تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258403 / تحميل: 8127
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

خراساني(١) ثقة مقدم.(٢) ذكره أبوعمرو في كتابه الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكر (ع).(٣) روى عنه العياشي فأكثر واعتمد حديثه، ثقة ثقة ثبت. قال الكشي: هو القمي خادم القبر(٤) .

____________________

(١) كان مروزيا بالاصل مقيما بسمرقند وكش، قميا نزل بقم وخادما للقبر الشريف كما يأتي.

(٢) لثقته، وورعه، وثبته، وفضله، وفقاهته، وجودة نظره، ولطيف كلامه، ومناظراته، وحسن تصانيفه وكتبه.

(٣) لا يوجد في الموجود من إختيار رجال الكشي لا في أصحاب الهادي (ع) ولا في اصحاب العسكري (ع)، نعم روى عن العياشي عنه عن بكر بن صالح الرازي في ترجمة علي بن يقطين(٢٧٣)، وعنه عن الحسين بن إشكيب في هشام بن إبراهيم العباسي(٣١٢) وغيره. ومن ذلك يظهر معرفته بالرجال وبما ورد في مدح الرواة أو ذمهم.

(٤) ذكره الشيخ في رجاله في " أصحاب الهادي (ع) " ٤١٣ / ١٨ قائلا: الحسين بن إشكيب القمي خادم القبر. وأيضا في أصحاب العسكري / ٤٢٩ قائلا: الحسين إبن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش عالم، متكلم، مصنف للكتب. وأيضا في باب " من لم يرو عنهم "عليهم‌السلام / ٤٦٢ قائلا: الحسين بن إشكيب المروزي فاضل، جليل، متكلم، فقيه، مناظر، صاحب تصانيف، لطيف الكلام، جيد النظر. قلت: يدل على فضله وحسن مناظرته ولطف كلامه ما اتفق له من المناظرة في بلخ مع أبي سعيد غانم بن سعيد الهندي من رجال عصره وعلماء الهند في القشمير الداخلة وهو العالم بالتوراة والانجيل والزبوز الذي يفزع إليه في العلم وذلك لما نزل ببلخ وأمر إبن أبي سورأمير بلخ في ذلك الوقت الفقهاء والعلماء بمناظرته ففاق عليهم فدعا الامير الحسين بن إشكيب وقال له: يا حسين ناظر الرجال فقال: العلماء والفقهاء حولك فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره ثم ناظره إلى أن آمن وحسن إيمانه ومعرفته بالائمة الطاهرينعليهم‌السلام ذكر الصدوق حديثه بطوله في الاكمال باب ٤٧ ص ٤١٣ وباب ٤٩(٤٦١) والكليني في أصول الكافي ج ١ باب مولد الصاحب (ع) ص ٥١٥. (*)

٦١

قال شيخنا: قال لنا أبوالقاسم جعفر بن محمد: كتاب الرد علي من زعم ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان على دين قومه، والرد على الزيدية للحسين بن إشكيب. حدثني بهما محمد بن الوارث عنه(١) وبهذا الاسناد كتابه النوادر. قال الكشي في رجال أبي محمد (ع): الحسين بن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش عالم، متكلم، مؤلف للكتب(٢) .

٨٨ - الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي

غير خاص في أصحابنا، رووا عنه(٤) له كتاب ذوات الاجنحة.

____________________

(١) ضعيف بمحمد بن الوارث المهمل الا أن تكون رواية إبن قولويه عنه مشعرة بحسن حاله كما تقدم.

(٢) يظهر من ذلك تميز باب أصحاب أبي محمد (ع) من باب أصحاب أبي الحسن (ع) في أصل رجال الكشي وقد أشرنا إلى عدم وجود ذكر له في اليابين في الموجود من إختيار رجاله للشيخ الطوسي.

(٤) وهو إبن الطيب بن حمزة بن حماد أبوعلي البلخي المعروف بالشجاعي ذكره الجمهور في كتبهم كالخطيب في تاريخه ج ٧ / ٣٣٣ / ٣٨٤٩، وإبن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢١٥ / ٥٥١ والذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ / ٥٠١ / ١٨٧٤ وغيرهم.وهؤلاء بين من أطلق تضعيفه وبين من مدحه قديما وضعفه أخيرا وعن بعضهم توثيقه.قال البرقاني: كلمت الاسماعيلي في روايته عنه فقال: نحن سمعنا منه قديما وكان إذ ذاك مستورا كتبه صحاح وانما فسد أمره بآخره، وقال إبن عدي: كان له عم يقال له: الحسن بن شجاع فادعى كتبه حيث وافق إسمه إسمه أخبرني بهذا عبدان وكان عبدان يروي عن عمه. وقال إبن عدي وقد حدث أيضا بأحاديث سوقها وكان قد حمل إلى بغداد وقرئ عليه. ذكر ذلك الذهبي وابن حجر: وقال الدار قطني: لا يساوي شيئا. حديث بما لم يسمع. وعن مطين: كذاب مات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وفي ميزان الاعتدال: سنة سبع وثلثمائة. وغير ذلك مما ذكره أيضا الخطيب في تاريخه ويظهر منه أنه كان يسكن بالكوفة. (*)

٦٢

أخبرنا محمد بن محمد عن أبي الحسن بن داود قال حدثنا الحسين بن علان قال حدثنا العاصمي عنه بهذا الكتاب.

٨٩ - الحسين بن موسى بن السالم الخياط أبو عبدالله

مولى بني أسد ثم بني واليه، روى عن أبي عبدالله (ع)(١) ،

____________________

(١) ذكره البرقى والشيخ في أصحابه (ع) فقال البرقي(٢٦): الحسين بن موسى وفي. وقال الشيخ(١٧٠ / ٧٧): الحسين بن موسى الاسدي الحناط الكوفي. وفي ص ١٨٣ / ٣٠٧): الحسين بن موسى كوفي. قلت: لا إشكال في روايته عن أبي عبدالله (ع) كما حققناها في طبقات أصحابه. وقد روى في التهذيب ج ١ / ٢٨٠ / ٨٢٥ باسناد صحيح عن حماد بن عثمان عنه عن أبي عبد الله (ع). وهناك ذكرنا من روى عنه عنه (ع).

ثم إنه لم أقف على تصريح بوثاقته، إلا ان رواية إبن أبي عمير والبزنطي ممن لايروى إلا عن ثقة، وأيضا رواية أصحاب الاجماع، والاجلة: مثل حماد عنه، تشير إلى جلالته بل إلى وثاقته. وروى عنه ابن سالم بن مسلم، وعلي بن عقبة، والحسن بن الجهم. (*)

٦٣

وعن أبيه عن أبي عبدالله (ع)(١) وعن أبي حمزة، وعن معمر بن يحيى، وبريد(٢) ، وأبي أيوب، ومحمد بن مسلم(٣) وطبقتهم(٤) . له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا إبن حمزة قال حدثنا إبن بطة عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن إبن أبي عمير عن الحسين بكتابه(٥) .

____________________

(١) ذكر الشيخ في أصحاب الصادق (ع) ٣٠٧ / ٤٣٦: موسى الاسدي. وقال: مولاهم كوفي.

(٢) كما في الكافي ج ١ / ٣٩٤ / ٦٩٤، والتهذيب ج ٧ / ١٣٢ في الغرر والمجازفة.

(٣) كما في الموضعين المتقدمين في بريد.

(٤): من أكابر أصحاب أبي عبدالله ممن روى عن الباقر (ع) أيضا مثل زرارة كما في التهذيب ج ٣ / ٢٣٠ / ٥٩٣ وج ٤ / ٢٢٧ وفي الاستبصار ج ١ / ٢٢٨، والفضيل بن يسار كما في الكافي ج ٢ ص ١١ باب ٢٧، وسعيد بن يسار كما في التهذيب ج ٢ / ٣٢٧ وغيرهم وتمام الكلام فيه في طبقاتنا.

(٥) ضعيف على كلام بابن بطة كما يأتي في ترجمته. (*)

٦٤

٩٠ - الحسن بن علي بن يقطين بن موسى

مولى بني هاشم(١) وقيل مولى بني أسد، كان فقيها متكلما(٢)

____________________

(١) ذكره الشيخ في " الفهرست " ٤٨ / ١٥٥ وقال مولى بني هاشم بغدادي، له كتاب الخ.وفي رجاله في أصحاب الرضا (ع) ٣٧٢ / ٧ لكن بدل (بغدادي) قال: ثقة.

(٢) كما في فهرست الشيخ وقال إبن النديم في الفهرست في آل يقطين ص ٣٢٨: فلم يزل يقطين في خدمة أبي العباس وأبي جعفر منصور، ومع ذلك يرى رأى آل أبي طالب ويقول بامامتهم وكذلك ولده الخ. قال الكشي في ترجمة يونس بن عبدالرحمان(٣٠٥ / ٣٥ محمد بن مسعود عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي القمي قال محمد بن نصير قال محمد بن عيسى وجدت الحسن بن علي بن يقطين بذلك أيضا قال: قلت: لابي الحسن الرضا (ع): جعلت فداك اني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس ابن عبدالرحمان ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: نعم. قلت: ينافي ذلك ما رواه في عبدالله بن جندب(٣٦١) باسناد صحيح: عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي يقطين، وكان سئ الرأي في يونسرحمه‌الله قال قيل لابي الحسن (ع) وأنا اسمع: ان يونس مولى آل يقطين يزعم ان مولاكم والمتمسك بطاعتكم عبدالله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا ويقول: أنه شاك قال: فسمعته يقول: هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف. ماله ولعبد الله ابن جندب ! ان عبدالله بن جندب لمن المختبين.

