذوّاد بالموصل.

وفي سنة ٣٨٦ مات أبو ذَوّاد بن المسيب أمير الموصل وولي بعده أخوه المقلَّد بن المسيب.

وفي سنة ٣٩١ قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب بن رافع بن

٢٢١

المقلَّد بن جعفر بن عمر بن مهنا بن يُزَيدْ (بالتصغير) بن عبد الله بن زيد من ولد ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن العقيلي، وكان المقلَّد المذكور أعور، وأخوه أبو الذوّاد محمد بن المسيب هو أول من استولى منهم على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة. واستمر مالكها حتى قتل في هذه السنة، قتله مماليكه التُّرك بالأنبار وكان قد عظم شأنه، ولما مات قام مقامه ابنه قرواش بن المقلَّد بن المسيب. وفي هذه الصفحة في حوادث سنة ٣٩٢ جرى بين قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي وبين عسكر بهاء الدولة حروب انتصر فيها قرواش، ثم انتصر عسكر بهاء الدولة.

وفي حوادث سنة ٤١١ في الموصل قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد على وزيره أبي القاسم المغربي، ثم أطلقه فيما بعد وقبض أيضاً على سليمان بن فهد، وكان ابن فهد في حداثته بين يدي الصابي ببغداد، ثم صعد إلى الموصل وخدم المقلَّد بن المسيب والد قرواش، ثم نظر في ضياع قرواش فظلم أهلها، ثم سخط قرواش عليه وحبسه، ثم قتله وهو المذكور في شعر ابن الزمكدم في أبياته وهي:

ولـيل كـوجه البرقعيدي مظلم وبـرد أغـانيه وطـول قرونه

سـريت ونومي فيه نوم مشرد كـعقل سـليمان بن فهد ودينه

عـلى أولـق فـيه التفات كأنه أبـو جـابر في خطبه وجنونه

إلـى أن بدا نور الصباح كأنه سنى وجه قرواش وضوء جبينه

وكان من حديث هذه الأبيات أن قرواشاً جلس في مجلس شرابه في ليلة شاتية، وكان عنده المذكورون، وهم البرقعيدي وكان مغنياً لقرواش وسليمان بن فهد الوزير المذكور، وأبو جابر وكان حاجباً لقرواش. فأمر قرواش الزمكدم أن يهجو المذكورين ويمدحه فقال هذه الأبيات البديهية.

في حوادث سنة ٤٢٥ وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد صاحب نصيبين فقصد ولده قريش عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين واستقر قريش بها.

في حوادث سنة ٤٣٧ قتل عيسى بن موسى لهَمَذاني صاحب أربل،

٢٢٢

قتله ابنا أخ له وملكا قلعة أربل، وكان لعيسى أخ آخر اسمه سلار بن موسى قد نزل على قرواش صاحب الموصل لوحشة كانت بين سلار وأخيه عيسى. فلما بلغه قتل أخيه سار قرواش إلى أربل ومعه سلار فملكها وتسلمها سلار وعاد قرواش إلى الموصل.

في حوادث سنة ٤٤٢ استولى أبو كامل بركة بن المقلَّد، على أخيه قرواش بن المقلَّد، ولم يبق لقرواش مع أخيه المذكور تصرف في المملكة وغلب عليها أبو كامل المذكور ولقبُه زعيم الدولة.

في حوادث سنة ٤٤٣ تُوفِّي بركة بن المقلَّد بن المسيب بتكريت، واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلَّد وكان بدران بن المقلَّد المذكور صاحب نصيبين، ثم صارت لقريش المذكور بعده. وكان قرواش تحت الاعتقال منذ اعتقله أخوه بركة مع القيام بوظائفه ورواتبه، فلما تولّى قريش نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتقله بها.

في حوادث سنة ٤٤٤ مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة، أو منيع قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي الذي كان صاحب الموصل، وكان محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحمل فدفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وقيل: إن ابن أخيه قريش بن بدران المذكور أحضر عمه قرواشاً المذكور من الحبس إلى مجلسه وقتله فيه. وكان قرواش من ذوي العقل وله شعر حسن منه:

لـلـه در الـنـائبات فـإنه صدأ القلوب وصيقل الأحرار

مـا كنت إلاَّ زبرة فطبعنني سيفاً وأطلق صرفهن غراري

وجمع قرواش المذكور بين أختين في نكاحه، فقيل له: إن الشريعة تحرم ذلك، فقال: وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة. وقال مرة: ما برقبتي غير خمسة أو ستة قتلتهم من البادية، وأما الحاضرة فلا يعبأ الله بهم.

في حوادث سنة ٤٥٠ سار إبراهيم نيال بعد انفصاله عن الموصل إلى هَمَذان وسار طغرلبك من بغداد في أثر أخيه أيضاً إلى هَمَذان، وتبعه من كان ببغداد من التُّرك، فقصد البساسيري بغداد ومعه قريش بن بدران

٢٢٣

العقيلي في مائتي فارس، ووصل إليها يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام ونزل بمشرعة الزوايا. وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر، وأمر فأذّن بحي على خير العمل ثم عبر عسكره إلى الزاهر، وخطب بالجمعة الأُخرى من وصوله للمصري بجامع الرصافة أيضاً، وجرى بينه وبين مخالفيه حروب في أثناء الأسبوع. وجمع البساسيري جماعته ونهب الحريم، ودخل الباب النوبي فركب الخليفة القائم لابساً للسواد، وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه اللواء، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة وسرى النهب إلى باب الفردوس من داره، فلما رأى القائم ذلك رجع إلى ورائه، ثم صعد إلى المنظرة ومع القائم رئيس الرؤساء، وقال رئيس الرؤساء لقريش بن بدران: يا علم الدين أمير المؤمنين القائم يستذم بذمامك وذمام رسول الله وذمام العربية على نفسه وماله وأهل وأصحابه، فأعطى قريش بحضرته ذماماً، فنزل القائم ورئيس الرؤساء إلى قريش من الباب المقابل لباب الحَلبة وسارا معه، فأرسل البساسيري إلى قريش، وقال له: أتخالف ما استقر بيننا وتنقض ما تعاهدنا عليه، وكانا قد تعاهدا على المشاركة وأن لا يستبد أحدهما دون الآخر. ثم اتفقا على أن يسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري؛ لأنه عدوه ويبقى الخليفة عند قريش. وحمل قريش الخليفة إلى معسكره ببردته والقضيب ولوائه، ونهبت دار الخليفة وحريمها أياماً، ثم سلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارس. وسار به مهارس والخليفة في هودج إلى حديثة عانة، فنزل بها وسار أصحاب الخليفة إلى طغرلـبك، وأما البساسيري فإنه ركب يوم عيد النحر إلى المصلّى بالجانب الشرقي وعلى رأسه ألوية خليفة مصر، وأحسن إلى الناس، ولم يتعصب لمذهب، وكانت والدة القائم باقية، وقد قاربت تسعين سنة، فأفرد لها البساسيري داراً وأعطاها جاريتين من جواريها، وأجرى لها الجِراية، وكان قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء، فأحضره من الحبس، فقال رئيس الرؤساء: العفو، فقال له البساسيري: أنت قدرت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان وفعلت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي. وجرى على رئيس الرؤساء أمور من التشهير الممقوت ما ندع ذكره، ومات تعذيباً وصلباً وأرسل البساسيري إلى المستنصر العلوي بمصر يعرِّفه بإقامة الخطبة له بالعراق، وكان الوزير هناك ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب

٢٢٤

من البساسيري. فبرَّد فعل البساسيري وخوف من عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بخلاف ما أمله. ثم سار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها. وأما طغرلبك فكان قد خرج عليه أخوه إبراهيم نيال وجرى بينه وبينه قتال، وآخره أن طغرلبك انتصر على أخيه إبراهيم نيال وأسره وخنقه بوتر، وكان قد خرج عليه مراراً وطغرلبك يعفو عنه، فلم يعف عنه في هذه المرة. وفي هذه السنة أعاد طغرلبك القائم إلى مقر ملكه وانتهى الأمر بقتل البساسيري.

في سنة ٤٥٢ تُوفِّي قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل ونصيبين، وكانت وفاته بنصيبين، وقام بالأمر بعده ابنه شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش.

في سنة ٤٥٨ أقطع ألب ارسلان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل، الأنبار، وتكريت زيادة على الموصل.

في سنة ٤٧٧ سار فخر الدولة بن جهير بعساكر السلطان ملكشاه إلى قتال شرف الدولة مسلم بن قريش، ثم سير السلطان ملكشاه إلى فخر الدولة جيشاً آخر فيهم الأمير أرتق بن أكسك، وقيل: أكسب، والأول أصح جد الملوك لأرتقية، فانهزم شرف الدولة مسلم وانحصر في آمد ونزل الأمير أرتق على آمد فحصره، فبذل له مسلم بن قريش مالاً جليلاً ليمكِّنه من الخروج من آمد، فأذن له أرتق وخرج شرف الدولة من آمد في حادي عشرين ربيع الأول من هذه السنة، فسار إلى الرقة وبعث إلى أرتق ما وعده به ثم سير السلطان عميد الدولة إلى الموصل، فاستولى عليها عميد الدولة، وهذا اقسنقر هو والد عماد الدولة زنكي، ثم أرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة بالعهود يستدعيه إلى السلطان. فقدم شرف الدولة إليه وأحضره عند السلطان ملكشاه بالبوازيج وكان قد ذهبت أمواله فاقترض شرف الدولة مسلم ما خدم به السلطان وقدم إليه خيلاً من جملتها فرسه الذي نجا عليه في المعركة، وكان اسم الفرس بشّار، وكان سابقاً وسابق به السلطان الخيل، فجاء سابقاً فقام السلطان قائماً لما تداخله من العجب فرضي السلطان على مسلم وخلع عليه وأقرَّه على بلاده.

٢٢٥

في حوادث هذه السنة نفسها قال: لما ملك سليمان بن قطلومش أنطاكية أرسل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب يطلب منه ما كان يحمله إليه أهل أنطاكية، فأنكر سليمان ذلك. وقال: إن صاحب أنطاكية كان نصرانياً فكنت تأخذ منه ذلك على سبيل الجزية. ولم يعطه شيئاً، فجمعا واقتتلا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف أعمال أنطاكية، فانهزم عسكر مسلم، وقتل شرف الدولة مسلم في المعركة، وقُتِل بين يدي أربعمائة غلام من أحداث حَلب. وكان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب أحول، واتسع ملكه، وزاد على ملك من تقدمه من أهل بيته، فإنه ملك السندية التي على نهر عيسى إلى منبج، وديار ربيعة ومضر عن الجزيرة وحَلب وما كان لأبيه وعمه قرواش من الموصل وغيرها. وكان مسلم يسوس مملكته سياسة حسنة بالأمر والعدل. ولما قتل قصد بنو عقيل أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس، فأخرجوه وملَّكوه، وكان قد مكث في الحبس سنين كثيرة بحيث صار لم يقدر على المشي لما خرج.

