تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي10%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 543

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156986 / تحميل: 9286
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال

الشيخ أبي العباس احمد النجاشي

المجلد الثالث

السيد محمّد الأبطحي

١

هذا الكتاب

طبع ونشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما‌السلام ) للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢

تهذيب المقال بتنقيح كتاب الرجال

للشيخ الجليل ابى العباس احمد بن على بن احمد بن العباس النجاشى

المولود سنة ٣٧٢ ه‍ـ

تأليف السيد محمد على الموحد الابطحى الاصفهانى

الجزء الثالث

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤف رحيم

(٤ ومن هذا الباب: اسحاق)(١)

١٦٧ - اسحاق بن عمار بن حيان

مولى بنى تغلب ابو يعقوب الصيرفى(٢)

____________________

(١) اى: ومن باب الالف. ثم انهرحمه‌الله وان قال في ديباجة الكتاب: وقد جعلت للاسماء ابوابا على الحروف ليهون على الملتمس لاسم مخصوص.. الا انه لم يرتب الابواب على الحروف كما انه لم يرتب اسماء كل باب ايضا على الحروف جدا، بل اعتبر بتقديم الاسم شرفا او لكثرة المسمين به وغير ذلك من المرجحات للتقدم على ما هو المتعارف عند قدماء أصحاب التراجم من أصحابنا وغيرهم.ولعله لذلك قدم باب الحسن والحسين على هذا الباب وما بعده.

(٢) كان اسحاق بن عمار من مشاهير من روى الحديث، ذكره اصحاب التراجم ورجال الحديث من اصحابنا وغيرهم فقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٦٧: اسحاق بن عمار بن يزيد بن (حيان خ ل ص) ابويعقوب الصيرفى الكوفى.ذكره الطوسى في رجال الصادق وولده موسى بن جعفرعليهما‌السلام .وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة، وقال: له مصنف، وكان ثقة، روى عنه غياث بن كلوب بن قيس البجلى، والحسن بن محبوب، وعبدالله بن المغيرة، وغيرهم. انتهى.نسبه: كان ابوه عمار بن حيان من اصحاب ابى عبداللهعليه‌السلام ذكرناه في طبقات اصحابهعليه‌السلام وان لم يذكره البرقى والشيخ واضرابهما. وروى الكلينى في البر بالوالدين من اصول الكافى ج ٢ ص ١٦١ ١٢٦ عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم، وعدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن اسماعيل بن مهران جميعا عن سيف بن عميرة عن عبدالله بن مسكان عن عمار بن حيان قال: خبرت ابا عبداللهعليه‌السلام ببر اسماعيل ابنى بى، فقال: لقد كنت احبه، وقد ازددت له حبا الحديث.قلت: والاسناد إلى عمار صحيح. وما في لسان الميزان: عمار بن يزيد فهو مصحف كما صحح في الطبعة الثانية: عمار بن حيان.وقال الصدوق ره في مشيخة الفقيه إلى أخيه يونس (رقم ١٨٩): ابوالحسن يونس بن عمار بن الفيض الصيرفى التغلبى الكوفى، وهو أخو اسحاق بن عمار.قلت: مع ظهور اتحاد اسحاق بن عمار فلعل نسبة عمار إلى الفيض من النسبة إلى الجد، او ان النسبة إلى حيان كما في المتن او إلى يزيد كما في الميزان من النسبة إلى الجد كما انه كذلك بنائا على اتحاده مع اسحاق بن عمار بن موسى الساباطى كما يأتى. ولم أقف على ترجمة حيان او الفيض في التراجم والرجال.ثم ان ظاهر الاخبار وصريح الماتن ان اسحاق كان من بيت كبير من الشيعة يأتى ذكر جماعة منهم وذكر الماتن: في ترجمة ابنه: محمد بن اسحاق بن عمار بن حيان التغلبى الصيرفى ثقة، عين الخ.نسبته: الظاهر انه لم يكن عربيا صميما حيث قال الماتن هنا وفى ترجمة ابنه: مولى بنى تغلب.وقال البرقى في اصحاب الصادقعليه‌السلام (٢٨): اسحاق بن عمار الصيرفى مولى بنى تغلب، كوفى. ونحوه في اصحاب الكاظمعليه‌السلام منه(٤٧). وقد وصفه الصدوق في المشيخة كما تقدم بالتغلبى.=

٤

____________________

=كما وصف الشيخ في رجاله(٣٣٧) اخاه يونس بالتغلبى. ولاينا في ذلك تصريح البرقى والصدوق وغيرهما بكونه كوفيا وكذا تصريح الشيخ بكون ابنه واخوته كوفيين. الا ان يقال ان التصريح بكونه كوفيا يقتضى كونه عربيا مسكنه الكوفة وبالولاء لبنى تغلب يقتضى عدم كونه عربيا رأسا كما حققناه في محل آخر. كنيته: كناه النجاشى وغيره بابنه يعقوب الاتى ذكره وذكر اولاده إلى سنة ٣٣٢ لكن في أحكام الجماعة من التهذيب ج ٣ ص ٣٨ ٤٥ في حديث طويل عن اسحاق بن عمار في حضوره جماعة جيرانه المخالفين في مسجدهم، قال في اخره: فاذا خسمة او ستة من جيرانى قد قاموا إلى من المخزوميين والامويين فأقعدونى ثم قالوا يا أبا هاشم جزاك الله عن نفسك خيرا الحديث. ولا بعد في تعدد الكنية كما ذكر الماتن لجماعة كنى متعددة منهم عمار بن ابى معاوية فكناه في ترجمة ابنه معاوية بأبى معاوية وابى القاسم وابى حكيم.هذا مع ان الانسب تكنيته بابنه محمد الذى قال ابوعبداللهعليه‌السلام فيه لاسحاق بن عمار لما اخبره بولادة غلام له: ألا سميته محمدا؟ قال قلت قد فعلت، قال فلا تضرب محمدا ولاتبه، جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك الحديث. رواه في الكافى ج ١ ص ٣٦٠ والشيخ في التهذيب ج ٦ ص ٣٦١ والاستبصار ج ٢ ص ٦٢ والصدوق في العلل ص ٥٣٠.

تجارته

اتفق النجاشى والصدوق والبرقى على انه كان تاجرا صيرفيا، بل يظهر من الاخبار ان بنى حيان كانوا صيارفة، لكن نهاه ابو عبداللهعليه‌السلام ان يجعل ابنه محمدا صيرفيا، كما في الكافى ج ١ ص ٣٦٠ ويب ج ٦ ص ٣٦١، وصا ج ٣ ص ٦٢ والعلل ص ٥٣٠.بل دلت الاخبار على ان اسحاق بن عمار كان مليا موسرا.

١ - فمنها ما في حج الكافى ج ١ ٣٣٥، والفقيه ج ٢ ١٤٠ ويأتى في مدحه.

٢ - ومنها ما رواه الكشى في ترجمته (٢٥٧) في الصحيح عن على ابن اسماعيل عن اسحاق بن عمار قال قلت لابى عبداللهعليه‌السلام : ان لنا اموالا ونحن نعامل الناس، واخاف ان حدث ان يفرق اموالنا، قال: اجمع اموالكم في كل شهر ربيع. قال على بن اسماعيل: فمات اسحاق في شهر ربيع.

٣ - ومنها ما رواه ايضا باسناده عن سليمان الديلمى قال قال اسحاق بن عمار: لما كثر ما لى أجلست على بابى بوابا يرد عنى فقراء الشيعه، قال: فخرجت إلى مكة في تلك السنة الحديث ويأتى تمامه.

٤ - ومنها ما رواه باسناده عن القندى ويأتى انشاء الله. (*)

٥

شيخ من اصحابنا(١)

____________________

مذهبه

(١) قد صرح الماتن بانه شيخ من اصحابنا فلا يكون فطحيا كما قيل، بناء‌ا على اتحاده مع اسحاق بن عمار الساباطى الذى ذكره الشيخ في الفهرست(١٥) وقال: وكان فطحيا الا انه ثقة، وأصله معتمد عليه.. (*)

٦

ثقة(١)

____________________

منزلته عند الائمة والشيعة

(١) منزلته: قد وثقه الماتن والشيخ في اصحاب الكاظم (ع) قائلا: ثقة له كتاب.

كما تقدم حكاية توثيقه ايضا عن ابن عقدة. ويدل على مدح اسحاق بن عمار روايات:

١ - منها ما في الكشى(٢٥٨): محمد بن مسعود قال حدثنى محمد بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى عن زياد القندى قال كان ابوعبداللهعليه‌السلام اذا رأى اسحاق بن عمار، واسماعيل بن عمار قال: وقد يجمعها عنقهما الاقوام، يعنى الدنيا والاخرة. (وفى نسخة: وقد يجمعهما الله لاقوام).قلت: في سنده اشكال بمحمد بن نصير المشترك بين الثقة وغيره، وبزياد القندى كما يأتى في ترجمته.

٢ - ومنها ما في الكافى ج ١ ٢٣٥ على عن ابيه عن حماد بن عيسى عن يحيى بن عمر بن كليع عن اسحاق بن عمار قال قلت لابى عبداللهعليه‌السلام : انى قد وطنت نفسى على لزوم الحج كل عام بنفسى أو برجل من اهل بيتى، بمالى، فقال: وقد عزمت على ذلك؟ قال قلت: نعم. قال: ان فعلت فأيقن (فأبشر خ ل) بكثرة المال.ورواه الصدوق في الفقيه ج ٢ ص ٤٠ باسناده عنه.قلت: سند المدح ينتهى اليه، على ان في طريق الكافى يحيى بن عمر فلم يذكر بشئ.نعم روى عنه حماد من اصحاب الاجماع. وسند الفقيه فيه على بن اسماعيل كما يأتى.

