تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 543

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف: الصفحات: 543
المشاهدات: 144192
تحميل: 6699


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 144192 / تحميل: 6699
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢٢١

٢٢٢

وأبا جعفرعليهما‌السلام (١) وكان عظيم المنزلة عندهماعليهما‌السلام (٢)

____________________

(١) وذكره الشيخ ايضا(٣٩٧) في اصحاب أبى جعفرعليه‌السلام وقال من اصحاب الرضاعليه‌السلام ، كما ذكره البرقى ايضا في اصحابه(٥٧) على ما تقدم، مع تصحيف في النسخة.

وروى البزنطى عن أبى جعفر الثانىعليه‌السلام ، روى عنه جماعة: منهم ابراهيم بن هاشم، واحمد بن محمد بن عيسى، وسهل بن زياد، وعبدالله بن موسى، و ومحمد بن عبدالله بن مهران وغيرهم، ذكرناهم في طبقات أصحابه. ثم ان لازم ما يأتى في تاريخ وفات البزنطى بقائه إلى بعد ايام أبى جعفر الجوادعليه‌السلام ، ولكن لم اقف على التصريح بلقائه أبا الحسن الهادىعليه‌السلام في رواية أو في كلام اهل الرجال.

(٢) وقال الشيخ في الفهرست: كوفى، ثقة، لقى الرضاعليه‌السلام وكان عظيم المنزلة عنده، وروى عنه كتابا..

وقال في رجاله في اصحاب الكاظمعليه‌السلام . ثقة، جليل القدر. وفى اصحاب الرضاعليه‌السلام . ثقة..

قلت: والاخبار تشير إلى منزلته عندهماعليهما‌السلام مثل حديثه مع الرضا عليه االسلام قبل مولد أبى جعفرعليه‌السلام ، وحديث سؤاله مع محمد بن سنان بمكة عن الرضاعليه‌السلام ان يكتب إلى أبى جعفرعليه‌السلام ، وقدومهما عليه بكتابه، وغيره ذلك مما أشرنا اليه في المقام واوردناها في (اخبار الرواة) بتفصيلها.

ثم ان النجاشى قد اكتفى في الاطراء على البزنطى بالاشارة إلى عظيم منزلته عند الرضا والجوادعليهما‌السلام . اعتمادا على شهرته وجلالته في الطائفة تبعا لعظيم منزلته عندهما، وقد عرفت توثيق الشيخ له صريحا في الفهرست والموضعين من رجاله والاخبار الدالة على جلالته ومنزلته عند الائمةعليه‌السلام كثيرة قد أشرنا اليه.

وقد عده ابن النديم من علماء الشيعة وفقائهم ومحدثيهم، وذكره ابن ادريس في مستطرفات سرائره من المشيخة المصنفين والرواة المحصلين، وقال الشيخ في الفهرست: كوفى، ثقة، لقى الرضاعليه‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عنده، وروى عنه كتابا، وفى اصحاب الكاظمعليه‌السلام : ثقة جليل القدر، وفى اصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة.

وقال الشيخ في كتابه (عدة الاصول ص ٦٣) في اواخر القرائن الدالة على صحة الاخبار: واذا كان احد الراوييين مسندا والاخر مرسلا نظر في حال المرسل فانكان ممن يعلم انه لا يرسل الا عن ثقة، موثوق به فلا ترجيح لخبر غيره، ولاجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبى عمير، وصفوان بن يحيى، واحمد بن محمد بن أبى نصر، وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بانهم لا يروون، ولا يرسلون الا عمن يوثق به وبين ما اسنده غيره، ولذا عملوا بمراسيلهم اذا انفردوا عن رواية غيرهم. البزنطى لا يروى الا عن الثقة قلت: ما ذكره الشيخ مدح عظيم للبزنطى يدل على منزلته بين الشيعة الامامية، وأصحاب الحديث، وعلى اتقان طريقته في الحديث والرواية، وعلى وثاقة مشايخه وعامة من روى عنه بلا حاجة إلى معرفة أحوالهم تفصيلا.=

