مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260883 / تحميل: 8935
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الفصل الرابع

ملحمةُ كربلاء يوم عاشوراء من المحرّم سنة ٦١ هـ

روى الطبري قائلاً: (وعبّأ الحسينعليه‌السلام أصحابه، وصلّى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثين فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه، وأعطى رايته العبّاس بن عليّ أخاه(١) ، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمرَ بحطب وقصب كان من وراء البيوت تُحرق بالنّار مخافة أن يأتوهم من ورائهم.

قال: وكان الحسينعليه‌السلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض، كأنّه ساقية فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق، ثمّ ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب، وقالوا: إذا عدَوا علينا فقاتلونا ألقينا فيه النار؛ كي لا نؤتى من ورائنا وقاتلونا القوم من وجه واحد، ففعلوا وكان ذلك لهم نافعاً)(٢) .

____________________

(١) قال المرحوم المحقق السيّد المقرّم: (وأعطى رايته أخاه العبّاس؛ لأنّه وجدَ قمر الهاشميين أكفأ ممّن معه لحمْلها، وأحفظهم لذمامه، وأرأفهم به، وأدعاهم إلى مبدئه، وأوصلهم لرحمه، وأحماهم لجواره، وأثبتهم للطعان، وأربطهم جأشاً، وأشدّهم مراساً). (مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٥).

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣١٧، وانظر: الإرشاد: ٢: ٩٥ بتفاوت يسير، والكامل في التاريخ، ٣: ٢٨٦، وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ الطبري روى واقعة يُستفاد من نصّها أنّها من أوائل وقائع يوم عاشوراء، رواها بسنده عن غلام عبد الرحمان بن عبد ربّه الأنصاريّ أنّه قال:

(كنتُ مع مولاي، فلمّا حضر النّاس وأقبلوا إلى الحسين أمر الحسين بفسطاط فضُرب، ثمّ أمرَ بمسك فميث في =

٢٤١

كما روى الطبري أيضاً قائلاً: (فلمّا صلّى عمر بن سعد الغداة يوم السبت، وقد بلغنا أيضاً أنّه كان يوم الجمعة، وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء، خرج فيمن معه من الناس)، وقال أيضاً: (لما خرج عمر بن سعد بالناس كان علىربع أهل المدينة يومئذٍ: عبد الله بن زهير بن سُليم الأزدي، وعلىربع مذحج وأسد: عبد الرحمان بن أبي سبرة الحنفي، وعلىربع ربيعة وكندة : قيس بن الأشعث بن قيس، وعلىربع تميم وهمدان : الحرّ بن يزيد الرياحي - فشهدَ هؤلاء كلّهم مقتل الحسين إلاّ الحرّ بن يزيد فإنّه عدل إلى الحسين وقُتل معه - وجعل عمر على ميمنته عمرو بن الحجّاج الزبيدي، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن بن شرحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية وهو الضِّباب بن كلاب، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسيّ،

____________________

= جفنة عظيمة أو صُحفة، قال: ثمّ دخلَ الحسين ذلك الفسطاط فتطلّى بالنورة، قال: ومولاي عبد الرحمان بن عبد ربّه وبرير بن خضير الهمداني على باب الفسطاط تحتكُّ مناكبهما، فازدحما أيّهما يُطلي على أثره، فجعل برير يهازل عبد الرحمان، فقال له عبد الرحمان: دعنا فو الله ما هذه بساعة باطل، فقال له برير: والله، لقد علمَ قومي أنّي ما أحببتُ الباطل شاباً ولا كهلاً، ولكن والله إنّي لمستبشر بما نحن لاقون، والله إنّ بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، ولوددتُ أنّهم قد مالوا علينا بأسيافهم، قال: فلمّا فرغ الحسين دخلنا فأطلينا، قال:

ثمّ إنّ الحسين ركب دابّته ودعا بمصحف فوضعه أمامه، قال: فاقتتل أصحابه بين يديه قتالاً شديداً، فلمّا رأيت القوم قد صُرعوا أفلتُّ وتركتهم). (تاريخ الطبري: ٣: ٣١٨، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٦، وأنساب الأشراف: ٣: ٣٩٥ - ٣٩٦ بتفاوت).

والملاحَظ على هذه الرواية: أنّها - بحسب متابعتنا - ممّا تفرّد به الطبري، ومَن رواها بعده فقد أخذها عنه، هذا أوّلاً، وثانياً: فإنّ الإطلاء بالنورة لابدّ بعده من استعمال الماء، هذا دالّ على وجود الماء في معسكر الإمامعليه‌السلام بوفرة تكفي لأن يُستخدم بعضه للإطلاء مثلاً، غير أنّ هذا خلاف المشهور التاريخي في أنّ معسكر الإمامعليه‌السلام خلا من الماء تماماً، أو كاد منذ اليوم الثامن إلى ما بعد ظهر اليوم العاشر، كما هو المستفاد من كثير من الروايات.

٢٤٢

وعلى الرجال شبث بن ربعي اليربوعي، وأعطى الراية ذويداً مولاه)(١) .

دعاء الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء

وروي عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام أنّه قال:(لمّا صبّحت الخيلُ الحسينَ رفع يديه وقال:

اللّهمَّ أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقةٌ وعُدّة، كم من همٍّ يضعُف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذلُ فيه الصديق، ويشمتُ فيه العدوّ، أنزلتهُ بك وشكوته إليك، رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرجّته وكشفته، وأنت وليُّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة..) (٢) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣١٧، وانظر: الإرشاد: ٢: ٩٥ بتفاوت يسير، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٦، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وعيون الأخبار: ٩٨، وفي بعض هذه المصادر: (دريد) بدلاً من (ذويد)، وفي الأخبار الطوال: زيد مولى عمر بن سعد.

يقول خالد محمد خالد في كتابه (أبناء الرسول في كربلاء: ١٢٠): (ومن عجيبٍ أنّهم - كما يحدّثنا التاريخ - خرجوا لجريمتهم تلك بعد أن صلّى بهم قائدهم صلاة الصبح، أصحيح أنّهم صلّوا وقرأوا في آخر صلاتهم: اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمد؟! إذاً ما بالهم ينفتلون من صلاتهم؛ ليحصدوا بسيوفهم الأئمّة من آل محمّد؟!).

(٢) الإرشاد: ٢: ٩٦، ورواه الطبري في تاريخه: ٣: ٣١٧ عن أبي مخنف، عن بعض أصحابه، عن أبي خالد الكاهليّ، وفيه:(فأنت ولي كلّ نعمة...) ، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٦ - ٢٨٧، وتاريخ مدينة دمشق: ١٤: ٢١٧ وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله، من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ره): ٧١ بتفاوت، وانظر: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠١، ونظم درر السمطين: ٢١٦.

٢٤٣

إشعالُ النار في الخندق خلف المخيّم

وأمرَ الإمام الحسينعليه‌السلام صبيحة يوم عاشوراء بحطب وقصب كانوا قد جمعوه خلف الخيم - فوضعَ في المكان المنخفض خلف المخيّم كأنّه ساقية، بعد أن حفروه ليلة العاشر فجعلوه كالخندق - فأُشعلت فيه النار، حتّى لا يتمكّن العدو أن يقاتلهم إلاّ من وجه واحد(١) .

ردّةُ فعل العدوّ على إشعال النار

أدركَ أعداء الإمام الحسينعليه‌السلام أنّ مكيدة إشعال النار في الخندق خلف مخيّم الإمامعليه‌السلام ، قد ضيّقت عليهم سعة ميدان الحرب، وجعلت المواجهة من وجه واحد، فاستفزّ ذلك أعصابهم، وصدرت من بعض وجهائهم ردود فعل هستيرية، فقد روى الطبري بسنده عن الضحّاك المشرقيّ أنّه قال: (لمّا أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنّا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلاّ يأتونا من خلفنا، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الأداة، فلم يكلّمنا حتّى مرَّ على أبياتنا، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلاّ حطباً تلتهب النّار فيه، فرجع فنادى بأعلى صوته: يا حسين، استعجلتَ النار في الدنيا قبل يوم القيامة؟!

فقال الحسين:(مَن هذا؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن.

فقالوا: نعم، أصلحك الله، هو هو.

فقال:يا بن راعية المِعزى، أنت أَولى بها صِليّا.

فقال له مسلم بن عوسجة: يا بن رسول الله، جُعلت فداك، ألا أرميه فإنّه قد

____________________

(١) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣١٧، والإرشاد: ٢: ٩٥، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٦، وأنساب الأشراف: ٣: ٣٩٥، والفتوح: ٥: ١٧٣ - ١٧٤، دار الندوة الجديدة، بيروت.

٢٤٤

أمكنني، وليس يسقط سهم، فالفاسق من أعظم الجبّارين.

فقال له الحسين:لا ترمِه؛ فإنّي أكره أن أبدأهم (١) .

وروى البلاذري يقول: (وقال رجل من بني تميم يقال له: عبد الله بن حوزة، وجاء حتى وقف بحيال الحسينعليه‌السلام فقال: أبشِر يا حسين بالنار!

