الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين14%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 250576 / تحميل: 14286
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

حسبي الله، وأبو الحسن الثاني: ما شاء الله لا قوة إلّا بالله.

وقال الحسين بن خالد: ومدّ يده إليّ وقال: خاتمي خاتم أبي أيضاً.

[ ٦٠ ٣٨ ] ٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: كان على خاتم علي بن الحسين: خزي وشقي قاتل الحسين بن علي.

محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) (١) مرسلاً، مثله.

[ ٦٠ ٣٩ ] ٧ - وبأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرضا عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: كان نقش(٢) خاتم محمّد بن علي:

ظنّي بالله حسن

وبالنبي المؤتمن

وبالوصي ذي المنن

وبالحسين والحسن

[ ٦٠ ٤٠ ] ٨ - وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن علي بن سليمان، عن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، عن إبراهيم بن أبي البلاد(٣) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) خاتمان أحدهما عليه مكتوب: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، والآخر: صدق الله.

[ ٦٠ ٤١ ] ٩ - وفي( المجالس) و( عيون الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمّد بن علي الكوفي، عن

____________________

٦ - الكافي ٦: ٤٧٣ / ٦.

(١) عيون أخبار الرضا ( عليه‌السلام ) ٢: ٥٦ / ٢٠٦.

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٢٧ / ١٥.

(٢) في نسخة: على( هامش المخطوط ).

٨ - الخصال: ٦١ / ٨٥.

(٣) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٩ - أمالي الصدوق: ٣٦٩ / ٥ وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٥٤ / ٢٠٦.

١٠١

الحسن بن أبي العقب(١) الصيرفي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: كان نقش خاتم آدم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله - إلى أن قال - فنقش نوح في خاتمه: لا إله إلا الله ألف مرة، يا رب أصلحني - إلى أن قال - وأهبط الله على إبراهيم خاتماً فيه ستّة أحرف: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، لا حول ولا قوّة إ ‎ لاّ بالله، فوّضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله، فأوحى الله جلّ جلاله إليه: تختّم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك برداً وسلاماً، قال: وكان نقش خاتم موسى( عليه‌السلام ) حرفين اشتقهما من التوراة: اصبر تؤجر، أصدق تنج، قال: وكان نقش خاتم سليمان( عليه‌السلام ) : حرفين اشتقهما سبحان من ألجم الجنّ بكلماته، وكان نقش خاتم عيسى:( عليه‌السلام ) حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله، وكان نقش خاتم محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا إله إلا ألله، محمّد رسول الله، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين: الملك لله، وكان نقش خاتم الحسن: العزّة لله، وكان نقش خاتم الحسين: إن الله بالغ أمره، وكان علي بن الحسين يتختّم بخاتم أبيه، وكان محمّد بن علي يتختمّ بخاتم الحسين بن علي، وكان نقش خاتم جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : الله وليّي وعصمتي من خلقه، وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) : حسبي الله.

قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا( عليه‌السلام ) كفّه وخاتم أبيه في إصبعه حتّى أراني النقش.

[ ٦٠ ٤٢ ] ١٠ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عمرو (٢) بن علي، عن عمّه محمّد بن عمر، يرفعه إلى أبي

____________________

(١) في نسخة: عقبة( هامش المخطوط) وكذلك في الأمالي.

١٠ - ثواب الأعمال: ٢١٤.

(٢) في المصدر: عمر.

١٠٢

عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كتب على خاتمه: ما شاءالله، لا قوّة إلّا بالله، أستغفر الله، أمن من الفقر المدقع.

أقول: وتقدّم ما يدل على ذلك(١) .

٦٣ - باب جواز تحلية النساء والصبيان قبل البلوغ بالذهب والفضّة

[ ٦٠ ٤٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل(٢) ، عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الذهب يحلّى به الصبيان ؟ فقال: كان علي( عليه‌السلام ) يحلّي ولده ونساءه بالذهب والفضّة.

[ ٦٠ ٤٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء وأحمد بن محمد بن أبي نصر جميعاً، عن داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الذهب يحلّى به الصبيان ؟ فقال: إن(٣) كان أبي ليحلّي ولده ونساءه الذهب والفضّة، فلا بأس به.

[ ٦٠ ٤٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم،

____________________

(١) تقدم في الباب ١٧ من أبواب أحكام الخلوة، وفي الحديث ٥ من الباب ٤٦ وفي الحديث ٢ من الباب ٤٧، وفي الحديث ٨ من الباب ٥٣ والباب ٥٦، ٦٠ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ١ من الباب ٤٥ من أبواب آداب السفر.

الباب ٦٣

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ١.

(٢) في المصدر زيادة: عن علي بن النعمان.

٢ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٢.

(٣) في نسخة: أنه( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٣.

١٠٣

عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن حلية النساء بالذهب والفضة ؟ فقال: لا بأس.

[ ٦٠ ٤٦ ] ٤ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن محمّد مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لم يزل(١) النساء يلبسن الحليّ.

وعن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن أبان، مثله(٢) .

[ ٦٠ ٤٧ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من رواية جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يحلّي أهله بالذهب ؟ قال: نعم، النساء والجواري، فأمّا الغلمان فلا.

أقول: هذا محمول على الكراهة، أو على ما بعد البلوغ لما مرّ(٣) ، وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

٦٤ - باب جواز تحلية السيف والمصحف بالذهب والفضّة

[ ٦٠ ٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

٤ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٨.

(١) في المصدر: تزل.

(٢) الكافي ٦: ٤٧٥ / ذيل حديث ٨.

٥ - مستطرفات السرائر: ١٤٤ / ١١.

(٣) مرّ في الحديث ١ و ٢ من نفس الباب.

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٣٠ من أبواب لباس المصلي.

الباب ٦٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٥.

١٠٤

عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة.

[ ٦٠ ٤٩ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان نعل سيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وقائمته فضّة، و(١) بين ذلك حلق من فضّة، ولبست درع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وكنت أصحبها(٢) وفيها ثلاث حلقات من فضّة من بين يديها، وثنتان من خلفها.

[ ٦٠ ٥٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس بتحلية المصاحف والسيوف بالذهب والفضّة بأس.

[ ٦٠ ٥١ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنّى، عن حاتم بن إسماعيل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) انّ حلية سيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كانت فضة كلها قائمه(٣) وقباعه(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في النجاسات(٥) ، ويأتي ما يدلّ على حكم المصحف في التجارة(٦) .

____________________

٢ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٤.

(١) في المصدر: وكان.

(٢) في المصدر: أسحبها.

٣ - الكافي ‎ ٦: ٤٧٥ / ٧.

٤ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٦.

(٣) في المصدر: قائمته.

(٤) قبيعة السيف: ما على مقبضه من فضة أو حديد.( مجمع البحرين ٤: ٣٧٦ ).

(٥) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٢ و ٣ و ٨ من الباب ٦٧ من أبواب النجاسات.

(٦) ياتي في الباب ٣٢ من أبواب ما يكتسب به، والباب ١٥ من أبواب الصرف.

