مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٢

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة0%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 421

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين الطبسي
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الصفحات: 421
المشاهدات: 192104
تحميل: 7354

الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192104 / تحميل: 7354
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


الامام الحسين (ع) في مكة المكرمة

١

٢

مقدمة مركز الدراسات الإسلاميّة

التابع لممثليّة الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، ودليلاً على نعمه وآلائه، والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين.

وبعد، فهذا الكتاب هو الجزء الثاني من سلسلة أجزاء الدراسة التاريخية التفصيلية« مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة »، ويختص هذا الجزء بالمقطع الثاني من مقاطع هذه الدراسة، وهو مقطع« الأيّام المكيّة من عُمر النهضة الحسينية » ، أي الأيّام التي أقام الإمام الحسينعليه‌السلام فيها بمكّة المكرَّمة، بعد إعلانه عن رفضه مبايعة يزيد، بعد موت معاوية بن أبي سفيان.

وفترة الأيام المكِّيّة من عمر النهضة الحسينية، من أصعب أيّام هذه النهضة المباركة على صعيد المتابعة التاريخية؛ لأنّها أقلّ مقاطع هذه النهضة المقدّسة من حيث كمِّيّة الوثائق التاريخية التي تحدّثت عنها، مع أنّ هذه الفترة هي أطول مقاطع النهضة الحسينية؛ إذ بلغت ما يُقارب مئة وخمسة وعشرين يوماً، ولاشكّ أنّها كانت مليئة بالمهمِّ من وقائع حركة الإمامعليه‌السلام ؛ لأنّ مكّة المكرّمة في تلك الأيّام كانت محطَّ ومُلتقى جموع المعتمرين والحُجّاج.

٣

ولذا فقد عمد مؤلّف هذا الكتاب - من أجل سدِّ ثغرة قلَّة وثائق هذه الفترة - إلى دراستها من خلال مُتابعات ثلاث:

الأُولى: هي متابعة حركة الإمامعليه‌السلام .

والثانية: متابعة حركة السلطة الأُمويّة في مواجهة حركة الإمامعليه‌السلام .

والثالثة: هي متابعة حركة الأُمَّة إزاء قيام الإمامعليه‌السلام .

فجاءت هذه الدراسة غنيّة وجديدة بمعنى الكلمة، من حيث النظم والمحتوى، والالتفاتة البكر، والاستنباط الذكيّ الرائع، والتبويب المغني عن عناء المتابعات المرهقة.

ومؤلِّف هذا البحث هو سماحة الشيخ المحقّق الأستاذ نجم الدين الطبسي، صاحب الخبرة الطويلة في ميدان التحقيق العلمي والتاريخي؛ إذ هو أحد مُحقّقي موسوعة:« معجم أحاديث المهدي عليه‌السلام » ، ومن مؤلَّفاته القيّمة: كتاب« موارد السجن في النصوص والفتاوى » ، وكتاب« النفي والتغريب » ، وكتاب« الوهابية: دعاوى وردود » .

ولا يسعنا هنا إلاّ أن نتقدّم إلى شيخنا المحقّق، مؤلّف هذا الكتاب بالشكر الجزيل، على ما بذله من جهد متواصل وعناء كبير؛ من أجل إنجاز هذا البحث القيّم، داعين له بمزيد من الموفَّقية والنجاح في ميدان خدمة الحقّ والحقيقة ونصرة دين الله تعالى. كما نتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأخ الأستاذ المحقّق علي الشاوي الذي آزر مؤلّف الكتاب مؤازرة صميمية، وبذل جهداً كبيراً مشكوراً، في مراجعة ونقد وتنظيم هذا البحث القيّم، داعين له بمزيد من الموفَّقية في ميدان التحقيق ومؤازرة المحقّقين، وفي مواصلة عنايته الكبيرة في خدمة الأجزاء الباقية من هذه الدراسة القيّمة.