فقال:كلاّ، إنّي أقدِم على ربّ رحيم وشفيع مطاع ، ثمّ قال:مَن هذا؟

قالوا: ابن حوزة.

قال:حازهُ الله إلى النّار).

فاضطربت به فرَسُه في جدول، فعلقت رجْله بالركاب، ووقعَ رأسه في الأرض، ونفرَ في الفرس فجعل يمرّ برأسه على كلّ حجَر وأصل شجرة حتّى مات، ويقال: بقيت رجله اليسرى في الركاب فشدَّ عليه مسلم بن عوسجة الأسدي فضرب رجله اليمنى فطارت، ونفر به فرسه يضرب به كلّ شيء حتّى مات)(٢) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣١٨، وانظر: الإرشاد: ٢: ٩٦، وأنساب الأشراف: ٣: ٣٩٦.

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٣٩٩، ويلاحظ على هذه الرواية: أنّ ما ذكره البلاذري من أنّ مسلم بن عوسجة (رض) شدَّ على الرجل فضرب رجله اليمنى إذا كان قبل بدء القتال، فإنّ هذا يتعارض مع مبدأ الإمامعليه‌السلام :(فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال)، وإذا كانت واقعة عبد الله بن حوزة بعد نشوب القتال فلا منافاة في تدخّل مسلم بن عوسجة (رض).

وقد روى هذه الرواية كلّ من: الطبري في تاريخه: ٣: ٣٢٤، والمفيد في الإرشاد: ٢: ١٠٢، وابن أعثم في الفتوح: ٥: ١٠٨، وابن الأثير في الكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٩ بتفاوت مع نصّ البلاذري، وتفاوت فيما بينها، ولا يوجد في نصّ كلّ من: الطبري، وابن الأثير، وابن أعثم ما ذكره البلاذري والمفيد أنّه (فشدّ عليه مسلم بن عوسجة الأسدي فضرب رجله اليمنى فطارت..).

 كما أنّ الطبري وابن الأثير ذكرا الرجل باسم (ابن حوزة)، وذكره ابن أعثم (مالك بن حوزة)، لكنّ الخوارزمي في نقله عن ابن أعثم ذكره باسم (مالك بن جريرة، وذكر أنّ الإمامعليه‌السلام قال:(اللّهمّ جُرّه إلى النار...) . (راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١: ٣٥٢). =

٢٤٥

وروى البلاذري أيضاً أنّ محمّد بن الأشعث جاء فقال: (أين حسين؟

قال:(ها أنا ذا.

قال: أبشِر بالنّار ترِدها الساعة!

قال:بل أبشِر بربٍّ رحيم وشفيع مطاع، فمَن أنت؟)

قال: محمّد بن الأشعث)(١) .

____________________

= وروى الشيخ الصدوق مثل هذه الرواية بتفاوت، واسم الرجل في روايته (ابن أبي جويرية المزني). (أمالي الصدوق: ١٣٤ المجلس ٣٠ ح١)، وفي راية المسعودي أنّ اسم هذا الرجل (ابن جريرة) (إثبات الوصية: ١٧٧).

(١) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠١، وقد روى ابن نما (ره) قائلاً: (وجاء رجل فقال: أين الحسين؟ فقال:(ها أنا ذا، قال: أبشر بالنّار تردها الساعة! قال:بل أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، فمَن أنت؟ قال: أنا محمّد بن الأشعث.

قال:اللّهمّ إن كان عبدك كاذباً فخذه إلى النّار، واجعله اليوم آية لأصحابه)، فما هو إلاّ أن ثنى عنان فرسه فرمى به وثبتت رجله في الركاب، فضربه حتى وقعت مذاكيره في الأرض، فو الله لقد عجبنا من سرعة إجابة دعائهعليه‌السلام ). (مثير الأحزان: ٦٤، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١: ٣٥٢ - ٣٥٣).

وقد روى الشيخ الصدوق (ره) قائلاً: (ثمّ أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له محمّد بن أشعث بن قيس الكندي فقال: يا حسين بن فاطمة، أيّة حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟! قال الحسينعليه‌السلام :(هذه الآية: ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً... ) ، ثمّ قال:إنّ محمّداً لمِن آل إبراهيم، ثمّ قال:إنّ محمّداً لمِن آل إبراهيم، وإنَّ العترة الهادية لمِن آل محمّد، مَن الرجل؟

فقيل: محمّد بن أشعث بن قيس الكندي، فرفع الحسينعليه‌السلام رأسه إلى السماء فقال:اللّهمّ أرِ محمّد بن الأشعث ذُلاًّ في هذا اليوم لا تُعزّه بعد هذا اليوم أبداً) ، فعرضَ له عارض فخرج من العسكر يتبرّز فسلّط الله عليه عقرباً فلدغهُ فمات بادي العورة). (أمالي الصدوق: ١٣٤ المجلس الثلاثون، ح١). =

٢٤٦

وقال البلاذري: (ثمّ جاء رجل آخر فقال: أين الحسين؟ قال:(ها أنا ذا ، قال: أبشر بالنّار تردها الساعة! قال:بل أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، فمَن أنت؟

قال: شمر بن ذي الجوشن.

فقال الحسين:الله أكبر، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنّي رأيتُ كلباً أبقع يلِغ في دماء أهل بيتي)) (١) .

إشارة:

قد يُلفت انتباه المتابع في رواية البلاذري الأولى هنا قول الإمامعليه‌السلام لمسلم بن عوسجة (رض):(لا ترمِه؛ فإنّي أكره أن أبدأهم)، وقولهعليه‌السلام لزهير بن القين (رض) - إبّان تضييق الحرّ عليهم:(... ولكن ما كنتُ لأبدأهم بالقتال حتّى يبدأوني) (٢) ، ردّاً على قول زهير: (... ذرنا نقاتل هؤلاء القوم؛ فإنّ قتالنا إيّاهم الساعة أهون علينا من قتال مَن يأتينا معهم بعد هذا)(٣) .

____________________

= لكنّ جلّ المؤرّخين يذكرون: أنّ محمّد بن الأشعث بقي فيما بعد عاشوراء، وهو الذي قاد قوّات ابن زياد في مواجهة عبد الله بن عفيف (رض)، وجموع الأزد الذين دافعوا عنه (راجع مثلاً: مثير الأحزان لابن نما: ٩٣، واللهوف: ٧٢، المطبعة الحيدرية - النجف).

كما ذكر المؤرّخون: أنّ محمّد بن الأشعث بقيَ إلى ما بعد ثورة المختار فهرب منه، وانضمّ إلى مصعب بن الزبير، وقُتل محمّد بن الأشعث في المواجهة بين جيش مصعب وجيش المختار (راجع مثلاً: الكامل في التاريخ: ٣: ٣٨٢ - ٣٨٤، والأخبار الطوال: ٣٠٦، والمعارف: ٤٠١، وتاريخ الطبري: ٣: ٤٩٦)، وراجع ترجمة محمّد بن الأشعث في الجزء الثاني من (مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة): ص١٢٣ - ١٢٤.

(١) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠١.

(٢) و (٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١: ٣٣٤ عن الفتوح: ٥: ١٤٣ بتفاوت، ففي الفتوح:(ولكن ما كنت بالذي أنذرهم بقتال حتّى يبتدروني) ، وانظر: تاريخ الطبري: ٣: ٣٠٧، والأخبار الطوال: ٣٥٢.

٢٤٧

إنّ إصرار الإمامعليه‌السلام على عدم البدء بالقتال، من سُنن الدعاة إلى الحقّ في مواجهة المنحرفين عن الهدى ودعوتهم إلى الصراط المستقيم، ومِن قبله كان أبوه أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام قد امتنع عن البدء في القتال في الجمل وصفّين(١) ؛ ذلك لأنّ الداعي إلى الحقّ الواثق من قوّة حجّته وصحّة دليله على موقفه، لا يرى إلى القتال حاجة ما دام طريق مخاطبة العقول والقلوب بنور الحقيقة مفتوحاً لم يوصد بعدُ، إذ الأصل في الغاية عند هذا الداعي هو الهداية إلى الحقّ لا الحرب، فلو بدأهم بقتال لأوصدَ - هو بنفسه - على حجّته طريق النفوذ إلى القلوب والعقول التي يريد هدايتها، ولمَنَع حجّته من بلوغ تمامها، بل وجعل الحجّة عليه بيد خصومه فيكون بذلك قد نقض حجّته؛ ذلك لأنّ لهم أن يقولوا عند ذاك إذا كنت تريد لنا الهداية بالحقّ فلماذا ابتدأتنا بالقتال؟!

وهذا ما لا يصدر عن الساحة المقدّسة لأهل بيت العصمة والطهارةعليهم‌السلام أبداً، بل قد لا يصدر عمّن يقتدي بهديهم وسنّتهم.

