مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260813 / تحميل: 8934
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

1614 ـ عبد الرحيم القصير :

قر (1) . وكأنّه ابن روح.

وفي الكافي عبد الرحيم بن عتيك القصير مرّة(2) وعبد الرحمن اخرى(3) .

وفيتعق : عبد الرحيم بن عتيك يروي عنه حمّاد ، وعبد الرحمن يروي عنه ابن أبي عمير بالواسطة(4) .

أقول : في تفسير القمّي : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن الصادقعليه‌السلام . الحديث(5) .

1615 ـ عبد الرزاق بن همّام اليماني :

روى عنهما ،ق (6) .

وفيتعق : في محمّد بن أبي بكر همّام ما يظهر منه حسنه وكونه فريد عصره في العلم(7) .

وفي قب : ابن همّام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني ، الحافظ(8) ، مصنّف شهير ، عمي في آخر عمره فتغيّر ، وكان يتشيّع ، من التاسعة(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 128 / 12.

(2) الكافي 1 : 78 / 1 ، بسنده عن حمّاد بن عثمان عنه.

(3) الكافي 1 : 74 / 10 ، بسنده عن ابن أبي عمير عن محمّد بن يحيى الخثعمي عنه.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(5) تفسير القمّي : 2 / 378 في تفسير قوله تعالى :( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) وفيه : عبد الرحمن القصير ، وكتب فوقها : عبد الرحيم ظ.

(6) رجال الشيخ : 267 / 715 ، وفيه : روى عنهماعليهما‌السلام .

(7) انظر رجال النجاشي : 379 / 1032 ، وفيه : عبد الرزاق بن همّام الصنعاني.

(8) في التقريب : ثقة حافظ.

(9) تقريب التهذيب 1 : 505 / 1183 ، وفيه زيادة : مات سنة إحدى عشرة وله خمس وثمانون.

١٢١

وفيهب : الحافظ أبو بكر الصنعاني أحد الأعلام ، صنّف التصانيف ، مات ـ عن خمس وثمانين سنة ـ في أحد عشر ومائتين(1) .

فظهر أنّه أدرك الجوادعليه‌السلام ثماني سنين ، وهو المناسب لما يذكر في محمّد بن أبي بكر ، فلا يمكن أن يكون راويا عنهماعليهما‌السلام ، فلعلّه من أصحاب أبي جعفر الثاني وأبيهعليهما‌السلام والشيخ جعله الأوّلعليه‌السلام وابنه اشتباها كما وقع منه نحوه كثيرا ، فلاحظ التراجم ؛ ويحتمل التعدّد بعيدا ، والأمر بالنسبة إلى المذكور في الإسناد [ لا ](2) التباس فيه ، لظهور الطبقة ، فتأمّل(3) .

أقول : عن كامل التواريخ في ترجمة سنة إحدى عشر ومائتين : فيها توفّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني المحدّث ، ومن مشايخ أحمد بن حنبل ، وكان يتشيّع(4) .

وفي النقد : يظهر من كتب العامّة أنّه شيعي ، روى عن معمر بن راشد(5) .

1616 ـ عبد السلام بن الحسين :

عنجش في عبد الله بن أحمد بن حرب ما يظهر منه جلالته(6) ،تعق (7) .

__________________

(1) الكاشف 2 : 171 / 3410.

(2) أثبتناه من المصدر.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(4) الكامل في التأريخ لابن الأثير : 6 / 406.

(5) نقد الرجال : 187 / 2.

(6) رجال النجاشي : 218 / 569 ، وفيه : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين الأديب البصري.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

١٢٢

أقول : في أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلّين ما هو أولى منه(1) ، ويروي عنه النجاشي ، ولعلّه من مشايخه ، فلاحظ.

1617 ـ عبد السلام بن سالم البجلي :

كوفي ، ثقة ،صه (2) .

وزادجش : عنه الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح(3) .

وفيتعق : مرّ ذكره في زياد بن المنذر(4) (5) .

أقول : فيمشكا : ابن سالم البجلي ، عنه الحسن بن علي بن يوسف(6) .

1618 ـ عبد السلام بن صالح :

أبو الصلت الهروي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، ثقة ، صحيح الحديث ،صه (7) .

وزادجش : له كتاب وفاة الرضاعليه‌السلام (8) .

وبخطّشه علىصه : هذا لفظجش تبعه عليه المصنّف ، وفيكش ما يؤيّده ، فإنّه روى بطريقين عاميّين عن ابن نعيم وأحمد بن سعيد الرازي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 85 / 205 ، وفيه : دفع إليّ شيخ الأدب أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصريرحمه‌الله كتابا بخطّه قد أجازنا فيه جميع رواياته.

(2) الخلاصة : 117 / 3.

(3) رجال النجاشي : 245 / 644.

(4) حيث عدّه الشيخ المفيد في رسالته العدديّة : 39 من فقهاء أصحابهمعليهم‌السلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الّذين لا طعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ أحدهم.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(6) هداية المحدّثين : 97.

(7) الخلاصة : 117 / 2.

(8) رجال النجاشي : 245 / 643.

١٢٣

أنّه ثقة مأمون على الحديث ولكنّه شيعي المذهب محبّ لآل الرسول صلوات الله عليهم وهذا يشعر بأنّه مخالط للعامّة وراو لأخبارهم ، فلذلك التبس أمره على الشيخرحمه‌الله فذكر في كتابه أنّه عامي(1) ، وتبعه المصنّف في الكنى من القسم الثاني بعبارة. يظهر منها أنّ العامي غير هذا(2) ؛ والظاهر أنّهما واحد ثقة عند المؤالف والمخالف ، لكنّه مخالط ملتبس الأمر على بعض الناس ، ومثله كثير من الرجال ، كمحمّد بن إسحاق صاحب السير والأعمش وخلق كثير ، وفي كتاب الشيخ ما يؤذن بأنهما(3) واحد ، لأنّه ذكره مرّتين أحدهما في الكنى والآخر في باب العين باسمه(4) وذكر في الموضعين أنّه عامي(5) ، انتهى.

وفيكش : حدّثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسنيرحمه‌الله قال : حدّثني أبو أحمد محمّد بن سليمان من العامّة قال : حدّثني العباس الدوري قال : سمعت يحيى بن نعيم يقول : أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن كان يرى(6) التشيّع ولم ير منه الكذب(7) .

قال أبو بكر : حدّثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد ـ ذكر أنّ‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 396 / 5 ، باب الكنى.

(2) الخلاصة : 267 / 6 ، وفيها بعد ضبط الصلت : الخراساني الهروي عامي من أصحاب الرضاعليه‌السلام روى عنه بكر بن صالح.

(3) في نسخة « ش » : بأنّه.

(4) رجال الشيخ : 380 / 14. وذكر فيه أيضا : 383 / 48 عبد السلام بن صالح يكنّى أبا عبد الله. وسيأتي.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(6) في المصدر : شديد.

شديد بدل يرى في نسختي من كش وطس ، وفي الحاشية في بعض النسخ يرى. ( منه. قده ).

(7) رجال الكشّي : 615 / 1148.

١٢٤

مولده بالمدينة ـ قال : سمعت نزلة بن قيس الاسفرائي(1) يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرازي يقول : إنّ أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث إلاّ أنّه يحبّ آل الرسول صلوات الله عليهم وكان دينه ومذهبه(2) ، انتهى.

وفيضا : عبد السلام بن صالح يكنّى أبا عبد الله(3) . ولم أجد فيضا في باب العين إلاّ هذا ، فتأمّل.

وفيتعق : الأمر كما ذكرهشه ، فإنّ الأخبار المرويّة عنه في العيون(4) والأمالي(5) وغيرهما(6) الناصّة على تشيّعه ، بل وكونه من خواص الشيعة أكثر من أن تحصى ، وذكرت العامّة أيضا ذلك.

ففي ميزان الاعتدال : عبد السلام بن صالح أبو الصلت رجل صالح إلاّ أنّه شيعي. ونقل عن الجعفي(7) أنّه رافضي خبيث. وقال الدار قطني : إنّه رافضي متّهم(8) .

وقال ابن الجوزي : إنّه خادم الرضاعليه‌السلام ، شيعي مع صلاحه.

نعم قال الحافظ عبد العزيز : روى عن الرضاعليه‌السلام : عبد السلام ابن صالح الهروي وداود بن سليمان وعبد الله بن عباس القزويني‌

__________________

(1) في المصدر : بركة بن الحسن الاسفرايني ، نزلة بن قيس الأشعري ( خ ل ).

(2) رجال الكشّي : 615 / 1149.

(3) رجال الشيخ : 383 / 48 ، وتقدّم.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 262 / 22 ، 2 : 242 / 1.

(5) أمالي الصدوق : 61 / 8 ، 65 / 3 ، 82 / 3 ، 372 / 7 ، 526 / 17.

(6) انظر أمالي الطوسي : 2 / 201.

(7) في الميزان بدل الجعفي : العقيلي ، وراجع كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 3 : 70 / 1036 ، حيث نقل العبارة فيه.

(8) ميزان الاعتدال 2 : 616 / 5051.

١٢٥

وطبقتهم(1) .

