مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة8%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260809 / تحميل: 8934
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أسماءٌ أخرى وملاحظات:

١ - مالك بن دودان:

قال ابن شهرآشوب السروي: « ثمّ برزَ مالك بن دودان وأنشأ يقول:

إليكم من مالك الضرغام

ضَرب فتىً يحمي عن الكرام

يرجو ثواب الله ذي الإنعام ».(١)

٢ - أنيس بن معقل الأصبحي:

وقال أيضاً: « ثمّ برزَ أنيس بن معقل الأصبحي وهو يقول:

أنـا أنـيس وأنـا ابن معقل

وفي يميني نصل سيف مصقل

أعلو بها الهامات وسط القسطل

عـن الحسين الماجد المفضّل

ابن رسول الله خير مُرسل ».

فقتلَ نيّفاً وعشرين رجلاً »(٢) .

٣ - ربيعة بن خوط:

قال الحائري في ذخيرة الدارين: (نزلَ الكوفة، وكان بها إلى أن جاء الحسينعليه‌السلام من مكّة إلى العراق حتّى نزل بكربلاء، ثمّ خرج ربيعة بن خوط من الكوفة وجاء إلى الحسينعليه‌السلام مع ابن عمّه حبيب، وكان حبيب معه إلى أن قُتل بين

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٤.

(٢) نفس المصدر: ٤ : ١٠٣، وذكرهُ ابن أعثم الكوفي في الفتوح: ٥: ١٩٨، والخوارزمي في المقتل ٢: ٢٣ بتفاوت في بعض أبيات الرَجَز.

وقد مرّ بنا في مقتل يزيد بن مغفل الجعفي (رض): أنّ أنيس بن معقل ربما كان تصحيفاً له؛ لأنّ أبيات الرَجَز المنسوبة إلى كلّ منهما واحدة أو متماثلة جدّاً، مع اتحاد معقل مع مغفل من حيث وتفاوتهما في النقاط فقط.

٣٤١

يديه في الحملة الأولى مع مَن قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام )(١) .

٤ - زيد بن معقل:

عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام (٢) ، وذكره ابن شهرآشوب السروي في المناقب(٣) ، وقد وردعليه‌السلام في زيارة الناحية المقدّسة(٤) .

٥ - هلال بن الحجّاج:

ذكره الشيخ الصدوق قائلاً: (ثمّ برزَ من بعده - أي من بعد وهب بن وهب النصراني (رض) - هلال بن الحجّاج وهو يقول:

أرمي بها معلّمة أفواقها (أفواهها)

والـنـفس لا يـنـفعها إشـفاقها

فقتلَ منهم ثلاثة عشر رجلاً ثمّ قُتل)(٥) .

____________________

(١) ذخيرة الدارين: ١٨٨، وذكر السماوي (ره): أنّ حبيب بن مظهّر كان ابن عمّ ربيعة بن حوط بن رئاب المكنّى أبا ثور الشاعر الفارس. (راجع: إبصار العين: ١٠٠).

وقال ابن عساكر: أدركَ حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . (راجع: الإصابة في معرفة الصحابة: ١: ٥٢٧).

(٢) رجال الشيخ الطوسي: ١٠٠ رقم ٩٨١.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ٧٨.

(٤)(السلام على زيد بن معقل الجعفي) (راجع البحار: ٤٥: ٧٢)، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣:(السلام على بدر بن معقل الجعفي) ، والظاهر أنّ كليهما تصحيف ليزيد بن مغفل الجعفي (رض).

(٥) أمالي الشيخ الصدوق: ١٣٧ المجلس ٣٠ حديث رقم ١، ومن المعلوم أنّ هذه الأبيات منسوبة أيضاً في المقاتل المشهورة الأخرى إلى نافع بن هلال الجملي (راجع: تاريخ الطبري ٣: ٣٢٤، والإرشاد: ٢: ١٠٣، وإعلام الورى ٢: ٤٦٢ وغيرها)، فالظاهر أنّه تصحيف لنافع بن هلال الذي تذكره بعض المصادر باسم (هلال بن نافع)، والله العالم.

٣٤٢

٦ - بدر بن رقيط وابنيه

ورد في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد طاووس (ره) هكذا:(السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله وعبيد الله) (١) .

أمّا في زيارة الناحية المقدّسة فقد ورد السلام هكذا:(السلام على زيد بن ثبيت القيسي، السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيت القيسي) (٢) .

ومن الواضح أنّ هذا ناشئ عن تصحيف النُسّاخ، إذ لم يُعرف أحدٌ من أنصار الإمامعليه‌السلام من شهداء الطفّ مع ابنين له بهذين الاسمين: عبد الله، وعبيد الله غير يزيد بن ثبيط العبدي (القيسي) البصري (رض)، كما ضبطَ اسمه المحقّق السماوي (ره).

٧ - خالد بن عمرو بن خالد الأزدي:

وقد ذكره ابن شهرآشوب السروي قائلاً: (ثمّ برزَ ابنه خالد - أي ابن عمرو بن خالد الأزدي - وهو يقول:

صبراً على الموت بني قحطان

كي ما تكونوا في رضا الرحمن

ذي المجد والعزّة والبرهان

وذو العُلى والطَول والإحسان

يا أبتا قد صرتُ في الجنان

في قصر درٍّ حَسَن البنيان(٣)

وعمرو بن خالد - وهو من شهداء الطفّ ويُكنّى بأبي خالد(٤) - ليس من الأزد، بل هو أسدي صيداوي، ولم يذكر المؤرّخون والرجاليون الذين ترجموا له بأنّ

____________________

(١) راجع: البحار: ١٠١: ٣٤٠.

(٢) راع: البحار: ٤٥: ٧٢ و١٠١: ٢٧٣.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٧ بتفاوت في الشعر.

(٤) راجع: إبصار العين: ١١٤.

٣٤٣

خالداً ابنه كان معه في شهداء الطفّ.

٨ - جابر بن عروة الغفاري:

قال النمازي: (لم يذكروه، وهو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهدَ بدراً وغيرها، وكان شيخاً كبيراً تعصّب بعصابة ترفع حاجيبه عن عينيه، فلمّا رأى غربة مولانا الحسين صلوات الله عليه استأذن، فقال له الحسين:(شكرَ الله سعيك يا شيخ) ، فقاتل وقَتل جمعاً حتّى استشهد بين يديه، نقلَ ذلك كلّه في الناسخ عن أبي مخنف، وكذا في فرسان الهَيجا، وعطيّة الذرّة)(١) .

ولا يخفى على المتتبّع أنّ هذه الترجمة منسوبة في المصادر الأخرى إلى الصحابي الجليل أنس بن الحارث الأسدي الكاهلي (رض)(٢) .

٩ - عمرو بن جندب الحضرمي:

قال النمازي: (من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وشهد في الجَمل وصِفّين معه، ووفِّق للشهادة يوم الطفّ، وتشرّف بسلام الناحية المقدّسة)(٣) .

١٠ - شبيب بن جراد الكلابي الوحيدي:

قال النمازي: (من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من شجعان الشيعة في الكوفة، وله ذكر في المغازي والحروب سيّما في صفّين، وبايعَ مسلماً، وكان يأخذ البيعة

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث ٢: ١٠٣، رقم ٣٤٠١.

(٢) راجع ذخيرة الدارين: ٢٠٨، وإبصار العين: ٩٩، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٥.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث ٦: ٣١، رقم ١٠٧٥٥، وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا:(السلام على عمر بن جندب الحضرمي) (راجع: البحار: ٤٥: ٧٣)، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣:(السلام على عمر بن الأحدوث الحضرمي) .

٣٤٤

له حتّى إذا رأى الخذلان انحرف وخرجَ مع عمر بن سعد إلى كربلاء، فلمّا جاء الشمر بكتاب ابن زياد وأيقنَ بالحرب لحقَ بالحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء، وانضمّ إلى أبي الفضل العبّاس لكونه من قبيلته(١) ، واستشهدَ يوم عاشوراء بين يدي الحسينعليه‌السلام ).

١١ - جعبة بن قيس بن مسلمة:

قال ابن حجر في الإصابة: (جعبة بن قيس بن مسلمة بن طريف، قُتل مع الحسين بن علي، قاله الكلبي)(٢) .

١٢ - أبو الهياج:

وقال ابن حجر أيضاً: (أبو الهياج قُتل مع الحسين، قال: ذكر الواقدي في مقتل الحسين أنّ أبا الهياج قُتل معه)(٣) .

