تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258438 / تحميل: 8128
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

مذهبه ربما يظهر نوع اختلاف في مذهبه فقد عد من الشيعة الزيدية كما يظهر من بعض اصحابنا حيث عدوه من الزيدية من فرق الشيعة، وايضا من جماعة من العامة فقد رموه وضعفوه بالتشيع فذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ / ٤٩٦ وزاد في عنوانه: الفقيه، ابوعبدالله الهمداني الثوري، أحد الاعلام، وقيل: هو الحسن بن صالح بن حي ابن مسلم بن يان (إلى ان قال): فيه بدعة تشيع قليل، وكان يترك الجمعة. ثم روى عن جماعة انه كان يرى السيف. وعن ابن قتيبة وابن حجر وجماعة انه يتشيع وفي طبقات ابن سعد: وكان متشيعا. قلت: ان صح كما يأتي: كونه من البترية أو الصالحية فلايكون من الشيعة كما يأتي فان الشيعة هم القائلون بامامة علي بن ابيطالب (ع) بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل. وقد عد من الزيدية كما صرح بذلك جماعة منهم الشيخ في رجاله، وفي التهديبين كما تقدم. وهذا لا اشكال فيه بلا نكير من أحد وكان مع عيسى بن زيد الشهيد. ذكره ابوالفرج مع اخباره في مقاتل الطالبيين(٢٦٨). وقد عده جماعة من البترية أو الزيدية البترية كما في التهذيبين كما تقدم وذكر ابومحمد الحسن بن موسى النوبختي في (فرق الشيعة) ((٢٩) و(٣٤) و(٧٧): ان البترية هم اصحاب الحسن بن صالح إبن حي وذكر أبوعمر والكشي اصحابه من البترية(١٥٢).

٣٢١

وينافي ذلك ما تقدم عن الشيخ في أصحاب الباقر (ع): زيدي إليه تنسب الصالحية منهم. وهي فرقة اخرى من الزيدية. قال إبن ادريس في الوقوف والصدقات من سرائره(٣٧٨): واذا وقف على الشيعة ولم يتميز فيهم قوما دون قوم كان ذلك الوقف ماضيا في الامامية، والجارودية من الزيدية دون الصالحية، والبترية. والبتريه فرقة تنب إلى كثير النوا وكان ابتر اليد انتهى. قلت: يمكن دفع التنافي بالقول بان الصالحية فرقة خاصة من البترية الزيدية وقد اشتركوا في الذموم الواردة في البترية، وفى انهم ليسوا من الشيعة وبهذه الذموم إكتفى اصحابنا في مقام تضعيفه، ويظهر ذلك بالتأمل فيما ذكره اصحابنا في البترية وأصحاب هذه المقالة، وايضا من اكتفاء غيرابن ادريس من فقهائنا باستثناء البترية من الزيدية في المسألة المتقدمة كالشيخ في النهاية، وسلار في المراسم، وابن حمزة في الوسيلة والمحقق في نكت النهاية وغيرهم فقد صرحوا بان البترية ليست من الشيعة فلا يشملها الوقف المذكور، ولعل اختلافهم مع البترية كان بما أشار اليه النوبختي في فرق الشيعه(٤٢) بان أوائل البترية اختلفت عن غيرهم من هذه الفرقة، وتحقيق ذلك في كتابنا في أخبار الرواة فيما ورد في الفرق عند ذكر أخبارها. والبترية على ما ذكره الاصحاب: هم القائلون بامامة ابي بكر وعمر وبولايتهما ثم بامامة علي (ع) وولايته وولاية الحسن والحسين (ع)، وبامامة كل من خرج بالسيف من ولد علي (ع) فلا حظ الكشي(١٥٢) وفرق الشيعة(٤٢) وغيره. وروى الكشي(١٥٤) باسناده عن سدير حديث دخول جماعة من البترية (ذكرهم) على ابي جعفرعليه‌السلام وعنده زيد بن عليعليه‌السلام فقالوا لابي جعفرعليه‌السلام : نتولى

٣٢٢

عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من اعدائهم قال: نعم. قالوا نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم.

قال: فالتفت إليهم زيد بن علي (ع) قال لهم: اتتبرؤن من فاطمة (ع) بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية وقد ورد في وجه تسميتهم بالبترية روايات مختلفة أوردناها في محل آخر. ثم ان الشريف المرتضىرحمه‌الله صرح بان الحسن بن صالح ليس من الشيعة فقال في كتاب الانتصار في اعتبار الكرية في الماء الراكد عند الشيعة، وعند الحسن بن صالح بن حي معتذرا عن ذكره بقوله: ليعلم أن الشيعة ماتفردت بهذا المذهب كما ظنوا. وثاقته وثقه العامة بلا نكير من أحد فيما أعلم ومدحوه بالامانة والوثاقة في الحديث والخلو عن المناكير والورع والصدق ونحو ذلك منهم: النسائي وإبن معين، وأبوحاتم، وأحمد، وغيرهم. وقال أبوحاتم: ثقة، حافظ، متقن. وقال أبوزرعة: اجتمع فيه إتقان، وفقه، وعبادة وزهد. وقال وكيع: كان الحسن وعلي وأمهما قد جزوا الليل ثلاثة أجزاء فكل واحد يقوم ثلثا فماتت امهما فاقتسما الليل بينهما، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله. وقال ابن سعد في الطبقات ج ٦ / ٣٧٥ وكان ناسكا عابدا، فقيها. ثم روى عن أبي نعيم قال: وكان ثقة صحيح الحديث كثيره. وقد أنكر عليه سفيان الثوري: انه يرى السيف والخروج على الولاة الظلمة ويترك الجمعة ويتبعه جماعة من العامة كما أنكر بعضهم عليه: انه لا يترحم على عثمان. وطعن عليه بعضهم بتشيعه بل أكثر

٣٢٣

من ذكره قد وثقه ومدحه ثم طعنه بالتشيع وعن ابن حيان: ورفض الرياسة على تشيع فيه. بل عن زائدة: انه يستتيب من يأتي الحسن ابن حي، ولايتكلم مع من يحدث عنه. فلا حظ ميزان الاعتدال ج ١ / ٤٩٦ ومرآت الجنان لليافعي ج ١ / ٣٥٣ وحلية الاولياء وغيرهما من كتب السير والتواريخ والتراجم. قلت: الطعون المتقدمة ترجع إلى شئ واحد وهو انه زيدي المذهب، وانه يميل إلى محبة أهل البيتعليهم‌السلام كما عن الطبري صاحب التفسير. ولم أقف على مدح له في كلام أصحابنا إلا ما تقدم في كلام الشيخ: (له أصل)، وأيضا رواية الحسن بن محبوب من أصحاب الاجماع عنه. لكن كونه ذا أصل لا يكفي كما تقدم تحقيق ذلك وأيضا تفسير الاصل في مقدمة هذا الشرح. كما ان رواية أصحاب الاجماع عنه لاتثبت وثاقته كما تقدم تحقيق ذلك في المقدمة. وقال الشيخ في ذيل روايته في حد الكر، واعتباره في الركي وكيفية مساحة الركي المستدير غالبا. وهو زيدي، بتري متروك العمل بما يختص بروايته. قلت: تفرده في هذه الرواية بما يخالف الاصحاب مع انه زيدي بتري أوجب ترك العمل بروايته فيما يتفرد به فلا يدل على عدم وثاقته في الحديث ان لم يكن على الوثاقة في نفسه أدل إلا ان الوثوق برؤساء المذاهب الباطلة كما ترى محل نظر كما ذكر نظيره الشيخ (رحمه‌الله ) في رؤساء الواقفة.

