نظرات حول الإعداد الروحي

نظرات حول الإعداد الروحي0%

نظرات حول الإعداد الروحي مؤلف:
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 326

نظرات حول الإعداد الروحي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد مهدي الآصفي
تصنيف: الصفحات: 326
المشاهدات: 90754
تحميل: 5302

توضيحات:

نظرات حول الإعداد الروحي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 326 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90754 / تحميل: 5302
الحجم الحجم الحجم
نظرات حول الإعداد الروحي

نظرات حول الإعداد الروحي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

هذا الحب ، ويتفرّع إلى معاني أُخرى بسبب ارتباطها باللّه ، بنحوٍ من أنحاء الارتباط

ويرتكز حب اللّه في نفس المؤمن على أوسع المرتكزات النفسية ، وأوثقها وهي اثنتان :

١ - حب الذات. وحب الذات أمرٌ فطري في الإنسان بمعنى أنّ الإنسان مجبول على حبّ ذاته وهو حُبٌّ يمتدّ وينبسط على خالق الذات ، والمنعم عليها ، ومن يمدّها بالنعم صباحاً ومساء. ومن هنا جاء في الحديث عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

( أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب اللّه )

٢ - حب الكمال والجمال ، وهو حبٌ آخر جبل عليه الإنسان ، غير حب الذات. واللّه سبحانه منتهى الجمال ، والكمال ، والصفات الحسنى كلّها له

من عطاء الحب الإلهي

ولحب اللّه تعالى آثار كبيرة على شخصية الإنسان المؤمن :

١ -الأثر العملي : وهو الطاعة والاستقامة على خط اللّه تعالى في الحياة.

( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ

١٦١

اللَّهُ ) ( آل عمران/٣١ )

وفي المعاني للصّدوق عن الصادقعليه‌السلام قال : ( ما أحبّ اللّه مَن عصاه )

ثمّ تمثّل بقوله :

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه

هذا لعمري في الفِعال بَديع

لو كــان حُبّك صادقاً لأطعته

إنّ المُحبّ لمن أحبّ مطيعُ

وفي مناجاة المحبّين للسجّادعليه‌السلام : ( إلهي مَن ذا الذي ذاق حلاوة محبّتك فرام منه بدلاً ، ومَن ذا الذي انس بقربك فابتغى عنك حولاً ) ، وفيها أيضاً : ( يا منى قلوب المشتاقين ، ويا غاية آمال المحبّين ، أسألك حبّك وحبّ من يحبك ، وحب كلّ عمل يوصلني إلى قربك ، وأنْ يجعلك أحبّ إليّ ممّا سواك ، وأنْ يجعل حبّي إيّاك قائداً إلى رضوانك ، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك )

وفي قصة مصعب بن عمير ، وهو أحد المؤمنين الذين تربّوا على يد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان فتى مترفاً في بيت مرفه ، يصفه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله - كما في الرواية - ما رأيت بمكّة أحسن لمّة ، ولا أرقّ حلقة ، ولا أنعم من مصعب بن عمير ، في هذه القصّة : إنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله رآه بعد ذلك وعليه جِلد كبش من أثر الحرمان في اللّه ، ومِن أجل اللّه تعالى ، فقال : ( انظروا إلى هذا الذي نوّر اللّه قلبه ، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيَب الطعام ، والشراب ، ولقد رأيت عليه حلّة ( ثوباً ) شراها بمِئتي درهم فدعاه حب اللّه ، ورسوله إلى ما ترون )

١٦٢

٢ - الأُنس باللّه ورسوله في الوحدة. والأُنس بعبادة اللّه تعالى في الأيّام المعتادة وأيام الوحدة ، والغربة من أهمّ آثار أو أُسس حبّ اللّه تعالى وقد كانت عبادة اللّه تعالى قرّة عين الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمةعليهم‌السلام من بعده

وقد كانواعليهم‌السلام عندما تحدّد ممارساتهم الاجتماعية ، وصلاتهم بالناس يأنسون بالصلاة ، وتلاوة القرآن الكريم ويملأون كل أوقاتهم بالعبادة ، والصلاة ، أُنسا بربهم ، وحبّاً ، وعبودية

