تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي14%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 138670 / تحميل: 8575
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ولاية علي بن مسلم على الموصل ثم انتزاعها منه وانقراض أمر بني المسيب من الموصل:

ولما قتل إبراهيم وملك تُتُش الموصل ولّى عليها علي بن أخيه مسلم بن قريش، فدخلها مع أمه صفية عند ملك شاه، واستقرت هي وأعمالها في ولايته، وسار تُتُش إلى ديار بكر فملكها، ثم إلى أذربيجان فاستولى عليها. وزحف إليه بركيارق وابن أخيه ملك شاه وتقاتلا فانهزم تُتُش، وقام بمكانه ابنه رضوان وملك حَلب وأمره السلطان بركيارق بإطلاق كربوقا فأطلقه. واجتمعت عليه رجال، وجاء إلى حران فملكها، فكاتبه محمد بن مسلم بن قريش وهو بنصيبين ومعه توران بن وهيب وأبو الهيجاء الكردي يستنصرونه على علي بن مسلم بن قريش بالموصل، فسار إليهم وقبض على محمد بن مسلم وسار به إلى نصيبين فملكها. ثم سار إلى الموصل فامتنعت عليه ورجع إلى مدينة بلد. وقتل بها محمد بن مسلم غريقاً، وعاد إلى حصار الموصل، واستنجد علي بن مسلم بالأمير جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، فسار إليه منجداً له، وبعث كربوقا إليه عسكراً مع أخيه ألتوتناش، فرده مهزوماً إلى الجزيرة، فتمسك بطاعة كربوقا وجاء مدداً له على حصار الموصل، واشتد الحصار بعلي بن مسلم، فخرج من الموصل ولحق بصدقة بن مزيد بالحلَّة وملك كربوقا بلد الموصل بعد حصار تسعة أشهر. وانقرض ملك بني المسيب من الموصل وأعمالها واستولى عليها ملوك الغز من السلجوقية أمراؤهم والبقاء لله وحده.

ما جاء من أخبارهم بتاريخ أبي الفداء الجزء الثالث:

في هذه السنة (٣٨٠) استولى أبو الذوّاد محمد بن المسيب بن رافع بن المقلَّد بن جعفر أمير بني عقيل على الموصل، وقتل أبا الطاهر ابن ناصر الدولة بن حمدان، وقتل أولاده وعدة من قواده بعد قتال جرى بينهما واستقر أمر أبي الذوّاد بالموصل.

وفي سنة ٣٨٦ مات أبو ذَوّاد بن المسيب أمير الموصل وولي بعده أخوه المقلَّد بن المسيب.

وفي سنة ٣٩١ قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب بن رافع بن

٢٢١

المقلَّد بن جعفر بن عمر بن مهنا بن يُزَيدْ (بالتصغير) بن عبد الله بن زيد من ولد ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن العقيلي، وكان المقلَّد المذكور أعور، وأخوه أبو الذوّاد محمد بن المسيب هو أول من استولى منهم على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة. واستمر مالكها حتى قتل في هذه السنة، قتله مماليكه التُّرك بالأنبار وكان قد عظم شأنه، ولما مات قام مقامه ابنه قرواش بن المقلَّد بن المسيب. وفي هذه الصفحة في حوادث سنة ٣٩٢ جرى بين قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي وبين عسكر بهاء الدولة حروب انتصر فيها قرواش، ثم انتصر عسكر بهاء الدولة.

وفي حوادث سنة ٤١١ في الموصل قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد على وزيره أبي القاسم المغربي، ثم أطلقه فيما بعد وقبض أيضاً على سليمان بن فهد، وكان ابن فهد في حداثته بين يدي الصابي ببغداد، ثم صعد إلى الموصل وخدم المقلَّد بن المسيب والد قرواش، ثم نظر في ضياع قرواش فظلم أهلها، ثم سخط قرواش عليه وحبسه، ثم قتله وهو المذكور في شعر ابن الزمكدم في أبياته وهي:

ولـيل كـوجه البرقعيدي مظلم وبـرد أغـانيه وطـول قرونه

سـريت ونومي فيه نوم مشرد كـعقل سـليمان بن فهد ودينه

عـلى أولـق فـيه التفات كأنه أبـو جـابر في خطبه وجنونه

إلـى أن بدا نور الصباح كأنه سنى وجه قرواش وضوء جبينه

وكان من حديث هذه الأبيات أن قرواشاً جلس في مجلس شرابه في ليلة شاتية، وكان عنده المذكورون، وهم البرقعيدي وكان مغنياً لقرواش وسليمان بن فهد الوزير المذكور، وأبو جابر وكان حاجباً لقرواش. فأمر قرواش الزمكدم أن يهجو المذكورين ويمدحه فقال هذه الأبيات البديهية.

في حوادث سنة ٤٢٥ وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد صاحب نصيبين فقصد ولده قريش عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين واستقر قريش بها.

في حوادث سنة ٤٣٧ قتل عيسى بن موسى لهَمَذاني صاحب أربل،

٢٢٢

قتله ابنا أخ له وملكا قلعة أربل، وكان لعيسى أخ آخر اسمه سلار بن موسى قد نزل على قرواش صاحب الموصل لوحشة كانت بين سلار وأخيه عيسى. فلما بلغه قتل أخيه سار قرواش إلى أربل ومعه سلار فملكها وتسلمها سلار وعاد قرواش إلى الموصل.

في حوادث سنة ٤٤٢ استولى أبو كامل بركة بن المقلَّد، على أخيه قرواش بن المقلَّد، ولم يبق لقرواش مع أخيه المذكور تصرف في المملكة وغلب عليها أبو كامل المذكور ولقبُه زعيم الدولة.

في حوادث سنة ٤٤٣ تُوفِّي بركة بن المقلَّد بن المسيب بتكريت، واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلَّد وكان بدران بن المقلَّد المذكور صاحب نصيبين، ثم صارت لقريش المذكور بعده. وكان قرواش تحت الاعتقال منذ اعتقله أخوه بركة مع القيام بوظائفه ورواتبه، فلما تولّى قريش نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتقله بها.

في حوادث سنة ٤٤٤ مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة، أو منيع قرواش بن المقلَّد بن المسيب العقيلي الذي كان صاحب الموصل، وكان محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحمل فدفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وقيل: إن ابن أخيه قريش بن بدران المذكور أحضر عمه قرواشاً المذكور من الحبس إلى مجلسه وقتله فيه. وكان قرواش من ذوي العقل وله شعر حسن منه:

لـلـه در الـنـائبات فـإنه صدأ القلوب وصيقل الأحرار

مـا كنت إلاَّ زبرة فطبعنني سيفاً وأطلق صرفهن غراري

وجمع قرواش المذكور بين أختين في نكاحه، فقيل له: إن الشريعة تحرم ذلك، فقال: وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة. وقال مرة: ما برقبتي غير خمسة أو ستة قتلتهم من البادية، وأما الحاضرة فلا يعبأ الله بهم.

في حوادث سنة ٤٥٠ سار إبراهيم نيال بعد انفصاله عن الموصل إلى هَمَذان وسار طغرلبك من بغداد في أثر أخيه أيضاً إلى هَمَذان، وتبعه من كان ببغداد من التُّرك، فقصد البساسيري بغداد ومعه قريش بن بدران

٢٢٣

العقيلي في مائتي فارس، ووصل إليها يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام ونزل بمشرعة الزوايا. وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر، وأمر فأذّن بحي على خير العمل ثم عبر عسكره إلى الزاهر، وخطب بالجمعة الأُخرى من وصوله للمصري بجامع الرصافة أيضاً، وجرى بينه وبين مخالفيه حروب في أثناء الأسبوع. وجمع البساسيري جماعته ونهب الحريم، ودخل الباب النوبي فركب الخليفة القائم لابساً للسواد، وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه اللواء، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة وسرى النهب إلى باب الفردوس من داره، فلما رأى القائم ذلك رجع إلى ورائه، ثم صعد إلى المنظرة ومع القائم رئيس الرؤساء، وقال رئيس الرؤساء لقريش بن بدران: يا علم الدين أمير المؤمنين القائم يستذم بذمامك وذمام رسول الله وذمام العربية على نفسه وماله وأهل وأصحابه، فأعطى قريش بحضرته ذماماً، فنزل القائم ورئيس الرؤساء إلى قريش من الباب المقابل لباب الحَلبة وسارا معه، فأرسل البساسيري إلى قريش، وقال له: أتخالف ما استقر بيننا وتنقض ما تعاهدنا عليه، وكانا قد تعاهدا على المشاركة وأن لا يستبد أحدهما دون الآخر. ثم اتفقا على أن يسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري؛ لأنه عدوه ويبقى الخليفة عند قريش. وحمل قريش الخليفة إلى معسكره ببردته والقضيب ولوائه، ونهبت دار الخليفة وحريمها أياماً، ثم سلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارس. وسار به مهارس والخليفة في هودج إلى حديثة عانة، فنزل بها وسار أصحاب الخليفة إلى طغرلـبك، وأما البساسيري فإنه ركب يوم عيد النحر إلى المصلّى بالجانب الشرقي وعلى رأسه ألوية خليفة مصر، وأحسن إلى الناس، ولم يتعصب لمذهب، وكانت والدة القائم باقية، وقد قاربت تسعين سنة، فأفرد لها البساسيري داراً وأعطاها جاريتين من جواريها، وأجرى لها الجِراية، وكان قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء، فأحضره من الحبس، فقال رئيس الرؤساء: العفو، فقال له البساسيري: أنت قدرت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان وفعلت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي. وجرى على رئيس الرؤساء أمور من التشهير الممقوت ما ندع ذكره، ومات تعذيباً وصلباً وأرسل البساسيري إلى المستنصر العلوي بمصر يعرِّفه بإقامة الخطبة له بالعراق، وكان الوزير هناك ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب

٢٢٤

من البساسيري. فبرَّد فعل البساسيري وخوف من عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بخلاف ما أمله. ثم سار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها. وأما طغرلبك فكان قد خرج عليه أخوه إبراهيم نيال وجرى بينه وبينه قتال، وآخره أن طغرلبك انتصر على أخيه إبراهيم نيال وأسره وخنقه بوتر، وكان قد خرج عليه مراراً وطغرلبك يعفو عنه، فلم يعف عنه في هذه المرة. وفي هذه السنة أعاد طغرلبك القائم إلى مقر ملكه وانتهى الأمر بقتل البساسيري.

في سنة ٤٥٢ تُوفِّي قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل ونصيبين، وكانت وفاته بنصيبين، وقام بالأمر بعده ابنه شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش.

في سنة ٤٥٨ أقطع ألب ارسلان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب الموصل، الأنبار، وتكريت زيادة على الموصل.

في سنة ٤٧٧ سار فخر الدولة بن جهير بعساكر السلطان ملكشاه إلى قتال شرف الدولة مسلم بن قريش، ثم سير السلطان ملكشاه إلى فخر الدولة جيشاً آخر فيهم الأمير أرتق بن أكسك، وقيل: أكسب، والأول أصح جد الملوك لأرتقية، فانهزم شرف الدولة مسلم وانحصر في آمد ونزل الأمير أرتق على آمد فحصره، فبذل له مسلم بن قريش مالاً جليلاً ليمكِّنه من الخروج من آمد، فأذن له أرتق وخرج شرف الدولة من آمد في حادي عشرين ربيع الأول من هذه السنة، فسار إلى الرقة وبعث إلى أرتق ما وعده به ثم سير السلطان عميد الدولة إلى الموصل، فاستولى عليها عميد الدولة، وهذا اقسنقر هو والد عماد الدولة زنكي، ثم أرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة بالعهود يستدعيه إلى السلطان. فقدم شرف الدولة إليه وأحضره عند السلطان ملكشاه بالبوازيج وكان قد ذهبت أمواله فاقترض شرف الدولة مسلم ما خدم به السلطان وقدم إليه خيلاً من جملتها فرسه الذي نجا عليه في المعركة، وكان اسم الفرس بشّار، وكان سابقاً وسابق به السلطان الخيل، فجاء سابقاً فقام السلطان قائماً لما تداخله من العجب فرضي السلطان على مسلم وخلع عليه وأقرَّه على بلاده.