٣٢٤

الحسن بن صدقة المدائني أخو مصدق بن صدقة

ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع)(١٦٨)، وأيضا مع أخيه(٣٢٠) وقال: وأخو الحسن رويا أيضا عن أبي الحسن (ع). وقال في أصحاب الكاظم (ع)(٣٤٧): الحسين بن صدقة ثقة. واستظهر في المجمع ان الحسين مصحف (الحسن) وهو غير بعيد. وذكره البرقي في أصحاب الكاظم (ع)(٥٠). وروى الشيخ في التهذيب ج ٢ / ٣٤٥ باسناده عن عمرو بن سعيد عن الحسن بن صدقة قال قلت لابي الحسن الاولعليه‌السلام : أسلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الركعتين الاوليين الحديث، وروى عنه عنه (ع) كثيرا. وروى عن أبي الحسن الرضا (ع). عنه عنه محمد بن سعيد المدائني: التهذيب ج ٧ / ١١٧ ذكرناه في طبقات أصحابه. قال في الخلاصة (٤٥) بعد ذكره: قال إبن عقدة: أخبرنا علي ابن الحسن قال: الحسن بن صدقة المدائني أحسبه أزديا، وأخوه مصدق رويا عن أبي عبدالله وابي الحسنعليهما‌السلام ، وكانوا ثقات. وفي تعديله بذلك نظر والاولى التوقف إنتهى. قلت: توقف العلامةرحمه‌الله في تعديله إنما هو لاجل إعتباره العدالة في الحجية وهي لا تجتمع مع كون إبن عقدة زيديا وعلي بن الحسن بن فضال فطحيا وإن كانا ثقتين. وح فعلى ما هو التحقيق من كفاية الوثاقة فتثبت وثاقته برواية ابن عقدة عن إبن فضال توثيقه، هذا مضافا إلى توثيق الشيخ له في أصحاب الكاظم (ع) على ما تقدم.

٣٢٥

وليس مرجع الضمير في قوله: " وكانوا ثقات " الحسن وأخوه فقط فيكون في الجمع تجوزا كما عن ثاني الشهيدينقدس‌سره ما، ولا هما مع أبيهما كما ذكره بعض من تأخررحمه‌الله إذ ليست الترجمة مسوقة لبيان حاله، بل مرجع الضمير ما أشار إليه العلامة في أخيه مصدق(١٧٣) بقوله: قال الكشي: مصدق بن صدقة، ومعاوية بن حكيم، ومحمد بن الوليد الخزاز، ومحمد بن سالم بن الحميد هؤلاء كلهم فطحية. وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول. بعضهم أدرك الرضا (ع) وكلهم كوفيون. وروى إبن عقدة عن علي بن الحسن قال: الحسن بن صدقه المدائني أحسبه أزديا وأخوه مصدق رويا عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام وكانوا ثقات. وقد وثقه إبن داود(١٠٨).

الحسن بن عباد

ذكره الشيخ في أصحاب الرضاعليه‌السلام (٣٧٤) ويظهر مما عن الراوندي في الخزائن مدحه قوله: وكان كاتب الرضا (ع).

الحسن بن عبدالله القمي

ذكره العلامة في الخلاصة(٢١٢) وقال: يرمي بالغلو.

قلت: الطاهر انه الحسين بن عبيد الله القمي الذكري ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع)(٤١٣) وقال يرمى بالغلو. ويأتي ذكره بل يحتمل اتحاده مع الحسين بن عبيد الله السعدي القمي فلا حظ.

٣٢٦

الحسن بن عبدالله ابوعلي عم الرافعي

إرشاد المفيد(٢٩٢) اخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد يعقوب عن (اصول الكافي ج ١ / ٣٥٢) علي بن ابراهيم عن ابيه عن محمد بن فلان الرافعي قال: كان لي إبن عم يقال له: الحسن بن عبدالله، وكان زاهدا، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان يتقيه السلطان لجده في الدين واجتهاده، وربما استقبل السلطان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يبغضه، فكان يحتمل ذلك له لصلاحه، فلم تزل هذه حاله حتى دخل يوما في المسجد وفيه ابوالحسن موسى (ع) فأومأ إليه فأتاه، فقال له: يا أبا علي ما أحب إلي ما انت عليه وأسرني به الا انه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة (وذكر الحديث بطوله وفي آخره ذكر توفيقه لمعرفة هذا الامر لاية رآها من ابي الحسنعليه‌السلام قال:) فأقر به (ع) ثم لزم الصمت والعبادة، فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك. أقول: ورواه بطوله مع تفاوت يسير محمد بن الحسن الصفار(٢٥٤) عن ابراهيم بن اسحاق عن محمد بن فلان الرافعي قال: كان لي ابن عم الحديث بطوله. ذكرناه في طبقات اصحابه (ع) وفي كتابنا في أخبار الرواة.

الحسن بن علوية أبومحمد القماص

أبوعمرو الكشي في ترجمة يونس بن عبدالرحمان(٣٠١ / ٨): وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا محمد

٣٢٧

القماص الحسن بن علوية الثقة يقول: سمعت الفضل بن شاذان يقول حج يونس أربعا وخمسين حجة واعتمر أربعا وخمسين عمرة وألف ألف جلد ردا على المخالفين الحديث.

الحسن بن علي الحضرمي

ذكره الشيخ في الفهرست(٥٢) وقال: له كتب، وروايات. اخبرنا بها أحمد بن عبدون عن ابي عبدالله احمد بن ابراهيم الصيمري عن ابي الحسين علي بن يعقوب الكسائي عن الحسن بن علي الحضرمي.

قلت: طريقه ضعيف بالكسائي المجهول.

الحسن بن علي الحناط

ذكره الشيخ في (من لم يرو عنهم) من رجاله(٤٦٢) وقال: رازي فاضل.

قلت: وفي النسخة المطبوعة (الخياط). قال ابن داود(١١١): الحسن بن الخياط بالخاء المعجمة والياء المثناة تحت. لم (جخ) فاضل.

الحسن بن علي الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب (ع) الملقب بالافطس

كان صاحب راية محمد بن عبدالله صاحب النفس الزكية، وكان بينه وبين ابي عبدالله (ع) كلام، وحمل على ابي عبدالله (ع) بالشفرة

٣٢٨

يريد قتله وغيره ذلك من ذموم وردت فيه ذكرها اصحاب السير وعلماء الانساب كالبخاري في سر السلسلة وابن عنبة في عمده الطالب ومشايخ الحديث منهم الكليني والشيخ اوردناها مستوفاة في كتابا في أخبار الرواة.

الحسن بن علي الكلبي

ذكره الشيخ في الفهرست(٥١) وقال: له روايات، ثم رواها عن احمد بن عبدون عن الانباري عن حميد عن ابراهيم بن سليمان عنه قلت: تقدم في الحسين بن علوان الكلبي ص ١١١ احتمال اتحاده معه وكذا مع الحسين بن علي الكلبي الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) وعليه فقد وثقه النجاشي كما تقدم.

الحسن بن علي الوجناء النصيبي

كان له احتجاج مع محمد بن الفضل الموصلي الشيعي الذي ينكر وكالة أبي القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه في سنة سبع وثلثمائة وأثبتها بكر امة صدرت منه رواه الشيخ في الغيبة(١٩٢) ويأتي الكلام في اتحاده مع الحسن بن الوجناء أبي محمد النصيبي، والحسن ابن محمد بن الوجناء أبي محمد النصيبي في ترجمة محمد بن احمد بن عبدالله بن خانبة(٩٣٧) تبعا للماتن (ره) لا

الحسن بن علي أبومحمد الهمداني

روى الشيخ في الوصية لاهل الضلال من التهذيب ج ٩ / ٢٠٤ عن محمد بن علي بن محبوب عن أبي محمد الحسن بن علي الهمداني عن ابراهيم بن محمد قال: كتب أحمد بن هلال إلى أبي الحسنعليه‌السلام .

ثم قال: فأول ما في هذا الخبر انه ضعيف الاسناد جدا لان رواته كلهم مطعون علهيم وخاصة صاحب التوقيع احمد بن هلال.

٣٢٩

الحسن بن عمار

ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٤) واصحاب الصادقعليه‌السلام (١٨٣).

وفي كتاب العقل من اصول الكافي ج ١ / ٢٨: عدة من اصحابنا عن عبدالله البزاز عن محمد بن عبدالرحمان بن حماد عن الحسن بن عمار عن ابي عبداللهعليه‌السلام . قلت: لا يبعد اتحاده مع الحسن بن عمارة الاتي. ولذلك ذكرناه في المقام اذ لم نقف على شئ في حاله فبناء‌ا على عدم الاتحاد هو مجهول الحال

الحسن بن عمار الدهان

روى في الدعاء للكرب من أصول الكافي ج ٢ / ٥٥٦ باسناده عن ابن محبوب عن الحسن بن عمار الدهان عن مسمع عن أبي عبدالله (ع). قلت لايبعد اتحاده مع الحسن بن عمارة الاتي فلاحظ.

