تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي10%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 543

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 157407 / تحميل: 9357
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ذكر ذلك ابوالعباس(١) له كتاب(٢) يرويه عنه جماعة(٣) ، اخبرنا محمد بن عثمان قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عبيد الله بن أحمد قال حدثنا محمد بن أبيعمير عن اسحاق بن جرير به(٤) .

____________________

(١) قد عرفت كثرة رواية اسحاق بن جرير عن أبى عبداللهعليه‌السلام وأنه روى عنه عنهعليه‌السلام جماعة، وان الطرق اليها كثيرة، فيها الصحاح، فلا مجال للتأمل في روايته عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، وليست عولا على ما ذكره أبوالعباس بن عقدة في كتابه الكبير فيمن روى عنه، وقد تقدم في الجزء الاول من هذا الشرح التحقيق في المراد بأبى العباس الذى يعول النجاشى عليه في امثال المقام، و لعله سهى قلم بعض الاعاظمقدس‌سره حيث قال: ان ابا العباس كنية ابن نوح، فانه لم ينكر احد لابن عقدة التكنية به كما لا يخفى على الخبير.

(٢) ويظهر من الشيخ: ان كتابه كان من الاصول حيث قال في الفهرست: اسحاق بن جرير، له أصل، أخبرنا به..

(٣) منهم اصحاب الاجماع والاجلاء مثل محمد بن أبى عمير، والحسن بن محبوب، وأحمد بن ميثم.

(٤) قلت طريق النجاشى إلى كتابه صحيح على الاظهر بجعفر بن محمد ومحمد بن وطريق الشيخ اليه: ابن أبى جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن جرير به.قال: ورواه حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه. قلت: والاول صحيح، والثانى موثق بحميد اذا كان معلقا على طريقة إلى حميد. والا فالواسطة بين الشيخ وببن حميد غير مذكور.

٨١

١٦٩ - اسحاق بن بشر أبوحذيفة الكاهلى الخراسانى(١)

عثمان على كلام تقدم فيهما.

____________________

(١) وفى نسخة: اسحاق بن بشير.وقال ابن النديم في الفهرست ص ١٤٣: اسحاق بن بشير، من اصحاب السير والاحداث، وله من الكتب: كتاب المبتدا، كتاب الردة، كتاب الجمل، كتاب الالوية، كتاب صفين، كتاب حفر زمزم.وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٥٤: اسحاق بن بشر، أبو حذيفة البخارى، صاحب كتاب المبتدا..ثم قال: لكن خلط ابن حبان ترجمته بترجمة الكاهلى، وكذا خبط ابن الجوزى، فقال في هذا: الكاهلى مولى بنى هاشم ولم يصب في قوله: الكاهلى، وهذا هو اسحاق بن بشر بن محمد بن عبدالله بن سالم..

وذكره النجاشى في رجال الصادقعليه‌السلام وقال: كان عاميا يعنى من أهل السنة.وذكر الذهبى نحوه في اعتدال الميزان ج ١ ١٨٤.ثم ذكر بعد ترجمته ترجمة اسحاق بن بشر بن مقاتل أبى يعقوب الكاهلى الكوفى، وضعفاه بما يطول ذكره إلى ان قال ابن حجر: وأرخ موسى بن هارون وفاته في سنة ثمان عشرة ومأتين.

وذكر الخطيب في تاريخ بغداد ج ٦ ٣٢٦: اسحاق بن بشر بن محمد بن عبدالله بن سالم أبوحذيفة البخارى مولى بنى هاشم، ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب اليها وهو صاحب كتاب المبتدا، وكتاب الفتوح، حدث عن محمد بن اسحاق و... وخلق من ائمة اهل العلم، احاديث باطلة، وروى عنه جماعة من الخراسانيين، ولم يرو عنه من البغداديين فيما أعلم سوى اسماعيل بن عيسى العطار، فانه سمع منه مصنفاته، ورواها عنه، وذكر الحسن بن علوية القطان ان هارون بن الرشيد بعث إلى أبى حذيفة فأقدمه بغداد...ثم ذكر جملة من الطعون فيه، ثم ذكر ص ٣٢٨ اسحاق بن بشر بن مقاتل أبويعقوب الكاهلى الكوفى.ومن روى عنه من البغداديين وغيرهم وما قالوا فيه من الطعون وقال: سنة ثمان وعشرين ومأتين فيها مات اسحاق بن بشر الكاهلى.

٨٢

ثقة(١)

____________________

(١) ووثقه محمد بن عمر الدار بجردى. ذكره ابن حجر والذهبى.ويؤيد توثيقه على اشكال ذكرناه في محله: أنه من اصحاب الصادقعليه‌السلام ، وممن قيل فيه: انه اسند عنه كما يأتى، ورواية ابن قولويه في كامل الزيارات ص ٧٠ باب ٢٢ ٥ اخبار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتل الحسينعليه‌السلام باسناده عن عمرو بن المختار عنه عن القوام (العوام) مولى قريش عن مولاه عمرو بن هبيرة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . لكن ضعفه جماعة كثيرة من العامة، فقال ابن حجر والذهبى: تركوه، وكذبه على بن المدينى. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه الا على جهة التعجب.وقال الدار قطنى: كذاب متروك. ثم قالا: وقال أبوبكر بن أبى شيبة: كذاب.وقال النقاش: يضع الحديث.وقال ابن الجوزى في الموضوعات: اجمعوا على انه كذاب.وقال الخليلى في الارشاد: اتهم بوضع الحديث.وقال ابن عدى: احاديثه منكرة..وقال الخطيب: كان غير ثقة.

وقال العقيلى: مجهول حدث مناكير، ليس لها اصل.قلت: ولعل الاصل فيما ذكره ابن حجر وغيره من تضعيفه في اخباره ورواياته المناكير: روايته باسناده عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ستكون فتنه بعدى فالزموا علياعليه‌السلام فانه اول من يرانى، واول من يصافحنى يوم القيامة، وهو معى في السماء العليا، وهو الفارق بين الحق والباطل.