٢٢٥

في حوادث هذه السنة نفسها قال: لما ملك سليمان بن قطلومش أنطاكية أرسل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب يطلب منه ما كان يحمله إليه أهل أنطاكية، فأنكر سليمان ذلك. وقال: إن صاحب أنطاكية كان نصرانياً فكنت تأخذ منه ذلك على سبيل الجزية. ولم يعطه شيئاً، فجمعا واقتتلا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف أعمال أنطاكية، فانهزم عسكر مسلم، وقتل شرف الدولة مسلم في المعركة، وقُتِل بين يدي أربعمائة غلام من أحداث حَلب. وكان شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب أحول، واتسع ملكه، وزاد على ملك من تقدمه من أهل بيته، فإنه ملك السندية التي على نهر عيسى إلى منبج، وديار ربيعة ومضر عن الجزيرة وحَلب وما كان لأبيه وعمه قرواش من الموصل وغيرها. وكان مسلم يسوس مملكته سياسة حسنة بالأمر والعدل. ولما قتل قصد بنو عقيل أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس، فأخرجوه وملَّكوه، وكان قد مكث في الحبس سنين كثيرة بحيث صار لم يقدر على المشي لما خرج.

وأما قلعة حَلب فكان بها منذ قتل مسلم بن قريش سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وهو ابن عم شرف الدولة مسلم، فحاصر تُتُش القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه وصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه.

ولما قتل سليمان بن قطلومش مسلم بن قريش أرسل إلى ابن الْحُتَّيتي العباسي مقدم أهل حَلب يطلب منه تسليمها، فاستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه، وأرسل ابن الْحُتَّيتي استدعى تُتُش إلى حَلب، وكان مع تُتُش أرتق بن أكسك؛ وقد فارق خدمة ملكشاه خوفاً من إطلاق مسلم بن قريش من آمد، وكان ابن الْحُتَّيتي قد كاتب السلطان ملكشاه في أمر حَلب فسار إليها من أصفهان في جمادى الآخرة، فملك في طريقه حران وأقطعها لمحمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش. ثم سار إلى الرها فملكها وملك قلعة جعبر، ثم ملك منبج وسار إلى حَلب فلما قاربها رحل أخوه تُتُش عنها على البرية وتوجَّه إلى دمشق، ووصل السلطان إلى حَلب وتسلمها وتسلم القلعة من سالم بن مالك بن بدران العقيلي على أن يعوضه بقلعة جعبر

٢٢٦

فبقيت بيده ويد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي.

سنة ٤٨٦ وفيها تحرك تُتُش من دمشق لطلب السلطنة بعد موت أخيه ملكشاه، واتفق معه اقسنقر صاحب حَلب، وخطب له باغي سيان صاحب أنطاكية وبران صاحب الرها. وسار تُتُش ومعه اقسنقر فافتتح نصيبين عنوة ثم قصد الموصل، وكنا قد ذكرنا (أبو الفداء) في سنة سبع وسبعين وأربعمائة أنه لما قتل شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وحَلب وغيرهما استولى على الموصل إبراهيم بن قريش أخو مسلم. ثم إن ملكشاه قبض على إبراهيم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وأخذ منه الموصل، وبقي إبراهيم معه حتى مات ملكشاه، فأطلق إبراهيم وسار إلى الموصل وملكها. فلما قصد تُتُش في هذه السنة الموصل خرج إبراهيم لقتاله، والتقوا بالمضيّع من أعمال الموصل، وجرى بينهم قتال شديد انهزمت فيه المواصلة، وأخذ إبراهيم بن قريش أسيراً وجماعة من أمراء العرب، فقُتلوا وملك تُتُش الموصل، واستثاب عليها علي بن مسلم بن قريش وأمه صفية عمة تُتُش، وأرسل تُتُش إلى بغداد يطلب الخطبة فتوقفوا فيها. ثم سار تُتُش واستولى على ديار بكر.

في سنة ٤٨٩ بعد مقتل تُتُش سنة ٤٨٨ قصد كربوغا نصيبين، وبها محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش، فطلع محمد إلى كربوغا واستحلفه ثم غدر كربوغا بمحمد، وقبض عليه وحاصر نصيبين وملكها، ثم سار إلى الموصل وقتل في طريقه محمد بن مسلم بن قريش بن بدران بن المقلَّد بن المسيب، وحصر الموصل وبها علي بن مسلم أخو محمد المذكور من حين استنابه بها تتش، فلما ضاق عليه الأمر هرب من الموصل إلى صدقة بن مزيد بالحلَّة بعد حصار تسعة أشهر.

سنة ٥١٩ وفيها مات سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب صاحب قلعة جعبر، وملكها بعده ابنه مالك بن سالم.

الجزء الثالث ص١٨ سنة (٥٤١) سار عماد الدين زنكي، ونزل على قلعة جعبر وحصرها وصاحبها علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وأرسل عسكراً إلى قلعة فنك وهي تجاور جزيرة ابن عمر، فحصرها أيضاً وصاحبها حسام الدين الكردي البشنوي.

٢٢٧

ولما طال على زنكي منازلة قلعة جعبر أرسل مع حسَّان البعلبكي الذي كان صاحب منبج يقول لصاحب قلعة جعبر: قل لي من يخلصك مني،فقال صاحب قلعة جعبر لحسَّان: يخلصني منك الذي خلصك من بلك بن بهرام بن أرتق، وكان بلك محاصراً منبج، فجاءه سهم قتله فرجع حسَّان إلى زنكي ولم يخبره بذلك فاستمر زنكي منازلاً قلعة جعبر، فوثب عليه جماعة من مماليكه وقتلوه في خامس ربيع الآخر من هذه السنة بالليل وهربوا إلى قلعة جعبر، فصاح من بها على العسكر وأعلموهم بقتل زنكي فدخل أصحابه إليه وبه رمق ودفن بالرقة.

سنة ٥٦٤ في هذه السنة ملك نور الدين محمود قلعة جعبر وأخذها من صاحبها شهاب الدين مالك بن علي بن مالك بن سالم بن مالك بن بدران بن المقلَّد بن المسيب العقيلي، وكانت بأيديهم من أيام السلطان ملكشاه، ولم يقدر نور الدين على أخذها إلا بعد أن أسر صاحبها مالك المذكور بنو كِلاب، وأحضروه إلى نور الدين محمود، واجتهد به على تسليمها فلم يفعل، فأرسل عسكراً مقدمهم فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني وردفه بعسكر آخر مع مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية، وكان رضيع نور الدين وحصروا قلعة جعبر، فلم يظفروا منها بشيء وما زالوا على صاحبها مالك حتى سلمها وأخذ عنها عوضاً مدينة سروج بأعمالها والملوحة من بلد حَلب وعشرين ألف دينار معجلة وباب بزاعة.

ما جاء في كامل ابن الأثير من أوليتهم وأخبارهم

الجزء التاسع في سنة ٣٠٨ لما ملك أبو طاهر والحسين ابنا حمدان بلاد الموصل طمع فيها باذ وجمع الأكراد، فأكثر وممن أطاعه الأكراد البشنوية أصحاب قلعة فنك، وكانوا كثيراً وكاتب أهل الموصل فاستمالهم فأجابه بعضهم، فسار إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه. وراسلا أبا الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل واستنصراه، فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلداً غير ذلك. فأجاباه إلى ما طلب، وانتهى الأمر بانتصار الأميرين الحماديين بمناصرة أبي الذوّاد على باذ، فكانت هذه أول إمرة لبني عقيل في دولة بني حمدان.

في سنة ٣٨٠ لما انهزم أبو طاهر بن حمدان من أبي علي بن مروان

٢٢٨

سار إلى نصيبين في قلة من أصحابه وكانوا قد تفرقوا، فطمع فيه أبو الذوّاد محمد بن المسيب أمير بني عقيل، وكان صاحب نصيبين حينئذ، فثار بأبي طاهر، فأسره وأسر ولده وعدة من قوادهم، وقتلهم وسار إلى الموصل فملكها وأعمالها، وكاتب بهاء الدولة يسأله أن ينفذ إليه من يقيم عنده من أصحابه يتولّى الأمور. فسيَّر إليه قائداً من قواده وكان بهاء الدولة قد سار من العراق إلى الأهواز، وأقام نائب بهاء الدولة وليس له من الأمر شيء، ولا يحكم إلا فيما يريده أبو الذوَّاد.

في سنة (٣٨٢) كان بهاء الدولة قد أنفذ أبا جعفر الحجاج بن هرمز في عسكر كثير إلى الموصل، فملكها آخر سنة إحدى وثمانين، فاجتمعت عقيل وأميرهم أبو الذواد محمد بن المسيب على حربه، فجرى بينهم عدة وقائع ظهر من أبي جعفر فيها بأس شديد حتى أنه كان يضع له كرسياً بين الصفين ويجلس عليه. فهابه العرب، واستمد من بهاء الدولة عسكراً فأمده بالوزير أبي القاسم علي بن أحمد، وكان مسيره أول هذه السنة. فلما وصل إلى العسكر كتب بهاء الدولة إلى أبي جعفر بالقبض عليه، فعلم أبو جعفر أنه إن قبض عليه اختلف العسكر وظفر به العرب، فتراجع في أمره. وكان سبب ذلك أن ابن المعلم كان عدواً له، فسعى به عند بهاء الدولة فأمر بقبضه، وكان بهاء الدولة أذناً يسمع ما يقال له ويفعل به، وعلم الوزير الخبر، فشرع في صلح أبي الذوّاد وأخذ رهائنه والعود إلى بغداد فأشار عليه أصحابه باللحاق بأبي الذوّاد، فلم يفعل أنفة وحسن عهد فلما وصل إلى بغداد رأى ابن المعلم قد قُبِض وقُتِل وكُفِي شره. ولما أتاه خبر قبض ابن المعلم وقتله ظهر عليه الانكسار، فقال له خواصه: ما هذا الهم وقد كفيت شر عدوك، فقال: إن ملكاً قرب رجلاً كما قرب بهاء الدولة ابن المعلم، ثم فعل به هذا لحقيق بأن تخاف ملابسته. وكان بهاء الدولة قد أرسل الشريف أبا أحمد الموسوي رسولاً إلى أبي الذوّاد فأسره العرب ثم أطلقوه، فورد إلى الموصل وانحدر إلى بغداد.