مركز الدراسات الإسلاميّة          

لممثليّة الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية

٤

مقدِّمة المؤلِّف

الأيّام المكيّة من عُمر النهضة الحسينية

٥

٦

مقدِّمة المؤلِّف

الأيّام المكيّة من عُمر النهضة الحسينية

ارتحل الإمام الحسينعليه‌السلام عن المدينة المنوّرة - سنة ستِّين للهجرة - إلى مكّة المكرّمة، بعد موت معاوية بن أبي سفيان؛ على أثر إعلانه رفض البيعة ليزيد، وكانعليه‌السلام قد أقام في مكّة المكرّمة منذ اليوم الثالث من شعبان إلى اليوم الثامن من ذي الحجّة من نفس السنة، أي ما لا يقلّ عن مئة وخمسة وعشرين يوماً، وهي فترة طويلة نسبيَّاً في إطار حساب عمر النهضة الحسينيّة المباركة، غير أنّ هذه الفترة - برغم طولها - تُعتبر الفترة المجهولة من عمر هذه النهضة المباركة، إذا قورنت مع فتراتها الأُخرى، من حيث الوقائع والأحداث التي سجَّلها التاريخ عنها؛ ذلك لأنَّ كُتب التاريخ مرَّت على هذه الفترة المكِّيّة مرور الكرام.

فعدا وقائع أيّام ما قُبيل خروج الإمامعليه‌السلام من مكّة، التي حظيت بنوع من العناية التاريخية التفصيلية، نُلاحظ أنّ التاريخ لم يُسجّل عن بقيّة هذه الأيّام المكيّة الطويلة إلاّ ملاحظات عامّة، هي أقرب إلى الغموض منها إلى الوضوح.

هذا مع أنّ دراسة النهضة الحسينيّة، واستيعاب أبعادها، وفهم أسرارها، منال لا يبلغ منه المحقِّق أقصى غايته، بمعزل عن معرفة مُجريات وقائع هذه الأيَّام المكِّيّة، ودراسة الأجواء والتحرُّكات المؤيّدة والمضادَّة، التي كانت تعايشها النهضة الحسينيّة والإمامعليه‌السلام في مكّة.

وتتزاحم في ذهن المتأمِّل في هذه الفترة المكيّة أسئلة كثيرة، قد يكون أوّلها

٧

هو السؤال عن علّة ارتحال الإمام عليه‌السلام من المدينة المنوَّرة إلى مكّة المكرّمة لا إلى سواها. هل أراد الإمام عليه‌السلام أن يتّخذ من مكّة مركزاً لانطلاق الثورة على الحكم الأُمويّ؟ أم كان عليه‌السلام يُريد استثمار أشهُر الحجِّ في مكّة المكرّمة؛ لإيصال صوت هذه النهضة المباركة، والتعريف بأهدافها إلى كلّ العالم الإسلامي آنذاك؟

وكان يمكن للمتأمّل أن يُجيب بالإيجاب على محتوى الشقّ الأوّل من السؤال، أو يتبنَّى الجمع بين مُحتوى الشقّين الأوّل والثاني معاً، لو كان في مكّة المكرّمة قاعدة شعبية كبيرة موالية لأهل البيتعليهم‌السلام ، ولكن هل كانت هذه القاعدة الشعبية الموالية موجودة فعلاً آنذاك؟

من المؤسف أنَّ مثل هذه القاعدة الشعبية الموالية لم تتوفَّر للإمام الحسينعليه‌السلام ، ولا لأخيه الإمام الحسنعليه‌السلام من قبله، ولا لأبيهما الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام من قبلهما؛ بسبب ما تركته معارك الإسلام الأُولى - كبدر وأُحد وغيرهما - في قلوب بطون قريش من أحقاد على أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام خاصة، وعلى أهل البيتعليهم‌السلام ، فأضبَّت على عداوتهم وأكبَّت على مُنابذتهم؛ ذلك لأنّها لا تنسى عليّاًعليه‌السلام الذي ناوش ذؤبانها وقتل صناديدها، وكيف تنساه « وهو صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمهاجرين »(١) ؟!

كيف تنسى قريش علياًعليه‌السلام وقد أورد أوّلها النار، وقلّد آخرها العار على حدّ قول الإمام زين العابدينعليه‌السلام وابن عبّاس(٢) ؟! كيف تُحبّه وقد قتل في بدر وأُحد من ساداتهم سبعين رجلاً تشرب أنوفهم الماء قبل شفاههم؟! هكذا قال ابن عمر لأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، الذي ردَّ عليه قائلاً:

____________________

(١) البحار، ١٩: ٢٠٦.

