الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات0%

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات مؤلف:
تصنيف: متون فقهية ورسائل عملية
الصفحات: 443

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عبد الهادي محمد تقي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 443
المشاهدات: 79010
تحميل: 4294

توضيحات:

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 443 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 79010 / تحميل: 4294
الحجم الحجم الحجم
الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

‏* إذن سنبدأ بالنجاسات أولاً ؟

-‏ نعم سنبدأ بها أوّلا يوم غدٍ إنْ شاء الله.

‏* إن شاء الله.

* * *

٤١

٤٢

( حواريّة النَّجاسة )

٤٣

٤٤

بدأ أبي حوارَه وفي عينيه بريقٌ مِن حزمٍ رصين قائلاً:‏

دعني أضَع أمامك قاعدةً عامّة ذات أثرٍ كبير في حياتك وهي( كُلُّ شيء طاهر ) كلُّ شيء.. البحار، والأمطار، والأنهار، والأشجار، والصحارى والجبال، والشوارع والعمارات والبيوت والأجهزة والأدوات، والملابس المختلفة وإخوانك المسلمون.. و.. و.. كلُّ شيء طاهر..‏

كُلُّ شيء حتّى يتنجّس، إلاّ..‏

* إلاّ ماذا ؟

-‏ إلاّ ما كان نجِساً بطبيعته، بتكوينه، بذاته،( بعينه ) .

‏‏‏* وما الذي يكون نجِساً بطبيعته، بذاته ؟

-‏ عشرة أشياء سأعدّدها لك على شكلِ نقاطٍ متسلسلة:‏

‏( ‏١، ٢ ) بول الإنسان وغائطه :‏ وبول وغائط كُلُّ حيوان يحرم أكل لحمه، إذا كانت لهذا الحيوان نفسٌ سائلة كالقطّة [ وكذا بول ما ليست له نفس سائلة إذا كان ذا لحم ].

‏* ‏‏‏ وما النفس السائلة ؟

-‏ مصطلحٌ سيمرّ عليك أكثر مِن مرّة في هذا الحوار، يحسن

٤٥

أنْ نلقي عليه بعض الضوء.

ونقول: ‏لهذا الحيوان نفسٌ سائلة.. إذا اندفع الدم منه بقوّة عند ذبحه لوجود شريان عنده كالدجاج.

ونقول: ‏ليس لهذا الحيوان نفسٌ سائلة.. إذا سال الدم منه عند ذبحه بفُتور، وهدوء، وأناة لِعدَم وجود شريان عنده كالسّمك.

‏( ٣ ) الميتة : ‏من الحيوان ذي النفس السائلة وإنْ كان حلالاً أكله، وكذلك أجزاؤها الحيّة المقطوعة منها.

‏‏‏* وما هي الميتة ؟

-‏ كلُّ ما مات مِن دون أنْ يُذبَح على الطريقة الشرعيّة الإسلامية.

‏‏‏* مثلاً ؟

-‏ الحيوان الّذي يموت لمرضٍ -‏ مثلاً -‏ أو بِحادِث، أو يُذبح بطريقةٍ غير شرعيّة، هذه كلّها مِن الميتة ؟

‏‏‏* وإذا مات الانسان فهل ينجس بدنه ؟

-‏ نعم إلاّ الشهيد ومَن اغتسل لإجراء الحدِّ عليه أو القَصاصِ منه.

‏‏‏* وهل يبقى غيرهما نجِساً ؟

-‏ لا، بل يطهر بدن الميّت المسلم بالأغسال الثلاثة التي سأشرحها لك في حواريّةٍ قادمة.

( ٤ ) مني الإنسان ، ومني كلّ حيوانٍ ذي نفسٍ سائلة [وإن كان

٤٦

هذا الحيوان مأكولَ اللحم ].

‏( ٥ ) الخارج مِن جسَد الإنسان ، ومِن جسَد كلّ حيوان ذي نفسٍ سائلة.