سنة (٣٨٦) في هذه السنة ملك المقلَّد بن المسيب مدينة الموصل، وكان سبب ذلك أن أخاه أبا الذَّوّاد تُوفِّي في هذه السنة، فطمع المقلَّد في الإمارة فلم تساعده عقيل على ذلك، وقلدوا أخاه علياً؛ لأنه أكبر منه فشرع المقلَّد واستمال الديلم الذين كانوا مع أبي جعفر الحجاج بالموصل فمال

٢٢٩

إليه بعضهم، وكتب إلى بهاء الدولة يضمن منه البلد بألفي ألف درهم كل سنة، ثم حضر عند أخيه علي وأظهر له أن بهاء الدولة قد ولاه الموصل وسأله مساعدته على أبي جعفر؛ لأنه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصل، فخرج إليهم كل من استماله المقلَّد من الديلم، وضعف الحجاج وطلب منهم الأمان فأمنوه ووعدهم يوماً يخرج إليهم فيه. ثم إنه انحدر في السفن قبل ذلك اليوم، فلم يشعروا به إلا بعد انحداره، فتبعوه فلم ينالوا منه شيئاً ونجا بماله منهم، وسار إلى بهاء الدولة ودخل المقلَّد البلد. واستقر الأمر بينه وبين أخيه على أن يخطب لهما ويقدِّم علي لكبره ويكون له معه نائب يجبي المال، واشتركا في البلد والولاية وسار علي إلى البر وأقام المقلَّد وجرى الأمر على ذلك مدة مديدة، ثم تشاجروا واختصموا وكان المقلَّد يتولّى حماية غربي الفرات من أرض العراق، وكان له ببغداد نائب فيه تهور، فجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة مشاجرة، فكتب إلى المقلَّد يشكو، فانحدر من الموصل في عساكره وجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة حرب انهزموا فيها. وكتب إلى بهاء الدولة يعتذر وطلب إنفاذ من يعقد عليه ضمان القصر وغيره، وكان بهاء الدولة مشغولاً بمن يقاتله من عساكر أخيه، فاضطر إلى المغالطة، ومد المقلَّد يده فأخذ الأموال، فبرز نائب بهاء الدولة ببغداد وهو حينئذ أبو علي بن إسماعيل، وخرج إلى حرب المقلَّد، فبلغ الخبر إليه فأنفذ أصحابه ليلاً فاقتتلوا وعادوا إلى المقلَّد، فلما بلغ الخبر إلى بهاء الدولة بمجيء أصحاب المقلَّد إلى بغداد أنفذ أبا جعفر الحجاج إلى بغداد وأمره بمصالحة المقلَّد والقبض على أبي علي بن إسماعيل. فسار إلى بغداد في آخر ذي الحجَّة، فلما وصل إليها أرسله المقلَّد في الصلح، فاصطلحا على أن يحمل لبهاء الدولة عشرة آلاف دينار، ولا يأخذ من البلاد إلا رسم الحماية، ويخطب لأبي جعفر بعد بهاء الدولة، وأن يخلع على المقلَّد الخلع السلطانية،ويُلقَّب بحسام الدولة، ويقطع الموصل والكوفة والقصر والجامعين. واستقر الأمر على ذلك، وجلس القادر بالله له ولم يف المقلَّد من ذلك بشيء إلا بحمل المال، واستولى على البلاد ومد يده في المال وقصده المتصرفون والأماثل وعظم قدره.

سنة (٣٨٧): في هذه السنة قبض المقلَّد على أخيه علي؛ وكان سبب ذلك ما تقدم ذكره من الاختلاف الواقع بين أصحابهما واشتغل المقلَّد بما

٢٣٠

سبق بيانه بالعراق، فلما خلا وجهه وعاد إلى الموصل عزم على الانتقام من أصحاب أخيه، ثم خافه وعمل الحيلة في قبض أخيه، فأحضر عسكره من الديلم والأكراد، وأعلمهم أنه يريد قصد دقوقا وحلَّفهم على الطاعة، وكانت داره ملاصقة دار أخيه، فنقب في الحائط ودخل عليه وهو سكران فأخذه وأدخله الخزانة، وقبض عليه وأرسل إلى زوجته يأمرها بأخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل أن يسمع أخوه الحسن الخبر. ففعلت ذلك وخلصت، وكانت في الحلَّة التي له على أربعة فراسخ من تكريت وسمع الحسن الخبر، فبادر إلى الحلَّة ليقبض أولاد أخيه فلم يجدهم. وأقام المقلَّد بالموصل يستدعي رؤساء العرب ويخلع عليهم، واجتمع عنده زهاء ألفي فارس، وسار الحسن إلى حلل أخيه ومعه أولاد أخيه علي وحرمه ويستنفرهم على المقلَّد، واجتمع معهم نحو عشرة آلاف وراسل المقلَّد يؤذنه بالحرب، فسار عن الموصل وبقي بينهم، فنزل واحد ونزل بإزاء العلث، فحضره وجوه العرب واختلفوا عليه، فمنهم من أشار بالحرب منهم رافع بن محمد بن مقن، ومنهم من أشار بالكف عن القتال وصلة الرحم منهم غريب بن محمد بن مقن، وتنازع هو وأخوه فبينما هم في ذلك قيل للمقلَّد: إنّ أختك رهيلة بنت المسيب تريد لقاءك وقد جاءتك، فركب وخرج إليها، فلم تزل معه حتى أطلق أخاه علياً ورد إليه ماله ومثله معه وأنزله في خيم ضربها له. فسر الناس بذلك، وتحالفا وعاد إلى حلته وعاد المقلَّد إلى الموصل، وتجهَّز للمسير إلى أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي؛ لأنه تعصب لأخيه علي وقصد ولاية المقلَّد بالأذى فسار إليه. ولما خرج علي من محبسه اجتمع العرب إليه، وأشاروا عليه بقصد أخيه المقلَّد فسار إلى الموصل، وبها أصحاب المقلَّد وامتنعوا عليه فافتتحها، فسمع المقلَّد بذلك فعاد إليه، واجتاز في طريقه بحلة أخيه الحسن، فخرج إليه ورأى كثرة عسكره، فخاف على أخيه علي منه، فأشار عليه بالوقوف ليصلح الأمر، وسار إلى أخيه علي، وقال له: إن الأعور يعني المقلَّد قد أتاك بحده وحديده وأنت غافل، وأمره بإفساد عسكر المقلَّد، فكتب إليهم فظفر المقلَّد بالكتب، فأخذها وسار مجدِّاً إلى الموصل، فخرج إليه أخواه علي والحسن وصالحاه ودخل الموصل وهما معه. ثم خاف علي فهرب من الموصل ليلاً وتبعه الحسن وتردُّدت الرسل بينهم، فاصطلحوا على أن يدخل أحدهما البلد في غيبة الآخر، وبقوا كذلك

٢٣١

إلى سنة تسع وثمانين ومات علي سنة تسعين وقام الحسن مقامه، فقصده المقلَّد ومعه بنو خفاجة، فهرب الحسن إلى العراق وتبعه المقلَّد، فلم يدركه فعاد، ولما استقر أمر المقلَّد بعد أخيه علي سار إلى بلد علي بن مزيد الأسدي، فدخله ثانية والتجأ ابن مزيد إلى مهذّب الدولة، فتوسط ما بينه وبين المقلَّد. وأصلح الأمر معه، وسار المقلَّد إلى دقوقا فملكها ثم ملكها عليه جبريل بن محمد، ثم عادت إلى المقلَّد، ثم ملكها محمد بن عناز بعده، ثم أخذها بعده قرواش، ثم انتقلت إلى فخر الدولة أبي غالب ثم إلى جبريل وموصك بن جكويه من أمراء الأكراد، ثم قصدها بدران بن المقلَّد وأخذها منهما.

سنة (٣٩١): في هذه السنة قتل حسام الدولة المقلَّد بن المسيب العقيلي غيلة قتله مماليك له ترك. وكان سبب قتله أن هؤلاء الغلمان كانوا قد هربوا منه فتبعهم وظفر بهم وقتل منهم وقطع وأعاد الباقين، فخافوه على نفوسهم فاغتنم بعضهم غفلته وقتلوه بالأنبار. وكان قد عظم أمره وراسل وجوه العساكر ببغداد، وأراد التغلب على الملك، فأتاه الله من حيث لا يشعر. ولما قُتِل كان ولده الأكبر قرواش غائباً، وكانت أمواله وخزائنه بالأنبار فخاف نائبه عبد الله بن إبراهيم بن شهرويه بادرة الجند، فراسل أبا منصور بن قراد اللديد، وكان بالسندية فاستدعاه إليه، وقال له: أن أجعل بينك وبين قراوش عهداً وأُزوجه ابنتك، وأقاسمك على ما خلفه أبوه وتساعده على عمه الحسن إن قصده وطمع فيه. فأجابه إلى ذلك وحمى الخزائن والبلد، وأرسل عبد الله إلى قرواش يحثه على الوصول، فوصل وقاسمه على المال وأقام قراد عنده، ثم إن الحسن بن المسيب جمع مشايخ عقيل وشكا قرواشاً إليهم وما صنع مع قراد، فقالوا له: خوفُه منك حمله على ذلك، فبذل من نفسه الموافقة له والوقوف عند رضاه، وسفر المشايخ بينهما فاصطلحا، واتفقا على أن يسير الحسن إلى قرواش شبه المحارب ويخرج هو وقراد لقتاله، فإذا لقي بعضهم بعضاً عادوا جميعاً على قراد فأخذوه. فسار الحسن وخرج قرواش وقراد لقتاله. فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد إليه فأعلمه الحال، فهرب على فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه، وعاد قرواش إلى بيت قراد، فأخذ ما فيه من الأموال التي أخذها من قرواش وهي بحالها. وسار قرواش إلى الكوفة فأوقع بخفاجة

٢٣٢

عندها وقعة عظيمة، فساروا بعدها إلى الشام، فأقاموا هناك حتى أحضرهم أبو جعفر الحجاج.

سنة (٣٩٢): في هذه السنة سيَّر قرواش بن المقلَّد جمعاً من عقيل إلى المدائن، فحصروها فسيَّر إليهم أبو جعفر نائب بهاء الدولة جيشاً فأزالوهم عنها، فاجتمعت عقيل وأبو الحسن مزيد في بني أسد وقويت شوكتهم. فخرج الحجاج إليهم واستنجد خفاجة وأحضرهم من الشام فاجتمعوا معه واقتتلوا بنواحي (باكرم) في رمضان، فانهزمت الديلم والتُّرك وأُسر منهم خلق كثير واستبيح عسكرهم، فجمع أبو جعفر من عنده من العسكر وخرج إلى بني عقيل وابن مزيد، وقتل من أصحابهم خلق كثير وأسر مثلهم وسار إلى حلل ابن مزيد فأوقع بمن فيها فانهزموا أيضاً، فنهبت الحلل والبيوت والأموال، ورأوا فيها من العين والمصاغ والثياب ما لا يقدر قدره.

سنة (٣٩٧): في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلَّد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي. وكان سببها أن قرواش جمع جمعاً كثيراً وسار إلى الكوفة وأبو علي غائب عنها، فدخلها ونزل بها وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا، فانهزم قرواش وعاد إلى الأنبار مغلولاً، وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قرواش فصادرهم.

سنة (٣٩٩): في هذه السنة قتل عيسى بن خلاط العقيلي أبا علي بن ثمال الخفاجي الذي كان والياً للحاكم بأمر الله صاحب مصر على الرحبة، وملكها، وأقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلَّد، فأخذها منه وبقيت لبدران، فأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤاً البشاري بالمسير إليها، فقصد الرقة أولاً وملكها، ثم سار إلى الرحبة وملكها، ثم انتهى أمر ملكها إلى صالح بن مرداس صاحب حَلب.

