رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة16%

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة مؤلف:
تصنيف: رسائل وأطاريح جامعية
الصفحات: 359

  • البداية
  • السابق
  • 359 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82228 / تحميل: 10568
الحجم الحجم الحجم
رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

و في معالم العلماء: سعيد بن غزوان له اصل.

و في رجال الشيخ عده من اصحاب الصادق عليه‏السلام.

بالرغم من ورد النص على وثاقته من قبل النجاشي الا ان السيد الخوئي( قدس‏سره) استدل من خلال ذكر قرائن عدة بان نسخ النجاشي مختلفة من جهة الاشتمال على التوثيق و عدمه و بناءاً على ذلك لايمكن الجزم بان النجاشي قد وثقه.

كوفي، مولى، من اصحاب الاصول.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ٢٠٥.

٢. تنقيح المقال ٢: ٢٩.

٣. فهرست الطوسي: ٧٧.

٤. رجال النجاشي: ١٢٩.

٥. معالم العلماء: ٥٥.

٦. رجال ابن داود: ١٠٣.

٧. معجم الثقات: ٥٩.

٨. رجال البرقي: ٣٨.

٩. معجم رجال الحديث ٨: ١٢٧.

١٠. جامع الرواة ١: ٣٦١.

١١. توضيح الاشتباه: ١٧٢.

١٢. نقد الرجال: ١٥٢.

١٣. رجال الكشي: ٢٧٩.

١٤. مجمع الرجال ٣: ١١٩.

١٥. هداية المحدّثين: ٧٣.

١٦. أعيان الشيعة ٧: ٢٤٢.

١٧. بهجة الآمال ٤: ٣٦٠.

٢٢١

١٨. منتهى المقال: ١٤٧.

١٩. منهج المقال: ١٦٢.

٢٠. جامع المقال: ٧١.

٢١. وسائل الشيعة ٢٠: ٢٠٦.

٢٢. روضة المتقين ١٤: ٣٦٨.

٢٣. اتقان المقال: ٦٧.

٢٤. الوجيزة: ٣٦.

٢٥. لسان الميزان ٧: ٢٣١.

٢٦. ميزان الاعتدال ٢: ١٥٤.

٢٧. تهذيب التهذيب ٤: ٧٢.

٢٨. تقريب التهذيب ١: ٣٠٣.

٢٩. خلاصة تذهيب الكمال: ١٢٠.

٣٠. التاريخ الكبير ٣: ٥٠٥.

٣١. الجرح و التعديل ٢: ١: ٥٤.

٣٢. الثقات ٦: ٣٥٤.

٣٣. الذريعة ٢: ١٥١.

٣٤. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

( ٨٢ )

سعيد بن مسلم ة الضّبط قال في الايضاح: سعيد ـ بالباء قيل الدال ـ بن مسلمة ـ بالياء المنقطة تحتها النقطة.

التّرجمة قال النجاشي: كوفي، له كتاب أخبرناه ابن نوح.... عن ابن أبي عمير.

٢٢٢

و قال الشيخ في الفهرس: سعيد بن مسلمة له أصل رويناه... عن ابن ابي عمير.

و قال ابن شهر آشوب في معالم العلماء: سعيد بن مسلمة له أصل و ذكره الشيخ بعنوان سعيدبن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الدمشقي و عدّه في اصحاب الصادق عليه‏السلام.

قال في الذريعة: من اصحاب الامام الصادق عليه‏السلام كما في رجال الشيخ يرويه عنه محمدبن ابي عمير كما في الفهرس.

و استظهر في معجم رجال الحديث اتحاده مع سعيد بن مسلم الكوفي.

كوفي له اصل اختلف العامة في توثيقه و ثقه بعضهم و ضعفه آخرون.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي ٢٠٣.

٢. تنقيح المقال ٢: ٣٠.

٣. رجال النجاشي ١٣٠.

٤. فهرست الطوسي ٧٧.

٥. معالم العلماء ٥٥.

٦. رجال ابن داود ١٠٣.

٧. جامع الرواة ١: ٣٦٢.

٨. معجم رجال الحديث ٨: ١٣١ و ١٣٢.

٩. توضيح الاشتباه ١٧٢.

١٠. نقد الرجال ١٥٢.

١١. مجمع الرجال ٣: ١٢٠.

١٢. هداية المحدّثين ٧٣.

١٣. أعيان الشيعة ٧: ٢٤٩.

١٤. منتهى المقال ١٤٧.

٢٢٣

١٥. منهج المقال ١٦٢.

١٦. نضد الايضاح ١٥٦.

١٧. وسائل الشيعة ٢٠: ٢٠٧.

١٨. اتقان المقال ١٩٣.

١٩. ميزان الاعتدال ٢: ١٥٨.

٢٠. لسان الميزان ٧: ٢٣٢.

٢١. المجروحين ١: ٣٢١.

٢٢. تهذيب التهذيب ٤: ٨٣.

٢٣. تقريب التهذيب ١: ٣٠٥.

٢٤. التاريخ الكبير ٣: ٥١٦.

٢٥. خلاصة تذهيب الكمال ١٢١.

٢٦. تهذيب تاريخ دمشق ٦: ١٧٥.

٢٧. الكامل فى ضعفاء الرجال ٣: ١٢١٥.

٢٨. الضعفاء الكبير ٢: ١١١.

٢٩. الجرح والتعديل ٢: ١: ٩٧.

٣٠. المجموع فى الضعفاء و المتروكين ١٢١ و ٣٩٧ و ٤٤١.

٣١. الضعفاء واالمتروكين لابن الجوزي ١: ٣٢٦.

٣٢. المغني في الضعفاء ١: ٢٦٦ الثقات ٦: ٣٧٤.

٣٣. الذريعة ٢: ١٥١.

٣٤. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٢٢٤

( ٨٣ )

سعيد بن يسار الضبيع ي الضّبط قال في الايضاح: سعيد بالياء قبل الدال ـ بن يسار ـ بالباء المنقطة، تحتها نقطتين و السين المهملة و الراء اخيراً ـ الضبعي ـ بالضاد المعجمة المفتوحة و الباء المنقطة تحتها نقطة المضمومة و العين المهملة ـ مولى بني ضبيعة بن عجل بن لجيم ـ الحناط (١) ـ بالنون و الحاء المهملة.

قال في اللباب لابن الاثير: الصحيح في انتصابه الى بني ضبيعة كونه ضبيعي.

التّرجمة مولى بني ضبيعة بن عجل بن لجيم الحناط، كوفي، روى عن ابي عبداللّه‏ و أبي الحسن عليه‏السلامثقة،

له كتاب يرويه عدّة من اصحابنا منهم محمد بن أبي حمزة.

و جاء في فهرس الشيخ: سعيد بن يسار، له اصل، اخبرنا به جماعة... عن علي بن النعمان و صفوان بن يحيى.

و في رجاله: سعيد بن يسار الضبيعي مولاهم كوفي.

و في معالم العلماء لابن شهر آشوب: سعيد بن يسار له أصل و الظاهر ان مراد ابن شهر آشوب من سعيد بن يسار هو الضبيعي الحناط و ذلك بقرينة قوله (له اصل) لان سعيد بياع السابري و سعيد بياع الاكفان غير معدودين في كتب الرجال من اصحاب الاصول و صفه الشيخ الصدوق فى المشيخة بالعجلي، الاعرج الكوفي و جاء و صفه بالاعرج في رجال البرقي عندما عده من اصحاب الصادق قائلاً و سعيد بن يسار العجلي الاعرج الحناط كوفي.

و لذلك عنونه الشيخ في الفهرس سعيد الاعرج و معه سعيد بن يسار و هي قرينة على ان الاعرج ينصرف الى «التميمي» لا «الضبعي» و في معالم العلماء جاء ذكر سعيد بن يسار و سعيد الاعرج ايضاً.

مولى كوفي ثقة له اصل.

____________________

(١) مرّ توضيحه، فى الترجمة الحكم بن ايمن الحناط.

٢٢٥

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ٢٠٤.

