رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة22%

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة مؤلف:
تصنيف: رسائل وأطاريح جامعية
الصفحات: 359

  • البداية
  • السابق
  • 359 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82233 / تحميل: 10569
الحجم الحجم الحجم
رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

رسالة دكتوراه تراجم رواة الاصول الاربعمائة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

. معجم رجال الحديث ٣: ١٦٠.

٦. جامع الرواة ١: ١٠٠.

٧. رجال الحلي: ٢٠٠.

٨. نقد الرجال: ٤٦.

٩. رجال الكشي: ٤٠٢ و ٤٠٨.

١٠. مجمع الرجال ١: ١٩٥ و ٢٢٠.

١١. أعيان الشيعة ٣: ٣٩٢.

١٢. رجال النجاشي في ترجمة أخيه اسحاق: ١٥.

١٣. بهجة الآمال ٢: ٣٠٣.

١٤. رجال البرقي: ٢٨.

١٥. منتهى المقال: ٥٧.

١٦. العندبيل ١: ٤٦.

١٧. منهج المقال: ٥٨.

١٨. التحرير الطاووسي: ٣٨.

١٩. وسائل الشيعة ٢٠: ١٤٢.

٢٠. اتقان المقال: ٢٦.

٢١. الوجيزة للمجلسي: ٢٧.

٢٢. رجال الأنصاري: ٤٥.

٢٣. ثقات الرواة ١: ١١٦ و ١١٧.

٢٤. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٨١

( ٢٨ )

اسماعيل بن محم د التّرجمة قال الشيخ في الفهرس: إسماعيل بن محمد له أصل أخبرنا به بالاسناد الاول عن احمد بن ابي عبداللّه‏ عن ابن أبي عمير، عنه و الاسناد الاول هو عدة من اصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن ابي عبداللّه‏.

ذكره بن شهر آشوب في معالم العلماء في اصحاب الاصول.

ذكره النجاشي بعنوان: اسماعيل بن محمد بن إسحاق مصرحاً بوثاقته قال: اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم‏السلام، روى عن جدّه اسحاق بن جعفر عليه‏السلام، و عن عمّ أبيه علي بن جعفر عليه‏السلامصاحب المسائل له كتاب، اخبرني محمد بن علي الكاتب، عن محمد بن عبداللّه‏، قال حدثنا ابو القاسم إسحاق بن العباس بن اسحاق بن موسى بن جعفر... قال حدثنا اسماعيل بن محمد به.

و ذكره العلامة الطهراني في الذريعة و عده من اصحاب الاصول. و ذكره في مجمع الرجال ان ثبت كونه متحد مع اسماعيل بن محمد المذكور في الفهرس فهو ثقة بناء على قول النجاشي، و لكن النجاشي لم يعده من اصحاب الاصول فيبعد اتحادهما و ان لم يثبت الاتحاد فاسماعيل بن محمد المذكور في الفهرس من دون توصيف لم اقف على من صرح بوثاقته.

مصادر الترجمة:

١. فهرس الطوسي: ١٥ برقم ٤٧.

٢. معالم العلماء: ١٠ برقم ٤٨.

٣. رجال النجاشي ١: ١١٧ برقم ٥٩.

٤. الذريعة ٢: ١٤٢ برقم ٥٣١.

٥. مجمع الرجال ١: ١٢١.

٦. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٨٢

( ٢٩ )

اسماعيل بن مهران السكوني الكوف ي الضّبط قال في الايضاح: اسماعيل بن مهران بكسر الميم و بعد الهاء راء و النون اخيراً ـ بن ابي نصر ـ بالنون و الصاد المهملة و الراء.

التّرجمة قال النجاشي: إسماعيل بن مهران بن ابي نصر السكوني و اسم ابي نصر: زيد، مولى، كوفي،

يكنى أبايعقوب، ثقة، معتمد عليه، روى عن جماعة من اصحابنا، عن ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام ذكره ابوعمر الكشي في اصحاب الرضا عليه‏السلام صنف كتباً منها الملاحم... ثم ذكر له كتباً كثيرة.

قال في معالم العلماء:

اسماعيل بن مهران له اصل و له كتاب الملاحم.

قال الشيخ في الفهرس: اسماعيل بن مهران بن محمد بن ابي نصر السكوني و اسم أبي نصر:

زيد، مولى كوفي يكنى أبايعقوب، ثقة معتمد عليه روى عن جماعة من اصحابنا عن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام و لقي الرضا عليه‏السلام و روى عنه. و صنف مصنفات كثيرة منها كتاب الملاحم أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه‏ عن ابي غالب احمد بن محمد الزراري قراءة عليه.

قال الكشي: اسماعيل بن مهران، حدثني محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسين، عن إسماعيل بن مهران قال: رمي بالغلو، قال محمد بن مسعود: و يكذبون عليه و كان تقياً، ثقة خيراً،

فاضلاً... الخ.

و قال ابن الغضائري (١) : اسماعيل بن مهران بن محمد بن ابي نصر السكوني يكنى أبا محمد، ليس حديثه بالنقي فيضطرب تارةً و يصلح اخرى و يروي عن الضعفاء كثيراً و يجوز ان يخرج

____________________

(١) ابن الغضائري: احمدبن الحسين بن ابراهيم ت ٤١١ ه.: الحسين بن عبيد اللّه‏ بن ابراهيم المعروف «ابن الغضائرى أبو الحسن ابوعبداللّه‏، الاسدي، الواسطي، البغدادي قال عنه الشيخ الطوسي في باب من لم يردي عنهم في كتاب الفهرس: عارف بالرجال... سمعنا منه و اجاز لنا بجميع رواياته مات سنه احدى عشرة و اربعمائه» فهرست الشيخ: ٤٢٥ برقم ٥٢ ترجم له في رجال النجاشي: ٦٩ برقم ١٦٦، رجال الطوسى: ٤٢٥ برقم ٥٢، لسان الميزان ٢: ٥٣٣، رجال السيد بحر العلوم ٢: ٣٠٥، فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم: ٩٧، الرواشح السماويه الراشحه الخامسه و الثلاثون: ١١١ و مابعدهما. توفي سنه ٤١١ ه.ق.

له ترجمة في: النجاشي: الرجال ٥٤، الطوسي: الرجال ٤٧٠ رقم ٥٢، ابن داود: الرجال ٤١ رقم ٤٨٢، العلامة الحلي: الخلاصة ٢٩، الذهبي: احمدبن محمد ت ٧٤٨ ه. ميزان الاعتدال، تحقيق: علي محمد البجاوي، احياء الكتب العربية عيسي البابي و شركاه (١٣٨٢ ه) ٢/٢٧٧ رقم ١٦٤، ابن حجر: لسان الميزان ٢/٢٨٨، الاردبيلي: جامع الرواة ١/٢١٥، الحر: امل الامل ٢/٩٤ رقم ٢٥٥، القمي: الكنى و الألقاب ١/٣٧٢، العاملي: أعيان الشيعة ٦/٨٢ رقم ١٤٨، طهراني: الذريعة ١٥/٢٣٢ رقم ١٥٠٧.

٨٣

شاهداً.

و ثاقته محرزة بشهادة الشيخ و النجاشي و الكشي.

فهو: ثقة، جليل القدر، خير، فاضل: صرح بوثاقته النجاشي والشيخ في الفهرس و في رجاله ٤ مجلسى، ٢المجلسي في الوجيزة و الداماد كما نقله عنه المامقاني في التنقيح.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ١٤٨ و ٣٦٨.

٢. رجال النجاشي: ١٩.

٣. معالم العلماء: ٨.

٤. فهرست الطوسي: ١١.

٥. رجال ابن داود: ٥١ و ٢٣٢.

٦. معجم الثقات: ١٩.

٧. رجال الحلي: ٨.

٨. معجم رجال الحديث ٣: ١٨٩-١٩٥.

٩. جامع الرواة ١: ١٠٣.

١٠. تنقيح المقال ١: ١٤٥.

١١. نقد الرجال: ٤٧.

٨٤

١٢. رجال الكشي: ٥٨٩.

١٣. مجمع الرجال ١: ٢٢٥.

١٤. هداية المحدّثين: ٢٠.

١٥. أعيان الشيعة ٣: ٤٣٥.

١٦. منتهى المقال: ٥٩.

١٧. منهج المقال: ٦٠.

١٨. توضيح الاشتباه: ٦٢.

١٩. بهجة الآمال ٢: ٣٤٠.

٢٠. رجال البرقي: ٥٥.

٢١. تأسيس الشيعة: ٤٠٤ و ٤١٠.

٢٢. العندبيل ١: ٤٩.

٢٣. منهج المقال ٢: ٣٤٠.

٢٤. رجال البرقي: ٥٥.

٢٥. تأسيس الشيعة: ٤٠٤ و ٤١٠.

٢٦. العندبيل ١: ٤٩.

٢٧. منهج المقال: ٦١.

٢٨. ايضاح الاشتباه: ٥.

٢٩. أضبط المقال: ٥١٤.

٣٠. التحرير الطاووسي: ٣٧.

٣١. نضد الايضاح: ٦١.

