الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة الجزء ١

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة0%

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة مؤلف:
تصنيف: متون فقهية ورسائل عملية
الصفحات: 793

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة

مؤلف: الشيخ زين الدين علي بن محمد الجبعي العاملي (الشهيد الثاني)
تصنيف:

الصفحات: 793
المشاهدات: 68550
تحميل: 11489


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 793 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68550 / تحميل: 11489
الحجم الحجم الحجم
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة الجزء 1

مؤلف:
العربية

المدرسة ويحدد المفاهيم بما لم يقدر من قبل لاساتيذه وشيوخه. إذا فأصول المدرسة تعود إلى (العلامة الحلي) في المجالين: الفقه والكلام.

وقد درس الشهيد كما أسلفنا الفقه على (فخر المحققين ابن العلامة الحلي) والاخوين (عميد الدين وضياء الدين)، وهما من أخص تلاميذ العلامة.

ودرس الكلام على (قطب الدين الرازي) بالشام وهو من تلاميذ العلامة في الفلسفة فجمع ثقافة العلامة الحلي في المنقول والمعقول، وأصبح بالحق وارثا له وإن كان لم يقدر له أن يقرأ عليه شيئا، أو يراه على اقل تقدير.

ونعود إلى الوراء خطوة أخرى، لنفحص جذور هذه المدرسة بدقة أكثر، فقد قرأ (العلامة الحلي) الفقه على خاله (المحقق الحلي)رحمه‌الله ، ودرس الفلسفة والكلام على (المحقق الطوسي)، وجمع بين ثقافتي المحققين (الحلي والطوسي) في الفقه والكلام، وهما اكبر شخصين علميين في تاريخ الفكر الاسلامي على الاطلاق في حقل الفقه والفلسفة.

واتيح (للعلامة الحلي) ان يجمع ثقافتيهما وهو الشاب الطموح النابغ الذي كان يلمس فيه استاذاه ملامح النبوغ واضحة. كما قدر لتلميذه الشهيد ان يجمع بين ثقافتي استاذه في الفلسفة والكلام. وهكذا قدر لهذا التلميذ ان يكون نسخة ثانية لاستاذه في ثقافته الواسعة، وذهنيته الخصبة. وهنا تنقطع جذور المسألة ولا نجد في مدرستي (المحقق الحلي) و (المحقق الطوسي) تأثرا بالغا بالمدارس السابقة عليهما في الفقه

١٠١

والكلام فمن هذه النقطة بالذات تبدأ الدراسة، واكتشاف شخصية الشهيد بصورة منهجية.

كلمات العلماء فيه: وبامكان القارئ ان يلمس مكانة الشهيد العلمية في نفوس الفقهاء من اساتذته وتلاميذه والمتأخرين عنه مما ذكروا في شأنه في الاجازات والتراجم عند التعرض لذكر الشهيد.

واهم ما يلفت نظرنا مما قيل في مدح الشهيد ما كتبه استاذه (فخر المحققين) في حق الشهيد.

قال: الامام الاعظم، افضل علماء العالم، وسيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن حامد ادام الله ايامه(1) : وإن كان هذا التعبير متعارفا من الطلاب بالنسبة إلى شيوخهم، فمن الغريب ان يمدح استاذ تلميذه بمثل ذلك، ولئن كان هذا المدح بمثل هذا التعبير من فخر المحققين يدل على شئ فانما يدل على سمو مكانة التلميذ الذي استأثر بقلب استاذه وعقله معا، وبعثه على ان يعترف بأن ما استفاده تلميذه الشاب منه لم يزد على ما استفاده هو من تلميذه.

ويقول عنه الشيخ محمد بن يوسف الكرماني القرشي الشافعي في إجازته للشهيد: المولى الاعظم الاعلم، إمام الائمة، صاحب الفضلين مجمع المناقب والكمالات الفاخرة، جامع علوم الدينا والآخرة(2) .

___________________________________

(1) اجازات البحار.

(2) نفس المصدر (*).