٢. تنقيح المقال ٢: ٣٥.

٣. رجال النجاشي: ١٢٩.

٤. فهرست الطوسي: ٧٧.

٥. معالم العلماء: ٥٥.

٦. رجال ابن داود: ١٠٣.

٧. معجم الثقات: ٥٩.

٨. رجال البرقي: ١٥ و ٣٨ و فيها زاد في ألقابه العجلي الأعرج.

٩. معجم رجال الحديث ٨: ٩٤ و فيها سعد ابن يسار و ١٤٢ـ١٤٤.

١٠. جامع الرواة ١: ٣٦٤.

١١. رجال الحلي: ٨٠.

١٢. توضيح الاشتباه: ١٧٣.

١٣. نقد الرجال: ١٥٣.

١٤. مجمع الرجال ٣: ١٢٦.

١٥. هداية المحدّثين: ٧٣.

١٦. أعيان الشيعة ٧: ٢٦١.

١٧. بهجة الآمال ٤: ٣٧٦.

١٨. منتهى المقال: ١٤٨.

١٩. منهج المقال: ١٦٣.

٢٠. ايضاح الاشتباه: ٤٢.

٢١. جامع المقال: ٧١.

٢٢. نضد الايضاح: ١٥٦.

٢٢٦

٢٣. وسائل الشيعة ٢٠: ٢٠٧.

٢٤. اتقان المقال: ٦٧.

٢٥. الوجيزة: ٣٦.

٢٦. شرح مشيخة الفقيه: ١٠٣.

٢٧. رجال الأنصاري: ٩٢.

٢٨. الذريعة ٢: ١٥١.

٢٩. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

( ٨٤ )

سفيان بن صال ح التّرجمة قال النجاشي: سفيان بن صالح ذكره ابن بطة في فهرسته قال حدثنا محمدبن الحسن الصفار...

عن ابن ابي عمير.

و في فهرس الشيخ: سفيان بن صالح له أصل رويناه بالاسناد الاول عن ابن بطة عن احمد بن احمد بن عيسى عن ابن ابي عمير.

فهو من اصحاب الاصول.

مصادر الترجمة:

١. قاموس الرجال ٥: ١٥٥ برقم ٣٢٧٩.

٢. رجال النجاشي ١: ٤٢٦.

٣. الذريعة ٢: ١٥٢ برقم ٥٨٨.

٤. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٢٢٧

( ٨٥ )

سلام بن ابي عمرة (عميرة) الخراساني الكوف ي التّرجمة قال في الفهرست: سلام بن ابي عمرو. له كتاب اخبرنا به جماعة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن القاسم بن محمد عن ابن الحسين بن حازم عن عبداللّه‏ بن جبلة عنه.

قال النجاشي: سلام بن ابي عمرة الخراساني، ثقة، روى عن ابي جعفر و ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام، سكن الكوفة له كتاب يرويه عنه عبداللّه‏ بن جبلة.

اخبرني: عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، قال: حدثنا عبداللّه‏ بن جبلة قال: حدثنا سلام.

قال في تقريب التهذيب: سلام بن ابي عمرة الخراساني، أبوعلي، ضعيف.

قال في الايضاح: سلامة بن أبي عميرة ـ بفتح العين و الهاء بعد الراء ـ الخراساني، ثقة.

قال في الذريعة: و هو من الاصول الموجودة برواية التلعكبري عن ابن عقدة باسناده الى مؤلفه.

فهو امامي، ثقة من اصحاب الاصول.

مصادر الترجمة:

١. الذريعة ٢: ١٥٢.

٢. الاصول الستة عشر: ١١٧ ـ ١٢١.

٣. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٤. دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٤: ٢٧١.

٥. فهرست الطوسي: ١٠٨.

٦. رجال النجاشي: ١٤٣.

٧. جامع الرواة ١: ٣٢٣.

٢٢٨

٨. معجم رجال الحديث ٨: ١٧٢.

٩. الإيضاح الاشتباه: ١٧٣.

١٠. تقريب التهذيب ١: ٣٤٢.

( ٨٦ )

سليم بن قيس الهلال ي التّرجمة و هو سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي.

قال النجاشي: سليم بن قيس الهلالي، له كتاب يكنى «ابا صادق عليه‏السلام».

اخبرنا: علي بن احمد القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن ابي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن حماد بن عيسى، و عثمان بن عيسى، قال حماد بن عيسى و حدثنا ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس: بالكتاب.

عدّه الشيخ من اصحاب امير المؤمنين و اصحاب الحسن عليه‏السلام و الحسين عليه‏السلامو زين العابدين عليه‏السلام و الباقر عليه‏السلام كما جاء في رجاله.

قال في الفهرست: سليم بن قيس الهلالي، يكنى اباصادق عليه‏السلام له كتاب، اخبرنا به ابن ابي جيد،

عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن ابي القاسم الملقب بماجيلويه، عن محمد بن على الصيرفي، عن حماد بن عيسى و عثمان بن عيسى عن ابان بن ابي عياشى، عنه.

و رواه حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عنه و صفه الشيخ في الفهرست عند ما عدّه في اصحاب علي بن الحسين عليه‏السلام، قائلاً: سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي صاحب اميرالمؤمنين عليه‏السلام.

و عدّه البرقي في رجاله من الاولياء من اصحاب اميرالمؤمنين عليه‏السلام و من اصحاب الحسنين عليه‏السلام و الامام السجاد عليه‏السلام و الامام الباقر عليه‏السلام و كنّاه في اصحاب الامام السجاد عليه‏السلام بابي صادق.

قال ابن النديم في الفهرست: من اصحاب اميرالمؤمنين عليه‏السلام سليم بن قيس الهلالي.

٢٢٩

قال ابن الغضائري: سليم بن قيس الهلالي روى عن أبي عبداللّه‏ و الحسن عليه‏السلام و الحسين عليه‏السلام و علي بن الحسين عليه‏السلام، الا ان ما ذكره من انه روى عن ابي عبداللّه‏ و هم واضح حيث ان وفاته سنة

٧٦ اي قبل ولادة الامام الصادق عليه‏السلام بسبع سنين فضلاً عن خلو المصادر من روايه يرويها عن الامام الصادق عليه‏السلام فافهم.

اما فيما يتعلق بوثاقته و حسن حاله فاننا لو اردنا الخوض في ذلك فان المقام يطول إلا اننا سنورد بعض الاقوال في هذا المجال فنقول:

اولاً: ان من اصرح ما يدل على وثاقة الرجل و جلالة قدره و عظم منزلته عند الأئمة الاطهار عليهم‏السلام هو تصديق روايته من قبل ثلاثة من الائمة الاطهار عليهم‏السلام راجع في ذلك رجال الكشي.

ثانياً: ادرجه الشيخ النجاشي في قائمة من وصفهم في مقدمة فهرسته بالسلف الصالح.

ثالثاً: مما يعد مؤيداً على جلالته قول العلامة في الخلاصة: روى الكشي احاديث تشهد بشكره الى أن قال و الوجه عندي الحكم بتعديل المشار اليه.

رابعاً: وصفه المحقق الداماد في تعليقته على اصول الكافي بما لامزيد عليه قائلاً: من الاولياء المتنسكين، و الحق عندي فيه وفاقاً للعلامة، و غيره من وجوه الاصحاب تعديله.

خامساً: عده العلامة المجلسي في البحار من العظام و العلماء و الاعلام و في عداد الثقات.

سادساً: قال في روضات الجنات: قد كان من قدماء علماء اهل البيت عليهم‏السلام و كبراء اصحابهم المتعشقّين اليهم الى ان قال: و حسب الدلالة على رفعة مكانته عندهم و غاية جلالته عند الشيعة انه لم ينقل الى الآن رواية في مذمّته، كما روي في مدحه و جلالته، ولاوجد بيننا ناص على جهالته فضلاً عن خلاف عدالته.

و اضاف قائلاً: أنه من اولياء اميرالمؤمنين عليه‏السلام و كان متصلباً في دينه و لم يرجع الى اعداء اميرالمؤمنين عليه‏السلام حتى ان الحجّاج طلبه ليقتله.

