مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260787 / تحميل: 8932
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

[ كما بدء ] فطوبى للغرباء، فقد عاد الاسلام كما قالعليه‌السلام غريباً في هذا الزَّمان كما بدء وسيقوي بظهور وليِّ الله وحجّته كما قوى بظهور نبيِّ الله ورسوله وتقرُّ بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كما قرَّت أعين المنتظرين لرسول الله والعارفين به بعد ظهوره، وإن الله عزَّ وجلَّ لينجّز لاوليائه ما وعدهم ويعلي كلمته ويتم نوره ولو كره المشركون.

٤٦ - حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثني جدِّي الحسن بن عليٍّ، عن جدِّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل ابن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ الاسلام بدء غريباً وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء.

٤٧ - حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلويُّ العمري السمرقنديُّرضي‌الله‌عنه - قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمركيِّ ابن عليّ البوفكيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن موسى الرّضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليٍّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ الاسلام بدء غريباً وسيعود غريبا كما بدء، فطوبى للغرباء.

٢١

( باب )

* ( العلة الّتى من أجلها يحتاج إلى الامامعليه‌السلام ) *

١ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثماليِّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أتبقي الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت.

٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد -

٢٠١

ابن الحسن الصفّار قال: حدّثنا العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مهزيار، عن محمّد ابن الهيثم، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام قال: قلت له: أتبقى الأرض بغير إمام، فقال: لا، قلت: فإنّا نروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّها لا تبقى بغير إمام إلّا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد، فقال: لا تبقى إذا لساحت.

٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريّا بن محمّد المؤمن، عن أبي - هراسة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال: لو أنَّ الامام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله(١) .

٤ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن - محمّد بن عيسى، وإبراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن أبي عليٍّ البجليِّ، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث له في الحسين عليٍّعليهما‌السلام أنَّه قال في آخره: ولو لا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها، إنَّ الأرض لا تخلو ساعة من الحجّة.

٥ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن أحمد بن عمر الحلّال قال: قتل لابي الحسن الرِّضاعليه‌السلام : إنّا روِّينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنَّه قال: إنَّ الأرض لا تبقى بغير إمام، أو تبقى ولا إمام فيها؟ فقال: معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت.

٦ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكيُّ، عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضاعليه‌السلام : نحن حجج الله في خلقه، وخلفاؤه في عباده، وأمناؤه على سرِّه، ونحن كلمة التقوى، والعروة الوثقى، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته، بنا يمسك الله السموات والارض أنَّ تزولا، وبنا ينزِّل الغيث وينشر الرَّحمة، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوماً بغير حجّة

__________________

(١) ماج أي اضطرب.

٢٠٢

 لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.

٧ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ قالا: حدّثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعد ابن أبي خلف، عن الحسن بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ الأرض لا تخلو من أن يكون فيها [ حجة ] عالم، إنَّ الأرض لا يصلحها إلّا ذلك ولا يصلح النّاس إلّا ذلك.

٨ - وبهذا الاسناد، عن عليِّ بن مهزيار، عن الحسن بن عليٍّ الخزاز، عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: فقال: لا، قلت: فإنّا نروى أنّها لا تبقى إلّا أن يسخط الله على العباد؟ فقال: لا تبقى إذا لساخت.

٩ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله جعفر قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله المؤمن، والحسن بن عليّ بن فضال، عن أبي هراسة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لو أنَّ الامام رفع من الأرض لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله.

١٠ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً عن محمّد بن سنان، عن حمزة الطيّار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لو لم يبق من أهل الأرض(١) إلّا اثنان لكان أحدهما الحجة. - أو كان الثاني الحجّة - الشك من محمّد بن سنان.

١١ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن أبي الصّباح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنَّ الله تبارك وتعالى لم يدع الأرض إلّا وفيها عالم يعلم الزِّيادة والنقصان، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردَّهم وإذا نقصوا شيئاً أكمله لهم ولو لا ذلك لالتبست على المؤمنين أمورهم.

١٢ - وبهذا الاسناد، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يدع الأرض بغير عالم ولو لا ذلك

____________

(١) في بعض النسخ « لو لم يبق في الأرض » وفي بعضها « من الدُّنيا ».

٢٠٣

لما عرف الحقُّ من الباطل.

١٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر قالا: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن هلال في حال استقامته(١) عن محمّد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : يمضي الامام وليس له عقب؟ قال: لا يكون ذلك قلت: فيكون ماذا؟ قال: لا يكون ذلك إلّا أن يغضب الله عزَّ وجلَّ على خلقه فيعاجهلم.

١٤ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، عن أبي سعيد العصفريِّ(٢) ، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لو بقيت الأرض يوماً بلا إمام منّا لساخت بأهلها ولعذَّبهم الله بأشدِّ عذابه، أنَّ الله تبارك وتعالى جعلنا حجّة في أرضه وأماناً في الأرض لأهل الأرض، لم يزالوا في أمان من أنَّ تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم ثمّ لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثمّ يفعل الله ما شاء وأحبَّ.

١٥ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أحمد بن هلال، عن سعيد بن جناح، عن سليمان الجعفريِّ قال: سألت أبا الحسن الرِّضاعليه‌السلام فقلت: أتخلو الأرض من حجّة؟ فقال: لو خلت من حجّة طرفة عين لساخت بأهلها.

١٦ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ جميعاً، عن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن إسماعيل الميثميِّ، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الاعلى بن أعين، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما

__________________

(١) أحمد بن هلال العبرتائي من أصحاب الهاديعليه‌السلام كان غالبا متهماً في دينه ويظهر من هذا الكلام استقامته في أول الامر ثمّ تحزبه إلى الضلال.

(٢) كذا وهو أبو سعيد العصفوري المعنون في جامع الرواة باب الكنى.

٢٠٤

ترك الله الأرض بغير عالم ينقص ما زادوا ويزيد ما نقصوا، ولولا ذلك لا اختلطت على النّاس اُمورهم.

١٧ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن داود، عن فضيل الرّسّان قال: كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام : أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟ فكتب إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنَّ الكواكب جعلت في السّماء أماناً لأهل السّماء، فإذا ذهبت نجوم السّماء جاء أهل السّماء ما كانوا يوعدون، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « جعل أهل بيتي أماناً لاُمّتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء امّتي ما كانوا يوعدون ».

١٨ - حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغداديُّ(١) قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز ابن الجعد أبو بكر قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيده، عن أياس بن سلمة، عن أبيه يرفعه قال: قال النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لاهل السّماء وأهل بيتي أمان لاُمّتي.

١٩ - حدّثنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن السري بن سهل قال: حدّثنا عبّاس بن الحسين(٢) قال: حدّثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لاهل السّماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السّماء، وأهل بيتي أمان لاهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض.

٢٠ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرّحمن البصريِّ، عن أبي المغرا حميد

__________________

(١) هو محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم أبو بكر التميمي يعرف بابن الجعابي.

(٢) يحتمل أن يكون هو عبّاس بن الحسين البلخي أبو الفضل الّذي سكن بغداد وتوفي سنة ٢٥٨. والمراد بمحمد بن السري بن سهل أما أبو المؤمل البغدادي أو أبو بكر القنطري أو أبو بكر البزاز. والعلم عند الله.

٢٠٥

ابن المثنّى العجليِّ، عن أبي بصير، عن خيثمة الجعفيِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: نحن جنب الله، ونحن صفوته، ونحن حوزته، ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن امناء الله عزَّ وجلَّ، ونحن حجج الله، ونحن أركان الايمان، ونحن دعائم الاسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن من بنا يفتح وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدُّجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الاخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق، من تمسّك بنا لحق، ومن تأخّر عنّا غرق، ونحن قادة الغرّ المحجّلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله عزَّ وجلَّ، ونحن من نعمة الله عزَّ وجلَّ على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوَّة، ونحن موضع الرسالة، ونحن الّذين إلينا تختلف الملائكة، ونحن السِّراج لمن استضاء بنا، ونحن السّبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنّة، ونحن عرى الاسلام، ونحن الجسور والقناطر(١) ، من مضى عليها لم يسبق، ومن تخلّف عنها محق، ونحن السّنام الاعظم، ونحن الّذين بنا ينزل الله عزَّ وجلَّ الرَّحمة، وبنا يسقون الغيث، ونحن الّذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا.

٢١ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل(٢) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لامير المؤمنينعليه‌السلام : اكتب ما املي عليك، قال: يا نبي الله أتخاف عليّ النسيان؟ فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبيَّ الله؟ قال: الأئمّة من ولدك، بهم تسقى أمّتى الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم تنزل الرَّحمة من السّماء

__________________

(١) الجسور جمع الجسر، والقناطر جمع القنطرة: الجسر.

(٢) كذا ورواية أبي الطفيل عن أبي جعفرعليه‌السلام في غاية البعد بل ممّا لا يكون. وفي بعض النسخ « عن أبي عبد الله الطفيل » ولم أجده.

٢٠٦

وهذا أوّلهم - وأومأ بيده إلى الحسنعليه‌السلام ، ثمّ أومأ بيده إلى الحسينعليه‌السلام - ثمّ قالعليه‌السلام : الائمّة من ولده.

٢٢ - حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريّا القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا الفضل بن صقر العبديِّ(١) قال: حدّثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليٍّ، عن أبيه عليِّ بن الحسينعليهم‌السلام قال: نحن أئمّة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغرِّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان لاهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لاهل السّماء، ونحن الّذين بنا يمسك الله السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها(٢) وبنا ينزل الغيث، وتنشر الرَّحمة، وتخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها، ثمّ قال: ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة الله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور(٣) ، ولا تخلوا إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله. قال: سليمان، فقلت للصادقعليه‌السلام : فكيف ينتفع النّاس بالحجة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.

٢٣ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا إبراهيم ابن هاشم قال: حدّثنا إسماعيل بن مرَّار قال: حدّثني يونس بن عبد الرّحمن قال: حدّثني يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران ابن أعين، ومؤمن الطّاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة من أصحابه، فيهم هشام بن الحكم وهو شابٌّ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا هشام قال: لبّيك يا ابن رسول الله قال: إلّا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي اجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أمرتكم بشيء فافعلوه، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد

__________________

(١) لم أظفر به.

(٢) في بعض النسخ « أن تمور بأهلها ».

(٣) في بعض النسخ « خائف مغمور ».