وقد يتوهّم من هذا كونه عاميا ، وفيه ما فيه ، نعم يشعر بأنّه مخالط لهم راو لأحاديثهم كما ذكروه.

وفي أمالي الصدوق عن عبد السلام بن صالح الهرويرحمه‌الله ـ على ما في بعض النسخ ـ قال : قلت لعلي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يرون ربّهم؟. الحديث(2) . وهو طويل لاحظه ، فإنّه ظاهر في تشيّعه.

وروايته حكاية شهادة الرضاعليه‌السلام وصدور المعجزات منه ومن ابنهعليه‌السلام تنادي بذلك(3) .

وفي العيون في الصحيح عن إبراهيم بن هاشم قال له الرضاعليه‌السلام : يا عبد السلام أنت منكر(4) لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟ قال(5) : معاذ الله بل أنا مقرّ بولايتكم(6) .

وفيه عنه عن الرضاعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام أنّ علياعليه‌السلام قال : يا رسول الله (ص) أنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال :صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي والأئمّة من بعدك ، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا. إلى أن قال : فقلت : يا رب ومن‌

__________________

(1) راجع كشف الغمّة : 2 / 267 ، حيث ذكر كلام الحافظ عبد العزيز الجنابذي.

(2) أمالي الصدوق : 372 / 7 ، وفيه بدل يرون : يزورون.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 242 / 1 ، أمالي الصدوق : 526 / 17.

(4) في العيون : أمنكر أنت.

(5) في نسخة « ش » : قلت.

(6) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 184 / 6.

١٢٦

أوصيائي؟ فنوديت يا محمّد (ص) أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كلّ نور سطر أخضر فيه اسم وصيّ من أوصيائي ، أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمّتي. إلى أن قال : لأطهّرنّ الأرض بآخرهم عن(1) أعدائي ولأملّكنّه مشارق الأرض ومغاربها. الحديث(2) .

وفيه عنه عنهعليه‌السلام في جملة حديث : فناداه ـ أي الله تعالى ـ أن ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي(3) ، فنظر فوجد مكتوبا : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وفاطمة زوجته سيّدة نساء العالمين والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقال آدم : يا رب من هؤلاء؟ فقال عزّ وجلّ : هؤلاء من ذرّيتك ، وهم خير منك ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنّة والنار ولا السماء ولا الأرض. الحديث(4) .

إلى غير ذلك من الأحاديث التي لا يرويها إلاّ الخواص الخلّص من الشيعة(5) .

أقول : عن هب أيضا أنّه خادم علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وأنّه شيعي متّهم ، مع صلاحه(6) .

__________________

(1) في العيون : من.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 262 / 22.

(3) في العيون : وانظر إلى ساق العرش.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 307 / 67.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193 ، ومن قوله : وفي أمالي الصدوق عن عبد السلام. إلى آخره ، ورد في النسخة الخطيّة منها.

(6) الكاشف 2 : 172 / 3416.

١٢٧

وعن الأنساب للسمعاني : قال أبو حاتم : هو رأس مذهب الرافضة(1) .

وفي النقد : الظاهر أنّ أبا الصلت الهروي واحد وثقة ، إلاّ أنّه مختلط بالعامّة وراو لأخبارهم كما يظهر منكش وكلامشه في حاشيته علىصه ، ومن ثمّ اشتبه حاله على الشيخرحمه‌الله فقال : عامي ، ومن أجل هذا ذكره العلاّمة مرّة بعنوان عبد السلام ووثّقه كما وثّقهجش ومرّة بعنوان أبو الصلت وقال : إنّه عامي كما قال الشيخ ، ود ذكره في البابين(2) ، وفي كنى البابين(3) (4) ، انتهى.

وقال الشيخ محمّد في جملة كلام له : ذكرنا في بعض ما كتبنا على التهذيب أنّ عدم نقلجش كونه عاميّا يدلّ على نفيه ، ويؤيّده ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام . ثمّ روى رواية إبراهيم المذكورة وقال : والطريق كما ترى يعدّ من الحسن ، انتهى.

وقال الشيخ البهائيرحمه‌الله : الذي أعتقده أنّ أبا الصلترحمه‌الله كان إماميّ المذهب ، وأنّ قول العلاّمة في الكنى إنّه عامي محل نظر ، فإنّ الصدوق نقل في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ما هو صريح في أنّه من خواصّ الإماميّة ، وأيضا فإنّي رأيت في كثير من كتب رجال العامّة التشنيع عليه بأنّه شيعي رافضي جلد ، كما في ميزان الاعتدال وغيره ، وأيضا روىكش حديثين يشعران بذلك. ثمّ ذكرهما وقال : ولم يذكركش ما ينافي هذين‌

__________________

(1) الأنساب للسمعاني 13 : 404 / 5250 ترجمة أبو الصلت الهروي ، إلاّ أنّه لم يرد فيه ما ذكر. وكذلك لم يذكرها أبو حاتم في كتابه المجروحين : 2 / 151.

(2) رجال ابن داود : 129 / 957 ، 257 / 306.

(3) رجال ابن داود : 219 / 55 ، 313 / 15.

أقول : كما وعدّه في آخر الكتاب : 291 / 21 من العامّة.

(4) نقد الرجال : 187 / 5.

١٢٨

الحديثين ، انتهى.

وقال الفاضل عبد النبي الجزائري في جملة كلام له : إنّ ما ذكرهشه غير بعيد ، فيكون حكم الشيخ بذلك للاشتباه المذكور ، ويؤيّده بعد خفاء كونه عاميا علىجش أو علمه بذلك ولم يذكره ، فالمعارضة بين القولين ظاهرة ، والجمع غير ممكن ، فالترجيح لقولجش كما مرّ غير مرّة ، مع وجود الأمارات المذكورة ؛ هذا وممّا يدلّ على كونه إماميا ما رواه الصدوق. ثمّ ذكر رواية إبراهيم المذكورة(1) .

هذا ، وفي نسختي منجخ فيضا : عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي عامي. وفيه أيضا بعد عدّة أسامي ما ذكره الميرزا ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن صالح الثقة الهروي ، يروي عن الرضاعليه‌السلام (2) .

1619 ـ عبد السلام بن عبد الرحمن :

قال الكشّي : حدّثنا علي بن محمّد القتيبي قال : حدّثنا الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمّد الأزدي قال : وزعم لي(3) زيد الشحام قال : إنّي لأطوف حول الكعبة وكفّي في كفّ أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ودموعه تجري على خدّيه ، فقال : يا شحّام ما رأيت ما صنع ربي إليّ ، ثمّ بكى ودعا ثمّ قال : يا شحّام إنّي طلبت إلى إلهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلّى سبيلهما.

وهذا سند معتبر ، والحديث يدلّ على شرفهما ،صه (4) .

__________________

(1) حاوي الأقوال القسم الأوّل ـ الصحيح ـ الباب التاسع.

(2) هداية المحدّثين : 96.

(3) في نسخة « ش » : قال زعم لي أي قال لي.

(4) الخلاصة : 117 / 1.

١٢٩

وقالشه : هذه الرواية على تقدير سلامة سندها تقتضي مدحا يمكن أن يدخل به الممدوح في الحسن ، غير أنّ في الطريق بكر بن محمّد الأزدي وهو مشترك بين اثنين أحدهما ثقة والآخر ابن أخي سدير يتوقّف في أمره كما مرّ ، فلا يثبت بذلك المدح المذكور ، وحينئذ ففي كون السند معتبرا نظر(1) ، انتهى.

والحقّ أنّ الرجل واحد وهو ابن أخي شديد لا سدير كما مرّ ، والظاهر أنّ سديرا في الرواية أيضا كذلك كما بيّناه في مواضع.

وما فيكش مضى في سدير(2) وفي سليمان بن خالد(3) .

وفيق : عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي(4) .

وفيتعق : مرّ الجواب عن كلامشه في إبراهيم وغيره ، مع أنّ السند معتبر لما ذكره المصنّف ، نعم التعدّد عندصه (5) ، ومع ذلك الاعتبار بحاله لما ذكرنا ، مع احتمال تغيّر رأيه أيضا ؛ ومرّ أنّ بكر بن محمّد من بيت جليل(6) ، وأنّه متّصف بالأزدي(7) ، كما فيق (8) وكذا في البلغة والوجيزة مع التصريح بالممدوحيّة(9) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(2) رجال الكشّي : 210 / 372.

(3) رجال الكشّي : 353 / 662 التي ظاهرها القدح فيه ، وسيأتي كلام حولها.

(4) رجال الشيخ : 267 / 719.

(5) كما تقدّم في ترجمة بكر بن محمّد الأزدي. انظر الخلاصة : 25 / 1 ، 26 / 2.

(6) رجال النجاشي : 108 / 273.

(7) تقدّم وصفه بالأزدي عن النجاشي والشيخ في أصحاب الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام وفي من لم يرو عنهمعليهم‌السلام وكذا في الفهرست والخلاصة.

(8) في حاشية نسخ الكتاب زيادة : ومرّ عن جش.

(9) بلغة المحدّثين : 374 ، الوجيزة : 237 / 1013.