و خلص الى القول بوثاقته قائلاً: اما الكلام في وثاقة الرجل بل كونه في اعلى درجة المعرفة و الدين و دخوله في زمرة اولياء اللّه‏ المهتدين الى اخر كلامه اعلى اللّه‏ مقامه.

سابعاً: قال في أعيان الشيعة: ان المترجم ـ يشير الى سليم بن قيس ـ و ان لم يصرح فيه

٢٣٠

بالتوثيق إلا انه يكفي فيه عدّ البرقي اياه من اولياء اميرالمؤمنين عليه‏السلام و كونه صاحب كتاب مشهور،

و انه السبب في هواية ابان بن عياش... و لايلزم في التوثيق كونه بلفظ ثقة، بل يكفي استفادته من مجموع امور.

و اخيراً فان المحققين من علماء الطائفة من المتأخرين و المعاصرين فضلاً عن المتقدمين قد اتفقت كلمتهم على وثاقة الرجل و ممن صرح بذلك، العلامة في الخلاصة، و السيد الداماد و سبطه محمد اشرف، و السيد حسين بن محمد رضا البروجردي في شجة المقال و الميرزا محمد الاخباري في تحفة الامين و العلامة المامقاني في تنقيح المقال، و السيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة، و السيد هاشم الخوانساري في منتخب التواريخ، و الشيخ جواد الخوانساري في منظومته،

و المحقق الخياباني في ريحانة الأدب و العلامة الاميني في الغدير، و السيد الخوئي في معجم رجال الحديث.

اما كون كتابه من الاصول فهو مما لاشك فيه بناءاً على من يرى ان الاصول مادون من عهد اميرالمؤمنين عليه‏السلام حتى عهد الامام العسكري عليه‏السلام كما يذهب الى ذلك الشيخ المفيد.

قال النعماني في غيبته: ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم و رواه عن الائمة عليهم‏السلام خلاف في ان كتاب سليم بن قيس الهلالي اصل من اكبر كتب الاصول... و هو من الاصول التي ترجع اليها الشيعة.

قال في الذريعة: و هو من الاصول القليلة التي أشرنا الى انها الّفت قبل عصر الصادق عليه‏السلام.

و هو من المصنفات المعروفة المشهورة في تراث الطائفة الامامية له طبعات عديدة.

قال ابن النديم: هو اول كتاب ظهر للشيعة.

قال السبكي: ان اول كتاب صنف للشعية هو كتاب سليم بن قيس.

قال العلامة الطهراني: كتاب سليم هذا من الاصول الشهيرة. قال فى الغيبة: ان كتاب سليم بن قيس اصل من اكبر كتب الاصول التي رواها اصل العلم. و هو من الاصول التي ترجع الشيعة أليها و تعول عليها.

فتحصل ان المترجم امامي، ثقة، من اصحاب الاصول.

٢٣١

مصادر الترجمة:

١. رجال البرقي ٤، ٥، ٨، ٩.

٢. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ١٠٥.

٣. رجال النجاشي ١: ٦٨.

٤. فهرست الطوسي ١٠٧.

٥. رجال الطوسي ٤٣، ٦٨، ٧٤.

٦. رجال العلامة الحلي: ٨٢.

٧. مجمع الرجال ١: ١٥٥.

٨. جامع الرواة ١: ٣٧٤.

٩. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ٤: ٤٤٨.

١٠. تنقيح المقال ٢: ٥٢.

١١. أعيان الشيعة ٧: ٢٩٣.

١٢. معجم الرجال الحديث ٨: ٣١٦.

١٣. محاسن الرسائل في معرفة الاوائل: ٩٨.

١٤. قاموس الرجال ٤: ٤٤٥.

١٥. موسوعة طبقات الفقهاء ١: ٣٨٤.

١٦. الذريعة ٢: ١٥٢.

١٧. دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٤: ٢٧٤.

١٨. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

١٩. كتاب سليم بن قيس الهلالي دراسة و تحقيق محمد باقر الانصاري.

٢٣٢

الباب الثالث عشر:

بـاب الشـيـن

٢٣٣

( ٨٧ )

شعيب بن اعين الحدا د التّرجمة شعيب بن اعين الحداد، كوفي، ثقة، روى عن ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام ذكره اصحابنا في الرجال، له كتاب. يرويه جماعة منهم بكر بن جناح.

و في الفهرس: شعيب بن اعين الحداد، كوفي، ثقة، له اصل رويناه... عن ابن ابي عمير.

عده الشيخ فياصحاب الصادق عليه‏السلام.

و جاء في رجال البرقي أنه ممن روى عن الباقر و الصادق عليهماالسلام وعده الشيخ في رجاله في من لم يروي عن الائمة عليه‏السلام و فيه تهافت ظاهر لايخفي على الخبير الماهر حبث ان الشيخ بنفسه اورد له رواية في تهذيبه.

و قال الكشي: قال محمد بن مسعود سألت على بن الحسن بن فضال عن شعيب يروي عنه سيف بن عمير؟ فقال: هو ثقة.

و اورد الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء و الاعلام و الرؤساء المأخوذ منهم الحلال و الحرام و الفتيا و الاحكام الذين لايطعن عليهم و لاطريق بذم واحد منهم.

كوفي، امامي، ثقة، له أصل.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي في ترجمة أخيه عيسى بن بكر: ٢٢٦.

٢. رجا البرقي: ٢٩.

٣. معجم رجال الحديث ٩: ٣٠.

٤. تنقيح المقال ٢: ٨٦.

٢٣٤

٥. خاتمة المستدرك: ٨١١.

٦. نقد الرجال: ١٦٧.

٧. تاريخ قم (فارسي): ٤٠ و ٥٩ و ١٦١.

٨. جامع الرواة ١: ٤٠٠.

٩. مجمع الرجال ٣: ١٩٢.

١٠. منتهى المقال: ١٦١.

١١. الذريعة ٢: ١٥٩.

١٢. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

دائرة المعارف الاسلامية الشيعة ٤: ٢٦٦.

( ٨٨ )

شعيب بن يعقوب العقرقوف ي التّرجمة شعيب العقرفوفي أبو يعقوب، ابن اخت ابي بصير يحيى بن القاسم روى عن ابي عبداللّه‏ و أبي الحسن عليه‏السلام ثقة، عين، له كتاب يرويه حماد بن عيسى و غيره أخبرنا عدة من اصحابنا... عن حماد.

و قال في الفهرس بعد ان عنونه: ـ شعيب بن يعقوب العقرفوني ـ: له أصل أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه‏... عن حماد بن عيسى و محمد بن ابي عمير.

عده الشيخ في اصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام.

و في رجال البرقي عده من اصحاب الصادق عليه‏السلام.

و في معالم العلماء عد من اصحاب الاصول قال: شعيب بن يعقوب العقرقوفي، له أصل.

امامي، ثقة عين، له أصل.

٢٣٥

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ٢١٧ و ٣٥٢.

٢. تنقيح المقال ٢: ٨٦.

٣. رجال النجاشي: ١٣٩.

٤. فهرست الطوسي: ٨٢.

٥. معالم العلماء: ٥٨.

٦. رجال ابن داود: ١٠٩.

٧. رجال الحلي: ٨٦.

٨. معجم الثقات: ٦٣.

٩. رجال البرقي: ٢٩.

١٠. معجم رجال الحديث ٩: ٣٤ و ٣٨.

١١. رجال الكشي: ٤٤٢.

١٢. نقد الرجال: ١٦٨.

١٣. توضيح الاشتباه: ١٨٤.

١٤. جامع الرواة ١: ٤٠٠.

١٥. هداية المحدّثين: ٧٩.

١٦. مجمع الرجال ٣: ١٩٣ـ١٩٧.

١٧. سفينة البحار ١: ٧٠٠.

١٨. بهجة الآمال ٥: ١٦.

١٩. منتهى المقال: ١٦١.

٢٠. منهج المقال: ١٧٩.