٢٠٧

البصرة وعظم ذلك عليَّ فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف مؤتزرٌ بها، وشملة مرتد بها، والناس يسألونه فاستفرجت النّاس فأفرجوا لي، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتيَّ، ثمّ قلت: أيّها العالم أنا رجلٌ غريبٌ تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال: فقال: نعم، قال: قلت له: ألك عينٌ؟ قال: يا بنيَّ أيّ شيء هذا من السؤال إذا ترى شيئاً كيف تسأل عنه؟ فقلت: هكذا مسألتي قال: يا بنيَّ سل وإن كانت مسألتك حمقاء، قلت: أجبني فيها، قال: فقال لي: سل، قال: قلت: ألك عينٌ؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تري بها؟ قال: الألوان والأشخاص، قال: قلت: ألك أنف؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أشمُّ به الرّائحة، قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أتكلّم به قال: قلت: ألك أذن؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الأصوات، قال: قلت: أفلك يدان؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما وأعرف بهما الليّن من الخشن، قال: قلت: ألك رجلان؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان، قال: قلت: ألك فمٌ؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أعرف به المطاعم على اختلافها، قال: قلت: أفلك قلب؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: اميّز به كلما ورد على هذه الجوارح(١) ، قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة؟ قال: يا بنيَّ إنَّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته ردَّته إلى القلب فليقرُّ به اليقين ويبطل الشّك، قال: قلت: فإنّما أقام الله عزَّ وجلَّ القلب لشكِّ الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: ولابدَّ من القلب وإلّا لم يستيقن الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: يا أبا مروان أنَّ الله لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكّت فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك يردُّ إليك شكك وحيرتك؟ قال: فسكت، ولم يقل لي شيئاً، قال: ثمّ التفت إليَّ فقال:

__________________

(١) في بعض النسخ « أميز به الامور الواردة على هذه الجوارح ».

٢٠٨

أنت هشام؟ فقلت: لا، قال: فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت إذاً هو، قال: ثمّ ضمّني إليه فأقعدني في مجلسه، وما نطق حتّى قمت، فضحك أبو عبد اللهعليه‌السلام ، ثمَّ قال: يا هشام من علّمك هذا؟ قال: قلت: يا ابن رسول الله جرى على لساني، قال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسىعليهم‌السلام .

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : وتصديق قولنا إنَّ الامام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنَّه ما عذب الله عزَّ وجلَّ أمّة إلّا وأمر نبيّها بالخروج من بين أظهرهم كما قال الله عزَّ وجلَّ في قصّة نوحعليه‌السلام «حتّى إذا جاء أمرنا وفار التّنور قلنا احمل فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلّا من سبق عليه القول (١) » منهم وأمره الله عزَّ وجلَّ أن يعتزل عنهم مع أهل الايمان به ولا يبقى مختلطا بهم وقال عزَّ وجلَّ: «ولا تخاطبني في الّذين ظلموا أنّهم مغرقون (٢) » وكذلك قال عزَّ وجلَّ في قصّة لوطعليه‌السلام «فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلّا امرأتك أنَّه مصيبها ما أصابهم (٣) » فأمره الله عزَّ وجلَّ بالخروج من بين أظهرهم قبل أن أنزل العذاب بهم لأنّه لم يكن عزَّ وجلَّ لينزل عليهم ونبيّه لوطعليه‌السلام بين أظهرهم وهكذا أمر الله عزَّ وجلَّ كلّ نبي أراد هلاك أمته أنَّ يعتزلها كما قال إبراهيمعليه‌السلام مخوفا بذلك قومه «وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى إلّا أكون بدعاء ربي شقيا *فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون الله (٤) » أهلك الله عزَّ وجلَّ الّذين كانوا آذوه وعنتوه وألقوه في الجحيم وجعلهم الاسفلين ونجّاه ولوطاً كما قال الله تعالى: «ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين (٥) » ووهب الله [ جلت عظمته ] لابراهيم إسحاق ويعقوب كما قال عزَّ وجلَّ: «ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين (٦) ».

__________________

(١) هود: ٤٣.

(٢) هود: ٤٠.

(٣) هود: ٨١.

(٤) مريم: ٥٠ و ٥١.

(٥) و (٦) الأنبياء: ٧٢.

٢٠٩

وقال الله عزَّ وجلَّ لنبيه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم »(١) .

وروي في الأخبار الصحيحة عن أئمّتناعليهم‌السلام أنَّ من رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو واحداً من الائمّة صلوات الله عليهم قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنّه أمن لاهل تلك المدينة أو القرية ممّا يخافون ويحذرون وبلوغ لمّا يأملون ويرجون.

و في حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجّة في الانتفاع بالحجّة الغائبعليه‌السلام وذلك أنَّ القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين ولا يشمُّ بالأنف ولا يذاق بالفمِّ ولا يلمس باليد وهو مدبّر لهذه الجوارح مع غيبته عنها وبقاؤها على صلاحها ولو لم يكن القلب لانفسد تدبير الجوارح ولم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الامام لبقاء العالم على صلاحه ولا قوَّة إلّا بالله.

و كما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر فكذلك يعلم مكان الحجّة الغائبعليه‌السلام بالخبر وهو ما ورد عن الائمّةعليهم‌السلام من الأخبار في كونه بمكّة وخروجه منها في وقت ظهوره، ولسنا نعني بالقلب المضغة الّتي من اللحم لأنّ بها لا يقع الانتفاع للجوارح وإنّما نعني بالقلب اللطيفة الّتي جعلها الله عزَّ وجلَّ في هذه المضغة لا تدرك بالبصر وإن كشف عن تلك المضغة، ولا تلمس ولا تذاق ولا توجد إلّا بالعلم بها لحصول التمييز واستقامة التّدبير من الجوارح والحجّة بتلك اللّطيفة على الجوارح [ قائمة ما وجدت والتكليف لها لازم ما بقيت فإذا عدمت تلك اللطيفة انفسد تدبير الجوارح وسقط التكليف عنها فكما يجوز أن تحتجَّ الله عزَّ وجلَّ بهذه اللّطيفة الغائبة عن الحواسِّ على الجوارح فكذلك جائز أن يحتجَّ عزَّ وجلَّ على جميع الخلق بحجّة غائب عنهم به يدفع عنهم وبه يرزقهم وبه ينزل عليهم الغيث ولا قوة إلّا بالله ].

__________________

(١) الانفال: ٣٣. وتمام الآية «وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » وفي بعض النسخ كانت هذه الزيادة في المتن.

٢١٠

٢٢

( باب )

* (اتصال الوصية من لدن آدمعليه‌السلام وأن الأرض لا تخلو) *

* (من حجّة لله عزَّ وجلَّ على خلقه إلى يوم القيامة) *

١ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن - الحسن الصفّار؛ وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميريُّ جميعاً قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ والهيثم بن أبي مسروق النهديُّ وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب السَّراد، عن مقاتل بن سليمان بن دوال - دوز(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا سيّد النبيّين ووصيّي

__________________

(١) مقاتل بن سليمان الازدي الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو، يقال له: ابن دوال دوز عامي بتري اختلفوا في شأنه فبعضهم رفعوه فوق مقامه وبجلوه وقالوا: « ما علم مقاتل بن سليمان في علم النّاس إلّا كالبحر الاخضر في سائر البحور »، وبعضهم كذبوه وهجروه ورموه بالتجسيم ففي تهذيب التهذيب عن أحمد بن سيار المروزي قال: « مقاتل متهم متروك الحديث مهجور القول، سمعت اسحاق ابراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة أنَّ خارجة مر بمقاتل وهو يحدّث النّاس فقال: حدّثنا أبو النضر - يعني الكلبي - قال: فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي: والله ما حدثته قط بهذا، ثمّ دنا منه فقال له: يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط، فقال مقاتل: اسكت يا أبا النضر فإنَّ تزيين الحديث لنا إنّما هو بالرجال ».

وفيه قال أبو اليمان: قام مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عمّا دون العرش حتّى أخبركم به، فقال له يوسف السمتي: من حلق رأس آدم اول ما حج؟ قال: لا أدري.

وفيه أيضاً عن العبّاس بن الوليد بن مزيد عن أبيه قال: سألت مقاتل عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كلّ واحد ينقض الاخر، فقلت: بأيها آخذ؟ قال: بأيها شئت، وقال ابن معين: أنَّه (يعنى مقاتل) ليس بثقة وقال عمرو بن عليّ: متروك الحديث كذاب. وقال ابن سعد:

٢١١

سيّد الوصيّين وأوصياؤه سادة الأوصياء إنَّ آدمعليه‌السلام سأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل له وصيّاً صالحا فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه إنّي أكرمت الأنبياء بالنبوَّة ثمّ اخترت خلفي فجعلت خيارهم الاوصياء، فقال آدمعليه‌السلام : يا ربّ فاجعل وصيّي خير الاوصياء، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه: يا آدم أوص إلى شيث وهو هبة الله بن آدم، فأوصى آدم إلى شيث وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء(١) الّتي أنزلها الله عزَّ وجلَّ على آدم من الجنّة فزوَّجها شيثاً، وأوصى شبان إلى ابنه مجلث، وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا، وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبيّعليه‌السلام ، وأوصى إدريس إلى ناخور ودفعها ناخور إلى نوحعليه‌السلام ، وأوصى نوح إلى سام؛ وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا، وأوصى برعيثاشا إلى يافث؛ وأوصى يافث إلى برّة؛ وأوصى برة إلى جفيسة(٢) وأوصى جفيسة، إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثرياء، وأوصى بثرياء إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى داود(٣) وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى

__________________

أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه. وقال النسائي: كذاب. وفي موضع آخر، الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعة وعد منهم مقاتل بن سليمان راجع تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٢٧٩.

وعنونه العلامة قدَّس سرّه في قسم الضعفاء وقال: مقاتل بن سليمان من أصحاب الباقر عليه السلام بتري قاله الشيخ الطوسي رحمه الله والكشي. وقال البرقي. أنَّه عامي

(١) في بعض النسخ « هو ابن له من الحوراء ».

(٢) في بعض النسخ والفقيه « جفسية ».

(٣) مضطرب لأنّ بين يوشع بن نون وداودعليهما‌السلام ازيد من ثلاثمائة عام فإنَّ خروج بني إسرائيل من مصر في عام ١٥٠٠ قبل الميلاد، وكان داودعليه‌السلام في ١٠٠٠ قبل الميلاد فكيف يوصي يوشع إلى داود. والبلاء من مقاتل بن سليمان العامي البتري.

٢١٢

آصف بن برخيا إلى زكريّا، ودفعها زكريّا إلى عيسى بن مريمعليه‌السلام وأوصى عيسى إلى شمعون ابن حمون الصّفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريّا(١) وأوصى يحيى بن زكريّا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة، ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا عليُّ وأنت تدفعها إلى وصيّك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك، واحداً بعد واحد حتّى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرنَّ بك الاُمّة ولتختلفن عليك اختلافاً شديداً، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذُّ عنك في النّار، والنّار مثوى للكافرين.