١٠٢

ويقول الشهيد الثاني فيه: شيخنا وإمامنا المحقق البدل النحرير المدقق، الجامع بين منقبة العلم والسعادة، ومرتبة العمل والشهادة الامام السعيد أبي عبدالله الشهيد محمد بن مكي أعلى الله درجته كما شرف خاتمته(1) : وقال عنه المحق الكركي في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي: الامام شيخ الاسلام، فقيه اهل البيت في زمانه، ملك العلماء علم الفقهاء، قدوة المحققين والمدققين، افضل المتقدمين والمتأخرين(2) .

وقال شيخنا الحر العاملي في كتابه (امل الآمل): كان عالما ماهرا، فقيها محدثا، محققا متبحرا، كاملا جامعا لفنون العقليات والنقليات، زاهدا عابدا، شاعرا أديبا منشئا، فريد دهره، عديم النظير في زمانه(3) .

وقال عنه (العلامة النوري) في مستدرك الوسائل. تاج الشريعة، وفخر الشيعة، شمس الملة والدين أبوعبدالله محمد ابن الشيخ جمال الدين مكي أفقه الفقهاء عند جماعة من الاساتيذ، جامع فنون الفضائل، وحاوي صنوف المعالي، وصاحب النفس الزكية القوية(4) .

___________________________________

(1) مقدمة الروضة البهية من طبعتنا الحديثة. ج 1. ص 5.

(2) إجازات البحار. الجزء 1 من المجلد السادس والعشرين من الطبعة الحجرية.

(3) أمل الآمل. الجزء 2. ص 181.

(4) مستدرك الوسائل، المجلد 3. ص 437 (*).

١٠٣

آثار الشهيد

خلف لنا الشهيد الاولرحمه‌الله بعده مؤلفات قيمة أحصاها بعض الباحثين إلى اثنين وثلاثين كتابا، رغم كثرة مشاغله، وصخامة المشاريع التي كان يقوم بها: من نشر التشيع في سوريا ولبنان، وتعريف (الشيعة) إلى أقطاب المذاهب الاسلامية الاخرى عن طريق إجراء اتصالات فكرية معهم في مراكز الثقافة الاسلامية في وقته، وتأسيس معهد للفقه في (عاملة) وتربية تلامذتة وطلابه، وغير ذلك من ألوان النشاط الفكري والاجتماعي الذي كان يقوم به (الشهيد) في حياته.

وما بين أيدينا من آثار الشهيد يكشف عن عقليته الضخمة، وذهنيته الواعية، وذوقه السليم، وفكره المجدد.

ولئن عرف (الشهيد) بالفقه والاصول بين الفقهاء فقد كان واسع المعرفة بحقول العلم الاخرى، ولا سيما ما يتصل بالعلوم العقلية كالفلسفة والرياضيات.

وقد علمنا أنه تلقى الفلسفة بواسطتين عن حكيم الاسلام. (المحقق نصير الدين الطوسي)رحمه‌الله ونبغ فيها.

وتلقى عن (فخر المحققين) عن العلامة الحلي) عن (المحقق الحلي) واستفاد من تجارب أساتذبه فقهاء (مدرسة الحلة)، وبلغ أعلى مستويات المدرسة على يد أستاذه (فخر المحققين) وهو بعد لم يتجاوز سني الشباب فلم يجمد على المستوى نفسه. وإنما سعى لتطوير البحث الفقهي، ورفع مستواه عن المستوى الذي بلغه المحقق والعلامة. وتميزه عن سلفه دقة نظره في المسائل الفقهية، واستيعابه الكامل

١٠٤

لمختلف المسائل.

وحين تجتمع دقة النظر إلى استيعاب الفكرة، والتعمق إلى التوسيع في الدراسة والبحث ينشأ لون جديد من البحث، ومستوى آخر من الدراسة يختلف عن الالوان السابقة، والمستويات المتقدمة في جميع الابعاد. وهذا ما نعنيه من التجديد في الدراسة والبحث فلا يمكن إيجاد هزة فكرية في بحث علمي مالم يشمل التجديد والتطور أبعاد البحث جميعا.