الحسن بن عمارة الكوفي

ذكره الشيخ في أصحاب السجاد (ع)(٨٨)، وفي اصحاب الباقر (ع)(١١٥) وقال بدل (الكوفي): (عامي)، وذكره البرقي في اصحاب الباقر (ع)(١٣)، وايضا في اصحاب الصادق ممن أدرك أبا جعفرعليهما‌السلام (١٧) وزاد في الثاني: (كوفي). روى أبومالك الجهني عنه عن أبي جعفرعليه‌السلام أضحية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما في التهذيب ج ٥ / ٢٠٥، ووشراء كسوة الكعبة للتكفين بها كما في التهذيب ج ١ / ٤٣٦. وذكره البرقي والشيخ في أصحاب الصادق (ع) وقال الشيخ في(١٦٦): الحسن بن عمارة بن المضرب أبومحمد البجلي الكوفي، اسند عنه. وروى الحسن بن عمارة عن اصحاب أبي عبدالله عنه (ع): منهم مسمع عنه عنه عنه (ع) الحسن بن محبوب كمافي فضل الزراعة من الكافي ج ١ / ٤٠٤. وفى وديعة التهذيب ج ٧ / ١٨٠ عن ابن محبوب عن الحسن بن عمارة عن أبيه عن مسمع أبي سيار قال قلت لابي عبدالله كنت الحديث. قلت: يحتمل كون روايته في الكافي ايضا عن أبيه عن مسمع بقرنية هذه الرواية. ويحتمل اتحاده مع الحسن بن عمار الدهان المتقدم بقرينة من روى عنه، ومن روى هو عنه فلا حظ. وذكره العامة في رجالهم فقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٢

٣٣٠

٣٣١

/ ٥١٣: الحسن بن عمارة (ت، ق) الكوفي الفقيه مولى بجيلة. عن ابن أبي مليكة، وعمرو بن مرة، وخلق، وعنه السفيانان، ويحيى القطان. ثم ذكر عن جماعة تضعيفه ثم قال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان من كبار الفقهاء في زمانه. ولى قضاء بغداد. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٧ / ٣٤٥ قائلا: الحسن بن عمارة ابن المضرب ابومحمد الكوفي مولى بجيلة حدث عن الزهري والحكم بن عتيبة (ثم ذكر مشايخه، ومن روى عنه إلى ان قال): ولى الحسن بن عمارة القضاء ببغداد في خلافة المنصور. قلت: وذكر هناك احاديث في توليه القضاء ثم ذكر ما ورد فيه من المدح بأنه فقيه، شيخ صالح، رجل صدوق صالح، وغير ذلك، وما ورد فيه من الذم بأنه كذاب، وغير ذلك، ثم ذكر تاريخ وفاته كما تقدم.

الحسن بن عمر بن زيد

قال ابن داود في رجاله (١١٥) الحسن بن عمر بن زيد، وأخوه الحسين (ضا) (جخ) ثقتان. قلت: الموجود في اصحاب الرضا (ع) من رجال الشيخ(٣٧٢): الحسن بن يزيد. و(٣٧٣): الحسين بن عمر بن يزيد ثقة. والتوثيق يخص بأخيه الحسين، على أن اتحاد الحسن بن زيد مع الحسن بن عمر بن يزيد وان كان ممكنا الا أنه لاشاهد عليه وسيأتي ذكر أخيه انشاء الله.

٣٣٢

الحسن بن الفضل بن زيد اليماني

كان لابيه كتاب إلى الناحية المقدسة، ولما زار الحسن العراق، وعزم على نفسه ان لا يخرج إلا عن بينة من أمره ونجاح بحوائجه وإن نفد ما عنده حتى يتصدق فبقى وطالت المدة ثم خاف أن يفوته الحج ثم جاء إلى محمد بن أحمد يسئله في أمره إلى ان تشرف بزيارة مولانا الحجة صلوات الله عليه، فنظر إليه وضحك، وقال: لا تغم فانك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما، فاطمئن بذلك وسكن قلبه ولما ورد العسكر خرج إليه صرة فيها دنانير وثوب إلى آخر حديثه وكان في ذلك له مكاتبة وتوقيع. ذكر حديثه بطوله المشايخ الكليني في باب مولد الحجة (ع) ج ١ / ٥٢٠ والصادوق في اكمال الدين والمفيد في الارشاد(٣٥٣) وذكره الشيخ في الغيبة ملخصا(١٧١) ذكرناه بطوله في طبقات أصحابه (ع) وفي كتابنا أخبار الرواة.

الحسن بن القاسم

ذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع) (٣٧٤). وقال ابن عمرو الكشي(٣٧٦): ما روي في الحسن بن القاسم من أصحاب الرضاعليه‌السلام . حدثني حمدويه قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثني الحسن بن القاسم قال: حضر بعض ولد جعفر (ع) الموت فأبطأ عليه الرضا (ع) قال: فغمني ذلك لابطائه على عمه محمد (أي محمد بن جعفر (ع))

٣٣٣

قال: ثم جاء، فلم يلبث أن قام قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها تقوم وتدعه فقال: أين تدفن فلانا؟ يعني الذي هو عندهم قال فو الله ما لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا. قال الحسن الخشاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به. وعنونه في جامع الرواة ثم ذكر خبر الكشي المتقدم وقال: عنه احمد ابن محمد بن سعيد في (يب) في باب علامة شهر رمضان. الظاهر ان رواية احمد بن محمد بن سعيد عنه مرسلة لبعد زمانهما كثيرا والله أعلم. قلت: وتبعه غير واحد ممن تأخر بلا نكير منهم عليه. وهناك كلام من جهات. الاولى ان ما رواه الكشي باسناده عن الحسن بن القاسم في مرض محمد بن جعفر (ع) وعيادة ابي الحسن الرضا (ع) له ثم إخباره بوفات الباكي عليه وهو اسحاق بن جعفر (ع) أخوه، وبرء محمد بن مرضه، قد رواه الصدوق في العيون ج ٢ / ٢٠٦ بطريقين، والاربلي في كشف الغمة ج ٣ / ٩٣ فيما أخبره (ع) بوقوعه عن الحسن بن أبي الحسن (ع) يعني به الحسن بن موسى بن جعفر (ع) مع تفاوت يسير قال: وعن الحسن بن أبي الحسن قال: اشتكى عمي محمد بن جعفرعليه‌السلام شكاة شديدة حتى خفنا عليه الموت، فدخل عليه ابوالحسن الرضا (ع) ونحن حوله نبكي من بنيه، وإخوتي، وعمي اسحاق عند رأسه يبكي وهو في حالة شديدة، فجاء فجلس في ناحية ينظر إلينا، فلما خرج تبعته فقلت له: جعلت فداك دخلت على عمك وهو في هذا الحال ونحن

٣٣٤

نبكي واسحاق عمك يبكي فلم يكن شئ، فقال لي: أرأيت هذا الذي يبكي عند رأسه سوف يبرأ هذا من مرضه ويقوم، ويموت هذا الذي يبكي عليه، فقام محمد بن جعفر (ع) من وجعه، واشتكى اسحاق ومات وبكى عليه محمد. ولما خرج محمد بن جعفر (ع) بمكة ودعا لنفسه وسمى بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة ودخل عليه ابوالحسن الرضا (ع) فقال: ياعم الحديث ثم ذكر قدوم الجلودي وانه لقيه فهزمه واستأمن إليه محمد بن جعفر ثم صعد المنبر فخلع نفسه وقال ان هذا الامر للمأمون وليس لي فيه حق ثم خرج إلى خراسان فمات بمرو ورواه في العيون ج ٢ / ٢٠٧ مع تفاوت. وقال المفيد في الارشاد(٢٨٧) وتوفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون الخ ثم ذكر حديث تشييع جنازته بطوله.