وأما قلعة حَلب فكان بها منذ قتل مسلم بن قريش سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وهو ابن عم شرف الدولة مسلم، فحاصر تُتُش القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه وصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه.

ولما قتل سليمان بن قطلومش مسلم بن قريش أرسل إلى ابن الْحُتَّيتي العباسي مقدم أهل حَلب يطلب منه تسليمها، فاستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه، وأرسل ابن الْحُتَّيتي استدعى تُتُش إلى حَلب، وكان مع تُتُش أرتق بن أكسك؛ وقد فارق خدمة ملكشاه خوفاً من إطلاق مسلم بن قريش من آمد، وكان ابن الْحُتَّيتي قد كاتب السلطان ملكشاه في أمر حَلب فسار إليها من أصفهان في جمادى الآخرة، فملك في طريقه حران وأقطعها لمحمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش. ثم سار إلى الرها فملكها وملك قلعة جعبر، ثم ملك منبج وسار إلى حَلب فلما قاربها رحل أخوه تُتُش عنها على البرية وتوجَّه إلى دمشق، ووصل السلطان إلى حَلب وتسلمها وتسلم القلعة من سالم بن مالك بن بدران العقيلي على أن يعوضه بقلعة جعبر

٢٢٦

فبقيت بيده ويد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي.

سنة ٤٨٦ وفيها تحرك تُتُش من دمشق لطلب السلطنة بعد موت أخيه ملكشاه، واتفق معه اقسنقر صاحب حَلب، وخطب له باغي سيان صاحب أنطاكية وبران صاحب الرها. وسار تُتُش ومعه اقسنقر فافتتح نصيبين عنوة ثم قصد الموصل، وكنا قد ذكرنا (أبو الفداء) في سنة سبع وسبعين وأربعمائة أنه لما قتل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب وغيرهما استولى على الموصل إبراهيم بن قريش أخو مسلم. ثم إن ملكشاه قبض على إبراهيم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وأخذ منه الموصل، وبقي إبراهيم معه حتى مات ملكشاه، فأطلق إبراهيم وسار إلى الموصل وملكها. فلما قصد تُتُش في هذه السنة الموصل خرج إبراهيم لقتاله، والتقوا بالمضيّع من أعمال الموصل، وجرى بينهم قتال شديد انهزمت فيه المواصلة، وأخذ إبراهيم بن قريش أسيراً وجماعة من أمراء العرب، فقُتلوا وملك تُتُش الموصل، واستثاب عليها علي بن مسلم بن قريش وأمه صفية عمة تُتُش، وأرسل تُتُش إلى بغداد يطلب الخطبة فتوقفوا فيها. ثم سار تُتُش واستولى على ديار بكر.

في سنة ٤٨٩ بعد مقتل تُتُش سنة ٤٨٨ قصد كربوغا نصيبين، وبها محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش، فطلع محمد إلى كربوغا واستحلفه ثم غدر كربوغا بمحمد، وقبض عليه وحاصر نصيبين وملكها، ثم سار إلى الموصل وقتل في طريقه محمد بن مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب، وحصر الموصل وبها علي بن مسلم أخو محمد المذكور من حين استنابه بها تتش، فلما ضاق عليه الأمر هرب من الموصل إلى صدقة بن مزيد بالحلَّة بعد حصار تسعة أشهر.

سنة ٥١٩ وفيها مات سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب قلعة جعبر، وملكها بعده ابنه مالك بن سالم.

الجزء الثالث ص١٨ سنة (٥٤١) سار عماد الدين زنكي، ونزل على قلعة جعبر وحصرها وصاحبها علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وأرسل عسكراً إلى قلعة فنك وهي تجاور جزيرة ابن عمر، فحصرها أيضاً وصاحبها حسام الدين الكردي البشنوي.

٢٢٧

ولما طال على زنكي منازلة قلعة جعبر أرسل مع حسَّان البعلبكي الذي كان صاحب منبج يقول لصاحب قلعة جعبر: قل لي من يخلصك مني،فقال صاحب قلعة جعبر لحسَّان: يخلصني منك الذي خلصك من بلك بن بهرام بن أرتق، وكان بلك محاصراً منبج، فجاءه سهم قتله فرجع حسَّان إلى زنكي ولم يخبره بذلك فاستمر زنكي منازلاً قلعة جعبر، فوثب عليه جماعة من مماليكه وقتلوه في خامس ربيع الآخر من هذه السنة بالليل وهربوا إلى قلعة جعبر، فصاح من بها على العسكر وأعلموهم بقتل زنكي فدخل أصحابه إليه وبه رمق ودفن بالرقة.

سنة ٥٦٤ في هذه السنة ملك نور الدين محمود قلعة جعبر وأخذها من صاحبها شهاب الدين مالك بن علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وكانت بأيديهم من أيام السلطان ملكشاه، ولم يقدر نور الدين على أخذها إلا بعد أن أسر صاحبها مالك المذكور بنو كِلاب، وأحضروه إلى نور الدين محمود، واجتهد به على تسليمها فلم يفعل، فأرسل عسكراً مقدمهم فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني وردفه بعسكر آخر مع مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية، وكان رضيع نور الدين وحصروا قلعة جعبر، فلم يظفروا منها بشيء وما زالوا على صاحبها مالك حتى سلمها وأخذ عنها عوضاً مدينة سروج بأعمالها والملوحة من بلد حَلب وعشرين ألف دينار معجلة وباب بزاعة.

ما جاء في كامل ابن الأثير من أوليتهم وأخبارهم

الجزء التاسع في سنة ٣٠٨ لما ملك أبو طاهر والحسين ابنا حمدان بلاد الموصل طمع فيها باذ وجمع الأكراد، فأكثر وممن أطاعه الأكراد البشنوية أصحاب قلعة فنك، وكانوا كثيراً وكاتب أهل الموصل فاستمالهم فأجابه بعضهم، فسار إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه. وراسلا أبا الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل واستنصراه، فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلداً غير ذلك. فأجاباه إلى ما طلب، وانتهى الأمر بانتصار الأميرين الحماديين بمناصرة أبي الذوّاد على باذ، فكانت هذه أول إمرة لبني عقيل في دولة بني حمدان.

في سنة ٣٨٠ لما انهزم أبو طاهر بن حمدان من أبي علي بن مروان

٢٢٨

سار إلى نصيبين في قلة من أصحابه وكانوا قد تفرقوا، فطمع فيه أبو الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل، وكان صاحب نصيبين حينئذ، فثار بأبي طاهر، فأسره وأسر ولده وعدة من قوادهم، وقتلهم وسار إلى الموصل فملكها وأعمالها، وكاتب بهاء الدولة يسأله أن ينفذ إليه من يقيم عنده من أصحابه يتولّى الأمور. فسيَّر إليه قائداً من قواده وكان بهاء الدولة قد سار من العراق إلى الأهواز، وأقام نائب بهاء الدولة وليس له من الأمر شيء، ولا يحكم إلا فيما يريده أبو الذوَّاد.

في سنة (٣٨٢) كان بهاء الدولة قد أنفذ أبا جعفر الحجاج بن هرمز في عسكر كثير إلى الموصل، فملكها آخر سنة إحدى وثمانين، فاجتمعت عقيل وأميرهم أبو الذواد محمد بن المسيب على حربه، فجرى بينهم عدة وقائع ظهر من أبي جعفر فيها بأس شديد حتى أنه كان يضع له كرسياً بين الصفين ويجلس عليه. فهابه العرب، واستمد من بهاء الدولة عسكراً فأمده بالوزير أبي القاسم علي بن أحمد، وكان مسيره أول هذه السنة. فلما وصل إلى العسكر كتب بهاء الدولة إلى أبي جعفر بالقبض عليه، فعلم أبو جعفر أنه إن قبض عليه اختلف العسكر وظفر به العرب، فتراجع في أمره. وكان سبب ذلك أن ابن المعلم كان عدواً له، فسعى به عند بهاء الدولة فأمر بقبضه، وكان بهاء الدولة أذناً يسمع ما يقال له ويفعل به، وعلم الوزير الخبر، فشرع في صلح أبي الذوّاد وأخذ رهائنه والعود إلى بغداد فأشار عليه أصحابه باللحاق بأبي الذوّاد، فلم يفعل أنفة وحسن عهد فلما وصل إلى بغداد رأى ابن المعلم قد قُبِض وقُتِل وكُفِي شره. ولما أتاه خبر قبض ابن المعلم وقتله ظهر عليه الانكسار، فقال له خواصه: ما هذا الهم وقد كفيت شر عدوك، فقال: إن ملكاً قرب رجلاً كما قرب بهاء الدولة ابن المعلم، ثم فعل به هذا لحقيق بأن تخاف ملابسته. وكان بهاء الدولة قد أرسل الشريف أبا أحمد الموسوي رسولاً إلى أبي الذوّاد فأسره العرب ثم أطلقوه، فورد إلى الموصل وانحدر إلى بغداد.