٢١. جامع المقال: ٧٣.

٢٢. أضبط المقال: ٥٢٧.

٢٣٦

٢٣. وسائل الشيعة ٢٠: ٢١٥.

٢٤. روضة المتقين ١٤: ٣٧٤.

٢٥. اتقان المقال: ٧١.

٢٦. الوجيزة: ٣٦.

٢٧. رجال الأنصاري: ٩٥ و فيه شريف بدل شعيب.

٢٨. الذريعة ٢: ١٥٩.

دائرة المعارف الاسلامية الشيعة ٤: ٢٦٦.

٢٩. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

( ٨٩ )

شهاب بن عبد ربه بن أبي ميمون ة التّرجمة شهاب بن عبد ربه بن أبي ميمونة مولى بني نصر بن قعين، من بني اسد، روى عن ابي عبداللّه‏ و عن ابي جعفر عليه‏السلام و كان موسراً ذا حال ذكر: ابن بطة، ان له كتاباً حدثه به الصفار عن احمد بن محمدبن عيسى، عن إبن ابي عمير عنه.

و ذكره النجاشي في ترجمة اسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه بن ميمونة بن يسار مصرحاً بوثاقته.

قال في ترجمة اسماعيل المذكور وجه من وجوه اصحابنا، و فقيه من فقهائنا و هو من بيت الشيعة عمومته: شهاب و عبد الرحمن و وهب و أبوه عبد الخالق، كلهم ثقات.

و قال الشيخ: له اصل رويناه... عن بن ابي عمير.

و في رجاله عده من اصحاب الصادق عليه‏السلام و قال في توصيفه: شهاب بن عبد ربه الاسدي،

مولاهم الصيرفي الكوفي.

و في رجال البرقي عدمن اصحاب الصادق عليه‏السلام.

٢٣٧

و في معالم العلماء: شهاب بن عبد ربه، له اصل.

و قال الكشي في توثيقه، قال: ابوعمر شهاب و عبد الرحمن و عبد الخالق و وهب ولد عبد ربّه من موالي بني اسد من صلحاء الموالي حمدويه بن نصر ذكر عن بعض مشايخه قال: شهاب بن عبد ربّه، خيّر فاضل.

و قال الكشي حدثني ابو الحسن حمدويه بن نصر قال سمعت بعض المشايخ يقول: و سألته عن وهب و شهاب و عبد الرحمن بنى عبد ربه و اسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربّه؟ قال: كلّهم خيار فاضلون كوفيون.

الى جانب هذه الالفاظ الدالة على مدحه بل وثاقته فان هناك روايات تدل على ذمه اوردها الكشي في رجاله و هي اربع روايات صريحة في ذم الرجل و لكنها غير تامة سنداً و قد ردها في المعجم مولى كوفي ثقه، له اصل. لضعف السند. وردها في التحرير الطاووسي أيضاً.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ٢١٨ و ٢٣٦.

٢. تنقيح المقال ٢: ٨٨.

٣. فهرست الطوسي: ٨٣.

٤. رجال النجاشي: ١٣٩.

٥. رجال الكشي: ٤١٣.

٦. معالم العلماء: ٥٩.

٧. رجال ابن داود: ١٠٩.

٨. رجال الحلي: ٨٧.

٩. معجم الثقات: ٦٤.

١٠. معجم رجال الحديث ٩: ٤١.

١١. رجال البرقي: ٤١.

١٢. نقد الرجال: ١٦٨.

٢٣٨

١٣. جامع الرواة ١: ٤٠٢.

١٤. هداية المحدّثين: ٧٩.

١٥. مجمع الرجال ٣: ١٩٨.

١٦. سفينة البحار ١: ٧١٩.

١٧. بهجة الآمال ٥: ١٩.

١٨. منهج المقال: ١٧٩.

١٩. التحرير الطاووسي: ١٥١.

٢٠. وسائل الشيعة ٢٠: ٢١٥.

٢١. اتقان المقال: ١٩٥ و ٢٩٩.

٢٢. الوجيزة: ٣٧.

٢٣. شرح مشيخد الفقيه: ٩٦.

٢٤. رجال الأنصاري: ٩٥.

٢٥. الذريعة ٢: ١٥٩.

٢٦. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

دائرة المعارف الاسلامية الشيعة ٤: ٢٦٦.

انظر شهاب بن عبد ربه بن ابي ميمونة.

٢٣٩

الباب الرابع عشر:

بـاب الـصـاد

٢٤٠

أقول : تخيّلوا معي ، لو أنّ المسلمين اليوم تسابقوا مع زوجاتهم ، تأسّياً بما رواه أئمّتهم عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟ أين آداب الطريق يا رسول الله؟ أين هي الغيرة؟ وهل من الخُلق العظيم أن يتسابق الرجل مع زوجته؟ وهل يبقى لرسول الله ولأُمّ المؤمنين عائشة هيبة إذا رآهما أحد؟!

وعن أبي سلمة قال : دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة ، فسألها أخوها عن غسل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت ، وافاضت على رأسها ، وبيننا وبينها حجاب(١) .

سؤال : هل يعقل أن يصدر هذا الفعل من امرأة ، يفترض أن تكون عنواناً للعفّة والأخلاق ، وقدوة حسنة للمؤمنات ، بحكم كونها أُمّهم؟! فماذا ترون يا سادة يا كرام ، فيمن يرمي نبيّكم بهذا الكلام؟

( غانم النصار ـ الكويت ـ )

حكمها في الدنيا الإسلام :

س : هل يقول كبار علماء الشيعة بأنّ عائشة كافرة؟ جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ حكمها في هذه الدنيا الإسلام ، وكونها مسلمة ، وما ارتكبته من مخالفات لله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ هذا متعلّق بيوم القيامة.

( جعفر صادق ـ البحرين ـ )

خلاصة حرب الجمل :

س : ما هي خلاصة حرب الجمل؟

ج : بعد مقتل عثمان بن عفّان ، بايع الناس الإمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وطلباً منهعليه‌السلام أن يولّيهما بعض ولاياته ، ولكن الإمامعليه‌السلام قال لهما : «واعلما إنّي لا أشرك في

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ٦٨.

٢٤١

أمانتي إلاّ من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ، ومن عرفت دخيلته »(١) ، فداخلهما اليأس من المنصب ، فاستأذناه للعمرة ، وخرجا من المدينة إلى مكّة ناكثين بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ولمّا وصلا إلى مكّة دخلا على عائشة ، وأخذا يحرّضانها على الخروج ، فخرجت عائشة معهما على جمل ـ مطالبة بدم عثمان ـ قاصدين الشام ، فصادفهم في إثناء الطريق عبد الله بن عامر ـ عامل عثمان على البصرة ـ قد صرفه أمير المؤمنينعليه‌السلام بحارثة بن قدامة السعدي ، فرجّح لهم البصرة ، لما فيها من كثرة الضيع والعدّة ، فتوجّهوا نحوها ، فمانع عنها عثمان بن حنيف ، والخزّان والموكلون ، فوقع بينهم القتال ، ثمّ اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.

ولمّا سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بوصولهم ، جهّز جيشاً وخرج إلى البصرة ، ولمّا وصلها بعث إليهم يناشدهم ، فأبوا إلاّ الحرب لقتاله.

ثمّ أخذ الإمامعليه‌السلام يناشد طلحة والزبير فلم تنفع معهما ، عند ذلك نشبت الحرب بينهما ، وأسفرت عن قتل ستة عشر ألف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل ، وأربعة آلاف رجلاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانكسار جيش أصحاب الجمل.

ثمّ إنّ الإمامعليه‌السلام أمر محمّد بن أبي بكر ، أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث ، ثمّ أمر بإرجاعها إلى المدينة ، ورجع هوعليه‌السلام إلى الكوفة.

هذا ، ومع العلم بأنّ أكثر المؤرّخين ذكروا : أنّ عائشة كانت من أوائل المحرّضين على قتل عثمان ، وعباراتها مشهورة ومعروفة : « اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً فقد كفر» !!(٢) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣١.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ١٧ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٧٢.