١٣٠

ويظهر ممّا ذكرنا اتّحاده مع عبد السلام بن نعيم ، مضافا إلى ظهوره في نفسه ؛ والتكرار أشرنا إليه في آدم بن المتوكّل وغيره ؛ وفي سدير ما ينبغي أن يلاحظ(1) .

أقول : سبقصه طس في الحكم باعتبار الرواية حيث قال بعد ذكرها :أقول : إنّ هذا سند معتبر ظاهر في علوّ مرتبته ، وروى قدحا في عبد السلام ابن عبد الرحمن بن نعيم سنده معتبر عدا شخص يقال له : عبد الحميد بن أبي الديلم ، فإنّي لم أعرف حاله بعد فحص(2) ، انتهى.

ورواية القدح التي أشار إليها مرّت في سليمان بن خالد(3) ، ولا يظهر منها قدح فيه عند التأمّل ، فتأمّل.

1620 ـ عبد السلام بن نعيم الكوفي :

ق (4) . وفيتعق : الظاهر أنّه ابن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي المذكور(5) .

1621 ـ عبد الصمد بن بشير :

بالياء قبل الراء ، العرامي ـ بضمّ العين المهملة ـ العبدي ، مولاهم ، كوفي ، ثقة ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم عبيس بن هاشم الناشري(7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(2) التحرير الطاووسي : 434 / 313.

(3) رجال الكشّي : 353 / 662.

(4) رجال الشيخ : 233 / 159.

(5) لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(6) الخلاصة : 131 / 13.

(7) رجال النجاشي : 248 / 654.

١٣١

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير الثقة ، عنه عبيس ، والحجّال ، والقاسم ابن محمّد ، وسليمان بن هلال. وهو عن حسّان الجمّال.

وفي أسانيد الشيخرحمه‌الله في كتاب الحج رواية موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير(2) . فعن المنتقى : المعهود أنّ رواية موسى بن القاسم عن أصحاب الصادقعليه‌السلام الذين لم يرو الرضاعليه‌السلام أن تكون بالواسطة ، وعبد الصمد ذا منهم ، فالشكّ حاصل في اتّصال الطريق لشيوع الوهم في مثله(3) (4) .

1622 ـ عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري :

أبو أسد ، روى عنه الصدوق مترضّيا(5) ،تعق (6) .

1623 ـ عبد الصمد بن عبد الله الجهني :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

1624 ـ عبد الصمد بن هلال الجعفي :

مولاهم الخزاز البزكندي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) الفهرست : 122 / 550.

(2) التهذيب 5 : 72 / 239.

(3) منتقى الجمان : 3 / 225.

(4) هداية المحدّثين : 97 ، وفيها زيادة رواية جعفر بن بشير وعثمان بن عيسى عنه ، وهو عن سليمان بن هلال أيضا.

(5) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 9 / 22.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(7) رجال الشيخ : 237 / 234.

(8) رجال الشيخ : 237 / 232.

١٣٢

1625 ـ عبد العزيز بن أبي حازم :

سلمة بن دينار المدني ، أسند عنه ، مات سنة خمس وثمانين ومائة ،ق (1) .

1626 ـ عبد العزيز بن أبي ذيب المدني :

وهو عبد العزيز بن عمران ، ضعّفه ابن نمير ،ق (2) .

وزادصه : وليس هذا عندي موجبا للطعن فيه لكنّه من مرجّحات الطعن(3) .

1627 ـ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون :

المدني ، الثقة عند العامّة ، أسند عنه ،ق (4) .

1628 ـ عبد العزيز بن أبي كامل :

غير مذكور في الكتابين.

وفي مل : الشيخ عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي القاضي ، كان فاضلا عالما محقّقا فقيها عابدا ، له كتب منها : المهذّب ، والإشراق(5) ، والكامل ، والموجز ، والجواهر ؛ يروي عن أبي الصلاح وابن البرّاج وعن الشيخ والمرتضىرحمهم‌الله (6) ، انتهى.

ويروي عن الكراجكي أيضا كما هو مذكور في طرق الإجازات(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 234 / 189 ، وفيه : خازن ، حازم ( خ ل ). وفي نسخة « م » : حازم ، خازن ( خ ل ).

(2) رجال الشيخ : 235 / 195.

(3) الخلاصة : 240 / 3.

(4) رجال الشيخ : 234 / 188.

(5) في المصدر : والأشراف.

(6) أمل الآمل 2 : 149 / 442.

(7) انظر البحار : 107 / 198 ولؤلؤة البحرين : 335 وغيرهما.

١٣٣

وأمّا توليته(1) القضاء فقال الشيخ يوسف البحرانيرحمه‌الله : الظاهر أنّها كانت بعد ابن البرّاج ، لأنّه يروي عنه ، فيكون متأخّرا(2) ، انتهى فتأمّل.

وسيأتي في ترجمة ابن البرّاج أنّ من جملة كتبه(3) المهذّب والكامل والموجز والجواهر ، فتدبّر.

1629 ـ عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر :

الزيدي البقّال ، كان زيديّا ، يكنّى أبا القاسم ، سمع من التلعكبري سنةستّ وعشرين وثلاثمائة ،صه (4) .

لم إلاّ أنّ فيه : سمع منه ، وبعد البقال : الكوفي(5) .

وفيد أيضا منه(6) .

وفيست وب : ابن إسحاق له كتاب في طبقات الشيعة(7) .

1630 ـ عبد العزيز بن أموي المرادي :

الصيرفي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ابن نافع(9) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : تولية.

(2) لؤلؤة البحرين : 336 / 111 ، والذي فيها : وهو ـ أي عبد العزيز ـ يروي عن القاضي عبد العزيز بن البرّاج ، فيكون توليته القضاء بعد القاضي ابن البرّاج.

(3) أي : ابن البرّاج. ويأتي ذلك عن فهرست منتجب الدين : 107 / 218.

(4) الخلاصة : 240 / 1.

(5) رجال الشيخ : 483 / 37.

(6) رجال ابن داود : 257 / 308 ، وفيه بعد الكوفي زيادة : الهمداني.

(7) الفهرست : 119 / 535 ، معالم العلماء : 81 / 548 وأضاف أيضا : أخبار أبي رافع.

(8) رجال الشيخ : 235 / 193.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

١٣٤

1631 ـ عبد العزيز بن تابع :

الأموي مولاهم كوفي ،ق (1) على نسخة ، وسينبّه عليه الميرزا في ابن نافع.

1632 ـ عبد العزيز بن سليمان الكناني :

المدني ، أسند عنه ،ق (2) .

1633 ـ عبد العزيز بن عبد الله العبدي :

مولاهم الخزّاز الكوفي ،ق (3) .

وفيتعق : الظاهر اتّحاده مع العبدي الكوفي الآتي(4) .

1634 ـ عبد العزيز بن عبد الله بن يونس :

الموصلي الأكبر ، يكنّى أبا الحسن ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنةست وعشرين وثلاثمائة ، أجاز له وذكر أنّه كان فاضلا ثقة ،صه (5) .

وقالشه : سيأتي في باب الآحاد أنّ لعبد العزيز أخا اسمه عبد الواحد روى عنه التلعكبري أيضا في التاريخ المذكور(6) ، ولعلّ وصف عبد العزيز بالأكبر بالإضافة إليه ، فيكون ذلك الأصغر. هذا ، وفيجخ : وأجازه له(7) .

يعني المسموع. والمصنّف نقل لفظه وترك واو العطف وهاء الكناية ، والصواب إثباتهما(8) ، انتهى.

__________________

(1) رجال الشيخ : 235 / 194 ، وفيه : ابن رافع.

(2) رجال الشيخ : 235 / 196.

(3) رجال الشيخ : 235 / 192.

(4) لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(5) الخلاصة : 116 / 1.

(6) الخلاصة : 128 / 1.

(7) رجال الشيخ : 481 / 16 ، وفيه : روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ست وعشرين وثلاثمائة وأجاز له. إلى آخره.

(8) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 55.

١٣٥

ولم أجد فيما حضرني من نسخجخ بهاء الكناية ، وأمّا الواو وإن وجدتها إلاّ أنّ لفظة ثلاثمائة كانت ساقطة ، فيحتمل أن تكون بعد الواو ، فتكون العبارة بعينها ما نقله العلاّمة.

أقول : في نسختي منجخ في لم كما ذكره الميرزا بلا هاء الكناية ووجود الواو وسقوط ثلاثمائة ، لكن ثلاثمائة موجودة في الحاشية وعليها صح ، ونقل في المجمع أيضا عن لم كما فيصه من غير تفاوت(1) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عبد الله الثقة ، عنه التلعكبري(2) .

1635 ـ عبد العزيز العبدي :

ق(3) . وزادصه : كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ضعيف ، ذكره ابن نوح(4) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه بكتابه(5) .

واحتمل اتّحاده مع ابن عبد الله العبدي وإن كان ظاهر الشيخ المغايرة.

أقول : عرفت مرارا عدم ظهور المغايرة من أمثال هذا في كلام الشيخ ، بل كافة أهل الرجال. ثمّ إنّ في(6) رواية الحسن عنه وكذا رواية أحمد ولو بواسطته عنه مع ما ذكر في ترجمتيهما(7) مضافا إلى رواية جماعة كتابه لعلّه يحصل وهن التضعيف ، فتأمّل.