احتجاجاتُ الإمامعليه‌السلام في ساحة المعركة

حرصَ الإمام الحسينعليه‌السلام على مواصلة احتجاجاته على أعدائه - وهو يعلم أنّ القوم قاتلوه - ليتمّ الحجّة عليهم أمام الله تبارك وتعالى، وليستنقذ مَن يمكن أن

____________________

(١) لما أجمعَ معاوية أن يمنع الماء عن جيش أمير المؤمنينعليه‌السلام ، بعد أن أخذ أهل الشام الشريعة فهي في أيديهم، فزع أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إليه، فبعث صعصعة بن صوحان إلى معاوية وقال له:(ائتِ معاوية فقل: إنّا سرنا مسيرنا هذا، وأنا أكره قتالكم قبل الإعذار إليكم، وإنّك قد قدمتَ بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك، وبدأتنا بالقتال، ونحن من رَأيَنا الكفَّ حتّى ندعوك ونحتجَّ عليك...) . (راجع: وقعة صفين: ١٦٠ - ١٦١).

٢٤٨

ينتفع بمعرف الحقّ والحقيقة، وليكشف للأمّة عامة ولأجيالها الآتية فيما بعد عصره خاصة - من خلال بياناته الاحتجاجيّة - عن حقّانيّة قيامه، وعن أحقيّته بالأمر، وعن أبعاد مظلوميّتهعليه‌السلام .

قال اليعقوبي في تاريخه: (فلمّا كان من الغد خرج فكلّم القوم، وعظّم عليهم حقّه، وذكّرهم الله عزّ وجلّ ورسوله، وسألهم أن يخلّوا بينه وبين الرجوع، فأبوا إلاّ قتاله أو أخذَهُ حتّى يأتوا به عبيد الله بن زياد، فجعل يكلّم القوم بعد القوم، والرجل بعد الرجل، فيقولون ما ندري ما تقول!)(١) .

خطابهُعليه‌السلام قبل بدء القتال

روى الشيخ المفيد (ره) في الإرشاد يقول: (ثمّ دعا الحسين براحلته فركبها، ونادى بأعلى صوته:(يا أهل العراق - وجُلّهم يسمعون - فقال:

أيّها النّاس، اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعِظكم بما يحقّ لكم عليَّ، وحتّى أُعذِر إليكم، فإنْ أعطيتموني النّصف كنتم بذلك أسعد، وإنْ لم تعطوني النَصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم، ثمّ لا يكنْ أمركم عليكم غُمّة ثمَّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون، إنَّ ولييَّ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.

ثمّ حمدَ الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلّى على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى ملائكة الله وأنبيائه، فلم يُسمع متكلِّمٌ قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه، ثمّ قال:

أمّا بعد، فانسبوني فانظروا مَن أنا، ثمّ ارجِعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلحُ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! ألستُ ابن بنت نبيّكم، وابن

____________________

(١) تاريخ اليعقوبي: ٢: ١٧٦.

٢٤٩

وصيّه وابن عمِّه، وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول الله بما جاء به من عند ربّه؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّي؟ أوَ ليس جعفر الطيّار في الجنّة بجناحين عمِّي؟ أوَ لم يَبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ؟

فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، والله ما تعمّدت كذباً منذ علمتُ أنّ الله يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبَرَكم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاريّ، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعديّ، وزيد ابن أرقم، وأنس بن مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لي ولأخيّ، أمَا في هذا حاجزٌ لكم عن سفك دمي؟!.

فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول!(١) ، فقال له حبيب بن مظاهر: والله، إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادقّ ما تدري ما يقول، قد طبعَ الله على قلبك.

ثمّ قال لهم الحسينعليه‌السلام :

____________________

(١) في مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١: ٣٥٨، (فقال له شمر بن ذي الجوشن: يا حسين بن عليّ، أنا أعبد الله على حرف إن كنتُ أدري ما تقول!...).

وفي مثير الأحزان: ٥١: (فقال شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد الله على حرف إن كان يعرف شيئاً ممّا يقول!...).

وفي سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠٢ (فقال شمر: هو يعبد الله على حرف إنْ كان يدري ما يقول، فقال عمر: لو كان أمرك إليَّ لأجبتُ، وقال الحسين:(يا عمر، ليكوننّ لِما ترى يوم يسوؤك، اللّهمّ إنّ أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهمّ شتِّت عليهم أمرهم، وأحصِهم عدداً).

٢٥٠

فإنْ كنتم في شكّ من هذا، أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم؟! فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم! أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟! أو مالٍ لكم استهلكته؟! أو بقصاص جراحة؟!

فأخذوا لا يكلّمونه، فنادى:

يا شبث بن ربعي، يا حجّار بن أبجر، يا قيس بن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألمْ تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدِم على جُندٍ لك مُجنَّدة؟!

فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول! ولكن انزِل على حكم بني عمّك؛ فإنّهم لن يُروك إلاّ ما تحبّ!

فقال له الحسين:

لا واللهِ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، ثمّ نادى:

يا عباد الله، إنّي عُذت بربّي وربّكم أن ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب).

ثمّ إنّه أناخَ راحلته، وأمر عقبة بن سمعان فعقلها)(١) .

____________________

(١) الإرشاد: ٢: ٩٧ - ٩٩، وانظر: تاريخ الطبري: ٣: ٣١٨ وفيه بعد قول الإمامعليه‌السلام :(.. إنَّ ولييّ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين) قال: فلمّا سمع أخواته كلامه هذا صحْن وبكَينَ، وبكى بناته، فارتفعت أصواتهنّ فأرسل إليهنّ أخاه العبّاس بن عليّ وعليّاً ابنه، وقال لهما: (أسكِتاهنّ فلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ، قال: فلمّا ذهبا ليسكتاهنّ، قال: لا يبعد ابن عبّاس)، قال: فظننّا أنّه إنّما قالها حين سمع بكاؤهنّ؛ لأنّه كان قد نهاه أن يخرج بهنّ..).

ويلاحظ هنا: أنّ هذا ظنّ الراوي - وهو غير الحقّ - إذ يُوحي وكأنّ الإمامعليه‌السلام قد ندمَ في تلك الساعة على إخراج النساء معه، فتذكّر ابن عبّاس الذي كان قد طلب منه ألاّ يصطحب النساء =

٢٥١

أمّا الخوارزمي، فقد روى تفاصيل هذا الخطاب على نحوٍ آخر يتفاوت كثيراً مع رواية الشيخ المفيد (ره)، والطبري، وابن الأثير، قال الخوارزمي: (وأصبحَ الحسين فصلّى بأصحابه، ثمّ قرّب إليه فرسه، فاستوى عليه وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبين يديه برير بن خضير الهمداني، فقال له الحسين:(كلِّم القوم يا برير وانصحهم، فتقدّم برير حتى وقف قريباً من القوم، والقوم قد زحفوا إليه عن بكرة أبيهم، فقال لهم برير: يا هؤلاء، اتّقوا الله فإنّ ثِقل محمّد قد أصبح بين

____________________

= معه، وهذا الظنّ غير وارد؛ لأنّ الإمام المعصومعليه‌السلام لا يفعل إلاّ الحقّ والصواب، وقد صرّح هوعليه‌السلام لأخيه محمّد بن الحنفية (رض)، بأنّ اصطحابه النساء امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال له:(قد قال لي - أي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله -:إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا) . (راجع: اللهوف: ٢٧).

وقد ذكر المرحوم السيّد المقرّم نقلاً عن كتاب (زهر الآداب للحصري، ج١، ص٦٢ دار الكتب العربية): أنّ الإمامعليه‌السلام قال بعد أن أُسكتْنَ النساء عن البكاء والصياح:(عباد الله اتّقوا الله، وكونوا من الدنيا على حذر؛ فإنّ الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد، لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وألوى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أنَّ الله خلقَ الدنيا للفناء، فجديدها بالٍ، ونعيمها مضمحلّ، وسرورها مكفهّر، والمنزل تلعة، والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، واتّقوا الله لعلّكم تفلحون) .

وفي تاريخ الطبري أيضاً أنّ الإمامعليه‌السلام قال لقيس بن الأشعث - بعد أن اقترح عليه النزول على حكم بني أمية -:(أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟! لا والله، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أُقرّ إقرار العبيد..).

وقد روى تفاصيل هذه الخطبة أيضاً ابن الأثير في الكامل: ٣: ٣٨٧، وانظر: مثير الأحزان: ٥١، وأنساب الأشراف: ٣: ٣٩٦ - ٣٩٧، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام مقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي، ص٧٢، وسير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠١ - ٣٠٢.

٢٥٢

أظهركم، هؤلاء ذرّيته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم؟ وما الذي تريدون أن تصنعوا بهم؟!

فقالوا: نريد أن نمكّن منهم الأمير عبيد الله بن زياد فيرى رأيه فيهم.

فقال برير: أفلا ترضون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي أقبلوا منه؟! ويلكم يا أهل الكوفة، أنسيتم كتبكم إليه وعهودكم التي أعطيتموها من أنفسكم وأشهدتم الله عليها، وكفى بالله شهيداً؟! ويلكم، دعوتم أهل بيت نبيّكم وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم من دونهم، حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم لعُبَيد الله، وحَلأتموهم عن ماء الفرات الجاري، وهو مبذول يشرب منه اليهود والنصارى والمجوس، وترِده الكلاب والخنازير، بئسما خلفتم محمّداً في ذرّيته، ما لكم؟! لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم.

فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول؟

فقال برير: الحمدُ لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهمّ إنّي أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللهمّ ألقِ بأسهم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان.

فجعلَ القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلى ورائه.

فتقدّم الحسينعليه‌السلام حتّى وقف قبالة القوم، وجعل ينظر إلى صفوفهم كأنّها السيل، ونظرَ إلى ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفة، فقال:

(الحمدُ لله الذي خلقَ الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور مَن غرّته، والشقيّ مَن فَتَنته، فلا تغرّنكم هذه الدنيا؛ فإنّها تقطع رجاء مَن ركن إليها، وتخيّب طمعَ مَن طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، فأعرضَ بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنّبكم رحمته، فنِعمَ الربّ ربّنا، وبئس العبيد أنتم، أقرَرتم

٢٥٣

بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم وما تريدون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هؤلاء قوم قد كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين).

فقال عمر بن سعد: ويلكم، كلِّموه فإنّه ابن أبيه، فو الله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لمَا قطع ولمَا حصر، فكلّموه.

فتقدّم إليه شمرٍ بن ذي الجوشن فقال: يا حسين، ما هذا الذي تقول؟ أفْهِمنا حتى نفهم!

فقالعليه‌السلام :

(أقول لكم اتّقوا الله ربّكم ولا تقتلونِ، فإنّه لا يحلّ لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي؛ فإنّي ابن بنت نبيّكم، وجدّتي خديجة زوجة نبيّكم، ولعلّه قد بلغكم قول نبيّكم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ما خلا النبيّين والمرسلين، فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، فو الله ما تعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنّ الله يمقت عليه أهله، وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم من الصحابة مثل: جابر بن عبد الله، وسهل بن سعد، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، فاسألوهم عن هذا، فإنّهم يُخبرونكم أنّهم سمعوه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن كنتم في شكّ من أمري أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم؟! فو الله ما بين المشرقين والمغربين ابن بنت نبيّ غيري، ويلكم، أتطلبوني بدم أحد منكم قتلته، أو بمالٍ استملكته، أو بقصاص من جراحات استهلكته؟!

فسكتوا عنه لا يجيبونه، ثمّ قالعليه‌السلام :

والله، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله، إنّي

٢٥٤

عُذت بربّي وربّكم أن ترجمونِ، وأعوذ بربّي من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب .

فقال له شمر بن ذي الجوشن: يا حسين بن علي، أنا أعبد الله على حرف إن كنتُ أدري ما تقول!

فسكت الحسينعليه‌السلام ، فقال حبيب بن مظاهر للشمر: يا عدوَّ الله وعدوَّ رسول الله، إنّي لأظنّك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك لا تدري ما يقول، فإنّ الله تبارك وتعالى قد طبع على قلبك.

فقال له الحسينعليه‌السلام :

حسبُك يا أخا بني أسد، فقد قُضي القضاء، وجفّ القلم، والله بالغ أمره، والله إنّي لأَشوق إلى جدّي وأبي وأمّي وأسلافي من يعقوب إلى يوسف وأخيه، ولي مصرعٌ أنا لاقيه) (١) .

وأمّا السيّد ابن طاووس (ره)، فقد روى تفاصيل هذا الخطاب على نحو آخر أيضاً، قال: (قال الراوي: وركب أصحاب عمر بن سعد لعنهم الله، فبعث الحسينعليه‌السلام برير بن خضير، فوعظهم فلم يستمعوا، وذكّرهم فلم ينتفعوا، فركب الحسينعليه‌السلام ناقته - وقيل فرسه - فاستنصتهم فأنصتوا(٢) ، فحمدَ الله وأثنى عليه

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ١: ٣٥٦ - ٢٥٨.

(٢) وفي مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٨ - ٩: (لمّا عبّأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسينعليه‌السلام ، ورتّبهم في مراتبهم، وأقام الرايات في مواضعها، وعبّأ الحسين أصحابه في الميمنة والميسرة، فأحاطوا بالحسين من كلّ جانب حتّى جعلوه في مثل الحلقة، خرجَ الحسين من أصحابه حتّى أتى الناس فاستنصَتَهم، فأبَوا أن ينصتوا، فقال لهم:(ويلكم، ما عليكم أن تُنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمَن أطاعني كان من المرشدين، ومَن عصاني =

٢٥٥

وذكره بما هو أهله، وصلّى على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الملائكة والأنبياء والرسُل، وأبلغ في المقال، ثمّ قال:

(تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً، حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدلٍ أفشوهُ فيكم، ولا أملٍ أصبح لكم فيها، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لمّا يُستحصف؟! ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدُبى (١) ،وتداعيتم إليها كتهافت الفَراش، فسحقاً لكم يا عبيد الأَمَة، وشُذّاذ الأحزاب، ونَبَذة الكتاب، ومحرّفي الكَلِم، وعصبة الآثام، ونَفثة الشيطان، ومُطفيء السُنن، أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون؟!

أجل والله، غدر فيكم قديم، وَشجت عليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم، فكنتم أخبث ثمر، شجىَ للناظر وأكلة للغاصب، ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعي قد ركزَ بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجورٍ طابت وطهُرت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأُسرة مع قلّة العدد وخذلة الناصر.

ثمّ أوصل كلامه بأبيات فروة بن مسيك المرادي:

____________________

=كان من المهلَكين، وكلّكم عاصٍ لأمري، غير مستمع لقولي، قد انخزلت عطياتكم من الحرام، ومُلئت بطونكم من الحرام، فطبع الله على قلوبكم، ويلكم، ألا تُنصتون؟! ألا تسمعون؟! فتلاوم أصحاب عمر بن سعد، وقالوا: أنصِتوا له، فقال الحسين:تبّاً لكم أيتها الجماعة وترَحاً..) إلى آخر خطبته الشريفة).

(١) الدُبى - كعصى: النمل، أصغر الجراد، والواحدة: الدَباة.

٢٥٦

فـإنْ نُـهزم فهزامون قِدماً

وإنْ نُـغلب فـغير مُغلَّبينا

ومـا إنْ طـبّنا جُبنٌ ولكنْ

مـنايانا ودولـة آخـرينا

إذا ما الموت رفّع عن أُناسٍ

كـلاكـله أنـاخ بـآخرينا

فـأفنى ذلكم سروات قَومي

كـما أفنى القرون الأوّلينا

فـلو خلُد الملوك إذاً خلُدنا

ولـو بقيَ الملوك إذاً بقينا

فـقل لـلشامتين بنا أفيقوا

سـيلقى الشامتون كما لقينا

ثُمَّ أَيمُ الله، لا تلبثون بعدها إلاّ كرَيث ما يركب الفرس، حتى تدور بكم دَور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عهده إليَّ أبي عن جدّي، فأجمِعوا أمركم وشركاءكم ثمَّ لا يكن أمركم عليكم غمَّة ثمَّ اقضوا إليَّ ولا تُنظِرون، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، اللّهمّ احبِس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنيِّ يوسف، وسلِّط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأساً مصبَّرة (١) ؛فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

ثمّ نزلعليه‌السلام ودعا بفرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المرتجز، فركبهُ وعبّأ أصحابه للقتال)(٢) .

____________________

(١) في مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٠٢:(... يسقيهم كأساً مصبَّرة فلا يدع فيهم أحداً، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم؛ فإنهم غرّونا وكذبونا...) .

(٢) اللهوف: ٤٢ - ٤٣، وتاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ، تحقيق المحمودي: ٣١٧ - ٢٠ رقم ٢٧٣ بتفاوت، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ٨ - ١٠ بتفاوت وفيه: (ثمّ قالعليه‌السلام :أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر، فدُعي له وكان كارهاً لا يحبّ أن يأتيه، فقال:(يا عمر، أنت تقتلني، وتزعم أن يولّيك الدعيّ ابن الدعيّ بلاد الري وجرجان؟! والله، لا تتهنّأ بذلك أبداً، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، وكأنّي برأسك على قصبة قد نُصبت بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم)! =

٢٥٧

إشارات

١ - المستفاد من ظهر متون الأصول التاريخية التي روت نصّ خطاب الإمامعليه‌السلام قبل بدء القتال - على ما هي عليه من الاختلاف فيما بينها -: هو أنّ كُلاًّ من هذه النصوص يشكّل وحده متن هذا الخطاب، ومع فرض صحة صدور هذه النصوص جميعاً عن الإمامعليه‌السلام ، فلا محيص من أن تكون هذه النصوص خطباً متعددة خَطبهاعليه‌السلام قبل بدء القتال، أو أن تكون أجزاء ومقاطع متعددة من خطاب واحد، فُصلت بينها فواصل قطعت اتصالها ووحدة سياقها.

وبحسب طبيعة تدرّج الأمور والأشياء، فلابدَّ أن يكونعليه‌السلام قد بدأهم بتعريفهم بنفسه الشريفة وبنصيحتهم ودعوتهم إلى الحقّ، وتذكيرهم بكتبهم وعهودهم، ثمّ حيث لم يجد منهم الاستجابة والتسليم، بل الإصرار والعناد، فإنّ لهجة خطابه اشتدّت تبعاً لذلك.