٢٤٢

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

تفسير القمّي في قوله تعالى :( فَخَانَتَاهُمَا )

س : أيّها الأحبّة ، جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً فَخَانَتَاهُمَا ) (١) : « والله ما عنى بقوله :( فَخَانَتَاهُمَا ) إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى »(٢) .

فكيف بعد ذلك تنفون الموضوع بشدّة وتقولون : الشيعة قاطبة على القول بأنّ الآية نازلة في حقّ مارية ، مع أنّ طائفة قليلة من علمائهم فقط أشارت لذلك.

ثمّ أودّ أن أسألكم : هل أنّ زوجات الأنبياء متّفق عند الإمامية على منع وقوع الفاحشة منهن شرعاً تكريماً للنبي؟ أم أنّ في المسألة خلاف؟ وشكراً.

ج : بالنسبة للرواية المنقولة من تفسير القمّي فيلاحظ :

أوّلاً : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفواحش ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

ثانياً : لا يوجد هناك تفسير شيعي يشير إلى أنّ الآية المذكورة قد نزلت في حقّ مارية ، وأغلب الظنّ أنّ الذين أسندوا هذا القول للشيعة خلطوا بين هذه الآية وبين شأن نزول الآيات الأوّل من السورة ، التي وردت روايات كثيرة بأنّها نزلت في حقّ مارية ، عندما أفشى بعض زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سرّها.

ثالثاً : إنّ الرواية المذكورة ليست تامّة السند ، فللبحث السندي فيها مجال ، فمثلاً : أنّ الروايات الموجودة في نفس الصفحة كُلّها مسندة إلى المعصومعليه‌السلام ، ولكن هذه الرواية بظاهرها هي مقول قول علي بن إبراهيم ، ولم يسندها إلى الإمامعليه‌السلام .

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٢٤٣

مضافاً إلى أنّ إسناد تفسير القمّي ليست كُلّها معتبرة ، ففيها الصحيح وفيها غيره ، فلابدّ من ملاحظة السند في كُلّ مورد ، وهو كما ترى في المقام.

رابعاً : إنّ الرواية لم تصرّح باسم الشخص ، ولا يمكننا الجزم بنية القائل في استعمال فلان وفلانة ، وتمييزهما دعوى بدون دليل.

خامساً : من المسلّم القطعي بإجماع المسلمين ، حرمة نكاح زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بصراحة :( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (١) ، فكيف يحتمل مخالفة هذا الحكم القطعي بمرأى ومسمع من المسلمين؟!

وبالجملة : فالاستدلال المذكور مفنّد من أساسه عقلاً ونقلاً.

( أبو توفيق ـ السعودية ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

القمّي والبرسي والمجلسي واتهامهم لها بالفاحشة :

س : أمّا بعد ، هل قال أحد من علماء الإمامية : بأنّ عائشة قد زنت؟ علماً بأنّ عثمان الخميس في مناظرته على قناة المستقلّة ذكر : أنّ القمّي والمجلسي ورجب البرسي قد ذكروا هذا الفعل من عائشة ، ولم يرد السيّد محمّد الموسوي كلامه.

أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفاحشة ـ أي الزنا ـ ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

وعليه فما ادّعاه عثمان الخميس ـ من أنّ المجلسي والقمّي والبرسي ذكروا في كتبهم زنا عائشة ـ فهو كذب وافتراء عليهم ، ولا صحّة له من الواقع ، فهذه كتبهم ومؤلّفاتهم مطبوعة ، وفي متناول أيدي الناس.

____________

١ ـ الأحزاب : ٦.

٢٤٤

نعم ، قال القمّي عند تفسير قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) (١) ما نصّه : « والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى قال لها فلان : لا يحلّ لك أن تخرجي من غير محرم ، فزوّجت نفسها من فلان »(٢) .

وقد نقل العلاّمة المجلسي هذا عن القمّي وقال عنه ما نصّه : « فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم ، بل نظنّ قريباً أنّه من زيادات غيره ، لأنّ التفسير الموجود ليس بتمامه منهقدس‌سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أيّ هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم ـ من الخاصّة والعامّة ـ وكُلّهم يقرّون بقداسة أذيال أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهنّ لمخالفتها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام »(٣) .

وجاء في البحار بعد نقله قول القمّي ما نصّه :

« بيان : المراد بفلان طلحة ، وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأُصول ، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدلّ على أنّه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك ، لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلاً ونقلاً وعرفاً وعادةً ، وترك التعرّض لأمثاله أولى »(٤) .

ومن هذا يتّضح أنّ العلاّمة المجلسي مجرد ناقل قول القمّي ، ورادّ عليه ، فكيف يتّهمه الخميس بأنّه قائل بذلك.

وأمّا الحافظ البرسي ، فعلى فرض أنّه نقل شيئاً من ذلك ، فعلماؤنا لا يأخذون بما تفرّد بنقله.

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٣ ـ بحار الأنوار ٢٢ / ٢٤٠.

٤ ـ المصدر السابق ٣٢ / ١٠٧.

٢٤٥

وقال العلاّمة المجلسي حول كتب البرسي : « ولا اعتمد على ما يتفرّد بنقله ، لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع »(١) .

( المنصور ـ البحرين ـ )

زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منها كان بأمر الله :

س : هل زواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة بأمر من الله تعالى؟

ج : إنّ زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة كان بأمر من الله تعالى ، ومن ضمن الأهداف التي تحصّلت من هذا الزواج وغيره ارتباط النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بجميع قبائل العرب ، فهناك حكمة إلهية وتدبير منه تعالى ، وتمييز من يطيعه عمّن يعصيه ، ولا ينفعها ذلك إن كانت خانت الله والرسول ، بخروجها على إمام زمانها

قال تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٢) .

( ألياس ـ السعودية ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )

موقفها من دفن الحسن :

س : هل توجد أدلّة في كتب التاريخ عن ما جرى في دفن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، من منع دخول الإمام الحسين عليه‌السلام بجثمان أخيه من قبل عائشة وقولها : أتدخلون بيتي من لا أحبّ؟

ج : نعم ، ذكرت كتب التاريخ والسير موقف عائشة من دفن الإمام الحسنعليه‌السلام ، وإليك بعضها :

____________

١ ـ المصدر السابق ١ / ١٠.

٢ ـ التحريم : ١٠.

٢٤٦

١ ـ روى الشيخ الكلينيقدس‌سره بسنده عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « لمّا احتضر الحسن بن عليعليهما‌السلام قال للحسين : يا أخي إنّي أُوصيك بوصية فاحفظها ، فإذا أنا متّ فهيّئني ، ثمّ وجّهني إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهداً ، ثمّ اصرفني إلى أُمّي فاطمةعليها‌السلام ، ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع.

واعلم أنّه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعداوتها لنا أهل البيت.

فلمّا قُبض الحسنعليه‌السلام وضع على سريره ، فانطلقوا به إلى مصلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي كان يصلّي فيه على الجنائز ، فصلّى على الحسنعليه‌السلام ، فلمّا أن صلّي عليه حمل فادخل المسجد ، فلمّا أوقف على قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلغ عائشة الخبر ، وقيل لها : إنّهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله ، فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجاً ـ فوقفت وقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ، فإنّه لا يدفن فيه شيء ، ولا يهتك على رسول الله حجابه.

فقال لها الحسين بن عليعليهما‌السلام : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله ، وأدخلت بيته من لا يحبّ رسول الله قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة ، إنّ أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليحدث به عهداً.

واعلمي أنّ أخي أعلم الناس بالله ورسوله ، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره ، لأنّ الله تبارك وتعالى يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (١) ، وقد أدخلت أنت بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الرجال بغير أذنه ، وقد قال الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (٢) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٥.

٢ ـ الحجرات : ٢.

٢٤٧

إذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول ، وقال الله عزّ وجلّ :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ) (١) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء ، وتالله يا عائشة ، لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول اللهعليهما‌السلام جائزاً فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنّه سيدفن ، وإن رغم معطسك ».