__________________

(1) مجمع الرجال : 4 / 91.

(2) هداية المحدّثين : 98.

(3) رجال الشيخ : 267 / 718.

(4) الخلاصة : 240 / 2.

(5) رجال النجاشي : 244 / 641.

(6) في نسخة « ش » بدل في : أراد من.

(7) في نسخة « م » : ترجمتهما.

١٣٦

وفيمشكا : ابن العبدي ، عنه الحسن بن محبوب(1) .

1636 ـ عبد العزيز بن عمران :

هو ابن أبي ذئب.

1637 ـ عبد العزيز بن محمّد الأندراوردي :

المدني ، أسند عنه ، مات سنةست وثمانين ومائة ،ق (2) .

1638 ـ عبد العزيز بن المطّلب المخزومي :

المدني ، أسند عنه ،ق (3) .

1639 ـ عبد العزيز بن المهتدي بن محمّد :

ابن عبد العزيز الأشعري القمّي ، ثقة ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،جش (4) .

وزادصه : قالكش : قال علي بن محمّد القتيبي ، قال : حدّثني الفضل قال : حدّثنا عبد العزيز وكان خير(5) قمّي رأيته ، وكان وكيل الرضاعليه‌السلام .

قال الشيخ الطوسي : خرج فيه : غفر الله لك ذنبك ورحمنا وإيّاك ورضي عنك برضاي(6) .

وبخطّشه : لفظة قال الثانية زائدة ؛ ولفظكش : علي بن محمّد إلى آخره ، فأسقط الأوّل ، وهو جيّد ، لكنّ المصنّف تصرّف بإثبات الأوّل‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 98.

(2) رجال الشيخ : 235 / 191.

(3) رجال الشيخ : 234 / 187.

(4) رجال النجاشي : 245 / 642.

(5) في نسخة « م » : خيرا.

(6) الخلاصة : 116 / 3 ، وفيها : ورضي عنك برضاي عنك.

١٣٧

وتبع الكشّي في الثانية على غير صحّة ، انتهى(1) .

ثمّ زادجش : من ولده محمّد بن الحسن بن عبد العزيز بن المهتدي.

وفيست : جدّ محمّد بن الحسين ، له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(2) .

وفي لم : جدّ محمّد بن الحسين ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى والبرقي(3) .

وفيكش ما ذكرهصه كما قالشه (4) .

وفيه أيضا : جعفر بن معروف قال : حدّثني الفضل بن شاذان بحديث عبد العزيز بن المهتدي فقال الفضل : ما رأيت قمّيّا يشبهه في زمانه(5) .

وفيه : محمّد بن مسعود ، عن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبد العزيز أو عمّن رواه(6) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كتبت إليه : أنّ لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه إلى من أدفعه؟ فكتب إليّ : قبضت ما في هذه الرقعة والحمد لله وغفر الله لك ذنبك ورحمنا وإيّاك ورضي عنك(7) ، انتهى.

وفيتعق : ما نقلهصه عن الشيخ سيأتي إن شاء الله عنه في الخاتمة مع زيادة وأنّه كان من وكلاء الجوادعليه‌السلام أيضا(8) ، كما يظهر من كش‌

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(2) الفهرست : 119 / 533.

(3) رجال الشيخ : 487 / 66.

(4) رجال الكشّي : 506 / 975.

(5) رجال الكشّي : 506 / 974.

(6) في المصدر : أو من رواه عنه.

(7) رجال الكشّي : 506 / 976 ، وفيه : ورضي الله عنك برضاي عنك.

(8) نقلا عن الغيبة : 349 / 305.

١٣٨

هنا أيضا(1) .

أقول : فيمشكا : ابن المهتدي الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وإبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، والفضل بن شاذان ، وعلي بن مهزيار(2) .

1640 ـ عبد العزيز بن نافع الأموي :

مولاهم كوفي ،ق (3) . وفي نسخة تابع.

وفيتعق : الظاهر أنّه المرادي السابق(4) .

1641 ـ عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز :

المعروف بابن البرّاج ، أبو القاسم ، من غلمان المرتضىرضي‌الله‌عنه ، له كتب في الأصول والفروع ،ب (5) . فقيه الشيعة الملقّب بالقاضي ، وكان قاضيا بطرابلس ، كذا في النقد(6) ،تعق (7) .

أقول : في عه : القاضي سعد الدين عزّ المؤمنين أبو القاسم عبد العزيز ابن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج ، وجه الأصحاب وفقيههم ، وكان قاضيا بطرابلس ؛ وله مصنّفات ، منها المهذب ، المعتمد ، الروضة ، الجواهر ، المقرّب ، عماد المحتاج في مناسك الحاج ، وله الكامل في الفقه ، والموجز في الفقه ، وكتاب في الكلام ؛ أخبرنا بها الوالد عن والده عنه(8) ، انتهى.

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(2) هداية المحدّثين : 98.

(3) رجال الشيخ : 235 / 194.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(5) معالم العلماء : 80 / 545.

(6) نقد الرجال : 189 / 15.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(8) فهرست منتجب الدين : 107 / 218.

١٣٩

وزادب في كتبه : المنهاج ، المعالم ، شرح جمل العلم والعمل للمرتضىرضي‌الله‌عنه .

1642 ـ عبد العزيز بن يحيى بن أحمد :

ابن عيسى الجلودي ، أبو أحمد ، بصري ، ثقة ، إمامي المذهب ، وكان شيخ البصرة وأخباريها ، وكان عيسى الجلودي من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام ،صه (1) .

ونحوهاجش إلاّ : ثقة ، مع ذكر كتبه وهي كثيرة جدّا ، منها كتاب أخبار أبي نؤاس ، وقال : قال لنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : أجازنا كتبه جميعها أبو الحسن علي بن حمّاد بن عبيد الله بن حمّاد العدوي ، وقد رأيت أبا الحسن بن حمّاد الشاعررحمه‌الله (2) .

وفيست : من أهل البصرة ، إمامي المذهب ، له كتب في السير والأخبار وله كتب في الفقه(3) .

وفي لم : بصري ثقة(4) .

أقول : فيمشكا : ابن يحيى الجلودي الثقة صاحب الكتب الكثيرة ، في طبقة جعفر بن قولويه فإنّ عبد العزيز أجازه كتبه(5) .

1643 ـ عبد العظيم بن عبد الله بن علي :

ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو القاسم ، له كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كان عابدا ورعا ، له‌

__________________

(1) الخلاصة : 116 / 2.

(2) رجال النجاشي : 240 / 640.

(3) الفهرست : 119 / 534 ، وما ذكره عن الفهرست لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال الشيخ : 487 / 67.

(5) هداية المحدّثين : 98.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

خطابُ زهير بن القين (رض)

لم تحدّد المصادر التاريخية الأساسية التي روت خطاب زهير بن القين (رض) قبل بدء القتال موقع هذا الخطاب بدقة، أي هل كان قبل خطاب الإمامعليه‌السلام أم بعده، أم كان في أثنائه، وهل كان قبل خطاب برير (رض) أم بعده؟

يروي الطبري عن كثير بن عبد الله الشعبي أنّه قال: (لمّا زحفنا قِبَل الحسين خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنب، شاكٍ في السلاح، فقال: يا أهل الكوفة، نذارِ لكم من عذاب الله نذار، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة، وعلى دين واحدة وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهلٌ فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنّا أمّة وأنتم أمّة.

إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد؛ فإنّكم لا تُدركون منهما إلاّ بسوء عُمُر سلطانهما كلّه! ليُسملان أعينكم ويُقطّعان أيديكم وأرجلكم، ويمثّلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقُرّاءكم، أمثال: حُجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن عروة وأشباهه.

قال: فسبّوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له، وقالوا: والله، لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومَن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سِلماً.

فقال لهم: عبادَ الله، إنّ وِلْدَ فاطمة رضوان الله عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة، فإنْ لم تنصروهم فأُعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلّوا بين هذا الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية، فلعمري إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.

قال: فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: اُسكتْ، أَسكتَ الله نامتك!

٢٦١

أبرمْتنا بكثرة كلامك.

فقال له زهير: يا بن البوّال على عقِبَيه، ما إيّاك أُخاطب إنّما أنت بهيمة، والله ما أظنّك تُحكم من كتاب الله آيتين، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.

فقال له شمر: إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.

قال: أفبالموت تخوّفني؟ فو الله للَمَوت معه أحبّ إليَّ من الخُلد معكم.

قال: ثمّ أقبلَ على النّاس رافعاً صوته فقال: عبادَ الله، لا يغرّنكم من دينكم هذا الجلَف الجافي وأشباهه، فو الله لا تنال شفاعة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله قوماً أهرقوا دماء ذرّيته وأهل بيته، وقتلوا مَن نصرهم وذبَّ عن حريمهم.

قال: فناداه رجل فقال له: إنّ أبا عبد الله يقول لك:(أقبِل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النُصح والإبلاغ) (١) .

الحرّ بن يزيد الرياحي.. والموقف الخالد

قال الشيخ المفيد (ره): (فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسينعليه‌السلام ، قال لعمر بن سعد:أَيْ عُمر، أمُقاتلٌ أنت هذا الرجل؟!