بل نلاحظهم أنّهمعليهم‌السلام وإنْ كانوا يؤدّون واجبهم في العمل الاجتماعي ، ويعملون تخطيطاً وجهوداً من أجل قضية الإسلام ، يتمنّون لو أتاحت لهم الظروف أنْ يتفرّغوا للعبادة والالتقاء المباشر باللّه تعالى ، وليس في هذا غض وإقلال من قيمة وشأن العمل الاجتماعي ، والجهاد في سبيل اللّه ولكن المؤمن يأنَس باللّه تعالى ، وعبادته المباشرة من سجود وركوع ، وذكره أكثر ممّا يأنس بالممارسات الاجتماعية والاختلاط مع الناس

وفي الرواية : أنّ موسى بن جعفرعليه‌السلام كان كثيراً ما يُسمع في دعائه - عندما كان في السجن - يقول :

( اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أنْ تُفرّغني لعبادتك ، اللهمّ وقد فعلت فلك الحمد )(٥)

وكانعليه‌السلام مشغولاً يُحيي الليل كلّه صلاةً ، وقراءةً للقرآن ، ودعاء ، واجتهاداً ، ويصوم النهار في أكثر الأيّام ، ولا يصرف وجهه عن المحراب(٦) .

ويرد الكلام نفسه ، وإنْ كان بصيغةٍ أخرى عن الحسن العسكريعليه‌السلام ففي الخبر : (دخل العبّاسيون على صالح بن وصيف ، عندما حبس أبو محمد عليه‌السلام فقالوا له : ضيّق عليه ولا توسّع فقال لهم صالح : ما أصنع به

١٦٣

وقد وكّلت به رجُلين شرّ مَن قدرت عليه ، فقد صارا من العبادة ، والصلاة والصّيام إلى أمرٍ عظيم ثمّ أمر بإحضار الموكلين به

فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل فقالا : ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة ، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملك من أنفسنا )(٧)

وهذا علي بن الحسينعليه‌السلام الذي كانت ظروفه لا تسمح له بالعمل الاجتماعي المكشوف بحال من الأحوال ، فأتاحت له شيئاً مِن الوحدة والتفرّغ ، سجّل لنا تاريخه أروع درجات الأُنس والتوجّه والشوق إلى اللّه تعالى. فكان من أدعيته ما تقرأه في الصحيفة قطعاً من قلبه الخاشع ، وروحه المتحفّزة وأُنسه باللّه تعالى العلي العظيم

وكان من عبادته ما حكاه أبو عبد اللّهعليه‌السلام من دخول الباقرعليه‌السلام :

( فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد ، فرآه قد اصفر لونه من السهر ، ورمضت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته وانحرف أنفه من السجود ، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصّلاة. وقال أبو جعفرعليه‌السلام فلم أملك - حين رأيته بتلك الحال - البكاء - فبكيت رحمة له )

هكذا روي عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام في الوسائل - أبواب مقدّمات العبادات ب ٢٠ -)

٣ - حب الرسالة والعمل من أجلها ، فمن شؤون حبّ اللّه تعالى حبّ دينه الذي شرعه للناس لينهجوه في هذه الحياة ، وحبّ تقدّم الناس نحو هذه الرسالة ، وتطبيقهم لها وحبّ الإسلام والرسالة الإسلامية يكون على نحوين :

١٦٤

أ -حب الرسالة والعمل من أجلها باعتبار أنّها تحقّق للإنسان سعادته ، وتتمثل فيها كافّة المصالح الإنسانية أو أحبّها باعتبار اقتناع الإنسان بها ، وكونها جزءاً من شخصيته وكيانه ، أو باعتبارها من دين الآباء ، وما شاكل ذلك من الشؤون والاعتبارات التي لا يكون فيها أيّ نحو من الارتباط باللّه تعالى ، وليس لهذا الحبّ والعمل قيمة من وجهة نظر الأخلاقية الإسلامية ، ولا يُعتبر من المعاني التي يتشكّل منها وجدان الإنسان المسلم ، وإنما هو من قبيل حبّ أيّ إنسان لعقيدته ، وقومه أو وطنه ، وأمثالها من المعاني التي يضحّي بعض الناس بمصالحهم الشخصية في سبيلها ، وتعتبر توسّعاً لدائرة الذات ، والمصلحة الشخصية .