وتوفر للشهيدرحمه‌الله فوق ذلك نبوغ شخصي ينبع من نفسه وأساتذة محققين كبار بالواسطة، واتيح له كذلك أن يتصل بكبار علماء السنة ومحققيهم، وأن يلقح بين ثقافته الخاصة التي تلقاها في الحلة، وبين الثقافة السنية. ولئن كان الشهيد لم يمزج الفقه الشيعي بالفقه السني - فيما وجدنا من آثار - لكن هذا التلاقح أفاده كثيرا في توسيع فكره وتمكينه من التجديد والتطوير.

ومهما يكن من أمر فقد قدر للشهيد الاولرحمه‌الله أن يطور من مناهج البحث الفقهي، ويزيد فيها ويوسع من اطارها، وينقح من مبانيها ويزيدها جلالا وروعة، وينظم أبوابها ومسائلها، ويحيط بأحكامها وفروعها، ويصوغها صياغة جديدة، وأن يرفع بكتبه إلى مستوى المرجعية في التأليف والبحث والدراسة.

وفيما يلي نستعرض بعض آثار الشهيدرحمه‌الله :

١٠٥

آثاره الفقهية

1 - (اللمعة الدمشقية)

رسالة فقهية جليلة، جمع فيها (الشهيد) أبواب الفقه، ولخص فيها أحكامه ومسائله. وكتبها الشهيد جوابا لرسالة حاكم خراسان (علي بن مؤيد) التي كان يطلب اليه فيها أن يقدم عليهم بخراسان، ليكون مرجعا (للشيعة) هناك.

ولما كانت الاجواء السياسية لا تسمح له بمغادرته (دمشق) اعتذر له عن مجيئه وعوضه عن قدومه برسالة فقهية يجمع فيها أبواب الفقه باختصار ليكون مرجعا (للشيعة) هناك فيما يعرض لهم من المسائل الفقهية.

وقد ألف الشهيد الرسالة مدة سبعة أيام، ولم يحضره من المراجع الفقهية غير (المختصر النافع للمحقق الحلي)رحمه‌الله ، وهذا يدل على إلمامه الواسع بمسائل الفقه، واحاطته بدقائقه وجزئياته) يندر مثله في الفقهاء، ودفع الرسالة إلى (الشيخ محمد الآوي) وزير (علي بن مؤيد) من ملوك (سربداران خراسان)، وأوصاه بالاسراع بها إلى الملك (علي ابن مؤيد) والكتمان، ولشدة حرص الآوي على العناية بالنسخة لم يسمح لاحد باستنساخها عدى بعض الطلبة الذين سمح لهم به وهي في يده محافظة على الكتاب.

وكان الشهيد في الايام التي تفرغ فيها لكتابة (اللمعة الدمشقية) يعيش مراقبا في بيته من قبل السلطة، ولذلك فقد كان يتكتم في الكتابة.

١٠٦

ومن غريب ما يروى أن (مجلس الشهيد) حين كان مطلق السراح وحين كان مراقبا في بيته كان مزدحما بعلماء العامة، ورجال السياسة من مختلف الاتجاهات ممن كان يتكتم أمامهم، فلما شرع بكتابة اللمعة لم يمر عليه أحد طيلة اشتغاله هذه الرسالة.

ومهما يكن من أمر فقد احتلت (اللمعة) القمة من بين المتون الفقهية الشيعية، إذ جمعت الوجازة والاختصار، إلى روعة التعبير، وضمت هذه الخلال جميعا إلى تنسيق الابواب والاحكام والمسائل بشكل منظم وتعميق النظر والفكر، فقد كان (الشهيد) أديبا كبيرا شاعرا رقيق الشعر واسع الخيال، ولم تكن ثقافته مقصورة على الفقه والاصول.