من هنا، فإنّ الأرجح أن يكون النصّ الذي رواه الطبري والمفيد (ره) والذي كانت بدايته:(أيّها النّاس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ... أمّا بعد، فانسبوني فانظروا مَن أنا، ثمَّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها...) ، هو المقطع الأوّل من خطابهعليه‌السلام ، ثمَّ يأتي بعده - مقطعاً ثانياً - ما رواه الخوارزمي:(الحمدُ لله (١) الذي خلقَ الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال...)، ثمّ حيث لم تنفع بهم المواعظ والاحتجاجات؛ فإنّ لهجة خطابه اشتدّت فقرّعهمعليه‌السلام ووبّخهم فقال:(تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً...) ، فكان هذا المقطع هو

____________________

= فغضب عمر بن سعد من كلامه، ثمّ صرف بوجهه عنه، ونادى بأصحابه: ما تنظرون به؟ احملوا بأجمعكم إنّما هي أكلة واحدة).

(١) تنقل بعض المصادر بداية هذا النصّ هكذا:(أيّها الناس، إنّ الله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال..) . (راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٧، وحياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام ٣: ١٨٤).

٢٥٨

الجزء الأخير من خطابهعليه‌السلام .

٢ - وربّما يستظهر المتأمّل أنّ خطاب برير (رض) كان فاصلاً بين المقطع الأوّل والمقطع الثاني من خطابهعليه‌السلام ، ولربّما كانت خطبة زهير بن القين (رض) - وتأتي فيما بعد - فاصلاً بين مقطعين من مقاطع خطابهعليه‌السلام ، أي أنّ خطابه قبل بدء القتال تخللّته فواصل؛ بسبب خطابَي برير وزهير رضوان الله عليهما.

٣ - ذهب المحقّق الشيخ السماوي (ره) إلى أنّ كلامهعليه‌السلام الأوّل هو خطبته الأولى، وهي تنتهي بنزولهعليه‌السلام عن راحلته التي عقَلها عقبة بن سمعان، وأنّ خطبته الثانية هي التي تبدأ بقوله:(تبّاً لكم أيتها الجماعة وتَرَحاً...) (١) .

٤ - وذهب المحقّق السيّد المقرّم (ره) إلى أنّ كلامهعليه‌السلام الأوّل هو خطبته الأولى(٢) .

وأنّ وقائع: حادثة عبد الله بن حوزة التميمي(٣) ، وحادثة محمّد بن الأشعث(٤) ،

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ٣٢ - ٣٥.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٧ - ٢٢٩، وقد أدخل المقرّم (ره) في بطن هذه الخطبة قولهعليه‌السلام :(عباد الله اتّقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر...) إلى آخر ما نقله عن كتاب زهر الآداب، ثمَّ أدخل بعده في بطن هذه الخطبة قولهعليه‌السلام :(أيها النّاس، إنّ الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال...) ، ولا نعلم المستند التاريخي أو التحليلي الذي اعتمده السيّد المقرّم فيما ذهب إليه؟

(٣) الرجل الذي سحلته فرسه - بدعاء الإمامعليه‌السلام - فحطّمته وألقت به في النار المشتعلة في الخندق، وقد مرّت بنا قصّته في ما مضى.

(٤) حيث دعا الإمامعليه‌السلام ، فلدغهُ عقرب أسود فمات بادي العورة، وقد مرّت بنا روايته في ما مضى.

٢٥٩

وما حصل لمسروق بن وائل الحضرمي(١) ، وخطبة زهير بن القين (رض)، وخطبة برير (رض)، جميعها تأتي بعد خطبتهعليه‌السلام الأولى.

ثمّ تأتي بعد هذه الوقائع خطبتهعليه‌السلام الثانية، حيث يقول السيّد المقرّم (ره): (ثمّ إنّ الحسينعليه‌السلام ركب فرَسه، وأخذ مصحفاً ونشَره على رأسه ووقف بإزاء القوم، وقال:(يا قوم، إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسُنّة جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولامَتهُ وعمامته، فأجابوه بالتصديق، فسألهم عمّا أقدَمهم على قتله؟ قالوا: طاعة للأمير عبيد الله بن زياد! فقالعليه‌السلام :تبّاً لكم أيتُها الجماعة وتَرحاً..) (٢) .

٥ - أمّا المحقّق الشيخ القرشي، فقد ذهبَ إلى ما ذهبنا إليه في أنّ الإمامعليه‌السلام كان قد خطب خطبة واحدة، متألّفة من مقاطع فُصلت بينها فواصل، لكنّه ذكر أنّ خطبة زهير (رض) ثمّ خطبة برير (رض) فُصلتا بين مقطعي خطبتهعليه‌السلام ؛ إذ إنَّ الشيخ القرشي - كما السيّد المقرّم - أدرجَ المقطع الذي رواه الخوارزمي:(الحمدُ لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال...) (٣) في المقطع الأوّل، وذَكرهُ بعد إسكات النساء عن الصراخ والبكاء، ولا نعلم أيضاً المستند التاريخي أو التحليلي للسياق الذي اعتمده؟ ولعلّه اعتمد على ما ذهب إليه السيّد المقرّم رحمة الله عليه.

____________________

(١) حيث كان في أوائل الخيل طمعاً في أن يُصيب رأس الحسين حُبّاً في الجائزة، فلمّا رأى ما صنع الله بابن حوزة قال: رأيت من أهل هذا البيت شيئاً! لا أقاتلهم أبداً، وقد مرَّ بنا ذكر قصّته أيضاً.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٣٠ - ٢٣٥ و، لا نعلم المستند التاريخي والتحليلي لهذا السياق الذي اعتمده المرحوم السيّد المقرّم؟

(٣) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ١٨٤ - ١٩٥.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

2006 ـ علي بن الحكم :

من أهل الأنبار. قال الكشّي عن حمدويه عن محمّد بن عيسى : إنّ علي بن الحكم هو ابن أخت داود بن النعمان بيّاع الأنماط ، وهو نسيب بني الزبير الصيارفة ، وعلي بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير ، ولقي من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام الكثير ، وهو مثل ابن فضّال وابن بكير ،صه (1) .

وفيكش ما ذكره(2) .

وفيضا : علي بن الحكم بن الزبير مولى النخع ، كوفي(3) .

وفيجش : علي بن الحكم بن الزبير النخعي أبو الحسن الضرير ، مولى ، له ابن عمّ يعرف بعلي بن جعفر بن الزبير ، روى عنه ؛ له كتاب ، محمّد بن إسماعيل وأحمد بن أبي عبد الله عنه به(4) .

وفيصه : علي بن الحكم الكوفي ، ثقة جليل القدر(5) .

وزادست : له كتاب ، أخبرناه جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن هشام ، عن محمّد بن السندي ، عنه.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار وأحمد بن إدريس والحميري ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عنه(6) .

وفيتعق : حكم صاحب المعالم باتّحاد الكلّ(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 98 / 33.

(2) رجال الكشّي : 570 / 1079.

(3) رجال الشيخ : 382 / 30.

(4) رجال النجاشي : 274 / 718.

(5) الخلاصة : 93 / 14.

(6) الفهرست : 87 / 376.

(7) راجع منتقى الجمان : 1 / 38 الفائدة السابعة.

٤٠١

وقال ولده : يحتمل أن يكون ضمير « هو » راجعا إلى داود كما نبّه عليه ذكر علي بن الحكم ثانيا ، وممّا يؤيّد الاتّحاد ذكر الشيخ الكوفي خاصّة والكشّي الأنباري خاصّة ؛ وما اتّفق للعلاّمة ود(1) فأمره سهل كما لا يخفى ، مع أنّ الأنبار محلّة بالكوفة كما قيل.

أقول : يحتمل أن يكون أحمد بن محمّد الذي يروي عن علي بن الحكم الكوفي هو ابن أبي عبد الله البرقي ، فإنّ إطلاقه عليه شائع ، فيكون هذا قرينة أخرى للاتّحاد. لكن الظاهر أنّه ابن عيسى ، لانصراف الإطلاق إليه ، وورد التصريح في الأخبار بروايته عنه(2) ، وكذا في الرجال ، منه ما في معاوية بن ميسرة(3) ؛ إلاّ أنّ في محمّد بن الفضيل أنّهما كليهما يرويان عنه(4) ، فتكون هذه قرينة واضحة على الاتّحاد.

وممّا يؤيّد اتّحاد الأنباري والنخعي أنّ داود بن النعمان وصف في ترجمته بالأنباري(5) ، وعلي بن النعمان أخو داود موصوف بالنخعي(6) .

وممّا يومئ إلى الاتّحاد مع الكوفي اتّصاف علي بن الحكم النخعي بالكوفي ، بل اتّصاف داود وعلي وابنه بالكوفيّين(7) ، واشتهار الحسن بالحسن بن علي الكوفي(8) .

__________________

(1) حيث ذكر كلاّ من علي بن الحكم بن الزبير النخعي : 138 / 1044 ، وعلي بن الحكم الكوفي : 1045 ، وعلي بن الحكم الأنباري : 1046.