١٠٥

٦٥ - باب كراهة القناع للرجل بالليل والنهار

[ ٦٠ ٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن( العباس عن الوليد بن صبيح) (١) قال: سألني شهاب ابن عبد ربه أن أستأذن له على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فأعلمت بذلك أبا عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: قل له: يأتينا إذا شاء، فأدخلته عليه ليلاً وشهاب مقنع الرأس فطرحت له وسادة فجلس عليها فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ألق قناعك يا شهاب، فإنّ القناع ريبة بالليل مذلّة بالنهار.

[ ٦٠ ٥٣ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن محمد بن عيسى، والحسن بن ظريف، وعلي بن إسماعيل كلّهم عن حمّاد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: قال أبي: قال علي( عليه‌السلام ) : التقنّع(٢) بالليل ريبة.

[ ٦٠ ٥٤ ] ٣ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق ): عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي( عليهم‌السلام ) قال: التقنّع ريبة بالليل ومذلّة بالنهار.

[ ٦٠ ٥٥ ] ٤ - وعن عبد الله بن وضاح قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) وهو جالس في مؤخّر الكعبة وتقنّع وأخرج أُذنيه من قناعه.

____________________

الباب ٦٥

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ١.

(١) في المصدر: العباس بن الوليد بن صبيح.

٢ - قرب الأسناد: ١٠.

(٢) في المصدر: التقنيع.

٣ - مكارم الأخلاق: ١١٧.

٤ - مكارم الأخلاق: ١١٦.

١٠٦

أقول: هذا محمول على الجواز ونفي التحريم.

٦٦ - باب استحباب طيّ الثياب

[ ٦٠ ٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه قال: دخلت عليه يوماً فألقى إليّ ثياباً وقال: يا وليد، ردّها على مطاويها، الحديث.

[ ٦٠ ٥٧ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول: طيّ الثياب راحتها، وهو أبقى لها.

[ ٦٠ ٥٨ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن بكر، عن زكريا المؤمن، عمّن حدثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اطووا ثيابكم بالليل، فإنّها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل.

٦٧ - باب استحباب التسمية عند خلع الثياب

[ ٦٠ ٥٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن رجل، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ) : إذا خلع أحدكم ثيابه

____________________

الباب ٦٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٨: ٢٤٢ / ٣٠٤.

٢ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٨٠ / ١١.

الباب ٦٧

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٣، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من أبواب المساكن

١٠٧

فليسمِّ لئلّا يلبسها الجنّ فإنّه إذا لم يسمّ عليها لبسها الجنّ حتّى يصبح.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك عموماً(١) .

٦٨ - باب استحباب لبس السراويل من قعود، وكراهة لبسها من قيام ومستقبل القبلة، ومستقبل انسان، ومسح اليد والوجه بالذيل، والجلوس على عتبة الباب، والشق بين الغنم، واستحباب لبس القميص قبل السراويل

[ ٦٠ ٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من لبس السراويل من قعود وقي وجع الخاصرة.

[ ٦٠ ٦١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى، بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اغتمّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يوماً فقال: من أين أتيت ؟ فما أعلم أني جلست على عتبة الباب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي.

[ ٦٠ ٦٢ ] ٣ - الحسن بن الفضل الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن الصادق،

____________________

(١) يأتي في الحديث ١ و ٨ من الباب ١٩ من أبواب أحكام المساكن، وفي الحديث ٨ من الباب ١١، وفي الحديث ٤ من الباب ٢١ من أبواب القراءة في الصلاة، وفي الباب ١٧ من أبواب الذكر، وفي البابين ٥٦ و ٥٧ من أبواب آداب المائدة، تقدم ما يدل علىٰ ذلك في الحديث ١٢ من الباب ٢٦ من أبواب الوضوء، وبعمومه كل أحاديث الباب المذكور.

الباب ٦٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٧.

٢ - الخصال ٢٢٥ / ٥٩.

٣ - مكارم الأخلاق: ١٠١.

١٠٨

عن علي( عليهما‌السلام ) قال: قال: لبس الأنبياء القميص قبل السراويل.

[ ٦٠ ٦٣ ] ٤ - قال: وفي رواية: لا تلبسه من قيام ولا مستقبل القبلة ولا إلى الإنسان.

[ ٦٠ ٦٤ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب( الجامع) لأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عنهم( عليهم‌السلام ) قال: من لبس سراويله من قيام لم تقض له حاجة ثلاثة أيام.

[ ٦٠ ٦٥ ] ٦ - وقد تقدّم حديث إسماعيل بن الفضل قال: رأيت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) توضّأ للصلاة ثم مسح وجهه بأسفل قميصه، ثمّ قال: يا إسماعيل، افعل هكذا، فإنّي هكذا أفعل.

أقول: هذا محمول على الجواز، فلا ينافي الكراهة، لما تقدّم هنا(١) وفي الوضوء(٢) .

٦٩ - باب كراهة لبس النعل من قيام للرجل

[ ٦٠ ٦٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي الكوفي، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه - في حديث - قال: نهى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

____________________

٤ - مكارم الأخلاق: ١٠١.

٥ - مستطرفات السرائر: ٦٤ / ٤٥.

٦ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٤٥ من أبواب الوضوء.

(١) تقدم في الحديث ٢ من نفس الباب.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٥ من أبواب الوضوء.

الباب ٦٩

فيه ٤ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٩، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب المساجد.

١٠٩

[ ٦٠ ٦٧ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

[ ٦٠ ٦٨ ] ٣ - وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يتنعّل الرجل(١) وهو قائم.

[ ٦٠ ٦٩ ] ٤ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الله كره لكم أيّتها الأُمّة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها - إلى أن قال - وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

ورواه في( المجالس) كما يأتي (٢) ، وكذا الذي قبله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٧٠ - باب عدم جواز مسح الإنسان يده بثوب من لم يكسه

[ ٦٠ ٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد،

____________________

٢ - الفقيه ٤: ٢٥٤ / ٢٥٨، وأورده في الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٣ - الفقيه ٤: ٣ / ١، وأمالي الصدوق: ٣٤٥ / ١، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

(١) ليس في المصدر.

٤ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، وأورده ببعض قطعاته في الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة.

(٢) يأتي في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(٣) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

الباب ٧٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ١٠.

١١٠

عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا يمسح أحدكم بثوب من لم يكسه.

[ ٦٠ ٧١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( عقاب الأعمال) بسند تقدّم في عيادة المريض (١) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ألا لا تحقرنّ شيئاً ‎ً وإن صغر في أعينكم، فإنّه لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ألا وإنّ الله سائلكم عن أعمالكم حتّى عن مس أحدكم ثوب أخيه بين إصبعيه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على تحريم الغصب والتصرف في مال الغير بغير إذنه(٢) .

٧١ - باب استحباب سعة الجربان في ثوب

[ ٦٠ ٧٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن منصور بن العباس، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حمّاد، عن علي القمّي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سعة الجربان(٣) ، ونبات الشعر في الأنف أمان من الجذام، ثمّ قال: أما سمعت قول الشاعر: ولا ترى قميصي إلّا واسع الجيب واليد.

____________________

٢ - عقاب الأعمال: ٣٤٦.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) يأتي في الباب ٢ من أبواب مكان المصلي، والأبواب ١ و ٥ و ٨ من أبواب الغصب.

الباب ٧١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٨.