٨٣

روى(١) عن أبى عبداللهعليه‌السلام (٢) ، من العامة(٣) ، ذكروه في رجال أبى عبداللهعليه‌السلام .

____________________

(١) وذكر البرقى في اصحاب الباقرعليه‌السلام :(١٠) وايضا الشيخ (١٠٦). اسحاق بن بشير النبال. لكن في اتحاده مع الكاهلى نظرا.

(٢) كما ذكره الشيخ في اصحابهعليه‌السلام (١٤٩) قائلا: اسحاق بن بشر أبوحذيفة الخراسانى، اسند عنه.

قلت: تقدم تحقيق المراد من قوله (اسند عنه) في جماعة من اصحاب الصادقعليه‌السلام في ترجمة ابان بن عبدالملك ج ١ ٢٣١ من هذا الكتاب فلاحظ.

(٣) الجرم بكونه من العامة ينافى ذكره بتوثيق في مصنفى الشيعة، ولعل ذلك كان عولا على ذكرهم اياه في رجالهم ممن روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، مع اعتقاده بانه من الشيعة الاما؟ ية، وقد عرفت حكاية ابن حجر عن النجاشى ذكره اسحاق هذا في رجال الصادقعليه‌السلام مع قوله: كان عاميا.

وقد ذكرنا في طبقات اصحابهعليه‌السلام من كتابنا في الطبقات: ان اصحابنا وغيرهم من العامة قد أحصوا رواة اصحاب الصادقعليه‌السلام ، بل قد خصوا لذلك تأليفا، وكان ما أحصوه زهاء اربعة آلاف رجال او أكثر حسب ما أحصيناه، والله الهادى إلى الحق والصواب.

٨٤

له كتاب(١) أخبرنا محمد بن على الكاتب قال حدثنا محمد بن وهبان قال حدثنا أبوالحسن بن أبى غسان الدقاق قال حدثنا على بن يحيى بن يزيد الكلينى قال حدثنا احمد بن سعيد قال حدثنا اسحاق.(٢)

____________________

(١) قد ظهر مما سبق ان له كتبا، لا كتابا واحدا كما هو ظاهر المتن بل في تمييز الاسحاقين او وحدتهما اشكال ظاهر فلا تغفل.

(٢) الدقاق والكلينى من رجال الطريق إلى كتابه مجهولان غير متميزين.

٨٥

١٧٠ - اسحاق بن يزيد بن اسماعيل الطائى

أبويعقوب، مولى، كوفى، ثقة، روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام (٣) .

____________________

(٣) وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٨١ وقال: ذكره الطوسى في رجال الشيعة وقال: روى عن الباقررضي‌الله‌عنه ، وكان ثقة.وقال الشيخ في اصحاب الباقرعليه‌السلام (١٠٥): اسحاق بن يزيد بن اسماعيل الطائى، أبويعقوب الكوفى.وروى الكلينى في الكافى ج ١ ٩؟ ٢ عن على عن أبيه عن ابن أبى نصر عن أبى جميلة عن اسحاق بن يزيد قال قلت لابى جعفرعليه‌السلام : الرجل يدخل مكة فيقطع من شجرها؟ قال: اقطع ما كان داخلا عليك الحديث.ورواه في الفقيه ج ٢ ١٦٦ باسناده في المشيخة إلى اسحاق بن يزيد(٢٥٥) عن المثنى بن الوليد عنه.وذكرناه في طبقات اصحابهعليه‌السلام .وذكره الشيخ ايضا في اصحاب الصادقعليه‌السلام (١٤٩) كما تقدم، ولكن البرقى ذكره في اصحابهعليه‌السلام (٢٨) مقتصرا على اسم أبيه.

وقد روى عن اسحاق بن يزيد عن أبى عبداللهعليه‌السلام مثنى الحناط، كما في الكافى ج ٢ ١٥٨ وفى محاسن البرقى ج ٢ ٤١٠، والميثمى كما في التهذيب ج ٣ ٢٧١، والكافى ج ١ ١٠٦، ذكرناه بمن روى عنه في طبقات اصحابهعليه‌السلام .تنبيه: ذكر ابن داود في القسم الاول(٥٢): اسحاق بن بريد بالباء المفردة، والراء المهملة وقال: ومن اصحابنا من صحفه وقال: يزيد بالياء المثناة والزاء المعجمة، والحق الاول.

قلت: نظره إلى العلامة في الخلاصة(١١) ونسبة التصحيف إلى مثله في غير محله، مع منع صحة ضبط ما ذكره فان الموجود في الاخبار وكتب الرجال كما ذكرناه.

٨٦

وروى ابوه عن أبى جعفرعليهما‌السلام (١) له كتاب، يرويه عنه جماعة، أخبرنا على بن احمد قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا سعد بن عبدالله، و عبدالله بن جعفر قالا حدثنا محمد بن على ابوسمينة الصيرفى عن اسحاق بن

____________________

(١) اسناد الرواية عن أبى جعفرعليه‌السلام إلى أبيه، مشعر بتضعيف رواية اسحاق ولده عنهعليه‌السلام ، لكن قد عرفت ان الموجود في كتب الحديث رواية اسحاق عن أبى جعفرعليه‌السلام ، مضافا إلى ذكر الشيخ له في اصحابهعليه‌السلام . هذا ولكن في اصحاب الصادق من رجال الشيخ(١٥٨) بريد بن اسماعيل الطائى أبوعامر كوفى. فان صح ضبط اسحاق بن بريد كما في رجال ابن داود فالظاهر الاتحاد.

٨٧

يزيد(١) .

