رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة16%

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة مؤلف:
تصنيف: رسائل وأطاريح جامعية
الصفحات: 359

  • البداية
  • السابق
  • 359 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82216 / تحميل: 10567
الحجم الحجم الحجم
رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المقدّمة:

١. اهمية البحث

٢. بيان موضوع البحث

٣. تساؤلات الدراسة

٤. منهج الدراسة

٥. خصائص الدراسة

٦. خطة البحث

٧. الدراسات السابقة

١

التمهيد:

ان الاهتمام الكبير الذي اولته الطائفة الشيعية في مسألة تدوين الحديث و جمعه يبدو واضحاً من خلال مانلاحظه من تراث ضخم بلغ الى حد الموسوعات الكبيرة كالبحار مثلاً و هو يكشف عن وجود جهود كبيرة بذلت في هذا المظمار بالاضافة الى فترة من الزمن ليست بالقصيرة.

و قد بلغ النشاط الثقافي القمة في عصر الامامين الصادقين الباقر و الصادق عليهماالسلام و هي الفترة التي وقعت بين افول الدولة الاموية و ظهور الدولة العباسية على المسرح السياسي، و في هذه الفترة الانتقالية ارتفع الضغط السسياسي عن الشيعة عموماً مما دعى أهل العلم و المعرفة الى التهافت على مدرسة أهل البيت لينهلوا من معينها الصافي، و قد بلغ عدد الرواة الذين كانوا يختلفون على الامام الصادق عليه‏السلام للاستفادة من علمه أكثر من ستة الاف رجل، و انشغلوا بضبط ما رووه من احاديث في مختلف المعارف الاسلامية من عقائد، و تفسير، و فقه... الخ، و صنفوا الكتب التي اصطلح عليها ب «الاصول» و نسبةً الى عددها سميت ب الاصول الأربعمئة و تعد هذه الدراسة فى تاريخ الحديث خطوةً في طريق دراسة التراث الاسلامي الاصيل المتمثل بالموروث الضخم من الروايات التي قدمتها مدرسة اهل البيت للانسانية جمعاء لتنير طريقها نحو الهداية و الكمال. و قد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه الى عدة امور:

الامر الاول: يتناول كلمة «الاصل» لغة و اصطلاحاً.

الامر الثاني: نبحث فيه زمان تدوين الاصول.

الامر الثالث: و نعرض فيه عدد الاصول.

الامر الرابع: يتناول فيه خصائص الاصول.

الامر الخامس: البحث في توثيق اصحاب الاصول.

الامر السادس: الخلاصة و نتائج البحث.

٢

اهمية البح ث

ان البحث عن الاصول الاربعمائة يكتسب اهميته من اهمية علم الرجال و الذي يعتبر واحد من اهم العلوم التي تلعب دوراً هاماً في عملية الاستنباط.

و بما ان هذه الاصول قد شكلت نسبة يعتد بها من مصادر السنة الشريفة فان البحث عن رواتها سيوفر على المشتغلين في علم الرجال جهداً لابأس به.

بيد أن هذه الدراسة التي تعد الاولى من نوعها في هذا المجال قد سدّت فراغاً في المكتبة الاسلامية بقي لحقبة من الزمن و هي من اهم ما امتازت به الاطروحة.

بيان موضوع البح ث

ان الموضوع الذي تناولته هذه الاطروحة هو تسليط الضوء على اصطلاح الاصول الاربعمائة منذ ظهوره الى تبلوره و تكامله حتى وصل الى هذه المرحلة التي احتلت مساحه واسعة في علم الحديث و علم الرّجال ثم ترجمت للرواة الذين بذلوا جهوداً في تدوين تلك الاصول واضعةً النقاط على الحروف فيما يتعلق بعدد الاصول.

تساؤلات الدراس ة

ت تمحور الدراسة حول السؤال الرئيسي:

من هم رواة الاصول الاربعمائة؟

و للإجابة على هذا السؤال تطلّب الامر الاجابة عن الاسئلة التالية:

س ١: كيف دونت السنة الشريفة؟

س ٢: ما هي الاصول الاربعمائة؟

س ٣: ما هو المراد من الاصل؟

منهج الدراسة

ان الطريق المؤدي الى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن

٣

على سير العقل و تحدد عملياته حتى يصل الى نتيجة معلومة (١) هذا هو انضج تعريف للمنهج و لهذا المنهج طرف عدّة و قد اعتُمِد هنا المنهج الوصيفي الذي يعرف بانه «الاسلوب الذي يعتمد على دراسة الواقع او الظاهرة كما توجد في الواقع، و يهتم بوصفها وصفاً دقيقاً و لايقتصر الاسلوب الوصفي على وصف الظاهرة و جمع المعلومات و البيانات بل لابد من تصنيف هذه المعلومات و تنظيمها و التعبير عنها كمياً او كيفياً من اجل الوصول الى استنتاجات و تعميمات تساعدنا في تطوير الواقع الذي ندرسة. (٢)

و قد كان المنهج المكتبي هو المعتمد هنا و هو عبارة عن تقييم الحقائق المتعلقة بموضوع معين و مقارنتها و تفسيرها و الوصول الى تعميمات بشأنها. (٣)

خطة البح ث

اشتملت الدراسة على مقدمة و اثنان و عشرون باباً و خاتمة اما المقدمة فقد ضمت الفصول التالية:

الفصل الاول: كلمة الاصل لغة و اصطلاحاً

الفصل الثاني زمان تدوين الاصول

الفصل الثالث: عدد الاصول

الفصل الرابع: خصائص الاصول.

ثم يلي المقدمة احدى و عشرون باباً مقسمة حسب حروف المعجم. و تشتمل على اصحاب الاصول مرتبة حسب حروف المعجم لكل حروف باب و لكل شخص فصل إلا اننا اكتفينا بذكر الابواب فقط و لم نذكر الفصول.

باعتار ان الترجمة كما هو متعارف عند اصحاب الفن تحمل رقم يعوض عن ذكر الفصل.

فجائت الابواب كما يلى:

____________________

(١) التوجيه الاسلامي لاصول التربية نقلاً عن البدوي: ٢٢.

(٢) المصدر السابق.

(٣) المصدر السابق.

٤

الباب الثاني: باب الهمزة و فيها تلاثون مترجم له.

الباب الثالث: باب الباء و فيها خمسة مترجم له.

الباب الرابع: باب الثاء و فيها مترجم واحد فقط.

الباب الخامس: باب الجيم و فيها اربع مترجم له.

الباب السادس: باب الحاء و فيها عشرون مترجم له.

الباب السابع: باب الخاء و فيها اربع مترجم له.

الباب الثامن: باب الدال و فيها اثنان مترجم له.

الباب التاسع: باب الذال و فيها مترجم واحد فقط.

الباب العاشر: باب الراء و فيها ثلاثة مترجم له.

الباب الحادي عشر: باب الزاي و فيها ستتة مترجم له.

الباب الثاني عشر: باب السين و فيها عشرة مترجم له.

الباب الثالث عشر: باب الشين و فيها ثلاثة مترجم له.

الباب الرابع عشر: باب الصاد و فيها مترجم واحد فقط.

الباب الخامس عشر: باب الظاء و فيها مترجم واحد فقط.

الباب السادس عشر: باب العين و فيها اربعة عشر مترجم له.

الباب السابع عشر: باب القاف و فيها مترجم واحد فقط.

الباب الثامن عشر: باب الميمم و فيها تسعة مترجم لها.

الباب التاسع عشر: باب الواو و فيها مترجم واحد فقط.

الباب العشرون: باب الهاء و فيها اثنان مترجم له.

الباب الحادي و العشرون: باب الياء و فيها مترجم واحد فقط.

الباب الثاني و العشرون: باب الكنى و فيها ثلاثة مترجم له.

ثم الخاتمة و تشتمل على الخلاصة البحث و نتائج البحث.

ثم قائمة المحتويات التي ضمت عدة قوائم اهمّها:

٥

١. المصادر و المراجع

٢. المذاهب و الفرق

٣. الاعلام

٤. أسماء المعصومين عليهم‏السلام

٥. الجماعات و القبائل و البقاع.

ثم الخاتمة و اشتملت على:

خلاصة البحث

نتايج البحث

خصائص الدراسة

اولاً: ان هذا العنوان يعتبر الاول من نوعه في المكتبة الاسلامية حيث لم يسبق لاحد ان كتب بهذا العنوان بصورة مستقلة و هذه هي اهم خصيصة توفرت عليها الاطروحة، فهو جديد ينتفع به انشاء اللّه‏ تعالى.

ثانياً: اشتملت على التنظيم المتعارف في كتابة التراجم من وضع رقم لكل ترجمة الى الحاق الترجمة بذكر مصادرها الى التنظيم حسب حروف المعجم.

ثالثاً: هناك باب لمن عرف و اشتهر بكنيته من الرواة المترجم لهم يسمى ب باب الكنى، الحق في آخر الدراسة.

الدراسات السابق ة

عنون هذا البحث العلامة السيد محسن الامين في موسوعه الكبرى أعيان الشيعة و كانت منه اشارة بسيطة نقل بعض اقوال القدماء و آرائهم حول اصطلاح الاصول الاربعمائة.

ثم جاء بعد العلامة الطهراني ليتناول هذا البحث بشيء من التفصيل في كتابه الذريعه في مادة (اصل) فتحدث عن مؤلفي هذا الاصول و ميزاتهم و حاول الدفاع عنهم و تبنى فكرة كون الراوي

٦

له اصل يفيد مدحاً له.

ثم تناول في بحثه زمان تدوين الاصول و بعدها عدد (١١٧) راوي من اصحاب الاصول مشيراً الى المصادر التي صرحت بكونهم من اصحاب الاصول.

و تناول البحث:

ثم تناول البحث المحقق الجلالي بشيء من التفصيل معتمداً على ابحاث من سبقه في هذا المضمار.

ثم جاء دور مكتب الاعلام الاسلامي التابع للحوزة العلمية في قم ليخوض هذا البحث مرةً اخرى بمناسبة وضعه لمعجم الفاظ بحار الانوار. و في كلا البحثين الاخريين هناك دعوى الى كون البحث بحاجة الى المزيد من التحقيق و ان المجال واسع في ذلك.

ثم بحث الموضوع ذاته في مقال بعض المحققين باللغة الفارسية نشر في مجلّة الفقه التي يصدرها مكتب الاعلام الاسلامي التابع للحوزة العلمية في عددها الخامس و العشرين. تناول فيه ابعاد الاصول الاربعمائة من عدة جوانب و يختم مقاله بذكر (٥٠) راوي من اصحاب الاصول.

و ممن تعرض لهذا البحث الشيخ السبحاني في كتابه «ادوار الفقه الامامي» و قد اشار أليه بصورة مقتضبة جداً تحت عنوان الاصول المصنفات.

و جاء بحث هذا الموضوع ايضاً في كتاب دروس في نصوص الحديث و نهج البلاغة تحت عنوان الاصول الاربعمائة و قد اكتفى الكاتب بالاشارة الا بعض جوانب البحث.

قائلاً: في ختام هذا الفصل نستعرض بحثاً موجزاً و مكشفاً حول الاصول الاربعمائة.

و من خلال ذلك نتناول البحث في هذا المضمار و لكن لامن زوايه الاقتصار على ماحرره من سبقنا حيث كان جل جهدهم منصب على البحث حولى مادة الاصل و عبارة (له اصل) (تاريخ تدوين الاصول، بل نتناول البحث من جهة توثيق اصحاب الاصول و آراء الرجاليين و توثيقاتهم لهؤلاء الرواة و ان كنّا لم نغفل البحث الذي تناوله من سبقنار بيد انه لم يكن هو الهدف الاساسى و من اللّه‏ التوفيق و عليه التكلان.

٧

الباب الاول:

اصطلاحات الدراسة:

الاصل لغةً

الاصل اصطلاحاً

اضواء على التعاريف

مصطلح الاصول الاربعمائه

عصر تدوين الاصول

عدد الاصول

خصائص الاصول

٨

اصطلاحات الدراسة

الاصل:

الاصل لغة ً

جمعه اصول و هو اسفل كل شيء و قاعدته كما اشارت اليه المعاجم اللغوية.

قال الراغب في تعريف الاصل: أصل الشيء قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها سائره لذلك (١) .

و قال ابن منظور في لسان العرب: الاصل اسفل كل شيء. (٢)

و في الصحاح هو ما يبنى عليه الشيء، او ما يتوقف عليه (٣) ، واصل الشي اساسه الذي يقوم عليه (٤) ، و هو ما يبنى عليه غيره (٥) .

و قد مرت كلمة (أصل) شأنها شأن الكثير من الكلمات العربيه بمراحل تطورت فيها دلالتها من معنى الى اخر، وضعت اول ما وضعت لأسفل الشيء فيقال: أصل الجبل، و أصل الحائط، واصل الشجرة.

و يراد به اسفل الجبل اي قاعدته، و أسفل الحائط أي اساسه، و اسفل الشجرة اي جذرها (٦) .

ثم توسع المعنى حتى تناول كل مايستند وجود الشيء إليه، فالاب اصل الولد والنهر اصل للجدول و هكذا. (٧)

و بعد ذلك تطورت دلالة الكلمة من الاستعمال في المعانى المادية المحسوسة التي ذكرت التوسع في دائرة الاستعمال حتى شملت الافكار والامور المعنوية فاصبحت تطلق الكلمة في لغة

____________________

(١) مفردات الراغب: ٧٩ ماده اصل.