٢ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيُّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال: عن أبيه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثماليِّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام قال: أنَّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدمعليه‌السلام أن لا يقرب الشجرة، فلمّا بلغ الوقت الّذي كان في علم الله تبارك وتعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى: «ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً (٢) » فلمّا أكل آدم من الشجرة أُهبط إلى الأرض فولد له هابيل وأخته توأماً، وولد له قابيل وأخته توأماً، ثمّ أنَّ آدم أمر هابيل وقابيل أن يقرِّبا قرباناً، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشاً وقرَّب قابيل من زرعه ما لم ينق، وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقّى، فتقبّل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: «واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقِّ إذ قربّا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبّل من الاخر - الآية »(٣) وكان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النّار فبنى لها بيتاً وهو أول من بنى للنّار البيوت، وقال: لاعبدنَّ هذه النار حتّى يتقبل قرباني، ثمّ إنَّ عدو الله إبليس قال لقابيل: إنَّه قد تقبّل قربان هابيل

__________________

(١) وهذا أيضاً خلاف ما وقع وإنّما قتل يحيى في أيّام عيسىعليه‌السلام على التحقيق.

(٢) طه: ١١٥

(٣) المائدة: ٢٧.

٢١٣

ولم يتقبّل قربانك فإنَّ تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل، فلمّا رجع إلى آدمعليه‌السلام قال له: يا قابيل أين هابيل؟ فقال: ما أدري وما بعثتني له راعياً فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولاً فقال: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل، فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة، ثمّ إنَّ آدمعليه‌السلام سأل: ربّه عزَّ وجلَّ أن يهب له ولداً فولد له غلامٌ فسمّاه هبة الله لأنّ الله عزَّ وجلَّ وهبه له فأحبّه آدم حبّاً شديدا فلمّا انقضت نبوَّة آدمعليه‌السلام واستكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم أنَّه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الّذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوَّة في العقب من ذرّيّتك عند ابنك هبة الله فإنّي لن أقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوَّة في العقب من ذرّيّتك إلى يوم القيامة ولن أدع الأرض إلّا وفيها عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح، وذكر آدمعليه‌السلام نوحاًعليه‌السلام وقال: أنَّ الله تعالى باعث نبيّاً اسمه نوح وإنّه يدعو إلى الله عزَّ وجلَّ فيكذِّبوه فيقتلهم الله بالطوفان، وكان بين آدم وبين نوحعليهما‌السلام عشرة آباء كلّهم أنبياء الله، وأوصى آدم إلى هبة الله: أنَّ من أدركه منكم فليؤمن به وليتّبعه وليصدق به فإنّه ينجو من الغرق.

ثم إنَّ آدمعليه‌السلام لمّا مرض المرضة الّتي قبض فيها أرسل إلى هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فأقرئه منّى السّلام وقل له: يا جبرئيل إنَّ أبي يستهديك من ثمار الجنّة، ففعل فقال له جبرئيل: يا هبة الله إنَّ أباك قد قبض وما نزلت إلّا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد أباه قد قُبض، فأراه جبرئيلعليه‌السلام كيف يغسّله، فغسّله حتّى إذا بلغ الصّلاة عليه قال هبة الله: يا جبرئيل تقدَّم فصلِّ على آدم فقال له جبرئيلعليه‌السلام : يا هبة الله إنَّ الله أمرنا أن نسجد لابيك في الجنّة فليس لنا أن نؤمَّ أحداً من ولده، فتقدم هبة الله فصلّى على آدم وجبرئيل خلفه وحزب من الملائكة وكبّر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل فرُفع من ذلك خمساً وعشرون تكبيرة والسنّة فينا اليوم خمس تكبيرات، وقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكبّر على أهل بدر سبعاً وتسعاً.

ثم أنَّ هبة الله لمّا دفن آدم أباه أتاه قابيل فقال له: يا هبة الله إنّي قد رأيت آدم أبي

٢١٤

خصّك من العلم بما لم أخصَّ به وهو العلم الّذي دعا به أخوك هابيل فتقبّل قربانه وإنّما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن أبناء الّذي تقبّل قربانه وأنتم أبناء الّذي لم يتقبل قربانه فانّك أن أظهرت من العلم الّذي اختصك به أبوك شيئاً قتلتك كما قتلت أخاك هابيل.

فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة حتّى بعث نوح وظهرت وصيّة هبة الله حين نظروا في وصيّة آدم فوجدوا نوحاًعليه‌السلام قد بشّر به أبوهم آدم، فآمنوا به واتّبعوه وصدقوه، وقد كان آدم وصىّ هبة الله أن يتعاهد هذه الوصيّة عند رأس كلِّ سنة فيكون يوم عيد لهم، فيتعاهدون بعث نوحعليه‌السلام في زمانه الّذي بعث فيه، وكذلك جرى في وصية كلِّ نبيٍّ حتّى بعث الله تبارك وتعالى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وإنّما عرفوا نوحاً بالعلم الّذي عندهم وهو قول الله عزَّ وجلَّ «ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه - الاية.(١) وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن فلم يسمّوا كما سمّي من استعلن من الأنبياء وهو قول الله عزَّ وجلَّ «ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك (٢) » يعني من لم يسمّهم من المستخفين كما سمّي المستعلنين من الأنبياء، فمكث نوحعليه‌السلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً لم يشاركه في نبوَّته أحد ولكنّه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الّذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله تبارك وتعالى: «كذَّبت قوم نوح المرسلين »(٣) يعني من كان بينه وبين آدم إلى أن ينتهي إلى قوله: «وإنَّ ربّك لهو العزيز الرَّحيم » ثمّ إنَّ نوحاً لمّا انقضت نبوَّته واستكملت أيّامه أوحى الله عزَّ وجلَّ إليه يا نوح أنَّه قد انقضت نبوَّتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الّذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوَّة في العقب من ذرّيّتك عند سام فإنّي لن أقطعها من بيوتات الأنبياء الّذين بينك وبين آدم ولن أدع الأرض إلّا وفيها عالم يعرف به ديني، وتعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بين

__________________

(١) هود: ٢٥، المؤمنون: ٢٣٠.

(٢) النساء: ١٦٤.

(٣) الشعراء: ١٠٥.

٢١٥

قبض النبيِّ إلى خروج النبيِّ الاخر، وليس بعد سام إلّا هود، فكان ما بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين ومستعلنين، وقال نوح: أنَّ الله تبارك وتعالى باعث نبيّاً يقال له: هود وإنّه يدعو قومه إلى الله عزَّ وجلَّ فيكذِّبونه، وإن الله عزَّ وجلَّ مهلكهم بالرِّيح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فإنَّ الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الرِّيح وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصيّة عند رأس كلّ سنة، ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الّذي يخرج فيه، فلمّا بعث الله تبارك وتعالى هوداً نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الاكبر وآثار علم النبوَّة فوجدوا هودا نبيّاً وقد بشّرهم به أبوهم نوح فآمنوا به وصدَّقوه واتّبعوه فنجوا من عذاب الرِّيح، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: «وإلى عاد أخاهم هوداً »(١) وقوله «كذّبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود إلّا تتّقون »(٢) وقال عزَّ وجلَّ: «ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب »(٣) وقوله: «ووهبنا له إسحق ويعقوب كلّا هدينا [ لنجعلها في أهل بيته ]ونوحاً هدينا من قبل »(٤) لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرّيّة الأنبياء من كان من قبل إبراهيم لابراهيمعليه‌السلام ، وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء وهو قوله عزَّ وجلَّ: «وما قوم لوط منكم ببعيد »(٥) وقوله: «فآمن له لوط وقال إنّي مهاجر إلى ربي [ »(٦) وقول إبراهيم «إنّي ذاهب إلى ربي )سيهدين »(٧) وقوله جلَّ وعزَّ: «وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم »(٨) فجرى بين كلّ نبيٍّ ونبيٍّ عشرة آباء وتسعة آباء وثمانية آباء كلهم أنبياء، وجرى لكلّ نبيٍّ ما جري لنوح وكما جري لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيمعليه‌السلام حتّى انتهى إلى يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيمعليه‌السلام ، ثمّ صارت بعد يوسف في الاسباط إخوته حتّى انتهت إلى موسى بن عمران وكان بين يوسف وموسىعليهما‌السلام عشرة من الأنبياء فأرسل الله عزَّ وجلَّ موسى وهارون

__________________

(١) الاعراف: ٦٥.

(٢) الشعراء: ١٢٣.

(٣) البقرة: ١٢٧.

(٤) الانعام: ٨٤.

(٥) هود: ٨٩.

(٦) العنكبوت: ٢٦.

(٧) الصافات: ٩٨.

(٨) العنكبوت: ١٦.

٢١٦

إلى فرعون وهامان وقارون، ثمّ أرسل الله عزَّ وجلَّ الرُّسل تترى «كلّما جاء أمّة رسولها كذَّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلنا هم أحاديث »(١) وكانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبيّين وثلاثة وأربعة حتّى أنَّه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيّاً ويقوم سوق قتلهم في آخر النّهار، فلمّا أنزلت التوراة على موسى بن عمرانعليه‌السلام تبشّر بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكان بين يوسف وموسىعليهما‌السلام من الأنبياء عشرة، وكان وصيُّ موسى بن عمران يوشع بن نون وهو فتاه الّذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه(٢) فلم تزل الأنبياءعليهم‌السلام تبشّر بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك قوله: « يجدونه » يعني اليهود والنصاري « مكتوبا » يعني صفة محمّد واسمه «عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر »(٣) وهو قول الله عزَّ وجلَّ يحكي عن عيسى بن مريم «ومبّشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد »(٤) فبشّر موسى وعيسىعليهما‌السلام بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما بشرت الأنبياء بعضهم بعضاً حتّى بلغت محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا قضى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوَّته واستكملت أيّامه أوحي الله عزَّ وجلَّ إليه أن يا محمّد قد قضيت نبوَّتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الّذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة عند عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام فإنّي لن أقطع العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، وذلك قوله عزَّ وجلَّ: «إنَّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم »(٥) فإنَّ الله تبارك وتعالى لم يجعل

__________________

(١) المؤمنون: ٤٤.

(٢) في سورة الكهف: ٦٠ « إذ قال موسى لفتيه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين ».

(٣) الاعراف: ١٥٧.

(٤) الصف: ٦.

(٥) آل عمران: ٣٣.