____________________

(١) ضعيف بأبى سمينة الضعيف. وطريق الصدوق اليه في المشيخة: محمد بن موسى بن المتوكل عن على بن الحسين السعد آبادى عن احمد بن أبى عبدالله البرقى عن احمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى عن المثنى بن الوليد عن اسحاق بن يزيد. قلت: طريقه حسن بابن المتوكل وبالسعد آبادى.

٨٨

١٧١ - اسحاق بن غالب الاسدى(٢)

والبى(٣) عربى، صليب(٤)

____________________

(٢) ذكر السمعانى في الانساب ضبط الاسدس بفتح الهمزة وسكون السين المهملة بعدها الدال المهملة، وان النسبة إلى الازد، فبدلت السين من الزاى وهى افصح من الازد، والاسديون جماعة ينسبون إلى الاسد، وهو اسم عدة من القبائل.ويأتى انشاء الله في باب احمد ترجمة النجاشى للاسدى ما ينفع المقام.

(٣) بطن من بنى أسد، والنسبة إلى والبة بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن اسد بن خزيمة.

ذكره غير واحد، منهم السمعانى في الانساب، وذكر جماعة من الوالبيين المحدثين وغيرهم منهم بشر بن أبى حازم الشاعر الاسدى الوالبى.

(٤) خالص النسب في العروبة. وهم من بيت فيهم الشعراء لاهل البيتعليه‌السلام ، منهم:

١ - غالب بن بشر الاسدى: وعن ابن الاثير في النهاية عده في الصحابة.

٢ - بشر بن غالب بن بشر ابومالك الاسدى الكوفى: ذكر البرقى في اصحاب السجادعليه‌السلام ممن كان من اصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام : بشر بن غالب، وفى اصحاب الباقرعليه‌السلام ص ٨ ممن كان من اصحاب السجادعليه‌السلام بشر بن غالب الاسدى، وفى اصحاب الصادقعليه‌السلام ممن كان من اصحاب الحسن والحسين وعلى بن الحسينعليه‌السلام ص ٩: بشر بن غالب الاسدى.

وذكر الشيخ في اصحاب الحسينعليه‌السلام ص ٧٢: بشر بن غالب، وفى اصحاب السجادعليه‌السلام ص ٨٤: بشر بن غالب الاسدى الكوفى.

وذكر ابن ابى الحديد في الشرح ج ٤ ص ١٢٤٨ ٢٥٢ حديث دخول شبيب الكوفة وبعث الحجاج بشر بن غالب الاسدى في ألفى رجل لدفعه.

وذكر الذهبى في ميزان الاعتدال ج ١ ٣٢٢: بشر بن عالب الكوفى وقال: عن اخيه بشير بن غالب، وعنه الاعمش.قال الازدى متروك.وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ ٢٨ نحوه، ثم روى باسناد الازدى عن بشر بن غالب عن أخيه بشير بن غالب قال: قدمت على الحسن بن علىعليه‌السلام ، فسألنى عن بلدنا، الحديث.

ثم قال: وقال ابن حبان في الثقات: بشر بن غالب الاسدى يروى عن الحسن بن علىعليه‌السلام ، روى عنه ابن اشوع، وعبدالله بن شريك.ثم ساق ابن حبان نسبه إلى أسد بن خزيمة بن مدركة وقال: والظاهر ان هذا آخر غير الذى ذكره النسائى، اتفقا في الاسم، واسم الاب، والنسبة، وقد فرق بينهما ايضا الازدى ثم قال: وذكره ابوعمر والكشى في رجال الشيعة، وقال: عالم، فاضل، جليل القدر، وقال: روى عن الحسين بن علىعليه‌السلام ، وعن ابنه زين العابدينعليه‌السلام .اقول: وهذا الذى حكاه ابن ححر عن الكشى ممالا يوجد في الاختيار من رجاله الموجود في عصرنا، وكان في اصل رجاله الذى كان موجودا عند ابن حجر ويحكى عنه كثيرا، وقد ضاعت نسخه كضياع اكثر كتب الشيعة حسب الظروف القاسية.ثم قال ابن حجر: روى اخوه عبدالله بن غالب من رواية عقبة بن بشير عنه، والذى ذكره ابن حبان يحتمل ان يكون احدهما.وذكر قبله: بشر بن غالب الاسدى، وقال: عن الزهرى، قال الازدى: مجهول.وفى الكنى للنسائى حدثنا لوين، حدثنا حسين بن بسطام، حدثنى ابومالك بشر بن غالب بن بشر عن الزهرى عن مجمع بن جارية عن عمه، يرفعه: (لا دين لمن لا عقل له).قال النسائى: هذا حديث باطل منكر.قلت: واستفدنا منه كنيته، وتسمية جده.اقول: قد عرفت توثيق بشر بن غالب الاسدى من امام الجرح والتعديل عند العامة، وهو ابن حبان، كما عرفت اطرائه بالعلم والفضيلة وجلالة القدر من علم الاسلام وامام الجرح والتعديل عند الشيعة: ابوعمرو الكشى،=

٨٩

____________________

=فلا تبال بما ترى منم التضعيف والانكار عليه من متعصبى العامة عنادا وجهلا بالقول في الرجال رأيا وظنا بالسوء فيهم، افلا ترى ان امامهم النسائى قد تجرأ قولا في حديثه: هذا حديث باطل منكر، ولم يدر ان الحديث مطابق للقرآن الكريم اذ قال جل شأنه: ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون.يونس ١٠٠، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.الانعام ١٢٥ وانما العامة يضعفون من روى عن ائمة اهل البيتعليه‌السلام برواية المناكير وبالغلو والوضع بما اخلقته عصبياتهم الجاهلية وعدائهم للشيعة وائمتهمعليه‌السلام ، وقد اوضحنا الحق في ذلك في محله، وقد اكثر ابن ابى حاتم في كتابه الكبير في الجرح والتعديل تضعيف من ينتمى إلى اهل البيت برواية المناكير، وخباثه الرأى، بل بأعظم من ذلك اعتمادا على والده، المعاند للشيعة، المكثر في الوقيعة فيهم رأيا وظنا بالسوء تعصبا وجهالة.

