مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260797 / تحميل: 8934
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

المرتشي في الحكم

و من كلام له: أيتها النفوس المختلفة و القلوب المتشتّتة، الشاهدة أبدانهم و الغائبة عنهم عقولهم أظأركم على الحق(١) و أنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد هيهات أن أطلع بكم سرار العدل(٢) أو أقيم اعوجاج الحق.

اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان و لا التماس شي‏ء من فضول الحطام، و لكن لنرد المعالم من دينك و نظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك.

و قد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي البخيل فتكون في أموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلّهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدول(٣) فيتّخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق.

____________________

(١) أظأركم: أعطفكم.

(٢) سرار، في الأصل: آخر ليلة من الشهر، و المراد هنا: الظلمة. أي: أن اطلع بكم شارفا يكشف عمّا عرض على العدل من الظلمة.

(٣) الحائف: الجائر الظالم. و الدول، جمع دولة بالضم و هي المال. و قد سمي المال «دولة» لأنه يتداول، أي ينتقل من يد ليد.

١٦١

مع المظلوم

من كلام له: إني أريدكم للّه و أنتم تريدوني لأنفسكم أيها الناس، أعينوني على أنفسكم، و ايم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه، و لأقودنّ الظالم بخزامته(١) حتى أورده منهل الحق و إن كان كارها

المال للنّاس

من كلام رائع كلّم به عبد اللّه بن زمعة، و هو من أنصاره، و ذلك انه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالا. فقال: إن هذا المال ليس لي و لا لك و جناة أيديهم(٢) لا تكون لغير أفواههم

____________________

(١) الخزامة: حلقة من شعر تجعل في وترة أنف البعير ليشدّ فيها الزمام و يسهل قياده.

(٢) أي: جناة أيدي العامة.

١٦٢

امانة

من كتاب له الى الأشعث بن قيس عامله على اذربيجان: و إنّ عملك ليس لك بطعمة(١) و لكنه في عنقك أمانة.

ليس لك أن تفتات في رعية(٢) ، و في يديك مال من مال اللّه عزّ و جلّ، و أنت من خزّانه حتى تسلّمه إليّ، و لعلّي أن لا أكون شرّ ولاتك(٣) و السلام.

لاضربنّك بسيفي

من كتاب له إلى بعض عمّاله و قد اختطف ما قدر عليه من أموال الأمة و هرب إلى الحجاز: فلمّا أمكنتك الشدّة في خيانة الأمّة أسرعت الكرّة و عاجلت الوثبة و اختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم و أيتامهم اختطاف

____________________

(١) عملك: ما وليت لتعمله في شؤون الأمة. طعمة: المأكلة و المكسب.

(٢) تفتات: تستبد.

(٣) يرجو أن لا يكون شر المتسلطين عليه. و لا يحقّ الرجاء إلا إذا استقام.

١٦٣

الذئب الأزلّ دامية المعزى الكسيرة(١) فحملته إلى الحجاز رحيب الصدر بحمله غير متأثّم من أخذه(٢) .

كيف تسيغ شرابا و طعاما و أنت تعلم أنك تأكل حراما و تشرب حراما؟

فاتّق اللّه و اردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنك إن لم تفعل ثم أمكنني اللّه منك لأعذرنّ الى اللّه فيك(٣) و لأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النار و اللّه لو أن الحسن و الحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة(٤) و لا ظفرا مني بإرادة حتى آخذ الحقّ منهما و أزيل الباطل عن مظلمتهما

الوالى و الرّشوة

من كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري، و هو عامله على البصرة، و قد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها: أمّا بعد يا ابن حنيف، فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة

____________________

(١) الأزلّ: السريع الجري. الكسيرة: المكسورة.

(٢) التأثم: التحرّز من الإثم، و هو الذنب.

(٣) اي: لأعاقبنّك عقابا يكون لي عذرا عند اللّه من فعلتك هذه.

(٤) الهوادة: الصلح، أو الاختصاص بالميل.

١٦٤

دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان و تنقل إليك الجفان(١) ، و ما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ(٢) و غنيّهم مدعوّ.

ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه(٣) ، و من طعمه بقرصيه ألا و إنكم لا تقدرون على ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد، و عفّة و سداد. فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا، و لا ادّخرت من غنائمها وفرا، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا، و لا حزت من أرضها شبرا. و لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القزّ، و لكن هيهات أن يغلبني هواي، و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص(٤) و لا عهد له بالشّبع أ و أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى(٥) ؟ أ و أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر؟ و كأني بقائلكم يقول: «إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران و منازلة الشجعان؟» أ لا و إنّ الشجرة البرّية أصلب عودا، و الروائع الخضرة أرقّ جلودا، و النباتات البدوية أقوى وقودا و أبطأ خمودا و اللّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها

____________________

(١) تستطاب: يطلب لك طيّبها. الألوان: أصناف الطعام. الجفان، جمع جفنة، و هي: القصعة.

(٢) عائلهم: فقيرهم و محتاجهم. مجفو: مطرود من الجفاء.

(٣) الطمر: الثوب الخلق.

(٤) القرص: الرغيف.

(٥) غرثى: جائعة. حرّى: عطشى.

١٦٥

الوالى و الهوى

من كتاب له إلى الأسود بن قطيبة صاحب جند حلوان، و هي إيالة من إيالات فارس: أما بعد، فإنّ الوالي إذا اختلف هواه(١) منعه ذلك كثيرا عن العدل.

فليكن أمر الناس عندك في الحق سواء، فإنه ليس في الجور عوض من العدل، فاجتنب ما تنكر أمثاله(٢) .

و اعلم أنه لن يغنيك عن الحقّ شي‏ء أبدا، و من الحقّ عليك حفظ نفسك، و الاحتساب على الرعية بجهدك(٣) .

اخفض جناحك

من كتاب له الى بعض عماله: و اخفض للرعية جناحك و ابسط لهم وجهك و ألن لهم جانبك،

____________________

(١) اختلف الهوى: جرى مع أغراض النفس حيث تذهب. و وحدة الهوى: توجّهه الى أمر واحد، و هو إجراء العدالة.

(٢) اي: ما لا تستحسن مثله لو صدر من غيرك.

(٣) الاحتساب على الرعية: مراقبة أعمالها و تقويم ما اعوجّ منها و إصلاح ما فسد.

١٦٦

و آس بينهم في اللحظة و النظرة و الإشارة و التحية(١) ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك(٢) و لا ييأس الضعفاء من عدلك

علّم الجاهل

من كتاب له إلى قسم بن العباس، و هو عامله على مكة: علّم الجاهل و ذاكر العالم، و لا يكن لك إلى الناس سفير إلاّ لسانك و لا حاجب إلاّ وجهك. و لا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها(٣) .

و انظر الى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه إلى من قبلك(٤) من ذوي العيال و المجاعة مصيبا به مواضع الفاقة، و ما فضل عن ذلك فاحمله إليها لنقسمه في من قبلنا.

و مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا...

____________________

(١) آس بينهم: شارك و سوّ بينهم.

(٢) الحيف: الظلم.

(٣) ذيدت: دفعت و منعت. الورد: الورود. يقول: إذا منعت الحاجة أول ورودها لا تحمد على قضائها فيما بعد، لأن حسنة القضاء لا تذكر في جانب سيئة المنع.

(٤) قبلك: عندك.

١٦٧

الوالى الخائن

من كتاب له إلى المنذر بن الجارود العبدي، و قد خان في بعض ما ولاّه من أعماله: و لئن كان ما بلغني عنك حقّا لجمل أهلك و شسع نعلك خير منك(١) . و من كان بصفتك فليس بأهل أن يسدّ به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر، أو يشرك في أمانة أو يؤمن على خيانة(٢) فأقبل إليّ حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء اللّه.

الاخلاق الكريمة

من كتاب له الى الحارث الهمذاني: و احذر كلّ عمل يعمل به في السرّ و يستحى منه في العلانية. و احذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه. و لا تحدّث الناس

____________________

(١) الجمل يضرب به المثل في الذلة و الجهل. الشسع: سير بين الإصبع الوسطي و التي تليها في النعل، كأنه زمام

(٢) أي: على دفع خيانة.