سنة (٤٠١): في هذه السنة أيضاً خطب قرواش بن المقلَّد أمير بني عقيل للحاكم بأمر الله العلوي صاحب مصر بأعماله كلها، وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها، وكان ابتداء الخطبة بالموصل: (الحمد لله الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، وانهدَّت بقدرته أركان النصب، وأطلع

٢٣٣

بنوره شمس الحق من العرب. فأرسل القادر بالله أمير المؤمنين القاضي أبا بكر بن الباقلاني إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك، وأن العلويين والعباسيين انتقلوا من الكوفة إلى بغداد، فأكرم بهاء الدولة القاضي أبا بكر، وكتب إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش، وأطلق له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر، وخلع على القاضي أبي بكر وولاّه قضاء عمان والسواحل، وسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش، فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلويين وأعاد خطبة القادر بالله.

سنة (٤٠١): وفيها تُوفِّي أبو عبد الله محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر بن عمر بن المهيا العقيلي، وفي مقلد يجتمع آل المسيب وآل مقن، وكان عمره مائة وعشرة سنين، وكان بخيلاً شديد البخل وشهد مع القرامطة أخذ الحجر الأسود.

سنة (٤١٧): في هذه السنة اجتمع دُبيس بن علي بن مزيد الأسدي وأبو الفتيان منيع بن حسَّان أمير خفاجة، وجمعا عشائرهما وغيرهم، وانضاف إليهما عسكر بغداد على قتال قرواش بن المقلَّد العقيلي؛ وكان سببه أن خفاجة تعرضوا إلى السواد وما بيد قرواش منه، فانحدر من الموصل لدفعهم فاستعانوا بدُبيس، فسار إليهم واجتمعوا، فأتاهم عسكر بغداد فالتقوا بظاهر الكوفة وهي لقرواش، فجرى بين مقدمته ومقدمتهما مناوشة وعلم قرواش أنه لا طاقة له بهم، فسار ليلاً جريدة في نفر يسير وعلم أصحابه بذلك فتبعوه منهزمين، فوصلوا إلى الأنبار وسارت أسد وخفاجة خلفهم. فلما قاربوا الأنبار فارقها قرواش إلى حلله، فلم يمكنهم الإقدام عليه واستولوا على الأنبار ثم تفرقوا.

وفي هذه السنة أصعد الأثير عنبر إلى الموصل من بغداد، وكان سببه أن الأثير كان حاكماً في الدولة البويهية ماضي الحكم نافذ الأمر والجند من أطوع الناس له وأسمعهم لقوله. فلما كان الآن زال ذلك وخالفه الجند فزالت طاعته عنهم، فلم يلتفتوا إليه فخافهم على نفسه، فسار إلى قرواش فندم الجند على ذلك وسألوه أن يعود فلم يفعل. وأصعد إلى الموصل مع قرواش فأخذ ملكه وإقطاعه بالعراق. ثم إن نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا جمعاً كثيراً من عقيل، وانضم إليهم بدران أخو قرواش وساروا يريدون حرب قرواش. وكان قرواش لما سمع خبرهم قد اجتمع

٢٣٤

هو وغريب بن معن والأثير عنبر، وأتاه مدد من ابن مروان، فاجتمع في ثلاثة عشر ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتتلوا وثبت بعضهم لبعض وكثر القتل. ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلاً، وذلك أنه قصد غريباً في وسط المصاف واعتنقه وصالحه، وفعل أبو الفضل بدران بن المقلَّد بأخيه قرواش كذلك، فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران مدينة نصيبين.

الصفحة نفسها والسنة نفسها سار منيع بن حسَّان أمير خفاجة في الجامعين وهي لنور الدولة دُبيس فنهبها، فسار دُبيس في طلبه إلى الكوفة، ففارقها وقصد الأنبار، وهي لقرواش كان استعادها بعد ما ذكرناه قبل. فلما نازلها منيع قاتله أهلها، فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل جنود خفاجة الأنبار ونهبوها وأحرقوا أسواقها، فانحدر قرواش إليهم ليمنعهم، وكان مريضاً ومعه غريب والأثير عنبر، ثم تركها ومضى إلى القصر فاشتد طمع جنود خفاجة وعادوا إلى الأنبار فأحرقوها مرة ثانية. وسار قرواش إلى الجامعين فاجتمع هو ونور الدولة دُبيس بن مزيد في عشرة آلاف مقاتل. فلم يقدر قرواش في ذلك الجيش العظيم على هذه الألف، وشرع أهل الأنبار في بناء سور على البلد وأعادهم قرواش، وأقام عندهم الشتاء، ثم إن منيع بن حسَّان سار إلى الملك أبي كاليجار فأطاعه، فخلع عليه وأتى منيع الخفاجي إلى الكوفة، فخطب فيها لأبي كاليجار وأزال حكم عقيل عن سقي الفرات.

سنة (٤١٩): في هذه السنة في جمادى الأولى سار بدران بن المقلَّد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت لنصر الدولة بن مروان، فخرج إليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه، فهزمهم واستظهر عليهم، وقتل جماعة من أهل نصيبين والعسكر، فسيَّر نصر الدولة عسكراً آخر نجدة لمن بنصيبين، فأرسل إليهم بدران عسكراً فلقوهم فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم، فأزعج ذلك ابن مروان وأقلقه، فسير عسكراً آخر ثلاثة آلاف فارس، فدخلوا نصيبين واجتمعوا بمن فيها وخرجوا إلى بدران فاقتتلوا، فانهزم بدران ومن معه بعد قتال شديد وقت الظهر وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم بدران وأصحابه، فلم يثبتوا له. فأكثر فيهم القتل والأسر وغنم الأموال، فعاد عسكر ابن مروان مغلوبين، فدخلوا نصيبين فاجتمعوا بها، واقتتلوا مرة أُخرى وكانوا على السواء. ثم سمع بدران بأن

٢٣٥

أخاه قرواشاً قد وصل إلى الموصل، فرحل خوفاً منه؛ لأنهما كانا مختلفين.

في سنة (٤٢٠) يذكر دخول الغز ديار بكر ومقاومة قرواش لهم ويذكر ملكهم مدينة الموصل ومقاومة قرواش لهم وانكساره، ثم يذكر ظفر قرواش بهم ص ١٦٣ مما يجب أن يضم إلى أخبار بني المقلَّد مع ما ذكر في ص١٦٤.

في سنة (٤٢١) قد ذكرنا محاصرة بدران نصيبين، وأنه رحل عنها خوفاً من قرواش، فلما رحل شرع في إصلاح الحال معه فاصطلحا، ثم جرى بين قرواش ونصر الدولة بن مروان نفرة كان سببها أن نصر الدولة كان قد تزوج ابنة قرواش، فآثر عليها غيرها فأرسلت إلى أبيها تشكو منه، فأرسل يطلبها إليه، فسيرها فأقامت بالموصل، ثم إن ولد مستحفظ جزيرة ابن عمر وهي لابن مروان هرب إلى قرواش، وأطمعه في الجزيرة، فأرسل إلى نصر الدولة يطلب منه صداق ابنته، وهو عشرون ألف دينار ويطلب الجزيرة لنفقتها، ويطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها عام أول، وتردُّدت الرسل بينهما في ذلك، فلم يستقر حال فسير جيشاً لمحاصرة الجزيرة وجيشاً مع أخيه بدران إلى نصيبين، فحصرها بدران وأتاه قرواش، فحصرها معه فلم يُمْلَك واحِد من البلدين، وتفرق من كان معه من العرب والأكراد. فلما رأى بدران تفرق الناس عن أخيه سار إلى نصر الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين، فسلمها إليه وأرسل من صداق ابنة قرواش خمسة عشر ألف دينار واصطلحا.

وفي هذه السنة في جمادى الأولى اختلف قرواش وغريب بن مقن؛ وكان سبب ذلك أن غريباً جمع جمعاً كثيراً من العرب والأكراد، واستمد جلال الدولة فأمده بجملة صالحة من العسكر، فسار إلى تكريت فحصرها وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين، وكان قد توجه إلى الموصل وسأل قرواشاً النجدة، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما، فبلغا الدكة وغريب يحاصر تكريت، وقد ضيَّق على من بها وأهلها يطلبون منه الأمان فلم يؤمنهم، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال. فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم، فالتقوا بالدكة واقتتلوا، فغدر بغريب بعض من معه ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية، فانهزم وتبعهم قرواش ورافع، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ولم يتعرضوا إلى حلته وماله فيها وحفظوا ذلك أجمع، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق.

٢٣٦

سنة (٤٢٥): وفيها تُوفِّي بدران بن المقلَّد وقصد ولده عمه قرواشاً، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين، وكان بنو نُمير قد طمعوا فيها وحصروها، فسار إليهم ابن بدران فدفعهم عنها.

سنة (٤٣٣) يذكر الحلف بين جلال الدولة وقرواش صاحب الموصل.

سنة (٤٤٠) ذكر الحلف بين قرواش والأكراد الحميدية والهذبانية. وفيها كانت الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلَّد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بن المقلَّد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلَّد إلى عمّه قرواش وجمع جمعاً، وقاتل عمه أبا كامل، فظفر ونصر وانهزم أبو كامل ولم يزل قريش يغري قرواشاً بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما.

ظهور الخلاف بين قرواش وأخيه أبي كامل وصلحهما:

سنة (٤٤١): في هذه السنة ظهر الخلاف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل ظهوراً آل إلى المحاربة، وقد تقدم سبب ذلك. فلما اشتد الأمر وفسد الحال فساداً لا يمكن إصلاحه جمع كل منهما جمعاً لمحاربة صاحبه، وسار قرواش في المحرم وعبر دجلة بنواحي بلد، وجاءه سليمان بن نصر الدولة بن مروان، وأبو الحسن بن عيسكان الحميدي وغيرهما من الأكراد، وساروا إلى معلثايا، فأخرجوا المدينة ونهبوها ونزلوا بالمُغيثة، وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بابنيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني عشر المحرم، وافترقوا من غير ظفر، ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب سليمان بن مروان بل كان ناحية، ووافقه أبو الحسن الحُميدي وساروا عن قرواش، وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه، فضعف أمر قرواش وبقي في حلته وليس معه إلا نفر يسير فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده، فمنعهم وأسفر الصبح يوم الاثنين، وقد تسرع بعضهم ونهب بعضاً من عرب قرواش، وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجوراً عليه وجعل معه بعض زوجاته في دار. وكان مما فت في عضد قرواش وأضعف نفسه أنه كان قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار؛ لسوء طريقهم وفسادهم فهرب الباقون

٢٣٧

منهم وبقي بعضهم بالسندية، فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وتسلقوا السور ليلة خامس المحرم من هذه السنة، وقتلوا حارساً وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل، فكثروا وثار بهم أصحاب قرواش، فاقتتلوا فظفروا وقتلوا من أصحاب معتمد الدولة قرواش جماعة وهرب الباقون. فبلغه خبر استيلاء أخيه، ولم يبلغه عود أصحابه. ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه، فخاف أن يؤول الأمر بهم إلى طاعة قرواش وإعادته إلى مملكته، فبادرهم إليه وقبل يده، وقال له: إنني وإن كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا إلا بسبب من أفسد رأيك فيَّ وأشعرك الوحشة مني، والآن فأنت الأمير وأنا الطائع لأمرك والتابع لك. فقال له قرواش: بل أنت الأخ والأمر لك مسلّم، وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما وعاد قرواش إلى التصرف على حكم اختياره. وكان أبو كامل قد أقطع بلال بن غريب بن مقن حربى وأوانا، فلما اصطلح أبو كامل وقرواش أرسلا إلى حربى من منع بلالاً عنها، فتظاهر بلال بالخلاف عليهما وجمع إلى نفسه جمعاً، وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربى وأوانا بغير اختيارهما، فانحدر قرواش من الموصل إليهما وحصرهما وأخذهما.