وقد حاول (الشهيد) في رسالته هذه أن لايجمد على التعبيرات الفقهية المتداولة في وقته، وأن يحدث بعض التغيير في صياغة التعبير، ويجد في سبك العبارات وتنويعها، ويحسن في تنويع العبارة: واذا ضممنا إلى ذلك ايجاز التعبير، واختصار الجمل الطويلة، وتشذيب الكلام من زوائد السجع، والاسترسال في الكتابة من غير محاولة اصطناع شئ مما كان يصطنعه أدباء زمانه من المحسنات البديعية علمنا سر خلود (اللمعة) وبقائها، واحتفاظها بطابعها الرسمي في معاهد (الفقه الشيعي) على الاطلاق.

هذا بالاضافة إلى ما لو حظ في هذا الكتاب: من التنظيم الفني والتنسيق الرائع لابواب الفقه وأحكامه ومسائله. فقد ساير الشهيد (المحقق الحلي) في تنظيم كتب الفقه وأبوابه، لكنه زاد عليه بجملة من التحسينات نلمسها بوضوح حينما نراجع كلا من (المختصر النافع) و (اللمعة الدمشقية)، مع العلم أن المختصر النافع كان المرجع الوحيد للشهيد في تأليف هذه الرسالة.

١٠٧

ففي هذا الكتاب يقدم الشهيد أحكام كل باب قبل أي شئ آخر ثم يبحث عما يلحق بها من الملحقات، ثم يتبعها بعرض المسائل التي تتبع هذه الاحكام وترتبط بها، ثم يستقصي المندوبات والمكروهات فيما إذا كان في الباب مندوب ومكروه. والذي يلفت النظر في هذا التنظيم والتبويب أنه يجمع إلى روعة النظام استيعاب أطراف المسألة. وحينما نضم روعة التنسيق إلى استيعاب الفكرة إلى الايجاز في التعبير نحصل على مزاح فقهي وأدبي من أروع ما أنجزه الفكر الانساني، ومن أسمى ما تحتويه المكتبة الاسلامية.

وفي هذا الكتاب تلفت نظر الباحثين دقة فائقة في تحديد المصطلحات الفقهية لم نعهد مثلها في المتقدمين عليه حتى من أمثال (المحقق) و (العلامة)، وهذا شئ طبيعي لو عرفنا أن الشهيد درس الفقه إلى المستوى الذي بلغه (المحقق والعلامة)، وتفرغ بعد ذلك لتطوير هذا المستوى وتشذيبه، وإبعاد العوامل الغريبة عنه، وتحديد مصطلحاته بشكل أدق من ذي قبل.

والدراسة تختلف عن الصياغة والابداع، فدرس (الشهيد) الفقه إلى مستوى (المحقق والعلامة)، واستقل بعد ذلك في تطوير الفقه إلى مستوى آخر أعلى من المستويات السابقة. ومهما يكن من أمر فقد اجتمعت عوامل كثيرة خلدت هذا الكتاب وجعلته في القمة من المتون الفقهية، وأبقت على طابعها الرسمي في الحوزات العلمية و (معاهد الفقه الشيعي) من حيث المراجعة والتدريس والتعليق والشرح. وتوسع العلماء في شرح هذا الكتاب نذكر منها.

١٠٨

(الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية) للشهيد الثاني، وهي من أجل هذه الشروح وأسماها.

و (التحفة الغروية في ميراث اللمعة الدمشقية) للشيخ خضر بن شلال العفكاوي.

وشرح العالمة الفقيهة ابنة المولى الاصفهاني المعاصرة لصاحب الرياض.

وشرح والد صاحب الحدائق، وغيرها: من الشروح الكثيرة التي تناولت هذا الكتاب بالتعليق والايضاح.

2 - (الدروس الشرعية في فقه الامامية)

كتاب جليل يشتمل على كثير من أبواب الفقه من الطهارة حتى الرهون أدركته الشهادة قبل اتمامه. شرع في تأليفه سنة 780، وفرغ من الجزء الاول سنة 784 وطبع الكتاب بايران سنة 1269. ونظرا لاهمية الكتاب في عالم الفقه تصدى كثير من الفقهاء لشرحه والتعليق عليه.