ملاحظة: قال الشريف الرضي: و المنذر بن الجارود هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام: إنه لنظّار في عطفيه، مختال في برديه

١٦٨

بكلّ ما سمعت به فكفى بذلك كذبا. و لا تردّ على الناس كلّ ما حدّثوك به فكفى بذلك جهلا. و تجاوز عند المقدرة و احلم عند الغضب و اصفح مع الدولة(١) .

و إياك و مصاحبة الفسّاق فإن الشرّ بالشرّ ملحق. و احذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود ابليس

اهل الجشع و اهل الفقر

من خطبة له في أهل الجشع و أهل الفاقة: و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا، و الشرّ فيه إلاّ إقبالا، و الشيطان في هلاك الناس إلاّ طمعا.

إضرب بطرفك حيث شئت من الناس: هل تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا، أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا؟ أين أخياركم و صلحاؤكم، و أحراركم و سمحاؤكم؟ و أين المتورّعون في مكاسبهم؟ و المتنزّهون في مذاهبهم؟ أ ليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا؟ و هل خلقتم إلاّ في حثالة(٢) لا تلتقي بذمّهم الشفتان استصغارا لقدرهم و ذهابا عن ذكرهم. لعن اللّه الآمرين بالمعروف التاركين له، و الناهين عن المنكر العاملين به

____________________

(١) أي عند ما تكون لك السلطة.

(٢) الحثالة: الردي‏ء من كل شي‏ء. و المراد هنا أدنياء الناس و صغار النفوس منهم.

١٦٩

القاضى الجاهل

من كلام له في صفة من يتصدّى للحكم بين الناس و هو ليس أهلا لذلك.

حتى إذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل(١) جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره»(٢) . فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشوا رثّا من رأيه، ثم قطع به(٣) ، فهو من لبس الشّبهات في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ. و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب(٤) .

جاهل خبّاط جهالات(٥) ، يذرو الروايات كما تذرو الريح الهشيم(٦) .

____________________

(١) الماء الآجن: الفاسد المتغير الطعم و اللون. شبّه الإمام مجهولات القاضي التي يظنها معلومات، بالماء الآجن. اكتنز: جمع ما عده كنزا. غير طائل: دون و خسيس.

(٢) التخليص: التبيين. التبس على غيره: اشتبه عليه.

(٣) المبهمات: المشكلات. الحشو: الزائد الذي لا فائدة فيه. الرث: الخلق البالي.

(٤) الجاهل بالشي‏ء: من ليس على بيّنة منه، فإذا أثبته عرضت له الشبهة في نفيه، و إذا نفاه عرضت له الشبهة في إثباته. فهو في ضعف حكمه في مثل نسج العنكبوت ضعفا، و لا بصيرة له في وجوه الخطأ و الإصابة. و قد جاء الإمام في تمثيل حاله بأبلغ ما يكون من التعبير عنه، كما يقول ابن أبي الحديد.

(٥) خبّاط: صيغة مبالغة من خبط الليل، إذا سار فيه على غير هدى. و قد شبه الامام الجهالات بالظلمات التي يخبط فيها السائر.

(٦) الهشيم: ما يبس من النبت و تفتّت. تذرو الريح الهشيم: تطيره فتفرقه و تمزقه.

١٧٠

لا يحسب العلم في شي‏ء مما أنكره، و لا يرى أنّ من وراء ما بلغ مذهبا لغيره، و إن أظلم أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه(١) تصرخ من جور قضائه الدماء و تعجّ منه المواريث(٢) . الى اللّه أشكو من معشر يعيشون جهّالا و يموتون ضلاّلا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، و لا سلعة أنفق بيعا و لا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه(٣) ، و لا عندهم أنكر من المعروف و لا أعرف من المنكر.

يحكم برايه

من كلام له في بعض القضاة أيضا: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه. ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه. ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوّب آراءهم جميعا...(٤) و إلهم واحد، و نبيّهم واحد، و كتابهم واحد

____________________

(١) اكتتم به: كتمه و ستره.

(٢) تعجّ: تصرخ. و صراخ الدماء و عج المواريث تمثيل لحدة الظلم و شدة الجور.

(٣) اذا تلي حق تلاوته: إذا أخذ على وجهه و فهم على حقيقته. و الكتاب هو القرآن الكريم.

(٤) استقضاهم: ولاّهم القضاء. يصوّب آراءهم جميعا: يفتي بأن آراءهم جميعا صائبة...

١٧١

و عالمهم منافق

من كلامه في وصف أبناء زمانه: و اعلموا أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل، و اللسان عن الصدق كليل، و اللازم للحق ذليل، أهله معتكفون على العصيان، فتاهم عارم(١) و شائبهم آثم و عالمهم منافق، لا يعظّم صغيرهم كبيرهم و لا يعول غنيّهم فقيرهم

يعملون في الشّبهات

من خطبة له: و ما كلّ ذي قلب بلبيب، و لا كلّ ذي سمع بسميع، و لا كلّ ناظر ببصير، فيا عجبي، و ما لي لا أعجب، من خطإ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها يعملون في الشّبهات و يسيرون في الشهوات.

المعروف عندهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا(٢) .

مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، و تعويلهم في المهمّات على آرائهم،

____________________

(١) شرس: سي الخلق.

(٢) أي: يستحسنون ما بدا لهم استحسانه، و يستقبحون ما خطر لهم قبحه بدون رجوع الى دليل بيّن أو شريعة واضحة.

١٧٢

كأنّ كلّ امرى‏ء منهم إمام نفسه قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات و أسباب محكمات(١) .

زجر النّفس

من خطبة له: عباد اللّه، زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، و حاسبوها قبل أن تحاسبوا، و تنفّسوا قبل ضيق الخناق و انقادوا قبل عنف السياق(٢) و اعلموا أنه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ و زاجر لم يكن له من غيرها زاجر و لا واعظ

ايّاك

من كلام له لابنه الحسن: يا بنيّ، إياك و مصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك. و إياك و مصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج(٣) ما تكون إليه. و إياك و مصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه(٤) . و إياك و مصادقة الكذاب فإنه كالسراب: يقرّب عليك البعيد و يبعد عليك القريب

____________________

(١) يثق كل منهم بخواطر نفسه كأنه أخذ منها بالعروة الوثقى، على ما بها من جهل و نقص.

(٢) اي: انقادوا الى ما يطلب منكم بالحثّ الرفيق قبل أن تساقوا اليه بالعيف الشديد.

(٣) أحوج: حال من الكاف في «عنك».

(٤) التافه: القليل.

١٧٣

الرّضا و السّخط

من كلام له: أيها الناس، لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله، فإن الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير(١) و جوعها طويل أيها الناس، إنما يجمع الناس الرّضا و السخط.

أيها الناس، من سلك الطريق الواضح ورد الماء، و من خالف وقع في التيه.

النّفاق و الظّلم

من خطبة له: ثم إياكم و تهزيع الأخلاق و تصريفها(٢) . و إن لسان المؤمن من وراء قلبه، و إن قلب المنافق من وراء لسانه(٣) ، لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم

____________________

(١) يقصد: الدنيا.

(٢) تهزيع الشي‏ء: تكسيره. و الصادق اذا كذب فقد انكسر صدقه، و الكريم إذا لؤم فقد انثلم كرمه. و تصريف الأخلاق: تقليبها بين حال و حال:

(٣) اي ان لسان المؤمن تابع لاعتقاده لا يقول إلا ما يعتقد. و المنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثة، فإذا قال شيئا اليوم ينقضه غدا، فيكون قلبه تابعا للسانه.

١٧٤

بكلام تدبّره في نفسه: فإن كان خيرا أبداه، و إن كان شرا واراه(١) .

