مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة8%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260546 / تحميل: 8930
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

إنّي عجوزٌ في النسا ضعيفة

خـاويـةٌ بـالـية نـحيفة

أضـربكم بـضربةٍ عنيفة

دون بَـني فاطمة الشريفة

فردّها الحسين إلى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجُلين)(١) .

لكنّ الخوارزمي في المقتل ذكر مصرع جنادة ثمّ مصرع ابنه عمرو هكذا: (ثمّ خرج من بعده(٢) جنادة بن الحرث الأنصاري(٣) ، وهو يقول:

أنـا جـنادة أنـا ابن الحارث

لـسـتُ بـخوّارٍ ولا بـناكث

عـن بيعتي حتى يقوم وارثي

من فوق شلوٍ في الصعيد ماكثِ

فحملَ، ولم يزل يُقاتل حتّى قُتل.

ثمّ خرجَ من بعده عمرو بن جنادة، وهو ينشد ويقول:

أَضِق الخِناقَ من ابن هندٍ وارمِه

فـي عِـقره بفوارس الأنصارِ

ومـهاجرين مخضّبين رماحهم

تـحت الـعجاجة من دم الكفّار

خـضبت على عهد النبيّ محمّد

فـاليوم تُـخضب من دمِ الفجّار

واليوم تُخضب من دماء معاشرٍ

رفضوا القرآن لنصرة الأشرار

طـلبوا بـثأرهم بـبدرٍ وانثنوا

بـالمرهفات وبـالقنا الـخطّار

واللهِ ربـي لا أزال مـضارباً

لـلـفاسقين بـمـرهف بـتّارِ

_______________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٣، وانظر: إبصار العين: ١٥٩، وحياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٣٣ - ٢٣٤.

(٢) أي من بعد نافع بن هلال الجملي (راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٤ - ٢٥).

(٣) في أنصار الحسينعليه‌السلام المستشهدين بين يديه في كربلاء رجلان باسم (جنادة)، هما: الأوّل: جنادة بن الحرث المذحجي المرادي السلماني الكوفي (رض)، وقد استشهد مع عمرو بن خالد الصيداوي (رض) وجماعة في أوائل القتال، والثاني: جنادة بن كعب بن الحرث الأنصاري الخزرجي (رض)، وقد قُتل في الحملة الأولى (راجع: إبصار العين: ١٤٤ و ١٥٨).

٣٢١

هـذا عـليَّ الـيومَ حقٌّ واجبٌ

فـي كـلّ يـوم تعانقٍ وحوار

ثمّ حملَ، فقاتل حتّى قُتل)(١) .

ثمّ يروي الخوارزمي الواقعة - التي ذكرها كلُّ من المحقّق السماوي (ره)، والمحقّق المقرّم (ره) - لشاب آخر، قائلاً: (ثُمَّ خرجَ من بعده شابٌ قُتل أبوه في المعركة، وكانت أمّه عنده، فقالت: يا بُنيّ اُخرج فقاتل بين يدي ابن رسول الله حتى تُقتل، فقال: أَفعلُ، فخرج، فقال الحسين:(هذا شابٌ قُتل أبوه، ولعلَّ أُمَّه تكره خروجه)، فقال الشاب: أمّي أمَرَتني يا بن رسول الله! فخرجَ وهو يقول:

أميري حسينٌ ونِعم الأمير

سرور فؤاد البشير النذير

عـليٌّ وفـاطمةٌ والـداه

فهل تعلمون له من نظير

ثُمّ قاتل فقُتل، وحُزَّ رأسه ورُمي به إلى عسكر الحسين، فأخذت أمُّه رأسه وقالت له: أحسنتَ يا بُنيَّ، يا قُرَّة عيني وسرورَ قلبي.

ثمّ رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمة وحملت على القوم وهي تقول:

إنّا عجوزٌ في النسا ضعيفة

بـاليـة خـاوية نـحيفة

أضـربكم بـضربةٍ عنيفة

دون بَـني فاطمة الشريفة

فضرَبت رجلين فقتلتهما، فأمرَ الحسينعليه‌السلام بصرفها ودعا لها)(٢) .

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٥ - ٢٦.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٥ - ٢٦، وانظر: البحار ٤٥: ٢٧ - ٢٨ عن تسلية المجالس، وفيه إضافة هذا البيت:

له طلعةٌ مثل شمس الضحى

لــه غُرَّة مثـل بدر منير

وقد ذكرَ ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١٠٤ بعد ذكره مصرع جنادة بن الحارث (رض) قائلاً: (ثمّ برزَ ابنه واستشهد، ثمّ برز فتى قائلاً..) وأوردَ الأبيات وبقيّة الواقعة، وقال الشيخ القمي =

٣٢٢

مقتلُ الأخَوين الغفاريين (رض)

يروي الطبري قائلاً: (فلمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كُثِروا، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسيناً ولا أنفسهم تنافسوا في أن يُقتَلوا بين يديه، فجاءه عبد الله وعبد الرحمان ابنا عزرة (عروة)(١) الغفاريّان، فقالا: يا أبا عبد الله، عليك السلام حازَنا العدوّ إليك فأحببنا أن نُقتل بين يديك، نمنعك وندفع عنك.

قال:(مرحباً بكما اُدنوا منّي.

فدَنوا منه، فجعلا يقاتلان قريباً منه، وأحدهما يقول:

قـد عَـلمتْ حـقّاً بـنو غِـفار

وخِـنـدَفٌ بـعـد بـني نـزار

لـنـضربنَّ مـعـشرَ الـفُـجّار

بـكـلّ عـضبٍ صـارم بـتّار

يا قوم ذودوا عن بني الأحرار(٢)

بـالمشرفيّ والـقنا الـخطّار(٣)

أمّا الخوارزمي، فقد ذكرَ أنَّ (قُرّة بن أبي قُرّة الغفاري) خرجَ بعد خروج (يحيى بن سليم المازني) وهو يقول:

____________________

= في نَفَس المهموم: ٢٩٣: (أقول: إنّي أحتمل أن يكون هذا الفتى ابن مسلم بن عوسجة الأسدي رضوان الله عليهما، لِما حُكي عن روضة الأحباب قريباً من ذلك لابن مسلم بن عوسجة بعد ذكر قَتل والده رضوان الله عليهما، ومثله في روضة الشهداء، والله العالم)، كما قال الشيخ القمي (ره) في حاشية ص٢٩٣ من نَفَس المهموم أيضاً: (ويُحتمل أن يكون هو ابن مسعود بن الحجّاج، ففي الزيارة المرويّة عن الناحية المقدّسة (البحار ٤٥: ٧٢)(السلام على مسعود بن الحجّاج وابنه) .

(١) ضبطَ المحقّق المرحوم الشيخ السماوي اسم أبيهما أنّه (عروة) وليس عزرة، وذكرَ أنّ اسم جدّهما حرّاق، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وممّن شاركَ معه في حروبه الثلاث (راجع: إبصار العين: ١٧٥).

(٢) في إبصار العين: ١٧٦ في البيت الثالث (عن بني الأطهار) بدلاً من (عن بني الأحرار).

(٣) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٨.

٣٢٣

قد عَلمتْ حقّاً بنو غفار

وخندفٌ بعد بني نزارِ(١)

ثمَّ حملَ فقاتل حتّى قُتِل(٢) .

والظاهر أنّ هذا هو نفسه (عبد الله بن عروة الغفاري)؛ ذلك لأنّ الخوارزمي يذكر أنّ أخاه (عبد الرحمان بن عروة) كان قد خرج بعد خروج عمرو بن قرظة، وأنّه كان يقول أيضاً:

قد عَلمتْ حقّاً بنو غفار

وخندفٌ بعد بني نزارِ

ثمّ قاتلَ حتّى قُتل(٣) .

والجدير بالذكر: أنّ ابن شهرآشوب كان قد ذكر أنّ عبد الله قد قُتل في الحملة الأولى(٤) ، كما أنَّ ما ذكره المحقّق السماوي (ره) - أنّ عبد الله وأخاه عبد الرحمان كانا قد دنوا من الإمامعليه‌السلام ، وجعلا يقاتلان قريباً منه، وإنّ أحدهما ليرتجز ويُتمّ له الآخر.. فلم يزالا يقاتلان حتّى قُتلا(٥) - لا يبعد أن يكون قتالهما هذا ومقتلهما أثناء

____________________

(١) وبقيّة أبياته:

بأنّني الليث الهزبر الضاري

لأضـربنّ مـعشر الفجّار

بـحدِّ عـضبٍ ذكـر بتّار

يـشعُّ لـي في ظلمة الغبار

دون الـهداة السادة الأبرار

رَهـط النبيّ أحمد المختار

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢١، وكذلك ابن شهرآشوب في المناقب: ٤: ١٠٢ فقد ذكرهُ باسم (قُرَّة بن أبي قُرّة الغفاري)، وذكر أيضاً أنّه قتلَ ثمانية وستين رجلاً، لكنّ الشيخ الصدوق (ره) في أماليه: ١٣٦ المجلس ٣٠، حديث ١، كان قد ذكره باسم (عبد الله بن أبي عروة الغفاري)، وذكرَ رجزه، وذكر أنّه قتل عشرين رجلاً.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٦.

(٤) راجع: مناقب آل أبي طالب: ٤: ١١٣.

(٥) راجع: إبصار العين: ١٧٥ - ١٧٦.

٣٢٤

الحملة الأولى.

وقد ورد السلام عليهما من الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على عبد الله وعبد الرحمان ابنَي عروة بن حراق الغفاريين) (١) .

مقتلُ حنظلة بن أسعد الشبامي والأخوين الجابريين سيف ومالك (رض)

روى الطبري قائلاً: (وجاء الفَتَيان الجابريّان: سيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد(٢) بن سريع، وهما ابنا عمّ وأخوان لأُمّ، فأتيا حسيناً فدنوا منه وهما يبكيان، فقال:(أي ابنَيْ أخي ما يُبكيكما؟ فو الله إنّي لأرجو أن تكونا عن ساعة قريريْ عين.

قالا: جعلنا الله فداك، لا والله ما على أنفسنا نبكي، ولكنّا نبكي عليك! نراك قد أُحيط بك لا نقدر على أن نمنعك.