قال: إي والله، قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي.

قال:أفما لكم فيما عرضهُ عليكم رضا؟!

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٠، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٨ باختصار، وكذلك أنساب الأشراف: ٣: ٣٩٧.

٢٦٢

قال عمر: أمَا لو كان الأمرُ إليَّ لفعلتُ! ولكنّ أميرك قد أبى.

فأقبل الحرُّ حتى وقف من الناس موقفاً، ومعه رجل من قومه يُقال له قُرّة بن قيس، فقال: يا قُرّة هل سقيتَ فرسك اليوم؟

قال: لا.

قال: فما تريد أن تسقيه؟

قال قُرّة: فظننتُ والله أنّه يُريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال، ويكره أن أراه حين يصنع ذلك، فقلت له: لمْ أسقِه، وأنا منطلق فأسقيه.

فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه، فو الله لو أنّه أطلعني على الذي يُريد لخرجت معه إلى الحسين بن عليّعليه‌السلام (١) .

فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا بن يزيد، أتريد أن تحمل؟

فلم يجبه وأخذهُ مثل الأفكل - وهي الرعدة - فقال له المهاجر: إنّ أمرك لمريب، والله، ما رأيتُ منك في موقف قطُّ مثلَ هذا، ولو قيل لي: مَن أشجع أهل الكوفة ما عَدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟

____________________

(١) كان الحرّ (رض) يعلم أنّ قرّة بن قيس لعنه الله ليس ممّن يتأسّى بالأحرار لنصرة الحق وأهله، بل هو من المشلولين نفسيّاً الذين يكذبون حتّى على أنفسهم، والأقوى أنّ الحرّ (رض) خشي من قُرَّة - لو أطلعه على نيّته وعزمه - أن يُفشي أمره ويمنعه من تحقيق غايته؛ ولذا كتمَ عليه نيّته وعزمه.

والدليل على كذب قُرّة بن قيس: نفسُ بقائه في جيش ابن سعد حتّى بعد التحاق الحرّ (رض) بالإمامعليه‌السلام ، بل لقد أصرّ قُرّة هذا على مناصرة وحماية أهل الضلال حتّى بعد تزعزع كيانهم، فقد بعثهُ مسعود بن عمرو الأزدي على رأس مئة من الأزد لحماية ابن زياد حتّى القدوم به إلى الشام، بعد أن طرده أهل البصرة منها (راجع: الإمام الحسينعليه‌السلام في مكّة المكرّمة: ٣٤).

٢٦٣

فقال له الحرّ:إنّي والله أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنار، فو الله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعتُ وحُرّقت.

ثمّ ضربَ فرسه فلَحِق بالحسينعليه‌السلام فقال له: جُعلت فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضتهُ عليهم، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله، لو علمتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت منك الذي ركبت، وإنّي تائب إلى الله ممّا صنعتُ، فترى لي من ذلك توبة؟(١)

فقال له الحسينعليه‌السلام :(نعم، يتوب الله عليك، فانزِل (٢) .

قال: أنا لك فارساً خير منّي راجلاً، أُقاتلهم على فرَسي ساعة، وإلى النزول ما يصير آخر أمري.

فقال له الحسينعليه‌السلام :فاصنع يرحمك الله ما بدا لك).

فاستقدمَ أمام الحسينعليه‌السلام (٣) ثمّ قال:

____________________

(١) في تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٠: (... والله الذي لا إله إلاّ هو، ما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، فقلت في نفسي: لا أبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أنّي خرجت من طاعتهم، وأمّا هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم، ووالله لو ظننتُ أنّهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، وإنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي، ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك، أفترى ذلك لي توبة؟).

(٢) في تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٠:(.. نعم، يتوب الله عليك ويغفر لك، ما اسمك؟ قال: أنا الحرُّ بن يزيد، قال:أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، أنت الحرُّ في الدنيا والآخرة، انزِل...) .

(٣) في المصدر (الإرشاد: ٢: ١٠٠): (فاستقدم أمام الحسينعليه‌السلام ، ثمّ أنشأ رجل من أصحاب الحسينعليه‌السلام يقول:

لنعِم الحرُّ حرُّ بني رياحِ

وحُرٌّ عند مختلف الرماحِ

=

٢٦٤

يا أهل الكوفة، لأُمِّكم الهَبَلُ والعَبَرُ، أدَعوتم هذا العبد الصالح حتّى إذا أتاكم أسلمتموه؟ وزعمتم أنّكم قاتِلوا أنفسكم دونه ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه؟! أمسكتم بنفسه، وأخذتم بكظمه، وأحطتم به من كلّ جانب لتمنعوه التوجّه في بلاد الله العريضة(١) ، فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضرّاً، وحلأتموه ونساءَه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهود والنصارى والمجوس، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه! وهاهم قد صرعهم العطش! بئس ما خلفتم محمّداً في ذرّيته، لا سقاكم الله يوم الظمأ الأكبر(٢) .

فحمل عليه رجال يرمونه بالنبْل، فأقبلَ حتّى وقف أمام الحسينعليه‌السلام )(٣) .

هل التحق ثلاثون رجلاً بالإمامعليه‌السلام يوم عاشوراء؟

يقول ابن عبد ربّه الأندلسي: (وكان مع عمر بن سعد ثلاثون رجلاً من أهل الكوفة فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث خصال فلا تقبلون منها شيئاً؟! فتحوّلوا مع الحسين فقاتلوا معه)(٤) .

____________________

=

ونِعمَ الحرُّ إذْ نادى حسينٌ

وجاد بنفسه عند الصباحِ

ولكنّ الطبري لم يورد هذه الأبيات داخل سياق التحاق الحرّ (رض) بالإمامعليه‌السلام ، كما أنّ المشهور أنّ هذه الأبيات قيلت بعد مصرعه (رض).

(١) في تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٠: (.. فمنعتموه التوجّه في بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته، وأصبح في أيديكم كالأسير..).

(٢) وكذلك في تاريخ الطبري: (.. لا سقاكم الله يوم الظمأ إنّ لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه، فحملت عليه رجّالة لهم ترميه بالنبل...).

(٣) الإرشاد: ٢: ٩٩ - ١٠١.

(٤) العقد الفريد: ٥: ١٢٨، وانظر: تهذيب ابن عساكر: ٤: ٣٣٨، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، وسير أعلام =

٢٦٥

إشارة:

إنّ المتأمّل في متون المصادر التاريخية(١) - التي ذكرت قضيّة تحوّل والتحاق ثلاثين رجلاً من جيش ابن سعد بالإمامعليه‌السلام - يجد أنّ هذه المتون لا تُشخّص ساعة وزمان التحاقهم بالتحديد، لكنّ ظاهر هذه المتون يوحي بأنّ هذا الالتحاق كان قد حصلَ يوم عاشوراء.

ولذا فإنّ بعض المؤرّخين المتأخرين - أخذاً بهذا الظاهر - ذكرَ قضيّة هذا الالتحاق بعد ذكره التحاق الحرّ (رض) بالإمامعليه‌السلام (٢) ، بل ذهب آخر إلى القول: (ولا شكّ في أنّ موقف الحرّ بن يزيد كان له أعمق الأثر في نفوس الكثيرين من جيش ابن زياد،... ولذلك لم يلبث أن انحاز إلى الحرّ بن يزيد في انتصاره للحسين جماعة من أعيان الكوفة وفرسانها يُقدّر عددهم بثلاثين فارساً)(٣) ، فهذا الكاتب يصرّح بأنّ التحاق هؤلاء الثلاثين كان نتيجة التأثّر بالتحاق الحرّ (رض) بالإمامعليه‌السلام صبيحة عاشوراء.

ولنا هنا ملاحظات في هذا الصدد:

١ - ليس هناك دليل تاريخي يفيد أنّ التحاق هؤلاء الثلاثين (رض) كان بعد التحاق الحرّ (رض) أو كان نتيجة له.

٢ - هناك مصادر تاريخية أخرى تروي أنّ عملية التحوّل والالتحاق

____________________

= النبلاء: ٣: ٣١١، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، وذخائر العقبى: ١٤٩، والمحن، ١٣٣، وانظر: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام / ٣: ١٩٨ عن تهذيب التهذيب: ١: ١٥٢، وفي ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي (ره)، ص٦٩ (وأتاهم من الجيش عشرون رجلاً).

(١) التي ذكرناها في الحاشية.

(٢) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليّعليهما‌السلام : ٣: ١٩٨.

(٣) سيّد شباب أهل الجنّة: ٢٧٧.

٢٦٦

بالإمامعليه‌السلام من قِبل مجموعة من جيش ابن سعد كانت قد تمّت ليلة العاشر، فهذا السيّد ابن طاووس (ره) يروي قائلاً: (وبات الحسينعليه‌السلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبَر عليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلاً..)(١) .