١٣ - يزيد بن حُصين الهمداني المشرقيّ:

يرد ذكره في بعض كتب التاريخ والتراجم(٤) ، وينسب إليه كلّ ما تنسبه كتب التاريخ والتراجم الأخرى لبرير بن خضير الهمداني المشرقيّ (رض)، وهو تصحيف ظاهر لبرير بن خضير، وهذا ممّا لا يخفى على المتأمّل بدقّة، وذهب إلى ما قلناه أيضاً الشيخ التستري (ره) في قاموس الرجال(٥) .

____________________

(١) أي: من قبيلة أمّه؛ لأنّ أمّ العباسعليهما‌السلام كلابيّة.

(٢) الإصابة ٣: ٢٨٥، رقم ٤٢٣٦.

(٣) الإصابة: ٤: ٨٠.

(٤) راجع: كشف الغمّة: ٢: ٢٩٥، ورجال الشيخ الطوسي: ١٠٦، وتنقيح المقال: ٣: ٣٢٥، وذخيرة الدارين: ١٧٩.

(٥) راجع: قاموس الرجال: ٢: ٢٩٤ - ٢٩٦، رقم ١٠٧٧.

٣٤٥

١٤ - عمرو بن مطاع الجعفي(١)

قال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برزَ عمرو بن مطاع الجعفي وقال:

اليومَ قد طاب لنــا الفراع

دون حسينِ الضرب والسطاع (٢)

ترجــو بذاك الفوزُ والدفاع

مــن حَرِّ نارٍ حين لا امتناع(٣)

وقال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده - أي من بعد الكاهلي (رض) - عمر بن مطاع الجعفي، وهو يقول:

أنـا ابن جعفي وأبي مطاع

وفـي يميني مرهفٌ قطّاع

وأسـمـرٌ سـنـانه لـمّاعُ

يُـرى له من ضوئه شعاعُ

قد طاب لي في يومي القراع

دون حـسينٍ ولـه الـدفاع

ثمّ حملَ فقاتل حتى قُتل)(٤) .

١٥ - عبد الرحمان بن عبد الله اليزني:

قال ابن شهرآشوب السرويّ: (ثمّ برزَ عبد الرحمان بن عبد الله اليزني قائلاً:

أنـا ابـن عـبد الله من آل يزَنِ

ديـني عـلى دين حسين وحسن

أضـربكم ضـرب فتىً من اليمن

أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن(٥)

____________________

(١) من أنصار الإمامعليه‌السلام ، ومن شهداء الطفّ المعروفين (سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي)، وقد مرّ بنا مصرعه، ولا نعلم هل أنّ (عمرو بن مطاع الجعفي) هذا تصحيف لذاك الأنصاري الجليل أم هو آخر غيره؟!

(٢) الفراع: المطاولة والمنازلة، والاعتداد بالشرف والمحتد، والسطاع: رفع الرأس ومدّ العنق والانتشار.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٢.

(٤) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٢٢.

(٥) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١ - ١٠٢.

٣٤٦

وذكرهُ محمد بن أبي طالب أيضاً، وأتمّ قائلاً: (ثمّ حملَ فقاتلَ حتى قُتل)(١) .

١٦ - يحيى بن سليم المازني

ثمّ قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ يحيى بن سليم المازني وهو يقول:

لأضربنّ القوم ضرباً فيصلا

ضرباً شديداً في العدى معجّلا

لا عاجزاً فيها ولا مولولا

ولا أخاف اليوم موتاً مقبلا(٢)

وذكرهُ الخوارزمي أيضاً بتفاوت في الشعر(٣) .

١٧ - جبلّة بن عبد الله

وقد ورد السلام عليه في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد ابن طاووس(٤) ، والظاهر أنّ هذا الاسم تصحيف لـ (جبلّة بن عليّ الشيباني) الذي وردَ السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(٥) .

١٨ - سعد بن حنظلة التميمي:

قال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده - أي من بعد خالد بن عمرو بن خالد الأزدي (وقد مرَّ ذكره) - سعد بن حنظلة التميمي، وهو يقول:

صبراً على الأسياف والأسنّة

صـبراً عليها لدخول الجنّة

وحـور عِـين ناعمات هنّة

لِـمن يريد الفوز لا بالظنّة

يـا نـفس للراحة فاطرحنّة

وفـي طلاّب الخير فاطلبنّه

____________________

(١) تسلية المجالس: ٢: ٢٩٢.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٢.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخورازمي ٢: ٢١.

(٤) راجع: الإقبال: ٧١٤، والبحار: ١٠١: ٣٤٠.

(٥) راجع: البحار: ٤٥: ٧٢.

٣٤٧

ثمّ حملَ وقاتل قتالاً شديداً فقُتل)(١) .

وذكره أيضاً ابن شهرآشوب السروي بتفاوت يسير في الشِعر(٢) .

ويُلاحظ أنّ مصادر تاريخية أخرى(٣) ذكرت نصيراً آخر غير هذا وهو (حنظلة بن أسعد الشبامي)، الذي ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(٤) ، كما أنّ مصادر تاريخية أخرى ذكرت هذا الشعر لنصير آخر هو عبد الرحمان الأرحبي (رض)(٥) .

١٩ - عمير بن عبد الله المذحجي:

ثمّ قال الخوارزمي: (ثمّ خرجَ من بعده عمير بن عبد الله المذحجي وهو يقول:

قد عَلمتْ سعدُ وحيّ مذحجِ

أنّيَ ليث الغاب لم أهجهجِ

أعلو بسيفي هامة المدجَّجِ

وأترك القرن لدى التعرّج

فريسة الضبع الأزلّ الأعرجِ

فمَن تراه واقفاً بمنهجي

ولم يزل يقاتل قتالاً شديداً، حتّى قتلهُ مسلم الضبابي، وعبد الله البجلي، اشتركا في قتله)(٦) .

____________________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام الخوارزمي ٢: ١٧.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١.

(٣) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٩، والإرشاد ٢: ١٠٥، واللهوف: ١٦٤، وإبصار العين: ١٣٠ - ١٣١.

(٤) راجع: البحار: ٤٥: ٧٣.

(٥) راجع: إبصار العين: ١٣٢.

(٦) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ١٧.

٣٤٨

وذكره أيضاً ابن شهرآشوب السرويّ بتفاوت يسير في الشِعر(١) .

٢٠ - إبراهيم بن الحصين الأسدي:

قال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز:

أضربُ منكم مفصلاً وساقا

ليُهرقَ اليوم دمي إهراقا

ويُرزق الموت أبو إسحاقا

أعني بني الفاجرة الفسّاقا

فقتلَ منهم أربعة وثمانين رجلاً)(٢) .

٢١ - دارم بن عبد الله الصائدي:

ذكره أبو محمّد علي بن أحمد الأندلسي(٣) وقال: (قُتل مع الحسين)، وذكره أبو عبيد(٤) وقال أيضاً: (قُتل مع الحسين)، وذكره الشيخ الطوسي أيضاً في رجاله(٥) .

٢٢ - يحيى بن هاني بن عروة

كان يحيى بن هاني من وجوه العرب، والمعروفين بينهم، وأبوه هاني بن عروة قُتل بالكوفة، قال المزي: يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص(٦) ، أبو داود الكوفي، وكان من أشراف العرب، وكان أبوه ممّن قتله عبيد الله بن زياد في شأن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وعن شعبة: كان سيّد أهل الكوفة، وعن أبي حاتم:

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠١.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٥.

(٣) جمهرة أنساب العرب: ٣٩٥.

(٤) النسب: ٣٣٧.

(٥) رجال الشيخ الطوسي: ١٠٤، رقم ١٠٢٩.

(٦) هو على ضبط المحقّق السماوي (ره): يحيى بن هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن... بن غطيف بن مراد بن مذحج. (راجع: إبصار العين: ١٣٩).

٣٤٩

صالح من سادات أهل الكوفة(١) .

وقال المامقاني: (يحيى بن هاني بن عروة المرادي العطيفي، نسبة إلى بني عطيف بطن من مراد، وقد ذكر أهل السيَر: أنه لمّا قُتل هاني مع مسلم بن عقيل، فرَّ ابنه يحيى واختفى عند قومه خوفاً من ابن زياد، فلمّا سمعَ بنزول الحسين بكربلاء جاء وانضمّ إليه ولزمه إلى أن شبّ القتال يوم الطفّ، فتقدّم وقتل من القوم رجالاً كثيرة ثمّ نالَ شرف الشهادة رضوان الله عليه)(٢) ، ولكنّنا لم نعثر - حسب متابعتنا - على أحد من أهل السيَر الأقدمين حكى ذلك.