وذكر ابوالفرج في مقاتل الطالبيين حديث تشييع جنازته(٢٦٠). الثانية ان ما رواه الكشي حسن سندا بالحسن بن موسى الخشاب أن لم يكن قوله: (فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به) عولا على إخبار الحسن بن القاسم به والا فهو مجهول الحال لايثبت ما حكاه بقوله، هذا مع ان الخير وان تم سنده فهو قاصر الدلالة على وثاقته إذ معرفته بهذا الامر لا تلازم وثاقته. الثالثة ان ما ذكره في جامع الرواة واستصوبه من تأخر بلانكير منهمرحمهم‌الله من رواية الشيخ في التهذيب باسناده عن ابن عقدة عن الحسن بن القاسم المذكور ثم التنبيه على ان روايته عنه مرسلة بحذف الواسطة، فغير مستقيم. أما أولا فلا مكان رواية ابن عقدة المولود(٢٤٩) المتوفى(٣٣٣) عمن أدرك أبا الحسن الرضا (ع) حيث مضى مسموما ٢٠٢، او

٣٣٥

(٢٠٣)، أو ٢٠٦ ولكنه مع امكانها فكون المراد بالحسن بن القاسم في الحديث هومن ذكره الكشي لاشاهد له بل الظاهر غيره كما يأتي. وثانيا ان ما نسبه إلى التهذيب من رواية ابن عقدة عن الحسن ابن القاسم، فغير ظاهر، اذا لموجود في الباب المذكور منه ج ٤ / ١٦٦ / ٤٧٢ هكذا: أبوالحسن محمد بن احمد بن داود قال اخبرنا احمد بن محمد ابن سعيد عن أبي الحسن بن القاسم عن علي بن ابراهيم قال حدثني احمد بن عيسى بن عبدالله الحديث، وهكذا رواه في الوافي أيضا ولكن في الوسائل: وعنه عن احمد بن محمد بن سعيد عن الحسين (الحسن) بن القاسم عن علي بن ابراهيم الخ.

ثم ان الظاهر كون المراد بأبي الحسن بن القاسم الذي روى عنه احمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة: هو علي بن القاسم أبوالحسن البجلي الذي روى قرائة عليه ابن عقدة عنه عنا بي الحسن علي بن ابراهيم بن المعلى البزاز التيمي، كما تقدم في ج ١ / ١٧٤ رواية النجاشي باسناده عن ابن عقدة عنه عنه عن عمر بن محمد كتاب ابن ابي رافع. وهنا احتمال ثالث: وهو كون المراد بالحسن بن القاسم في التهذيب على ما ذكره في جامع الرواة وما هو ظاهر الوسائل ايضا بل وبأبي الحسن بن القاسم على ماهو موجود في التهذيب المطبوع وفي الوافي الحسن ابن القاسم بن الحسين البجلي. إذ تقدم في ترجمة الحسن بن جعفر بن الحسن(٦٨) رواية النجاشي باسناده عن ابن عقدة قال حدثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي قراء‌ة عليه في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومأتين قال حدثنا محمد بن عبدالله بن صالح البجلي الخشاب الخ. وقد تقدم في ج ١ / ١٧٦ رواية كتاب ابن أبي رافع ايضا عن ابن عقدة عن الحسن بن القاسم عن معلى عن عمر بن محمد بن عمر الخ.

٣٣٦

وروى الشيخ في الفهرست (٩٤) باسناده عن ابن عقدة عن الحسن بن القاسم البجلي عن علي بن ابراهيم بن المعلى التيمي عن عمر ابن محمد كتاب الاقضية لعلي بن عبدالله الله بن محمد بن عمر.

وروى الصدوق في (معاني الاخبار)(١٩٧) عن محمد بن ابن ابراهيم بن اسحاق قال حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن القاسم قراء‌ة قال حدثنا علي بن ابراهيم المعلي الخ. بل يمكن القول بأن من روى عنه ابن عقدة في جميع هذه الموارد هوعلي بن القاسم البجلي ويكنى بأبي الحسن على ما قيل به في تكنية المسمين ب‍ (علي) غالبا، بقرينة رواية ابن عقدة عنه وروايته عن على بن إبراهيم بن المعلى البزاز التيمي وعلى هذا فيلتزم بالتصحيف في جملة من هذه الاسانيد وان (الحسن بن القاسم) فيها مصحف (أبي الحسن بن القاسم)، كما ان ما تقدم في ج ١ / ١٧٦ عنه عن الحسن بن القاسم قال حدثنا معلى الخ فيه تصحيف عن (حدثنا علي ابن ابراهيم بن المعلى) بقرينة ما تقدم عنه قبله وعن الفهرست وغيره. هذا ما خلج ببالي القاصر في المراد بالحسن بن القاسم في رواية التهذيب ولم أقف على من تنبه به والله الهادي إلى الصواب.

الحسن بن القاسم بن العلاء

كان أبوه القاسم بن العلاء لقى مولا أبا الحسن وأبا محمد العسكريينعليهما‌السلام ، وقد عمر مائة وسبع عشرة سنة، وكان صحيح العينين ثمانيين وحجب بعد الثمانيين، ودرت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام، ولا تنقطع عنه توقيعات مولانا صاحب الزمان

٣٣٧

عليه‌السلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده علي أبي القاسم الحسين بن روح السفيرين قدس الله روحهما ثم انقطعت عنه مدة نحوا من شهرين ثم جائه كتاب فيه نعيه ومعه ثياب كفنه وكان وكيلا للناحية المقدسة، وكان ابنه الحسن يشرب الخمر فلما مرض أبوه إلتفت القاسم إليه فقال له: إن الله منزلك منزلة ومرتبك مرتبة فاقبلها بشكر، فقال له الحسن يا أبة قد قبلتها، قال القاسم على ماذا؟ قال: ما تأمرني به ياأبه قال: على ان ترجع عما أنت عليه من شرب الخمر، قال الحسن: يا أبة وحق من أنت في ذكره لارجعن عن شرب الخمر ومع الخمر أشياء لا تعرفها فرفع القاسم يده إلى السماء وقال: اللهم ألهم الحسن طاعتك وجنبه معصيتك ثلاث مرات. ثم أوصاه وكان فيما أوصاه أن قال: يا بني إن أهلت لهذا الامر - يعني الوكالة لمولانا فتكون قوتك من نصف ضيعتي. فلما توفى ورد من مولانا (ع) على الحسن كتابة تعزية وفي آخره دعاء: ألهمك الله طاعته وجنبك معصيته وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه، وكان آخره قد جعلنا أباك اماما لك وفعاله لك مثالا.

رواه الشيخ في حديث طويل في الغيبة ص ١٨٨ عن المفيد والحسين بن عبيدالله عن محمد بن احمد الصفواني وقد أخبر بذلك بطوله فلا حظ.

٣٣٨

الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب أبوعلي البجلي السراد، ويقال له الزراد

نسبه: قال الكشي(٣٦٠) علي بن محمد القتيبي قال حدثني جعفر بن محمد بن الحسن بن محبوب نسبه (نسب ظ) جده الحسن بن محبوب: ان الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب، وكان وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبدالله البجلي زرادا، فصار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسئله ان يبتاعه، فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ذكر وفاته كما يأتي وقال: وكان آدم شديد الادمة أنزع سباطا. خفيف العارضين ربعة (أربعة خ) من الرجال يجمع من وركه الايمن. قلت: فيما ذكره في نسبه ايماء بمدحج ابن محبوب بنسبه وبيته المرفوع قدرها بحسن معرفتهم بأهل البيت وولائهم فقد خدم وهب في بيت جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الجليل الذي ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب وابن حجر في الاصابة وغيره بمكانته في الصحابة وفي الاسلام ووجاهته عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكره الشيخ في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان رسوله امير المؤمنين (ع) إلى معاوية كان ذكره الشيخ في رجاله(١٣) والعامة في كتبهم. وروى الطبراني عن عليعليه‌السلام قال فيه: (جرير منا أهل البيت).