٣ - ومنها ما في كامل الزيارات لابن قولويه ١١٥ باب زيارة الملائكة الحسينعليه‌السلام باسناد حسن: عن القاسم بن محمد بن على بن ابراهيم عن أبيه عن جده عن عبدالله بن حماد الانصارى عن اسحاق بن عمار قال قلت لابى عبداللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا بن رسول الله كنت في الحيرة ليلة عرفة، فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف او اربعة آلاف رجل جميلة وجوههم، طيبة ريحهم، شديدة بياض ثيابهم يصلون الليل اجمع، فلقد كنت أريد ان آتى قبر الحسينعليه‌السلام واقبله وادعو بدعواتى فما كنت أصل اليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر سجدت سجدة فرفعت رأسى فلم ار منهم أحدا. فقال لى أبوعبداللهعليه‌السلام : أتدرى من هؤلاء؟ قلت: لا جعلت فداك، فقال: اخبرنى أبى عن أبيه قال مر بالحسينعليه‌السلام اربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء فأوحى الله اليهم يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبى وصفيى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقتل ويضطهد مظلوما فلم تنصروه فانزلوا إلى الارض إلى قبره فابكوه شعثا غبرا إلى يوم القيامة. فهم عنده إلى ان تقوم القيامة. ثم رواه باسناد آخر عنه مع تفاوت، والسند فيها منته إلى اسحاق نفسه.

٤ - ومنها ما رواه الكشى ص ٢٥٨ عن جعفر بن معروف عن ابى الحسن الرازى عن اسماعيل بن مهران عن سليمان الديلمى قال قال اسحاق بن عمار: لما كثر مالى أجلست على بابى بوابا يرد عنى فقراء الشيعه، قال: فخرجت إلى مكة في تلك السنة، فسلمت على أبى عبداللهعليه‌السلام فرد على بوجه غير مسرور، فقلت: جعلت فداك ! وما الذى غير حالى عندك؟ قال: الذى غيرك للمؤمنين، قلت: جعلت فداك ! والله انى لاعلم أنهم على دين الله، ولكن خشيت الشهرة على نفسى، قال: يا اسحاق أما علمت ان المؤمنين اذا التقيا فتصافحا بين ابهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعون منها لاشدهما حبا لصاحبه، فاذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فاذا التئما لا يريدان بذلك الا وجه الله، قيل لهما: غفر الله لكما، فاذا جلسا يتسائلان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا عنهما فان لهما سترا، وقد ستر الله عليهما، قلت: جعلت فداك ويسمع الحفظة قولهما ولا يكتبه، وقد قال الله عزوجل: (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)؟ ! قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته، وهو يقول: يا اسحاق ان كانت الحفظة لا تسمعه ولا يكتبه، فقد يسمعه ويعلمه الذى يعلم السر واخفى. يا اسحاق خف الله كأنك تراه، فان شككت في انه يراك فقد كفرت، فان تيقنت انه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته في حد أهون الناظرين اليك. (*)

٧

٨

واخوته(١) : يونس(٢) ،

____________________

(١) اى اخوته ثقات ومن شيوخ اصحابنا بناء‌ا على كون (و) للعطف.

(٢) ذكره الصدوق في المشيخة اليه(١٨٩) قائلا: وما كان فيه عن يونس بن عمار فقد رويته... عن مالك بن عطية عن ابى الحسن يونس بن عمار بن الفيض الصيرفى التغلبى الكوفى، وهو أخو اسحاق بن عمار.

وذكر الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام (٣٣٧ ٦٧): يونس بن عمار الصيرفى التغلبى كوفى.

ويشير إلى وجاهته عنده ما رواه في الكافى ج ١ ص ٩٠: محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن مالك بنعطية عن يونس بن عمار قال قلت لابى عبداللهعليه‌السلام : جعلت فداك هذا الذى ظهر بوجهى يزعم الناس ان الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة، فقال: لا، قد كان مؤمن آل فرعون مكنع الاصابع فكان يقول هكذا ومديده ويقول: (يا قوم اتبعوا المرسلين). قال ثم قال لى اذا كان الثلث الاخر من الليل في أوله فتوضأ ثم قم إلى صلاتك التى تصليها، فاذا كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين فقل وأنت ساجد يا على يا عظيم (وذكر الدعاء) وألح في الدعاء، قال: ففعلت، فما وصلت إلى الكوفة حتى اذهب الله عنى كله.

وروى جماعة من اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام عن يونس بن عمار عن ابى عبداللهعليه‌السلام مثل الحسن بن محبوب، والعلاء بن رزين، ومالك بن عطية، وابراهيم بن السندى، وابن رباط، ويونس بن عبدالرحمان، وبهلول بن مسلم وغيرهم ممن ذكرناهم في طبقات اصحابهماعليهما‌السلام . (*)

٩

ويوسف(١) ، وقيس(٢) واسماعيل(٣)

____________________

(١) وقد وثقه العلامة، وابن داود والمتأخرون تبعا للنجاشى.

(٢) قال ابن داود: قيس بن عمار بن حيان قريب الامر.

(٣) قال الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام ١٤٨ ١٢٥: اسماعيل بن عمار الصيرفى الكوفى.

وروى الكلينى في البر بالوالدين من اصول الكافى ج ١: ١٦١ ١٢٠ باسناد صحيح عن عبدالله بن مسكان عن عمار بن حيان قال: خبرت ابا عبداللهعليه‌السلام بخبر اسماعيل ابنى بى، فقالعليه‌السلام : لقد كنت أحبه وقد ازددت له حبا الحديث. وتقدم مدحه عن الكشى مع اخيه اسحاق بسند قاصر.

وروى عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، ذكرناه في طبقات من روى عنهعليه‌السلام .

وروى عنه عنهعليه‌السلام جعفر بن المثنى الخطيب كما في اصول الكافى ج ١ ٤٥٢ باب الاشراف على قبر النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهارون بن الجهم كما في اصول الكافى ج ٢ ١٩٣.

ويظهر من الشيخ ان له أخا خامسا وهو بشر وانه من اصحاب الصادقعليه‌السلام .

قال في اصحاب الصادق ١٤٢ ٣: احمد بن بشر بن عمار الصيرفى. (*)

١٠

وهو في بيت كبير من الشيعة(١)

____________________

(١) وهم حملة العلم ورواة الحديث واصحاب الائمة عليهم الصلوة والسلام فولد هو واخوته مثل عمار بن حيان من اصحاب الصادقعليه‌السلام في بيت العلم وكذا أبناء‌هم وهكذا واليك بذكر بعضهم، وهم عامتهم من اصحاب الصادقعليه‌السلام وادرك بعضهم ابا الحسن موسىعليه‌السلام :

١ - ابراهيم بن معقل بن قيس اخو اسحاق من اصحاب الصادقعليه‌السلام .

٢ - احمد بن بشر بن عمار الصيرفى.

٣ - اسحاق بن عمار.

٤ - اسماعيل بن عمار ٥ بشر بن اسماعيل بن عمار.

٦ - جعفر بن حيان الصيرفى.

٧ - الحسين بن عمار الكوفى من اصحاب الصادقعليه‌السلام .

٨ - على بن اسماعيل بن عمار.

٩ - على بن محمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار الصيرفى الكسائى الكوفى العجلى.

١٠ - قيس بن عمار بن حيان.

١١ - قيس اخو عمار الساباطى قيس بن موسى الساباطى.

١٢ - محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار.

١٣ - محمد بن اسحاق بن عمار بن حيان التغلبى الصيرفى.

١٤ - محمد بن الحسن بن عمار ١٥ محمد بن عمار الكوفى.

١٦ - يحيى بن اسحاق الصيرفى الكوفى.

١٧ - يوسف بن عمار بن حيان.

١٨ - يونس بن عمار بن الفيض الصيرفى التغلبى ابوالحسن الكوفى.

١٩ - يعقوب بن اسحاق بن عمار.

وكان ابنه محمد بن اسحاق بن عمار بن حيان التغلبى ثقة وعينا. روى عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام له كتاب كثير الرواة. هكذا ذكره الماتن في ترجمته. كما ان ابنه الاخر يعقوب لعله الذى ذكره الشيخ في اصحاب الهادىعليه‌السلام ٤٢٦ ٦. وكان حفيده محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق من رواة الحديث. روى عن على بن الحسن بن فضال، روى عنه عبدالواحد بن عبدالله بن يونس كما يأتى رواية النجاشى عنه كتاب حنان بن سدير. وكان ابنه على بن محمد من مشايخ الحديث والاجازة ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله(٤٨٠).

قال: على بن محمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار الصيرفى الكسائى الكوفى العجلى، روى عنه التلعكبرى وسمع منه سنة خمس وعشرين وثلثمائة، وله منه اجازة، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة. (*)

١١

١٢

وابنا أخيه: على بن اسماعيل(١) وبشير بن اسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث(٢) .

____________________

(١) قال البرقى في اصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥٠): على بن اسماعيل بن عمار وروى في التهذيب ج ٥ ٣٠٧ فيما يجب على المحرم اجتنابه باسناده عن جعفر بن موسى عن مهران بن ابى نصر، وعلى بن اسماعيل بن عمار عن ابى الحسنعليه‌السلام . وروى على بن اسماعيل بن عمار بن اسحاق بن عمار كما في الكشى(٢٥٧)، والتهذيب ج ٨ ٢٨٩.

(٢) قال الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام ١٥٥ ١٢: بشر بن اسماعيل الكوفى.

قلت: ذكرنا في اصحاب الكاظمعليه‌السلام بشر بن اسماعيل بن عمار الصيرفى، وذكرنا من روى عنه عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام . ويظهر وجاهته من رواية ابراهيم بن ابى البلاد من وجوه الشيعة ومن اصحاب الصادق والكاظم والرضاعليه‌السلام عنه، ومما هيأه من المسائل الثلثين لان يبعثها إلى أبى الحسن موسىعليه‌السلام ، ومما اخبر به اسماعيل بن عمار الصيرفى عنهعليه‌السلام كما في التهذيب ج ٥ ٤٣٩. (*)

١٣

روى اسحاق عن ابى عبدالله(١) عليه‌السلام

____________________

(١) بل روى عن ابى جعفرعليه‌السلام ايضا لما روى في التهذيب ج ١٠ ٨٨ عن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن اسحاق بن عمار عن ابى جعفرعليه‌السلام في الحد في الفرية.