قلت: ولعله لذلك ترك النجاشي توثيقه إلا ان تحمل الاخيرة على رأيه السابق في يونس مدعيا انه رجع أخيرا عن الوقيعة في يونس كما رجع أحمد بن محمد بن عيسى وتاب، وتحمل الرواية الاولى على صدورها بعد ذلك، لكن الظاهر أن المراد بأبي الحسن (ع) هو الرضا (ع) بقرينة ان الوقيعة والطعن في يونس إنما وقعت بعد مضي إبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وعند حدوث مذهب الوقف كما حققناه في محله. هذا مضافا إلى قصور سند رواية المدح بمحمد بن نصير المشترك بين الضعيف وغيره، وصحة سند رواية الذم. بقي هنا شئ وهو ان الذم المذكور لا ينافي الوثاقة في النقل الذي صرح بها الشيخ. (*)

٦٥

روى عن أبي الحسن(١) والرضاعليهما‌السلام (٢) وله كتاب مسائل أبي الحسن موسىعليه‌السلام (٣) . أخبرنا أبوعبدالله محمد بن علي قال حدثنا علي بن حاتم قال حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدثنا محمد بن بكر بن جناح

____________________

(١) وروى عنه عن أبي الحسن موسى (ع) جماعة مثل حماد بن عيسى. والبزنطي، والبرقي وأبي جعفر ومحمد بن عيسى ذكرناهم في طبقات أصحابه، وذكره البرقي في أصحابه (ع)(٥١).

(٢) ذكره الشيخ في " أصحابه (ع) " وقال: ثقة. وقد روى عنه عن أبي الحسن الرضا (ع) جماعة لا

(٣) وفي الفهرست: أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن إبن بطة عن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله عن الحسن بن علي إبن يقطين. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل وبأبن بطة ويأتي في ترجمتهما. وروى في التهذيبين باسناد صحيح عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه. (*)

٦٦

قال حدثنا الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح قال حدثنا صالح مولى علي بن يقطين عن الحسن بن علي بن يقطين(١) .

٩١ - الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)

أبومحمد المحمدي(٢) روى عن جعفر بن محمد (ع) وحدث عن الاعمش وكان ثقة.

____________________

(١) ضعيف تارة بصالح المهمل في لرجال، وأخرى بمحمد بن أحمد بن ثابت القيسي فلم يثبت وثاقته كما تقدم.

(٢) ذكره جماعة منهم أبوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين ص ١٢٨ في جماعة ثمانية من العلويين ممن قتل أو توفي في الحبس بالهاشمية في أيام المنصور بعد مقتل محمد وإبراهيم، فعد من هؤلاء جعفر بن الحسن بن الحسن وابنه وقد وصف في ص ١٣٠ ضيق المحبس وظلمتها وانهم لا يعرفون أوقات الصلاة الا بتسبيح علي بن الحسن وأجزاء يقرئها. وروى عن سليمان بن داود بن الحسن، والحسن بن جعفر قالا لما حبسنا كان معنا علي بن الحسن، وكان حلق أقيادنا قد إتسعت فكنا إذا أردنا صلوة أو نوما جعلناها عنا فاذا خفنا دخول الحراس أعدناها الحديث. وروى أيضا عن الذي أفلت من الثمانية عن عبدالله عن فاطمة الصغرى عن أبيها عن جدتها فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يدفن من ولدي سبعة بشاطي الفرات لم يسبقهم الاولون ولا يدركهم الاخرون، فقلت: نحن ثمانية قال هكذا سمعت. قال فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى وأصابوني وبي رمق وسقوني ماء‌ا وأخرجوني فعشت. (*)

٦٧

أخبرنا بكتابه عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي قرائة عليه في ذي الحجة سنة ثلث وتسعين ومأتين، قال حدثنا محمد بن عبدالله بن صالح البجلي الخشاب قال حدثنا محمد بن أعين الهمداني الصائغ قال حدثنا الحسن إبن جعفر بن الحسن بن الحسن(١) .

٩٢ - الحسن بن عطية الحناط

كوفي، مولى، ثقة(٢) وأخواه محمد(٣) وعلي(٤) وكلهم رووا عن

____________________

(١) الطريق ضعيف بجهالة إبن القاسم باهمال ذكر محمد بن عبدالله، ومحمد بن أعين في الرجال.

(٢) ذكره البرقي في أصحاب الصادق (ع)(٢٦) قائلا: الحسن ابن عطية كوفي وأيضا الشيخ في رجاله(١٦٧/ ٢١) وزاد: الحناط الكوفي. وأيضا: الحسن بن عطية المحاربي الدغشي أبوناب الكوفي، ١٦٧ / ٢٠. وفى الفهرست(٥١ / ١٧٧): الحسن بن عطية الحناط له كتاب. روى الحسن بن عطية عن أبي عبدالله (ع) روى عنه عنه (ع) جماعة منهم محمد بن أبي عمير، ويزيد بن إسحاق وتحقيق ذلك في طبقاتنا ويأتي ذكره في ترجمة أخيه محمد.

(٣) يأتي ترجمته مستقلا رقم(٩٥٤). وظاهر العطف إشتراك الاخوة في التوثيق.

(٤) ذكره البرقي في أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢٥) وفى أصحاب الكاظمعليه‌السلام أيضا(٤٨) وذكر الشيخ في أصحاب الباقر (ع)(١٣٠) علي بن عطية وقال: كوفي. وفى أصحاب الصادقعليه‌السلام ،(٢٤٣) علي بن عطية السلمي مولاهم الحناط الكوفى. وفى أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣٥٣) علي بن عطية.وذكره الكشي مع إخوته كما يأتي. وروى جماعة عن علي بن عطية عن أبي عبدالله (ع) ومنهم ابن أبي عمير ذكرناهم في الطبقات ويأتى عن الكشي ذكره. (*)

٦٨

أبي عبداللهعليه‌السلام (١) ،

____________________

(١) لا بأس بالاشارة إلى إخوته وما ورد فيهم. وهم جماعة:

١ و٢ - محمد، وعلي كما في المتن

٣ - جعفر فيأتي في ترجمة محمد بن عطية الحناط(٩٥٤) قوله: أخو الحسن، وجعفر كوفي الخ.

٤ - مالك فيأتي(١١٣٤) ترجمة مالك بن عطية الاحمسي أبوالحسين (الحسن ل ظ) البجلي الكوفي. وذكر الشيخ في أصحاب الصادق(٣٠٨ / ٤٥٧) مالك بن عطية البجلي الكوفي الاحمسي. والبرقي أيضا(٤٧) مالك بن عطية الاحمسي. وروى عنه عن أبي عبدالله (ع) جماعة ذكرناهم في الطبقات. قال أبوعمرو الكشي(٢٣٤): في أبي ناب الدغشي - الحسن ابن عطية، وأخويه علي ومالك - ابني عطية. قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن عن أبي ناب الدغشي قال: هو الحسن بن عطية وعلي ن عطية ومالك بن عطية - أخواه، كوفييون، وليسوا بالاحمسية فان في الحديث: مالك الاحمسي. والاحمس بطن من بجيلة. قلت: ما زعمه علي بن الحسن في وجه نفي الاحمسية عنهم، (لان الاحمس بطن من بجيلة)، لا يخلو عن غموض فقد ذكرالنجاشي في ترجمة سليمان الديلمي(٤٨٠): ان صله من بجيلة الكوفة. وقال الشيخ في ص ١٦٧: الحسن بن سعيد البجلي الاحمسي الكوفى. ومن ذلك وما ذكروه في تراجم جماعة يظهر عدم التنافي بين كونهم كوفيين وكونهم احمسيين بجليين.

٥- الحسين بن عطية الدغشي المحاربي الكوفي. هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) ص ١٧٠ / ٧٩ وايضا: الحسين بن عطية / ١٧٣ / ٣١١ والسحين بن عطية الحناط السلمي الكوفي ١٦٩ / ٧١ وذكر البرقي في أصحابه(ع)(٢٧): الحسين بن عطية.

٦ - عمران بن عطية أبوعباد الكوفي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) ٢٥٦ / ٩ ٥٢.

٧ - المغيرة بن عطية الكوفى. ذكره الشيخ في أصحابهعليه‌السلام ٣٠٩ / ٤٦٦.

٨ - زيد بن عطية السلمي الكوفى. ذكره الشيخ في أصحابه (ع) ١٩٧ / ٢٣٠ وقال: تابعي.قلت: أخوة هؤلاء الثلاثة الاخيرة للحسن محل نظر. (*)

٦٩

وهو الحسن بن عطية الدغشي أبو ناب(١) ،

____________________

(١) خلافا لظاهر الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام (ع) فذكر: الحسن بن عطية المحاربي الدغشي أبوناب ص ١٦٧ / ٢٠ وبعده الحسن بن عطية الحناط الكوفى. قلت: لكن ظهور تعدد العنوان منه لا يقاوم تصريح الماتن بالاتحاد. وما تقدم عن الكشي لا يدل على تعدد الحناط وأبي ناب الدغشي بل هو صريح في نفي كونهم أحمسيين فلا حظ. (*)

٧٠

ومن ولده: علي بن إبراهيم بن الحسن(١) روى(٢) عن أبيه عن جده. ما رأيت أحدا من أصحابنا ذكر له تصنيفا(٣) .

٩٣ - الحسن بن رباط البجلي

كوفي(٤) ،

____________________

(١) إفراده بالذكر يشعر بمعروفيته ولم أجد له ولابيه إبراهيم ذكراولعله المذكور في باب (من لم يرو عنهم)(٤٨٠): علي بن إبراهيم الخياط، روى عنه حميد أصولا، مات سنة سبع ومأتين، وصلى عليه إبراهمى بن محمد العلوي، ودفن عند مسجد السهلة.

(٢) يحتمل بعيدا: أن الحسن روى عن أبيه لا ان علي بن إبراهيم روى عن أبيه وكما هو ظاهر وذلك بقرينة سياق الترجمة، وذكره في ذا الكتاب الموضوع لذكر المصنفين مع التصريح بعدم الوقوف على ذكر كتاب له. وذكر الشيخ في أصحاب الباقر (ع): عطية الكوفى ١٢٩ / ٣٢ وإيضا البرقي(١٤) وقال: عطية العوفى. وروى في التهذيب ج ٥ / ٢٩ / ٨٦ عن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام .

(٣) فعده (ح) في المصنفين محل نظر ومجرد الرواية عن غيره لو تحققت لايكفي وهذا الكلام منهرحمه‌الله ظاهر في عدم وقوفه على فهرست الشيخ في المقام حيث قال(٥١ / ١٧٧): الحسن بن عطية الحناط له كتاب، رويناه بالاسناد الاول عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه. قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة إبن عبدون من مشايخ النجاشي المذكور فيه. وروى في التهذيبين بأسانيد صحاح عن الحسن بن عطية.