و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ما ذا له و ما ذا عليه و أمّا الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. و إن جماعة في ما تكرهون من الحق خير من فرقة في ما تحبّون من الباطل(٢) طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، فكان من نفسه في شغل و الناس منه في راحة

العشيرة

من خطبة له: أيها الناس، إنه لا يستغني الرجل، و إن كان ذا مال، عن عشيرته و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم، و هم أعظم الناس حيطة من ورائه و ألمّهم لشعثه(٣) و أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به.

و من يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه أيد كثيرة

____________________

(١) واره: أخفاه.

(٢) أي: من يحافظ على نظام الالفة و الاجتماع، و إن ثقل عليه أداء بعض حقوق الجماعة و شقّ عليه ما تكلّفه به من الحق، فذلك هو الجدير بالسعادة، دون من يسعى للشقاق و هدم نظام الجماعة، و إن نال بذلك حقا باطلا و شهوة وقتية، فقد يكون في حظه الوقتي شقاؤه الأبدي، ذلك لأنه متى كانت الفرقة أصبح كل واحد عرضه لشرور سواه، فولّت الراحة و فسدت حال المعيشة.

(٣) الحيطة: الرعاية. و الشعث: التفرق و الانتشار.

١٧٥

طبائع الإنسان

من كلام له في طبائع الانسان: و له(١) موادّ الحكمة و أضداد من خلافها: فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع. و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص. و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ. و إن أسعده الرضا نسي التحفّظ(٢) . و إن ناله الخوف شغله الحذر.

و إن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة(٣) و إن أفاد مالا أبطره الغنى(٤) .

و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع. و إن عضّته الفاقة شغله البلاء. و إن جهده الجوع قعد به الضعف. و إن إفرط به الشّبع كظّته البطنة(٥) .

فكلّ تقصير به مضرّ، و كلّ إفراط له مفسد

الزّمان و اهله

و من بديع قوله: إذا استولى الصلاح على الزمان و أهله ثم أساء رجل الظنّ برجل لم تظهر

____________________

(١) أي للقلب.

(٢) التحفظ: التوقّي و التحرّز من المضرّات.

(٣) الغرة: الغفلة. سلبته: ذهبت به عن رشده.

(٤) أفاد: استفاد.

(٦) كظته: كربته و آلمته. البطنة: امتلاء البطن حتى يضيق النفس.

١٧٦

منه خزية(١) فقد ظلم و إذا استولى الفساد على الزمان و أهله فأحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر(٢)

كم من صائم

و من كلامه في معنى الصوم و الصلاة: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و الظمأ. و كم من قائم(٣) ليس له من قيامه إلاّ السهر و العناء. حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم

اصناف النّاس

من خطبة له في سوء طباع الناس بزمانه: أيها الناس، إنّا قد أصبحنا في دهر عنود و زمن كنود(٤) يعدّ فيه المحسن مسيئا، و يزداد الظالم عتوّا، لا ننتفع بما علمنا و لا نسأل عمّا جهلنا و لا نتخوّف قارعة حتى تحلّ بنا(٥) . فالناس على أربعة أصناف:

____________________

(١) الخزية: البلية تصيب الانسان فتذله و تفضحة

(٢) غرّر: أوقع بنفسه في الغرر، أي: الخطر.

(٣) أي: قائم للصلاة.

(٤) العنود: الجائر. الكنود: الكفور.

(٥) القارعة: الخطب.

١٧٧

منهم من لا يمنعهم الفساد إلاّ مهانة نفسه و كلالة حدّه و نضيض وفره(١) .

و منهم المصلت لسيفه و المعلن بشرّه، قد أشرط نفسه و أوبق دينه لحطام ينتهزه أو مقنب يقوده أو منبر يفرعه(٢) . و لبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا. و منهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة، و لا يطلب الآخرة بعمل الدنيا: قد طامن من شخصه و قارب من خطوه و شمّر من ثوبه و زخرف من نفسه للأمانة، و اتّخذ ستر اللّه ذريعة إلى المعصية.

و منهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه و انقطاع سببه، فقصرته الحال على حاله فتحلّى باسم القناعة و تزيّن بلباس أهل الزّهادة و بقي رجال غضّ أبصارهم ذكر المرجع و أراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد نادّ و خائف مقموع و ساكت مكعوم و داع مخلص و ثكلان موجع(٣) . قد أخملتهم التقيّة(٤) و شملتهم الذّلّة.

____________________

(١) أي: لا يقعد بهم عن طلب الإمارة و السلطان إلا حقارة نفوسهم و ضعف سلاحهم و قلة مالهم.

(٢) أصلت السيف: امتشقه. أشرط نفسه: هيأها و أعدّها للشر و الفساد في الأرض.

أوبق دينه: أهلكه. الحطام، هنا: المال. ينتهزه: يغتنمه أو يختلسه. المقنب: طائفة من الخيل، و إنما يطلب قود المقنب تعزّزا على الناس و كبرا. فرع المنبر: علاه.

(٣) نادّ: هارب من الجماعة الى الوحدة. المقموع: المقهور. المكعوم، من كعم البعير، أي: شدّ فاه لئلاّ يأكل أو يعض. الثكلان: الحزين.

(٤) أخمله: أسقط ذكره حتى لم يبق له بين الناس نباهة. التقية: اتّقاء الظلم بإخفاء الحال.

١٧٨

و قد وعظوا حتى ملّوا و قهروا حتى ذلّوا و قتلوا حتى قلّوا. فاتّعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم، و ارفضوها ذميمة فإنها رفضت من كان أشغف بها منكم

مع كلّ ريح

و من كلامه في ناس زمانه: همج رعاع أتباع كلّ ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجأوا إلى ركن وثيق.

ربّ صغير غلب كبيرا

من كلام له: إحذر الكلام في مجالس الخوف، فإنّ الخوف يذهل العقل الذي منه تستمدّ، و يشغله بحراسة النفس عن حراسة المذهب الذي تروم نصرته.

و احذر الغضب ممّن يحملك عليه، فإنّه مميت للخواطر مانع من التثبّت.

و احذر المحافل التي لا إنصاف لأهلها في التسوية بينك و بين خصمك في الإقبال و الاستماع، و لا أدب لهم يمنعهم من جور الحكم لك و عليك.

و احذر كلام من لا يفهم عنك فإنه يضجرك. و احذر استصغار الخصم فإنه يمنع من التحفّظ، و ربّ صغير غلب كبيرا

١٧٩

سراجه باللّيل القمر

و من خطبة له تحتوي قولا رائعا في محمد و المسيح: و قد كان في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كاف لك في الأسوة و دليل على ذمّ الدنيا و عيبها، و كثرة مخازيها و مساويها إذ قبضت عنه أطرافها و وطئت لغيره أكنافها و فطم عن رضاعها و زوي عن زخارفها.

و إن شئت قلت في عيسى ابن مريم عليه السلام فلقد كان يتوسّد الحجر و يلبس الخشن، و كان إدامه الجوع و سراجه بالليل القمر، و ظلاله في الشتاء مشارق الأرض و مغاربها، و فاكهته و ريحانه ما تنبت الأرض للبهائم. و لم تكن له زوجة تفتنه و لا مال يلفته و لا طمع يذلّه، دابّته رجلاه و خادمه يداه.

على منهاج المسيح

قال نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة و قد خرج من فراشه فنظر في النجوم، فقال لي: يا نوف، أراقد

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لهمعليهم‌السلام هو: سبعة وعشرون شهيداً(١) ، وبين الأقلّ والأكثر كانت بعض المصادر قد ذكرت أعداداً أخرى متفاوتة(٢) .

____________________

= كمحمّد بن أبي سعيد بن عقيلعليه‌السلام ، (مثلاً: راجع: إبصار العين: ٥٤، ٩١)، وكذلك الأمر في بعض الناجين مثل: عمر (عمرو) بن الحسنعليه‌السلام ، يقول القرشي: (ونجا من القتل عمر بن الحسن ولم نعلم أنّه اشترك في الحرب أم كان صغيراً؟) (حياة الإمام الحسين: ٣: ٣١٤).