(٢) لسان العرب ١: ١٦، مادة اصل.

(٣) الصحاح: ماده اصل.

(٤) المعجم الوسيط: ماده اصل.

(٥) التعريفات: ماده اصل.

(٦) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية: اصول البحث.

(٧) معجم لاروي: مادى اصل.

٩

العلوم و يراد بها القاعدة التي يبنى عليها الحكم. (١) و عندما مايقال «الاصول الروائيه» يراد بها تلك التي اخذت عن المعصوم و صدرت منه فهو اصلها.

الاصل اصطلاحا ً

اما الاصل في اصطلاح المحدثين فقد اختلفت تعاريف العلماء في تحديد مفهومه و قد عرفوه بتعاريف كثيرة نستعرضها في مايلي:

التعريف الاول:

تعريف السيد بحر العلوم (٢) في الفوائد الرجالية.

قال: الاصل في اصطلاح المحدّثين من اصحابنا بمعنى الكتاب المعتمد الذي لم ينتزع من كتاب آخر. (٣)

التعريف الثاني:

و في مجمع الرجال (٤) الاصل: مجمع عبارات الحجّة، و الكتاب يشتمل عليه و على

____________________

(١) اصول البحث: دائرة المعارف الاسلامية الشيعية.

(٢) بحر العلوم: محمد مهدى بن مرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد الطباطبائى الحسينى، النجفي، الملقب ببحر العلوم ولد في كربلاء سنة ١١٥٥ ه. توفي في النجف الاشرف في رجب سنة ١٢١٢ ه. بعد ان تزهم الحوزة العلميه في زمانه له مصنفات في الفقه و الاصول و الرجال و اهم مصنفاته الرجاليه كتابه المعروف برجال بحر العلوم و المسمى بالقوائد الرجاليه و قد اعتمدناه في و تصنيف هذا الكتاب تجد ترجمته في:

روضات الجنات ٧: ٢٠٣ برقم ٦٢٥، قصص العلماء: ١٦٨، مستدرك الوسائل الخاتمة ٢: ٤٤٠، بهجة الآمال ٧: ١١٦، ايضاح المكنون ١: ٤٦١، هدية العارفين ٢: ٣٥١، تنقيح المقال ٣: ٢٦٠ برقم ٢٣١٨، الفوائد الرضوية: ٦٧٦، ريحانة الادب ١: ٢٣٤، هدية الاحباب: ١٠٣، أعيان الشيعة ١٠: ١٥٨، ريحانة الادب ١: ٢٣٤، الذريعة ١: ١١٣ برقم ٥٤٩، مصفى المقال: ٤٦٧، الاعلام ٧:١١٣، معجم المؤلفين ١٢: ٦١ موسوعة طبقات الفقهاء ١٣: ٦٣٦ برقم ٤٣٦٢، مقدسة رجال بحر العلوم الجزء الاول.

(٣) الفوائد الرجالية ٢: ٣٦٧.

(٤) القهپائي: زكي الدين ابن شرف الدين علي بن محمود بن شرف الدين علي القهيائي اصلاً؛ الزكي لبقاً النجفي مكناً من تلامذة المقدس الادبيلي ن ٩٩٣ و التستري ١٠٢١ و ٤ بهائى، ٢البهائي ١٠٣١.

و لما لم نقف على ترجمة وافية لهذا العلم سوى ماذكره صاحب الذريعة أعلى اللّه‏ مقامه ترك مصنفاةٍ عدّه آثار أليها في الذريعة اشهرها كتابه مجمع الرجال الذي جمع فيه الاصول الرجالية الخمسة الكشي و الفهرس، و النجاشي، و رجال الطوسي، و رجال ابن الغضائري الضعفاء. راجع مصفى المقال للطهراني: ٢٥، ١٤١، ٢٤٢، ٣٠٨، ٣٤٣، ٣٧٦ و مقدمة مجمع الرجال.

١٠

الاستدلالات و الاستنباطات شرعاً و عقلاً و لذا صار عدمه معياراً. (١)

التعريف الثالث:

و جاء في كتاب الذريعة للعلامة الطهراني (٢) في تعريفه:

الاصل: هو عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصة كما ان الكتاب عنوان يصدق على جميعها فيقولون له (كتاب اصل) او (له كتاب و له اصل) او (قال في كتاب أصله) اوله (كتاب و اصل) و غير ذلك. و اطلاق الاصل على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل يطلق عليه الاصل بما له من المعنى اللغوي ذلك لان كتاب الحديث إن كان جميع احاديثه سماعاً من مؤلفه عن الامام عليه‏السلام فوجود تلك الاحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرع من وجود اخر فيقال له الاصل لذلك (٣) .

التعريف الرابع:

و عرفه في منهج المقال بمالفظه:

و يقرب في نظري أن الاصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الاحاديث التي رواها عن المعصوم عليه‏السلام او عن الراوي و الكتاب و المصنف لوكان فيهما حديث معتمد معتبر لكان ماخوذاً من الاصول غالباً» (٤) .

____________________

(١) مجمع الرجال ١: ٩.

(٢) العلامة الطهراني: و هو الشيخ محمد محسن الطهراني ولد في طهران سنه ١٢٩٣ ه. ١٨٧٦م و يلقب ب «آقا بزرگ» و اي السيد الكبير و هو لقب يعطى في المجتمع الايراني و في طهران بشكل خاص لكبير العائلة و للصبي الذي يسمى باسم جده الاعلى و اما الذي يسمى باسم جده الادني فيسمى ب «آقا كوچك» ابي السيد الصغير وفاته عام ١٣٨٩ ه. (١٩٦٩ م) في النجف الاشرف.

اشهر مصنفاته الذريعه الى تصانيف الشيعة التي بلغت ٤٥ مجلداً. ترجمة له المصادر التاليه: أعيان الشيعة ١: ٤٧، رحيانة الادب ١: ٥٢، مشهدالامام ٢: ١٤٩، معارف الرجال ٢: ١٨٦، معجم المطبوعات النجفية ٤٣: ١٨٨، معجم المؤلفين العراقيين ١: ١٢١، علماء معاصرين: ٢٦١، مقدمة كتاب الذريعة لمحمد على الغروي الاوردابادي، الذريعة ١: ١٢٩، ٢٢٢٩، ٣٠٨، ٥٢٤، و ٢: ٧٠، ٤٢٨ و ٣: ٧١ و ٤: ١٤٥، ١١٧، ١٣٤، ٣٨٣، ٤٩٣، ٢١٤، ٣٤١، و ٥: ٨ و ٧ ٣٤، ٨: ٨٤ و ١٠: ٢٤، ٥١ و ١٣: ١٣ و ١٥: ١٢٧، ١٣٠، ١٤٤، ٢٠٢ و ١٨: ١٨١، ٢٤٩ و ٢٠: ٨٢، ١٥١ و ٢١: ٤، ٢٤، ١٣٠ و ٢٢: ٢٠٧ و ٢٣: ١٢٣ و ٢٤: ١، ٢، ١١٥، ٢٧٨، ٢٤٢، ٢٧١، ٣١٥ و ٢٥: ١٠٤، ١٢٣، ٢٠٧، ٣٧٣، ٢٧٤. مع علماء النجف الاشرف ٢: ٤٦٠ و مابعدها.

(٣) الذريعة ٢: ١٢٥.

(٤) منهج المقال ١: ٧٠.

١١

التعريف الخامس:

و نسب الى بعضهم (١) ان الاصل ماكان مجرد كلام المعصوم عليه‏السلام و الكتاب ما فيه كلام مصنفه أيضاً (٢) .

التعريف السادس:

العلامة التستري (٣) : الظاهر أن الاصل ماكان مجرّد رواية أخبار بدون نقض و أبرام و جمع بين المتعارضين و بدون حكم بصحة خبر او شذوذ خبر (٤) .

و حاول بعض المعاصرين تعريف الاصل بمايلي:

التعريف السابع:

والذي يفهم من كلام الشيخ الطوسي (٥) و غيره أن الاصل عندهم هو المعدود في نظر

____________________

(١) معراج الكمال: ١٧، نقلاً عن الاستر آبادي.

(٢) حكاه الماحوزي في معراج الكمال.

(٣) العلامة التستري: محمد تقي بن كاظم بن محمد علي بن العالم الكبير جعفر التستري ولد في النجف الاشرف سنة ١٣٢٠ ه.، درس في كربلاء و ألف و صنف و عارفي او اخر حياته الى بلاده و رجع الى مدينته الواقعة في الاهواز و تعرف اليوم ب «شوشتر» توفي قدس سره سنة ١٤١٥ ه. و دفن هناك و قبره ظاهر يزار. ترك مصنفات كثيرة في الفقه و الرجال و التاريخ و اشهر مصنفاته الرجالية قاموس الرجال.

راجع مقدمة كتاب قاموس الرجال للمترجم: ٥-٨.

(٤) قاموس الرجال ١: ٦٥، و عرفة بما يضرب منه في منهج المقال ١: ١٢١.

(٥) الطوسي: محمدبن الحسن ت ٤٦٠ ه.: ثقة عين، جليل القدر، شيخ الطائفة، له مصنفات كثيرة، منها: كتاب الرجال المشهور، و كتاب التهذيب و الاستبصار من الكتب المعتمدة لدى الشيعة، و كتاب المفصح و كتاب المبسوط في الفقه، و غيرها، ولد سنة ٣٨٥ ه و توفي سنة (٤٦٠ ه.) ذكره بن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة (٤٤٨ ه.) قائلاً: (و هرب أبوجعفر الطوسي، متكلم الشيعة و نهبت داره سنة (٤٤٨ ه.) و في سنة (٤٤٩ ه.) كبست دار أبي جعفر، متكلم الشيعة و اخذ ماوجد في دفاتره) و قال ابن حجر (ابن حجر: لسان الميزان ٥/١٣٥، رقم ٤٥٢.): (محمدبن الحسن بن علي، أبوجعفر الطوسي، فقيه الشيعة له مصنفات كثيرة في الكلام على مذهب الامامية، و جمع تفسير القرآن، احرقت كتبه بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر و استنر هو خوفا) ذكر العلامة ان له اجازة عن الشيخ أبي القاسم العماد الطبري عن المفيد، أبي على الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن الشيخ عن والده عن أبي جعفر الطوسي (العلامة الحلي: الخلاصة ص ١٤٦.) اعتمد العلامة الحلي علي كتابيه الرجال و الفهرست، و يذكره بعبارة قال الشيخ قدس‏سره و تارة اخرى قال الشيخ أبوجعفر الطوسى قدس‏سره و لكنه لايذكر الكتاب الذي نقل منه.

قال في الذريعة محمد بن الحسن بن على الطوسي أبوجعفر قدس‏سره فمنزلته عند العلماء، اشهر من ان يعرف و يقال له شيخ الامامية و رئيس الطائفة و كل من عرّفه من علماء الرجال قال فيه بانه ثقة و صادق و عارف بالاخبار و الرجال و الفقه و الاصول و الكلام و الادب، تلميذ الشيخ المفيد قدس‏سره ولد قدس‏سره في شهر رمضان سنة خمس و ثمانين و ثلثماة و قدم العراق فى شهور سنة ثمان.

له ترجمة في: النجاشي: الرجال ص ٣١٦، ابن شهر آشوب: معالم العلماء ١١٤، رقم ٧٦٦، ابن داود: الرجال ٨٥ رقم ١٣٥٥، الصفدي: الوافي بالوفيات ٢/٣٢٩، ابن كثير: البداية و النهاية ١٢/٧١، ابن تغري يردي: النجوم الزاهرة ٥/٥٢، السيوطي: جلال الدين، عبدالرحمن بن أبي بكر ت ٩١١ ه. طبقات المفسرين ص ٢٩، حاجى خليفة، كشف الظنون ١/٢٦٤، الحر: امل الامل ٢/٢٥٩ رقم ٧٦٢، البغدادي: ايضاح المكنون ١/٢٢٣، هدية العارفين ٢/٧٢، العاملي: أعيان الشيعة ٩/١٥٩، رقم ٣٣٩.

١٢

الاصحاب أصلاً فيعلم من ذلك ان لايكون ماخوذاً من غير الامام، و خلوه من كلام صاحبه مضافاً الى ترتيبه الخاص، و هذا هو المتيقن في تحديد معنى الاصل.

فتبين ان الفاضل المذكور قد اقتبس معنى الاصل من اقوال القدماء من دون بيان لمعنى لكلمة الاصل.

التعريف الثامن:

للوحيد البهبهاني (١) : الاصل: هو الكتاب الذي يمتاز عن غيره بأن جمع فيه مصنفه الاحاديث التي رواها عن المعصوم عليه‏السلام او عن الراوي عنه (٢) .

اضواء على التعاريف:

هذه هي اهم التعاريف الواردة في مصنفات الاعلام و الى جانب هذه التعاريف هناك من يرى أنه ليس من السهل تعريف هذه اللفظه تعريفاً وافيا طالما ان هذه التعاريف كانت مبنية على الحدس و التخمين.

