مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة8%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260549 / تحميل: 8930
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وفي بعض المقاتل أنّهعليه‌السلام قال:(لله درّك يا حبيب، لقد كنتَ فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة) (١) .

وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على حبيب بن مظاهر الأسدي) (٢) .

٤) - مسلم بن عوسجة الأسدي - الصحابي - (رض)

(هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، أبو حجَل الأسدي السعدي، كان رجلاً شريفاً سريّاً عابداً متنسّكاً.

قال ابن سعد في طبقاته (٣) : وكان صحابياً ممّن رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنه الشعبي، وكان فارساً شجاعاً، له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية.

وقال أهل السيَر: إنّه ممّن كاتب الحسينعليه‌السلام من الكوفة ووفى له، وممّن أخذَ البيعة له عند مجيء مسلم بن عقيل إلى الكوفة)(٤) .

وكان مسلم بن عوسجة (رض) أحد القادة الأربعة الذين عقد لهم مسلم بن عقيلعليه‌السلام على الأرباع في الكوفة، أثناء هجومه على قصر الإمارة، فعقدَ لابن عوسجة (رض) على ربع مذحج وأسد(٥) .

____________________

(١) معالي السبطين، ١: ٣٧٦، وانظر: ينابيع المودّة: ٤١٥.

(٢) البحار، ٤٥: ٧١.

(٣) لم نعثر على ذكره في الطبقات الكبرى، وأورده الجزري في أُسد الغابة، ٤: ٢٦٤ باسم مسلم أبو عوسجة، وابن حجر في الإصابة ٦: ٩٦، رقم ٧٩٧٨، وقال النمازي: (مسلم بن عوسجة الأسدي من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ..) (مستدركات علم رجال الحديث، ٧: ٤١٤، رقم ١٤٩١٥).

(٤) إبصار العين: ١٠٧ - ١٠٨.

(٥) راجع: مقاتل الطالبيين: ٦٦.

١٦١

وقد احتال عبيد الله بن زياد لمعرفة مكان مسلم بن عقيلعليه‌السلام بحيلة اختراق حركة الثوّار من داخلها، (فبعث مَعقلاً مولاه وأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وأمرهُ أن يستدلّ بها على مسلم، فدخل الجامع وأتى إلى مسلم بن عوسجة فرآه يصلّي إلى زاوية، فانتَظَره حتى انفتل من صلاته، فسلّم عليه ثمّ قال: يا عبد الله، إنّي امرؤ من أهل الشام مولى لذي الكلاع، وقد منّ الله عليَّ بحبّ هذا البيت وحبّ مَن أحبّهم! فهذه ثلاثة آلاف درهم أردتُ بها لقاء رجل منهم بلغني أنّه قدِم الكوفة، يبايع لابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يدلّني أحد عليه، فإنّي لجالس آنفاً في المسجد إذ سمعت نفراً يقولون: هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، فأتيتك لتقبض هذا المال، وتدلّني على صاحبك فأبايعه! وإنْ شئت أخذت البيعة له قبل لقائه.

فقال له مسلم بن عوسجة:أحمدُ الله على لقائك إياي فقد سرّني ذلك لتنال ما تُحبّ، ولينصر الله بك أهل بيت نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولقد ساءتني معرفتك إيّاي بهذا الأمر من قبْل أن ينمى مخافة هذا الطاغية وسطوته، ثمّ إنّه أخذ بيعته قبل أن يبرح وحلّفه بالأيمان المغلّظة ليناصحنّ وليكتمنّ، فأعطاه ما رضي، ثمّ قال له:اختلف إليَّ أيّاماً حتّى أطلب لك الإذن، فاختلفَ إليه ثمّ أُذن له فدخل، ودلّ عبيد الله على موضعه..)(١) .

قالوا: ثمّ إنّ مسلم بن عوسجة بعد أن قُبض على مسلم وهاني وقُتلا اختفى مدّة، ثمّ فرّ بأهله إلى الحسين فوافاه بكربلا، وفداه بنفسه)(٢) .

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ١٠٨ - ١٠٩؛ وانظر: الأخبار الطوال: ٢٣٥ - ٢٣٦ والإرشاد: ١٨٩، وتاريخ الطبري، ٤: ٢٧٠؛ والكامل في التاريخ، ٣: ٣٩٠؛ وقد مضت مناقشة ما يمكن أن يُثار من تشكيك حول لياقة مسلم بن عوسجة (رض) وفطنته ومستوى حذره، في (إشارة) ي ذيل رواية هذه الواقعة، فراجعها في الفصل الثاني (حركة أحداث الكوفة أيّام مسلم بن بن عقيلعليه‌السلام ): ص٩٣ - ٩٦.

(٢) إبصار العين: ١٠٩.

١٦٢

وكان مسلم بن عوسجة (رض) قد قاتل يوم عاشوراء قتالاً شديداً لم يُسمع بمثله، فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه فيقول:

إنْ تسألوا عنّي فإنّي ذو لبد

وإنّ بيتي في ذُرىْ بني أسد

فمَن بغاني حائدٌ عن الرشد

وكافرٌ بدين جبّار صمد (١)

ولما صُرع (رض) مشى إليه الحسينعليه‌السلام فإذا به رمق، فقال له الحسينعليه‌السلام :(رحمكَ الله يا مسلم ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) )، ثمّ دنا منه، فقال له حبيب بن مظاهر (رض) - ما ذكرناه في ترجمته - فقال له مسلم (رض):(بلى، أوصيك بهذا رحمك الله - وأومأ بيديه إلى الحسينعليه‌السلام -أن تموت دونه) (٢) .

ولمّا فاضت روحه الطاهرة صاحت جارية له: (وا سيّداه! يا بن عوسجتاه! فتباشرَ أصحاب عمر بذلك، فقال لهم شبث بن ربعي: ثكلتكم أمهاتكم! إنّما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلّون أنفسكم لغيركم، أتفرحون أن يُقتل مثل مسلم بن عوسجة؟! أمَا والذي أسلمتُ له، لَرُبَّ موقفٍ له قد رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيتهُ يوم سَلَق آذربايجان قتل ستّة من المشركين قبل أن تتامّ خيول المسلمين، أفيُقتل منكم مثله وتفرحون؟!)(٣) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة مع ثناء عاطر:(السلام على مسلم بن عوسجة الأسدي، القائل للحسين وقد أذِن له في الانصراف: أنحن نُخلّي عنك؟! وبمَ نعتذر عند الله من أداء حقّك؟ لا والله، حتّى أكسِر في صدورهم رُمحي هذا، وأضربهم

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ١١٠.

(٢) راجع: إبصار العين: ١٠٤ و ١١٠، وتاريخ الطبري، ٤: ٣٣٢ - ٣٣٣.

(٣) إبصار العين: ١١٠ - ١١١، وانظر: تاريخ الطبري، ٤: ٣٣٣.

١٦٣

بسيفي ما ثبتَ قائمه في يدي، ولا أُفارقك، ولو لم يكن معي سلاحٌ أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أُفارقك حتّى أموت معك .

وكُنت أوّل مَن شرى نفسه، وأوّل شهيد شهد لله وقضى نحبه، ففزتَ وربّ الكعبة، شكر الله استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة، وقرأ: ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) .

لعن الله المشتركين في قتلك: عبد الله الضبابي، وعبد الله بن خُشكارة البجلي، ومسلم بن عبد الله الضبابي) (١) .

٥) - مسلم أو أسلم بن كثير الأعرج الأزدي - الصحابي - (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (مسلم بن كثير الأعرج الأزدي - أزد شنؤة - الكوفي: كان تابعياً كوفياً صحبَ أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأُصيبت رجْله في بعض حروبه.

قال أهل السيَر: إنّه خرج إلى الحسينعليه‌السلام من الكوفة، فوافاه لدى نزوله في كربلاء.وقال السروي: إنّه قُتل في الحملة الأولى)(٢) .

وقال النمازي: (مسلم بن كثير الأعرج: من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، وتشرّف بشهادة الطفّ في الحملة الأولى)(٣) .

وقال الزنجاني: (وقال العسقلاني في (الإصابة): هو أسلم بن كثير بن قليب الصدفي الأزدي الكوفي، له إدراك مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذَكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر في زمان عمر بن الخطّاب)(٤) .

____________________

(١) البحار، ٤٥: ٦٩ - ٧٠.

(٢) إبصار العين: ١٨٥.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث، ٧: ٤١٥، الرقم ١٤٩١٩.

(٤) وسيلة الدارين في أنصار الحسينعليه‌السلام : ١٠٦.

١٦٤

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على أسلم بن كثير الأزدي الأعرج) (١) .

٦) - رافع بن عبد الله مولى مسلم بن كثير (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (كان رافع خرج إلى الحسينعليه‌السلام مع مولاه مسلم المذكور قبله، وحضرَ القتال فقُتل)(٢) .

وقال الزنجاني: (رافع بن عبد الله الأزدي الكوفي: وهو مولى مسلم بن كثير الذي قُتل في الحملة الأولى بعد أن قَتل من عساكر ابن سعد، وقُتل رافع مبارزة بعد صلاة الظهر في حومة الحرب بَعدما قَتل من القوم جماعة كثيرة وجَرح آخرين، ثمّ اشتركا في قتله كثير بن شهاب التميمي، ومخضر بن أوس الضبيبي على قول الذخيرة(٣) )(٤) .