وبهذا الاسناد عنهعليه‌السلام في الحد في السرقة ص ١٢٨. وذكره في اصحابهعليه‌السلام الشيخ ١٤٩ ١٣٥ قائلا: اسحاق بن عمار الكوفى الصيرفى. والبرقى(٢٨) قائلا: اسحاق بن عمار الصيرفى مولى بنى تغلب كوفى. وتقدم عن ابن عقدة ذكره بتصنيفه في رجال الشيعة من اصحابه.

وروى عن أبى عبداللهعليه‌السلام كثيرا جدا، روى عنه عنهعليه‌السلام جماعة كثيرة وفيهم من أعيان الطائفة وثقاتهم من اصحاب الصادق والكاظم والرضاعليه‌السلام جماعة كثيرة، ذكرناهم في ترجمته في الطبقات، منهم: ابان بن عثمان، وابراهيم بن عمر اليمانى، وابراهيم بن ناجية، وحماد، والحسن بن محبوب، ومحمد بن ابى عمير، والبزنطى، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن عذافر، ومنصور بن يونس، وسعدان بن مسلم، ويونس بن عبدالرحمان، والحجال، ومحمد بن سنان، ومحمد بن وضاح، وسيف بن عميرة، وعبدالرحمان بن سالم، وعلى بن اسماعيل بن عمار، وعبدالله بن جبلة، وعبدالله بن المغيرة وعثمان بن عيسى، وجعفر بن عثمان، ومحمد بن الحسن بن علان، ومحمد بن الفضيل، وغياث بن كلوب بن فيهس البجلى، وسلمة صاحب السابرى، وخلف بن حماد، والحكم بن مسكين، وسليمان بن محمد الخثعمى، وعبدالله بن مسكان وثعلبة بن ميمون، وجعفر بن المثنى الخطيب، وعبدالملك بن عتبة، وغياث بن ابراهيم، وداود بن النعمان، وزكريا المؤمن، وأبوجميلة، وابوالمعزا، وأبوعبدالله المؤمن، وعلى بن النعمان، ومحمد بن أسلم، والحسن بن على بن فضال، والحسن بن موسى الخشاب، وسليمان بن ابى زينبة، والوليد بن مدرك، والحسين بن عثمان، والحسين الجمال، ويحيى بن ابى العلاء، وابن رباط، وابن عديس، ويحيى بن المبارك، وزكريا بن محمد، وحفص بن البخترى، والحكم الاعشى، ويحيى بن عمر بن كليع، وعلى بن الحسن بن حماد بن ميمون، وعبدالله بن أبى يعفور، ومثنى، وعلى بن ميسرة ومحمد بن مسكين، والحسين بن خالد، وعمر بن ابى زياد، وسليم مولى طربال وعقبة بن محمد، وعبدالله بن حبيب، وغيرهم ممن ذكرناهم في الطبقات. (*)

١٤

وابى الحسنعليه‌السلام (١)

____________________

(١) وذكره في اصحاب الكاظمعليه‌السلام البرقى(٤٧) قائلا: اسحاق بن عمار ثقة، له كتاب.

قلت: وقد روى اسحاق عن ابى الحسن الكاظمعليه‌السلام كثيرا، روى عنه عنهعليه‌السلام جماعة كثيرة فيهم جماعة من أعيان الطائفة وثقاتهم من اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام منهم: عبدالله بن سنان، وعبدالله بن المغيرة، وعبدالله بن جبلة، وعبدالله الكنانى، وحماد بن عثمان، والحسن بن محبوب، ومحمد بن ابى عمير، وصفوان بن يحيى، واحمد بن محمد، وأبان بن عثمان، وحماد بن عيسى، وعبدالله بن مسكان، ويونس بن عبدالرحمان، والحسين الرواسى، ومحمد بن ابى حمزة، وزكريا المؤمن، والحسين بن ابى العلاء، و محمد بن أسلم، وعبدالصمد بن بشير، ومحمد بن سنان، ومحمد بن بكر، ومحمد بن وضاح، وعلى بن سيف، وعلى بن رباط، وعلى بن عثمان، وعبدالله بن عتبة وعبدالملك بن عتبة، وصباح الحذا، وسيف بن عميرة، وابوالمعزا. وغيرهم ممن روى عن اسحاق بن عمار عن أبى عبداللهعليه‌السلام . وقد اخرجناهم مع اشارة إلى رواياتهم في طبقات اصحابهعليه‌السلام . (*)

١٥

ذكر ذلك أحمد بن محمد بن سعيد في رجاله(١)

____________________

(١) لا مجال للترديد والشك في رواية اسحاق بن عمار عن ابى عبدالله وابى الحسنعليهما‌السلام ولا يحتمل خلاف في ذلك كى يكون القول بها عولا على احمد بن محمد بن سعيد ابى العباس بن عقدة في رجاله، الا ان يكون باعتبار مجموع ما ذكره. كيف وهذه الروايات مع كثرتها جدا وصحة أسانيد كثير منها؟ هادات وروايات متواترة على صحة روايته عنهماعليهما‌السلام ، وفيمن روى عنه عنهماعليهما‌السلام جماعة كثيرة من اعلام الطائفة وثقاتهم وعيونهم وفقهائهم، وفيهم أصحاب الاجماع جميعا ومن لا يروى الا عن ثقة ومن لا يطعن في حديثه بشيئ. وقد عرفت تصريح أعلام الطائفة كالبرقى والشيخ بكونه من أصحابهما.

وكون أبيه عمار من أصحاب الصادقعليه‌السلام لاينا في كون اسحاق من اصحابه ايضا، فقد كثر من كان هو وأبوه من اصحاب امام واحد كزرارة وأبناء‌ه. كما أن رواية غياث بن كلوب الذى عد ممن لم يرو عن الائمة عن اسحاق غير مرة لا يوجب النظر والتأمل في رواية اسحاق عنهماعليهما‌السلام . اذ عدم الوقوف على رواية غياث بن كلوب عن امام لا يدل على تأخر زمانه عنه بحيث لا تصح روايته عن اسحاق، وليس ذكر الشيخ غياث بن كلوب فيمن لم يرو عنهم دليلا على عدم امكان روايته عنهم ولا على تأخر زمانه عن زمانهم، فقد اكثررحمه‌الله من ذكره جماعة فيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام مع انه أيضا ذكرهم في اصحابهمعليه‌السلام وتحقيق ذلك في غير المقام.

وقد تقدم رواية ابراهيم بن هاشم القمى عن اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام . وبعد ما صحت رواية غياث عن اسحاق عن ابى عبداللهعليهما‌السلام وامكن لقائهما فمجرد الاستبعاد لا يعبأ به. وقد روى أصحاب الجواد والهادى والعسكرىعليه‌السلام منهم محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن اسحاق بن عمار. (*)

١٦

له كتاب نوادر(١) ، يرويه عنه عدة من أصحابنا(٢) .

____________________

(١) وتقدم عن الشيخ في اصحاب الكاظمعليه‌السلام قوله: له كتاب.

(٢) روى عن اسحاق بن عمار جماعة كثيرة جدا حسب ما أشرنا اليهم، وروى المشايخ بطرق كثيرة عنه.

وطريق الصدوق اليه في المشيخة(٣): أبوه عن عبدالله بن جعفر الحميرى عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عنه. قلت: طريقه كالصحيح بعلى بن اسماعيل على ما يأتى. وروى عنه في الفقيه بطرق مختلفة ومنها الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن اسحاق بن عمار كما في ج ٤ ٢٨٥. (*)

١٧

أخبرنا محمد بن على قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا سعد عن محمد بن الحسين قال حدثنا غياث بن كلوب بن قيس البجلى عن اسحاق به.(١)

____________________

(١) طريق النجاشى إلى كتابه وان كان فيه اشكال بغياث الذى ذكره الشيخ في العدة من العامه، الا انه ممن عملت الطائفة مع هذا بأخباره كما ان الكلام ايضا بأحمد مدفوع بما حققناه في محله.

(تعقيق حول اتحاد اسحاق الصيرفى الكوفى والساباطى) قال الشيخ في الفهرست(١٥): اسحاق بن عمار الساباطى، له أصل، و كان فطحيا الا انه ثقة، وأصله معتمد عليه، اخبرنا به الشيخ ابوعبدالله المفيدرضي‌الله‌عنه والحسين بن عبيد الله عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن ابن ابى عمير عن اسحاق هذا.

قلت: الطريق صحيح.

وقوله هذا يدل على ان الموجود في الطريق اسحاق بن عمار الساباطى لا بلا تمييز. وهنا كلام وخلاف بين المتأخرين في اتحاده مع اسحاق بن عمار بن حيان المذكور في المتن وكذا اسحاق بن عمار الصيرفى المذكور في اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام وكذا اسحاق المذكور في الكشى.

فالمحكى عن ابن طاوس عند ذكر خبر الكشى المتقدم في اسحاق وأخيه اسماعيل استبعاد ورود المدح المذكور في اسحاق اذ كان فطحيا بل قال: و بالجملة فالمشهور انه فطحى كما أسلفت.. واما المحقق ره فهو وان اعتمد كثيرا على روايات اسحاق بن عمار و استدل بها واستند اليها في مواضع كثيرة من المعتبر وكتابه (نكت النهاية) الا انه قال في المعتبر في مسألة اعتبار البلوغ في امام الجماعة ص ٢٤٣ في مقام علاج التعارض بين رواية اسحاق ورواية طلحة بن زيد: لكن الاولى العمل برواية اسحاق لعدالته وضعف طلحة.

وقال في الطلاق من كتاب نكت النهاية(٤٨) في رجل اشترى جارية حبلى فوطئها قبل انقضاء عدتها بعد ذكر روايات منها رواية اسحاق بن عمار عن ابى الحسنعليه‌السلام : لكن الاحاديث المذكورة ضعيفة لان في اسحاق طعنا بطريق انه كان واقفيا.

قلت: لعله مصحف (كان فطحيا) اذ لم أعهد بقائل بكونه واقفيا.