منها: شرح والد صاحب الرياض، والشرح الموسوم بالعروة الوثقى والشرح المسمى بمشارق الشموس، وغيرها. وللكتاب تكملة(1) .

___________________________________

(1) راجع الذريعة ج 8. ص 145 (*).

١٠٩

3 - (الالفية)

تشتمل على ألف واجب في الصلاة مرتبة على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وعليها شروح كثيرة ذكر في الذريعة ما يقرب من خمسين شرحا(1) .

4 - (النفلية)

رسالة تشتمل على ثلاثة آلاف نافلة في الصلاة، ألفها الشهيد بعد الالفية، لها شروح كثيرة منها: شرح الشهيد الثاني المسمى: ب‍ (الفوائد الملكية)(2) .

5 - (البيان)

كتاب في الفقه. خرج منه الطهارة والصلاة والزكاة والخمس وأول الاركان الاربعة من الصوم فيما يجب الامساك عنه. طبع في طهران سنة 1319(3) .

___________________________________

(1) راجع الذريعة ج 2. ص 296 - 297.

(1) المصدر السابق وحياة الامام الشهيد. ص 62.

(3) الذريعة ج 3. ص 174 (*).

١١٠

6 - (ذكرى الشيعة في احكام الشريعة)

خرج منه الطهارة والصلاة، وفرغ حم تأليفه سنة 786. وعليها حواشي كثيرة عد شيئا كثيرا منها الشيخ آغا بزرك في الذريعة(1) .

7 - (غاية المراد في شرح نكت الارشاد)

المتن للعلامة الحلي، وشرحه الشهيد على نسق القدماء: من تقديم المتن والتعقيب عليه بشكل التعليق، وهو من الطهارة إلى كتاب الايمان. فرغ منه سنة 757، وطبع في ايران مرارا منها: طبعة سنة 1302(2) .

8 - (القواعد والفوائد)

كتاب جليل يضم ما يقرب من 300 قاعدة فقهية ما عدى الفوائد والتنبيهات. وعلى الكتاب حواش وتعليقات كثيرة، ذكر جزء‌ا منها العلامة الجليل آغا بزرك في الذريعة(3) .

___________________________________

(1) الذريعة. ج 10. ص 40. وج 6. ص 86.

(2) حياة الامام الشهيد. ص 63.

(3) الذريعة ج 6. ص 173. وحياة الامام الشهيد ص 62 (*).

١١١

9 - (اربعون حديثا)

أكثرها في العبادات العامة. طبع في إيران مع (غيبة النعماني) سنة 1318(1) .

10 - (خلاصة الاعتبار في الحج والاعتمار)

رسالة صغيرة في المناسك، نقلها العلامة الامين في معادن الجواهر(2)

11 - (جواز ابداع السفر في شهر رمضان)

رسالة شريفة في تحقيق هذه المسألة بصورة مبسوطة، ذكر في أوله الظاهر من مذاهب العلماء في سائر الاعصار والامصار جوازه، مع إجماعنا على كراهة ذلك، لنا عشرون طريقا: الاول - وهو العمدة - التمسك بقوله تعالى: من كان مريضا..(3) .

12 - (جوابات الفاضل المقداد)

وهي مجموعة الاجوبة على أسئلة الفاضل المقداد بن عبدالله السيوري تلميذ الشهيد البالغة سبعا وعشرين مسألة، توجد مع بعض رسائل الشيخ أحمد بن فهد الحلي ضمن مجموعة في الخزانة الرضوية(4) .

___________________________________

(1) راجع الذريعة ج 1. ص 427.

(2) نفس المصدر ج 7. ص 214.

(3) نفس المصدر ج 5. ص 241.

(3) نفس المصدر ج 5. ص 212 (*).

١١٢

13 - (احكام الاموات)

رسالة فقهية في احكام الاموات من الوصية إلى الزيارة(1) .