٢١٧

العلم جهلاً، ولم يكل أمره إلى ملك مقرَّب ولا نبيٍّ مرسل ولكنّه أرسل رسولاً من ملائكته إلى نبيّه فقال له كذا وكذا، وأمره بما يحب، ونهاه عمّا ينكر، فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلّم ذلك العلم أنبياءه وأصفياءه من الاباء والاخوان بالذّرّية الّتى بعضها من بعض، فذلك قوله عزَّ وجلَّ: «فقد آيتنا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً »(١) فأمّا الكتاب فالنبوَّة وأمّا الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء والاصفياء من الصفوة، وكلُّ هؤلاء من الذُّرّية الّتي بعضها من بعض الّذين جعل الله عزَّ وجلَّ فيهم النبوَّة وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتّى تنقضي الدُّنيا، فهم العلماء وولاة الامر وأهل استنباط العلم والهداة فهذا بيان الفضل في الرُّسل والأنبياء والحكماء وأئمة الهدى والخلفاء الّذين هم ولاة أمر الله وأهل استنباط علم الله وأهل آثار علم الله عزَّ وجلَّ من الذّرّية الّتي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء من الال والاخوان والذّرّية من بيوتات الأنبياء فمن عمل بعملهم وانتهى إلى أمرهم نجا بنصرهم، ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عزَّ وجلَّ وجعل الجهّال ولاة أمر الله والمتكلّفين بغير هدى، وزعموا أنّهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله(٢) وزاغوا عن وصيّة الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا أتباعهم فلا تكون(٣) لهم يوم القيامة حجّة إنّما الحجّة في آل إبراهيم لقول الله عزَّ وجلَّ: «فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً » فالحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتّى تقوم الساعة لأنّ كتاب الله ينطق بذلك ووصيّة الله جرت بذلك في العقب من البيوت الّتي رفعها الله تبارك وتعالى على النّاس فقال: «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه »(٤) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى، فهذا بيان عروة الايمان الّتي بها نجا من نجا قبلكم وبها ينجو من اتّبع الائمّة، وقد قال الله

__________________

(١) النساء: ٥٤.

(٢) الزيغ: الميل عن الحق. وفى بعض النسخ « فقد كذبوا ».

(٣) « في بعض النسخ « ولم تكن ».

(٤) النور: ٣٦

٢١٨

تبارك وتعالى في كتابه «ونوحاً هدينا من قبل ومن ذرّيّته داود وسليمن وأيّوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين *وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلّ من الصالحين *وإسمعيل واليسع ويونس ولوطا وكلّا فضّلنا على العالمين *ومن آبائهم وذرّيّاتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم [ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ]أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوَّة فإنَّ يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين »(١) فإنّه وكّل بالفضل من أهل بيته من الاباء والاخوان والذُّريّة وهو قول الله عزَّ وجلَّ في كتابه: « فإنَّ يكفر بها (أمّتك) فقد ولكنا » أهل بيتك بالايمان الّذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبداً ولا أضيع الايمان الّذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك(٢) وولاة من بعدك وأهل استنباط علمي الّذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء، فهذا تبيان ما بيّنه الله عزَّ وجلَّ من أمر هذه الاُمّة بعد نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنَّ الله تعالى طهر أهل بيت نبيّه وجعل لهم أجر المودة واجرى لهم الولاية وجعلهم أوصياءه وأحبّاءه وأئمّته بعده في أمّته(٣) ، فاعتبروا أيّها النّاس فيما قلت وتفكّروا حيث وضع الله عزَّ وجلَّ ولايته وطاعته ومودّته واستنباط علمه وحجّته، فإياه فتعلّموا، وبه فاستمسكوا تنجوا، وتكون لكم به حجّة يوم القيامة والفوز، فإنّهم صلة ما بينكم وبين ربّكم ولا تصل الولاية إلى الله عزَّ وجلَّ إلّا بهم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عزَّ وجلَّ أن يكرمه ولا يعذِّبه، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقّاً على الله أن يذلّه ويعذّبه(٤) .

وان ّ الأنبياء بعثوا خاصّة وعامّة، فأمّا نوح فإنّه أرسل إلى من في الأرض

__________________

(١) الانعام ٨٤ إلى ٩٠.

(٢) في بعض النسخ « بعدك علماء امتك » وفي بعضها « بعدك علماء عنك وولاة - الخ ».

(٣) في بعض النسخ « وحججه ثابتة بعده في امته ».

(٤) هنا تمام الخبر كما في روضة الكافي تحت رقم ٩٢، والظاهر أنَّ الباقي من كلام المؤلف أخذه من الاخبار.

٢١٩

بنبوَّة عامّة ورسالة عامّة، وأمّا هود فإنّه أرسل إلى عاد بنبوَّة خاصّة، وأمّا صالح فإنّه أرسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتاً على ساحل البحر صغيرة(١) وأمّا شعيب فإنه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتاً، وأمّا إبراهيم نبوَّته بكوثى ربّا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أوّل أمره، ثمّ هاجر منها وليست بهجرة قتال، وذلك قوله عزَّ وجلَّ: «إنّي مهاجر إلى ربّي سيهدين »(٢) فكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، وأما إسحاق فكانت نبوَّته بعد إبراهيم، وأما يعقوب فكانت نبوَّته بأرض كنعان ثمّ هبط إلى أرض مصر فتوفي بها، ثمّ حمل بعد ذلك جسده حتّى دفن بأرض كنعان؛ والرّؤيا الّتي رأي يوسف الأحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين فكانت نبوَّته في أرض مصر بدؤها، ثمّ أنَّ الله تبارك وتعالى أرسل الاسباط اثني عشر بعد يوسف، ثمّ موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى مصر وحدها، ثمّ أنَّ الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوَّته بدؤها في البريّة الّتي تاه فيها بنو إسرائيل، ثمّ كانت أنبياء كثيرون منهم من قصه الله عزَّ وجلَّ على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنهم من لم يقصّه على محمّد، ثمّ أنَّ الله عزَّ وجلَّ أرسل عيسىعليه‌السلام إلى بني إسرائيل خاصّة فكانت نبوَّته ببيت المقدس وكان من بعده الحواريّون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستسرُّ في بقية أهله منذ رفع الله عزَّ وجلَّ عيسىعليه‌السلام وأرسل الله عزَّ وجلَّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الجنِّ والانس عامّة وكان خاتم الأنبياء، وكان من بعده الاثنا عشر الاوصياء، منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا، ومنهم من بقي، فهذا أمر النبوَّة والرِّسالة، فكلّ نبيٍّ أرسل إلى بني إسرائيل خاصٌّ أو عامٌّ له وصيٌّ جرت به السنّة وكان الاوصياء الّذين بعد النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سنّة أوصياء عيسىعليه‌السلام ، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على سنّة المسيحعليه‌السلام ، فهذا تبيان السنّة وأمثال الاوصياء بعد الأنبياءعليهم‌السلام .

٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله،

__________________

(١) أي بيوتا صغيرة.

(٢) سهو من المؤلف أو الراوي وفي المصحف « إنّي ذاهب » أو بدون « سيهدين ».

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

أمُّ وهب (رض) تستشهد عند مصرع زوجها (رض)

ويسجّل لنا تاريخ وقائع يوم عاشوراء: أنّ أمّ وهب (رض) زوجة عبد الله بن عمير الكلبي (رض) كانت من شهداء الحملة الأولى، وهي أوّل شهيدة من النساء يوم عاشوراء، تقول رواية الطبري: (وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول:هنيئاً لك الجنّة.

فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يُسمّى رستم: اضرِب رأسها بالعمود، فضرب رأسها فَشدخه فماتت مكانها)(١) .

زهير في عشرة من الأنصار يكشف جُند الشمر عن الخيام

ويواصل الطبري رواية وقائع الحملة الأولى فيقول: (وحملَ شمر بن ذي الجوشن حتّى طعنَ فسطاط الحسين برمحه، ونادى عَلَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله، فصاح النساء وخرجن من الفسطاط.. وصاح به الحسين:(يا بن ذي الجوشن، أنت تدعو بالنّار لتحرق بيتي على أهلي؟! حرَقك الله بالنار...) وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة، فشدّ على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت حتّى ارتفعوا عنها، فصرعوا أبا عزّة الضبابي وكان من أصحاب شمر..)(٢) .

وحين زالت الشمس وحضر وقت الصلاة

تُجمع المصادر التاريخية(٣) : أنّ جيش عمر بن سعد في حملته الأولى على

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦، وانظر: أنساب الأشراف: ٣: ٤٠١، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦.

(٣) راجع مثلاً: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١، والإرشاد: ٢: ١٠٥ ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٠.

٢٨١

جيش الإمامعليه‌السلام ، كان قد أحاط بأصحاب الإمامعليه‌السلام وبمعسكره من كل جانب، ثمّ تعطّف عليهم من كلّ جهة وبجميع الأسلحة، فكان إذا قُتل الرجل والرجلان من أصحاب الإمامعليه‌السلام يَبين ذلك فيهم لقلّتهم، ولا يَبين القتل في جيش ابن سعد مع كثرة مَن ُقتل منهم لكثرتهم، وكان قد قُتل من أنصار الإمام ما يناهز الخمسين نفساً زكيّة طاهرة مقدّسة، والحرب لم تزل حتّى تلك الساعة على استعارها واشتدادها، والشمس في أوّل زوالها، (فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي، قال للحسين: يا أبا عبد الله، نفسي لك الفداء، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتل حتّى أُقتل دونك إن شاء الله، وأُحبّ أنْ ألقى ربّي وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي قد دنا وقتها، فرفع الحسين رأسه، ثمّ قال:(ذكرتَ الصلاة، جَعلك الله من المصلّين الذاكرين، نعم، هذا أوّل وقتها.

ثمّ قال:سلوهم أن يكفّوا عنا حتّى نصلّي) (١) .

أسماءُ شهداء الحَملة الأولى

يُستفاد من جملة من كتب التراجم والتواريخ أنّ شهداء الحملة الأولى هم:

١ - مسلم بن عوسجة الأسدي (رض).

٢ - عبد لله بن عمير الكلبي (رض).

٣ - نعيم بن عجلان (رض).

٤ - عمران بن كعب بن حارث الأشجعي (رض)(٢) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦.

(٢) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، والزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤، وقال أيضاً: =

٢٨٢

٥ - حنظلة بن عمرو الشيباني (رض)(١) .

٦ - قاسط بن زهير التغلبي (رض).

٧ - مقسط بن زهير التغلبي (رض).

٨ - كنانة بن عتيق التغلبي (رض)(٢) .

٩ - عمرو بن ضبعة الضبعي (رض)(٣) .

١٠ - ضرغامة بن مالك التغلبي (رض)(٤) .

١١ - عامر بن مسلم العبدي البصري (رض).

____________________

= ١٧٨ رقم ١١٤: (عمرو بن كعب الأنصاري: قد وقع اختلاف في اسمه فقيل: عمرو، أو عمران، أو عمر، بن كعب بن أبي كعب، لم أقف في الرجال على أثر وترجمة له، وورد في الزيارة الرجبية:(السلام على عمرو بن كعب)، ولم يذكره المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين، وله ذكر في مستدركات علم الرجال: ٦: ٧٥ و ١٠٨ رقم ١١٠٩٠ وقال: (والظاهر اتحاده مع عمر بن أبي كعب).

(١) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، والزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤ ولكنّه لم يُترجم له في جملة مَن تُرجم لهم من الشهداء! ولم يذكره المحقّق السماوي في كتابه إبصار العين في مَن استشهد في الحملة الأولى.

(٢) قال المحقّق السماوي (ره): (قال السروي: قُتل في الحملة الأولى، وقال غيره: قُتل مبارزة في ما بين الحملة الأولى والظُهر). (إبصار العين: ١٩٩).