(٢) البحار، ٢٩: ٤٨٢.

٨

ما تركتْ بدرُ لنا مُذيقاً

ولا لنا من خلفنا طريقاً(١)

عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: سألته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : كيف مال الناس عنه إلى غيره، وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالعليه‌السلام :

« إنّما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله؛ لأنَّه قد كان قتل من آبائهم وأجدادهم، وإخوانهم وأعمامهم، وأخوالهم وأقربائهم المحادّين لله ولرسوله عدداً كثيراً؛ وكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم، فلم يُحبّوا أن يتولَّى عليهم، ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك؛ لأنّه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ما كان له؛ فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى سواه » (٢) .

وقد مارس ساسة السقيفة ومؤيُّدوهم عملاً إعلامياً مدروساً ومتواصلاً؛ لتأجيج ثائرة قريش على عليّعليه‌السلام ولترسيخ حقدها عليه، فها هو عمر بن الخطّاب - مثلاً - ينظر إلى سعيد بن العاص، فيقول له: « مالي أراك كأنّ في نفسك عليَّ شيئاً، أتظنّ أنّي قتلت أباك؟! والله، لوددت أنّي كنت قاتله! ولو قتلته لم أعتذر من قتل كافر، ولكنّي مررت به في يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه، وإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ، فلمّا رأيت ذلك هبته ورغتُ عنه! فقال: إلى أين يا بن الخطّاب؟! وصمد له علي فتناوله، فوالله، ما رمت مكاني حتى قتله »(٣) .

وكان عليعليه‌السلام حاضراً في المجلس، فقال:

____________________

(١) البحار، ٢٩:٤٨٢ عن المناقب لابن شهر آشوب، ٣:٢٢٠.

(٢) البحار، ٢٩:٢٨٠ - ٢٨١، رقم ٢ عن علل الشرائع وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام .

(٣) أنساب القرشيين: ١٩٣.

٩

« اللّهُمَّ غفراً، ذهب الشِرك بما فيه، ومحا الإسلام ما تقدّم، فمالك تُهيِّج الناس عليَّ؟! » (١) .

وقد لخَّصت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراءعليها‌السلام علّة كراهية قريش لعليّعليه‌السلام أمام نساء المهاجرين والأنصار، اللواتي جئن لعيادتها في مرضها قبل شهادتها، حيث قالتعليها‌السلام :

« وما الذي نقموا من أبي الحسن؟! نقموا منه - والله - نكير سيفه، وقلّة مُبالاته بحتفه، وشدّة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره في ذات الله » (٢) .

وما برح أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يشكو إلى الله ما فعلت به قريش، من غصب حقّه، وتصغير عظيم شأنه، حتى مضى شهيداً، ومن شكايا بثِّه إلى الله تعالى في هذا قولهعليه‌السلام :

« مالنا ولقريش؟! وما تُنكر منّا قريش، غير أنّا أهل بيت شيّد الله فوق بُنيانهم بُنياننا، وأعلى فوق رؤوسهم رؤوسنا، واختارنا الله عليهم، فنقموا على الله أن اختارنا عليهم، وسخطوا ما رضي الله، وأحبُّوا ما كره الله، فلمّا اختارنا الله عليهم شركناهم في حريمنا، وعرّفناهم الكتاب والنبوّة، وعلّمناهم الفرض والدين، وحفّظناهم الصُحف والزُّبر، وديّناهم الدين والإسلام، فوثبوا علينا، وجحدوا فضلنا، ومنعونا حقّنا، وأَلتونا(٣) أسباب أعمالنا وأعلامنا، اللّهم، فإنّي أستعديك على قريش، فخُذْ لي بحقّي منها، ولا تدع مظلمتي لديها، وطالبهم - يا ربّ - بحقّي، فإنّك الحَكَم العدل؛ فإنّ قريشاً

____________________

(١) البحار، ١٩: ٢٨٠ - ٢٨١ عن الإرشاد للمفيد:.

(٢) البحار، ٤٣: ١٦٠، باب ٧، حديث ٩، الاحتجاج، ١: ١٤٧.

(٣) ألَتَهُ يَألِتهُ: إذا نقَصَهُ - النهاية، ٥٨:١.