(٤) قال في الفهرست ٤٩: الحسن الرباطي له أصل الخ. وقال البرقي في أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢٦): الحسن بن رباط الصيقل وكنيته أبو الوليد، مولى، كوفي. (*)

٧١

روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام (١) ، وإخواته: إسحاق(٢) ، ويونس(٣) ،

____________________

(١) ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع) ١٥ / ٢٢، وفى أصحاب الصادق (ع) ١٦٧ / ٢٨. وقال أبوعمرو الكشي(٢٣٤): ما روى في بني رباط قال نصر إبن الصباح: كانوا أربعة إخوة: الحسن، والحسين، وعلي، ويونس كلهم أصحاب أبي عبدالله (ع) ولهم أولاد كثيرة من حملة الحديث، قال السيد بحر العلومرحمه‌الله : بنو رباط أهل بيت كبير بالكوفة من بجيلة ومن مواليهم منهم الرواة، والثقات، وأصحاب المصنفات، ومن مشاهيرهم: عبد الله، والحسن، واسحاق، ويونس أولاد رباط، ومحمد بن عبدالله بن رباط، وعلي بن الحسن، وجعفر ابن محمد بن اسحاق بن رباط، ومحمد بن محمد بن احمد بن اسحاق ابن رباط، وهو من رجال الغيبة وآخر من يعرف من هذا البيت انتهى.

(٢) وهو جد جعفر بن محمد بن إسحاق بن رباط أبي القاسم البجلي الكوفي الاتي ترجمته(٣٠٨)، وأيضا جد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن رباط الكوفي البجلي الذي سكن بغداد وعظمت منزلته بها وكان ثقة فقيها صحيح العقيدة ويأتي ترجمته (١٠٥٣) ثم أن ظاهر العطف اشتراك الاخوة في الرواية عن أبي عبدالله (ع).

(٣) تقدم ذكره عن الكشي وإنه روى عن أبي عبدالله (ع)، وذكره الشيخ ص ٣٣٧ / ٦٩ والبرقي في أصحابه (ع)(٣٠) وقالا: كوفي بل ذكره الشيخ أيضا مع أخيه عبدالله في أصحابه / ٢٢٥ / ٣٦.وروي عنه عنه (ع) محمد بن الوليد شباب الصيرفي. كما في أصول الكافي ج ١ / ٢٩٧ / ١٦. (*)

٧٢

وعبدالله(١) .

____________________

(١) ويأتي في ترجمة إبنه محمد بن عبدالله بن رباط البجلي(٩٥٧) قوله: روى أبوه عن أبي عبدالله (ع) وكان هو وأبوه ثقتين الخ. وذكره الشيخ في أصحابه (ع) ٢٢٥ / ٣٦ قائلا: عبدالله بن رباط البجلي الكوفي، وأخوه يونس: قلت: ومما تقدم يظهر أن ما ذكره الكشي عن نصر بن الصباح في حصر أولاد رباط بالاربعة في غير محله، كما أن ما يظهر من المتن من حصرهم فيما ذكره محل منع بل له اثنان آخران: علي، والحسين الذي تقدم ذكره عن الكشي وإنه روى عن أبي عبدالله (ع).وأما علي بن رباط فتقدم عن الكشي ذكره وأنه روى عن أبي عبدالله (ع) وذكره البرقي أيضا في أصحابه (ع)(٢٥) قائلا: علي بن إبن رباط مولى بجيلة كوفي. بل ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع) ١٣٠ / ٦٩. وقال في الاستبصار ج ٣ / ٣١٧ / ٨ في طلاق المختلعة: قال محمد بن الحسن: الذي اعتمده في هذا الباب أن المختلعة لابد فيها من أن تتبع بالطلاق وهو مذهب جعفر بن سماعة، وعلي بن رباط، وإبن حذيفة من المتقدمين ومذهب علي بن الحسين من المتأخرين فأما الباقون من فقهاء أصحابنا المتقدمين فلست أعرف لهم فتيا في العمل به ولم ينقل عنهم اكثر من الروايات التي ذكرناها وأمثالها الخ، وذكر نحوه بعينه في يب ج ٨ ص ٩٧ بعد خبر ٣٢٨. قلت: وكلام الشيخ هذا صريح في أن علي بن رباط من فقهاء أصحابنا المتقدمين وممن له مذهب وفتيا في الفقه وليس من رواة الحديث فقط بل هو ممن يتبع مذهبه ورأيه، وقد أشرنا إلى رواياته في الطبقات. (*)

٧٣

له كتاب رواية الحسن بن محبوب، أخبرنا الحسين بن عبيد الله فيما أجازنيه عن إبن حمزة عن إبن بطة قال حدثنا الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا الحسن بن محبوب عن الحسن إبن رباط(١) .

٩٤ - الحسن بن الحسين بن الحسن الجحدري الكندي

عربي، ثقة روى عن أبي عبدالله (ع)(٢) له كتب: منها رواية الحسين بن محمد بن علي الازدي.

أخبرنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، والمنذر بن محمد قالا حدثنا الحسين بن محمد بن علي الازدي قال حدثنا الحسن بن الحسين بن الحسن الجحدري الكندي عن جعفر عن محمد (ع) نسخة(٣) .

____________________

(١) ضعيف على كلام بابن بطة يأتي في ترجمته. وفى الفهرست: له أصل. ثم رواه عن ابن أبي جيد عن إبن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن إبن محبوب عنه. قلت: طريقه صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخه ومشايخ النجاشي.

(٢) ذكر البرقي في أصحاب الصادق (ع) (٢٦) الحسن بن الحسين وقال: كندي. وذكر الشيخ في أصحابه ١٨٢ / ٢٩٦ نحوه وقال ١٦٦ / ٨: الحسن بن الحسين بن الحسن الكندي الجحدري الكوفى.وظاهره التعدد إلا أن الاتحاد غير بعيد.

(٣) صحيح. (*)

٧٤

٩٥ - الحسن بن زياد العطار(١)

____________________

(١)المذكور في أخبارنا وكتب الاصحاب فيما أحضره عاجلا من أصحاب أبي عبدالله (ع) بعنوان (الحسن بن زياد) أربعة: الاول الحسن بن زياد الصيقل الكوفى الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع) ١١٥ / ٢٠ وفى أصحاب الصادق ١٦٦ / ١٣ وأيضا ص / ١٨٣ / ٢٩٩ وقال: يكنى أبا الوليد مولى، كوفى. وقد روى عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبي عبدالله (ع) جماعة مثل عبد الله بن مسكان، وأبان بن عثمان، والحسن بن بقاح، ومثنى، وأبي مسعود، وجعفر بن بشير، وإمرأة الحسن بن زياد الصيقل وغيرهم ذكرناهم مع ذكر رواياتهم إشارة في ترجمته في الطبقات. الثاني: الحسن بن زياد العطار. وذكره البرقي في أصحاب الصادق (ع)(٤٦) وأيضا(٢٦) وقال: كوفى. وذكره الشيخ أيضا في أصحابه (ع) ١٨٣ / ٢٩٨. وذكره الكشي في أصحابه (ع)(٢٦٦). وذكره في الفهرست(٤٩) وقال: له أصل. ويأتي طريقه إليه. ويأتي في ترجمة إبنه محمد رقم(١٠٠٤) قول الماتن: روى أبوه عن أبي عبدالله (ع) الخ. وروى عن الحسن بن زياد العطار عن أبي عبدالله (ع) جماعة منهم: إبنه محمد، وأبان، وأبوهمام، وعلي بن رناب ذكرناهم في ترجمته في الطبقات. وقد عرض الحسن بن زياد العطار دينه على أبي عبدالله (ع) على ما رواه الكشي(٢٦٦) وقد روى المفيد في الامالي والصدوق في المجالس ما يدل على مدحه قد أخرجناها في كتابنا في أخبار الرواة. (*)

٧٥

مولى بني ضبة(١) كوفى، ثقة، روى عن أبي عبدالله (ع)، وقيل: الحسن بن زياد الطائي(٢) .

____________________

(١) خ ظبة وهو الثالث من هؤلاء فعده الشيخ مستقلا في أصحابه (ع) ١٦٦ / ١٢ قال: الحسن بن زياد الضبي مولاهم الكوفي. قلت: ولم أقف على ذكره في رواية ولا في كلام غير النجاشي والشيخ ممن تقدم ولعله استظهر الماتن اتحاده مع العطار بحمل كونه ضبيا على الولاء والاتحاد غير ظاهر.

(٢) وهو الرابع مهم وفي التهذيب ج ٣٤٣ / ٣٧ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن عيسى عن إبان عن الحسن بن زياد الطائي قال قلت: لابي عبداللهعليه‌السلام إني كنت رجلا مملوكا فتزوجت بغير إذن موالى ثم أعتقني الله بعد فأجدد النكاح؟ قال: فقال أعلموا إنك تزوجت؟ قلت: نعم. قد علموا، فسكتوا ولم يقولوا لي شيئا قال: ذلك إقرار منهم، أنت على نكاحك. قلت: قول الماتن: وقيل الحسن الخ يراد به: وقيل الحسن الخ يراد به: وقيل للحسن بن زياد العطار الكوفي مولى بني ضبة: الحسن بن زياد الطائي، وذلك إيماء‌ا منهرحمه‌الله باتحاد الجميع مع كونه بالنسب طائيا: من قبيلة طي، أو من قرية بمصر من أعمال قويسنا، أو قرية بالغربية. وكونه بالولاء ضبيا منسوبا إلى حي من العرب ينتسبون إلى ضبة بن أد، أو إلى قرية بتهامة بساحل البحر مما يلي طريق الشام، أو إلى جبل بلحفة أصله مسجد الخيف بمنى. مع كونه عطارا حين ما نزل الكوفة وسكن بها. ويشهد للاتحاد رواية إبان عن العطار وعن الطائي وتصريح الطائي في الرواية بكونه عبدا مملوكا اعتق. قلت: الاعتماد على مثله لدعوى الاتحاد محل المنع جدا لامكان رواية إبان عن مملوكين اعتقا ورويا عن أبي عبدالله (ع) معا. هذا على ما ذكرنا في تفسير كلام الماتن. وقد زعم غير واحد غير ذلك ولذا قالوا: ان قوله: قيل: فيه إيماء بضعف توهم الاتحاد قلت: ليس في كلامه ذكر له حتى له حتى يدفع إحتمال التعدد بذلك بل لم يذكره غيره أيضا وإنما ذكر في الرواية فقط ولا شاهد للاتحاد أصلا، فالذي له الكتاب أو الاصل هو العطار الثقة، واما مولى بني ضبة فان ثبت بقول الماتن ورأيه إتحاده مع العطار فهو وإلا فهو والطائي لم يثبت وثاقتهما.