سنة (٣٨٦) في هذه السنة ملك المقلَّد بن المسيب مدينة الموصل، وكان سبب ذلك أن أخاه أبا الذَّوّاد تُوفِّي في هذه السنة، فطمع المقلَّد في الإمارة فلم تساعده عقيل على ذلك، وقلدوا أخاه علياً؛ لأنه أكبر منه فشرع المقلَّد واستمال الديلم الذين كانوا مع أبي جعفر الحجاج بالموصل فمال

٢٢٩

إليه بعضهم، وكتب إلى بهاء الدولة يضمن منه البلد بألفي ألف درهم كل سنة، ثم حضر عند أخيه علي وأظهر له أن بهاء الدولة قد ولاه الموصل وسأله مساعدته على أبي جعفر؛ لأنه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصل، فخرج إليهم كل من استماله المقلَّد من الديلم، وضعف الحجاج وطلب منهم الأمان فأمنوه ووعدهم يوماً يخرج إليهم فيه. ثم إنه انحدر في السفن قبل ذلك اليوم، فلم يشعروا به إلا بعد انحداره، فتبعوه فلم ينالوا منه شيئاً ونجا بماله منهم، وسار إلى بهاء الدولة ودخل المقلَّد البلد. واستقر الأمر بينه وبين أخيه على أن يخطب لهما ويقدِّم علي لكبره ويكون له معه نائب يجبي المال، واشتركا في البلد والولاية وسار علي إلى البر وأقام المقلَّد وجرى الأمر على ذلك مدة مديدة، ثم تشاجروا واختصموا وكان المقلَّد يتولّى حماية غربي الفرات من أرض العراق، وكان له ببغداد نائب فيه تهور، فجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة مشاجرة، فكتب إلى المقلَّد يشكو، فانحدر من الموصل في عساكره وجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة حرب انهزموا فيها. وكتب إلى بهاء الدولة يعتذر وطلب إنفاذ من يعقد عليه ضمان القصر وغيره، وكان بهاء الدولة مشغولاً بمن يقاتله من عساكر أخيه، فاضطر إلى المغالطة، ومد المقلَّد يده فأخذ الأموال، فبرز نائب بهاء الدولة ببغداد وهو حينئذ أبو علي بن إسماعيل، وخرج إلى حرب المقلَّد، فبلغ الخبر إليه فأنفذ أصحابه ليلاً فاقتتلوا وعادوا إلى المقلَّد، فلما بلغ الخبر إلى بهاء الدولة بمجيء أصحاب المقلَّد إلى بغداد أنفذ أبا جعفر الحجاج إلى بغداد وأمره بمصالحة المقلَّد والقبض على أبي علي بن إسماعيل. فسار إلى بغداد في آخر ذي الحجَّة، فلما وصل إليها أرسله المقلَّد في الصلح، فاصطلحا على أن يحمل لبهاء الدولة عشرة آلاف دينار، ولا يأخذ من البلاد إلا رسم الحماية، ويخطب لأبي جعفر بعد بهاء الدولة، وأن يخلع على المقلَّد الخلع السلطانية،ويُلقَّب بحسام الدولة، ويقطع الموصل والكوفة والقصر والجامعين. واستقر الأمر على ذلك، وجلس القادر بالله له ولم يف المقلَّد من ذلك بشيء إلا بحمل المال، واستولى على البلاد ومد يده في المال وقصده المتصرفون والأماثل وعظم قدره.

سنة (٣٨٧): في هذه السنة قبض المقلَّد على أخيه علي؛ وكان سبب ذلك ما تقدم ذكره من الاختلاف الواقع بين أصحابهما واشتغل المقلَّد بما

٢٣٠

سبق بيانه بالعراق، فلما خلا وجهه وعاد إلى الموصل عزم على الانتقام من أصحاب أخيه، ثم خافه وعمل الحيلة في قبض أخيه، فأحضر عسكره من الديلم والأكراد، وأعلمهم أنه يريد قصد دقوقا وحلَّفهم على الطاعة، وكانت داره ملاصقة دار أخيه، فنقب في الحائط ودخل عليه وهو سكران فأخذه وأدخله الخزانة، وقبض عليه وأرسل إلى زوجته يأمرها بأخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل أن يسمع أخوه الحسن الخبر. ففعلت ذلك وخلصت، وكانت في الحلَّة التي له على أربعة فراسخ من تكريت وسمع الحسن الخبر، فبادر إلى الحلَّة ليقبض أولاد أخيه فلم يجدهم. وأقام المقلَّد بالموصل يستدعي رؤساء العرب ويخلع عليهم، واجتمع عنده زهاء ألفي فارس، وسار الحسن إلى حلل أخيه ومعه أولاد أخيه علي وحرمه ويستنفرهم على المقلَّد، واجتمع معهم نحو عشرة آلاف وراسل المقلَّد يؤذنه بالحرب، فسار عن الموصل وبقي بينهم، فنزل واحد ونزل بإزاء العلث، فحضره وجوه العرب واختلفوا عليه، فمنهم من أشار بالحرب منهم رافع بن محمد بن مقن، ومنهم من أشار بالكف عن القتال وصلة الرحم منهم غريب بن محمد بن مقن، وتنازع هو وأخوه فبينما هم في ذلك قيل للمقلَّد: إنّ أختك رهيلة بنت المسيب تريد لقاءك وقد جاءتك، فركب وخرج إليها، فلم تزل معه حتى أطلق أخاه علياً ورد إليه ماله ومثله معه وأنزله في خيم ضربها له. فسر الناس بذلك، وتحالفا وعاد إلى حلته وعاد المقلَّد إلى الموصل، وتجهَّز للمسير إلى أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي؛ لأنه تعصب لأخيه علي وقصد ولاية المقلَّد بالأذى فسار إليه. ولما خرج علي من محبسه اجتمع العرب إليه، وأشاروا عليه بقصد أخيه المقلَّد فسار إلى الموصل، وبها أصحاب المقلَّد وامتنعوا عليه فافتتحها، فسمع المقلَّد بذلك فعاد إليه، واجتاز في طريقه بحلة أخيه الحسن، فخرج إليه ورأى كثرة عسكره، فخاف على أخيه علي منه، فأشار عليه بالوقوف ليصلح الأمر، وسار إلى أخيه علي، وقال له: إن الأعور يعني المقلَّد قد أتاك بحده وحديده وأنت غافل، وأمره بإفساد عسكر المقلَّد، فكتب إليهم فظفر المقلَّد بالكتب، فأخذها وسار مجدِّاً إلى الموصل، فخرج إليه أخواه علي والحسن وصالحاه ودخل الموصل وهما معه. ثم خاف علي فهرب من الموصل ليلاً وتبعه الحسن وتردُّدت الرسل بينهم، فاصطلحوا على أن يدخل أحدهما البلد في غيبة الآخر، وبقوا كذلك

٢٣١

إلى سنة تسع وثمانين ومات علي سنة تسعين وقام الحسن مقامه، فقصده المقلَّد ومعه بنو خفاجة، فهرب الحسن إلى العراق وتبعه المقلَّد، فلم يدركه فعاد، ولما استقر أمر المقلَّد بعد أخيه علي سار إلى بلد علي بن مزيد الأسدي، فدخله ثانية والتجأ ابن مزيد إلى مهذّب الدولة، فتوسط ما بينه وبين المقلَّد. وأصلح الأمر معه، وسار المقلَّد إلى دقوقا فملكها ثم ملكها عليه جبريل بن محمد، ثم عادت إلى المقلَّد، ثم ملكها محمد بن عناز بعده، ثم أخذها بعده قرواش، ثم انتقلت إلى فخر الدولة أبي غالب ثم إلى جبريل وموصك بن جكويه من أمراء الأكراد، ثم قصدها بدران بن المقلَّد وأخذها منهما.

سنة (٣٩١): في هذه السنة قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب العقيلي غيلة قتله مماليك له ترك. وكان سبب قتله أن هؤلاء الغلمان كانوا قد هربوا منه فتبعهم وظفر بهم وقتل منهم وقطع وأعاد الباقين، فخافوه على نفوسهم فاغتنم بعضهم غفلته وقتلوه بالأنبار. وكان قد عظم أمره وراسل وجوه العساكر ببغداد، وأراد التغلب على الملك، فأتاه الله من حيث لا يشعر. ولما قُتِل كان ولده الأكبر قرواش غائباً، وكانت أمواله وخزائنه بالأنبار فخاف نائبه عبد الله بن إبراهيم بن شهرويه بادرة الجند، فراسل أبا منصور بن قراد اللديد، وكان بالسندية فاستدعاه إليه، وقال له: أن أجعل بينك وبين قراوش عهداً وأُزوجه ابنتك، وأقاسمك على ما خلفه أبوه وتساعده على عمه الحسن إن قصده وطمع فيه. فأجابه إلى ذلك وحمى الخزائن والبلد، وأرسل عبد الله إلى قرواش يحثه على الوصول، فوصل وقاسمه على المال وأقام قراد عنده، ثم إن الحسن بن المسيب جمع مشايخ عقيل وشكا قرواشاً إليهم وما صنع مع قراد، فقالوا له: خوفُه منك حمله على ذلك، فبذل من نفسه الموافقة له والوقوف عند رضاه، وسفر المشايخ بينهما فاصطلحا، واتفقا على أن يسير الحسن إلى قرواش شبه المحارب ويخرج هو وقراد لقتاله، فإذا لقي بعضهم بعضاً عادوا جميعاً على قراد فأخذوه. فسار الحسن وخرج قرواش وقراد لقتاله. فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد إليه فأعلمه الحال، فهرب على فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه، وعاد قرواش إلى بيت قراد، فأخذ ما فيه من الأموال التي أخذها من قرواش وهي بحالها. وسار قرواش إلى الكوفة فأوقع بخفاجة

٢٣٢

عندها وقعة عظيمة، فساروا بعدها إلى الشام، فأقاموا هناك حتى أحضرهم أبو جعفر الحجاج.

سنة (٣٩٢): في هذه السنة سيَّر قرواش بن المقلَّد جمعاً من عقيل إلى المدائن، فحصروها فسيَّر إليهم أبو جعفر نائب بهاء الدولة جيشاً فأزالوهم عنها، فاجتمعت عقيل وأبو الحسن مزيد في بني أسد وقويت شوكتهم. فخرج الحجاج إليهم واستنجد خفاجة وأحضرهم من الشام فاجتمعوا معه واقتتلوا بنواحي (باكرم) في رمضان، فانهزمت الديلم والتُّرك وأُسر منهم خلق كثير واستبيح عسكرهم، فجمع أبو جعفر من عنده من العسكر وخرج إلى بني عقيل وابن مزيد، وقتل من أصحابهم خلق كثير وأسر مثلهم وسار إلى حلل ابن مزيد فأوقع بمن فيها فانهزموا أيضاً، فنهبت الحلل والبيوت والأموال، ورأوا فيها من العين والمصاغ والثياب ما لا يقدر قدره.

سنة (٣٩٧): في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلَّد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي. وكان سببها أن قرواش جمع جمعاً كثيراً وسار إلى الكوفة وأبو علي غائب عنها، فدخلها ونزل بها وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا، فانهزم قرواش وعاد إلى الأنبار مغلولاً، وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قرواش فصادرهم.