‏‏‏* ودمُ الحيوان الذي ليس له نفسٌ سائلة ؟

-‏ طاهر كدَم السمك.

( ٦ ) الكلب البرّي بكلّ أجزاء جسده، حيّاً وميّتاً.

‏( ٧ ) الخنزير البري بكل اجزاء جسده، حياً وميتاً.‏

‏‏‏* والكلب والخنزير البحريان..؟

-‏ طاهران.

( ٨ ) الخمر [ويلحق بها الفقاع].

( ٩ ) الكافر حيّاً وميّتاً غير المسيحي واليهودي والمجوسي.

‏( ١٠ ) عرق الحيوان الجلال : ‏وهو الحيوان الذي تعوَّد أكل عذرة الإنسان.

هذه الأشياء العشرة نجسة بطبيعتها، وتنتقل النجاسة منها إلى كلّ ما لاقاها ومسّها واحتكّ بها مع وجود البلل والرطوبة.

‏‏‏* وإذا لم يُوجد بلل ورطوبة بينهما ؟

-‏ إذا لم يكن هناك بلل ورطوبة فلا تنتقل النجاسة ؛ لأنّها لا تنتقل في حالة الجفاف ولا في حالة وجود النداوة المحضة أبداً.

‏‏‏* هل بول أو غائط الحيوانات التي يحلّ أكلها كالبقر، والغنم، والدجاج، والطيور بأنواعها المختلفة، والعصافير، والزرازير طاهر أو

٤٧

نجس...؟

-‏ طاهر.

‏‏‏* ومخلّفات الخفاش...؟

-‏ طاهرة.‏

‏‏‏* والريش مِن الميتة، والوبَر، والصوف، والأظافر، والقرون، والعِظام، والأسنان، والمناقير، والمخالِب..؟

-‏ كلّها طاهرة.

‏‏‏* واللحم الذي نشتريه لنأكله، فنلاحظ عليه دماً ؟

-‏ هذا الدم طاهر.. وكلّ دمٍ يبقى متخلّفاً في الذبيحة بعد ذبحها بطريقةٍ شرعيّة، طاهر غير نَجِس.

‏‏‏* وفضلات الجُرذ والفأر..؟

-‏ نجِسة غير طاهرة ولو فكّرت قليلاً فيما عددت لك مِن نقاط، لاستطعت أنْ تُجيب عن هذا التساؤل بنفسك.. نعم لأجبت عنه بنفسك، ذلك أنّ لها شرياناً يتدفّق منه الدم عند الذبح.

* وعاد لعينَي أبي ذلك البريق الرصين الّذي لمَحته في أوّل حوارنا هذا فحدَّق بي، ثُمّ أردَف قائلاً.

-‏ لقد بدأت معك حواريّتي هذه بقاعدةٍ عامّة ذات أثرٍ كبير في حياتك، وسأختتمها بقواعد عامّة هي الأخرى ذات أثرٍ كبير في حياتك.

القاعدة الأولى : ‏كلّ شيء كان طاهراً فيما مضى ثُمّ تشكّ، هل

٤٨

تنجّس بعد ذلك أو بقيَ على طهارته السابقة.. فهو طاهرٌ.

‏‏‏* اضرب لي مثلاً على ذلك.

-‏ شرشف نومك مثلاً، كان طاهراً سابقاً، وتشكُّ الآن، هل لاقتهُ نجاسةٌ ما فنجّسته أو بقيَ على طهارته السابقة ؟ تقول: ‏شرشف نومي طاهر.

القاعدة الثانية : ‏كلّ شيء كان نجِساً فيما مضى ثُمّ تشكّ، هل طهّرته بعد ذلك أم بقيَ على نجاسته السابقة ؟ فهو نجِس.

‏‏‏* مثلاً ؟

-‏ يدُك مثلاً كانت نجِسة، أنت متأكّد مِن ذلك قبل الآن، وشكَكْت بعد ذلك، هل طهّرتها مِن نجاستها السابقة، أم لم تُطهّرها منها ؟

تقول: ‏يدي نجِسة.