ويلاحظ أيضاً أنّ الطبري في تاريخه يروي عن هشام بن محمّد، عن أبي مخنف، عن يحيى بن هاني بن عروة: أنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول: أنا الجملي، أنا على دين عليّ... إلى آخر قصة قتله مزاحم بن حريث(٣) .

وهذا كاشف عن أنّ يحيى بن هاني لم يكن من شهداء الطفّ يوم عاشوراء، فتأمّل.

٢٣ - الهفهاف بن المهنّد الراسبي(٤) البصري

قال الزنجاني: (ذكرَ في ذخيرة الدارين ص٢٥٧: الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري الذي قُتل يوم الطفّ بعد شهادة الحسين، على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق، قال: كان الهفهاف هذا فارساً شجاعاً بصرياً، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء، له ذكر في المغازي والحروب، وكان من أصحاب

____________________

(١) تهذيب الكمال: ٣٢: ١٨ رقم ٦٩٣٦.

(٢) تنقيح المقال: ٣: ٣٢٢ رقم ١٣٠٨٩، وانظر: ذخيرة الدارين: ٢٥٥.

(٣) راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٢٤، وإبصار العين: ١٤٩.

(٤) الراسبي: نسبة إلى راسب بطن من الأزد.

٣٥٠

أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحضرَ معه مشاهده كلّها، ولمّا عقدَ الألوية أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم صفّين ضمّ تميم البصرة إلى الأحنف بن قيس، وأمّر على حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبعة، وعلى أزد البصرة الهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي... وكان ملازماً لعليّعليه‌السلام إلى أن قُتل، فانضمّ بعده إلى ابنه الحسنعليه‌السلام ، ثمّ إلى الحسينعليه‌السلام بعد صلاة العصر(١) ، سألَ: أين الحسين؟ فدخلَ على عمر بن سعد فسأل القوم: ما الخبر أين الحسين بن علي؟ فقالوا له: مَن أنت؟

فقال: أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصر الحسينعليه‌السلام حين سمعت خروجه من مكّة إلى العراق.

فقالوا له: وقد قتلنا الحسين وأصحابه وأنصاره وكلّ مَن لحقَ به وانضمّ إليه، ولم يبقَ غير النساء والأطفال وابنه العليل علي بن الحسين، أمَا ترى هجوم القوم على المخيّم وسلْبهم بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا سمعَ الهفهاف بقتل الحسينعليه‌السلام وهجوم الناس، انتضى سيفه وهو يرتجز ويقول:

يا أيّها الجندَ المجنّد          أنا الهفهاف بن المهنّد       أحمي عيالات محمّد

ثمّ شدّ عليهم كليث العرين يضربهم بسيفه، فلم يزل يقتل كلَّ مَن دَنا منه من عيون الرجال، حتّى قتلَ من القوم جماعة كثيرة سوى مَن جرح، وقد كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف انكشاف المِعزى إذا شدّ فيها الذئب، وهو في ذلك يرتجز بالشِعر المتقدّم وقد أُثخن بالجراح، فصاح عمر بن سعد بقومه:

____________________

(١) قال الفضيل بن الزبير: وخرجَ الهفهاف بن المهنّد الراسبي من البصرة حين سمعَ بخروج الحسينعليه‌السلام ، فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد قتله، فدخلَ عسكر عمر بن سعد، ثمّ انتضى سيفه وقال: أيها الجند المجنّد، أنا الهفهاف، أبغي عيال محمّد، ثم شدّ فيهم...). (راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦).

٣٥١

الويل لكم، احملوا عليه من كلّ جانب. ثمّ قال علي بن الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم:(قلّما رأى الناس منذ بعث الله محمداً فارساً بعد علي بن أبي طالب قتلَ ما قتلَ بعده كهذا الرجل) ، فتداعَوا عليه فأقبلَ خمسة عشر نفراً(١) فاحتوشوه حتّى قتلوه في حومة الحرب، بعدما عقروا فرسه رضوان الله عليه)(٢) .

٢٤ - سليمان بن سليمان الأزدي

وردَ السلام عليه في زمرة الشهداء في الزيارة الرجبية والشعبانية التي رواها السيّد ابن طاووسرحمه‌الله ، وكذلك ورد السلام فيها في زمرة الشهداء على كلّ من الأسماء التالية:

٢٥ - عامر بن مالك.

٢٦ - منيع بن زياد.

٢٧ - عامر بن جليدة.

٢٨ - حمّاد بن حمّاد الخزاعي.

٢٩ - رميث بن عمر(٣) .

٣٠ - منذر بن المفضّل الجعفي.

____________________

(١) في تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٦: (قال علي بن الحسينعليهما‌السلام :(فما رأى الناس منذ بعث الله محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله فارساً - بعد علي بن أبي طالب عليه‌السلام - قتلَ بيده ما قتل) ، فتداعوا عليه خمسة نفر، فاحتوشوه حتّى قتلوهرحمه‌الله تعالى).

(٢) وسيلة الدارين: ٢٠٣ - ٢٠٤ رقم ١٦٤، وانظر: الحدائق الوردية: ١٢٢، ومستدركات علم رجال الحديث: ٨: ١٦٢ رقم ١٥٩٤٤.

(٣) وعدّه السروي ابن شهرآشوب أيضاً في أصحاب الحسينعليه‌السلام (راجع: مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ٧٨).

٣٥٢

٣١ - حيّان بن الحارث (١) .

٣٢ - عمر بن أبي كعب.

٣٣ - سليمان بن عون الحضرمي.

٣٤ - عثمان بن فروة الغفاري.

٣٥ - غيلان بن عبد الرحمان.

٣٦ - قيس بن عبد الله الهمداني.

٣٧ - عمر بن كنّاد.

٣٨ - زائدة بن مهاجر(٢) .

٣٩ - سليمان بن كثير.

٤٠ - سويد مولى شاكر(٣) .

وقد أعرضنا عن ذكر أسماء أخرى؛ لأنّها برأينا تصحيفات ظاهرة لأسماء أنصار معروفين في كتب التواريخ والتراجم(٤) .

____________________

(١) راجع: البحار: ١١: ٣٤٠، وفي البحار: ١٠١: ٢٧٣ في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على حيّان بن الحارث السلماني الأزدي)، أمّا في البحار: ٤٥: ٧٢:(السلام على حباب بن الحارث السلماني الأزدي)، وراجع أيضاً الإقبال: ٥٧٦، والظاهر أنّ هذا تصحيف لجنادة بن الحارث السلماني (راجع: رجال الشيخ الطوسي: ٩٩ رقم ٩٦٨، وإبصار العين: ١٤٤).

(٢) زائدة بن مهاجر: لا يبعد أن يكون إنقاصاً بعد تصحيف لاسم النصير المعروف: يزيد بن زياد بن مهاصر (رض).

(٣) لا يبعد أن يكون تصحيفاً لاسم النصير المعروف: شوذب مولى شاكر (رض).

(٤) راجع: البحار: ١٠١: ٣٤٠ - ٣٤١.

٣٥٣

مقاتلُ ومصارع بني هاشم

وبعدما استشهدت الصفوة العظيمة من أصحاب الإمامعليه‌السلام ، هبّ أبناء الأسرة النبوية شباباً وأطفالاً للتضحية والفداء، وهم بالرغم من صغر سنّهم كانوا كالليوث لم يرهبهم الموت ولم تفزعهم الأهوال، وتسابقوا بشوق إلى ميادين الجهاد، وقد ظنَّ الإمامعليه‌السلام على بعضهم بالموت، فلم يسمح لهم بالجهاد إلاّ أنّهم أخذوا يتضرّعون إليه ويُقبّلون يديه ورجليه ليأذن لهم في الدفاع عنه.

والمنظر الرهيب الذي يذيب القلوب، ويُذهل كلّ كائن حي هو: أنّ أولئك الفتية جعلَ يودّع بعضهم بعضاً الوداع الأخير، فكان كلّ واحد منهم يوسِع أخاه وابن عمه تقبيلاً، وهم غارقون بالدموع حزناً وأسىً على ريحانة رسول الله (صلّى الله عيه وآله وسلّم)، حيث يرونهُ وحيداً غريباً قد أحاطت به جيوش الأعداء، ويرون عقائل النبوة ومخدّرات الوحي وقد تعالت أصواتهنّ بالبكاء والعويل.. وساعدَ الله الإمامعليه‌السلام على تحمّل هذه الكوارث التي تقصم الأصلاب، وتُذهل الألباب، ولا يطيقها أيّ إنسان إلاّ مَن امتحنَ الله قلبه للإيمان(١) ، بل لا يطيقها إلاّ مَن عصمهُ الله بعصمة الإمامة.