وقال العلامة في الخلاصة(٢٠٠) اسحاق بن عمار بن حيان مولى بنى تغلب ابويعقوب الصيرفى كان شيخا من اصحابنا ثقة وروى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وكان فطحيا.

قال الشيخ: الا انه ثقة وأصله معتمد عليه، وكذا قال النجاشى. والاولى عندى التوقف فيما ينفرد به..

وقال ابن داود الحلى ره(٥٢): اسحاق بن عمار بن حيان مولى بنى تغلب ابويعقوب الصيرفى م (جش، كش) ثقة هو، واخوته. (ست): فطحى ولكنه ثقة معتمد عليه. وقال ايضا في القسم الثانى(٤٢٦): اسحاق بن عمار ق، م (ست): فطحى الا انه معتمد عليه.

وقد اختار جماعة كثيرة ممن تأخر عنهم القول بالتعدد وأن اسحاق بن عمار رجلان: عدل امامى ذكره النجاشى وغيره، وموثق فطحى ذكره في الفهرست، فمال اليه المقدس الاردبيلى وحكم به الشيخ البهائى، بل قيل ان اول من تنبه للمغايرة شيخنا المحقق البهائى ره وتبعه جماعة كثيرة ذكروهم في المطولات.

قلت: لم يتميز اسحاق بن عمار في الروايات فيما وقفنا عليه بنسب ولا بنسبة ولا بكنية ولا بعمل =

١٨

____________________

= نعم روى في التهذيب ج ٣ ٣٨ ٤٥ باب احكام الجماعة عن اسحاق بن عمار حديثا في امر أبى عبداللهعليه‌السلام اياه بالدخول في جماعة المخالفين واعتداده بصلاتهم وفى آخره: فاذا خمسة او ستة من جيرانى قد قاموا إلى، من المخزوميين والامويين، فأقعدونى ثم قالوا: يا أبا هاشم جزاك الله عن نفسك خيرا فقد والله رأينا خلاف ما ظننا بك وما قيل فيك، فقلت واى شيئ ذلك قالوا: اتبعناك حين قمت إلى الصلاة ونحن نرى انك لا تقتدى بالصلاة معنا فقد وجدناك قد اعتددت بالصلاة معنا وصليت بصلاتنا، فرضى الله عنك، وجزاك خيرا.

قال فقلت لهم: سبحان الله ألمثلى يقال هذا؟ ! قال: فعلمت ان ابا عبداللهعليه‌السلام لم يأمرنى الا وهو يخاف على هذا وشبهه. وحيث انه قد وقع الخلاف شديدا بين اصحابنا في اتحاد اسحاق بن عمار بن حيان الصيرفى، واسحاق بن عمار بن موسى الساباطى، حتى بدا خلافهم في نسبه، ونسبته، وكنيته، وعمله، ومذهبه، وروايته، وكتابه. وقد عرفت ان النجاشى ذكر ان جده حيان، ولم اجد ذكرا له في كتب اصحابنا ولا في كتب غيرهم، كما ان ابن حجر ذكر انه يزيد وهو غير متميز.

وقال الصدوقرحمه‌الله في المشيخة إلى أخيه يونس رقم(١٨٩): ابوالحسن يونس بن عمار بن الفيض الصيرفى التغلبى الكوفى، وهو أخو اسحاق بن عمار. فلا بد لنا في تحقيق ذلك من النظر في ادلة القائلين بالتعدد حسب ما يقتضيه المقام فنقول وبالله الاعتصام: ان الجمود على امور قد ألجأ اكثر المتأخرين إلى القول بالتعدد مع ان الموجود في اكثر الاخبار هو اسحاق بن عمار بلا تميز وهى: احدها: الاختلاف في الجد: حيان، موسى، الفيض، ويزيد. ولكنه لا يخلو عن النظر، فان النسبة إلى الاب، والجد، وجد الاب غير عزيزة.

ثانيها: اختلاف البلد، فهذا كوفى. وذاك ساباطى، بل قد وصف ايضا اخواه: صباح وقيس بالساباطى. نعم لم يوصف أحد من بيت عمار بن حيان بالساباطى. بل وصفوا بالكوفية. والتغلبية. وفى ذلك ايضا نظر، فلعل السبب انهم جميعا كوفيون. لكن لما نزل عمار وأخواه: صباح وقيس ساباط مدائن نسبوا به، ولذا لم ينسب اليه غيرهم.

قال الشيخ في اصحاب الكاظمعليه‌السلام ٣٥٤ ١٥: عمار بن موسى الساباطى كوفى. سكن المدائن، روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام . وقال ايضا في اصحاب الصادقعليه‌السلام (٢٥٠): عمار بن موسى ابواليقظان الساباطى، واخوه صباح. واما ما في رجال البرقى(٤٨) في اصحاب الكاظمعليه‌السلام بعد ذكره: كوفى وأصله من المدائن، فالظاهر انه مصحف: كوفى أصله، سكن المدائن.

ويأتى من الماتن في ترجمة عمار قوله: عمار بن موسى الساباطى، ابوالفضل، مولى، وأخواه: قيس وصباح، رووا عن أبى عبدالله وأبى الحسنعليهما‌السلام ، وكانوا ثقات في الرواية. ودعوى انهما لم ينسبا إلى الكوفة، ساقطة، لان الشيخ كما تقدم قال في عمار الساباطى: كوفى، سكن المدائن. ولازمه كون اخويه كوفيين ايضا.

ثالثها: ان قيسا وصباحا لم يوصفا بالتغلبية.

قلت: مع ان قيسا وصباحا انما لم يوصفا بها لعدم استقلالهما بالترجمة، انه قد عرفت قول الماتن: ابوالفضل مولى، واخواه: قيس وصباح، وقوله: في اسحاق: مولى بنى تغلب. اذ على تقدير الاتحاد فالثانى مفسر للاول.

رابعها: ظهور كلام النجاشى في ان اسحاق بن عمار بن حيان من بيت معروف من الشيعة، كما ان طائفة عمار الساباطى وبيتهم معروفون مشهورون ولا تدخل بيت في بيت ابدا.

قلت: ظهور كلامه في كون اسحاق من بيت معروف أمر لا ينكر واما ظهوره في شهرة بيت عمار الساباطى في قبال هذا البيت فلا شاهد عليه، على ان الظهور في شهرة البيت لا يستلزم التعدد اذ لم يذكر اسحاق بن عمار الساباطى ببيت مشهور بل انما ذكر عمارا وأخويه، وليس في كلامه اى شاهد على شهرتهم ببيتهم فضلا عن كون بيتهم بيتا مشهورا في قبال بيت اسحاق بن عمار. =

١٩

____________________

= خامسها: ان الطبقة لا تساعد على كون اسحاق التغلبى الصيرفى الكوفى هو ابن عمار الساباطى الفطحى، اذ من البعيد كون الابن مع الاب في طبقة من اصحاب الصادق والكاظم كما عرفت. بل قد عد ايضا محمد بن اسحاق بن عمار بن حيان من اصحاب الكاظمعليه‌السلام كما ان عمار الساباطى من اصحابه، وايضا ذكر الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام احمد بن بشير بن عمار الصيرفى، فكيف يتحد طبقة ابن ابن عمار مع جده عمار من اصحابهعليه‌السلام .

وايضا ان اسماعيل ويونس قد ذكرا من اصحاب الصادقعليه‌السلام ، وعمار عد من اصحاب الكاظمعليه‌السلام . وايضا رواية زياد القندى وسليمان الديلمى لا تلائم كونه ابن عمار بن موسى الساباطى.

قلت: وفى ذلك ايضا نظر اذ لا اشكال في كون عمار بن حيان وعمار بن موسى الساباطى من اصحاب الصادقعليه‌السلام على ما تقدم، وان عمار بن موسى الساباطى قد بقى إلى زمان الكاظمعليه‌السلام وعد في اصحابه وروى عنه، بل يظهر من بعض الروايات انه بقى إلى أيام الامام الرضاعليه‌السلام كما حققناه في طبقات اصحابه وتأتى الاشارة اليها في ترجمة عمار انشاء الله. لكن لا اثر في اخبارنا ولا في كلام ائمة الرجال حسب ما وقفنا عليه من ذكر عمار بن حيان في أصحابهما.

هذا كله على فرض التعدد. كما لا اشكال في كون اسحاق بن عمار بن حيان الصيرفى او اسحاق بن عمار الصيرفى التغلبى الكوفى على ما تقدم في كلامهم من اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام .ولا ينبغى الاشكال والتأمل في امكان اتحاد الاب والابن بحسب الادراك لزمان امام والرواية عنه، فقد كثر في أعلا؟ رواة الحديث امثاله كزرارة و ابنائه وسنان وابنه عبدالله مما لا يخفى على الخبير بالرجال. بل لا ينبغى استبعاد ذكر ابن الابن احمد بن بشر بن عمار، ومحمد بن اسحاق بن عمار مع أبيه وجده في اصحاب امام، بل وفيمن روى عنه بعد امكانه بل وقوع نظيره: وكم في الرواة من ادرك ثلاثا او اربعا من الائمةعليه‌السلام بل روى عنهم.

فهذا حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب ابوالفضل الكوفى الصيرفى الواقفى قد عد في اصحاب الرضا والكاظم والصادقعليه‌السلام وروى عنهم كما ذكرناه في طبقات اصحابهم. بل روى عن أبى جعفرعليه‌السلام ، روى عنه عنهعليه‌السلام جماعة ذكرناهم في طبقات اصحابه مع ذكر مواضع رواياته عنهعليه‌السلام وأجبنا عما ذكره الكشى عن اشياخ حمدويه: انه لم يدرك أبا جعفرعليه‌السلام وكان يرتضى به شديدا.

وروى عن اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام مثل سويد بن غفلة كما ذكرنا في طبقات اصحابه.