القاعدة الثالثة : ‏كلُّ شيء لا تعلم حالته السابقة، أنَجِساً كان هو قبل الآن أم طاهراً ؟ فهو الآن طاهر.

‏‏‏* مثلاً ؟

-‏ سائلٌ في كأس تجهل حالته السابقة لا تدري أنجِساً كان فيما مضى أم طاهراً تقول: ‏هذا السائل طاهر.

القاعدة الرابعة : ‏كلّ شيءٍ تشكّ، هل أصابته نجاسة فتنجّس بها أو أخطأته فلم تُصِبه، عندئذٍ لا يجب عليك الفحص والتحرّي والتدقيق لتتأكّد مِن طهارته، بل تقول: ‏هو طاهرٌ، مِن دونِ حاجةٍ إلى

٤٩

فحصٍ واستكشاف، حتّى ولو كان الفحص سهلاً يسيراً عليك.

‏‏‏* مثلاً ؟

-‏ ثوبُك كان طاهراً أنت متأكّد من ذلك قبل الآن، وشكَكت الآن هل أصابه بولٌ فتنجّس به أو بقِي على طهارته السابقة ؟

عندئذ.. لا يجب عليك فحص ثوبك، والبحث عن أثر البول فيه، حتّى لو كان ذلك البحث والفحص سهلاً يسيراً عليك، بل تقول: ‏ثوبي طاهر.

* * *

٥٠

( حواريّة الطهارة )

٥١

٥٢

قَبل أنْ يَحضر أبي جَلَسة حِوارنا هذه، كنت مستغرقاً في تأمّل عميق، محاولاً تطبيق المعلومات النظريّة.. تلك التي سلَفَت في ( حواريّة النجاسة ) على واقع حياتي اليوميّة المُعاشة، مُصحّحاً مِن خلال ذلك موروثاتي الخاطئة عن النجاسة، منتظراً بشغف وترقّب أنْ ألحظ في جَلَسة اليوم كيف ستستعيد الأشياء طهارتها الأُولى ونقاءَها الجميل بعد أنْ صافحتها يدُ النجاسة فلوّثتها.

وما أنْ حضَر أبي حتّى بدأته:‏

‏‏‏ قلت لي أمس: ‏إنّ الأشياء الطاهرة تفقد طهارتها لو لاقت النجاسة تُرى كيف ستستعيد تلك الأشياء طهارتها المفقودة ؟

-‏ أكثر ما يُعيد للأشياء المُتنجّسة طهارتها السابقة المسلوبة ( الماء ) أنْ تغتسل مِن أدرانها بالماء، أو أنْ تُغسل به، لذلك فسنبدأ ب-‏..‏

المطهّر الأوّل: ‏الماء.

أضاف أبي.

-‏ الماء: ‏مطلقٌ ومضاف.

‏‏‏* وما الماء المُطلق ؟

٥٣

-‏ الماء المطلق.. ذلك الذي نشربه نحن، وتشربه الحيوانات ويسقى به الزرع..‏ ماء المحيطات والبحار والأنهار والآبار والجداول والأمطار، ماء الأنابيب الّذي يصلنا عبر خزّانات المياه المنتشرة في المُدن والقرى والنواحي، ويبقى الماء مطلقاً حتّى لو اختلط مع قليل من الطين أو الرمل كمياه الشطوط والأنهار.

‏‏‏*والماء المضاف ..؟

-‏ الماء المضاف تعرفه بسهولة من إضافة لفظٍ آخر إلى الماء كلّما نطقت به، فتقول: ‏ماء الورد، ماء الرمان، ماء العنب، ماء الجزر ماء البطيخ، وماء مساحيق الغسيل، وهو كما تلاحظ من الأمثلة ليس ممّا يعنينا أمره هنا، فنحن نتحّدث عن الماء ذاك الذي نُطهّر به ونشربه، نتحدّث عن الماء لا عن ماء الرمّان وماء العنب مثلاً.