٢٢٣

____________________

=وقد تقدم في المقدمة ج ١ ١٠٥ في التوثيقات العامة وذكر من لا يروى الا عن الثقة، كلام الشيخ في العدة ومن تبعه في ذلك، وقد حققنا في كتابنا في قواعد الحديث والرجال القول في هذا المدح، واحصاء من علم بانه لا يروى ولا يرسل الا عن ثقة، والاشارة إلى من روى هولاء عنه من المجاهيل بل الضعاف مما يمكن ان يكون نقضا لهذا التوثيق العام مثل رواية البزنطى عن ابان بن أبى عياش فيروز، والحسن بن على بن ابى حمزة والمفضل بن صالح، وعبدالرحمن الاشل، وداود بن الحصين الكوفى الاسدى، ويونس بن بهمن وغيرهم من المطعونين، ومن اشترك في الرواية عنه مع اير من عرف بانه لا يروى الا عن ثقة والى ما هو الحق في الجواب عن ذلك مما يطول بذكره.

البزنطى من اصحاب الاجماع قال أبوعمرو الكشى(٣٤٤) في الفقهاء من اصحاب أبى ابراهيم وابى الحسن الرضاعليه‌السلام : اجمع اصحابنا على تصحيح ما يصح من هولاء و تصديقهم، وأقروا لهم بالفقه، والعلم، وهم ستة نفر.. احمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى..

قلت: وهذا ايضا مدح بليغ للبزنطى يدل على امور وقد حققناها سابقا في ج ١ ١٢٣ في الامارات العامة على الوثاقة: في اصل الاجماع، وتحققه، ومورده وما يستفاد منه، ومن عرف بذلك فلاحظ وتدبر. (*)

٢٢٤

٢٢٥

له كتب(١) منها: الجامع(٢) قرأناه على أبى عبدالله الحسين بن عبيد الله رحمه الهل، قال: قرأته على ابى غالب احمد بن محمد الزرارى(٣) قال: حدثنى به خال أبى محمد بن جعفر، وعم ابى: على بن سليمان قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عنه، به(٤) .

____________________

(١) وقال ابن النديم: وله من الكتب.. وقال الشيخ في الفهرست: وله من الكتب.

(٢) وذكره ابن النديم، والشيخ في الفهرست وفى الرجال، وغيرهم.

(٣) وفى الفهرست: اخبرنا به عدة من اصحابنا منهم الشيخ أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيدرحمه‌الله ، والحسين بن عبيد الله، واحمد بن عبدون، وغيرهم، عن احمد بن محمد بن سليمان الزرارى (إلى آخر السند). وأخبرنا به ابوالحسين بن أبى جيد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبدالحميد العطار جميعا، عن احمد بن محمد بن أبى نصر.

(٤) وقال ابوغالب احمد بن محمد الزرارى في الرسالة(٣٧) عند ذكر جده محمد بن سليمان ابى طاهر: وروى عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب شيئا كثيرا، منه كتاب احمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى، وكانت روايته عنه هذا الكتاب في سنة سبع وخمسين ومأتين، وسنه اذذاك عشرون سنة.

قلت: والطرق إلى الجامع صحيح، وقد أوضحت ما يتعلق بذلك في شرحنا على رسالة أبى غالب الزرارى ص ٣٧ و ٦٣ و ٨٨ و ٩٢. (*)

٢٢٦

وكتاب النوادر أخبرنا به احمد بن محمد بن الجندى عن أبى العباس احمد بن محمد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان عنه.(١)

وكتاب نوادر آخر(٢) ، اخبرنا بن الحسين بن عبيد الله قال حدثنا جعفر بن محمد ابوالقاسم قال حدثنا احمد بن محمد بن الحسن بن سهل قال حدثنا أبى محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن سهل، عن موسى بن الحسن، عن احمد بن

____________________

(١) ورواه الشيخ في الفهرست نحوه. والطريق صحيح بناء‌ا على وثاقة ابن الجندى من مشايخهما.