(٣) جربان القميص: جيبه وهو فتحته التي تكون بين الثديين، أنظر( لسان العرب ١: ٢٦١ ).

١١١

٧٢ - باب كراهة لبس صاحب الأهل الخشن من الثياب وانقطاعه عن الدنيا

[ ٦٠ ٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وغيرهما، بأسانيد مختلفة، في احتجاج أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء، وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، أنّه قد غمّ أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : عليّ بعاصم بن زياد، فجيء به، فلمّا رآه عبس في وجهه، فقال له: أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أخذك منها ؟ أنت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول:( وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ *فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ ) (١) ؟‍‍! أوليس يقول:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ *بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ - إلى قوله -يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ ) (٢) فبالله، لابتذال نعم الله بالفعال أحبّ إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال الله عزّ وجلّ:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٣) ، فقال عاصم: يا أمير المؤمنين، فعلام اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة ؟ فقال: ويحك، إنّ الله عزّ وجلّ فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره.

فألقى عاصم العباء ولبس الملاء.

____________________

الباب ٧٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ١: ٣٣٩ / ٣.

(١) الرحمن ٥٥: ١٠ و ١١.

(٢) الرحمن ٥٥: ١٩ - ٢٢.

(٣) الضحىٰ ٩٣: ١١.

١١٢

وراوه الطبرسي في( مجمع البيان) مرسلاً (١) ، وكذا الرضي في( نهج البلاغة )، نحوه(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٧٣ - باب استحباب التبرّع بكسوة المؤمن، فقيراً كان أو غنياً، ووجوبه مع ضرورته

[ ٦٠ ٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من كسا أحداً من فقراء المسلمين ثوباً من عري، أو أعانه بشيء ممّا( يقويه على) (٤) معيشته، وكّل الله عزّ وجلّ به سبعين ألف ملك من الملائكة يستغفرون لكلّ ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.

وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، نحوه(٥) .

[ ٦٠ ٧٥ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام )

____________________

(١) مجمع البيان ٥: ٨٨.

(٢) نهج البلاغة ٢: ٢٠٤.

(٣) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ١ و ٢ و ٤ و ٧ و ١٩ من هذه الأبواب، وتقدم ما ظاهره المنافاة، في الحديث ٣ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

الباب ٧٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٣.

(٤) في المصدر: يقوته من.

(٥) الكافي ٢: ١٦٣ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٤.

١١٣

قال: من كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر.

[ ٦٠ ٧٦ ] ٣ - قال الكليني: وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك.

[ ٦٠ ٧٧ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول: من كسا مؤمناً ثوباً من عري كساه الله من استبرق الجنّة، ومن كسا مؤمناً ثوباً من غنى لم يزل في ستر من الله ما بقي من الثوب خرقة.

[ ٦٠ ٧٨ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقّاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة، وأن يهوّن عليه من سكرات الموت، وأن يوسّع عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى، وهو قول الله عزّ وجلّ في كتابه:( وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) .

[ ٦٠ ٧٩ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أبن البرقي، عن أبيه، عن حمّاد، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر.

____________________

٣ - الكافي ٢: ١٦٤ / ذيل حديث ٤.

٤ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ١٦٣ / ١.

(١) الأنبياء ٢١: ١٠٣.

٦ - ثواب الأعمال: ١٦٤ / ٢.

١١٤

[ ٦٠ ٨٠ ] ٧ - وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن فرات بن أحنف قال: قال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : من كان عنده فضل ثوب( وقدر أن يخصّ به مؤمناً يحتاج) (١) إليه فلم يدفعه إليه أكبّه الله في النار على منخريه.

وراوه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن علي (٢) .

أقول: هذا محمول على حال الضرورة وخوف الفقير من الهلاك، فتجب كسوته، ويحرم منعه.

[ ٦٠ ٨١ ] ٨ - وفي كتاب( الإخوان) بسنده عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقّاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة.

وذكر الحديث السابق، وزاد: ومن أكرم أخاه يريد بذلك الأخلاق الحسنة كتب الله له من كسوة الجنّة عدد ما في الدنيا من أوّلها إلى آخرها، ولم يثبته من أهل الرياء، وأثبته من أهل الكرم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

٧ - عقاب الأعمال: ٢٩٨ / ١.

(١) في نسخة: فيعلم ان بحضرته مؤمناً محتاجاً( هامش المخطوط ).

(٢) المحاسن: ٩٨ / ٦٣.

٨ - مصادقة الأخوان: ٧٨.

(٣) يأتي في الأحاديث ٥ و ٧ و ٨ و ١١ و ٢٤ من الباب ١٢٢ من أبواب أحكام العشرة وفي الحديث ٥ و ٧ و ١٠ من الباب ٢٢ من أبواب فعل المعروف، وتقدم ما يدل علىٰ ذلك في الحديث ٥ الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

١١٥

١١٦

أبواب مكان المصلي

١ - باب جواز الصلاة في كلّ مكان بشرط أن يكون مملوكاً أو مأذوناً فيه

[ ٦٠ ٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن مروان جميعاً، عن أبان بن عثمان، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله أعطى محمّداً( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى - إلى أن قال - وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً.

ورواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن )، مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونصرت بالرعب، وأُحلّ لي المغنم، وأُعطيت جوامع الكلم، وأُعطيت الشفاعة.

ورواه في( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن ابن أبان، عن

____________________

أبواب مكان المصلي

الباب ١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٤ / ١، وأورده في الحديث ١ الباب ٧ من أبواب التيمم.

(١) المحاسن: ٢٨٧ / ٤٣١.

٢ - الفقيه ١: ١٥٥ / ٧٢٤، وأورده في الحديث ٢ الباب ٧ من أبواب التيمم.

١١٧

الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وذكر مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٤ ] ٣ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن النوفلي بإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الأرض كلّها مسجد إلّا الحمّام والقبر.

[ ٦٠ ٨٥ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن صفوان، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان مولى طربال، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: الأرض كلّها مسجد إلّا بئر غائط، أو مقبرة،( أو حمّام) (٢) .

أقول: الاستثناء هنا على وجه الكراهة، لما يأتي إن شاء الله(٣) .

[ ٦٠ ٨٦ ] ٥ - جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق الحلي في( المعتبر) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : جعلت لي الأرض مسجداً، وترابها طهوراً، أينما أدركتني الصلاة صلّيت.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في التيمّم وغيره(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه وعلى اشتراط كونه مملوكاً أو مأذوناً فيه(٥) .

____________________

(١) أمالي الصدوق: ١٧٩ / ٦.

٣ - المحاسن: ٣٦٥ / ١١٠.

٤ - التهذيب ٣: ٢٥٩ / ٧٢٨، والاستبصار ١: ٤٤١ / ١٦٩٩، أورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) يأتي في الحديث ١ و ٣ و ٤ و ٥ من الباب ٢٥، والحديث ١ من الباب ٣١، والحديث ١ و ٢ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

٥ - المعتبر: ١٥٨.

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٧ من أبواب التيمم.