ثمّ إنّ الماء أو الماء المُطلق على قسمين: ‏معتصِمٌ وغيرُ معتصِم.

‏‏‏*ماء معتصم !! ماذا تعني ؟

-‏الماء المعتصم : ‏هو الماء الذي لا يتنجّس بملاقاة النجاسة إلاّ إذا تأثّر بها لونه أو طعمه أو رائحته،والماء غير المعتصِم هو الماء الذي يتنجّس بمجرّد ملاقاته للنجاسة وإنْ لم تتأثّر بها إحدى صِفاته الثلاث ‏.‏

‏‏‏* وما هي المياه المعتصمة ؟

-‏ هي :

٥٤

‏‏١ -‏ الماء الكثير : ‏وهو ما بلغ قدر الكُر أي ما كان مكعّبه ٣٦ شبراً، كماء الاِسالة (الصنبور) ذاك الّذي يصل اِلى بيوتنا من خزّانات المياه الكبيرة المنتشرة في المدن أو من محطّات ضخّ المياه، وماء خزاناتنا الموضوعة على سطوح منازلنا اِذا كانت بحجم الكر، وماء خزاناتنا الصغيرة اِذا اتّصل بها ماء الاسالة (الصنبور) ما لم ينقطع.‏

٣ -‏ الماء الجاري : كمياه الأنهار والروافد والجداول والعيون.

‏٤ -‏ ماء المطر إثناء هطوله.

هذه هي المياه المعتصمة.

‏‏‏* وما هي المياه غير المعتصمة ؟

-‏ هي مياه الأحواض الصّغيرة والأواني والقناني والكُؤوس ونحوها مِن المياه الراكدة غير ماء البئر التي يقلّ مقدارها عن الكُر ويصطلح عليه ب-‏( الماء القليل ) وقد عرفت أنّها تتنجّس بمجرّد ملاقاتها للنجاسة.

‏‏‏* والماء المضاف ؟

-‏ حكمه حكم الماء القليل يتنجّس بملاقاته للنّجاسة سَواء أكانت كمّيته كبيرة أم قليلة كالشاي مثلاً، وتُلحق بالماء المضاف السوائل الأخرى، كالحليب والنفط ومحاليل الأدوية وغيرها وأنّها تتنجّس بمجرّد ملاقاتها للنّجاسة.

ثُمّ أردف أبي قائلاً:‏

٥٥

كلّ ماءٍ قليل اتّصل به الماء الكثير صار كثيراً فيكون معتصماً ما لَم ينقطع عنه، فخزّان الماء الصغير إذا جرى عليه أُنبوب الإسالة صار كثيراً، وماء القدر الموضوع في المَغسلة إذا فتحت عليه أُنبوب الماء المتّصل بالكُر، فاتّصل ماء القدر بماء الأُنبوب صار ماء القدر كثيراً، كلّ ذلك، مادام الاتصال موجوداً وهكذا..‏

‏‏‏* حسناً.. ماذا لو وَقَعت قطَرات مِن الدم في خزّان ماء راكد بحجمٍ كُر..؟

-‏ لا يتنجّس إلاّ إذا كثُرت القطَرات فتغيّر لون ماء الكُر فاصفرّ بتأثير لون الدم.

‏‏‏* ولو وقَعَت في إناءٍ صغير ؟

-‏ لنجَّست الإناء.

‏* ‏‏‏ ولو فتحنا عليه ماء الإسالة فعاد الماء إلى صفائه ؟

-‏ لطهُر ماء الإناء [ولكنّه يعود فيتنجّس مرّة أُخرى إذا انقطع عنه ماء الإسالة لِما سيمرّ عليك مِن أنّ الإناء إذا تنجّس لَم يطهر إلاّ بغسله ثلاث مرات].