فقال:جزاكما الله يا ابنَيْ أخي بِوَجْدكما من ذلك ومواساتكما إيّايَ بأنفسكما أحسنَ جزاء المتّقين) .

وجاء حنظلة بن أسعد الشباميّ فقام بين يدي حسين، فأخذَ يُنادي: يا قومِ، إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود الذين من بعدهم، وما الله يريد ظلماً للعباد، ويا قوم إنّي أخاف عليكم يوم التنادِ يومَ تُولّون مُدبرين مالكم من الله من عاصم، ومَن يُضللِ اللهُ فماله من هادٍ، يا قوم لا تقتلوا

____________________

(١) البحار: ٤٥: ٧١.

(٢) ضبط المحقّق السماوي (ره) اسم والد مالك: (عبد الله) (راجع: إبصار العين: ١٣٢).

٣٢٥

حسيناً فيُسحتكم الله بعذاب وقد خاب مَن أفترى).

فقال له حسين:(يا بن أسعد رحمك الله، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إلي من الحقّ ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصادقين؟!

قال: صدقتَ جُعلت فداك، أنتَ أفقه منّي وأحقّ بذلك، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟

قال:رُحْ إلى خيرٍ من الدنيا وما فيها، وإلى مُلكٍ لا يبلى.

فقال: السلام عليك أبا عبد الله، صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك، وعَرّف بيننا وبينك في جنّته.

فقال:آمين آمين.

فاستقدمَ فقاتل حتّى قُتل.

ثُمّ استقدم الفتيان الجابريان يلتفتان إلى حسين ويقولان: السلام عليك يا بن رسول الله.

فقال:وعليكما السلام ورحمة الله).

فقاتلا حتّى قُتلا)(١) .

وقد وردَ السلام على حنظلة من الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على حنظلة بن أسعد الشّباميّ) (٢) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٨ - ٣٢٩، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٢، وأنساب الأشراف: ٣: ٤٠٥، والإرشاد: ٢: ١٠٥، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٨، واللهوف: ١٦٤، وتسلية المجالس ٢: ٢٩٤، وتسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦.

(٢) البحار: ١٠١: ١٠١: ٢٧٣ و ٤٥: ٧٣، وكذلك في الزيارة الرجبيّة والشعبانية (راجع: البحار: ١٠١: ٣٤٠).

٣٢٦

وعلى الجابرييّن:(السلام على شبيب (١) بن الحارث بن سريع، السلام على مالك بن عبد الله بن سريع) (٢) .

مقتلُ شوذب بن عبد الله (رض) (٣)

وروى الطبري أيضاً يقول: (وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري ومعه شوذب مولى شاكر، فقال: يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع؟

قال: ما أصنع؟ أُقاتل معك دون ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أُقتل.

قال: ذلك الظنّ بك، أمّا الآن فتقدّمْ بين يدي أبي عبد الله حتّى يحتسبك كما احتسبَ غيرك من أصحابه، وحتّى أحتسبك أنا؛ فإنّه لو كان معيَ الساعة أحدٌ أنا أولى به منّي بك لسرّني أن يتقدّم بين يديَّ حتى أحتسبه، إنّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكلّ ما قدرنا عليه، فإنّه لا عمل بعد اليوم وإنّما هو الحساب.

.. فتقدّم فسلّم على الحسين، ثمّ مضى فقاتل حتّى قُتل)(٤) .

وقال الشيخ المفيد (ره): (وتقدّمَ بعده(٥) شوذب مولى شاكر فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاتُه، أستودعك الله وأسترعيك، ثمّ قاتل حتّى

____________________

(١) لعلّ (شبيب) تصحيف (سيف)، ويؤيّد هذا: أنّ اسمه في الزيارة الرجبيّة والشعبانيّة (سيف بن الحارث) (راجع البحار: ١٠١: ٣٤٠).

(٢) البحار: ١٠١: ٢٧٣ و٤٥: ٧٣ و ١٠١: ٣٤٠.

(٣) هكذا ضبطه المحقّق السماوي (ره): شوذب بن عبد الله الهمداني الشاكري (مولى لهم). (راجع: إبصار العين: ٢٩).

(٤) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٦.

(٥) أي بعد حنظلة الشامي (ره). (راجع: الإرشاد: ٢: ١٠٥).

٣٢٧

قُتلرحمه‌الله )(١) .

مقتلُ عابس بن أبي شبيب الشاكري (رض)

ثمَّ لما قُتل شوذب (رض) تقدّم عابس (رض) إلى الإمامعليه‌السلام ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أمَا والله ما أمسى على ظهر الأرض قريبٌ ولا بعيدٌ أَعزّ عليَّ ولا أحبّ إليَّ منك، ولو قدرتُ على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزّ عليَّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام عليك يا أبا عبد الله، أُشهدُ الله أنّي على هدْيك وهَدْيِ أبيك.

ثمّ مشى بالسيف مصلتاً نحوهم وبه ضربةٌ على جبينه)(٢) .

ويقول رجل همداني - يُقال له ربيع ين تميم - شهدَ ذلك اليوم: (لمّا رأيتهُ مُقبلاً عَرفته، وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس، فقلت: أيّها النّاس هذا أسدُ الأُسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجنّ إليه أحدٌ منكم، فأخذَ ينادي: ألا رجلٌ لرجل؟! فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة.

قال: فرُمي بالحجارة من كلّ جانب، فلمّا رأى ذلك ألقى دِرعه ومِغْفَره، ثمّ شدَّ على الناس، فو الله لرأيته يكرد(٣) أكثر من المئتين من النّاس، ثمّ إنهم تعطّفوا عليه من كل جانب فقُتل.

قال: فرأيتُ رأسه في أيدي رجالٍ ذوي عدَّة، هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول:

____________________

(١) الإرشاد: ٢: ١٠٥.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، وانظر: أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٤، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٦ - ٢٧.

(٣) يكرد ويطرد سواء في المعنى. (راجع: إبصار العين: ١٢٩، ولسان اللسان: ٢: ٤٥٢).

٣٢٨

أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله سنان(١) واحد، ففرّق بينهم بهذا القول)(٢) .

مقتلُ الأخوين الأنصاريين (رض)

وهما: سعد بن الحرث الأنصاري العجلانيّ (رض)، وأخوه أبو الحتوف بن الحرث الأنصاري العجلاني (رض)، وكانا قد التحقا بالإمام الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء، يقول المحقّق السماوي (ره): (كانا من أهل الكوفة ومن المحكّمة(٣) ، فخرجا مع عمر بن سعد إلى قتال الحسينعليه‌السلام .

قال صاحب الحدائق: فلمّا كان اليوم العاشر، وقُتل أصحاب الحسين فجعل الحسين يُنادي:(ألا ناصرٌ فينصرنا) ، فَسمعته النساء والأطفال، فتصارخن، وسمعَ سعدٌ وأخوه أبو الحتوف النداء من الحسينعليه‌السلام والصراخ من عياله، فمَالا بسيفيهما مع الحسين على أعدائه، فجعلا يُقاتلان حتّى قَتلا جماعة وجَرحا آخرين، ثمّ قُتلا معاً)(٤) .

وذكر صاحب الحدائق: أنّهما (رض) قد قتلا من الأعداء ثلاثة نفر(٥) .

وفي ضوء هذا الخبر: إذا كان المراد من (وقُتل أصحاب الحسين) قُتل أصحابه

____________________

(١) في مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٧: (هذا لم يقتله إنسان واحد)، وكذلك في تسلية المجالس: ٢: ٢٩٨.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٢٦ - ٢٧.

(٣) من المحكّمة: أي من الخوارج، وفي أنّهما كانا من الخوارج كلام وأخذٌ وردٌّ بين المحقّقين (راجع: قاموس الرجال: ٥: ٢٨ رقم ٣١٤٧).

(٤) إبصار العين: ١٥٩، والحدائق الوردية: ١٢٢، وانظر: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٤.

(٥) راجع: الحدائق الوردية: ١٢٢، وتسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٤.

٣٢٩

بعد الحملة العامة الأولى، فإنّ هذين الأنصاريين (رض) يكونان - حسب الظاهر - قد قُتلا أواخر الحملة الأولى أو بعدها مباشرة، وإذا كان المراد من (وقُتل أصحاب الحسين) قُتل أصحابه جميعاً، فإنّ هذين الأنصاريين (رض) يكونان آخر مَن قُتل معهعليه‌السلام ، والنصوص المتوفّرة في مقتلهما لا تساعد بأكثر من هذا على تشخيص ساعة مقتلهما في الملحمة.

مقتلُ الأنصار الجهنيين الثلاثة (رض)

وهم: مجمع بن زياد بن عمرو الجهني (رض)(١) ، وعبّاد بن المهاجر بن أبي المهاجر الجهني (رض)(٢) ، وعقبة بن الصلت الجهني (رض)(٣) ، وكان هؤلاء الأبرار

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ٢٠١، وانظر: تنقيح المقال: ٣: ٥٣ وفيه: (قال أهل السيَر: إنّه كان صحابياً شهدَ بدراً وأُحداً، وكان في منازل جهينة حول المدينة، فلمّا خرج الحسينعليه‌السلام من مكّة إلى العراق مرَّ بهم، وكان الرجل ممّن تبعهُ ولزمه إلى أن تقدّم يوم الطفّ وقاتلَ بين يديه، وقَتل جمعاً كثيراً من القوم، فتعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتلوه في حومة الحرب بعدما عقروا فرسه)، لكنّ محققين آخرين لم يذكروا أنّه كان صحابياً، بل أنكر ذلك المحقّق التستري في قاموس الرجال: ٨: ٦٧٤ رقم ٦٢٥٣ قائلاً: (ولو كان صحابياً لعنونهُ الجزري الذي جمع كلّ صحيح وسقيم!).

(٢) راجع: إبصار العين: ٢٠١، وانظر: تنقيح المقال: ٢: ١٢٣، وقال الزنجاني في وسيلة الدارين: ١٦٢ رقم ٨٧: (وقُتل في الحملة الأولى..)، لكنّنا لم نعثر على ما يؤيّد ذلك في المصادر التي نقل عنها.