(٥) يأتي ما يدل عليه في الباب ٣ من هذه الأبواب، وفيها دلالة عامة فلاحظ، وأيضاً يدل عليه ما يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

١١٨

٢ - باب حكم الصلاة في المكان المغصوب والثوب المغصوب

[ ٦٠ ٨٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : لو أنّ الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فيما نهاهم عنه ما قبله منهم، ولو أخذوا ما نهاهم الله عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم، حتى يأخذوه من حقّ، وينفقوه في حقّ.

وراوه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٨ ] ٢ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن ‎ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، في وصيّته لكميل، قال: يا كميل، انظر في ما تصلّي ؟ وعلى ما تصلّي ؟ إن لم يكن من وجهه وحلّه فلا قبول.

وراوه الطبري في( بشارة المصطفى ): عن إبراهيم بن الحسن البصري، عن محمّد بن الحسن بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن وهبان الدبيلي، عن علي بن أحمد العسكري، عن أحمد بن المفضّل، عن راشد بن علي القرشي، عن عبد الله بن حفص المدني، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطاة، عن كميل بن زياد(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على تحريم الغصب، وعدم جواز التصرّف في المغصوب(٣) .

____________________

الباب ٢

فيه حديثان

١ - الفقيه ٢: ٣١ / ١٢١.

(١) الكافي ٤: ٣٢ / ٤.

٢ - تحف العقول: ١٧٤.

(٢) بشارة المصطفى: ٢٨.

(٣) يأتي ما يدل على تحريم الغصب في الباب ١ و ٥ و ٨ من أبواب الغصب.

١١٩

٣ - باب حكم ما لو طابت نفس المالك بالصلاة في ثوبه، أو على فراشه، أو في أرضه

[ ٦٠ ٨٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال:(١) من كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، فإنّه لا يحلّ دم امرئ مسلم ولا ماله إلّا بطيبة نفسه.

محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أسامة زيد الشحّام، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[ ٦٠ ٩٠ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن عمر بن أبان، عن سعيد بن الحسن قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : أيجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ قلت: ما أعرف ذلك فينا، فقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : فلا شيء إذاً، قلت: فالهلاك إذاً ؟ فقال: ‎ إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد.

[ ٦٠ ٩١ ] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أنّه قال في خطبة الوداع: أيّها الناس، إنّما المؤمنون إخوة، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلّا عن طيب نفسٍ منه.

[ ٦٠ ٩٢ ] ٤ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( الاختصاص ): عن أبان بن

____________________

الباب ٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٦٦ / ١٩٥.

(١) في المصدر زيادة ألا.

(٢) الكافي ٧: ٢٧٣ / ١٢.

٢ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٣، أورده أيضاً في الحديث ٥ من الباب ٢٧ من أبواب الصدقة.

٣ - تحف العقول: ٣٤.

٤ - الاختصاص: ٢٤.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

لم تكن تلك الحركات جميعاً منسجمة مع خط أهل البيتعليه‌السلام ولم يكن الإمامعليه‌السلام يطمح ليكون زعيم حركة إجتماعية ، أو حزب سياسي ، أو تكتل مذهبي بل كان موقعه هو قيادة الأمة الإسلامية بجميع أطيافها وطبقاتها إلى طريق مرضاة الله وموقع من هذا القبيل هو موقع الإمامة الكبرى التي شرّفها الله تعالى وألهمها المعارف الكلية ، من أجل حفظ الدين فكانعليه‌السلام يرى المصلحة الدينية العليا في عدم المشاركة بتلك الحركات .

وواقعة الحرة كانت نتيجة استنكار رجال المدينة لأفعال يزيد من شرب الخمر وعزف الطنابير ، ولم تكن لمقتل الحسينعليه‌السلام الذي هزّ كل ضمير إلا ضمائر هؤلاء الذين حركهم شرب يزيد للخمر أكثر مما حركهم شربه لدماء أهل البيتعليه‌السلام

ولم يخرج تحرك رجال المدينة عن إطار الإذن من عبد الله بن الزبير في مكة(١) فكانت تلك الحركة ـ على أقل التقادير ـ ذات دوافع سياسية غير دينية بالضرورة .

ومع ذلك ، فإن مسلم بن عقبة عندما دخل المدينة لسحق تلك الحركة ، كان لا يريد غير علي بن الحسينعليه‌السلام (٢)

ــــــــــــــــ

(١) مروج الذهب ج ٣ ص ٧٨ .

(٢) الإرشاد للمفيد ص ٢٩٢ .

٣٠١

ولكن إرادة الله وحكمة السجادعليه‌السلام صرفاه عما كان يبغيه ذلك الظالم المسرف في القتل .

وأما حركة عبد الله بن الزبير ، فكانت واضحة المعالم فقد كانت حركة بعيدة جداً عن طموحات أهل البيتعليه‌السلام في إقامة دولة العدل الإلهي بل ان تلك الحركة كانت مناوئة لمباني الإسلام الأصيل وكان عبد الله بن الزبير لا يخفي مشاعره ضد الإمام السجادعليه‌السلام وذرية المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد صرح بأنه كتم بغض أهل البيت أربعين عاماً(١) ، وهدّد آل محمد بالإحراق عليهم في شعب أبي طالب بمكة(٢) ، وكان يقول عنهم أنهم أهيل سوء يشمخون بأنوفهم(٣) وهو وصفٌ مقابل وصف الطهارة التي وصفوا بها في القرآن الكريم :( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٤) .

وكان عبد الله بن الزبير يضع العيون على الإمام السجادعليه‌السلام يراقبونه ويحصون عليه انفاسه ، ويوصي أخيه مصعب بقتل الشيعة في العراق رجالاً ونساءً .

ــــــــــــــــ

(١) مروج الذهب ج ٣ ص ٨٤ .

(٢) تأريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٦١ .

(٣) مروج الذهب ج ٣ ص ٨٨ .

(٤) سورة الأحزاب : الآية ٣٣ .

٣٠٢

وبكلمة ، فقد كانت تلك الحرمة مناوئة لخط الإمامة والولاية فلم يؤيدها زين العابدينعليه‌السلام ولا بكلمة واحدة .

وأما حركة التوابين الذين طلبوا بثأر الحسينعليه‌السلام ، وحركة المختار الذي تتبع قتلة الحسينعليه‌السلام فقتلهم عن بكرة أبيهم(١) ، فقد وضععليه‌السلام لهما سياسة واضحة في المؤازرة غير المباشرة وقد عبّر عن ذلك في مخاطبته لعمه محمد بن الحنفية : ( يا عمّ ، لو أن عبداً تعصّب لنا أهل البيت ، لوجب على الناس مؤازرته ، وقد وليتك هذا الأمر ، فاصنع ما شئت ) فهوعليه‌السلام أناب عمه لاتخاذ القرار ، وهوعليه‌السلام يعلم علم اليقين بأن عمه سوف لن يتوانى عن دعم تلك الحركة في سعيها من الإقتصاص من قتلة آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وهذا التوازن الحكيم في تلك الحقبة المرعبة من تأريخ الأمة الإسلامية ، حفظ الدين ورسالته السماوية العظيمة ، وبقي الإمام زين العابدينعليه‌السلام علماً في العبادة والعلم والتقوى والزهد ، وبقي منهجهعليه‌السلام لإحياء الدين حياً إلى هذا اليوم ، وسوف يبقى حياً إلى يوم الدين ، كما وعدنا الله بذلك وربك لا يخلف الميعاد .