(٣) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣ باسم (عمرو بن مشيعة)، وذكره الزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤ باسم (عمرو بن ضبعة بن قيس التميمي)، وتُرجم له في كتابه هذا أيضاً: ١٧٧ رقم ١١٢ باسم (عمرو بن ضبعة الضبعي)، وذكره المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ١٩٤ باسم (عمر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي).

(٤) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، لكنّ المحقّق السماوي قال: (خرج فيمن خرج مع ابن سعد، ومالَ إلى الحسينعليه‌السلام فقاتل معه وقُتل بين يديه مبارزة بعد صلاة الظُهررضي‌الله‌عنه ). (إبصار العين: ١٩٩).

٢٨٣

١٢ - سالم مولى عامر بن مسلم (رض).

١٣ - سيف بن مالك العبدي البصري (رض)(١) .

١٤ - عبد الرحمان بن عبد الله الأرحبي (رض)(٢) .

١٥ - الحبّاب بن عامر التميمي (رض)(٣) .

____________________

(١) ذكر ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣ فيمن قُتل في الحملة الأولى باسم (سيف بن مالك النمري)، لكنّ المحقق السماوي قال: (وما زال معه حتى قُتل بين يديه مبارزة بعد صلاة الظهر). (إبصار العين: ١٩٢).

(٢) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، والزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤ ولكنّه في ترجمته في ص١٦٤ - ١٦٥ رقم ٩٠ ذكرَ أنّه استأذن الإمامعليه‌السلام في البراز بعد صلاة الظهر فأذِن له الإمامعليه‌السلام ، فبرزَ وهو يرتجز قائلاً:

صبراً على الأسياف والأسنّة

صبراً عليها لدخول الجنّة

ولم يزل يقاتل حتّى قَتل من القوم جماعة ثمّ قُتل، وذكر أيضاً نقلاً عن ابن شهرآشوب في المناقب أنّ عبد الرحمان الأرحبي برز إليه وهو يرتجز بالشعر المتقدّم وأضاف إليه:

وحور عِين ناعمات هنّه

يا نفس للراحة فاجهدنّه

وفي طلاّب الخير فارغبنّه

لكننّا وجدنا في المناقب: أنّ ابن شهرآشوب ذكر ذلك لسعد بن حنظلة التميمي وليس لعبد الرحمان الأرحبي، كما أنّ المستفاد ممّا ذكره المحقّق السماوي (ره) في ترجمة عبد الرحمان الأرحبي (رض) في ص١٣٢، نقلاً عن أبي مخنف: أنّ الأرحبي (رض) قُتل مبارزة وليس في الحملة الأولى، وقال البلاذري: (وجَعل عبد الرحمان بن عبد الله بن الكدن يقول:

إنّي لِمن ينكرني ابن الكدن

إنّي على دين حسين وحسن

وقاتل حتى قُتل). (أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٤).

(٣) ذكرهُ المحقّق السماوي (ره) وترجمَ له في كتابه إبصار العين: ١٩٥، وذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣ باسم (الحبّاب بن الحارث)، وذكره الزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤ باسم (ضباب بن عامر التميمي) ولكنّه لم يُترجم له بل ترجم في كتابه: ١١٧ رقم ٢٨ لـ(حبّاب بن =

٢٨٤

١٦ - عمرو الجندعي (رض) (١) .

١٧ - الحُلاس بن عمرو الراسبي الأزدي (رض).

١٨ - النعمان بن عمرو الراسبي الأزدي (رض).

١٩ - سوار بن أبي عمير النهمي (رض)(٢) .

____________________

= عامر بن كعب بن تيم)، ونُقل عن ابن شهرآشوب أنّه قُتل في الحملة الأولى، كما ذكر في نفس الصفحة تحت رقم ٢٩ (حبّاب بن الحارث) وقال: إنّه قُتل في الحملة الأولى ولكن ليس له في كتب الرجال اسم ولا ذكر.

(١) ذكرهُ بهذا الاسم ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، وذكره الزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤ باسم (عمرو بن الجندعي) ولكنّه لم يُترجم له، بل ترجم في كتابه: ١٧٥ رقم ١١٠ لرجل آخر باسم (عمرو بن جندب الحضرمي) وذكر أنّه قُتل في الحملة الأولى، وذكر أنّ ابن شهرآشوب قال في المناقب: ومن المقتولين يوم الطفّ في الحملة الأولى عمرو بن جندب الحضرمي، ولكنّنا لم نعثر على ذلك في المناقب.

وهناك رجل باسم (عمرو بن عبد الله الهمداني الجُندعي) ترجمَ له المحقق السماوي (ره) في كتابه إبصار العين: ١٣٦ وذكر أنّه قاتلَ مع الحسينعليه‌السلام فوقعَ صريعاً مرتثّاً بالجراحات قد وقعت ضربة على رأسه بلغت منه، فاحتملهُ قومه وبقي مريضاً من الضربة صريع فراشه سنة كاملة، ثمّ توفي على رأس السنة.. وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على الجريح المرتثّ عمرو الجندعي)، وراجع ترجمته أيضاً في وسيلة الدارين: ١٧٨ رقم ١١٣.

(٢) ذكرهُ ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ١١٣ بهذا الاسم وهذا اللقب (سوار بن أبي عمير الفهمي) في شهداء الحملة الأولى، لكنّ المحقّق السماوي (ره) قال في ترجمته: (سوار بن منعم بن حابس بن أبي عمي بن نهم، الهمداني النهدي: كان سوار ممّن أتى إلى الحسينعليه‌السلام أيّام الهدنة، وقاتلَ في الحملة الأولى فجُرح وصُرع.

قال في الحدائق الورديّة: قاتلَ سوار حتّى إذا صُرع أُتي به أسيراً إلى عمر بن سعد، فأراد قتله، فشفعَ فيه قومه، وبقي عندهم جريحاً حتّى توفي على رأس ستّة أشهر.

وقال بعض المؤرّخين: إنّه بقيَ أسيراً حتّى توفي، وإنّما كانت شفاعة قومه الدفع عن قتله، ويشهد له ما ذُكر في القائميّات (زيارة الناحية المقدّسة) من قولهعليه‌السلام :(السلام على الجريح =

٢٨٥

٢٠ - عمّار الدالاني (رض).

٢١ - زاهر بن عمرو الكندي (رض) صاحب عمرو بن الحمق (رض).

٢٢ - جبلّة بن علي الشيباني (رض)(١) .

٢٣ - مسعود بن الحجّاج التيمي (رض).

٢٤ - عبد الرحمان بن مسعود بن الحجّاج (رض)(٢) .

٢٥ - زهير بن بشر الخثعمي (رض)(٣) .

____________________

=المأسور سوار بن أبي عمير النهمي) ، على أنّه يمكن حَمل العبارة على أسره في أوّل الأمر).

وقال السماوي (ره) أيضاً: (النهمي.. ويمضي في بعض الكتب الفهمي بالفاء وهو تصحيف واضح وغلط فاضح). (إبصار العين: ١٣٥ - ١٣٦).

إذاً فمن الصحيح اعتبار هذا الشهيد من شهداء الحملة الأولى، وإن كان قد توفي بعد يوم عاشوراء بعدّة أشهر؛ لأنّه صُرع فيها.

(١) كان جبلّة بن علي الشيباني من شجعان أهل الكوفة، قام مع مسلمعليه‌السلام أوّلاً، ثمّ جاء إلى الحسينعليه‌السلام ثانياً، ذكرهُ جملة أهل السيَر. (إبصار العين: ٢١٥).

وقيل: إنّه قُتل في الطفّ مع الحسينعليه‌السلام ، (راجع: الحدائق الوردية: ١٢٢)، وقال ابن شهرآشوب: إنّه قُتل في الحملة الأولى: (المناقب: ٤: ١١٣).

(٢) ذكر ابن شهرآشوب السرويّ في المناقب: ٤: ١١٣ اسم والده في المقتولين في الحملة الأولى، غير أنّ المحقّق السماوي في إبصار العين: ١٩٣ - ١٩٤ قال فيه وفي أبيه: (وقُتلا في الحملة الأولى كما ذكره السروي)، وأوردهما معاً الزنجاني في أسماء شهداء الحملة الأولى في وسيلة الدارين: ٩٤.

(٣) ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، والزنجاني في وسيلة الدارين: ٩٤، وترجمَ له في كتابه أيضاً: ١٣٧ رقم ٤٩ هكذا: (زهير بن البشر، حضرَ في كربلاء، وقُتل في الحملة الأولى، وورد أيضاً في الزيارة الرجبية:(السلام على زهير بن البشر)، لكنّنا وجدنا اسمه في الزيارة الرجبية..(السلام على زهير بن بشير)، ولم يذكره السماوي (ره) في كتابه إبصار العين، بل ذكر (عبد الله بن بشر الخثعمي) وترجم له في ص١٧٠ من كتابه، وذكرَ في ترجمته أنّه قُتل في =

٢٨٦

٢٦ - مسلم بن كثير الأزدي (رض).

٢٧ - زهير بن سليم الأزدي (رض).

٢٨ - عمّار بن حسّان الطائي (رض).

٢٩ - عبيد الله بن يزيد العبدي البصري (رض).

٣٠ - عبد الله بن يزيد العبدي البصري (رض).

٣١ - الأدهم بن أميّة العبدي البصري (رض).

٣٢ - جندب بن حجير الكندي (رض).

٣٣ - حجير بن جندب بن حجير الكندي (رض)(١) .

٣٤ - جنادة بن كعب بن الحرث الأنصاري (رض).

٣٥ - عبد الرحمان بن عبد ربّ الأنصاري (رض)(٢) .

٣٦ - عبد الله بن عروة الغفاري (رض)(٣) .

____________________

= الحملة الأولى.

(١) ذكره السماوي (ره) في ترجمة أبيه جندب بن حجير الكندي نقلاً عن صاحب كتاب الحدائق الوردية، لكنّه قال أيضاً في كتابه إبصار العين: ١٧٤: (ولم يصحّ لي أنّ ولده قُتل معه، كما أنّه ليس في القائميات ذكر لولده)، ومن الواضح أنّ عدم ذكره في القائميّات لا يكفي دليلاً على ذلك، خصوصاً وأنّ السماوي نفسه قد ذكر بعض الأصحاب ممّن لم يكن لهم ذكر في القائميّات، ولم يذكرهُ ابن شهرآشوب ولا الزنجاني.

(٢) لم يذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣ فيمن ذكرهم من شهداء الحملة الأولى، وذكره المحقّق السماوي (ره) فيمَن استشهد في الحملة الأولى في ترجمته في إبصار العين: ١٥٧ - ١٥٨، وكذلك ذكرهُ الزنجاني في وسيلة الدارين: ١٦٣ رقم ٨٩ مع أنّه لم يورد اسمه في شهداء الحملة الأولى في نفس كتابه: ٩٤.

(٣) اختُلف فيه، فقد قيل: إنّه وأخاه عبد الرحمان قُتلا مبارزة؛ ذلك لأنّ أحدهم كان يرتجز والآخر يُتمُّ له رجزه، فكانا يقولان: =

٢٨٧

٣٧ - عائذ بن مجمع بن عبد الله العائذي (رض).