وكل ذلك لانه عمر، قال النجاشى: عمر حنان عمرا طويلا. وهذا والده سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفى، فقد ادرك أبا عبدالله واباه وجده السجادعليه‌السلام وروى عنهم، واجتمع هو وأبوه وجده صهيب وعمه مع أبى محمد على بن الحسين السجاد وولده الباقرعليهما‌السلام في حمام المدينة وروى عنهعليه‌السلام كما ذكرناه في طبقات اصحابه. وليست رواية القندى في اسحاق واسماعيل ابنى عمار عن أبى عبداللهعليه‌السلام ولا رواية سليمان الديلمى من اصحاب الصادقعليه‌السلام عن اسحاق بن عمار قرينة على التعدد بعد صحة روايتهما عمن كان من اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام بل كثرت رواية اصحاب امام عن امام متأخر بواسطة أصحابهعليه‌السلام ، وتحقيق ذلك في كتابنا في الطبقات.

سادسها: اختلافهما مذهبا فقد صرح الشيخ في الفهرست بأن اسحاق بن عمار (بن موسى) الساباطى فطحى.

وقد روى ان طائفة عمار الساباطى واصحابه بقوا على الفطحية. وذكر ذلك اصحاب الرجال ايضا. =

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الباب التاسع

فضيلة

[في أنّ الحسن والحسين (صلوات الله عليهما) هما سيّدا شباب أهل الجنّة، وأُمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة].

٣٧٤ - أخبرني الشيخ الإمام محبّ الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري (رحمه الله) مشافهةً إذناً - بالحرم الشريف المكّي زيد شرفاً وقدساً؛ في شهر الله الحرام ذي الحجّة سنة تسع وسبعين وستّمئة - والشيخ الصالح بدر الدين أبو عليّ الحسن بن عليّ بن علي ابن أبي بكر ابن يونس الخلاّل الدمشقي بقراءتي عليه به، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المعتّر البغدادي إجازةً، قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إذناً، قال: أنبأنا أبو الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن [بن] محمد بن شاذان(١) قراءةً عليه في رجب سنة ثلاث وعشرين

____________________

٣٧٤ - الحديث - باستثناء الموجود فيه - من متواترات الأحاديث الشريفة النبويّة، وله مصادر وثيقة كثيرة، وأسانيد جمّة،؛ تجد كثيراً منها في تعليق الحديث: (١٣٨) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ص... ط١.

وأيضاً تجد للحديث أسانيد ومصادر في الحديث: (٧٥) وتواليه وما علّقنا عليها - من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص٥٢ ط١.

ورواه أيضاً الحافظ النسائي في الحديث: (١٢٤) في أواخر كتاب الخصائص ص٣٣ ط١، بمصر قال:

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه، قال: أخبرنا جرير، عن يزيد بن [أبي] زياد، عن عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبي سعيد، قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ ما كان من مريم بنت عمران).

(١) كذا في نسخة طهران عدا ما بين المعقوفين، وفي نسخة السيد عليّ تقي: (محمد بن سلحان).

٤١

وأربعمئة، قال: أنبأنا أبو عمرو بن عثمان [بن] أحمد بن عبد الله - قراءة عليه في منزله بدرب الضفادع في يوم الأربعاء في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وأربعين وثلاثمئة - قال: حدّثنا محمد بن الحسين الحسيني، حدّثنا أبو غسّان، حدثنا قيس، عن يونس، عن عبد الرحمان بن أبي نعم:

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة - إلاّ ابني الخالة يحيي وعيسى - وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم بنت عمران.

فضيلة

[وخصيلة] تجمع الأُصول والفروع، ومنقبة لقاح حلالها حافلة الضروع [في أنّ عليّاً شكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسد الناس إيّاه؛ فقال له رسول الله: (أما ترضى أن يكون أوّل مَن يدخل الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا وذرّيّاتنا وشيعتنا)].

٣٧٥ - أخبرنا الشيخ الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري - بقراءتي عليه (رحمه الله) في داره بها في شوّال سنة سبع وثمانين وستّمئة - قال: أنبأنا والدي الإمام نجم الدين محمد، قال: أنبأنا رضيّ الدين أبو الخير إسماعيل بن يوسف إجازةً، أنبأنا الإمامان: أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، وأبو محمد محمد بن المتصر بن أحمد بن حفص المتولي قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد ابن سعيد الفرّخزادي النوقاني قال: أنبأنا الأُستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو منصور الحمشاذي، حدّثنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر ابن مالك(١) حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا عبد الله بن عائشة، حدّثنا

____________________

(١) وهو المعروف بالقطيعي، والحديث رواه تحت الرقم: (١٩٠) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل.

وقد رويناه عن مصادر في تعليق الحديث: (٨٣٥) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٢ ص٣٣٠ ط١.

وانظر أيضاً ما رواه الحاكم في الحديث الثالث من باب مناقب فاطمة (عليها السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٥١.

٤٢

إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن عليّ بن الحسين [عن أبيه] عن جدّه:

عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:(شكوت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حسد الناس لي؛ فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أوّل مَن يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرّيّاتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا مِن ورائنا) .

٤٣

الباب العاشر

فضيلة

[في تفضيل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأُمّها خديجة، ومريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون على جميع نساء العالمين. وهذا الباب بأسره في مناقب فاطمة (صلوات الله عليها)].

٣٧٦ - أخبرنا الإمام مجد الدين عبد الله بن إبراهيم بن خالد التبريزي بقراءتي عليه بها في دار الشفاء الصاحبي الشمسي(١) - رحم الله بانيها - قال: أنبأنا الشيخ الإمام نجم الدين عبد الرحمان بن عبد الخالق الرومي إجازةً بسماعي عن الرضيّ المؤيّد ابن محمد؛ بسماعه عن جدّه أبي العبّاس المعروف بعبّاسه، عن القاضي أبي سعيد ابن سعيد الفرّخزادي، قال: أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، قال: أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين الدينوري(٢) حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني، حدّثني عبد الملك بن محمود بن سميع، حدّثنا محمد بن يعقوب العرجي(٣) حدّثنا زكريا بن يحيى بن حمويه، حدّثنا داوود بن الزبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أبي زرعة:

عن أبي هريرة أنّ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران(٤) وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (عليهما السلام)(٥) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (إبراهيم بن خالد السريري بقراءتي عليه بها في دار الشفاء الصاحبيّة الشمسيّة).

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري).

(٣) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن يعقوب الفرخي).

(٤) كذا في مخطوطة طهران، وفي مخطوطة السيد علي نقي: (مريم ابنة عمران).

(٥) ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: (٤٠٩) من مناقبه ص٣٦٣ ط١، قال:

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إسماعيل الورّاق إذناً، حدّثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام، أخبرنا معمر:

عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):(حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .

٤٤

فضيلة

للبتول [سليلة النبوّة وأُمّ الأئمّة فاطمة] الزهراء تفوق أنجم الخضراء(١) [في أنّ فاطمة (صلوات الله عليها) هي الغصن الملتفّ المشتبك بشجرة الرسالة، ينبسط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بفرحها وانبساطها، وينقبض بانقباضها وحزنها واستيائها].

٣٧٧ - أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمرو عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه باسفرايين - في مسجده يوم الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستّين وستّمئة - قلت له: أخبرك والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحقّقين سعد الحقّ والدين محمد بن المؤيّد الحمويني (قدّس الله روحه) إجازةً؟ قال: نعم. قال: أنبأنا شيخ الإسلام نجم الدين أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الخيّوقي المعروف بكبرى (رضي الله عنه) إجازةً، قال: [أخبرنا] محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور، أنبأنا أبو العبّاس أحمد ابن أبي الفضل الشعاني(٢) أنبأنا أبو سعد محمد بن طلحة الجنابذي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد السرّاج إملاءً، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن إسحاق، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زياد، حدّثنا إسحاق بن محمد الفروي(٣) حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد بن عبد الملك بن محمد ابن أبي رافع:

عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(فاطمة شَجْنَةٌ منّي يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها) (٤) .

قال الجنابذي متَّفَق على صحّته من حديث مسور بن مخرمة، غريب(٥) من روايته عن جعفر الصادق، وللحديث طُرق.

____________________

(١) لعلَّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (تفوق الحم الحصرا).

(٢) كذا.

(٣) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الهروي).

(٤) الشجنة - بتثليث الشين وسكون الجيم: الغصن الملتفّ المشتبك.

(٥) لفظة: (غريب) مأخوذة من نسخة السيد علي نقي، وكان محلّها بياضاً في نسخة طهران.

والحديث رواه البغوي في معجم الصحابة: ج٢٤ / الورق ٣٧٣ / بأسانيد وفي بعض طرقه: (يُربيني ما يُربيه). وفي بعضه: (يؤذيني ما يؤذيها). وفي بغضه: (يُغضبني ما يغضبها).

٤٥

فضيلة

[في عظيم قدر فاطمة وجليل خطرها عند الله؛ حيث إنّه تعالى يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها].

٣٧٨ - أخبرني الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن إجازةً، وشرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بسماعي عليه، أنبأنا المؤيّد بن محمد بن عليّ، وأمّ المؤيّد بن أبي القاسم ابن الحسن إجازةً، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر إجازةً، قال: أنبأنا الأُستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب سنة خمس وأربعمئة، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العبّاس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدّثني أبي في سنة ستين ومئتين، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومئة(١) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني [أبي] جعفر بن محمد [حدثني أبي محمد ابن علي] حدّثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال:

قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم):(إنّ الله عزّ وجلّ ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها) (٢) .

____________________

(١) قوله: (سنة أربع وأربعين ومئة) غير موجودة في نسخة طهران، وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي.

(٢) ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: (٤٠١) من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ص٣٥١ قال:

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذناً، أخبرني ابن أبي العلاء المكّي، حدثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمان المخزومي بمكّة في دار الندوة، حدّثنا حسين بن زيد العلوي، حدثنا [علي بن عمر بن علي، عن] جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) [وسلّم] قال:(يا فاطمة إنّ الله ليغضب لغضبكِ ويرضى لرضاكِ) .

أقول: وللحديث مصادر كثيرة، وقد ذكره أيضاً الحاكم في باب مناقب فاطمة من المستدرك: ١٥٣.

وأخرجه أيضاً الذهبي في ترجمة تحت الرقم: (٢٠٠٢) من ميزان الاعتدال: ج١، ص٨٣٥، وقال: أخرجه ابن عديّ.