و هذا ماذهب اليه السيد محسن الامين (٣) في أعيان الشيعة بعد ان نقل جملة من تعريفات

____________________

(١) الوحيد البهبهاني: محمد باقر بن محمد اكمل بن محمد صالح الاصفهاني، البهبهاني، الحائري، المعروف بالوحيد البهبهاني، بالاستاذ الكبير ولد في اصفهان سنه ١١١٧ ه. و قيل غير ذلك. و هو استاذ السيد محمد مهدي بحر العلوم و صاحب مفتاح الكرامة و صاحب الرياض و كاشف الغطاء توفي سنة ١٢٠٦ ه. في مدينة كربلاء.

رجع: تتميم امل الآمل ٧٤ برقم ٢٧، روضات الجنات ٢: ٩٤، برقم ١٤٣، هدية العارفين ٢: ٣٥٠، الفوائد الرضوية: ٤٠٤، الكنى و الألقاب ٢: ١٠٩، معارف الرجال ١: ١٢١، برقم ٥٢، ريحانة الادب ١: ٣٠٩، الذريعة ١: ٢٦٩، برقم ١٤١٥ و ٢: ٢٤، برقم ٨٣ و ٦: ١٠٩، برقم ٥٨٧ و ١٦: ٣٣٠، برقم ١٥٣٦، مصفى المقال: ٨٦، الكرام البررة ١: ١٧١ برقم ٣٦٠، الاعلام ٦: ٤٩، معجم المؤلفين ٩: ٩٠، تراث كربلاء: ٢٥٩، موسوعة طبقات الفقهاء ٣: ٥٢٩، برقم ٤٢٩١.

(٢) مقباس الهداية: ٩١.

(٣) محسن الامين: محسن بن عبد الكريم بن على بن محمد الامين بن أبي الحسن موسى الحسيني، العاملي الشقرائي، الدمشقي، صاحب «أعيان الشيعة» كان فقيهاً شاعراً ذات ثقافة واسعة. ولد في شقراء (التابعة لناحية هو سنين من اعمال مرجحيون) سنة اربع و ثمانين و مائتين و الف. توفي في بيروت سنة احدى و سبعين و ثلاثمائة و الف خلف مصنفات في مختلف المعارف الاسلاميه اشهرها الموسوعة الكبرى «أعيان الشيعة».

راجع: معجم المطبوعات العربية ١: ٧٧٥، تكملة امل الآمل: ٣٢٨، معارف الرجال ٢: ١٨٤ برقم ٣٠١، علماء معاصرين ٢٣٥ برقم ١٥، أعيان الشيعة ١: ٣٣٣، ريحانة الادب ١: ١٨٣، مصفى المقال: ٣٨٥، الذريعة ١: ٢٧٤ برقم ١٤٣٩، أحسن الوديعة ٢: ١٣٤، الاعلام ٥: ٢٨٧، ادب الطف ١٠: ٣٣، شعراء الغربي ٧: ٢٥٥، معجم المؤلفين ٨: ١٨٣، معجم رجال الفكر و الادب: ١٧٣، علماء ثغور الاسلام ٢: ١٦٨، فرهنگ بزرگان: ٤٤٧، موسوعة طبقات الفقهاء ١٤: ٥٠٣ برقم ٤٧٢٧.

١٣

الاعلام للأصل اردفها بقوله و كل ذلك حدس و تخمين (١) ، و وافقه على ذلك بعض المحققين (٢) .

و الحق ان هذه التعاريف للنقاش فيها مجال.

التعريف الاول:

اذ لم نجد اي تصريح من المتقدمين بان الاصل هو الكتاب المعتمد؛ بل نجد تصريحهم بضعف المؤلف الذي هو من اصحاب الاصول كعلي بن حمزة البطائني، فقد روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة لعن الرضا عليه‏السلام أياه. و من لم يرد في حقه توثيق جمع كثير. و هذا اشكال قوي.

التعريف الثاني:

بوجود قسم من النسخ التي وصفها الطوسي و النجاشي (٣) بالكتاب و هي مجردة عن أي استدلال او استنباط شرعي او عقلي بل تحتوي على الاحاديث المروية عن الائمة عليهم‏السلام.

التعريف الثالث:

بان ماذكره و ان كان صادقاً بمفهومه اللغوي إلا أنا نجد ذلك اصطلاحاً من القرن الخامس الهجري و خاصة الشيخ الطوسي و النجاشي كما لايخفى فكيف لايكون بجعل حادث.

ثم لم يعهد التعبير: و قال في (كتاب اصله) أو له (كتاب اصل) اطلاقاً و ذلك نظراً الى هذا الاصطلاح.

____________________

(١) أعيان الشيعة ١: ٨٠.

(٢) الذي وافقه على ذلك المحقق محمد الحسين الجلالي.

(٣) النجاشي: احمدبن علي بن العبّاس ت ٤٥٠ ه.: أبو العبّاس، ثقة يعتمد عليه، له كتاب الرجال، ذكره العلامة الحلي، العلامة الحلّي: الخلاصة ص ١٢. و قال: (كتاب الرجال للنجاشي، نقلنا منه في كتابنا هذا و غيره اشياء كثيرة، و له كتب اخرى ذكرناها في الكتاب الكبير) فالعلامة يصرح بالنقل عن النجاشي بكثرة لم يصرح عن غيره بهذا التصريح، قال فى الذريعة، هو العالم النقاد البصير الشيخ ابى العباس احمد بن على بن احمد من ولد عبداللّه‏ النجاشى قدس‏سره الذى كتب اليه الصادق قدس‏سره الرسالة الاهوازية. و هو افضل من خطّ فى علم الرجال او نطق بفم، لايقاس بسواه و لايعدل به من عداه، و رجالة عمدة الاصول الاربعة الرجالية نظير الكافى بين الكتب الاربعة بل قوله يقدم عند المعارضة على غيره من ائمة الرجال و قال السيد بحر العلوم فى رجاله: «و بتقديمه صرح جماعة من الاصحاب نظراً الى كتاب الذى لانظير له فى هذا الباب و الظاهر انه الصواب».

له ترجمة في: النجاشي: الرجال ٧٩، الطوسي: الرجال ٤٤٦، رقم ٥٤، ابن داود: الرجال ٢٠ رقم ٩٦، الاردبيلي: جامع الرواة ١/٤٦، الحر: امل الامل ٢/١٥ رقم ٣٠، البحراني: لؤلؤة البحرين ٤٠٤ رقم ١٢٧، القمي: الكنى و الألقاب ٣/٢٣٩، العاملي: أعيان الشيعة ٣/٣٠، رقم ٧٧، طهراني: الذريعة ١٨/١٨٥، رقم ١٣٠٧.

١٤

التعريف الرابع:

و يرد عليه ماورد على التعريف الثاني.

التعريف الخامس:

و يرد عليه ما اورد على التعريف الثاني ايضاً.

التعريف السادس:

و هو غير تام لأن ماورد على التعاريف السابقة يرد عليه.

التعريف السابع:

و يرد عليه:

اولاً: ان قوله الاصل عندهم هو المعدود في نظرهم أصلاً هذه مصادرة على المطلوب حيث نحن هنا بصدد البحث عن الظابطة التي يعدون فيها المصنف اصلاً أو كتاباً.

اما ان نقول ان الاصل هو المعدود في نظرهم اصلاً واضح البطلان، ثم انّهم اختلفوا في بعض المصنفات فبعضهم عدها اصلاً في حين وصفها بعضهم بالكتاب و هذا كثير.

ثانياً: قوله «ان لايكون مأخوذاً من غير الامام» فان كان مراده من الاخذ من غير الامام ولوكان بالواسطة فان الراوي اما يأخذ من الامام او يأخذ ممن أخذ من الامام. انه يروي بالواسطة عن ابيه عن الامام الباقر عليه‏السلام و مع ذلك يعد كتابه أصلاً و هذا مالايمكن التسليم به لانه منتقض باصل زيد النرسي حيث.

التعريف الثامن:

و يرد عليه ايضاً ماورد على التعريف الثاني:

و عليه فإنّ هذه التعاريف لاتخلوا من الاشكالات لأنها لم تحدد ظابطة دقيقة لمعنى الاصل كمامر.

١٥

و عندما تكون مصنفات القدماء من الاعلام كالمفيد (١) و الطوسي و ابو العباس النجاشي خالية من أي تعريف لهذه اللفظة كما اشرنا آنفاً.

فان مايدلوا به المتأخرون او المعاصرون لايكون كاشفاً عن معنى «الاصل» طالما ان الاساس فيه هو الحدس او التخمين و هذا مما يجعل فكرة صاحب الاعيان (٢) هي الاقرب للواقع.

و لكن يمكن ان يقال: ان الاصل هو كل مادونه رواة احاديث المعصومين و لم يكن قد سبق تدوينه.

مصطلح الاصول الاربعمائه:

عند الرجوع الى المصادر الروائيه و الغور في ذلك البحر الزخار من تلك الوثائق التاريخيه الهامة في الشريعة الاسلامية سيما مصادر الرجال و الفقه نلاحظ ان هذا الاصطلاح ورد في كلام

____________________

(١) المفيد: محمدبن محمد بن النعمان ت ٤١٣ ه.: اجلّ مشايخ الشيعة و رئيسهم و استاد هم و فضله اشهر من ان يوصف؛ و امّا فى الوثاقة و العلم، فاوثق اهل زمانه و اعلمهم.

قال ابن النديمابن النديم: الفهرست ٢٥٢، ٢٧٩.: (شاهدته و جالسته فرأيته شديد الفطنة، حاضر الخاطر، بارع في العلوم و الكلام و الرواية و العلم، يلقب بابن المعلم، يكنى اباعبداللّه‏، له قريب من مئتي مصنف كبار و صغار، توفي ٤١٣ ه.) ذكره العلامة قائلاً شيخنا المفيد (العلامة الحلي: ايضاح الاشتباه، ص ٥٧.)

له ترجمة في: النجاشي: الرجال ٣١١، الطوسي: الرجال ٤٤٤ رقم ٤٠، الخطيب البغدادي، احمدبن علي (ت ٤٦٣ ه.)، تاريخ بغداد، دار الكتاب العلمية، بيروت (د.ت) بن شهر آشوب: معالم العلماء ١١٢ رقم ٧٦٥، ابن داود: الرجال ٩٢ رقم ١٤٩٥، العلامة الحلي: الخلاصة ص ٨٢، الصفدي: الوافي بالوفيات ١/١١٦، الذهبي: ميزان الاعتدال ٤/٢٦، اليافعي: مرآة الجنان ٣/٨٢، ابن كثير: البداية و النهاية ١٢/١٥، ابن حجر: لسان الميزان ٥/١٨، ابن تغري يردي: النجوم الزاهرة ٤/٢٩، حاجي خليفة: كشف الظنون ٧١، ابن العماد: شذرات الذهب ٣/١٩٩، البغدادى: ايضاع المكنون ١/٣٧، القمي: الكنى و الألقاب ٣/١٩٧، العاملي: أعيان الشيعة ١٠/١٣٣ رقم ٤٩٨، طهراني: الذريعة ١/٧٠ رقم ١٤٦.

فهرست ابن نديم: ٢٦٦، ٢٩٣، رجال النجاشي ٢: ٣٢٧، فهرست الطوسي: ١٨٦، برقم ٧١٠، رجال الطوسي ٥١٤، برقم ١٢٤، تاريخ بغداد ٣: ٢٣١، معالم العلماء: ١١٢ برقم ٧٦٥، الاحتجاج للطبرسي ٢: ٥٩٦، المنتظم ١٠: ١٥٧، برقم ٣١١٤، الكامل في التاريخ ٩: ٣٢٩، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ١: ٤١، رجال ابن داود ٣٣٣ برقم ١٤٦٤، رجال العلامة الحلي: ١٤٧ برقم ٤٥، ايضاح الاشتباه ٢٩٤، تاريخ الاسلام اسنه ٤١٣ / ٣٣٢ برقم ١١١، ميزان الاعتدال ٤: ٢٦، سير اعلام النبلاء ١٧: ٣٤٤، الوافي بالوفيات ١: ١١٦ برقم ١٧، البداية و النهاية ١٢: ١٧، لسان الميزان ٥: ٣٦٨ برقم ١١٩١، النجوم الزاحرة ٤: ٢٥٨، أمل الآمل ٢: ٣٠٤، روضات الجنات ٦: ١٥٣، برقم ٥٧٦، هدية العارفين ٢: ٦١، ٦٢، ايضاح المكنون ١: ٣٧، ٧٠٠، بهجة الآمال ٦: ٥٨٦، تنقيح المقال ٣: ١٨٠، برقم ١٣٣٧، تأسيس الشيعة: ٣١٢، ٣٣٦، أعيان الشيعة ٩: ٤٢٠، الاعلام ٧: ٢١، معجم المؤلفين ١١: ٣٠٦، موسوعة طبقات الفقهاء للسبحاني ٥: ٣٣٤ برقم ٢٠١٢.

(٢) أعيان الشيعة ١: ٣٥.

١٦

الشيخ المفيد اعلى اللّه‏ مقامة كما يحدثنا بذلك ابن شهرآشوب في معالم العلماء.

و هذه النسبة (١) على فرض صحتها يكون هذا الاصطلاح قد تداول في مطلح القرن الخامس الهجري.

ثم تناقله علماء الطائفه (٢) بعد ذلك و يعد الوحيد البهبهاني اول من توسع في بيان هذا الاصطلاح.