٣ - إنّ هذه الخصال أو الشروط التي تتحدّث مصادر تاريخية أنّ الإمامعليه‌السلام عرضها على ابن سعد ورُدَّت عليه(٢) - على فرض أنّها عُرضت يوم عاشوراء أيضاً - كانت قد عُرضت أيضاً قبل يوم عاشوراء، وبالتحديد بعد إحكام الحصار على معسكر الإمامعليه‌السلام ، أي في اليوم السابع أو الثامن، وقد وردت هذه الخصال المزعومة في رسالة ابن سعد إلى ابن زياد(٣) ، ولا شكّ أنّ أمر هذه الرسالة ومحتواها - على فرض صحّة خبرها - كان قد انتشر في صفوف جيش ابن سعد؛ لأهميتها البالغة.

٤ - تذكر كتب التراجم والتواريخ أسماء مجموعة من الأنصار قد تحوّلوا إلى معسكر الإمامعليه‌السلام في سواد ليلة عاشوراء - بعد ردّ الجيش الأموي ما عرضه الإمامعليه‌السلام - ومن هؤلاء الأنصار (رض) على سبيل المثال لا الحصر: جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التميمي (رض)، وزهير بن سليم الأزدي (رض)، والنعمان بن عمرو الأزدي الراسبي (رض)، وأخوه الحُلاس (رض)(٤) .

بل تذكر كتب التراجم والتاريخ: أنّ بعض هؤلاء الأنصار (رض) كان قد تحوّل

____________________

(١) اللهوف: ٤١.

(٢) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣١٢، وقد تمَّ إثبات أنّ هذه الخصال الثلاث أو الشروط المزعومة هي أُكذوبة افتراها عمر بن سعد في رسالته إلى ابن زياد.

(٣) راجع: تاريخ الطبري، ٣: ٣١٢.

(٤) راجع: إبصار العين، ١٩٤ و ١٨٦ و ١٨٧.

٢٦٧

إلى معسكر الإمامعليه‌السلام - بعد ردّ ما عرضهُ الإمامعليه‌السلام - دون أن تُشخّص أنّ هذا التحوّل كان ليلة عاشوراء، ممّا يفيد أنّ هذا الالتحاق ربّما كان قبل ليلة عاشوراء، ومن هؤلاء على سبيل المثال: عمرو بن ضبيعة الضبعي (رض)(١) ، والحارث بن امرئ القيس الكندي (رض)(٢) .

إذاً فالصحيح: أنّ تحوّل والتحاق مجموعة من رجال جيش ابن سعد إلى معسكر الإمامعليه‌السلام قد بدأ ليلة العاشر - أو قبل ذلك على احتمال - ثمّ استمرت عمليّة التحوّل هذه حتى يوم عاشوراء، إلى أن تمّ في يوم عاشوراء عدد الرجال الذين تحوّلوا إلى معسكر الإمام الحسينعليه‌السلام ثلاثين أو يزيدون، وهذا ما ذهب إليه أيضاً المحقّق السماوي (ره) في تلخيصه لمجريات وقائع نهضة الإمامعليه‌السلام ، حيث يقول: (.. فقطعَ - أي عمر بن سعد - المراسلات بينه وبين الحسين، وضيّق عليه ومنع عليه ورود الماء، وطلب منه إحدى الحالتين النزول أو المنازلة، فجعلَ يتسلّل إلى الحسين من أصحاب عمر بن سعد في ظلام الليل الواحد أو الاثنان، حتى بلغوا في اليوم العاشر زهاء ثلاثين ممّن هداهم الله إلى السعادة ووفّقهم إلى الشهادة)(٣) .

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ١٩٤، ووسيلة الدارين: ١٧٧ رقم ١١٢.

(٢) راجع: وسيلة الدارين: ١١٦ - ١١٧ رقم ٢٦.

(٣) إبصار العين: ٣٠ - ٣١.

٢٦٨

بدايةُ الحرب - الحملة الأولى

عُمَر بن سعد: اشهدوا أنّي أوّلُ مَن رمى

قال الشيخ المفيد (ره): (ونادى عمر بن سعد: يا ذويد(١) ، أَدْنِ رايتك، فأدناها، ثمّ وضع سهمه في كبد قوسه، ثمّ رمى، وقال: اشهدوا أنّي أوّل مَن رمى، ثمّ ارتمى النّاس وتبارزوا...)(٢) .

وروى الخوارزمي قائلاً: (وزحفَ عمر بن سعد، فنادى غلامه دريداً: قدِّمْ رايتك يا دريد، ثمَّ وضع سهمه في كبد قوسه، ثمّ رمى به وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل مَن رمى، فرمى أصحابه كلّهم بأجمعهم في أثره رشقة واحدة، فما بقيَ من أصحاب الحسين أحدٌ إلاّ أصابه من رميتهم سهم)(٣) .

الإمامعليه‌السلام يأذن لأنصاره (رض) بالقتال

وقال السيد ابن طاووس (ره): (فتقدّم عمر بن سعد فرمى نحو عسكر الحسينعليه‌السلام بسهم، وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل مَن رمى، وأقبلت السهام من القوم كأنّها القطَْر، فقالعليه‌السلام لأصحابه:(قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابدّ منه، فإنّ هذه السهام رُسل القوم إليكم) ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة، حتّى قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام جماعة.

____________________

(١) مرَّ في نفس كتاب الإرشاد: ٢: ٩٦ أنّ اسم هذا الغلام دريد.

(٢) الإرشاد: ٢: ١٠١، وانظر: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢١، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٨٩، وإعلام الورى: ٢: ٤٦١، والدرّ النظيم: ٥٥٤، وقال الدينوري في الأخبار الطوال: ٢٥٦: (ونادى عمر بن سعد مولاه زيداً أن قدِّم الراية، فتقدّم بها، وشبّت الحرب).

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١١، وتسلية المجالس: ٢: ٢٧٨.

٢٦٩

قال: فعندها ضرب الحسينعليه‌السلام بيده إلى لحيته، وجعل يقول:

(اشتدّ غضب الله تعالى على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتدّ غضب الله تعالى على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم، أمَا والله، لا أُجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتّى ألقى الله تعالى وأنا مُخضّب بدمي) (١) .

وقال الخوارزمي: (قال أبو مخنف: فلمّا رموهم هذه الرمية قلّ أصحاب الحسينعليه‌السلام ، فبقيَ في هؤلاء القوم الذين يُذكرون في المبارزة، وقد قُتل منهم ما يُنيف على خمسين رجلاً...)(٢) .

النصرُ يرفرف على رأس الحسينعليه‌السلام

روى الشيخ الكليني (ره) عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال:(أنزلَ الله تعالى النصر على الحسين عليه‌السلام حتى كان ما بين السماء والأرض، ثمّ خُيِّر: النصر أو لقاء الله، فاختار

____________________

(١) اللهوف: ١٥٨ وفي مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١١ - ١٢: (.. فعندها ضرب الحسينعليه‌السلام بيده إلى لحيته، فقال:(هذه رُسل القوم - يعني السهام - ثمّ قال:اشتدّ غضب الله على اليهود والنصارى إذ جعلوا له ولداً، واشتدّ غضب الله على المجوس إذ عبدت الشمس والقمر والنار من دونه، واشتدّ غضب الله على قوم اتفقت آراؤهم على قتل ابن بنت نبيّهم، والله، لا أجيبهم إلى شيء ممّا يريدونه أبداً حتّى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي، ثمّ صاحعليه‌السلام :أمَا من مغيثٍ يُغيثنا لوجه الله تعالى؟ أمَا من ذابّ يذبّ عن حُرَم رسول الله؟).

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١١، وتسلية المجالس: ٢: ٢٧٨، وانظر: مثير الأحزان: ٥٦، ومقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٣٧.

٢٧٠

لقاء الله) (١) .

وينقلها السيّد ابن طاووس (ره) عن معالم الدين للنرسي هكذا: (لمّا التقى الحسينعليه‌السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب، أُنزل النصر حتّى رفرف على رأس الحسينعليه‌السلام ، ثمَّ خُيِّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله تعالى، فاختار لقاء الله تعالى)(٢) .

المبارزةُ التي وقعت قبل الحملة الأولى

عبد الله بن عمير الكلبي (رض)... والموقف البطولي

لمّا أدنى عمر بن سعد رايته ورمى بالسهم معلناً بداية الحرب ارتمى الناس (فلمّا ارتموا خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان، وسالم مولى عبيد الله بن زياد، فقالا: مَن يُبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.

قال: فوثب حبيب بن مظاهر، وبرير بن خضير، فقال لهما الحسين:(اجلسا.

فقام عبد الله بن عمير الكلبي فقال: أبا عبد الله، رحمك الله، ائذن لي فلأَخرج إليهما.

فرأى حسين رجلاً آدم طويلاً، شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين:إنّي لأحسبهُ للأقران قتّالاً، اُخرج إنْ شئت) .

____________________

(١) الكافي: ١: ٢٦٠ باب (أنّ الأئمةعليهم‌السلام يعلمون متى يموتون، وأنّه لا يموتون إلاّ باختيار منهم)، حديث رقم ٨.

(٢) اللهوف: وقد مرَّ في الجزء الأوّل (الإمام الحسينعليه‌السلام في المدينة المنوّرة) كيف نفهم أحد أبعاد هذه الرواية في ضوء (منطق الشهيد الفاتح) - فضلاً عن بُعدها العرفاني - فراجع ذلك في مضانّه من الجزء الأوّل: ص١٦٥ - ١٦٦.