٣٨ - مجمع بن عبد الله العائذي (رض).

٣٩ - أمّ هب (رض) زوج عبد الله بن عمير الكلبي (رض).

٤٠ - أميّة بن سعد الطائي (رض).

٤١ - القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي (رض).

٤٢ - جوين بن مالك التيمي (رض)(١) .

٤٣ - عبد الله بن بشر الخثعمي (رض) (٢) .

٤٤ - بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي (رض)(٣) .

____________________

=

قـد عَـلمت حقّاً بنو غفار

وخـندف بـعد بـني نـزار

لـنضربنَّ مـعشر الـفجّار

بـكلّ عـضْبٍ صـارم بتَّار

يا قوم ذودوا عن بني الأطهار

بـالمشرفيّ والـقنا الـخطّار

فلم يزالا يقاتلان حتّى قُتلا. (راجع: إبصار العين: ١٧٦)، لكنّ ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣ ذكره (أي عبد الله) فيمن قُتل في الحملة الأولى.

(١) ذكرهُ ابن شهرآشوب (السروي) في المناقب: ٤: ١١٣ في شهداء الحملة الأولى باسم (سيف بن مالك النميري) وقال المحقّق السماوي (ره): (قال السروي: وقُتِل في الحملة الأولى، وصُحّف اسمه بسيف ونسبته بالنمري). (إبصار العين: ١٩٤).

(٢) راجع: حاشية اسم (زهير بن بشر الخثعمي (رض)) الوارد برقم ٢٥.

(٣) ذكر المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ١٧٤ نقلاً عن ابن شهرآشوب السروي: أنّه قُتل في الحملة الأولى، لكنّنا لم نجده في أسماء شهداء الحملة الأولى الذين ذكرهم ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، والزنجاني ذكرهُ في أسماء شهداء الحملة الأولى باسم (بشير بن عمرو) في كتابه وسيلة الدارين: ٩٤ - ٩٥، وذكر ذلك أيضاً في ترجمته له تحت رقم ١٣ في ص١١٠ نقلاً عن أهل السيَر.

٢٨٨

٤٥ - الحجّاج بن بدر التميمي السعدي (رض)(١) .

٤٦ - قارب بن عبد الله الدئلي (رض).

٤٧ - عمرو بن خالد لأسدي الصيداوي (رض) (٢) .

٤٨ - جنادة بن الحرث المذحجي السلماني (رض).

٤٩ - سعد (رض) مولى عمرو بن خالد الصيداوي (رض).

٥٠ - منجح بن سهم (رض) مولى الحسنعليه‌السلام (٣) .

____________________

(١) قال المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ٢١٤: (قال صاحب الحدائق: قُتل مبارزة بعد الظهر، وقال غيره: قُتل في الحملة الأولى قبل الظُهر) ولكنّ السماوي لم يحدّد ذلك الغير.

(٢) راجع: إبصار العين: ١١٤ - ١١٦، لكنّ ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١٠١ ذكر قائلاً: (ثمّ برز عمرو بن خالد الأزدي قائلاً:

اليوم يا نفسُ إلى الرحمان

تمضين بالرَوح وبالريحان

اليوم تُجزَين على الإحسان

ما خُطّ في اللوح لدى الديّان

لا تجزعي فكلّ حيِّ فانِ

ثمّ برز ابنه خالد وهو يقول:

صبراً على الموت بني قحطان

كيما تكونوا في رضى الرحمان

ذي الـمجدّ والـعزّة والبرهان

وذو الـعلى والطول والإحسان

يـا أبـتا قد صُرت في الجنان

فـي قـصر درّ حَسن البنيان

ولم يذكر المؤرّخون أنّ ابنه خالداً كان معه.

وفي اللهوف: ١٦٣ قال ابن طاووس (ره): (ثمّ برز عمرو بن خالد الصيداوي فقال للحسينعليه‌السلام : (يا أبا عبد الله، جُعلت فداك، قد هممتُ أن ألحق بأصحابك وكرهتُ أن أتخلّف فأراك وحيداً بين أهلك قتيلاً، فقال له الحسينعليه‌السلام :(تقدّم فإنّا لاحقون بك عن ساعة) ، فتقدّم فقاتلَ حتى قُتل رضوان الله عليه).

(٣) لا توجد إشارة تاريخية صريحة بأنّ منجحاً (رض) استشهد في الحملة الأولى، إلاّ أنّ ابن شهرآشوب في ذكره أسماء شهداء الحملة الأولى ذكرَ في ختامها قائلاً: (وعشرة من مَوالي =

٢٨٩

٥١ - أسلم بن عمرو التركي مولى الحسينعليه‌السلام (١) .

٥٢ - سعد بن الحرث (رض) مولى عليّعليه‌السلام (٢) .

٥٣ - نصر بن أبي نيزر (رض) مولى عليعليه‌السلام (٣) .

٥٤ - الحرث بن نبهان (رض) مولى حمزةعليه‌السلام .

٥٥ - جون بن حويّ (رض) مولى أبي ذرّ (رض)(٤) .

____________________

= الحسين ومَوليان من مَوالي أمير المؤمنينعليهما‌السلام ) (المناقب: ٤: ١١٣)، أمّا المحقّق السماوي (ره) فقد قال: (ولمّا تبارز الفريقان في كربلاء قاتلَ القوم قتال الأبطال، قال صاحب الحدائق الورديّة: فعطفَ عليه حسّان بن بكر الحنظلي فقتلهُ، وذلك في أوائل القتال). (إبصار العين: ٩٦).

(١) وكذلك الأمر بالنسبة إلى أسلم بن عمرو التركي (رض) مولى الحسينعليه‌السلام ، قال المحقّق السماوي (ره): (قال بعض أهل السيَر والمقاتل: إنّه خرج إلى القتال وهو يقول:

أميري حسينٌ ونِعمَ الأمير

سرور فؤاد البشير النذير

فقاتل حتّى قُتل، فلمّا صُرع مشى إليه الحسينعليه‌السلام فرآه وبه رمق يومي إلى الحسينعليه‌السلام ، فاعتنقهُ الحسين ووضع خدّه على خدّه، فتبسّم وقال: مَن مثلي وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع خدّه على خدّي، ثمّ فاضت نفسه رضوان الله عليه). (إبصار العين: ٩٥ - ٩٦).

(٢) وكذلك الأمر بالنسبة إلى سعد بن الحرث (رض) مولى عليّعليه‌السلام ، إذ لم نعثر على إشارة تاريخية صريحة بأنّه قُتل في الحملة الأولى إلاّ ما ورد فيما ذكره ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣، (ومَوليان من مَوالي أمير المؤمنينعليه‌السلام )، وهذا يشمله مع نصر بن أبي نيزر مولى عليّعليه‌السلام أيضاً.

(٣) صرّح بصدده المحقّق السماويّ (ره) قائلاً: (وكان فارساً فعُقرت فرسه ثمّ قُتل في الحملة الأولىرضي‌الله‌عنه ). (إبصار العين: ٩٨).

(٤) وكذلك لا توجد إشارة صريحة بأنّ جون بن حوي (رض) قُتل في الحملة الأُولى، إلاّ ما ورد في إبصار العين: ١٧٦ عن السيّد رضيّ الدين الداودي بهذا التعبير: (فلمّا نشب القتال وقفَ أمام الحسينعليه‌السلام يستأذنه في القتال، فقال له الحسينعليه‌السلام :(يا جون، أنت في إذنٍ منّي، فإنّما تَبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا) ، فوقع جون على قَدَمي أبي عبد الله يُقبّلها ويقول: يا بن رسول الله، أنا في الرخاء ألحسُ قصاعكم، وفي الشدّة أخذلكم؟ إنّ ريحي لَنتِن، وإنّ حسَبي لَلئيم، وإنّ =

٢٩٠

٥٦ - جابر بن الحجّاج (رض) مولى عامر بن نهشل التيمي(١) .

٥٧ - الحارث بن امرئ القيس الكندي (رض) (٢) .

٥٨ - شبيب (رض) مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري(٣) .

____________________

= لَوني لأسود، فتنفّس عليَّ في الجنّة؛ ليطيب ريحي ويشرف حسَبي ويبيّض لوني، لا والله لا أُفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم، فأذِن له الحسينعليه‌السلام فبرز وهو يقول:

كيف ترى الفجّار ضرب الأسود

بالمشرفيّ والقنا المسدَّد

يذبّ عن آل النبيّ أحمد

ثمّ قاتل حتّى قُتل)، أمّا السيّد ابن طاووس (ره) ذكر جون قائلاً: (ثمّ جون مولى أبي ذر...) (اللهوف: ١٦٣)، وفي البحار عن كتاب محمد بن أبي طالب: (ثمَّ برزَ للقتال وهو ينشد...)، (البحار: ٤٥: ٢٣)، وقولهم: (برز) لا يعني بالضرورة أنّه قاتلَ القوم مبارزة، بل هي هنا بمعنى تقدّمَ إلى القتال.

(١) قال السماوي (ره) في ترجمته: (وكان قتلهُ قبل الظهر في الحملة الأولى) (إبصار العين: ١٩٣)، ولكنّ المامقاني (ره) لم يذكر في ترجمته أنّه قُتل في الحملة الأولى (راجع: تنقيح المقال: ١: ١٩٨، ومستدركات علم رجال الحديث: ٢: ٩٧)، ولم يذكرهُ الآخرون أيضاً في شهداء الحملة الأولى (راجع: الحدائق الوردية: ١٢٢، وتسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٥، ومناقب آل أبي طالبعليه‌السلام : ٤: ١١٣).

(٢) ذكره المحقّق السماوي (ره) فيمن قُتل في الحملة الأولى نقلاً عن صاحب الحدائق الوردية (راجع: إبصار العين: ١٧٣، والحدائق الوردية: ١٢٢، وانظر أيضاً وسيلة الدارين: ١١٦ - ١١٧ رقم ٢٦)، وقال المامقاني (ره) في تنقيح المقال: ١: ٢٤٣ بعد أن ذكرَ تحوّله إلى الإمامعليه‌السلام بعد ردّ الشروط عليه: (وذلك يكشف عن قوّة ديانته وكونه في مرتبة فوق الوثاقة، ويُذكر من ثباته في الإسلام والديانة: أنّه ممّن حضرَ حصار المجبر، فلمّا أخرج المرتدّون ليُقتَلوا وثبَ على عمّه ليقتله، فقال عمّه: ويحك، أتقتلني وأنا عمّك؟! قال: أنت عمّي، والله ربي، فقتلهُ).

(٣) ذكر المحقّق السماوي (ره) في ترجمته قائلاً: (قال ابن شهرآشوب: قُتل في الحملة الأولى التي قُتل فيها جملة من أصحاب الحسين، وذلك قبل الظُهر في اليوم العاشر) (إبصار العين: ١٣٣)، =

٢٩١

٥٩ - شبيب بن عبد الله النهشلي (رض)(١) .