٧) - القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (كان القاسم فارساً من الشيعة الكوفيين، خرج مع ابن سعد، فلمّا صار في كربلاء مالَ إلى الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة، وما زال معه حتّى قُتل بين يديه في الحملة الأولى)(٥) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على قاسم بن حبيب الأزديّ) (٦) .

____________________

(١) البحار: ٤٥: ٧٢.

(٢) إبصار العين: ١٨٥.

(٣) يعني كتاب ذخيرة الدارين للحائري.

(٤) وسيلة الدارين: ١٣٦.

(٥) إبصار العين: ١٨٦.

(٦) البحار، ٤٥: ٧٣.

١٦٥

٨) - زهير بن سليم الأزدي (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (كان زهير ممّن جاء إلى الحسينعليه‌السلام في الليلة العاشرة عندما رأى تصميم القوم على قتاله، فانضمّ إلى أصحابه، وقُتل في الحملة الأولى)(١) .

وقال الزنجاني: (قال العسقلاني في الإصابة: هو زهير بن سليم بن عمرو الأزدي، وقال صاحب الحدائق: كان زهير بن سليم من الذين جاءوا إلى الحسين في الليلة العاشرة عندما رأى تصميم القوم على قتاله، فانضمّ إلى أصحابه الأزديين الذين كانوا مع الحسين، وقال أبو مخنف: فلمّا شبّ القتال وحمل أهل الكوفة على عسكر الحسينعليه‌السلام تقدّم زهير بن سليم أمام الحسين، وقاتلَ قتال المشتاقين حتّى قُتل في الحملة الأولى)(٢) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على زهير بن سليم الأزدي) (٣) .

٩) - النعمان بن عمرو الأزدي الراسبي (رض)

١٠) - الحُلاس بن عمر الأزدي الراسبي (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (كان النعمان والحُلاس ابنا عمرو الراسبيان من أهل الكوفة، وكانا من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان الحُلاس على شرطته بالكوفة.

____________________

(١) إبصار العين: ١٨٦.

(٢) وسيلة الدارين: ١٣٩، رقم ٥٣، وكذلك أوردَ النمازي اسمه: زهير بن سليم بن عمرو الأزدي. (راجع: مستدركات علم رجال الحديث، ٣: ٤٤٠، رقم ٥٨١٣).

(٣) البحار، ٤٥: ٧٢.

١٦٦

قال صاحب الحدائق: خرجا مع عمر بن سعد، فلمّا ردّ ابن سعد الشروط جاءا إلى الحسين ليلاً فيمن جاء، وما زالا معه حتّى قُتلا بين يديه.

وقال السروي: قُتلا في الحملة الأولى)(١) .

ونقل الزنجاني في (وسيلة الدارين) أنّهما انضمّا إلى الإمامعليه‌السلام ليلة الثامن من المحرّم، وما زالا معه إلى يوم العاشر، فلمّا شبّ القتال تقدّم الحُلاس أمام الحسينعليه‌السلام إلى الجهاد فقُتل في الحملة الأولى، مع مَن قُتل من أصحاب الحسين، وقُتل أخوه النعمان أيضاً مبارزة فيما بين الحملة الأولى والظهر في حومة الحرب بعدما عقروا فرسه)(٢) .

١١) - جابر بن الحجّاج مولى عامر بن نهشل التيمي (رض)

قال المحقّق السماوي (رض): (كان جابر فارساً شجاعاً، قال صاحب الحدائق: حضر مع الحسينعليه‌السلام في كربلا وقُتل بين يديه، وكان قَتله قبل الظهر في الحملة الأولى)(٣) .

ونقل الزنجانيّ يقول: (قال المامقاني في رجاله: إنّه من قبيلة تيم، وكان شجاعاً وذا فكر، قال الذهبي في التجريد: هو جابر بن الحجّاج بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي، مولى عامر بن نهشل التيمي، من بني تيم الله بن ثعلبة، وقال صاحب الحدائق: كان جابر فارساً شجاعاً كوفياً ممّن تابع مسلماً، فلمّا تخاذل النّاس عن مسلم بن عقيل وقُبض عليه اختفى جابر عند قومه، فلمّا سمعَ بمجيء الحسين إلى كربلاء خرج من الكوفة مع عمر بن سعد، حتّى إذا كان

____________________

(١) إبصار العين: ١٨٧.

(٢) راجع: وسيلة الدارين: ٢٠٠، رقم ١٦٠.

(٣) إبصار العين: ١٩٣.

١٦٧

له فرصة أيّام المهادنة جاء إلى الحسين وسلّم عليه، فبقيَ عنده إلى يوم الطف، فلمّا شبّ القتال تقدّم بين يدي الحسين وقاتل حتى قُتل رضوان الله عليه)(١) .

١٢) - مسعود بن الحجّاج التيمي - تيم الله بن ثعلبة - (رض)

١٣) - عبد الرحمان بن مسعود بن الحجّاج التيمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان مسعود وابنه من الشيعة المعروفين، ولمسعود ذكر في المغازي والحروب، وكانا شجاعين مشهورين، خرجا مع ابن سعد حتّى إذا كانت لهما فرصة أيّام المهادنة جاءا إلى الحسينعليه‌السلام يُسلّمان عليه فبقيا عنده، وقُتلا في الحملة الأولى كما ذكره السروي)(٢) .

وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على مسعود بن الحجّاج وابنه) (٣) .

١٤) - عمر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي - الصحابي - (رض)

نقل الزنجاني يقول: (قال المحقّق الأسترآبادي في رجاله: عمرو بن ضبعة الضبعي من أصحاب الحسينعليه‌السلام قُتل معه بالطف، وقال العسقلاني في الإصابة: هو عمرو بن ضبعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي، له ذكر في المغازي والحروب، وكان فارساً شجاعاً له إدراك، قال أبو مخنف: حدّثني فضيل بن خديج الكندي أنّ عمرو بن ضبعة بن قيس كان ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى حرب الحسين، فلمّا ردّوا الشروط على الحسينعليه‌السلام مالَ إليه، ثمّ دخل في أنصار

____________________

(١) وسيلة الدارين: ١١١، رقم ١٧.

(٢) إبصار العين: ١٩٣ - ١٩٤.

(٣) البحار، ٤٥: ٧٢ و ١٠١: ٢٧٣.

١٦٨

الحسينعليه‌السلام فيمن دخل، وقاتل بين يديه حتّى قُتل في الحملة الأولى مع مَن قُتل رضوان الله عيه)(١) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عمرو بن ضبيعة الضبعي) (٢) .

١٥) - أُميّة بن سعد الطائي (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (كان أميّة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام تابعياً نازلاً في الكوفة، سمعَ بقدوم الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء فخرجَ إليه أيّام المهادنة، وقُتل بين يديه، قال صاحب الحدائق: قُتل في أوّل الحرب، يعني في الحملة الأولى)(٣) .

ونقل الزنجاني يقول: (قال العسقلاني في الإصابة: هو أميّة بن سعد بن زيد الطائي، قال علماء السيَر والتراجم: كان أميّة بن سعد فارساً شجاعاً تابعيّاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام نازلاً في الكوفة، له ذكر في المغازي والحروب، خصوصاً يوم صفّين، فلمّا سمع بقدوم الحسين إلى كربلاء خرج من الكوفة مع مَن خرجَ أيّام المهادنة، حتّى جاء إلى الحسينعليه‌السلام ليلة الثامن من المحرّم...)(٤) .

١٦) - الضرغامة بن مالك التغلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان كاسمه ضرغاماً، وكان من الشيعة، وممّن بايع مسلماً، فلمّا خُذل خرج فيمن خرج مع ابن سعد، ومالَ إلى الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) وسيلة الدارين: ١٧٧، رقم ١١٢، وانظر: إبصار العين: ١٩٤.

(٢) البحار، ١٠١، ٢٧٣ و ٤٥: ٧٢.

(٣) إبصار العين: ١٩٨.

(٤) إبصار العين: ١٩٨.

١٦٩

فقاتل معه، وقُتل بين يديه مبارزة بعد صلاة الظهر،رضي‌الله‌عنه )(١) .

(وقال أبو مخنف: ثمّ برز ضرغامة بن مالك وهو يرتجز ويقول:

إلـيكم مـن مـالك ضرغام

ضَرب فتىً يحمي عن الكرام

يـرجو ثـواب الله بـالتمام

سـبحانه مـن مـالك علاّم

ثمّ حمل على القوم فقاتل قتال الرجل الباسل، وصبرَ على الخطب الهائل، حتّى قتل ستين فارساً سوى مَن جرح، ثمّ قُتل رضوان الله عليه)(٢) .

وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على ضرغامة بن مالك) (٣) .

١٧) - كنانة بن عتيق التغلبي - الصحابي - (رض)

نقل الزنجانيّ يقول: (قال أبو علي في رجاله: كنانة بن عتيق التغلبي من أصحاب الحسينعليه‌السلام قُتل معه بكربلاء، وقال العسقلاني في الإصابة: هو كنانة بن عتيق بن معاوية بن الصامت بن قيس التغلبي الكوفي، شهد أُحداً هو وأبوه عتيق - بالتاء المثنّاة ثمّ القاف - فارس رسول اللهعليه‌السلام ، وقد ذكره ابن مندة في تاريخه.وقال العلاّمة في الخلاصة: كنانة بن عتيق بن معاوية بن الصامت، فارس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال علماء السيَر وأرباب المقاتل: كان كنانة بن عتيق بطلاً من أبطال الكوفة، وعابداً من عُبّادها، وقارئاً من قُرّائها، جاء إلى الحسينعليه‌السلام من الطفّ أيام المهادنة، وجاهدَ بين يديه حتّى قُتل.وقال صاحب الحدائق عن أحمد بن محمد

____________________

(١) إبصار العين: ٩٩.