(2) التهذيب 7 : 179 / 786 ، 10 : 286 / 1108.

(3) الفهرست : 167 / 741.

(4) الفهرست : 147 / 632.

(5) عن رجال الشيخ : 191 / 23.

(6) نقلا عن النجاشي : 274 / 719 والخلاصة : 95 / 25.

(7) كما في رجال النجاشي : 274 / 719 ترجمة علي بن النعمان.

(8) كما في رجال الشيخ : 430 / 6.

٤٠٢

وممّا يدلّ على اتّحاد الأنباري مع ابن الزبير ما مرّ في صالح بن خالد أبي شعيب المحاملي عنجش (1) .

ويومئ إلى اتّحاد ابن الزبير مع الكوفي الثقة رواية محمّد بن إسماعيل ومحمّد بن السندي(2) ، لأنّ السندي لقب إسماعيل كما مرّ في علي ابن السري(3) .

والنقد والبلغة أيضا حكما بالاتّحاد(4) ، وكذا الوجيزة وقال فيها : ظنّ الاشتراك خطأ(5) .

وممّا يشهد بالاتّحاد أيضا أنّ عند ذكره في سند الروايات وفي كتب الرجال لم يقيّد بقيد من القيود ولم يؤت بالمميّزات المذكورة مع نهاية كثرة وروده(6) ، فتأمّل(7) .

أقول : ما مرّ عن الشيخ محمّدرحمه‌الله من كون مرجع الضمير داود ، قد سبقه والدهرحمه‌الله حيث قال في حاشية التحرير : ربما يتوهّم كون مرجع الضمير فيه علي بن الحكم فيقوى به وهم كون المسمّى بهذا الاسم متعدّدا ، والحقّ أنّه عائد إلى داود بن النعمان كما يشهد به قوله : وعلي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 456 / 1240 ، وفيه : مولى علي بن الحكم بن الزبير الأنباري.

(2) فقد روى محمّد بن إسماعيل عن علي بن الحكم بن الزبير النخعي كما تقدّم في طريق النجاشي ، وروى محمّد بن السندي عن علي بن الحكم كما في طريق الفهرست ورجال الشيخ في ترجمة محمّد بن السندي : 492 / 5.

(3) نقلا عن الكشّي : 598 / 1119 ، وفيه : لقّب إسماعيل بالسدي ، بالسندي ( خ ل ).

(4) نقد الرجال : 234 / 87 ، بلغة المحدّثين : 383 / 32.

(5) الوجيزة : 260 / 1235.

(6) ورد بعنوان علي بن الحكم في الكتب الأربعة في ألف وأربعمائة واثنين وستّين موردا ، كما ذكره السيّد الخوييقدس‌سره في معجم رجال الحديث : 11 / 381.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 231.

٤٠٣

ابن الحكم ، على أثر ذلك الكلام ، فتأمّل(1) ، انتهى.

وفي الفوائد النجفيّة : دعوى الاشتراك توهّم ، أصله العلاّمة فيصه واقتفاه من تأخّر عنه ، انتهى.

وما مرّ عنكش من أنّه تلميذ ابن أبي عمير ولقي من أصحاب الصادقعليه‌السلام الكثير وهو مثل ابن فضّال وابن بكير ، لا يخفى دلالة كلّ ذلك على المدح. ود بعد نقله مجموع ذلك قال : ولم يذكر له ثناء ولا ذم(2) . وليس في محلّه.

وأمّا أحمد بن محمّد الراوي عن علي هذا ، فقال مولانا عناية الله : محتمل لابن خالد كما فيجش ومحتمل لابن عيسى كما في التهذيب عند قوله : باب صفة التيمّم(3) ، وهو الظاهر في مثل هذا الإطلاق كما لا يخفى ، وصرّح بابن عيسى في طريق علي بن الحكم من مشيخة الفقيه(4) ، انتهى(5) .

وفيمشكا : ابن الحكم بن الزبير النخعي في الظاهر ، عنه محمّد بن إسماعيل الثقة ، وأحمد بن أبي عبد الله.

وابن الحكم الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن خالد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن السندي. وهو عن ذريح(6) ، انتهى فتأمّل جدّا.

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 370 / 259.

(2) رجال ابن داود : 138 / 1046.

(3) التهذيب 1 : 207 / 598.

(4) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 88.

(5) مجمع الرجال : 4 / 192.

(6) هداية المحدّثين : 216.

٤٠٤

2007 ـ علي بن حمّاد الأزدي :

قال محمّد بن مسعود : إنّه متّهم بالغلو ، وهو أيضا روى كتاب الأظلّة ،صه (1) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : علي بن حمّاد متّهم ، وهو الذي روى كتاب الأظلّة(2) .

وفيتعق : في التحرير كما نقلهصه (3) (4) .

2008 ـ علي بن حمّاد بن عبيد الله :

ابن حمّاد العدوي أبو الحسن بن حمّاد الشاعررحمه‌الله ، مرّ في ترجمة عبد العزيز بن يحيى ترحّم الشيخ عليه وأنّه رآه وهو شيخ الإجازة ، أجاز الحسين بن عبيد الله الغضائري(5) ،تعق (6) .

أقول : كذا بخطّه دام فضله ، والظاهر وقوع الاشتباه من قلمه ، فإنّ الذي في الترجمة المذكورة ترحّم النجاشيرحمه‌الله عليه ، وهو الذي قال : رأيته ، وذكر إجازته للحسين بن عبيد الله. وليس له ذكر في كلام الشيخرحمه‌الله أصلا ، والأمر في مثله سهل.

وقال العلاّمة فيضح : رأيت بخطّ السعيد صفيّ الدين محمّد بن معد الموسوي : هذا هو ابن حمّاد صاحب هذه الأشعار التي يمدح بها الناحية في المشاهد الشريفة وغيرهارحمه‌الله (7) ، انتهى.

__________________

(1) الخلاصة : 234 / 15 ، وفيها بدل وهو أيضا : الذي.

(2) رجال الكشّي : 375 / 703.

(3) التحرير الطاووسي : 361 / 251.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 232.

(5) نقلا عن النجاشي : 244 / 640 ، وسينبّه المصنّف على ما فيه.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 232.

(7) إيضاح الاشتباه : 218 / 391.

٤٠٥

ورأيت بخطّ بعض الأذكياء هكذا : علي بن حمّاد الشاعر المعروف بابن حمّاد الشاعر البصري ، كان من أكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه ، وإشعاره في شأن أهل البيتعليهم‌السلام وقصائده في مدائح الأئمّةعليهم‌السلام ومراثيهم ولا سيّما في مراثي الحسينعليه‌السلام مشهورة ، وفي كتب الأصحاب وخاصّة في كتاب مناقب ابن شهرآشوب(1) وفي كتاب المراثي والخطب للشيخ فخر الدين الرماحي المعاصر مذكورة ، انتهى.

وذكره فيب في الشعراء المجاهرين ، لكن العجب العجاب أنّه قال : ورد عن بعض الصادقينعليهم‌السلام فيه : علّموا أولادكم شعر العبدي فإنّه على دين الله. مع أنّه ليس عبديّا بل عدوي ، فتدبّر. وذكر أنّه لم يذكر بيتا إلاّ في أهل البيتعليهم‌السلام (2) .

ومن شعره :

ضلّ الأمين وصدّها عن حيدر

تالله ما كان الأمين أمينا

يريد بالأمين أمين الإسلام لدى القوم وما فعله يوم الشورى.

وخلط بعض عوام العامّة العمياء كالسيّد الشريف فقالوا : إنّه لبعض غلاة الشيعة الزاعمين أنّه سبحانه أرسل جبرئيل بالنبوّة إلى عليعليه‌السلام فضلّ وأدّاها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . قاتلهم الله أنّى يؤفكون.

2009 ـ علي بن حمزة بن الحسن :

ابن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو‌

__________________

(1) مناقب آل أبي طالب ـ طبعة بيروت ـ : 1 / 129 و 333 ، 2 / 110 و 400.

(2) معالم العلماء : 147 ، وفيه : قال بعض الصادقينعليهم‌السلام : تعلّموا شعر العبدي فإنّه على دين الله.

٤٠٦

محمّد ، ثقة ،صه (1) .

وزادجش : روى وأكثر الرواية ، له نسخة يرويها عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عنه محمّد ابنه(2) .

2010 ـ علي بن حنظلة العجلي :

الكوفي ،ق (3) . وفي قر : عمر ـ يكنّى أبا صخر ـ وعلي ابنا حنظلة كوفيّان عجليّان(4) .

وفيتعق : قال الفاضل التستري في حاشية التهذيب : كأنّه عمر بن حنظلة على ما ينبّه عليه الأخبار الواردة في طلاق المخالف وإن ذكرهما الشيخ فيجخ مختلفين. ولا يخفى ما فيه ، والتنبيه الذي ادّعاه غير ظاهر ، والأخبار في كتب الأخبار عن علي كثيرة.

وفي الكافي بسنده إلى موسى بن بكر ، عن علي بن حنظلة ، عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : إيّاك والمطلقات ثلاثا(5) .