زمان عصر تدوين الاصول:

ان عصر تأليف هذه الاصول ينحصر في قولين:

الاول: ان زمن التأليف في عصر الامام الصادق عليه‏السلام (٣) و لايمنع ذلك من ان تكون بعض

____________________

(١) قيدناه بذلك باعتبار ان التعبير المذكور لم يرد في مضانه في مصنفات الشيخ المفيد نعم ورد في الارشاد اشارة الى عدد الرواة اربعة آلاف راوي فراجع هناك.

(٢) جاء هذا الاصطلاح في كلام المحقق في المعتبر: ٥، و الشهيد الاول في الذكري: ٦، والشهيد الثاني فى الدارية: ١٧، و والد الشيخ البهائي في وصول الاخيار الى اصول الاخبار: ٦٠، الشيخ البهائي في الحبل المتين: ٧ و الداماد في الرواشح السماويه: ٩٨، و الفيض الكاشاني في الوافي ١: ١١ و البحراني في الحدائق ١: ٩.

(٣) الامام الصادق عليه‏السلام: جعفر بن محمد بن زين العابدين على بن الحسين بن على بن ابى طالب سادس أئمة اهل البيت كنيته ابوعبداللّه‏ و يلقّب بالصادق واحد ميسرة ابيه الباقر و اجداده الطاهرين في وجيه الامة و نشر العلم و تربية العلماء و ازدحرت في عصره الحركة العلمية في الكوفد و ذلك في اوائل الحكم العباسي.

ولد بالمدينة المنورة في السابع عشر من ربيع الاول سنة ثلاث و ثمائين بلغ من العمر ٦٥ سنه و كانت مدد امامته اربعاً و ثلاثين سنه كانت فترة حياته مفارنة لحكم عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك و سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز و يزيد بن عبد الملك، و هشام بن عبد الملك، و الوليد بن يزيد و يزيد بن الوليد و ابراهيم بن الوليد و مروان الحمار و من خلفاء بني العباس ابو العباس القاح و اخوه أبوجعفر المنصور ثم استشهد بعد مضي عشر سنوات من خلافة المنثور له ترجمة في:

الكامل في التاريخ ٥: ٥٣٠، تذكرة الخواص ١: ٣٠٧، تهذيب الاسماء و اللغات ١: ١٤٩، وفيات الاعيان ١: ٣٢٧، كشف الغمة ٢: ٣٦٨، سير اعلام النبلاء ٦: ٢٥٥ برقم ١١٧، العبر ١: ١٦٠، تاريخ الاسلام سنه ١٤١ـ١٦٠ ١٨، دول الاسلام ١: ٧٢، ميزان الاعتدال ١: ٤١٤، تذكرة الحفاظ ١: ١٦٦، الوافي بالوفيات ١١: ١٢٦، مرآة الجنان ١: ٣٠٤، البداية و النهاية ١٠: ١٠٨، تهذيب التهذيب ٢: ١٠٣، تقريب التهذيب ١: ١٣٢، النجوم الزاهرة ٢: ٨، الفصول المهمة في معرفة احول الأئمة عليهم‏السلام: ٢٢٢، شذرات الذهب ١: ٢٢٠، الامام الصادق و المذاهب لاربعة ٢: ٥٣، نور الابصار: ٢٩٤، أعيان الشيعة ١: ٢٥٩، في رحاب اهل البيت: ٢٩، الاعلام ٢: ١٢٩، سيرة الأئمة الاثنى عشر ٢: ٢٣٣، تاريخ المذاهب الاسلامية محمد ابوزهرة: ٦٣٩.

الطبقات الكبرى لابن سعد ٥: ١٨٧، التاريخ الكبير ٢: ١٩٨، تاريخ اهل البيت لابن ابي الشلج، تاريخ الطبري حوادث سنه ١٤٥، الجرح و التعديل ٢: ٤٨٧، مشاهر علماء الامصار: ٢٠٥، الارشاد: ٢٧٠، حلية الاولياء ٣: ١٩٢، إعلام الورى باعلام الهدى: ٢٧١، المناقب لابن شهر آشوب ٢: ٣٠٢، الملل و النحل للشهرستاني ١: ٢٧٢، تهذيب الكمال ٥: ٧٤، برقم ٩٥٠، الثاقب في المناقب لابن حمزة: ٣٩٥، المنتظم ٨: ١١٠، صفة الصفوة ٢: ١٦٨، طبقات الفقهاء للسبحاني ٢: ٥.

١٧

الروايات واردة عن الامام الباقر عليه‏السلام او الامام الكاظم عليه‏السلام و قد ذهب الى هذا القول جملةً من الأعلام:

قال في إعلام الورى (١) :

روى عن الامام الصادق عليه‏السلام من مشهوري أهل العلم اربعة آلاف إنسان... و صنف من جواباته في المسائل اربعمائة كتاب تسمى الاصول (٢) .

و قال الشيخ حسن ابن عبد الصمد (٣) :

«قد كتبت من اجوبة مسائل الامام الصادق عليه‏السلام اربعمائة مُصَنَّف لاربعمائة مُصَنِّف» (٤) .

قال المحقق (٥) في المعتبر: «كُتِبَت من اجوبة مسائل جعفربن محمد عليه‏السلاماربعمائة مصنّف

____________________

(١) الطبرسي: ابوعلي الفضل بن حسن بن الفضل الطبرسي السبزواري الرضوي او المشهدي، امين الاسلام ـ و الطبرسي نسبةً الى طبرستان و هي بلاد مازندران و الرضوي نسبةً الى مشهد الرضا لانه قد سكن فيها ولد في عشر السبعين و اربهمائة و كانت وفاته في ذى الحجة سنة ثمان و اربعين و خمسمائة دفن في المشهد الرضوي و غيره هناك معروف و يزار. له مصنفات في التفسير و الحديث و النحو و السير و التاريخ اشهر مصنفاته في التراجم و السير كتابه اعلام الورى باعلام الهدى الذي يضم حياة الائمة الاطهار و قد اعتمدناه مصنفا هذا.

انظر ترجمته في فهرس منتجب الدين: ١٤٤ برقم ٣٣٦، نقد الرجال ٢٦٦، امل الآمل ٢: ٢١٦، ريايض العلماء ٤: ٣٤٠، روضات الجنات ٥: ٣٥٧، أعيان الشيعة ٨: ٣٩٨، طبقات أعلام الشيعة ٢: ٢١٦، الاعلام ٥: ١٤٨، معجم رجال الحديث ١٣: ٢٨٥ برقم ٩٣٤٣، معجم المفسرين ١: ٤٢٠، موسوعة طبقات الفقهاء ٦: ٢٢٥ برقم ٢٢٦٤.

(٢) اعلام الورى ١: ٤٢.

(٣) حسين بن عبد الصمد: عز الدين حسين عبد الصمد الجبعي العاملي، والد الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالبهائين وتلميذ الشهيد الثاني ولد سنة ٩١٨ ه. في لبنان توفي سنة ٩٨٤ ه. ترك آثار في الفقه ترجمه شيخنا الاميين ترجمةً وافية في موسسة الغدير الجزء الحادى عشر ٢١٧ ـ ٢٣١ و له ترجمة موسوعة طبقات اعلام الشيعة ١٠: ٦٢ و ادوار الفقه الامامي: ٢٢٤.

(٤) الدراية: ١٧.

(٥) المحقّق الحلّي: جعفر بن الحسين بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهمذلي، نجم الدين ابو القاسم الحلّي، المشهور بالمحقق الحلّي كانت ولادته في الحلّه سنة ٦٠٢ ه. كانت وفاثه في الحلّة ربيع الآخر سنة ٦٧٦ ه.

كان من اعاظم الفقهاء صنف في مختلف العلوم في الاصول و الفروع اشهر مصنفاته في الفقه كتاب الشرائع الذي قرن باسمه و لازال يدرى فى الحوزات العلمية تجد ترجمته في المصادر التالية: روضات الجنات ٢: ١٨٢ برقم ١٨٠، تنقيح المقال ١: ٢١٤ برقم ١٧٧١ أعيان الشيعة ٤: ٨٩، رجال ابن داود: ٨٣ برقم ٣٠٠، نقد الرجال: ٦٩، جامع الرواة ١: ١٥١، امل الآمل ٢: ٤٨ برقم ١٢٧، وسائل الشيعة ٢٠: ١٥٢، برقم ٢٢٤، معجم رجال الحديث ٤: ٦١، برقم ٢١٤٤، قاموس الرجال ٢: ٣٧٨، موسوعة طبقات الفقهاء ٧: ٥٥ برقم ٢٤٢٩.

١٨

سموهاً اصولاً» (١) و الملاحظ من هذه ا لاقوال انها تعتبر هذه الاصول هي اجوبة لمسائل طرحت على الامام الصادق عليه‏السلام للاجابة عنها مما يؤكد حجم النشاط العلمي لتلك الحوزة العلمية التي أسسها الامام الصادق عليه‏السلامفي قلب العالم الاسلامي و بالتحديد في مسجد الكوفة.

الثاني: ان تأليف الاصول كان في الفترة الواقعة بين امامة الامام علي عليه‏السلام (٢) الى زمان الامام العسكري عليه‏السلام.

قال الشيخ: «صنف الامامية من عهد امير المؤمنين عليه‏السلام الى عهد أبي محمّد الحسن العسكري صلوات اللّه‏ عليه اربعمائة كتاب تسمى الاصول» (٣) .

و تبعه على ذلك العلامة السيد محسن الامين في أعيان الشيعة (٤) .

____________________

(١) المعتبر ١: ٣٥.

(٢) امير المؤمنين عليه‏السلام: و هو على بن ابي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لوي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النظر، بن كنانه، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان، ولد الامام امير المؤمنين عليه‏السلام في الكعبة المكرمة، و قد تواترت الاخبار أن فاطمة بنت أسد ولدته في جوف الكعبة، و ذلك في يوم الجمعة، الثالث عشر من رجب، بعد ثلاثين من عام الفيل.

استشهد عليه‏السلام ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان سنة ٤٠ من الهجرة.

له ترجمة في: البدايه و النعمايه ٧: ٣٣٣، الاصابه، ٢:٥٠١، و مابعدها الفصول المهمه: ٢٩ و مابعدها، تاريخ الخلفاء اللسيوطي: ١٨٥، و مابعدها كنز العمال، ١٣:١٠٤، و مابعدها، بار الانوار، ٣٥:٤٢، عوالم العلوم و المعارف و الاحوال، ١٥:١٣، أعيان الشيعة، ١:٣٢٣-٥٦٢، ينابيع الموده للقندوزى الحنفي، الجزء الاولى، على و بنوه لطه حسين، الامام على صوت العداله الانسانيه بحورج جردان، المعيار و الموازنه للاسكافى، صحيح البخاري، ٥:٢٢، و مابعدها وقعه صفين نصربن مزاحم، صحيح مسلم، ٤:١٨٧ و مابعدها، تاريخ اليعقوبي، ٢:١٠٢، سنن الترمذي، ٥:٦٣٢ و مابعدها، خصائص النسائي، العقد الفريد الكافي للكليني، ١:٢٩٢ و ٤٥٢، مروج الذهب للسعودي، ٣:٩٣، و مابعدها خصائص الأئمة للسيد المرتضى، الافصاح في امامة امير المؤمنين المفيد المستدرك على الصحيحين، ٣:١٠٧، و مابعدها، الفضائد لابن شاذان حليه الاولياء، ١:٦١، و مابعدها، التفضيل للكراجكي، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، تاريخ بغداد، ١:١٣٣، الاستيعاب، ٣:٢٦، و مابعدها مناقب آل ابي طالب لابن المغازلي، مناقب آل ابي طالب للخوارزمي أمن المطالب للجوزي الشافعي، فرائد السمطين لابراهيم بن محمد الجويني، ج ١، اليقين في امرة امير المؤمنين للسيد ابن طاووس اسد الغابة، ٤:١٦، و مابعدها، الارشاد للمفيد، الجمل للمفيد، ترجمه الامام على في تاريخ ابن عساكر تاريخ دمشق في ثلاث اجزاء شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ١:٢١، و مابعدها.

الموسوعة الفقهيه الميسره، دائرة المعارف الاسلامية الشيعة، ج ١، موسوعة طبقات الفقهاء، ١:٥، و مابعدها، موسوعة الامام على بن ابي طالب للري شهري، الطبقات الكبرى، ٣:١٧، و مابعدها. مختصر تاريخ دمشق، ١٧:٢٩٧، و مابعدها و ترجم له أبن سعد في من كان يفتي في المدينة من الصحابة على عهد رسول اللّه‏، و كذلك فيمن نزل الكوفة من الصحابة.

(٣) الذريعة ٢: ١٣٠.

(٤) أعيان الشيعة ١: ٩٣.

١٩

وهناك من لم يتعرض الى عصر التأليف كما هو المستفاد من عبارة الشهيد الثاني (١) في شرح الدراية (٢) .

و من الاعلام من مال الى الجمع بين القولين مستدلاً بقرائن تاريخية لاثبات دعواه مستعرضاً الفترات التي كانت الحركة العلمية قد انحسرت فيها الى حد كبير ثم الانفراج في عصر الامام الصادق عليه‏السلام الذي يصطلح عليه عصر الراحة و عصر النور ثم يخلص الى ان تاريخ تأليف جلّ الاصول كان في عصر الامام الصادق عليه‏السلام و بهذا يتبلور عندنا قول ثالث في المسألة.