(*)

٧٦

له كتاب أخبرنا إجازة الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا: إبن حمزة قال حدثنا إبن بطة عن الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا: محمد بن أبي عمير عن الحسن بن زياد العطار بكتابه(١) .

____________________

(١) ضعيف على كلام بابن بطة. وفى الفهرست(٤٩) رقم ١٤٣: الحسن العطار له أصل، رويناه بالاسناد الاول: (إبن أبي جيد عن إبن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى) عن إبن أبي عمير عن الحسن العطار. قلت: طريقه صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخه ومشايخ النجاشي. وفى ص ٥١ / ١٧٨: الحسن بن زياد له كتاب رويناه بالاسناد الاول عن حميد عن إبراهيم بن سليمان بن حيان عنه.قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة على القول بوثاقة إبن عبدون من مشايخه ومشايخ النجاشي في الاسناد الاول. ويحتمل كون المراد بالحسن بن زياد في الموضع الثاني الحسن الصيقل أو غيره. (*)

٧٧

٩٦ - الحسن بن السري الكاتب الكرخي(١)

____________________

(١) الظاهر الماتن إتحاد الكاتب والكرخي ولكن ظاهر الشيخ التعدد. الاول: الحسن بن السري الكاتب.

ذكره في أصحاب الباقر (ع) ص ١١٥ / ١٩. قلت: لم أحضر له رواية عنه (ع) نعم في روضة الكافي ص ١٤٨ / ١٩٠ عن ابن محبوب عن الحسن بن السري عن أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام . وفي اصوله ج ١ / ١٢٣ / ٢ في تأويل " الصمد " عن يونس ابن عبدالرحمان عن الحسن بن السري عن جابر بن يزيد الجعفي عنهعليه‌السلام . وذكره أيضا في أصحاب الصادق (ع) / ١٦٦ / ١١ قائلا: الحسن بن السري العبدي الانباري يعرف بالكاتب. قلت: لم أقف على روايته عنه مميزا نعم روى الحسن بن السري بلا تمييز عنه (ع) روى عنه عنه (ع) جماعة من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام مثل جعفر بن بشير الذي روى عن الثقات كما في التهذيب ج ٢ / ٢٨٤ / ١١٣٥، ومحمد بن سنان كما فيه / ٦٥ وفي الكافي ج ١ / ٨٤، وعبدالله بن مسكان كما في أصول الكافي ج ٢ / ١٦ باب ٣٩ / ٣، وفي نوادر حجه ٣١٣ / ١٣٤٤، وعلي بن الحكم كما في أصوله ج ٢ / ٦٧٢ / ٣، وأبان بن عثمان كما في اصوله ج ٢ / ٦٧٢ / ٤، وفي فروعه ج ٢ / ١٦. وروى الحسن بن السري عن أصحاب أبي عبدالله (ع) فروى عبدالله بن مسكان عنه، عن عمرو بن يزيد عنه (ع) كما في التهذيب ج ٢ والاستبصار ج ١ / ٣١٥ / ٧، وإبراهيم بن اسحاق، عنه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون عنه (ع) في الكافي باب فضل الزراعة / ٤٠٤ / ٥٣٦. قلت: وفيه ص ٢٧ / ٨٣: عنه عن البرقي عن زرارة عن الحسن بن السري عن أبي عبدالله (ع). والظاهر انه مصحف عن: (البرقي، عن الحسن بن السري، عن زرارة عن أبي عبداللهعليه‌السلام بقرينة ما تقدم، وعدم رواية البرقي عن زرارة المتوفي سنة(١٥٠). الثاني احسن بن السري الكرخي - ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبدالله (ع) ص ١٦٨ / ٣٩. وروى الصفار في بصائر الدرجات في نوادر باب ٤ ص ١٢٣ عن محمد بن عبدالجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن اسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الاصبغ قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) جالسا إذ دخل عليه الحسن بن السري الكرخي فسئل أبا عبدالله (ع) عن شئ فأجابه، فقال له: ليس كذلك، فقال أبوعبدالله (ع): هو كذلك، وردها عليه مرارا كل ذلك يقول أبوعبدالله (ع): هو كذلك، ويقول هو: لا، فقال أبوعبدالله (ع): أترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه شئ من أمورهم !؟ ورواه أيضا قبل ذلك ص ١٢٢ عن محمد بن عيسى عن النضر ابوسويد عن أبي داود عن إسماعيل بن أبي فروة عن محمد بن عيسى عن سعد بن أبي الاصبغ مثله. قلت: والخبر قاصر: دلالة على الذم فان انكاره قبل معرفته بان الامام (ع) يعلم الغيب لايوجب ذمه بنحو يوجب سقوط روايته عن الاعتبار، وسندا باسماعيل وسعيد المهملين في الرجال. واختار الماتن إتحاد الكرخي مع الكاتب ولذلك جمع بين اللقبين وتبعه جماعة ممن تأخر. قال العلامة في الخلاصة(٤٢): الحسن بن السري الكاتب الكرخي، ثقة، وأخوه علي بن السري رويا عن أبي عبدالله (ع). وقال ابن داود في القسم الاول من رجاله(١٠٧): الحسن بن السري العبدي، الانباري، الكاتب، الكرخي، وأخوه علي جخ، ست، كش ثقتان. قلت: كون الحسن عبديا منسوبا إلى عبدالقيس (كبير طائفة) بالبصرة. أنباريا. كوفيا، كرخيا، كاتبا أمر ممكن ببعض الوجوه إلا انه لاشاهد على الاتحاد هذا. وأما توثيقه فهو غير ظاهر إذ الظاهر أن توثيقهما وكذا ما عن إبن طاووس عول على النجاشي والنسخ حتى المقرؤة على الاكابر التي وما قوبلت مع نسخ كثيرة: منها نسخة الاصل للماتن (قده)، خالية عن التوثيق وقد إعترف بذلك جماعة فالاعتماد عليه كما ترى. ويحتمل كونه عولا على إبن عقدة بقرينة ما يأتي في أخيه عن العلامة.(*)

٧٨

٧٩

٨٠

النوادر قرأته انا وأحمد بن الحسينرحمه‌الله على أبيه »(1) . كما يظهر ذلك أيضاً في ترجمة علي بن الحسن بن فضال حيث قال : « قرأ أحمد بن الحسين كتاب الصلاة والزكاة ومناسك الحج والصيام والطلاق و على أحمد بن عبد الواحد في مدّة ، سمعتها معه »(2) . ويظهر ذلك في ترجمة عبدالله بن ابي عبدالله محمد بن خالد بن عمر بن الطيالسي قال : « ولعبد الله كتاب نوادر ـ الى ان قال : ونسخة اخرى نوادر صغيرة رواه أبو الحسين النصيبي ، اخبرناها بقراءة أحمد بن الحسين »(3) .

نعم يظهر من ترجمة علي بن محمد بن شيران أنه من أساتذة النجاشي حيث قال : « كنا نجتمع معه عند أحمد بن الحسين »(4) . والاجتماع عند العالم لا يكون الا للاستفادة منه.

والعجب أن النجاشي مع كمال صلته به ومخالطته معه لم يعنونه في فهرسه مستقلاً ، ولم يذكر ما قاله الشيخ في حقه من أنه كان له كتابان الخ ، نعم نقل عنه في موارد وأشار في ترجمة أحمد بن محمد بن خالد البرقي إلى كتاب تاريخه ويحتمل انه غير رجاله ، كما يحتمل ان يكون نفسه ، لشيوع اطلاق لفظ التاريخ على كتاب الرجال كتاريخ البخاري وهو كتاب رجاله المعروف ، وتاريخ بغداد وهو نوع رجال ، ويكفي في وثاقة الرجل اعتماد مثل النجاشي عليه والتعبير عنه بما يشعر بالتكريم ، وقد نقل المحقق الكلباسي كلمات العلماء في حقه فلاحظ(5) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 200.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 676.

3 ـ رجال النجاشي : الرقم 572.

4 ـ رجال النجاشي : الرقم 705.

5 ـ لاحظ سماء المقال : 1 / 7 ـ 15.

٨١

ج ـ كيفية وقوف العلماء على كتاب الضعفاء

ان اول من وجده هو السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن طاووس الحسني الحلي ( المتوفّى سنة 673 هـ ) فأدرجه ـ موزعاً له ـ في كتابه « حل الاشكال في معرفة الرجال » الذي ألفه عام 644 هـ ، وجمع فيه عبارات الكتب الخمسة الرجالية وهي رجال الطوسي وفهرسه واختيار الكشي وفهرس النجاشي وكتاب الضعفاء المنسوب الى ابن الغضائري. قال السيد في اول كتابه بعد ذكر الكتب بهذا الترتيب : « ولي بالجميع روايات متصلة سوى كتاب ابن الغضائري » فيظهر منه أنه لم يروه عن أحد وأنما وجده منسوباً اليه ، ولم يجد السيد كتاباً اخر للممدوحين منسوباً الى ابن الغضائري والا أدرجه أيضاً ولم يقتصر بالضعفاء.

ثم تبع السيد تلميذاه العلاّمة الحلي ( المتوفّى عام 726 هـ ) في الخلاصة وابن داود في رجاله ( المؤلف في 707 هـ ) فأدرجا في كتابيهما عين ما أدرجه استاذهما السيد ابن طاووس في « حل الاشكال » وصرح ابن داود عند ترجمة استاذه المذكور بأن اكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من اشارات هذا الاستاذ وتحقيقاته.

