مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260699 / تحميل: 8932
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

أتيت سيّدي سنة تسع(1) ومائتين فقلت له : جعلت فداك إنّي رويت عن آبائك أنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام ، فقال : نعم ،قلت : جعلت فداك فإنّه أتوا بي في بعض الفتوح الّتي فتحت على الضلال وقد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب وقد أتيتك مسترقا مستعبدا ، فقال : قد قبلت.

قال : فلمّا حضر خروجي إلى مكّة قلت له : جعلت فداك إنّي قد حججت وتزوّجت ومكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني لا شي‌ء لي غيره فمرني بأمرك ، فقال لي : انصرف إلى بلادك وأنت من حجّك وتزويجك وكسبك في حلّ.

فلمّا كان سنة ثلاث عشرة ومائتين أتيته فذكرت له العبودية الّتي ألزمنيها ، فقال : أنت حرّ لوجه الله ، فقلت له : جعلت فداك أكتب لي به عهدا ، فقال : يخرج إليك غدا ، فخرج إليّ مع كتبي كتاب فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الله بن المبارك فتاة ، إنّي أعتقتك(2) لوجه الله والدار الآخرة ، لا ربّ لك إلاّ الله وليس عليك سبيل ، وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي ، وكتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة ومائتين ، ووقّع فيه محمّد بن علي بخطّ يده وختمه بخاتمه(3) .

وفيضا : عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي(4) . وكذا ج إلاّ أنّ فيه : نهاوندي(5) .

__________________

(1) في المصدر : سبع ، تسع ( خ ل ).

(2) في نسخة « ش » والمصدر : أعتقك.

(3) رجال الكشّي : 568 / 1076.

(4) رجال الشيخ : 380 / 11.

(5) رجال الشيخ : 404 / 18.

٨١

وفيست : عبد الجبّار من أهل نهاوند له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الجبّار(1) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة(2) . إلى آخره(3) .

وفي لم : عبد الجبّار من أهل نهاوند ، روى عنه البرقي(4) .

ولا يبعد أن يكون هذا غير الأوّل ، والله العالم ، انتهى.

أقول : لا شكّ في اتّحاد ما فيست ولموضا وج ، ومثله فيجخ أكثر كثير. واستظهر الاتّحاد أيضا في النقد(5) ، فتدبّر.

وفي التحرير الطاووسي : عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي ، كتب له محمّد بن عليعليه‌السلام كتابا يعتقه وقد كان سباه أهل الضلال.

وفي الحاشية : بخطّ الشهيد على هذا الموضع حاشية صورتها : الطريق إلى هذا الكتاب فيه سهل بن زياد وبكر بن صالح وهما ضعيفان(6) ، انتهى.

ومرّ الجواب عنه في الفوائد وكثير من التراجم ، فراجع.

وفيمشكا : ابن المبارك ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(7) .

__________________

(1) الفهرست : 122 / 549 ، وفيه : عبد الجبار بن علي من أهل.

(2) الفهرست : 121 / 548.

(3) إلى آخره ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) رجال الشيخ : 488 / 69.

(5) نقد الرجال : 181 / 3.

(6) التحرير الطاووسي : 447 / 326.

(7) هداية المحدّثين : 91.

٨٢

1562 ـ عبد الحميد بن أبي الديلم :

ق (1) ،قر (2) .

وزادصه : وهو ابن عمّ معلّى بن خنيس. قال ابن الغضائري : إنّه ضعيف(3) .

وفيتعق : مرّ في سليمان بن خالد عنه رواية تدلّ على تشيّعه(4) ، وفي رواية ابن أبي عمير بواسطة حمّاد(5) إشعار بوثاقته ، وسيجي‌ء في المعلّى أنّه ابن أخيه(6) ، وتضعيف غض ليس بشي‌ء ، ولعلّه ضعّفه بما ضعّف به المعلّى ، وسيجي‌ء ما فيه(7) .

1563 ـ عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي :

الخفّاف الكوفي ،ق (8) .

وفيتعق : مرّ في الحسين بن أبي العلاء وجاهته(9) ، وعن المصنّف وغيره اتّحاده مع السمين الثقة(10) ، وظاهره هنا التعدّد ، ومرّ فيه وفي خالد بن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 235 / 203 ، وفيه زيادة : النبالي الكوفي. وذكره ثانيا : 267 / 715 قائلا : عبد الحميد بن أبي الديلم روى عنهماعليهما‌السلام .

(2) لم يرد في نسختنا المطبوعة من رجال الشيخ وورد في مجمع الرجال : 4 / 67 نقلا عنه.

(3) الخلاصة : 245 / 19.

(4) رجال الكشّي : 353 / 662.

(5) رجال الكشّي : 353 / 662.

(6) عن النجاشي : 417 / 1114.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189.

(8) رجال الشيخ : 236 / 211.

(9) رجال النجاشي : 52 / 117 ، وفيه بعد أن ذكر أخويه علي وعبد الحميد قال : وكان الحسين أوجههم.

(10) منهج المقال : 110.

٨٣

طهمان ما ينبغي أن يلاحظ(1) ، فلاحظ. وسيجي‌ء في الكنى وعند ذكر طرق الصدوقرحمه‌الله (2) .

أقول : في النقد : الظاهر أنّهما واحد(3) . وصرّح به في المجمع(4) .

1564 ـ عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك :

الأزدي ، ثقة ، يقال له : السمين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (5) .

وزاد جش : ابن أبي عمير عنه بكتابه(6) .

وفيق : عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي السمين الكوفي(7) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي العلاء بن عبد الملك الثقة ، عنه ابن أبي عمير.

وفي التهذيب في باب الأحداث : يعقوب بن يزيد عن عبد الحميد بن أبي العلاء(8) . وهو يروي عن عبد الحميد بواسطة ابن أبي عمير(9) .

__________________

(1) وهو كون أبي العلاء الخفّاف هو خالد بن طهمان العامّي.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189 ، وفيها بدل وسيجي‌ء في الكنى. إلى آخره : وحسنه خالي لأنّ للصدوق طريقا إليه. انظر الوجيزة : 388 / 196 الطريق إلى عبد الحميد الأزدي. كما وذكرقدس‌سره في أوّل الوجيزة : 234 / 984 عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي ووثّقه ، فلاحظ.

(3) نقد الرجال : 181 / 3.

(4) مجمع الرجال : 4 / 67.

(5) الخلاصة : 116 / 2.

(6) رجال النجاشي : 246 / 647.

(7) رجال الشيخ : 235 / 204.

(8) التهذيب 1 : 33 / 88.

(9) هداية المحدّثين : 91.

٨٤

1565 ـ عبد الحميد بن خالد بن طهمان :

هو ابن أبي العلاء ،تعق (1) .

1566 ـ عبد الحميد بن زياد الكوفي :

أسند عنه ،ق (2) .

1567 ـ عبد الحميد بن سالم العطّار :

روى عن موسىعليه‌السلام وكان ثقة ،صه (3) .

وفيق : عبد الحميد العطّار الكوفي ، أسند عنه(4) .

وأمّا في ظم فلم أجده.

وفيتعق : ظاهرصه إنّ الوثاقة مأخوذة من جش في محمّد ابنه بناء على رجوع التوثيق إلى الأب ، وهو الظاهر من سوق العبارة(5) . واستبعادشه ذلك(6) ليس بشي‌ء بعد الظهور من العبارة ، وأنّه ربما يوثّق في ترجمة الغير.

وقوله : أمّا في ظم فلم أجده ، لا يخفى ما فيه ، وكأنّه غفل عن ترجمة محمّد ابنه(7) .

وقال جدّي : قد ذكرنا في أبواب التجارات ما يدلّ على توثيقه(8) .

وأشار بذلك إلى ما في التهذيب : أحمد بن محمّد عن محمّد بن‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190 ترجمة عبد الحميد بن أبي العلاء.

(2) رجال الشيخ : 236 / 212.

(3) الخلاصة : 116 / 3.

(4) رجال الشيخ : 236 / 216.

(5) انظر رجال النجاشي : 339 / 906.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 73 في ترجمة ابنه محمّد ، وورد فيها : هذه عبارة النجاشي وظاهرها أنّ الموثّق الأب لا الابن.

(7) حيث ذكر النجاشي فيها رواية عبد الحميد عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام .

(8) روضة المتّقين : 14 / 377.

٨٥

إسماعيل قال : مات رجل من أصحابنا ولم يوص ، فرفع أمره إلى القاضي فصيّر عبد الحميد(1) القيّم بماله. إلى أن قال : فذكرت ذلك لأبي جعفرعليه‌السلام . إلى أن قال : إن كان القيّم مثلك ومثل عبد الحميد فلا بأس(2) .

وذكر في النقد الرواية في عبد الحميد وذكر في متنها : فصيّر عبد الحميد بن سالم(3) . وكذا المقدّس الأردبيلي(4) .

وليس لفظ ابن سالم موجودا في نسختي ، مع أنّ ابن سالم من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام وأبو جعفر في الرواية هو الجوادعليه‌السلام ، وهذا يشير إلى كونه ابن سعيد الآتي.

ولعلّ الكلّ متّحد ـ لأنّ الظاهر اتّحاد ابن سعيد وابن سعد وفاقا لجدّي والنقد أيضا(5) ، وهو الحقّ ، وسيجي‌ء في محمّد بن عبد الحميد أنّ عبد الحميد العطّار مولى بجيلة(6) ـ ويكون أحدهما نسبة إلى الجدّ. ويؤيّد الاتّحاد أيضا وجود لفظ ابن سالم كما ذكرت عن المحقّقين.