=

٤٦

____________________

=

ورواه أيضاً ابن الأثير في ترجمة فاطمة (سلام الله عليها) من أُسد الغابة: ج٥ ص٥٢٢.

ونقله أيضاً ابن حجر في ترجمة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتاب الإصابة: ج٤ ص٣٧٨ وفي تهذيب التهذيب: ج١٢، ص٤٤١.

وأخرجه أيضاً المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص٣٩ وقال: خرّجه أبو سعد في كتاب شرف النبوّة، والإمام علي بن موسى الرضا في مسنده، وابن المثنّى في معجمه.

ورواه أيضاً ابن الغطريف في جزءٍ من حديثه معروف عند المحدّثين.

ورواه عنه في الباب: () من كفاية الطالب ص٣٦٤.

ورواه أيضاً الخوارزمي في ذيل الحديث: (٣) من مقتل الإمام الحسين (عليه السلام): ج١، ص٥٢.

ورواه أيضاً الهيثمي في باب مناقب فاطمة (سلام الله عليها) من مجمع الزوائد: ج٩ ص٢٠٣ وقال:

رواه الطبراني وإسناده حسن.

ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من كتاب معرفة الصحابة، / الورق ٢٣ / ب/.

وقد رواه في كتاب فضائل الخمسة: ج٣ ص١٥٥، وما حولها عن مصادر.

٤٧

فضيلة

[أو خصّيصة] لما [سواها] مابنة، ومنقبة لجميع المآثر بائنة(١)

٣٧٩ - أخبرني الشيخ الصالح ناصر الدين عمر بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي سماعاً عليه بها بالخانقاه السمساطي قال: أنبأنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني، قراءةً عليه وأنا أسمع في ذي القعدة سنة تسع وستّمئة، بمقصورة الخضر (عليه السلام) بجامع دمشق - قال: أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الحسن(٢) عليّ بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي قراءةً عليه وأنا أسمع - في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمسمئة - قال: أنبأنا الخطيب أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن طلاب قراءةً عليه بدمشق، قال: أنبأنا الحسين [بن] محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغسّاني الحافظ قراءةً عليه بصيدا - في شهور سنة أربع وسبعين وثلاثمئة - قال: حدثنا غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله أبو بكر الشعيري ببغداد، حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد، حدثنا الحسن بن عمر بن يوسف السدوسي(٣) حدّثنا القاسم بن مطيب، حدثنا منصور بن صدقة، عن أبي معبد، عن ابن عبّاس، قال:

قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم):(ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنّما سمّاها (٤) فاطمة؛ لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها ومحبّيها من النار) (٥) .

____________________

(١) كذا في الأصل - عدا ما بين المعقوفين - ولكن أغلب الحروف في قوله: (مابنة - و - بائنة) كان غير منقوط، والكلمة الثانية أيضاً لم تكن مهموزة.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (أبو الحسين).

(٣) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيّد علي نقي: (عمر بن سيف).

(٤) كذا.

(٥) كذا في نسخة طهران، وفي مخطوطة السيد علي نقي: (عن النار).

وانظر الحديث: (٣٨٤) الآتي في الباب: (١٢) ص٥٧.

٤٨

[إكرام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومرورها على أهل الموقف وعبورها عن الصراط بعظمة وجلالة].

٣٨٠ - أخبرني ابن عمّي الشيخ نظام الدين محمد بن الأمير الإمام قطب الدين عليّ بن صدر المشايخ معين الدين مؤيّد الحمويني (رحمه الله) والإمام كمال الدين أبو المكارم محمد بن عمر بن المظفّر المروزي، وأُستاذي الإمام المفتي عماد الدين محمد ابن أحمد الخطيب الجاجرمي إجازةً، والشيخ نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه بإسفرايين بروايتهم عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء(١) سعد الحق والدين محمد بن المؤيّد الحمويني إجازةً.

وأخبرني أقضى القضاة(٢) فخر الدين عبد العزيز بن عبد الرحمان بن السكري(٣) إذناً بروايتهما عن شيخ الإسلام أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد الصوفي إجازةً، قال: أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن أبي الفضل السقائي، قال: أنبأنا سعد بن محمد بن طلحة الجنابذي، أنبأنا أبو القاسم السرّاج إملاءً، حدثنا أبو القاسم علي بن المؤيّد، حدثنا محمد بن يونس القرشي، أنبأنا حسين بن الحسن الأشقر، حدثنا قيس بن ربيع، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيّوب الأنصاري، قال:

قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم):(إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم؛ حتى تجوز فاطمة بنت محمد (صلوات الله عليهما)على الصراط ،فتمرّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللاّمع) .

____________________

(١) كلمتا: (سلطان الأولياء) مأخوذتان من نسخة السيّد علي نقي.

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (قاضي القضاة).

(٣) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الشكري).

وقريباً ممّا هاهنا رواه أيضاً ابن الأعرابي في الجزء: (٥) من معجم الشيوخ، الورق ٩٨ / ب / أو ١٠٦ / قال:

=

٤٩

منقبة رابعة وفضيلة للزهراء رائعة [في سؤال أُمّ المؤمنين عائشة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تقبيله ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) وجواب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها].

٣٨١ - أخبرنا الشيخ الصالح نجل المشايخ صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ عماد الدين محمد ابن شيخ الإسلام عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي بقراءتي عليه ببغداد - في قبّة جدّه عند ضريحه المبارك(١) - والمشايخ: قاضي بيت المقدس الشريف جلال الدين عبد المنعم بن أبي بكر ابن أحمد بن عبد الرحمان الأنصاري الشافعي، والشيخ محبّ الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكّي - شافهني بالإجازة في مكّة المقدّسة زيدت شرفاً - والشيخ أحمد بن محمد بن عثمان ابن مكّي الواعظ المصري - اجتمعت به في مدينة النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فأجاز لي رواية ما جازت له روايته - إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي الحسن عليّ بن أبي عبد الله ابن أبي الحسن ابن المعترّ البغدادي إجازةً، قال(٢) : أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إذناً، قال: أنبأنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي - إجازةً إن لم يكن

____________________

=

أنبأنا إبراهيم [بن عبد الله العبسي] أنبأنا العبّاس بن بكار الضبّي، أنبأنا [أبو] خالد الواسطي عن بيان، عن أبي جحيفة، عن عليّ، قال:

(سمعت النبي (صلّى الله عليه) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجب: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد (صلّى الله عليه) حتى تمرّ) .

ورواه أيضاً أبو نعيم بسندٍ آخر في كتاب معرفة الصحابة.

ورواه أيضاً أحمد في الحديث: (٢٣) من باب فضائل فاطمة من كتاب الفضائل.

ورواه ابن المغازلي بسندين في الحديث: (٤٠٤ - ٤٠٥) من مناقبه ص٣٥٥، وفي هامشه عن مصادر.

ورواه السيوطي بطرق جمّة في باب مناقب فاطمة (سلام الله عليها) من اللآلئ المصنوعة: ج١، ص٢٠٩.

(١) قوله: (عند ضريحه المبارك) غير موجود في نسخة طهران، وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي.

(٢) كلمة: (المعتر) لم تكن هاهنا جليّة، ولكن كانت في الحديث: (٣٧٤) في الباب: (٩) من هذا السمط جليّة. وكلمتا: (إجازة قال) مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي.

٥٠

سماعاً - قال: حدّثني الشيخ العارف أبو بكر ابن إسحاق بن إبراهيم الكلابادي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثنا صالح بن منصور بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن بشر المديني، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهاشمي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة (رضي الله عنها) قالت:

قلت: يا رسول الله مالك إذا قبّلت فاطمة أدخلت لسانك في فيها كأنّك تلعقها في العسل؟ فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم):

(يا عائشة ليلة أُسري بي إلى السماء فأدخلني جبرئيل (عليه السلام) الجنّة ناولني تفاحةً فأخذتها فأكلتها فصارت نطفةً ونوراً في صلبي، فنزلت فواقعت خديجة ففاطمة منه، فكُلّما اشتقتُ [إلى] الجنّة قبّلتها، يا عائشة [فاطمة] حوراء إنسيّة) (١) .

[بقاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جائعاً أياماً ثمّ طوافه في بيوت أزواجه، ثمّ في بيت ابنته فاطمة، وعدم ظفره بالطعام، ثمّ بعث بعض جارات فاطمة إليها بلحمٍ وخبزٍ، ثمّ بعثها إلى أبيها وحضوره عندها، ثمّ نماء الطعام وبركته حتى أكل منه أهل البيت (عليهم السلام) وأزواج النبيّ، ثمّ توزيعه على جيرانها وبقاء الطعام بحاله كأنّه لم يُمسّ].

٣٨٢ - أخبرني شيخنا الإمام نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني كتابةً، وشرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر قراءةً عليه، قال: أنبأنا المؤيّد بن محمد بن عليّ إجازةً، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن العبّاس سماعاً عليه، أنبأنا أبو سعيد محمد ابن سعيد الفرخزادي، قال: أنبأنا الأُستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد(٢)

____________________

(١) من قوله: (فكلّما اشتقت...) وما بعده غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) وهو الثعلبي، والحديث رواه بإسناده عن جابر في الباب: () من قصّة مريم من كتاب قصص الأنبياء ص٥١٣.

ورواه أيضاً في تفسير الآية: (٣٧) من سورة آل عمران: ٣ من تفسيره:ج١، ص...