(٢) وهل هو كتاب مسائله عن الرضاعليه‌السلام الذى ذكره ابن النديم، وابو غالب وغيرهما وجهان؟، قال ابوغالب الزرارى في الرسالة في طرقه إلى الكتب ص ٦٣ ٤٩: كتاب مسائل الرضاعليه‌السلام للبزنطى عنهعليه‌السلام ، حدثنى بها جدى، عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن أبى نصر البزنطى عنهعليه‌السلام وقال ايضا ٩٢ ١١٨: كتاب احمد بن محمد البزنطى، حدثنى به عم ابى على بن سليمان، وخال أبى محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عنه.

قلت: الطريقان صحيحان. (*)

٢٢٧

هلال، عن احمد بن محمد به.(١)

ومات احمد بن محمد سنة احدى وعشرين ومأتين(٢) بعد وفات الحسن بن على بن فضال بثمانية اشهر.(٣)

ذكر محمد بن عيسى بن عبيد: انه سمع منه سنة عشرة ومأتين.

____________________

(١) ضعيف باحمد بن محمد بن الحسن، وأبيه، وجده المهملين الا ان تكون رواية ابى القاسم ابن قولويه عن احمد مشيرا إلى وثاقته، على ان ابن هلال ضعيف الا ان تكون روايته قبل انحرافه.

وقال الصدوق في المشيخة اليه رقم ٣٥: فقد رويته عن أبى، ومحمد بن الحسن رضي‌الله‌عنهما ، عن سعد بن عبدالله، والحميرى جميعا، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى. ورويته عن أبى، ومحمد بن على ماجيلويه رضي‌الله‌عنهما ، عن على بن ابراهيم، عن ابيه، عن احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى.قلت: الطريقان صحيحان.

(٢) ونحوه في الفهرست.

(٣) تقدم في ترجمة الحسن بن فضال (ج ٢ ١٣) قول النجاشى: مات الحسن سنة أربع وعشرين ومأتين.

ونحوه عن الشيخ في الفهرست، وابن حجر في لسان الميزان، والتنافى ظاهر كما تقدم هناك، الا ان يلتزم بالتصحيف بالمقام بدلا عن قوله: بعد وفات ابى جعفر الجوادعليه‌السلام بثمانية اشهر.

وتقدم ان وفاتهعليه‌السلام كانت سنة(٢٢٠). (*)

٢٢٨

١٧٩ - احمد بن أبى بشر السراج(١)

كوفى، مولى، يكنى أبا جعفر، ثقة في الحديث واقف(٢)

____________________

(١) وهكذا عنونه إلى آخر الترجمة الشيخ في الفهرست(٢٠) مع تفاوت يسير مثل قوله: واقفى المذهب.

ويأتى رقم(٢١٧) احمد بن محمد بن بشر السراج. والاتحاد غير بعيد كما عن الوحيدرحمه‌الله .

وفى مجمع الرجال للقهپائى: كش في احمد بن ابى بشر المعروف بابن السراج، من اصحاب الرضاعليه‌السلام ، حدثنى محمد بن مسعود الحديث كما يأتى عن الكشى.

(٢) قد حققنا في محله صحة العمل بأخبار اصحاب المذاهب الباطلة اذا كانوا ثقاتا في النقل متحرزين عن الكذب مأمونين في الحديث، غير متساهلين في السماع والرواية. وقد صرح بذلك شيخ الطائفة ره في العدة في القرائن الدالة على صحة الاخبار في كلام مبسوط له، كما انه قد حققنا في فوائدنا، وفيما تقدم في المقدمة (ج ١ ١٢٠) من البحث فيمن كان ثقة في الحديث، انه لا يكون الرجل ثقة في الحديث الا مع خلو حديثه عما يوجب الطعن بوجه، وانه لا ينافى ذلك عدم كونه ثقة في مذهبه فلاحظ وتأمل توثيق النجاشى للحسن بن محمد بن سماعة مرتين مع تصريحه بعناده في الوقف، وغير ذلك مما ذكره في ثقات الواقفة والفطحية والعامية.

نعم هناك اشكال في رؤساء المذاهب الباطلة وخاصة عمد الواقفة ورؤسائهم الذين دعاهم إلى البدعة واضلال الناس: الطمع في حطام الدنيا. وقد صرح بذلك الشيخ في كتاب (الغيبة) عند الرد على الواقفة وذكر عمدهم قال(٤٦) بعد ذكر الطعون عليهم: فكيف يوثق بروايات هولاء القوم وهذه أحوالهم.. وقال بعد الاشارة إلى رواياتهم.. (٢٩): فالرواة لها مطعون عليهم، لا يوثق بقولهم ورواياتهم..