والمحقّق الأردبيلي أتى بلفظ ابن بزيع بعد محمّد بن إسماعيل لتدلّ على عدالته أيضا ، انتهى(7) .

أقول : الرواية مذكورة في أواخر زيادات الوصايا من التهذيب ، وكلمة‌

__________________

(1) في التهذيب زيادة : ابن سالم.

(2) روضة المتّقين : 11 / 107 نقلا عن التهذيب 9 : 240 / 932 ، وسنده : أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.

(3) نقد الرجال : 182 / 7 ، ترجمة عبد الحميد بن سالم العطّار.

(4) مجمع الفائدة والبرهان.

(5) روضة المتّقين : 14 / 378 ، نقد الرجال : 182 / 8.

(6) رجال الشيخ : 387 / 10.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

٨٦

ابن سالم موجودة فيما وقفنا عليه من النسخ ونقله أيضا جماعة ، والظاهر سقوطها من نسخته دام ظلّه.

وقوله سلّمه الله : مع أنّ ابن سالم. إلى آخره ، يمكن أن يقال : سؤال الراوي ذلك عن الجوادعليه‌السلام لا يلزم أن يكون عبد الحميد حيّا يومئذ ، فلعلّ مراده أنّه اتّفق ذلك ولو قبل وقت السؤال بمدّة ، مع أنّ ابن سعيد أيضا لم يظهر بعد دركه الجوادعليه‌السلام . مع أنّه(1) بعد استبعاد كون الرواية من ابن سالم لأنّها عن الجوادعليه‌السلام وهوق ظم واستظهار كونها في ابن سعيد(2) لأنّه متأخّر عنه كيف يمكن القول باتّحادهما؟! فتأمّل جدّا(3) .

ورأيت بخطّ بعض المحشّين للرجال هذه الرواية وفيها بدل أبي جعفرعليه‌السلام : الرضاعليه‌السلام ، وعليه فالأمر سهل ، فتدبر.

وقوله سلّمه الله : والمحقّق الأردبيليرحمه‌الله أتى. إلى آخره ، لا يخفى أنّ لفظتي ابن بزيع موجودتان في متن الحديث وليستا من ملحقات المحقّق المذكوررحمه‌الله .

هذا ، وقوله سلّمه الله : كأنّه ـ أي الميرزا ـ غفل عن ترجمة محمّد ابنه ، فلعلّ مراد الميرزا أنّه لم يقف عليه في ظم منجخ وإن ذكره جش أو غيره في أصحابهعليه‌السلام ، بل هذا هو الظاهر ، فتفطّن.

1568 ـ عبد الحميد بن سعد :

روى عنه صفوان بن يحيى ،ظم (4) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : على أنّ.

(2) في نسخة « م » : ابن سعد.

(3) جدا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) رجال الشيخ : 356 / 37.

٨٧

وفيق : عبد الحميد بن سعد الكوفي مولى(1) .

وفيجش : عبد الحميد بن سعد بجلي كوفي ، صفوان عنه بكتابه(2) .

وفيتعق : مرّ ما فيه في الذي قبيله(3) .

أقول : فيمشكا : ابن سعد ، عنه صفوان بن يحيى(4) .

1569 ـ عبد الحميد بن سعيد :

ضا في موضعين(5) . وزاد ظم : روى عنه صفوان بن يحيى(6) .

وفيتعق : مرّ الكلام في ابن سالم(7) .

1570 ـ عبد الحميد العطّار :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

وتقدّم في ابن سالم لاحتمال الاتّحاد.

وفيتعق : لا تأمّل في الاتّحاد لما أشرنا وسيجي‌ء في محمّد بن عبد الحميد(9) (10) .

1571 ـ عبد الحميد بن عواض :

بالضاد المعجمة ، الطائي ، من أصحاب أبي الحسن موسى عليه‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 236 / 208.

(2) رجال النجاشي : 246 / 648.

(3) لم يرد له ذكر في التعليقة.

(4) هداية المحدّثين : 91.

(5) رجال الشيخ : 379 / 5 ، 383 / 41.

(6) رجال الشيخ : 355 / 26.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

(8) رجال الشيخ : 236 / 216.

(9) عن رجال الشيخ : 387 / 10 ، حيث ذكر كما تقدّم آنفا أنّ عبد الحميد العطّار مولى بجيلة.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

٨٨

السلام ، ثقة ،صه (1) .

وفي ظم : عبد الحميد بن عواض ثقة من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (2) .

وفيد : ابن غواض بالمعجمتين ، قر ،ق ؛جخ ، ثقة(3) ، انتهى فتأمّل.

وفيتعق : فيه ثلاث لغات : ما فيصه ، ود ، وعند بعض بإعجام الأوّل وإهمال الثاني. وسيجي‌ء في مرازم ذكره(4) (5) .

أقول : اقتصار العلاّمةقدس‌سره على كونه ظم بعد دركه ثلاثة منهمعليهم‌السلام كما صرّح به الشيخ لعلّه ليس بمكانه.

وفيمشكا : ابن عواض الثقة ، عنه محمّد بن خالد ، وأبو أيّوب الخزّاز ، والحسين بن سعيد ، وعلي بن النعمان ، ومحمّد بن سماعة.

وفي بعض الطرق رواية الحسين بن سعيد عنه بواسطتين ، وهو يساعد احتمال عدم اللقاء.

هذا(6) ، وهو عن محمّد بن مسلم ، وعن الباقر والصادقعليهما‌السلام (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 116 / 1.

(2) رجال الشيخ : 353 / 6 ، وفيه بعد عواض زيادة : الطائي. وعدّه من أصحاب الباقرعليه‌السلام : 128 / 18 قائلا : عبد الحميد بن عواض الطائي كوفي. كما وذكره في أصحاب الصادقعليه‌السلام أيضا : 235 / 202 مضيفا بعد الطائي : الكسائي.

(3) رجال ابن داود : 127 / 940.

(4) نقلا عن النجاشي : 424 / 1138 ، وفيه أنّ الرشيد استدعى مرازم وأخوه مع عبد الحميد ابن عواض فقتله وسلما.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

(6) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) هداية المحدّثين : 91 ، وفيها : وهو عن محمّد بن مسلم عن الباقر والصادقعليهما‌السلام .

٨٩

1572 ـ عبد الحميد بن النضر :

يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وفضالة(1) ، وهو إمامي ،تعق (2) .

1573 ـ عبد الحميد الواسطي :

قر(3) ،ق (4) .

وفيتعق : في كتاب الإيمان من الكافي حديث يدلّ على حسن حاله(5) (6) .

أقول : إن كان هو الذي وقفت عليه في باب فضل الإيمان على الإسلام فلا دلالة فيه على ذلك أصلا ، ولا مدخل لعبد الحميد فيه مطلقا ، فلاحظ(7) .

__________________

(1) أنظر في رواية فضالة بصائر الدرجات : 443 / 1.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

(3) رجال الشيخ : 128 / 17.

(4) رجال الشيخ : 236 / 214.

(5) الكافي 2 : 43 / 4.

الحديث هذا : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارون ابن الجهم أو غيره ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن عبد الحميد الواسطي ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا أبا محمّد الإسلام درجة؟ قلت : نعم ، قال : والإيمان على الإسلام درجة؟ قلت : نعم ، قال : والتقوى على الإيمان درجة؟ قلت : نعم ، قال : واليقين على التقوى درجة؟ قلت : نعم ، قال : فما أوتي الناس أقلّ من اليقين وإنّما تمسّكتم بأدنى الإسلام ، فإياكم أن ينفلت من أيديكم ، انتهى ( منه. قدّس سره ).

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

(7) أقول : ذكر السيّد الخويي في معجم رجاله : 9 / 284 أنّه كان من الأولى للوحيد التمسّك بما رواه الكليني في الروضة 8 : 80 / 37 عن عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفرعليه‌السلام ، فإنّ فيها دلالة على أنّه كان من الشيعة وكان ينتظر ظهور القائمعليه‌السلام .

٩٠

1574 ـ عبد الخالق بن عبد ربّه :

من موالي بني أسد من صلحاء الموالي ؛ روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن عبد الله بن محمّد ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال : ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام أبي فقال : صلّى الله على أبيك ، ثلاثا. والظاهر أنّ أبا عبد الله هو الصادقعليه‌السلام ،صه (1) .

وفيكش ما ذكره إلاّ قوله : والظاهر. إلى آخره(2) .

وفيتعق : مرّ توثيقه في إسماعيل ابنه(3) (4) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد ربّه فيه خلاف ، عنه عبد الحميد بن عواض على الظاهر(5) .

1575 ـ عبد الخالق بن محمّد البناني :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (6) .

1576 ـ عبد خير الخيراني :

بالخاء المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين والراء والنون بعد الألف ،صه في أصحاب عليعليه‌السلام من اليمن(7) . وكذا قي(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 129 / 7.

(2) رجال الكشّي : 413 / 779.

(3) رجال النجاشي : 27 / 50 ، حيث قال : عمومته شهاب وعبد الرحيم ووهب وأبوه عبد الخالق كلّهم ثقات.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190.

(5) هداية المحدّثين : 201. كما وذكره قبل ذلك : 92 قائلا : يستفاد من عبارة الكشّي في ترجمة إسماعيل بن عبد الخالق توثيق عبد الخالق وأنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

والظاهر إرادة النجاشي بدل الكشّي حيث إنّه ورد فيه التوثيق وروايته عن أبي عبد الله عليه‌السلام ولم يرد في الكشّي ذلك.