١٠

صغّرت عظيم أمري... » (١) .

ويقولعليه‌السلام في نفثة أُخرى - وهو يدعو الله تعالى على قريش -:

« فأَجْزِ قريشاً عنّي بفعالها، فقد قطعت رحِمي، وظاهرت عليَّ، وسلبتني سلطان ابن عمّي... » (٢) .

ويُجيبعليه‌السلام أخاه عقيلاً في كتاب إليه:« فدعْ عنك قريشاً وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه؛ فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبلي، فجَزَت قريشاً عنِّي الجوازي، فقد قطعوا رحِمي، وسلبوني سلطان ابن عمي... » (٣) .

ويُلخّصعليه‌السلام موقفه في صبره على الطامّة الكُبرى، في انحراف الأمّة عن وصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وغصب قيادة السقيفة حقّه الإلهي في الخلافة:

« ما رأيت منذ بعث الله محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله رخاءً، والحمد لله. والله، لقد خفت الله صغيراً وجاهدت كبيراً، أُقاتل المشركين وأُعادي المنافقين حتى قبض الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فكانت الطامّة الكبرى، فلم أزل حذراً وجلاً، أخاف أن يكون ما لا يسعني معه المقام، فلم أرَ - بحمد الله - إلاّ خيراً، والله، ما زلت أضرب بسيفي صبيَّاً حتى صرت شيخاً، وإنّه ليُصبِّرني على ما أنا فيه أنَّ ذلك كلّه في الله... » (٤) .

____________________

(١) البحار، ٢٩: ٥٥٩، حديث ١٠، عن العدد القوية: ١٨٩، حديث ١٩.

(٢) البحار، ٢٩: ٦٢٨، حديث ٣٨ عن الإمامة والسياسة: ٥٥ تحت عنوان: (خروج عليّ من المدينة).

(٣) البحار، ٢٩: ٦٢١، حديث ٣١، ونهج البلاغة: ٤٠٩، رقم ٣٦.

(٤) البحار، ٢٩: ٥٥٦ - ٥٥٧، حديث ٧ عن إرشاد المفيد:١٥١.

١١

مكّة المكرَّمة والتركيبة القبلية فيها:

إنّ تركيبة مكّة المكرّمة الاجتماعية آنذاك تركيبة قبليَّة، فهي بيوتات وعشائر وبطون، وتتألَّف قريش من خمسة وعشرين بطناً(١) ، و« ما أن أعلن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نبوّته رسميَّاً، واختياره لوليّ عهده، حتى وقفت قريش وقفة رجل واحد بقيادة البيت الأُموي، وأعلنت رفضها المطلق للنبوّة والكتاب وولاية العهد، وصرّحت بأنَّها ستُجنِّد كلّ طاقاتها الماديّة والمعنوية؛ لصدّ أهل مكّة خاصة والعرب عامة عن اتِّباع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والدخول في دينه، وانقسم المجتمع المكِّي إلى قسمين:

الأوّل: وهو الأكثر عدداً ومدداً ظاهرياً، ويتألّف من ثلاثة وعشرين بطناً من بطون قريش ومَن والاهم من الموالي والأحابيش.

الثاني: وهو الأقلّ عدداً، ويتألّف من رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن بطنه الهاشمي وبطن بني المطّلب بن عبد مناف، ومَن والى هذين البطنين من الموالي والأحابيش، مُضافاً إليهم الذين اعتنقوا الدين الإسلامي »(٢) .

وقد « قرّرت البطون استعمال كلّ الوسائل لعزل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الهاشميين، فإن هم أصرّوا على عدم التخلّي عنه فلابدّ من عزل الهاشميين أنفسهم عن البطون، وفرض مُحاصرتهم ومُقاطعتهم، فإن لم تُجدِ هذه الوسائل تعيّن على البطون أن تختار رجالاً منها يشتركون جميعاً في قتل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيضيع دمه بين البطون، ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه، وإن لم تنجح مُحاولة القتل، وجب ملاحقة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومُحاربته حتى يتمّ القضاء التامُّ عليه وعلى دعوته »(٣) .

____________________

(١) راجع مروج الذهب، ٢: ٢٧٥.

(٢) كتاب خلاصة المواجهة مع الرسول وآله: ٢٣ و ٢٤.