وقال بعد ذكر سبب حدوث مذهب الوقف وهو الطمع إلى حطام الدنيا وذكر قصتهم ومنها قصة ابن السراج هذا: واذا كان اصل هذا المذهب أمثال هولاء كيف يوثق برواياتهم او يعول عليها. وح فما حكم به الشيخ في الفهرست بل وكذا النجاشى في المتن بانه ثقة في الحديث محل نظر، هذا بناء‌ا على ما هو ظاهر الكشى وصريح الشيخ في الغيبة من ذكره في عمد الواقفة ورؤسائهم: قال(٤٤): وروى على بن حبشى بن قونى عن الحسين بن احمد بن الحسن بن على بن فضال قال كنت أرى عند عمى على بن الحسن بن فضال شيخا من اهل بغداد وكان يهازل عمى، فقال له يوما: ليس في الدنيا شر منكم يا معشر الشيعة او قال: الرافضة، فقال له عمى: ولم لعنك الله؟ قال: أنا زوج بنت احمد بن أبى بشر السراج قال لى لما حضرته الوفاة: انه كان عندى عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفرعليه‌السلام ، فدفعت ابنه عنها بعد موتهعليه‌السلام وشهدت انه لم يمت فالله الله خلصونى من النار وسلموها إلى الرضاعليه‌السلام ، فو الله ما أخرجنا حبة، ولقد تركناه يصلى في نار جهنم.

(ثم قال الشيخ): واذا كان اصل هذا المذهب امثال هؤلاء كيف يوثق برواياتهم او يعول عليها.

قلت: مضافا إلى ضعفه سندا بالشيخ البغدادى المقر بسوئه، ودلالة: فان الدفع المذكور لعله كان لاغتراره بشبهة عمد الواقفة، لا لان السراج كان منهم، يدفعه انه قد حققنا في ابحاثنا الاصولية وفى فوائدنا الرجالية الجواب عن هذا الاشكال فانه من الشبهة الموضوعية بالنسبة إلى ما ثبت ببناء العقلاء المعتضد بالكتاب والسنة والاجماع من حجية اخبار الثقات ولا ملازمة بين الفسق او الكفر بابداع مذهب باطل وعدم التحرز من الكذب نعم لا يمكن الوثوق بهم فيما اذا احتمل وضعهم او تحريفهم الاحاديث على هذا الباطل. واما تمسكهم بالاحاديث المأثورة غير الظاهرة، واتباعهم لما تشابه منها ابتغاء تأويلها لما في قلوبهم من الزيغ والطمع في حطام الدنيا، فلا يمنع عن تحرزهم من الكذب وكونهم مأمونين في الحديث بلا زيادة ولا نقيصة في الاحكام ومالا يرتبط بمذهبهم الباطل.=

٢٢٩

____________________

=ولعله لذلك كله عده الشيخ الطائفة ره صاحب هذه المقاله ورواة عمد الواقفة مثل عثمان بن عيسى، والبطائنى من عمد الواقفة ورؤسائهم، ممن كان متخرجا من الكذب مأمونا في حديثه وثقة في نقله ويعمل بخبره.

ذكره في القرائن الدالة على صحة الاخبار في (عدة الاصول) وتمام الكلام في ذلك في محله.

نعم يشكل الامر في خصوص ابن السراج هذا اذ ظاهر بعض الاخبار يوهم انه كان متهما ايضا فبما يرويه في الاحكام عنادا منه في الوقف وتشنيعا منه على أبى الحسن الرضاعليه‌السلام .

فروى في التهذيب ج ٥ ٨٩ والاستبصار ج ٢ ١٧٤ باسناد صحيح عن صفوان بن يحيى قال قلت لابى الحسن على بن موسىعليهما‌السلام ان ابن السراج روى عنك انه سألك عن الرجل يهل بالحج ثم يدخل مكة فطاف بالبيت سبعا وسعى بين الصفا والمروة فيفسخ ذلك ويجعلها متعة، فقلت له: لا.