____________________

(١) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام ٣: ٢٤٣.

٣٥٤

مقتلُ عليّ الأكبرعليه‌السلام

أمّا أوّل الهاشميين(١) الذين تقدّموا إلى الشهادة بين يدي الإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام فهو: ابنه عليٌّ الأكبرعليه‌السلام (٢) .

____________________

(١) هناك ثلاثة أقوال في هذا الصدد:

١ - العباس بن علي بن أبي طالب: ذهب إلى هذا القول الشعبي (راجع: تذكرة الخواص: ٢٣٠).

٢ - عبد الله بن مسلم بن عقيلعليه‌السلام : ذهبَ إليه السروي في المناقب ٤: ١٠٥، والصدوق في الأمالي: ٢٢٦، وابن فتّال في روضة الواعظين ١١٨، والحائري في تسلية المجالس ٢: ٣٠٢.

٣ - عليّ الأكبرعليه‌السلام : ذهبَ إليه أكثر المؤرّخين كابن الأثير في الكامل ٣: ٢٩٣، والمفيد في الإرشاد ٢: ١٠٦، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣: ٤٠٦، وأبي الفرج في مقاتل الطالبيين: ٨٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٦٧، والسيد في اللهوف: ١٦٦، والطبرسي في إعلام الورى ٢: ٤٦٢، والدينوري في الأخبار الطوال: ٢٥٦، وابن نما في مثير الأحزان: ٦٨، وعشرات الكتب الأخرى تركناها رعاية الاختصار.

ويؤيده: ما ورد في زيارة الناحية المقدّسة من السلام عليه:(السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل من سلالة إبراهيم الخليل) . (راجع البحار: ٤٥: ٦٥).

٢) المصرّحون بأنّ هو الأكبر: ابن سعد في طبقاته (ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله - من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد - تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي: ٧٣)، وابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٤٩، وابن كثير في البداية والنهاية: ٨: ١٩١، والطبري في تاريخه: ٣: ٣٣٠، وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: ٨٦.

 والدينوري في الأخبار الطوال: ٢٥٦، وابن الأثير في الكامل: ٣: ٢٩٣، وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٢٢٩، والديار بكري في تاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، وابن الحنبلي في شذرات الذهب: ٢: ٦١، والمجدي العلوي في المجدي: ٩١، والبلاذري في أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٦٧، والفخر الرازي في الشجرة المباركة: ٧٢، والفضيل بن الزبير الكوفي الأسدي في: تسمية مَن قُتل مع الحسين: ١٥٠، والطبراني في مقتل الحسين: ٣٨، وابن شهرآشوب في المناقب: =

٣٥٥

____________________

= ٤: ١٠٩، والذهبي في سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٢١، والمسعودي في مروج الذهب: ٣: ٦١، والذهبي أيضاً في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١، ص٢١)، والزرندي في نظم درر السمطين: ٢١٨، واليافعي في مرآة الزمان: ١: ١٣١، واليعقوبي في تاريخه: ٢: ٩٤، واليماني في النغمة العنبرية: ٤٥، والعقيقي كما في الحدائق الوردية: ١١٦، وأبو نصر في سرّ السلسلة العلوية: ٣٠، وابن إدريس في السرائر: ١: ٦٥٧، والشهيد الثاني في الدروس: ٢: ١١.

ومن الأدلّة على ذلك:

١ - أنّ عليَّ بن الحسينعليه‌السلام المقتول بكربلاء مع أبيهعليه‌السلام ، ولِد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة النبوية على قول الواقدي (راجع: عمدة الطالب: ١٩٢ ومقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٥)، وأنّ الإمام زين العابدين علي بن الحسينعليهما‌السلام ولِد سنة ثماني وثلاثين من الهجرة، وبعض النصوص تصرّح بأنّ عليّاً الشهيدعليه‌السلام ولِد في إمارة عثمان (راجع: السرائر: ١: ٦٥٤ ومقاتل الطالبيين: ٨٦).

٢ - يروي المؤرّخون أنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام حينما سأله الطاغية ابن الطاغية يزيد: ما اسمك؟ قال:(علي بن الحسين، قال: أوَلم يقتل الله عليّ بن الحسين؟! قالعليه‌السلام :قد كان لي أخٌ أكبر مني يُسمّى عليّاً فقتلتموه) . (راجع: مقاتل الطالبيين: ١١٩ - ١٢٠، ونسب قريش: ٥٨).

ولا يخفى على الباحث والمتتبع الخبير بأنّ النصوص التي تصرّح بأنّه الأكبر أضعاف النصوص التي لا تقول بذلك، فإنّ علماء النسب هم أعرف بهذه الصنعة حين قالوا بأنّه الأكبر، ولا أدري ما هذا الإصرار عند البعض بأنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام كان أكبر منه؟

يقول المرحوم ابن إدريس أعلى الله مقامه الشريف: وأي غضاضة تلحقنا وأي نقص يدخل على مذهبنا إذا كان المقتول علياً الأكبر، وكان علي الأصغر الإمام المعصوم بعد أبيه الحسينعليه‌السلام ، فإنّه كان لزين العابدينعليه‌السلام يوم الطف ثلاث وعشرون سنة، ومحمد ولده الباقرعليه‌السلام له ثلاث سنين وأشهر، ثمّ بعد ذلك كلّه فسيّدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان أصغر ولد أبيه سنّاً ولم ينقصه ذلك.

وقال أيضاً: والأَولَى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة وهم النسّابون وأصحاب السيَر والأخبار والتواريخ، مثل: الزبير بن بكار في كتاب أنساب القرشيين، وأبي الفرج الأصفهاني في مقاتل =

٣٥٦

وقد لا يسع الواصف الساعي إلى وصف بما يكشف عن عِظم شأنه وعلّو منزلته وسموّ مقامه، إلاّ أن يتمسّك بالوصف الجامع المانع الذي وصفه به أبوه الحسينعليه‌السلام حين قال:(غلامٌ أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً) .

وكان عمره الشريف يومئذٍ - على أعلى الأقوال - سبعاً وعشرين سنة(١) ، وعلى أقلّها ثماني عشر سنة(٢) .

____________________

= الطالبيين، والبلاذري، والمزني صاحب كتاب لباب أخبار الخلفاء، والعمري النسّابة حقّق ذلك في كتاب المُجدي فإنّه قال: وزعم مَن لا بصيرة له أنّ علياً الأصغر هو المقتول بالطف وهذا خطأ ووهم. (المجدي: ٩١).

وإلى هذا ذهب صاحب كتاب الزواجر والمواعظ، وابن قتيبة في المعارف، وابن جرير الطبري المحقّق لهذا الشأن، وابن أبي الأزهر في تاريخه، وأبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال، وصاحب كتاب الفاخر، مصنف من أصحابنا الإمامية، وأبو علي بن همام في كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت ومواليدهم، وهو من جملة أصحابنا المصنفين المحققين، فهؤلاء جميعاً أطبقوا على هذا القول وهم أبصر بذا النوع. (راجع: السرائر: ١: ٦٥٥ - ٦٥٦).

وعن الشهيد الأوّل في الدروس ٢: ١١: (وهو الأكبر على الأصح).

وقال البيهقي في لب الأنساب ١: ٣٤٩: (اختلف النسّابون في أنّ المقتول علي الأكبر أم الأصغر، فاتفق أكثر العلماء على أنّ المقتول بكربلاء علي الأكبر).

(١) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٥.

(٢) راجع: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٤، والإرشاد للمفيد: ٢: ١٠٦، وإعلام الورى للطبرسي: ١: ٤٦٤، وتسلية المجالس: ٢: ٣١٠، وشرح الأخبار للقاضي نعمان: ٣: ١٥٢.

نعم، هناك بعض المصادر تصرّح بأنّ عمره حينما قُتلعليه‌السلام كان سبع عشرة سنة (راجع: منتخب الطريحي: ٤٤٣) وقد تفرّد بذلك.

وقال الشيخ ابن نما (ره) في مثير الأحزان: ٦٨: (وله يومئذٍ أكثر من عشر سنين) وهو قول شاذّ كما ترى. =

٣٥٧

قال الخوارزمي يصف خروج علي الأكبرعليه‌السلام إلى قتال القوم: (فتقدّم عليّ بن الحسين، وأمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي(١) ، وهو يومئذ ابن

____________________

= وصرّح السيّد محسن الأمين العاملي بأنّ عمره كان يومذاك تسع عشرة سنة. (راجع: لواعج الأشجان: ١٥٠).