ثم ان المتأخرين عن العلاّمة وابن داود كلهم ينقلون عنهما لان نسخة الضعفاء التي وجدها السيد ابن طاووس قد انقطع خبرها عن المتأخرين عنه ، ولم يبق من الكتاب المنسوب الى ابن الغضائري الا ما وضعه السيد ابن طاووس في كتابه « حل الاشكال » ، ولولاه لما بقي منه أثر ولم يكن ادراجه فيه من السيد لاجل اعتباره عنده ، بل ليكون الناظر في كتابه على بصيرة ، ويطلع على جميع ما قيل أو يقال في حق الرجل حقاً أو باطلاً ، ليصير ملزماً بالتتبع عن حقيقة الامر.

وأما كتاب « حل الاشكال » فقد كان موجوداً بخط مؤلفه عند الشهيد

٨٢

الثاني ، كما ذكره في اجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد ، وبعده انتقل الى ولده صاحب المعالم ، فاستخرج منه كتابه الموسوم بـ « التحرير الطاووسي » ثم حصلت تلك النسخة بعينها عند المولى عبدالله بن الحسين التستري ( المتوفّى سنة 1021 هـ ) شيخ الرجاليين في عصره ، وكانت مخرقة مشرفة على التلف ، فاستخرج منها خصوص عبارات كتاب الضعفاء المنسوب الى ابن الغضائري ، مرتباً على الحروف وذكر في أوله سبب استخراجه فقط. ثم وزع تلميذه المولى عناية الله القهبائي ، تمام ما استخرجه المولى عبدالله المذكور ، في كتابه « مجمع الرجال » المجموع فيه الكتب الخمسة الرجالية حتى ان خطبها بيعنها ذكرت في أول هذا المجمع(1) .

واليك نص ما ذكره المولى عبدالله التستري حسب ما نقله عنه تلميذه القهبائي في مقدمة كتابه « مجمع الرجال » : اعلم ـ أيّدك الله وإيانا ـ أي لمّا وقفت على كتاب السيد المعظم السيد جمال الدين أحمد بن طاووس في الرجال ، فرأيته مشتملاً على نقل ما في كتب السلف ، وقد كنت رزقت بحمد الله النافع من تلك الكتب ، الا كتاب ابن الغضائري ، فاني كنت ما سمعت له وجوداً في زماننا وكان كتاب السيد هذا بخطه الشريف مشتملاً عليه فحداني التبرك به مع ظن الانتفاع بكتاب ابن الغضائري ان اجعله منفرداً عنه راجياً من الله الجواد ، الوصول الى سبيل الرشاد »(2) . وعلى ذلك فالطريق الى ما ذكره ابن الغضائري عبارة عما أدرجه العلاّمة وابن داود في رجاليهما وأخيراً ما أدرجه القهبائي مما جرده استاذه التستري عن كتاب « حل الاشكال » وجعله كتاباً مستقلاً ، واما طريق السيد الى الكتاب فغير معلوم او غير موجود.

هذا هو حال كتاب ابن الغضائري وكيفية الوقوف عليه ووصوله الينا.

__________________

1 ـ راجع الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 4 / 288 ـ 289 ، وج 10 / 88 ـ 89.

2 ـ مجمع الرجال : 1 / 10.

٨٣

د ـ الكتاب تأليف نفس الغضائري أو تأليف ابنه

هاهنا قولان : أما الاول ؛ فقد ذهب الشهيد الثاني إلى انه تأليف نفس الغضائري « الحسين بن عبيد اللَّه » لا تأليف ابنه ، اي « أحمد بن الحسين » ، مستدلاً بما جاء في الخلاصة في ترجمة سهل بن زياد الآدمي حيث قال : « وقد كاتب أبا محمد العسكريعليه‌السلام على يد محمد بن عبد الحميد العطار في المنتصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين. ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين ـ رحمهما الله ـ. وقال ابن الغضائري : انه كان ضعيفاً(1) قال الشهيد : « إن عطف ابن الغضائري على أحمد بن الحسين يدل على انه غيره »(2) .

ولا يخفى عدم دلالته على ما ذكره ، لان ما ذكره العلاّمة ( ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين ) من تتمة كلام النجاشي الذي نقله العلاّمة عنه في كتابه ، فان النجاشي يعرف « السهل » بقوله : « كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد فيه. وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب واخرجه من قم إلى الريّ ، وكان يسكنها وقد كاتب ابا محمد ـ إلى قوله : رحمهما الله »(3) .

وبالاسترحام ( رحمهما الله ) تم كلام النجاشي ، ثم ان العلاّمة بعدما نقل عن النجاشي كلام ابن نوح وأحمد بن الحسين في حق الرجل ، أراد أن يأتي بنص كلام ابن الغضائري أيضاً في كتاب الضعفاء ، ولاجل ذلك عاد وقال : « قال ابن الغضائري : انه كان ضعيفا جدّاً فاسد الرواية والمذهب وكان أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري أخرجه عن قم وأظهر البراءة منه ونهى الناس عن

__________________

1 ـ رجال العلامة : 228 ـ 229.

2 ـ قاموس الرجال : 1 / 22.

3 ـ رجال النجاشي : الرقم 490.

٨٤

السماع منه والرواية عنه ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل »(1) .

وعلى هذا فعطف جملة « وقال ابن الغضائري » على « أحمد بن الحسين » لا يدل على المغايرة بعد الوقوف على ما ذكرناه(2) .

ويظهر هذا القول من غيره ، فقد نقل المحقق الكلباسي ، انه يظهر من نظام الدين محمد بن الحسين الساوجي في كتابه المسمى بـ « نظام الاقوال » أنه من تأليف الأب حيث قال فيه : « ولقد صنف اسلافنا ومشايخنا ـ قدس الله تعالى أرواحهم ـ فيه كتباً كثيرة ككتاب الكشي ، وفهرس الشيخ الطوسي ، والرجال له ايضا ، وكتاب الحسين بن عبيدالله الغضائري ـ إلى ان قال : وأكتفي في هذا الكتاب عن أحمد بن علي النجاشي بقولي « النجاشي » ـ إلى أن قال : وعن الحسين بن عبيدالله الغضائري بـ « ابن الغضائري »(3) . وعلى ما ذكره كلما اطلق ابن الغضائري فالمراد هو الوالد ، واما الولد فيكون نجل الغضائري لا ابنه.

ويظهر التردّد من المحقّق الجليل مؤلف معجم الرجال ـ دام ظله ـ حيث استدل على عدم ثبوت نسبة الكتاب بقوله : « فان النجاشي لم يتعرض له مع أنهقدس‌سره بصدد بيان الكتب التي صنَّفها الامامية ، حتى انه يذكر ما لم يره من الكتب وانما سمعه من غيره أو رآه في كتابه ، فكيف لا يذكر كتاب شيخه الحسين بن عبيدالله او ابنه أحمد؟ وقد تعرضقدس‌سره لترجمة الحسين بن عبيدالله وذكر كتبه ولم يذكر فيها كتاب الرجال ، كما انه حكى عن أحمد بن

__________________

1 ـ رجال العلامة : 228 ـ 229.

2 ـ لاحظ سماء المقال : 1 / 7 ، وقاموس الرجال : 1 / 32.

3 ـ سماء المقال : 1 / 5 في الهامش. وكان نظام الدين الساوجي نزيل الري وتلميذ الشيخ البهائي ، توفي بعد 1038 هـ بقليل ، وفرغ من تأليف نظام الاقوال في سنة 1022 هـ ، وهو بعد مخطوط لم يطبع.

٨٥

الحسين في عدَّة موارد ولم يذكر أن له كتاب الرجال »(1) .

ولكن النجاشي نقل عن ابن الغضائري كثيرا وكلما قال : « قال أحمد بن الحسين » أو « ذكره أحمد بن الحسين » فهو المراد ، وصرح في ترجمة البرقي بأن له كتاب التاريخ ومن القريب ان مراده منه هو كتاب رجاله ، لشيوع تسمية « الرجال » بالتاريخ كما سيوافيك.

وأما الثاني ، فهو أن الكتاب على فرض ثبوت النسبة ، من تآليف ابن الغضائري ( أحمد ) لا نفسه ـ أعني الحسين ـ ويدل عليه وجوه :

الاول : ان الشيخ كما عرفت ذكر لاحمد بن الحسين كتابين : أحدهما في الاصول والاخر في المصنفات ، ولم يذكر للوالد اي كتاب في الرجال ، وان وصفه الشيخ والنجاشي بكونه كثير السماع ، عارفاً بالرجال ، غير ان المعرفة بالرجال لا تستلزم التأليف فيه ، ومن المحتمل ان هذا الكتاب هو احد هذين او هو كتاب ثالث وضع لذكر خصوص الضعفاء والمذمومين ، كما احتمله صاحب مجمع الرجال ، ويحتمل ان يكون له كتاب آخر في الثقات والممدوحين وان لم يصل الينا منه خبر ولا اثر ، كما ذكره الفاضل الخاجوئي ، محتملا ان يكون كتاب الممدوحين ، احد الكتابين اللذين صرح بهما الشيخ في اول الفهرس على ما نقله صاحب سماء المقال(2) ولكن الظاهر خلافه ، وسيوافيك حق القول في ذلك فانتظر.

الثاني : ان اول من وقف على هذا الكتاب هو السيد الجليل ابن طاووس الحلي ، فقد نسبه إلى الابن في مقدمة كتاب على ما نقله عنه في التحرير الطاووسي ، حيث قال : « إني قد عزمت على ان اجمع في كتابي هذا اسماء

__________________

1 ـ معجم رجال الحديث : 1 / 113 ـ 114 من المقدمة ، طبعة النجف ، والصفحة 101 ـ 103 من طبعة لبنان.

2 ـ سماء المقال : ج 1 الصفحة 2.

٨٦

الرجال المصنّفين وغيرهم من كتب خمسة إلى ان قال : وكتاب ابي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائري في ذكر الضعفاء خاصة »(1) .