٣٢. وسائل الشيعة ٢٠: ١٤٢.

٣٣. اتقان المقال: ٢٧ و ٢٦٣.

٣٤. الوجيزة للمجلسي: ٢٨.

٨٥

٣٥. شرح مشيخة الفقيه: ١١٤.

٣٦. رجال الأنصاري: ١٨ و ٢٠.

٣٧. تهذيب المقال ١: ٣٥٧.

٣٨. ثقات الرواة ١: ١١٩ و ١٢٠.

٣٩. لسان الميزان ١: ٤٣٩.

٤٠. معجم المؤلفين ٢: ٢٩٧.

٤١. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٤٢. الذريعة ٢: ١٦١.

( ٣٠ )

ايوب بن الحر الجعف ي الضّبط مرّ ضبط الجعفي في ترجمة احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي.

التّرجمة قال النجاشي: ايوب بن الحر الجعفي، مولى، ثقة، روى عن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام، ذكره اصحابنا في الرجال يعرف بأخي أديم، له أصل، أخبرنا الحسين، قال: حدثنا ابن حمزة، قال: حدثنا ابن بطّة،

قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ايوب.

و قال في الفهرس: ايوب بن الحر، ثقة، مولى، روى عن الصادق عليه‏السلام له كتاب، اخبرنا به عدّة من اصحابنا، عن ابي المفضّل، عن ابن بطّة، عن احمد بن ابي عبداللّه‏، عن ايوب بن الحر...

و رد في رجال الشيخ ضمن الامام الصادق، الصادق، اصحاب الامام الصادق عليه‏السلام قال: أيوب بن الحر الكوفي اسند عنه.

و جاء في اصحاب الامام الكاظم من رجال الشيخ: ايوب بن الحر مولى طريف ورد في رجال البرقي ضمن اصحاب الصادق عليه‏السلام: ايوب بن الحر الجعفي، كوفي.

٨٦

قال في الذريعة في مادة (اصل) برقم ٥٣٣: أيوب بن الحر الجعفي الثقة المعروف با اخي اديم....

فهو امامي ثقة له أصل.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي ١٥٠ و ١٥٣ و ٣٤٣.

٢. تنقيح المقال ١: ١٥٨

٣. فهرست الطوسي ١٦.

٤. رجا ابن داود ٥٣.

٥. معجم الثقات ٢٠.

٦. رجا البرقي ٢٩.

٧. معجم رجال الحديث ٣: ٢٥٤.

٨. جامع الرواة١: ١١١.

٩. رجال الحلي ١٢.

١٠. نقدالرجال ٥٢.

١١. مجمع الرجال ١، ٢٥٤.

١٢. هداية المحدّثين ٢١.

١٣. أعيان الشيعة ٣: ٥٢٣.

١٤. معالم العلماء ٢٦ و فيه أيوب بن الحسين.

١٥. أمل الآمل ٢: ٤١ و فيه أيوب بن الحسن.

١٦. بهجة الآمال ٢: ٣٧٢.

١٧. سفينة البحار ١: ٥١.

١٨. منتهى المقال ٦٢.

٨٧

١٩. العندبيل ٦٠.

٢٠. منهج المقال ٦٥.

٢١. جامع القال ٥٦.

٢٢. وسائل الشيعة ٢٠: ١٤٤.

٢٣. اتقال المقال ٢٨.

٢٤. الوجيزة للمجلسي ٢٨.

٢٥. شرح مشيخة الفقيه ١٣٠.

٢٦. رجال الانصاري ٢٤ و ٤٨.

٢٧. ثقات الرواة ١: ١٢٦ و ١٢٧.

٢٨. لسان الميزان ١: ٤٧٧.

٢٩. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٣٠. الذريعة ٢: ١٦١.

٨٨

الباب الثالث:

بـاب الـبـاء

٨٩

( ٣١ )

بشار بن يسا ر الضّبط ضبطه في الايضاح بقوله بشار ـ بالباء المنقطة تحتها نقطة و الشين المعجمة المشددة ـ بن يسار ـ بالباء المنقطة تحتها نقطتين و السين المهملة ـ الضبيعي ـ بضم الضاد مولى بني ضبيعة بن عجل.

التّرجمة قال النجاشي: بشار بن يسار الضبيعي، اخوسعد، مولى بنى ضبيعة من عجل، ثقة، روى هو و اخوه عن ابي عبداللّه‏ و ابي الحسن عليهماالسلام ذكرهما اصحاب الرجال، له كتاب رواه عنه محمد بن ابي عمير.

اخبرنا محمد و الحسين، قالا: حدثنا الحسن بن حمزة قال حدثنا بن بطة قال حدثنا الصفار قال: حدثنا أحمدبن محمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن ابي عمير، عن بشار به.

و قال في الفهرس: بشّار بن يَسار، له اصل، أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه‏ عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن ابي عمير عنه.

و هو من اصحاب الصادق عليه‏السلام عجلي، كوفي كما عن رجال الشيخ الطوسي و من اصحاب الاصول كما في معالم العلماء.

إمامي ثقة له أصل.

مصادر الترجمة:

١. رجال النجاشي ٨٨.

٢. فهرست الطوسي ٤٣.

٣. معالم العلماء ٢٩ برقم ١٤٨.

٤. رجال ابن داود: ٢٩ برقم ٢٤٣.

٥. خلاصة العلامة ١٤.

٩٠

٦. جامع الرواة ١: ١٠٦.

٧. ايضاح الاشتباه فى اسماء الرواة ١١٩ برقم ١١٣.

٨. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٩. الذريعة ٢: ١٦١.

( ٣٢ )

بشر بن مسلمة الكوف ي الضّبط قال في الايضاح: بشر ـ بالراء بعد الشين المعجمة بن مسلمة ـ بالميم المفتوحة و السين المهملة الساكنة.

التّرجمة قال النجاشي: بشر بن مسلمة، كوفي، ثقة، روى عن ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام له كتاب، رواه بن ابي عمير، أخبرنا الحسين و محمد، قالا: حدثنا الحسن ابن حمزة قال: حدثنا ابن بطة قال: حدثنا الصفار قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى، عن محمدبن ابي عمير، عن بشر، به.

قال في الفهرس: بشر بن مسلمة، له اصل، اخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه‏، عن احمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بن ابي عمير عنه. و هو من اصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام كما جاء ذلك في رجال الشيخ الطوسي.

و عنونه في معالم العلماء قائلاً: بشر بن مسلمه له اصل.

إمامي ثقة له اصل.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي: ١٥٥ و ٣٤٥.

٢. تنقيح المقال ١: ١٧٤.

٩١

٣. معالم العلماء: ٢٨ و فيه بشير بدل بشر.

٤. رجال النجاشي: ٨١.

٥. رجال ابن داود: ٥٧.

٦. فهرست الطوسي: ٤٠.

٧. معجم الثقات: ٢٣.

٨. معجم رجال الحديث ٣: ٣٢١.

٩. جامع الرواة ١: ١٢٣.

١٠. رجال الحلي: ٢٥.

١١. نقد الرجال: ٥٧.

١٢. مجمع الرجال ١: ٢٦٧.

١٣. هداية المحدّثين: ٢٥.

١٤. أعيان الشيعة ٣: ٥٧٦.

١٥. بهجة الآمال ٢: ٤٠٢.

١٦. منتهى المقال: ٦٦.

١٧. العندبيل ١: ٧٢ و فيه النبال.

١٨. منهج المقال: ٧٠.

١٩. ايضاح الاشتباه: ١٦.

٢٠. جامع المقال: ٥٧.

٢١. نضد الايضاح: ٦٨.

٢٢. أضبط المقال: ٤٨٢.

٢٣. وسائل الشيعة ٢٠: ١٤٧.

٢٤. روضة المتقين ١٤: ٣٣٧.

٢٥. اتقان المقال: ٣٠.

٩٢

٢٦. الوجيزة للمجلسي: ٢٨.

٢٧. رجال الأنصاري: ٣٦ و ٥٠.

٢٨. ثقات الرواة ١: ١٣٧.

٢٩. لسان الميزان ٢: ٣٢.

٣٠. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٣١. الذريعة ٢: ١٦١.

( ٣٣ )

بعض القدما ء التّرجمة و هو لمجهول احتمل انه هارون بن موسى التلعكبرى استناداً الى بعض القرائن و استظهر العلامة الطهراني غير ذلك حبث قال: الظاهر انه يرويه كما يروي عمدة الاصول الموجودة.

مصادر الترجمة:

١. الذريعة ٢: ١٤٣.

٢. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥٠.

( ٣٤ )

بكر بن محمد الازد ي الضّبط قال في الايضاح: بكر ـ مكبر ـ بن محمد بن عبدالرحمن بن نعيم ـ بضم النون و فتح العين الازدي، الغامدي ـ بالغين المعجمة و الدال المهملة ـ عمومته شديد بالشين المعجمة و عبدالسلام،

و عمته غيشمة ـ بفتح العين المعجمة و اسكان الباء المنقطة فوقها ثلاث نقط.