٣ - بشير بن غالب الاسدى: قد عرفت حاله مما تقدم في أخيه: بشر.

٤ - جعفر بن غالب الاسدى: ذكره بعض اصحابنا في الرجال عن الصدوق، ولعله يتحد مع أخيه حفص.

٥ - حفص بن غالب الاسدى: روى الصدوق في باب الحيل من آداب القضاء من كتابه (من لا يحضره الفقيه) ج ٣ ١٢ ٢ عن عمرو بن شمر عن حفص بن غالب الاسدى قضاء الامام امير المؤمنينعليه‌السلام في زمن عمر.

٦ - عبدالله بن غالب، ابوعلى الشاعر الفقيه الثقة الاسدى.: ذكره النجاشى في مصنفى الشيعة ويأتى ذكره بترجمته.

٧ - اسحاق بن غالب الشاعر الثقة الاسدى الكوفى.

٩٠

ثقة(١) وأخوه عبدالله كذلك(٢) ، وكانا شاعرين(٣)

____________________

(١) كان اسحاق بن غالب كوفيا ذكره الشيخ وغيره، وقد وثقه النجاشى ايضا فيما يأتى انشاء الله في ترجمة اخيه عبدالله، قائلا: ثقة ثقة، واخوه اسحاق بن غالب.

(٢) اى وأخوه ثقة ايضا، كما يأتى توثيقه في ترجمته مستقلا، وترجمة اسحاق عطفا.

(٣) وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٦٨: اسحاق بن غالب الاسدى الكوفى، ذكره الكشى في رجال الشيعة وقال: كان شاعرا..قلت: وقد ذكرنا اسحاق وأخاه عبدالله في الشعراء من اصحاب ابى عبداللهعليه‌السلام في طبقات اصحابه.

٩١

رويا عن أبى عبداللهعليه‌السلام (١) له كتاب، يرويه عدة من اصحابنا، اخبرنا محمد بن على قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا سعد قال حدثنا محمد بن الحسين، وعبدالله بن محمد بن عيسى عن صفوان، عن اسحاق بن غالب(٢) .

١٧٢ - اسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك الاشعرى(٣)

قمى، ثقة.

____________________

(١) وذكره الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام (١٤٩) قائلا: اسحاق بن غالب الاسدى الكوفى.

كما ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٦٨ حكاية عن الكشى من اصحابه قائلا: وكان شاعرا، روى عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، روى عن صفوان.قلت: روى جماعة عن اسحاق بن غالب عن ابى عبداللهعليه‌السلام ذكرناهم في طبقات اصحابه، منهم: ابراهيم بن عبدالحميد، وصفوان بن يحيى، والحسين بن مهران، وعمرو بن ابى المقدام، والحسن بن محبوب.

(٢) طريق النجاشى إلى كتابه صحيح على كلام باحمد بن محمد بن يحيى وبمحمد بن على شيخ النجاشى.

(٣) هو اسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الاشعرى، الاتى ذكر نسبه في احمد بن محمد بن عيسى الاشعرى.وتقدم في ج ٢ ٢٤٧ من هذا الكتاب ترجمة الحسين بن محمد بن عمران الاشعرى، ذكر نسب الاشعريين، وايضا ذكر جماعة كثيرة من رواة الحديث من هذا البيت الرفيع، وعمومته وأبناء عمومته. كما يأتى انشاء الله ذكر ابن اخيه اسحاق بن آدم، واخويه ادريس وعيسى، ويأتى ايضا تكنية اسحاق بن عبدالله بأبى يعقوب.

٩٢

روى(١) عن ابى عبدالله(٢)

____________________

(١) روى اسحاق القمى عن أبى جعفرعليه‌السلام ، وذكره الشيخ في اصحاب الباقرعليه‌السلام (١٠٧ ٤٧).

وروى الصدوق في علل الشرايع ج ٢ ٤٨٩ باب ٢٤٠ عن ابن المتوكل، عن السعد آبادى، عن البرقى عن أبيه، عن عبدالله بن محمد الهمدانى عن اسحاق القمى قال: دخلت على ابى جعفر الباقرعليه‌السلام ، فقلت له: جعلت فداك أخبرنى عن المؤمن (الحديث بطوله، ويدل على معرفة اسحاق القمى وأدبه، إلى ان قال:) قلت: جعلت فداك قد أرى المؤمن الموحد الذى يقول بقولى، ويدين بولايتكم، وليس بينى وبينه خلاف يشرب المسكر الحديث.

(٢) وذكره البرقى(٢٨) والشيخ (١٤٩ ١٤٢) في اصحاب الصادقعليه‌السلام بعنوان: اسحاق بن عبدالله الاشعرى القمى. وروى الشيخ في التهذيب ج ١ ٦ والاستبصار ج ١ ٧٩ في الصحيح عن محمد بن أبى عمير عن اسحاق بن عبدالله الاشعرى عن أبى عبداللهعليه‌السلام ناقضية الحدث للوضوء.

وروى الكلينى في اصول الكافى ج ١ ٤٣ باب النهى عن القول بغير علم، عن على بن ابراهيم عن ابيه، عن ابن أبى عمير، عن يونس بن عبدالرحمان، عن ابى يعقوب اسحاق بن عبدالله عن ابى عبداللهعليه‌السلام قال: ان الله حض عباده بآيتين من كتابه الحديث وقد ذكرناه في اصحابهماعليهما‌السلام من كتابنا في الطبقات.