(٣) راجع إبصار العين: ٢٠١ - ٢٠٢، وانظر: تنقيح المقال: ٢: ٢٥٤ وفيه: (له رواية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ..)، لكنّ المحقّقين الآخرين لم يذكروا ذلك، بل أنكر ذلك المحقّق التستري في قاموس الرجال: ٧: ٢٢٠ رقم ٤٩١٦ قائلاً: (ولو كان صحابياً لعنونه الجزري الذي استقصاهم!)، وقال الزنجاني في وسيلة الدارين: ١٧١، رقم ١٠٤ نقلاً عن صاحب كتاب الحوادث (الشيخ محمد =

٣٣٠

قد التحقوا بالإمامعليه‌السلام من مياه جهينة (منازل جهينة) وهو في طريقه من المدينة إلى مكّة، وثبتوا معه ولازموه، فلم ينفضّوا عنه حين انفضّ كثير من الأعراب عنهعليه‌السلام في زُبالة، فلمّا كان يوم العاشر قاتلوا بين يديه حتّى قُتلوا رضوان الله عليهم.

مقتلُ يزيد بن ثبيط العبدي البصري (رض)

كان ولداه عبد الله وعبيد اللهرضي‌الله‌عنهما قد قُتلا في الحملة الأولى(١) ، أمّا هو رضوان الله تعالى عليه فقد قُتل مبارزة(٢) ، وقد مرّت بنا ترجمته وقصة ارتحاله إلى الإمامعليه‌السلام من البصرة مع مجموعة من المجاهدين البصريين، والتحاقهم بالإمامعليه‌السلام في مكّة المكرّمة، وملازمتهم الإمامعليه‌السلام حتى فوزهم بالشهادة بين يديه(٣) .

مقتلُ رافع بن عبد الله (رض) مولى مسلم الأزدي (رض)

كان رافع بن عبد الله (رض) قد خرج إلى الإمام الحسينعليه‌السلام مع مولاه مسلم بن كثير الأعرج الأزدي (رض) من الكوفة، وانضمّا إلى الإمامعليه‌السلام في كربلاء، ولمّا كان اليوم العاشر ونشب القتال قُتل مسلم بن كثير (رض) في الحملة الأولى، أمّا مولاه عبد الله فتقدّم بعد صلاة الظهر مبارزاً للأعداء بين يدي الإمام الحسينعليه‌السلام ، فقاتلَ ثمّ نال شرف الشهادة(٤) .

____________________

= باقر) أنّه قُتل في الحملة الأولى.

(١) راجع: مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام : ٤: ١١٣.

(٢) راجع: إبصار العين: ١٩٠.

(٣) راجع: الجزء الثاني من هذه الدراسة (الإمام الحسينعليه‌السلام في مكّة المكرّمة): ٣٨٩ - ٣٩٣.

(٤) راجع: إبصار العين: ١٨٥، وذخيرة الدارين: ٢٧٠، وتنقيح المقال: ٣: ٤٢٢.

٣٣١

مقتلُ حبشي بن قيس النهمي (رض)(١)

ومن أنصارهعليه‌السلام الذين قُتلوا معه في كربلاء: حبشي (حبشة)(٢) بن قيس النهمي (رض)، ولم نعثر في المصادر الأخرى على تفصيل مصرعه ومقتله.

مقتلُ زياد بن عريب الهمداني الصائدي (رض)(٣)

وكنيته أبو عمرة(٤) ، وهو ممّن أدركَ زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد روى الشيخ (ابن نما) عن مهران الكاهلي - أي مولى لبني كاهل - قال: شهدت كربلاء مع الحسينعليه‌السلام فرأيت رجلاً يُقاتل قتالاً شديداً، لا يَحمل على قوم إلاّ كشفهم، ثمّ يرجع إلى الحسينعليه‌السلام ويرتجز ويقول:

أَبشِر هُديتَ الرُشد يا بن أحمدا

في جنّة الفردوس تعلوا صعّدا

فقلت: مَن هذا؟ قالوا: أبو عمر النهشلي(٥) ، وقيل: الخثعمي فاعترضهُ عامر بن نهشل - أحد بني اللات بن ثعلبة - فقتله واحتزّ رأسه.

____________________

(١) مرّت بنا ترجمته في جملة مَن التحق بالإمامعليه‌السلام في كربلاء حتّى ليلة العاشر، وراجع أيضاً: إبصار العين: ١٣٤، والإصابة: ٢: ١٠٤ - ١٠٥ رقم ٣٦٤٤.

(٢) هكذا كما في الإصابة، وانظر أيضاً: وسيلة الدارين: ١١٨ رقم ٣٠.

(٣) مرّت بنا ترجمته في جملة مَن التحق بالإمامعليه‌السلام في كربلاء حتى ليلة العاشر، وراجع أيضاً إبصار العين: ١٣٤ - ١٣٥، وانظر: وسيلة الدارين: ١٤٥ رقم ٥٥ وفيه أيضاً كان أبوه عريب صحابياً ذكره جماعة في الطبقات والتراجم: كعزّ الدين الجزري في أُسد الغابة، وابن عبد البرّ في الاستيعاب، والعسقلاني في الإصابة كما ذكرنا، وذكر المامقاني أنّه كان من أهل التقوى وكان يسهر الليل إلى الصبح...).

(٤) هكذا ضبط المحقّق السماوي (رض) كنيته.

(٥) نقل السماوي (ره) في إبصار العين: ١٣٥ عن مثير الأحزان: الحنظلي بدلاً من النهشلي.

٣٣٢

قال: وكان أبو عمرو هذا متهجّداً كثير الصلاة)(١) .

مقتلُ قعنب بن عمر النمري (رض)

ومن أنصارهعليه‌السلام الذين استشهدوا بين يديه في كربلاء: قعنب بن عمر النمري البصري (رض)، الذي كان قد جاء إلى الإمامعليه‌السلام مع الحجّاج بن بدر السعدي (رض) من البصرة، والتحقا به في مكّة، ولم يزل ملازماً له، حتى نشبَ القتال يوم عاشوراء، فقاتل في الطفّ بين يدي الإمامعليه‌السلام حتّى قُتل رضوان الله عليه(٢) ، ولم تذكر المصادر التاريخية تفصيلاً لمصرعه، إلاّ أنّ الزنجاني نقل عن صاحب الذخيرة أنّه قُتل في الحملة الأولى(٣) ، وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على قعنب بن عمرو النمري) (٤) .

مقتلُ بكر بن حي التيمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان بكر ممّن خرجَ مع ابن سعد إلى حرب الحسينعليه‌السلام ، حتّى إذا قامت الحرب على ساق، مالَ مع الحسين على ابن سعد، فقُتل بين يدي الحسينعليه‌السلام بعد الحملة الأولى، ذكرهُ صاحب الحدائق(٥) وغيره)(٦) ، ولم نعثر على تفصيل لمصرعه (رض) في مصادر أخرى.

____________________

(١) مثير الأحزان: ٥٧.

(٢) راجع: إبصار العين: ٢١٥ - ٢١٦.

(٣) وسيلة الدارين: ١٨٤ رقم ١٣٢ - وقال أيضاً: (وقال غيره: قُتل مبارزة).

(٤) البحار: ٤٥: ٧٢ و ١٠١: ٢٧٣.

(٥) انظر: الحدائق الورديّة: ١٢٢ وفيه: (وقُتل بكر بن حي التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة).

(٦) إبصار العين: ١٩٤.

٣٣٣

مقتلُ سالم بن عمرو (رض) مولى بني المدينة

وقال المحقّق السماوي (ره) أيضاً: (كان سالم مولى لبني المدينة، وهم بطن من كلب، كوفيّاً من الشيعة، خرجَ إلى الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة، فانضمّ إلى أصحابه، قال في الحدائق: وما زال معه حتّى قُتل(١) .

وقال السروي: قُتل في أوّل حملة مع مَن قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام (٢) ، وله في القائميات ذكر وسلام(٣) )(٤) .

مقتلُ الغلام التركي (رض)

قال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ غلام تركيّ مبارز، قارئ للقرآن، عارف بالعربية، وهو من مَوالي الحسين، فجعل يقاتل ويقول:

البحر من طعني وضربي يصطلي

والـجوُّ مـن سهمي ونبلي يمتلي

إذا حُـسامي فـي يـميني ينجلي

يـنشقُّ قـلب الـحاسد الـمبجّل

فقتلَ جماعة، فتحاوشوه فصرعوه، فجاءه الحسين وبكى ووضع خدَّه على خدّه، ففتحَ عينيه ورآه فتبسّم، ثمّ صار إلى ربّه)(٥) .

____________________

(١) انظر: الحدائق الوردية: ١٢١.

(٢) لم نعثر على اسمه في مجموعة أسماء شهداء الحملة الأولى الذين ذكرهم ابن شهرآشوب السروي في المناقب: ٤: ١١٣.

(٣) ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على سالم مولى بني المدينة الكلبي) (انظر: البحار: ٤٥: ٧٢).

(٤) إبصار العين: ١٨٢.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٨.

٣٣٤

لكنّ ابن شهرآشوب ذكرَ هذه الأبيات لغلامٍ تركيّ للحرّ، قائلاً: (وروي أنّه برزَ غلام تركيّ للحرّ، وجعل يقول...)، كما ذكر أنّه قتل سبعين رجلاً(١) .

أمّا المحقّق السماوي (ره)، فقد قال في ترجمة (أسلم بن عمرو مولى الحسين بن عليعليه‌السلام ): (كان أسلم من مَوالي الحسين، وكان أبوه تركيّاً، وكان ولده أسلم كاتباً، قال بعض أهل السيَر والمقاتل: إنّه خرجَ إلى القتال وهو يقول:

أميري حسينٌ ونِعمَ الأمير

سرورُ فؤاد البشير النذير

فقاتل حتّى قُتل، فلمّا صُرع مشى إليه الحسينعليه‌السلام ، فرآه وبه رمقٌ يومي إلى الحسينعليه‌السلام فاعتنقه الحسين ووضع خدّه على خدّه، فتبسّم وقال: مَن مثلي وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضعٌ خدّه على خدّي، ثُمّ فاضت نفسه رضوان الله عليه)(٢) .

وقال صاحب ذخيرة الدارين: (ومشى الحسينعليه‌السلام إلى أسلم مولاه واعتنقه، وكان به رمق فتبسّم وافتخر بذلك)(٣) .

____________________

(١) راجع: مناقب آل أبي طالب ٤: ١٠٤.