فقال: قد سألنى عن ذلك فقلت له: لا وله ان يحل ويجعلها متعة وآخر عهدى بأبى انه دخل على الفضل بن الربيع وعليه ثوبان وساج، فقال الفضل بن الربيع: يا أبا الحسن ! ان لنا بك اسوة انت مفرد للحج وأنا مفرد فقال له أبى: لا، ما أنا مفرد، أنا متمتع، فقال له الفضل بن الربيع: فلى الان أن اتمتع وقد طفت بالبيت؟ فقال له أبى (ع): نعم.

فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة واصحابه، فقال لهم: ان موسى بن جعفرعليه‌السلام قال للفضل بن الربيع كذا وكذا يشنع بها على أبى. وفى ص ٢٢٩ والاستبصار ج ٢ ٧٧ عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن أبى الحسنعليه‌السلام قال قلت له: ذكر ابن السراج انه كتب اليك يسألك عن متمتع لم يكن له هدى فأجبته في كتابك: يصوم ثلاثة أيام بمنى، فان فاته ذلك صام صبيحة الحصبة ويومين بعد ذلك.

قالعليه‌السلام : اما ايام منى فانها ايام اكل وشرب لا صيام فيها وسبعة اذا رجع إلى اهله.

وفى قرب الاسناد(١٥٤) في الصحيح عن البزنطى في كتاب أبى الحسن الرضاعليه‌السلام اليه في امر أركان الواقفة في حديث طويل قال: واما ابن السراج فانه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت عليه، فألقاه إلى الناس فلج فيه، فكره اكذاب نفسه في ابطال قوله بأحاديث تأولها لم يحسن تأويلها ولم يؤت عليها ورأى انه اذا لم يصدق بذلك لم يدر لعل ما خبر عنه السفيانى وغيره انه كائن لا يكون منه شئ وقال لهم: ليس يسقط قول آبائه بشئ. ولعمرى ما يسقط قول آبائى شئ، ولكن قصر علمه عن عايات ذلك وحقايقه، فصار فتنة له وشبه له، وفر من أمر، فوقع فيه. الحديث.

وفى روضة الكافى(٢٨٧ ٥٤٦) عن العدة عن سهل بن عبيد الله الدهقان عن احمد بن عمر عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام في حديث طويل قال: ثم ذكرعليه‌السلام ابن السراج فقالعليه‌السلام : انه قد أقر بموت أبى الحسنعليه‌السلام وذلك انه أوصى عند موته، فقال: كل ما خلفت من شئ حتى قميصى هذا الذى في عنقى لورثة ابى الحسنعليه‌السلام ، ولم يقل: هولاء لابى الحسنعليه‌السلام . وهذا اقرار، ولكن اى شئ ينفعه من ذلك، ومما قال. ثم أمسك.

قلت: والحديث يشير إلى ما في رواية الغيبة(٤٤) ويدل على عدم عناده في الوقف لكن في سنده الدهقان الضعيف.

وفى الكشى في ابن السراج، وابن المكارى، وعلى بن أبى حمزة(٢٨٨) باسناد صحيح عن بعض اصحابنا قال كنت عند الرضاعليه‌السلام فدخل عليه على بن أبى حمزة، وابن السراج وابن المكارى فقال له ابن أبى حمزة: ما فعل أبوك؟ قال مضى. قال: مضى موتا؟ قال: نعم قال: على من عهد؟ فقال: إلى. قال: فأنت امام مفترض الطاعة من الله؟ قال: نعم.=

٢٣٠

____________________

=قال ابن السراح وابن المكارى: قد والله أمكنك من نفسه قال: ويلك: وبما أمكنت؟ ! أتريد أن آتى بغداد و أقول لهارون: أنا امام مفترض الطاعة. والله ما ذلك على، وانما قلت ذلك لكم عندما بلغنى من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم..

ثم ان هذه الاخبار ان تمت سندا ودلالة على أصل وقف احمد بن أبى بشر السراج والا فكفى في اثبات وقفه تصريح الماتن والشيخ به، واحتمال استنادهما إلى هذه الاخبار لا يوجب سقوط شهادتهما بوقفه ما في غير المقام، نعم لا يثبت عناده في الوقف بل ربما تدل على ريبه وشكه وتأويله. (*)

٢٣١

٢٣٢

٢٣٣

روى(١) عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام (٢) ، وله كتاب نوادر(٣) .