عدد الاصو ل ان المتتبع في تاريخ الحديث يرى لأول نظرةٍ يلقيها في التراث الحديثي أن عدد الاصول اربعمائة أصلاً كما صرح غير واحد من المتقدمين من علمائنا: من ان هذه الاصول تبلغ اربعمائة اصلاً حتى صار التعبير عنها ب «الاصول الاربعمائة» فاصبح اصطلاحاً متعارفاً بينهم بما له من الشهرة الكبيرة.

قال في اعلام الورى:

«روى عن الامام الصادق عليه‏السلام من مشهوري أهل العلم اربعة الآف انسان و صُنِفَ من جواباته

____________________

(١) الشهيد الثاني: زين الدين بن على بن احمد بن جمال الدين الجبعي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني كانت ولادته في جبع من قرى لبنان سنة ٩١١ ه استشهد على يد اعداء الانسانية سنة ست و ستين و تهمائه و ذهب الى ربه شهيداً مطلوماً و قيل في سبب شهادته ان قاضي صيداً كتب الى سلطان الروح انه وجد بيلاد الشاح مبدع فارسل السطان رجلاً يطلبه فوجده في طريق الحج و بعد اداء الحج اخذه الى الروح و لكنه بعد الوصول الى ساحل البحر فتله، و أخذ برأسه الى السطان فالكى عليه ذلك و فتل القاثل، له مصنفات كثيرة نافت على السبعين كتاب و رساله و شرع و تعليق الى غير ذلك و قد عدله السيد الامين ٧٩ مؤلفاً و لازال كتابه الروضة البهيه تدور عليه رحى التدريس في الحوزات العلمية في زماننا.

تجد ترجمته في المصادر التالية: نقد الرجال: ١٤٥ برقم ١، جامع الرواة ١: ٣٤٦، أمل الآمل ١: ٨٥ برقم ٨١، الوجيزة ٢١٦ برقم ٧٩١، رياض العلماء ٢: ٣٦٥، لؤلؤة البحرين: ٢٨ برقم ٧، روضات الجنات ٣: ٣٥٢ برقم ٣٠٦، تنقيح المقال ١: ٤٧٣ برقم ٤٥٢٠، ايضاح المكنون ١: ١١١، هدية العارفين ١: ٣٧٨، الفوائد الرضوية ١٨٦، أعيان الشيعة ٧: ١٤٣، ريحانة الادب: ٣: ٢٨، طبقات اعلام الشيعة ٤: ٩٠، الذريعة ١١: ٢٩٠، برقم ١٧٥٧، شهداء الفطيلة ١٣٢، الاعلام ٣: ٦٤، معجم المؤلفين ٤: ١٩٣، موسوعة طبقات الفقهاء للسبحاني ١٠: ١٠٤ برقم ٣١٤٥.

(٢) أعيان الشيعة ١: ٩٣.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

بتخفيف النون وياء بعدها، قيل هى بدل من إحدى النونين وقيل نشأت عن الاشباع، و (إلى) متعلقة بمحذوف أى مرسلا إلى فرعون، و (رداء‌ا) حال، ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها (يصدقنى) بالجزم على الجواب، وبالرفع صفة لرداء، أو حالا من الضمير فيه.

قوله تعالى (بآياتنا) يجوز أن يتعلق بيصلون، وأن يتعلق ب‍ (الغالبون)، و (تكون) بالتاء على تأنيث العاقبة، وبالياء لان التأنيث غير حقيقى، ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على من، و (له عاقبة) جملة في موضع خبر كان، أو تكون تامة، فتكون الجملة حالا.

قوله تعالى (ويوم القيامة) الثانية فيه أربعة أوجه: أحدها هومعطوف على موضع في هذه: أى وأتبعناهم يوم القيامة.

والثانى أن يكون حذف المضاف: أى وأتبعناهم لعنة يوم القيامة.

والثالث أن يكون منصوبا ب‍ (المقبوحين) على أن تكون الالف واللام للتعريف لا بمعنى الذى.

والرابع أن يكون على التبيين: أى وقبحوا يوم القيامة ثم فسر بالصلة.

قوله تعالى (بصائر) حال من الكتاب أو مفعول له، وكذلك (هدى ورحمة).

قوله تعالى (بجانب الغربى) أصله أن يكون صفة: أى بالجانب الغربى، ولكن حول عن ذلك وجعل صفة المحذوف ضرورة امتناع إضافة الموصوف إلى الصفة إذ كانت هى الموصوف في المعنى، وإضافة الشئ إلى نفسه خطأ، والتقدير جانب المكان الغربى، و (إذ) معمولة للجار أو لما يتعلق به (وما كنت من الشاهدين) إى إذ قصينا، و (تتلوا) في موضع نصب خبرا ثانيا أو حال من الضمير في ثاويا (ولكن رحمة) أى أعلمناك ذاك للرحمة أو أرسلناك.

قوله تعالى (قالوا ساحران) هو تفسير لقوله أو لم يكفروا، وساحران بالالف:

أى موسى وهرون، وقيل موسى ومحمد صلى الله وسلم عليهما، وسحران بغير ألف: أى القرآن والتوراة (ومن أضل) استفهام في معنى النفى: أى لا أحد أضل، و (وصلنا) بالتشديد والتخفيف متقاربان في المعنى، و (الذين) مبتدأ، و (هم به يؤمنون) خبره، و (مرتين) في موضع المصدر (أو لم نمكن لهم حرما) عداه بنفسه، لان معنى نمكن نجعل، وقد صرح به في قوله " أو لم يروا أنا جعلنا حرما " و (آمنا) أى من الخسف وقصد الجبابرة، ويجوز أن يكون بمعنى يؤمن من لجأ إليه، أو ذا أمن، و (رزقا) مصدر من معنى يحيى

١٨١

(وكم) في موضع نصب ب‍ (أهلكنا) و (معيشتها) نصب ببطرت لان معناه كفرت نعمتها، أو جهلت شكر معيشتها، فحذف المضاف، وقيل التقدير: في معيشتها، وقد ذكر في سفه نفسه، و (لم تسكن) حال، والعامل فيها الاشارة، ويجوز أن تكون في موضع رفع على ما ذكر في قوله تعالى " وهذا بعلى شيخا " (إلا قليلا) أى زمانا قليلا.

قوله تعالى (ثم هو) من أسكن الهاء شبه ثم بالواو والفاء.

قوله تعالى (فمتاع الحياة الدنيا) أى فالمؤتى متاع.

قوله تعالى (هؤلاء) فيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و (الذين أغوينا) صفة لخبر هؤلاء المحذوف: أى هؤلاء هم الذين أغوينا، و (أغويناهم) مستأنف ذكره أبوعلى في التذكرة، قال: ولايجوز أن يكون أغويناهم خبرا، والذين أغوينا صفة لانه ليس فيه زيادة على مافى صفة المبتدأ.

فإن قلت: فقد وصله بقوله تعالى " كما غوينا " وفيه زيادة.

قيل: الزيادة بالظرف لا تصيره أصلا في الجملة، لان الظروف فضلات.

وقال غيره، وهو الوجه الثانى: لايمتنع أن يكون هؤلاء مبتدأ، والذين صفة، وأغويناهم الخبر من أجل ما اتصل به، وإن كان ظرفا لان الفضلات في بعض المواضع تلزم كقولك: زيد عمرو في داره.

قوله تعالى (ما كانوا إيانا يعبدون) " ما " نافية، وقيل هى مصدرية، والتقدير: مما كانوا يعبدون: أى من عبادتهم إيانا.

قوله تعالى (ما كان لهم الخيرة) " ما " هاهنا نفى أيضا، وقيل هى مصدرية: أى يختار اختيارهم بمعنى مختارهم.

قوله تعالى (سرمدا) يجوز أن يكون حالا من الليل، وأن يكون مفعولا ثانيا لجعل، و (إلى) يتعلق بسرمدا أو يجعل أو يكون صفة لسرمدا.

قوله تعالى (الليل والنهار لتسكنوا فيه) التقدير: جعل لكم الليل لتسكنوا فيها، والنهار لتبتغوا من فضله، ولكن مزج اعتماد على فهم المعنى، و (هاتوا) قد ذكر في البقرة.

قوله تعالى (ماإن مفاتحه) " ما " بمعنى الذى في موضع نصب بآياتنا، وأن واسمها وخبرها صلة الذى، ولهذا كسرت " إن " و (لتنوء بالعصبة) أى تنئ العصبة، فالباء معدية معاقبة للهمزة في أنأته، يقال أنأته ونؤت به، والمعنى: تثقل العصبة، وقيل هو على القلب: أى لتنوء به العصبة. ومن (الكنوز) يتعلق بآتينا.

١٨٢

و (إذ قال له) ظرف لآتيناه، ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف دل عليه الكلام: أى بغى إذ قال له قومه.

قوله تعالى (فيما آتاك) " ما " مصدرية بمعنى الذى، وهى في موضع الحال: أى وابتغ متقلبا فيما آتاك الله أجر الآخرة، ويجوز أن يكون ظرفا لابتغ قوله تعالى (على علم) هو في موضع الحال، و (عندى) صفة لعلم، ويجوز أن يكون ظرفا لاوتيته: أى أوتيته فيما أعتقد على علم، و (من قبله) ظرف لاهلك، و (من) مفعول أهلك.

ومن القرون فيه وجهان: أحدهما يتعلق بأهلك وتكون " من " لابتداء الغاية.

والثانى أن يكون حالا من " من " كقولك: أهلك الله من الناس زيدا.

قوله تعالى (ولا يسئل) يقرأ على مالم يسم فاعله، وهو ظاهر، وبتسمية الفاعل و (المجرمون) الفاعل: أى لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها، ويقرأ " المجرمين " أى لا يسألهم الله تعالى.

قوله تعالى (في زينته) هو حال من ضمير الفاعل في خرج، و (ويلكم) مفعول فعل محذوف: أى ألزمكم الله ويلكم، و (خير لمن آمن) مثل قوله " وما عند الله خير للابرار " وقد ذكر (ولا يلقاها) الضمير للكلمة التى قالها العلماء أو للاثابة لانها في معنى الثواب، أو للاعمال الصالحة، و (بالامس) ظرف لتمنوا.

ويجوز أن يكون حالا من مكانه لان المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة، وذلك مصدر.

قوله تعالى (وى كأن الله) " وى " عند البصريين منفصلة عن الكاف، والكاف متصلة بأن، ومعنى " وى " تعجب، وكأن القوم نبهوا فانتبهوا فقالوا وى كأن الامر كذا وكذا، ولذلك فتحت الهمزة من " أن " وقال الفراء: الكاف موصولة بوى: أى ويك أعلم أن الله يبسط، وهو ضعيف لوجهين: أحدهما أن معنى الخطاب هنا بعيد.

والثانى أن تقدير وى اعلم لا نظير له، وهو غير سائغ في كل موضع (لخسف) على التسمية وتركها، وبالادغام والاظهار، ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف، والادغام على هذا ممتنع.

قوله تعالى (تلك الدار) تلك مبتدأ، والدار نعت، و (نجعلها) الخبر.

قوله تعالى (أعلم من جاء) " من " في موضع نصب على ماذكر في قوله تعالى " أعلم من يضل عن سبيله " في الانعام.

قوله تعالى (إلا رحمة) أى ولكن ألقى رحمة، أى للرحمة.

١٨٣

قوله تعالى (إلا وجهه) استثناء من الجنس: أى إلا إياه، أو ما عمل لوجهه سبحانه.

سورة العنكبوت

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن يتركوا) أن وماعملت فيه تسد مسد المفعولين، و (أن يقولوا) أى بأن يقولوا، أو لان يقولوا، ويجوز أن يكون بدلا من أن يتركوا، وإذ قدرت الياء كان حالا، ويجوز أن تقدر على هذا المعنى.

قوله تعالى (ساء) يجوز أن يعمل عمل بئس، وقد ذكر في قوله " بئسما اشتروا " ويجوز أن يكون بمعنى قبح فتكون " ما " مصدرية، أو بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، وهى فاعل ساء.

قوله تعالى (من كان يرجو) من شرط، والجواب (فإن أجل الله) والتقدير: لآتيه.

قوله تعالى (حسنا) منصوب بوصينا، وقيل هو محمول على المعنى، والتقدير: ألزمناه حسنا، وقيل التقدير أيضا: ذا حسن كقوله " وقولوا للناس حسنا " وقيل معنى وصينا قلنا له أحسن حسنا، فيكون واقعا موقع المصدر، أو مصدرا محذوف الزوائد.

قوله تعالى (والذين آمنوا) مبتدأ و (لندخلنهم) الخبر، ويجوز أن يكون " الذين " في موضع نصب على تقدير لندخلن الذين آمنوا.

قوله تعالى (ولنحمل خطاياكم) هذه لام الامر، وكأنهم أمروا أنفسهم، وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر لما فيه من المبالغة في الالتزام كما في صيغة التعجب (من شئ) " من " زائدة، وهو مفعول اسم الفاعل، ومن خطاياهم حال من شئ، والتقدير: بحاملين شيئا من خطاياهم، و (ألف سنة) ظرف، والضمير في (جعلناها) للعقوبة أو الطوفة أو نحو ذلك (وإبراهيم) معطوف على المفعول في أنجيناه، أو على تقدير: واذكر، أو على أرسلنا.

قوله تعالى (النشأة الآخرة) بالقصر والمد لغتان.