٩٣

وابى الحسنعليهما‌السلام (١) وابنه احمد بن اسحاق مشهور(٢) ، اخبرنا احمد بن عبدالواحد عن على بن حبشى عن حميد عن على بن بزرج عنه.(٣)

١٧٣ - اسحاق بن جندب ابواسماعيل الفرايضى (الفضايرى)

ثقة ثقة، روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، ذكره اصحابنا في الرجال(٤) ،

____________________

(١) روى الشيخ في التهذيب ج ٥ ١٧٢ و ١٧٣ و ٢٠٠ و ٢٩٠ وفى الاستبصار ايضا باسناده عن محمد بن سهل عن ابيه عن اسحاق بن عبدالله عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام تحديد حج التمتع إلى يوم التروية وص ٢٠٠ بهذا الاسناد عنهعليه‌السلام تمتع المقيم بمكة في حجه، وص ٢٩٠ ٩٨٥ ايضا عنه وظيفة من يخاف فوت الموقفين.

(٢) وتأتى ترجمته في باب احمد.

(٣) لم يصرح بكتابه لكن الظاهر ان الطريق انما هو إلى كتابه. وقال الشيخ في الفهرست(١٦): اسحاق القمى له كتاب، اخبرنا به احمد بن عبدون عن ابى طالب الانبارى عن حميد بن زياد عن احمد بن زياد الخزاعى عنه.قلت: طريق النجاشى اليه موثق بحميد واما ابن حبشى فهو وان لم يصرح بتوثيق الا ان التلعكبرى روى عنه، وطريق الشيخ فيه الخزاعى ولم يظهر حاله.

(٤) ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٥٩ وقال: ذكره النجاشى في رجال الشيعة، وقال: روى عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، روى عنه عبيس، و وصفه بالعبادة والتصنيف.

قلت: نسخ رجال النجاشى الموجودة خالية عن توصيفه الاسحاق هذا بالعبادة. وفى طريقه إلى كتابه: البصرى الذى لم يظهر حاله.

٩٤

له كتاب، رواه عنه عبيس وغيره، اخبرنا احمد بن عبدالواحد عن على بن حبشى عن حميد قال: حدثنا ابوجعفر احمد بن الحسن بن على البصرى عن عبيس عنه.

١٧٤ - اسحاق بن آدم بن عبدالله بن سعد الاشعرى القمى(١)

روى عن الرضاعليه‌السلام (٢) له كتاب يرويه جماعة، اخبرنا محمد بن على قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا ابى قال حدثنا محمد بن ابى

____________________

(١) تقدم في ترجمة عمه اسحاق بن عبدالله ذكره، وذكر نسبه، كما تأتى ترجمة أخيه زكريا بن آدم، وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٣٤٢ بترجمة قريبة مما في المتن ولكن قال: وله تصانيف.

(٢) ظاهر العبارة روايته عنهعليه‌السلام بلا واسطة كما تؤيده طبقته، ورواية محمد بن الحسين بن ابى الخطاب الذى روى عن الرضاعليه‌السلام وعده النجاشى في ترجمته كما تأتى، ممن يسكن بروايته، وقد تكون رواية محمد بن ابى الحسين عنه مشيرة إلى جلالته.واما رواية الشيخ في التهذيب ج ٢ ٢٧٨. والاستبصار ج ١ ٣٠٤ عن ابن محبوب عن محمد بن الحسين عن اسحاق بن آدم عن ابى العباس المفضل بن حسان الدالانى عن زكريا بن آدم عن ابى الحسن الرضاعليه‌السلام ، فلا تنافى رواية اسحاق بن آدم عنهعليه‌السلام بلا واسطة، فقد كثرت رواية اصحاب امام ومن روى عن امامعليه‌السلام عنه بواسطة او بواسطتين.

٩٥

الصهبان عن اسحاق به.(١)

١٧٥ - اسحاق بن محمد بن احمد بن ابان بن مرار بن عبدالله

يعرف عبدالله: عقبة، وعقاب بن الحرث النخعى، اخو الاشتر(٢) .

____________________

(١) كالصحيح باحمد، وروى الشيخ في الفهرست(١٥) كتابه عن ابن أبى جيد عن محمد بن ابى الصهبان عنه.

وطريقه ايضا صحيح بناء‌ا على وثاقة ابن ابى جيد، فانه من مشايخ النجاشى الثقات.

(٢) كان جده عبدالله بن الحرث النخعى الكوفى، اخو مالك الاشتر، من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام ذكره الشيخ، وقد ذكره ابن داود في القسم الثانى، وذكر فيه رواية الكشى، وهى اجنبية عنه، وقد حققناه عند ذكره في اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام من طبقاتنا الكبرى. ولعل في تعريف الاسحاق به وبأخوة جده للاشتر ايماء‌ا إلى مدحه. وتقدمت ترجمة ابنه ابراهيم بن اسحاق الاحمرى في هذا الشرح ج ١ ٢٧٤. (*)

٩٦

وهو معدن التخليط(١) .

____________________

(١) قال ابن الغضائرى: اسحاق بن محمد بن احمد بن ابان بن مرار، يكنى أبا يعقوب الاحمر، فاسد المذهب، كذاب في الرواية، وضاع للحديث لا يلتفت إلى ما رواه ولا يرتفع بحديثه، وللعياشى معه خبر في وضعه الحديث المشهور. وذكر الحلىرحمه‌الله في الخلاصة ص ٢٠١ كلام النجاشى وابن الغضائرى نحو ما تقدم وزاد: والاسحاقية تنسب اليه.

قلت: أما خبر الكشى ص ٣٢٩ عن العياشى فهو في اسحاق بن محمد البصرى ويأتى الكلام في تعددهما.

وقال في لسان لميزان ج ١ ٣٧٠ عن الحسن بن يحيى النوبختى بعد ذكر غلوه: قال: وعمل كتابا في التوحيد جاء فيه بجنون وتخليط. قلت: بل أتى بزندقة وقرمطة: انتهى.

وسمى الكتاب المذكور (الصراط) ونقضه عليه الفياض بن على بن محمد بن الفياض بكتاب سماه: (القسطاس).