(١) قال المرحوم الشيخ القمّي: (عروة بن مسعود هو أحد السادة الأربعة في الإسلام، وأحد رجلين عظيمين في قوله تعالى حكاية عن كفّار قريش:( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ، وهو الذي أرسلته قريش للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية، فعقدَ معه الصلح وهو كافر، أسلمَ سنة تسع من الهجرة بعد رجوع المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله من الطائف، واستأذنَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الرجوع لأهله، فرجعَ ودعا قومه إلى الإسلام، فرماهُ واحد منهم بسهم وهو يؤذّن للصلاة فمات، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما بلغه ذلك:(مَثلُ عروة مثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه) ، كذا في شرح الشمائل المحمّديّة في شرح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(ورأيت عيسى بن مريم، فإذا أقرب مَن رأيت به شَبهاً عروة بن مسعود) . (نَفَس المهموم: ٣٠٧).

وروى الجزري في أُسد الغابة، عن ابن عبّاس قال، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي) (أُسد الغابة: ١: ١٩١)، وذكر المحقّق القرشي نقلاً عن (نسب قريش: ٥٧): أنّ عمر بن سعد بعث رجلاً من أصحابه فنادى عليَّ الأكبرعليه‌السلام قائلاً: إنّ لك قرابة بأمير المؤمنين - يعني يزيد ونريد أن نرعى هذا الرحِم، فإن شئت آمنّاك!

فسخرَ منه عليّ بن الحسينعليه‌السلام وصاح به: لَقرابةُ رسول الله أحقّ أن تُرعى. (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٤٤).

ولا يخفى على عارف أنّ المراد بقولهم: إنّ لك رَحماً بأمير المؤمنين يزيد لعنه الله، هو رحِم ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، فهي أمّ ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي (راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠، والشجرة المباركة للفخر الرازي: ٧٣، وعيون الأخبار لابن قتيبة: ٩٩، ومقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٥٦).

وقد وردَ في بعض المصادر - خلافاً للمشهور -: أنّ اسم أمّ عليّ الأكبر آمنة، كما ورد ذلك =

٣٥٨

ثماني عشرة سنة، فلمّا رآه الحسين رفعَ شيبته نحو السماء، وقال:

(اللّهمَّ اشهد على هؤلاء القوم، فقد برزَ إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه، اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض، وإنْ منعتهم ففرّقهم تفريقاً، ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً، فإنّهم دَعونا لينصرونا، ثمّ عَدَوا علينا يقاتلونا ويقتلونا.

ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد:مالكَ! قطعَ الله رَحِمك، ولا باركَ الله في أمرك، وسلّط عليك مَن يذبحك على فراشك، كما قطعتَ رحِمي، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ رفع صوته وقرأ:( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ).

ثمّ حملَ عليّ بن الحسين وهو يقول:

أنا عليُّ بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

والله لا يحكم فينا ابن الدعي

أطعنكم بالرمح حتّى ينثني

أضربكم بالسيف حتّى يلتوي

ضرب غلام هاشميّ علوي

فلم يزل يقاتل حتّى ضجّ أهل الكوفة لكثرة مَن قتلَ منهم، حتّى أنّه روي: أنّه على عطشه قتلَ مائة وعشرين رجلاً، ثمّ رجعَ إلى أبيه وقد أصابتهُ جراحات كثيرة، فقال:يا أبة، العطش قد قَتلني، وثِقل الحديد قد أجهَدَني، فهل إلى شربة من ماءٍ سبيل؟ أتقوّى بها على الأعداء؟

____________________

= عن ابن سعد في طبقاته (راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي: ٧٣)، كما وردَ هذا أيضاً عن عبد الله بن مصعب الزبيري في كتاب (نسب قريش: ٥٧) ولم يجزم به.

٣٥٩

فبكى الحسين وقال:(يا بُنيّ، عزّ على محمّد، وعلى عليّ، وعلى أبيك، أن تدعوهم فلا يجيبونك، وتستغيث بهم فلا يُغيثونك، يا بُنيّ هات لسانك.

فأخذ لسانه فمصّه، ودفعَ إليه خاتمه وقال:خُذ هذا الخاتم في فيك، وارجع إلى قتال عدوّك، فإنّي أرجو أن لا تُمسي حتّى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً) .

فرجعَ عليّ بن الحسين إلى القتال، وحملَ وهو يقول:

الحربُ قد بانت لها حقائق

وظهرت من بعدها مصادق

والله ربِّ العرش لا نفارق

جموعكم أو تُغمد البوارقُ

وجعل يُقاتل حتّى قتل تمام المئتين، ثمّ ضربهُ منقذ بن مُرّة العبدي(١) على مفرق رأسه ضربة صرعه فيها(٢) ، وضربه الناس بأسيافهم، فاعتنقَ الفرَس، فحمَلهُ

____________________

(١) في كتاب ذوب النضار: ١١٩: (وبعثَ - أي المختار - إلى قاتل علي بن الحسينعليه‌السلام وهو مرّة بن منقذ العبدي، وكان شيخاً، فأحاطوا بداره، فخرجَ وبيده الرمح وهو على فرس جواد، فطعنَ عبيد الله بن ناجية الشبّامي فصرعهُ، ولم تضرّه الطعنة، وضربهُ ابن كامل بالسيف فاتّقاها بيده اليسرى، فأشرع فيها السيف، وتمطّرت به الفرس فأفلتَ، ولحقَ بمصعب بن الزبير، وشُلّت يده بعد ذلك).

(٢) في إرشاد المفيد (ره): ٢: ١٠٦: (.. فشدّ على الناس وهو يقول:

أنا عليّ بن الحسين بن علي

نحـن وبيت الله أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الـدعيّ

أضرب بالسيف أُحامي عن أبي

ضَرب غلام هاشمي قرشي

ففعلَ ذلك مراراً، وأهل الكوفة يتّقون قتله، فبصرَ به مُرّة بن منقذ العبدي فقال: عليَّ آثام العرب إنْ مرَّ بي يفعل مثل ذلك إنْ لم أثكل أباه، فمرَّ يشتدّ على الناس كما مرَّ في الأوّل، فاعترضهُ مُرَّة بن منقذ فطعنه فصُرع واحتواه القوم فقطّعوه بأسيافهم).

وقال ابن شهرآشوب السروي في المناقب: ٤: ١٠٩: (فطعنهُ مُرَّة بن منقذ العبدي على ظهره غدراً، فضربوه بالسيف، فقال الحسينعليه‌السلام :(على الدنيا بعدك العفا) ، وضمّه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط، فصارت أمّه شهربانويه ولْهى تنظر إليه ولا تتكلّم!). =

٣٦٠

الفرَس إلى عسكر عدوّه، فقطّعوه بأسيافهم إرباً إرباً، فلمّا بلغت روحه التراقي نادى بأعلى صوته:يا أبتاه، هذا جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً، وهو يقول لك: العجَل! فإنّ لك كأساً مذخورة.

فصاح الحسين:(قتلَ الله قوماً قتلوك يا بُنيّ، ما أجرَأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، على الدنيا بعدك العفا).

قال حميد بن مسلم: لكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس طالعة، تنادي بالويل والثبور تصيح: وا حبيباه! وا ثمرة فؤاداه! وا نور عيناه! فسألتُ عنها فقيل: هذه زينب بنت علي(١) ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه، فجاء إليها الحسين حتّى أخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط، ثمّ أقبل مع فتيانه إلى ابنه فقال:(احملوا أخاكم) ، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه عند الفسطاط الذي يقاتلون أمامه)(٢) .

____________________

= وفي نَفَس المهموم: ٣١١ نقلاً عن روضة الصفا: (رفع الحسينعليه‌السلام صوته بالبكاء ولم يسمع أحدٌ إلى ذلك الزمان صوته بالبكاء).

ومن الجدير بالذكر أن نقول هنا: إنّ حضور أمّ عليّ الأكبرعليهما‌السلام في كربلاء لم يرد في نصّ نثق به أصلاً، هذا أوّلاً.

وثانياً: فإنّ قول ابن شهرآشوب أنّ أمّ عليّ الأكبرعليهما‌السلام هي شهربانويه، من غرائب ما تفرّد به في كتابه المناقب، ولا شك أنّ اسمهاعليها‌السلام - حسب ما ذكرته النصوص والتواريخ المعتبرة - هي ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، كما قدّمنا من قبل.