وهذا الأمر يزيد في صعوبة معرفة أنصارهعليه‌السلام في كربلاء على وجه اليقين والدقّة؛ ذلك لأنّ الغلمان والأطفال ليسوا من القوّة الحربية (الأنصار الرجال) في الحسابات العسكرية، فتأمّل.

٢ - ورد في المعجم الكبير للطبراني، وخطط المقريزي، وتهذيب التهذيب عن محمّد بن الحنفيّة (رض): (لقد قُتل معه - أي مع الحسينعليه‌السلام - سبعة عشر ممّن ارتكضوا في رحم - أو بطن - فاطمة)، وينبغي هنا أن ننبّه إلى أنّ هذا المعنى وهذا العدد لا يستقيم صحيحاً إلاّ إذا كان المراد بفاطمة هنا هي فاطمة بنت أسدعليها‌السلام ، أمّ أمير المؤمنين عليّ، وجعفر، وعقيلعليهما‌السلام ، وإلاّ فإنّ الشهداء في الطفّ من نسل فاطمة الزهراءعليها‌السلام هم خمسة عدا الإمام الحسينعليه‌السلام ، فتأمّل.

(١) راجع: مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب، ٤: ١١٢ وذخائر العقبى: ١٤٦ ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٥٣ - وهناك عدد أكبر من هذا وهو ثلاثون، نُسب إلى الإمام الصادقعليه‌السلام في حديث له مع عبد الله بن سنان، أمرهُ فيه بالإمساك في يوم عاشوراء، وبالإفطار بعد صلاة العصر، وقال له:

(فإنّه في ذلك الوقت - أي العصر -تجلّت الهيجاء عن آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً مع مواليهم، يعزّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مصرعهم، ولو كان في الدنيا حيّاً لكان هو المعزّى بهم) . (راجع: سفينة البحار، ٢: ١٩٦ وأعيان الشيعة، ٤: ١٣٤).

ولعلّ مرادهعليه‌السلام أنّهم مع مواليهم كانوا ثلاثين شهيداً، فإذا علمنا أنَّ مواليهم الذين كانوا معهم في كربلاء ستّة هم: أسلم بن عمرو، وقارب بن عبد الله، ومنجح بن سهم، وسعد بن الحرث، ونصر بن أبي نيزر، والحرث بن نبهان، فإنّ عدد بني هاشم منهم يبقى ستّة وعشرين، والله العالم.

(٢) فقد ذكر بعضها أنّ عددهم ستة عشر (راجع: المجدي في أنساب الطالبيين: ١٥، وتاريخ خليفة: ١٤٦، والبداية والنهاية: ٨: ١٩١، والمحن ١٣٤، والإصابة: ١: ٣٣٤، وجواهر المطالب، ٢: ٢٧٣، =

٢٠١

فإذا أخذنا عدد الناجين منهم من القتل - في ضوء رواية ابن سعد في الطبقات - وهو خمسة، فإنّ أقلّ عدد لأنصار الإمامعليه‌السلام من بني هاشم في كربلاء يكون ستّة عشر، ويكون أكبر عدد لهم اثنين وثلاثين، هذا على وجه التقريب، ويكون أقوى وأشهر عدد لهم اثنين وعشرين.

عددُ الصحابة في جيش الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطف

لقد كان في جيش الإمامعليه‌السلام - عدا الإمام الحسينعليه‌السلام - جملة من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سواء ممّن صحبهُ وروى عنه، أو ممّن أدركه ورآه(١) .

____________________

= وتاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة ٦١ هـ ص٥، وتاريخ مدينة دمشق ١٤: ٢٢٤، وانظر: تاريخ الخلفاء: ٢٠٧)، وعدّ المسعودي منهم في (مروج الذهب، ٣: ٧١) اثني عشر شهيداً.

وذكر سبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص: ٢٣٠) أنّ عددهم تسعة عشر كلّهم من نسل فاطمة، أي فاطمة بنت أسدعليها‌السلام كما بيّنا قبل ذلك، وذكرت مصادر أخرى أنّ عددهم واحد وعشرون رجلاً (راجع: كفاية الطالب: ٢٩٨، وانظر درر السمطين: ٢١٨، وتاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢)، وقال أبو الفرج الإصبهاني: (فجميع مَن قُتل يوم الطفّ من ولد أبي طالب سوى مَن يُختلف في أمره اثنان وعشرون رجلاً) (مقاتل الطالبيين: ٩٨)، وهناك أيضاً أعداد أخرى بين ذلك ذكرتها بعض المصادر الأخرى (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام ٣: ٣١٠ - ٣١١).

(١) يخلُص العلاّمة الرجاليّ المعروف المرحوم عبد الله المامقاني بعد عرضه ومناقشته لسبعة تعاريف قائلاً: (ومن هنا حَدّه جمع من المحقّقين منهم الشهيد الثاني (ره) في البداية بحدّ ثامن وهو (أي الصحابي): أنّه مَن لقي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مؤمناً به ومات على الإيمان والإسلام، وإن تخللّت ردّته بين كونه مؤمناً وبين موته مسلماً على الأظهر، مريدين باللقاء ما هو أعمّ من المجالسة والمماشاة ووصول أحدهما إلى الآخر، وإن لم يكالمه وإن لم يره بعينه...)، وله تفصيلات موضّحة لمفردات هذا التعريف، وللمحقّق الشيخ محمد رضا المامقاني إشارات نافعة جدّاً في حاشيته، =

٢٠٢

وفي هذه الجملة من أصحابه مَن لم يُناقش مؤرّخ أو رجاليٌّ في صحبته (فهو متّفق عليه)، وفيهم مَن نوقشَ في أنّه كان صحابياً أم لا، وفيهم مَن شُكّ في كونه هو ذلك الصحابيّ المقصود؛ لتشابه الاسم بينه وبين آخر معروف بالصحبة، وعند عرضنا لأسمائهم المباركة سنشير إلى المختلف فيهم وإلى سبب الاختلاف، وهذه المجموعة المباركة من الصحابة الكرام والأنصار العظام هي:

١ - أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي (رض): وهو ممّن روى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حديثه:(إنّ ابني هذا - يعني الحسين -يُقتل بأرض يُقال لها كربلاء، فمَن شهد ذلك منكم فلينصره) (١) .

٢ - عبد الرحمان بن عبد ربّ الأنصاري الخزرجي (رض): وهو ممّن شهدَ حينما استَشهد الإمام عليّعليه‌السلام الناس في الرحبة أنّه سمعَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول:

(ألا إنّ الله عزّ وجلّ ولييّ، وأنا وليُّ المؤمنين، ألا فمَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وأحِبّ مَن أحبّه، وأبغِض مَن أبغضه، وأَعِنْ مَن أعانه) (٢) .

٣ - حبيب بن مظاهر (مظهّر) الأسدي (رض): كان صحابياً رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

٤ - عبد الله بن يقطر الحميري (رض): كان صحابياً؛ لأنّه كان لِدَة الحسينعليه‌السلام

____________________

= فراجع: (مقباس الهداية في علم الدراية: ٣: ٢٩٦ - ٣٠٤ / مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث).

(١) راجع: تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ، تحقيق المحمودي: ٣٤٧ رقم ٢٨٣ / نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.

(٢) راجع: إبصار العين: ١٥٧ - ١٥٨، وذكره الجزري في أُسد الغابة ٣: ٣٠٧.

(٣) راجع: إبصار العين: ١٠٠، وذكره ابن الكلبي في جمهرة النسب: ١: ٢٤١.

٢٠٣

(في مثل عُمره)، وكان ابن حاضنة الحسينعليه‌السلام ، فهو قد أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ورآه(١) .

٥ - مسلم بن عوسجة الأسدي (رض): كان صحابياً رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٦ - كنانة بن عتيق التغلبي (رض): شهد موقعة أُحدٍ مع أبيه عتيق، وكان فارس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

٧ - عمّار بن أبي سلامة الدالاني الهمداني (رض): كان صحابياً له رؤية، أي أنّه (رض) قد أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ورآه(٤) .