الثالث : ان المتتبع لكتاب « الخلاصة » للعلامة الحلي ، يرى انه يعتقد بأنه من تآليف ابن الغضائري ، فلاحظ ترجمة عمر بن ثابت ، وسليمان النخعي ، يقول في الاول : « انه ضعيف ، قاله ابن الغضائري » وقال في الثاني : « قال ابن الغضائري : يقال انه كذاب النخع ضعيف جدّاً ».

وبما انه يحتمل ان يكون ابن الغضائري كنية للوالد ، ويكون الجدّ منسوبا إلى « الغضائر » الذي هو بمعنى الطين اللازب الحر ، قال العلاّمة في اسماعيل بن مهران : « قال الشيخ ابو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائريرحمه‌الله : انه يكنّى ابا محمد ، ليس حديثه بالنقي » وعلى ذلك فكلما اطلق ابن الغضائري يريد به أحمد بن الحسين ، لا غيره.

ومما يؤيد ان الكتاب من تأليف ابن الغضائري ، أن بعض ما ينقله النجاشي في فهرسه عن أحمد بن الحسين موجود في هذا الكتاب ، وأما الاختلاف من حيث العبارة فسيوافيك وجهه.

وهناك قرائن اُخر جمعها المتتبّع الخبير الكلباسي في كتابه سماء المقال فلاحظ(2) .

هـ ـ كتاب الضعفاء رابع كتبه

الظاهر أن ابن الغضائري ألف كتبا اربعة وان كتاب الضعفاء رابع كتبه. الاول والثاني ما اشار اليهما الشيخ في مقدمة الفهرس « فانه ( أبا الحسين ) عمل كتابين : احدهما ذكر فيه المصنَّفات والآخر ذكر فيه الاصول واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه ، غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما احد من اصحابنا

__________________

1 ـ سماء المقال : 1 / 5 ـ 6.

2 ـ سماء المقال : 1 / 6 ـ 7.

٨٧

واخترم هورحمه‌الله وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه »(1) .

والثالث هو كتاب الممدوحين ولم يصل الينا ابداً ، لكن ينقل عنه العلاّمة في الخلاصة ، والرابع هو كتاب الضعفاء الذي وصل الينا على النَّحو الذي وقفت عليه ، والظاهر أن النجاشي لأجل مخالطته ومعاشرته معه قد وقف على مسوداته ومذكراته فنقل ما نقل عنها.

ومن البعيد جدّاً أن يكون كتاب الضعفاء نفس الكتابين اللذين ذكرهما الشيخ في مقدمة الفهرس ، وما عمل من كتابين كان مقصورا في بيان المصنفات والاُصول ، كفهرس الشيخ من دون تعرض لوثاقة شخص او ضعفه ، فعلى ذلك يجب ان يكون للرجل وراءهما كتاب رجال لبيان الضعفاء والممدوحين ، كما أن من البعيد أن يؤلف كتابا في الضعفاء فقط ، دون ان يؤلّف كتابا في الثقات أو الممدوحين ، والدليل على تأليفه كتابا في الممدوحين وجود التوثيقات منه في حقّ عدَّة من الرواة ، ونقلها النجاشي عنه. اضف إلى ذلك ان العلاّمة يصرح بتعدد كتابه ويقول في ترجمة : سليمان النخعي : « قال ابن الغضائري سليمان بن هارون النخعي ابو داود يقال له : كذاب النخع ، روى عن ابي عبد الله ضعيف جداً » وقال في كتابه الاخر : « سليمان بن عمر ابو داود النخعي الخ »(2) وقال في ترجمة عمر بن ثابت : « ضعيف جدّاً قاله ابن الغضائري وقال في كتابه الاخر عمر بن ابي المقدام »(3) وقال في ترجمة محمد بن مصادف : « اختلف قول ابن الغضائري فيه ففي احد الكتابين انه ضعيف وفي الآخر إنه ثقة »(4) . وهذه النصوص تعطي أن للرجل كتابين ،

__________________

1 ـ ديباجة فهرست الشيخ : « الطبعة الاولى » الصفحة 1 ـ 2 وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 4.

2 ـ رجال العلامة : 225.

3 ـ نفس المصدر : 241.

4 ـ نفس المصدر : 251.

٨٨

أحدهما للضعفاء والمذمومين ، والآخر للممدوحين والموثَّقين ، وقد عرفت أن ما ذكره الشيخ في أول الفهرس لا صلة لهما بهذين الكتابين. فقد مات الرجل وترك ثروة علمية مفيدة.

و ـ كتاب الضعفاء وقيمته العلمية عند العلماء

لقد اختلف نظرية العلماء حول الكتاب اختلافا عميقاً ، فمن ذاهب الى انه مختلق لبعض معاندي الشيعة اراد به الوقيعة فيهم ، إلى قائل بثبوت الكتاب ثبوتاً قطعياً وانه حجة ما لم يعارض توثيق الشيخ والنجاشي ، إلى ثالث بأن الكتاب له وانه نقّاد هذا العلم ولا يقدم توثيق الشيخ والنجاشي عليه ، الى رابع بأن الكتاب له ، غير أن جرحه وتضعيفه غير معتبر ، لأنه لم يكن في الجرح والتضعيف مستندا إلى الشهادة ولا إلى القرائن المفيدة للاطمئنان بل إلى اجتهاده في متن الحديث ، فلو كان الحديث مشتملاً على الغلوّ والارتفاع في حقّ الائمة حسب نظره ، وصف الراوي بالوضع وضعّفه ، وإليك هذه الاقوال :

النظرية الأولى

إن شيخنا المتتبّع الطهراني بعدما سرد وضع الكتاب وأوضح كيفية الاطلاع عليه ، حكم بعدم ثبوت نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري ، وان المؤلف له كان من المعاندين لأكابر الشيعة ، وكان يريد الوقيعة فيهم بكل حيلة ، ولأجل ذلك ألَّف هذا الكتاب وأدرج فيه بعض مقالات ابن الغضائري تمويهاً ليقبل عنه جميع ما اراد إثباته من الوقائع والقبائح(1) ويمكن تأييده في بادئ النظر بوجوه :

1 ـ إنه كانت بين النجاشي وابن الغضائري خلطة وصداقة في أيام الدراسة والتحصيل ، وكانا يدرسان عند والد ابن الغضائري ، كما كانا يدرسان عند غيره ، على ما مرَّ في ترجمتهما ، فلو كان الكتاب من تآليف ابن الغضائري ،

__________________

1 ـ الذريعة : 4 / 288 ـ 289 ، وج 10 / 89.

٨٩

اقتضى طبع الحال وقوف النجاشي عليه ، وقوف الصديق على أسرار صديقه ، وإكثار النقل منه ، مع انه لا ينقل عنه إلا في موارد لا تتجاوز بضعة وعشرين مورداً ، وهو يقول في كثير من هذه الموارد « قال أحمد بن الحسين » أو « قاله أحمد بن الحسين » مشعراً بأخذه منه مشافهة لا نقلاً عن كتابه.

نعم ، يقول في بعض الموارد : « وذكر أحمد بن الحسين » الظّاهر في أنه أخذه من كتابه.

2 ـ إن الظاهر من الشيخ الطوسي أن ما ألفه ابن الغضائري اُهلك قبل أن يستنسخ حيث يقول : « واخترم هو ( ابن الغضائري ) وعمد بعض ورثته الى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه »(1) .

3 ـ إن لفظ « اخترم » الذي أطلقه الشيخ عليه ، يكشف عن أن الرجل مات بالموت الاخترامي ، وهو موت من لم يتجاوز الاربعين وبما أن النجاشي الذي هو زميله ولد عام 372 هـ ، يمكن أن يقال انه أيضاً من مواليد ذلك العام او ما قبله بقليل ، وبما ان موته كان موتاً اخترامياً ، يمكن التنبّؤ بأنه مات بعد أبيه بقليل ، فتكون وفاته حوالي 412 هـ ، وعلى ذلك فمن البعيد أن يصل الكتاب إلى يد النجاشي ولا يصل إلى يد الشّيخ ، مع أن بيئة بغداد كانت تجمع بين العَلَمين ( النجاشي والشيخ ) كلَّ يوم وليلة ، وقد توفّي الشيخ سنة 460 هـ ، وتوفّي النجاشي على المشهور عام 450 ، فهل يمكن بعد هذا وقوف النجاشي على الكتاب وعدم وقوف الشيخ عليه؟

وأقصى ما يمكن أن يقال : إن ابن الغضائري ترك أوراقاً مسودة في علم الرجال ، ووقف عليها النجاشي ، ونقل عنها ما نقل ، ثمَّ زاد عليه بعض المعاندين ما تقشعّر منه الجلود وترتعد منه الفرائص من جرح المشايخ ورميهم بالدسّ والوضع ، وهو كما قال السيد الداماد في رواشحه « قلّ أن يسلم أحد من

__________________

1 ـ مقدمة فهرس الشيخ : « الطبعة الاولى » الصفحة 2 ، و « الطبعة الثانية » الصفحة 24.

٩٠

جرحه أو ينجو ثقة من قدحه ».

تحليل هذه النظرية

هذه النظرية في غاية التَّفريط ، في مقابل النظرية الثالثة التي هي في غاية الإفراط ولا يخفى وهن هذه النظرية الاُمور :

أما الاول : فيكفي في صحة نسبة الكتاب الى ابن الغضائري تطابق ما نقله النجاشي في موارد كثير مع الموجود منه وعدم استيعابه بنقل كل ما فيه ، لاجل عدم ثبوته عنده ، ولذلك ضرب عنه صفحاً الا في موارد خاصة لاختلاف مشربهما في نقد الرجال وتمييز الثقات عن غيرهم.

وأما الثاني : فلما عرفت من أن كتاب الضعفاء ، غير ما ألفه حول الاصول والمصنفات ، وهو غير كتاب الممدوحين ، الذي ربما ينقل عنه العلاّمة كما عرفت ، وتعمد الورثة على اهلاك الاولين لا يكون دليلا على اهلاك الآخرين(1) .