(٢) وسيلة الدارين: ١٥٧، رقم ٧٨.

(٣) البحار، ٤٥: ٧١ و ١٠١: ٢٧٣.

١٧٠

السروي قال: وقُتل كنانة بن عتيق في الحملة الأولى مع مَن قُتل. وقال غيره: قُتل مبارزة فيما بين الحملة الأولى والظُهر...)(١) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على كنانة بن عتيق) (٢) .

١٨) - قاسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)

١٩) - كردوس بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)

٢٠) - مقسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان هؤلاء الثلاثة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن المجاهدين بين يديه في حروبه، صحبوه أوّلاً، ثمّ صحبوا الحسنعليه‌السلام ، ثمّ بقوا في الكوفة، ولهم ذكر في الحروب، ولاسيّما صِفّين، ولمّا وردَ الحسينعليه‌السلام كربلا خرجوا إليه، فجاؤه ليلاً، وقُتلا بين يديه..)(٣) .

ونقل الزنجاني يقول: (قال أبو عليّ في رجاله: قاسط بن عبد الله بن زهير بن الحارث التغلبي من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقال نصر بن مزاحم المنقري الكوفي في كتاب صفّين: إنّ عليّاًعليه‌السلام لما عقدَ الألوية للقبائل فأعطاها قوماً بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم، وجعلَ على قريش وأسد وكنانة عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلّب، وعلى كندة حُجر بن عديّ الكندي، وعلى بكر البصرة حصين بن المنذر، وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس وقاسط بن عبد الله بن زهير بن

____________________

(١) وسيلة الدارين: ١٨٤ - ١٨٥، رقم ١٣٢، وانظر: إبصار العين: ١٩٩.

(٢) البحار، ٤٥: ٧١ و ١٠١: ٢٧٣.

(٣) إبصار العين: ٢٠٠.

١٧١

الحرث التغلبي، وعلى حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبيع، وكردوس بن عبد الله بن زهير التغلبي(١) ...)(٢) .

وقد ورد السلام في زيارة الناحية المقدّسة على قاسط وأخيه كردوس فقط ولم يُذكر مقسط فيها:(السلام على قاسط وكردوس ابني زهير التغلبيين) (٣) .

٢١) - رجل من بني أسد (رض)

روى ابن عساكر، عن العريان بن الهيثم قال: (كان أبي يتبدّى فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين، فكنّا لا نبدو إلاّ وجدنا رجُلاً من بني أسد هناك.

فقال له أبي: أراك ملازماً هذا المكان؟

قال: بلغني أنّ حسيناً يُقتل هاهنا، فأنا أخرج إلى هذا المكان لعليّ أُصادفه فأُقتل معه.

قال ابن الهيثم: فلمّا قُتل الحسين قال أبي: انطلقوا بنا ننظر هل الأسديُّ فيمن قُتل مع الحسين؟

فأتينا المعركة وطوّفنا فإذا الأسديُّ مقتول)(٤) .

____________________

(١) عثرنا على مثل هذه الرواية (بتفاوت غير يسير) في كتاب وقعة صفّين لنصر بن مزاحم المنقري، ولكنّنا لم نعثر على اسمي قاسط وكردوس فيها (راجع وقعة صفين: ٢٠٤ - ٢٠٦)، فلعلّ الزنجاني قد نقلها من مصدر آخر، والله العالم.

(٢) وسيلة الدارين: ١٨٣ - ١٨٤، رقم ١٣٠ ولاحظ رقم ١٣٣.

(٣) البحار، ١٠١: ٢٧٣، وفيه: (السلام على قاسط وكرش ابنَي زهير التغلبيين)، وكرش اشتباه من النسّاخ بيّن، كما أنّ في البحار، ٤٥: ٧١ (ابنَي ظهير التغلبيين)، وهذا تصحيف ظاهر لكلمة زهير ناشئ من أنّ الظاء تلفظ كما الزاء.

(٤) تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ، تحقيق المحمودي: ٣١٠ - ٣١١، رقم ٢٦٩، =

١٧٢

٢٢) - حنظلة بن أسعد الشبامي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو حنظلة بن أسعد بن شبام بن عبد الله(١) بن أسعد بن حاشد بن همدان، الهمداني الشبامي، وبنو شبام بطن من همدان.

كان حنظلة بن أسعد الشبامي وجهاً من وجوه الشيعة، ذا لسان وفصاحة، شجاعاً قارئاً، وكان له ولد يُدعى عليّاً، له ذِكر في التاريخ.

قال أبو مخنف: جاء حنظلة إلى الحسينعليه‌السلام عندما ورد الطفّ، وكان الحسينعليه‌السلام يُرسله إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيّام الهدنة، فلمّا كان اليوم العاشر جاء إلى الحسينعليه‌السلام يطلب منه الإذن، فتقدّم بين يديه وأخذ يُنادي:

( يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) (٢) ، يا قوم لا تقتلوا حسيناً( فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ) (٣) .

فقال الحسينعليه‌السلام :(يا بن أسعد، إنّه قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم

____________________

= ويُلاحظ هنا: أنّنا لا نعلم أحداً من شهداء الطفّ من بني أسد مَن تنطبق عليه هذه القصّة! كما أنّ الظاهر من هذه الرواية - على فرض صحتها -: أنّ العريان بن الهيثم وأباه كانا قريبين من ساحة الطفّ بحيث تسنّى لهما التطواف بين أجساد القتلى، أو كانا في جملة مَن كان في جيش عمر بن سعد؛ وإلاّ لمَا تيسّر لهما ذلك فيما نعلم.

(١) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان، ٣: ٣١٨ في تعريف (شبام): (منهم حنظلة بن عبد الله الشبامي قُتل مع الحسينعليه‌السلام .

(٢) سورة غافر، الآية: ٣٠ و ٣٣.

(٣) سورة طه: الآية: ٦١.

١٧٣

إليه من الحقّ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين!؟

قال: صدقتَ، جعلتُ فداك، أفلا نروح إلى ربّنا ونلحق بإخواننا؟

قال:رُحْ إلى خيرٍ من الدنيا وما فيها، إلى مُلك لا يبلى.

فقال حنظلة: السلام عليك يا أبا عبد الله، صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك، وعرّف بينك وبيننا في جنّته.

فقال الحسينعليه‌السلام :آمين آمين).

ثمّ تقدّم إلى القوم مصلتاً سيفه يضرب فيهم قُدُماً، حتّى تعطّفوا عليه فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه)(١) .

ونقل الزنجاني يقول: (وقال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: جاء حنظلة بن أسعد الشبامي إلى الحسين عند نزوله كربلاء، وكان الحسين يُرسله إلى عمر بن سعد للمكالمة أيّام المهادنة، فلمّا صار يوم العاشر ورأى أصحاب الحسين قد أُصيبوا كلّهم، ولم يبقَ معه غير سويد بن عمرو بن المطاع الخثعمي، وبشر بن عمرو الحضرمي، جاء حنظلة فوقف بين يدي الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره، ويطلب منه الإذن، وأخذ ينادي...)(٢) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي) (٣) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٣٠ - ١٣١.

(٢) وسيلة الدارين، ١٣٤ - ١٣٥، رقم ٤٠.

(٣) البحار، ٤٥: ٧٣ و ١٠١: ٢٧٣.

١٧٤

٢٣) - سيف بن الحرث بن سريع بن جابر الهمداني الجابري (رض)

٢٤) - مالك بن عبد الله بن سريع بن جابر الهمداني الجابري (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (وبنو جابر بطن من همدان، كان سيف ومالك الجابريّان ابني عمّ وأخوين لأمّ، جاءا إلى الحسينعليه‌السلام ومعهما شبيب مولاهما فدخلا في عسكره وانضمّا إليه.

قالوا: فلمّا رأيا الحسينعليه‌السلام في اليوم العاشر بتلك الحال، جاءا إليه وهما يبكيان، فقال لهما الحسينعليه‌السلام :(أي ابنَي أخويَّ ما يبكيكما؟ فو الله إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريرَي العين.

فقالا: جَعَلنا الله فداك، لا والله ما على أنفسنا نبكي، ولكن نبكي عليك، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك بأكثر من أنفسنا.

فقال الحسينعليه‌السلام :جزاكما الله يا ابنَي أخويَّ عن وجْدكما من ذلك ومواساتكما إيّاي أحسن جزاء المتقين .

قال أبو مخنف: فهما في ذلك إذ تقدّم حنظلة بن أسعد يعظ القوم، فوعظ وقاتل فقُتل - كما تقدّم - فاستقدما يتسابقان إلى القوم ويلتفتان إلى الحسينعليه‌السلام فيقولان: السلام عليك يا بن رسول الله.

ويقول الحسينعليه‌السلام :وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته) .

ثمّ جعلا يقاتلان جميعاً، وإنّ أحدهما ليحمي ظهر صاحبه(١) حتّى قُتلا)(٢) .

____________________

(١) وفي وسيلة الدارين: ١٥٤، رقم ٧٢ و ٧٣: (وإنّ أحدهما ليحمي ظهر صاحبه؛ لأنّ القوم قريب من المخيم، وهما يسمعان العويل والبكاء من النساء والأطفال، فقاتلا حتى قُتلا في مكان واحد رضوان الله عليهما).