ــــــــــــــــ

(١) مروج الذهب ج ٣ ص ٨٤ .

٣٠٣

الفصل الرابع : الآثار المدوّنة

من الآثار الكاملة المدوّنة للإمام السجادعليه‌السلام : الصحيفة السجادية ، ورسالة الحقوق ، ورسالة في الزهد وتلك كتب ورسائل خاطب بها الإمامعليه‌السلام ثلاث جهات فقد خاطب السجادعليه‌السلام الله تبارك وتعالى في ( الصحيفة السجادية ) ، وخاطب المجتمع في ( رسالة الحقوق ) ، وخاطب الدنيا وما فيها في ( رسالة الزهد ) والصورة الكلية لتلك الرسائل قائمة على المضمون العقائدي والإخلاقي للدين ورسالة خاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والدعاء أدب ديني مبارك ، على نسقٍ رائعٍ جميلٍ ، ولغة ثرية ، ومفاهيم غنيّة ، وبلاغة عبقرية وهذا الطريق البارع من طرق البيان اختص به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيتعليه‌السلام دون غيرهم من العالمين وزمانهمعليه‌السلام كان يحفل بأهل الأدب والبيان والبلاغة والشعر ، ولكن لم يرق إلى هذا النثر الديني الرائع غير أدبهم ، ولم تسم إلى هذا المنثور المعجز سوى ألسنتهم الناطقة بالحق .

ومن بيان الروعة في أدب الإمام السجادعليه‌السلام في الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق ورسالة الزهد ، أنه أطنب ببلاغة معجزة في وصف الجنّة والنار ، والنعيم والعذاب ، والآخرة والدنيا ، والخير والشر ، والإيمان والفسوق ، تشويقاً وتهويلاً والإطناب في فلسفة اللغة من أرقى مراتب البلاغة ومن أروع صورها ووجوهها والهدف من كل ذلك ترغيب الناس على عمل الخير ، والبر بالناس وبأنفسهم ، وزجرهم عن ارتكاب الشر ، والابتعاد عن القبيح الحرام .

٣٠٤

الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية هي مجموعة من الأدعية التي أنشأها الإمام السجادعليه‌السلام أيام حكم بني أمية ، رواها عنه ولداه : الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ( ت ١١٤ هـ ) ، وزيد بن علي ( ت ١٢٢ هـ ) وأملاها الباقرعليه‌السلام على ولده الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ، بينما ورثها يحيى ( ت ١٢٥ هـ ) من أبيه زيد وأملاها الإمام الصادقعليه‌السلام على عمر بن هارون الثقفي البلخي ( ت ١٩٤ هـ ) ، حيث حافظ على الصحيفة واعتنى بها اعتناءً شديداً ، وعنه رواها الرواة .

أ ـ في سند الصحيفة ووثاقتها

وكانت تلك المجموعة من الأدعية تسمى بالدعاء الكامل كما جاء في رواية ابن الأعلم ان البلخي نقل عن يحيى قوله : ( ولأخرجن صحيفة من الدعاء الكامل ) وبعد أن أصبح تداول الصحيفة مشهوراً عند الطائفة ، عرفت بالصحيفة السجادية وسميت بالصحيفة السجادية الكاملة ، لأن للزيدية صحيفة غير تامة ناقصة عن

٣٠٥

المشهورة ، وتقرب من نصفها ، فاشتهرت هذه بالكاملة قبال تلك كما نقل ذلك السيد المرعشي ( ت ١٤١١ هـ ) عن السيد جمال الدين الكولباني ( ت ١٣٤٠ هـ ((١) .

ومن ناحية السند ، فقد حظيت الصحيفة بإهتمام واسع من قبل علماء أهل البيتعليه‌السلام فقد أسند إليها النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ، والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) .

وأشار المجلسي الأول ( ت ١٠٧٠ هـ ) ، وهو والد مصنف بحار الأنوار المجلسي الثاني ( ت ١١١١ هـ ) ، في إجازته المؤرخة سنة ١٠٦٤ هـ : ( إنه لاشك في أن الصحيفة الكاملة ، عن مولانا سيد الساجدين بذاتها وفصاحتها وبلاغتها ، واشتمالها على العلوم الإلهية التي لا يمكن لغير المعصوم الإتيان بها والحمد لله رب العالمين على هذه النعمة الجليلة العظيمة التي اختصت بنا معشر الشيعة )(٢)

قال مصنف جواهر الكلام ( ت ١٢٦٦ هـ ) في معرض حديثه عن كون إقامة الجمعة من مناصب الإمامة كالقضاء والحدود : ( وفي الصحيفة [ رقم الدعاء ٤٨ ] المعلوم أنها من السجادعليه‌السلام في دعاء يوم الجمعة وثاني العيدين : اللهم إن هذا المقام لخلفائك

ــــــــــــــــ

(١) مقدمة الصحيفة ـ طبعة المشكاة .

(٢) بحار الأنوار ج ١١٠ ص ٦٦ .

٣٠٦

وأصفيائك ومواضع أمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتم بها قد ابتزوها ، وأنت المقدر لذلك ـ إلى أن قال ـ : حتى عاد صفوتك وخلفائك مغلوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلاً وفيه مواضع للدلالة على المطلوب )(١)

وقال الشيخ الأنصاري ( ت ١٢٨١ هـ ) في كفارة الغيبة أنها من حقوق الناس ، ويتوقف رفعها على إسقاط صاحبها حقه ، وقال : ( وفي الدعاء التاسع والثلاثين من أدعية الصحيفة السجادية ودعاء يوم الاثنين من ملحقاتها ما يدل على هذا المعنى )(٢)

وقال السيد الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) : ( وبلاغة ألفاظها وفصاحتها التي لا تبارى ، وعلو مضامينها وما فيها من أنواع التذلل لله تعالى والثناء عليه ، والأساليب العجيبة في طلب عفوه وكرمه والتوسل إليه أقوى شاهد على صحة نسبتها ، وإن هذا الدرّ من ذلك البحر ، وهذا الجوهر من ذلك المعدن ، وهذا المعدن من ذلك الشجر ، مضافاً إلى اشتهارها شهرة لا تقبل الريب ، وتعدد أسانيدها المتصلة إلى منشئها صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرينعليه‌السلام ، فقد رواها الثقات بأسانيدهم المتعددة المتصلة إلى زين العابدينعليه‌السلام   .

ــــــــــــــــ

(١) جواهر الكلام ج ١١ ص ١٥٨ .

(٢) المكاسب ص ٤٣ الطبعة الحجرية تبريز : ١٣٧٥ هـ .

٣٠٧

وأشار السيد البروجردي ( ت ١٣٨٠ هـ ) إلى ذلك قائلاً : ( ولا يخفى أن كون الصحيفة من الإمامعليه‌السلام من البديهيات ، وهي زبور آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشهد بذلك أسلوبها ونظمها ومضامينها التي يلوح منها آثار الإعجاز ، ولها إسناد ذكرها الشيخ والنجاشي ، ولشارحها السيد علي خان رحمه الله ألفا سند عن آبائه ((١) .

وذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني : ( الصحيفة السجادية الأولى المنتهي سندها إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وللأصحاب اهتمام بروايتها ويخصونها بالذكر في إجازاتهم وعليها شروح كثيرة ذكرت في محلها ، وهي من المتواترات عند الأصحاب ، لاختصاصها بالإجازة والرواية في كل طبقة وعصر ، ينتهي سند روايتها إلى الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، وزيد الشهيد ابنا علي بن الحسين عن أبيهما علي بن الحسينعليه‌السلام ، المتوفى مسموماً سنة ٩٥ للهجرة )(٢)

واستدرك جمعٌ من علماء آل البيتعليه‌السلام على ما لم يرد في الصحيفة السجادية المشهورة من أدعية السجادعليه‌السلام فجمعوا أدعية الإمامعليه‌السلام في صحف سميت بالثانية والثالثة ، وهكذا فمنها :

ــــــــــــــــ

(١) البدر الزاهر ص ٢٥ .

(٢) الذريعة ج ١٥ ص ١٨ .

٣٠٨

الصحيفة الثانية : جمعها الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ( ، واستخرجها من الأصول المعتمدة عنده ، وكتب آخرها : ( يقول العبد محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي ، عفا الله عنه ، هذا ما وصل إليّ مما خرج عن الصحيفة الكاملة )(١) وتحتوي الصحيفة على ثلاثةٍ وستين دعاءً طبعت بالهند عام ١٣١١ هـ(٢)

الصحيفة الثالثة : جمعها المولى عبد الله بن عيسى بن صالح الاصفهاني المعروف بالأفندي ( القرن الثاني عشر ) مصنف ( رياض العلماء ) وقد استدرك فيها ما فات الحر العاملي ، وقد طبعت على الحجر(٣) ، ثم طبعت بقم عام ١٤٠٠ هـ .

الصحيفة الرابعة : جمعها المحدّث حسين النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) وقد استدرك فيها ما فات الأفندي ، وقد جمع سبعاً وسبعين دعاءً غير مذكورة في سائر الصحائف(٤)

الصحيفة الخامسة : جمعها السيد محسن الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) ، طبعت بدمشق عام ١٣٣٠ هـ وقد استدرك فيها الصحائف

ــــــــــــــــ

(١) الذريعة في تصانيف الشيعة ج ١٥ ص ١٨ وروضات الجنّات ج ٧ ص ٩٧ .

(٢) الذريعة ج ١٥ ص ٢٠ .

(٣) أعيان الشيعة ج ٤ القسم الأول ص ٥٠٠ .

(٤) الذريعة ج ١٥ ص ١٩ .

٣٠٩

السابقة ، ومجموع أدعيتها مائة واثنان وثمانين دعاءً ، انفرد منها باثنين وخمسين دعاءً(١)

وهناك صحف أخرى غير مطبوعة كما ذكر مصنف الذريعةرحمه‌الله

مصادر الصحيفة :

ومصادر الصحيفة السجادية أربعة :

١ ـ رواية محمد بن أحمد بن مسلم بن مطهر ، عن أبيه ، عن عمير بن المتوكل ، عن أبيه الذي ينتهي السند إليه ذكرها النجاشي والطوسي في رجالهما(٢)

٢ ـ رواية ابن مالك عن أحمد بن عبدالله عن محمد بن صالح ، عن عمر بن المتوكل ، عن المتوكل بن هارون ، عن يحيى بن زيد ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام ذكرها الشيخ الطوسي في رجاله .

٣ ـ رواية أبو الحسن علي بن النعمان الأعلم ( المصري ) ، عن عمير بن المتوكل ، عن المتوكل(٣) وهي المشهورة ، نشرها السيد محمد المشكاة ( ت ١٤٠١ هـ ( .

ــــــــــــــــ

(١) الذريعة ج ١٥ ص ١٩ .

(٢) رجال النجاشي ص ٣٠١ ، وفهرست الشيخ الطوسي ص ١٧١ .

(٣) شرح الصحيفة للسيد علي خان ص ٣ .

٣١٠

٤ ـ رواية الحسين بن إشكيب المروزي ( الثقفة ) ، عن عمير بن هارون المتوكل البلخي ، وهذه النسخة مفقودة .

ب ـ الدلالات العلمية للصحيفة

تحتوي الصحيفة السجادية ، بالإضافة إلى بلاغتها اللغوية وروعة مضامينها العرفانية ، على جملة من المفاهيم والحقائق العلمية التي كانت غامضة زمن الإمام السجادعليه‌السلام ؛ وكانت تفهم على نحو المجاز أو التشبيه اللفظي ، وهي :

١ ـ اليد صانعة الحضارات : في دعائه في التمحيد لله عزّ وجلّ ، يقولعليه‌السلام : ( الحمد لله الذي ركب فينا آلات البسط ، وجعل لنا أدوات القبض )(١)

وأهم آلات القبض والبسط عند الإنسان اليدين اللتان تنبسطان وتنقبضان بإرادته واختياره وذلك الإنبساط والإنقباض هو الذي يساعد الإنسان على صنع الحجر واستخراج الحديد ومسك القلم وحمل الأشياء ولولا البسط والقبض في اليدين لما استطاع الإنسان ـ على مر التأريخ ـ إنشاء الحضارات وبناء القصور وتذليل الأرض لمنافعه .

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الأول ص ٣٢ .

٣١١

وإلتفاتة دقيقة في دعائهعليه‌السلام وهي : ان الله عزّ وجلّ ركّب آلة البسط ( أي أنه تعالى خلق اليد ) بصورتها التكوينية الطبيعية ، وأعطى الإنسان ( بالجعل ) القدرة على تحريكها وقبضها وبذلك جعل للإنسان خيار استثمار تلك الأداة من أجل نفعه ، فقالعليه‌السلام : ( وجعل لنا أدوات القبض ) .

٢ ـ نظرية العرض والطلب : في دعائه في الاستسقاء يقولعليه‌السلام : ( اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً تملأ منه الجباب ، وتفجر به الانهار ، وتنبت به الأشجار ، وترخص به الاسعار في جميع الأمصار )(١) ونسب إليه أيضاً : ( ان الله تعالى وكل بالأسعار ملكاً يدبرها ، فلن يغلو من قلّة ولن يرخص من كثرة ((٢) .

فإذا هطل المطر ارتوت الأرض ونمت الأشجار وأينعت الثمار ، فوفرة المطر تزيد المحصول الزراعي وإذا ازداد المحصول الزراعي انخفضت اسعاره وهذه هي جوهر فكرة العرض والطلب في الاقتصاد الحديث فتوفر المحاصيل الزراعية في السوق ـ نتيجة وفرة المطر ـ تخفض قيمتها ، فتنخفض عندها الأسعار .

وإذا صحت نسبة القول الثاني إليهعليه‌السلام ، فهي تؤدي إلى نفس النتيجة فهو وإن ينفي صحة نظرية الطلب والعرض ويربطها

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء التاسع عشر ص ٩٠ .

(٢) لئالئ الأخبار للتسركاني ص ١٧٧ .