وفي هذه السنة سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق وبادوريا، فنهبوها وأخذوا من الأموال الكثير وكانا في إقطاع البساسيري، فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم، فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن المقلَّد، واقتتلوا قتالاً شديداً أبلى الفريقان فيه بلاء حسناً وصبرا صبراً جميلاً وقُتل جماعة من الفريقين.

في هذه السنة في ذي القعدة ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه، وكان سبب ملكها أن قرواشاً أساء السيرة في أهلها، ومد يده إلى أموالهم فسار جماعة من أهلها إلى البساسيري ببغداد، وسألوه أن ينفذ معهم عسكراً يسلمون إليه الأنبار. فأجابهم إلى ذلك وسيّر معهم جيشاً، فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري، وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم يمكن أحداً من أصحابه أن يأخذ رطل الخبز بغير ثمنه. وأقام فيها إلى أن أصلح حالها وقرر قواعدها وعاد إلى بغداد.

سنة (٤٤٢) وفي هذه السنة في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة

٢٣٨

أبو كامل بركة بن المقلَّد على أخيه قرواش، وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره؛ وسبب ذلك أن قرواشاً كان قد أنف من تحكم أخيه في البلاد، وأنه قد صار لا حكم له فعمل على الانحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه. وسار عن الموصل، فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم أرسل إليه نفراً من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه من الفرقة والاختلاف، فلما بلّغوه ذلك امتنع عليهم، فقالوا: أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ أنه يُمنع قهراً، فأجاب إلى العود على شرط أن يسكن دار الإمارة بالموصل، وسار معهم. فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده، فهرب أصحابه وأهله خوفاً فأمّنهم زعيم الدولة، وحضر عنده وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره.

سنة (٤٤٣) وفي هذه السنة في شهر رمضان تُوفِّي زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلَّد بتكريت، وكان انحدر إليها في حلله قاصداً نحو العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم وينهب البلاد. فلما بلغها انتقض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل، فتُوفِّي ودفن بمشهد الخضر بتكريت. واجتمعت العرب من أصحابه على تأمير علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران بن المقلَّد، فعاد بالحلل والعرب إلى الموصل وأرسل إلى عمه قرواش، وهو تحت الاعتقال يعلمه بوفاة زعيم الدولة وقيامه بالإمارة، وأنه يتصرف على اختياره ويقوم بالأمر نيابة عنه. فلما وصل قريش إلى الموصل جرى بينه وبين عمه قرواش منازعة ضعف فيها قرواش وقوي ابن أخيه ومالت العرب إليه، واستقرت الإمارة له وعاد عمه إلى ما كان عليه من الاعتقال الجميل والاقتصار به على قليل من الحاشية والنساء والنفقة، ثم نقله إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتُقل بها.

سنة (٤٤٤): في هذه السنة جرى حِلف بين علم الدين قريش بن بدران وبين أخيه المقلَّد، وكان قريش قد نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل وسجنه بها وارتحل يطلب العراق، فجرى بينه وبين أخيه المقلَّد منازعة أدت إلى الاختلاف، فسار المقلَّد إلى نور الدولة دُبيس بن مزيد ملتجئاً إليه فحمل أخاه الغيظ منه على أن نهب حلته وعاد

٢٣٩

إلى الموصل، واختلَّت أحواله واختلفت العرب عليه، وأخرج نواب الملك الرحيم ببغداد إلى ما كان بيد قريش من العراق بالجانب الشرقي من عُكبرا والعلث وغيرهما من قبض غلته، وسلم الجانب الغربي من أوانا ونهر بيطر إلى أبي الهندي بلال بن غريب. ثم إن قريشاً استمال العرب وأصلحهم، فأذعنوا له بعد وفاة عمه قرواش، فإنه تُوفِّي هذه الأيام، وانحدر إلى العراق؛ ليستعيد ما أخذ منه، فوصل إلى الصالحية وسير بعض أصحابه إلى ناحية الحظيرة وما والاها، فنهبوا ما هناك وعادوا فلقوا كامل بن محمد بن المسيّب صاحب الحظيرة، فأوقع بهم وقاتلهم فأرسلوا إلى قريش يعرفونه الحال، فسار إليهم في عدة كثيرة من العرب والأكراد، فانهزم كامل وتبعه قريش فلم يلحقه، فقصد حلل بلال بن غريب وهي خالية من الرجال، فنهبها وقاتله بلال وأبلى بلاء حسناً فجرح ثم انهزم، وراسل قريش نواب الملك الرحيم يطلب ببذل الطاعة ويطلب تقرير ما كان له عليه، فأجابوه إلى ذلك على كره؛ لقوته وضعفهم واشتغال الملك الرحيم بخوزستان عنهم، فاستقر أمره وقوي شأنه. وفي هذه الصفحة: وفي السنة نفسها مستهل رجب تُوفِّي معتمد الدولة أبو المنيع قرواش بن المقلَّد العُقيلي الذي كان صاحب الموصل محبوساً بقلعة الجراحية من أعمال الموصل، وحُمل ميتاً إلى الموصل، ودفن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل. وكان من رجال العرب وذوي العقل منهم وله شعر حسن. وأورد له عن (دمية القصر) البيتين المنقولين عن تاريخ ابن خلدون وهذه الأبيات التي لم يوردها ابن خلدون:

مـن كان يحمد أو يذم موّرث لـلمال مـن آبـائه وجدوده

إنـي امـرؤ لـله أشكر وحده شـكراً كـثيراً جـالباً لمزيده

لـي أشقرٌ سمح العنان مغاور يعطيك ما يرضيك من مجهوده

ومـهند عـضب إذا جـردته خلت البروق تموج في تجريده

ومـثقف لـدنُ الـسنان كأنم أم الـمنايا رُكـبت في عوده

وبـذا حـويُت المال إلا أنني سـلّطت جود يدي على تبديده

وفي هذه السنة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان طغرلبك إلى نواحي العراق، فدوَّخ كثيراً منها وأسرف في

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

صنف كتبا(١) منها الملاحم، اخبرنا به محمد بن محمد قال حدثنا ابوغالب احمد بن محمد قال حدثني عم أبي علي بن سليمان عن جد ابي محمد بن سليمان عن ابي جعفر أحمد بين الحسن عن اسماعيل به(٢) ، وكتاب ثواب القرآن، اخبرنا الحسين بن عبيدالله عن احمد النص على ابي الحسن الهادي (ع) كما تقدم.

____________________

(١) وفي الفهرست في الموضع الاول: صنف مصنفات كثيرة، وزاد على كتبه هيهنا وعلى كتابه في الموضع الثاني بقوله: وله اصل.

(٢) وفي الفهرست ص ١١ / ٣٢ اخبرنا به الحسين بن عبيدالله عن ابي غالب الزراري قراء‌ة عليه إلى آخر الاسناد. قلت: الطريق ضعيف بأحمد بن الحسن فهو من المشايخ ولم يصرح بتوثيق.وفي ص ١٤ / ٤١ من الفهرست ايضا: اسماعيل بن مهران. له كتاب الملاحم، وله اصل أخبرنا بهما عدة من اصحابنا عن ابي المفضل عن ابي جعفر محمد بن جعفر بن بطة عن احمد بن ابي عبدالله عن اسماعيل بن مهران. قلت: وهذا الطريق ايضا ضعيف بابي المفضل الشيباني وبابن بطة على كلام يأتي في ترجمتهما. وفي مجمع الرجال (اخبرنا به) في صدر الطريق.

٣٦١

ابن جعفر بن سفيان قال حدثنا احمد بن ادريس عن سلمة بن الخطاب عنه(١) ، وله كتاب إلا هليلجة، اخبرنا الحسين بن عبيدالله قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا حمزة قال حدثنا محمد بن ابي القاسم عن أبي سمينة عن اسماعيل(٢) ، كتاب صفة المؤمن والفاجر، كتاب خطب أميرالمؤمنين ،كتاب نوادر(٣) . كتاب النوادر، أخبرنا بجميعها احمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي بن محمد القرشي قال حدثنا علي بن الحسين بن فضال عنه بها(٤) .

____________________

(١) ونحوه في الفهرست. والطريق ضعيف بسلمة بن الخطاب المهمل او المشترك بينه وبين غيره على كلام في احمد بن جعفر من مشايخ التلعكبري.

(٢) لم يذكره الشيخ في عداد كتبه. والطريق ضعيف - تارة بابي سمينة محمد بن على الضعيف - واخرى بعلي بن محمد القلانسي المجهول حاله.

(٣) اي كتاب الخطب كتاب نوادر وتقدم الفرق بين الكتاب والاصل والنوادر في المقدمة وله كتاب يسمى بالنوادر فلا تكرار في كلام الماتن كما توهمه غير واحد فتأمل ولا تغفل.

(٤) ولم يذكر في الفهرست كتاب صفة المؤمن والفاجر، بل ذكر الكتابين وقال: اخبرنا بهما احمد بن عبدون إلى آخر الاسناد. وقلت: الطريق صحيح على اشكال تارة بابن عبدون شيخهما واخرى بالقرشي شيخ التلعكبري وتقدم الكلام في مشايخهم.وفي الفهرست زاد على كتبه: كتاب العلل وقال: اخبرنا به عدة من اصحابنا عن ابي محمد هارون بن موسى قال حدثنا علي بن يعقوب الكناني قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عنه، وله أصل، أخبرنا به عدة من اصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عنه.قلت: اما طريقه إلى العلل فصحيح على اشكال بعلي بن يعقوب شيخ التلعكبري فلم يوثق صريحا. وطريقه إلى الاصل، صحيح رواته أجلاء الطائفة وأعاظمهم. وتقدم عن الموضع الثاني من الفهرست طريق آخر إلى الاصل وتقدم: انه ضعيف وقال الصدوق في المشيخة(٣٢٣): وما كان فيه عن اسماعيل بن مهران بن كلام فاطمة عليها السلام، فقد رويته عن محمد بن موسى ابن المتوكل رضي الله عنه عن علي بن الحسين السعد آبادى عن احمد ابن محمد بن خالد البرقي عن ابيه عن اسماعيل بن مهران عن احمد بن محمد الخزاعي عن محمد بن جابر عن عباد العامري عن زينب بنت اميرالمؤمنين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام.

قلت: طريقه إلى اسماعيل، حسن، بابن المتوكل، والسعد آبادي. قلت: ويأتي في ترجمة الحسن بن علي بن ابي حمزة البطائني(٧٢): ان اسماعيل بن مهران روى كتبه.

٣٦٢

٤٩ - اسماعيل بن عبدالخالق بن عبد ربه بن أبي ميمونة ابن يسار

مولى بني أسد(١) . وجه من وجوه أصحابنا وفقيه من فقهائنا

____________________

(١) كون أولاد عبد ربه من موالي بني أسد، صريح كلام الشيخ في أصحاب الصادق (ع) ٢٣٦ / ٢١٨ والكشي ص ٢٦٠ بل فيه: انهم من صلحاء الموالي. ويأتي تمام نسبهم وانهم مولى بني نصر بن قعين من أجداد النجاشي في شهاب ووهب. وقد صرح بكونهم كوفيين الكشي على ما يأتي، والبرقي وغيرهما.

ثم ان تصريح المشايخ بكونهم من موالي بني أسد لاينافي كونهم جعفيين نسبا كما يأتي وتقدم من الماتن في نظائره.