وأما الثالث : فيكفي في الاعتذار من عدم اطلاع الشيخ على بقية كتب ابن الغضائري ، ان الشيخ كان رجلاً عالمياً مشاركاً في أكثر العلوم الاسلامية ومتخصصاً في بعض النواحي منها ، زعيما للشيعة في العراق. والغفلة من مثل هذا الشخص المتبحر في العلوم ، والمتحمل للمسؤوليات الدينية والاجتماعية ، أمر غير بعيد.

وهذا غير النجاشي الذي كان زميلاً ومشاركاً له في دروس أبيه وغيره ، متخصصاً في علم الرجال والانساب ، والغفلة من مثله أمر على خلاف العادة.

وما ذكره صاحب معجم رجال الحديث ـ دام ظله ـ من قصور المقتضي

__________________

1ـ نعم الظاهر من مقدمة الفهرس للشيخ تعمد الورثة لاهلاك جميع آثاره بشهادة لفظة « وغيرهما ».

٩١

وعدم ثبوت نسبة هذا الكتاب الى مؤلفه(1) غير تام ، لان هذه القرائن تكفي في ثبوت النسبة ولولا الاعتماد عليها للزم رد كثير من الكتب غير الواصلة إلينا من طرق الرواية والاجازة.

وعلى الجملة لا يصحّ رد الكتاب بهذه الوجوه الموهونة.

النظرية الثانية

الظاهر من العلاّمة في الخلاصة ثبوت نسبة الكتاب الى ابن الغضائري ثبوتاً قطعياً ، ولأجل ذلك توقّف في كثير من الرواة لأجل تضعيف ابن الغضائري ، وإنما خالف في موارد ، لتوثيق النجاشي والشيخ ، وترجيح توثيقهما على جرحه.

النظرية الثالثة

إن هذا الكتاب وإن اشتهر من عصر المجلسي بأنه لا عبرة به ، لأنه يتسرع إلى جرح الأجلة ، الا أنه كلام قشري وأنه لم ير مثله في دقّة النّظر ، ويكفيه اعتماد مثل النجاشي الذي هو أضبط أهل الرجال عليه ، وقد عرفت من الشيخ انه أول من ألف فهرساً كاملاً في مصنَّفات الشيعة واُصولهم ، والرجل نقّاد هذا العلم ، ولم يكن متسرّعاً في الجرح بل كان متأملاً متثبّتاً في التضعيف ، قد قوّى من ضعفه القميون جميعاً كأحمد بن الحسين بن سعيد ، والحسين بن آذويه وزيد الزرّاد وزيد النرسي ومحمد بن أورمة بأنه رأى كتبهم ، وأحاديثهم صحيحة.

نعم إن المتأخرين شهّروا بابن الغضائري بأنه يتسرَّع إلى الجرح فلا عبرة بطعونه ، مع أن الذي وجدناه بالسبر في الذين وقفنا على كتبهم ممَّن طعن

__________________

1 ـ معجم رجال الحديث : 1 / 114 من المقدمة ( طبعة النجف ) ، والصفحة 102 طبعة لبنان.

٩٢

فيهم ، ككتاب الاستغاثة لعليّ بن أحمد الكوفي ، وكتاب تفسير محمد بن القاسم الاسترآبادي ، وكتاب الحسين بن عباس ابن الجريش أن الامر كما ذكر(1) .

ولا يخفى أن تلك النظرية في جانب الافراط ، ولو كان الكتاب بتلك المنزلة لماذا لم يستند اليه النجاشي في عامة الموارد ، بل لم يستند اليه إلا في بضعة وعشرين مورداً؟ مع أنه ضعّف كثيرا من المشايخ التي وثاقتهم عندنا كالشمس في رائعة النهار.

إنّ عدم العبرة بطعونه ليس لاجل تسرّعه إلى الجرح وأنه كان جرّاحاً للرواة خارجاً عن الحدّ المتعارف ، بل لأجل أنه لم يستند في جرحه بل وتعديله إلى الطرق الحسية ، بل استند إلى استنباطات واجتهادات شخصية كما سيوافيك بيانه في النظرية الرابعة.

النظرية الرابعة

إنَّ كتاب الضعفاء هو لابن الغضائري ، غير أن تضعيفه وجرحه للرواة والمشايخ لم يكن مستنداً إلى الشهادة والسماع ، بل كان اجتهاداً منه عند النظر إلى روايات الافراد ، فان رآها مشتملة على الغلوّ والارتفاع حسب نظره ، وصفه بالضعف ووضع الحديث ، وقد عرفت أنه صحَّح روايات عدَّة من القمّيين بأنه رأى كتبهم ، وأحاديثهم صحيحة ( أي بملاحظة مطابقتها لمعتقده ).

ويرشد إلى ذلك ما ذكره المحقّق الوحيد البهبهائي في بعض المقامات حيث قال : « اعلم أن الظاهر أن كثيراً من القدماء سيَّما القمّيين منهم والغضائري كانوا يعتقدون للائمةعليهم‌السلام منزلة خاصة من الرفعة والجلالة ، ومرتبة معينة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم ، وما

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 1 / 41 ـ 51.

٩٣

كانوا يجوزون التعدّي عنها ، وكانوا يعدّون التعدي ارتفاعا وغلوّاً حسب معتقدهم ، حتى انهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوّاً ، بل ربما جعلوا مطلق التفويض اليهم أو التفويض الذي اختلف فيه ـ كما سنذكر ـ او المبالغة في معجزاتهم ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم ، أو الاغراق في شأنهم وإجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص ، واظهار كثير قدرة لهم ، وذكر علمهم بمكنونات السماء والارض ( جعلوا كل ذلك ) ارتفاعاً او مورثاً للتّهمة به ، سيَّما بجهة أن الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلِّسين.

وبالجملة ، الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الاصولية أيضاً فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً او كفراً أو غلوّاً أو تفويضاً او جبراً او تشبيهاً أو غير ذلك ، وكان عند آخر ممّا يجب اعتقاده ، أو لا هذا ولا ذاك. وربما كان منشأ جرحهم بالأمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم ـ كما أشرنا آنفاً ـ او ادّعاء أرباب المذاهب كونه منهم او روايتهم عنه وربّما كان المنشأ روايتهم المناكير عنه ، إلى غير ذلك ، فعلى هذا ربَّما يحصل التأمل في جرحهم بأمثال الامور المذكورة إلى أن قال :

ثمَّ اعلم أنه ( أحمد بن محمد بن عيسى ) والغضائري ربما ينسبان الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً بعد ما نسباه إلى الغلوّ وكأنه لروايته ما يدل عليه »(1) .

اجابة المحقق التستري عن هذه النظرية

إن المحقّق التستري أجاب عن هذه النظرية بقوله : « كثيراً ما يردّ المتأخرون طعن القدماء في رجل بالغلوّ ، بأنهم رموه به لنقله معجزاتهم وهو غير صحيح ، فان كونهمعليهم‌السلام ذوي معجزات من ضروريات مذهب

__________________

1 ـ الفوائد الرجالية للوحيد البهبهاني : 38 ـ 39 المطبوعة في آخر رجال الخاقاني ، والصفحة 8 من المطبوعة في مقدمة منهج المقال.

٩٤

الامامية ، وهل معجزاتهم وصلت إلينا الا بنقلهم؟ وإنما مرادهم بالغلوّ ترك العبادة اعتماداً على ولايتهمعليهم‌السلام . فروى أحمد بن الحسين الغضائري ، عن الحسن بن محمد بن بندار القمّي ، قال : سمعت مشايخي يقولون : إنَّ محمد بن أورمة لما طعن عليه بالغلوّ بعث اليه الأشاعرة ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي الليل من أوله الى آخره ، ليالي عدَّة فتوقَّفوا عن اعتقادهم.

وعن فلاح السّائل(1) لعلي بن طاووس عن الحسين بن أحمد المالكي قال : قلت لأحمد بن مليك الكرخّي(2) عمّا يقال في محمد بن سنان من أمر الغلوّ ، فقال : معاذ الله ، وهو والله علَّمني الطهور.

وعنون الكشّي(3) جمعاً ، منهم علي بن عبدالله بن مروان وقال إنَّه سأل العيّاشي عنهم فقال : وأما علي بن عبد الله بن مروان فان القوم ( يعني الغلاة ) تمتحن في أوقات الصلوات ولم أحضره وقت صلاة. وعنون الكشي(4) أيضاً الغلاة في وقت الإمام الهاديعليه‌السلام وروى عن أحمد بن محمد بن عيسى انه كتب اليهعليه‌السلام في قوم يتكلَّمون ويقرؤون أحاديث ينسبونها

__________________

1 ـ فلاح السائل : 13 وفيه أحمد بن هليل الكرخي.

2 ـ كذا وفي رجال السيد بحر العلوم « أحمد بن هليك » وفي تنقيح المقال « أحمد بن مليك » والظاهر وقوع تصحيف فيه ، والصحيح هو أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي ، للشواهد التالية :

الاول : كون الحسين بن أحمد المالكي في سند الخبر الذي هو راو عن أحمد بن هلال الكرخي ( راجع روضة الكافي : الحديث 371 ).

الثاني : كون محمد بن سنان فيه ، الذي يروي عنه أحمد بن هلال الكرخي ( راجع أيضاً روضة الكافي : الحديث 371 ).

الثالث : ان أبا علي بن همام ينقل بعض القضايا المرتبطة بأحمد بن هلال الكرخي كما في غيبة الشيخ ( الصفحة 245 ) وهو أيضاً يذكر تاريخ وفاة أحمد هذا كما نقل عنه السيد بن طاووس. اضف إلى ذلك أنا لم نعثر على ترجمة لاحمد بن هليل ، او هليك او مليك في كتب الرجال المعروفة.

3 ـ رجال الكشي : 530.

4 ـ رجال الكشي : 516 ـ 517.

٩٥

اليك والى آبائك ـ إلى أن قال : ومن أقاويلهم أنهم يقولون : ان قوله تعالى( إنَّ الصَّلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) معناها رجل ، لا سجود ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال ، واشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأوَّلوها وصيروها على هذا الحدّ الذي ذكرت »(1) .