(6) رجال الشيخ : 236 / 221.

(7) الخلاصة : 195.

(8) رجال البرقي : 6.

٩١

وفيي : عبد خير الخيراني ، خيران من همدان(1) .

وفيد : عبد خير الخيواني بالخاء المعجمة والياء المثنّاة تحت الساكنة والواو والنون ، منسوب إلى خيوان من همدان بالدال المهملة ؛ وقال الدار قطني : الخيراني بالراء المهملة(2) . والأظهر الأشهر بالواو ، ي ،جخ ، من خواصّهعليه‌السلام (3) .

وفيتعق : في نسختي من النقد : عبد خير الخيراني خيران من همدان(4) (5) .

قلت : كذا في النسخة الّتي عندي منه.

1577 ـ عبد ربّه بن أعين :

هو زرارةرضي‌الله‌عنه وأرضاه ،تعق (6) .

1578 ـ عبد الرحمن بن أبي حمّاد :

أبو القاسم ، كوفي ، صيرفي ، انتقل إلى قم وسكنها ، وهو صاحب دار أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، رمي بالضعف والغلو ، جش(7) .

وزادصه : وقالغض : إنّه يكنّى أبا محمّد ، وهو ضعيف جدّا لا يلتفت إليه ، في مذهبه غلو(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 53 / 118.

(2) ذكر الدار قطني في كتابه المؤتلف والمختلف : 2 / 754 عبد خير بن يزيد الخيواني وقال : روى عن علي بن أبي طالب [عليه‌السلام ] وذكر آخرين. ولم يذكره في باب خيران وإنّما ذكره في خيوان ، فلاحظ.

(3) رجال ابن داود : 127 / 943.

(4) نقد الرجال : 183 / 1.

(5) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 190 ، وفيها بدلرضي‌الله‌عنه وأرضاه : المشهور الجليل.

(7) رجال النجاشي : 238 / 633.

(8) الخلاصة : 239 / 6.

٩٢

ثمّ زادجش على ما مرّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات عنه بكتابه.

أقول : فيمشكا : ابن أبي حمّاد ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وموسى بن الحسن بن عامر الأشعري(1) .

1579 ـ عبد الرحمن بن أبي عبد الله :

واسم أبي عبد الله ميمون البصري ، وعبد الرحمن ثقة ، وهو ختن فضيل ابن يسار. قال علي بن أحمد العقيقي : إنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام سبعمائة مسألة ، وهو بصري وأصله من الكوفة ،صه (2) .

وفيكش : قال أبو عمرو : سألت محمّد بن مسعود عن عبد الرحمن ابن أبي عبد الله ، فذكر عن(3) علي بن الحسن بن فضّال أنّه عبد الرحمن بن ميمون الذي في الحديث ، وأبو عبد الله رجل من أهل البصرة واسمه ميمون ، وعبد الرحمن هو ختن الفضيل بن يسار(4) .

ومرّ في ابن ابنه إسماعيل بن همّام توثيقه(5) .

وفيق : ابن أبي عبد الله البصري مولى بني شيبان وأصله كوفي ، واسم أبي عبد الله ميمون ، حدّث عنه سلمة بن كهيل فيقول : عن أبي عبد الله الشيباني ، وكثير النواء(6) عن أبي عبد الله ، وحدّث عنه أيضا خالد الحذّاء وشعبة وعوف بن أبي جميلة فسمّوه كلّهم ميمون ؛ روى عن عبد الله بن عبّاس‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 92.

(2) الخلاصة : 113 / 3.

(3) عن ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) رجال الكشّي : 311 / 562.

(5) رجال النجاشي : 30 / 62 ، قوله : ثقة هو وأبوه وجدّه.

(6) في المصدر زيادة : أيضا.

٩٣

وعبد الله بن عمر والبراء بن عازب وعبد الله بن؟؟ بريدة(1) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي عبد الله البصري الثقة ، عنه أبان بن عثمان ، وحمّاد بن عثمان ، والحسن بن محبوب ، وحريز ، وحمّاد بن عيسى ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، والعرزمي ، وعبد الله بن سنان ، وفضالة بن أيّوب ، وابن أبي عمير.

وقد يقع في إسناد(2) الشيخ رواية فضالة بن أيّوب عن عبد الرحمن(3) ، وهو سهو ، لأنّ المعهود توسّط أبان بينهما.

وروى أبوه عن عبد الله بن عبّاس ، وعبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، وعبد الله بن بريدة.

وقد وقع لشيخنا سلّمه الله خبط كثير أصلحته(4) .

1580 ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري :

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، شهد مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عربي ، كوفي ، ضربه الحجّاج حتّى اسودّ كتفاه على سبّ عليعليه‌السلام ،صه (5) . ي إلى قوله : كوفي(6) .

ثمّ فيصه في أصحابهعليه‌السلام من اليمن : عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري شهد معه(7) . وكذا في قي(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 230 / 127 ، وفيه زيادة : وكان عبد الرحمن هذا ختن الفضيل بن يسار.

(2) في المصدر : أسانيد.

(3) التهذيب 2 : 47 / 151 ، الإستبصار 1 : 296 / 1090.

(4) هداية المحدّثين : 92.

(5) الخلاصة : 113 / 2.

(6) رجال الشيخ : 48 / 28.

(7) الخلاصة : 194.

(8) رجال البرقي : 6.

٩٤

وفيكش : روى يعقوب بن شيبة قال : حدّثنا خالد بن أبي يزيد العربي(1) قال : حدّثنا ابن شهاب عن الأعمش قال : رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ضربه الحجّاج حتّى اسودّ كتفاه ثمّ أقامه للناس على سبّ عليعليه‌السلام والجلاوزة معه يقولون : سبّ الكذّابين ، فجعل يقول : ألعن الكذّابين عليّ وابن الزبير والمختار.

قال ابن شهاب : يقول أصحاب العربيّة : سمعك تعلم(2) ما يقول ، لقوله : عليّ ، أي : ابتداء الكلام(3) .

1581 ـ عبد الرحمن بن أبي نجران :

ضا (4) ،ج (5) .

وزادصه : بالنون والجيم والراء والنون أخيرا ، واسمه عمرو بن مسلم ، التميمي ، مولى ، كوفي ، أبو الفضل ، روى عن الرضاعليه‌السلام ؛ وروى أبوه أبو نجران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان عبد الرحمن ثقة ثقة معتمدا على ما يرويه(6) .

وكذا جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد قبل وكان : وروى(7) عن أبي نجران : حنّان(8) .

وفيست : له كتب ، أخبرنا بها جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن‌

__________________

(1) في المصدر : العرني.

(2) في نسخة « م » : يعلم.

(3) رجال الكشّي : 101 / 160 ، وفيه : أي هو ابتداء الكلام.

(4) رجال الشيخ : 380 / 9 ، وفيه زيادة : التميمي مولى كوفي.

(5) رجال الشيخ : 403 / 7 ، وفيه زيادة : كوفي.

(6) الخلاصة : 114 / 7.

(7) في نسخة « م » : روى.

(8) رجال النجاشي : 235 / 622.

٩٥

بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي نجران الثقة ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن المعافى ، وجعفر بن محمّد بن عبد الله ، وأحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه ، وبغير واسطة أبيه ، وإبراهيم بن هاشم ، ومحمّد بن أبي الصهبان ، وعبد الله بن عامر ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، وعلي بن الحسن ابن فضّال ، وموسى بن القاسم ، وسهل بن زياد(2) .

وفي التهذيب : سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن العبّاس عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان(3) . ففي المنتقى : المعهود من رواية أبي جعفر ـ وهو أحمد بن محمّد بن عيسى ـ عن ابن أبي نجران أن يكون بغير واسطة ، وكذا رواية العبّاس عن صفوان ، فالظاهر عطف عبد الرحمن على العبّاس(4) ، انتهى.

وفي التهذيب : ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن أبي نجران(5) . وهو غريب ، فإنّ ابن أبي نجرانضا (6) ؛ بل في أوائل كتاب الأيمان والنذور من التهذيب : ابن أبي نجران عن ابن أبي عمير(7) .

وفي التهذيب والاستبصار في كتاب الحجّ : سعد بن عبد الله عن‌

__________________

(1) الفهرست : 109 / 474.

(2) في المصدر زيادة : والحسين بن سعد ، وبروايته هو عن العلاء بن رزين وعن داود بن سرحان.

(3) التهذيب 5 : 267 / 911.

(4) منتقى الجمان : 3 / 420.

(5) التهذيب 5 : 124 / 404 ، وفيه : عن عبد الرحمن بن الحجّاج.

(6) في المصدر : فإنّ ابن أبي عمير ضا.

(7) التهذيب 8 : 289 / 1066.

٩٦

محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسين عن ابن أبي نجران(1) . وفيه نوع اضطراب وغرابة ، فإنّ المعهود رواية سعد عن محمّد بن الحسين بلا واسطة ، ورواية محمّد بن الحسين عن ابن أبي نجران غير معروفة.

وفي بعض نسخ التهذيب : سعد بن عبد الله عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن الحسن. وأورده العلاّمةرحمه‌الله بهذه الصورة ، والغرابة منتفية معه.