(١) في اللهوف: ١٦٦: (قال الراوي: وخرجت زينب ابنة عليّ تنادي: يا حبيباه! يا بن أخاه! وجاءت فأكبّت عليه، فجاء الحسينعليه‌السلام فأخذها وردّها إلى النساء)، وانظر: الإرشاد ٢: ١٠٧، وتاريخ الطبري: ٣: ٣٣١.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٤ - ٣٦، وانظر: الإرشاد: ٢: ١٠٦ - ١٠٧، وتاريخ الطبري: =

٣٦١

ويقول السيّد المقرّم في كتابه المقتل(١) : (فأتاه الحسينعليه‌السلام وانكبّ عليه واضعاً خدّه على خدّه(٢) ، وهو يقول:

(على الدنيا بعدك العفا، ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول (٣) ،يعزُّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم فلا يجيبونك، وتستغيث بهم فلا يغيثونك) .

ثمّ أخذ بكفّه من دمه الطاهر ورمى به نحو السماء، فلم يسقط منه قطرة! وفي هذا جاءت زيارته:

____________________

= ٣: ٣٣٠ - ٣٣١، والدرّ النظيم: ٥٥٥، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وتذكرة الخواص: ٢٣٠، وإعلام الورى: ٢: ٤٦٤، وتسلية المجالس: ٢: ٣١٠، ومقاتل الطالبين: ٨٦.

وقد روى أبو الفرج الاصبهاني أنّ هذه الأبيات قيلت في عليّ بن الحسين الأكبر:

لـم تَـر عـينٌ نـظرت مثله

مـن مُحتفٍ يمشي ومن ناعلِ

يـغلي نـئي الـلحم حـتّى إذا

أنـضج لـم يـغلُ على الآكلِ

كــان إذا شـبّت لـه نـاره

أوقـدهـا بـالـشرف الـقابِل

كـي مـا يـراها بائس مُرمل

أو فـردُ حـيٍّ لـيس بـالآهلِ

أعني ابن ليلى ذا السدى والندى

أعني ابن بنت الحسب الفاضلِ

لا يـؤثر الـدنيا عـلى ديـنه

ولا يـبـيع الـحقّ بـالباطلِ

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٦٠.

(٢) انظر أيضاً: اللهوف: وقال إدريس عماد الدين القرشي (ت: ٨٧٢ هـ): (فأخذهُ الحسينعليه‌السلام فضمّه إليه، فجعل يقول له: (يا أبتي، هذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لي:عجّل بالقدوم علينا ... ولم يزل كذلك على صدره حتّى مات، فلمّا نظر إليه ميّتاً قال:(على الدنيا من بعدك العفا) ). (عيون الأخبار وفنون الآثار: ١٠٨ - دار التراث الفاطمي - بيروت).

(٣) انظر أيضاً: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٠.

٣٦٢

(بأبي أنت وأمّي من مذبوحٍ ومقتول من غير جُرم، بأبي أنت وأمّي، دمك المرتقى به إلى حبيب الله، بأبي أنت وأمّي من مقدّم بين يدي أبيك يحتسبك، ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، يرفع دمك إلى عنان السماء لا يرجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة) (١) .

ولعليٍّ الأكبرعليه‌السلام سلام في زيارة الناحية المقدّسة كاشف عن منزلته السامية ومقامه الشامخ، فقد وردَ السلام عليه فيها هكذا:

(السلام عليك يا أوّل قتيل من نسْل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل، صلّى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتلَ الله قوماً قتلوك يا بُنيَّ، ما أجرَأهم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا، كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قاتلاً قائلاً:

أنا عليُّ بن الحسين بن علي

نحن وبيتِ الله أَولى بالنبي

أطعنكم بالرمح حتّى ينثني

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضَرب غلام هاشميّ عربي

واللهِ لا يحكم فينا ابن الدعي

حتى قضيتَ نحبك، ولقيت ربّك، أشهدُ أنّك أَولى بالله وبرسوله، وأنّك ابن رسوله، وحجّته وأمينه، وابن حجّته وأمينه، حكَمَ الله على قاتلك مُرّة بن منقذ بن النعمان العبدي، لعنه الله وأخزاه ومَن شَركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيراً، أصلاهم الله جهنّم وساءت مصيراً، وجعلَنا الله من ملاقيك، ومرافقي جدّك وأبيك وعمّك وأخيك، وأمّك المظلومة، وأبرأ إلى الله من أعدائك أُولي الجحود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته) (٢) .

____________________

(١) انظر أيضاً: كامل الزيارات: ٢٥٣ باب ٧٩ رقم ٢١ - نشر مكتبة الصدوق.

(٢) راجع: البحار: ٤٥: ٦٥ - ٦٦.

٣٦٣

إشارة:

هل كان لعليّ الأكبر ذريّة؟

صرّح المرحوم العَلوي بأنّ علي الأكبرعليه‌السلام لم يُخلّف عَقباً وقال: روى ذلك غير واحد من شيوخنا(١) ، وذكرَ حسام الدين في الحدائق الوردية(٢) بأنّه كان له عَقب.

ونحن بدورنا نعتقد بهذا القول الثاني، ويشهد لذلك: ما وردَ في زيارتهعليه‌السلام المرويّة عن أبي حمزة الثمالي، أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام قال له:

(ضع خدّك على القبر وقل: صلّى الله عليك يا أبا الحسن).

وكما يُحتمل أن تكون الكنية للتفأّل بالولد الحسَن، فإنّه يُحتمل أيضاً أنّها صدرت على الحقيقة وأنّه كان له ولد اسمه الحَسن.

ورواية أحمد بن أبي نصر البزنطي تشهد بأنّه كان متزوجاً من جارية له ولد منها، فإنّه قال للإمام الرضاعليه‌السلام : الرجل يتزوج المرأة وأمَّ ولد أبيها؟

قالعليه‌السلام :(لا بأس، فقال أحمد: بلغنا أنّ عليّ بن الحسين السجّاد تزوّج بنت الحسن بن عليعليهما‌السلام وأمّ ولد أبيها؟ فقالعليه‌السلام :

ليس هكذا إنّما تزوج ابنة الحسن عليه‌السلام ، وأُمَّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم) .

ومن المعلوم أنّ الجارية لا يقال لها أمُّ ولد إلاّ إذا ولدت من سيّدها، فهذا الحديث شاهد صريح على أنّ عليّ الأكبر كانت عنده جارية قد أولدها.

على أنَّ الاستضاءة بقول الإمام الصادقعليه‌السلام في تلك الزيارة التي رواها

____________________

(١) المجدي: ص٩١.

(٢) الحدائق الوردية: ص١٢٤.

٣٦٤

أبو حمزة الثمالي، تكشف لنا عن حقيقة ناصعة أضاعتها الحُقب وهي: أنّ للأكبر الشهيد أهلاً وولداً، وإن كان عَقبه منقطعاً هو الآخر، فإنّ الإمامعليه‌السلام يقول فيها:

(صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً).

ولفظ الأبناء جمعٌ يدل على أكثر من اثنين، وكما يُحتمل إرادة الصُلبيين خاصّة يُحتمل أيضاً أن يراد ما يعمّهم وأبناءهم، لكنّ الاحتمال الثاني مدفوع بظاهر إطلاق اللفظ عند العُرف، فإنّه يختص بالصُلبيين.

كما أنّ قولهعليه‌السلام :(وعلى عترتك) دالٌّ عليه؛ فإنّ عترة الرجل ذرّيته، فلو لم يكن له ذرّية؛ لمَا صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة، ومقتضيات الأحوال أقوى برهان(١) .

____________________

(١) راجع: عليّ الأكبرعليه‌السلام للمقرّم: ١٥، وكامل الزيارات: ٢٥٣ باب ٧٩ ٢١، وينبغي أن يُلاحظ هنا: أنّ بعض المؤرّخين قد ذكروا أنّ للإمام الحسينعليه‌السلام أبناءً آخرين - عدا عليّ الأكبر، والسجّاد، وعبد الله الرضيععليهم‌السلام - فقد ذكر ابن شهرآشوب السروي في المناقب: ٤: ١١٣ في جملة المقتولين من أهل البيت مجموعة من أبناء الحسينعليه‌السلام قائلاً:

(وستّة من بني الحسين مع اختلاف فيهم: عليّ الأكبر، وإبراهيم، وعبد الله، ومحمّد، وحمزة، وعليّ، وجعفر، وعمر، وزيد، وذُبح عبد الله في حِجره)، ولكنّ هؤلاء تسعة وليسوا ستّة كما ذكر، ولعلّ الستّة جاءت بدلاً من التسعة سهواً من النسّاخ أو المطابع؟

كما ذكرت بعض المصادر الأخرى: أنّ للإمام الحسينعليه‌السلام ولداً صغيراً اسمه أبو بكر، وأنّه قُتل في كربلاء مع أبيه الحسينعليه‌السلام ، (راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٤، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد: ٧٦، وتاج المواليد للطبرسي: ١٠٨ (ضمن المجموعة النفيسة)، ومقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، والشجرة المباركة ٧٣، وفي سرّ السلسلة العلوية: ٣٠ أنّ أبا بكر مات صغيراً قبل أبيه)، وروى ابن =

٣٦٥

مقاتلُ آل عقيلعليهم‌السلام (١) في يوم عاشوراء

إنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام من آل عقيلعليهم‌السلام - الذين اشتهر عند المؤرّخين وأهل التراجم أنّهم استشهدوا مع الإمامعليه‌السلام يوم عاشوراء - هم:

____________________

= سعد في طبقاته: أنّ عبد الله بن عقبة الغنوي هو قاتل أبي بكر، وجعفر، ابنَي الحسينعليه‌السلام ، كذلك روى الطبري، وابن الأثير، وأبو الفرج: أنّ قاتل أبي بكر هو هذا الغنوي لعنه الله.