٣٣٩

ذكره في الاصابة.كل ذلك إلى أن صار وهب في خدمة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى ذلك صار نشو هذا البيت حتى ربي الحسن بن محبوب في حجر والده محبوب المخلص في ولاء أهل البيت (ع) وفي نشر آثارهم وعلومهم. قال الكشي: سمت أصحابنا ان محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا: قلت: وقد روى الحسن عن ابن رئاب كثيرا. ثم أنه لم أقف لمحبوب والده ترجمة ولا رواية. والعجب من بعض المتأخرين (قده) في تنقيح المقال قال: محبوب والد الحسن بن محبوب. لم يعلم أن أحد المذكورين والده أو أنه غير هؤلاء وانه غير مذكور في الرجال واحتمل بعضهم كون والد الحسن هو محبوب بن حسان المذكور ولم يثبت إنتهى. قلت: لم يذكررحمه‌الله في المسمين ب‍ (محبوب) بن وهب ولم يحتمل أنه والد الحسن مع أنك عرفت تصريح حفيده بنسبه. وأما محمد بن الحسن بن محبوب فقد ذكره الشيخ في أصحاب الجواد (ع) وذكرناه في طبقات أصحابه (ع). وأما حفيده جعفر بن محمد بن الحسن بن محبوب فلم أقف له على ترجمة ولا ذكر إلا في هذه الرواية.

لقبه: قال الكشي(٣٦١): أحمد بن علي القمي السلولي قال حدثني الحسن بن خرذاذ عن الحسن بن علي بن النعمان عن احمد بن محمد

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ، ذاك أبو الحسن والحسين (ع).

والتفت مدير شرطة زياد الى صيفي منكرا عليه مقاله ليتقرب الى ابن سمية قائلا :

« يقول لك الأمير : هو ابو تراب ، وتقول أنت : لا؟!! »

فنهره صيفي ورد عليه وهو غير معتن به ولا بأميره قائلا :

« وإن كذب الأمير أتريد أن اكذب وأشهد له على باطل كما شهد! »

فثار ابن سمية وانتفخت اوداجه غضبا ، فقال له :

« وهذا أيضا مع ذنبك ».

والتفت الى شرطته وهو مغيظ فقال لهم : « علي بالعصا » فأتى بها فالتفت الى صيفي :

« ما قولك؟ ».

فقال له بكل شجاعة وايمان :

« أحسن قول أنا قائله فى عبد من عباد الله المؤمنين. »

وأمر زياد جلاوزته بضرب عاتقه حتى يلصق بالأرض ، فبادروا إليه وضربوه ضربا عنيفا حتى وصل عاتقه الى الأرض ، ثم أمرهم بالكف عنه والتفت إليه :

« إيه ما قولك فى علي؟ »

وأصر بطل العقيدة على ايمانه فقال :

ـ والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني.

ـ لتلعننه أو لأضربن عنقك!

ـ إذا تضربها والله قبل ذلك فان أبيت إلا أن تضربها. رضيت

٣٦١

بالله وشقيت أنت!

« ادفعوا في رقبته ».

ثم أمر به ثانيا أن يوقر في الحديد ويلقى فى ظلمات السجون(1) وأخيرا بعثه مع حجر فاستشهد معه في مرج عذراء.

ج ـ قبيصة بن ربيعة :

ومن جملة أصحاب حجر الذين أرهقهم زياد قبيصة بن ربيعة العبسي فقد بعث إليه مدير شرطته شداد بن الهيثم فهجم عليه خفية فلما أحس به قبيصة أخذ سيفه ووقف للدفاع عن نفسه ولحق به فريق من قومه فقال مدير الشرطة الى قبيصة مخادعا :

« أنت آمن على دمك ومالك ، فلم تقتل نفسك؟ »

ولما سمع بذلك اصحابه انخدعوا فلم يحاموا عنه ولم ينقذوه لأن خوفهم من سلطة زياد كان اشد وقعا في نفوسهم من خطر الموت ، فاندفعوا قائلين :

« قد امنت فعلام تقتل نفسك وتقتلنا معك؟ »

ولم يذعن لمقالة اصحابه وذلك لعلمه بغدر الأمويين وعدم وفائهم بالعهد والوعد فقال لهم :

« ويحكم إن هذا الدعي ابن العاهرة ، والله لئن وقعت فى يده لا افلت ابدا أو يقتلني ».

ـ كلا.

ولما لم يجد بدا من ذلك وضع يده في ايديهم وأخذ اسيرا الى زياد فلما مثل عنده قال له :

« أما والله لأجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء »

__________________

(1) الطبري 4 / 198 ، الكامل 3 / 139.

٣٦٢

ـ إني لم آتك إلا على الأمان.

ـ انطلقوا به الى السجن(1) .

لقد نقض زياد الأمان وخاس بالميثاق ، ثم أمر به أن يحمل مع حجر وأصحابه الى مرج عذراء ، فحمل معهم ، فلما انتهت قافلتهم الى جبانة ( عرزم ) وكانت فيها داره ، نظر إليها وإذا بناته قد أشرفن من أعلا الدار ينظرن إليه ، وهن يخمشن الوجوه ، ويخلطن الدموع بالدعاء ، قد أخذتهن المائقة ، ومزق الأسى قلوبهن ، فلما نظر الى ذلك المنظر الرهيب طلب من الشرطة الموكلة بخفارته أن يسمحوا له بالدنو من بناته ليوصيهن بما أراد ، فسمحوا له بذلك ، فلما دنا منهن علا صراخهن فأمرهن بالسكوت والخلود الى الصبر ، وأرضاهن بوصيته التي مثلت الإيمان والرضا بقضاء الله قائلا :

« اتقين الله عز وجل ، واصبرن ، فاني أرجو من ربي في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهي السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية ، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مئونتكن هو الله تعالى ، وهو حي لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن ، وأن يحفظني فيكن ».

ثم ودعهن وانصرف ، ولما رأى من معه شجو بناته وما داخلهن من الفزع والمصاب رقّوا لهن ، ثم رفعوا أيديهم بالدعاء والابتهال الى الله تعالى طالبين منه العافية والسلامة الى قبيصة فانبرى إليهم قائلا :

« إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي حيث لا ينصرونني »(2) .

__________________

(1) تاريخ الطبري 6 / 149.

(2) نفس المصدر.

٣٦٣

أراد بذلك عدم نصرة قومه وخذلانهم له ، وان ذلك أشد وقعا على نفسه من هلاكه ، وسار قبيصة مع حجر الى مرج عذراء فاستشهد معه ، وأما بقية اصحاب حجر الذين استشهدوا معه فلم نعثر على معلومات وافية عنهم ، ونشير الى أسمائهم وهم :

شريك بن شداد الحضرمي.

كدام بن حيان العنزي.

محرز بن شهاب التميمي.

وهؤلاء الحماة الذين قدموا نفوسهم ضحايا للعقيدة ، وقرابين للحق

كانوا من خيار المسلمين ومن صالحائهم ، قد ساقتهم السلطة الأموية الى ساحة الإعدام ، فاستباحت دماءهم ، لا لذنب اقترفوه ، سوى مودتهم للعترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم في لزوم مراعاتها ومودتها.

صدى الفاجعة :

وذعر المسلمون لهذا الحادث الخطير ، وعم السخط جميع ارجاء البلاد لأن حجرا من أعلام الإسلام ، ومن خيار صحابة النبيّ (ص) ، وقد انتهكت في قتله حرمة الإسلام ، لأنه لم يحدث فسادا في الأرض ، وإنما رأى منكرا فناهضه ، وجورا فناجزه ، رأى زيادا يؤخر الصلاة فطالبه باقامتها ورآه يسب امير المؤمنين فطالبه بالكف عنه ، فقتل من اجل ذلك ، وقد اندفعت الشخصيات الرفيعة في العالم الإسلامى الى اعلان سخطها على معاوية والى الإنكار عليه ، ومن الخير ان نذكر بعضهم ونستمع الى نقدهم وهم :

أ ـ الإمام الحسين (ع).

ورفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية أنكر فيها

٣٦٤

اشد الإنكار على ما ارتكبه من قتل حجر واصحابه الأبرار وهذا نصها :

« الست القاتل حجرا اخا كندة ، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ولا يخافون فى الله لومة لائم؟ قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت اعطيتهم الإيمان المغلظة ، والمواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث ، كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم »(1) .