٩٣

التّرجمة قال النجاشي: بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نعيم الازدي (١) الغامدي (٢) ، أبو محمد وجه في هذه الطائفة من بيت جليل بالكوفة، من آل نعيم الغامديين، عمومته: شديد (٣) ، و عبد السلام (٤) ، و ابن عمه موسى بن عبد السلام ،و هم كثيرون و عمته (٥) غنيمة، روت ايضاً عن ابي عبداللّه‏ و ابي الحسن عليهماالسلام ذكر ذلك اصحاب الرجال و كان عمر عمراً طويلاً، له كتاب، يرويه عدّة من اصحابنا اخبرنا به محمد بن علي، قال: حدثنا احمد بن محمد بن يحيى، قال حدثنا عبداللّه‏ بن جعفر الحميري قال: حدثنا احمد بن اسحاق، عن بكر بن محمد بكتابه...

و قال في الفهرس: بكر بن محمد الازدي، له اصل، اخبرنا به ابن ابي جيّد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف و ابي طالب عبداللّه‏ بن الصلت القمي، عنه.

جاء في رجال الشيخ في الامام الصادق، الصادق، اصحاب الامام الصادق عليه‏السلام مالفضه: بكر بن محمد ابو محمد الازدي الكوفي عربي.

و في رجال الشيخ ايضاً في موضع آخر في باب الباء من اصحاب الكاظم عليه‏السلام: بكربن محمد الازدي له كتاب.

و في المصدر ذاته في باب الباء من اصحاب الرضا، ٢الامام الرضا عليه‏السلام قال: بكر بن محمد الازدي له كتاب من اصحاب ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام و في المصدر نفسه فيمن لم يرو عن الأئمة عليهم‏السلام في باب الباء منه برقم ٤: بكر بن محمد الازدي روى عنه العباس بن معروف.

و قال في اختيار معرفة الرجال: قال حمدويه ذكر محمد بن عيسى العبيدي ان بكر بن محمد

____________________

(١) نسبةً الى ازدبن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان الانساب للسمعاني ١: ١٨.

(٢) نسبةً الى غامد: وهو بطن من الازد الانساب للسمعاني ٤: ٢٧٨.

(٣) و هو شديد بن عبدالرحمن الازدي الكوفي من اصحاب الصادق عليه‏السلام انظر ترجمته في رجال النجاشي ٥٤١، رجال الطوسي: ٢١، معجم رجال، لحديث ٩: ١٦.

(٤) عبدالسلام بن عبدالرحمن الازدي الكوفي من اصحاب الصادق عليه‏السلام له ترجمة في رجال النجاشي: ٨٥، رجال الطوسي برقم ٧١٩، الكثير ١٨٣، معجم، رجال الحديث ١٠: ٢١.

(٥) غنيمة بن عبدالرحمن الازدي، الكوفي روت عن الصادق عليه‏السلام لها ترجمة في رجال النجاشي ٨٥، رجال الطوسي برقم ٧، معجم رجال الحديث ٢٣: ٣٣٣.

٩٤

الازدي، خيّر، فاضل...

و في معالم العلماء لابن شهر آشوب: بكر بن محمد الازدي، من اصحاب ابي عبداللّه‏ عليه‏السلام، له اصل.

اتضح مما قدمنا انه: فاضل، خير، ثقة، جليل القدر، عربي، كوفي من اصحاب الاصول.

مصادر الترجمة:

١. رجال الطوسي ١٥٧ و ٣٤٤ و ٣٧٠.

٢. جامع الرواة ١: ١٢٨.

٣. رجال ابن داود ٥٨.

٤. فهرست الطوسي ٣٩.

٥. معجم الثقات ٢٣.

٦. رجال البرقي ٤٠ و ٤٨.

٧. معجم رجال الحديث ٣: ٣٥٢ - ٣٥٨ و ٣٦٤.

٨. نقد الرجال ٦٠.

٩. مجمع الرجال ١: ٢٧٦ و ٢٧٧.

١٠. هداية المحدّثين ١٨٢.

١١. أعيان الشيعة ٣: ٥٩٨.

١٢. توضيح الاشتباه ٨٠.

١٣. رجال الكشي ٥٩٢.

١٤. بهجة الآمال ٢: ٤١٥.

١٥. منتهى المقال ٦٧.

١٦. العندبيل ١: ٧٨.

١٧. منهج المقال ٧٢.

٩٥

١٨. ايضاح الاشتباه ١٥.

١٩. التحرير الطاووسي ٥٥.

٢٠. نضد الايضاح ٧٠.

٢١. وسائل الشيعة ٢٠: ١٤٧.

٢٢. روضة المتقين ١٤: ٣٣٧.

٢٣. اتقان المقال ٣٠.

٢٤. الوجيزة للمجلسي ٢٨.

٢٥. شرح مشيخة الفقيه.

٢٦. رجال الانصاري ٣٦ و ٥٠.

٢٧. ثقات الرواة ١: ١٣٨.

٢٨. لسان الميزان ٢: ٥٧.

٢٩. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

٣٠. الذريعة ٢: ١٦١.

( ٣٥ )

بندار بن محمد بن عبداللّه‏

الضّبط قال في الايضاح: بندار بن محمد ـ بضم الباء المنقطة تحتها نقطة و اسكان النون و الدال بعدها و الراء اخيراً.

التّرجمة قال بن النديم: بندار بن محمد بن عبداللّه‏ الفقيه، إمامي متقدم و له من الكتب...

على نسق الاصول.

قال في الذريعة: فيظهر انّ له اصول متعدّدة و كان يعدّ من القدماء في عصر ابن النديم.

٩٦

مصادر الترجمة:

١. فهرست ابن النديم: ٤٧٢ ذكره في الفن الخامس من المقالة السادسة

٢. الذريعة ٢: ١١٤، ١٥: ٣٤٢.

٣. رجال النجاشي: ١١٤.

٤. رجال البرقي: ٥٧.

٥. رجال الطوسي: ٤٥٧.

٦. فهرست الطوسي: ٤٤.

٧. معالم العلماء: ٢٩.

٨. رجال ابن داود: ٣٠.

٩. الخلاصة: ١٦.

١٠. تنقيح المقال ١: ١٨٥.

١١. الكنى و الألقاب ٢: ٦٥.

١٢. معجم رجال الحديث ٣: ٣٩٤.

١٣. ايضاح الاشتباه: ١٢٠.

١٤. المعجم المفهرس لالفاظ احاديث البحار ١: ٥١.

١٥. الكنى و الألقاب ٢: ٦٥.

٩٧

الباب الرابع:

بـاب الـثـاء

٩٨

( ٣٦ )

ثابت بن ابي صفية دينار (ابى حمزة الثمالي)

الضّبط قال في الايضاح: ثابت بن ابي صفيه بالتاء المنقطة فوقها ثلاث نقط ـ أبوحمزة (١) الثمالي بضم الثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط ـ و اسم ابي صفية دينار.

قال في وفيات الاعيان: الثمالي ـ بضم الثاء المثلّثة و فتح الميم و بعد الالف لام و هذه النسبة الى ثمالة و هو لقب عوف بن اسلم بن أحجن بن كعب بن الحرث بن كعب بن عبداللّه‏ بن مالك بن نصر بن الازد، اي بطن من الازد، و هم رهط ابي حمزة المعروف، و لقب ب: الثمالي؛ لانه اطعم قومه و سقاهم لبناً بثمالتة ـ اي برغوته و صرح الصدوق رحمه اللّه‏ بعدم كون ابي حمزة من بني ثمالة، حيث قال في المشيخة و دنيار يكنى: أبا صفية، و هو من طي من بني ثعل، و نسب الى ثمالة: لأنّ داره كانت فيهم.

و في تاج العروس: ثعل ـ كصرد ـ ابن جرم بن عمرو بن الغوث حي من طي.

إلا ان العلامة في الخلاصة اكد على انه ازدياً عربياً.

قال في الخلاصة: ثابت بن دينار يكنى (دينار): أباصفية، و كنية ثابت، ابوحمزة الثمالي... كان ثقة، و كان عربياً ازدياً.

اقول: إلا ان القرائن تشير الى انه من طي و طي من كهلان، و نسبته الى الازد وهم. و اللّه‏ العالم.

____________________

(١) تطلق هذه الكنية على والد على البطائني و الثمالي المترجم هنا و قد وقع و هم عند البعض عند ذكر هذه الكنية، و قد عقد بعض الاعلام بحثاً لذلك للتمييز بين البطائيني و الثمالي كما صنع المحقق الكلباسي في سماء المقال فاحسن و اجاد فمن اراد الاطلاع على ذلك المراجعة هناك.

٩٩

التّرجمة قال النجاشي: «ثابت» بن ابى صفيّة: «ابوحمزة الثمالي».

و اسم ابي صفية «دينار».

مولى كوفي، ثقة.

و كان آل المهلّب يدّعون ولائه، و ليس من قبيلهم، لانهم من العتيك.

قال محمّد بن عمر الجعابي: ثابت بن ابي صفية، مولى المهلّب بن ابي صفرة، و أولاده: نوح و منصور و حمزة قتلوا مع زيد.