٣٦٣

وهو من بيت الشيعة(١) . عمومته شهاب(٢) ، وعبدالرحيم، ووهب وابوه عبدالخالق(٣)

____________________

(١) وفي الكشي ص ٢٦١ حدثني ابوالحسن حمدويه بن نصير قال: سمعت بعض المشايخ يقول: وسألته عن وهب، وشهاب، وعبدالرحمان بني عبدربه، واسماعيل بن عبدالخالق بن عبدربه.قال: كلهم خيار فاضلون كوفييون. وفي ص ٢٦٠ قال ابوعمرو: شهاب، وعبدالرحمان، وعبدالخالق، ووهب ولد عبدربه من موالي بني أسد، من صلحاء الموالي.

(٢) يأتي ترجمتي شهاب(٥٢١) ووهب(١١٥٨) من عمومته، ولا دلالة فيه على حصر اولاد عبدربه في هؤلاء الاربعة فلو ثبت لهم إخوة شمله التوثيق. وتقدم عن الكشي في الموضعين ذكر عبدالرحمن بدل عبدالرحيم فانكان أحدهما مصحف الآخر فهو والا فمن الممكن تعددهما.

(٣) ذكر الشيخ جده في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٣٩ / ٢٥٧ قال: عبدربه بن ابي ميمون بن يسار الاسدي مولاهم كوفي والد شهاب.وفي الكافي في الصلاة على المؤمن ج ١ ص ٥٠ / ٢٧٠ عن احمد ابن عبدالرحيم بن (خ ابي) الصخر عن اسماعيل بن عبدالخالق عن عبدربه عن ابي عبدالله (ع) الحديث.قلت: ويحتمل كون (عن عبدربه) مصحف بن عبدربه فلاحظ.ثم إنه على هذا فهو من المعمرين اذ قد عد اولاده في اصحاب الباقرين بل عد البرقي اسماعيل بن عبدالخالق من اصحاب السجاد (ع) ويقتضي ذلك كون عبدربه من الصحابة او من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) ولم أجد له ذكرا في اصحابهما نعم ذكرنا في اصحاب الحسين (ع) عبدربه الذي قال: كنا بمكة وقد حججنا ولم يكن لنا همة الا اللحوق بالحسين (ع) فاقبلنا نسير الخ ولم أجد له تمييزا، ولعله عبدربه الخزرجى الذي عد الشيخ ابنه عبدالرحمان في اصحاب الحسين (ع) ص ٧٦ وفي اصحاب علي (ع) ص ٥٠ عبدالرحمن بن عبدربه.واما ابوه عبدالخالق ففي الكشي ص ٢٥٦ محمد بن مسعود عن عبدالله بن خالد الطيالسي قال حدثني ابي عن اسماعيل بن عبدالخالق قال ذكر ابوعبدالله (ع) أبي فقال صلى الله على ابيك ثلاثا، وفي ص ٢٦٠ حدثني محمد بن مسعود قال حدثني عبدالله بن ميمون قال حدثني اسماعيل بن عبدالخالق قال وذكر نحوه. وتقدم عن الكشي مدحه في إخوته ايضا. والعمدة توثيق الماتن له.وقد عده الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٣٦ / ٢١٨ قال: عبدالخالق بن عبدربه الصيرفي واخواه شهاب ووهب موالي بني أسد. وايضا ص ٢٦٧ / ٧٢٢: عبدالخالق بن عبدربه اخو شهاب.وروى عن ابي عبدالله (ع) كما في كامل الزيارات ص ٧٨ باب ٢٥ وص ٩٠ / ٢٨ روى عنه زرارة وقد ذكرنا اسماء من روى عنه في طبقاتنا ثم ان صح كون اسماعيل من أصحاب الباقر بل السجاد عليهما السلام على ما يأتي فعبدالخالق ابوه ايضا في طبقه اصحابهما بالاولوية وان لم تلازم الرواية والصحبة لهما فلاحظ.

٣٦٤

كلهم ثقات. روى(١)

____________________

(١) هكذا في اكثر النسخ وفيما حكى عن المتن والظاهر سقوط (الجميع) كما استظهره في حاشية نسخة ابن الخزاعي او كون روى مصحف (رووا) كما في نسخة ابن الخزاعي وذلك لافراد صاحب الترجمة اسماعيل بذكر طبقته. وكون المراد خصوص عبدالخالق خلاف الظاهر فلاحظ وتأمل.

٣٦٥

عن ابي جعفر (ع)(١) وابي عبدالله (ع)(٢) . واسماعيل نفسه ورى(٣) عن ابي عبدالله عليه السلام.

____________________

(١) قلت: يأتي في ترجمتي شهاب ووهب انهما رويا عن ابي جعفر (ع).

(٢) يأتي في شهاب ووهب انهما رويا عن ابي عبدالله (ع). وتقدم عن الشيخ ذكر عبدالخالق في اصحاب الصادق (ع) وكذا جده عبد ربه فلاحظ. وتقدم في جده عبدربه ذكر عبدالرحمن بن عبدربه فلاحظ ولعله ابواسماعيل بن عبدالرحمان الجعفي الكوفي التابعي الذي ذكره الشيخ في اصحابي الباقر (ع) ص ١٠٤ والصادق (ع) ص ١٤٧.

(٣) ذكره البرقي في اصحاب السجاد ص ٨ فيمن نشأ في عصره، وايضا الشيخ ص ٨٣ / ١٨.

وزاد: لحقه وعاش إلى ايام ابي عبدالله (ع) وذكر البرقي ص ١٨ في اصحاب الصادق (ع) ممن أدرك أبا جعفر (ع) وروى عنه، اسماعيل الجعفي وايضا ص ٢٨ في اصحابه (ع): اسماعيل ابن عبدالخالق الجعفي وقال: كوفي. وذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع) ص ١٠٥ / ٢٢ وقال: اسماعيل بن عبدالخالق الجعفي. وفي اصحاب الصادق (ع) ١٤٧ / ٨٩: اسماعيل بن عبدالخالق الاسدي.

روى اسماعيل بن عبدالخالق عن ابي عبدالله (ع)، كثيرا روى عنه عنه (ع) جماعة مثل عبدالله بن مسكان، ومحمد بن خالد، والحسن بن محمد الصيرفي، ويونس، وابراهيم بن عمر اليماني وابن أبي عمير، وعلي بن الحكم كما في الروضة ٧٩ / ٦٦ ويطول بذكرهم وتفصيله مع الاشارة إلى رواياتهم عنه عنه (ع) في طبقاتنا. وروى في الكافى ج ٢ باب المعروف ن ١٦٨ / ٣٧٦ عن حريز عن اسماعيل بن عبدالخالق الجعفي عن ابي عبدالله (ع) وروى علي عن اخيه عن اسماعيل بن عبدالخالق عن محمد بن طلحة عن ابي عبدالله (ع) كما في الكافي ج ١ / ١١٦ / ٦٦١ باب التزيين يوم الجمعة وفي ج ٢ باب الدعاء في طلب الولد ص ٨٣ عن علي بن الحكم عن اسماعيل ابن عبدالخالق عن بعض اصحابنا عن ابي عبيدة عن ابي عبدالله (ع).

٣٦٦

وابي الحسن عليهما السلام(١) له كتاب رواه عنه جماعة.أخبرنا محمد بن محمد بن ابي غالب احمد بن محمد قال حدثنا عم ابي علي

____________________

(١) كما في احكام الطلاق من التهذيب ج ٨ / ٥٥ / ١٨٠ عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن اسماعيل بن عبدالخالق قال سمعت ابا الحسن عليه السلام وهو يقول الحديث ورواه في الاستبصار ج ٣ / ٢٨٨ ونحوه في الكافي ج ١ ص ٣٨٦ / ٥٧٨ باب العينة من كتاب المعيشة.ثم ان ظاهر كلام الشيخ في اصحاب السجاد (ع) المتقدم: وفات اسماعيل هذا في أيام الصادق (ع) فينا فيه ظاهر النجاشي الا ان يحمل الرواية عن ابي الحسن (ع) على ما سمعه منه في ايام ابيه (ع)، ويقال ان كلام الشيخ نص في بقائه إلى ايامه (ع) وظاهر في انتهائه ايضا لكن لا يقاومه ظهور كلام الماتن والروايات في السماع عن ابي الحسن (ع) في ايام امامته فانه أقوى فيحمل على السماع في زمان ابيه أخذا بالاظهر اويقال بتعدد اسماعيل بن عبدالخالق وان الذى عد في اصحاب السجاد عليه السلام غير من روى عن ابي الحسن (ع) لبعد بقاء مثله إلى زمانه (ع) مع ان المذكور في بعض الاخبار الجعفي وفى كثير منها بلا تمييز وفى كلام الاصحاب تارة يميز بالجعفي واخري بمولى بني اسد والوجه الاخير ضعيف جدا يظهر بالتأمل فيما ذكرنا وفى رواياته ومن روى عنه

٣٦٧

سليمان عن محمد بن خالد عن اسماعيل بكتابه(١) .

٥٠ - اسماعيل بن ابي زياد السلمي

ثقة كوفي روى عن ابي عبدالله (ع) ذكره اصحاب الرجال(٢) .

____________________

(١) صحيح على الاقوى بمحمد بن خالد. وفى الفهرست ١٤ / ٣٩: اسماعيل بن عبدالخالق له كتاب اخبرنا بن ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن لوليد عن اسماعيل، واخبرنا احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن أبي محمد القاسم بن اسماعيل عن اسماعيل بن عبدالخالق.قلت: اما طريقه الاول فموثق بمحمد بن الوليد الخزاز الفطحي الثقة وبحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة مشايخ النجاشي ايضا.واما الثاني فموثق بمحمد على اشكال بالقاسم القرشي فلم يوثق الا انه روى عن جعفر بن بشير الذي ذكر الماتن فيه انه روى عنه الثقات. وروى الشيخ عنه في التهذيبين بطرق مختلفة فيها الصحيح وغيره وكذا الكليني في الكافي.

(٢) وقال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ١٤٧ / ٨٧: اسماعيل بن زياد السلمي الكوفي قلت: صرح غير واحد باتحاده مع المذكور في المتن وسقوط كلمة (ابي) من نسخة الرجال. ويحتمل اتحاده مع المذكور في اصحابه (ع) ص ١٤٨ / ١٢١: قال: اسماعيل بن كثير السلمي الكوفي اسند عنه و / ١١٣: اسماعيل بن سام اسند عنه. وفي زيادات كتاب ديات التهذيب ج ١٠ / ١٥٣ / ٦١١ باسناده عن الحسن بن علي بن يقطين عن يونس عن اسماعيل بن كثير بن سام قال فقال ابوعبدالله (ع) الحديث وبهذا الاسناد عنه (ع) مع تفاوت في صدره في الخصال ج ١ ص ٧٢ باب الثلاثة ويحتمل إتحاده مع اسماعيل بن ابي زياد السكوني المتقدم وفيه بعد فلاحظ. ثم ان الماتن لم يذكر لاسماعيل هذا كتابا والتعليق على اصحاب الرجال مشعر بعدم الجزم بروايته عنه (ع) بل وبكونه صاحب كتاب.

٣٦٨

٥١ - اسماعيل بن آدم بن عبدالله بن سعد الاشعري

وجه من القميين ثقة(١) له كتاب، اخبرنا علي بن احمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن أبي الصهبان قال حدثنا إسماعيل بن آدم بكتابه(٢) .