____________________

(١) لم اقف له رواية عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، ولم يذكر في أصحابه. نعم روى عن اصحاب أبى عبداللهعليه‌السلام عنه مثل بكر بن كرب الصيرفى و معاوية بن ميسرة.

(٢) لم احضر له رواية عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام . ولعل الاصحاب قد تركوا رواياته.

وقد تقدمت رواية صفوان عنه عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام .

(٣) كما في الفهرست. وروى ايضا كتاب حماد بن أبى طلحة بياع السابرى الكوفى الثقة من اصحاب الصادقعليه‌السلام الذى ذكره البرقى. كما يأتى في ترجمته.

وروى الشيخ كما في التهذيب ج ٢ ٢٥٢ ٩٩٨ عن الحسن بن محمد بن سماعة عن احمد؟ ن أبى بشر عن حماد بن أبى طلحة عن زرارة عن أبى عبداللهعليه‌السلام .

وروى أيضا كتاب معاوية بن ميسرة عنه كما يأتى في ترجمته، وعنه عن أبى عبداللهعليه‌السلام كما في التهذيب ج ٢ ٢٤٧ ٩٨٠ وص ٢٥٣ ١٠٠٢ وج ٧ ١٧٦ ٧٨٠ في الرهون. (*)

٢٣٤

أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال حدثنا احمد بن جعفر قال حميد بن زياد بن هوارا قال حدثنا ابن سماعة قال حدثنا احمد بن بشر به.(١)

____________________

(١) موثق بابن سماعة، وحميد الواقفيين الثقتين، على كلام في الحسين واحمد قد تقدم، ورواه الشيخ في الفهرست بهذا الاسناد.

وروى الكلينى في اصول الكافى ج ١ ٢٤١ ٦ باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن احمد بن أبى بشر، عن بكر بن كرب الصيرفى عن أبى عبداللهعليه‌السلام كتاب الامام امير المؤمنين على بن أبيطالبعليه‌السلام بخطه الشريف، واملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، صحيفة فيها كل حلال وحرام ومالا يحتاج آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معه إلى الناس وان الناس ليحتاجون اليهم.

قلت: وقد شرفنى الله تعالى بمنه واحسانه وافضاله توفيقا لاحصاء أخبار هذا الكتاب المروية عن الائمة الطاهرينعليه‌السلام من طرق أصحابنا وغيرهم في شرايع الاسلام المستودعة في الابواب المتفرقة في مصادر مشايخ الشيعة واسلافنا الصالحين وقد بوبناها ورتبناها واوردنا فيه ما دلتمن الاخبار على وصف الكتاب. جعله الله خالصا لمرضاته ووسيلة للقربى اليه ولشفاعة محمد وآله الطاهرينعليه‌السلام واسئله ان يوفقنى لاكماله ونشره في حسن قبوله آمين. (*)

٢٣٥

١٨٠ - احمد بن محمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن على البرقى،...

ابوجعفر،(١)

____________________

(١) احمد البرقى في كتب التراجم قد عنونه الشيخ في الفهرست(٢٠) نحو ما في المتن، على تفاوت يسير نشير اليه، وايضا ياقوت الحموى في (معجم الادباء ج ٤ ١٣٥)، وابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٢٦٢ ثم قال: اصله كوفى، من كبار الرافضة، له تصانيف جمة أدبية: منها كتاب اختلاف الحديث، والعيافة والقيافة.

وأشياء كان في زمن المعتصم.

وقال المسعودى في مقدمة كتابه (مروج الذهب ج ١ ١٣) عند ذكر مؤلفى كتب التاريخ والاخبار: واحمد بن محمد بن خالد البرقى الكاتب، صاحب التبيان.