(٢) إبصار العين: ١٣٢ - ١٣٣.

١٧٥

وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على شبيب بن الحارث بن سريع، السلام على مالك بن عبد الله بن سريع) (١) .

٢٥) - شبيب مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري (رض)

قال المحقّق السماوي: (كان شبيب بطلاً شجاعاً جاء مع سيف ومالك ابنَي سريع، قال ابن شهرآشوب: قُتل في الحملة الأولى التي قُتل فيها جملة من أصحاب الحسين، وذلك قبل الظُهر في اليوم العاشر)(٢) .

ونقل الزنجاني تحت عنوان (شبيب بن عبد الله مولى الحرث بن سريع الكوفي) يقول: (... قال العسقلاني في الإصابة: هو شبيب بن عبد الله بن مشكل بن حي بن جَديه (بفتح الجيم وسكون الدال بعدها ياء تحتانية)، مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري، وبنو جابر بطن من همدان، وقال ابن الكلبي(٣) : شبيب بن عبد الله كان صحابياً أدركَ صحبة رسول الله، وشهد مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مشاهده كلّها وعداده من الكوفيين، وكان شبيب هذا بطلاً شجاعاً جاء مع سيف بن الحارث ومالك بن عبد الله بن سريع...)(٤) .

وقد ورد السلام في زيارة الناحية المقدّسة على مَن اسمه شبيب في موضعين،الأوّل: (السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي) (٥) ، وهذا من شهداء الطفّ

____________________

(١) البحار، ١٠١: ٢٧٣.

(٢) إبصار العين: ١٣٣.

(٣) في الإصابة، ٢: ١٦٠، رقم ٣٩٦٠: (شبيب بن عبد الله بن شكل بن حي بن جَدْية - بفتح الجيم وسكون الدال بعدها تحتانية، المذحجي - له إدراك وشهد مع عليّ مشاهده... ذكر ذلك ابن الكلبي)، لكن ما هو الدليل على أنّ هذا هو شبيب مولى الحرث بن سريع؟

(٤) وسيلة الدارين: ١٥٥، رقم ٧٥.

(٥) وهذا هو: شبيب بن عبد الله النهشلي البصري (رض) وهو من شهداء الطفّ أيضاً، لكنّه غير =

١٧٦

أيضاً ولكنّه غير المقصود،والثاني: (السلام على شبيب بن الحارث بن سريع) ، والظاهر أنّ شبيب هنا تصحيف لسيف(١) .

٢٦) - عمّار بن أبي سلامة الدالاني - الصحابي - (رض)

قال المحقق السماوي (ره): (هو عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان، أبو سلامة الدالاني، وبنو دالان بطن من همدان.

كان أبو سلامة عمّار صحابياً له رؤية كما ذكره الكلبي وابن حجر(٢) ، وقال أبو جعفر الطبري: وكان من أصحاب عليّعليه‌السلام ومن المجاهدين بين يديه في حروبه الثلاث، وهو الذي سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عندما سار من ذي قار إلى البصرة فقال: يا أمير المؤمنين، إذا قدمتَ عليهم فماذا تصنع؟

فقال:(أدعوهم إلى الله وطاعته، فإنْ أبوا قاتلتهم) .

فقال أبو سلامة: إذاً لن يغلبوا داعي الله - في كلام له -.

وقال ابن حجر في الإصابة: إنّه أتى إلى الحسينعليه‌السلام في الطفّ وقُتل معه(٣) ، وذكر صاحب الحدائق، والسروي: أنّه قُتل في الحملة الأولى حيث قُتل جملة من أصحاب الحسينعليه‌السلام )(٤) .

وروى البلاذري قائلاً: (وهَمّ عمّار بن أبي سلامة الدالاني أن يفتك بعبيد الله

____________________

= شبيب مولى الحرث بن سريع، وله ترجمة خاصة به فراجعها في وسيلة الدارين، ١٥٥، رقم ٧٦.

(١) راجع: البحار، ١٠١: ٢٧٣.

(٢) و (٣) في الإصابة، ٣: ١١٢، رقم ٦٤٦٣: (عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان، الهمداني ثمّ الدالاني - له إدراك، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده، وقُتل مع الحسين بن عليّ بالطفّ، ذكرهُ ابن الكلبي).

(٤) إبصار العين: ١٣٣ - ١٣٤؛ وانظر: وسيلة الدارين: ١٧٢، رقم ١٠٦.

١٧٧

بن زياد في عسكره بالنُخيلة، فلم يمكنه ذلك، فلطفَ حتّى لحقَ بالحسين فقُتل معه)(١) .

وفي طريقه إلى كربلاء كان عمّار (رض) قد اصطدم بمسلحة كبيرة من مسالح ابن زياد التي حاصرت الطريق إلى كربلاء، ينقل المحقّق السيّد المقرّم (ره) عن كتاب الإكليل للهمداني قائلاً: (وجعلَ عبيد الله بن زياد زجر بن قيس الجعفي على مسلحة في خمسمئة فارس، وأمَرَه أن يُقيم بجسر الصراة، يمنع مَن يخرج من الكوفة يريد الحسينعليه‌السلام ، فمرَّ به عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عرار الدالاني، فقال له زجر: قد عرفتُ حيث تريد، فارجع.

فحملَ عليه وعلى أصحابه فهزمهم ومضى، وليس أحد منهم يطمع في الدنوّ منه، فوصل كربلاء، ولحقَ بالحسينعليه‌السلام حتّى قُتل معه، وكان قد شهد المشاهد مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام )(٢) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عمّار بن أبي سلامة الهمداني) (٣) .

٢٧) - حبشي بن قيس النهمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو حبشي بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة، الهمدانيّ النهمي، وبنو نَهْم بطن من همدان.

كان سلمة صحابياً ذكره جماعة من أهل الطبقات، وابنه قيس له إدراك ورؤية،

____________________

(١) أنساب الأشراف، ٣: ٣٨٨.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ١٩٩؛ ويلاحظ التفاوت في الاسم وأسماء بعض الأجداد مع ما ضبطه المحقّق السماوي (ره).

(٣) البحار، ٤٥: ٧٣ و ١٠١: ٢٧٣.

١٧٨

وابن قيس حبشيٌّ ممّن حضر الطفّ وجاء إلى الحسين فيمن جاء أيّام الهدنة، قال ابن حجر: وقُتل مع الحسينعليه‌السلام (١) )(٢) .

٢٨) - زياد بن عريب الهمداني الصائدي، أبو عمرة (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد بن شرحبيل بن... بن همدان، أبو عمرة الهمداني، كان عريب صحابياً ذكره جملة من أهل الطبقات، وأبو عمرة ولده هذا له إدراك، وكان شجاعاً ناسكاً معروفاً بالعبادة، قال صاحب الإصابة: إنّه حضر وقُتل مع الحسينعليه‌السلام .

وروى الشيخ (ابن نما) عن مهران الكاهلي مولى لهم - أي مولى لبني كاهل - قال: شهدتُ كربلا مع الحسينعليه‌السلام فرأيت رجلاً يُقاتل قتالاً شديداً، لا يَحمل على قوم إلاّ كشفهم، ثمّ يرجع إلى الحسينعليه‌السلام فيقول له:

أَبشرْ هُديتَ الرشد يا بن أحمدا

في جنّة الفردوس تعلو صعّدا

فقلت: مَن هذا؟ قالوا: أبو عمرة الحنظلي.

فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني اللات بن ثعلبة فقتله واحتزَّ رأسه، قال: وكان متهجّداً)(٣) .

____________________

(١) في الإصابة، ٢: ١٠٤ - ١٠٥، رقم ٣٦٤٤ (سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهمي - لأبيه صحبة، وله رؤية، وقُتل ولده حبشة بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن عليّ يوم الطف).

(٢) إبصار العين: ١٣٤، وانظر: وسيلة الدارين: ١٤٥ الرقم ٥٥ وفيه أيضاً (كان أبوه عريب صحابياً ذكره جماعة في الطبقات والتراجم: كعزّ الدين الجزري في أُسد الغابة، وابن عبد البرّ في =

١٧٩

٢٩) - سوار بن منعم بن حابس بن أبي عمير بن نَهْم الهمداني النهمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان سوار ممّن أتى إلى الحسينعليه‌السلام أيّام الهدنة، وقاتلَ في الحملة الأولى فجُرح وصُرع، قال في الحدائق الوردية: قاتل سوار حتّى إذا صُرع أُتي به أسيراً إلى عمر بن سعد فأراد قتله، فشفع فيه قومه، وبقي عندهم جريحاً حتّى توفّي على رأس ستّة أشهر.

وقال بعض المؤرّخين: إنّه بقي أسيراً حتّى توفي، وإنّما كانت شفاعة قومه للدفع عن قتله، ويشهد له ما ذُكر في القائميات من قولهعليه‌السلام :(السلام على الجريح المأسور سوار بن أبي عمير النهمي) (١) ، على أنّه يمكن حمْل العبارة على أسره في أوّل الأمر)(٢) .

٣٠) - عمرو بن عبد الله الجندعي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (وبنو جندع بطن من همدان، كان عمرو الجندعي ممّن أتى إلى الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة في الطفّ، وبقي معه.