ب -حب الإسلام ، لأنّه دين اللّه تعالى وإرادته التي يجب أنْ تطبق في الأرض. وهذا هو الحب الذي ينبع عن حب اللّه تعالى ويتفرّع عنه ، ويعتبر أثراً من آثاره في الحياة النفسية ، والعملية للإنسان المسلم ، ويقابل هذا الحب بغض الانحراف وإنكار المنكر في القلب. كما سوف يأتي إنْ شاء اللّه تعالى .

ومن آثار حب اللّه تعالى ، الزهد في الدنيا ، ومن آثاره أيضاً حب المؤمنين.

هوامش

___________________

(١) - أعلام الورى للطبرسي ص ٩٧ - ٩٨

(٢) - نهج البلاغة نص رقم / ٤٨ تعليق صبحي الصالح

(٣) - البقرة / ٤٨

(٤) - سورة التوبة / ٢٤

(٥ و٦) - الإرشاد للشيخ المفيد ص ٣٣٧ - ٣٣٨

(٧) - الإرشاد للشيخ المفيد ص ٣٣٨ - ٣٨٩

حب المؤمنين أو الحب في اللّه

عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال : قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

( وُدّ المؤمن للمؤمن في اللّه مِن أعظم شعب

١٦٥

الإيمان ، إلا ومَن أحَب في اللّه ، وأبغض في اللّه ، وأعطى في اللّه ، ومنع في اللّه ، فهو مِن أصفياء اللّه )

وعن عليّ بن الحسينعليه‌السلام قال :

( إذا جمع اللّه عزّ وجل الأولين والآخرين قام منادٍ فنادى ليَسمع الناس فيقول : أين المتحابّون في اللّه ؟ قال : فيقوم عنقٌ من الناس فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنّة بغير حساب )

وعن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : ( كلّ مَن لم يُحبّ على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له )(٨)

إنّ حب المؤمنين نتيجة طبيعية لحب اللّه تعالى ؛ لأنّهم مرتبطون باللّه بأسمى معاني الارتباط ، وحب الشيء ينبسط وينسحب على ارتباطاته ، ومتعلّقاته

أمرّ على الدّيار ديار سلمى

أُقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حُبّ الدّيار شغفن قلبي

ولكن حبّ من سكن الديّارا

وينتج حبّ المؤمنين من جهة أخرى من التجانس في العلاقة باللّه

١٦٦

تعالى ، والعقيدة والحياة في عالم يغترب فيه المؤمنون الحقيقيون ، والإنسان يألف مُجانسه ، ومُماثله

ويفرز تحابّ المؤمنين فيما بينهم وينمّيه الخُلق الإسلامي من الأدب ، والاحترام ، والتزاور ، والتكافل. وغير ذلك من التعامل الذي يهدف الإسلام من التشجيع عليه توثيق الصلة بين المؤمنين ، وتركيز علاقتهم العاطفية

إنّ حياة المؤمنين فيما بينهم هي حياة الحب ، والأُنس ، والانفتاح ، والاحترام ، والتواضع. فلا حِقد ، ولا بَغضاء ولا كراهية ، ولا انقباض. هي حياة ملؤها الرحمة ، والحنان ، والعطف لا تشوبها شائبة من غلظةٍ ، وجفاءٍ ، وقطيعة

وقد نلاحظ في حياتنا اليومية بعض المؤمنين الذي يتنافرون ، بسبب اختلافهم في الرأي حول قضية إسلامية ، فتشيع بينهم العداوة والتحاقد ، والعياذ باللّه ، إنّ هؤلاء لم يعرفوا حدود الأخوة الإيمانية ، ومستلزماتها. ولم يعوا بعد ، أنّ اختلاف الرأي لا يفسد للحب قضية ، وأنّ لكلّ مجتهد أجرين ، إنْ أصاب أجر وإن أخطأ أجر ، وأنّ حياة الإيمان ، والوحدة الروحية بين المؤمنين أهمّ بكثير من الموقف الفلاني الذي يؤمن به أحدهما ، ويكفر به الآخر ، حتى ولو كان هذا الموقف صحيحاً