ووقع فيهما أيضا : سعد بن عبد الله عن ابن أبي نجران عن الحسين ابن سعيد عن حمّاد(2) . وفيه غلطان(3) ، فإنّ سعدا إنّما يروي عن ابن أبي نجران بواسطة أحمد بن محمّد بن عيسى ، وابن أبي نجران عن حمّاد بغير واسطة كالحسين بن سعيد ، وصوابه : والحسين ، بالواو.

هذا ، وهو عن صفوان بن يحيى ، وعن حمّاد بن عيسى(4) ، وعن مسمع أبي سيّار ، وعن عبد الله بن سنان ، والعلاء بن رزين.

ووقع في أسانيد الشيخ : ابن أبي نجران عن حريز(5) . وهو سهو ، لأنّه إنّما يروي عن حريز بواسطة حمّاد بن عيسى(6) .

1582 ـ عبد الرحمن بن أبي هاشم :

له كتاب رواه القاسم بن محمّد الجعفي عنه ، ورواه ابن أبي حمزة عنه ،ست (7) .

__________________

(1) التهذيب 5 : 383 / 1335 ، الاستبصار 2 : 216 / 742.

(2) التهذيب 2 : 347 / 1440 ، الإستبصار 1 : 368 / 1403.

(3) في نسخة « ش » : غلطتان.

(4) حمّاد بن عيسى ، لم يرد في المصدر.

(5) التهذيب 3 : 331 / 1038.

(6) هداية المحدّثين : 93.

(7) الفهرست : 109 / 476.

٩٧

ويأتي ابن محمّد بن أبي هاشم.

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة : ابن محمّد بن أبي هاشم كثيرا ما ينسب إلى جدّه(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي هاشم ، عنه محمّد بن علي الكوفي الضعيف ، والقاسم بن محمّد ، وابن أبي حمزة ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وعلي بن الحسن بن فضّال.

وهو ابن محمّد بن أبي هاشم ، لكن في بعض الأخبار ابن أبي هاشم بالنسبة إلى جدّه(3) .

1583 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه :

بالجيم قبل الباء تحتها نقطة ثمّ الراء ، أبو محمّد العسكري ، متكلّم ، من أصحابنا ، حسن التصنيف ، جيّد الكلام ، وعلى يده رجع محمّد بن عبد الله بن مملك الأصفهاني عن مذهب المعتزلة إلى القول بالإمامة ،صه (4) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه : الأصبهاني ؛ وزاد : وقد كلّم عبّاد بن سليمان ومن كان في طبقته ، وقع إلينا من كتبه كتاب الكامل في الإمامة كتاب حسن(5) .

وبخطّشه علىصه : في ضح جعله بالياء المنقّطة تحتها نقطتين(6) ،

__________________

(1) الوجيزة : 236 / 1005 والبلغة : 373 / 8 ، وفيهما زيادة : ثقة.

(2) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(3) هداية المحدّثين : 95 ، وفيها : لكن في بعض الأخبار عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي كما في الفقيه ، بإضافته إلى جدّه. راجع الفقيه 4 : 31 / 88.

(4) الخلاصة : 114 / 9.

(5) رجال النجاشي : 236 / 625.

(6) إيضاح الاشتباه : 239 / 475.

٩٨

ودوافق ما هنا وجعله بالباء الموحّدة(1) (2) .

1584 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين :

مرّ في أبيه ما يظهر منه جلالته ،تعق (3) .

أقول : وذلك ما مرّ عن عه من قوله : والد الشيخ الحافظ عبد الرحمن(4) . وله ترجمة على حدة في عه حيث قال فيه : الشيخ المفيد أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي شيخ الأصحاب بالري ، حافظ واعظ ثقة ، سافر في البلاد شرقا وغربا وسمع الأحاديث عن المؤالف والمخالف ؛ وله تصانيف ، منها سفينة النجاة في مناقب أهل البيت ، العلويات الرضويات ، الأمالي ، عيون الأخبار ، مختصرات في المواعظ والزواجر ، أخبرنا بها جماعة ، منهم السيّدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسيني وابن أخيه الشيخ جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي عنهرحمهم‌الله ، وقد قرأ على السيّدين علم الهدى المرتضى وأخيه الرضي والشيخ أبو جعفر الطوسي والمشايخ : سالار وابن البراج والكراجكيرحمهم‌الله جميعا(5) ، انتهى.

ولعدم وجود عه عنده دام مجده اكتفى بما نقله الميرزا عنه في أبيه.

1585 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك :

بالنون والياء(6) المنقّطة تحتها نقطتين قبل الكاف ، السمري ، الملقّب‌

__________________

(1) رجال ابن داود : 128 / 947.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 55.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 191 ، وتقدّم في ترجمة أبيه أحمد بن الحسين بن أحمد النيشابوري.

(4) فهرست منتجب الدين : 7 / 1.

(5) فهرست منتجب الدين : 108 / 219 ، وفيه : السيّدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني.

(6) في نسخة « ش » : بالنون والهاء والياء.

٩٩

دحان ـ بالدال المهملة المضمومة والحاء المهملة والنون بعد الألف ـ ضعيف ، مرتفع القول ، كان كوفي الأصل ، لم يكن في الحديث بذلك ، يعرف منه ذلك وينكر ،صه (1) .

جش إلاّ الترجمة وقوله : ضعيف مرتفع القول ؛ وزاد : ذكر ذلك أحمد ابن علي السيرافي(2) .

وفيد : السمرقندي الملقّب دحمان ، أثبته(3) بعض أصحابنا : السمري الملقّب بدحان ، بغير ميم(4) .

وكأنّه يريد العلاّمة ، ولعلّ كلامه متوجّه في الثاني دون الأوّل.

وفيتعق : يأتي في أخيه الجليل عبد الله ما يشعر بحسن وجلالة فيه(5) .

أقوله : فيضح أيضا أثبته دحمان بالميم(6) . وفي نسختي منصه بدل السمري : السمرقندي كما فيد ، لكن في النقد : لم أجد السمرقندي في غيرد (7) .

وما وعد دام ظلّه بإتيانه في أخيه هو أنّ عبد الرحمن من أصحابنا ، لأنّ فيه أنّ آل نهيك بيت من أصحابنا بالكوفة ؛ وهذا لا ينافي الضعف ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن أحمد بن نهيك ، عنه حميد(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 239 / 4 ، وفيها : العمري ، وفي النسخة الخطيّة منها : السمري.

(2) رجال النجاشي : 236 / 624 ، وفيه بدل دحان : دحمان.

(3) في المصدر : وأثبته.

(4) رجال ابن داود : 256 / 298.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 191.

(6) إيضاح الاشتباه : 239 / 474.

(7) نقد الرجال : 184 / 14.

(8) هداية المحدّثين : 95.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

إشارة

في زيارة الناحية المقدّسة ورد السلام على بشر بن عمر الحضرميّ والثناء عليه بما قاله للإمام الحسينعليه‌السلام هكذا:(السلام على بِشر بن عمر الحضرمي، شكرَ الله لك قولك للحسين وقد أذِن لك في الانصراف: أكَلَتني إذن السباع حيّاً إنْ فارقتك، وأسأل عنك الركبان؟ وأخذلك مع قلّة الأعوان؟ لا يكون هذا أبداً؟) (١) .

وقال المحقّق السماويّ (ره): (بشر بن عمرو بن الأُحدوث الحضرمي الكندي: كان بشر من حضرموت، وعداده في كندة، وكان تابعياً، وله أولاد معروفون بالمغازي، وكان بشر ممّن جاء إلى الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة، وقال السيّد الداودي: لمّا كان اليوم العاشر من المحرّم ووقع القتال، قيل لبشر وهو في تلك الحال: إنّ ابنك عمراً قد أُسر في ثغر الريِّ، فقال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كُنت أحبّ أن يؤسر وأن أبقى بعده، فسمع الحسينعليه‌السلام مقالته، فقال له:(رحمك الله، أنتَ في حِلّ من بيعتي، فاذهب واعمل في فكاك ابنك) .

فقال له: أكلَتني السباع حيّاً إنْ أنا فارقتك يا أبا عبد الله.

فقال له:فأعطِ ابنك محمّداً - وكان معه -هذه الأثواب البرود يستعين بها في فكاك أخيه) ، وأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار)(٢) .

فالمستفاد ممّا أورده المحقّق السماوي (ره): أنّ هذا الشهيد (رض) اسمه بشر، واسم ابنه الذي كان معه محمّد، واسم ابنه الأسير في ثغر الريّ عمرو.

____________________

= ١٠٠ من ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى، ورواه ابن العديم بسنده إلى ابن عساكر في الحديث ٧٨ من بغية الطلب ص٥١؛ وانظر: العوالم، ١٧: ٢٤٤، وأعيان الشيعة، ١: ٦٠١.

(١) البحار، ٤٥: ٧٠ و ١٠١: ٢٧٢.

(٢) إبصار العين: ١٧٣ - ١٧٤.

١٤١

إذن فاسم هذا الشهيد (رض) - وهو الموافق لِما ورد في زيارة الناحية المقدّسة - بشر بن عمرو (أو عمر) الحضرمي، وليس اسمه محمّد بن بشير الحضرمي كما ورد في تاريخ ابن عساكر واللهوف،هذا أوّلاً .

أمّا ثانياً: فإنّ ما أورده المحقق السماوي (ره) صريح في أنّ هذه الواقعة كانت يوم العاشر وليس ليلة العاشر، كما يُشعر به سياق كتاب اللهوف.