٥١

قال: أنبأنا عبد الله بن حامد الوزّان(١) أنبأنا أبو محمد بن عبد الله المزني، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا مسهل بن زنجويه الرازي، أنبأنا عبد الله بن صالح، حدّثني ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله [قال]:

إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أقام أياماً لم يطعم شيئاً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدةٍ منهنّ شيئاً!! فأتى فاطمة (عليها السلام) فقال:(يا بنيّة هل عندك شيء آكله فإنّي جائع؟! فقالت:لا والله. فلمّا خرج من عندها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعثت إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطّت [رأسها] وقالت:والله لأوثرنّ بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على نفسي - وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام - بعثت حسناً - أو حسيناً - إلى النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فرجع [النبيّ] إليها، فقالت:بأبي أنت وأُمّي قد أتانا الله بشيء فخبّأته لك . قال:هلمّ. فأتته [به] فكشفت عن الجنفة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنّها بركة من الله(٢) عزّ وجلّ؛ فحمدت الله تعالى وصلَّت على نبيّه فقال (صلّى الله عليه وسلّم):من أين لك يا بنيّة؟ فقالت:هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب . فقال:الحمد لله الذي جعلكِ شبيهة بسيّدة نساء بني إسرائيل، فإنّها كانت إذا رزقها الله شيئاً فسُئلت عنه قالت: ( هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [٣٧ /آل عمران: ٣] فبعث النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) إلى عليّ (عليه السلام)، ثمّ أكل رسول الله وفاطمة وعلي والحسن والحسين، وجميع أزواج النبيّ وأهل بيته جميعاً - عليه وعليهم السلام - حتى شبعوا. قالت فاطمة:وبقيت الجفنة كما هي (٣) وأوسعت منها على جيرتي وجعل الله عزّ وجلّ منها بركةً وخيراً) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران وفي نسخة السيد علي نقي: (الورّاق).

وهذا رواه أيضاً الخوارزمي في الحديث: (٢٢) من الفصل: (٥) من مقتله: ج١، ص٥٨ قال:

أخبرنا القاضي أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرجي، أخبرنا أبو الفضل العبّاس بن أبي العبّاس الشفائي قراءةً عليه، أخبرنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي، أخبرنا عبد الله بن حامد...

ثمّ قال بعد ختام الرواية: وسمعت هذا الحديث عن الشيخ الإمام عبد الحميد البرايقني مختصراً بروايته عن جابر بن عبد الله أيضاً.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران؛ (فنظرت إليه...) ولا توجد فيها لفظة: (فلم).

(٣) كلمتا: (كما هي) غير موجودتان في نسخة طهران، وإنّما هما من نسخة السيد علي نقي.

٥٢

الباب الحادي عشر

فضيلة

تنقاد بذكرها كلُّ شامسة، وتشرق من نورها ليالي الأزمان الدامسة [في أنّ عليّاً وأهل بيته (عليهم السلام) آثروا المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم: فدفعوا إليهم كل ما كان عندهم من الطعام مع حاجتهم إليه وجوعهم؛ فأنزل الله في شأنهم سورة هل أتى].

٣٨٣ - أخبرني أُستاذي الإمام حميد الدين محمد بن محمد ابن أبي بكر الفرعموي(١) (رحمه الله) إجازةً، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح بن محمد اليعقوبي إجازةً(٢) قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتح (رحمه الله)، قال: أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو نصر الفضل بن الحسن بن علي بن حيويه(٣) الطوسي (رحمه الله)، قال: أنبأنا الشيخ الإمام الأجلّ السيد أبو بكر ابن عبد الرحمان بن إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني.

[قال:] وأنبأنا الشيخ الإمام المقرئ أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الأبيوردي، قال: أنبأنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني (نوّر الله قبره)، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة (رحمهم

____________________

(١) كذا هاهن، وفي الباب (١٩) في الحديث: (٤٩): (محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد الفرعتري الجويني))؟.

ورواه البحراني في الحديث: (٣) من الباب: (٧١) من المقصد (٢) من غاية المرام ص٣٧٠ عن فرائد السمطين الجزء الثاني، وفيه: (الفرعيوني).

(٢) كذا في نسخة طهران الموافق لما يأتي في الحديث: (٤٩) في الباب: (١٩) وفي نسخة السيد علي نقي: (سراج الدين محمد، عن أبي الفتوح).

(٣) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (حسونة).

٥٣

الله)، وأبو سعد(٤) محمد بن عبد الله بن حمدان، قال: أنبأنا أبو حامد [أحمد ابن] محمد بن الحسين الحافظ(٥) أنبأنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، أنبأنا أحمد بن حمّاد المروزي، أنبأنا محبوب بن حميد البصري، وسأله روح بن عبادة عن هذا الحديث.

وأنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حيدر الواعظ المفسّر - واللفظ له - أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الله الفتلي بـ (نساء) حدّثنا أبي [حدثن] عبد الله ابن عبد الوهاب(٦) أنبأنا أحم بن حماد المروزي، أنبأنا محبوب بن حميد البصري وسأله روح عن هذا الحديث، قال: حدثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد:

عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) [٦ / الدهر] قال: مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وعادهما عمومة العرب(٧) فقالوا: يا [أ] با الحسن لو نذرت على ولديك نذراً. فقال عليّ:(إن برءا صمت لله ثلاثة أيام شكراً) وقالت فاطمة كذلك، وقالت جارية لهم نوبيّة يُقال لها فضّة كذلك.

____________________

(٤) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أبو سعيد).

(٥) كذا في مخطوطة طهران، عدا ما بين المعقوفين فإنّه مأخوذ من رواية الحافظ الحسكاني والثعلبي الآتيتان، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن الحسن الحافظ).

(٦) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

وللحديث مصادر كثيرة وأسانيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وابن عبّاس.

وقد رواه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي بطريقين، عن ابن عبّاس، قال:

أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل، أخبرني أبو حامد أحمد بن محمد ابن الحسين الشرقي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف بن قيس، حدثني أحمد بن حماد المروزي، حدّثني محمود بن حميد البصري، وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة، حدّثني القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

وأخبرنا أيضاً عبد الله بن حامد أخبرني أحمد بن عبد الله المزني، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد ابن سهيل بن عليّ بن مهران الباهلي بالبصرة، حدثني أبو مسعود عبد الرحمان بن فهر بن هلال، حدثني القاسم بن يحيى، عن أبي علي المقرئ، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس...

ورواه عنه في الفصل: (١٧) من مناقب الخوارزمي ص١٨٨، ط الغري.

ورواه عنه وعن فرائد السمطين الجزء الثاني في الباب: (٧١) من غاية المرام ص٣٦٨.

ورواه الحافظ الحكساني في الحديث: (١٠٤٢) من شواهد التنزيل: ج٢ ص٢٩٩ بطرق كثيرة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عبّاس.

(٧) كذا في الأصل، ومثله في الحديث: (١٠٤٧) من شواهد التنزيل: ج٢ ص٣٠٣.

وفي الفصل: (١٧) من مناقب الخوارزمي ص١٨٨: (وعادهما عامَّة العرب...).

٥٤

فعافهما الله وليس عند آل محمد قليل ولا كثير!! فانطلق عليٌّ إلى شمعون بن حانا الخيبري(١) - وكان يهودياً - فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فوضعه في ناحية البيت فقامت فاطمة إلى صاع منها فطحنته فاختبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ثمّ أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المساكين، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة. فسمعه عليّ فأنشأ يقول:

فاطم ذات الخير واليقين(٢) = يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين = قد قام بالباب له حنين(٣)

يشكو إلى الله ويستكين = يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئٍ بكسبه رهين

فأجابته فاطمة سلام الله عليها:

أمرك سمع يا ابن عمّ وطاعة = مالي من لؤمٍ ولا وضاعة(٤)

أطعمه ولا أبالي الساعة = أرجو لئن أشبع من مجاعة

أن ألحق الأخيار والجماعة = وأدخل الجنّة ولي شفاعة

قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء.

فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته وخبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ (عليهما السلام) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم يتيم فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة. فسمعه عليّ فأنشأ يقول:

____________________

(١) كذا في شواهد التنزيل ومناقب الخوارزمي، ولعلّه الصواب، وفي الأصل: (انطلق [عليّ] إلى شمعون ابن حار الخيبري...).

(٢) لعلّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (فاطمة...) وفي مناقب الخوارزمي: (فاطمة ذات المجد واليقين).

وفي شواهد التنزيل: (فاطم ذات الرشد واليقين).

(٣) كذا في نسخة طهران ومثلها في مناقب الخوارزمي، وهذا المصرع غير موجود في نسخة السيّد علي نقي.

وفي شواهد التنزيل:

أما ترين البائس المسكين = جاء إلينا جائع حزين

قد قام بالباب له حنين = يشكو إلى الله ويستكين

كل امرئٍ بكسبه رهين

(٤) كذا في الأصل، وفي شواهد التنزيل: (ما بي لؤم لا ولا ضراعة) وفي مناقب الخوارزمي: (ما بي من لؤم ولا ضراعة).

٥٥

فاطم بنت السيّد الكريم = بنت نبيّ ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذا اليتيم = مَن يرحم اليوم فهو رحيم

قد حرَّم الخلد على اللئيم = ينزل في النار إلى الجحيم

قال: فأعطوه الطعام، ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلاّ الماء.

فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وأخبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ (عليهما السلام)، ثمّ أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف [على] الباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة(١) تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا؟ أطعموني أطعمكم الله فأنشأ عليّ يقول:

فاطم يا بنت النبيّ أحمد(٢) = بنت نبيّ سيّد مسوّد

هذا أسير للنبيّ المهتد = مثقّل في غلّه مقيّد

يشكو إلينا الجوع قد تمدّد = مَن يطعم اليوم يجده في غد

عند العليّ الواحد الموحّد = ما يزرع الزارع سوف يحصد

فقالت فاطمة:

لم يبق ممّا جئت غير صاع = قد دميت كفي مع الذراع

ابناي والله هما جياع = يا ربّ لا تتركهما ضياع

أبوهما في المكرمات ساع = يصطنع المعروف بالإسراع

عبل الذراعين شديد الباع

قال: فأعطوه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئاً إلاّ الماء.

فلمّا كان اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم؛ أخذ عليّ الحسن بيمناه والحسين بشماله وأقبل نحو رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وهم [ير] تعشون كالفراخ من شدّة الجوع!! فلمّا بصره النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، قال:(يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق [بنا] إلى فاطمة . فانطلقوا [إليها] وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها. فلمّا رآها النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال:وا غوثاه، بالله أهل بيت محمد يموتون جوعاً ؛ فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، خذها هنّأك الله في أهل بيتك، فقرأ عليه( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ - إلى قوله: -إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) إلى آخر السورة(٣) .