(٣) نفس المصدر السابق.

١٢

لكنّ هذه البطون المناوئة للدعوة المحمّدية، أحسّت بالخيبة، وبقوّة الصدمة، وشدّة النكسة، وهول ما أصابها من بني هاشم عامة ومن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام خاصة، بعد تعاظم أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واشتداد شوكته، خصوصاً بعد معركة بدر الكبرى، التي عبّأت فيها قريش كلّ قواها، إذ « ما بقي أحد من عظماء قريش إلاّ أخرج مالاً لتجهيز الجيش، وقالوا: مَن لم يخرج نهدم داره »(١) .

ويرى أبو سفيان، أنّ لوازم المواجهة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقتضي العداء إلى آخر الدهر، ها هو يُخاطب الرجل الجهني - وهو يستقصيه أخبار جيش النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قُبيل وقعة بدر الكبرى - قائلاً: « واللات والعُزّى، لئن كتمتنا أمر محمّد لا تزال قريش لك معادية آخر الدهر؛ فإنّه ليس أحد من قريش إلاّ وله شيء في هذا العِير »(٢) .

لقد ترسّخ حقد قريش على بني هاشم عامة، وعلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام خاصة، منذ انجلت بدر الكبرى عن انكسار قريش واندحارها، وإنّها لتعلم أنّ علياًعليه‌السلام هو السبب الرئيس في انهزامها وخسارتها المفجعة، فهو الذي قتل الوليد، ثمّ شرك في قتل عُتبة وشيبة، ولقد تفرّدعليه‌السلام بقتل خمسة وثلاثين رجلاً ببدر - على ما أثبتهُ رواة العامّة والخاصة معاً - سوى مَن اختلفوا فيه، ومن شرك أمير المؤمنينعليه‌السلام غيره في قتله(٣) . وهوعليه‌السلام صاحب الموقف الفذِّ الفريد في الشجاعة والثبات يوم أُحد.

وكشاهد على هذا الموقف العُجاب، ننقل من ميدان موقعة أُحد هذه اللقطة: « قد كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري من بني عبد الدار، فبرز ونادى:

____________________

(١) البحار، ١٩: ٢١٧.

(٢) البحار، ١٩: ٢٤٧.

(٣) البحار، ١٩: ٢٨١.

١٣

يا محمّد، تزعمون أنكم تُجهزونا بأسيافكم إلى النار ونُجهزكم بأسيافنا إلى الجنّة، فمَن شاء أن يلحق بجنَّته فليبرز إليَّ. فبرز إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يقول:

يا طلحُ إنْ كنتم كما تقول

لكم خيول ولنا نصولُ

فاثبت لننظر أيّنا المقتولُ

وأيّنا أَولى بما تقول

فقد أتاك الأسدُ الصؤول

بصارم ليس به فلول

ينصره القاهر والرسول

فقال طلحة: مَن أنت يا غلام؟

قال:( أنا عليّ بن أبي طالب ) .

قال: قد علمتُ يا قُضْم(١) أنَّه لا يجسرُ عليَّ أحدٌ غيرك!

فشدَّ عليه طلحة فضربه، فاتّقاه أمير المؤمنينعليه‌السلام بالحَجَفة، ثمّ ضربه أمير المؤمنينعليه‌السلام على فخذيه فقطعهما جميعاً فسقط على ظهره، وسقطت الراية، فذهب عليّعليه‌السلام ليُجهز عليه فحلّفه بالرحِم فانصرف عنه، فقال المسلمون: ألا

____________________

(١) «... عن هشام، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنَّه سُئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه عليّ عليه‌السلام ياقضم؟ قال:« إنّ رسول الله كان بمكّة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب، وأغرَوا به الصبيان، وكانوا إذا خرج رسول الله يرمونه بالحجارة والتراب، وشكا ذلك إلى عليّ عليه‌السلام ، فقال: بأبي أنت وأُميّ، يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا خرجت فأخرجني معك. فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فتعرّض الصبيان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون: قضمنا عليّ، قضمنا عليّ، فسُمّي لذلك القُضَم » . (البحار: ٢٠: ٥٢). قال ابن الأثير:.. ومنه حديث علي عليه‌السلام : « كانت قريش إذا رأته قالت: احذروا الحُطَم، احذَروا القُضم. أي الذي يَقضِم الناس فيهلِكهُم ». (النهاية: ٤: ٧٨).