وقد نلاحظ في حياتنا اليومية أيضاً بعض المسلمين الذين يتنافرون بسبب مصالح شخصية - قد تظهر بمظهر ديني - فيحقد أحدهما على الآخر بسبب أنّه أخطأ في حقّه ، أو نقده أو نصحه بأسلوبٍ حاد ، أو زاحمه على

١٦٧

مركزه ، أو لم يتابعه في رأيه ، وغير ذلك من الأسباب السخيفة

إنّ المؤمن يتجاوز الخطيئة ، ويكظم الغيظ ، ويغفر زلاّت إخوانه ، ويتغاضى عن سيّئائهم. أوَليس أخلاق المؤمن من أخلاق اللّه ؟ ومَن راجع النصوص الواردة عن أهل البيتعليه‌السلام في إخوة المؤمنين ، وحقوق الإخوة ، وجَد فيها ما يقصم الظهر. وسنأتي على ذكر الكثير منها إنْ شاء اللّه تعالى في القسم الثالث من هذا الكتاب ويكفينا هنا أنْ نذكر بعض هذه النصوص :

عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : ( قال اللّه عزّ وجل : ليأذن بحربٍ مني مَن آذى عبدي المؤمن )

وعنهعليه‌السلام عن أبيه : ( أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أنْ يواخي الرجل على الدين ، فيحصي عليه عثراته ، وزلاّته ليُعنّفه بها يوماً ما )

وعنهعليه‌السلام : ( مَن روى على أخيه المؤمن رواية يُريد بها شينه ، وهدم مروّءته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه اللّه تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان )

( وإذا اتهم المؤمن أخاه انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء )

وعن أبي جعفرعليه‌السلام : ( أيما مسلم أتى مسلماً زائراً أو طالب حاجة ، وهو في منزله ، فاستأذن له ولم يخرج إليه لم يزل في لعنة اللّه حتى يلتقيا )

وأخيراً عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : ( إذا غاب المؤمن فأحفظه في غيبته ، وإذا شهد فزره ، وأجلّه وأكرمه ، فإنّه منك ، وأنت منه ، فإنْ كان عليك عاتباً ، فلا تفارقه حتى تسأل سميحته ، وإنْ أصابه خير فاحمد اللّه ، وإنْ ابتلي فاعضده ، وإنْ تمَحَّل له فاعنه ، وإذا قال

١٦٨

الرجل لأخيه : أف ، انقطع ما بينهما من الولاية ، وإذا قال : أنت عدوّي كفَر احدهما ، فإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء)(٩)

المشاركة الوجدانية

والمشاركة الوجدانية هي ، أنْ يكون المؤمنون في حالة من التعاطف والانسجام الوجداني ، وكأنّهم مشتركون في وجدانٍ واحد ، ومِن هنا إذا تألّم واحد منهم تألّم الآخرون ، وإذا فرِح فرح له الآخرون ، وهكذا في الحزن والهمّ والسرور

وفي المشاركة الوجدانية لا يفقد الفرد المؤمن شخصيته الفردية ضمن المجموع المركّب من المؤمنين ، وإنّما يوسّع من دائرة روحه الاجتماعية. وارتباطه النفسي بإخوته في اللّه تعالى

وقد قرأنا فيما سبَق بصدد المشاركة الوجدانية روايتين :

١ - عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام ( إنّما المؤمنون بنو أبٍ وأم ، وإذا ضرب على رجلٍ منهم عِرق سهَرَ له الآخرون )

٢ - وعنهعليه‌السلام ( المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذا اشتكى شيئاً منه وجَد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روحٍ واحدة ، وأنّ روح المؤمن لأشدّ اتصالاً بروح اللّه من اتصال شعاع الشمس بها )( راجع الروايتين في الأصول - ج ٢ ص ١٦٥ - ١٦٦ ).