____________________

(١) كذا في الأصل، وفي رواية الخوارزمي: (فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا آل بيت محمد...).

وفي تذكرة الخواص: (فجاء أسير فوقف على الباب، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أسير =

٥٦

الباب الثاني عشر

فضيلة

تُقصي المحبين من النار وتفضي بهم إلى دار القرار [في أنّ الله تعالى فطم فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبّيها من النار].

٣٨٤ - أخبرني الشيخ المسند بقيَّة ذوي الأسانيد العالية بالشام: أبو الفضل [أحمد] بن هبة الله بن أحمد بن عساكر الشافعي بسماعي عليه بدمشق، والمشايخ الأخوان مجد الدين أبو الفضل ومحي الدين أبو الخير ابنا الشهاب ابن أبي الثناء الحنفيان، وأمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عساكر، وتاج الدين

____________________

= محتاج تأسرونا فلا تطعمونا؟ أطعمونا من فضل ما رزقكم الله).

(٢) كذا في نسخة السيّد علي نقي، وفي نسخة طهران: (فاطمة بنت النبيّ أحمد).

(٣) وقريباً منه رواه أيضاً ابن مردويه من غير ذكر الأبيات، كما رواه عنه الخوارزمي في الفصل: (١٧) من مناقبه ص١٩٢، ط الغري، قال:

أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، فيما كتب إليّ من همدان، أخبرني الشيخ الإمام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازةً، أخبرني الشيخ الشريف أبو طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بإصبهان في سكَّة الخوز؛ أخبرني الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ابن فورك الإصبهاني، حدثني محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري، حدثني محمد بن النعان بن شبل، حدثني يحيى بن أبي روق الهمداني، عن أبيه، عن الضحاك، عن ابن عباس...

أقول: ورواه أيضاً عن ابن عباس يمثل ما هاهنا نظماً ونثراً - الشيخ الأكبر في كتاب المسايرات.

كما رواه عنه الشبلنجي في كتاب نور الأبصار، ص١٠٢.

٣٨٤ - ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: (٩٢) من مناقبه ص٦٥، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسّان البصري إجازة، أنّ أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد ابن أبي زيد حدَّثهم، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عامر، حدثا عليّ بن موسى الرضا...

ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (٥) من مقتله: ج١، ص٥١، عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصمي، عن إسماعيل بن أحمد البيهقي، عن أبيه أحمد بن الحسين الحافظ [قال]: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بن المعزّ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي...

٥٧

عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن رحمهم الله إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي روح عبد المعزّ بن محمد بن أبي الفضل الهروي، والشيخة أُمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم الشعري الجرجاني.

وأخبرني المشايخ إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم، وبدر الدين محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر، ونجم الدين عبد الغفّار بن عبد الكريم بن عبد الغفّار، والشيخ علاء الدين محمد بن أبي بكر ابن محمد الطاووسي وأحمد بن محمد ابن محمد بن مذكويه (رحمهم الله) إجازة بروياتهم عن الإمام عزّ الدين عبد الرحمان ابن المعالي الواريني، والشيخ سراج الدين أبي بكر عبد الله بن إبراهيم السجادي(١) القزويني إجازة بروايتهم، عن الإمام أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة [قال]:(٢) أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد السكاكي قال: أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب - حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة -(٣) قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدّثني أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمد، حدثي أبي محمد بن عليّ، حدّثني أبي علي بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال:

(قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): إنّما سُمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها وفطم مَن أحبَّها من النار) (٤) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهن، وفي أوّل الباب: (٣٩) من هذا السمط منه: (الشحاذي).

وفي نسخة السيّد علي نقي هاهن، وفي أول الباب: (٣٩) مع: (السحاوي).

(٢) وهاهنا كرّر في نسخة السيد علي نقي قوله: (بروايتهم عن الإمام أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة).

(٣) ومن قوله: (حافد العباس - إلى قوله: - ثلاثمئة) غير موجود في نسخة طهران، وإنما هو من نسخة السيد علي نقي.

(٤) وقريب منه رواه في ذخائر العقبى ص٢٠٦، وقال: أخرجه الحافظ الدمشقي، ثمّ قال: وقد رواه الإمام علي بن موسى الرضا [(عليه السلام)] في مسنده.

٥٨

الباب الثالث عشر

[في تبشير النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) لمّا أراد أن يوجّهها إلى زوجها عليّ (عليه السلام) فأخذتها رعدة؛ فسلاّها وبشّرها بأنّ الله تعالى هو أمره بتزويجها من عليّ، وأمر الملأ الأعلى بالتزيين والتفريح].

٣٨٥ - أخبرني المشايخ الأخوان: سراج الدين عبد الله، وعلم الدين أحمد: ابنا عبد الرحمان المالكيّان الشرمساحيّان(١) والشيخ عليّ بن محمد بن(٢) أحمد بن حمزة الثعلبي الدمشقي، والشيختان فاطمة بنت عيسى بن الإمام موفّق الدين عبد الله بن قدامة، وشاميّة بنت الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن البكري إجازةً، والشيخ عمر بن عبد المنعم بن عمر بسماعي عليه بمدينة دمشق - في شهور سنة خمس وتسعين وستّمئة - بروايتهم عن القاضي عبد الصمد بن محمد الأنصاري إجازة - سوى عمر بن عبد المنعم فإنّه سمعه يقرأ عليه - قال: أنبأنا عليّ بن مسلم(٣) بن محمد السلمي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين قراءة عليه، قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع(٤) - قراءةً علينا بصيدا

____________________

=

أقول: ورواه أيضاً السيوطي في باب مناقب أهل البيت (عليهم السلام) من اللآلي المصنوعة: ج١، ص٢٠٨ ط بولاق.

ورواه أيضاً المتّقي الهندي عن الديلمي، عن أبي هريرة قفي كنز العمّال: ج٦ ص٢١٩ ط١.

ورواه أيضاً في كتاب فضائل الخمسة: ج٣ ص١٢٦، ط بيروت.

وأيضاً قد تقدّم قريب منه في الحديث: (٣٧٩) في الباب: (١٠) من هذا السمط في ص٤٧.

(١) كذا في مخطوطة طهران، ولعلَّ الصواب: (السرماحيان) كما تقدّم في الباب: (٢٠) تحت الرقم (٧٧) من ج١، ص١٠٩، ط٢.

(٢) كلمتا: (محمد بن) غير موجودتان في نسخة طهران، وإنّما هما مأخوذتان من نسخة السيد عليه نقي.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (عليه بن مسكن)؟

(٤) كذا في مخطوطة السيّد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن جميع...).

٥٩

في شهور سنة أربع وتسعين وثلاثمئة - قال: أنبأنا أحمد بن سعيد بن عتيب(١) أبو سعيد الفارسي بصور، حدّثنا محمد بن عليّ بن راشد، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله [بن مسعود] قال:

لمّا أراد النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أن يوجّه بفاطمة إلى عليّ (عليه السلام) أخذتها رعدة، فقال [لها النبيّ]:يا بنيّة لا تجزعنّ (٢) إنّي لم أزوّجك من عليّ [إنّ الله أمرني أن أُزوّجك منه] (٣) إنّ الله عزّ وجلّ [لمّا] أمرني أن أزوّجك من عليٍّ أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنّة [ثمّ] أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي والحلل، ثمّ أمر جبرئيل (عليه السلام) فنصب في الجنّة منبراً ثمّ صعد [عليه] جبرئيل فاختطب، فلمّا أن فرغ نثر عليهم من ذلك، فمَن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة، يكفيك يا بنيّة.

____________________

(١) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد عليّ نقي: (أحمد بن سعد بن عتيب...).

(٢) كذا في الأصل، ورواه ابن عساكر تحت الرقم: (٣٠٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج١، ص٢٣٥ ط١، وفي ط٢ ص٢٥٦، قال:

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو القاسم ابن السمرقندي، قال: أنبأنا أبو نصر ابن طلاب، أنبأنا أبو الحسين ابن جميع، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عنبة الفارسي بصور، أنبأنا محمد بن عليّ بن راشد، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

لما أراد النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أن يوجّه بفاطمة إلى عليّ أخذتها رعدة فقال: يا بنيّة لا تجزعي إنّي لم أزوّجك من عليّ، إنّ الله أمرني أن أزوّجك منه، إنّ الله لمّا أمرني...

ثمّ روى قريباً منه بسندين آخرين تحت الرقم: (٣٠١) من الترجمة: ج١، ص٢٣٦ ط١.

وقد رواه قبله الخطيب في ترجمة أحمد بن أبي الأخيل السلفي تحت الرقم: (١٨٠٥) من تاريخ بغداد: ج٤ ص١٢٨.

ورواه قبله أبو نعيم في ترجمة سليمان الأعمش تحت الرقم: (٢٨٨) من حلية الأولياء: ج٥ ص٥٩.

ورواه عنه الخوارزمي في الفصل: (٢٠) من مناقبه ص٢٤٣ ط الغري.

وفي الفصل: الخامس من مقتل الحسين (عليه السلام) ص٦٤ ط١.

ورواه أيضاً عن أبي نعيم السيوطي في كتاب اللآلي المصنوعة: ج١، ص٢٠٧ ط بالاق.

ورواه أيضاً عمر بن الخضر الشهير بملاّ في كتاب وسيلة المتعبّدين: ج٢ الورق /... / ورواه عنه في الحديث: (٦٠) ممّا ورد في شأنه (عليه السلام) من سمط النجوم: ج٢ ص٤٨٨.

ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد: ج٩ ص٢٠٨.

ورواه قبلهم جميعاً عبد الرزّاق الصنعاني في الحديث: (٩٧٨٧) من المصنّف: ج٥ ص٤٨٦.

(٣) ما بين المعقوفين هاهنا وما بعده - عدا كلمة: (عليه) - مأخوذ من تاريخ دمشق.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543