14 - (مجموعة الشهيد الاول)

وهي ثلاث مجلدات كبار. قال عنها الشيخ آغا بزرك في مصفى المقال: كتب الشهيد الاول ثلاث مجاميع ذات فوائد كثيرة.

وقال في الذريعة: إنها ثلاث مجاميع ينقل عنها في البحار في المجلد الاول رسائل لمختلف العلماء، كتبها بالحلة سنة 776. والمجلد الثاني اختصار الجعفريات(2) .

15 - (جوابات مسائل الاطراوي)

مجموعة أجوبة الشهيد على مسائل السيد بدر الدين الحسن بن أيوب ابن نجم الدين الاطراوي العاملي تلميذ الشهيد، سألها عنه في قرية اطراء العاملية(3) .

___________________________________

(1) راجع الذريعة ج 1. ص 295.

(2) راجع حياة الامام الشهيد ص 67.

(3) نفس المصدر ص 68 (*).

١١٣

16- (مسائل ابن مكي)

مرتبة على أبواب الفقه. وألفت في السنة التي استشهد فيها، وهي سنة 786. وقيل: انها آخر مؤلفاته(1) .

17 - (جامع البين من فوائد الشرحين)

والشرحان للاخوين الاعرجيين: السيد عميد الدين: والسيد ضياء الدين ابنا اخت العلامة الحلي واستاذا الشهيد على كتاب (تهذيب طريق الوصول إلى علم الاصول) لخالهما العلامة الحلي، وقد جمع الشهيد بين فوائد الشرحين وزاد عليهما فوائد أخرى، قال في كشف الحجب: إن (الجامع) هذا تأليف الشيخ السعيد أبي عبدالله محمد بن مكي الشهيد، وبما أنه ألفه في أوائل شبابه ولم يراجع المسودة بقيت النسخة غير منقحة فوجدها الشيخ عز الدين حسين بن عبدالصمد تلميذ الشهيد الثاني ووالد الشيخ البهائي والمتوفى سنة 984 وأصلحها في سنة 941.

وقال بعد تمام الاصلاح: ثم إن الشيخ الشهيد ميز ما اختص به شرح ضياء الدين بعلامة (ض) وما اختص به شرح العميد بعلامة (ع) وانا تابعته في ذلك(2) .

___________________________________

(1) المصدر السابق.

(2) راجع الذريعة ج 5. ص 44 (*).

١١٤

18 - (حاشيته على الذكرى)

والاصل له أيضا، ذكر في الذريعة أن له حواشي على كتابه ذكرى الشيعة، كما يظهر من حاشية البويهي عليها، حيث صرح فيها أنه ينقله عنها(1) . تلك جملة مما بلغنا من آثار الشهيد الفقهيه. وهذا وحده يكفي للدلالة على ضخامة العمل الفقهي الذي قام به الشهيد، والاثر الكبير الذي تركه في تطوير البحث الفقهي، ومناهج الدراسة الفقهية والاصولية.

وقد فتح الشهيد في كتاباته هذه أبوابا للباحثين بعده، كما سد فجوات كثيرة في البحث الفقهي من حيث المنهج والاستدلال. وقد كان مؤلفات الشهيد الفقهية موضع عناية الفقهاء واهتمامهم دائما وعلى امتداد (تاريخ الفقه الجعفري)، فكثر التعليق والشرح على كتب الشهيد من المتقدمين والمتأخرين. ومهما يكن من أمر فقد خلف الشهيد من بعده ثروة فقهية ضخمة كانت ولا تزال إحدى ركائز، ومقومات تراثنا الفكري. آثاره الاخرى:

19 - (العقيدة)

رسالة صغيرة في العقيدة الاسلامية:

___________________________________

(1) راجع الذريعة ج 10. ص 40 (*).

١١٥

20 - (اختصار الجعفريات)

والاشعثيات، أو الجعفريات من الكتب القديمة يشتمل على نحو ألف حديث، اختصره الشهيد بما يقرب من الثلث.