قوله تعالى (ولا في السماء) التقدير: ولا من السماء فيها، فمن معطوف على أنتم، وهى نكرة موصوفة، وقيل ليس فيه محذوف لان أنتم خطاب للجميع، فيدخل فيهم الملائكة، ثم فصل بعد الابهام.

قوله تعالى (إنما اتخذتم) في " ما " ثلاثة أوجه أحدها هى بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى اتخذتموه، و (أوثانا) مفعول ثان أو حال، و (مودة) الخبر على قراء‌ة من رفع،

١٨٤

والتقدير: ذوو مودة.

والثانى هى كافة، وأوثانا مفعول، ومودة بالنصب مفعول له، وبالرفع على إضمار مبتدأ، وتكون الجملة نعتا لاوثان ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضا: أى ذوى مودة.

والوجه الثالث أن تكون " ما " مصدرية، ومودة بالرفع الخبر ولا حذف في هذا الوجه في الخبر بل في اسم " إن " والتقدير: إن سبب اتخاذكم مودة، ويقرأ " مودة " بالاضافة في الرفع والنصب و (بينكم) بالجر وبتنوين مودة في الوجهين جميعا، ونصب بين وفيما يتعلق به (في الحياة الدنيا) سبع أوجه: الاول أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت " ما " كافة لا على الوجهين الآخرين، لئلا يؤدى إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر. والثانى أن يتعلق بنفس مودة إذا لم تجعل بين صفة لها لان المصدر إذا وصف لا يعمل والثالث أن تعلقه بنفس بينكم لان معناه اجتماعكم أو وصلكم.

والرابع أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نونتها وجعلت بينكم صفة.

والخامس أن تعلقها بمودة وتجعل بينكم ظرف مكان، فيعمل مودة فيهما.

والسادس أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفا لمودة.

والسابع أو تجعله حالا من بينكم لتعرفه بالاضافة.

وأجاز قوم منهم أن تتعلق في بمودة، وإن كان بينكم صفة، لان الظروف يتسع فيها بخلاف المفعول به.

قوله تعالى (ولوطا) معطوف على نوح وإبراهيم. وقد ذكر قوله تعالى (إنا منجوك وأهلك) الكاف في موضع جر عند سيبويه، فعلى هذا ينتصب أهلك بفعل محذوف: أى وننجى أهلك، وفى قول الاخفش هى في موضع نصب أو جر، وموضعه نصب فتعطف على الموضع، لان الاضافة في تقدير الانفصال كما لو كان المضاف إليه ظاهرا، وسيبويه يفرق بين المضمر والمظهر فيقول لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين، ويجوز ذلك كله مع المظهر، والضمير في (منها) للعقوبة، و (شعيبا) معطوف على نوح، والفاء في (فقال) عاطفة على أرسلنا المقدرة (وعادا وثمود) أى واذكر، أو وأهلكنا (وقارون) ومابعده كذلك، ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في صدهم، و (كلا) منصوب ب‍ (أخذنا) و " من " في (من أرسلنا) ومابعدها نكرة موصوفة وبعض الرواجع محذوف، والنون في عنكبوت أصل، والتاء زائدة لقولهم في جمعه عناكب.

١٨٥

قوله تعالى (مايدعون) هى استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم، و (من شئ) تبيين، وقيل " ما " بمعنى الذى، ويجوز أن تكون مصدرية، وشئ مصدر ويجوز أن تكون نافية، ومن زائدة، وشيئا مفعول يدعون، و (نضربها) حال من الامثال، ويجوز أن يكون خبرا، والامثال نعت.

قوله تعالى (إلا الذين ظلموا) هو استثناء من الجنس، وفي المعنى وجهان: أحدهما إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة لانهم يغلظون لكم، فيكون مستثنى من التى هى أحسن لامن الجدال.

والثانى لا تجادلوهم البتة، بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم.

قوله تعالى (أنا أنزلنا) هو فاعل يكفهم.

قوله تعالى (والذين آمنوا) في موضع رفع بالابتداء، و (لنتبوأنهم؟؟) الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور، و (غرفا) مفعول ثان، وقد ذكر نظيره في يونس والحج (والذين صبروا) خبر ابتداء محذوف.

قوله تعالى (وكأين من دابة) يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء، ومن دابة تبيين، و (لا تحمل) نعت الدابة، و (الله يرزقها) جملة خبر كائن،

وأنث الضمير على المعنى، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها: ويقدر بعد كأين.

قوله تعالى (وإن الدار الآخرة) أى إن حياة الدار لانه أخبر عنها بالحيوان، وهى الحياة، ولام الحيوان ياء، والاصل حييان، فقلبت الياء واوا لئلا يلتبس بالتثنية ولم تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها لئلا تحذف إحدى الالفين.

قوله تعالى (وليتمتعوا) من كسر اللام جعلها بمعنى كى، ومن سكنها جاز أن يكون كذلك، وأن يكون أمرا، والله أعلم.

سورة الروم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (من بعد غلبهم) المصدر مضاف إلى المفعول، و (في بضع) يتعلق بيغلبون، و (من قبل ومن بعد) مبنيان على الضم في المشهور ولقطعهما عن الاضافة، وقرئ شاذا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه كما قال الفرزدق.

١٨٦

يامن رأى عارضا يسر به

بين ذراعى وجبهة الاسد

إلا أنه في البيت أقرب، لان ذكر المضاف إليه في أحدهما يدل على الآخر، ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابهما كإعرابهما مضافين، والتقدير: من قبل كل شئ ومن بعد كل شئ (ويومئذ) منصوب ب‍ (يفرح) و (بنصر الله) يتعلق به أيضا ويجوز أن يتعلق ب‍ (ينصر).

قوله تعالى (وعد الله) هو مصدر مؤكد: أو وعد الله وعدا، ودل ماتقدم على الفعل المحذوف لانه وعد.

قوله تعالى (ماخلق الله) " ما " نافية، وفي التقدير وجهان: أحدهما هو مستأنف لاموضع له، والكلام تام قبله، وأو لم يتفكروا مثل " أو لم ينظروا في ملكوت السموات ".

والثانى موضعه نصب بيتفكروا، والنفى لايمنع ذلك كما لم يمنع في قوله تعالى " وظنوا مالهم من محيص "، و (بلقاء ربهم) يتعلق ب‍ (كافرون) واللام لاتمنع ذلك، والله أعلم.

قوله تعالى (وأثاروا الارض) قرئ شاذا بألف بعد الهمزة، وهو للاشباع لاغير (أكثر) صفة مصدر محذوف، و (ما) مصدرية.

قوله تعالى (ثم كان عاقبة الذين أساء‌وا السوأى) يقرأ بالرفع والنصب. فمن رفع جعله اسم كان، وفى الخبر وجهان: أحدهما السوأى (أن كذبوا) في موضع نصب مفعولا له: أى لان كذبوا، أو بأن كذبوا، أو في في موضع جر بتقدير الجار على قول الخليل.

والثانى أن كذبوا: أى كان آخر أمرهم التكذيب، والسوأى على هذا صفة مصدر، ومن نصب جعلها خبر كان، وفى الاسم وجهان: أحدهما السوأى، والآخر أن كذبوا على ماتقدم، ويجوز أن يجعل أن كذبوا بدلا من السوأى أو خبر مبتدأ محذوف، والسوأى فعلى تأنيث الاسوأ، وهى صفة لمصدر محذوف، والتقدير: أساء‌وا الاساء‌ة السوأى، وإن جعلتها اسما أو خبرا كان التقدير: الفعلة السوأى، أو العقوبة السوأى (يبلس المجرمون) الجمهور على تسمية الفاعل، وقد حكى شاذا ترك التسمية، وهذا بعيد لان أبلس لم يستعمل متعديا، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه، وأقام المضاف إليه مقامه: أى ييبلس إبلاس المجرمين.

قوله تعالى (حين تمسون) الجمهور على الاضافة، والعامل فيه سبحان، وقرئ منونا على أن يجعل تمسون صفة له، والعائد محذوف: أى تمسون فيه كقوله تعالى " واتقوا يوما لاتجزى ".

١٨٧

قوله تعالى (وعشيا) هو معطوف على حين، وله الحمد معترض، وفى السموات حال من الحمد.

قوله تعالى (ومن آياته يريكم البرق) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن من آياته حال من البرق: أى يريكم البرق كائنا من آياته، ألا أن حق الواو أن تدخل هنا على الفعل، ولكن لما قدم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو، وحسن ذلك أن الجار والمجرور في حكم الظرف فهو كقوله " آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة " والوجه الثانى أن " أن " محذوفة: أى ومن آياته أن يريكم، وإن حذفت " أن " في مثل هذا جاز رفع الفعل.

والثالث أن يكون الموصوف محذوفا: أى ومن آياته آية يريكم فيها البرق، فحذف الموصوف والعائد، ويجوز أن يكون التقدير: ومن آياته شئ أو سحاب، ويكون فاعل يريكم ضمير شئ المحذوف.

قوله تعالى (من الارض) فيه وجهان: أحدهما هو صفة لدعوة. والثانى أن يكون متعلقا بمحذوف تقديره خرجتم من الارض، ودل على المحذوف (إذا أنتم تخرجون) ولايجوز أن يتعلق " من " بتخرجون هذه، لان مابعد إذا لايعمل فيما قبلها.

قوله تعالى (وهو أهون عليه) أى البعث أهون عليه في ظنكم، وقيل أهون بمعنى هين كما قالوا الله أكبر: أى كبير، وقيل هو أهون على المخلوق، لانه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك، وفى البعث يكمل دفعة واحدة.

قوله تعالى (فأنتم فيه سواء) الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام: أى هل لكم فتستووا، وأما (تخافونهم) ففى الحال من الضمير الفاعل في سواء: أى فتساووا خائفا بعضكم بعضا مشاركته له في المال: أى إذا لم تشارككم عبيدكم في المال، فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع لله (كخيفتكم) أى خيفة كخيفتكم.

قوله تعالى (فطرة الله) أى الزموا أو اتبعوا دين الله، و (منيبين) حال من الضمير في الفعل المحذوف، وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أقم لانه في المعنى للجميع، وقيل فطرة الله مصدر: أى فطركم فطرة.

قوله تعالى (من الذين فرقوا) هو بدل من المشركين بإعادة الجار.

قوله تعالى (ليكفروا) اللام بمعنى كى، وقيل هو أمر بمعنى التوعد كما قال بعده (فتمتعوا) والسلطان يذكر لانه بمعنى الدليل، ويؤنث لانه بمعنى الحجة، وقيل هو جمع سليط كرغيف ورغفان.

١٨٨

قوله تعالى (إذا هم) إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط لان المفاجأة تعقيب، ولايكون أول الكلام كما أن الفاء كذلك، وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة.

قوله تعالى (وماآتيتم) " ما " في موضع نصب بآتيتم، والمد بمعنى أعطيتم، والقصر بمعنى جئتم وقصدتم.

قوله تعالى (ليربوا) أى الربا (فأولئك) هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.

قوله تعالى (ليذيقهم) متعلق بظهر: أى ليصير حالهم إلى ذلك، وقيل التقدير عاقبهم ليذيقهم.

قوله تعالى (وكان حقا) حقا خبر كان مقدم، و (نصر) اسمها، ويجوز أن

يكون حقا مصدرا وعلينا الخبر، ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن وحقا مصدر وعلينا نصر مبتدأ وخبر في موضع خبر كان.

قوله تعالى (كسفا) بفتح السين على أنه جمع كسفة، وسكونها على هذا المعنى تخفيف، ويجوز أن يكون مصدرا: أى ذا كسف والهاء في (خلاله) للسحاب وقيل للكسف.

قوله تعالى (من قبله) قيل هى تكرير لقبل الاولى، والاولى أن تكون الهاء فيها للسحاب أو للريح أو للكسف، والمعنى: وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح، فتتعلق " من " بينزل.

قوله تعالى (إلى أثر) يقرأ بالافراد والجمع، و (يحيى) بالياء على أنه الفاعل الله أو الاثر أو معنى الرحمة، وبالتاء على أن الفاعل آثار أو الرحمة، والهاء في (رأوه) للزرع، وقد دل عليه يحيى الارض، وقيل للريح، وقيل للسحاب (لظلوا) أى ليظللن لانه جواب الشرط، وكذا أرسلنا بمعنى نرسل. والضعف بالفتح والضم لغتان.

قوله تعالى (لاتنفع) بالتاء على اللفظ، وبالياء على معنى العذر، أو لانه فصل بينهما، أو لانه غير حقيقى، والله أعلم.

سورة لقمان

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (هدى ورحمة) هما حالان من آيات، والعامل معنى الاشارة، وبالرفع على إضمار مبتدأ: أى هى أو هو.

١٨٩

قوله تعالى (ويتخذها) النصب على العطف على يضل، والرفع عطف على يشترى، أو على إضمار هو، والضمير يعود على السبيل، وقيل على الحديث لانه يراد به الاحاديث، وقيل على الآيات.

قوله تعالى (كأن لم يسمعها) موضعه حال، والعامل ولى، أو مستكبرا.

و (كأن في أذنيه وقرا) إما بدل من الحال الاولى التى هى كأن لم أو تبيين لها أو حال من الفاعل في يسمع.

قوله تعالى (خالدين فيها) حال من الجنات، والعامل مايتعلق به لهم، وإن شئت كان حالا من الضمير في لهم وهو أقوى (وعد الله حقا) قد ذكر في الروم (بغير عمد) قد ذكر في الرعد.