١٦٩

خوف اللّه ورجاؤه وتعلق القلب به

قد تجد الكثير من الناس الذين يتّسمون بالإيمان ، يتلهّون عن اللّه تعالى ، ويشدّون قلوبهم إلى غيره ، يخافون مِن الأرض ولا يخافونه ، ويرجون الدنيا وزخارف الحياة ، ولا يرجون رزقه أو نعيمه ، ولا يستشعرون عندما يذكرون الله تعالى لا خوفاً ولا رجاء ولا خشية ولا خشوعاً ، وإنّما هي كلمةٌ تجري على اللسان ، وفكرة تمرّ على الخاطر ثمّ ينزاحا ليحلّ محلّهما الثرثرة وأحلام وهموم الدنيا ، قد تتلمّس قلبك أحياناً فلا تجد فيه عند ذكر اللّه إيماناً ، ولا كفراً ولا خوفاً ولا رجاء

غير أنّ المؤمن يعرض لنا في كتاب اللّه تعالى ، وكلمات المعصومين من خلفه في صورة أُخرى

١ - يعرض لنا قلب المؤمن رقيقاً حسّاساً مرهفاً. يتأثّر ويتحرّك وينفعل ، ويخشى ويخاف ويتطلّع

وليس كومة لحم هامدة غليظة قاسية.( لمّتان : لمّةٌ مِن الشيطان ، ولمّة من المَلَك فلمّة الملك : الرقّة ، والفهم ، ولمّة الشيطان : السهو ، والقسوة )

( يا موسى ، لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب منّي بعيد )

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )(١٠)

١٧٠

٢ - هذه الرقة في القلب هذه الحساسية. والانفعال بكلّ معانيه وأشكاله مرتبطة في قلب المؤمن باللّه تعالى وليس بالمنصب الشخصي ، ولا بالمركز الاجتماعي والمال. ولا من القوم والعشيرة وغير ذلك من المعاني الدنيوية. الكثيرة التي تتعلّق قلوب الناس بها ، فتنفعل بحركتها وتنعكس عليها تقلّبات هذه المعاني وأضرابها ، ولنأخذ الآن أشكال تعلّق قلب المؤمن باللّه تعالى

١ - رجاء اللّه تعالى في النوائب. عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي ، لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل من النّاس غيري باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة عند النّاس ، ولأنحينّه مِن قُربي ، ولأبعدنّه من فضلي. أيؤمّل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ؟ ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب ، وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني ؟

فمَن ذا الذي أمّلني لنائبة فقطعته دونها ؟ ومَن الذي رجاني لعظيمةٍ فقطعت رجاءه منّي ؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة ، فلم يرضوا يحفظني وملأت سماواتي ممّن لا يمل من تسبيحي ، وأمرتهم أنْ لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي ، فلم يثقوا بقولي ألم يعلم من طرقَته نائبة من نوائبي ، أنّه لا يملك أحد كشفها غيري إلاّ من بعد إذني ، فما لي أراه لاهياً عنّي ؟ أعطيته بجودي ما لم يسألني ثمّ انتزعته منه فلم يسألني ردّه وسأل غيري ، أبخيلٌ أنا فيبخّلني عبدي ؟ أوَليس الجود والكرّم لي ؟ أوَليس العفو والرحمة بيدي ؟ أوَليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني ؟ أفلا يخشى المؤمّلون أنْ يؤمّلوا غيري ؟ فيا بؤساً مِن القانطين مِن رحمتي ويا بؤساً لِمن

١٧١

عصاني ولم يراقبني )(١١)

عن الصادقعليه‌السلام كان فيما أوصى به لقمان لابنه أنْ قال : ( يا بني ، خف اللّه خوفاً ، لو جئته ببرّ الثقلين خفت أنْ يعذّبك اللّه وارج اللّه رجاء ، لو جئته بذنوب الثقلين رجوت أنْ يغفر اللّه لك )

وعنهعليه‌السلام : ( كان أبي يقول : ليس من عبدٍ مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران : نور خيفة ، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد هذا على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا )

وعنهعليه‌السلام : ( ارج اللّه رجاء لا يجرئك على معصيته ، وخف اللّه خوفاً لا ييئسك من رحمته )(١٢)

إنّ كلاً من الرجاء والخوف لو أُخذا منفصلين أحدهما عن الآخر ، لأثر هذا على سلوك الإنسان المسلم تأثيراً سلبياً - كما يبدو ذلك من هذا النص وغيره ؛ لأنّ الرجاء بلا خوف يجرى على المعصية ، والخوف بلا رجاء يُيئس من رحمة اللّه تعالى ، وسلوك اليائسين سلوك منحرف والإنسان يعمل لآماله العريضة ، ورجائه باللّه تعالى أنْ يثيبه وينجيه من عذاب اليم.