اقول: لم يرد في رواية ان اسحاق هذا (معدن التخليط)، وليس ذلك امرا محسوسا يشهد فتعتبر روايته او يحكم بشهادته، وانما هو أمر محدوس اجتهادا من رواياته وكتبه، فينبغى للتحقيق فيه النظر إلى رواياته وكتبه.

اما رواياته:

١ - فروى الكلينى في الكافى ج ١ ٣٢٧ ٩ في النص على امامة ابى محمد الحسن العسكرىعليه‌السلام عن على بن محمد، عن اسحاق بن محمد، عن محمد بن يحيى بن درياب قال: دخلت على ابى الحسنعليه‌السلام بعد مضى ابى جعفر، فعزيته عنه، وابومحمدعليه‌السلام جالس فبكى أبومحمدعليه‌السلام ، فأقبل عليه أبوالحسنعليه‌السلام ، فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله.

ورواه المفيد في الارشاد عن ابن قولويه عن الكلينى نحوه.

٢ - وعنه عن اسحاق بن محمد عن ابى هاشم الجعفرى: قال كنت عند أبى الحسنعليه‌السلام بعد ما مضى ابنه ابوجعفر، وانى لافكر في نفسى اريد ان اقول: كأنهما اعنى أبا جعفر وأبا محمدعليهما‌السلام كابى الحسن موسى واسماعيل ابنى جعفر بن محمدعليه‌السلام ، وان قصتهما كقصتهما، اذ كان ابومحمدعليه‌السلام المرجا بعد ابى جعفرعليه‌السلام ، فأقبل على ابوالحسنعليه‌السلام قبل ان أنطق، فقال: نعم يا ابا هاشم ! بد الله في ابى محمدعليه‌السلام بعد ابى جعفرعليه‌السلام ما لم يكن يعرف له كما بداله في موسىعليه‌السلام بعد مضى اسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وان كره المبطلون، وابومحمد ابنى الخلف من بعدى، عنده علم ما يحتاج اليه، ومعه آلة الامامة.

ورواه الشيخ في الغيبة ص ١٢ في موت محمد في حيات أبيه نحوه عن سعد بن عبدالله الاشعرى عن أبى هاشم نحوه وفى آخره: والحمد الله. ورواه المفيد ايضا في الارشاد عن ابن قولويه الحديث.

قلت: آلة الامامة الكتب والسلام مما يختص بالامام ويوجد عنده كما في الروايات.

٣ - وعنه عن اسحاق بن محمد عن محمد بن يحيى بن درياب، عن أبى بكر الفهفكى قال: كتب إلى ابوالحسنعليه‌السلام : أبومحمد ابنى اصح (أنصح) آل محمد غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الاكبر من ولدى، وهو الخلف، واليه ينتهى عرى الامامة وأحكامها، فما كنت سائلى فسله عنه، فعنده ما يحتاج اليه. ورواه المفيد في الارشاد والطبرسى في اعلام الورى.

٤ - وعن على بن محمد الكلينى عن اسحاق بن محمد (النخعى. في الغيبة) عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال: كتب إلى ابوالحسنعليه‌السلام في كتاب: أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبى جعفرعليه‌السلام ، وقلقت لذلك، فلا تغتم، فان الله عزوجل (لا ضل قوما بعد اذ هديناهم حتى يبين لهم ما يتقون) وصاحبك بعدى ابومحمد ابنىعليه‌السلام وعنده ما تحتاجون اليه، يقدم ما يشاء الله=

٩٧

____________________

=ويؤخر ما يشاء الله (ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او ثلها)، قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذى عقل يقظان.

ورواه المفيد في الارشاد ص ٣٣٧ والشيخ في الغيبة ص ١٢١ وغيرهم بزيادة وتفصيل فليراجع.

٥ - وعن على بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن احمد العلوى، عن داود بن القاسم: قال سمعت ابا الحسنعليه‌السلام يقول: الخلف من بعدى الحسنعليه‌السلام ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلنى الله فداك؟ فقال: انكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمدعليه‌السلام . اقول: ولعل اسحاق هو المراد بمن ذكره.

ورواه ايضا مكررا في باب النهى عن الاسم ص ٣٣٢، ورواه الشيخ في الغيبة ص ١٢١ عن سعد عن محمد بن احمد العلوى الحديث.

٦ - وروى الكلينى ايضا في باب الغيبة ج ١ ص ٣٣٧ ٦ عن محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد، عن اسحاق بن محمد، عن يحيى بن المثنى، عن عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال معت ابا عبداللهعليه‌السلام يقول: يفقد الناس امامهم، يشهد الموسم، فيراهم ولا يرونه.

٧ - وروى الكلينى في باب الصلوة في الكعبة وفوقها ج ٣ ٢١، والشيخ ايضا في التهذيب ج ٢ ٣٧٦ ١٥٦٦ فيما يجوز لصلوة فيه عن على بن محمد عن اسحاق بن محمد عن عبدالسلام بن صالح، عن الرضاعليه‌السلام في الذى تدركه الصلاة وهو فوق الكعبة قال: ان قام لم يكن قبلة، ولكنه يستلقى على قفاه ويفتح عينيه إلى السماء ويعقد بقلبه القبلة التى في السماء البيت المعمور و يقرأ، فاذا اراد ان يركع عمض عينيه، اذا اراد ان يرفع رأسه من الركوع فتح عينيه، والسجود على نحو ذلك.

قلت: ورويا في الصحيح عن محمد بن مسلم عن احدهماعليهما‌السلام قال: لا تصل المكتوبة في الكعبة.

وفى الكافى: وروى في حديث آخر: يصلى في اربع جوانبها اذا اضطر إلى ذلك. و (ح) فالحديث ربما يحمل على النافلة.