لقد انكر الإمام (ع) برسالته على معاوية استباحته لدم حجر واصحابه المثاليين الذين انكروا الظلم وناهضوا الجور ، واستعظموا البدع وقد قتلهم ظلما وعدوانا ، بعد ما أكد على نفسه واعطاهم المواثيق المؤكدة ان لا يأخذهم بحدث ولا بإحنة فيما مضى ، ولكن ابن هند قد خاس بذلك ولم يف به.

ب ـ عائشة :

ومن جملة المنكرين على معاوية عائشة ، فقد دخل عليها في بيتها بعد منصرفه من الحج فقالت له :

« أأمنت ان اخبأ لك من يقتلك؟ »

فقال لها مخادعا :

« بيت الأمن دخلت ».

ـ اما خشيت الله في قتل حجر واصحابه؟(2) .

وكانت دوما تتحدث عن مصاب حجر فقد حدثت عما سمعته من رسول الله (ص) فى فضله قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول :

__________________

(1) البحار 10 / 149.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٥

سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء »(1) وقالت منددة بأهل الكوفة : « أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجرا وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام ، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنه قد ذهب الناس ، أما والله إن كانوا لجمجمة العرب عزا ومنعة وفقها ولله در لبيد حيث يقول :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجرب

لا ينفعون ولا يرجى خيرهم

ويعاب قائلهم وان لم يشغب(2)

ج ـ الربيع بن زياد :

ومن الناقمين على معاوية الربيع بن زياد البصري(3) عامله على خراسان فانه لما سمع بالنبإ المؤلم طاش لبّه وذهبت نفسه حسرات فقال والحزن باد عليه :

« لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ـ أي بعد مقتل حجر ـ ولو نفرت عند قتله لم يقتل واحد منهم صبرا. ولكنها أقرت فذلت!! »

إن أهل الكوفة لو منعوا السلطة الأموية من قتل حجر وأصحابه لما

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 55 ، الاصابة 1 / 314.

(2) الاستيعاب 1 / 357.

(3) الربيع بن زياد بن أنس الحارثي البصري كان عاملا لمعاوية على خراسان وكان كاتبه الحسن البصري ، روي عن أبي بن كعب ، وعن جماعة وروى عنه قوم ، توفي سنة 51 ، جاء ذلك في تهذيب التهذيب 3 / 43 ، وجاء في الاصابة 1 / 491 ، ان الربيع وفد على عمر بن الخطاب فقال له : يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمّة إلا ببلية ابتليت بها ، ولو أن شاة ضلت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة ، فبكى عمر حينما سمع منه هذا الكلام.

٣٦٦

تمكن الأمويون من قتل أحرارهم وأخيارهم ، ولكنهم رضوا بالخمول والذل وكرهوا الموت في سبيل الله ، فهان أمرهم وذلوا ، وعمل فيهم الأمويون ما أرادوا من اخضاعهم للذل والهوان.

وبقي الربيع ذاهل النفس ، خائر القوى ، قد مزق الأسى قلبه ، فلما صار يوم الجمعة صلى بالناس صلاة الجمعة ، وبعد الفراغ منها خطب الناس فقال فى خطابه :

« أيها الناس ، إني قد مللت الحياة وإني داع فأمنوا » ثم رفع يديه بالدعاء فقال :

« اللهم ، إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل ».

فاستجاب الله دعاءه فما فارق المجالس حتى وافاه الأجل المحتوم(1) .

د ـ الحسن البصري :

وعدّ الحسن البصري قتل حجر إحدى الموبقات الأربعة التي ارتكبها معاوية ، فقال فيما يخص حجرا :

« ويل له من حجر وأصحاب حجر مرتين »(2) .

ه ـ عبد الله بن عمر :

لقد ذعر ابن عمر حينما علم بمقتل حجر ، فقد أخبر بقتله وهو بالسوق وكان محتبى فأطلق حبوته وولى وهو يبكي أشد البكاء وأمرّه(3) .

و ـ معاوية بن خديج :

__________________

(1) الكامل 3 / 195.

(2) ذكرنا حديثه بكامله مع ترجمته فى فصول هذا الكتاب.

(3) الاصابة 1 / 314.

٣٦٧

وانتهى الخبر المؤلم الى معاوية بن خديج(1) وكان في افريقية مع الجيش ، فقال لقومه الذين كانوا معه من كندة :

« ألا ترون أنا نقاتل لقريش ونقتل أنفسنا لنثبت ملكها ، وأنهم يثبون على بنى عمنا فيقتلونهم ».

لقد كان قتل حجر من الأحداث الكبار وكان صدعا في الاسلام وبلاء على عموم العرب ، وكان معاوية نفسه لا يشك فى ذلك فكان ينظر إليه شبحا مخيفا ويردد ذكره في خلواته ، وقد ذكره كثيرا في مرضه الذي هلك فيه فكان يقول : « ويلي منك يا حجر » وكان يقول : « يوم لي من ابن الأدبار ـ يعني حجرا ـ طويل » قال ذلك ثلاث مرات(2) .

نعم ، أن يومه لطويل من حجر وأمثاله من المؤمنين والصالحين الذين سفك دماءهم لا لذنب اقترفوه ، سوى حبهم لأهل البيت ، وهنا ينتهي بنا الحديث عن محنة حجر وأصحابه لنلتقي بزملاء له آخرين.

رشيد الهجري :

ورشيد الهجري يعد في طليعة رجال الإسلام ورعا وتقى وعلما وفضلا ، فقد تتلمذ فى مدرسة أمير المؤمنين ونال الكثير من علومه ومعارفه فكان (ع) يسميه ( رشيد البلايا ) وحدثت ابنته قنو قالت : سمعت أبي يقول :

__________________

(1) معاوية بن خديج بن جفنة السكوني ، وقيل الكندي : هو الذي قتل العبد الصالح الطيب محمد بن أبي بكر بأمر ابن العاص ، وقد غزا افريقية ثلاث مرات ، جاء ذلك في الاستيعاب 3 / 389.

(2) الطبري 6 / 156.

٣٦٨

« قال لي أمير المؤمنين ، يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ »

ـ يا أمير المؤمنين آخر ذلك الى الجنة؟

ـ يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.

وخرج رشيد مع أمير المؤمنين الى بستان فاستظلا تحت نخلة ، فقام صاحب البستان الى نخلة ، فأخذ منها رطبا وقدمه الى أمير المؤمنين فأكلعليه‌السلام منه ، فالتفت رشيد الى الإمام قائلا له :

« ما أطيب هذا الرطب!؟ »

ـ أما انك ستصلب على جذعها!!

فكان رشيد بعد حديث الإمام يتعاهد تلك النخلة التي أكل من رطبها فيسقيها ويتعبد تحتها واجتاز عليها يوما فرأى سعفها قد قطع فشعر بدنو أجله ، واجتاز عليها مرة أخرى فرأى نصفها قد جعل زرنوقا يستسقى عليه فتيقن بدنو الأجل المحتوم منه(1) ، وفي فترات تلك المدة الرهيبة بعث خلفه ابن سمية ، فلما حضر عنده قال له :

« ما قال لك خليلك إنا فاعلون بك؟ »

ـ تقطعون يديّ ورجليّ وتصلبونني.

ـ أما والله لأكذّبن حديثه ، خلّوا سبيله.

فخلت الجلاوزة سراحه ، فلما خرج قال زياد لجلاوزته : ردّوه ، فردوه إليه ، فالتفت له قائلا :

« لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك ، إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه » ، فامتثلت الجلاوزة أمره ، فقطعوا

__________________

(1) التعليقات على منهج المقال ص 140.

٣٦٩

يديه ورجليه وهو يتكلم ، فغاظ كلامه زيادا ، فقال لجلاوزته : اصلبوه خنقا ، فقال رشيد لهم : « قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه ـ أراد بذلك قطع لسانه ـ » فأمر ابن سمية بقطع لسانه ولما أرادوا قطع لسانه قال لهم : « نفسوا عني حتى أتكلم كلمة واحدة » ، فأعطوه ذلك ، فقال : « هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين (ع) أخبرني بقطع لساني » ، ثم قطع الجلاوزة لسانه(1) .