ويؤيّد أنّ هذه الواقعة كانت يوم العاشر: ما ذكره أبو الفرج الأصبهاني في كتابه(مقاتل الطالبيين) مشيراً إلى هذه القصة، حيث يقول: (وجاء رجل حتى دخل عسكر الحسين، فجاء إلى رجل من أصحابه فقال له: إنّ خبر ابنك فلان وافى أنّ الديلم أسروه، فتنصرف معي حتّى نسعى في فدائه؟

فقال: حتّى أصنع ماذا؟ عند الله أحتسبه ونفسي.

فقال له الحسينعليه‌السلام :(انصرف، وأنت في حِلّ من بيعتي، وأنا أعطيك فداء ابنك) .

فقال:هيهات أن أفارقك ثمّ أسأل الركبان عن خبرك؟ لا يكن والله هذا أبداً ولا أُفارقك!

ثمّ حمل على القوم فقاتل حتّى قُتل رحمة الله عليه ورضوانه)(١) .

ولا ندري.. فلعلّ العبارة الأخيرة في خبر أبي الفرج الأصبهاني، كانت هي مستند القول فيما بعد أنّ هذه الواقعة كانت يوم العاشر وليس ليلة العاشر، كما قال به الشيخ السماويّ (ره) نقلاً عن السيّد رضيّ الدين الداودي، والله العالم.

الإمامُعليه‌السلام يُري أنصاره منازلهم في الجنّة

روى القطب الراوندي (ره) عن أبي حمزة الثمالي (ره) قال: قال عليّ بن

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٧٨.

١٤٢

الحسينعليهما‌السلام :(كُنت مع أبي الليلة التي قُتل صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا الليل فاتخذوه جَملاً؛ فإنّ القوم إنّما يريدونني، ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم، وأنتم في حِلٍّ وسِعة.

فقالوا: لا والله، لا يكون ذلك أبداً.

قال: إنّكم تُقتلون غداً كذلك لا يفلت منكم رجل(١) .

قالوا: الحمد لله الذي شرّفنا بالقتل معك.

ثمّ دعا، وقال لهم: ارفعوا رؤوسكم وانظروا.

فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنّة، وهو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، وهذا قصرك يا فلان، وهذه درجتك يا فلان.

فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه؛ ليصل إلى منزله من الجنّة) (٢) .

وروى الشيخ الصدوق (ره) في العلل بسند عن محمّد بن عمارة أنّه سأل الإمام الصادقعليه‌السلام : (قال: قلتُ له: أخبِرني عن أصحاب الحسينعليه‌السلام وإقدامهم على الموت؟

فقال:(إنّهم كُشف لهم الغطاء حتّى رأوا منازلهم من الجنّة، فكان الرجل منهم يُقدم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها، وإلى مكانه من الجنّة) (٣) .

____________________

(١) الخرايج والجرايح، ٢: ٨٤٧ - ٨٤٨، رقم ٦٢؛ وانظر: البحار، ٤٤: ٢٩٨، رقم ٣.

(٢) في رواية أخرى رواها القطب الرواندي (ره) أيضاً مرسلة عن الإمام السجّادعليه‌السلام ، أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام قال:(إنّ هؤلاء يريدونني دونكم، ولو قتلوني لم يُقبلوا إليكم، فالنجاء النجاء، وأنتم في حلّ، فإنّكم إن أصبحتم معي قُتلتم كلّكم، فقالوا: لا نخذلك ولا نختار العيش بعدك..) . (راجع : الخرايج والجرايح، ١: ٢٥٤، رقم ٨).

(٣) علل الشرايع، ١: ٢٢٩، باب ١٦٣، رقم ١، وانظر: البحار، ٤٤، ٢٩٧، رقم ١.

١٤٣

حبيبُ بن مظاهر وسرُّ المزاح ليلة عاشوراء

نقل الكشّي (ره) عن كتاب(مفاخر الكوفة والبصرة) قائلاً:

(ولقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له يزيد بن خضير الهمداني، وكان يُقال له سيّد القرّاء: يا أخي، ليس هذه بساعة ضحك!

قال:فأيُّ موضع أحقّ من هذا بالسرور؟ والله، ما هو إلاّ أن تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين) (١) .

إشارة

ليس في أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام الذين استشهدوا بين يديه في كربلاء، رجل من آل همدان اسمه يزيد بن خضير الهمداني، بل إنّ هذا الرجل هو برير بن خضير الهمداني، ويؤكّد صحة هذا ما وصفه الخبر بأنّه كان سيّد القرّاء؛ لأنّ بريراً كان معروفاً بشيخ القرّاء أو سيّد القرّاء في الكوفة، إذاً فيزيد تصحيف لبُرَير.

ونقل السيّد المقرّم (ره) في المقتل(٢) هذه الواقعة عن رجال الكشّي أيضاً قائلاً: (وخرج حبيب بن مظاهر يضحك، فقال له يزيد بن الحصين الهمداني: ما هذه ساعة ضحك؟...).

وقد ورد في زيارة الناحية المقدّسة أيضاً:(السلام على يزيد بن حصين الهمدانيّ المشرقيّ القاري) (٣) .

قال المحقّق السماوي (ره): (بُرير: في ضبط هذا الاسم وضبط اسم أبيه

____________________

(١) اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشّي)، ١: ٢٩٣، رقم ١٣٣.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢١٦.

(٣) البحار، ٤٥: ٧٠.

١٤٤

خلاف، فقد كُتب في الرجال: يزيد بن حصين...)(١) .

وقال المحقّق التستري: (هذا، وقد قلنا في عنوان بُرير بن حصين: إنّ يزيد بن حصين في نُسَخ الكشّي محرّف (برير بن خضير) هذا(٢) .

أصحابُ الإمام الحسينعليه‌السلام لا يجدون أَلَمَ مسَّ الحديد

روى القطب الراوندي (ره) بسندٍ عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال:(قال الحسين بن عليّ عليهما‌السلام لأصحابه قبل أن يُقتل: إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا بُنيّ، إنّك ستُساق إلى العراق، وهي أرض التقى بها النبيّون وأوصياء النبيين، وهي أرض تُدعى (عمورا)، وإنّك تُستشهدُ بها، ويستشهد معك جماعة من أصحابك، لا يجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) ، تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً، فأبشِروا، فو الله لئن قتلونا فإنّا نرِد على نبيّنا...) (٣) .

وفي حديث عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام قال لأصحابه:

(أبشروا بالجنّة، فو الله إنّا نمكث ما شاء الله بعدما يجري علينا، ثمّ يُخرجنا الله وإيّاكم حتّى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين، وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب، فقيل له: مَن قائمكم يا بن رسول الله؟ قال: السابع من ولد ابني محمّد بن عليّ الباقر وهو: الحجّة ابن الحسن بن عليّ

____________________

(١) إبصار العين: ١٢٥ - ١٢٦.

(٢) قاموس الرجال، ٢: ٢٩٦، رقم ١٠٧٧.

(٣) الخرائج والجرائح، ٢: ٨٤٨ - ٨٥٠، رقم ٦٣، ولهذه الرواية الشريفة عن لسان الإمام الحسينعليه‌السلام تتمّة مهمّة تتعلّق ببعض إخبارات عالَم الرجعة يحسنُ بالقارئ الكريم أن يراجعها ولا يغفل عنها. وانظر: البحار، ٤٤: ٨٠، رقم ٦.

١٤٥

بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ ابني، وهو الذي يغيب مدّة طويلة ثمّ يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً) (١) .

الإمامعليه‌السلام يأمر بحفر خندق حول معسكره

(ثمّ إنّ الحسينعليه‌السلام أمر بحفيرة فحُفرت حول عسكره شبه الخندق، وأمر فحُشيت حطباً، وأرسل عليّاً ابنهعليه‌السلام في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ليستقوا الماء، وهم على وجَلٍ شديد(٢) ، وأنشأ الحسينعليه‌السلام يقولُ:

يـا دهـرُ أُفٍّ لك من خليلِ

كم لك في الإشراق والأصيلِ

مـن طـالب وصاحبٍ قتيلِ

والـدهر لا يـقنع بـالبديلِ

وإنّـما الأمـر إلـى الجليل

وكـلُّ حـيٍّ سـالك سبيلي

ثمّ قال لأصحابه:(قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم، وتوضّأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم؛ لتكون أكفانكم...) (٣) .

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢١٥، عن إثبات الرجعة، وانظر: إثبات الهداة، ٣: ٥٦٩، باب ٣٢، فصل ٤٤، رقم ٦٨١ عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان، وانظر أيضاً: معجم أحاديث المهديعليه‌السلام ، ٣: ١٨١ - ١٨٢، رقم ٧٠٤.

(٢) لا شكّ أنّ هذه العبارة منافية للحقيقة الثابتة والمشهورة عن شجاعة أصحاب الحسينعليه‌السلام ، والطمأنينة التي يتمتعون بها، خصوصاً بعدما رأوا منازلهم في الجنّة، حيث تعجّلوا لقاء العدوّ.

(٣) أمالي الصدوق (ره): ١٣٣ - ١٣٤، المجلس الثلاثون، حديث رقم ١، ولعلّ خبر استقاء الماء هذا بقيادة سيّدنا علي الأكبرعليه‌السلام ليلة العاشر من المحرّم، ممّا تفرّد به الشيخ الصدوق (ره) - حسب علمنا - وهو مغاير للمشهور من: أنّ آخر استقاء كان بقيادة سيّدنا أبي الفضل العباسعليه‌السلام يوم السابع من المحرم، كذلك فإنّ الأبيات الشعرية المذكورة في هذا الخبر قد ذُكرت في واقعة أخرى مشهورة من وقائع ليلة العاشر، ولا منافاة في أن يكون الإمام قد قرأها في أكثر من مناسبة.