قال في الحدائق: إنّه قاتل مع الحسينعليه‌السلام فوقعَ صريعاً مرتثّاً بالجراحات، قد وقعت ضربة على رأسه بلغت منه، فاحتمله قومه، وبقيَ مريضاً من الضربة صريع فراش سنة كاملة، ثمّ توفّي على رأس السنة،رضي‌الله‌عنه ، ويشهد له ما ذُكر في

____________________

= الاستيعاب، والعسقلاني في الإصابة كما ذكرنا، وذكر المامقاني أنّه كان من أهل التقوى، وكان يسهر الليل إلى الصبح وكان حاضراً في كربلاء...).

وقال المامقاني في تنقيح المقال، ١: ٤٥٦: (حضر الطّف وقاتل قتالاً شديداً حتّى استشهد بين يدي الحسينعليه‌السلام ..).

(١) راجع: البحار: ١٠١: ٢٧٣ و ٤٥: ٧٣.

(٢) إبصار العين: ٣٥ - ١٣٦، وانظر وسيلة الدارين: ١٥٣، رقم ٧٠.

١٨٠

القائميات من قولهعليه‌السلام :(السلام على الجريح المرتثّ عمرو الجندعي (١) ) (٢) .

٣١) - عمرو بن قرظة الأنصاري (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عمرو بن قرظة بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد مناة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي الكوفي.

كان قرظة من الصحابة الرواة، وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام نزل الكوفة، وحاربَ مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في حروبه، وولاّه فارس، وتوفي سنة إحدى وخمسين، وهو أوّل مَن نيح عليه بالكوفة، وخلّف أولاداً أشهرهم عمرو، وعليّ.

أمّا عمرو، فجاء إلى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة في نزوله بكربلا قبل الممانعة، وكان الحسينعليه‌السلام يُرسله إلى عمر بن سعد في المكالمة التي دارت بينهما، قبل إرسال شمر بن ذي الجوشن فيأتيه بالجواب، حتّى كان القطع بينهما بوصول شمر.

فلمّا كان اليوم العاشر من المحرّم استأذن الحسينعليه‌السلام في القتال، ثمّ برز وهو يقول:

قـد عَـلمتْ كتائبُ الأنصار

أنّـي سـأحمي حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكسٍ، شار

دون حـسين مهجتي وداري

قال الشيخ ابن نما: عرّض بقوله: (دون حسين مهجتي وداري) بعمر بن سعد؛ فإنّه لمّا قال له الحسينعليه‌السلام :(صِر معي، قال: أخاف على داري!

____________________

(١) ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة بعد السلام على سوار بن أبي عمير هكذا:(السلام على المرتثّ معه عمرو بن عبد الله الجُندعي) . (راجع: البحار، ١٠١: ٢٧٣).

(٢) إبصار العين: ١٣٦ - ١٣٧، وانظر: وسيلة الدارين: ١٧٨، رقم ١١٣.

١٨١

فقال الحسينعليه‌السلام له:أنا أعوّضك عنها.

قال: أخاف على مالي.

فقال له:أنا أُعوّضك عنه من مالي بالحجاز ، فتكرّه! انتهى كلامه(١) .

ثُمّ إنّه قاتلَ ساعة ورجع للحسينعليه‌السلام فوقف دونه ليقيه من العدوّ، قال الشيخ ابن نما: فجعل يتلقّى السهام بجبهته وصدره فلم يصل إلى الحسينعليه‌السلام سوء حتّى أُثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسينعليه‌السلام فقال: أوَفيتُ يا بن رسول الله؟ قال:(نعم، أنت أمامي في الجنّة، فاقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السلام وأعلِمهُ أنّي في الأثر) ، فخرَّ قتيلاً رضوان الله عليه(٢) .

وأمّا عليٌّ، فخرج مع عمر بن سعد، فلمّا قُتل أخوه عمرو برز من الصفّ ونادى: يا حسين، يا كذّاب أغررتَ أخي وقتلته؟ فقال له الحسينعليه‌السلام :(إنّي لم أغرَّ أخاك ولكن هداه الله وأضلّك) ، فقال عليٌّ: قَتلني الله إنْ لم أقتلك أو أموت دونك، ثمّ حملَ على الحسينعليه‌السلام ، فاعترضهُ نافع بن هلال فطعنه حتّى صرعه، فحملَ أصحابه عليه واستنقذوه، فَدُوِيَ بعد فبَرئ، ولعليٍّ هذا دون أخيه الشهيد ترجمة في كتب القوم ورواية عنه ومدح فيه)(٣) .

وقد ورد السلام على عمرو بن قرظة في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري) (٤) .

____________________

(١) راجع: مثير الأحزان: ٦١.

(٢) راجع: مثير الأحزان: ٦١، واللهوف: ٤٦ - ٤٧.

(٣) إبصار العين: ١٥٥ - ١٥٦، وانظر: وسيلة الدارين: ١٧٦ - ١٧٤، رقم ١٠٨ وفيه: (... وقال صاحب الحدائق: أمّا عمرو فجاء إلى الحسينعليه‌السلام يوم السادس من المحرّم أيّام المهادنة، في نزول الحسينعليه‌السلام بكربلاء قبل الممانعة...).

(٤) راجع: البحار: ١٠١: ٢٧٢ و ٤٥: ٧١.

١٨٢

٣٢) - عبد الله بن بشر الخثعمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عبد الله بن بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قُمَيْر بن عامر بن رائسة بن مالك بن واهب بن جليحة بن كلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أقبل بن أنمار، الأنماريّ الخثعمي.

كان عبد الله بن بشر الخثعمي من مشاهير الكماة، الحماة للحقائق، وله ولأبيه ذكر في المغازي والحروب.

قال ابن الكلبي: بشر بن ربيعة الخثعمي هو صاحب الخطّة بالكوفة التي يُقال لها (جبانة بشر)، وهو القائل يوم القادسية:

أنَختُ بباب القادسية ناقتي

وسعد بن وقّاص عَلَيَّ أمير

وكان وَلده عبد الله ممّن خرج مع عسكر ابن سعد، ثمّ صار إلى الحسينعليه‌السلام فيمن صار إليه أيّام المهادنة، قال صاحب الحدائق وغيره: إنّ عبد الله بن بشر قُتل في الحملة الأولى قبل الظهر)(١) .

٣٣) - الحارث بن امرئ القيس الكندي (رض)

نقل الزنجاني يقول: (قال في الإصابة: هو حارث بن امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكندي... قال صاحب الحدائق: كان الحارث ممّن خرج مع عسكر عمر بن سعد حتّى أتى كربلاء، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين مالَ إلى الحسين، وجاء إليه فسلّم وانضمّ إلى أصحابه الكنديين - وهم أربعة أشخاص كما ذكرنا بعضهم - وما زال مع الحسينعليه‌السلام ، فلمّا شبّ القتال تقدّم أمام الحسين مع مَن تقدّم، وقُتل في الحملة الأولى رضوان الله عليه)(٢) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٠.

(٢) وسيلة الدارين: ١١٦ - ١١٧، رقم ٢٦.

١٨٣

(كان الحارث من الشجعان العُبّاد، وله ذكر في المغازي..)(١) .

٣٤) - بشر بن عمرو بن الأُحدوث الحضرمي الكندي (رض)

مرّت بنا ترجمته (رض) في وقائع ليلة عاشوراء، فراجعها هناك تحت عنوان(الحضرمي: أكلَتَني السباع حيّاً إنْ فارقتك) مع الإشارة المرتبطة بهذا العنوان.

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكر الله لك قولك للحسين وقد أذِن لك في الانصراف: أكلتني إذاً السباع حيّاً إذا فارقتك، وأسأل عنك الركبان؟! وأخذُلك مع قلّة الأعوان؟! لا يكون هذا أبداً) (٢) .

٣٥) - عبد الله بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض)

٣٦) - عبد الرحمان بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان عبد الله وعبد الرحمان الغفاريان من أشراف الكوفة ومن شجعانهم وذوي الموالاة منهم، وكان جدّهما حرّاق من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وممّن حارب معه في حروبه الثلاث.

وجاء عبد الله وعبد الرحمان إلى الحسينعليه‌السلام بالطفّ.

وقال أبو مخنف: لمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كُثروا، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم، تنافسوا في أن يُقتلوا بين يديه، فجاءه عبد الله وعبد الرحمان ابنا عروة الغفاريّان فقالا: يا أبا عبد الله السلام عليك، حازنا العدوّ إليك فأحببنا أنْ نُقتل بين يديك، نمنعك وندفع عنك، فقال:(مرحباً بكما، اُدنوا منّي) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٣.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٢.

١٨٤

فدنوا منه، فجعلا يقاتلان قريباً منه، وإنّ أحدهما ليرتجز ويتمّ له الآخر، فيقولان:

قـد عَـلمتْ حـقّاً بنو غفار

وخَـندف بـعد بـني نِـزار

لـنضربنّ مـعشر الـفجّار

بـكلّ عـضْب صـارم بتّار

يا قوم ذُودوا عن بني الأطهار

بـالمشرفيّ والـقَنا الـخطّار

فلم يزالا يُقاتلان حتّى قُتلا.

وقال السرويّ: إنّ عبد الله قُتل في الحملة الأولى، وعبد الرحمان قُتل مبارزة، وقال غيره: إنّهما قُتلا مبارزة، وهو الظاهر من المراجعة)(١) .

وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عبد الله وعبد الرحمان ابنَي عروة بن حرّاق الغفاريين) (٢) .

٣٧) - عبد الله بن عمير الكلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عبد الله بن عمير بن عبّاس بن عبد قيس بن عُلَيْم بن جناب، الكلبي العُلَيمي، أبو وهب.