١٤

أجهزتَ عليه؟! قال:( قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبداً ) .

ثمَّ أخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة، فقتله عليّعليه‌السلام ، وسقطت رايته إلى الأرض، فأخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله عليّ، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها مسافع بن أبي طلحة، فقتله عليّعليه‌السلام ، وسقطت الراية إلى الأرض. فأخذها الحارث بن أبي طلحة، فقتله عليّعليه‌السلام ، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها عُزير بن عثمان، فقتله عليّعليه‌السلام ، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها عبد الله بن جميلة بن زهير فقتله عليّعليه‌السلام وسقطت الراية إلى الأرض، فقتل أمير المؤمنين التاسع من بني عبد الدار وهو أرطأة بن شرحبيل مُبارزة، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها مولاهم صوأب فضربه أمير المؤمنينعليه‌السلام على يمينه فقطعها، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها بشماله، فضربه أمير المؤمنينعليه‌السلام على شماله فقطعها، فسقطت الراية إلى الأرض، فاحتضنها بيديه المقطوعتين، ثمَّ قال: يا بني عبد الدار، هل أُعذرت فيما بيني وبينكم؟ فضربه أمير المؤمنينعليه‌السلام على رأسه فقتله، وسقطت الراية إلى الأرض... »(١) .

فبنو عبد الدار يُعادون بني هاشم عامة وعلياً وآل عليّعليهم‌السلام خاصة، ويُبغضونهم إلى يوم الدين، حتى وإن عرفوا أنّ علياً « أحد الأربعة الذين أمر الله نبيّه أن يُحبّهم »(٢) ، أو سمعوا أنّه يقول فيه:( لا يُحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ) (٣) ، أو أنّه( أحبّ الخلق إلى الله ) (٤) ، أو أنَّه( وليُّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا والآخرة ) (٥) .

____________________

(١) البحار، ٢٠: ٥٠ - ٥١.

(٢) مُسند أحمد بن حنبل، ٥: ٣٣٣.

(٣) مُسند أحمد، ١: ٨٤، وسُنن الترمذي، ٥: ٦٣٤.

(٤) سُنن الترمذي، ٥: ٦٣٤.

(٥) مسندُ أحمد، ١: ٣٣٠، انظر: ميزان الاعتدال، ١: ٨٢.

١٥

ولبطون قريش الأُخرى نصيبها من القتلى الذين مضوا إلى جهنّم بسيف أمير المؤمنينعليه‌السلام في بدر وأُحد ومعارك الإسلام الأُخرى، هذا فضلاً عمّن قُتل منهم في حربي الجَمل وصِفّين، وأُولاء عدا من حدَّه عليّعليه‌السلام لفسقه، أو فرَّ من طائلة عدل عليّعليه‌السلام وقصاصه.

لذا؛ فقد كان أهل مكّة وكثير من أهل الحجاز لا يميلون إلى بني هاشم عامة، وإلى عليّ وآل عليّعليهم‌السلام خاصة، ومالوا إلى قيادة السقيفة، ثمّ إلى بني أميّة بعدهم، يقول الإمام علي بن الحسينعليهما‌السلام كاشفاً عن تلك الحقيقة:

( ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا... ) (١) .

ويقول أبو جعفر الإسكافي في هذا الصدد: « أمّا أهل مكّة، فكلّهم كانوا يُبغضون علياً قاطبة، وكانت قريش كلّها على خلافه، وكان جمهور الخلق مع بني أميّة عليه»(٢) .

لقد كان لحركة النفاق بجميع فصائلها دَور مدروس ومُخطّط، وذو أثر بالغ في تأجيج ضغائن الجاهلية، ضدَّ أهل البيتعليهم‌السلام عامة، وضدَّ أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام خاصة، ولما تسلّم الحزب الأُموي قيادة حركة النفاق بزعامة معاوية بن أبي سفيان، الذي ما برح يبكي على قتلى مُشركي قريش في بدر حتى لحظات احتضاره(٣) ، كان الهمُّ الأكبر للأُمويين هو فصل الأمَّة عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام حتىّ على الصعيد الوجداني، فأمر معاوية بسبّه ولعنه والبراءة منه، واضطهد مُحبّيه معيشيَّاً وسياسيَّاً

____________________

(١) الغارات: ٣٩٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد، ٤:١٠٤، وبحار الأنوار، ٤٦:١٤٣.