سنة (٣٩٩): في هذه السنة قتل عيسى بن خلاط العقيلي أبا علي بن ثمال الخفاجي الذي كان والياً للحاكم بأمر الله صاحب مصر على الرحبة، وملكها، وأقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلَّد، فأخذها منه وبقيت لبدران، فأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤاً البشاري بالمسير إليها، فقصد الرقة أولاً وملكها، ثم سار إلى الرحبة وملكها، ثم انتهى أمر ملكها إلى صالح بن مرداس صاحب حَلب.

سنة (٤٠١): في هذه السنة أيضاً خطب قرواش بن المقلَّد أمير بني عقيل للحاكم بأمر الله العلوي صاحب مصر بأعماله كلها، وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها، وكان ابتداء الخطبة بالموصل: (الحمد لله الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، وانهدَّت بقدرته أركان النصب، وأطلع

٢٣٣

بنوره شمس الحق من العرب. فأرسل القادر بالله أمير المؤمنين القاضي أبا بكر بن الباقلاني إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك، وأن العلويين والعباسيين انتقلوا من الكوفة إلى بغداد، فأكرم بهاء الدولة القاضي أبا بكر، وكتب إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش، وأطلق له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر، وخلع على القاضي أبي بكر وولاّه قضاء عمان والسواحل، وسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش، فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلويين وأعاد خطبة القادر بالله.

سنة (٤٠١): وفيها تُوفِّي أبو عبد الله محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر بن عمر بن المهيا العقيلي، وفي مقلد يجتمع آل المسيب وآل مقن، وكان عمره مائة وعشرة سنين، وكان بخيلاً شديد البخل وشهد مع القرامطة أخذ الحجر الأسود.

سنة (٤١٧): في هذه السنة اجتمع دُبيس بن علي بن مزيد الأسدي وأبو الفتيان منيع بن حسَّان أمير خفاجة، وجمعا عشائرهما وغيرهم، وانضاف إليهما عسكر بغداد على قتال قرواش بن المقلَّد العقيلي؛ وكان سببه أن خفاجة تعرضوا إلى السواد وما بيد قرواش منه، فانحدر من الموصل لدفعهم فاستعانوا بدُبيس، فسار إليهم واجتمعوا، فأتاهم عسكر بغداد فالتقوا بظاهر الكوفة وهي لقرواش، فجرى بين مقدمته ومقدمتهما مناوشة وعلم قرواش أنه لا طاقة له بهم، فسار ليلاً جريدة في نفر يسير وعلم أصحابه بذلك فتبعوه منهزمين، فوصلوا إلى الأنبار وسارت أسد وخفاجة خلفهم. فلما قاربوا الأنبار فارقها قرواش إلى حلله، فلم يمكنهم الإقدام عليه واستولوا على الأنبار ثم تفرقوا.

وفي هذه السنة أصعد الأثير عنبر إلى الموصل من بغداد، وكان سببه أن الأثير كان حاكماً في الدولة البويهية ماضي الحكم نافذ الأمر والجند من أطوع الناس له وأسمعهم لقوله. فلما كان الآن زال ذلك وخالفه الجند فزالت طاعته عنهم، فلم يلتفتوا إليه فخافهم على نفسه، فسار إلى قرواش فندم الجند على ذلك وسألوه أن يعود فلم يفعل. وأصعد إلى الموصل مع قرواش فأخذ ملكه وإقطاعه بالعراق. ثم إن نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا جمعاً كثيراً من عقيل، وانضم إليهم بدران أخو قرواش وساروا يريدون حرب قرواش. وكان قرواش لما سمع خبرهم قد اجتمع

٢٣٤

هو وغريب بن معن والأثير عنبر، وأتاه مدد من ابن مروان، فاجتمع في ثلاثة عشر ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتتلوا وثبت بعضهم لبعض وكثر القتل. ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلاً، وذلك أنه قصد غريباً في وسط المصاف واعتنقه وصالحه، وفعل أبو الفضل بدران بن المقلَّد بأخيه قرواش كذلك، فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران مدينة نصيبين.

الصفحة نفسها والسنة نفسها سار منيع بن حسَّان أمير خفاجة في الجامعين وهي لنور الدولة دُبيس فنهبها، فسار دُبيس في طلبه إلى الكوفة، ففارقها وقصد الأنبار، وهي لقرواش كان استعادها بعد ما ذكرناه قبل. فلما نازلها منيع قاتله أهلها، فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل جنود خفاجة الأنبار ونهبوها وأحرقوا أسواقها، فانحدر قرواش إليهم ليمنعهم، وكان مريضاً ومعه غريب والأثير عنبر، ثم تركها ومضى إلى القصر فاشتد طمع جنود خفاجة وعادوا إلى الأنبار فأحرقوها مرة ثانية. وسار قرواش إلى الجامعين فاجتمع هو ونور الدولة دُبيس بن مزيد في عشرة آلاف مقاتل. فلم يقدر قرواش في ذلك الجيش العظيم على هذه الألف، وشرع أهل الأنبار في بناء سور على البلد وأعادهم قرواش، وأقام عندهم الشتاء، ثم إن منيع بن حسَّان سار إلى الملك أبي كاليجار فأطاعه، فخلع عليه وأتى منيع الخفاجي إلى الكوفة، فخطب فيها لأبي كاليجار وأزال حكم عقيل عن سقي الفرات.

سنة (٤١٩): في هذه السنة في جمادى الأولى سار بدران بن المقلَّد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فخرج إليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه، فهزمهم واستظهر عليهم، وقتل جماعة من أهل نصيبين والعسكر، فسيَّر نصر الدولة عسكراً آخر نجدة لمن بنصيبين، فأرسل إليهم بدران عسكراً فلقوهم فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم، فأزعج ذلك ابن مروان وأقلقه، فسير عسكراً آخر ثلاثة آلاف فارس، فدخلوا نصيبين واجتمعوا بمن فيها وخرجوا إلى بدران فاقتتلوا، فانهزم بدران ومن معه بعد قتال شديد وقت الظهر وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم بدران وأصحابه، فلم يثبتوا له. فأكثر فيهم القتل والأسر وغنم الأموال، فعاد عسكر ابن مروان مغلوبين، فدخلوا نصيبين فاجتمعوا بها، واقتتلوا مرة أُخرى وكانوا على السواء. ثم سمع بدران بأن

٢٣٥

أخاه قرواشاً قد وصل إلى الموصل، فرحل خوفاً منه؛ لأنهما كانا مختلفين.

في سنة (٤٢٠) يذكر دخول الغز ديار بكر ومقاومة قرواش لهم ويذكر ملكهم مدينة الموصل ومقاومة قرواش لهم وانكساره، ثم يذكر ظفر قرواش بهم ص ١٦٣ مما يجب أن يضم إلى أخبار بني المقلَّد مع ما ذكر في ص١٦٤.

في سنة (٤٢١) قد ذكرنا محاصرة بدران نصيبين، وأنه رحل عنها خوفاً من قرواش، فلما رحل شرع في إصلاح الحال معه فاصطلحا، ثم جرى بين قرواش ونصر الدولة بن مروان نفرة كان سببها أن نصر الدولة كان قد تزوج ابنة قرواش، فآثر عليها غيرها فأرسلت إلى أبيها تشكو منه، فأرسل يطلبها إليه، فسيرها فأقامت بالموصل، ثم إن ولد مستحفظ جزيرة ابن عمر وهي لابن مروان هرب إلى قرواش، وأطمعه في الجزيرة، فأرسل إلى نصر الدولة يطلب منه صداق ابنته، وهو عشرون ألف دينار ويطلب الجزيرة لنفقتها، ويطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول، وتردُّدت الرسل بينهما في ذلك، فلم يستقر حال فسير جيشاً لمحاصرة الجزيرة وجيشاً مع أخيه بدران إلى نصيبين، فحصرها بدران وأتاه قرواش، فحصرها معه فلم يُمْلَك واحِد من البلدين، وتفرق من كان معه من العرب والأكراد. فلما رأى بدران تفرق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين، فسلمها إليه وأرسل من صداق ابنة قرواش خمسة عشر ألف دينار واصطلحا.

وفي هذه السنة في جمادى الأولى اختلف قرواش وغريب بن مقن؛ وكان سبب ذلك أن غريباً جمع جمعاً كثيراً من العرب والأكراد، واستمد جلال الدولة فأمده بجملة صالحة من العسكر، فسار إلى تكريت فحصرها وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين، وكان قد توجه إلى الموصل وسأل قرواشاً النجدة، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما، فبلغا الدكة وغريب يحاصر تكريت، وقد ضيَّق على من بها وأهلها يطلبون منه الأمان فلم يؤمنهم، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال. فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم، فالتقوا بالدكة واقتتلوا، فغدر بغريب بعض من معه ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية، فانهزم وتبعهم قرواش ورافع، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ولم يتعرضوا إلى حلته وماله فيها وحفظوا ذلك أجمع، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق.

٢٣٦

سنة (٤٢٥): وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد وقصد ولده عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين، وكان بنو نُمير قد طمعوا فيها وحصروها، فسار إليهم ابن بدران فدفعهم عنها.

سنة (٤٣٣) يذكر الحلف بين جلال الدولة وقرواش صاحب الموصل.

سنة (٤٤٠) ذكر الحلف بين قرواش والأكراد الحميدية والهذبانية. وفيها كانت الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بن المقلَّد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلَّد إلى عمّه قرواش وجمع جمعاً، وقاتل عمه أبا كامل، فظفر ونصر وانهزم أبو كامل ولم يزل قريش يغري قرواشاً بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما.