٨ - الحرث بن نبهان (رض) مولى حمزة عليه‌السلام: كان والده نبهان (ره) عبداً لحمزة بن عبد المطلب، وقد مات والده بعد شهادة حمزة بسنتين، وهذا يعني أنّ الحرث قد أدرك زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبما أنّ الحرث قد ترعرع ونشأ في كنف أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فلابدّ أن يكون قد رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قرب مراراً كثيرة(٥) .

وهناك اثنان من الأنصار (رض) ذُكر أنّهما أدركا زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يُعلم أنّهما هل لقياه فرأياه أم لا؟ وهما:

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ٩٣، وذكره ابن حجر في الإصابة، ٤: ٥٩ وفيه عبد الله بن يقظة، والظاهر أنّه تصحيف في طبعات الإصابة الجديدة.

(٢) راجع: إبصار العين: ١٠٨، وذكره الجزري في أُسد الغابة ٤: ٢٦٤ باسم مسلم أبو عوسجة، وابن حجر في الإصابة ٦: ٩٦ رقم ٧٩٧٨.

(٣) راجع: وسيلة الدارين: ١٨٤ - ١٨٥ رقم ١٣٢، وإبصار العين: ١٩٩.

(٤) قال ابن حجر في الإصابة: ٣: ١١٢ رقم ٦٤٦٣: (عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان، الهمداني ثمّ الدالاني - له إدراك، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده، وقُتل مع الحسين بن عليّ بالطفّ، ذكره ابن الكلبي).

(٥) راجع: تنقيح المقال: ١: ٢٤٨، وإبصار العين: ٩٨، ووسيلة الدارين: ١١٧ رقم ٢٧.

٢٠٤

١ - زياد بن عريب الهمداني الصائدي (رض): وهو أبو عمرة، كان أبوه عريب صحابياً ذكره جملة من أهل الطبقات، وأبو عمرة ولدهُ هذا له إدراك(١) .

٢ - عمرو بن ضبعة الضبعي التميمي (رض): نقل الزنجاني قائلاً: (وقال العسقلاني في الإصابة: هو عمرو بن ضبعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي، له ذكر في المغازي والحروب، وكان فارساً شجاعاً له إدراك)(٢) .

أمّا مَن وقع الاختلاف في صحبتهم من الأنصار (رض)، فهم:

١ - أسلم (مسلم) بن كثير الأعرج الأزدي (رض): فقد ذكر المحقّق السماوي (ره) أنّه كان تابعياً(٣) ، لكنّ النمازي في المستدركات ذكر أنّ له صحبة(٤) ، وذكر الزنجاني نقلاً عن العسقلاني في الإصابة أنّه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) .

٢ - زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي (رض): هكذا ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(٦) ، وذكر بعض الرجاليين: زاهر صاحب عمرو بن الحمق(٧) ، وذكره المحقّق السماوي (ره): زاهر بن عمرو الكندي(٨) ، وكذلك ذكره الزنجاني في ترجمته(٩) ، ونقل النمازي (ره) عن المامقاني (ره) أنّه: هو زاهر بن عمر الأسلمي

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ١٣٤ - ١٣٥.

(٢) راجع: وسيلة الدارين: ١٧٧ رقم ١١٢.

(٣) راجع: إبصار العين: ١٨٥.

(٤) راجع: مستدركات علم رجال الحديث، ٧: ٤١٥ رقم ١٤٩١٩.

(٥) راجع: وسيلة الدارين: ١٠٥ - ١٠٦ رقم ١١.

(٦) البحار، ٤٥: ٧٢.

(٧) راجع: معجم رجال الحديث، ٧: ٢١٤ رقم ٤٦٤٧، وقاموس الرجال ٤: ٤٠٣ رقم ٢٩٠٣.

(٨) إبصار العين: ١٧٣.

(٩) وسيلة الدارين: ١٣٧، رقم ٥١.

٢٠٥

الكندي من أصحاب الشجرة وروى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد الحديبية وخيبر(١) ، لكنّ السماوي (ره) لم يذكر له صحبة(٢) ، أمّا السيّد الخوئي (ره) فقد فصل بين زاهر صاحب عمرو بن الحمق، وبين زاهر الأسلمي (الذي هو والد مجزأة - أو محذأة - من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولم يرَ اتّحادهما(٣) .

وقد نقل الزنجاني أيضاً في ترجمته لزاهر (رض) عن العسقلاني في الإصابة قوله: (هو زاهر بن عمرو بن الأسود بن حجّاج بن قيس الأسلمي الكندي، من أصحاب الشجرة وتحتها بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسكن الكوفة، وروى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد الحديبية وخيبر)(٤) .

لكنّ الشيخ التستري (ره) ذهب - كما السيّد الخوئي (ره) - إلى أنّ زاهر صاحب عمرو بن الحمق (رض) ليس زاهر الأسلمي الكندي؛ لأنّ هذا الثاني - وهو عربيّ - لا يكون مولىً لعمرو بن الحمق (رض)، كما ذهبَ إلى أنّ قولهم (زاهر بن عمرو) تخليط، بل هو زاهر مولى عمرو(٥) .

٣ - سعد بن الحرث (رض) مولى عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام : لم يذكر له المحقّق السماوي (ره) صحبة أو إدراكاً، بل قال: (كان سعد مولىً لعليّعليه‌السلام فانضمّ بعده إلى الحسنعليه‌السلام ، ثمّ إلى الحسينعليه‌السلام ، فلمّا خرجَ من المدينة خرج معه إلى مكّة ثمّ إلى

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث ٣: ٤١٦، رقم ٥٦٩٩.

(٢) إبصار العين: ١٧٣.

(٣) راجع: معجم رجال الحديث: ٢١٣ و ٢١٤ الرقمين ٤٦٤٥ و ٤٦٤٧.

(٤) وسيلة الدارين: ١٣٧ - ١٣٨ رقم ٥١.

(٥) راجع: قاموس الرجال: ٤: ٤٠٣ رقم ٢٩٠٣.

٢٠٦

كربلاء، فقُتل بها في الحملة الأولى...)(١) .

لكنّ الزنجاني نقل عن العسقلاني في الإصابة أنّه: (هو سعد بن الحرث بن سارية بن مرّة... بن كنجب الخزاعي، مولى علي بن أبي طالب، له إدراك مع النبيّ وكان على شرطة عليّعليه‌السلام بالكوفة...)(٢) .

وقال النمازي اعتماداً على المامقاني: (سعد بن الحارث الخزاعي مولى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومن أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن شرطة الخميس مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان والياً من قِبَله على آذربيجان...)(٣) .

لكنّ التستري (ره) ردّ قول المامقاني (ره) قائلاً: (أقول: لم يذكر مستنداً له، وكيف يجتمع كونه خزاعياً ومولاهعليه‌السلام ؟ ولو كان صحابياً، كيف لم تُعنونه الكتب الصحابية؟!..)(٤) .

٤ - يزيد بن مغفل الجعفي (رض): نقل المحقّق السماوي (ره) عن المرزباني في معجم الشعراء أنّه: (كان من التابعين، وأبوه من الصحابة)(٥) .

لكنّ المامقاني (ره) ذكر أنّه: (أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهدَ القادسية في عهد عمر...)(٦) .

____________________

(١) إبصار العين: ٩٦.

(٢) وسيلة الدارين: ١٤٨ رقم ٥٩.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث: ٤: ٢٧ رقم ٦١٠٨.

(٤) قاموس الرجال: ٥: ٢٧ - ٢٨ رقم ٣١٤٦.

(٥) إبصار العين: ١٥٣.

(٦) تنقيح المقال: ٣: ٣٢٨، وانظر: مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٢٦٣ رقم ١٦٣٨٧ وذكره باسم (يزيد بن معقل).

٢٠٧

ونقل الزنجاني عن العسقلاني في الإصابة أنّه: (هو يزيد بن مغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل... بن جعف بن سعد العشيرة المذحجي الجعفي له إدراك مع النبيّ، وشهد حرب القادسية هو وأخوه زهير بن مغفل في عهد ابن الخطّاب)(١) .