٣١٢

بالقضية الغيبة ، إلا ان مجرد طرح تلك النظرية يدلّ على سبق فكري عظيم ولا أخال أن أحداً سبق الإمام زين العابدينعليه‌السلام في طرح هذه الفكرة التي قامت عليها النظرية الاقتصادية الحديثة .

٣ ـ كروية الأرض : في دعائهعليه‌السلام في ولوج الليل بالنهار : ( يولج كل واحد منهما في صاحبه ، ويولج صاحبه فيه ) يستفاد بالدلالة على كروية الأرض من تكرار جملة ( يولج ) قال الشيخ بهاء الدين العاملي ( ت ١٠٣١ هـ ) : ( ان تكرار الجملة الثانية تؤدي ـ حسب الظاهر ـ المراد منها وهو حمل الواو على الحال لأمر مستغرب وهو حصول الزيادة والنقصان معاً في كل واحد من الليل والنهار في آن واحد وذلك بحسب اختلاف البقاع كالشمالية عن خط الإستواء والجنوبية عنه سواء كانت مسكونة أم لا ، فأن صيف الشمالية شتاء الجنوبية وبالعكس فزيادة النهار ونقصانه واقعان في وقت واحد لكن في بقعتين ، وكذلك زيادة الليل ونقصانه ) .

وبمعنى أوضح أنه أراد صلوات الله عليه بهذا البيان البديع التعريف بما لم تدركه العقول في تلك العصور وهو كروية الأرض ، وحيث إن هذا المعنى كان بعيداً عن أفهام الناس لانصراف العقول عن إدراك ذلك ، تلطف ـ وهو الإمام العالم بأساليب البيان ـ بالإشارة إلى ذلك على وجه بليغ ، فإنهعليه‌السلام لو كان بصدد بيان ما يشاهده عامة الناس من أن الليل ينقص تارةً فتضاف من ساعاته إلى النهار ، وينقص النهار تارةً أخرى فتضاف من ساعاته إلى الليل ، لاقتصر على الجملة الأولى : ( يولج كل واحد منهما في صاحبه ) ولما احتاج إلى ذكر الجملة الثانية : ( ويولج صاحبه فيه ) إذن فذكر الجملة الثانية إنما هو للدلالة على أن إيلاج كل من الليل والنهار في صاحبه يكون في حال إيلاج صاحبه فيه ، لأن ظاهر الكلام أن الجملة الثانية حالية ، ففي هذا دلالة على كروية الأرض ، وأن إيلاج الليل في النهار ـ مثلاً ـ عندنا يلازم إيلاج النهار في الليل عند قوم آخرين .

٣١٣

ولو لم تكن مهمة الإمامعليه‌السلام الإشارة إلى هذه النكتة العظيمة لم تكن لهذه الجملة الأخيرة فائدة ، ولكانت تكراراً معنوياً للجملة الأولى(١)

٤ ـ في دعائه لأهل الثغور ، حيث يدعو على الكافرين فيقولعليه‌السلام : ( اللهم وامزج مياههم بالوباء وأطعمتهم بالأدواء )(٢) وهو يدل على أن الماء وسط لنقل الأوبئة الفتاكة كالكوليرا والملاريا وهذا لم يكن معروفاً زمن النص ، بل ثبت ذلك بالتجارب العلمية الحديثة .

٥ ـ وزن الأشياء قالعليه‌السلام : ( سبحانك تعلم وزن السموات ، سبحانك تعلم وزن الأرضين ، سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر ،

ــــــــــــــــ

(١) البيان للخوئي ص ٧٦ .

(٢) الصحيفة السجادية ـ الدعاء رقم (٢٧) ص ١٢٣ .

٣١٤

سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور ، سبحانك تعلم وزن الفيء والهواء )(١)

لاشك ان معرفة وزن الشيء لا تتم إلا بوجود آلة أو واسطة لقياس تلك الكتلة من المادة فقياس الوزن بمكيال هي عملية لها ضوابط آلية كالميزان وضوابط حسابية كالأرقام فإذا أردنا وزن شيء فإننا نأخذ ذلك الشيء ونضعه في الميزان ونحسب بالغرامات أو الأونسات وزنه ولا يمكن وزن الشيء إلا بوجود شيء آخر مقابل له بنفس الوزن أي لا نستطيع وزن كمية من التراب إلا بوجود كمية مقابلة من الحديد فمقدار معين من التراب يعادل كيلو واحد من الحديد مثلاً .

وإذا أراد الإنسان أن يوزن الأرض فعليه أن يحقق عملين مستحيلين لا يقدر عليهما إلا الله عزّ وجلّ ، وهما :

الأول : إيجاد أو صنع ميزان ضخم بحيث يستطيع أن يضع الأرض في الكفة الأولى .

والثاني : إيجاد كتلة حديدية ضخمة بحجم الأرض يضعها في الكفة الثانية حتى يستطيع أن يعرف وزن الأرض .

والأمر أضخم بالنسبة للسموات فمن يستطيع أن يعلم وزن الكون غير الله عزّ وجلّ ؟ ولو كان للنور والظلمة وزن لعلمها الله تعالى لأنه يعلم كل شيء فسبحانك تعلم وزن السموات ، سبحانك تعلم وزن الأرضين .

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الرقم (٥١) ص ٢٣٩ .

٣١٥

ج ـ قضية استغفار المعصومعليه‌السلام

ثبتت كل الدلائل التأريخية والعلمية على عصمة الأنبياء والأئمة الطاهرينعليه‌السلام عن كل ذنب ، وطهارتهم عن كل دنس أو رجس ، ونزاهتهم عن كل ما يوصم مقامهم ، ولم يصدر عنهم شيء من المعاصي الصغيرة أو الكبيرة فكيف نفسر قول السجادعليه‌السلام في دعائه : ( اللهم يحجبني عن مسألتك خلالٌ ثلاث ، ويحدوني عليها خلّة واحدة يحجبني أمرٌ أمرت به فابطأت عنه ، ونهيٌ نهيت عنه فأسرعت إليه ، ونعمةٌ أنعمت بها عليّ فقصرّت في شكرها(١) ، أو قولهعليه‌السلام : ( ربّ افحمتني ذنوبي ، وانقطعت مقالتي فلا حجة لي )(٢) ، أو قول إمام آخر : ( ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني )(٣) ؟ فهل ان السجاد المعصومعليه‌السلام قد أرتكب معصية ؟ أو انه قال ما لم يفعلهعليه‌السلام للتوجيه والإرشاد ؟

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ دعاء ١٢ إعترافه بالتقصير ص ٦٦ .

(٢) الصحيفة السجادية ـ دعاء ٥٣ ص ٢٤٥ .

(٣) كشف الغمة للأربلي ص ٢٥٤ وهذا القول العطر هو للإمام الكاظمعليه‌السلام

٣١٦

وفي الجواب على ذلك نعرض بعضاً من الآراء التي حاولت تفسير استغفار الإمام المعصومعليه‌السلام لنفسه ، وهي :

١ ـ أورد البيضاوي في ( شرح المصابيح ) في شرح قول النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة ) : الغين لغةً الغيم ، وغان على كذا أي غطاه عليه قال أبو عبيدة : أي يتغشى قلبي ما يلبسه وقد بلغنا عن الأصمعي انه سئل عن معنى الحديث ، فقال للسائل : عن قلب من تروي فقال : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لو كان قلب غيره لكنت أفسره لك قال القاضي : ولله در الأصمعي في انتهاج منهج الأدب وإجلاله القلب الذي جعله الله موقع وحيه ومنزل تنزيله .