ظهور الخلاف بين قرواش وأخيه أبي كامل وصلحهما:

سنة (٤٤١): في هذه السنة ظهر الخلاف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل ظهوراً آل إلى المحاربة، وقد تقدم سبب ذلك. فلما اشتد الأمر وفسد الحال فساداً لا يمكن إصلاحه جمع كل منهما جمعاً لمحاربة صاحبه، وسار قرواش في المحرم وعبر دجلة بنواحي بلد، وجاءه سليمان بن نصر الدولة بن مروان، وأبو الحسن بن عيسكان الحميدي وغيرهما من الأكراد، وساروا إلى معلثايا، فأخرجوا المدينة ونهبوها ونزلوا بالمُغيثة، وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بابنيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني عشر المحرم، وافترقوا من غير ظفر، ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب سليمان بن مروان بل كان ناحية، ووافقه أبو الحسن الحُميدي وساروا عن قرواش، وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه، فضعف أمر قرواش وبقي في حلته وليس معه إلا نفر يسير فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده، فمنعهم وأسفر الصبح يوم الاثنين، وقد تسرع بعضهم ونهب بعضاً من عرب قرواش، وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجوراً عليه وجعل معه بعض زوجاته في دار. وكان مما فت في عضد قرواش وأضعف نفسه أنه كان قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار؛ لسوء طريقهم وفسادهم فهرب الباقون

٢٣٧

منهم وبقي بعضهم بالسندية، فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وتسلقوا السور ليلة خامس المحرم من هذه السنة، وقتلوا حارساً وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل، فكثروا وثار بهم أصحاب قرواش، فاقتتلوا فظفروا وقتلوا من أصحاب معتمد الدولة قرواش جماعة وهرب الباقون. فبلغه خبر استيلاء أخيه، ولم يبلغه عود أصحابه. ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه، فخاف أن يؤول الأمر بهم إلى طاعة قرواش وإعادته إلى مملكته، فبادرهم إليه وقبل يده، وقال له: إنني وإن كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا إلا بسبب من أفسد رأيك فيَّ وأشعرك الوحشة مني، والآن فأنت الأمير وأنا الطائع لأمرك والتابع لك. فقال له قرواش: بل أنت الأخ والأمر لك مسلّم، وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما وعاد قرواش إلى التصرف على حكم اختياره. وكان أبو كامل قد أقطع بلال بن غريب بن مقن حربى وأوانا، فلما اصطلح أبو كامل وقرواش أرسلا إلى حربى من منع بلالاً عنها، فتظاهر بلال بالخلاف عليهما وجمع إلى نفسه جمعاً، وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربى وأوانا بغير اختيارهما، فانحدر قرواش من الموصل إليهما وحصرهما وأخذهما.

وفي هذه السنة سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق وبادوريا، فنهبوها وأخذوا من الأموال الكثير وكانا في إقطاع البساسيري، فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم، فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن المقلَّد، واقتتلوا قتالاً شديداً أبلى الفريقان فيه بلاء حسناً وصبرا صبراً جميلاً وقُتل جماعة من الفريقين.

في هذه السنة في ذي القعدة ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه، وكان سبب ملكها أن قرواشاً أساء السيرة في أهلها، ومد يده إلى أموالهم فسار جماعة من أهلها إلى البساسيري ببغداد، وسألوه أن ينفذ معهم عسكراً يسلمون إليه الأنبار. فأجابهم إلى ذلك وسيّر معهم جيشاً، فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري، وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم يمكن أحداً من أصحابه أن يأخذ رطل الخبز بغير ثمنه. وأقام فيها إلى أن أصلح حالها وقرر قواعدها وعاد إلى بغداد.

سنة (٤٤٢) وفي هذه السنة في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة

٢٣٨

أبو كامل بركة بن المقلَّد على أخيه قرواش، وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره؛ وسبب ذلك أن قرواشاً كان قد أنف من تحكم أخيه في البلاد، وأنه قد صار لا حكم له فعمل على الانحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه. وسار عن الموصل، فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم أرسل إليه نفراً من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه من الفرقة والاختلاف، فلما بلّغوه ذلك امتنع عليهم، فقالوا: أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ أنه يُمنع قهراً، فأجاب إلى العود على شرط أن يسكن دار الإمارة بالموصل، وسار معهم. فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده، فهرب أصحابه وأهله خوفاً فأمّنهم زعيم الدولة، وحضر عنده وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره.

سنة (٤٤٣) وفي هذه السنة في شهر رمضان تُوفِّي زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلَّد بتكريت، وكان انحدر إليها في حلله قاصداً نحو العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم وينهب البلاد. فلما بلغها انتقض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل، فتُوفِّي ودفن بمشهد الخضر بتكريت. واجتمعت العرب من أصحابه على تأمير علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران بن المقلَّد، فعاد بالحلل والعرب إلى الموصل وأرسل إلى عمه قرواش، وهو تحت الاعتقال يعلمه بوفاة زعيم الدولة وقيامه بالإمارة، وأنه يتصرف على اختياره ويقوم بالأمر نيابة عنه. فلما وصل قريش إلى الموصل جرى بينه وبين عمه قرواش منازعة ضعف فيها قرواش وقوي ابن أخيه ومالت العرب إليه، واستقرت الإمارة له وعاد عمه إلى ما كان عليه من الاعتقال الجميل والاقتصار به على قليل من الحاشية والنساء والنفقة، ثم نقله إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتُقل بها.

سنة (٤٤٤): في هذه السنة جرى حِلف بين علم الدين قريش بن بدران وبين أخيه المقلَّد، وكان قريش قد نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل وسجنه بها وارتحل يطلب العراق، فجرى بينه وبين أخيه المقلَّد منازعة أدت إلى الاختلاف، فسار المقلَّد إلى نور الدولة دُبيس بن مزيد ملتجئاً إليه فحمل أخاه الغيظ منه على أن نهب حلته وعاد

٢٣٩

إلى الموصل، واختلَّت أحواله واختلفت العرب عليه، وأخرج نواب الملك الرحيم ببغداد إلى ما كان بيد قريش من العراق بالجانب الشرقي من عُكبرا والعلث وغيرهما من قبض غلته، وسلم الجانب الغربي من أوانا ونهر بيطر إلى أبي الهندي بلال بن غريب. ثم إن قريشاً استمال العرب وأصلحهم، فأذعنوا له بعد وفاة عمه قرواش، فإنه تُوفِّي هذه الأيام، وانحدر إلى العراق؛ ليستعيد ما أخذ منه، فوصل إلى الصالحية وسير بعض أصحابه إلى ناحية الحظيرة وما والاها، فنهبوا ما هناك وعادوا فلقوا كامل بن محمد بن المسيّب صاحب الحظيرة، فأوقع بهم وقاتلهم فأرسلوا إلى قريش يعرفونه الحال، فسار إليهم في عدة كثيرة من العرب والأكراد، فانهزم كامل وتبعه قريش فلم يلحقه، فقصد حلل بلال بن غريب وهي خالية من الرجال، فنهبها وقاتله بلال وأبلى بلاء حسناً فجرح ثم انهزم، وراسل قريش نواب الملك الرحيم يطلب ببذل الطاعة ويطلب تقرير ما كان له عليه، فأجابوه إلى ذلك على كره؛ لقوته وضعفهم واشتغال الملك الرحيم بخوزستان عنهم، فاستقر أمره وقوي شأنه. وفي هذه الصفحة: وفي السنة نفسها مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة أبو المنيع قرواش بن المقلَّد العُقيلي الذي كان صاحب الموصل محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحُمل ميتاً إلى الموصل، ودفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وكان من رجال العرب وذوي العقل منهم وله شعر حسن. وأورد له عن (دمية القصر) البيتين المنقولين عن تاريخ ابن خلدون وهذه الأبيات التي لم يوردها ابن خلدون:

مـن كان يحمد أو يذم موّرث لـلمال مـن آبـائه وجدوده

إنـي امـرؤ لـله أشكر وحده شـكراً كـثيراً جـالباً لمزيده

لـي أشقرٌ سمح العنان مغاور يعطيك ما يرضيك من مجهوده

ومـهند عـضب إذا جـردته خلت البروق تموج في تجريده

ومـثقف لـدنُ الـسنان كأنم أم الـمنايا رُكـبت في عوده

وبـذا حـويُت المال إلا أنني سـلّطت جود يدي على تبديده

وفي هذه السنة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان طغرلبك إلى نواحي العراق، فدوَّخ كثيراً منها وأسرف في

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وأبي الحسن (ع)(١)

____________________

(١) كما تقدم عن البرقي عده من اصحابه وذكره الشيخ ايضا في اصحابه (ع) / ٣٤٢ / ٥ قائلا ابراهيم بن ابى البلاد. وكان ابو البلاد يكنى ابا اسماعيل، له كتاب.قلت: وقد ادركه في مسجد الحرام وروى صلاته ووتره هناك كما في قرب الاسناد ص ١٢٨.وقد كتب (ع) له بخطه الشريف زيارة النبي صلى الله عليه وآله اذا وقف على قبره وقرأها عليه كما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات / ١٧ ويظهر مما رواه عنه (ع) عنايته له. وكذا مما رواه الشيخ في زيادات فقه الحج من التهذيب ج ٥ / ٤٣٩ / ١٥٢٤ عن موسى بن القاسم عن ابراهيم بن أبى البلاد قال: قلت لابراهيم بن عبدالحميد وقد هيأنا نحوا من ثلاثين مسألة نبعث بها إلى ابى الحسن موسى (ع): ادخل لي هذه المسألة ولا تسمني له إلى ان ذكر مجيئ الجواب عن كلها غير سؤاله وكرر ذلك في مسائل أخر ولم يجب عن مسألته حتى أفرد المسألة باسمه فجاء الجواب والمسألة فقال: لقد فتق عليكم إبراهيم بن ابى البلاد فتقا الخ وتحقيق ذلك في طبقاتنا.

٣٢١

والرضا (ع)(١) وعمر دهرا وكان للرضا (ع) إليه رسالة(٢) وأثنى عليه(٣) .

____________________

(١) ذكره البرقي / ٥٥، والشيخ ٣٦٨ / ١٨ في اصحابه (ع) وقال: كوفي ثقة.وصلى خلف ابي الحسن الرضا (ع) في مسجد الحرام كما رواه الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ١٣٧ باسناده عن الكليني (في الكافي ج ١ / ١٢٥) وربما يظهر وكالته العامة له (ع) مما رواه في ج ٦ ص ٣٥٧ / ١٠٢١ وصا ج ٣ / ٦١. وفيه إشكال فلعل بيع الجواري التي أوصاها اسحاق بن عمر لابي الحسن (ع) كان بوصايته عنه فلاحظ.

(٢) وفي لسان الميزان ج ١ / ٤١ كاتبه علي بن موسى الرضا (ع) برسالة الخ.