أي ذنب اقترفه هذا العابد العظيم حتى يستحق هذا التنكيل ويمثل به بدلك التمثيل الفظيع ، ولكن ابن سمية ومعاوية قد راما بذلك تصفية الحساب مع شيعة أهل البيت والقضاء على روح التشيع.

عمرو بن الحمق الخزاعي :

وكان عمرو بن الحمق يحمل شعورا دينيا قويا حيا ، وكان من خيرة

الصحابة في ورعه وتقواه ، وهو الذي سقى النبي لبنا فدعا له (ص) بأن يمتعه الله بشبابه ، فاستجاب الله دعاء نبيه فأخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء(2) .

وكان من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (ع) ومن خلص أصحابه ، وقد دعاعليه‌السلام له فقال : « اللهم نوّر قلبه بالتقى ، واهده الى صراطك المستقيم »(3) ، وكان (ع) يكبره ويجله ويقدمه على غيره ، فقد قال

__________________

(1) سفينة البحار 1 / 522 ، وقال الحافظ الذهبي في التذكرة قتل زياد رشيدا الهجري لتشيعه ، فقطع لسانه وصلبه.

(2) الاصابة 2 / 526.

(3) سفينة البحار 2 / 360.

٣٧٠

له : « ليت في جندي مثلك مائة ». وقال لأمير المؤمنين معربا له عن ولائه واخلاصه :

« يا أمير المؤمنين ، والله ما أحببتك للدنيا ولا للمنزلة تكون لي بها ، وإنما أحببتك لخمس خصال ، إنك أول المؤمنين إيمانا ، وابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعظم المهاجرين والأنصار ، وزوج سيدة النساءعليها‌السلام ، وأبو ذريته الباقية من رسول الله (ص) ، فلو قطعت الجبال الرواسي ، وعبرت البحار الطوامي في توهين عدوك وتلقيح حجتك لرأيت ذلك قليلا من كثير ما يجب علي من حقك »(1) .

وقد دلّ حديثه على عقيدته وإيمانه وعظيم ولائه لأمير المؤمنين (ع) ولاء يلتمس منه وجه الله ويبغي فيه الدار الآخرة.

ولما ولى زياد الكوفة وتتبع زعماء الشيعة ووجوههم خاف الخزاعي من سلطته الغاشمة ففرّ الى المدائن ومعه رفاعة بن شداد فمكثا فيها برهة من الزمن ثم هربا الى الموصل وقبل أن يصلا إليها مكثا في جبل هناك ليستجما فيه ، وبلغ بلتعة بن أبي عبد الله عامل معاوية أن رجلين قد كمنا في جبل من جبال الموصل فاستنكر شأنهما فسار إليهما مع فريق من أصحابه ، فلما انتهوا الى الجبل خرج إليهما عمرو ورفاعة ، فأما عمرو فقد كان مريضا لأنه قد سقي سما وليس عنده قوى يستطيع بها على خلاص نفسه فوقف ولم يهرب ، وأما رفاعة فقد كان في شرخ الشباب فاعتلى فرسه ثم التفت الى عمرو فقال له : « أقاتل عنك؟ ».

فنهاه عن ذلك وقال له :

« وما ينفعني أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت. »

__________________

(1) التعليقات ص 246.

٣٧١

ومضى رفاعة فهجم على القوم فأفرجوا له ، ثم خرجوا فى طلبه فلم يتمكنوا عليه لأنه كان راميا ، وأخذ عمرو أسيرا وطلبوا منه أن يعرفهم شخصيته فامتنع وقال لهم :

« أنا من إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضر لكم ».

وأصروا عليه أن يعرفهم نفسه ، فأبى ، فارتابوا من أمره ، فأرسلوه مخفورا الى عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي حاكم الموصل ، فلما رآه عرفه ورفع بالوقت رسالة الى معاوية عرفه بالأمر ، فأجابه :

« إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص(1) كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي عليه ، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ».

فأخرجه عبد الرحمن وأمر بطعنه تسع طعنات فمات في الاولى أو الثانية منها(2) ثم احتز رأسه وبعثه الى معاوية فأمر أن يطاف به في الشام وغيره فكان أول رأس طيف به في الإسلام(3) ثم أمر به أن يبعث الى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فجيء به فوضع فى حجرها وهي غافلة لا تعلم من أمره شيئا ، فلما بصرت به اضطربت حتى كادت أن تموت ثم قالت ودموعها تتبلور على وجهها :

« وا حزناه لصغره في دار هوان ، وضيق من ضيمه سلطان ، نفيتموه عني طويلا ، وأهديتموه إليّ قتيلا ، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية ، وأنا له اليوم غير ناسية ».

__________________

(1) المشاقص : جمع مفرده ـ مشقص ـ النصل العريض ، أو سهم فيه نصل عريض.

(2) تاريخ الطبري.

(3) الاستيعاب 2 / 517.

٣٧٢

ثم التفتت الى الحرسي فقالت له :

« ارجع به أيها الرسول الى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه ، أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك ».

ورجع الرسول الى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وغاظه كلامها فأمر باحضارها في مجلسه ، فجيء بها إليه فقال لها :

« أنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغنى؟ »

فانبرت إليه غير مكترثة ولا هيّابة لسلطانه قائلة :

« نعم ، غير نازعة عنه ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت فى الدعاء ان نفع الاجتهاد وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك!! »

فالتفت إياس بن حسل الى معاوية متقربا إليه :

« أقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها ».

فقالت له : « تبا لك ، ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه الى قتلي كما قتل زوجي بالأمس!!! إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ».

فضحك معاوية وقال متبهرا :

« لله درك اخرجي!! ثم لا أسمع بك في شيء من الشام ».

فقالت له : « وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها الى سكن ، ولقد عظم فيها ديني ، وما قرت فيها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة ».

وثقل كلامها على معاوية فأشار إليها ببنانه بالخروج ، فخرجت

٣٧٣

وهي تقول :

واعجبي لمعاوية يكف عنى لسانه ويشير الى الخروج ببنانه ، أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافد الحديد ، أو ما أنا بابنة الشريد ».

ثم خرجت من مجلسه(1) لقد كان قتل عمرو من الأحداث الجسام في الإسلام لأنه من صحابة النبي (ص) وقد عمد معاوية الى اراقة دمه فخالف بذلك ما أمر الله به من حرمة سفك دماء المسلمين إلا بالحق ، ولم يشف قتله غليل معاوية فقد أمر بأن يطاف برأسه في بلاد المسلمين وبعث به الى زوجته فروعها وكادت أن تموت من ألم المصاب ، وقد رفع الإمام الحسين (ع) من يثرب رسالة الى معاوية انكر فيها ارتكابه لهذا الحادث الخطير وهذا نصها :

« أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه ، واصفر لونه بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك ، واستخفافا بذلك العهد »(2) .

لقد اشاد الإمام بفضل عمرو فذكر أنه صاحب رسول الله (ص) وانه قد أبلت العبادة جسمه ، كما ذكر ان معاوية قد ابرم عهدا خاصا فى شأنه يتضمن أمنه وعدم البغي عليه ولكنه قد خاس بعهده ولم يف به.

__________________

(1) أعلام النساء 1 / 4.

(2) التعليقات ص 246.

٣٧٤

أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن من المنددين بالسياسة الأموية ، ومن الناقدين لسلطتهم ، وكان يذيع مساوئهم بين أوساط الكوفيين فبلغ ذلك زيادا فبعث في طلبه فاختفى أوفى واستعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى فشك في أمره فقال لمن معه :

« من هذا؟ »

ـ أوفى بن حصن.

ـ عليّ به.

فجيء به إليه فقال متبهرا : « أتتك بخائن رجلاه تسعى ». ثم التفت إليه قائلا :

ـ ما رأيك في عثمان؟

ـ ختن رسول الله (ص) على ابنتيه.

ـ ما تقول في معاوية؟

ـ جواد حليم.

ـ ما تقول فيّ؟

ـ بلغني أنك قلت بالبصرة : « والله لآخذن البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر »

ـ قد قلت ذلك.

ـ خبطتها خبط عشواء!!

ـ ليس النفاخ بشر الزمرة.

ثم أمر بقتله(1) ، إن نكران أوفى لسياسة زياد في ذلك الظرف

__________________

(1) الكامل 3 / 183.