لقي على بن الحسين عليه‏السلام، و أباجعفر عليه‏السلام، و أبا عبداللّه‏ عليه‏السلام، و ابا الحسن عليه‏السلام، و روى عنهم. و كان من خيار اصحابنا، و ثقاتهم، و معتمديهم في الرواية و الحديث.

و روي عن أبي عليه‏السلام، انه قال: ابوحمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه. و روى عنه العامة.

و مات في سنة خمسين و مائة: له كتاب تفسير القرآن ثم اورد النجاشي طريقه الى رواية تفسيره. و ذكر ان له كتاب النوادر برواية الحسن بن محبوب.

و آثار النجاشي الى طريقين لرواية ابي حمزة لرسالة الحقوق التي رواها عن الامام زين العابدين عليه‏السلام احدهما عن الحسن بن محبوب، و الآخر عن محمد بن الفضيل.

و روي ما يدل على وثاقته و جلالته عن الرضا، ٢الامام الرضا عليه‏السلام قوله: ابوحمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه و ذلك انه خدم اربعةً منا: علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد...

الخ. إلا ان ابن حجر ضعّفه واصفاً إيّاه بالرفضى كما هي طريقته في الطعن في كثير من الاجلاّء و من الامامية و هذا مايا بان الذوق السليم.

عدّة الشيخ في رجاله من اصحاب الامام زين العابدين عليه‏السلام و الباقر عليه‏السلام و الصادق عليه‏السلام و شكّك في عده من اصحاب الامام الكاظم عليه‏السلام قائلاً: ثابت بن دينار يكنى: أباصفية، و كنية ثابت:

أبوحمزة الثمالي، اختلف في بقائه الى وقت أبي الحسن موسى عليه‏السلام، روى عن علي بن الحسين عليهماالسلام و من بعده له كتاب.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

( محمّد إبراهيم الإبراهيم ـ الكويت ـ ٢٣ سنة ـ ثانوية عامّة )

من التزم منهم بوصية الرسول فهو ممدوح :

س : يرجى تزويدي بأسماء جميع معاصرين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الصحابة ، مع ذكر الموالي منهم لأهل البيت والمعادي لهم؟ دون الحاجة لذكر الموقف الذي حصل له.

مع خالص شكري وتقديري لجهودكم المبذولة في خدمة الدين والمسلمين ، ودمتم موفّقين إن شاء الله.

ج : فكما روى علماء المذاهب الإسلامية : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً » ، قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عدّة مواطن ، آخرها قبيل وفاته ، ويعتبر هذا الحديث وصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أُمّته.

وكذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم غدير خم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه »(١) ، فجمع المسلمين ، وأخذ منهم البيعة لعليعليه‌السلام .

فالصحابة الذين عملوا بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتزموا بالبيعة التي أخذها منهم لعليعليه‌السلام يوم غدير خم ، فهؤلاء هم الصحابة الذين استقاموا على الطريق السوي.

نعم ، ربما كان بعض الصحابة ، ولظروف قاسية لم يلتزموا بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فترة ، ثمّ عادوا إلى الحقّ ، فهؤلاء أيضاً من الممدوحين.

وما ورد على لسان الروايات بالارتداد بالنسبة إلى الصحابة الذين لم يلتزموا بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو ارتداد عن الولاية والإمامة لا ارتداد عن الإسلام.

وكُلّ متفحّص في كتب الحديث والسير والتاريخ سيشخص الصالح من الصحابة من الطالح.

____________

١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣.

١٤١

( أحمد ـ ـ سنّي )

حديث لا تسبّوا أصحابي :

س : قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تسبّوا أصحابي ، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه » (١) ، ما صحّة هذا الحديث؟ ومن هو الذي رواه من الصحابة؟

ج : قد روى هذا الحديث أبو هريرة ، وأبو سعيد الخدري ، وآخرون.

وعلى فرض صحّة الحديث ، فليس المقصود هو أنّه لا تسبّوا كُلّ الصحابة ، حتّى ولو كان منافقاً ، أو فاسقاً ، أو مرتدّاً ، أو ، بل المقصود : لا تسبّوا الصحابة الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، وأطاعوا الله ورسوله ، ويؤيّد هذا قوله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم ـ أي من الصحابة ـمَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) (٢) ، وأمّا غير المؤمنين من الصحابة لا يغفر لهم.

إذاً فمجرّد اسم الصحابي لا ينفع ، بل لابدّ أن يكون مؤمناً ، وعاملاً للصالحات ، ومطيعاً لله ورسوله.

( أبو أيمن علي ـ الجزائر ـ سنّي )

تساؤلات؟

س : أنا من المداومين على قراءة كتب إخواننا الشيعة وأشرطتهم ، خصوصاً المستبصرين منهم ، وأحاول جهدي الاقتناع بمحصّلاتهم العقائدية ، لكنّني ألاحظ عليهم الكثير من التحفّظات ، وهي كالتالي : مواقفهم المبدئية من بعض الصحابة ، تجعلهم يرمونهم بأيّ كان من النقائص ، كتفسيرهم مثلاً لحادثة الإفك ، والغار ، وغيرها كثير.

____________

١ ـ مسند أحمد ٣ / ١١ و ٦٤ و ٦ / ٦ ، صحيح البخاري ٤ / ١٩٥ ، سنن أبي داود ٢ / ٤٠٤ ، السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٠٩.

٢ ـ الفتح : ٢٩.

١٤٢

ألا تعتقدون أنّ ما تقومون به في هذا الموقع يعمّق فجوة الخلاف بين المسلمين؟

ألا تعتقدون الإخوّة في قناة المنار قدوة لكم في حرصهم على الوئام الإسلامي؟ وهناك أسئلة كثيرة أتمنّى أن يتّسع صدركم لها ، ودمتم في رعاية الله.

ج : نحيّي فيكم هذه الروح الشفّافة ، والتطلّع والبحث في كتب الشيعة والمستبصرين منهم ، وهذا كُلّه إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على وجود روح البحث والتحقيق عندكم ، والتجرّد عن تقليد الموروث بلا دليل ، وهذه صفة قلّ من يتّصف بها في عصرنا الحاضر.

وأمّا تحفّظاتكم في مسألة الصحابة ، فإنّ البحث في هذا الموضوع لابدّ وأن يبحث فيه بحثاً مبنائياً ، نشرع فيه من بداية الهرم وحتّى منتهاه ، وبداية الهرم هو مسألة كون الصحابة جميعاً عدول ، وهنا عندنا بعض التحفّظات والأسئلة :

١ ـ هل الصحابة معصومون؟

٢ ـ إذا قلنا : لا ، فكيف نثبت عدالتهم ككُلّ؟!

٣ ـ هل فيهم من قتل بعضهم بعضاً؟

٤ ـ هل فيهم مَن كفّر بعضهم بعضاً؟

٥ ـ هل فيهم من لعن وسبّ وشتم بعضهم بعضاً؟

٦ ـ إذا كان كُلّ هذا موجود ، فكيف نقول بعدالتهم جميعاً؟!

٧ ـ مَن هم المنافقون؟

٨ ـ هل المنافق كافر؟

٩ ـ أم المنافق مَن أظهر الإسلام وأبطن الكفر؟

١٠ ـ هل الآيات الواردة في المنافقين تقصد بعض الصحابة؟

١١ ـ إذاً مَن هم المنافقون من الصحابة؟!

١٢ ـ ألم يضعّف علماء الحديث : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» ورموه بالوضع؟!(١) .

____________

١ ـ لسان الميزان ٢ / ١٣٧ و ٣١٢.

١٤٣

١٣ ـ هل أنّ ما استدلّ من آيات على عدالة الصحابة ، هل هو صريح أو يدلّ على عدالة جميعهم ، إذ بحثنا في الكُلّ؟

وبعد كُلّ هذا ، فإذا لم نستطع أن نثبت عدالة جميع الصحابة ، يحقّ لنا بل يجب أن نبحث في حالاتهم وخصوصياتهم ، فمن ثبتت عدالته فهو الصحابي الذي يقتدى به ، ونطمئن بما ينقله من أحاديث ، ومن لم تثبت عدالته وغيّر وبدّل ، فإنّه ليس فقط لا يستحقّ الاقتداء به ، وأخذ معالم الدين منه ، بل يستحقّ لعنة الله والرسول والمؤمنين.

وفي الختام : كما أنّنا نقدّر ما تقوم به قناة المنار من الحفاظ على الوحدة الإسلامية ، والتقريب بين المذاهب ، وهذا فرض على الجميع ، عقيدة نعتقد بها ، ولكن لا ينافي هذا الجلوس على طاولة الحوار الهادئ الهادف ، الحوار الأخوي ، وذلك للوصول إلى نتيجة فيما اختلفنا فيه ، فإن توصّلنا إلى نتيجة فهو المطلوب ، وإلاّ فإنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية.