٥ - شبيب بن عبد الله مولى الحرث بن سريع الكوفي (رض): لم يذكر له المحقّق السماوي (ره) صحبة أو إدراكاً(٢) ، لكنّ الزنجاني نقل عن ابن الكلبي قوله: (شبيب بن عبد الله كان صحابياً أدركَ صحبة رسول الله، وشهد مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مشاهده كلّها..)(٣) ، غير أنّه لا دليل على أنّ هذا هو شبيب بن عبد الله مولى الحرث.

كما أنّ الزنجاني ذكر نسبه نقلاً عن العسقلاني في الإصابة - نقلاً غير دقيق(٤) - إذ قد وجدنا ما ذكره العسقلاني هكذا: (شبيب بن عبد الله بن شكل بن حي بن جدية... المذحجي، له إدراك وشهد مع عليّ مشاهده، ذكر ذلك ابن الكلبي)(٥) ، ولا دليل أيضاً على أنّ هذا هو شبيب بن عبد الله مولى الحرث، خصوصاً وأنّ مَن ذكرهُ العسقلاني عربي (مذحجي)، فكيف يكون مولى للحرث بن سريع الكوفي؟

ولا نعلم الدليل الذي استند إليه المامقاني (ره)(٦) ، والنمازي (ره)(٧) ، حيث ذكرا

____________________

(١) وسيلة الدارين: ٢١٤ رقم ١٧١.

(٢) راجع: إبصار العين: ١٣٣.

(٣) راجع: وسيلة الدارين: ١٥٥ رقم ٧٥.

(٤) المصدر السابق.

(٥) الإصابة ٢: ١٦٠ رقم ٣٩٦٠.

(٦) راجع تنقيح المقال: ٢: ٨١، رقم ٥٢٨٥.

(٧) راجع: مستدركات علم رجال الحديث، ٤: ١٩٩ رقم ٦٨١٢.

٢٠٨

أنّه (أي شبيب بن عبد الله مولى حارث بن سريع): من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

وقد ردّ التستري (ره) على قول المامقاني (ره) قائلاً: (قال: صرّح أهل السيَر: أنّه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد مشاهد عليّعليه‌السلام ، وحضر الطفّ واستشهد، ووقع التسليم عليه في الناحية.

أقول: لم يعيّن مَن كان من أهل السيَر ذكر ما قال، ولو كان صحابياً كيف لم تُعنونه الكتب الصحابية؟ وقد عَنونوا المختلف فيه، وليس في الناحية، وإنّما في نسختها (شبيب بن الحارث بن سريع) وهو محرّف (سيف بن الحارث بن سريع) المتقدّم، وبالجملة: العنوان لم يُعلم أصله، فضلاً عن فرعه)(١) .

٦ - جنادة بن الحرث السلماني الأزدي الكوفي (رض): قال الزنجاني: (.. وقال علي بن الحسين بن عساكر في تاريخه: هو جنادة بن الحرث بن عوف بن أميّة بن قلع بن عبادة بن حذيق بن عدي بن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن الحرث، المذحجي المرادي السلماني الكوفي، له إدراك وصحبة مع النبيّ)(٢) .

كذلك ذكر المامقاني عن أهل السيَر: أنّه كان من أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، لكنّ الشيخ السماوي (ره) لم يذكر له إدراكاً وصحبة، بل قال: (كان جنادة بن الحرث من مشاهير الشيعة، ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ...)(٤) .

٧ - جندب بن حجير الخولاني الكوفي (رض): قال الزنجاني: (قال ابن عساكر في تاريخه: هو جندب بن حجير بن جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن

____________________

(١) قاموس الرجال: ٥: ٣٩٥ رقم ٣٥٢٧.

(٢) وسيلة الدارين: ١١٣ رقم ٢١.

(٣) تنقيح المقال: ١: ٢٣٤ رقم ١٩٥٧، وانظر: مستدركات علم رجال الحديث: ٢: ٢٣٩.

(٤) إبصار العين: ١٤٤.

٢٠٩

جشم بن حجير الكندي الخولاني الكوفي، يُقال: له صحبة مع رسول الله، وهو من أهل الكوفة وشهد مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام حرب صفّين، وكان أميراً على كندة والأزد..)(١) .

وقال المامقاني أيضاً: (ذكر أهل السيَر أنّ له صحبة)(٢) ، لكنّ الشيخ السماوي لم يذكر له صحبة، بل قال: (كان جندب من وجوه الشيعة، وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ...)(٣) .

أصحابُ أمير المؤمنينعليه‌السلام من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في الطفّ

شكّل أصحاب أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام عدداً كبيراً من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، فهم عدا مَن مرَّ ذكره من صحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدا الهاشميين منهم، وعدا مَن لم يُصرّح المؤرّخون بصحبته لعليّعليه‌السلام (٤) ، وعدا مَن ظلم التاريخ سيرته(٥) ، قد بلغَ عددهم - على أقلّ التقادير وعلى حدّ اليقين - عشرين رجلاً، وهم:

____________________

(١) وسيلة الدارين: ١١٤ رقم ٢٣.

(٢) تنقيح المقال: ١: ٢٣٦ رقم ١٩٦٩، وانظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور: ٦: ١٢١.

(٣) إبصار العين: ١٧٤.

(٤) مثل: عابس بن أبي شبيب الشاكري (رض)، وسعيد بن عبد الله الحنفي (رض)، ومسعود بن الحجّاج التيمي (رض)، وحنظلة بن أسعد الشبامي (رض)، وعبد الله الأرحبي (رض)، فهؤلاء مثلاً كانوا من وجوه الشيعة وشجعانهم في الكوفة، ومن المستبعد جدّاً أنّهم لم يحظوا بشرف صحبة عليّعليه‌السلام أو لم يشتركوا معه في حروبه، ولعلّ المؤرّخين لم يأتوا على ذكر صحبة بعضهم لعليّعليه‌السلام لشدّة وضوحها واشتهارها.

(٥) مثل: سعد بن الحرث الأنصاري العجلاني وأخيه أبي الحتوف (رض)، اللذين اشتهرَ عنهما أنّهما كانا من الخوارج، وقد ردّ بعض علمائنا هذا المشهور (راجع: قاموس الرجال: ٥: ٢٨، رقم ٣١٤٧)، ومثل: زهير بن القين (رض) الذي اشتهر عنه أنّه كان عثمانيّاً، وهو أمرٌ لم يثبت على وجه التحقيق، (راجع: ترجمته في الجزء الثالث من هذه الدراسة ((مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة)).

٢١٠

١ - سعد بن الحرث (رض) مولى عليّعليه‌السلام .

٢ - نصر بن أبي نيزر (رض) مولى عليّعليه‌السلام .

٣ - أبو ثمامة الصائدي (رض).

٤ - برير بن خضير (رض).

٥ - شوذب بن عبد الله (رض).

٦ - جنادة بن الحرث السلماني المذحجي (رض).

٧ - مجمع بن عبد الله العائذي (رض).

٨ - نافع بن هلال الجملي (رض).

٩ - الحجّاج بن مسروق الجعفي (رض).

١٠ - يزيد بن مغفل الجعفي (رض).

١١ - نعيم بن العجلان الأنصاريّ الخزرجي (رض).

١٢ - جُندب بن حجير الكندي الخولاني (رض).

١٣ - جون بن حوي مولى أبي ذرّ الغفاري (رض).

١٤ - أسلم (مسلم) بن كثير الأعرج الأزدي (رض).

١٥ - النعمان بن عمرو الأزدي الراسبي (رض).

١٦ - الحُلاس بن عمرو الأزدي الراسبي (رض).

١٧ - أُمية بن سعد الطائي (رض).

١٨ - قاسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض).

١٩ - كردوس بن زهير بن الحرث التغلبي (رض).

٢٠ - مقسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض).

٢١١

جيشُ الإمام الحسينعليه‌السلام ... حجازيّون، وكوفيّون، وبصريون

تكوّن جيش الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء من ثلاثة بلدان من بلاد العالم الإسلامي، هي: الحجاز (المدينة المنوّرة بالأساس ومياه جهينة)، والكوفة، والبصرة.