مقتلُ حبيب بن مظاهر (رض)(٢) قُبيل الصلاة

مرَّ بنا أنّه لما رأى أبو ثمامة الصائدي (رض) قلّة مَن بقي من الأنصار مع الإمامعليه‌السلام ؛ نتيجة الحملة العامة، طلبَ إلى الإمامعليه‌السلام قائلاً: (يا أبا عبد الله، نفسي لك الفداء، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتل حتّى أُقتل دونك إنْ شاء

____________________

= لكنّنا لم نجده مذكوراً في أسماء شهداء الحملة الأولى الذين ذكرهم ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١١٣.

(١) ينقل الزنجاني في كتابه وسيلة الدارين: ١٥٥ - ١٥٦ رقم ٧٦ قائلاً: (قال الشيخ الطوسي في رجاله ص٧٤: إنّ شبيب بن عبد الله النهشلي البصري من أصحاب الحسين، وقال سماحة الحجّة المؤرّخ الفقيه المعاصر السيد محمد صادق بحر العلوم في ذيل قول الطوسي: قال أهل السيَر:

كان تابعياً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانضمّ إلى الحسن ثمّ إلى الحسين وقُتل معه في كربلاء في الحملة الأولى...، وقال في ذخيرة الدارين: ٢١٩: قال علماء السيَر: شبيب بن عبد الله النهشلي كان تابعياً من أصحاب أمير المؤمنين، وحضرَ معه في حروبه الثلاث، وبعده انضمّ مع الحسن بن عليعليهما‌السلام ، ثمّ مع الحسين، وكان من خواصّ أصحابه، فلمّا خرجَ الحسين من المدينة إلى مكّة خرج معه، وكان مصاحباً له إلى أن ورد الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء، فلمّا كان يوم الطفّ تقدّم إلى القتال فقُتل في الحملة الأولى مع مَن قُتل قبل الظهر، وفي رواية قُتل مبارزة، والله أعلم، وورد في زيارة الناحية:(السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي) .

(٢) قال المحقّق السماوي (ره) في ضبط اسم أبيه: (مُظهَّر: بضمّ الميم، وفتح الظاء المعجمة، بزنة محمّد على الأشهر، ويُضبط بالطاء المهملة في بعض الأصول، ويمضي على الألسن وفي الكتب مظاهر، وهو خلاف المضبوط قديماً) (إبصار العين: ١٠٦ - ١٠٧) لكنّنا نلاحظ أنّ الطبري - وهو من القدماء - يذكر اسم أبيه (مظاهر) وليس (مظهّر)!.

٢٩٢

الله، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها)(١) ، فرفعَ الحسينعليه‌السلام رأسه ثمّ قال:(ذكرتَ الصلاة، جَعلك الله من المصلّين الذاكرين، نعم هذا أوّل وقتها (٢) ، ثمّ قال:سَلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي) (٣) ، ففعلوا(٤) .

فقال لهم الحصين بن تميم: إنّها لا تُقبل!

فقال له حبيب بن مظاهر: لا تُقبل، زعمتَ الصلاة من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تُقبلُ، وتُقبلُ منك يا حمار؟

.. فحملَ عليهم حصين بن تميم، وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضربَ وجه فرسه بالسيف، فشبَّ ووقع عنه، وحملهُ أصحابه فاستنقذوه، وأخذ حبيب يقول:

أُقسمُ لو كُنّا لكم أعداداً

أو شطركم ولّيتم أكتادا

يا شرَّ قومٍ حَسَباً وَآدا

.. وجعلَ يقول يومئذٍ:

أنـا حـبيبٌ وأبي مُظاهرُ

فارسُ هيجاءَ وحربٍ تسعرُ

أنـتم أعـدُّ عـدّةً وأكـثرُ

ونـحن أوفى منكم وأصبرُ

ونـحن أعلى حُجَّةً وأظهرُ

حـقّاً وأتـقى منكمُ وأعذرُ

وقاتلَ قتالاً شديداً(٥) ، فحملَ عليه رجل من بني تميم فضربهُ بالسيف على

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦.

(٢) و (٣) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦.

(٤) الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١، والظاهر أنّ أعداء الإمامعليه‌السلام لم يكفّوا عن مقاتلة أصحاب الإمامعليه‌السلام أثناء صلاة الإمامعليه‌السلام ، بنصف مَن تبقّى من أصحابه (رض) ، والدليل على ذلك: مثلاً أنّ سعيد بن عبد الله الحنفي (رض) قُتل أثناء الصلاة، ووجِدَ به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.

(٥) وحُكي أنّه قتلَ اثنين وستين رجلاً (راجع: البحار: ٤٥: ٢٧).

٢٩٣

رأسه فقتله(١) ، وكان يُقال له بدلي بن صُريم من بني عقفان، وحملَ عليه آخر من بني تميم فطعنهُ فوقع، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع، ونزل إليه التميميّ فاحتزَّ رأسه، فقال له الحصين: إنّي لشريكك في قتله، فقال الآخر: والله ما قتله غيري.

فقال الحصين: أعطنيه أعلّقه في عنُق فرَسي، كيما يرى النّاس ويعلموا أنّي شركت في قتله، ثمّ خُذه أنت بعدُ فامضِ به إلى عبيد الله ابن زياد فلا حاجة لي فيما تُعطاه على قتلك إيّاه، فأبى عليه فأصلحَ قومه فيما بينهما على هذا، فدفعَ إليه رأس حبيب بن مظاهر، فجالَ به في العسكر قد علّقه في عُنق فرسه، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه، فلمّا رجعوا إلى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب ثمّ أقبل به إلى ابن زياد في القصر...)(٢) .

____________________

(١) أي فقتله حبيب بن مظاهر (رض)، يؤيّد هذا ما في: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١: وقاتلَ حبيب قتالاً شديداً، فقتلَ رجلاً من بني تميم اسمه بُديل بن صُريم.

لكنّ المحقّق السماوي (ره) ذكر قائلاً: (فحملَ عليه بُديل بن صريم العقفاني فضربه بسيفه) أيّ أنّ المضروب هو حبيب، ولعلّ هذا من سهو قلمه الشريف في نقله عن الطبري، أو أنّه استند إلى ما رواه الخوارزمي في المقتل: ٢: ٢٢ حيث يقول: (وقيل: بل قتله رجل يُقال له: بديل بن صريم...).

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٦ - ٣٢٧، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩١ ويواصل الطبري روايته في مقتل حبيب (رض) فيقول: (.. فبصرَ به ابنه القاسم ابن حبيب وهو يومئذٍ قد راهق، فأقبلَ مع الفارس لا يفارقه، كلّما دخلَ القصر دخل معه وإذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: مالك يا بُنيَّ تتّبعني؟!

قال: لا شيء، قال: بلى، يا بُنيَّ أخبِرني؟ قال له: إنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي، أفتعطينيه حتّى أدفنه، قال: يا بنيّ لا يرضى الأمير أن يُدفن، وأنا أريد أن يُثيبني الأمير على قتله ثواباً حسناً!

قال له الغلام: لكنّ الله لا يُثيبك على ذلك إلاّ أسوأ الثواب، أمَا والله لقد قتلتَه خيراً منك! =

٢٩٤

ولقد ذكر ابن شهرآشوب: أنّ حبيب بن مظاهر (رض) كان قد قتل اثنين وستين رجلاً، وأنّ الذي قتله الحصين بن نمير وعلّق رأسه في عُنق فرسه(١) .

وروي: أنّه لمّا قُتل حبيب بن مظاهر (رض) هدَّ ذلك الحسينعليه‌السلام وقال عند ذلك:(عند الله أحتسبُ نفسي وحُماة أصحابي) (٢) .

وفي بعض المقاتل: قالعليه‌السلام :(لله درّك يا حبيب، لقد كنتَ فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة) (٣) .

مقتلُ الحرّ بن يزيد الرياحي (رض)

يروي الطبري - ويتابعه في ذلك جمع من المؤرّخين -: أنّه لمّا قُتل حبيب بن مظاهر الأسدي (رض)، وهدَّ ذلك الإمام الحسينعليه‌السلام وقال:(عند الله أحتسب نفسي وحُماة أصحابي) ، أخذ الحرّ (رض) يقاتل - راجلاً(٤) - فحملَ على القوم وهو يرتجز ويقول:

آليتُ لا أُقتلُ حتّى أَقْتُلا

ولن أُصاب اليومَ إلاّ مُقبلا

____________________

= وبكى، فمكث الغلام حتّى إذا أدرك لم يكن له همّةٌ إلاّ اتّباع أثر قاتل أبيه؛ ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه، فلمّا كان زمان مصعب بن الزبير، وغزا مصعبُ باجُمَيْرا دخل عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه، فأقبلَ يختلف في طلبه والتماس غرَّته، فدخلَ عليه وهو قائل نصف النهار فضربهُ بسيفه حتّى برد).

(١) راجع: مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام : ٤: ١٠٣.

(٢) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٧، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٢.

(٣) نَفَس المهموم: ٢٧٢.

(٤) لأنّه عُقرت فرسه في الحملة العامة (الأولى).

٢٩٥

أضربهم بالسيف ضرباً مفصلا

لا ناكلاً عنهم ولا مُهَلَّلا

وأخذَ يقول أيضاً:

أضربُ في أعراضهم بالسَيْف

عن خير مَن حَلَّ مِنىً والخيف(١)

فقاتلَ هو وزهير بن القين قتالاً شديداً، فكان إذا شدّ أحدهما فإنْ استُلحم شدَّ الآخر حتّى يخلّصه، ففعلا ذلك ساعة، ثمّ إنَّ رجّالة شدَّت على الحرّ بن يزيد فقُتل)(٢) ، فكان مقتله (رض) بعد مقتل حبيب (رض) وقبل صلاة الظهر أيضاً(٣) .

وقال الشيخ المفيد (ره): (وتكاثروا عليه، فاشترك في قتله أيّوب بن مُسَرِّح، ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة)(٤) .

غير أنّ مصادر تاريخيّة أخرى(٥) تذكر: أنّ التحاق الحرّ (رض) بالإمام الحسينعليه‌السلام بعد أن قُتل من أصحابهعليه‌السلام ما يربوا على الخمسين في الحملة العامة، حيث سمع الحرّ (رض) الإمامعليه‌السلام يقول على أثرها:(أمَا من مغيث يُغيثنا لوجه الله؟ أما من ذابّ يذبّ عن حُرَم رسول الله؟) ، فأقبلَ الحرّ (رض) إلى عمر بن سعد فقال:

____________________

(١) ذكر المحقّق السماوي (ره) قائلاً: ويضرب فيهم ويقول:

إنّي أنا الحرُّ ومأوى الضيف

أضرب في أعراضكم بالسيفِ

عن خير مَن حلّ بأرض الخيْفِ

(راجع: إبصار العين: ٢١٠).

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٧، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٢، وإبصار العين: ٢١٠، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٤٤.