٢ - خشية اللّه تعالى. والخشية هي الانفعال المأخوذ بعظمة اللّه تعالى وهيبته

( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ )

١٧٢

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

٤ - الأنس باللّه تعالى ، والرضا بقضائه ، وعدم الجزع والضيق والسخط من قضاء اللّه تعالى وقدره.

هوامش

___________________

(٨) - أُصول الكافي ج ٢ ص ١٢٥ - ١٢٧

(٩) - اصول الكافي ج ٢ موارد متفرقة

(١٠) - سورة الحديد / ١٦

(١١) - الوسائل جهاد النفس باب ١٢ ص ١٦٧ - ١٦٨

(١٢) - الوسائل جهاد النفس باب ١٣

١٧٣

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

٤ - الأنس باللّه تعالى ، والرضا بقضائه ، وعدم الجزع والضيق والسخط من قضاء اللّه تعالى وقدره

من آثار تعلّق القلب باللّه تعالى

من آثار تعلّق وربط القلب باللّه تعالى في خوفه وتطلّعه وخشوعه وحركته الوجدانية. الانقطاع عن معاني الدنيا ، والتسامي على قيمها وأشياءها. والقلب الذي لم ينشد إلى اللّه في انفعالاته وحبّه ، من الطبيعي أنْ ينشد إلى معاني الجاه والمال ، ويرجو الناس ويخافهم ، ويكون قلبه كريشة في مهب الريح ، تتذبذب وتتقلّب ، وتتحرّك ، متأثّرة بأبسط التغيّرات التي تحدث في عالم المعاني الدنيويّة فإذا أصابه الخير كان منوعاً ، وإذا أصابه الشرّ كان جزوعاً همه لا ينقطع ، وقلقه لا ينتهي بحال

ومن هنا جاء عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : ( إنّ القلب إذا صفا ضاقت به الأرض ، حتى يسمو ) و ( مَن عرف اللّه خاف اللّه ، ومَن خاف اللّه سمت نفسه عن الدنيا ) ، ( وإنّ حب الشر ، والذكر لا يكون في قلب الخائف الراهب ) ، وفي الآثار من حديث قدسي : ( لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل من الناس غيري باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة عند الناس )

الرضا بقضاء اللّه وقدره

هذه الحياة بما فيها من أشياء ، وحوادث هي محل رضا الإنسان المؤمن ؛ لأنّ الإنسان إذ يرتبط بعلاقة الحب مع اللّه تعالى ، فإنّه يرضى بكل

١٧٤

ما يصدر عنه تعالى من مخلوقات وحوداث. وقد عدّ الرضا بالقضاء والقدر من أهم صفات الإنسان المؤمن وعناصر إيمانه ، وأكّد عليه في النصوص تأكيداً بالغاً. وهو بلا شكّ ذو أهميّة عظيمة في الحياة ، ويشكل ميزة للإنسان المؤمن على الإنسان الكافر أو الإنسان الذي لا يعيش قضية الإيمان

فالأشياء والحياة ، وحوادث الطبيعة كما هي محط خلاف بين الإنسان المسلم ، والإنسان الجاهلي المادي من الناحية الفكرية والعقائدية. كذلك هي محطّ خلاف بينهما من الناحية النفسية. كيف نتعامل مع الحياة وحوادث الحياة ؟ هل نعيشها برضا ، وقناعة وابتسام ، وانفتاح ، أو نعيشها ضيقاً وضنكاً ، وجزعاً ، وسخطاً ؟