وتتألف مجموعة الحجازيين - في ضوء ما حقّقه المرحوم الشيخ السماوي (ره)، وعلى هذا عمدة التحقيقات الأخرى أيضاً(١) - من بني هاشمعليهم‌السلام ومواليهم، والصحابي عبد الرحمان بن عبد ربّ الأنصاري الخزرجي، وجنادة بن كعب بن الحرث الأنصاري، وابنه عمرو بن جنادة، وجون مولى أبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليهم، وثلاثة التحقوا بالإمامعليه‌السلام من مياه جهينة ولازموه حتى استشهدوا بين يديه في كربلاء، وهم: مجمع بن زياد الجهني، وعبّاد بن المهاجر الجهني، وعقبة بن الصلت الجهني رضوان الله عليهم.

أمّا الكوفيّون من أنصار الإمامعليه‌السلام في كربلاء، فقد بلغَ عددهم - في ضوء تحقيق الشيخ السماوي (ره) - ثمانية وستين مع مَواليهم، وقد شكّل هؤلاء الكوفيّون رضوان الله تعالى عليهم الأكثرية في جيش الإمامعليه‌السلام .

أمّا البصريون، فقد بلغ عددهم تسعة مع مَواليهم(٢) في جيش الإمامعليه‌السلام وهم:

____________________

(١) راجع: إبصار العين، ووسيلة الدارين.

(٢) لكنّ الزنجاني كان قد ترجم لرجل عاشر منهم وهو: شبيب بن عبد الله النهشلي البصري (رض) قائلاً: (قال الشيخ الطوسي في رجاله ص٧٤: إنّ شبيب بن عبد الله النهشلي البصري من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، وقال سماحة السيّد محمد الصادق بحر العلوم في ذيل قول الطوسي: قال أهل السيَر كان تابعياً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانضمّ إلى الحسن، ثمّ إلى الحسين وقُتل معه في =

٢١٢

يزيد ثبيط العبدي (عبد قيس) البصري، وابناه: عبد الله، وعبيد الله، وعامر بن مسلم العبدي البصري، ومولاه سالم، وسيف بن مالك العبدي البصري، والأدهم بن أُميّة العبدي البصري، والحجّاج بن بدر التميمي البصري، وقعنب بن عمر النمري البصري، رضوان الله تعالى عليهم.

المَوالي من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء

بلغ عدد المَوالي - المقطوع به على وجه اليقين - من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام الذين حضروا معه كربلاء - في ضوء ما صرّح به المحقّق السماوي (ره) - ستة عشر رجلاً، وهذا العدد هو على الأقلّ كما لا يخفى؛ لأنّ هناك من المَوالي مَن لم يذكرهم التاريخ، ومنهم مَن لم يُعرف مصيره كمولى نافع بن هلال الجملي (رض)(١) .

____________________

= كربلاء في الحملة الأولى، وقال أبو علي في رجاله: شبيب بن عبد النهشلي من أصحاب الحسينعليه‌السلام قُتل معه بكربلاء.

وفي المناقب لابن شهرآشوب قال: ومن أصحابه الذي قُتل بالطفّ شبيب بن عبد الله النهشلي البصري، وقال في ذخيرة الدارين ص٢١٩: قال علماء السيَر: شبيب بن عبد الله النشهلي كان تابعيّاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحضرَ معه في حروبه الثلاث وبعده انضمّ مع الحسن بن عليّعليهما‌السلام ، ثمّ مع الحسين وكان من خواص أصحابه، فلمّا خرج الحسين من المدينة إلى مكّة خرج معه، وكان مصاحباً له إلى أن ورد الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء، فلمّا كان يوم الطفّ تقدّم إلى القتال فقُتل في الحملة الأولى مع مَن قُتل قبل الظهر، وفي رواية قُتل مبارزة، والله أعلم، وورد في زيارة الناحية:(السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي) . (وسيلة الدارين: ١٥٥ - ١٥٦ رقم ٧٦)، وانظر: مستدركات علم رجال الحديث: ٤: ١٩٩.

(١) راجع إبصار العين: ١١٥، وهناك غلام آخر هو غلام عبد الرحمان بن عبد ربّ الذي روى الطبري بسند عنه قصة كيف أطلى الإمامعليه‌السلام بالنورة والمسك، في أوّل صبح عاشوراء ثمّ أطلى بعده برير وعبد الرحمان... قال هذا الغلام (فلمّا رأيتُ القوم قد صُرعوا أفلتُّ وتركتهم). (راجع: =

٢١٣

وهم:

١ - نصر بن أبي نيزر (رض) مولى عليّعليه‌السلام .

٢ - سعد بن الحرث (رض) مولى عليّعليه‌السلام .

٣ - أسلم بن عمرو (رض) مولى الحسينعليه‌السلام .

٤ - قارب بن عبد الله الدئلي (رض) مولى الحسينعليه‌السلام .

٥ - منجح بن سهم (رض) مولى الحسينعليه‌السلام .

٦ - الحرث بن نبهان (رض) مولى حمزةعليه‌السلام .

٧ - سعد (رض) مولى عمرو بن خالد الصيداوي (رض).

٨ - شوذب (رض) مولى شاكر.

٩ - شبيب (رض) مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري.

١٠ - واضح التركي (رض) مولى الحرث المذحجي السلماني.

١١ - زاهر (رض) مولى عمرو بن الحمق الخزاعي (١) .

١٢ - جون بن حوي (رض) مولى أبي ذرّ (رض).

١٣ - سالم بن عمرو (رض) مولى بني المدينة.

١٤ - رافع بن عبد الله (رض) مولى أسلم (مسلم) بن كثير (رض).

١٥ - سالم (رض) مولى عامر بن مسلم العبدي (رض).

١٦ - عقبة بن سمعان (رض) مولى الرباب (رض)(٢) .

____________________

= تاريخ الطبري، ٣: ٣١٨).

(١) هكذا ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة، راجع: البحار: ٤٥: ٧٢.

(٢) وقد ذهب بعض الرجاليين إلى أنّه (رض) قد اُستشهد في الطفّ مع الإمامعليه‌السلام ؛ استناداً إلى ما ورد من السلام عليه في زيارة الحسينعليه‌السلام (أوّل يوم من رجب وليلته، وليلة النصف من شعبان).

(راجع: معجم رجال الحديث: ١١: ١٥٤: ٧٧٢٣، ومستدركات علم رجال الحديث: ٥: ٢٤٨).

٢١٤

١٧ - غلام تركي (رض) مولىً للحرّ بن يزيد الرياحي (رض) (١) .

من ألقاب الجيش الحسينيّ

هناك ألقاب كثيرة كريمة سامية في المتون الروائية والتاريخيّة كانت قد أُطلقت على الجيش الحسينيّ في كربلاء، نورد هنا ما تيسّر منها:

عباد الله الصالحون (٢) .

عشّاق شهداء (٣) .

العُبّاد النُسّاك (٤) .

الطيّبون (٥) .

الذاكرون الله (٦) .

أهل البصائر (٧) .

حمَلة الحديث (٨) .

الأتقياء الأبرار (٩) .

المتهجدون بالأسحار (١٠) .

____________________

(١) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١١.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٥.

(٣) راجع: البحار: ٤١: ٢٩٥ رقم ١٨.

(٤) راجع: إبصار العين: ١٠٧.

(٥) راجع: إبصار العين: ١٢١.

(٦) راجع إبصار العين: ١٠٣.

(٧) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٨.

(٨) راجع: إبصار العين: ١٢٩.

(٩) راجع: الفتوح: ٥: ١٧٧.

(١٠) راجع: إبصار العين: ١٠٣، والفتوح: ٥: ١٧٧.

٢١٥

شيوخ القُرّاء، قُرّاء القرآن (١) .

أُسُدُ الأُسود (٢) .

فرسان المصر (٣) .

القوم المستميتون (٤) .

قَتلة المشركين (٥) .

فقرة الظَهر ورأس الفخر (٦) .