١٤٦

أمّا الخوارزمي فقد نقل قضيّة حفر الخندق عن ابن أعثم الكوفي هكذا: (فلمّا آيس الحسين من القوم، وعلِمَ أنّهم مقاتلوه، قال لأصحابه:(قوموا فاحفروا لنا حفيرة شبه الخندق حول معسكرنا، وأجّجوا فيها ناراً حتّى يكون قتال هؤلاء القوم من وجه واحد، فإنّهم لو قاتلونا وشُغلنا بحرْبهم لضاعت الحُرَم) .

فقاموا من كلّ ناحية فتعاونوا واحتفروا الحفيرة، ثمَّ جمعوا الشوك والحطب فألقوه في الحفيرة وأجّجوا فيها النّار)(١) .

يا دهرُ أُفٍّ لك من خليل

قال الشيخ المفيد (ره): (قال عليّ بن الحسين عليه‌السلام : (إنّي جالسٌ في تلك العشيّة التي قُتل أبي في صبيحتها وعندي عمّتي زينب تمرّضني، إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جُوَين مولى أبي ذرّ الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه، وأبي يقول:

يـا دهرُ أُفٍّ لك من خليلِ

كم لك بالإشراق والأصيلِ

من صاحبٍ أو طالبٍ قتيلِ

والـدهر لا يـقنع بالبديلِ

وإنّـما الأمر إلى الجليلِ

وكـلُّ حـيٍّ سالكٌ سبيلي

فأعادها مرّتين أو ثلاثاً، حتّى فهمتُها وعرفتُ ما أراد، فخنقتني العَبرة فرددتها، ولزمتُ السكوت، وعلمتُ أنّ البلاء قد نزل، وأمّا عمّتي فإنّها سمعتْ ما سمعتُ، وهي امرأة ومن شأن النساء الرقّة والجزع، فلم تملك نفسها إذ وثَبَت تجرُّ ثوبها وإنّها لحاسرة حتّى انتهت إليه.

فقالت: واثكلاه، ليت الموت أعدَمني الحياة، اليوم ماتت أمّي فاطمة، وأبي عليّ، وأخي

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٥٢ عن الفتوح، ٥: ١٧٣ - ١٧٤، وقد اخترنا متن الخوارزمي على متن الفتوح؛ لأنّ الأخير كثير الاضطراب.

١٤٧

الحسن عليهم‌السلام ، يا خليفة الماضين وثمال (١) الباقين .

فنظر إليها الحسينعليه‌السلام فقال لها: يا أُخيّة، لا يُذهبنّ حلمَك الشيطان، وترقرقت عيناه بالدموع وقال: لو تُرك القطا لنام.

فقالت: يا ويلتاه، أفتغتصب نفسك اغتصاباً، فذاك أقرح لقلبي وأشدُّ على نفسي.

ثمّ لطمت وجهها، وهوَت إلى جَيبها فشقّته، وخرّت مغشيّاً عليها.

فقام إليها الحسينعليه‌السلام ، فصبّ على وجهها الماء، وقال لها: إيهاً يا أُختاه، اتّقي الله وتعزّي بعزاء الله، واعلَمي أنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون، وأنّ كلّ شيء هالك إلاّ وجه الله الذي خلق الخلْق بقدرته، ويبعث الخلق ويعيدهم، وهو فردٌ وحده، جدّي خيرٌ منّي، وأبي خيرٌ منّي، وأمّي خيرٌ منّي، وأخي خيرٌ منّي، ولي ولكلّ مسلم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُسوة.

فعزّاها بهذا ونحوه وقال لها: يا أُخيّة، إنّي أقسمتُ عليك فأبرّي قَسَمي، لا تشقّي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا هلكتُ.

ثمَّ جاء بها حتّى أجلسها عنده، ثمّ خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يُقرّب بعضهم بيوتهم من بعض، وأن يُدخلوا الأطناب بعضها في بعض، وأن يكونوا بين البيوت، فيستقبلون القوم من وجه واحد، والبيوت من ورائهم وعن أَيمانهم وعن شمائلهم، قد حفّت بهم إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم، ورجع عليه‌السلام إلى مكانه، فقام الليل كلّه يصلّي ويستغفر ويدعو ويتضرّع، وقام أصحابه كذلك يُصلّون ويدعون ويستغفرون) (٢) .

____________________

(١) الثمال: الغياث الذي يقوم بأمر قومه، والملجأ.

(٢) الإرشاد: ٢٥٩ - ٢٦٠، وتاريخ الطبري، ٤: ٣١٨ - ٣١٩، وفيه في بداية الخبر:(إذ اعتزل أبي بأصحابه) وفيه أيضاً:(ثمّ جاء بها حتّى أجلسها عندي وخرج إلى أصحابه..) ، وفيه أيضاً (حُوّى) بدل (جوين)، وانظر: الكامل في التاريخ، ٣: ٢٨٥ - ٢٨٦ وليس فيه (وهي حاسرة)، =

١٤٨

____________________

= وانظر: البداية والنهاية، ٨: ١٩١ بتفاوت واختصار، وأنساب الأشراف، ٣: ٣٩٣، وفيه (حوَّي) بدل (جوين) وليس فيه (وهي حاسرة) وانظر: مقاتل الطالبيين: ٧٥.

أمّا ابن أعثم الكوفي فقد روى هذه الواقعة في بداية نزول الإمامعليه‌السلام أرض كربلاء، وتبعهُ في ذلك بعض المؤرّخين (راجع: اللهوف: ٣٥ - ٣٦، مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٣٨ - ٣٣٩).

وفي رواية ابن أعثم: (فنزل القوم وحطّوا الأثقال ناحية من الفرات، وضُربت خيمة الحسين لأهله وبنيه، وضرب عشيرته خيامهم من حول خيمته، وجلس الحسين وأنشأ يقول:

يـا دهر أُفٍّ لك من خليل

كم لك بالإشراق والأصيلِ

مـن طالبٍ وصاحبٍ قتيل

وكـلُّ حـيٍّ عـابر سبيلِ

ما أقرب الوعد من الرحيل

وإنّـما الأمـر إلى الجليلِ

قال: وسَمِعت ذلك أخت الحسين زينب وأمّ كلثوم فقالتا: يا أخي هذا كلام مَن أيقن بالقتل؟

فقال:(نعم يا أختاه، فقالت زينب: واثكلاه، ليت الموت أعدَمني الحياة، مات جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومات أبي عليّ، وماتت أمّي فاطمة، ومات أخي الحسنعليه‌السلام ، والآن ينعى إليَّ الحسين نفسه.

قال: وبكت النسوة ولطمنَ الخدود، قال: وجعلت أمّ كلثوم تنادي: واجدّاه! وا أبي عليّاه! وا أمّاه! وا حسناه! وا حسيناه! واضيعتنا بعدك! وا أبا عبد الله!

فعذلها الحسين وصبّرها وقال لها:يا أختاه، تعزّي بعزاء الله وارضي بقضاء الله، فإنّ سكّان السماوات يفنون، وأهل الأرض يموتون، وجميع البريّة لا يبقون، وكلّ شيء هالك إلاّ وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، وإنَّ لي ولكِ ولكلّ مؤمن ومؤمنة أسوة بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال لهنّ:انظرن إذا أنا قُتلت فلا تشققنَ عليَّ جيباً، ولا تخمشن وجهاً..) . (الفتوح، ٥: ١٤٩ - ١٥٠).

وفي مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: (ومعه جون مولى أبي ذرّ الغفاريّ)، وفي روايته جمع بين ما يشبه رواية الطبري، وما يشبه رواية ابن أعثم الكوفي، وفي آخر روايته: (ثمّ قالعليه‌السلام :(يا زينب، ويا أمّ كلثوم، ويا فاطمة، ويا رباب، انظرن إذا أنا قُتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن فيَّ هجراً) . (راجع مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٣٨ - ٣٣٩).

١٤٩

الإمام الحسينعليه‌السلام يتفقّد التلاع والروابي

(وخرجَعليه‌السلام في جوف الليل إلى خارج الخيام يتفقّد التلاع والعقبات، فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأله الحسين عمّا أخرجه.

قال: يا بن رسول الله، أفزَعني خروجك إلى جهة معسكر هذا الطاغي.

فقال الحسينعليه‌السلام :(إنّي خرجتُ أتفقّد التلاع والروابي مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون.

ثمّ رجعَعليه‌السلام وهو قابض على يد نافع ويقول:هي هي والله، وعدٌ لا خُلف فيه، ثمّ قال له:ألا تسلُك بين هذين الجبلَين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟

فوقعَ نافع على قدميه يُقبّلها ويقول: ثَكلتني أمّي إنّ سيفي بألف وفرَسي مثله، فو الله الذي مَنَّ بك عليَّ لا فارقتك حتّى يكِلاّ عن فرّي وجرّي.

ثمّ دخلَ الحسين خيمة زينب، ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره، فسمع زينب تقول له:هل استعلمتَ من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخشى أن يُسلموك عند الوثبة؟

فقال لها:والله، لقد بلَوتُهم فما وجدت فيهم إلاّ الأشوس الأقعس (١) ،يستأنسون بالمنيّة دوني استيناس الطفل إلى محالب أمّه).

قال نافع: فلمّا سمعتُ هذا منه بكيت، وأتيتُ حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن أخته زينب.