____________________

(١) من بيت جليل من رواة أصحابنا وثقاتهم، فيأتي ترجمة أخويه إسحق بن آدم(١٧٤) وزكريا بن آدم(٤٥٦) وترجمة إبن أخيه آدم بن إسحق بن آدم(٢٦١) وترجمة عمه إسحق بن عبدالله(١٧٢) وترجمة إبن عمه أحمد بن إسحق المعروف وافد القميين(٢٢٣) وترجمة جده سعد بن سعد(٤٦٨) وغيرهم ويأتي في تراجم بعضهم تمام نسبهم وتمام الكلام في ذلك عند ذكر الماتن (ره) كما يأتي منا إن شاء‌الله ترجمة جده عبدالله في ترجمة عمه عيسى بن عبدالله بن سعد(٨٠٤) وهناك ايضا ترجمة عمه الآخر: عمران بن عبدالله. ثم ان اسماعيل بن آدم كان في طبقة أصحابي الرضا والجواد عليهما السلام وان لم أحضر له رواية عنهم (ع) ولذا عده ابن داود فيمن لم يرو عنهم (ع).

(٢) صحيح بناء‌ا على وثاقة علي بن أحمد من مشايخه (ره).

٣٦٩

٥٢ - اسماعيل بن الحكم الرافعي

من ولد ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله(١) له كتاب

____________________

(١) قال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ / ٣٩٨: اسماعيل بن الحكم قاضي همذان في دولة الواثق صويلح، لكنه شيعي انتهى.وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة وقال روى عن اسماعيل بن عبدالله وقال: هو اسماعيل بن الحكم الرافعي من ولد أبي رافع. ونحوه في ميزان الاعتدال للذهبي ج ١ / ٢٢٥ إلى قوله: شيعي.

قلت: قد أخطأ ابن حجر فيما نسبه إلى النجاشي فلا يوجد لذلك اثر في كتابه ولا في كلام من حكى عنه كما اخطأ في توهم إتحاده مع اسماعيل بن الحكم قاضي همذان في دولة الواثق، فان هارون بن محمد بن هارون الواثق بويع بعد موت المعتصم سنة سبع وعشرين ومأتين كما ذكره المسعودي في مروج الذهب ج ٤ / ٦٥ وكيف يتحد مع المذكور في النجاشي.وذكر في مجمع الرجال عن الشيخ في اصحاب السجاد (ع) ذكر اسماعيل بن الحكم من ولد ابي رافع المدني. ولكن المذكور في نسخة رجاله المطبوع: اسماعيل بن رافع المدني / ٨٣ / ١٤ وهكذا حكى عنه من تأخر. وفي الفهرست ص ١٥ والمعالم ص ١٠: اسماعيل بن الحكم له كتاب.

ثم ان الظاهر والله العالم: كون اسماعيل بن الحكم في طبقة أصحاب أبي محمد السجاد عليه السلام فقد روى عنه اسماعيل بن محمد ابن عبدالله بن علي بن الحسين من اصحاب الباقر (ع) وممن روى عنه عليه السلام ايضا كما في الكافى ج ١ باب الاشارة والنص عليه ص ٣٠٥ وذكرناه في اصحابه من طبقاتنا. كما روي ايضا عن عبدالله بن عبيدالله ابن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله كما تقدم في ترجمة أبي رافع ص ١٦٩.

٣٧٠

اخبرنا محمد بن جعفر عن احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا احمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي قال حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي ابن الحسين قال حدثنا اسماعيل بن الحكم بكتابه(١) .

٥٣ - إسماعيل بن زيد الطحان

كوفي. ثقة. روى عن محمد بن مروان، ومعوية بن عمار، ويعقوب بن شعيب عن ابي عبدالله عليه السلام اخبرنا احمد بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد ابن الحسين (الحسن خ) بن حازم قال حدثنا عبيس بن هشام عن إسماعيل(٢) .

____________________

(١) ضعيف (كما تقدم في ترجمة ابي رافع ص ١٦٠) بعلي بن الحسن وإسماعيل المجهول حالهما واما احمد بن يوسف فانه وان لم يوثق صريحا الا ان النجاشي روى عنه عن محمد بن إسماعيل الزعفراني في مواضع من الرجال وذكر في ترجمته أنه روى عن الثقات ورووا عنه وتقدم ذلك في ص ١١٣ من هذا الشرح. وفي الفهرست: له كتاب، رواه إسماعيل بن محمد عنه. قلت: لم يذكر طريقه اليه.

(٢) ضعيف بالقاسم بن محمد بن الحسين بن حازم. المهمل في الرجال، ثم ان محمد بن مروان ليس هو الانباري الذي يأتي ترجمته(٩٣٢) ولا الحناط المدني الذي وثقه في ترجمته(٩٦٩) لعدم

٣٧١

٥٤ - إسماعيل بن عمر بن أبان الكلبي

واقف(١) روى أبوه عن أبي عبدالله (ع)(٢) وأبي الحسن عليهما السلام وروى هو عن أبيه وعن خالد بن نجيح وعبدالرحمن بن الحجاج. أخبرنا الحسين قال حدثنا احمد بن جعفر قال حدثنا حميد قال حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم عنه(٣) .

٥٥ - إسماعيل بن سهل الدهقان

ضعفه أصحابنا(٤) له كتاب أخبرنا محمد بن محمد قال حدثنا

____________________

= موافقة الطبقة ولم يوثق غير المدني فيمن سمي بهذا الاسم فلاحظ.

(١) يحتمل كونه الذى أشهده أبوالحسن موسى عليه السلام على ان علي بن موسى عليه السلام إبنه ووصيه وخليفته على ما رواه الصدوق في عيون الاخبار ج ١ / ٣٩ / ٣ باب نخسة وصيته فلاحظ.

(٢) كما يأتي في ترجمته(٧٥٨) تحقيق ذلك ويأتي عن البرقي في اصحابه: انه كوفي.

(٣) موثق بحميد على كلام بأحمد بن جعفر فلم يوثق الا أنه من مشايخ التلعكبري، وبالحسين بن مشايخ الماتن.

(٤) ينافيه رواية مثل أبي محمد الفضل بن شاذان الجليل في هذه الطائفة عنه على ما في الكشي آخر ترجمة ابن شاذان ص ٣٣٧، والعباس بن معروف كما في مشيخه الصدوق إلى حريز(٧٩) وفيها ابن الوليد والصفار، واحمد بن محمد بن عيسى الاشعري النقاد البصير باحوال الرواة كما في باب الاعتراف بالذنوب من الكافي ج ٢ ص ٤٢٧ / ٧ وفي دعوات موجزة ص ٥٧٧ / ١ وفى التهذيب ج ١ ص ٤١ وصاج ١ ص ٢٦٢ / ٩٣٩ وعلي بن مهزيار كما في زكوة الفطرة من التهذيب ج ٤ / ٧٣ وصاج / ٢ / ٤١ ويأتي في ترجمة ابن مهزيار الجليل انه ثقة في الحديث لا يطعن عليه وتقدم في المقدمة ص ١١٧. وروى عنه كثيرا محمد بن خالد البرقي، ومحمد بن عبدالجبار كما في التهذيب ج ٧ / ٣٧٦ والكافي ج ٢ / ٢٧، وابراهيم ابن عقبة كما في أصول الكافي ج ٢ / ٤٦٢، والهيثم كما في مستحق الفطرة من التهذيب ج ٤ / ٨٧، وعبدالله بن حماد في كمية الفطرة منه ص ٨٢ وصاج ٢ / ٤٣، ومنصور بن العباس كما في الكافي ج ١ ص ٤٢١ وغيره.وروى اسماعيل بن سهل عن ابي جعفر (ع) وكاتبه فروى في نوادر المعيشة من الكافي ج ١ / ٤٢١ عن العدة عن سهل عن منصور بن العباس عن اسماعيل بن سهل قال كتبت إلى أبي جعفر صلوات الله عليه الحديث فلا وجه لذكره فيمن لم يرو عنهم (ع) وعن حماد بن عيسى كثيرا، وعن عبدالله بن جندب كما في أصول الكافي ج ٢ / ٥٧٧، وأبي طالب الغنوي كما في التهذيب ج ٧ / ٤٧٥، والحسن بن محمد الحضرمي كما في التهذيب ج ٧ ص ٣٧٦.

٣٧٢

الحسن بن حمزة قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال حدثنا أبي عن اسماعيل(١) .

____________________

(١) ضعيف على كلام بابن بطة. وفى الفهرست ص ٤٦: اسماعيل ابن سهل له كتاب اخبرنا به عدة من اصحابنا عن ابي المفضل عن ابن بطة الخ قلت: وفي طريقه ضعف ايضا بابي المفضل.

٣٧٣

٥٦ - إسماعيل بن بكر

كوفي. ثقة(١) له كتاب اخبرنا أحمد قال حدثنا عبيدالله بن أحمد الانباري قال حدثنا أحمد بن محمد بن رياح قال حدثنا إبراهيم بن سليمان عنه(٢)

____________________

(١) وفي الفهرست ص ١٤ بعد اسماعيل بن دينار: اسماعيل بن بكر، لهما اصلان، اخبرنا الخ.وفي المعالم(١٠) واسماعيل بن بكير لهما أصلان. وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ / ٣٩٦: اسماعيل بن بكير الكوفي. ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة.وقال روى عنه ابراهيم بن سليمان بن حبان التيمي.وقال الطوسي: كان يحفظ أحاديث ورواها ويعرف صحيحها من فاسدها.قلت: لا أحضر عاجلا روايته عن المعصومين عليها السلام ولذلك عده ابن داود فيمن لم يرو عنهم (ع) إلا أن الطبقة بقرينة رواية إبراهيم بن سليمان (المتقدم ترجمته ص ٢٧١) عنه، تقتضي كونه من اصحاب الصادق عليه السلام فلاحظ. كما أن كون كتابه أصلا علي ما في الفهرست يقتضى كونه ممن روى عنهم (ع) على بعض الاقوال في تفسير الاصل فلاحظ ما ذكرناه في المقدمة ص ٨٩.

(٢) موثق باحمد بن محمد بن على بن عمر بن رياح القلا السواق الواقفي الثقة كما يأتي في ترجمته(٢٢٨) وليس هو احمد بن محمد بن رباح الطحان الزهري أبوعلي الذي لم يصرح بشئ بل أهمل ذكره في الرجال ولكن روى النجاشي عنه في أبان بن تغلب كما تقدم ص ٢١٧ وذكر بقرينة رواية الانباري عن ابي الحسن بن رباح القلا السواق الواقفي كثيرا كما يأتي في ترجمته.وفي الفهرست: اخبرنا بهما أحمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن ابراهيم بن سليمان بن حيان عنهما. قلت وطريقه ايضا موثق بحميد الواقفي الثقة.