قوله تعالى (هذا خلق الله) أى مخلوقه كقولهم: درهم ضرب الامين، و (ماذا) في موضع نصب ب‍ (خلق) لا بأرونى لانه استفهام، فأما كون " ذا " بمعنى الذى فقد ذكر في البقرة، و (لقمان) اسم أعجمى وإن وافق العربى، فإن لقمانا فعلانا من اللقم (أن اشكر) قد ذكر نظائره (وإذ قال) أى واذكر، و (بنى) قد ذكر في هود.

قوله تعالى (وهنا) المصدر هنا حال: أى ذات وهن: أى موهونة، وقيل التقدير في وهن.

قوله تعالى (معروفا) صفة مصدر محذوف: أى أصحابا معروفا، وقيل التقدير بمعروف.

قوله تعالى (إنها إن تك) " ها " ضمير القصة أو الفعلة، و (مثقال حبة) قد ذكر في الانبياء.

قوله تعالى (من صوتك) هو صفة لمحذوف: أى اكسر شيئا من صوتك، وعلى قول الاخفش تكون " من " زائدة. وصوت الحمير إنما وحده لانه جنس.

قوله تعالى (نعمه) على الجمع ونعمة على الافراد في اللفظ، والمراد الجنس كقوله " وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها " و (ظاهرة) حال أو صفة.

قوله تعالى (من شجرة) في موضع الحال من ضمير الاستقرار، أو من " ما " (والبحر) بالرفع على وجهين: أحدهما هو مستأنف. والثانى عطف على موضع اسم " إن " وبالنصب عطفا على إسم " إن " وإن شئت على إضمار فعل يفسره مابعده وضم ياء (يمده) وفتحها لغتان.

قوله تعالى (إلا كنفس واحدة) في موضع رفع خبر خلقكم قوله تعالى (بنعمة الله) حال

١٩٠

من ضمير الفلك، ويجوز أن يتعلق بتجرى: أى بسبب نعمة الله عزوجل.

قوله تعالى (ولامولود هو جاز) مولود يجور أن يعطف على والد فيكون مابعده صفة له، ويجوز أن يكون مبتدأ، وإن كان نكرة لانه في سياق النفى، والجملة بعده الخبر.

قوله تعالى (وينزل الغيث) هذا يدل على قوة شبه الظرف بالفعل، لانه عطفه على قوله عنده، كذا يقول ابن جنى وغيره، والله أعلم.

سورة السجدة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (ألم) يجوز أن يكون مبتدأ، و (تنزيل) خبره، والتنزيل بمعنى المنزل وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة فعلى هذا (لاريب فيه) حال من الكتاب، والعامل تنزيل، و (من رب) يتعلق بتنزيل أيضا، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فيه، والعامل فيها الظرف لان ريب هنا مبنى، ويجوز أن يكون تنزيل مبتدأ، ولاريب فيه الخبر، ومن رب حال كما تقدم، ولايجوز على هذا أن تتعلق " من " بتنزيل، لان المصدر قد أخبر عنه، ويجوز أن يكن الخبر من رب، ولاريب فيه حال من الكتاب، وأن يكون خبرا بعد خبر.

قوله تعالى (أم يقولون) أم هنا منقطعة، أى بل أيقولون، و " ما " في (ماأتاهم) نافية، والكلام صفة لقوم.

قوله تعالى (مما تعدون) يجوز أو يكون صفة لالف، وأن يكون صفة لسنة.

قوله تعالى (الذى أحسن) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أى هو الذى، أو خبرا بعد خبر، والعزيز مبتدأ، والرحيم صفة، والذى خبره، و (خلقه) بسكون اللام بدل من كل بدل الاشتمال: أى أحسن خلق كل شئ، ويجوز أن يكون مفعولا أول، وكل شئ ثانيا، وأحسن بمعنى عرف: أى عرف عباده كل شئ، ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض، وهو صفة لكل أو لشئ.

قوله تعالى (أئذا ضللنا) بالضاد: أى ذهبنا وهلكنا، وبالصاد: أنتنا من قولك: صل للحم إذا أنتن، والعامل في " إذا " معنى الجملة التى في أولها إنا: أى إذا هلكنا نبعث، ولايعمل فيه (جديد) لان مابعد " إن " لايعمل فيما قبلها (ولو ترى) هو من رؤية العين، والمفعول محذوف: أى ولوترى المجرمين، وأغنى عن ذكره المبتدأ، و (إذ) هاهنا يراد بها المستقبل، وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة، والتقدير: يقولون ربنا، وموضع المحذوف حال

١٩١

والعامل فيها (ناكسوا).

قوله تعالى (فذوقوا بما نسيتم) أى فذوقوا العذاب، ويجوز أن يكون مفعول فذوقوا (لقاء) على قول الكوفيين في إعمال الاول، ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا (هذا) أى هذا العذاب.

قوله تعالى (تتجافى) و (يدعون ربهم) في موضع الحال، و (خوفا وطمعا) قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (ماأخفى لهم) يجوز أن تكون " ما " استفهاما، وموضعها رفع بالابتداء، وأخفى لهم خبره على قراء‌ة من فتح الياء وعلى قراء‌ة من سكنها، وجعل أخفى مضارعا تكون " ما " في موضع نصب بأخفى ويجوز أن تكون " ما " بمعنى الذى منصوبة بتعلم، و (من قرة) في الوجهين حال من الضمير في أخفى، و (جزاء) مصدر أى جوزوا جزاء.

قوله تعالى (لايستوون) مستأنف لا موضع له، وهو بمعنى ماتقدم من التقدير، و (نزلا) قد ذكر في آل عمران.

قوله تعالى (الذى كنتم به) هو صفة العذاب في موضع نصب، ويجوز أن يكون صفة النار، وذكر على معنى الجحيم أو الحريق.

قوله تعالى (من لقائه) يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله: أى من لقاء موسى الله، فالمصدر مضاف إلى المفعول، وأن يكون ضمير موسى فيكون مضافا إلى الفاعل، وقيل يرجع إلى الكتاب كما قال تعالى " وإنك لتلقى القرآن " وقيل من لقائك يامحمد موسى صلى الله وسلم عليهما ليلة المعراج (لما) بالتشديد، ظرف، والعامل فيه جعلنا منهم أو يهددون، وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية (كم أهلكنا) قد ذكر في طه.

سورة الاحزاب

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (بما تعملون) إنما جاء بالجمع لانه عنى بقوله تعالى " اتبع أنت وأصحابك " ويقرأ بالياء على الغيبة.

قوله تعالى (اللاتى) هو جمع التى، والاصل إثبات الياء، ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة، ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء، و (تظاهرون) قد ذكر في البقرة.

قوله تعالى (هو أقسط) أى دعاؤكم فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه (فإخوانكم)

١٩٢

بالرفع: أى فهم إخوانكم، وبالنصب أى فادعوهم إخوانكم (ولكن ما تعمدت قلوبكم) " ما " في موضع جر عطفا على ما الاولى، ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف: أى تؤاخذون به.

قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) أى مثل أمهاتهم.

قوله تعالى (بعضهم) يجوز أن يكون بدلا وأن يكون مبتدأ، و (في كتاب الله) يتعلق بأولى، وأفعل يعمل في الجار والمجرور، ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيه معنى أولى، ولايكون حالا من أولوا الارحام للفصل بينهما بالخبر، ولانه عامل إذا، و (من المؤمنين) يجوز أن يكون متصلا بأولوا الارحام، فينتصب على التبيين: أى أعنى، وأن يكون متعلقا بأولى، فمعنى الاول وأولوا الارحام من المؤمنين أولى بالميراث من الاجانب، وعلى الثانى وأولوا الارحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الاجانب (إلا أن تفعلوا) استثناء من غير الجنس.

قوله تعالى (وإذ أخذنا) أى واذكر.

قوله تعالى (إذ جاء‌تكم) هو مثل " إذ كنتم أعداء " وقد ذكر في آل عمران و (إذ جاؤكم) بدل من إذ الاولى، و (الظنونا) بالالف في المصاحف. ووجهه أنه رأس آية فشبه بأواخر الآيات المطلقة لتتآخى رء‌وس الآى، ومثله الرسولا والسبيلا على ماذكر في القراء‌ات، ويقرأ بغير ألف على الاصل.

والزلزال بالكسر المصدر، و (يثرب) لاينصرف للتعريف ووزن الفعل، وفيه التأنيث و (يقولون) حال أو تفسير ليستأذن، و (عورة) أى ذات عورة، ويقرأ بكسر الواو، والفعل منه عور، فهو اسم فاعل، و (لآتوها) بالقصر جاء‌ها وبالمد أى أعطوها ماعندهم من القوة والبقاء: و (إلا يسيرا) أى إلا لبثا أو إلا زمنا، ومثله إلا قليلا، و (لايولون) جواب القسم، لان عاهدوا في معنى أقسموا، ويقرأ بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم، و (هلم) قد ذكر في الانعام إلا أن ذاك متعد وهذا لازم.

قوله تعالى (أشحة) هو جمع شحيح وانتصابه على الحال من الضمير في يأتون. وأشحة الثانى حال من الضمير المرفوع في سلقوكم، و (ينظرون) حال، لان رأيتهم أبصرتهم، و (تدور) حال من الضمير في ينظرون (كالذى) أى دورانا كدوران عين الذى، ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم: أى مشبهة عين الذى.

١٩٣

قوله تعالى (يحسبون) يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذا صح

المعنى وتباعد العامل فيه، ويجوز أن يكون مستأنفا، و (بادون) جمع باد، وقرئ " بدى " مثل غاز وغزى، و (يسألون) حال.

قوله تعالى (أسوة) الكسر والضم لغتان، وهو اسم للتأسى، وهو المصدر، وهو اسم كان، والخبر لكم.

و (في رسول الله) حال أو ظرف يتعلق بالاستقرار لا بأسوة أو بكان على قول من أجازه، ويجوز أن يكون في رسول الله الخبر، ولكم تخصيص وتبيين (لمن كان) قيل هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار، ومنع منه الاكثرون لان ضمير المخاطب لايبدل منه فعلى هذا يجوز أن تتعلق بحسنة أو يكون نعتا لها، ولا تتعلق بأسوة لانها قد وصفت، و (كثيرا) نعت لمصدر محذوف.

قوله تعالى (وصدق الله ورسوله) إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره.

قوله تعالى (ليجزى الله) يجوز أن يكون لام العاقبة، وأن يتعلق بصدق أو بزادهم أو بما بدلوا.

قوله تعالى (بغيظهم) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مفعولا به، و (لم ينالوا) حال، و (من أهل الكتاب) حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم، و (من صياصيهم) متعلقة بأنزل، و (فريقا) منصوب ب‍ (تقتلون)، و (يضاعف) ويضعف قد ذكر.

قوله تعالى (ومن يقنت) يقرأ بالياء حملا على لفظ " من " وبالتاء على معناها ومثله، و (تعمل صالحا) ومنهم من قرأ الاولى بالتاء، والثانية بالياء.

وقال بعض النحويين. هذا ضعيف لان التذكير أصل، فلا يجعل تبعا للتأنيث، وماعللوا به قد جاء مثله في القرآن، وهو قوله تعالى " خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ".

قوله تعالى (فيطمع الذى) يقرأ بفتح العين على جواب النهى، وبالكسر على نية الجزم عطفا على تخضعن.

قوله تعالى (وقرن) يقرأ بكسر القاف وفيه وجهان، أحدهما هو من وقر يقر إذا ثبت، ومنه الوقار، والفاء محذوفة. والثانى هو من قر يقر، ولكن حذفت إحدى الراء‌ين كما حذفت إحدى اللامين في ظلت فرارا من التكرير، ويقرأ بالفتح وهو من قرن لاغير،

١٩٤

وحذفت إحدى الراء‌ين، وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقر في المكان.

قوله تعالى (أهل البيت) أى ياأهل البيت، ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح: أى أعنى أو أخص.

قوله تعالى (والحافظات) أى الحافظات فروجهن، وكذلك (والذاكرات) أى والذاكرات الله، وأغنى المفعول الاول عن الاعادة.

قوله تعالى (أن تكون لهم الخيرة) إنما جمع لان أول الآية يراد به العموم.

قوله تعالى (والله أحق أن تخشاه) قد ذكر مثله في التوبة.

قوله تعالى (الذين يبلغون) هو نعت للذين خلوا، ويجوز أن ينتصب على إضمار أعنى، وأن يرتفع على إضمارهم.

قوله تعالى (ولكن رسول الله) أى ولكن كان رسول الله، وكذلك (وخاتم النبيين) ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر، كذا ذكر في بعض الاعاريب.

وقال آخرون: هو فعل مثل قاتل بمعنى ختمهم.

وقال آخرون: هو اسم بمعنى آخرهم، وقيل هو بمعنى المختوم به النبيون كما يختم بالطابع، وبكسرها: أى آخرهم.

قوله تعالى (تعتدونها) تفتعلونها من العدد: أى تعدونها عليهن أو تحسبون بها عليهن، وموضعه جر على اللفظ، أو رفع على الموضع. والسراج اسم للتسريح وليس بالمصدر.

قوله تعالى (وامرأة مؤمنة) في الناصب وجهان: أحدهما أحللنا في أول الآية.