(٣) لعل ذلك إشارة إلى ما في الكشي ص ٣١٣ قال: حدثني الحسين بن الحسن قال حدثني سعد بن عبدالله قال حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن علي بن اسباط قال قال لي أبوالحسن (ع) إبتداء‌ا منه: إبراهيم بن أبي البلاد على ما تحبون.قلت: لم أجد للحسين بن الحسن مدحا الا ما قيل من اعتماد أبي عمر والكشي عليه ولم أجد فيه أثرا الا روايته عنه وهي أعم من الاعتماد فلاحظ، كما ان القول: بأنه أخو محمد بن الحسن القمي الذي هو نظير ابن الوليد. =

٣٢٢

____________________

= كما ترى.قلت: ظاهر الكليني وغيره ان إبراهيم أدرك أبا جعفر الجواد عليه السلام ولعل الماتن وغيره لذلك ذكروا انه عمر دهرا، فروى في ج ٢ ص ١٩٦ باب النبيذ عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن إبراهيم بن ابي البلاد قال: دخلت على ابي جعفر ابن الرضا (ع) فقلت له اني أريد ان ألصق بطنى ببطنك فقال ههنا يا أبا اسماعيل وكشف عن بطنه وحسرت عن بطني وألزقت بطني ببطنه ثم اجلسني ودعا بطبق فيه زبيب فأكلت ثم أخذ في الحديث فشكا الي معدته وعطشت فاستقيت ماء فقال يا جارية إسقيه من نبيذي فجائتني الحديث.قلت: وفي ذلك نظر - أولا بجعفر بن محمد فلم يوثق على كلام في العدة عن سهل.وثانيا باحتمال تصحيف في الحديث وان لم أقف على تنبيهه في كلام الاصحاب - وذلك لانه روى قبله في الصحيح عنه الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن ابى البلاد عن ابيه عن غير واحد حضر معه قال كنت عند ابى جعفر (ع) فقلت: يا جارية إسقيني ماء‌ا فقال لها: إسقيه من نبيذي فجائتني الحديث.وذكره مع تفاوت. والظاهر والله العالم: اتحا الواقعة كما تقف عليه بالتأمل. وحينئذ فالمراد بأبى جعفر (ع) في الثانى - هو الباقر (ع) كما هو واضح وفيه سقوط لفظ (و) بعد (أبيه) فان أبا البلاد لا يروي قصته عمن حضر معه في مجلسه، ولو كان كذلك لقال: قالوا. وحكاها عنهم وهو كما ترى. وحينئذ فرواه إبراهيم تارة عن ابيه وأخرى عمن حضر معه.والظاهر من رواية ايوب بن راشد وغيره ان ابا البلاد كان يشكو بطنه ويشرب النبيذ وبعد إتحاد الحديثين متنا مع إختلاف يسير: يظهر زيادة (ابن الرضا) في النسخ والكتب. وقد تقدم في ابي البلاد عن البرقي وغيره تكنيته بأبي اسماعيل ايضا، على ان الظاهر كما يساعده الاعتبار ايضا من موثقة حنان في صدر الباب ان الذى كان يشرب النبيذ الحلال هو ابوجعفر الباقر (ع) فلاحظ.

٣٢٣

له كتاب(١) يرويه عنه جماعة أخبرنا علي بن احمد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبدالجبار قال حدثنا ابوالقاسم عبدالرحمان بن حماد الكوفي عن محمد بن سهل بن اليسع عنه(٢) .

____________________

(١) وفى الفهرست والمعالم: له اصل. والظاهر ان كتابه اصل مع إتحاد الطريق ايضا.

(٢) ضعيف تارة بابن اليسع الممدوح على ما رواه في الخرائج ص ٢٣٧ بسند قاصر ولم يصرح بتوثيق كما يأتي في ترجمته، وأخرى بابن حماد الكوفى المجهول حاله، ورواه في الفهرست ص ٩ / ٢٢ عن إبن ابي جيد عن ابن الوليد نحوه. وقال بعد ذلك / ٢٣ إبراهيم ابن يحيى، له أصل، رواه حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنه.قلت: لا يبعد إتحاده مع إبراهيم بن أبي البلاد (فلاحظ ما تقدم).وروى الصدوق في المشيخة / ١٦٧ عن أبيه عن الحميري عن محمد ابن الحسين بن ابي الخطاب، عن إبراهيم بن ابي البلاد ويكنى ابا إسماعيل. قلت الطريق صحيح بلا إشكال. روى عن ابراهيم بن ابي البلاد جماعة من اصحاب الكاظم والرضا والجواد (ع) مثل علي بن اسباط، وابن محبوب، ويحيى بن ابراهيم ويحيى بن المبارك، ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب، ومحمد بن سهل بن اليسع، وموسى بن القاسم، والحسين بن سعيد، وجعفر بن محمد، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، ومروك بن عبيد.

٣٢٤

٣٢ - إبراهيم بن قتيبة(١)

له كتاب أخبرنا محمد بن محمد، عن الحسن بن حمزة، عن إبن بطة، عن أحمد بن محمد بن خالد البرفي عنه به(٢) .

٣٣ - إبراهيم بن رجا الشيباني أبواسحاق المعروف بابن أبي هراسة(٣)

____________________

(١) وزاد في الفهرست وفيمن لم يرو عنهم ص ٤٥١ والمعالم: من أهل الصفهان وفي الثاني روى عنه البرقي وفي لسان الميزان: الاصفهاني.

(٢) وفي الفهرست: اخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني عن ابن بطة الخ.

قلت: وفي الشيباني وابن بطة ضعف يأتي في ترجمتهما.

(٣) كما في لسان الميزان ج ١ / ٥٦ وايضا / ١٢١ قلت: ذكره أصحابنا والجمهور تارة بعنوان إبراهيم بن رجا الشيباني الكوفى وأخرى بعنوان إبراهيم بن هراسة أو ابن أبي هراسة أو بلا تسمية مع ان صريح كلامهم الاتحاد وإذا فلا وجه للالتزام بالخطأ في النسخ أو نحوه وذلك لان المتعارف التكنية والنسبة إلى الاب والجد لا إلى الام وأبيها أو جدها الا لاشتهار أسرة الام ونحوه وإذا فالنسبة إلى أمه هراسة أو إلى أبيها لا توجب التعدد نعم ظاهر الشيخ في الفهرست وفيمن لم يرو عنهم: ان المعروف بابن أبي هراسة هو الذى يلقب ابوه هوذة وهو احمد بن النضر بن سعيد الباهلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ودفن بها كما تقدم في ابراهيم بن إسحاق الاحمري ص ٢٧٧ قال في الفهرست ص ٩: إبراهيم بن هراسة له كتاب. وفي الكنى منه ص ١٩٣: ابن أبي هراسة له كتاب الايمان والكفر والتوبة. وفي رجاله في أصحاب الصادق (ع) ص ١٤٦ / ٧٠: إبراهيم بن رجاء ابوإسحاق المعروف بابن هراسة الشيباني الكوفى. وفيمن لم يرو عنهم ص ٤٥٢ / ٨٠ إبراهيم بن هراسة.

٣٢٥

وهراسة أمه(١) . عامي(٢) .

____________________

(١) قلت: ابوهراسة جد إبراهيم من أمه ذكره الشيخ في الكنى من أصحاب الباقر ص ١٤١.وروى في الكافي ج ١ ص ١٧٩ باب ان الارض لا تخلو من حجة وايضا الصدوق في الاكمال ج ١ باب ٢١ العلة التي من اجلها يحتاج إلى الامام (ع) ص ٣٠٩ باسناد صحيح عن زكريا المؤمن عن ابي هراسة عن ابي جعفر (ع) وايضا بعد روايات باسناد صحيح عنه وعن الحسن ابن علي بن فضال عن أبي هراسة عن أبي جعفر (ع).

(٢) ذكره ابن حجر في لسان الميزان مرتين والذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ ص ٧٢ قائلا إبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفى.ثم ذكرا تضعيف جماعة إياه بانه متروك، تكلم فيه، وليس بقوي، كوفي، ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وغير ذلك، ولم يستندا في ذلك الا إلى الحكايات بلا ذر مستند في ذلك حتى رواية منكرة ولعل ذلك نشأ عما رواه عن ابي عبدالله جعفر بن محمد (ع) وعن رواة العلويين فقط فلاحظ.

٣٢٦

روى عن الحسن بن علي بن الحسين(١) ، وعبدالله بن محمد بن عمر بن علي (ع)(٢) ، وجعفر بن محمد (ع)(٣) . وله عن جعفر (ع) نسخة أخبرنا على بن أحمد عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن هارون بن مسلم، عن ابراهيم(٤)

____________________

(١) يحتمل كونه الحسن بن علي بن علي بن الحسين الافطس المذكور في كتاب الغيبة ص ١١٩ وغيره، وكونه الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب جد عبيدالله بن إبراهيم الذي تأتي ترجمته(٥٨٥). وكونه المذكور في الارشاد ص ٢٦٩: وكان الحسين بن علي بن الحسين (ع) فاضلا ورعا وروى حديثا كثيرا الخ. وقد اوردنا أخباره في كتابنا أخبار الرواة.

(٢) ذكره الشيخ (ره) في أصحاب السجاد (ع) ص ٩٧ وزاد بعد علي بن ابي طالب الهاشمي المدني وفي أصحاب الصادق (ع) ص ٢٢٣ نحوه بلا ذكر الهاشمي، والتحقيق في احواله وفي اتحاده مع عبيدالله وما ورد فيه من الاخبار في كتابنا اخبار الرواة.

(٣) روى عنه (ع) حديث الغدير كما في بشارة المصطفى ص ٦٢ وتقدم ص ١١٠ الكلام في وثاقة رواته.

(٤) صحيح بناء‌ا على وثاقة مشايخه (ره) وفي الفهرست: أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة القمي عن ابي عبدالله محمد بن ابي القاسم عن ابراهيم بن هراسة.قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل وبابن بطة على كلام يأتي في ترجمتهما.

٣٢٧

٣٤ - إبراهيم بن بشر

له مسائل إلى الرضا (ع). أخبرنا محمد بن محمد، عن محمد ابن أحمد بن داود، عن الحسين بن محمد بن علان، قال حدثنا ابو الحسين الآمدي (الاسدي خ) عن محمد بن عبدالحميد عن إبراهيم ابن بشر بن(١) .

٣٥ - إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الكندي الطحان

روى عن ابي الحسن موسى (ع) ثقة(٢) .

____________________

(١) الظاهر ان الحسين بن محمد بن علان هو أخو علي بن محمد ابن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني المعروف بعلان ونسبة الجميع إلى علان باعتبار الجد ولم نجد للحسين ذكرا في الرجال. والظاهر والله العالم ان ابا الحسين هو محمد بن جعفر الاسدي أحد الابواب بقرينة روايته عن ابن عبدالحميد.

(٢) وفي المجمع عن الفهرست أيضا توثيقه، وفي لسان الميزان ج ١ ص ١٢٨: إبراهيم الكندي.عن الشعبي إلى ان قال: ذكره ابن حبان في الثقات. وفي ميزان الاعتدال ج ١ / ٧٦ إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي الكوفي الصيرفى. عن ابن المبارك وعبيدالله الاشجعي إلى ان قال قال: مطين وغيره: صدوق.