٢٧١

قال: فخرج إليهما، فقالا له: مَن أنت؟

فانتسبَ لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين، أو حبيب بن مظاهر، أو برير بن خضير.

ويسار مستنتل أمام سالم، فقال له الكلبي: يا بن الزانية، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس؟ ويخرج إليك أحد من الناس إلاّ وهو خيرٌ منك؟ ثمّ شدَّ عليه فضربه بسيفه حتى برد، فإنّه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شدَّ عليه سالم، فصاح به أصحابه: قد رهقك العبد، فلم يأبه له حتى غشيه فبدرهُ الضربة، فاتّقاه الكلبي بيده اليسرى، فأطار أصابع كفّه اليسرى، ثمّ مالَ عليه الكلبيّ فضربه حتّى قتله، وأقبلَ الكلبيّ مرتجزاً وهو يقول وقد قتلهما جميعاً:

إنْ تُـنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عُلَيْمٍ حسبي

إنّـي امرؤٌ ذو مِرَّةٍ وعصبِ

ولـستُ بالخوّار عند النّكبِ

إنّـي زعـيمٌ لـكِ أُمَّ وهبِ

بالطعن فيه مُقدماً والضربِ

ضرب غُلامٍ مؤمنٍ بالربِّ

فأخذت أمّ وهب امرأته عموداً، ثمَّ أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمّي، قاتِل دون الطيبين ذرّية محمّد.

فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه(١) ، ثمّ قالت: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها حسينٌ فقال:

(جُزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ، فإنّه ليس على النساء قتال) ، فانصرفت إليهنّ)(٢) .

____________________

(١) وإنّ يمينه سدكت على السيف، ويساره مقطوعة أصابعها، فلا يستطيع ردّ امرأته. (راجع: إبصار العين: ١٨٠).

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٣، وانظر: الإرشاد: ٢: ١٠١.

٢٧٢

بعضُ تفاصيل الحملة الأولى

يظهر من المتون التاريخية أنّ الحملة الأولى كان قد شنّها جيش عمر بن سعد على جيش الإمامعليه‌السلام ، عقيب المبارزة التي قَتل فيها عبد الله بن عمير الكلبي (رض) كُلاًّ من يسار مولى زياد بن أبيه، وسالم مولى عبيد الله بن زياد، يروي الطبري بداية الحملة الأولى فيقول: (وحملَ عمرو بن الحجّاج(١) وهو على ميمنة الناس في الميمنة(٢) ، فلمّا أن دنا من حسين جثوا على الرُكَبِ وأشرعوا الرماح نحوهم، فلم تَقدم خيلهم على الرماح، فذهبت الخيل لترجع، فرشقوهم بالنبل فصرعوا منهم رجالاً وجرحوا منهم آخرين..)(٣) .

وروى الطبري عمّن سمع عمرو بن الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسينعليه‌السلام أنّه كان يقول: (يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل مَن مرَقَ من الدين وخالف الإمام!

فقال له الحسين:(يا عمرو بن الحجّاج، أعَليَّ تُحرّض الناس؟ أنحن مَرَقنا

____________________

(١) مرّت بنا ترجمة موجزة لعمرو بن الحجّاج لعنه الله في الجزء الثاني من هذه الدراسة (مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة) في ص٣٤٣ منه، ونضيف إليها هنا ما يتعلّق بنهاية هذا الظالم الآثم: يقول الدينوري:

(وهرب عمرو بن الحجّاج وكان من رؤساء قتلة الحسين يريد البصرة، فخافَ الشماتة، فعدلَ إلى سراف فقال له أهل الماء: ارحل عنّا، فإنّا لا نأمن المختار، فارتحلَ عنهم، فتلاوموا وقالوا: قد أسأنا، فركبت جماعة منهم في طلبه ليردّوه، فلمّا رآهم من بعيد ظنّ أنّهم من أصحاب المختار، فسلكَ الرّمل في مكان يُدعى (البُيَيْضَة) وذلك في حمّارة القيظ، هي فيما بين بلاد كلب وبلاد طي، فقال فيها فقتلهُ ومَن معه العطش). (الأخبار الطوال: ٣٠٣).

(٢) أي في ميمنة جيش عمر بن سعد، والظاهر أنّ الأصل أن تهجم الميمنة على ميسرة الجيش المقابل؛ لأنّها تكون المقابلة لها.

(٣) تاريخ الطبري، ٣: ٣٢٣، وانظر: الإرشاد: ٢: ١٠٢.

٢٧٣

وأنتم ثبتُّم عليه؟ أمَا والله، لتعلمُنَّ لو قد قُبضت أرواحكم ومِتُّمُ على أعمالكم أيّنا مرَق من الدين، ومَن هو أَولى بصَليِ النّار؟!...).

ثمَّ إنَّ عمرو بن الحجّاج حملَ على الحسين في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات فاضطربوا ساعة، فصُرع مسلم بن عوسجة الأسدي، أوّل أصحاب الحسين، ثمّ انصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه، وارتفعت الغبرة فإذا هم به صريع، فمشى إليه الحسين فإذا به رمق، فقال:(رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ).

ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال:عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أبشِر بالجنّة.

فقال له مسلم قولاً ضعيفاً:بشّرك الله بخير.

فقال له حبيب: لولا أنّي أعلم في أثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه لأحببتُ أن توصيني بكلّ ما أهمَّك، حتى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين.

قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله - وأهوى بيده إلى الحسين - أن تموت دونه.

قال: أفعلُ وربّ الكعبة.

قال: فما كان بأسرع من أن مات بأيديهم.

وصاحت جارية له فقالت: يا بن عوسجتاه! يا سيّداه!

فتنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج: قتلنا مسلم بن عوسجة!

فقال شبث لبعض مَن حوله مِن أصحابه: ثكلتكم أمّهاتكم، إنّما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلّلون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يُقتل مثل مسلم بن

٢٧٤

عوسجة؟! أمَا والذي أسلمتُ له، لرُبَّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم سَلق آذربيجان قتلَ ستّة من المشركين قبل أن تتامّ خيول المسلمين، أفيُقتل منكم مثله وتفرحون؟!

قال: وكان الذي قتل مسلم بن عوسجة: مسلم بن عبد الله الضبّابي، وعبد الرحمان بن أبي خُشكارة البجلي...)(١) .

زيارة الناحية المقدّسة تؤيّد أنّ مسلم بن عوسجة (رض) أوّل شهداء الحملة الأولى، أي أوّل شهداء الطفّ رضوان الله تعالى عليهم، فقد ورد فيها السلام على مسلم بن عوسجة هكذا:

(السلام على مسلم بن عوسجة الأسديّ، القائل للحسين وقد أذِن له في الانصراف: أنحن نخلّي عنك؟ وبمَ نعتذر عند الله من أداء حقّك؟ لا والله، حتى أكسِر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أُفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦، وانظر: الإرشاد: ٢: ١٠٣ - ١٠٤، والمنتظم لابن الجوزي: ٥: ٣٣٩، والبداية والنهاية لابن كثير: ٨: ١٨٢، وجواهر المطالب للباعوني: ٢: ٢٨٦، وأمّا ما ورد في مناقب ابن شهرآشوب: ٤: ١٠١ ((ثمّ برزَ مسلم بن عوسجة مرتجزاً:

إنْ تـسألوا عنّي فإنّي ذو لبد

من فرع قوم في ذرى بني أسد

فـمَن بـغانا حائدٌ عن الرشد

وكـافر بـدين جـبّار صمد

وفي اللهوف: ١٦١: (ثمّ خرجَ مسلم بن عوسجة فبالغَ في قتال الأعداء، وصبر على أهوال البلاء حتى سقط إلى الأرض وبه رمق، فمشى إليه الحسينعليه‌السلام ...).

فلا دلالة فيه على أنَّ مسلماً (رض) قُتل مبارزة بعد الحملة الأولى، بل إنّ (ثُمّ) الموجودة في بعض كتب التواريخ والمقاتل لا تدلّ على ترتيب وقائع الأحداث فعلاً، ولعلّ المتأمّل في سياقات كتاب اللهوف خاصة يرى هذه الحقيقة واضحة.

٢٧٥

أُفارقك حتى أموت معك، وكُنت أوّل مَن شرى نفسه، وأوّل شهيد شهد لله وقضى نحبه، ففزتَ وربّ الكعبة، شكر الله استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشى إليك وأنت صريع فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة، وقرأ: ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ، لعنَ الله المشتركين في قتلك: عبد الله الضبّابي، وعبد الله بن خُشكارةَ البجلي، ومسلم بن عبد الله الضبّابي) (١) .

شمر بن ذي الجوشن.. يواصل الحملة في الميسرة

ونعود إلى رواية الطبري - التي ذكرت مصرع مسلم بن عوسجة (رض) في حملة عمرو بن الحجّاج في ميمنة جيش ابن سعد - فنقرأ فيها أيضاً: (وحملَ شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على أهل الميسرة، فثبتوا له فطاعنوه وأصحابه..)(٢) .