وقد رد هذا قوم وقالوا: أحللنا ماض و " إن وهبت " هو صفة للمرأة مستقبل، وأحللنا في موضع جوابه، وجواب الشرط لايكون ماضيا في المعنى، وهذا ليس بصحيح، لان معنى الاحلال هاهنا الاعلام بالحل إذا وقع الفعل على ذلك، كما تقول: أبحت لك أن تكلم فلانا إن سلم عليك.

الوجه الثانى أن ينتصب بفعل محذوف: أى ونحل لك امرأة، ويقرأ أن وهبت بفتح الهمزة وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال، وقيل التقدير: لان وهبت، و (خالصة) يجور أن يكون حالا من الضمير في وهبت.

وأن يكون صفة لمصدر محذوف: أى هبة خالصة ويجوز أن يكون مصدرا: أى أخلصت ذلك لك إخلاصا وقد جاء‌ت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية، و (لكيلا)

١٩٥

يتعلق بأحللنا (ومن ابتغيت) " من " في موضع نصب بابتغيت، وهى شرطية، والجواب (فلا جناح عليك) ويجوز أن يكون مبتدأ، والعائد محذوف: أى والتى ابتغيتها، والخبر فلا جناح.

قوله تعالى (كلهن) الرفع على توكيد الضمير في يرضين، والنصب على توكيد المنصوب في آتيتهن.

قوله تعالى (إلا ماملكت يمينك) يجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من النساء، وأن يكون في موضع نصب على أصل الاستثناء، وهو من الجنس، ويجوز أن يكون من غير الجنس، وقوله تعالى " من أزواج(١) " في موضع نصب، و " من " زائدة " إلا ماملكت يمينك " يجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من أزواج، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.

قوله تعالى (إلا أن يؤذن لكم) هو في موضع الحال: أى لاتدخلوا إلا مأذونا لكم (وإلى) تتعلق بيؤذن لان معناها تدعو. و (غير) بالنصب على الحال من الفاعل في تدخلوا، أو من المجرور في لكم، ويقرأ بالجر على الصفة للطعام، وهذا عند البصريين خطإ لانه جرى على غيرها هو له، فيجب أن يبرز ضمير الفاعل فيكون غير ناظرين أنتم.

قوله تعالى (ولا مستأنسين) هو معطوف على ناظرين.

قوله تعالى (يدنين) هو مثل قوله تعالى " قل لعبادى الذين آمنوا يقيموا الصلاة " في إبراهيم.

قوله تعالى (ملعونين) هو حال من الفاعل في يجاورونك، ولايجوز أن يكون حالا مما بعد أين لانها شرط، ومابعد الشرط لايعمل فيما قبله.

قوله تعالى (سنة الله) هو منصوب على المصدر: أى من ذلك سنة (يوم تقلب وجوههم) يجوز أن يكون ظرفا لئلا يجدون ولنصيرا، أو ل‍ (يقولون) ويقولون على الوجهين الاولين حال من الوجوه، لان المراد أصحابها، ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور لانه مضاف إليه، ويقرأ " تقلب " يعنى السعير وجوههم بالنصب.

قوله تعالى (ليعذب الله) اللام تتعلق بحملها، والله أعلم.

_______________________

(١) (قوله وقوله تعالى من أزواج الخ) كذا بالنسخ التى بأيدينا ولايخفى مافيه من تشتيت الوجوه في الكلام على قوله " إلا ماملكت " الخ فكان المناسب تقديمه عليه لتستقيم الاوجه اه‍ مصححه.(*)

١٩٦

سورة سبأ

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (في الآخرة) يجوز أن يكون ظرفا العامل فيه الحمد أو الظرف، وأن يكون حالا من الحمد، والعامل فيه الظرف.

قوله تعالى (يعلم) هو مستأنف، وقيل هو حال مؤكدة.

قوله تعالى (عالم الغيب) يقرأ بالرفع: أى هو عالم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر (لايعزب) وبالجر صفة لربى أو بدلا.

قوله تعالى (ولاأصغر) بالجر عطفا على ذرة وبالرفع عطفا على مثقال.

قوله تعالى (ليجزى) تتعلق بمعنى لايعزب، فكأنه قال يحصى ذلك ليجزى.

قوله تعالى (من رجز أليم) يقرأ بالجر صفة لرجز، وبالرفع صفة لعذاب، والرجز مطلق العذاب.

قوله تعالى (وترى) هو معطوف على ليجزى، ويجوز أن يكون مستأنفا، و (الذى أنزل) مفعول أول، و (الحق) مفعول ثان وهو فصل، وقرئ الحق بالرفع على الابتداء والخبر وفاعل (يهدى) ضمير الذى أنزل، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله، ويجوز أن يعطف على موضع الحق وتكون إن محذوفة، ويجوز أن يكون في موضع فاعل: أى ويروه حقا وهاديا.

قوله تعالى (إذا مزقتم) العامل في إذا مادل عليه خبر إن. أى إذا مزقتم بعثتم ولايعمل فيه ينبئكم لان إخبارهم لايقع وقت تمزيقهم، ولامزقتم لان إذا مضافة إليها ولاجديد لان مابعد إن لايعمل فيما قبلها، وأجازه قوم في الظروف (أفترى) الهمزة للاستفهام، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها.

قوله تعالى (نخسف بهم) الاظهار هو الاصل، والادغام جائز لان الفاء والباء متقاربان.

قوله تعالى (ياجبال) أى وقلنا ياجبال، ويجوزأن يكون تفسيرا للفصل، وكذا " وألنا له " (والطير) بالنصب.

وفيه أربعة أوجه: أحدها هو معطوف على موضع جبال.

والثانى الواو بمعنى مع والذى أو صلته الواو " أوبى " لانها لاتنصب إلا مع الفعل.

والثالث أن تعطف على فضلا، والتقدير: وتسبيح الطير قاله الكسائى

١٩٧

والرابع بفعل محذوف: أى وسخرنا له الطير، ويقرأ بالرفع وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على لفظ جبال.

والثانى على الضمير في أوبى، وأغنت مع عن توكيده.

قوله تعالى (أن اعمل) أن بمعنى أى: أى أمرناه أن اعمل، وقيل هى مصدرية.

قوله تعالى (ولسليمان الريح) يقرأ بالنصب: أى وسخرنا، وبالرفع على الابتداء، أو على أنه فاعل، و (غدوها شهر) جملة في موضع الحال من الريح، والتقدير: مدة غدوها، لان الغدو مصدر وليس بزمان (من يعمل) " من " في موضع نصب: أى وسخرنا له من الجن فريقا يعمل أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل: أى وله من الجن فريق يعمل، و (آل داود) أى يا آل، أو أعنى آل داود، و (شكرا) مفعول له، وقيل هو صفة لمصدر محذوف: أى عملا شكرا ويجوز أن يكون التقدير: اشكروا شكرا.

قوله تعالى (منسأته) الاصل الهمز لانه من نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها، والمنسأة العصا التى يساق بها إلا أن همزتها أبدلت ألفا تخفيفا، وقرئ في الشاذ " من سأته " بكسر التاء على أن من حرف جر، وقد قيل غلط قاريها، وقال ابن جنى سميت العصا سأة لانها تسوء، فهى فلة والعين محذوفة وفيه بعد قوله تعالى (تبينت) على تسمية الفاعل، والتقدير: تبين أمر الجن، و (أن لو كانوا) في موضع رفع بدلا من أمر المقدر، لان المعنى تبينت الانس جهل الجن، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أى تبينت الجن جهلها، ويقرأ بينت على ترك تسمية الفاعل، وهو على الوجه الاول بين.

قوله تعالى (لسبإ) قد ذكر في النمل، و (مساكن) جمع مسكن بالفتح والكسر: وهما المنزل موضع السكون، ويجوز أن يكون مصدرا، فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع والمكان بالكسر، و (آية) اسم كان، و (جنتان) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (بلدة) أى هذه بلدة (ورب) أى وربكم رب،، أو ولكم رب، ويقرأ شاذا " بلدة وربا " بالنصب على أنه مفعول الشكر.

قوله تعالى (أكل خمط) يقرأ بالتنوين، والتقدير: أكل أكل خمط، فحذف المضاف لان الخمط شجر والاكل ثمرة، وقيل التقدير: أكل ذى خمط، وقيل هو

بدل منه، وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه وكونه سببا له، ويقرأ بالاضافة وهو ظاهر و (قليل) نعت لاكل، ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر.

قوله تعالى (ربنا) يقرأ بالنصب على النداء، و (باعد) وبعد على السؤال، ويقرأ بعد

١٩٨

على لفظ الماضى، ويقرأ ربنا وباعد وبعد على الخبر، و (ممزق) مصدر أو مكان.

قوله تعالى (صدق عليهم) بالتخفيف، و (إبليس) فاعله، و (ظنه) بالنصب على أنه مفعول كأنه ظن فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه، وقيل التقدير: صدق في ظنه، فما حذف الحرف وصل الفعل، ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى، ويقرأ إبليس بالنصب على أنه مفعول، وظنه فاعل كقول الشاعر: * فإن يك ظنى صادقا وهو صادقى * ويقرأ برفعهما بجعل الثانى بدل الاشتمال.

قوله تعالى (من يؤمن) يجوز أن يكون بمعنى الذى فينتصب بتعلم، وأن يكون استفهاما موضع رفع بالابتداء، و (منها) إما على التبيين: أى لشك منها أى بسببها، ويجوز أن يكون حالا من شك، وقيل " من " بمعنى في.

قوله تعالى (إلا لمن أذن) يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة لانك تقول: شفعت له وأن تتعلق بتنفع (فزع) بالتشديد على مالم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل (عن قلوبهم) والمعنى أزيل عن قلوبهم، وقيل المسند إليه الفعل مضمر دل عليه الكلام أى نحى الخوف، ويقرأ بالفتح على التسمية: أى فزع الله، أى كشف عنها، ويقرأ فرغ: أى أخلى، وقرئ شاذا " افرنقع " أى تفرق ولاتجوز القراء‌ة بها.

قوله تعالى (أو إياكم) معطوف على اسم إن، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا كقولك: إن زيدا وعمرا قائم.

التقدير: إن زيدا قائم وإن عمرا قائم، واختلفوا في الخبر المذكور فقال بعضهم: هو للاول، وقال بعضهم: هو للثانى، فعلى هذا يكون (لعلى هدى) خبر الاول، و (أو في ضلال) معطوف عليه، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه، وعكسه آخرون، والكلام على المعنى غير الاعراب، لان المعنى إنا على هدى من غير شك، وأنتم على ضلال من غير شك، ولكن خلطه في اللفظ على عادتهم في نظائره كقولهم: أخزى الله الكاذب منى ومنك.

قوله تعالى (إلا كافة) هو حال من المفعول في أرسلناك، والهاء زائدة للمبالغة، و (للناس) متعلق به: أى وما أرسلناك إلا كافة للناس عن الكفر والمعاصى وقيل

هو حال من الناس إلا أنه ضعيف عند الاكثرين لان صاحب الحال مجرور ويضعف هنا من وجه آخر، وذاك أن اللام على هذا تكون بمعنى إلى، إذ المعنى أرسلناك إلى الناس، ويجوز أن يكون التقدير: من أجل الناس.

١٩٩

قوله تعالى (ميعاد يوم) هو مصدر مضاف إلى الظرف، والهاء في (عنه) يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له.

قوله تعالى (بل مكر الليل) مثل ميعاد يوم، ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء، والتقدير: بل صدنا كرور الليل والنهار علينا، ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير مدة كرورهما.

قوله تعالى (زلفى) مصدر على المعنى: أى يقربكم قربى (إلا من آمن) يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في يقربكم، وأن يكون مرفوعا بالابتداء ومابعده الخبر.

قوله تعالى (وماأنفقتم من شئ فهو يخلفه) في " ما " وجهان: أحدهما شرطية في موضع نصب، والفاء جواب الشرط، ومن شئ تبيين. والثانى هو بمعنى الذى في موضع رفع بالابتداء ومابعد الفاء الخبر.

قوله تعالى (أهؤلاء) مبتدأ، و (إياكم) في موضع نصب ب‍ (يعبدون) ويعبدون خبر كان، وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها لان معمول الخبر بمنزلته.

قوله تعالى (أن تقوموا) هو في موضع جر بدلا من واحدة، أو رفع على تقدير: هى أن تقوموا، أو نصب على تقدير أعنى، و (تتفكروا) معطوف على تقوموا، و (مابصاحبكم) نفى، (بين يدى) ظرف لنذير، ويجوز أن يكون نعتا لنذير، ويجوز أن يكون لكم صفة لنذير، فيكون بين ظرفا للاستقرار، أو حالا من الضمير في الجار، أو صفة أخرى.

قوله تعالى (علام الغيوب) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو خبر ثان أو بدل من الضمير في يقذف، أو صفة على الموضع، وبالنصب صفة لاسم " إن " أو على إضمار أعنى.

قوله تعالى (فلا فوت) أى فلا فوت لهم، و (التناوش) بغير همز من ناش

ينوش أذا تناول، والمعنى: من أين لهم تناول السلامة، ويقرأ بالهمز من أجل ضم الواو، وقيل هى أصل من ناشه يناشه إذا خلصه والله أعلم.

سورة فاطر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (فاطر السموات) الاضافة محضة لانه للماضى لاغير، فأما (جاعل الملائكة)

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359