٨ - وروى الكلينى في اصول الكافى ج ١ ١٥٥ باب الجبر والقدر والامر ببن الامرين عن على بن محمد، عن سهل بن زياد، واسحاق بن محمد و غيرهما رفعوه قال كان امير المؤمنينعليه‌السلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين الحديث بطوله، وهو في نفى الجبر والتفويض واثبات الامر بين الامرين.

فلاحظ وتدبر حتى تعرف كيف يكون اسحاق بن محمد معدن التخليط ومن اهل التفويض.

٩ - وروى الشيخ في التهذيب ج ٩ ٢٧٤ ٩٢٢ باب ميراث الاولاد عن محمد بن يعقوب (في الكافى ج ٢ ٢٥٨ والطبع الجديد ج ٧ ٨٤ باب علة كيف للذكر سهمان) عن على بن محمد، ومحمد بن ابى عبدالله، عن اسحاق بن محمد النخعى قال: سأل الفهفكى أبا محمدعليه‌السلام : ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين؟ فقال ابومحمدعليه‌السلام : ان المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة، انما ذلك على الرجال. فقلت في نفسى قد كان قيل لى: ان ابن ابى العوجاء سأل ابا عبداللهعليه‌السلام عن هذه المسألة فاجابه بهذا الجواب. فأقبل ابومحمدعليه‌السلام على، فقال: نعم هذه مسألة ابن ابى العوجاء، والجواب منا واحد اذا كان معنى المسألة واحدا، جرى لاخرنا مثل ما جرى لاولنا، واولنا وآخرنا في العلم سواء، ولرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولامير المؤمنينعليه‌السلام فضلهما.

١٠ - وروى الكلينى في اصول الكافى ج ٣٤٣ ٤ باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في امر الامامة عن محمد بن ابى عبدالله وعلى بن محمد عن اسحاق بن محمد النخعى، عن ابى هاشم داود بن القاسم الجعفرى قال كنت عند ابى محمدعليه‌السلام فاستؤذن لرجل من اهل اليمن عليه، فدخل رجل عبل، طويل، جسيم، فسلم عليه بالولاية، فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس، فجلس ملاصقا لى، فقلت في نفسى: ليت شعرى من هذا؟ فقال ابومحمدعليه‌السلام : هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التى طبع آبائىعليه‌السلام فيها بخواتيمهم فانطبعت، وقد جائها معه يريد ان اطبع فيها،=

٩٨

____________________

=ثم قال: هاتها، فأخرج حصاة وفى جانب منها موضع أملس، فأخذها ابومحمدعليه‌السلام ، ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فأنطبع، فكأنى أرى نقش خاتمة الساعة: (الحسن بن على)، فقلت لليمانى: رأيته قبل هذا قط؟ قال: لا والله وانى لمنذ دهر حريص على رؤيته، حتى كان الساعة أتانى شاب لست أراه فقال لى: قم فأدخل، فدخلت.

ثم نهض اليمانى، وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت ذريه بعضها من بعض، اشهد بالله ان حقك الواجب كوجوب حق امير المؤمنينعليه‌السلام والائمة من بعده صلوات الله عليهم اجمعين. ثم مضى، فلم اره بعد ذلك. قال اسحاق: قال ابوهاشم الجعفرى: وسألته عن اسمه؟ فقال: اسمى: مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن ام غانم، وهى الاعرابية اليمانية، صاحبة الحصاة التى طبع فيها امير المؤمنينعليه‌السلام والسبط إلى وقت ابى الحسنعليه‌السلام .

وروى الشيخ في الغيبة ص ١٢٢ عن سعد بن عبدالله الاشعرى عن ابى هامش الحديث نحوه.

وروى حديث الحصاة للحبابة الوالية قبل هذا الحديث، كما انه قد رواه الكلينى وساير مشايخنا بطرقهم كما في ابواب النصوص على امامتهم وفضائلهم وغرائب امرهم.

١١ - وروى ايضا ج ١ ٥٠٨ ٩ باب مولد ابى محمد العسكرىعليه‌السلام عن على بن محمد ومحمد بن ابى عبدالله عن اسحاق بن محمد النخعى قال حدثنى سفيان بن محمد الضعفى قال كتبت إلى ابى محمدعليه‌السلام اسأله عن الوليجة وهو قول الله تعالى (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليحة. التوبة ١٥)، قلت في نفسى لا في الكتاب: من ترى المؤمنين هيهنا؟ فرجع الجواب: الوليجة الذى يقام دون ولى الامر.

وحدثتك نفسك عن المؤمنين: من هم في هذا الموضع، فهم الائمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم.

١٢ إلى ٢٤ - وروى ايضا في هذا الباب بعد الحديث المتقدم اثنى عشر حديثا في معجزاتهعليه‌السلام منها ما رواه (١٠) عن اسحاق عن ابى هاشم الجعفرى حديث شكايته عن ضيق محبسه إلى ابى محمد العسكرىعليه‌السلام وفيه ظهور معجزاتهعليه‌السلام ، كما روى في الخبر ١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٥، ١٦، ١٧، ١٨، ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢ معجزات كثيره عن الامام ابى محمد الحسن بن على العسكرىعليه‌السلام فمن اراد فليراجع.

وقد روى الشيخ الطوسى في كتاب الغيبة جملة من معجزاته ص ١٢٢، وان شئت فلاحظ بحار الانوار ج ٥٠ من ص ٢٣٩ إلى ص ٣٣٦.