وقال ابن النديم في الفهرست(٣٢٤) في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم: البرقى، أبوعبدالله محمد بن خالد البرقى، القمى، من اصحاب الرضاعليه‌السلام ومن بعده، صحب ابنه أبا جعفر، ثم ذكر كنيته وكتبه ثم قال: ابنه احمد بن أبى عبدالله محمد بن خالد البرقى، وله من الكتب: كتاب الاحتجاج، كتاب السفر كتاب البلدان، اكبر من كتاب أبيه وقال الحموى في معجم البلدان، ج ١ ٣٨٩ في برقة: أبوجعفر فقيه الشيعة احمد بن أبى عبدالله محمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن على البرقى، اصله من الكوفة، وكان جده خالد إلى آخر ما يأتى من ترجمته. (*).

٢٣٦

اصله كوفى(١)

____________________

(١) اصله ومولده ومسكنه صرح بكوفية البرقى اصلا: النجاشى، والشيخ، وابن النديم، والحموى وابن حجر وغيرهم كما عرفت. ويأتى من النجاشى في ترجمة والده رقم ٩٠٠ قوله محمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن على البرقى، ابوعبدالله، مولى أبى موسى الاشعرى، ينسب إلى برق رود، قرية من سواد (قم) على واد هناك. ونذكر هناك ذكره القوم في بيان موضع النسبة.

ويظهر مما ذكره الماتن في المقام ومما يأتى ذكره في أبيه، ومما ذكره غيره: ان مولده ومولد ابيه كان ببرق رود من سواد (قم)، بل الظاهر ان مسكنهم ايضا كان هناك بلا رحلة لهم إلى غيره، لكن تقدم في ترجمة ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفى الاصفهانى المتوفى سنة ٢٨٣ (كما في ج ١ ٢٦٥ رقم ١٨ من هذا الشرح) قول الماتنرحمه‌الله : ويقال ان جماعة من القميين كاحمد بن محمد بن خالد وفدوا اليه، وسألوه الانتقال إلى قم، فأبى.وتقدم نحوه عن الفهرست.

وقال الحموى في معجم البلدان: وقال حمزة بن الحسن الاصفهانى في (تاريخ اصبهان): احمد بن أبى عبدالله البرقى كان من رستاق برق روذ قال: وهو أحد رواة اللغة والشعر، واستوطن (قم) فخرج ابن اخته ابا عبدالله هناك ثم قدم ابوعبدالله إلى اصفهان، واستوطنها والله الموفق.

وقال ابن ادريس مستطرفات السرائر(٤٨٤) من كتابه: احمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن على البرقى، أبو عبدالله، ينسب إلى برقة، و هى قرية من سواد (قم) على واد هناك. (*)

٢٣٧

وكان جده محمد بن على حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيدعليه‌السلام ثم قتله، وكان خالد صغير السن فهرب مع ابيه عبدالرحمان إلى برق رود.(١)

____________________

(١) بيت احمد البرقى كان احمد البرقى من بيت عريق في ولاء اهل البيتعليه‌السلام قد عرفوا بذلك بالعراق، وعند ما نزلوا بايران من ظلم آل امية ومروان و بنى العباس عليهم: فيهم رجال الحديث وفقهاء الشيعة ذكر منهم في المتن وغيره جماعة:

١ - محمد بن على الكوفى، مولى ابى موسى الاشعرى. كان محمد بن على هو المجاهد في سبيل الدعوة إلى ولاء اهل البيتعليه‌السلام الذى حبه يوسف بن عمر بن شبرمة عامل هشام بن عبدالملك، ثم الوليد، والفتاك القاتل للشهيد الهاشمى زيد بن على بن الحسينعليه‌السلام ، والامر باحراق جسده الشريف، فقد حبس محمد بن على الكوفى، ثم قتله. وذكر اخبار يوسف المورخون كابن الاثير في الكامل، والطبرى في تايخه ج ٧ ١٧٩ إلى ص ١٩١ وما بعده.

٢ - عبدالرحمان بن محمد بن على لم احضر لعبد الرحمان بن محمد بن على الكوفى ترجمة، غير ما في المتن من انه اول من هاجر من هذا البيت هاربا إلى برق رود، خائفا من ظلم يوسف بن عمر الفتاك، وما قال الحموى في معجم البلدان ج ١ ٣٨٩ في (برقة) عند ذكر احمد البرقى: وكان جده خالد قد هرب من يوسف بن عمر مع أبيه عبدالرحمان إلى برقة قم، فأقاموا بها، ونسبوا اليها..