(٢) إبصار العين: ٩٥ - ٩٦، لكنّ المحقّق السماوي (ره) قال في ترجمة واضح التركي مولى الحرث المذحجي السلماني: (..والذي أظنّ أنّ واضحاً هذا هو الذي ذكر أهل المقاتل أنّه برزَ يوم العاشر إلى الأعداء فجعل يقاتلهم راجلاً بسيفه وهو يقول:

البحر من ضربي وطعني يصطلي

والـجوّ مـن عـثير نقعي يمتلي

إذا حـسامي فـي يـميني ينجلي

يـنشقّ قـلب الـحاسد الـمبجّل

قالوا: ولما قُتل استغاث، فانقضّ عليه الحسين واعتنقهَ وهو يجود بنفسه فقال: مَن مثلي وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع خدّه على خدّي، ثمّ فاضت نفسهرضي‌الله‌عنه )، (إبصار العين: ١٤٥)، فالسماوي (ره) متردّد بين واضح وأسلم؛ ولذا تراه يقول في الفائدة الثالثة عشرة: (.. وواضح الرومي أو أسلم التركي فإنّه لمّا قُتل مشى إليه واعتنقه...) (إبصار العين: ٢٢٦).

(٣) ذخيرة الدارين: ٣٦٦.

٣٣٥

مقتلُ بشر (١) بن عمرو بن الأُحدوث الحضرمي (رض)

ذكرنا فيما مضى في قائمة أسماء شهداء الحملة الأولى اسم (بشر بن عمرو الحضرمي) في جملة أولئك الشهداء رضوان الله عليهم، وقلنا في حاشية اسمه: إنّ المحقّق السماوي (ره) ذكر أنّه قُتل في الحملة الأولى نقلاً عن قول ابن شهرآشوب السرويّ في المناقب(٢) .

وقلنا: إنّنا بعد مراجعة كتاب المناقب وجدنا أنّ ابن شهرآشوب لم يذكره في أسماء شهداء الحملة الأولى(٣) ، لكنّ الزنجاني في وسيلة الدارين ذكره في أسماء شهداء الحملة الأولى(٤) وقال في ترجمته: (قال أهل السيَر: فلمّا ثبتَ القتال بين الفريقين تقدّم بشر بن عمرو الحضرمي إلى الحرب، وقاتلَ حتّى قُتل في الحملة الأولى مع مَن قُتل في أصحاب الحسينعليه‌السلام )(٥) ، ولا نعلم مَن هم أهل السيَر الذين عناهم الزنجاني؟

لكنّ الطبري في تاريخه(٦) روى أنّ آخر مَن بقي مع الإمامعليه‌السلام من أصحابه

____________________

(١) تتفاوت المصادر التاريخية في ضبط اسمه (رض)، فبعضها يذكره باسم (بشير) كما في تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٠، وأنساب الأشراف: ٣: ٤٠٤، وورد بعنوان (بشير بن عمر) كما في تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦،، وفي إبصار العين: ١٧٣: (بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي)، ووردَ السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة باسم (بشر بن عمر الحضرمي). (البحار: ٤٥: ٧٠).

(٢) راجع: إبصار العين: ١٧٤.

(٣) راجع: مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٣.

(٤) راجع: وسيلة الدارين: ٩٤ - ٩٥ ذكره باسم (بشير بن عمرو).

(٥) وسيلة الدارين: ١١٠ رقم ١٣.

(٦) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩.

٣٣٦

سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي (رض)، وبشير بن عمرو الحضرمي (رض).

ومن الغريب أنَّ المحقّق السماوي (ره)(١) في موضع آخر من كتابه، ذكرَ أيضاً أنّ بشراً الحضرمي (رض) قُتل في آخر أصحاب الإمامعليه‌السلام قبل سويد بن عمرو (رض).

وروى البلاذري يقول: « وقاتلَ بشير بن عمرو الحضرمي وهو يقول:

اليومَ يا نفسُ أُلاقي الرحمن

واليــومَ تُجـزَين بكلّ إحسان

لا تجزعي فكلُّ شــيءٍ فان

والصبر أحظى لكِ عند الديّان »(٢)

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكرَ الله لك قولك للحسين وقد أذِن لك في الانصراف: أكَلَتني إذاً السباعُ حيّاً إن فارقتك! وأسأل عنك الركبان؟! وأخذلك مع قلّة الأعوان؟! لا يكون هذا أبداً!) (٣) .

مقتلُ سويد بن عمرو بن أبي المطاع (رض)

روى الطبري: أنّ سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي (رض) كان آخر مَن بقي مع الحسينعليه‌السلام من أصحابه(٤) ، وقال المحقّق السماوي (ره) في ترجمته: (كان سويد شيخاً شريفاً عابداً كثير الصلاة، وكان شجاعاً مجرّباً في الحروب، كما ذكره

____________________

(١) راجع: إبصار العين: ٣: ١٦٩.

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٤.

(٣) البحار: ٤٥: ٧٠.

(٤) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٣، وأنساب الأشراف: ٣: ٤٠٩.

٣٣٧

الطبري والداوودي)(١) .

وقال السيّد ابن طاووس (ره): (وتقدّم سويد بن عمرو بن أبي المطاع، وكان شريفاً كثير الصلاة، فقاتلَ قتال الأسد الباسل، وبالغ في الصبر على البلاء النازل حتّى سقط بين القتلى وقد أُثخن بالجراح، ولم يزل كذلك وليس به حراك، حتّى سمعهم يقولون: قُتل الحسين، فتحاملَ وأخرج من خفّه سكيناً، وجعل يقاتلهم بها حتّى قُتل رضوان الله عليه)(٢) .

وقال المحقّق السماوي (ره): (وقال أهل السيَر: إنّ بشراً الحضرمي قُتل، فتقدّم سويد وقاتل حتّى أُثخن بالجراح، وسقطَ على وجهه فظُنَّ بأنّه قُتل، فلمّا قُتل الحسينعليه‌السلام وسمعهم يقولون: قُتل الحسين، وجدَ به إفاقة، وكانت معه سكّين خبّأها، وكان قد أُخذ سيفه منه، فقاتلهم بسكّينه ساعة، ثمّ إنّهم عطفوا عليه، فقتلهُ عروة بن بكّار التغلبي، وزيد بن ورقاء الجهني(٣) )(٤) .

قصّةُ الضحّاك بن عبد الله المشرقي

قال الطبري: (قال أبو مخنف: حدّثنا عبد الله بن عصام الفائشيّ - بطن من همدان - عن الضحّاك بن عبد الله المشرقي قال: قدِمتُ ومالك بن النضر الأرحبي على الحسين، فسلّمنا عليه ثمّ جلسنا إليه، فردّ علينا ورحّب بنا، وسَأَلنا عمّا جئنا

____________________

(١) إبصار العين: ١٦٩.

(٢) اللهوف: ١٦٥.

(٣) وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٤ والحدائق الوردية: ١٠٤: (قتله هاني بن ثبيت الحضرمي).

(٤) إبصار العين: ١٦٩ - ١٧٠.

٣٣٨

له، فقلنا: جئنا لنُسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية، ونُحدث بك عهداً، ونخبرك خبر النّاس، وإنّا نُحدّثك أنّهم قد جمعوا على حربك، فَرِ رأيك؟

فقال الحسينعليه‌السلام :(حسبي الله ونعم الوكيل.

قال: فتذمّمنا وسلّمنا عليه ودعونا الله له.

قال:فما يمنعكما من نصرتي؟!

فقال مالك بن النضر: عليَّ دَين، وليَ عيال!

فقلت: إنّ عليَّ دَيناً، وإنّ لي لعيالاً، ولكنّك إنْ جعلتني في حِلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً، قاتلتُ عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً!

قال: قال:فأنتَ في حِلّ)، فأقمتُ معه)(١) .

ويستفاد من هذا المتن: أنّ هذا اللقاء كان في الطريق إلى كربلاء(٢) ، أو في كربلاء قبل الحصار؛ ذلك لأنّ مالك بن النضر كان قد ترك الإمامعليه‌السلام ، ولا يكون ذلك بمقدوره إلاّ قبل الحصار.

ثمّ نجد الطبري يروي بنفس السند عن الضحّاك هذا تفاصيل عن وقائع مهمّة في ليلة عاشوراء، وفي يوم عاشوراء، منها احتجاج الإمامعليه‌السلام على أعدائه قبل نشوب الحرب.

ثمّ يروي الطبري بنفس السند عن الضحّاك المشرقي، كيف استأذن الإمامعليه‌السلام بالتخلّي عنه آخر الأمر، وكيف فرّ من الميدان، وكيف نجا من القتل!

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣١٣.

(٢) لقد أشار الشيخ الصدوق (ره) إلى مثل هذا اللقاء في كتابه ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: ٢٣٢ في منزل قصر بني مقاتل، والرجلان المشرقيان في رواية الشيخ الصدوق (ره) هما: عمرو بن قيس المشرقي، وابن عمّ له.

٣٣٩

قال الضحّاك: (لما رأيتُ أصحاب الحسين قد أُصيبوا، وقد خَلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبقَ معه غيرُ سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي، وبشير بن عمرو الحضرمي، قلت له: يا بن رسول الله، قد علمتَ ما كان بيني وبينك، قلتُ لك: أقاتلُ عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أرَ مقاتلاً فأنا في حلّ من الانصراف، فقلتَ: نعم.

قال:(صدقتَ، وكيف لك بالنجاء؟ إنْ قدرتَ على ذلك فأنتَ في حِلّ! قال: فأقبلتُ إلى فرسي وقد كُنت حيث رأيتُ خيل أصحابنا تُعقَر أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطاً لأصحابنا بين البيوت، وأقبلتُ أُقاتل معهم راجلاً، فقتلتُ يومئذٍ بين يدي الحسين رجلين، وقطعتُ يدَ آخر، وقال لي الحسين يومئذٍ مراراً:لا تُشلل، لا يقطع الله يدك، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

فلمّا أذِن لي استخرجتُ الفرس من الفسطاط، ثمّ استويتُ على متنها ثمّ ضربتها، حتّى إذا قامت على السنابك رميتُ بها عرض القوم فأفرجوا لي، واتّبعني منهم خمسة عشر رجلاً، حتّى انتهيتُ إلى شُفيّة قرية قريبة من شاطئ الفرات، فلمّا لَحقوني عطفتُ عليهم، فعرَفني كثير بن عبد الله الشعبي، وأيوب بن مشرح الخيوانيّ، وقيس بن عبد الله الصائدي، فقالوا: هذا الضحّاك بن عبد الله المشرقي، هذا ابن عمّنا، ننشدكم الله لمَا كففتم عنه، فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم: بلى والله، لنجيبنّ إخواننا وأهلَ دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم، قال: فلمّا تابعَ التميميون أصحابي كفّ الآخرون، قال: فنجّاني الله)(١) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩.