(٣) وهذا ما استفاده أيضاً المحقق السماوي (ره) من متن الطبري حيث يقول: (فقُتل الحرّ ثمّ صلّى الحسينعليه‌السلام صلاة الخوف) (راجع إبصار العين: ١٦٦).

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٤.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٢ - ١٤، واللهوف: ١٦٠، وتسلية المجالس: ٢: ٢٨٢.

٢٩٦

أمقاتلٌ أنت هذا الرجل؟! إلى آخر محاورته مع ابن سعد التي مرّت بنا في قصة تحوّله والتحاقه بالإمامعليه‌السلام .

والمتأمّل في سياق كلّ من اللهوف ومقتل الخوارزمي، يلحظ تعارضاً بيّناً في سردهما لقصة التحاق الحرّ (رض)، حيث يجد أنّ الحرّ بعد مقتل خمسين رجلاً أو أكثر من أنصار الإمامعليه‌السلام يسأل عمر بن سعد: أمقاتلٌ أنت هذا الرجل؟! الأمر الذي يُضعف من الوثوق بسياق قصّة الحرّ (رض) في هذين الكتابين.

وتقول مصادر تاريخية: إنّ الحرّ (رض) كان أوّل مَن تقدّم إلى قتال القوم، وإنّه كان قد قال للإمامعليه‌السلام : يا بن رسول الله، كنتُ أوّل خارج عليك فائذن لي أن أكون أوّل قتيل بين يديك؛ فلعلّي أن أكون أوّل مَن يصافح جدّك محمّداً غداً في القيامة)(١) .

يقول صاحب تسلية المجالس في معنى ذلك: (وإنّما قال الحرُّ لأكون أوّل قتيل من المبارزين، وإلاّ فإنَّ جماعة كانوا قد قُتِلوا في الحملة الأولى كما ذُكر، فكان أوّل مَن تقدّم إلى براز القوم...)(٢) .

وقال الشيخ الصدوق في شأن الحرّ (رض): (فقتل منهم ثمانية عشر رجلاً)(٣) .

وقال الخوارزمي: (وقتل أربعين فارساً وراجلاً)(٤) .

____________________

(١) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٣، والفتوح: ٥: ١٨٥، واللهوف ١٦٠، وتسلية المجالس: ٢: ٢٨٢، والبحار: ٤٥: ١٣.

(٢) تسلية المجالس: ٢: ٢٨٠، وقال أيضاً السيد ابن طاووس في اللهوف: ١٦٠ (إنّما أراد أوّل قتيل من الآن؛ لأنّ جماعة قُتلوا قبله كما ورد..).

(٣) أمالي الصدوق: ١٣٦، المجلس ٣٠ حديث رقم ١.

(٤) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٣.

٢٩٧

وقال ابن شهرآشوب: (فقتل نيّفاً وأربعين رجلاً)(١) .

وقال السيّد ابن طاووس: (حتّى قتل جماعة من شجعان وأبطال)(٢) .

وروي أنّه لمّا استشهد الحرّ (رض) احتمله أصحاب الحسينعليه‌السلام ، حتّى وضعوه بين يدي الحسينعليه‌السلام وبه رمق، فجعل الحسينعليه‌السلام يمسح وجهه ويقول:(أنت الحرُّ كما سمّتك أمُّك، وأنت الحرّ في الدنيا وأنت الحرّ في الآخرة) (٣) .

وقيل: (ثمَّ أنشأ الحسين يقول:

لَـنِعمَ الـحرُّ حـرُّ بني رياح

ونِعمَ الحرُّ عند مختلف الرماحِ

ونِعم الحرُّ إذ نادى(٤) حسيناً

فجادَ بنفسه عند الصباحِ(٥)

وقيل: رثاه بهذه الأبيات بعض أصحاب الحسينعليه‌السلام (٦) .

وذكر الخوارزمي عن الحاكم الجشمي أنّه قال: بل رثاه عليّ بن الحسينعليه‌السلام (٧) .

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام : ٤: ١٠٠.

(٢) اللهوف: ١٦٠، وفيه: (ثمّ استشهد، فحملَ ُإلى الحسين فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول...).

(٣) تسلية المجالس: ٢: ٢٨٢، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٤، وانظر: اللهوف: ١٦٠، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وأمالي الصدوق: ١٣٦ المجلس ٣٠، حديث رقم ١ وفيه: (ثمّ قُتل فأتاه الحسينعليه‌السلام ودمه يشخب فقال:(بخٍ بخٍ يا حرُّ، أنت حرٌ كما سُمّيت في الدنيا والآخرة..) .

(٤) لعلّ الصحيح: (فادى) أو (فدّى) بدلاً من (نادى)، وقد رواها على الوجه الصحيح المحقّق المقرّم (ره) في المقتل: ٢٤٥ هكذا (ونِعمَ الحرُّ إذ فادى حسيناً).

(٥) أمالي الشيخ الصدوق: ١٣٦ المجلس ٣٠، حديث رقم ١.

(٦) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٤، وانظر: الفتوح: ٥: ١٨٦، وانظر البحار: ٤٥: ١٤.

(٧) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي، ٢: ١٤ وفيه: (صبورٌ عند مشتبك الرماحِ) بدلاً من (ونِعمَ الحرّ عند مختلف الرماح)، وفي البحار: ٤٥: ١٤ إضافة بيت لهذه الأبيات وهو:

فيا ربّ أضِفه في جِنانٍ

وزوِّجه مع الحور المِلاحِ

٢٩٨

كيف كانت صلاة الإمامعليه‌السلام ظُهر عاشوراء؟

ذكر أكثر المؤرّخين أنّ الإمامعليه‌السلام صلّى بأصحابه صلاة الخوف(١) ، وقال الشيخ ابن نما (ره): (وقيل: صلّى الحسينعليه‌السلام وأصحابه فُرادى بالإيماء)(٢) .

وقال المرحوم المحقّق السيّد المقرّم: (والذي أراه أنّ صلاة الحسينعليه‌السلام كانت قصراً؛ لأنّه نزل كربلاء في الثاني من المحرّم، ومن أخبار جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - مضافاً إلى علمه بأنّه يُقتل يوم عاشوراء - لم يستطع أن ينوي الإقامة إذا لم تكمل له عشرة أيّام، وتخيّل مَن لا معرفة له بذلك أنّه صلّى صلاة الخوف)(٣) .

____________________

(١) راجع مثلاً: الإرشاد: ٢: ١٠٥، ومثير الأحزان: ٦٥، وتاريخ الطبري ٣: ٣٢٨، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٢، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٠، وأنساب الأشراف: ٣: ١٠٤، والمنتظم/ ٥: ٣٤٠، وتذكرة الخواص: ٢٢٧.

وقال ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١٠٣: (صلّى بهم صلاة شدّة الخوف)، وقال العلاّمة الحلي في نهاية الأحكام: ٢: ٢٠٠ في معنى صلاة شدّة الخوف: (وهي تثبت عند: التحام القتال، وعدم التمكن من تركه لأحد، أو عند اشتداد الخوف، وأن يلتحم القتال، فلم يأمنوا هجومهم عليهم لو ولّوا عنهم انقسموا وحينئذٍ يصلّون رجالاً ومشاة على الأقدام أو ركباناً، مستقبِل القبلة واجباً مع الإمكان، وغير مستقبِلها مع عدمه على حسب الإمكان، فإن تمكّنوا من استيفاء الأركان وجب، وإلاّ أومأوا لركوعهم وسجودهم، ويكون سجودهم أخفض من الركوع، ولو تمكّنوا من أحدهما خاصّة وجب، ويجوز لهم التقدّم والتأخّر لقوله تعالى:( فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) ، وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال:(مستقبِل القِبلة وغير مستقبِلها) ، وقول الباقرعليه‌السلام في صلاة الخوف عند المطاردة والمناوشة وتلاحم القتال:(يصلّي كلّ إنسان فيهم بالإيماء حيث كان وجهه).

(٢) مثير الأحزان: ٦٥.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٤٥ حاشية الصفحة، وقال المقرّم (ره) في ص٢٤٦ نقلاً عن كتاب أسرار الشهادة أنّه: لمّا فرغَ الإمامعليه‌السلام من الصلاة قال لأصحابه:(يا كرام، هذه الجنّة قد فُتحت أبوابها، واتصلت أنهارها، وأينَعت ثمارها، وهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والشهداء الذين قُتلوا في سبيل =

٢٩٩

مقتلُ سعيد بن عبد الله الحنفي (رض) أثناء صلاة الإمامعليه‌السلام

ذكر الطبري وتابعه على ذلك ابن الأثير: أنّ سعيد بن عبد الله (رض) قُتل بعد الصلاة، حيث يقول: (ثمَّ اقتتلوا بعد الظهر فاشتدّ قتالهم، وَوصلَ إلى الحسين، فاستقدم الحنفيُّ أمامه، فاستُهدِف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً قائماً بين يديه، فما زال يُرمى حتّى سقط)(١) .

لكنّ المؤرّخين الآخرين رووا أنّ سعيد بن عبد الله (رض) قُتل أثناء صلاة الإمامعليه‌السلام ، فقد روى الخوارزمي في المقتل يقول: (فقال الحسين لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله:(تقدَّما أمامي ، فتقدّما أمامه في نحوٍ من نصف أصحابه حتّى صلّى بهم صلاة الخوف، ورويَ أنَّ سعيد بن عبد الله تقدّم أمام الحسينعليه‌السلام ، فاستهدفَ له يرمونه بالنبْل، فما أخذ الحسينعليه‌السلام يميناً وشمالاً إلاّ قام بين يديه.

____________________

=الله يتوقعون قدومكم ويتباشرون بكم، فحامُوا عن دين الله ودين نبيّه، وذبّوا عن حُرَم الرسول) ، فقالوا: نفوسنا لنفسك الفداء، ودماؤنا لدمك الوقاء، فو الله لا يصل إليك وإلى حرمك سوء وفينا عِرقٌ يضرب.

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٨، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٢، ويستفاد هذا المعنى أيضاً ممّا ذكره ابن نما (ره) في مثير الأحزان: ٦٦ حيث يقول: (ولما وصلَ القتال إليهعليه‌السلام تقدّمَ أمامه رجل من بني حنيفة يقيه بنفسه حتّى سقط بين يدي الحسينعليه‌السلام ، فقال الحنفيّ: اللّهمّ لا يُعجزك شيء تريده، فأبلِغ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله نصرتي ودفعي عن الحسين وارزقني مرافقته في دار الخلود).

وانظر: إبصار العين: ٢١٧ - ٢١٨ ففيه أيضاً أنّ ذلك كان (لمّا صلّى الحسين الظهر صلاة الخوف، ثمّ اقتتلوا بعد الظهر فاشتدّ القتال، ولما قرب الأعداء من الحسين وهو قائم بمكانه، استقدم سعيدُ الحنفيُّ أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طوراً بوجهه، وطوراً بصدره، وطوراً بيديه، وطوراً بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الحسينعليه‌السلام شيء من ذلك حتّى سقط الحنفيّ إلى الأرض..).

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477