كان عبد الله بن عمير بطلاً شجاعاً شريفاً، نزل الكوفة واتّخذ عند بئر الجعد من همدان داراً، فنزلها ومعه زوجته أمُّ وهب بنت عبد من بني النمر بن قاسط.

قال أبو مخنف: فرأى القوم بالنُخيلة يُعرَضون ليسرّحوا إلى الحسينعليه‌السلام ، فسأل عنهم، فقيل له: يُسرّحون إلى الحسين بن فاطمة بنت رسول الله.

فقال: والله، لقد كنتُ على جهاد أهل الشر حريصاً، وإنّي لأرجو ألاّ يكون

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٥ - ١٧٦.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٣

١٨٥

جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثواباً عند الله من ثوابه إيّاي في جهاد المشركين.

فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع، وأعلمها بما يُريد، فقالت له:أصبتَ أصاب الله بك أرشد أمورك، افعل وأخرجني معك.

قال: فخرج بها ليلاً حتّى أتى حُسيناً فأقام معه.

فلمّا دنا عمر بن سعد ورمى بسهم فارتمى الناس، خرج يسار مولى زياد، وسالم مولى عبيد الله، فقالا: مَن يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.

فوثبَ حبيب وبُرير، فقال لهما الحسين:(اجلِسا ).

فقام عبد الله بن عمير فقال: أبا عبد الله، رحمك الله ائذن لي لأخرج إليهما، فرأى الحسين رجلاً آدم، طوالاً، شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين.

فقال الحسين:(إنّي لأحسبه للأقران قتّالاً، اُخرجْ إنْ شئت).

فخرج إليهما، فقالا له: مَن أنت؟ فانتسب لهما فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهيرٌ، أو حبيب، أو برير.

ويسارُ مُستنتل أمام سالم، فقال له عبد الله: يا بن الزانية، وبك رغبة عن مبارزة أحدٍ من الناس؟! أَوَ يخرج إليك أحدٌ من الناس إلاّ وهو خير منك!.

ثمَّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّى برد، فإنّه لمشتغل يضرب بسيفه إذ شدّ عليه سالم، فصاح به أصحابه: قد رهقك العبد، فلم يأبه له حتّى غشيه فبدره بضربة فاتّقاها عبد الله بيده اليسرى فأطار أصابع كفّه اليسرى، ثمَّ مالَ عليه فضربه حتّى قتله، وأقبلَ إلى الحسينعليه‌السلام يرتجز أمامه وقد قتلهما جميعاً فيقول:

إنْ تُنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عُلَيْمٍ حسبي

١٨٦

إنّي امرؤٌ ذو مِرّة وعصبِ

ولستُ بالخوّار عند النكب

إنّي زعيمٌ لكِ أمَّ وهبِ

بالطعن فيهم مُقدماً والضرب

قال: فأخذت أمُّ وهب امرأته عموداً، ثمَّ أقبلت نحو زوجها تقول: فداك أبي وأمّي، قاتِل دون الطيبين ذريّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبلَ إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه وتقول: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك، (وإنّ يمينه سدكت على السيف، ويساره مقطوعة أصابعها فلا يستطيع ردّ امرأته)، فجاء إليها الحسينعليه‌السلام وقال:(جُزيتم من أهل بيتٍ خيراً، ارجعي رحمكِ الله إلى النساء فاجلسي معهنّ؛ فإنّه ليس على النساء قتال) ، فانصرفت إليهنّ.. وقاتلَ الكلبي وكان في الميسرة قتال ذي لبدٍ، وقتلَ من القوم رجالاً، فحمل عليه هاني بن ثُبيت الحضرمي، وبكير بن حيّ التيمي - من تيم الله بن ثعلبة - فقتلاه،... وانجلت الغبرة فخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول:هنيئاً لك الجنّة، أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك .

فقال شمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود.

فضربَ رأسها فشدخهُ فماتت مكانها)(١) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عبد الله بن عمير الكلبي) (٢) .

٣٨) - سالم بن عمرو ومولى بني المدينة الكلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان سالم مولى لبني المدينة، وهم بطن من

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٩ - ١٨١، وانظر: وسيلة الدارين: ١٦٨ - ١٧٠، رقم ٩٨.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٢.

١٨٧

كلب، كوفيّاً من الشيعة، خرج إلى الحسينعليه‌السلام أيّام الهادنة، فانضمّ إلى أصحابه.

قال في الحدائق: وما زال معه حتّى قُتل.

وقال السرويّ: قُتل في أوّل حملة مع مَن قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام وله في القائميات ذكر وسلام)(١) .

نقل الزنجاني قائلاً: (وقال في الذخيرة ص٢٤٢: وقال أهل السيَر: كان سالم فارساً شجاعاً خرج مع مسلم بن عقيل أوّلاً، ولمّا تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه كثير بن شهاب التميمي مع جماعة من الشيعة، فأراد تسليمه إلى عبيد الله بن زياد مع أصحابه الذين كانوا معه، فأفلتَ واختفى عند قومه، فلمّا سمعَ نزول الحسين بن علي إلى كربلاء خرج إليه أيّام المهادنة، فانضمّ إلى أصحابه الذين كانوا مع الحسين من الكلبيين...)(٢) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على سالم مولى بني المدينة الكلبي) (٣) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٨٢ - ١٨٣.

(٢) وسيلة الدارين: ١٤٥ - ١٤٦، رقم ٥٦.

(٣) البحار، ١٠١: ٢٧٣.

١٨٨

الفصل الثالث

كربلاء يوم العاشر من المحرّم سنة ٦١ هـ ق

١٨٩

١٩٠

الفصل الثالث

استطلاعٌ ميداني

أنصارُ الإمام الحسينعليه‌السلام

قبل الحديث حول أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في: عددهم، وأسمائهم، وأنسابهم وكلّ ما يتعلق بهم، لابدّ من الحديث - ولو على نحو الإشارة - في علوّ منزلتهم، وسموّ مقامهم، وخصوصية تلك المنزلة وذلك المقام.

وحيث يعجز البيان، وتقصر قدرة العارف البليغ عن بلوغ الغاية في وصف هذه النخبة المصطفاة التي اختارها الله تبارك وتعالى لتكون رمز الإنسانية (لنصرة الحقّ)، على مرّ الدهور وإلى قيام الساعة، كان لابدَّ من الرجوع في وصف هؤلاء الأنصار الكرام إلى سادة البيان ومعدن العلم والحكمة، أهل البيتعليهم‌السلام ، إذ هم خير وأقدر مَن يستطيع القيام بمهمّة تعريف البشرية بهذه الكوكبة الفذّة الفريدة من أنصار الحقّ، ولعلّ أوّل وأَولى وصف لهم بلغَ الغاية في تعريفهم هو: ما وصفهم به الإمام الحسينعليه‌السلام نفسه، حين جمعَ أصحابه عند قرب مساء ليلة عاشوراء ليلقي إليهم بإحدى كلماته الخالدة - يقول الإمام زين العابدين عليّ بن الحسينعليه‌السلام في نقله تفاصيل هذه الواقعة -:

(فدنوتُ لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذْ ذاك مريض، فسمعتُ أبي يقول لأصحابه:

أُثني على الله أحسن الثناء، وأحمدهُ على السرّاء والضرّاء، اَللهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة، وعلّمتنا القرآن، وفقّهتنا في الدين، وجعلتَ لنا

١٩١

أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين .

أمّا بعدُ، إنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً...) (١) .

وهذا القول على إطلاقه(لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي) صادر عن الإمام المعصوم الذي وهبه الله علم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة(٢) ، فمفاد هذا النصّ الشريف إذاً هو: أنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام من أهل بيته وصحبه الكرام، على مرتبة من الشرف والسموّ ورفعة المقام بحيث لم يسبقهم إليها سابق، ولا يلحق بهم لاحق.

ويؤكّد هذا المفاد ما ورد عن الإمام الباقرعليه‌السلام فيما رواه عن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، حيث قال:

(خرج عليّ يسير بالنّاس، حتّى إذا كان بكربلاء على ميلَين أو ميل تقدّم بين أيديهم حتّى طاف بمكان يُقال لها المقذفان، فقال: قُتل فيه مئتا نبيّ ومئتا سبط كلّهم شهداء، ومناخ رِكاب ومصارع عشّاق شهداء، لا يسبقهم مَن

____________________

(١) راجع: الإرشاد، ٢: ٩١، وتاريخ الطبري، ٣: ٣١٥، والكامل في التاريخ، ٤: ٥٧.

(٢) روى الكليني (ره) في حديث صحيح: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس الكناسي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول - وعنده أُناس من أصحابه -:(عجبتُ من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمّة، ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمَّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصونا حقّنا، ويُعيبون ذلك على مَن أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا، أترونَ أنّ الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده، ثمَّ يُخفي عنهم أخبار السماوات والأرض، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟...) (الكافي: ١: ٢٦١ - ٢٦٢ حديث رقم ٤ / دار الأضواء - بيروت).

١٩٢

كان قبلهم، ولا يلحقهم مَن بعدهم) (١) .

فشهداء الطفّ إذاً أعلى مقاماً وأشرف رتبة حتّى من شهداء بدر(٢) .

____________________

(١) بحار الأنوار، ٤١: ٢٩٥، باب ١١٤، حديث رقم ١٨.

(٢) وإن كانت بعض الروايات قد ألحقت شهداء بدر بشهداء كربلاء في رتبتهم، كما روى الطبراني بسنده المتّصل إلى شيبان بن مخرم - وكان عثمانيّاً - حيث قال: إنّي لمعَ عليّ (رض) إذ أتى كربلاء فقال: (يُقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلاّ شهداء بدر) (المعجم الكبير، ٣: ١١١ رقم ٢٨٢٦).