٣٤٠

أسماءٌ أخرى وملاحظات:

١ - مالك بن دودان:

قال ابن شهرآشوب السروي: « ثمّ برزَ مالك بن دودان وأنشأ يقول:

إليكم من مالك الضرغام

ضَرب فتىً يحمي عن الكرام

يرجو ثواب الله ذي الإنعام ».(١)

٢ - أنيس بن معقل الأصبحي:

وقال أيضاً: « ثمّ برزَ أنيس بن معقل الأصبحي وهو يقول:

أنـا أنـيس وأنـا ابن معقل

وفي يميني نصل سيف مصقل

أعلو بها الهامات وسط القسطل

عـن الحسين الماجد المفضّل

ابن رسول الله خير مُرسل ».

فقتلَ نيّفاً وعشرين رجلاً »(٢) .

٣ - ربيعة بن خوط:

قال الحائري في ذخيرة الدارين: (نزلَ الكوفة، وكان بها إلى أن جاء الحسينعليه‌السلام من مكّة إلى العراق حتّى نزل بكربلاء، ثمّ خرج ربيعة بن خوط من الكوفة وجاء إلى الحسينعليه‌السلام مع ابن عمّه حبيب، وكان حبيب معه إلى أن قُتل بين

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٤.

(٢) نفس المصدر: ٤ : ١٠٣، وذكرهُ ابن أعثم الكوفي في الفتوح: ٥: ١٩٨، والخوارزمي في المقتل ٢: ٢٣ بتفاوت في بعض أبيات الرَجَز.

وقد مرّ بنا في مقتل يزيد بن مغفل الجعفي (رض): أنّ أنيس بن معقل ربما كان تصحيفاً له؛ لأنّ أبيات الرَجَز المنسوبة إلى كلّ منهما واحدة أو متماثلة جدّاً، مع اتحاد معقل مع مغفل من حيث وتفاوتهما في النقاط فقط.

٣٤١

يديه في الحملة الأولى مع مَن قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام )(١) .

٤ - زيد بن معقل:

عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام (٢) ، وذكره ابن شهرآشوب السروي في المناقب(٣) ، وقد وردعليه‌السلام في زيارة الناحية المقدّسة(٤) .

٥ - هلال بن الحجّاج:

ذكره الشيخ الصدوق قائلاً: (ثمّ برزَ من بعده - أي من بعد وهب بن وهب النصراني (رض) - هلال بن الحجّاج وهو يقول:

أرمي بها معلّمة أفواقها (أفواهها)

والـنـفس لا يـنـفعها إشـفاقها

فقتلَ منهم ثلاثة عشر رجلاً ثمّ قُتل)(٥) .

____________________

(١) ذخيرة الدارين: ١٨٨، وذكر السماوي (ره): أنّ حبيب بن مظهّر كان ابن عمّ ربيعة بن حوط بن رئاب المكنّى أبا ثور الشاعر الفارس. (راجع: إبصار العين: ١٠٠).

وقال ابن عساكر: أدركَ حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . (راجع: الإصابة في معرفة الصحابة: ١: ٥٢٧).

(٢) رجال الشيخ الطوسي: ١٠٠ رقم ٩٨١.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ٧٨.

(٤)(السلام على زيد بن معقل الجعفي) (راجع البحار: ٤٥: ٧٢)، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣:(السلام على بدر بن معقل الجعفي) ، والظاهر أنّ كليهما تصحيف ليزيد بن مغفل الجعفي (رض).

(٥) أمالي الشيخ الصدوق: ١٣٧ المجلس ٣٠ حديث رقم ١، ومن المعلوم أنّ هذه الأبيات منسوبة أيضاً في المقاتل المشهورة الأخرى إلى نافع بن هلال الجملي (راجع: تاريخ الطبري ٣: ٣٢٤، والإرشاد: ٢: ١٠٣، وإعلام الورى ٢: ٤٦٢ وغيرها)، فالظاهر أنّه تصحيف لنافع بن هلال الذي تذكره بعض المصادر باسم (هلال بن نافع)، والله العالم.

٣٤٢

٦ - بدر بن رقيط وابنيه

ورد في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد طاووس (ره) هكذا:(السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله وعبيد الله) (١) .

أمّا في زيارة الناحية المقدّسة فقد ورد السلام هكذا:(السلام على زيد بن ثبيت القيسي، السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيت القيسي) (٢) .

ومن الواضح أنّ هذا ناشئ عن تصحيف النُسّاخ، إذ لم يُعرف أحدٌ من أنصار الإمامعليه‌السلام من شهداء الطفّ مع ابنين له بهذين الاسمين: عبد الله، وعبيد الله غير يزيد بن ثبيط العبدي (القيسي) البصري (رض)، كما ضبطَ اسمه المحقّق السماوي (ره).

٧ - خالد بن عمرو بن خالد الأزدي:

وقد ذكره ابن شهرآشوب السروي قائلاً: (ثمّ برزَ ابنه خالد - أي ابن عمرو بن خالد الأزدي - وهو يقول:

صبراً على الموت بني قحطان

كي ما تكونوا في رضا الرحمن

ذي المجد والعزّة والبرهان

وذو العُلى والطَول والإحسان

يا أبتا قد صرتُ في الجنان

في قصر درٍّ حَسَن البنيان(٣)

وعمرو بن خالد - وهو من شهداء الطفّ ويُكنّى بأبي خالد(٤) - ليس من الأزد، بل هو أسدي صيداوي، ولم يذكر المؤرّخون والرجاليون الذين ترجموا له بأنّ

____________________

(١) راجع: البحار: ١٠١: ٣٤٠.

(٢) راع: البحار: ٤٥: ٧٢ و١٠١: ٢٧٣.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٧ بتفاوت في الشعر.

(٤) راجع: إبصار العين: ١١٤.

٣٤٣

خالداً ابنه كان معه في شهداء الطفّ.

٨ - جابر بن عروة الغفاري:

قال النمازي: (لم يذكروه، وهو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهدَ بدراً وغيرها، وكان شيخاً كبيراً تعصّب بعصابة ترفع حاجيبه عن عينيه، فلمّا رأى غربة مولانا الحسين صلوات الله عليه استأذن، فقال له الحسين:(شكرَ الله سعيك يا شيخ) ، فقاتل وقَتل جمعاً حتّى استشهد بين يديه، نقلَ ذلك كلّه في الناسخ عن أبي مخنف، وكذا في فرسان الهَيجا، وعطيّة الذرّة)(١) .

ولا يخفى على المتتبّع أنّ هذه الترجمة منسوبة في المصادر الأخرى إلى الصحابي الجليل أنس بن الحارث الأسدي الكاهلي (رض)(٢) .

٩ - عمرو بن جندب الحضرمي:

قال النمازي: (من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وشهد في الجَمل وصِفّين معه، ووفِّق للشهادة يوم الطفّ، وتشرّف بسلام الناحية المقدّسة)(٣) .

١٠ - شبيب بن جراد الكلابي الوحيدي:

قال النمازي: (من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من شجعان الشيعة في الكوفة، وله ذكر في المغازي والحروب سيّما في صفّين، وبايعَ مسلماً، وكان يأخذ البيعة

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث ٢: ١٠٣، رقم ٣٤٠١.

(٢) راجع ذخيرة الدارين: ٢٠٨، وإبصار العين: ٩٩، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٥.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث ٦: ٣١، رقم ١٠٧٥٥، وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على عمر بن جندب الحضرمي) (راجع: البحار: ٤٥: ٧٣)، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣:(السلام على عمر بن الأحدوث الحضرمي) .

٣٤٤

له حتّى إذا رأى الخذلان انحرف وخرجَ مع عمر بن سعد إلى كربلاء، فلمّا جاء الشمر بكتاب ابن زياد وأيقنَ بالحرب لحقَ بالحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء، وانضمّ إلى أبي الفضل العبّاس لكونه من قبيلته(١) ، واستشهدَ يوم عاشوراء بين يدي الحسينعليه‌السلام ).

١١ - جعبة بن قيس بن مسلمة:

قال ابن حجر في الإصابة: (جعبة بن قيس بن مسلمة بن طريف، قُتل مع الحسين بن علي، قاله الكلبي)(٢) .

١٢ - أبو الهياج:

وقال ابن حجر أيضاً: (أبو الهياج قُتل مع الحسين، قال: ذكر الواقدي في مقتل الحسين أنّ أبا الهياج قُتل معه)(٣) .

١٣ - يزيد بن حُصين الهمداني المشرقيّ:

يرد ذكره في بعض كتب التاريخ والتراجم(٤) ، وينسب إليه كلّ ما تنسبه كتب التاريخ والتراجم الأخرى لبرير بن خضير الهمداني المشرقيّ (رض)، وهو تصحيف ظاهر لبرير بن خضير، وهذا ممّا لا يخفى على المتأمّل بدقّة، وذهب إلى ما قلناه أيضاً الشيخ التستري (ره) في قاموس الرجال(٥) .

____________________

(١) أي: من قبيلة أمّه؛ لأنّ أمّ العباسعليهما‌السلام كلابيّة.

(٢) الإصابة ٣: ٢٨٥، رقم ٤٢٣٦.

(٣) الإصابة: ٤: ٨٠.

(٤) راجع: كشف الغمّة: ٢: ٢٩٥، ورجال الشيخ الطوسي: ١٠٦، وتنقيح المقال: ٣: ٣٢٥، وذخيرة الدارين: ١٧٩.

(٥) راجع: قاموس الرجال: ٢: ٢٩٤ - ٢٩٦، رقم ١٠٧٧.