قال : ثمّ تكلّم محمّد بن الحنفية وقال : يا عائشة يوماً على بغل ، ويوماً على جمل ، فما تملكين نفسك ، ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم.

قال : فأقبلت عليه فقالت : يا بن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك؟ فقال لها الحسينعليه‌السلام : « وأنى تبعدين محمّداً من الفواطم ، فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر ».

قال : فقالت عائشة للحسينعليه‌السلام : نحّوا ابنكم ، واذهبوا به فإنّكم قوم خصمون.

قال : فمضى الحسينعليه‌السلام إلى قبر أُمّه ، ثمّ أخرجه فدفنه بالبقيع »(٢) .

٢ ـ قال الشيخ الحرّ العامليقدس‌سره : لمّا توفّي الحسنعليه‌السلام مسموماً ، وخرج به أخوه الحسينعليه‌السلام ليجدد به العهد بقبر جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خرجت عائشة على بغلة شهباء ، يحف بها بنو أُمية وهي تصيح : لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ، إنّ دفن الحسن في بيتي لتجز هذه ، وأومأت إلى ناصيتها.

____________

١ ـ الحجرات : ٣.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٠٢.

٢٤٨

وليت شعري ألم تسمع أُمّ المؤمنين قول جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : « اللهم إنّي أحبّه فاحبّه ، وأحبّ من يحبّه »(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم إنّ هذا ابني وأنا أحبّه ، فأحبّه وأحبّ من يحبّه »(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر إلى الحسن »(٣) (٤) .

٣ ـ روى ابن عساكر بسنده عن أبي عتيق قال : « سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات ، فكادت الفتنة أن تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن خاف أن يكون في ذلك قتال فليدفن بالبقيع ، فأبى مروان أن يدعه ، ومروان يومئذ معزول ، يريد أن يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوّاً لبني هاشم حتّى مات.

قال جابر : فكلّمت يومئذ حسين بن علي فقلت : يا أبا عبد الله اتق الله ، فإنّ أخاك كان لا يحبّ ما ترى ، فادفنه بالبقيع مع أُمّه ففعل »(٥) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٩ و ٣٣١ و ٥٣٢ ، صحيح البخاري ٣ / ٢٠ و ٧ / ٥٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٦ ، مسند الحميدي ٢ / ٤٥١ ، مسند ابن الجعد : ٢٩٥ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٩ ، مسند أبي يعلى ١١ / ٢٧٩ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤١٧ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٢ ، نظم درر السمطين : ١٩٨ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٧٦ و ١٨٦ و ١٩٢ و ٢٨٨ ، تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٥٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٨ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٨ ، سبل الهدى والرشاد ٩ / ٣٦٩ و ١١ / ٦٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٢٢.

٢ ـ كنز العمّال ١٣ / ٦٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٩٧.

٣ ـ الجامع الصغير ٢ / ٦٠٩ ، موارد الظمآن : ٥٥٣ ، كنز العمّال ١٢ / ١١٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٠٩ ، الأنساب ٣ / ٤٧٦ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٩ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٠٢.

٤ ـ وسائل الشيعة ١ / ٣٥.

٥ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٨٧.

٢٤٩

وعن ابن عمر قال : « حضرت موت حسن بن علي ، فقلت للحسين : اتق الله ولا تثر فتنة ، ولا تسفك الدماء ، وادفن أخاك إلى جنب أُمّه ، فإنّ أخاك قد عهد بذلك إليك ، فأخذ بذلك الحسين »(١) .

٤ ـ جاء في تاريخ اليعقوبي : « وقيل : إنّ عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمّد بن أبي بكر فقال لها : يا عمّة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت »(٢) .

( ـ ـ سنّي )

كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسوله :

س : أتمنّى أن تعينوني على فهم بعض الأُمور التي مرّت عليّ ، وأُريد التأكّد منها ، هل ما سمعت عن كره الشيعة للسيّدة عائشة صحيح؟ جزاكم الله كُلّ خير.

ج : إنّ مسألة الحبّ والبغض من المسائل المتّفق عليها بين المسلمين كافّة ، وهي الحبّ في الله ، والبغض في الله ، وكذلك الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعدائه.

قال تعالى :( لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) .

____________

١ ـ المصدر السابق ١٣ / ٢٨٨.

٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٥.

٣ ـ المجادلة : ٢٢.

٢٥٠

ولا عداء شخصي للشيعة مع أحد أبداً ، وإنّك ترى أنّ أهل البيتعليهم‌السلام يرحمون حتّى أعداءهم وقاتليهم ، ويبكون عليهم ويوصون بهم.

وترى أنّ الشيعة يتعاملون مع المسلمين كافّة كُلّ بحسبه ، فالمؤمن الصادق موقّر لديهم ، وإن كان ابن كافر ، والمنحرف مذموم لديهم ، وإن كان ابن أو أخ إمام.

فهذا عمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد وأُمّ سلمة وعبد الله بن عباس ومحمّد بن أبي بكر ، وغيرهم من المؤمنين الملتزمين الممدوحين في الأحاديث الشريفة الصحيحة.

وها هو عبيد الله بن العباس وجعفر الكذّاب ، وغيرهم من السادة الهاشميين ، ولكنّهم يتبرّأون منهم ، ويبغضون أعمالهم.

فنحن لدينا موازين شرعية نضع الناس بحسبها لا بأهوائنا ولا بالنسب ، وإنّما بالتقوى والسيرة الحسنة ، أو العكس لأيّ شخص كائناً من كان.

وأمّا بخصوص عائشة ، فقد ثبت أنّها آذت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من المواقف ، كما في قصّة المغافير ، وتهديد الله تعالى لها أشدّ تهديد في القرآن لأحد من العالمين ، قال تعالى :( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) ، وكذلك في الكثير من أقوالها وأفعالها معهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكذلك موقفها من الإمام عليعليه‌السلام بعد تحذير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها من ذلك الخروج ، وحرب أمير المؤمنين والخروج على إمام زمانها.

وأيضاً موقفها من دفن الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام مع جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدم إذنها بذلك ، وغير ذلك ممّا هو معلوم لدى الجميع.

فموقفنا ليس شخصياً وعداءً لذاتها ، بل هو موقف من أعمالها ، وعدم كونها بمستوى المسؤولية والموقع الرفيع ، بكونها زوجة خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

____________

١ ـ التحريم : ٤.

٢٥١

وقد قال تعالى :( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (١) ، وكان عمر في زمن خلافته يمنعهن حتّى من الخروج للحجّ ، حتّى أذن لهن في آخر خلافته ، فكيف بالخروج على إمام زمانها ومحاربته.

فإنا نعتقد أنّها كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى هذا فالدليل يسوقنا إلى عدم موالاتها ، ولا غرابة ، فالقرآن يعلّمنا البراءة من زوجة نوح ولوط ، وموالاة آسية امرأة فرعون.

( عيسى الشيباني ـ الإمارات ـ ٢٦ سنة ـ طالب ثانوية عامّة )

كانت تعلم بمبايعة الناس لعليعليه‌السلام :

س : وفّقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين ، وأظهر الحقّ على لسانكم وفي كتبكم المقدّسة ، يدّعي البعض بأنّ خروج عائشة في معركة الجمل عن عدم درايتها بأنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام قد تمّت له البيعة ، واستلام الخلافة له , وبالتالي هي معذورة في خروجها على الإمام في تلك الحرب ، حيث أنّها لو علمت لما خرجت على رأس الجيش؟

الرجاء توضيح هذه الشبهة ، ولكم فائق الاحترام والتقدير.

ج : المعروف أنّ واقعة الجمل كان سببها خروج عائشة مع طلحة والزبير للمطالبة بدم عثمان ، إلاّ أنّ الثابت تاريخياً أنّ عائشة هي التي حرّضت الناس على قتل عثمان بن عفّان ، وأصدرت فتوى بقتله بعد نعته بنعثل اليهودي ، وقالت : « اقتلوا نعثلاً فقد كفر »(٢) ، تعني عثمان ، وفي رواية أُخرى : « اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً »(٣) تعني عثمان ، ونعثل هو رجل يهودي كان يعيش في

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٠ ـ ٣٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٧١.