ويُتحفّظ على هذه الرواية من جهتين - على الأقلّ - الأولى: أنّه يُستبعد من رجل عثمانيّ الميل والهوى مثل شيبان بن مخرم - بما لهذا المصطلح السياسي من دلالة فكرية وعملية آنذاك - أن يشترك مع عليّعليه‌السلام في صِفّين ضدّ معاوية.

والثانية: أنّ في سند هذه الرواية (كما في المصدر): أبو عوانة يرويها عن عطاء بن السائب، وقال عبّاس الدوري في عطاء (وعباس الدوري: هو أبو الفضل عبّاس بن محمّد بن حاتم بن واقد الدوري ثمّ البغدادي، وصفهُ الذهبي بقوله: الإمام الحافظ الثقة الناقد.. أحد الإثبات المصنّفين / راجع: سير أعلام النبلاء: ١٢: ٥٢٢ رقم ١٩٩): عطاء بن السائب اختلط فمَن سمعَ منه قديماً، فهو صحيح، وما سمعَ منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء، وقد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحّة وفي الاختلاط جميعاً ولا يحتجّ حديثه).

(وقال عنه ابن عدي: وعطاء اختلط في آخر عمره.. ومَن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النُكرة).

(وقال العجلي عنه: فأمّا مَن سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث.. عطاء بآخره كان يتلقّن إذا لقّنوه في الحديث؛ لأنّه كان غير صالح الكتاب.

(وقال أبو حاتم: كان محلّه الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم، ثمّ بآخرة تغيّر حفظه، وفي حديثه تخاليط كثيرة).

(راجع: تهذيب الكمال، ٢٠: ٨٦ رقم ٣٩٣٤، وسير أعلام النبلاء، ٦: ١١٠ رقم ٣٠، والجرح والتعديل، ٦: ٣٣٠ رقم ١٨٣٩).

١٩٣

ولسمّو منزلتهم كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد حفر لهم قبورهم، فقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه شيخ الطائفة بسنده عن غياث بن إبراهيم، عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

(أصبَحَت يوماً أمّ سلمة تبكي، فقيل لها: ممّ بكاؤك؟ قالت: لقد قُتل ابني الحسين الليلة (١) ،وذلك أنّني ما رأيتُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منذ مضى إلاّ الليلة، فرأيته شاحباً كئيباً، فقالت: قلت: ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً؟ قال: ما زلتُ الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه عليه‌السلام ) (٢) .

ومن خصائص شهداء الطفّعليهم‌السلام : أنّهم كُشف لهم الغطاء فرأوا جزاء ثباتهم وشجاعتهم وإصرارهم على التضحية مع ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث رأوا منازلهم في الجنّة - وذلك بعد سلسلة الامتحانات التي امتحنهم الإمامعليه‌السلام بها - فكانوا أهلاً لهذا الكشف المبين وأحقَّ به، فقد روي عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له: أخبِرني عن أصحاب الحسينعليه‌السلام وإقدامهم على الموت، فقالعليه‌السلام :

(إنّهم كُشف لهم الغطاء حتّى رأوا منازلهم من الجنّة، فكان الرجل منهم يقدِم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها وإلى مكانه من الجنّة) (٣) .

____________________

(١) لعلّ مرادها (رض) من قولها: (لقد قُتل ابني الحسين الليلة): هو أنّها عَلمت بمقتلهعليه‌السلام ليلة الرؤيا، وإلاّ فإنَّ الثابت المشهور هو أنّه قُتل يوم العاشر من المحرّم سنة ٦١ هـ. ق بعد الظهر.

(٢) أمالي الطوسي: ٩٠ المجلس الثالث، حديث رقم ٤٩، وأمالي المفيد: ٣١٩ المجلس الثامن والثلاثون، حديث رقم ٦.

(٣) علل الشرايع: ١: ٢٢٩ باب ١٦٣ حديث رقم ١، أمّا الرواية التي رواها الشيخ الصدوق (ره) في كتابه (معاني الأخبار)، في الصفحة ٢٨٨ تحت رقم ٢ في باب (معنى الموت): عن محمّد بن القاسم المفسّر الجرجاني، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ الناصر، عن أبيه، =

١٩٤

____________________

= عن محمّد بن عليّعليه‌السلام عن أبيه الرضاعليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، عن أبيه محمد بن عليّعليه‌السلام ، عن أبيه علي بن الحسينعليه‌السلام قال:(لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام نظر إليه مَن كان معه، فإذا هو بخلافهم؛ لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت قلوبهم، وكان الحسين عليه‌السلام وبعض مَن معه من خصائصهم: تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم.

فقال بعضهم لبعض: اُنظروا لا يبالي بالموت، فقال لهم الحسين عليه‌السلام : صبراً بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلاّ كمَن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كَذبتُ ولا كُذبت) .

فهذه الرواية فضلاً عن احتمال ضعفها - (بمحمّد بن القاسم المفسّر الأسترابادي الجرجاني الذي اختلف فيه الرجاليّون، وقد ضعّفه ابن الغضائري، وكذلك العلاّمة، وقال فيه السيّد الخوئي: مجهول الحال، راجع: معجم رجال الحديث: ١٧: ١٥٥: رقم ١١٥٨٦) - فإنّ اضطراب متنها يوحي ابتداءً أنّ بعض أنصار الحسينعليه‌السلام ، كانوا كلّما اشتد الأمر تغيّرت ألوانهم، وارتعدت فرائصهم، ووجبت قلوبهم! وهذا أمر صريح المخالفة لِما أطبقت عليه الروايات الكثيرة وأجمع عليه المؤرّخون، في أنَّ جميع أنصارهعليه‌السلام بلغوا حدّ الإعجاز فرداً فرداً في الثبات والشجاعة والإقدام والشوق إلى لقاء الله ورسوله، والعارف بالسيرة الخاصة لكلّ واحدٍ من هؤلاء الأنصار الأفذاذ، يقطع بعدم صحّة ما يوحي به ظاهر متن هذه الرواية من إساءة لبعض أنصار الحسينعليه‌السلام .

والرواية - على فرض صحّتها - لابدّ من تأويل عباراتها الغامضة مثل:(نظر إليه مَن كان معه)، و(فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت) ، بأنّ هؤلاء كانوا بعض مَن كان في جملة الركب الحسينيّ من خدم وموالٍ، ممّن لم يكن من عزمهم الاشتراك في هذه الحرب؛ ذلك لأنّ الركب الحسيني لم يقتصر من حيث الرجال على أنصار الإمام، بل كان فيه غيرهم أيضاً من الخدم والموالي - أو بعض الأُجرَاء كما توحي به بعض الروايات - ولا يبعد أن يكون في هؤلاء مَن

١٩٥

ولقد أُشير إلى ذلك في زيارة الناحية المقدّسة:(أشهدُ لقد كشفَ الله لكم الغطاء، ومهّد لكم الوطاء، وأجزلَ لكم العطاء..) (١) .

وقد اعترفَ الأعداء أنفسهم بشجاعة وعجيب ثبات أنصار الإمامعليه‌السلام ، فهذا عمرو بن الحجّاج الزبيدي لعنه الله، وهو من قادة الجيش الأمويّ في كربلاء يوم عاشوراء، يخاطب جيش الضلالة قائلاً: (يا حمقى، أتدرون مَن تقاتلون؟ إنّما تقاتلون نقاوة فرسان أهل المصر، وقوماً مستقتلين مستميتين، فلا يبرزنّ لهم منكم أحد...)(٢) .

ويستغيث عروة (عزرة) بن قيس وهو قائد خيل جيش الضلال بأميره عمر بن سعد قائلاً: (أمَا ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة...)(٣) .

(وقيل لرجل شهد يوم الطفّ مع عمر بن سعد: ويحكَ، أقتلتم ذرّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! فقال: عضضتُ بالجندل!(٤) أنّك لو شهدتَ ما شهدنا لفعلتَ ما فعلنا، ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تُحطم الفرسان يميناً وشمالاً، وتُلقي أنفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب في المال،

____________________

= يرهب الحرب إلى هذه الدرجة، ولا يتنافى هذا مع كون خطاب الإمامعليه‌السلام :(صبراً بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة...) موجّهاً إلى الأنصارعليه‌السلام أنفسهم؛ ذلك لأنّ تشجيع الشجاع وحثّ التقيّ على التقوى لا ينافي تحقق الشجاعة في الشجاع والتقوى في التقي.

(١) البحار: ٤٥: ٧٣.

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٠ / دار الفكر - بيروت، وراجع، الإرشاد: ٢: ١٠٣، وفي نقل الشيخ القرشي عن أناب الأشراف المخطوط: (فلا يبرزنّ لهم منكم أحدٌ إلاّ قتلوه...). (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام : ٣: ٢١٠).

(٣) الإرشاد: ٢: ١٠٤.

(٤) الجندل: الحجر الشديد القويّ.

١٩٦

ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنيّة أو الاستيلاء على المِلك، لو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنّا فاعلين لا أُمَّ لك؟!)(١) .