ثمّ صارت الحملة من كلّ جانب

وتقول نفس رواية الطبري: (وحُمِلَ على حسين وأصحابه من كلّ جانب)(٣) .

____________________

(١) البحار: ٤٥: ٦٩ - ٧٠.

(٢) و (٣) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٤ - ٣٢٥، وهذا أيضاً ما استفاده المحقّق السماوي (ره) من جملة روايات الطبري في تاريخه، فقد قال في كتابه إبصار العين: ٣٥: (وأمر عمر بن سعد الناس بالحرب، فتقدّم سالم ويسار فوقعت مبارزات، ثمّ صاح الشمر بالناس وعمرو بن الحجّاج بأنّ هؤلاء قوم مستميتون فلا يبارزنّهم أحد، فأحاطوا بهم من كلّ جانب وتعطّفوا عليهم، وحمل الشمر على الميسرة، وعمرو على الميمنة، فثبتوا لهم وجثوا على الرُكب حتى ردّوهم، وبانت القلّة في أصحاب الحسينعليه‌السلام بهذه الحملة التي تسمّى الحملة الأولى، فإنّ الخيل لم يبقَ منها إلاّ =

٢٧٦

فقُتل الشهيد الثاني عبد الله بن عمير الكلبي (رض)

وتتابع رواية الطبري وصف تفاصيل هذه الحملة فتقول: (فقُتِل الكلبيّ وقد قَتَل رجلين بعد الرجلين الأوّلَيْن، وقاتل قتالاً شديداً، فحمل عليه هانئ بن ثُبَبيت الحضرمي، وبُكَير بن حيّ التيمي من تيم الله بن ثعلبة فقتلاه، وكان القتيل الثاني من أصحاب الحسين)(١) .

خيلُ الإمامعليه‌السلام تحمل على الأعداء

تواصل رواية الطبري وصف تفاصيل الحملة الأولى فتقول: (وقاتلهم أصحاب الحسين قتالاً شديداً، وأخذت خيلهم تحمل - وإنّما هم اثنان وثلاثون فارساً - وأخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلاّ كشفتهُ، فلمّا رأى ذلك عزرة بن قيس هو على خيل أهل الكوفة - أنّ خيله تنكشف من كلّ جانب - بعث إلى عمر بن سعد عبد الرحمان بن حصن، فقال: أمَا ترى ما تلقى خيلي مذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة؟ ابعث إليهم الرجال والرماة...)(٢) .

____________________

= القليل، وذهب من الرجال ما يناهز الخمسين رجلاً)، وراجع أيضاً كتاب إبصار العين: ١٨١.

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٥.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٥، وتذكر نفس هذه الرواية أنّ عمر بن سعد لمّا أراد أن يبعث الرجال والرماة قال لشبث بن ربعي: (ألا تَقدم إليهم؟ فقال: سبحان الله! أتعمد إلى شيخ مصر وأهل مصر عامّة تبعثه في الرماة؟ لم تجد مَن تندب لهذا ويجزي عنك غيري؟!

قال: وما زالوا يرون من شبث الكراهة لقتاله.

وقال أبو زهير العبسي: فأنا سمعته - يعني شبث بن ربعي - في إمارة مصعب يقول: لا يعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً ولا يسدّدهم لرشد، ألا تعجبون أنّا قاتلنا مع عليّ بن أبي طالب ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثمّ عَدَونا على ابنه - وهو خير أهل الأرض - نقاتله =

٢٧٧

مشهدٌ كريم من مشاهد بطولة الحرّ (رض)

روى الطبري، عن أبي مخنف، عن النضر بن صالح العبسي: أنّ الحرّ بن يزيد الرياحي (رض) لمّا لحق بالإمام الحسينعليه‌السلام ، قال رجل من بني تميم من بني شقرة، وهم بنو الحارث بن تميم، يُقال له يزيد بن سفيان: أمَا والله، لو أنّي رأيتُ الحرّ بن يزيد حين خرج لأتبعتهُ السِنان!

... فبينا النّاس يتجاولون ويقتتلون، والحرّ بن يزيد يحمل على القوم مقدماً ويتمثّل قول عنترة:

ما زِلتُ أرميهم بثغرة نحره

ولبانه حتّى تسربل بالدّمِ

.. وإنّ فرسه لمضروب على أُذنيه وحاجبه، وإنّ دماءه لتسيل.. فقال الحصين بن تميم(١) - وكان على شرطة عبيد الله، فبعثه إلى الحسين، وكان مع عمر بن سعد، فولاّه عمر مع الشرطة المجفّفة(٢) - ليزيد بن سفيان: هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى، قال: نعم، فخرجَ إليه، فقال له: هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟ قال: نعم، قد شئتُ، فبرز له.

قال (الراوي): فأنا سمعتُ الحصين بن تميم يقول: والله، لبرز له، فكأنّما كانت نفسه في يده، فما لبثَ الحرّ حين خرج إليه أن قتله)(٣) .

____________________

= مع آل معاوية وابن سميّة الزانيّة! ضلال يا لكَ من ضلال).

(١) يُذكر في بعض المصادر باسم (الحصين بن نمير)، راجع مثلاً: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١.

(٢) أي ولاّه قيادة المجففّة مع قيادته الشرطة، والمجفّفة جماعة من الجيش يحملون دروعاً أو متاريس كبيرة، تقيهم وتقي الرماة معهم نبال ورماح الأعداء.

(٣) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٤.

٢٧٨

مقتلُ مجموعة عمرو بن خالد الصيداوي (رض)

قال الطبري: (فأمّا الصيداوي عمرو بن خالد، وجابر(١) بن الحارث السلماني، وسعد مولى عمرو بن خالد، ومجمّع بن عبد الله العائذي(٢) ، فإنّهم قاتلوا في أوّل القتال، فشدّوا مُقدمين بأسيافهم على الناس، فلمّا وغلو عطفَ عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوه من أصحابهم غير بعيد، فحملَ عليهم العبّاس بن عليّ فاستنقذهم، فجاءوا قد جُرّحوا، فلمّا دنا منهم عدوّهم شدّوا بأسيافهم، فقاتلوا في أوّل الأمر حتّى قُتلوا في مكان واحد)(٣) .

رُماة ابن سعد يعقرون خيل الإمامعليه‌السلام

وتواصل رواية الطبري خبر هذه الحملة فتقول: (ودعا عمر بن سعد الحصين بن تميم، فبعث معه المجفّفة(٤) وخمسمئة من المرامية، فأقبلوا حتّى إذا دنَوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم، وصاروا رجًّالة كلّهم)(٥) .

____________________

(١) هو جنادة بن الحرث المذحجي المرادي السلماني الكوفي على ضبط المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ١٤٤، وكذلك في رجال الشيخ الطوسي: ٩٩ رقم ٩٨٦، وغيرهم، ولعلّ (جابر) من تصحيف النسّاخ.

(٢) وابنه عائذ بن مجمع بن عبد الله، فقد كان معهم أيضاً (راجع: إبصار العين: ١٤٦).

(٣) تاريخ الطبري، ٣: ٣٣٠، وقال المحقّق السماوي (ره): (قال أهل السيَر: وكانوا أربعة نفر، وهم: عمرو بن خالد، وجنادة، ومجمع، وابنه، وواضح مولى الحرث، وسعد مولى عمرو بن خالد، فكأنّما لم يعدّوا المولَيَين واضحاً وسعداً..). (إبصار العين: ١٤٦ - ١٤٧).

(٤) المجفّفة: جماعة (فِرقة) من الجيش يحملون دروعاً ومتاريس كبيرة تقيهم وتقي الرماة منهم نبال ورماح الأعداء.

(٥) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٤.

٢٧٩

ويروي الطبري أيضاً: أنّ أيّوب بن مشرح الخيواني كان يقول: (أنا والله عقرتُ بالحرّ بن يزيد فرَسه، حَشأته سهماً فما لبث أن أرعد الفرس واضطرب وكبَا، فوثبَ عنه الحرّ كأنّه ليث، والسيف في يده وهو يقول:

إن تعقِروا بي فأنا ابن الحُرّ

أشجع من ذي لَبَدٍ هِزَبْرِ

فما رأيتُ أحداً قطُّ يفري فريه)(١) .

اشتدادُ القتال حتّى منتصف النهار

ويروي الطبري أيضاً فيقول: (وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشدّ قتالٍ خلَقه الله، وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلاّ من وجه واحد؛ لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض، قال: فلمّا رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً يقوّضونها عن أيمَانهم وعن شمائلهم؛ ليحيطوا بهم.

قال: فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرجل وهو يقوِّض وينتهب، فيقتلونه ويرمونه من قريب ويعقرونه، فأمرَ بها عمر بن سعد عند ذلك فقال: احرقوها بالنّار ولا تدخلوا بيتاً ولا تقوّضوه، فجاءوا بالنار فأخذوا يُحرقون.

فقال حسينٌ:

(دَعوهم فليُحرقوها؛ فإنّهم لو قد حرَقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها).

وكان ذلك كذلك وأخذوا لا يقاتلونهم إلاّ من وجه واحد)(٢) .

____________________

(١) نفس المصدر: ٣: ٣٢٤.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٥.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477