قال العيني : قيل الوجه في استغفارهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو معصوم ان اشتغاله بالنظر في مصالح الأمة ومحاربة الأعداء وتأليف المؤلفة قلوبهم شاغل له عن عظيم مقامه من حضوره مع الله عزّ وجلّ وفراغه مما سواه فيراه ذنباً بالنسبة إليه ، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهو نزول عن عالي درجته فيستغفر لذلك ، وقيل كان دائماً في الترقي في الأحوال ، فإذا رأى ما قبلها دونه استغفر منه كما قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين(١)

ــــــــــــــــ

(١) عمدة القاري ج ١ ص ٥٢١ ، وشرح مشارق الأزهار ج ١ ص ١٨٦ وقال في ( المصباح المنير ) في مادة ( غين ) : وفي حديث ( وانه ليغان على قلبي ( كناية عن الاشتغال عن المراقبة بالمصالح الدنيوية ، فانها وإن كانت مهمة فهي في مقابلة الأمور الأخروية ، كاللهو عند أهل المراقبة ( ج ٢ ص ١٣١ )

٣١٧

٢ ـ قال الأربلي ( ت ٦٨٧ هـ ) في رد هذا الإشكال : ان الإنبياء والأئمةعليه‌السلام أوقاتهم مشغولة بالله تعالى وقلوبهم مملوءة به ، وخواطرهم متعلقة بالمبدأ الأعلى جلّ شأنه فهم في المراقبة كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( اعبد ربك كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك ) فهذه الذوات القدسية في جميع الأنات متوجهة إلى المولى تعالى ومقبلون بكلّيتهم عليه فلا يرون أحداً في الوجود إلا النور الأقدس عزّ شأنه ، فكانوا يعدّون اشتغالهم بالأكل والشرب وغيرها من المباحات حطاً عن تلك المرتبة العالية والمنزلة الرفيعة ويرونه ذنباً وتقصيراً عما يراد منهم ، وإلى هذا وقعت الإشارة في كلامهم عليهم السلام : ( حسنات الأبرار سيئات المقربين ) )(١)

ومن هذين الرأيين وغيرهما من الآراء نستنتج ان استغفار المعصومعليه‌السلام إنما هي قضية رتبة عليا ومنزلة قصوى ، تحتّم عليه دائماً الترقي في الأحوال والتسامي إلى النور المطلق عزّ شأنه فأي شاغل دنيوي مباح يشغله عن ذكر الله تعالى يعدّه سيئة من السيئات ، فيستغفر الله تعالى عن ذلك وهذا الرأي أقرب إلى الصواب من غيره من الآراء .

ــــــــــــــــ

(١) كشف الغمة ص ٢٥٥ .

٣١٨

د ـ مقاطع منتخبة من أدعية الصحيفة السجادية :

وهذه مقاطع قصيرة اقتطعناها من أدعية الصحيفة السجادية ( ٣٠٥ صفحة بالطبعة الحديثة ) ، حاولنا فيها إبراز عبودية الإمامعليه‌السلام المخلصة لله تبارك وتعالى ، وكون الصحيفة مدرسة أخلاق وعرفان وتهذيب للمؤمنين .

الدعاء الأول : التحميد لله عزّ وجلّ

أَلْحَمْدُ للهِ الاوَّلِ بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ، وَ الاخِر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ. لا يَمْلِكُونَ تَأخِيراً عَمَا قَدَّمَهُمْ إليْهِ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّماً إلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ ...

وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَكَّبَ فِينَا آلاَتِ الْبَسْطِ، وَجَعَلَ لَنَا أدَوَاتِ الْقَبْضِ، وَمَتَّعَنا بِاَرْواحِ الْحَياةِ ، وَأثْبَتَ فِينَا جَوَارِحَ الاعْمَال ، وَغَذَّانَا بِطَيِّبَاتِ الرِّزْقِ ، وَأغْنانَا بِفَضْلِهِ ، وَأقْنانَا بِمَنِّهِ ، ثُمّ أَمَرَنَا لِيَخْتَبِرَ طاعَتَنَا، وَنَهَانَا لِيَبْتَلِيَ شُكْرَنَا فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِيْقِ أمْرِهِ وَرَكِبْنا مُتُونَ زَجْرهِ فَلَم يَبْتَدِرْنا بِعُقُوبَتِهِ ، وَلَمْ يُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ بَلْ تَانَّانا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً، وَانْتَظَرَ مُراجَعَتَنَا بِرَأفَتِهِ حِلْماً...

الدعاء الثاني : الصلاة على محمد وآله

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دُونَ الاُمَمِ الْمَـاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لاَِمْرِكَ نَفْسَهُ ، وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَآءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ وَ حَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ وَقَطَعَ فِىْ إحْياءِ دِينِـكَ رَحِمَهُ ...

٣١٩

الدعاء الثالث : الصلاة على حلمة العرش

اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَلا يَسْـأَمُـونَ مِنْ تَقْـدِيْسِـكَ، وَلا يَسْتَحسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إلَيْكَ. وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ. وَمِيكَآئِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ. وَجِبْريلُ الامِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلائِكَةِ الْحُجُبِ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ.

الدعاء الرابع : الصلاة على مُصدقِّي الرُسل

... اَللَّهُمَّ وَأَصْحَابُ مُحَمَّد خَاصَّةً الَّـذِينَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ، وَالَّذِينَ أَبْلَوْا الْبَلاَءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ، وَكَانَفُوهُ وَأَسْرَعُوا إلَى وِفَادَتِهِ وَسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ واسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حجَّةَ رِسَالاَتِهِ، وَفَارَقُوا الازْوَاجَ وَالاوْلادَ فِي إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وَقَاتَلُوا الاباءَ وَ الابناءَ فِي تَثْبِيتِ نبُوَّتِهِ، وَانْتَصَرُوا بهِ وَمَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ، وَالّذينَ هَجَرَتْهُمُ العَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَاباتُ إذْ سَكَنُوا فِي ظلِّ قَرَابَتِهِ، فَلاَ تَنْسَ لَهُمُ الّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وَفِيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ وَبِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إلَيْكَ ...

الدعاء الخامس : دعاؤُه لنفسه وخاصته

... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنَا مِنْكَ، وَاحْفَظْنَا بِكَ، وَاهْدِنَا إلَيْكَ، وَلاَ تُبَاعِدْنَا عَنْكَ إنّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ، وَمَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، وَمَنْ تُقَرِّبُهُ إلَيْكَ يَغْنَمْ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْفِنَا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمَانِ، وَشَرَّ مَصَائِدِ الشّيطانِ وَمَرَارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطَانِ. اللّهُمَّ إنَّما يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْـل قُوَّتِكَ فَصَلِّ عَلَى محَمَّد وَآلِهِ ، وَاكْفِنَا وَإنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأعْطِنَا ، وَإنمَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ فَصَلِّ عَلَى محمّد وَآلِهِ وَاهْدِنَا ...

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413