‏‏‏* لو صبَبنا مِن ماء الإبريق على شيءٍ نجِس، فهل يتنجّس ماء الإبريق ؟

-‏ كلا، لاَن النجاسة لا تتسلّق إلى عمود الماء الساقط من الإبريق، فلا عمود الماء يتنجّس ولا ماء الإبريق.

‏‏‏* وكيف يُطهّر ماء المطر الأشياء ؟

-‏ إذا تقاطر عليها، سَواء أكان المتنجّس أرضاً، أم ثياباً وأفرشة

٥٦

بعد أنْ ينفذ منها أم إناء، أم ما شاكَل ذلك وشابهه بشرط أنْ يصدُق عُرفاً على النازل أنّه مطر، لا أنْ يكون مجموع ما نزل مِن السماء قطرات قليلة لا يصدُق عليها المطر.

‏‏‏* وهل يكفي في طهارتها تقاطر المطر عليها مرّة واحدة ؟

-‏ نعم يكفي إلاّ في البدن والثوب المتنجّس بالبول فإنّه يلزم فيهما التعدّد [وكذا في الإناء].

‏‏‏* وهل يطهّر المطر الماء المتنجّس ؟

-‏ نعم إذا امتزج معه.

‏‏‏* وكيف نطهّر بالماء القليل أو الكثير الأشياء المتنجّسة ؟

-‏ نطهّر كلّ شيءٍ متنجّس.. كلّ شيء بغسله بالماء قليلاً كان أو كثيراً مرّة واحدة ولكن يلزم في الغَسل بالماء القليل أنْ ينفصل ماء التطهير عن الشيء المتنجّس.

‏‏‏* وهل الأشياء المتنجّسة كلّها تَطهُر على هذا النحو ؟

-‏ نعم عدا ما يأتي:‏

‏(١) -‏ الأواني المتنجّسة بالخمر كالقناني والكؤوس وغيرها نغسُلها بالماء ثلاث مرّات.

‏(٢) -‏ الأواني إذا مات فيها الجُرذ، أو ولَغ فيها الخنزير فإنّنا نغسِلُها سَبع مرّات.

‏(٣) -‏ الأشياء المتنجّسة ببول الصبيّ الرضيع الذي لم يتَغذّ بعد بالطعام وكذلك الصبيّة، فإنّنا نصبُّ الماء عليها بمقدار ما يحيط بها، ولا حاجة إلى أكثر مِن ذلك، فلا حاجة

٥٧

إلى العصر إذا كان المتنجّس ثوباً أو نحوه.

‏(٤) -‏ الأواني إذا ولَغ فيها الكلْب أو لطَعها بلسانه تُمسَح بالتراب أوّلاً ثُمّ تُغسَل بالماء مرّتين، وإنْ وقَع فيها لُعاب فمِه أو باشرها بسائر أعضائه [لزم مسحُها بالتراب أوّلاً ثُمّ غسلُها بالماء ثلاث مرّات].

‏‏‏* وما ولوغ الكلب ؟

-‏ شُربَه ما في الإناء بإطراف لسانه.

‏(٥) -‏ الملابس المتنجّسة بالبول، نغسلُها بالماء الجاري مرّةً واحدة أو نغسلها بماء الكُر أو ماء الحنفيّات مرّتين، أو تغسلها بالماء القليل مرّتين أيضاً ونعصرها، أمّا الملابس المتنجّسة بغير البول فنغسلها مرّة واحدة بالماء القليل ونعصرها أو نغسلها بالماء الكثير، من دون حاجةٍ إلى العصر.

‏(٦) -‏ البدن المتنجّس بالبول نغسله كما في الفقرة المتقدّمة، وإذا كان الغَسل بالماء القليل لزِم انفصال ماء التطهير عن البدن على النحو المتعارف.