قال حبيب: والله، لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة.

قلت: إنّي خلّفته عند أُخته، وأظنُّ النساء أفقْن وشاركنها في الحسرة، فهل لك

____________________

(١) الأشوس: ذو النخوة، الأبيّ، الجريء على القتال، الشديد.

الأقعس: الثابت العزيز المنيع. (لسان العرب: ٦، مادة: شوس وقعس).

١٥٠

أن تجمع أصحابك وتواجهوهنّ بكلام يطيّب قلوبهنّ.

فقام حبيب ونادى: يا أصحاب الحميّة وليوث الكريهة.

فتطالعوا من مضاربهم كالأُسود الضارية، فقال لبني هاشم: ارجعوا إلى مقرّكم لا سهرت عيونكم، ثمّ التفتَ إلى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع.

فقالوا بأجمعهم: والله، الذي منَّ علينا بهذا الموقف، لولا انتظار أمره لعاجلناهم بسيوفنا الساعة، فطِب نفساً وقُرَّ عيناً.

فجزّاهم خيراً، وقال: هلمّوا معي لنواجه النسوة ونطيّب خاطرهنّ.

فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح:يا معشر حرائر رسول الله، هذه صوارم فتيانكم آلوا ألاّ يغمدوها إلاّ في رقاب مَن يريد السوء فيكم، وهذه أسِنّة غلمانكم أقسموا ألاّ يُركزوها إلاّ في صدور مَن يفرّق ناديكم.

فخرجن النساء إليهم ببكاء وعويل وقلنَ: أيّها الطيّبون، حاموا عن بنات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين.

فضجّ القوم بالبكاء حتّى كأنّ الأرض تميد بهم)(١) .

( قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) (٢) :

وفي رواية للطبري عن الضحّاك ابن عبد الله المشرقي قال: (فلمّا أمسى حسينٌ وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون، قال:

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للسيّد المقرّم: ٢١٨ - ٢١٩ عن كتاب الدمعة الساكبة: ٣٢٥، ولعلّ السيّد المقرّم قد لخّص ما في المصدر تلخيصاً رفعَ به الاضطراب وضعف العبارة عنه، وفي المصدر ورد اسم (هلال بن نافع) بدلاً من (نافع بن هلال)، وهو اشتباه مخالف للمضبوط الصحيح الموافق لزيارة الناحية المقدّسة ولتاريخ الطبري، والكامل في التاريخ والإرشاد.

(٢) سورة المائدة: الآية ١٠٠.

١٥١

فتمرُّ بنا خيلٌ لهم تحرسنا، وإنّ حسيناً ليقرأ:( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) (١) فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا، فقال: نحن وربّ الكعبة الطيّبون، مُيّزنا منكم!

قال: فعرفتهُ، فقلت لبرير بن خضير: تدري مَن هذا؟ قال: لا.

قلتُ: هذا أبو حرب السبيعي، عبد الله بن شهر، وكان مضحاكاً بطّالاً، وكان شريفاً شجاعاً فاتكاً، وكان سعيد بن قيس ربّما حبسه في جناية.

فقال له برير بن خضير: يا فاسق، أنت يجعلك الله في الطيبين؟!

فقال له: مَن أنت؟

قال: أنا برير بن خضير.

قال: إنّا لله، عزّ عليَّ، هلكتَ والله، هلكتَ والله يا بُرير.

قال: يا أبا حرب، هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام؟ فو الله إنّا لنحن الطيّبون ولكنّكم لأنتم الخبيثون.

قال: وأنا على ذلك من الشاهدين!

قلتُ: ويحك، أفلا ينفعك معرفتك؟!

قال: جُعلتُ فداك، فمَن يُنادم يزيد بن عذرة العنزي من عنز بن وائل؟ قال: هاهو ذا معي.

قال: قبّح الله رأيك، على كلّ حالٍ أنت سفيه.

قال: ثمّ انصرف عنا، وكان الذي يحرسنا بالليل في الخيل عزرة بن قيس الأحمسي وكان على الخيل)(٢) .

____________________

(١) سورة آل عمران، الآيتان: ١٧٨ و ١٧٩.

(٢) تاريخ الطبري، ٤: ٣٢٠ - ٣٢١.

١٥٢

أنصارٌ جُددٌ

(وباتَ الحسينعليه‌السلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبرَ عليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلاً(١) ، وكذا كانت سجيّة الحسينعليه‌السلام في كثرة صلاته وكمال صفاته)(٢) .

رؤيا حقّة ساعة السحر

(فلمّا كان وقت السحر خفقَ الحسين برأسه خفقة، ثمّ استيقظ فقال:(أتعلمونَ ما رأيت في منامي الساعة؟

قالوا: فما رأيت يا بن رسول الله؟

قال:رأيت كلاباً قد شدّت عليَّ (تناشبني) لتنهشني، وفيها كلب أبقع رأيته كأشدّها عليَّ، وأظنّ الذي يتولّى قتلي رجلاً أبرص من بين هؤلاء القوم، ثمّ إنّي رأيت بعد ذلك جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعه جماعة من أصحابه، وهو يقول لي: يا بُنيَّ، أنت شهيد آل محمّد، وقد استبشر بك أهل السماوات وأهل الصفيح الأعلى، فليكن إفطارك عندي الليلة، عجِّل يا بُني ولا تتأخّر، فهذا مَلَك نزل من السماء لأخذ دمك في قارورة خضراء، فهذا ما رأيت، وقد أزفَ الأمر، واقترب الرحيل من هذه الدنيا) (٣) .

____________________

(١) سنأتي على ذكر أسمائهم وتراجمهم ضمن قائمة بأسماء الملتحقين بالإمامعليه‌السلام في كربلاء، حتّى ليلة العاشر في ختام هذا الفصل.

(٢) اللهوف: ٤١، وسنأتي على ذكر أسماء أنصارهعليه‌السلام الذين التحقوا به في كربلاء حتى ليلة العاشر، في ختام هذا الفصل إن شاء الله تعالى.

(٣) الفتوح، ٥: ١٨١، وعنه مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٥٦ بتفاوت يسير، وقد اخترنا نصّ =

١٥٣

الأنصار الملتحقون بهعليه‌السلام في كربلاء حتّى ليلة العاشر

١) - أنس بن الحرث الكاهلي - الصحابي - (رض)

مرّت بنا ترجمته في وقائع الطريق بين مكّة وكربلاء، في وقائع منزل (قصر بني مقاتل)، فراجع ترجمته هناك(١) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على أنس بن كاهل الأسدي) (٢) .

وقد قالالمحقّق الشيخ السماوي (ره) في إبصار العين أنّه: (كان جاء إلى الحسينعليه‌السلام عند نزوله كربلاء، والتقى معه ليلاً فيمَن أدركته السعادة)(٣) .

٢) - جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التميمي (رض)

(كان جوين نازلاً في بني تيم، فخرج معهم إلى حرب الحسينعليه‌السلام ، وكان من الشيعة، فلمّا رُدَّت الشروط على الحسينعليه‌السلام مالَ معه فيمَن مال، ورحلوا إلى الحسينعليه‌السلام ليلاً، وقُتل بين يديه، قال السروي: وقُتل في الحملة الأولى)(٤) .

وقال الزنجاني: (قال المحقّق الأسترآبادي في رجاله: جوين بن مالك التميمي.. وقال ابن عساكر في تاريخه: وهو جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التميمي له ذكر في المغازي والحروب)(٥) .

____________________

= الخوارزمي لخلوّه من الاضطراب.

(١) الفصل الثالث: ص٢٨٠ - ٢٨٢.

(٢) البحار، ٤٥: ٧١.

(٣) إبصار العين: ٩٩.

(٤) إبصار العين: ١٩٤.

(٥) وسيلة الدارين في أنصار الحسينعليه‌السلام : ١١٦، رقم ٢٥.

١٥٤

وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على جوين بن مالك الضبعي) (١) .

٣) - حبيب بن مظاهر (مُظَهّر) الأسدي الفقعسي - الصحابي - (رض)

(هو حبيب بن مُظهَّر بن رئاب بن الأشتر بن جخوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد).

أبو القاسم الأسديّ الفقعسي، كان صحابياً رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ذكره ابن الكلبي(٢) ، وكان ابن عمّ ربيعة بن حوط بن رئاب المكنّى أبا ثور الشاعر الفارس.

قال أهل السيَر: إنّ حبيباً نزل الكوفة، وصحب عليّاًعليه‌السلام في حروبه كلّها وكان من خاصّته وحَمَلة علومه.

وروى الكشّي عن فضيل بن الزبير قال: مرّ ميثم التمّار على فرَس له، فاستقبله حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحادثا حتى اختلف عُنُقا فرسيهما، ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطّيخ عند دار الرزق، قد صُلب في حُبّ أهل بيت نبيّه، فتُبقَر بطنه على الخشبة.

فقال ميثم: وإنّي أعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان، يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه، فيُقتل ويُجال برأسه في الكوفة.

ثمّ افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أكذب من هذين؟

قال: فلم يفترق المجلس حتّى أقبل رُشَيد الهجَري فطلبهما، فقالوا: افترقا، وسمعناهما يقولان كذا وكذا، فقال رشيد: رَحم الله ميثماً، نسيَ ويُزاد في عطاء

____________________

(١) البحار، ١٠١: ٢٧٣.

(٢) راجع: جمهرة النسب، ١: ٢٤١.

١٥٥

الذي يجيء بالرأس مئة درهم.

ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا والله أكذبهم.