٣٢٨

له كتاب نوادر. يرويه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي بن حبشي قال حدثنا حميد بن زياد قال حدثنا أحمد بن ميثم عنه(١) .

٣٦ - ابراهيم بن صالح الانماطي الاسدي

ثقة روى عن ابي الحسن (ع) ووقف. له كتاب يرويه عدة. أخبرنا محمد قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عبيدالله بن احمد قال حدثني ابراهيم بن صالح وذكره(٢) .(٣) له كتاب.

____________________

(١) فيه إشكال بعلي بن حبشي كما تقدم. وفى الفهرست ص ١٠ إبراهيم بن يوسف له كتاب رويناه بالاسناد الاول عن حميد بن زياد عن احمد بن ميثم عنه.

قلت: الاسناد الاول: احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري. فالطريق موثق بحميد على كلام في مشايخ

(٢) صحيح وفى الفهرست ص ١٠ / ٢٦ إبراهيم بن صالح، له كتاب، رويناه بالاسناد الاول عن ابن نهيك عن إبراهيم بن صالح. قلت: وأسند قبله عن ابن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن ابن نهيك. وطريقه موثق بحميد. وتقدم ذكر إبراهيم بن صالح الانماطي ص ٢٤٣ / ١٢ عن الماتن والشيخ في كتبه وان الظاهر الاتحاد. وهناك طريقان إلى كتابه فلاحظ.

(٣) يحتمل كونه اخا احمد بن المبارك الآتي / ٢١٨.

٣٢٩

٣٨ - إبراهيم بن حماد الكوفي

(كوفي خ) له كتاب. اخبرنا احمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي بن حبشي قال حدثنا حميد (بن زياد خ) عن احمد بن ميثم قال حدثنا ابراهيم بن حماد بن(١) .

٣٩ - إبراهيم بن يزيد المكفوف

ضعيف، يقال ان في مذهبه إرتفاعا، له كتاب(٢) .

____________________

(١) موثق بحميد على كلام في احمد وعلي بن حبشي تقم. وفي الفهرست ص ١٠: له كتاب رويناه بالاسناد الاول عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن ابراهيم بن حماد.قلت: الاسناد الاول هو ما تقدم في الانماطي آنفا، وعلى هذا فهو موثق بحميد، على إشكال بالقاسم فلم يوثق صريحا إلا انه روى عن جعفر بن بشير الذي ذكر الماتنانه روى عنه الثقات.ولا يخفى ان للشيخ طرقا عديدة إلى حميد تأتي في ترجمته، منها: ابن عبدالواحد عن علي بن حبشي كما في المتن ويحتمل كون المراد بالاسناد الاول في كلام الشيخ - اول طرقه إلى حميد ذكرا في الكتاب وفيه احمد بن جعفر بن سفيان من مشايخ التلعكبري وتمام الكلام في ترجمته.

(٢) لم اجد فيمن سمي بابراهيم بن يزيد بن يعرف ويوثق به فالتعرض للتعيين بلا فائدة. وكذا إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الذي ذكره الشيخ في اصحاب علي (ع) ص ٣٥. وأيضا في أصحاب السجاد ص ٨٣ وزاد: يكنى أبا عمران. مات سنة ست وتسعين مولى. وكان أعور. وتقدم في ابان بن تغلب ص ٢٠٩ ذكره. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات بطريقين عنه عن اميرالمؤمنين (ع) ص ٨٩. وقد ذكرناه في الطبقات. وقال الشيخ في اصحاب العسكري ص ٤٢٨: احمد بن يزيد وأخوه احمد بن يزيد.

٣٣٠

٤٠ - إبراهيم بن خالد العطار العبدي

يعرف بابن ابي مليقه روى عن ابي عبدالله (ع) ذكره أصحابنا في الرجال(١) له كتاب(٢) .

____________________

(١) التعليق على الاصحاب يشعر بعدم الجزم بروايته عنه (ع).وروى في الكافى ج ١ ص ٦٩ في نوادر الجنائز / ٤٩٩ باسناده عن أبي محمد الهذلي عن إبراهيم بن خالد القطان عن محمد بن منصور الصقيل عن أبيه قال شكوت إلى ابي عبدالله (ع) الحديث.ورواه الصدوق مرسلا نحوه في باب النوادر من الجنائز ج ١ ص ٤٩.وذكر في آخر الكتاب طريقه إلى منصور الصقيل(٢٧٢) في الصحيح عن ابي محمد الدهلي عن ابراهيم بن خالد العطار عن محمد بن منصور عن ابيه منصور الصقيل.

(٢) وفي الفهرست ص ١٠ ابراهيم بن خالد العطار، له كتاب أخبرنا به احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن ابن نهيك عن ابراهيم بن خالد. قلت: وطريقه موثق بحميد.

٣٣١

٤١ - ابراهيم بن محمد الاشعري

قمي ثقة. روى عن موسى والرضا (ع)(١)

____________________

(١) وفي لسان الميزان ج ١ / ٩٧: روى عن جعفر الصادق (ع) وغيره. وفي الكشي في بكير بن اعين / ١٢٠ حدثنا حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الفضيل وإبراهيم ابني محمد الاشعريين قالا: ان أبا عبدالله (ع) لما بلغه وفاة بكير بن أعين قال الحديث.وقد روى عن أصحابي الصادق والكاظم (ع) كثيرا، ولعله لذلك عده الشيخ مع أخيه فيمن لم يرو عنهم (ع) / ٤٥١ / ٧٧ قائلا: إبراهيم بن محمد الاشعري أخو الفضل بن محمد روى عنهما الحسن بن علي بن فضال، الا ان الصحيح المتقدم عن الكشي حجة عليه، وإحتمال حكايتهما قوله (ع) مرسلا خلاف الظاهر ولا يفتح بابه الا بحجة.نعم روى عن حمزة بن حمران (كما في التهذيب ج ٢ ص ٣٥١)، وعبيد بن زرارة (كما في اصول الكافى مولد النبي " ص " ١ / ٤٤٩ وج ٢ ص ٢٥٤ وباب ما يرد من الشهود ٢ / ٣٥٣ من الفروع)، وعن ابي يحيى المناط كما في اصوله ٢ / ٢٥٥، وعن ابراهيم بن محرز عن محمد بن مسلم (كما في التهذيب تفصيل احكام النكاح ٧ / ٢٥٥) بل في الكافي باب أدب المعروف ١ / ١٧١ / ٤٠٩ عن البرقي عن ابيه عنه عمن سمع ابا الحسن (ع).روى عنه البزنطى، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن ابي عمير من اصحاب الاجماع، وابن فضال والبرقي، وعبدالله بن محمد الحجال من أجلة اصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام.

٣٣٢

وأخوه الفضل(١) وكتابهما شركة، رواه الحسن بن علي بن فضال عنهما.أخبرنا علي بن احمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا الحسن بن علي ابن فضال قال حدثنا الفضل وابراهيم به(٢) .

٤٢ - ابراهيم بن أبي محمود الخراساني

ثقة(٣) .

____________________

(١) يأتي ترجمته وكتابه(٨٤٤) وصرح بشركتهما في الكتاب في الفهرست(٨) وغيره. و (اخوه) إن كان عطفا على ما ذكره فيشترك مع أخيه في الوثاقة والطبقة فلاحظ.

(٢) وفي الفهرست: اخبرنا به إبن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد الخ.قلت: الطريق موثق بابن فضال. والكلام في علي ابن احمد وابن ابي جيد شيخهما تقدم.

(٣) وقال البرقي في أصحاب الكاظم (ع) ص ٥٢: مولى خراساني وقال الشيخ في اصحاب الكاظم (ع) ص ٣٤٣ وله مسائل وفى اصحاب الرضا (ع) ص ٣٦٧. خراساني ثقة مولى.وفى الكشي ص ٣٥٠ قال نصر بن الصباح: ابراهيم بن ابي محمود كان مكفوفا روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مسائل موسى عليه السلام قدر خمس وعشرين ورقة وعاش بعد الرضا (ع).حمدويه قال حدثنا الحسن بن موسى الخشاب قال حدثنا إبراهيم بن ابي محمود قال: دخلت على ابي جعفر (ع) ومعي كتب اليه من أبيه فجعل يقرأها ويضع كتابا كبيرا على عينيه ويقول: خط أبي والله ويبكي حتى سالت دموعه على خديه، فقلت له جعلت فداك: قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات أسكنك الله الجنة، فقال (ع) وانا اقول لك: ادخلك الجنة، فقلت جعلت فداك تضمن لي على ربك ان تدخلني الجنة.قال نعم. فأخذت رجله فقبلتها.قلت: زاد في مجمع الرجال بعد قوله " اسكنك الخ ": ادخلك الله الجنة. والظاهر سقوطه من النسخة.

٣٣٣

روى عن(١) الرضا (ع)(٢) له كتاب يرويه احمد بن محمد ابن عيسى(٣) أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أحمد بن إدريس، وأخبرنا علي بن احمد قال: حدثنا محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن عن احمد بن محمد بن

____________________

(١) روى عن أبي الحسن الاول (ع) ايضا المسائل كما ذكره الشيخ في اصحابه.وقد روى أحمد بن محمد بن عيسى قدر خمس وعشرين ورقة من مسائله كما في الكشي والحمل على ما سأله غيره عنه عليه السلام بعيد.

(٢) روى عن إبراهيم بن ابي محمود عن الرضا (ع) جماعة من أجلة اصحابنا مثل محمد بن علي بن محبوب، وأحمد بن محمد بن عيسى، وعبد العظيم الحسني، وقد حققنا ذلك في طبقات أصحابه (ع) وقد روى عن ابي جعفر الجواد (ع) كما روى أصحابه واصحاب الهادي (ع) عنه أيضا.

(٣) ظاهر المشايخ ان كتابه هو مسائله الذى تقدم في كلامهم، قال في الفهرست ص ٨: له مسائل.ثم رواها عن أحمد بن محمد بن عيسى وعن الحسن بن أحمد المالكى.

٣٣٤

عيسى عن ابراهيم بن أبي محمود به(١) .