وذهب ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ٢: ٦، والتميمي في المحن، ١٣٤، وابن عبد ربّه في العقد الفريد: ٥: ١٣٤ إلى أنّ محمّد بن الحسين (الذي ذكره ابن شهرآشوب في القتلى) كان في قافلة الأسرى.

(١) قال المحقّق القرشي: (واندفعت الفتية الطيّبة من آل عقيل إلى الجهاد، وهي مستهينة بالموت، قد نظر الإمامعليه‌السلام إلى بسالتهم واندفاعهم إلى نصرته فكان يقول:(اللّهمّ اقتُل قاتل آل عقيل... صبراً آل عقيل إنّ موعدكم الجنّة) ، وكان عليّ بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام يميل أشدّ الميل لآل عقيل ويُقدّمهم على غيرهم من آل جعفر، فقيل له في ذلك، فقال:(إنّي لأذكُر يومهم مع أبي عبد الله فأرقّ لهم) .

وقد استشهدَ منهم تسعة في المعركة دفاعاً عن ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم يقول الشاعر:

عينُ جودي بعَبرة وعويلِ

واندبي إنْ ندبتِ آل الرسول

سبعة كلّهم لصُلبِ عليٍّ

قد أُصيبوا وتسعة لعقيلِ

(حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٤٩)، وانظر: المعارف لابن قتيبة: ٢٠٤، ونَفَس المهموم: ٣٢١، وجمهرة أنساب العرب: ٦٩.

ونلفت الانتباه هنا: إلى أنّ المحقّق السماوي (ره) لم يُترجم لآل عقيل في أنصار الحسينعليه‌السلام إلاّ: لمسلم بن عقيل، ومحمد بن مسلم، وعبد الله بن مسلم، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل، وعبد الرحمان بن عقيل، وجعفر بن عقيل. (راجع: إبصار العين).

٣٦٦

عبد الله(١) بن مسلم بن عقيلعليهم‌السلام

يرى ابن أعثم الكوفي، وكذلك الخوارزمي: أنّ أوّل مَن خرجَ من الطالبيينعليهم‌السلام إلى قتال الأعداء هو عبد الله بن مسلمعليهما‌السلام ، وكان يقول:

اليومَ ألقى مُسلماً وهو أبي

وفتية بادوا على دين النبي

ليسوا كقومٍ عُرفوا بالكذب

لكنْ خيارٌ وكرامُ النسبِ

من هاشم السادات أهل الحَسبِ

ثمّ حملَ فقاتلَ حتى قتل منهم جماعة وقُتل(٢) .

وقال ابن شهرآشوب: (فقاتلَ حتى قتلَ ثمانية وتسعين رجلاً بثلاث حمْلات، ثمّ قتلهُ عمرو بن صبيح الصيداوي(٣) ، وأسد بن مالك)(٤) .

____________________

(١) وأمّه رقيّة بنت الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأمّها الصهباء أمُّ حبيب بنت عبّاد بن ربيعة بن يحيى العبد بن علقمة التغلبيّة، قيل: بيعت لأمير المؤمنين من سبي اليمامة، وقيل: من سبي عين التمر، فأولَدها عليّعليه‌السلام عمر الأطرف، ورقيّة (إبصار العين: ٨٩ - ٩٠، ومقاتل الطالبيين: ٩٨، وتذكرة الخواص: ٢٢٩).

(٢) راجع: الفتوح: ٥: ٢٠٢ - ٢٠٣، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٠.

(٣) عمرو هذا ممّن انتُدبوا لوَطأ جَسد الإمامعليه‌السلام بالخيل، وفي وقعة المختار طلبَ عمرو بن صبيح فأتوه وهو على سطحه بعدَما هدأت العيون، وسيفه تحت رأسه، فأخذوه وسيفه، فقال: قبّحك الله من سيف، ما أبعدك على قُربك، فجيء به إلى المختار، فلمّا كان من الغداة طعنوه بالرماح حتى مات (راجع: اللهوف ١٨٢، ذوب النظار: ١٢٢).

(٤) المناقب ٤: ١٠٥، تسلية المجالس ٢: ٣٠٢، الدر النظيم ٥٥٥، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع، من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي، ص٧٦، وقال الشيخ الصدوق (ره) في الأمالي: (وبرزَ من بعده - أي من بعد نافع بن هلال - عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وأنشأ يقول: =

٣٦٧

وقال البلاذري: (ورمى عمرو بن صبيح الصيداوي عبد الله بن مسلم بن عقيل، واعتوره الناس فقتلوهُ، ويقال: إنّ رقاد الجنبي كان يقول: رميت فتى من آل الحسين ويده على جبهته فأثبتُها فيها، وجعلتُ أُنضنض(١) سهمي حتى نزعتهُ من جبهته وبقي النصل فيها)(٢) .

وقال المحقّق السماوي (ره): (وكانت قَتلتُه بعد عليّ بن الحسين فيما ذكره أبو مخنف والمدايني وأبو الفرج دون غيرهم)(٣) .

وقال الطبري: (ثمّ إنّ عمرو بن صُبيح الصّدائي رَمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهمٍ فوضعَ كفّه على جبهته، فأخذَ لا يستطيع أن يحرّك كفّيه، ثمّ انتهى له بسهم آخر ففلقَ قلبه، فاعَتَورهم الناس من كلّ جانب)(٤) .

محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

وبرزَ إلى ميدان الحرب محمد بن مسلم بن عقيل وأُمّه أم ولد، فشدّ عليه أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني(٥) .

____________________

=

أقسمتُ لا أُقتلُ إلاّ حرّا

وقد وجدتُ الموت شيئاً مُرّا

أكره أن أُدعى جباناً فرّا

إنّ الجبان مَن عصى وفرّا

فقتلَ منهم ثلاثة ثمّ قُتل). (أمالي الصدوق: ١٣٧ - ١٣٨ المجلس ٣٠، حديث رقم ١).

(١) واستنضضتُ منه شيئاً ونضنضته: حرّكته وأقلقته (لسان اللسان: ٢: ٦٢).

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦.

(٣) إبصار العين: ٩٠.

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، الكامل ٣: ٢٩٣، الإرشاد ٢: ١٠٧، تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، وفيه: قتلهُ عمرو بن صبيح الصيداوي، ويقال: قتله أسد بن مالك الحضرمي.

(٥) مقاتل الطالبيين: ٩٧، مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٩، تذكرة الخواص: ٢٢٩، وفيه: قتله لقيط بن =

٣٦٨

قال المحقّق السماوي (ره): (حملَ بنو أبي طالب بعد قتل عبد الله حملة واحدة، فصاحَ بهم الحسينعليه‌السلام :(صبراً على الموت يا بني عمومتي)، فوقعَ فيهم محمّد بن مسلم، قتلهُ أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني) (١) .

جعفر بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

وبرزَ إلى ميدان الحرب جعفر(٢) بن عقيل بن أبي طالب وهو يرتجز ويقول:

أنا الغلام الأبطحي الطالبي

من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقّاً سادة الذوائب

هـذا حسين سيد الأطائب

قال أبو الفرج: قتلهُ عروة بن عبد الله الخثعمي فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين، وعن حميد بن مسلم(٣) .

وقال السروي: (فقتلَ رجلين، وفي قول خمسة عشر فارساً)(٤) ، وقال المحقّق السماوي (ره): (فقتلَ خمسة عشر رجلاً، ثمّ قتلهُ بشر بن

____________________

= ياسر الجهني، الأخبار الطوال ٢٥٧، وفيه: لقيط بن ناشر الجهني، وفيه أيضاً: محمد بن عقيل.