٣٧٥

العصيب من اعظم الأعمال التي قام بها ، ومن أفضل الجهاد الذي عناه رسول الله (ص) بقوله : « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وأفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل تكلم عند سلطان جائر ، فأمر به فقتل »(1) .

جويرية بن مسهر العبدي :

وكان جويرية من خلّص أصحاب الإمام أمير المؤمنين ومن حملة حديثه ومن المقربين عنده فقد نظر إليه يوما فناداه : يا جويرية الحق بي فأني إذا رأيتك هويتك ، ثم حدثه ببعض أسرار الإمامة وقال له : « يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا فاذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما ابغضنا فاذا أحبنا فأحبه »(2) ، ودخل على أمير المؤمنين يوما وكان مضطجعا فقال له جويرية :

« أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ».

فتبسم أمير المؤمنين (ع) وانبرى إليه فأخبره بما يجري عليه من بعده من ولاة الجور قائلا :

« وأحدثك يا جويرية بأمرك ، أما والذي نفسي بيده لتعتلن(3) الى العتل الزنيم ، فليقطعن يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر »(4) .

وما دارت الأيام حتى استدعى ابن سمية جويرية فأمر بقطع يده ورجله

__________________

(1) النصائح ص 60.

(2) ابن أبي الحديد وقريب منه جاء في التعليقات ص 366.

(3) لتعتلن : أي لتجذبن.

(4) الكافر : القصير.

٣٧٦

ثم صلبه على جذع قصير(1) ، وقد ألف هشام بن محمد السائب كتابا فى فاجعة جويرية ورشيد وميثم التمار(2) .

عبد الله بن يحيى الحضرمي :

وكان عبد الله الحضرمى من أولياء أمير المؤمنين ومن صفوة أصحابه وكان من شرطة الخميس(3) وقد قال (ع) له يوم الجمل :

« أبشر يا عبد الله فانك وأباك من شرطة الخميس حقا لقد أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس(4) .

ولما قتل أمير المؤمنين (ع) حزن عليه عبد الله حزنا مرهقا فترك الكوفة وبنى له صومعة يتعبد فيها هو وأصحابه المؤمنون ، ولما علم ابن هند بجزعهم وحزنهم على موت أمير المؤمنين (ع) أمر باحضارهم عنده ، فلما جيء بهم أمر بقتلهم صبرا فقتلوا(5) ففي ذمة الله هؤلاء الصلحاء الأخيار الذين سفكت دماؤهم ، وتقطعت أوصالهم ، ولم يرتكبوا ذنبا أو يحدثوا في الإسلام حدثا سوى ولائهم لأمير المؤمنين (ع) امتثالا لرسول الله صلى الله

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

(2) التعليقات ص 366.

(3) الخميس : اسم من أسماء الجيش سمي به لأنه قد قسم الى خمسة أقسام المقدمة والميمنة والميسرة والقلب والساقة ، وقيل : إنما سمى به لأن الغنائم تخمّس فيه جاء ذلك فى نهاية ابن الأثير ، وذكرت بعض المصادر أن شرطة الخميس كانوا معروفين بالثقة والعدالة حتى كانت شهادة أحدهم تعدل شهادة رجلين.

(4) التعليقات ص 214.

(5) البحار 10 / 102.

٣٧٧

عليه وآله الذي فرض ودّه على جميع المسلمين.

ولم يقتصر معاوية في عدائه للشيعة على قتل زعمائهم ، فقد قام بأمور بالغة الخطورة وهي :

هدم دور الشيعة :

وبذل معاوية جميع جهوده في سبيل القضاء على شيعة أمير المؤمنين فأمر عماله أن يهدموا دورهم ، فقامت جلاوزته بهدمها(1) وقد تركهم بلا مأوى يأوون إليه كل ذلك لأجل القضاء على التشيع ومحو ذكر أهل البيتعليهم‌السلام .

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمل معاوية جميع ما يمكنه في اذلال الشيعة وفهرهم ، فقد كتب الى جميع عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة أمير المؤمنين وأهل بيته شهادة(2) فامتثل العمال أمره ، فلم تقبل شهادة الشيعة وهم من ثقات المسلمين وعدولهم وأخيارهم.

اشاعة الارهاب والاعتقال :

وأذاع معاوية الرعب والإرهاب فى نفوس الشيعة فخلّد بعضهم في السجون حتى ماتوا ، وروّع جمعا آخرين حتى تركوا أوطانهم وفرّوا هائمين على وجه الأرض يطاردهم الخوف والرعب ، وقد قبضت شرطته

__________________

(1) اعيان الشيعة 4 / 46.

(2) شرح ابن أبي الحديد 3 / 15 ، ذخيرة الدارين ص 19.

٣٧٨

على الكثيرين منهم فجيء بهم مخفورين إليه فقابلهم بالاستخفاف والاستهانة والتحقير ونحن نذكر أسماءهم مع ما جرى عليهم من العسف والظلم وهم :

1 ـ محمد بن أبي حذيفة :

محمد بن أبي حذيفة يعد في طليعة ثقات الإسلام ومن خيرة صالحاء المسلمين فقد كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وقد قال أمير المؤمنين (ع) في حقه : « ان المحامدة تأبى أن يعصى الله » ثم عده منهم ، وكان ملازما لأمير المؤمنين وفى خدمته ، ولما قتل (ع) وانتهى الأمر الى معاوية أراد قتله ثم بدا له أن يسجنه فسجنه أمدا غير قصير ، والتفت يوما الى أصحابه فقال لهم : « ألا نرسل الى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته ونخبره بضلاله ، ونأمره أن يقوم فيسب عليا » فأجابوه الى ذلك ، ثم أمر باحضاره فلما مثل عنده التفت إليه قائلا :

« يا محمد ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب (ع) ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما وان عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وان عليا هو الذي دس الناس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه ».

فأجابه محمد : « إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك ».

فقال له معاوية : أجل. واندفع محمد فقال له :

« فو الله الذي لا إله غيره ما اعلم أحدا شرك في دم عثمان والّب الناس عليه غيرك لما استعملك ، ومن كان مثلك فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك ، والله ما أحد شرك فى قتله بدئا وأخيرا إلا طلحة والزبير وعائشة فهم الذين شهدوا عليه بالعظمة وألّبوا عليه الناس وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا ».

٣٧٩

فارتاع معاوية وقال منكرا عليه :

« قد كان ذلك؟!! »

« أي والله ، وإني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ، ما زاد الإسلام فيك لا قليلا ولا كثيرا وإن علامة ذلك فيك لبينة تلومنى على حبي عليا ، خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وانصاري وخرج معك ابناء المنافقين والطلقاء والعنقاء خدعتهم عن دينهم ، وخدعوك عن دنياك ، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت ، وما خفي عليهم ما صنعوا إذ احلوا انفسهم بسخط الله في طاعتك ، والله لا ازال احب عليا لله ولرسوله ، وابغضك في الله ورسوله ابدا ما بقيت!! »

ففزع معاوية وقال : « إني اراك على ضلالك بعد ردوه الى السجن »

فردوه للسجن فمكث فيه مدة من الزمن حتى مات فيه(1) .

لقد لاقى محمد حتفه وهو مروع في ظلمات السجون لأنه لم يرتض اعمال معاوية ولم يقره على منكراته ومساوئه ، وهكذا كان مصير الأحرار والنبلاء المعارضين لحكومة معاوية يلاقون التعذيب والتنكيل والتخليد في السجون.

2 ـ عبد الله بن هاشم المرقال :

ومن زعماء الشيعة وعيونهم الذين روعهم معاوية الزعيم المثالي عبد الله ابن هاشم المرقال ، فقد كان معاوية يحمل فى نفسه كمدا وحقدا عليه وذلك لولائه واخلاصه لأمير المؤمنين (ع) ولموقف ابيه هاشم في يوم صفين ذلك الموقف الخالد الذي اخافه وارهبه حتى صمم على الهزيمة والفرار ، وللتشفي والانتقام منه فقد كتب الى عامله زياد رسالة يطلب فيها القبض على عبد الله

__________________

(1) رجال الكشي ص 47.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453