عُمر الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء سنة ٦١ هـ

اختلفت الروايات والأقوال في عمر الإمامعليه‌السلام يوم استشهاده، ويمكن تصنيف هذه الأقوال من الأقلّ إلى الأكثر كما يلي:

١ - أربع وخمسون سنة وستّة أشهر: ذهب إلى ذلك قتادة(٧) ، وذكر ذلك أيضاً الخوارزمي في المقتل(٨) .

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ١٢١ ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٢٨.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٢٧.

(٣) راجع: تاريخ الطبري، ٣: ٣٢٤.

(٤) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٨.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٩، وإبصار العين: ١١٠.

(٦) راجع: إبصار العين: ٣١٢.

(٧) راجع: تاريخ الخميس، للدياربكري ٢: ٢٩٩.

(٨) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٤٢ وذكر الخوارزمي أنّ عمره الشريف يوم قُتل أربع وخمسون سنة وستّة أشهر ونصف.

٢١٦

٢ - خمس وخمسون سنة: ذهب إلى ذلك الواقدي(١) ، والمسعودي(٢) .

٣ - ستٌّ وخمسون سنة: ذهب إلى ذلك اليعقوبي في تاريخه(٣) ، وابن عبد ربّه الأندلسي(٤) ، وأبو الفرج الاصبهاني(٥) ، وسعد بن عبد الله القمي(٦) ، وابن سعد في طبقاته(٧) .

٤ - سبع وخمسون سنة: ذهب إلى ذلك: الشيخ الصدوق (ره) في أماليه(٨) ، والكليني في الكافي(٩) ، وابن الدارع(١٠) ، والزرندي في نظم درر السمطين(١١) .

وهذا القول هو الأشهر والأقوى، وأمّا ما قاله الشيخ المفيد (ره): (ومضى الحسينعليه‌السلام في يوم السبت العاشر من المحرّم، سنة إحدى وستين من الهجرة بعد

____________________

(١) راجع: تهذيب الكمال: ٦: ٤٤٦ وفيه: خمس وخمسون سنة وأشهر.

(٢) راجع: مروج الذهب: ٣: ٧١ وفيه قُتل الحسين وهو ابن خمس وخمسين سنة، وقيل: ابن تسع وخمسين سنة.

(٣) راجع: تاريخ اليعقوبي: ٢: ٢٣٢.

(٤) راجع: العقد الفريد: ٥: ١٢٩.

(٥) راجع: مقاتل الطالبيين: ٨٤ وفيه (وكانت سنُّهُ يوم قُتل ستّاً وخمسين وشهوراً).

(٦) راجع: كتاب المقالات والفِرق: ٢٥.

(٧) راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله، من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ره): ٧٥.

(٨) راجع: أمالي الصدوق: ١٣٥ المجلس الثلاثون، حديث رقم ١.

(٩) راجع: الكافي: ١: ٥٣٠ وفيه: (وقُبض في شهر المحرّم منه سنة إحدى وستين وله سبع وخمسون سنة وأشهر).

(١٠) راجع: ذخائر العقبى: ١٤٦.

(١١) راجع: نظم درر السمطين: ٢١٨.

٢١٧

صلاة الظهر منه، قتيلاً مظلوماً ظمآن صابراً محتسباً - على ما شرحناه - وسِنّه يومئذٍ ثمان وخمسون سنة، أقام منها مع جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين، ومع أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ثلاثين سنة، ومع أخيه الحسنعليه‌السلام عشر سنين، وكانت مدّة خلافته بعد أخيه إحدى عشرة سنة...)(١) .

ففيه اشتباه ظاهر؛ وذلك لأنّ الشيخ المفيد نفسه يذكر أنّهعليه‌السلام ولِد في الخامس من شعبان سنة أربع من الهجرة(٢) ، فبطرح أربع من إحدى وستين يكون الباقي سبعاً وخمسين(٣) ، هذا مع العلم أنّهعليه‌السلام لم يعش من سنة إحدى وستين إلاّ عشرة أيّام، ولهذا أيضاً تكون مدّة خلافتهعليه‌السلام (٤) بعد أخيه الحسنعليه‌السلام عشر سنين، لا إحدى عشرة سنة، فتأمّل.

٥ - ثمان وخمسون سنة: وذهب إلى ذلك: ابن العديم(٥) ، وابن قتيبة(٦) ، وابن

____________________

(١) الإرشاد: ٢٨٣.

(٢) راجع: نفس المصدر: ٢١٨.

(٣) وفي الحساب الدقيق - في ضوء القول بأنّ ولادته في الخامس من شعبان في سنة أربع للهجرة - لابدّ أن ننتبه إلى أنّ ما عاشه الإمامعليه‌السلام من سنة ولادته أربعة أشهر وخمساً وعشرين يوماً (تقريباً)، وهذه المدّة تُضاف إلى ناتج طرح ٤ من ٦٠ وهو ٥٦، ثمّ يضاف إلى كلّ ذلك العشرة أيّام التي عاشها من سنة ٦١ هـ، فيكون مجموع عمره الشريف: ستّاً وخمسين سنة وستة أشهر وخمسة أيام (تقريباً).

(٤) مدّة خلافته: المراد بها هنا مدَّة إمامته الفعلية (أي كونه خليفة الله وخليفة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناطق عنهما بالحقّ).

(٥) راجع: بُغية الطلب في تاريخ حلب: ٦: ٢٥٦.

(٦) راجع: المعارف: ٢١٣.

٢١٨

حبّان(١) ، والبخاري(٢) ، والمزيّ(٣) ، وروي ذلك عن أحمد بن حنبل(٤) ، وابن أبي شيبة(٥) ، وروى الخطيب(٦) ذلك عن ابن عيينة عن الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام ، ورواه ابن سعد في طبقاته أيضاً عن الإمام الصادقعليه‌السلام (٧) .

٦ - تسع وخمسون سنة: ذكر ذلك المسعودي في مروجه أيضاً(٨) .

الجيشُ الأموي: الألقاب والأوصاف

لقد وُصِف الجيش الأمويّ الذي ارتكب - بقيادة عمر بن سعد لعنه الله - أبشع جريمة في تاريخ الأرض بأوصاف سيئة وألقاب ذميمة كثيرة، على لسان الإمام الحسينعليه‌السلام ولسان أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، نورد هنا بعضاً من هذه الأوصاف - وجُلّها عن لسان الإمامعليه‌السلام - للتعريف بهويّة هذا الجيش الآثم:

شيعة آل أبي سفيان (٩) .

____________________

(١) راجع: كتاب الثقات: ٣: ٦٩.

(٢) راجع: التاريخ الكبير: ٢، الترجمة رقم ٢٨٤٦.

(٣) راجع: تهذيب الكمال، ٦: ٤٤٥.

(٤) راجع: كتاب المحن: ١٣٦.

(٥) راجع: المعجم الكبير للطبراني، ٣: ١٠٢.

(٦) راجع: تاريخ بغداد، ١: ١٤٣.

(٧) راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله، من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ره): ٧٥.

(٨) مروج الذهب، ٣: ٧١.

(٩) راجع: الفتوح: ٥: ١٣٤.

٢١٩

العتاة (١) .

الطغاة (٢) .

الجُهّال (٣) .

شيعة الشيطان (٤) .

الفُسّاق (٥) .

المليئة بطونهم من الحرام (٦) .

الممسوخون (٧) .

عبيد الأَمَة (٨) .

شُذّاذ الأحزاب (٩) .

شرار الأحزاب (١٠) .

نَبَذَة الكتاب، محرّفو الكلِم، عُصبة الإثم، نَفثة الشيطان، مطفئو السُنن (١١) .

____________________

(١) راجع: نفس المصدر.

(٢) راجع: وقعة الطف: ٢٥٢.

(٣) راجع: الفتوح، ٥: ١٣٤.

(٤) راجع: نور الأبصار: ١٤٤.

(٥) راجع: عمدة الطالب.

(٦) راجع: الحدائق الوردية: ١١٨.

(٧) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٢٤.

(٨) راجع: نفس المصدر.

(٩) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٤.

(١٠) راجع: اللهوف: ١٥٦.

(١١) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٤.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477