هذا ، وإنّ وحدتنا وتقاربنا الظاهري مع الاعتراف بوجود اختلافات أساسية ، ومن دون أن نوجد الجوّ الهادئ للحوار الهادف قربة إلى الله ، فإنّ هكذا وحدة سوف لن تستمرّ ، لأنّ الاختلافات ستظهر وستؤثّر ، وربما لو ظهرت ستكون شديدة بعض الشيء ، لأنّ الإخفاء سيولد الكبت ، والكبت يولد الانفجار.

( علي ـ السعودية ـ )

حديث خير القرون قرني :

س : ما مدى صحّة الحديث : « خير القرون قرني ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم »؟ (١) وما هي دلالته؟ جزاكم الله خيراً ، ونفعنا بكم.

____________

١ ـ أحكام القرآن للجصّاص ١ / ٦١٥ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٣١ و ٤ / ٣٠٥ ، الإصابة ١ / ٢١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٨٣.

١٤٤

ج : في الجواب نشير إلى نقاط :

١ ـ إنّ هذا الحديث وأمثاله لم يرد من طرق الشيعة ، وإنّما ورد من طرق أهل السنّة ، وهو لا يمكن أن يكون حجّة علينا ، لأنّ قانون المناظرة والمحاججة أن تذكر المسائل المتّفق عليها بين الطرفين ، أو أن يحتجّ بما وافق عليه الطرف الآخر ، «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم »(١) .

٢ ـ بعد الإغماض عمّا في سند هذا الحديث عند أهل السنّة ، فإنّه لا دلالة لهذا الحديث على ما يقصده أهل السنّة منه ، وذلك بادعائهم خيرية جميع الناس الموجودين في قرن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّ قولنا : إنّ قريش أفصح العرب وأكرمهم ، لا يقتضي لغة وعرفاً أن يكون كُلّ واحد من آحاده كذلك ، لظهور وجود الآحاد المتّصفة بأضداد ذلك.

٣ ـ هذا الحديث معارض بما رواه أهل السنّة عن عمر ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أتدرون أيّ الخلق أفضل إيماناً »؟ قالوا : الملائكة ، قال : « وحقّ لهم بل غيرهم » ، قالوا : الأنبياء ، قال : « وحقّ لهم بل غيرهم » ، ثمّ قال : « أفضل الخلق إيماناً قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني ، فهم أفضل الخلق إيماناً »(٢) .

٤ ـ وكذلك هذا الحديث معارض بأحاديث أُخرى مثل : « مثل أُمّتي مثل المطر ، لا يدرى أوّله خير أم آخره »(٣) ، وقوله : « ليدركن المسيح أقواماً ، إنّهم لمثلكم أو خير ثلاثاً »(٤) .

٥ ـ إن مظلومية أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر متسالم عليه ، وكُلّ ما ذكرته كتب الحديث والتاريخ ممّا جرى على فاطمةعليها‌السلام ، وعلي أمير المؤمنين

____________

١ ـ تهذيب الأحكام ٩ / ٣٢٢.

٢ ـ فيض القدير ٤ / ٣٦٩ ، كنز العمّال ١٢ / ١٨٢ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٧٢.

٣ ـ مسند أحمد ٣ / ١٣٠ و ١٤٣ و ٤ / ٣١٩ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٦٨ ، مسند أبي داود : ٩٠ و ٢٧٠ ، مسند أبي يعلى ٦ / ٣٨٠.

٤ ـ فتح الباري ٧ / ٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٤ / ٥٦٧ و ٨ / ٥٤٨.

١٤٥

والحسنينعليهم‌السلام ، كُلّ هذا كان في تلك البرهة من الزمن ، وكُلّ الفتن كانت في تلك البرهة من الزمن!!

فكيف يعبّر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تلك الفترة بأنّها ، وفيها سفكت دماء أهل بيتهعليهم‌السلام ، وظلمت ابنته ، وقتل الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟!

كُلّ ذلك ، وقد أخبر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ما يجري على أهل بيته بأحاديث كثيرة.

ولا تنس عزيزي القارئ فترة بني أُمية التي كانوا يسبّون فيها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ويلعنونه على المنابر.

٦ ـ كُلّ ما جرى من محن على أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك ما جرى من فتن عمياء ، كُلّ ذلك جرى من أناس شاهدوا الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو شاهدوا من شاهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتكون الحجّة عليهم أكمل ، والعقاب أشدّ بكثير ممّن لم تتمّ عليهم الحجّة.

وأخيراً : فإنّ هذا الحديث وأمثاله لا يمكن أن يستند عليه باحث متجرّد عن أيّ تعصّب ، هدفه إصابة الحقّ.

إضافة إلى أنّ اختلاف الأئمة نشأ نتيجة اختلاف القرن الأوّل الذي وقعت فيه الحروب ، وسفكت الدماء وقتل بعضهم بعضاً.

( ـ ـ سنّي )

الرسول لم يصلحهم :

س : لقد قرأت الكثير عن الشيعة أو الرافضة ، ولكن عندي ملاحظة على موضوع الصحابة ، واتهامكم لهم ، ألم يستطع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يصلح الصحابة؟ ألم يستطع أن يحذّرنا منهم؟ وهم من حملوا لنا رسالة الإسلام والقرآن ، وأوصلوه لنا بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ألم يستطع علي رضی‌الله‌عنه أن يخلّصنا منهم؟ وهو أشجع الرجال وأقواهم.

١٤٦

ج : إنّ الشيعة ليس لها عداء شخصي وخصومة مع الصحابة ، بل وبعبارة واضحة : لا تعتقد ولا تلتزم بما سمّوه الآخرين بـ « عدالة الصحابة» ، أي لم تر أصلاً موضوعياً ـ من الكتاب والسنّة والعقل والإجماع ـ في المقام يطهّر الصحابة بأجمعهم عن الخطأ والزلل ، وهذا لم يكن اتهاماً منّا لهم ، بل هو نتيجة متابعة الدليل والعقل.

وأمّا الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو وإن كان يستطيع أن يصلح المنحرف منهم بالقدرة الإلهية والمعجزة ، ولكن ليس هذا دأب الرسل ، ولم تكن وظيفته تفرض عليه أن يعالج كافّة الانحرافات بالقهر والغلبة :( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ) (١) ، وإلاّ فأين دور الامتحان والاختبار؟!

وهكذا كان معاملة الإمام عليعليه‌السلام معهم ، فكان يداريهم ما لم يقفوا في وجه الحكومة ، ثمّ عندما أقدموا على محاربته تصدّى لهم.

وأمّا أنّ رسالة الإسلام والقرآن قد وصلت إلينا بواسطة المنحرفين من الصحابة ، فهذا بهتان عظيم ، بل أنّ المعارف والأحكام كانت لها حملة لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهم أهل البيتعليهم‌السلام ، والخطّ الموالي لهم في مختلف العصور والفترات دون انقطاع ، وحاش للإسلام أن يحتاج لبعض المنحرفين والمنافقين والظلمة ـ وإن تلبّسوا بزيّ الصحابة ـ في نقل ثقافته وفكره إلى الأجيال.

وهنا نشير إلى نكتة مهمّة في مقام النقض وهي : إنّ الكثير من الأنبياء والرسل السابقين على نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم يستطيعوا أن يبلّغوا رسالات ربّهم ، بل قُتلوا وشرّدوا ، فهل يصحّ لنا أن نعترض ونقول : ألم يستطيعوا أن يصلحوا أُمّتهم؟!

القضية ليست قضية استطاعة وعدمها ، وإنّما اختبار وامتحان ، فالأنبياء والرسل بعثوا ليوضّحوا للناس البينات ،( وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ

____________

١ ـ الغاشية : ٢١ ـ ٢٢.

١٤٧

اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ ) (١) ،( وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ ) (٢) ، وذلك :( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (٣) .

وثمّة مسألة أُخرى وهي : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نوّه إلى مسألة ما سيحدث بعده من الاختلاف بين الصحابة ، وأن بعضهم سيضرب رقاب بعض ، وأنّهم سيرجعون بعدّه مرتدّين.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّكم محشورون إلى الله تعالى ، ويؤخذ بقوم منكم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أصحابي! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم مذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح :( كُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا توفّيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليردن عليّ الحوض رجال ممّن صحبني ورآني ، حتّى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلأقولن : ربّ أصحابي أصحابي؟ فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك »(٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بينا أنا قائم فإذا زمرة ، حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ ، فقلتُ : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلتُ : ما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقري ، ثمّ إذا زمرة فلا أراهم يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فقيل : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : بُعداً بُعداً ـ أو : سحقاً سحقاً ـ لمن بدّل بعدي »(٦) .

____________

١ ـ البقرة : ٩٢.

٢ ـ البقرة : ٩٩.

٣ ـ الأنفال : ٤٢.

٤ ـ المائدة : ١١٧ ، مسند أحمد ١ / ٢٣٥ و ٢٥٣ ، صحيح البخاري ٤ / ١١٠ و ١٤٣ و ٥ / ١٩٢ و ٢٤٠ و ٧ / ١٩٥ ، صحيح مسلم ٨ / ١٥٧.

٥ ـ مسند أحمد ٥ / ٤٨ ، صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، صحيح مسلم ٧ / ٧٠ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٥ ، مسند ابن راهويه ١ / ٣٧٩.