(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد، ٤:١٠٤.

(٣) ( عن إسماعيل بن عامر بإسناده: أنّ معاوية لما احتضر بكى، فقيل له: ما يُبكيك؟ فقال: ما بكيتُ جزعاً من الموت، ولكنِّي ذكرتُ أهل القليب ببدر! ) (شرح الأخبار، ٢: ١٥٤).

١٦

اضطهاداً رهيباً(١) .

من كلّ ما مضى؛ تتأكَّد لنا حقيقة أنّ أهل البيتعليهم‌السلام لم تكن لهم قاعدة شعبية في مكَّة المكرّمة خاصة، قاعدة شعبية واسعة تتولاَّهم وتدعم مواقفهم وتنصرهم، أو تُحبّهم على الأقلّ، والأمر كما وصفه الإمام السّجادعليه‌السلام :

( ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا ) !!

ومن هنا أيضاً؛ تتأكّد لنا حقيقة أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام لم يقصد من توجّهه إلى مكّة المكرّمة أهل هذه المدينة بالأساس، بل كان قصده الرئيسي في التوجّه إليها، هو إبلاغ وفود العالم الإسلامي من المعتمرين والحُجّاج بقيامه ونهضته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ طلباً للنصرة وإتماماً للحجّة على الناس.

ومن هنا؛ نُرجِّح أنّ ما ورد في بعض الروايات من أنّ أهل(٢) مكّة فرحوا بالإمامعليه‌السلام فرحاً شديداً، أو عكف الناس بمكّة يفدون إليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون ما يروون عنه... ليس المراد بذلك جلّ أهل مكّة بالذات، بل المراد بذلك هم جموع الوافدين على مكّة من مُعتمرين، وحجّاج ونزر قليل جدَّاً من المكيّين، الذين استوطنوا مكّة بعد فتحها وبعد انتشار الإسلام؛ وممَّا يؤكّد ما ذهبنا إليه، أنَّ التاريخ لم يُحدّثنا أنّ أحداً من المكِّيين قد التحق بالإمامعليه‌السلام وسار معه إلى العراق.

والأيّام التي قضاها الإمام أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام في مكّة المكرّمة تُشكِّل

____________________

(١) راجع: سليم بن قيس: ٢٠٣ - ٢٠٤، وشرح نهج البلاغة، ١٦:١١ و١٤٤:٢.

(٢) كمثل رواية ابن الصبَّاغ المالكي في الفصول المهمّة: ( دخل الحسين مكّة المشرّفة ونزل بها وأهلها يختلفون إليه ويأتونه، وكذلك مَن بها من المجاورين والحاجّ والمعتمرين من سائر أهل الآفاق ) (الفصول المهمة: ١٨٣).

١٧

المقطع الأطول من عُمر النهضة الحسينيّة المقدّسة، ولا شكَّ أنّ ما يُقارب المئة وخمسة وعشرين يوماً مساحة زمنية، حفلت ثناياها بكثير من الاتِّصالات واللقاءات، والمحاورات والمراسلات، وأنشطة أُخرى متعدّدة غيرها، كان الإمام أبو عبد الله الحسين عليه‌السلام قد قام بها، ولو كان التأريخ قد سجّل لنا جميع تلك الوقائع وتفاصيلها، لكان أغنى المؤرِّخين والمتتبِّعين المحققّين بمادّة تاريخية مهمّة، ولأعانهم عوناً كبيراً على كشف كثير من الغموض المحيط ببعض الأحداث والمواقف، الواقعة في إطار تأريخ هذه النهضة المباركة.

لكنَّ المؤسِف فعلاً - كما قلنا في بداية هذه المقدّمة - أنّ التأريخ لم يُسجِّل لنا عن هذه الأيّام المكّيّة إلاّ ملاحظات عامّة، غضّت الطرف وأغمضته عن كثير من التفاصيل التاريخية، اللازمة في الإجابة على كثير من التساؤلات التي تنقدح في ذهن المتأمِّل حول تلك الفترة، وما جرى فيها وبعدها.