عددُ أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطف

في البدء لابدّ أن نُذكّر بالفرق بين قولنا: أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام عامّة، وبين قولنا: أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، وكذلك بين قولنا: (شهداء النهضة الحسينية) وبين قولنا: (شهداء الطفّ)؛ ذلك لأنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام عامّة، أوسع مراداً من أنصاره يوم عاشوراء، إذ في عامّة أنصاره مَن قُتل في البصرة أو في الكوفة، أو سُجن في محابس ابن زياد لعنه الله وأباه، وفيهم مَن لم يُدرك نصرة الإمامعليه‌السلام كالطرماح مثلاً.

وكذلك فإنّ (شهداء النهضة الحسينية) أوسع مراداً أيضاً من (شهداء الطفّ)؛ لأنّ في العنوان الأوّل مَن استُشهد في البصرة: كسليمان بن رزين (رض) رسول الإمامعليه‌السلام إلى أشرافها، ومنهم مَن استشهد في الكوفة: كمسلم بن عقيلعليه‌السلام ، وعبد الله بن يقطر (رض)، وقيس بن مسهّر الصيداوي (رض)، وهاني بن عروة (رض)، وغيرهم.

كذلك يحسن التذكير هنا أيضاً: بأنّ (أنصار الإمامعليه‌السلام يوم الطفّ) أوسع مراداً من (شهداء الطفّ)؛ ذلك لأنّ بعضاً من أنصارهعليه‌السلام الذين جاهدوا بين يديه يوم عاشوراء لم يستشهدوا يوم الطفّ: كالحسن المثنى (رض) وغيره.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٣: ٣٠٧ / دار إحياء التراث العربي - بيروت.

١٩٧

أمّا عدد أنصار الإمام عليه‌السلام يوم الطفّ، فقد اختلف فيه المؤرّخون اختلافاً شديداً، ووقعَ في حساب هذا العدد المبارك خلط بين عدد الأنصار وعدد القتلى منهم؛ ذلك لأنّ بعضاً من المؤرّخين استنتج عدد الأنصار من مجموع عدد الرؤوس الشريفة التي حملتها القبائل إلى ابن زياد مثلاً.

وهنا نعرض بعض هذه الأرقام المتفاوتة مشيرين إلى مصادرها في الحاشية: (٧٠) شخصاً(١) ، (٧٢) شخصاً(٢) ، (٨٢) شخصاً (٣) ، (٨٧) شخصاً(٤) ، (١٠٠) شخص(٥) ، (١٤٥) شخصاً(٦) ، (٥٠٠) فارس و(١٠٠) راجل(٧) ، وورد في بعض المصادر أنّ عددهم كان (٦٠)(٨) ، أو (٦١)(٩) ، غير أنّ أشهر عدد لأنصار الإمامعليه‌السلام يوم الطف هو: اثنان وسبعون.

الهاشميون من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء

اختلفت المصادر التاريخية اختلافاً شديداً في عدد رجال(١٠) بني هاشم الذين

____________________

(١) راجع: مختصر تاريخ دول الإسلام للذهبي: ١: ٣١، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٢٧.

(٢) راجع: الإرشاد: ٢: ٩٥، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وتاريخ ابن الوردي: ١: ١٦٤، والمنتظم: ٥: ٣٣٨.

(٣) راجع: مناقب آل أبي طالب: ٤: ٩٨، ونور الأبصار: ٢٥٩، ومرآة الجنان: ١: ١٣٣.

(٤) راجع: تاريخ مختصر الدول لابن العنبري: ١١٠.

(٥) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام : ٣: ١٢٦ عن تهذيب التهذيب (مخطوط): ١: ١٥٦.

(٦) راجع: تذكرة الخواص: ١٤٥، ومثير الأحزان: ٥٤، واللهوف: ٤٣.

(٧) راجع: مروج الذهب: ٣: ٧٠ / دار المعرفة - بيروت.

(٨) راجع: حياة الحيوان للدميري، ١: ٧٣.

(٩) راجع: إثبات الوصيّة: ١٤١.

(١٠) لا يخفى أنّ من بني هاشم مَن قد حضر كربلاء مع الإمامعليه‌السلام وهو في عمر الطفولة: كالإمام =

١٩٨

حضروا كربلاء مع الإمام الحسينعليه‌السلام ، والظاهر أنّ منشأ هذا الاختلاف هو: اختلاف هذه المصادر في عدد مَن قُتل مِن بني هاشم مع الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء.

بل لقد اختلفت هذه المصادر في عدد الناجين منهم من القتل وفي أسماء بعضهم(١) .

ولذا فمن الصعب الوصول بدقّة تامّة وعلى نحو اليقين إلى عدد مَن حضر من بني هاشم في كربلاء مع الإمام الحسينعليه‌السلام ، لكنّ إضافة عدد الناجين منهم إلى عدد مَن قُتل منهم - عدا الإمامعليه‌السلام - يوصلنا إلى عدد تقريبيّ ظنّيّ لهؤلاء الأنصار

____________________

= محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وعبد الله بن الحسينعليهما‌السلام (الرضيع)، وغيرهما، ولذا تحرّزنا بكلمة (رجال) في حساب عدد الأنصار من بني هاشم.

(١) روى الفضيل بن الزبير الكوفي الأسدي (وهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام )، في كتابه (تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام ) أنّ الناجين كانوا ثلاثة وهم: الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، والحسن المثنّىعليه‌السلام ، ومحمّد بن عمرو بن الحسنعليه‌السلام وكان غلاماً مراهقاً. (راجع: كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، المطبوع في مجلّة تراثنا، العدد الثاني، السنة الأولى - خريف سنة ١٤٠٦ هـ. ق / مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام - قم).

وروى ابن سعد في طبقاته: أنّه لم يفلت من أهل بيت الحسين بن عليّ الذين معه إلاّ خمسة نفر: علي بن حسين الأصغر، وهو أبو بقيّة ولد الحسين بن على اليوم، وكان مريضاً فكان مع النساء، وحسن بن حسن بن علي، وله بقية، وعمرو بن حسن بن عليّ، ولا بقيّة له، والقاسم بن عبد الله بن جعفر، ومحمّد بن عقيل الأصغر..) (راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي / مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام / ص٧٧ - ٧٨ - وراجع: سير أعلام النبلاء للذهبي ٣: ٣٠٣ نقلاً عن طبقا ابن سعد / مؤسسة الرسالة).

وذكر ذلك أيضاً الشيخ باقر شريف القرشي، لكنّه ذكر (عمر بن الحسن) بدل (عمرو بن الحسن)، وأضافَ إليهم سادساً وهو (زيد بن الحسن)، ونسبَ ذلك إلى مقاتل الطالبيين ص١١٩. (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهم‌السلام ٣: ٣١٣ - ٣١٤).

١٩٩

الهاشميينعليهم‌السلام ، يختلف باختلاف عدد الناجين الذي يكون الحساب على أساسه، ويتفاوت أيضاً بتفاوت عدد القتلى المعتمد والمضاف إليه.

إنّ أقلّ عدد لشهداء الطفّ من الأنصار الهاشميين ذكرته المصادر التاريخية هو:أحد عشر (١) ، اللّهمّ إلاّ ما ذكرهُ ابن أبي حاتم في كتابه(السيرة النبوية) أنّ شهداء بني هاشم كانوا تسعة أشخاص(٢) .

وإنّ أشهر عدد لِمن قُتل منهم هو سبعة عشر(٣) ، وإنّ أكبر الأعداد المذكورة

____________________

(١) راجع: تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة ٦١، ص٢١، ومرآة الزمان لليافعي، ١: ١٣١.

(٢) السيرة النبوية: ٥٥٨.

(٣) بل لعلّه الأصحّ، فقد وردت في ذلك روايات عن أهل البيتعليهم‌السلام ، منها ما ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:(... ذاك دم يَطلب الله به ما أُصيب من وِلد فاطمة، ولا يصابون بمثل الحسين، ولقد قُتل في سبعة عشر من أهل بيته، نصحوا لله وصبروا في جنب الله فجزاهم الله أحسن جزاء الصابرين..) (بشارة المصطفى: ٤٢٦، رقم ٢).

وراجع بصدد العدد سبعة عشر: الإرشاد: ٢٧٩، المطبعة الحيدرية - النجف، والدرّ النظيم: ٣٧٨، والإصابة، ١: ١٧، وتاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢، وتاريخ خليفة: ١٤٦، ومرآة الزمان، ٣: ١١٣، والبداية والنهاية ٨: ١٩١، والمعجم الكبير للطبراني ٣: ١٠٤ رقم ٢٨٠٥، وخطط المقريزي ٢: ٢٨٦ / طبعة دار إحياء العلوم - مصر، وبشارة المصطفى: ٤٢٦، وتهذيب التهذيب ٢: ٣٢٣ / طبعة دار الفكر - بيروت / ١٤١٥ هـ. ق، وانظر: إبصار العين: ٤٩ - ٧٧ و٨٩ - ٩٢ فقد ترجم السماوي (ره) في مجموع هذه الصفحات لسبعة عشر شهيداً من بني هاشم من الأنصار في كربلاء، وانظر: في متن زيارة الناحية المقدّسة فقد ورد فيها السلام على سبعة عشر شهيداً منهمعليهم‌السلام (البحار: ٤٥: ٦٥ - ٦٩).

وهنا ملاحظتان مهمّتان:

١ - أدخَلَت بعض كتب التاريخ وكتب التراجم في جملة أنصارهعليه‌السلام حتّى مَن قُتل من الأطفال: كعبد الله بن الحسين (الرضيع)عليه‌السلام ، ومَن كان غلاماً - لم يُعرف هل بلغ سنَّ التكليف أم لا؟ - =

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477