٦ ـ صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١١ / ١٣٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٨ / ١٠٨.

١٤٨

( السيّد يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة وحوزة )

تفسير آية( محمّد رَّسُولُ اللهِ )

س : إنّ هناك آية في القرآن الكريم تتكلّم عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والسنّة يستدلّون بها على عدالتهم ، وهذه الآية هي : ( محمّد رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء ) (١) ، فما هو التفسير الحقيقي لهذه الآية؟ وكيف يمكن أن ندحض زعمهم؟ ولكم الأجر والثواب.

ج : ننقل لكم نصّ ما قاله الشيخ المفيدقدس‌سره حول الآية في كتابه « الإفصاح » : « فإن قال : أفليس الله تعالى يقول في سورة الفتح :( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) ، وقد علمت الكافّة أنّ أبا بكر وعمر وعثمان من وجوه أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورؤساء من كان معه ، وإذا كانوا كذلك فهم أحقّ الخلق ، بما تضمّنه القرآن من وصف أهل الإيمان ، ومدحهم بالظاهر من البيان ، وذلك مانع من الحكم عليهم بالخطأ والعصيان؟!

قيل لهم : إنّ أوّل ما نقول في هذا الباب : أنّ أبا بكر وعمر وعثمان ، ومن تضيفه الناصبة إليهم في الفضل ـ كطلحة والزبير ، وسعد وسعيد ، وأبي عبيدة ، وعبد الرحمن ـ لا يتخصّصون من هذه المدحة بما خرج عنه أبو هريرة وأبو الدرداء ، بل لا يتخصّصون بشيء لا يعمّ عمرو بن العاص ، وأبا موسى الأشعري ، والمغيرة بن شعبة ، وأبا الأعور السلمي ، ويزيد ومعاوية بن أبي سفيان ، بل لا يختصّون منه بشيء دون أبي سفيان صخر بن حرب ، وعبد الله ابن أبي سرح ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، والحكم بن أبي العاص ،

____________

١ ـ الفتح : ٢٩.

١٤٩

ومروان بن الحكم ، وأشباههم من الناس ، لأنّ كُلّ شيء أوجب دخول من سمّيتهم في مدحة القرآن ، فهو موجب دخول من سمّيناه ، وعبد الله بن أبي سلول ، ومالك بن نويرة ، وفلان وفلان ، إذ إنّ جميع هؤلاء أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان معه ، ولأكثرهم من النصرة للإسلام ، والجهاد بين يدي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآثار الجميلة والمقامات المحمودة ما ليس لأبي بكر وعمر وعثمان ، فأين موضع الحجّة لخصومنا في فضل من ذكره على غيره؟ من جملة من سمّيناه ، وما وجه دلالتهم منه على إمامتهم ، فإنا لا نتوهّمه ، بل لا يصحّ أن يدّعيه أحد من العقلاء؟!

ثمّ يقال لهم : خبّرونا عمّا وصف الله تعالى به من كان مع نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما تضمّنه القرآن ، أهو شامل لكُلّ من كان معهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الزمان ، أم في الصقع والمكان ، أم في ظاهر الإسلام ، أم في ظاهره وباطنه على كُلّ حال ، أم الوصف به علامة تخصيص مستحقّه بالمدح دون من عداه ، أم لقسم آخر غير ما ذكرناه؟

فإن قالوا : هو شامل لكُلّ من كان مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الزمان أو المكان أو ظاهر الإسلام.

ظهر سقوطهم وبان جهلهم ، وصرّحوا بمدح الكفّار وأهل النفاق ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل.

وإن قالوا : إنّه يشمل كُلّ من كان معه على ظاهر الديانة وباطنها معاً ، دون من عددتموه من الأقسام.

قيل لهم : فدلّوا على أئمّتكم وأصحابكم ، ومن تسمّون من أوليائكم ، أنّهم كانوا في باطنهم على مثل ما أظهروه من الإيمان ، ثمّ ابنوا حينئذ على هذا الكلام ، وإلاّ فأنتم مدعون ومتحكّمون بما لا تثبت معه حجّة ، ولا لكم عليه دليل ، وهيهات أن تجدوا دليلاً يقطع به على سلامة بواطن القوم من الضلال ، إذ ليس به قرآن ولا خبر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن اعتمد فيه على غير هذين ، فإنّما اعتمد على الظنّ والحسبان.

١٥٠

وإن قالوا : إنّ متضمّن القرآن من الصفات المخصوصة ، إنّما هي علامة على مستحقّي المدحة من جماعة مظهري الإسلام ، دون أن تكون منتظمة لسائرهم على ما ظنّه الجهّال.

قيل لهم : فدلّوا الآن على من سمّيتموه كان مستحقّاً لتلك الصفات ، لتتوجّه إليه المدحة ، ويتمّ لكم فيه المراد ، وهذا ما لا سبيل إليه حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط.

ثمّ يقال لهم : تأمّلوا معنى الآية ، وحصّلوا فائدة لفظها ، وعلى أيّ وجه تخصص متضمّنها من المدح ، وكيف مخرج القول فيها؟ تجدوا أئمّتكم أصفاراً ممّا ادعيتموه لهم منها ، وتعلموا أنّهم باستحقاق الذمّ وسلب الفضل بدلالتها منهم بالتعظيم والتبجيل من مفهومها ، وذلك أنّ الله تعالى ميّز مثل قوم من أصحاب نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كتبه الأُولى ، وثبوت صفاتهم بالخير والتقى في صحف إبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، ثمّ كشف عنهم بما ميّزهم به من الصفات التي تفرّدوا بها من جملة المسلمين ، وبانوا بحقيقتها عن سائر المقرّبين.

فقال سبحانه :( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ ) وكأنّ تقدير الكلام : إنّ الذين بينت أمثالهم في التوراة والإنجيل من جملة أصحابك ومن معك ـ يا محمّد ـ هم أشدّاء على الكفّار ، والرحماء بينهم الذين تراهم ركّعاً سجّداً ، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.

وجرى هذا في الكلام مجرى من قال : زيد بن عبد الله إمام عدل ، والذين معه يطيعون الله ، ويجاهدون في سبيل الله ، ولا يرتكبون شيئاً ممّا حرّم الله ، وهم المؤمنون حقّاً دون من سواهم ، إذ هم أولياء الله الذين تجب مودّتهم دون من معه ممّن عداهم ، وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، فالواجب أن تستقرئ الجماعة في طلب هذه الصفات ، فمن كان عليها منهم فقد توجّه إليه المدح

١٥١

وحصل له التعظيم ، ومن كان على خلافها ، فالقرآن إذاً منبّه على ذمّه ، وكاشف عن نقصه ، ودالّ على موجب لومه ، ومخرج له عن منازل التعظيم.

فنظرنا في ذلك واعتبرناه ، فوجدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وجعفر بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث ، وعمّار بن ياسر ، والمقداد ابن الأسود ، وأبا دجانة ـ وهو سمّاك بن خرشة الأنصاري ـ وأمثالهم من المهاجرين والأنصار ( رضي الله عنهم ) ، قد انتظموا صفات الممدوحين من الصحابة في متضمّن القرآن.

وذلك أنّهم بارزوا من أعداء الملّة الأقران ، وكافحوا منهما الشجعان ، وقتلوا منهم الأبطال ، وسفكوا في طاعة الله سبحانه دماء الكفّار ، وبنوا بسيوفهم قواعد الإيمان ، وجلوا عن نبيّهمصلى‌الله‌عليه‌وآله الكرب والأحزان ، وظهر بذلك شدّتهم على الكفّار ، كما وصفهم الله تعالى في محكم القرآن ، وكانوا من التواصل على أهل الإسلام ، والرحمة بينهم على ما ندبوا إليه ، فاستحقّوا الوصف في الذكر والبيان.

فأمّا إقامتهم الصلاة وابتغاؤهم من فضل الله تعالى القربات ، فلم يدفعهم عن علو الرتبة في ذلك أحد من الناس ، فثبت لهم حقيقة المدح لحصول مثلهم فيما أخبر الله تعالى عنهم في متقدّم الكتب ، واستغنينا بما عرفنا لهم ممّا شرحناه في استقراء غيرهم ، ممّن قد ارتفع في حاله الخلاف ، وسقط الغرض بطلبه على الاتفاق.

ثمّ نظرنا فيما ادعاه الخصوم لأجل أئمّتهم ، وأعظمهم قدراً عندهم من مشاركة من سمّيناه فيما ذكرنا من الصفات وبيّناه ، فوجدناهم على ما قدّمناه من الخروج عنها ، واستحقاق أضدادها على ما رسمناه.