‏(٧) -‏ باطن الإناء، إذا تنجّس بغير الخمر، أو ولوغ الكلب أو لطَعَه أو وقوع لعابه أو مباشرته بسائر أعضائه أو موت الجرذ، أو ولوغ الخنزير، فإنّنا نطهّره بغسله بالماء القليل ثلاث مرّات، أو بالماء الكثير أو الجاري أو المطهِّر [ثلاث مرّات أيضا].

‏‏‏* وظاهر الإناء..؟

-‏ يطهر بغسله مرةً واحدة، حتّى بالماء القليل.

‏‏‏* وكيف اُطهّر كفّي المتنجّسة وعندي ماءٌ قليل ؟

٥٨

-‏ اِذا لم تكن متنجسة بالبول فصبّ عليها الماء مرّة واحدة، فإنْ انفصل ماء التطهير عن كفِّك فقد طهُر كفَّك.

المطهر الثاني: ‏الشمس.

‏‏‏* وماذا تطهّر الشمس ؟‏

-‏ تُطهّر الأرض وما يستقرّ عليها من الأبنية والحيطان، ويَلحَق بها في ذلك الحصُر والبَوَاري عدا ما تشتمل عليه من الخيوط [ولا تلحق بها الأبواب، والأخشاب، والأوتاد، والأشجار وأوراقها، والنباتات، والثّمار قبل قِطافها وغير ذلك من الأشياء الثّابتة على الأرض].

‏‏‏* كيف تطهّر الشمس الأرض والبناء ؟

-‏ بشُروقِها عليها حتّى تجفّ بتأثير أشعّتها مع زوال عين النجاسة عنها.

‏‏‏* وإذا كانت الأرض النجسة جافّة، وأردنا تطهيرها بالشمس ؟

-‏ صببنا عليها الماء حتّى إذا جفّفتها الشمس طهُرت.

‏‏‏* وإذا تنجّست الأرض بالبول وأشرقت عليها الشمس فجفّت ؟

-‏ طهرت الأرض إذا لم يبقَ عليها جُرْمُ البول.

‏‏‏* الحصى والتراب، والطين، والأحجار المعدودة جزءٌ من الأرض إذا تنجّست بالبول فجفّفتها الشمس ؟

-‏ طهُرت كذلك.

‏‏‏* والمسمار النابت في الأرض، أو في البناء..؟

٥٩

-‏ [ليس حكمه حكم الأرض، فلا يطهر بالشمس].

المطهّر الثالث: ‏زوال عين النجاسة عن بَواطن الانسان غير المحضة وعن جسَد الحيوان.

‏‏‏* اضرب لي مثلاً على ذلك.

-‏ زوال الدم عن باطن الفم، أو باطن الأنف، أو باطن الأُذن، زوال لعين النجاسة.

فبمجرّد أنْ يزول الدّم يطهر الفم، والأنف، والأُذن والعين وهكذا من دون حاجةٍ إلى تطهيرها بالماء.

‏‏‏* وجسَد الحيوان..؟

-‏ كذلك جسَد الحيوان، فبمجرّد أنْ يزول الدم عن منقار الدجاجة يَطهُر منقارُها، وبمجرّد أنْ يزول الدّم عن فَمِ القطّة يَطهُر فمُها، وهكذا.

‏‏‏* وهل تتنجّس الإبرة -‏ إبرةُ الدواء -‏ إذا زُرِقت داخل جِسم الانسان أو الحيوان، فلاقت الدم داخل الجسم ؟

-‏ كلا، لا تتنجّس إذا خرجَت الإبرة مِن داخل الجسم وهي غير ملوّثة بالدم فملاقاة النجس داخل الجسم لا تحقّق النجاسة.

المطهّر الرابع : ‏الأرض.. كلّ ما يسمّى أرضاً مطهّرة كالحَجَر، والرمل والتراب وما فُرِش بالطابوق أو الاسمنت لا بالقير ونحوه ويشترط في الأرض أنْ تكون [يابسة] وطاهرة.

‏‏‏* وكيف أعرف أنّها طاهرة ؟

٦٠