٢٥ - ما رواه في الكافى ج ٥ ٩٤ ١٠ باب الدين من كتاب المعيشة عن على بن محمد، عن اسحاق بن محمد النخعى، عن محمد بن جمهور، عن فضالة، عن موسى بن بكر قال: ما احصى ما سمعت ابا الحسن موسىعليه‌السلام ينشد:

فان يك يا اميم على دين

فعمران بن موسى يستدين

٢٦ - ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج ٦ ٣٧٨ في ترجمة اسحاق بن محمد بن احمد بن ابان ابى يعقوب النخعى الاحمر قال اخبرنى عن محمد بن احمد بن رزق عن محمد بن عبدالله بن ابراهيم الشافعى حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبيد بن الهيثم حدثنا اسحاق بن محمد بن احمد، ابويعقوب النخعى حدثنا عبدالله بن الفضل بن عبدالله بن ابى الهياج بن محمد بن ابى سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب، ابومنذر الكلبى عن ابى مخنف لوط بن يحيى، عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد النخعى قال: اخذ بيدى امير المؤمنين على بن ابيطالبعليه‌السلام بالكوفة، فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال لى: يا كميل ان هذه القلوب أوعية، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عنى ما اقول لك: الناس ثلثة، عالم ربانى، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أنباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.يا كميل بن زياد ! العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق.=

٩٩

____________________

=يا كميل بن زياد ! محبة العالم دين يدان، تكسبه الطاعة في حياته، و جميل الا حدوثة بعد وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله، العلم حاكم والمال محكوم عليه.

يا كميل ! مات خزان الاموال وهم احياء والعلماء باقون ما بقى الدهر، اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة، الا ان هيهنا وأشار إلى صدره لعلما جما لو اصبت له حملة، بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا..

وذكر الحديث كذا في اصل ابن رزق، وذكر لنا: ان الشافعى قطعه من هيهنا فلم يتمه.

اذا عرفت هذا نقول: ان ما اشتملت عليه هذه الروايات من الفضائل لال محمد صلوات الله عليهم اجمعين مما قد تطابقت عليه ظواهر جملة من الايات والروايات بل النصوص المتواترة اجمالا مع صحة أسانيد كثير منها وقامت عليه ضرورة المذهب كما لا يخفى على اهل اللب والمعرفة، وان جهلها القاصرون او انكرها المعاندون الظلمة وقد رواها مشايخ الشيعة وأعلام الطائفة، واعيان ثقاة الرواة ومن لا يطعن عليه في الحديث والرواية.

كما قد استقر رأى الطائفة عولا على الايات الظاهرات والروايات المأثورات على عصمة الانبياء وسيدهم محمد وآله الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين واختصاصهم بعلم الله بموهبته وارتضائهم لغيبه واجتبائهم لفضله وكرمه وأنه اظهرهم الله تعالى بارادته على الضمائر وأوقفهم على الخفايا والسرائر وعلمهم ما لا يعلمه الناس واكرمهم باجابة دعائهم وسخر لهم البر والبحر والدواب والطير والجن والانس، والان لهم الحديد وأبرد لهم النار وجعلها لهم سلاما وفلق لهم البحر وأغاض لهم الماء وجعل لهمعليه‌السلام غير ذلك من الايات الباهرات. أفينكر البغدادى وابنا الجوزى وحجر وأضرابهما او يشك في اصل امكان صدور الايات وظهورها من البشر فكيف ينكر ما هو ثابت للانبياء بضرورة الكتاب؟ ! أو ينكر ثبوتها لمحمد وآلهعليه‌السلام وقد تطابقت الايات و الروايات على فضلهم وان لهم ما للانبياءعليه‌السلام ؟ ! أو ينكر ثبوتها لابى محمد العسكرىعليه‌السلام وهو أحدهم وبقية آل ابراهيم ووالد خاتمهم صلوات الله عليهم؟ ! او ينكر رواية مثلها من اسحاق الاحمرى؟ ! ولتحقيق ذلك محل آخر يوجب التعرض له تفصيلا الخروج عن وضع الكتاب الا انه لا بأس بالاشارة اليه لعموم الفائدة.

ازاحة الشكوك في روايات النخعى

واذ بلغ الامر إلى هذا نقول: ان ما اعجب الطاعن وأرا به بل اوقعه في الشك وسوء الظن ثم ألجاه إلى الانكار عليه، بل رميه له بالغلو والكذب، والافتراء، بل بالزندقة والكفر، والخروج عن الملة والدين ان كان هو الوجه الاول وانكار اصل امكان صدور الايات وظهورها من غير الله جل شأنه، وأن ليس لغيره تعالى العلم بما لا يشهده او يحجب عنه، كما انه ليس له التصرف فيما ليس تحت سلطانه بلا توسط دعاء او مسألة ممن يقدر عليه، فهل هذا الا كفر بالله تعالى وبما انزله على رسله.

أو ليست آيات القرآن الحكيم شهادات على وقوع امثاله من كثير ممن اجتباه الله وارتضاه وأصطفاه من أنبيائه ورسله وأوصيائهمعليه‌السلام ؟ ! فقد كانت الملائكة والجن تتصرف باذن ربها في الاشياء فانظر اذ عدت الملائكة صافات زاجرات تاليات متوفيات للانفس، وهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وكانت الجن والشياطين ممن سخرها الله تعالى لسليمان بن داودعليهما‌السلام فيعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل و جفان كالجواب وقد ورراسيات وغير ذلك مما تحير القول فيه، وكل ذلك فضلا منه تعالى كما قال له (هذا عطاؤنا فامن او امسك بغير حساب. ص ٣٩).

واذ سخر لسليمان الريح عاصفة تجرى بامره إلى الارض التى بارك الله لها وسخر له الريح تجرى بأمره رخاعا حيث اصاب وسخر له الريح غدوها شهر و رواحها شهر، فلاحظ آيات سور ص ٣٦، والانبياء ٨١، وسبا ١٢. واذ سخر الله تعالى لسليمان القطر حيث اساله فقال تعالى: (وأسلموا له عين القطر.. سبا ١٢).

كما انه تعالى قد علم داود وسليمان منطق الطير والنمل، وآتاهما من كل شيئ فضلا مبينا حيث قال: وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيئ ان هذا لهو=

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543