وذلك أنّه لم يكن لأحد منهم مقام في الجهاد ، ولا عرف لهم قتيل من الكفّار ، ولا كلّم كلاماً في نصرة الإسلام ، بل ظهر منه الجزع في مواطن القتال ، وفرّ في يوم خيبر وأُحد وحنين ، وقد نهاهم الله تعالى عن الفرار ، وولّوا

١٥٢

الأدبار ، مع الوعيد لهم على ذلك في جلي البيان ، وأسلموا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للحتوف في مقام بعد مقام ، فخرجوا بذلك عن الشدّة على الكفّار ، وهان أمرهم على أهل الشرك والضلال ، وبطل أن يكونوا من جملة المعنيين بالمدحة في القرآن ، ولو كانوا على سائر ما عدا ما ذكرناه من باقي الصفات ، وكيف وأنّى يثبت لهم شيء منها بضرورة ولا استدلال ، لأنّ المدح إنّما توجّه إلى من حصل له مجموع الخصال في الآية دون بعضها ، وفي خروج القوم من البعض بما ذكرناه ، ممّا لا يمكن دفعه إلاّ بالعناد ، ووجوب الحكم عليهم بالذمّ بما وصفناه؟! وهذا بيّن جلي والحمد لله.

ثمّ يقال لهم : قد روى مخالفوكم عن علماء التفسير من آل محمّدعليهم‌السلام : أنّ هذه الآية إنّما نزلت في أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمّةعليهم‌السلام من بعدهم خاصّة دون سائر الناس ، وروايتهم لما ذكرنا عمّن سمّينا أولى بالحقّ والصواب ، ممّا ادعيتموه بالتأويل والظنّ الحسبان والرأي ، لإسنادهم مقالتهم في ذلك إلى من ندب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرجوع إليه عند الاختلاف ، وأمر باتباعه في الدين ، وأمن متبعه من الضلال.

ثمّ إنّ دليل القرآن يعضده البيان ، وذلك أنّ الله تعالى أخبر عمّن ذكره بالشدّة على الكفّار ، والرحمة لأهل الإيمان ، والصلاة له ، والاجتهاد في الطاعات ، بثبوت صفته في التوراة والإنجيل ، وبالسجود لله تعالى وخلع الأنداد ، ومحال وجود صفة ذلك لمن سجوده للأوثان ، وتقرّبه لللات والعزّى دون الله الواحد القهّار ، لأنّه يوجب الكذب في المقال ، أو المدحة بما يوجب الذمّ من الكفر والعصيان.

وقد اتفقت الكافّة على أنّ أبا بكر وعمر وعثمان ، وطلحة والزبير ، وسعداً وسعيداً ، وأبا عبيدة وعبد الرحمن ، قد عبدوا قبل بعثة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الأصنام ، وكانوا دهراً طويلاً يسجدون للأوثان من دون الله تعالى ، ويشركون به الأنداد ، فبطل أن تكون أسماؤهم ثابتة في التوراة والإنجيل ، بذكر السجود على ما نطق به القرآن ، وثبت لأمير المؤمنين والأئمّة من ذرّيتهعليهم‌السلام ذلك ، للاتفاق على أنّهم لم يعبدوا قط غير الله تعالى ، ولا سجدوا لأحد سواه ، وكان

١٥٣

مثلهم في التوراة والإنجيل واقعاً موقعه على ما وصفناه ، مستحقّاً به المدحة قبل كونه ، لما فيه من الإخلاص لله سبحانه على ما بيّناه.

ووافق دليل ذلك برهان الخبر عمّن ذكرناه ، من علماء آل محمّدعليهم‌السلام ، بما دلّ به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من مقاله الذي اتفق العلماء عليه ، وهذا أيضاً ممّا لا يمكن التخلّص منه مع الإنصاف.

ثمّ يقال لهم : خبّرونا عن طلحة والزبير ، أهما داخلان في جملة الممدوحين بقوله تعالى :( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ ) إلى آخره ، أم غير داخلين في ذلك؟

فإن قالوا : لم يدخل طلحة والزبير ونحوهما في جملة القوم.

خرجوا من مذاهبهم ، وقيل لهم : ما الذي أخرجهم من ذلك ، وأدخل أبا بكر وعمر وعثمان ، فكُلّ شيء تدعونه في استحقاق الصفات ، فطلحة والزبير أشبه أن يكونا عليها منهم ، لما ظهر من مقاماتهم في الجهاد ، الذي لم يكن لأبي بكر وعمر وعثمان فيه ذكر على جميع الأحوال؟!

فلا يجدون شيئاً يعتمدون عليه في الفرق بين القوم ، أكثر من الدعوى الظاهرة الفساد.

وإن قالوا : إنّ طلحة والزبير في جملة القوم الممدوحين بما في الآية.

قيل لهم : فهلاّ عصمهما المدح الذي ادعيتموه لهم ، من دفع أمير المؤمنينعليه‌السلام عن حقّه ، وإنكار إمامته ، واستحلال حربه ، وسفك دمه ، والتديّن بعداوته على أيّ جهة شئتم : كان ذلك من تعمّد ، أو خطأ ، أو شبهة ، أو عناد ، أو نظر ، أو اجتهاد!

فإن قالوا : إنّ مدح القرآن ـ على ما يزعمون ـ لم يعصمهما من ذلك ، ولابدّ من الاعتراف بما ذكرناه ، لأنّ منع دفعه جحد الاضطرار.

قيل لهم : فبما تدفعون أنّ أبا بكر وعمر وعثمان ، قد دفعوا أمير المؤمنينعليه‌السلام عن حقّه ، وتقدّموا عليه وكان أولى بالتقدّم عليهم ، وأنكروا إمامته وقد كانت ثابتة ، ودفعوا النصوص عليه وهي له واجبة ، ولم يعصمهم

١٥٤

ذلك ، ثمّ توجّه المدح لهم من الآية ، كما لم يعصم طلحة والزبير ممّا وصفناه ، ووقع منهم في إنكار حقّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما وقع من الرجلين المشاركين لهم فيما ادعيتموه من مدح القرآن ، وعلى الوجه الذي كان منهما ذلك ، من تعمّد أو خطأ أو شبهة أو اجتهاد أو عناد؟ وهذا ما لا سبيل لهم إلى دفعه ، وهو مبطل لتعلّقهم بالآية ، ودفع أئمّتهم عن الضلالة ، وإن سلم لهم منها ما تمنّوه تسليم جدل للاستظهار.

ويؤكّد ذلك : أنّ الله تعالى مدح من وصف بالآية ، بما كان عليه في الحال ، ولم يقض بمدحه له على صلاح العواقب ، ولا أوجب العصمة له من الضلال ، ولا استدامة لما استحقّ به المدحة في الاستقبال.

ألا ترى أنّه سبحانه قد اشترط في المغفرة لهم والرضوان ، الإيمان في الخاتمة ، ودلّ بالتخصيص لمن اشترط له ذلك ، على أنّ في جملتهم من يتغيّر حاله ، فيخرج عن المدح إلى الذمّ واستحقاق العقاب ، فقال تعالى فيما اتصل به من وصفهم ومدحهم بما ذكرناه من مستحقّهم في الحال :( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) (١) .

فبعضهم في الوعد ولم يعمهم به ، وجعل الأجر مشترطاً لهم بالأعمال الصالحة ، ولم يقطع على الثبات ، ولو كان الوصف لهم بما تقدّم موجباً لهم الثواب ، ومبيّناً لهم المغفرة والرضوان ، لاستحال الشرط فيهم بعده وتناقض الكلام ، وكان التخصيص لهم موجباً بعد العموم ظاهر التضاد ، وهذا ما لا يذهب إليه ناظر ، فبطل ما تعلّق به الخصم من جميع الجهات ، وبان تهافته على اختلاف المذاهب في الأجوبة والإسقاطات ، والمنّة لله »(٢) .

____________

١ ـ الفتح : ٢٩.

٢ ـ الإفصاح : ١٣٩.

١٥٥

( عبد الله النمر ـ السعودية ـ )

حقيقة الخلاف حولهم بين الشيعة والسنّة :

س : أُريد معرفة حقيقة الخلاف بين الشيعة وأهل السنّة في مسألة الصحابة؟

ج : الكلام حول عدالة الصحابة عنوان وتعبير لا يرسم حقيقة الخلاف بين الشيعة الإمامية وأهل السنّة ، لأنّ الخلاف ليس في كُلّ الصحابة ، فانّ الإمامية تعدل الصحابة ممّن تابع ووالى علياًعليه‌السلام ـ كسلمان والمقداد وعمّار وأبي ذر ، وخالد بن سعيد بن العاص وأخيه ، وابن التيّهان وذي الشهادتين ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبي بردة الأسلمي ، وغيرهم جمع غفير ممّن والى علياًعليه‌السلام ـ وكذلك غالب وجلّ الأنصار فإنّهم ممدوحون عندهم.

وإنّما الخلاف حقيقة هو في أصحاب السقيفة ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإنّ القرآن الكريم قد نطق بوجود المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض ، والمرجفون ، ومنهم الذين يلمزون رسول الله في الصدقات ، ومنهم الذين يؤذون النبيّ ، ويقولون : هو أُذن ، ومنهم من عاهد الله ونكث ، ومنهم الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين ، ومنهم المخلّفون بمقعدهم ، ومنهم الخوالف ، ومنهم المعذرون ، ومنهم الذين مردوا على النفاق ، ومنهم المرجون ، ومنهم الذين ارتابت قلوبهم ، ومنهم الذين ابتغوا الفتنة ، ومنهم أهل الإفك ، وغيرهم من الطوائف التي نصّ عليها القرآن ، فكما قد مدح طائفة منهم ، فقد ذمّ طوائف عديدة كثيرة ، أفتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض؟!