إنّ المؤمن يعيش هذه الحياة الدنيا بالرضا والقناعة والابتسام والانفتاح ، ويتعامل مع حوادث الطبيعة كانسان متعاطف منسجم قانع. وينطلق المؤمن في ذلك من أمرين يرجعان إلى أنّ كل ما في هذا الكون من أشياء وظواهر ، وأحداث فهو مِن صنع اللّه(١) علاقة الحبّ باللّه تعالى. التي تقتضي من الإنسان المسلم الذي يحب اللّه تعالى أنْ يرضى بأفعاله ، ومخلوقاته ، وكل ألوان التدخّل منه تعالى في هذا العالم الفسيح(٢) إيمان المسلم بأنّ كل ما في هذا الكون من أشياء ، وكلّما يقع فيه من حوادث خاضع للتقدير ، هادف للحكمة ويوجد وراءه هدف مرسوم ، وغرض ، وقصد في صالح الكون والحياة

هوامش

__________________

(١) - الدنيا بمعنى الحياة المحدودة للإنسان على وجه الأرض ، وينظر الإسلام إليها على أنّها مرحلة من مراحل الحياة. ومخلوقة من أجل الفتنة ، وتأكيد فعالية الإنسان في الأرض ونعمة من نعم الله

(٢) - الدنيا بمعنى الأشياء التي تقع محطّاً لأغراض الناس كالمال والبنين والنساء والقناطير المقنطرة وكذلك الأوضاع كالأمن ، والراحة ، وما شاكل ذلك وهذه معان يؤمّنها التشريع الإسلامي للإنسان ويشجّعه على تناولها والسعي لها ، وإنْ كان يقوم بعملية تنظيم تشريعية من أجل تحديد هذا السعي وتنظيمه

١٧٥

عن الصادقعليه‌السلام :

( إنّ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزّ وجل )

وعنهعليه‌السلام :

( عجِبت للمرء المسلم لا يقضي الله عزّ وجل له قضاءً إلاّ كان خيراً له ، وإنْ قُرّض بالمقاريض كان خيراً له ، وإنْ ملَك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له)(١٣)

وعن أبي جعفرعليه‌السلام :

( أحق خلق الله أنْ يسلّم لما قضى الله عزّ وجل ، مَن عرف الله عزّ وجل ، ومَن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره ومَن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره )

( ثمّ إنّ صاحب الرضى أبداً في روحٍ وراحةٍ وسرورٍ وبهجة ؛ لأنّه يشاهد كلّ شيء بعين الرضى وينظر في كلّ شيء إلى نور الرحمة الإلهية ، وسر الحكمة الأزلية ، فكأنّ كل ما حصل وفق مراده وهواه ، وفائدة الرضا عاجلاً فراغ القلب للعبادة

١٧٦

والراحة من الهموم ، وآجلاً رضوان الله ، والنجاة من غضب الله )(١٤)

وليس من الرضا بالقضاء والقدر ، الرضا بالمنكر والانحراف ، حتى ولو أصرّ على ذلك المتصوّفة والمنحرفون ؛ لأنّ الانحراف والمنكر سببه ، وفاعله الإنسان ، ولا يرضى الله به وإنّما يرضى المؤمن لرضى اللّه ، ويغضب لغضبه ، ومن هنا جاء عن الرضاعليه‌السلام :

( ومن يرضى شيئاً كمن أتاه ، ولو أنّ رجلاً قُتل بالمشرق فرضي بقتله لرجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجل شريكُ القاتل )(١٥)

وعن عليعليه‌السلام :

( العامل بالظلم ، والراضي به ، والمعين عليه شركاء ثلاثة )

وعلى العكس من ذلك أكّدت النصوص على ضرورة الإنكار القلبي والسخط على المنكرات ، والانحرافات ، وأكّدت على المؤمن أنْ يعمق من إنكاره ، وسخطه وأنْ يقاوم الأُلفة النفسية للمنكرات ، بسبب الفتها خارجاً وذلك :

١٧٧

أولاً : إنّ الإنكار القلبي للمنكر والانحراف حصانة من الانجراف إلى المعصية ، والتأثر بالبيئة ، وحاجز نفسي يمنع المؤمن من الانحراف مع التيار المنحرف

ثانياً : إنّ الإنكار القلبي للمنكر هو الأساس النفسي واحد الأسس النفسيّة للاندفاع نحو التغير ، والحركة في سبيل التغيير الرسالي