أقول : ما ذكره ـ دام ظله ـ من أن الغلاة كانوا يمتحنون في أوقات الصلاة صحيح في الجملة ، ويدل عليه مضافا الى ما ذكره ، بعض الروايات. قال الصادقعليه‌السلام : احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم ، فان الغلاة شرّ خلق الله إلى أن قال : إلينا يرجع الغالي فلا نقبله ، وبنا يلحق المقصّر فنقبله ، فقيل له : كيف ذلك يا ابن رسول اللَّه؟ قال : الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزَّكاة والصَّيام والحجِّ ، فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله عزّ وجل أبداً وان المقصّر إذا عرف عمل وأطاع(2) .

وكتب بعض اصحابنا إلى أبي الحسن العسكريعليه‌السلام : أن علي بن حسكة يدَّعي أنه من أوليائك وأنك أنت الاول القديم وانه بابك ونبيك أمرته أن يدعو الى ذلك ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ـ الى آخره(3) .

ونقل الكشي عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام عن الغلاة : أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة(4) .

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 1 / 50 ـ 51.

2 ـ بحار الانوار : 25 / 265 ـ 266 ، الحديث 6 نقلا عن أمالي الطوسي ، طبعة النجف ، الصفحة 264.

3 ـ بحار الانوار : 25 / 316 ، الحديث 82 نقلا عن رجال الكشي : 518.

4 ـ بحار الانوار : 25 / 302 ، الحديث 67 نقلا عن رجال الكشي : 324.

٩٦

ومع هذا الاعتراف ان هذه الروايات لا تثبت ما رامه وهو أن الغلوّ كان له معنى واحد في جميع الأزمنة ، ولازمه ترك الفرائض ، وأن ذلك المعنى كان مقبولاً عند الكلّ من عصر الإمام الصادقعليه‌السلام الى عصر الغضائري اذ فيه :

أما أولاً : فانه يظهر عما نقله الكشي عن عثمان بن عيسى الكلابي أن محمد بن بشير احد رؤساء الغلاة في عصره ، وأتباعه كانوا يأخذون بعض الفرائض وينكرون البعض الآخر ، حيث زعموا أن الفرائض عليهم من الله تعالى إقامة الصلاة والخمس وصوم شهر رمضان ، وفي الوقت نفسه ، أنكروا الزكاة والحجّ وسائر الفرائض(1) . وعلى ذلك فما ذكره من امتحان الغلاة في أوقات الصلاة راجع إلى صنف خاص من الغلاة دون كلهم.

وثانياً : أن الظاهر من كلمات القدماء أنهم لم يتفقوا في معنى الغلوّ بشكل خاصّ على ما حكى شيخنا المفيد عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه قال : أول درجة في الغلو ، نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام ، ثمَّ قال الشيخ : فان صحت هذه الحكاية عنه فهو مقصر ، مع انه من علماء القميين ومشيختهم ، وقد وجدنا جماعة وردت الينا من قم يقصِّرون تقصيراً ظاهراً في الدين ، ينزلون الائمةعليهم‌السلام عن مراتبهم ، ويزعمون أنهم كانوا لا يعرفون كثيرا من الاحكام الدينية ، حتى ينكت في قلوبهم ، ورأينا من يقول إنهم كانوا يلجأون في حكم الشريعة إلى الرّأي والظّنون ويدَّعون مع ذلك أنهم من العلماء(2) .

فاذا كانت المشايخ من القمّيين وغيرهم يعتقدون في حق الائمة ما نقله

__________________

1 ـ بحار الانوار : 25 / 309 ، الحديث 76 نقلا عن رجال الكشي : 478 ـ 479.

2 ـ بحار الانوار : 25 / 345 ـ 346 ، نقلاً عن تصحيح الاعتقاد ، باب معنى الغلو والتفويض : 65 ـ 66.

٩٧

الشيخ المفيد ، فانّهم إذا وجدوا رواية على خلاف معتقدهم وصفوها بحسب الطبع بالضعف وراويها بالجعل والدسّ.

قال العلاّمة المجلسيرحمه‌الله بعدما فسَّر الغلوّ في النبي والائمةعليهم‌السلام : « ولكن افرط بعض المتكلمين والمحدّثين في الغلوّ لقصورهم عن معرفة الأئمةعليهم‌السلام ، وعجزهم عن إدراك غرائب احوالهم وعجائب شؤونهم ، فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم : من الغلوّ نفي السهو عنهم ، أو القول بأنهم يعلمون ما كان وما يكون »(1) .

وعلى ذلك ، فليس من البعيد أن الغضائري ونظراءه الذين ينسبون كثيراً من الرواة إلى الضعف والجعل ، كانوا يعتقدون في حقّ النبي والائمةعليهم‌السلام عقيدة أولئك المشايخ ، فاذا وجدوا أن الرواية لا توافق معتقدهم اتَّهموه بالكذب ووضع الحديث.

والآفة كلّ الآفة هو أن يكون ملاك تصحيح الرواية عقيدة الشخص وسليقته الخاصة فان ذلك يوجب طرح كثير من الروايات الصحيحة واتهام كثير من المشايخ.

والظاهر أن الغضائري كان له مذاق خاصّ في تصحيح الروايات وتوثيق الرواة ، فقد جعل اتقان الروايات في المضمون ، حسب مذاقه ، دليلا على وثاقة الراوي ، ولأجل ذلك صحَّح روايات عدة من القمّيين ، ممَّن ضعفهم غيره ، لأجل أنه رأى كتبهم ، وأحاديثهم صحيحة.

كما أنه جعل ضعف الرواية في المضمون ، ومخالفته مع معتقده في ما يرجع إلى الائمة ، دليلا على ضعف الرواية ، وكون الراوي جاعلا للحديث ،

__________________

1 ـ بحار الانوار : 25 / 347.

٩٨

أو راوياً ممَّن يضع الحديث. والتوثيق والجرح المبنيان على اتقان المتن ، وموافقته مع العقيدة ، من أخطر الطرق إلى تشخيص صفات الراوي من الوثاقة والضعف.

ويشهد على ما ذكرنا أن الشيخ والنجاشي ضعَّفا محمد بن أورمة ، لانه مطعون عليه بالغلوّ وما تفرَّد به لم يجز العمل به(1) ولكن ابن الغضائري أبرأه عنه ، فنظر في كتبه ورواياته كلّها متأملاً فيها ، فوجدها نقيَّة لا فساد فيها ، إلا في أوراق اُلصقت على الكتاب ، فحمله على أنها موضوعة عليه.

وهذا يشهد أن مصدر قضائه هو التتبّع في كتب الراوي ، وتشخيص أفكاره وعقائده وأعماله من نفس الكتاب.

ثمَّ ان للمحقّق الشيخ أبي الهدى الكلباسي كلاماً حول هذا الكتاب يقرب مما ذكره المحقّق البهبهاني ، ونحن نأتي بملخّصه وهو لا يخلو من فائدة.

قال في سماء المقال : « إن دعوى التسارع غير بعيدة نظراً إلى أمور(2) :

الاول : إن الظاهر من كمال الاستقراء في أرجاء عبائره ، انه كان يرى نقل بعض غرائب الامور من الائمةعليهم‌السلام من الغلو على حسب مذاق القميين ، فكان إذا رأى من أحدهم ذكر شيء غير موافق لاعتقاده ، يجزم بأنه من الغلو ، فيعتقد بكذبه وافترائه ، فيحكم بضعفه وغلوه ، ولذا يكثر حكمه بهما ( بالضعف والكذب ) في غير محلهما.

ويظهر ذلك مما ذكره من أنه كان غالياً كذاباً كما في سليمان الديلمي ، وفي آخر من أنه ضعيف جدّاً لا يلتفت اليه ، أو في مذهبه غلوّ كما في

__________________

1 ـ رجال الشيخ : 512 برقم 112 ، الفهرس : « الطبعة الاولى » الصفحة 143 ، الرقم 610 ، وفي « الطبعة الثانية » : الصفحة 170 الرقم 621 ، ورجال النجاشي : الرقم 891.

2 ـ ذكررحمه‌الله أموراً واخترنا منها أمرين.

٩٩

عبد الرحمن بن أبي حمّاد ، فان الظاهر أن منشأ تضعيفه ما ذكره من غلوّه ، ومثله ما في خلف بن محمد من أنه كان غالياً ، في مذهبه ضعف لا يلتفت اليه ، وما في سهل بن زياد من أنه كان ضعيفاً جداً فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أخرجه من قم. والظاهر أن منشأ جميعه ما حكاه النجاشي عن أحمد المذكور من أنه كان يشهد عليه بالغلوّ والكذب ، فأخرجه عنه(1) ، وما في حسن بن ميّاح من أنه ضعيف غال ، وفي صالح بن سهل : غال كذّاب وضّاع للحديث ، لا خير فيه ولا في سائر ما رواه » ، وفي صالح بن عقبة « غال كذّاب لا يلتفت اليه » ، وفي عبدالله بن بكر « مرتفع القول ضعيف » ، وفي عبدالله بن حكم « ضعيف مرتفع القول » ، ونحوه في عبدالله بن سالم وعبدالله بن بحر وعبدالله بن عبد الرحمان.

الثاني : إن الظاهر أنه كان غيورا في دينه ، حامياً عنه ، فكان إذا رأى مكروها اشتدَّت عنده بشاعته وكثرت لديه شناعته ، مكثراً على مقترفه من الطَّعن والتشنيع واللعن والتفظيع ، يشهد عليه سياق عبارته ، فأنت ترى أن غيره في مقام التضعيف يقتصر بما فيه بيان الضعف ، بخلافه فانه يرخي عنان القلم في الميدان باتّهامه بالخبث والتهالك واللعان ، فيضعّف مؤكداً واليك نماذج :

قال في المسمعي : « إنه ضعيف مرتفع القول ، له كتاب في الزيارات يدلّ على خبث عظيم ومذهب متهافت وكان من كذابة أهل البصرة ».

وقال حول كتاب عليّ بن العبّاس : « تصنيف يدلّ على خبثه وتهالك مذهبه لا يلتفت اليه ولا يعبأ بما رواه ».

وقال في جعفر بن مالك : « كذّاب متروك الحديث جملة ، وكان في مذهبه ارتفاع ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل ، وكلّ عيوب الضعفاء مجتمعة فيه ».

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 490.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453