٣٤٥

١٤ - عمرو بن مطاع الجعفي(١)

قال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برزَ عمرو بن مطاع الجعفي وقال:

اليومَ قد طاب لنــا الفراع

دون حسينِ الضرب والسطاع (٢)

ترجــو بذاك الفوزُ والدفاع

مــن حَرِّ نارٍ حين لا امتناع(٣)

وقال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده - أي من بعد الكاهلي (رض) - عمر بن مطاع الجعفي، وهو يقول:

أنـا ابن جعفي وأبي مطاع

وفـي يميني مرهفٌ قطّاع

وأسـمـرٌ سـنـانه لـمّاعُ

يُـرى له من ضوئه شعاعُ

قد طاب لي في يومي القراع

دون حـسينٍ ولـه الـدفاع

ثمّ حملَ فقاتل حتى قُتل)(٤) .

١٥ - عبد الرحمان بن عبد الله اليزني:

قال ابن شهرآشوب السرويّ: (ثمّ برزَ عبد الرحمان بن عبد الله اليزني قائلاً:

أنـا ابـن عـبد الله من آل يزَنِ

ديـني عـلى دين حسين وحسن

أضـربكم ضـرب فتىً من اليمن

أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن(٥)

____________________

(١) من أنصار الإمامعليه‌السلام ، ومن شهداء الطفّ المعروفين (سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي)، وقد مرّ بنا مصرعه، ولا نعلم هل أنّ (عمرو بن مطاع الجعفي) هذا تصحيف لذاك الأنصاري الجليل أم هو آخر غيره؟!

(٢) الفراع: المطاولة والمنازلة، والاعتداد بالشرف والمحتد، والسطاع: رفع الرأس ومدّ العنق والانتشار.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٢.

(٤) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٢.

(٥) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١ - ١٠٢.

٣٤٦

وذكرهُ محمد بن أبي طالب أيضاً، وأتمّ قائلاً: (ثمّ حملَ فقاتلَ حتى قُتل)(١) .

١٦ - يحيى بن سليم المازني

ثمّ قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ يحيى بن سليم المازني وهو يقول:

لأضربنّ القوم ضرباً فيصلا

ضرباً شديداً في العدى معجّلا

لا عاجزاً فيها ولا مولولا

ولا أخاف اليوم موتاً مقبلا(٢)

وذكرهُ الخوارزمي أيضاً بتفاوت في الشعر(٣) .

١٧ - جبلّة بن عبد الله

وقد ورد السلام عليه في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد ابن طاووس(٤) ، والظاهر أنّ هذا الاسم تصحيف لـ (جبلّة بن عليّ الشيباني) الذي وردَ السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(٥) .

١٨ - سعد بن حنظلة التميمي:

قال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده - أي من بعد خالد بن عمرو بن خالد الأزدي (وقد مرَّ ذكره) - سعد بن حنظلة التميمي، وهو يقول:

صبراً على الأسياف والأسنّة

صـبراً عليها لدخول الجنّة

وحـور عِـين ناعمات هنّة

لِـمن يريد الفوز لا بالظنّة

يـا نـفس للراحة فاطرحنّة

وفـي طلاّب الخير فاطلبنّه

____________________

(١) تسلية المجالس: ٢: ٢٩٢.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٢.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخورازمي ٢: ٢١.

(٤) راجع: الإقبال: ٧١٤، والبحار: ١٠١: ٣٤٠.

(٥) راجع: البحار: ٤٥: ٧٢.

٣٤٧

ثمّ حملَ وقاتل قتالاً شديداً فقُتل)(١) .

وذكره أيضاً ابن شهرآشوب السروي بتفاوت يسير في الشِعر(٢) .

ويُلاحظ أنّ مصادر تاريخية أخرى(٣) ذكرت نصيراً آخر غير هذا وهو (حنظلة بن أسعد الشبامي)، الذي ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(٤) ، كما أنّ مصادر تاريخية أخرى ذكرت هذا الشعر لنصير آخر هو عبد الرحمان الأرحبي (رض)(٥) .

١٩ - عمير بن عبد الله المذحجي:

ثمّ قال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده عمير بن عبد الله المذحجي وهو يقول:

قد عَلمتْ سعدُ وحيّ مذحجِ

أنّيَ ليث الغاب لم أهجهجِ

أعلو بسيفي هامة المدجَّجِ

وأترك القرن لدى التعرّج

فريسة الضبع الأزلّ الأعرجِ

فمَن تراه واقفاً بمنهجي

ولم يزل يقاتل قتالاً شديداً، حتّى قتلهُ مسلم الضبابي، وعبد الله البجلي، اشتركا في قتله)(٦) .

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام الخوارزمي ٢: ١٧.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١.

(٣) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، والإرشاد ٢: ١٠٥، واللهوف: ١٦٤، وإبصار العين: ١٣٠ - ١٣١.

(٤) راجع: البحار: ٤٥: ٧٣.

(٥) راجع: إبصار العين: ١٣٢.

(٦) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٧.

٣٤٨

وذكره أيضاً ابن شهرآشوب السرويّ بتفاوت يسير في الشِعر(١) .

٢٠ - إبراهيم بن الحصين الأسدي:

قال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز:

أضربُ منكم مفصلاً وساقا

ليُهرقَ اليوم دمي إهراقا

ويُرزق الموت أبو إسحاقا

أعني بني الفاجرة الفسّاقا

فقتلَ منهم أربعة وثمانين رجلاً)(٢) .

٢١ - دارم بن عبد الله الصائدي:

ذكره أبو محمّد علي بن أحمد الأندلسي(٣) وقال: (قُتل مع الحسين)، وذكره أبو عبيد(٤) وقال أيضاً: (قُتل مع الحسين)، وذكره الشيخ الطوسي أيضاً في رجاله(٥) .

٢٢ - يحيى بن هاني بن عروة

كان يحيى بن هاني من وجوه العرب، والمعروفين بينهم، وأبوه هاني بن عروة قُتل بالكوفة، قال المزي: يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص(٦) ، أبو داود الكوفي، وكان من أشراف العرب، وكان أبوه ممّن قتله عبيد الله بن زياد في شأن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وعن شعبة: كان سيّد أهل الكوفة، وعن أبي حاتم:

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٥.

(٣) جمهرة أنساب العرب: ٣٩٥.

(٤) النسب: ٣٣٧.

(٥) رجال الشيخ الطوسي: ١٠٤، رقم ١٠٢٩.

(٦) هو على ضبط المحقّق السماوي (ره): يحيى بن هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن... بن غطيف بن مراد بن مذحج. (راجع: إبصار العين: ١٣٩).

٣٤٩

صالح من سادات أهل الكوفة(١) .

وقال المامقاني: (يحيى بن هاني بن عروة المرادي العطيفي، نسبة إلى بني عطيف بطن من مراد، وقد ذكر أهل السيَر: أنه لمّا قُتل هاني مع مسلم بن عقيل، فرَّ ابنه يحيى واختفى عند قومه خوفاً من ابن زياد، فلمّا سمعَ بنزول الحسين بكربلاء جاء وانضمّ إليه ولزمه إلى أن شبّ القتال يوم الطفّ، فتقدّم وقتل من القوم رجالاً كثيرة ثمّ نالَ شرف الشهادة رضوان الله عليه)(٢) ، ولكنّنا لم نعثر - حسب متابعتنا - على أحد من أهل السيَر الأقدمين حكى ذلك.

ويلاحظ أيضاً أنّ الطبري في تاريخه يروي عن هشام بن محمّد، عن أبي مخنف، عن يحيى بن هاني بن عروة: أنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول: أنا الجملي، أنا على دين عليّ... إلى آخر قصة قتله مزاحم بن حريث(٣) .

وهذا كاشف عن أنّ يحيى بن هاني لم يكن من شهداء الطفّ يوم عاشوراء، فتأمّل.

٢٣ - الهفهاف بن المهنّد الراسبي(٤) البصري

قال الزنجاني: (ذكرَ في ذخيرة الدارين ص٢٥٧: الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري الذي قُتل يوم الطفّ بعد شهادة الحسين، على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق، قال: كان الهفهاف هذا فارساً شجاعاً بصرياً، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء، له ذكر في المغازي والحروب، وكان من أصحاب

____________________

(١) تهذيب الكمال: ٣٢: ١٨ رقم ٦٩٣٦.

(٢) تنقيح المقال: ٣: ٣٢٢ رقم ١٣٠٨٩، وانظر: ذخيرة الدارين: ٢٥٥.

(٣) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٤، وإبصار العين: ١٤٩.

(٤) الراسبي: نسبة إلى راسب بطن من الأزد.

٣٥٠

أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحضرَ معه مشاهده كلّها، ولمّا عقدَ الألوية أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم صفّين ضمّ تميم البصرة إلى الأحنف بن قيس، وأمّر على حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبعة، وعلى أزد البصرة الهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي... وكان ملازماً لعليّعليه‌السلام إلى أن قُتل، فانضمّ بعده إلى ابنه الحسنعليه‌السلام ، ثمّ إلى الحسينعليه‌السلام بعد صلاة العصر(١) ، سألَ: أين الحسين؟ فدخلَ على عمر بن سعد فسأل القوم: ما الخبر أين الحسين بن علي؟ فقالوا له: مَن أنت؟

فقال: أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصر الحسينعليه‌السلام حين سمعت خروجه من مكّة إلى العراق.

فقالوا له: وقد قتلنا الحسين وأصحابه وأنصاره وكلّ مَن لحقَ به وانضمّ إليه، ولم يبقَ غير النساء والأطفال وابنه العليل علي بن الحسين، أمَا ترى هجوم القوم على المخيّم وسلْبهم بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا سمعَ الهفهاف بقتل الحسينعليه‌السلام وهجوم الناس، انتضى سيفه وهو يرتجز ويقول:

يا أيّها الجندَ المجنّد          أنا الهفهاف بن المهنّد       أحمي عيالات محمّد

ثمّ شدّ عليهم كليث العرين يضربهم بسيفه، فلم يزل يقتل كلَّ مَن دَنا منه من عيون الرجال، حتّى قتلَ من القوم جماعة كثيرة سوى مَن جرح، وقد كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف انكشاف المِعزى إذا شدّ فيها الذئب، وهو في ذلك يرتجز بالشِعر المتقدّم وقد أُثخن بالجراح، فصاح عمر بن سعد بقومه:

____________________

(١) قال الفضيل بن الزبير: وخرجَ الهفهاف بن المهنّد الراسبي من البصرة حين سمعَ بخروج الحسينعليه‌السلام ، فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد قتله، فدخلَ عسكر عمر بن سعد، ثمّ انتضى سيفه وقال: أيها الجند المجنّد، أنا الهفهاف، أبغي عيال محمّد، ثم شدّ فيهم...). (راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦).