21 - (مزار الشهيد)

وتسمى ب‍: (منتخب الزيارات) ويحتوي على جملة من الزيارات وترجمت إلى الفارسية.

22 - (المقالة التكليفية)

رسالة في العقائد والكلام، فرغ الشهيد من تأليفها سنة 769 شرحها الشيخ زين الدين يونس البياضي باسم (الرسالة اليونسية في شرح المقالة التكليفية الشهيدية).

23 - (مجموعة الاجازات)

وهي ما جمعها الشهيد من إجازات العلماء المتقدمين.

24 - (شرح قصيدة الشفهيني)

والقصيدة في مدح (الامام أميرالمؤمنين)عليه‌السلام ، شرحها الشهيد، وقد وقف الشفهيني على الشرح فأعجب به، وأرسل إلى الشهيد

١١٦

عشرة أبيات يمدحه بها، منها:

فكأنه وجواده وحسامه

وسنان مسعده دليل اسود

قمر على فلك وراء‌ه مذنب

وأمامه والليل داج فرقد

ولعل القصيدة التي شرحها الشهيد من شعر الشفهيني - كما رجحه الشيخ آغا بزرك في الذريعة - هي التي مطلعها:

يا عين ما سفحت عزوب دماك

إلا بما ألهمت حسب دماك

ويبدو أن هذا الشرح كان من عمل الشهيد في أوان دراسته(1) .

___________________________________

(1) يراجع فيما تقدم من آثار الشهيد غير الفقهية كتاب حياة الامام الشهيد للشيخ محمد رضا شمس الدين (*).

١١٧

تلاميذه

استقل الشهيد بالتدريس في الحلة، والتف حوله طلاب الففه والاصول يدرسون عليه مناهج الاستنباط والفقه، وعرف الشهيد في الحلة بتدريسه لقواعد العلامة والتهذيب، وعلل الشرايع، وكتب أخرى في الفقه والاصول والحديث.

ولم يقتصر الشهيد على التدريس في الحلة، أو في جزين في مدرسته الخاصة، وانما كان يقوم بالتدريس في رحلاته التي كان يقوم بها بين حين وآخر إلى (الحجاز) أو (مصر) أو (سوريا) أو (فلسطين) أو (العراق) أو غيرها من الاقطار الاسلامية.

وقد استطاع الشهيد في هذه المدة وفي خلال رحلاته وإقامته في الحلة وفي دمشق وفي جزين أن يرى عددا كبيرا من العلماء الذين خلفوه في مكانته العلمية والدينية.

ولكي يلمس القارئ شيئا من جهود الشهيد في تربية تلاميذه من الذين خلفوه بعده في الفقاهة والتدريس أعرض اسماء نفر منهم:

1 - السيد أبوطالب احمد بن القاسم بن زهرة الحسيني، تلمذ على الشهيد وحضر عنده(1) .

2 - الشيخ جمال الدين أحمد بن النجار صاحب الحاشية على (قواعد العلامة الحلي)، جمع فيها تحقيقات شيخه الشهيد ونظرياته في الفقه(2) .

3 - الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن بن الشهيد الاول، أجازه والده الشهيد مع أخويه وصورة الاجازة في البحار(3) .

4 - الشيخ ضياء الدين ابوالقاسم علي ابن الشهيد المتوسط، وله عن أبيه إجازة.

5 - الشيخ رضي الدين أبوطالب محمد اكبر أبناء الشهيد، أجازه أبوه مرتين(4) .

6 - الفقيهة الفاضلة فاطمة المدعوة بست المشائخ، تروي عن أبيها وعن السيد تاج الدين ابن معية إجازة، وكان أبوها يثني عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها، والرجوع اليها(5) . وقد عني الشهيد بتربية بنته هذه وتثقيفها فكانت مثال المرأة المؤمنة المثقفة، وكانت موضع احترام وعناية الفقهاء والناس عامة، حتى أنها

___________________________________

(1) راجع روضات الجنات الجزء 2. ص 34.