ويمكن للمتتبِّع أن يُحدّد المحاور العامة التي سجَّلها التأريخ لهذه الفترة المكِّيّة بما يأتي:

١- انشداد الناس في مكّة إلى الإمامعليه‌السلام واحتفاؤهم به، وتضايق عبد الله بن الزبير والسلطة الأمويّة المحلّية في مكّة لذلك.

٢- مُحاولات بعض وجهاء الأمّة لثني الإمامعليه‌السلام عن التوجّه إلى العراق، في إطار لقاءات ومُحاورات النصح والمشورة، وبعض المكاتبات في هذا الصدد.

٣- رسائل أهل الكوفة إلى الإمامعليه‌السلام ، ورسائل الإمامعليه‌السلام إليهم وإلى أهل البصرة.

٤- إرسال الإمامعليه‌السلام مسلم بن عقيلعليه‌السلام إلى أهل الكوفة.

٥- خطب الإمامعليه‌السلام قُبيل مُغادرة مكّة، والمحاولات الأخيرة لثنيِه عن التوجُّه

١٨

إلى العراق.

ومجموع الروايات التاريخية الواردة في إطار هذه المحاور، تُعتبر نزراً قليلاً جدّاً، إذا قيست إلى ما يُمكن أن تتضمّنه فترة لا تقلّ عن مئة وخمسة وعشرين يوماً من وقائع وأحداث، خصوصاً في مدينة مكّة المكرّمة، وفي أيّام كانت هذه المدينة قد غصّت بجموع غفيرة، من مُعتمرين وحجّاج وفدوا إليها من شتَّى أنحاء العالم الإسلامي، وفيهم شخصيّات مهمّة كثيرة، يستبعد المتأمّل ألاّ تكون لها لقاءات كثيرة وطويلة مع الإمام الحسينعليه‌السلام ، الذي هو آنذاك الرمز الديني والروحي لهذه الأمّة.

ومن أجل جبران هذا النقص في المادّة التاريخية، لفترة الأيّام المكيّة من عُمر النهضة الإسلامية؛ رأينا أن نُتابع وقائع وأحداث هذه الفترة، من خلال الزوايا الثلاث التالية:

١- حركة الإمام الحسينعليه‌السلام في هذه الفترة.

٢- حركة السلطة الأُمويّة في مواجهة الإمامعليه‌السلام .

٣- حركة الأمّة إزاء قيام الإمامعليه‌السلام .

وقد حاولنا - فضلاً عن الروايات المبذولة في إطار هذه الزوايا الثلاث - أن نلتقط كلّ الشوارد والإشارات التاريخية المتفرّقة في كُتب التأريخ والتراجم وغيرها، ونجمعها في مُتَّجهاتها؛ كي ما نزيح بأضواء جديدة بعض الغموض الجاثم على مساحة كبيرة من تلك الفترة، لنكون بذلك قد قدّمنا جديداً في إطار هذه الدراسة التاريخية التحليلية النقدية.

تُرى هل وفِّقنا إلى ذلك؟

التقييم في ذلك متروك إلى القارئ الكريم.

١٩

وفي الختام:

أودُّ أن أتقدَّم بالشكر والتقدير الفائق، إلى صاحب الفضيلة الأستاذ المحقّق علي الشاوي المحترم؛ حيث أتحفنا بملاحظات قيِّمة، مع بذل غاية جُهده في تنظيم وترصين هذا الجُهد المتواضع: كتاب « الأيام المكيّة من عُمر النهضة الحسينيّة » فله الفضل عليَّ والأيادي.

واستميح سيّدي الوالد المرحوم آية الله الطبسي عذراً؛ إذ لم أوفَّق حتّى الآن لتنفيذ ما أوصى به إلينا، من تحقيق وطبع ونشر مؤلَّفه القيّم - المخطوط - مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام ، وعسى أن يكون هذا الجُهد المتواضع بداية خير لإنجاز ما طلبه منّا في قريب عاجل إن شاء الله تعالى.

نجم الدين الطبسي

قم المقدّسة     

١٩/ محرّم الحرام/١٤١٩ هـ. ق

٢٠