وفي التهذيب : قال الحسن : سمعت جعفر بن سماعة. إلى أن قال : فقلت : أليس تعلم أنّ علي بن حنظلة روى : إيّاكم والمطلقات على غير السنة؟ فقال : يا بني ، رواية علي بن أبي حمزة أوسع(6) .

فظهر من هذا أنّ المعروف في طلاق المخالف رواية علي. نعم روى الشيخ عن عمر أيضا هذا المضمون(7) ، ولا داعي إلى البناء على الاشتباه‌

__________________

(1) الخلاصة : 102 / 62.

(2) رجال النجاشي : 272 / 714.

(3) رجال الشيخ : 241 / 296.

(4) رجال الشيخ : 131 / 64.

(5) الكافي 5 : 424 / 4.

(6) التهذيب 8 : 58 / 190.

(7) التهذيب 7 : 470 / 1883 و 8 : 56 / 183 ، الاستبصار 3 : 289 / 1022.

٤٠٧

والغفلة ، ولو كان فالرواية عن عمر أولى به كما لا يخفى ، مع أنّ حمل كلام الشيخ بمجرّد هذا لا يخلو من نظر.

ثمّ إنّه يظهر من رواية ابن سماعة المذكورة مقبوليّة رواية علي بن حنظلة عندهم ووثوقهم بقوله واعتمادهم عليه.

وفي بصائر الدرجات بسند صحيح عن ابن مسكان عن عبد الأعلى بن أعين قال : دخلت أنا وعلي بن حنظلة على الصادقعليه‌السلام ، فسأله علي ابن حنظلة فأجابه ، فقال : كان كذا وكذا ، فأجابه فيها حتى أجابه بأربعة وجوه ، فالتفت إليّ فقال : قد أحكمناه. فسمعه الصادقعليه‌السلام فقال : لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنّك رجل ورع من الأشياء أشياء ضيّقة(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن حنظلة الراوي عن الصادقعليه‌السلام ، عنه عبد الله بن بكير(3) .

2011 ـ علي بن خالد بن طهمان :

مرّ بعنوان ابن أبي العلاء ،تعق (4) .

2012 ـ علي الخزاز الرازي :

متكلّم ، جليل ، له كتب في الكلام ، وله انس بالفقه ، كان مقيما بالري وبها مات ،صه (5) .

وبعض أصحابنا نقله عنست (6) ، ولم أجده فيما يحضرني من نسخة.

__________________

(1) بصائر الدرجات : 348 / 2 باب 9.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 232.

(3) هداية المحدّثين : 116.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 233.

(5) الخلاصة : 95 / 24 ، وفيها : علي بن الخزّاز ، وفي النسخة الخطيّة منها : علي الخزّاز.

(6) الفهرست : 100 / 432.

٤٠٨

ولا يبعد أن يكون هذا ابن أحمد بن علي بن الخزّاز المتقدّم عن لم(1) ، فتأمّل.

وفيتعق : في النقد نقله عنست (2) (3) .

أقول : الظاهر أنّه المراد بقول الميرزا : بعض أصحابنا. ولا يخفى أنّه موجود في نسختين عندي منست في آخر باب علي قبل باب عبد الله ، وما مرّ عنصه مأخوذ منه بحروفه. ويحتمل قويا بل هو الظاهر كونه المذكور في لم كما قاله الميرزا وفي النقد بل والحاوي أيضا(4) .

2013 ـ علي بن الخطّاب :

واقفي ، ظم(5) .

وزادصه : قالكش : عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن علي ابن خطّاب وكان واقفيّا(6) .

وفيكش : ما مرّ في إبراهيم بن شعيب(7) .

2014 ـ علي بن خليد :

بالخاء المعجمة المضمومة والياء المثنّاة من تحت وبعدها دال مهملة. قال الكشي : عن محمّد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن علي بن خليد ، قال : يعرف بأبي الحسن المكفوف بغدادي ليس‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 479 / 15.

(2) نقد الرجال : 234 / 95.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 233.

(4) نقد الرجال : 234 / 95 ، حاوي الأقوال : 280 / 1618.

(5) رجال الشيخ : 356 / 44.

(6) الخلاصة : 232 / 2.

(7) رجال الكشّي : 469 / 895.

٤٠٩

به بأس ،صه (1) .

وفيكش ما ذكره(2) .

__________________

(1) الخلاصة : 95 / 26.

(2) رجال الكشّي : 346 / 644.