وفي سورة المدّثر ـ وهي رابع سورة من البعثة ، نزلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يشير القرآن إلى اندساس مجموعة في صفوف المسلمين الأوائل ، ويطلق عليهم اسم( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ) (١) ، أي ممّن يظهر الإسلام ويبطن المرض في قلبه ، وقد فسّرت سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله معنى المرض ، وهو الظغينة والعداء للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________

١ ـ المائدة : ٥٢.

١٥٦

وخاصّته ، وقد ذمّ القرآن بعض أهل بدر في سورة الأنفال ، كما ذمّ بعض أهل أُحد في سورة آل عمران ، كما ذمّ طوائف من الصحابة في واقعة الأحزاب في سورة الأحزاب وسورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذمّ جماعة منهم في واقعة حنين.

بل في واقعة أُحد قال تعالى :( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (١) .

وقد اشترط القرآن الكريم لنجاة الصحابي وكُلّ مسلم شرائط ، إن وفى بها نجى وسلم وفاز ، وإلاّ فيهلك ويخسر ، لقوله تعالى مخاطباً أصحاب بيعة الرضوان :( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (٢) ، فالناكث هالك منهم بحكم القرآن الكريم ، ومن ثمّ اصطلح بين الصحابة اشتراط أن لا يبدّل الواحد منهم في الدين ، ولا يحدث حدث.

وفي ذيل سورة الفتح ، وعد القرآن بعض الذين مع الرسول بالنجاة فقال :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) (٣) ، فقال تعالى :( مِنْهُم ) أي بعضهم لا كُلّهم.

وقد روى البخاري ومسلم في كتاب الفتن والعلم : إنّ جمع من الصحابة يرتدّون على أدبارهم القهقري بعد رسول الله ، ويبعدون عن حوض الكوثر ، ويختلسون دون رسول الله ، فيقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ربّ أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً »(٤) .

____________

١ ـ آل عمران : ١٤٤.

٢ ـ الفتح : ١٠.

٣ ـ الفتح : ٢٩.

٤ ـ مسند أحمد ٢ / ٣٠٠ و ٣ / ٢٨ و ٥ / ٣٣٣ ، صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ و ٨ / ٨٧ ، صحيح مسلم ١ / ١٥١ و ٧ / ٦٦ ، السنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٧٨.

١٥٧

( خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )

عدم ثبوت توبة طلحة والزبير :

س : هل ثبتت توبة الزبير ابن العوام بعد محاربته للإمام عليعليه‌السلام ؟

إذ إنّ كثيراً من المصادر التاريخية تذكر أنّ الزبير انسحب من المعركة بعد أن ذكّره أمير المؤمنينعليه‌السلام بكلام ، فتبعه ابن جرموز فقتله ، وهو يصلّي ، وأصبح ابن جرموز فيما بعد من كبار الخوارج.

وهل صحّت توبة طلحة ، إذ إنّ المصادر تذكر أن مروان بن الحكم قتله أثناء المعركة؟ حتّى يختلط الحابل بالنابل ، فهل أراد طلحة الانسحاب من المعركة ـ كالزبير ـ فقتله مروان حتّى لا يتمّ الصلح؟

ج : إنّ طلحة والزبير قد ضلاّ وأضلاّ الكثير بنكثهما البيعة مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وبهذا أصبحا جاحدين لإمام زمانهما ، وشملهما الحديث : «من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية »(١) .

وأيضاً قد فقدا إيمانهما بخروجهما على إمام زمانهما ، فاعتُبرا من الغاوين المنحرفين.

وأمّا توبتهما فلم تثبت بطريق صحيح ، لأنّهما قُتلا وهما مصمّمان على الحرب مقيمان على الفسق ، ولو كانا تائبين للزمهما أن يصرّحا بخطئهما ، وظلمهما واعتداءاتهما ، ثمّ كان يجب عليهما الحضور في معسكر الإمامعليه‌السلام ، وإطاعة أوامره ونواهيه ، لا الانسحاب والفرار من المعركة ؛ إذ قد يحتمل أن انسحاب الزبير كان بسبب بدو العجز والانكسار في معسكر الضلال.

وأمّا قضية طلحة فهي أوضح ، لأنّه كان عازماً على الاستمرار في القتال إلى أن غدر به صاحبه.

____________

١ ـ كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٢٥ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠.

١٥٨

وبالجملة : فهما إلى النار ، ولا سبيل إلى فرض صحّة توبتهما ؛ وهذا ما عليه أعلام الشيعة ، كالشيخ المفيد وغيره من وجوه الطائفة.

( فراس العبدواني ـ ـ )

لا يصحّ الترضي على جميعهم :

س : هل صحيح أنّه يستحبّ الترضي للصحابة ، ولا يصحّ أن يقال بعد ذكر اسم الإمام علي بقول عليه‌السلام أو ( كرّم الله وجهه ) ، والصحيح أن يقال : رضی‌الله‌عنه .

ج : هذه دعوى بلا دليل ، إذ إنّ من الصحابة :

١ ـ يسار بن سبع ـ المعروف بأبي الغادية الجهني ـ وهو من الصحابة بإجماع أهل السنّة ، وهو قاتل عمّار بن ياسررضی‌الله‌عنه ، وقد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : « قاتل عمّار وسالبه في النار »(١) ، فهذا الشخص في النار بشهادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما اعترف شيخ الوهّابية ناصر الدين الألباني ، فكيف ترضى على أهل النار؟!

٢ ـ مسلم بن عقبة المري ، ذكره ابن عساكر وابن حجر من الصحابة(٢) ، وهو الذي غزا المدينة ، واستباح بنات الصحابة والتابعين ، وقد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : «من آذى أهل المدينة آذاه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة »(٣) ، واعترف النووي بأنّه من أهل النار ، فكيف تترضى عليه؟!

٣ ـ بسر بن أرطاة ، قد أوقع بأهل المدينة ومكّة أفعال قبيحة ، وآذى الصحابة ، وارتكب الأُمور العظام منها ما نقله أهل الأخبار والحديث : من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وهما

____________

١ ـ المستدرك ٣ / ٣٨٧ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٤ و ٩ / ٢٩٧ ، الآحاد والمثاني ٢ / ١٠٢ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٣٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٣ / ٤٧٤.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٥٨ / ١٠٢ ، الإصابة ٦ / ٢٣٢.

٣ ـ مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٧ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٤٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٢٣٧ ، فيض القدير ٦ / ٢٥.

١٥٩

صغيران بين يدي أُمّهما ، وكان معاوية سيّره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ، ويأخذ البيعة له ، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة ، وسار إلى اليمن ففعل فيها كذلك.

وقال الدارقطني : « بسر بن أرطاة له صحبة ، ولم تكن له استقامة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودخل المدينة فهرب منه كثير من أهلها ، وقتل فيها كثيراً ، وأغار على همدان باليمن ، وسبى نساءهم ، فكنّ أوّل مسلمات سُبين في الإسلام »(١) .

فكيف ترضى على القتلة المستبيحين للنفس المحرّمة ، وللزنا؟!

٤ ـ معاوية بن خديج أو حديج ، ذكروا في ترجمته أنّه كان صحابياً ، وكان من أسبّ الناس لعليعليه‌السلام ، وقد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : « من سبّ علياً فقد سبّني »(٢) ، فكيف تترضى على رجل يسبّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

٥ ـ المغيرة بن شعبة ، ولي لمعاوية الكوفة ، وكان ينال من عليعليه‌السلام ، ولم يكتفِ بذلك ، بل أمر الولاة بالنيل منه ، وقد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : «ولا يحبّه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق »(٣) ، فكيف تترضى على المنافقين؟!

٦ ـ مروان بن الحكم ، كان يسبّ علياًعليه‌السلام ، فكيف تترضى عليه؟!

٧ ـ معاوية بن أبي سفيان ، كان يسبّ علياً ، ويأمر الولاة بسبّه ، فكيف تترضى عليه؟!

____________

١ ـ أُسد الغابة ١ / ١٨٠ ، تهذيب ٤ / ٦٢.

٢ ـ مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، ذخائر العقبى : ٦٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٩ ، نظم درر السمطين : ١٠٥ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٠٨ ، كنز العمّال ١١ / ٥٧٣ و ٦٠٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٣٢ و ٣٠ / ١٧٩ و ٤٢ / ٢٦٦ و ٥٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩١ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٥٠ و ٢٩٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٢ و ٢ / ١٠٢ و ١٥٦ و ٢٧٤ و ٣٩٥ ، جواهر المطالب ١ / ٦٥.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ٨ / ١١٩ و ٩ / ١٧٢ و ١٨ / ٢٤ ، كنز العمّال ١٤ / ٨١ ، تاريخ مدينة دمشق ١٢ / ٣٩٨ و ٤٢ / ١٣٤ و ٢٧٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ ، جواهر المطالب ١ / ٢٥٠ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٧٩ و ٤٩٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359