٣٥١

الويل لكم، احملوا عليه من كلّ جانب. ثمّ قال علي بن الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم:(قلّما رأى الناس منذ بعث الله محمداً فارساً بعد علي بن أبي طالب قتلَ ما قتلَ بعده كهذا الرجل) ، فتداعَوا عليه فأقبلَ خمسة عشر نفراً(١) فاحتوشوه حتّى قتلوه في حومة الحرب، بعدما عقروا فرسه رضوان الله عليه)(٢) .

٢٤ - سليمان بن سليمان الأزدي

وردَ السلام عليه في زمرة الشهداء في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد ابن طاووسرحمه‌الله ، وكذلك ورد السلام فيها في زمرة الشهداء على كلّ من الأسماء التالية:

٢٥ - عامر بن مالك.

٢٦ - منيع بن زياد.

٢٧ - عامر بن جليدة.

٢٨ - حمّاد بن حمّاد الخزاعي.

٢٩ - رميث بن عمر(٣) .

٣٠ - منذر بن المفضّل الجعفي.

____________________

(١) في تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦: (قال علي بن الحسينعليهما‌السلام :(فما رأى الناس منذ بعث الله محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله فارساً - بعد علي بن أبي طالب عليه‌السلام - قتلَ بيده ما قتل) ، فتداعوا عليه خمسة نفر، فاحتوشوه حتّى قتلوهرحمه‌الله تعالى).

(٢) وسيلة الدارين: ٢٠٣ - ٢٠٤ رقم ١٦٤، وانظر: الحدائق الوردية: ١٢٢، ومستدركات علم رجال الحديث: ٨: ١٦٢ رقم ١٥٩٤٤.

(٣) وعدّه السروي ابن شهرآشوب أيضاً في أصحاب الحسينعليه‌السلام (راجع: مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ٧٨).

٣٥٢

٣١ - حيّان بن الحارث (١) .

٣٢ - عمر بن أبي كعب.

٣٣ - سليمان بن عون الحضرمي.

٣٤ - عثمان بن فروة الغفاري.

٣٥ - غيلان بن عبد الرحمان.

٣٦ - قيس بن عبد الله الهمداني.

٣٧ - عمر بن كنّاد.

٣٨ - زائدة بن مهاجر(٢) .

٣٩ - سليمان بن كثير.

٤٠ - سويد مولى شاكر(٣) .

وقد أعرضنا عن ذكر أسماء أخرى؛ لأنّها برأينا تصحيفات ظاهرة لأسماء أنصار معروفين في كتب التواريخ والتراجم(٤) .

____________________

(١) راجع: البحار: ١١: ٣٤٠، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣ في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على حيّان بن الحارث السلماني الأزدي)، أمّا في البحار: ٤٥: ٧٢:(السلام على حباب بن الحارث السلماني الأزدي)، وراجع أيضاً الإقبال: ٥٧٦، والظاهر أنّ هذا تصحيف لجنادة بن الحارث السلماني (راجع: رجال الشيخ الطوسي: ٩٩ رقم ٩٦٨، وإبصار العين: ١٤٤).

(٢) زائدة بن مهاجر: لا يبعد أن يكون إنقاصاً بعد تصحيف لاسم النصير المعروف: يزيد بن زياد بن مهاصر (رض).

(٣) لا يبعد أن يكون تصحيفاً لاسم النصير المعروف: شوذب مولى شاكر (رض).

(٤) راجع: البحار: ١٠١: ٣٤٠ - ٣٤١.

٣٥٣

مقاتلُ ومصارع بني هاشم

وبعدما استشهدت الصفوة العظيمة من أصحاب الإمامعليه‌السلام ، هبّ أبناء الأسرة النبوية شباباً وأطفالاً للتضحية والفداء، وهم بالرغم من صغر سنّهم كانوا كالليوث لم يرهبهم الموت ولم تفزعهم الأهوال، وتسابقوا بشوق إلى ميادين الجهاد، وقد ظنَّ الإمامعليه‌السلام على بعضهم بالموت، فلم يسمح لهم بالجهاد إلاّ أنّهم أخذوا يتضرّعون إليه ويُقبّلون يديه ورجليه ليأذن لهم في الدفاع عنه.

والمنظر الرهيب الذي يذيب القلوب، ويُذهل كلّ كائن حي هو: أنّ أولئك الفتية جعلَ يودّع بعضهم بعضاً الوداع الأخير، فكان كلّ واحد منهم يوسِع أخاه وابن عمه تقبيلاً، وهم غارقون بالدموع حزناً وأسىً على ريحانة رسول الله (صلّى الله عيه وآله وسلّم)، حيث يرونهُ وحيداً غريباً قد أحاطت به جيوش الأعداء، ويرون عقائل النبوة ومخدّرات الوحي وقد تعالت أصواتهنّ بالبكاء والعويل.. وساعدَ الله الإمامعليه‌السلام على تحمّل هذه الكوارث التي تقصم الأصلاب، وتُذهل الألباب، ولا يطيقها أيّ إنسان إلاّ مَن امتحنَ الله قلبه للإيمان(١) ، بل لا يطيقها إلاّ مَن عصمهُ الله بعصمة الإمامة.

____________________

(١) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام ٣: ٢٤٣.

٣٥٤

مقتلُ عليّ الأكبرعليه‌السلام

أمّا أوّل الهاشميين(١) الذين تقدّموا إلى الشهادة بين يدي الإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام فهو: ابنه عليٌّ الأكبرعليه‌السلام (٢) .

____________________

(١) هناك ثلاثة أقوال في هذا الصدد:

١ - العباس بن علي بن أبي طالب: ذهب إلى هذا القول الشعبي (راجع: تذكرة الخواص: ٢٣٠).

٢ - عبد الله بن مسلم بن عقيلعليه‌السلام : ذهبَ إليه السروي في المناقب ٤: ١٠٥، والصدوق في الأمالي: ٢٢٦، وابن فتّال في روضة الواعظين ١١٨، والحائري في تسلية المجالس ٢: ٣٠٢.

٣ - عليّ الأكبرعليه‌السلام : ذهبَ إليه أكثر المؤرّخين كابن الأثير في الكامل ٣: ٢٩٣، والمفيد في الإرشاد ٢: ١٠٦، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣: ٤٠٦، وأبي الفرج في مقاتل الطالبيين: ٨٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٦٧، والسيد في اللهوف: ١٦٦، والطبرسي في إعلام الورى ٢: ٤٦٢، والدينوري في الأخبار الطوال: ٢٥٦، وابن نما في مثير الأحزان: ٦٨، وعشرات الكتب الأخرى تركناها رعاية الاختصار.

ويؤيده: ما ورد في زيارة الناحية المقدّسة من السلام عليه:(السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل من سلالة إبراهيم الخليل) . (راجع البحار: ٤٥: ٦٥).

٢) المصرّحون بأنّ هو الأكبر: ابن سعد في طبقاته (ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله - من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد - تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي: ٧٣)، وابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٤٩، وابن كثير في البداية والنهاية: ٨: ١٩١، والطبري في تاريخه: ٣: ٣٣٠، وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: ٨٦.

 والدينوري في الأخبار الطوال: ٢٥٦، وابن الأثير في الكامل: ٣: ٢٩٣، وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٢٢٩، والديار بكري في تاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، وابن الحنبلي في شذرات الذهب: ٢: ٦١، والمجدي العلوي في المجدي: ٩١، والبلاذري في أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٦٧، والفخر الرازي في الشجرة المباركة: ٧٢، والفضيل بن الزبير الكوفي الأسدي في: تسمية مَن قُتل مع الحسين: ١٥٠، والطبراني في مقتل الحسين: ٣٨، وابن شهرآشوب في المناقب: =

٣٥٥

____________________

= ٤: ١٠٩، والذهبي في سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٢١، والمسعودي في مروج الذهب: ٣: ٦١، والذهبي أيضاً في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١، ص٢١)، والزرندي في نظم درر السمطين: ٢١٨، واليافعي في مرآة الزمان: ١: ١٣١، واليعقوبي في تاريخه: ٢: ٩٤، واليماني في النغمة العنبرية: ٤٥، والعقيقي كما في الحدائق الوردية: ١١٦، وأبو نصر في سرّ السلسلة العلوية: ٣٠، وابن إدريس في السرائر: ١: ٦٥٧، والشهيد الثاني في الدروس: ٢: ١١.

ومن الأدلّة على ذلك:

١ - أنّ عليَّ بن الحسينعليه‌السلام المقتول بكربلاء مع أبيهعليه‌السلام ، ولِد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة النبوية على قول الواقدي (راجع: عمدة الطالب: ١٩٢ ومقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٥)، وأنّ الإمام زين العابدين علي بن الحسينعليهما‌السلام ولِد سنة ثماني وثلاثين من الهجرة، وبعض النصوص تصرّح بأنّ عليّاً الشهيدعليه‌السلام ولِد في إمارة عثمان (راجع: السرائر: ١: ٦٥٤ ومقاتل الطالبيين: ٨٦).

٢ - يروي المؤرّخون أنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام حينما سأله الطاغية ابن الطاغية يزيد: ما اسمك؟ قال:(علي بن الحسين، قال: أوَلم يقتل الله عليّ بن الحسين؟! قالعليه‌السلام :قد كان لي أخٌ أكبر مني يُسمّى عليّاً فقتلتموه) . (راجع: مقاتل الطالبيين: ١١٩ - ١٢٠، ونسب قريش: ٥٨).