٣٧٤

٥٧ - إسماعيل بن يسار الهاشمي

مولى إسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس(١)

____________________

(١) ذكر البرقي في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٧: اسماعيل بن يسار.وذكره الشيخ في ص ١٥٤ / ٢٤٤ وفى ص ١٥٣ / ٢٣٢: اسماعيل بن بشار البصري (وخ النصري على ما في المجمع) روى محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن إسماعيل بن يسار الهاشمي عن علي بن عبدالله بن غالب القيسي عن الحسن الصيقل قال سالت أبا عبدالله (ع) الخ كما في باب العتق من التهذيب ج ٨ / ٢٢٦ وصاج ٤ / ٥ وروى أبان بن عثمان عن إسماعيل البصري قال سمعت ابا عبدالله (ع) كما في روضة الكافى ص ١٩١ / ٢٩٢ وروى محمد بن عبدالله المسمعي عن اسماعيل بن يسار الواسطي عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي عبدالله (ع) كما في باب دخول القبر من الكافي ج ١ ص ٥٣ / ٢٩٧ وفي التهذيب ج ١ ص ٣١٣ / ٩١١ وصاج ١ ص ٢١٣ ولكن فيه (ابن بشار).وروى معاوية بن عمار عن اسماعيل بن يسار عن ابي عبدالله (ع) كما في يب ج ٢ / ٢٣٨ / ٩٤١، ومحمد بن أبي عمير عن معاوية بن عثمان عنه عنه (ع) في أول كتاب الصيام من الكافي ج ١ / ١٨٠ / ٥ قلت: ولعل (عثمان) مصحف (عمار) بقرينة رواية ابن أبي عمير عنه كثيرا، ومحمد بن ابي عمير عن اسماعيل بن بشار عنه (ع) في باب ان الخمر رأس كل إثم من الكافى ج ٢ / ١٩١، وحكم بن مسكين عن إسماعيل ابن يسار عنه (ع) كما في ثواب الصيام من التهذيب ج ٤ ص ١٩١ / ٥٤٣ وعلي بن أسباط عن اسماعيل بن يسار عن بعض من رواه قال قال الحديث مضمرا كما في الدعاء للكرب من الكافي ج ٢ / ٥٥٨ / ٩، ومحمد ابن عيسى عنه عن عثمان بن السدوسي، عن بشير النبال عن ابي جعفر عليه السلام كما في باب الحمام من الكافى ج ٢ / ٢١٩ / ٢١، وروى محمد ابن علي عنه عن عثمان بن يوسف عن عبدالله بن كيسان عن ابي عبدالله عليه السلام كما في اصول الكافي ج ٢ / ٤ / ٥، وايضا عنه عن عمرو بن يزيد عنه (ع) كما في نوادر الجنائز من الكافي ج ١ / ٧٠ / ٥١٠ وأيضا عنه عن منصور بن يونس في تأديب النساء من الكافى ج ٢ / ٦٣ وروى ابراهيمى بن محمد الثقفي عنه، =

٣٧٥

____________________

= عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة عنه (ع) وعنه، عنه، عن سليم بن قيس الشامي عن اميرالمؤمنين (ع)، في اختصاص المفيد ص ٣٢٩. قلت: ذكر المتأخرون في المقام - تارة إسماعيل بن بشار (بالباء الموحدة والشين المعجمة) النصري واخرى اسماعيل بن بشار البصري وثالثة إسماعيل بن يسار (بالياء التحتانية والسين والمهملة) ورابعة إسماعيل بن يسار وعد من اصحاب الصادق (ع) وخامسة اسماعيل بن يسار النصري (بالنون والصاد المهملة) وسادسة إسماعيل بن يسار الواسطي وسابعة إسماعيل بن يسار الهاشمي مولى اسماعيل المذكور. وأنت بعد التأمل فيما ذكرنا تعرف أن دعوى إتحاد الجميع غير بعيدة لعدم ثبوت الاختلاف لا في كلام الاقدمين ولا في الروايات إلا بذكر البصري، او النصري، والهاشمي والواسطي، وهذا غير كاف في إثبات التعدد بعد كون نسبته إلى الهاشمي للمولوية لاسماعيل بن العباس الهاشمي، كما ان النسبة إلى واسط، او البصرة، او إلى نصر بن قعين بناء‌ا على التمييز (بالنصري) لا تنافي الوحدة كما مر في نظائره. طبقته - قد عرفت عن البرقى والشيخ ذكر إسماعيل بن يسار بلا تمييز في أصحاب الصادق (ع) وعد الشيخ من اصحابه ايضا اسماعيل بن بشار البصري (النصري خ) كما وقفت على رواية إسماعيل البصري عنه (ع) وإسماعيل بن بشار وإبن يسار بلا تمييز عنه (ع) ورواية غيرهما عنه (ع) بواسطة او بواسطتين الا ان ذلك كله لا ينافى الاتحاد بعد كثرة رواية أصحاب إمام (ع) عنه بلا واسطة وبواسطة او بواسطتين او بوسائط.وقد روى عن اسماعيل بن يسار من أصحابي الصادق والكاظم (ع) معاوية بن عمار والحكم بن مسكين وأبان بن عثمان وعلي بن أسباط ومحمد بن ابي عمير. ومن اصحابي الرضا والجواد عليهما السلام ومن في طبقتهم، محمد ابن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبدالله المسمعي ومحمد بن علي وأمثالهم. وبقاء أصحاب الصادق (ع) إلى عصرهم ليس ببعيد. وإحتمال بعض المتأخرين ان اسماعيل بن يسار الهاشمي هو الذي ذكره الشيخ في اصحاب العسكري (ع) في غير محله فانه قال هناك ص ٤٢٨: اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل هاشمي عباسي وروى المفيد في الارشاد ص ٣٤٣ عن أبي محمد العسكري (ع) حديثا في ذمه أوردناه في أخبار الرواة.=

٣٧٦

ذكره اصحابنا بالضعف(١) له كتاب، أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا

____________________

(١) لم نقف على كلام أصحابنا في ضعفه كي يظهر وجه ما ذكروه فهل كان في مذهبه فقط او في حديثه او فيمن روى عنه؟ وفي قول الماتن (ذكره اصحابنا بالضعف) بدل (ضعفه أصحابنا) إيماء بعدم ضعفه في نفسه كما ان في التعليق عليهم إيماء بعدم الجزم به.ثم ان المذكورين بهذا الاسم لم يرد فيهم توثيق فلا فائدة في التحقيق في تمييزهم فكل مجهولون، أو مشتركون بين مجهول وضعيف، نعم رواية إبن أبي عمير ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه تؤمي إلى وثاقته في نفسه بناء‌ا على ما تقدم في الامارات العامة للوثاقة فلاحظ، فعلى القول بالاتحاد فالامر واضح وإلا فيقتصر علي الاخذ بما رويا عنه لعدم التمييز فليتأمل.

٣٧٧

أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن إسماعيل بن(١) .

٥٨ - إسماعيل بن دينار

كوفي ثقة له كتاب، اخبرنا الحسين قال حدثنا احمد بن جعفر قال حدثنا حميد قال حدثنا ابراهيم بن سليمان عنه به(٢) .

____________________

(١) كالصحيح على إشكال باحمد بن محمد بن يحيى على كلام ايضا في محمد بن علي بن شاذان شيخ النجاشي.

(٢) موثق بحميد على اشكال باحمد بن جعفر من مشايخ التلعكبري والحسين شيخ الماتن.وفي الفهرست ص ١٤ اسماعيل بن دينار له كتاب واسماعيل بن بكر لهما أصلان اخبرنا بهما احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد الخ.قلت: طريقه موثق بحميد عى كلام باحمد الماتن. وظاهر الشيخ: ان له اصلا غير كتابه.

٣٧٨

٥٩ - اسماعيل بن محمد بن اسحق بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام

ثقة(١) . روى عن جده اسحق بن جعفر عليه السلام(٢)

____________________

(١) ذكره في نسخة رجال الشيخ المطبوعة في اصحاب الرضا (ع) ص ٣٦٧ بنسبته إلى ابي طالب (ع) وقال: اسند عنه. ولكن لم اجد حكايته عن الشيخ فيمن تأخر عنه. ولم اجد له ذكرا في الكتب ولم يفرد في عمدة الطالب ايضا له ذكرا.

(٢) قال في عمدة الطالب ص ٢٤٩: واما اسحق بن جعفر الصادق (ع) ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض وكان من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وامه ام اخيه موسى الكاظم عليه السلام، وكان محدثا جليلا وادعت فيه طائفة من الشيعة الامامية وكان سفيان بن عيينة اذا روى عنه يقول: حدثني الثقة الرضا اسحاق ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق (ع) عددا وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن وذكره المفيد في الارشاد في النص على امامة الامام الكاظم (ع) من ابيه ص ٢٨٨ من شيوخ اصحاب ابي عبدالله (ع) وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ثم قال: وقد روى ذلك من اخويه اسحاق وعلي إبنا جعفر عليه السلام، وكانا من الفضل والورع على مالا يختلف فيه إثنان.وروى النص عن يعقوب بن جعفر الجعفي قال حدثني إسحاق بن جعفر الصادق (ع) قال كنت عند ابي يوما الحديث. ص ٢٩٠ وقال في اولاد الصادق (ع) ص ٢٨٦: وكان اسحاق بن جعفر (ع) من اهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، وروى عنه الناس الحديث والآثار.وكان ابن كاسب اذا حدث عنه يقول: حدثني الثقة الرضي اسحاق بن جعفر وكان إسحق يقول بامامة أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام وروى عن ابيه النص بالامامة على أخيه موسى (ع).قلت: وهو الذي أشهده أخوه موسى بن جعفر عليهما السلام على وصيته في جماعة من أهل بيته وخاصته على مارواه الصدوق في العيون باب وصيته (ع) ص ٣٣ في الصحيح عن عبدالله بن محمد الحجال وفي آخر الحديث ما يدل على جلالته. وروى ص ٣٩ في الصحيح عن عبدالرحمن ابن الحجاج عنه وعن أخيه علي بن جعفر (ع) حديث وصية ابي الحسن عليه السلام وشهادتهما عند حفص بن غياث القاضي على صحتها. وقد أوردنا المأثور في فضل اسحاق بن جعفر (ع) في كتابنا في أخبار الرواة. وعده البرقي في اصحاب الباقر (ع) ص ١٠ والشيخ في اصحاب الصادق ص ١٤٩ / ١٢٧ وزاد بعد ذكر نسبه الشريف: المدني. وروى عن أبيه (ع). روى عنه جماعة من أجلة اصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام منهم بكر بن محمد الغامدي الازدي، والحسن ابن علي الوشاء ويعقوب بن جعفر الجعفري.

٣٧٩

وعن عم أبيه علي بن جعفر (ع) صاحب المسائل(١) .له كتاب اخبرني محمد بن علي الكاتب عن محمد بن عبدالله قال: حدثنا ابوالقاسم اسحاق به العباس بن اسحاق بن موسى بن جعفر (ع) بدبيل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة قال حدثنا اسحاق بن العباس قال حدثنا ابي قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن(٢) .

____________________

(١) ويأتي تحقيق ذلك في ترجمته(٦٦١).

(٢) ضعيف تارة بمحمد بن عبدالله أبي المفضل الشيباني الذي أخبرنا إجازة الحسين قال حدثنا أحمد بن جعفر قال أدركه الماتن وسمع منه كثيرا لكن لغمز الاصحاب فيه وطعنهم تجنب عن الرواية عنه بلا واسطة كما يأتى في ترجمته ولذا روى عنه بواسطة شيخه محمد بن علي الكاتب القزويني، واخرى بأبي القاسم المهلوس إسحاق بن العباس فلم أجد له ذكرا في الرجال نعم ذكره الشريف النسابة ابن طباطبا في كتاب منتقلة الطالبية ص ١٣٨ قال: بدبيل (من ارض آذربايجان) من نازلة الكوفة اسحاق المهلوس ابن العباس ابن اسحاق بن موسى الكاظم (ع).ثم ذكر عقبه. وذكر في عمدة الطالب ص ٢٣١ ان لاسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه السلام عقب كانوا ببغداد ويقال لهم بنو المهلوس. وثالثة بالعباس ابن اسحاق المهمل في الرجال ايضا نعم ذكره ابن طباطبا في المنتقلة بالكوفة ص ٢٧٢ وابن عنبة في عمدة الطالب. ثم ان قوله (قال حدثنا اسحق بن العباس) تكرار ظاهرا إتفقت النسخ عندنا على ضبطه نعم لم يذكره القهبائي في المجمع.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409