ثالثاً : إنّ إنكار المنكر قلبياً ينتهي إلى بعض المعاملات السلبية مع العاصين ، والمنحرفين ، وقد أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كما في الرواية عن الإمام عليعليه‌السلام أنْ يواجه العاصين بوجوه مكفهرّة ومن هنا اعتبر الإنكار القلبي من مراتب الإنكار في كتب الفقهاء

الزهد

يتقوّم الزهد الإسلامي بتحرير الوجدان مِن حبّ الدنيا ، والانعتاق الداخلي من قيود الشهوة والأهواء

ولحب الدنيا آثار سلبية خطيرة في سلوك الإنسان وحياته النفسية ، ذكرتها النصوص الإسلامية وحذّرت منها(١٦)

نذكرها فيما يلي ثم نرجع إلى الزهد ومفهومه الإسلامي الأصيل

١ - المخالفة. فأول هذه الآثار السلبية، مخالفة الشريعة. وكلّ حبّ وكلّ عاطفة، يتجه اتجاهاً عملياً، ويتطلب مواقف خاصة. ولا يهم الحب هذا ، والعاطفة هذه ، ما إذا كانت هذه المواقف تتوافق مع الشرع ، أو

١٧٨

العرف أو عاطفة أخرى ، أو لا تتوافق معها. فأنت إذ تحب الجاه والمركز - والعياذ باللّه - فمن الطبيعي أن تسعى لها وقد يتوقّف حصولك على المركز الاجتماعي على فعل محرّم ، كالرواية على أخ مؤمن من أجل شينه ، والحط من قيمته أمام الناس ، فترتكب هذا المحرّم في لحظة ضعف أو غفلة أو تمرّد ، فيقطع الله سبحانه ولايته منك ويخرجك منها إلى ولاية الشيطان ، ولا يقبل الشيطان ولايتك

والإنسان مثلاً إذ يحب الدنيا ، حياتها وأمنها وراحتها ، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً ويطمئن إليها فمن المعقول جدّاً أنْ يرفض الجهاد في سبيل الله ، ويتنكّر لطريق ذات الشوكة ؛ لأنّه طريق عناء وتضحيات

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاّ قَلِيلٌ ) (التوبة / ٣٨)

ومن هنا وبسبب أنّ المخالفة هي النتيجة الطبيعية - لحب الدنيا - الإمام كما في الرواية :

( حب الدنيا رأس كلّ خطيئة )

( ما ذئبان ضاريان في غنَم قد غاب عنها رعاؤها ، أحدهما في أوّلها ، والآخر في آخرها ، بأفسد فيها من حبّ المال والشرف

١٧٩

في دين المسلم )(١٧)

٢ - همّ لا ينقطع. وحب الدنيا ينتهي إلى انشغال نفسي وعملي يتنافى مع ما يتطلّبه وضع الإنسان المؤمن ، من تكريس كلّ طاقاته النفسية وجهوده في عبادة الله تعالى ، وتعبيد الناس له ، وما يكون عليه من تعالٍ وتسام في الوضع والسلوك

عندما تحب الدنيا والمال والجاه وغيرهما تكون بذلك قد ربطت قلبك بشيء متغيّر ، كثير التغيّر والتبدّل ممّا يؤدّي إلى أنْ تضطرب حالاتك النفسية وتتغيّر من فرحٍ غامر إلى حزنٍ كئيب ، ومن حبٍ إلى كُره ، ومن غضب إلى رضاء ، وقلقٍ وهمٍ فان

( من تعلّق قلبه بالدنيا تعلّق قلبه بثلاثِ خصال : همّ لا يفنى ، وأملٍ لا يُدرك ، ورجاء لا يُنال )(١٨)

( من لم يتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه حسرات على الدنيا ، ومَن اتبع بصَره ما في أيدي الناس كثر همّه ، ولم يشف غيظه ولم يرَ الله عزّ وجل على نعمه إلاّ في مطعمٍ أو مشربٍ وملبس فقد قصُر عمله ودنا عذابه )(١٩)

٣ - حب الدنيا وحلاوة الإيمان : عن جعفر بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول :

١٨٠