٣ ـ تاج العروس ٨ / ١٤١ ، لسان العرب ١١ / ٦٧٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ٢٢.

٢٥٢

المدينة طويل اللحية ، بل ورد أنّ حفصة وعائشة قالتا لعثمان : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاك نعثلاً تشبيها بنعثل اليهودي »(١) ، وقيل : « إنّ نعثل هو الشيخ الأحمق ، وهو رجل من أهل مصر كان طويل اللحية وكان يشبه عثمان »(٢) .

وقال ابن أبي الحديد : « قال كُلّ من صنّف في السير والأخبار : إنّ عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان ، حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنّته»(٣) .

وقد صدّق المسلمون ـ وعلى رأسهم الصحابة ـ دعوى عائشة ، واستجابوا لتحريضها ، فشاركوا في قتله ، ودفنوه في مقبرة اليهود(٤) .

ولكن السؤال المثير هو : لماذا خرجت عائشة للمطالبة بدم عثمان؟ وتجييش الجيوش من أجل ذلك؟

قال الطبري عن تلك الأحداث : « أنّ عائشة لما انتهت إلى سرف ـ موضع ستة أميال من مكّة ـ راجعة في طريقها إلى مكّة ، لقيها عبد ابن أُمّ كلاب ، وهو عبد ابن أبي سلمة ينسب إلى أُمّه ، فقالت له : مهيم؟

قال : قتلوا عثمان ، فمكثوا ثمانياً ، قالت : ثمّ صنعوا ماذا؟

قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع ، فجازت بهم الأُمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب ، فقالت : والله ليتَ إنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك ، ردّوني ردّوني ، فانصرفت إلى مكّة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً ، والله لأطلبن بدمه ، فقال لها ابن أُمّ كلاب : ولم؟ فو الله أنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر.

____________

١ ـ كشف الغمّة ٢ / ١٠٨.

٢ ـ لسان العرب ١١ / ٦٩٩.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥.

٤ ـ أُنظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٧٨.

٢٥٣

قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل ، فقال ابن أُمّ كلاب :

منكِ البداء ومنكِ الغير

ومنكِ الرياح ومنكِ المطر

وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام

وقلتِ لنا أنّه قد كفر

فهبنا أطعناكِ في قتله

وقاتله عندنا من أمر

إلى آخر الأبيات.

فانصرفت إلى مكّة ، فنزلت على باب المسجد ، فقصدت الحجر ، فسترت واجتمع إليها الناس ، فقالت : يا أيّها الناس ، إنّ عثمان قُتل مظلوماً ، ووالله لأطلبن بدمه »(١) .

والحاصل : إنّ عائشة كانت تعلم بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن هنا كانت نقطة الانقلاب في موقفها ، وبمراجعة يسيرة إلى المصادر التاريخية تجد أنّ عائشة حتّى عند إخبارها بمقتل عثمان قبل علمها بمبايعة عليعليه‌السلام كانت تسمّيه نعثلاً وتتشفّى بمقتله ، ولكن علمها بمبايعة الإمامعليه‌السلام قلب موقفها تماماً ، وقادها إلى القيام بتلك الفتنة الكبيرة التي راح ضحيّتها عشرات الآلاف من المسلمين ، فكيف لا تعلم عائشة بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهي عندما قدمت إلى البصرة وجدت عليها عثمان بن حنيف عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام عليها ، وقد أرسل أليها أبو الأسود الدؤلي يسألها عن خبرها ، وعن علّة مجيئها إلى البصرة ، فقالت له : أطلب بدم عثمان ، قال : إنّه ليس في البصرة من قتلة عثمان أحد ، قالت : صدقت ولكنّهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة(٢) .

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٦.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢٥٤

وعندما لم تجد عائشة آذاناً صاغية من عثمان بن حنيف وأصحابه في البصرة في مطالبها ، اشتد النزاع بين الفريقين حتّى حصلت تلك الواقعة المسمّاة بـ « واقعة الجمل الأصغر » ، والتي كان من آثارها أن قتل أربعون رجلاً من شيعة عليعليه‌السلام في المسجد ، وسبعون آخرون في مكان آخر ، وأسروا عثمان بن حنيف ، وكان من فضلاء الصحابة ، فأرادوا قتله ، ثمّ خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار ، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه وضربوه وحبسوه ، ثمّ طردوه من البصرة(١) .

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخبر عائشة عن خروجها هذا وحذّرها منه ، وقال لها : «لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب » ، والحوأب هو وادي كثير الماء نبحت كلابه عند مسير عائشة إلى البصرة ، وعندما سألت عنه أخبروها أنّ هذا المكان يسمّى بماء الحوأب.

فقالت : ردّوني ، ردّوني ، وذكرت التحذير الذي سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن وبمحضر من طلحة والزبير أحسّ بجسامة الموقف ، فاحضر خمسين رجلاً ، وشهدوا بأنّ هذا المكان لا يسمّى بماء الحوأب ، وكانت تلك أوّل شهادة زور في الإسلام كما يذكره المؤرّخون(٢) .

وخلاصة القول في مسير عائشة هو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له : « أيّها الناس ، إنّ عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير ، وكُلّ منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أمّا طلحة فابن عمّها ، وأما الزبير فختنها ، والله لو ظفروا بما أرادوا ـ ولن ينالوا ذلك أبداً ـ ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٨٥ ، انساب الأشراف : ٢٢٥ ، أُسد الغابة ٢ / ٤٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢ ـ أُنظر : مسند أبي يعلى ٨ / ٢٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٥ و ٩ / ٣١٠ ، انساب الأشراف : ٢٢٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٨١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٥٨ ، المناقب : ١٨١.

٢٥٥

منهما شديد ، والله إنّ راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ، ولا تحل عقدة إلاّ في معصية الله وسخطه ، حتّى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة »(١) .

وقد حذّر الله سبحانه قبل هذا نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الخروج من بيوتهنّ وأمرهنّ بالقرار فيها بقوله :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (٢) ، ولذا نقول : ما حكم من خرجت من بيتها ومدينتها بل وكُلّ بلادها ، وذهبت إلى بلاد أُخرى تبعد عنها آلاف الأميال ، وأشعلت كُلّ هذه الفتنة التي يراها البعض بداية لفتن صفّين والنهروان ، وثمّ تولّي معاوية على رقاب المسلمين ، ثمّ واقعة كربلاء ، وما جرى على المسلمين إلى يومنا هذا؟ التي يعدّها البعض نتيجة حتمية لضعف العرب والمسلمين بسبب الفتن التي أشعلها الأوائل بوجه الخلافة العلوية.

ولا نريد أن نشير هنا إلى قول النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي رواه مسلم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله من بيت عائشة فقال : «رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان »(٣) ، بل جاء في صحيح البخاري عن عبد الله قال : قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال : «هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان »(٤) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣٣.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ١٨١.

٤ ـ صحيح البخاري ٤ / ٤٦.

٢٥٦

عالم الذرّ :

( ميسون رضا ـ لبنان ـ ٢٣ سنة ـ دراسة ماجستير في العلوم الإلهية )

بحث مفصّل للعلاّمة الطباطبائي حوله :

س : فكرة موجزة عن عالم الذرّ : أهم العلماء الذين يؤيّدون هذه النظرية ، بعض المصادر التي تناولت هذا الأمر من خلال أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام .

ج : ننقل لك ما قاله العلاّمة الطباطبائيقدس‌سره حول الموضوع :

قوله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) (١) .