قال: فما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأينا ميثماً مصلوباً على باب عمرو بن حريث.

وجيء برأس حبيب قد قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، ورأينا كما قالوا(١) .

وذكر أهل السيَر: أنّ حبيباً كان ممّن كاتب الحسينعليه‌السلام (٢) .

قالوا: ولما ورد مسلم بن عقيل إلى الكوفة ونزل دار المختار، وأخذت الشيعة تختلف إليه، قام فيهم جماعة من الخطباء، تقدّمهم عابس الشاكري، وثنّاه حبيب فقام وقال لعابس بعد خطبته: رحمك الله، لقد قضيت ما في نفسك بواجز من القول، وأنا والله الذي لا إله إلاّ هو لعلى مثل ما أنت عليه(٣) .

قالوا: وجعل حبيب ومسلم (ابن عوسجة) يأخذان البيعة للحسينعليه‌السلام في الكوفة، حتّى إذا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة، وخذّل أهلها عن مسلم، وفرَّ أنصاره، حبسَهما عشائرهما وأخفياهما، فلمّا ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفيَين يسيران الليل ويكمُنان النهار حتى وصلا إليه.

وروى ابن أبي طالب: أنّ حبيباً لمّا وصل إلى الحسينعليه‌السلام ورأى قلّة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين: إنّ هاهنا حيّاً من بني أسد، فلو أذنتَ لي لسرتُ إليهم ودعوتهم إلى نصرتك، لعلّ الله أن يهديهم ويدفع بهم عنك.

فأذِن له الحسينعليه‌السلام ، فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووَعَظهم،

____________________

(١) رجال الكشّي، ٧٨، رقم ١٣٣.

(٢) راجع: الإرشاد: ٢٢٤، واللهوف: ١٤، وتاريخ الطبري، ٤: ٢٦١.

(٣) راجع: تاريخ الطبري، ٤: ٢٦٤.

١٥٦

وقال في كلامه: يا بني أسد، قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه، هذا الحسين بن عليّ أمير المؤمنين، وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه، فو الله لئن نصرتموه ليعطينّكم الله شرف الدنيا والآخرة، وقد خصصتكم بهذه المكرمة؛ لأنّكم قَومي وبنو أبي وأقرب الناس منّي رحِماً، فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال:

شكر الله سعيك يا أبا القاسم، فو الله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحبّ فالأحبّ، فأمّا أنا فأوّل مَن أجاب، وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب، وانسلّ منهم رجل فأخبر ابن سعد، فأرسل الأزرق في خمسمئة فارس فعارضهم ليلاً، ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلمّا علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل، وتحمّلوا عن منازلهم، وعاد حبيب إلى الحسينعليه‌السلام فأخبره بما كان، فقالعليه‌السلام :(وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله) (١) .

ومن متابعة هذه الواقعة (دعوة حبيب حيّ بني أسد لنصرة الإمامعليه‌السلام ) في المصادر التاريخية التي تعرّضت لذكرها يُستفاد: أنّ حبيب (رض) كان قد التحق بالإمامعليه‌السلام في كربلاء قبل اليوم السادس من المحرّم، ويتضح هذا جليّاً في قول الخوارزمي: (والتأمت العساكر عند عمر لستّة أيّام مضين من محرّم، فلمّا رأى ذلك حبيب بن مظاهر الأسدي جاء إلى الحسين فقال له: يا بن رسول الله، إنّ هاهنا حيّاً من بني أسد قريباً منّا...)(٢) .

ولمّا جاء قُرّة بن قيس الحنظلي إلى الإمامعليه‌السلام رسولاً من ابن سعد، وأبلغهُ

____________________

(١) إبصار العين: ١٠٠ - ١٠٣.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٤٥.

١٥٧

رسالة عمر، ثمّ أجابه الإمامعليه‌السلام ، قال له حبيب: ويحك يا قُرَّة بن قيس أنّى ترجع إلى القوم الظالمين؟! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة وإيّانا معك، فقال له قُرّة: أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي(١) !

وكلّم حبيب القوم عصر يوم تاسوعاء قائلاً:(أمَا والله، لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذريّة نبيّه عليه‌السلام ، وعترته وأهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعُبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً) (٢) .

ولمّا ردّ شمر بن ذي الجوشن على إحدى مواعظ الإمامعليه‌السلام قائلاً: (هو يعبد الله على حرف إنْ كان يدري ما تقول! فقال له حبيب بن مظاهر: والله، إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك)(٣) .

وذكر الطبري وغيره أنّ حبيباً كان على ميسرة الحسينعليه‌السلام ، وزهيراً على الميمنة(٤) ، وأنّه كان خفيف الإجابة لدعوة المبارز(٥) .

(قالوا: ولمّا صُرع مسلم بن عوسجة مشى إليه الحسينعليه‌السلام ومعه حبيب، فقال حبيب:عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشِر بالجنّة.

فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير.

فقال حبيب: لولا أنّي أعلمُ أنّي في إثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه، لأحببتُ

____________________

(١) تاريخ الطبري، ٤: ٣١١.

(٢) تاريخ الطبري، ٤: ٣١٦.

(٣) راجع: تاريخ الطبري، ٤: ٣٢٣.

(٤) راجع: الأخبار الطوال: ٢٥٦.

(٥) راجع: تاريخ الطبري، ٤: ٣٢٦.

١٥٨

أن توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك، بما أنت له أهل من الدين والقرابة.

فقال له: بلى، أوصيك بهذا رحمك الله - وأومَأ بيديه إلى الحسينعليه‌السلام - أنْ تموت دونه.

فقال حبيب: أفعل وربّ الكعبة)(١) .

(قالوا: ولمّا استأذن الحسينعليه‌السلام لصلاة الظهر وطلب منهم المهلة؛ لأداء الصلاة، قال له الحصين بن تميم: إنّها لا تُقبل منك.

فقال له حبيب: زعمتَ لا تُقبل الصلاة من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتُقبل منك يا حمار.

فحملَ الحصين وحملَ عليه حبيب، فضربَ حبيب وجه فرَس الحصين بالسيف، فشبَّ به الفرَس ووقع عنه، فحملهُ أصحابه واستنقذوه، وجعل حبيب يحمل فيهم ليختطفه منهم وهو يقول:

أُقسمُ لو كُنّا لكم أعداداً

أو شطركم ولَيتمُ أكتادا(٢)

يا شرَّ قوم حسباً وآدا

ثمّ قاتل القوم، فأخذ يحمل فيهم ويضرب بسيفه وهو يقول:

أنـا حـبيبٌ وأبي مُظهَّر

فارس هيجاء وحرب تسعر

أنـتم أعـدُّ عـدّة وأكـثر

ونـحن أوفى منكم وأصبر

ونـحنُ أعلى حُجَّة وأظهر

حـقّاً وأتـقى منكم وأعذر

ولم يزل يقولها حتّى قتلَ من القوم مقتلة عظيمة)(٣) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٠٤.

(٢) أكتاد: جمع كتد: وهو مجتمع الكتفين من الإنسان وغيره.

(٣) إبصار العين: ١٠٤ - ١٠٥.

١٥٩

وروي أنَّ القاسم بن حبيب - وهو يومئذٍ قد راهق - بصرَ بقاتل أبيه قد عُلّق رأس أبيه حبيب في لُبان فَرَسه (فأقبلَ مع الفارس لا يفارقه، كلّما دخل القصر دخل معه، وإذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: مالكَ يا بُنيَّ تتبّعني؟ قال: لا شيء، قال: بلى، يا بُنيّ فأخبرني؟ قال: إنّ هذا رأس أبي أفتعطنيه حتّى أدفنه؟ قال: يا بُنيَّ لا يرضى الأمير أن يُدفن، وأنا أريد أن يُثيبني الأمير على قتله ثواباً حسناً، فقال القاسم: لكنّ الله لا يثيبك على ذلك إلاّ أسوأ الثواب، أمَ والله لقد قتلته خيراً منك، وبكى ثمّ فارقه، ومكث القاسم حتّى إذا أدركَ لم تكن له همّة إلاّ اتّباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه.

فلمّا كان زمان مصعب ابن الزبير وغزا مصعب باجميرا(١) ، دخلَ عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه، فأقبلَ يختلف في طلبه والتماس غرّته، فدخل عليه وهو قائل(٢) نصف النهار فضربه بسيفه حتّى برد)(٣) .

(وقيل: بل قتله رجلٌ يُقال له (بديل بن صُريم)، وأخذ رأسه فعلّقه في عُنق فرسه، فلمّا دخل الكوفة رآه ابن حبيب بن مظاهر - وهو غلام غير مراهق - فوثب عليه وقتله، وأخذ رأسه)(٤) .

ولمّا قُتل حبيب (ره) هدَّ ذلك الحسينعليه‌السلام وقال:(عند الله أحتسبُ نفسي وحُماة أصحابي) (٥) .

____________________

(١) باجميرا: موضع من أرض الموصل كان مصعب بن الزبير يعسكر به في محاربة عبد الملك بن مروان، حين يقصده من الشام أيّام منازعتهما في الخلافة.

(٢) وهو قائل: يعني وهو نائم ساعة القيلولة.

(٣) إبصار العين: ١٠٥ - ١٠٦، وتاريخ الطبري، ٤: ٣٣٥، وانظر: الكامل في التاريخ، ٣: ٢٩١ - ٢٩٢.

(٤) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٢٢.

(٥) تاريخ الطبري، ٤: ٣٣٦.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477