٤١٠

فهرس الجزء الرابع

باب الصاد‌ 5

1435 ـ صابر :5

1436 ـ صالح أبو خالد القمّاط :5

1437 ـ صالح أبو مقاتل الديلمي :5

1438 ـ صالح بن أبي الأسود :6

1439 ـ صالح بن أبي حمّاد :6

1440 ـ صالح بن أبي صالح :7

1441 ـ صالح بن الحكم النيلي :7

1442 ـ صالح بن خالد المحاملي :8

1443 ـ صالح بن خالد القمّاط :9

1444 ـ صالح بن رزين :10

1445 ـ صالح بن سعيد :11

1446 ـ صالح بن سلمة الرازي :13

1447 ـ صالح بن السندي :13

1448 ـ صالح بن سهل :14

1449 ـ صالح بن شعيب الطالقاني :15

1450 ـ صالح بن عبيد :15

1451 ـ صالح بن عقبة بن قيس :16

1452 ـ صالح بن علي بن عطيّة الأضخم :17

1453 ـ صالح بن علي بن عطيّة البغدادي :17

1454 ـ صالح القمّاط :17

٤١١

1455 ـ صالح بن محمّد الصراي :17

1456 ـ صالح بن محمّد الهمداني :18

1457 ـ صالح بن محمّد بن سهل :18

1458 ـ صالح بن منصور بن عبد الله‌ 18

1459 ـ صالح بن ميثم :18

1460 ـ صالح النيلي :19

1461 ـ صالح بن وصيف :19

1462 ـ صائد النهدي :19

1463 ـ صبّاح الأزرق :20

1464 ـ صبّاح بن بشير بن يحيى :20

1465 ـ صبّاح الحذّاء :20

1466 ـ صبّاح بن سيابة :21

1467 ـ صبّاح بن صبيح الحذّاء :21

1468 ـ صبّاح الطنافسي :22

1469 ـ صبّاح بن عبد الحميد :22

1470 ـ صبّاح بن قيس بن يحيى :22

1471 ـ صبّاح بن موسى الساباطي :24

1472 ـ صبّاح بن يحيى :24

1473 ـ صبيح أبو الصباح :25

1474 ـ صبيح الصائغ :26

1475 ـ صبيح القرشي :26

1476 ـ صدقة الأحدب :26

1477 ـ صدقة بن بندار القمّي :27

1478 ـ الصرام :27

1479 ـ صعصعة بن صوحان :27

1480 ـ صفوان بن حذيفة اليمان :28

٤١٢

1481 ـ صفوان بن مهران بن المغيرة :28

1482 ـ صفوان بن يحيى :30

1483 ـ صفير :33

1484 ـ صهيب :34

1485 ـ صيفي بن فسيل :34

باب الضاد‌35

1486 ـ الضحّاك :35

1487 ـ الضحّاك بن زيد :35

1488 ـ الضحّاك بن سعد الواسطي :36

1489 ـ الضحّاك بن محمّد بن شيبان :37

1490 ـ الضحّاك بن مخلّد الشيباني :37

1491 ـ ضريس بن عبد الملك بن أعين :37

باب الطاء‌39

1492 ـ طارق بن شهاب الأحمسي :39

1493 ـ طالب بن هارون بن عمير :39

1494 ـ طاهر بن حاتم بن ماهويه :39

1495 ـ طاهر بن عيسى الورّاق :40

1496 ـ طاهر غلام أبي الجيش :40

1497 ـ طرمّاح بن عدي :41

1498 ـ طلاّب :41

1499 ـ طلحة بن زيد :41

باب الظاء‌43

1500 ـ ظالم بن سراق :43

1501 ـ ظالم بن عمرو :43

1502 ـ ظريف بن ناصح :43

٤١٣

1503 ـ ظفر بن حمدون :44

باب العين‌ 45

1504 ـ عاصم بن حفص الكوفي :45

1505 ـ عاصم بن حميد :45

1506 ـ عاصم بن زياد :46

1507 ـ عاصم بن عمر بن حفص :46

1508 ـ عاصم بن سليمان البصري :47

1509 ـ عاصم بن ضمرة :47

1510 ـ عاصم الكوزي :47

1511 ـ عامر بن جذاعة :48

1512 ـ عامر بن السبط :49

1513 ـ عامر بن السمط :49

1514 ـ عامر بن شراحيل الشعبي :50

1515 ـ عامر بن عبد قيس :50

1516 ـ عامر بن عبد الله بن جذاعة :50

1517 ـ عامر بن كثير السرّاج :52

1518 ـ عامر بن نعيم القمّي :52

1519 ـ عامر بن واثلة :53

1520 ـ عائذ الأحمسي :54

1521 ـ عائذ بن حبيب :55

1522 ـ عائذ بن رفاعة :55

1523 ـ عائذ بن نباتة الأحمسي :56

1524 ـ عباد أبو سعيد العصفري :56

1525 ـ عباد بن سليمان :56

1526 ـ عباد بن صهيب :57

1527 ـ عباد بن كثير البصري :61

٤١٤

1528 ـ عباد بن يعقوب الرواجني :61

1529 ـ عبادة بن ربعي الأسدي :63

1530 ـ عبادة بن زياد الأسدي :63

1531 ـ عبادة بن الصامت :63

1532 ـ عباس بن أبي طالب :64

1533 ـ العباس بن جعفر بن محمّد :64

1534 ـ العباس بن ربيعة بن الحارث :64

1535 ـ عباس بن صدقة :65

1536 ـ عباس بن طاهر بن ظهير :65

1537 ـ العباس بن عامر بن رباح :66

1538 ـ العباس بن عبد المطّلب :67

1539 ـ عباس بن عطيّة العامري :67

1540 ـ عباس بن علي :67

1541 ـ عباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام :68

1542 ـ عبّاس بن علي بن جعفر :68

1543 ـ عبّاس بن عمر بن العبّاس :68

1544 ـ عبّاس بن عيسى الغاضري :69

1545 ـ عبّاس بن محمّد الورّاق :70

1546 ـ عبّاس بن معروف :70

1547 ـ عبّاس بن موسى :72

1548 ـ عبّاس بن موسى النخّاس :72

1549 ـ عبّاس النجاشي :73

1550 ـ عبّاس بن الوليد بن صبيح :73

1551 ـ عبّاس بن هشام :74

1552 ـ عبّاس بن يزيد :75

1553 ـ عباية بن ربعي :75

٤١٥

1554 ـ عباية بن رفاعة [ بن رافع ] :76

1555 ـ عبد الأعلى بن أعين العجلي :77

1556 ـ عبد الأعلى بن علي بن أبي شعبة :77

1557 ـ عبد الأعلى بن كثير البصري :77

1558 ـ عبد الأعلى مولى آل سام :77

1559 ـ عبد الجبّار بن أعين :79

1560 ـ عبد الجبّار بن العبّاس الهمداني :80

1561 ـ عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي :80

1562 ـ عبد الحميد بن أبي الديلم :83

1563 ـ عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي :83

1564 ـ عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك :84

1565 ـ عبد الحميد بن خالد بن طهمان :85

1566 ـ عبد الحميد بن زياد الكوفي :85

1567 ـ عبد الحميد بن سالم العطّار :85

1568 ـ عبد الحميد بن سعد :87

1569 ـ عبد الحميد بن سعيد :88

1570 ـ عبد الحميد العطّار :88

1571 ـ عبد الحميد بن عواض :88

1572 ـ عبد الحميد بن النضر :90

1573 ـ عبد الحميد الواسطي :90

1574 ـ عبد الخالق بن عبد ربّه :91

1575 ـ عبد الخالق بن محمّد البناني :91

1576 ـ عبد خير الخيراني :91

1577 ـ عبد ربّه بن أعين :92

1578 ـ عبد الرحمن بن أبي حمّاد :92

1579 ـ عبد الرحمن بن أبي عبد الله :93

٤١٦

1580 ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري :94

1581 ـ عبد الرحمن بن أبي نجران :95

1582 ـ عبد الرحمن بن أبي هاشم :97

1583 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه :98

1584 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين :99

1585 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك :99

1586 ـ عبد الرحمن بن أعين :101

1587 ـ عبد الرحمن بن بدر :102

1588 ـ عبد الرحمن بن بديل :103

1589 ـ عبد الرحمن بن جريش الجعفري :103

1590 ـ عبد الرحمن بن الحجّاج البجلي :104

1591 ـ عبد الرحمن بن الحسن القاشاني :107

1592 ـ عبد الرحمن بن خثيل الجمحي :108

1593 ـ عبد الرحمن الخثعمي :108

1594 ـ عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن :108

1595 ـ عبد الرحمن السرّاج :109

1596 ـ عبد الرحمن السمري :109

1597 ـ عبد الرحمن بن سيابة الكوفي :110

1598 ـ عبد الرحمن بن عبد ربّه :112

1599 ـ عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري :113

1600 ـ عبد الرحمن بن عتيك :113

1601 ـ عبد الرحمن العرزمي :113

1602 ـ عبد الرحمن بن عمرو بن مسلم :113

1603 ـ عبد الرحمن بن كثير الهاشمي :114

1604 ـ عبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم :115

1605 ـ عبد الرحمن بن محمّد بن عبيد الله :116

٤١٧

1606 ـ عبد الرحمن بن مسلم :117

1607 ـ عبد الرحمن بن ميمون :117

1608 ـ عبد الرحمن بن ناصح الجعفي :117

1609 ـ عبد الرحمن بن نصر بن عبد الرحمن :117

1610 ـ عبد الرحمن بن هلقام :117

1611 ـ عبد الرحمن بن يوسف بن خداش :118

1612 ـ عبد الرحيم بن روح القصير :119

1613 ـ عبد الرحيم بن عبد ربّه :119

1614 ـ عبد الرحيم القصير :121

1615 ـ عبد الرزاق بن همّام اليماني :121

1616 ـ عبد السلام بن الحسين :122

1617 ـ عبد السلام بن سالم البجلي :123

1618 ـ عبد السلام بن صالح :123

1619 ـ عبد السلام بن عبد الرحمن :129

1620 ـ عبد السلام بن نعيم الكوفي :131

1621 ـ عبد الصمد بن بشير :131

1622 ـ عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري :132

1623 ـ عبد الصمد بن عبد الله الجهني :132

1624 ـ عبد الصمد بن هلال الجعفي :132

1625 ـ عبد العزيز بن أبي حازم :133

1626 ـ عبد العزيز بن أبي ذيب المدني :133

1627 ـ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون :133

1628 ـ عبد العزيز بن أبي كامل :133

1629 ـ عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر :134

1630 ـ عبد العزيز بن أموي المرادي :134

1631 ـ عبد العزيز بن تابع :135

٤١٨

1632 ـ عبد العزيز بن سليمان الكناني :135

1633 ـ عبد العزيز بن عبد الله العبدي :135

1634 ـ عبد العزيز بن عبد الله بن يونس :135

1635 ـ عبد العزيز العبدي :136

1636 ـ عبد العزيز بن عمران :137

1637 ـ عبد العزيز بن محمّد الأندراوردي :137

1638 ـ عبد العزيز بن المطّلب المخزومي :137

1639 ـ عبد العزيز بن المهتدي بن محمّد :137

1640 ـ عبد العزيز بن نافع الأموي :139

1641 ـ عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز :139

1642 ـ عبد العزيز بن يحيى بن أحمد :140

1643 ـ عبد العظيم بن عبد الله بن علي :140

1644 ـ عبد الغفّار بن حبيب الطائي :142

1645 ـ عبد الغفّار بن عبد الله بن السري :143

1646 ـ عبد الغفّار بن القاسم بن قيس :143

1647 ـ عبد الكريم بن أحمد بن موسى :144

1648 ـ عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي :144

1649 ـ عبد الكريم بن عتبة القرشي :145

1650 ـ عبد الكريم بن عمرو بن صالح :145

1651 ـ عبد الكريم بن هلال الجعفي :146

1652 ـ عبد الكريم بن هلال القرشي :147

1653 ـ عبد الله بن أبان :148

1654 ـ عبد الله بن أبجر :148

1655 ـ عبد الله بن إبراهيم بن محمّد :148

1656 ـ عبد الله أبو جابر الأنصاري :149

1657 ـ عبد الله يكنّى أبا عتبة :149

٤١٩

1658 ـ عبد الله بن أبي بكر بن محمّد :149

1659 ـ عبد الله بن أبي الجعد :149

1660 ـ عبد الله بن أبي خلف :150

1661 ـ عبد الله بن أبي زيد الأنباري :150

1662 ـ عبد الله بن أبي طلحة :153

1663 ـ عبد الله بن أبي عبد الله محمّد :153

1664 ـ عبد الله بن أبي العلاء المذاري :154

1665 ـ عبد الله بن أبي يعفور :154

1666 ـ عبد الله بن أحمد بن أبي زيد :155

1667 ـ عبد الله بن أحمد بن حرب :155

1668 ـ عبد الله بن أحمد الرازي :156

1669 ـ عبد الله بن أحمد بن عامر :156

1670 ـ عبد الله بن أحمد بن نهيك :157

1671 ـ عبد الله بن أحمد بن يعقوب :158

1672 ـ عبد الله بن إدريس :158

1673 ـ عبد الله بن أسد الكوفي :159

1674 ـ عبد الله بن أسيد القرشي :159

1675 ـ عبد الله بن أعين :159

1676 ـ عبد الله بن أيّوب بن راشد :159

1677 ـ عبد الله بن بحر :160

1678 ـ عبد الله بن بحر الحضرمي :161

1679 ـ عبد الله وعبد الرحمن ابنا بديل بن ورقاء :161

1680 ـ عبد الله البرقي :162

1681 ـ عبد الله بن بكير الأرّجاني :162

1682 ـ عبد الله بن بكير بن أعين :163

1683 ـ عبد الله بن بكير بن عبد يائيل :165

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477