ولا يخفى على الباحث والمتتبع الخبير بأنّ النصوص التي تصرّح بأنّه الأكبر أضعاف النصوص التي لا تقول بذلك، فإنّ علماء النسب هم أعرف بهذه الصنعة حين قالوا بأنّه الأكبر، ولا أدري ما هذا الإصرار عند البعض بأنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام كان أكبر منه؟

يقول المرحوم ابن إدريس أعلى الله مقامه الشريف: وأي غضاضة تلحقنا وأي نقص يدخل على مذهبنا إذا كان المقتول علياً الأكبر، وكان علي الأصغر الإمام المعصوم بعد أبيه الحسينعليه‌السلام ، فإنّه كان لزين العابدينعليه‌السلام يوم الطف ثلاث وعشرون سنة، ومحمد ولده الباقرعليه‌السلام له ثلاث سنين وأشهر، ثمّ بعد ذلك كلّه فسيّدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان أصغر ولد أبيه سنّاً ولم ينقصه ذلك.

وقال أيضاً: والأَولَى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة وهم النسّابون وأصحاب السيَر والأخبار والتواريخ، مثل: الزبير بن بكار في كتاب أنساب القرشيين، وأبي الفرج الأصفهاني في مقاتل =

٣٥٦

وقد لا يسع الواصف الساعي إلى وصف بما يكشف عن عِظم شأنه وعلّو منزلته وسموّ مقامه، إلاّ أن يتمسّك بالوصف الجامع المانع الذي وصفه به أبوه الحسينعليه‌السلام حين قال:(غلامٌ أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً) .

وكان عمره الشريف يومئذٍ - على أعلى الأقوال - سبعاً وعشرين سنة(١) ، وعلى أقلّها ثماني عشر سنة(٢) .

____________________

= الطالبيين، والبلاذري، والمزني صاحب كتاب لباب أخبار الخلفاء، والعمري النسّابة حقّق ذلك في كتاب المُجدي فإنّه قال: وزعم مَن لا بصيرة له أنّ علياً الأصغر هو المقتول بالطف وهذا خطأ ووهم. (المجدي: ٩١).

وإلى هذا ذهب صاحب كتاب الزواجر والمواعظ، وابن قتيبة في المعارف، وابن جرير الطبري المحقّق لهذا الشأن، وابن أبي الأزهر في تاريخه، وأبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال، وصاحب كتاب الفاخر، مصنف من أصحابنا الإمامية، وأبو علي بن همام في كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت ومواليدهم، وهو من جملة أصحابنا المصنفين المحققين، فهؤلاء جميعاً أطبقوا على هذا القول وهم أبصر بذا النوع. (راجع: السرائر: ١: ٦٥٥ - ٦٥٦).

وعن الشهيد الأوّل في الدروس ٢: ١١: (وهو الأكبر على الأصح).

وقال البيهقي في لب الأنساب ١: ٣٤٩: (اختلف النسّابون في أنّ المقتول علي الأكبر أم الأصغر، فاتفق أكثر العلماء على أنّ المقتول بكربلاء علي الأكبر).

(١) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٥.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٤، والإرشاد للمفيد: ٢: ١٠٦، وإعلام الورى للطبرسي: ١: ٤٦٤، وتسلية المجالس: ٢: ٣١٠، وشرح الأخبار للقاضي نعمان: ٣: ١٥٢.

نعم، هناك بعض المصادر تصرّح بأنّ عمره حينما قُتلعليه‌السلام كان سبع عشرة سنة (راجع: منتخب الطريحي: ٤٤٣) وقد تفرّد بذلك.

وقال الشيخ ابن نما (ره) في مثير الأحزان: ٦٨: (وله يومئذٍ أكثر من عشر سنين) وهو قول شاذّ كما ترى. =

٣٥٧

قال الخوارزمي يصف خروج علي الأكبرعليه‌السلام إلى قتال القوم: (فتقدّم عليّ بن الحسين، وأمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي(١) ، وهو يومئذ ابن

____________________

= وصرّح السيّد محسن الأمين العاملي بأنّ عمره كان يومذاك تسع عشرة سنة. (راجع: لواعج الأشجان: ١٥٠).

(١) قال المرحوم الشيخ القمّي: (عروة بن مسعود هو أحد السادة الأربعة في الإسلام، وأحد رجلين عظيمين في قوله تعالى حكاية عن كفّار قريش:( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ، وهو الذي أرسلته قريش للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية، فعقدَ معه الصلح وهو كافر، أسلمَ سنة تسع من الهجرة بعد رجوع المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله من الطائف، واستأذنَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الرجوع لأهله، فرجعَ ودعا قومه إلى الإسلام، فرماهُ واحد منهم بسهم وهو يؤذّن للصلاة فمات، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما بلغه ذلك:(مَثلُ عروة مثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه) ، كذا في شرح الشمائل المحمّديّة في شرح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(ورأيت عيسى بن مريم، فإذا أقرب مَن رأيت به شَبهاً عروة بن مسعود) . (نَفَس المهموم: ٣٠٧).

وروى الجزري في أُسد الغابة، عن ابن عبّاس قال، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي) (أُسد الغابة: ١: ١٩١)، وذكر المحقّق القرشي نقلاً عن (نسب قريش: ٥٧): أنّ عمر بن سعد بعث رجلاً من أصحابه فنادى عليَّ الأكبرعليه‌السلام قائلاً: إنّ لك قرابة بأمير المؤمنين - يعني يزيد ونريد أن نرعى هذا الرحِم، فإن شئت آمنّاك!

فسخرَ منه عليّ بن الحسينعليه‌السلام وصاح به: لَقرابةُ رسول الله أحقّ أن تُرعى. (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٤٤).

ولا يخفى على عارف أنّ المراد بقولهم: إنّ لك رَحماً بأمير المؤمنين يزيد لعنه الله، هو رحِم ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، فهي أمّ ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي (راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠، والشجرة المباركة للفخر الرازي: ٧٣، وعيون الأخبار لابن قتيبة: ٩٩، ومقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٦).

وقد وردَ في بعض المصادر - خلافاً للمشهور -: أنّ اسم أمّ عليّ الأكبر آمنة، كما ورد ذلك =

٣٥٨

ثماني عشرة سنة، فلمّا رآه الحسين رفعَ شيبته نحو السماء، وقال:

(اللّهمَّ اشهد على هؤلاء القوم، فقد برزَ إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه، اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض، وإنْ منعتهم ففرّقهم تفريقاً، ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً، فإنّهم دَعونا لينصرونا، ثمّ عَدَوا علينا يقاتلونا ويقتلونا.

ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد:مالكَ! قطعَ الله رَحِمك، ولا باركَ الله في أمرك، وسلّط عليك مَن يذبحك على فراشك، كما قطعتَ رحِمي، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ رفع صوته وقرأ:( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ).

ثمّ حملَ عليّ بن الحسين وهو يقول:

أنا عليُّ بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

والله لا يحكم فينا ابن الدعي

أطعنكم بالرمح حتّى ينثني

أضربكم بالسيف حتّى يلتوي

ضرب غلام هاشميّ علوي

فلم يزل يقاتل حتّى ضجّ أهل الكوفة لكثرة مَن قتلَ منهم، حتّى أنّه روي: أنّه على عطشه قتلَ مائة وعشرين رجلاً، ثمّ رجعَ إلى أبيه وقد أصابتهُ جراحات كثيرة، فقال:يا أبة، العطش قد قَتلني، وثِقل الحديد قد أجهَدَني، فهل إلى شربة من ماءٍ سبيل؟ أتقوّى بها على الأعداء؟

____________________

= عن ابن سعد في طبقاته (راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي: ٧٣)، كما وردَ هذا أيضاً عن عبد الله بن مصعب الزبيري في كتاب (نسب قريش: ٥٧) ولم يجزم به.

٣٥٩

فبكى الحسين وقال:(يا بُنيّ، عزّ على محمّد، وعلى عليّ، وعلى أبيك، أن تدعوهم فلا يجيبونك، وتستغيث بهم فلا يُغيثونك، يا بُنيّ هات لسانك.

فأخذ لسانه فمصّه، ودفعَ إليه خاتمه وقال:خُذ هذا الخاتم في فيك، وارجع إلى قتال عدوّك، فإنّي أرجو أن لا تُمسي حتّى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً) .

فرجعَ عليّ بن الحسين إلى القتال، وحملَ وهو يقول:

الحربُ قد بانت لها حقائق

وظهرت من بعدها مصادق

والله ربِّ العرش لا نفارق

جموعكم أو تُغمد البوارقُ

وجعل يُقاتل حتّى قتل تمام المئتين، ثمّ ضربهُ منقذ بن مُرّة العبدي(١) على مفرق رأسه ضربة صرعه فيها(٢) ، وضربه الناس بأسيافهم، فاعتنقَ الفرَس، فحمَلهُ

____________________

(١) في كتاب ذوب النضار: ١١٩: (وبعثَ - أي المختار - إلى قاتل علي بن الحسينعليه‌السلام وهو مرّة بن منقذ العبدي، وكان شيخاً، فأحاطوا بداره، فخرجَ وبيده الرمح وهو على فرس جواد، فطعنَ عبيد الله بن ناجية الشبّامي فصرعهُ، ولم تضرّه الطعنة، وضربهُ ابن كامل بالسيف فاتّقاها بيده اليسرى، فأشرع فيها السيف، وتمطّرت به الفرس فأفلتَ، ولحقَ بمصعب بن الزبير، وشُلّت يده بعد ذلك).

(٢) في إرشاد المفيد (ره): ٢: ١٠٦: (.. فشدّ على الناس وهو يقول:

أنا عليّ بن الحسين بن علي

نحـن وبيت الله أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الـدعيّ

أضرب بالسيف أُحامي عن أبي

ضَرب غلام هاشمي قرشي

ففعلَ ذلك مراراً، وأهل الكوفة يتّقون قتله، فبصرَ به مُرّة بن منقذ العبدي فقال: عليَّ آثام العرب إنْ مرَّ بي يفعل مثل ذلك إنْ لم أثكل أباه، فمرَّ يشتدّ على الناس كما مرَّ في الأوّل، فاعترضهُ مُرَّة بن منقذ فطعنه فصُرع واحتواه القوم فقطّعوه بأسيافهم).

وقال ابن شهرآشوب السروي في المناقب: ٤: ١٠٩: (فطعنهُ مُرَّة بن منقذ العبدي على ظهره غدراً، فضربوه بالسيف، فقال الحسينعليه‌السلام :(على الدنيا بعدك العفا) ، وضمّه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط، فصارت أمّه شهربانويه ولْهى تنظر إليه ولا تتكلّم!). =

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477