أخذ الشيء من الشيء يوجب انفصال المأخوذ من المأخوذ منه ، واستقلاله دونه بنحو من الأنحاء ، وهو يختلف باختلاف العنايات المتعلّقة بها ، والاعتبارات المأخوذة فيها ، كأخذ اللقمة من الطعام ، وأخذ الجرعة من ماء القدح ، وهو نوع من الأخذ ، وأخذ المال والأثاث من زيد الغاصب ، أو الجواد أو البائع أو المعير ، وهو نوع آخر ، أو أنواع مختلفة أُخرى ، وكأخذ العلم من العالم ، وأخذ الأهبة من المجلس ، وأخذ الحظّ من لقاء الصديق وهو نوع ، وأخذ الولد من والده للتربية ، وهو نوع إلى غير ذلك.

فمجرد ذكر الأخذ من الشيء لا يوضّح نوعه إلاّ ببيان زائد ، ولذلك أضاف الله سبحانه إلى قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الدال على تفريقهم وتفصيل بعضهم من بعض.

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢.

٢٥٧

قوله :( مِن ظُهُورِهِمْ ) ليدلّ على نوع الفصل والأخذ ، وهو أخذ بعض المادّة منها ، بحيث لا تنقص المادّة المأخوذ منها بحسب صورتها ، ولا تنقلب عن تمامها واستقلالها ، ثمّ تكميل الجزء المأخوذ شيئاً تامّاً مستقلاً من نوع المأخوذ منه ، فيؤخذ الولد من ظهر من يلده ويولده ، وقد كان جزء ، ثمّ يجعل بعد الأخذ والفصل إنساناً تامّاً مستقلاً من والديه ، بعدما كان جزء منهما.

ثمّ يؤخذ من ظهر هذا المأخوذ مأخوذ آخر ، وعلى هذه الوتيرة حتّى يتمّ الأخذ ، وينفصل كُلّ جزء عمّا كان جزء منه ، ويتفرّق الأناسي وينتشر الأفراد ، وقد استقلّ كُلّ منهم عمّن سواه ، ويكون لكُلّ واحد منهم نفس مستقلة لها ما لها ، وعليها ما عليها ، فهذا مفاد قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ، ولو قال : أخذ ربّك من بني آدم ذرّيتهم أو نشرهم ونحو ذلك ، بقي المعنى على إبهامه.

وقوله :( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ينبأ عن فعل آخر إلهي تعلّق بهم ، بعد ما أخذ بعضهم من بعض ، وفصل بين كُلّ واحد منهم وغيره ، وهو إشهادهم على أنفسهم ، والإشهاد على الشيء هو إحضار الشاهد عنده ، وإراءته حقيقته ، ليتحمّله علماً تحمّلاً شهودياً ، فإشهادهم على أنفسهم ، هو إراءتهم حقيقة أنفسهم ، ليتحمّلوا ما أُريد تحمّلهم من أمرها ، ثمّ يؤدّوا ما تحمّلوه إذا سئلوا.

وللنفس في كُلّ ذي نفس جهات من التعلّق والارتباط بغيرها ، يمكن أن يستشهد الإنسان على بعضها دون بعض ، غير أنّ قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) يوضّح ما أشهدوا لأجله ، وأُريد شهادتهم عليه ، وهو أن يشهدوا ربوبيته سبحانه لهم ، فيؤدّوها عند المسألة.

فالإنسان وإن بلغ من الكبر والخيلاء ما بلغ ، وغرّته مساعدة الأسباب ما غرّته ، واستهوته لا يسعه أن ينكر أنّه لا يملك وجود نفسه ، ولا يستقلّ بتدبير أمره ، ولو ملك نفسه لوقّاها ممّا يكرهه من الموت ، وسائر آلام الحياة

٢٥٨

ومصائبها ، ولو استقلّ بتدبير أمره لم يفتقر إلى الخضوع قبال الأسباب الكونية ، والوسائل التي يرى لنفسه أنّه يسودها ويحكم فيها ، ثمّ هي كالإنسان في الحاجة إلى ما وراءها ، والانقياد إلى حاكم غائب عنها ، يحكم فيها لها أو عليها ، وليس إلى الإنسان أن يسدّ خلّتها ويرفع حاجتها.

فالحاجة إلى ربّ ـ مالك مدبّر ـ حقيقة الإنسان ، والفقر مكتوب على نفسه ، والضعف مطبوع على ناصيته ، لا يخفى ذلك على إنسان له أدنى الشعور الإنساني ، والعالم والجاهل ، والصغير والكبير ، والشريف والوضيع في ذلك سواء.

فالإنسان في أيّ منزل من منازل الإنسانية نزل ، يشاهد من نفسه أنّ له ربّاً يملكه ويدبّر أمره ، وكيف لا يشاهد ربّه وهو يشاهد حاجته الذاتية؟ وكيف يتصوّر وقوع الشعور بالحاجة من غير شعور بالذي يحتاج إليه؟

فقوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) بيان ما أشهد عليه ، وقوله :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) اعتراف منهم بوقوع الشهادة وما شهدوه ، ولذا قيل : إنّ الآية تشير إلى ما يشاهده الإنسان في حياته الدنيا ، أنّه محتاج في جميع جهات حياته من وجوده ، وما يتعلّق به وجوده من اللوازم والأحكام ، ومعنى الآية إنّا خلقنا بني آدم في الأرض ، وفرّقناهم وميّزنا بعضهم من بعض بالتناسل والتوالد ، وأوفقناهم على احتياجهم ، ومربوبيتهم لنا ، فاعترفوا بذلك قائلين : بلى شهدنا أنّك ربّنا.

وعلى هذا يكون قولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من قبيل القول بلسان الحال ، أو إسناد اللازم القول إلى القائل بالملزوم ، حيث اعترفوا بحاجاتهم ، ولزمه الاعتراف بمن يحتاجون إليه ، والفرق بين لسان الحال ، والقول بلازم القول :

أنّ الأوّل انكشاف المعنى عن الشيء لدلالة صفة من صفاته ، وحال من أحواله عليه ، سواء شعر به أم لا ، كما تفصح آثار الديار الخربة عن حال ساكنيها ، وكيف لعب الدهر بهم؟ وعدت عادية الأيّام عليهم؟ فأسكنت

٢٥٩

أجراسهم وأخمدت أنفاسهم ، وكما يتكلّم سيماء البائس المسكين عن فقره ومسكنته وسوء حاله.

والثاني انكشاف المعنى عن القائل ، لقوله بما يستلزمه أو تكلّمه بما يدلّ عليه بالالتزام.

فعلى أحد هذين النوعين من القول ، أعني القول بلسان الحال ، والقول بالاستلزام يحمل اعترافهم المحكي بقوله تعالى :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) ، والأوّل أقرب وأنسب ، فإنّه لا يكتفي في مقام الشهادة إلاّ بالصريح منها المدلول عليه بالمطابقة دون الالتزام.

ومن المعلوم : أنّ هذه الشهادة على أيّ نحو تحقّقت فهي من سنخ الاستشهاد المذكور في قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ، فالظاهر أنّه قد استوفى الجواب بعين اللسان الذي سألهم به ، ولذلك كان هناك نحو ثالث يمكن أن يحمل عليه هذه المساءلة والمجاوبة ، فإنّ الكلام الإلهي يكشف به عن المقاصد الإلهية بالفعل ، والإيجاد كلام حقيقي ـ وإن كان بنحو التحليل ـ كما تقدّم مراراً في مباحثنا السابقة ، فليكن هنا قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) وقولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من ذاك القبيل ، وسيجيء للكلام تتمّة.

وكيف كان فقوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الآية ، يدلّ على تفصيل بني آدم بعضهم من بعض ، وإشهاد كُلّ واحد منهم على نفسه ، وأخذ الاعتراف على الربوبية منه ، ويدلّ ذيل الآية وما يتلوه أعنّي قوله :( أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (١) على الغرض من هذا الأخذ والإشهاد.

وهو على ما يفيده السياق إبطال حجّتين للعباد على الله ، وبيان أنّه لولا هذا الأخذ والإشهاد ، وأخذ الميثاق على انحصار الربوبية ، كان للعباد أن يتمسّكوا

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢ ـ ١٧٣.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359