(2) حياة الامام الشهيد الاول.

(3) بحار الانوار. الجزء 2. ص 34.

(4) الذريعة. الجزء 1. ص 248.

(5) شهداء الفضيلة. ص 91 (*).

١١٨

لما توفيت في قرية جزين حضر تشييعها سبعون مجتهدا من (جبل عامل).

ولسنا نملك نحن أثرا فقهيا عن هذه السيدة الجليلة، لكن بين أيدينا وثيقة كتبتها ست المشائخ لاخويها تهب بها ما يخصها من تركة أبيها في جزين لاخويها، ابتغاء لوجه الله، وفي قبال ذلك يعوضها أخواها بكتب في الفقه للشيخ والشهيد، وإليك نص الوثيقة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي وهب لعباده ما شاء، وأنعم على أهل العلم والعمل بما شاء. وجعل لهم شرفا وقدرا وكرامة، وفضلهم على الخلق بأعمالهم العالية، وأعلى مراتبهم في دار الدنيا والآخرة، وشهد بفضلهم الانس والجان.

والصلاة والسلام الاتمان والاكملان على سيدنا محمد ولد عدنان المخصوص يجوامع الكلم الحسان، وعلى آله وأصحابه أهل اللسن واللسان والساحبين ذيول الفصاحة على سحبان، وعلى تابعيهم ومن تابعهم ما اختلف الجديدان، وأضاء القمران.

أما بعد: فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها: أبا طالب محمدا، وأبا القاسم عليا سلالة السعيد الاكرم، والفقيه الاعظم، عمدة الفخر وفريد عين الزمان ووحيده، محيي مراسم الائمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، مولانا شمس الملة والدين محمد بن احمد بن حامد بن مكيقدس‌سره ، المنتسب لسعد بن معاذ سيد الاوس أما قدس الله أرواحهم جميعا ما يخصها من تركة أبيها في (جزين) وغيرها هبة شرعية، ابتغاء‌ا لوجه الله تعالى.

ورجاء‌ا لثوابه الجزيل.

١١٩

وقد عوضا عليها كتاب (التهذيب) للشيخرحمه‌الله ، وكتاب (المصباح) له، وكتاب (الذكرى) لابيهارحمه‌الله ، و (القرآن) المعروف بهدية علي بن مؤيد(1) . وقد تصرف كل منهم، والله الشاهد عليهم، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان العظيم قدره الذي هو من شهور سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، والله على ما نقول وكيل، وشهد بذلك خالهم المقدام علوان بن أحمد بن ياسر، وشهد الشيخ علي بن الحسين بن الصائغ، وشهد بذلك الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي(2) .

وهذه الوثيقة وحدها تكفي للدلالة على مكانة هذه السيدة السامية وجلالتها، وسمو أخلاقها، وعنايتها بالعلم والعلماء، والكتب الفقهية ولهجتها الوثيقة تكشف عن نفسية كريمة، وأدب إسلامي رفيع، وتواضع جم للعلم والعلماء.

7 - السيد بدر الدين الحسن بن أيوب الشهير بابن الاعرج الاطراوي العاملي، كان من معاريف تلاميذ الشهيد كما في (أمل الآمل).

8 - الشيخ عبدالرحمان العتائقي صاحب المؤلفات الكثيرة تلقى عن الشهيد كثيرا من العلوم.

9 - الشيخ شرف الدين ابوعبدالله المقداد بن عبدالله المعروف بالفاضل السيوري الحلي صاحب (شرح الباب الحادي عشر)، يروي عن الشهيد كما في الكنى والالقاب.

10 - الشيخ محمد بن تاج الدين عبد علي الشهير بابن نجدة، اجازه

___________________________________

(1) مر ذكره في (ملوك خراسان) سربدران عاشوا في سبزوار احدى مدن خراسان الكبرى.

(2) الكنى والالقاب الجزء 2 ص 342 - 344 (*).

١٢٠