٣ - خالد بن عبدالرحمن لم اجد عاجلا له ذكرا الا بما ذكره النجاشى، والحموى كما تقدم.

٤ - محمد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن على البرقى ابوعبدالله، مولى ابى موسى الاشعرى الذى يأتى ذكره في ترجمة مستقله رقم ٩٠٠.

٥ - الحسن بن خالد ابوعلى البرقى، اخو محمد. ذكره النجاشى في ترجمة اخيه محمد ٩٠٠.

وتقدمت ترجمته رقم ١٣٧ في هذا الشرح ج ٢ ١٨٢.

٦ - الفضل بن خالد، ابوالقاسم البرقى، اخو محمد ذكره النجاشى في أخيه محمد.

٧ - العلاء بن الفضل بن خالد، ابوعلى ذكره النجاشى في عمه محمد.

٨ - على بن العلاء بن الفضل بن خالد ذكره النجاشى في محمد البرقى ٩٠٠ وقال: فقيه.

٩ - محمد بن القاسم ماجيلويه البرقى عبيد الله بن عمران الجنابى وتأتى ترجمته رقم ٩٤٩.

١٠ - على بن ابى القاسم عبدالله بن عمران البرقى. تأتى ترجمته وفيها في مدحه: رأى احمد بن محمد البرقى، وتأدب عليه، وهو ابن بنته.

١١ - احمد بن بشير البرقى ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله(٤٤٧) قائلا: احمد بن الحسين بن سعيد، واحمد بن بشير البرقى، روى عنهما احمد بن محمد بن يحيى، وهما ضعيفان. ذكر ذلك ابن بابويه.

١٢ - على بن احمد بن عبدالله بن احمد بن ابى عبدالله البرقى كان من مشايخ الصدوق الذى اكثر الرواية عنه في كتبه: ذكرنا ترجمته ومشايخه في رجالنا الكبير، وفى مشايخ الصدوق.

١٣ - محمد بن عبدالله بن عمران البرقى كان ممن روى الحديث، روى عنه حمزة بن القاسم العلوى.

كما في الخصال ص ٧٨.

١٤ - احمد بن محمد بن خالد البرقى صاحب الترجمة طبقته وعصره لم يذكر احمد بن أبى عبدالله البرقى بتاريخ ولادته، نعم روى عن جماعة من اصحاب الصادق والكاظم والرضاعليه‌السلام .

وسئل عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام عن سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .=

٢٣٨

____________________

=رواه الكلينى في اصول الكافى ج ١ ٣٣٤ باسناد صحيح عن محمد بن عيسى عن احمد بن أبى عبدالله عنهعليه‌السلام . لكن لم يذكره أصحابنا في عداد اصحابهعليه‌السلام واذ صحت روايته عنهعليه‌السلام فهو من المعمرين لما سيأتى في تاريخ وفاته. نعم ذكر هو نفسه في رجاله في اصحاب الجوادعليه‌السلام قا؟ لا(٥٧): احمد بن أبى عبدالله البرقى. وذكره ايضا الشيخ(٣٩٨) قائلا: احمد بن محمد بن خالد.

وفى التهذيب ج ٣ ٢٨: احمد بن محمد بن عيسى عن أبى عبدالله البرقى قال كتبت إلى أبى جعفرعليه‌السلام : أيجوز جعلت فداك الصلاة خلف من وقف على أبيك وجدك صلوات الله عليهما؟ فأجاب: لا تصل وراء‌ه.

روى عنه عن أبى جعفرعليه‌السلام جماعة ذكرناهم في طبقات اصحابه.

وذكره الشيخ في اصحاب الهادىعليه‌السلام (٥٩) وبقى إلى ايام العسكرىعليه‌السلام . وقد مات في ايام العمرى السفير على ما يأتى.

وله حديث مع ابى الحسن المادرائى (احمد بن الحسن بن الحسن) يدل على عظمته وجلالته. ذكره المحدث النورى ره في كتابه (دار السلام) وهو طويل. (*)

٢٣٩

٢٤٠