____________________

(١) الطريقان صحيحان بناء‌ا على وثاقة مشايخه (ره) على إشكال في الطريق الاول بأحمد بن محمد بن يحيى فلم يصرح بتوثيق الا انه ربما يستفاد من أمور لا تخلو عن نظر ذكرناه في محله.وفي الفهرست: له مسائل أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن سعد، والحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابراهيم بن أبي محمود.ورواها عن أبيه عن الحسن بن أحمد المالكي عن ابراهيم بن أبي محمود.قلت: طريقه الاول صحيح. والثاني ضعيف بالحسن بن أحمد المالكي المجهول حاله، نعم ذكره الشيخ في اصحاب العسكري (ع) ص ٤٣٠. الا ان يتحد مع أبي القاسم - الحسن بن احمد الوكيل للناحية المقدسة على مارواه الصدوق (ره) في الاكمال باب ٤٩ التوقيعات الواردة وقد اوردناه في الطبقات من اصحابه عجل الله فرجه الشريف.وروى الصدوق في المشيخة(٢٤) عن محمد بن علي ما جيلويه (رض) عن علي بن إبراهيم عن ابيه عن ابراهيم بن ابي محمود. وعن ابيه (رض) عن الحسن بن أحمد المالكي عن ابيه عنه. وعن محمد بن الحسن (رض) عن سعد بن عبدالله، ومحمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد ابن عيسى عنه.

قلت أما طريقه الاول فحسن بماجيلويه. والثاني ضعيف بأحمد المالكي المجهول حاله وبابنه على كلام تقدم. والثالث صحيح بلا إشكال. وقد ظهر من طريقه الثاني: سقوط (عن أبيه) بعد المالكي في الفهرست.

٣٣٥

٤٣ - إبراهيم بن مسلم بن هلال الضرير

كوفي ثقة(١) ذكره شيوخنا في أصحاب الاصول.اخبرنا الحسين بن عبيدالله عن أحمد بن جعفر عن حميد عنه(٢) .

٤٤ - إبراهيم بن موسى الانصاري(٣)

اخبرنا ابن شاذان عن احمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا ابي عن محمد بن ابي القاسم ما جيلويه عن محمد بن الحسين عن محمد

____________________

(١) وفي نسخة: الكوفي ثقة. روى في الكافي في باب الحلق ١ / ٣٠٢ / ١١٨٥ عن العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم ابن مسلم عن أبي شبل عن أبي عبدالله (ع) الحديث.قلت: لعل أبا شبل هو عبدالله بن سعيد أبوشبل الاسدى الثقة الذي تأتي ترجمته(٥٨٢).وروى في روضة الكافي ١٩٧ / ٣١٦ في الموثق بابن فضال عن إبراهيم بن أخي ابي شبل، عن ابي شبل قال: قال لي ابوعبدالله (ع) ابتداء‌ا منه اجبتمونا وابغضننا الناس الحديث.ويدل على مدحهم اوردناه في اخبار الرواة. وفى كامل الزيارات ٢٤٨ / ٨٢ عن صالح بن عقبة عن ابي شبل قال قلت لابي عبدالله (ع)

(٢) موثق بحميد على كلام في احمد بن جعفر شيخ التلعكبري.

(٣) ذكر الشيخ في اصحاب الرضا (ع) ص ٣٦٩ / ٢٤ إبراهيم ابن موسى. وزعم غير واحد من اصحابنا: انه الانصاري المذكور في المتن. وليس بظاهر، اذ لا يبعد كونه إبراهيم بن موى بن جعفر (ع) الذي ورد فيه روايات اوردناها في اخبار الرواة.

٣٣٦

بن حماد بن إبراهيم بن موسى الانصاري بكتابه النوادر(١)

____________________

(١) حسن بماجيلويه على كلام بأحمد بن محمد بن يحيى تقدم.

تنبيه - يأتي في ذيل كلام الماتن تراجم جماعة منهم - إبراهيم ابن الحسن بن عطية الحناط في ابيه الحسن(٩٢)، وإبراهيم بن محمد الهمداني في ترجمة حفيده محمد بن علي بن إبراهيم(٩٣٠)، وإبراهيم بن محمد بن سماعة في أخيه جعفر(٣٠٣)، وابراهيم بن محمد العلوي، في ابنه عبدالله(٥٦٠).

تذييل:لعلنا نشير في خاتمة كل باب إلى من لم يذكره الماتن النجاشي رحمه الله من الاسماء ممن ذكره الشيخ في الفهرست بكتاب أو في ساير كتبه بمدح او ذم وكذا من ذكره الكشي او ورد في مدحه او ذمه رواية معتبرة مما أخرجناها في كتابنا في اخبار الرواة وذلك تتميما للفائدة واستغناء‌ا عن التطويل اذ لا حاجة للتعرض لاسماء من ذكروه بلا مدح او ذم او من ورد فيه رواية او روايات قاصرة سندا أو دلالة على المدح او الذم فلا يخرج من الجهالة إلا بامارات عامة ذكرناها في مقدمة هذا الشرح التي تكون هي المرجع فيمن لم يصرح بتوثيق او مدح او ذم في الروايات او كلام أحد ائمة الرجال. وعلى هذا فنشير إلى اسماء وهي قليلة في باب إبراهيم ممن ثبت مدحه او ذمه بالروايات او كلام الكشي او الشيخ من ائمة الرجال مقتصرا على ما يقتضيه المجال وترك تفصيله إلى ما ذكرناه في الطبقات او اخبار الرواة. وهم جماعة منهم: =

٣٣٧

____________________

=إبراهيم بن إدريس: أبوعبدالله بن ابي الحسين كذا ذكره البرقي في اصحاب الهادى (ع) ص ٥٩ وعده الشيخ ايضا في اصحابه ص ٤١٠ وروى في كتاب الغيبة ص ١٤٨ عن كتاب الاوصياء لمحمد بن علي الشلمغاني قال حدثني الثقة عن إبراهيم بن إدريس قال وجه إلي مولاي ابومحمد (ع) بكبش وقال عقه عن ابني فلان إلى ان قال: ثم وجه الي بكبشين وكتب بسم الله الرحمن الرحيم عق هذين الكبشين عن مولاك وكل هنأك الله واطعم إخوانك الحديث. وفي ثبوت المدح به إشكال وكان ابراهيم بن إدريس ممن تشرف بزيارة الامام الحجة (ع) ذكره الكليني في باب تسمية من رآه ج ١ ص ٣٣١ والشيخ في الغيبة ص ١٦٢.

إبراهيم بن حمزة الغنوي: ذكره الشيخ المفيد في رسالته في الرد على اصحاب العدد من اصحاب الاصول المدونة والمصنفات والفقهاء والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم. حكاه الاصحاب عنه في كتبهم. =

٣٣٨

____________________

=إبراهيم بن شعيب: ذكره البرقي مع لقب التيمي في أصحاب الصادق (ع) ص ٢٧ والشيخ أيضا بزيادة الكوفي يدل بدل التميمي في اصحابه ص ١٤٥ / ٤٦ وقبله(٤٥) بزيادة (ابن ميثم الاسدي الكوفى) وبعده(٤٢): المزني الكوفى. وقال في اصحاب الكاظم (ع) ص ٣٤٤ / ٢٥: إبراهيم بن شعيب واقفي. وذكر الكشي في ص ٢٩٢ وص ٢٩٣ حديثين فيهما دلاله على شكه ووقفه الا انهما قاصران سندا كما حققناه في الشرح. وروى في باب الوقوف بالعرفة في الكافي ج ١ / ٢٩٣ / ٣٦.في الموثق عن إبراهيم بن أبي البلاد او عبدالله بن جندب حديث بكائه ودعائه المعروف.وفي جملة من الاخبار ما يدل على مدحه وجلالته أوردناها في أخبار الرواة الا ان الشيخ عد من اصحاب الرضا (ع) إبراهيم بن شعيب العقرقوفي ٣٦٩ / ٢٨ وفي اتحاد الجميع نظر حققناه في محله ولازمه القول بانه واقفي ممدوح.

إبراهيم بن سلامة النيشابوري: ذكره الشيخ في أصحاب الرضا ٣٦٩ / ٣٧ وقال نيشابوري وكيل.

قلت: ظاهره انه وكيله (ع) وتقدم في المقدمة دلالة الوكالة على الوثاقة فلاحظ.

إبراهيم بن عبده النيشابوري: الوكيل لابي محمد (ع) في امور الدين. يدل على ذلك روايات لا بأس بها سندا ودلالة على وكالته وجلالته قد أوردناها في كتابنا في اخبار الرواة.

إبراهيم بن علي الكوفي: ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ص ٤٣٨ وقال راوي، مصنف زاهد، عالم.

قطن سمرقند، وكان نصر بن احمد صاحب خراسان يكرمه ومن بعده من الملوك. =

٣٣٩

____________________

=إبراهيم بن نصير الكشي: ذكره فيمن لم يرو عنهم ٤٣٩ / ١٤ وقال: ثقة مأمون كثير الرواية. وهو اخو حمدويه بن نصير بن شاهي الكشي شيخ ابي عمرو الكشي صاحب الرجال وتلميذ العياشي. روى عنهما معا في ديباجة رجال الكشي عن محمد بن إسماعيل الرازي. وعنهما عن ايوب بن نوح مكررا في ترجمة ابي ذر الغفاري ص ١٧ وغيره كثيرا وعنهما عن محمد ابن عيسى بن عبيد في جابر الانصاري ص ٢٧.

وعنهما عن محمد بن عبدالحميد وغيره ممن يطول بذكره. وظاهر جماعة بل صريح غير واحد ان إبراهيم بن نصير الكشي هو المذكور في الفهرست ص ١٠ / ٢٨ وتقدم في إبراهيم بن نصر القعقاع الجعفي ص ٣٠٣ وذكرنا اتحادهما على وجه فان القاسم بن اسماعيل الذي روى عنه هو ممن روى عن اصحاب الصادق (ع) كتبهم وأصولهم فكيف يروى هو عن إبراهيم بن نصير الكشي فلاحظ.

إبراهيم بن محمد بن فارس النيشابوري: ذكره الشيخ في أصحابي الهادي (ع) ص ٤١٠ / ١١ والعسكري (ع)(٤٢٨ / ١٠) وقال ابوعمرو الكشي ص ٣٢٩: سألت ابا النضر محمد ابن مسعود عن جميع هؤلاء (وسماهم وفيهم إبراهيم بن محمد بن فارس) فقال (إلى ان قال) وأما إبراهيم بن محمد بن فارس فهو في نفسه لا بأس به ولكن بعض من يروى هو عنه الخ. وعن غير واحد نقلا عن الكشي توثيقه صريحا في هذا الكلام فلاحظ.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409