(١) إبصار العين: ٩٠ - ٩١.

(٢) وأُمّه أمّ الثغر بنت عامر بنت الهضاب العامري من بني كلاب، ويقال: أُمّه الخوصاء بنت الثغر، واسمه عمرو بن عامر... (راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٧، وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، أمّه أمّ البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، وانظر: إبصار العين: ٩٢).

(٣) مقاتل الطالبيين ٩٧، تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، وفيه قاتله عبد الله بن عزرة الخثعمي، تذكرة الخواص: ٢٢٩، وفي تسمية مَن قُتل: ١٥١: قتله عبد الله بن عمرو الخثعمي، وفي ذوب النظار ١٢٢: (وانهزمَ عبد الله بن عروة الخثعمي إلى مصعب فهدَمَ - المختار - داره).

(٤) المناقب ٤: ١٠٥، تسلية المجالس ٢: ٣٠٢ وفيه: (من عترة البرّ التقي العاقب)، وفي أنساب الأشراف ٣: ٤٠٦: (ورمى عبد الله بن عروة الخثعمي جعفر بن عقيل ففلقَ قلبه).

وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: (قُتل جعفر وهو ابن ثلاث وعشرين سنة).

٣٦٩

حوط قاتل أخيه عبد الرحمن)(١) .

عبد الرحمن بن عقيلعليه‌السلام

وأمّه أُم ولد(٢) ، وانبرى إلى ساحة القتال وهو يرتجز ويقول:

أبي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشم وهاشم إخواني

كهولُ صدق سادة القرآن

هذا حسين شامخ البنيان(٣)

وقال الطبري: (وشدّ عثمان بن خالد بن أسير الجهني، وبشر بن سوط الهمداني ثمّ القابضي على عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه)(٤) .

____________________

(١) إبصار العين: ٩٢.

(٢) راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٦، وراجع: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٢٠، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧، تسمية من قتل ص١٥١.

(٣) الفتوح ٥: ٢٠٣، راجع الإرشاد ٢: ١٠٧، الطبقات الكبرى ٧٦، إبصار العين: ٩٢ وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنّ عمره حينما قُتل كان ابن خمس وثلاثين سنة.

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، مقاتل الطالبين ٩٦، وفيه: قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني وبشر بن حوط القابضي، فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم.

وفي كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١: (قَتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن حرب الهمداني، وفي الأخبار الطوال ٢٥٧: ثمّ قُتلَ عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب رماه عبد الله بن عروة الخثعمي بسهم فقتله، وفي انساب الأشراف ٣: ٤٠٦: وشدّ بشر بن شوط العثماني وعثمان بن خالد الجهني على عبد الرحمان بن عقيل فقتلاه. راجع جمهرة أنساب العرب ٦٩، المناقب ٤: ١٠٥، وفي تسلية المجالس ٢: ٢٠٣: فقتل سبعة عشر فارساً.

وقال موسى بن عامر: فأوّل مَن بدأ - أي المختار - به الذين وطأوا الحسينعليه‌السلام بخيلهم، وأنامَهم على ظهورهم، وضربَ سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجرى الخيل عليهم حتى قَطّعَتهم، وحرّقهم بالنار، ثمّ أخذَ رجلين اشتركا في دم عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه، كانا في الجبانة فضربَ أعناقهما ثمّ أحرَقَهما بالنار، ثمّ أحضرَ مالك بن بشير فقتلهُ في السوق. (راجع: ذوب النظار: ١١٨).

٣٧٠

محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

محمد بن أبي سعيد أمّه أم ولد، وبرزَ إلى ساحة الحرب، وقتله لقيط بن ياسر الجهني، وفي كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : قتلهُ ابن زهير الأزدي، ولقيط بن ياسر الجهني، اشتركا فيه(١) ، وعن ابن سعد: قتلهُ لقيط الجهني ورجل من آل أبي لهب لم يُسمّ لنا(٢) .

قال المحقّق السماوي (ره): (قال أهل السيَر نقلاً عن حميد بن مسلم الأزدي أنّه قال: لمّا صُرع الحسين خرجَ غلام مذعوراً يلتفت يميناً وشمالاً، فشدَّ عليه فارس فضربه، فسألتُ عن الغلام؟ فقيل: محمّد بن أبي سعيد، وعن الفارس؟ فقيل: لقيط بن أياس الجهني.

وقال هشام الكلبي: حدّث هاني بن ثبيت الحضرمي قال: كنت ممّن شهدَ قتل الحسينعليه‌السلام ، فو الله إنّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا إلاّ رجل على فرَس، وقد جالت الخيل وتضعضعت، إذ خرجَ غلامٌ من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص، وهو مذعور يتلفّت يميناً وشمالاً، فكأنّي أنظر إلى درّتين في أُذنيه يتذبذبان كلّما التفت، إذ أقبلَ رجل يركض حتّى إذا دنا منه مالَ عن فرسه، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف.

قال هشام الكلبي: هاني بن ثبيت الحضرمي هو صاحب - أي قاتل - الغلام، وكنّى عن نفسه استحياءً أو خوفاً)(٣) .

____________________

(١) تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، وتاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢.

(٢) ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من طبقات ابن سعد: ٧٧، وتاج المواليد للمرحوم الطبرسي: ١٠٨، ومناقب آل أبي طالب: ٤: ١١٢.

(٣) إبصار العين: ٩١، وراجع تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، ومقاتل الطالبيين: ١٨٨.

٣٧١

وأمّا الآخرون من آل عقيلعليهم‌السلام الذين ذَكرهم بعض المؤرّخين فهم:

عبد الله بن عقيل الأكبر:

وانبرى إلى ساحة القتال عبد الله بن عقيل(١) وقاتلَ قتال الأبطال وقُتل، وقتلهُ عثمان بن خالد بن أشيم الجهني ورجل من همدان(٢) ، وقال ابن فندق: قُتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة(٢) .

وعن سبط ابن الجوزي: إنّ قاتل عبد الله بن عقيل: عمر بن صبيح(٤) ، ولم يذكره بعض المحققّين مثل السماوي (ره) في كتاب إبصار العين.

عبيد الله بن عقيل:

قد ذكرَ ابن قتيبة: أنَّ عبيد الله بن عقيل أحد أولاد مسلم بن عقيل، وقيل: أُمّه الحوصا بنت حفصة، قُتل مع الحسينعليه‌السلام (٥) .

محمد بن عقيل:

وهو صهر الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) ، وذكره السروي في عداد شهداء أولاد آل

____________________

(١) قال في المقاتل: ٩٧: وأُمّه أم ولد، راجع تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٩٧، راجع المعارف لابن قتيبة: ٢٠٤، البحار: ٤٥: ٣٣.

(٣) لباب الألباب ١: ٣٩٧، وفي الطبقات لابن سعد: ٧٦: قتله عمرو بن صبح الصدائي، ويقال: قتلهُ أسيد بن مالك الحضرمي، وفيه: وأمه أم ولد.

(٤) تذكرة الخواص: ٢٢٩.

(٥) المعارف: ٢٠٤، وممّا يؤيد أنّ عبيد الله من جملة أولاد عقيل قول ابن قتيبة: (وولدُ عقيل: مسلماً، وعبد الله، ومحمّداً، ورملة، وعبيد الله لأمّ ولد).

(٦) مستدركات علم رجال الحديث ٧: ٢٠٩، البحار ٤٥، البحار ٤٥: ٦٢.

٣٧٢

عقيل(١) ،وقال الدينوري: ثُمَّ قُتل محمد بن عقيل، رماه هو لقيط بن نار الجهني بسهمٍ فقتله(٢) .

عون بن عقيل:

ذكره السروي والنمازي في عداد شهداء الطف(٣) .

علي بن عقيل:

ذكر الحائري والنمازي: أنّ من جملة شهداء آل عقيل علي بن عقيل(٤) .

موسى بن عقيل:

وذكر صاحب ذخيرة الدارين: أنّ موسى بن عقيل أحد شهداء الطف(٥) .

أحمد بن محمد بن عقيل:

قال المامقاني (ره): (أحمد بن محمّد بن عقيل بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وأمّه أمّ ولد، برزَ يوم الطفّ وهو يرتجز ويقول:

اليوم أتلو حسبي وديني

بصارمٍ تَحمله يميني

____________________

(١) المناقب: ٤: ١١٢.

(٢) الأخبار الطوال: ٢٥٧، وفي نسب قريش: ٤٥: وكانت أمّ هاني بنت علي عند عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمّداً قُتل بالطف، وعن الذَهبي في السيَر ٣: ٣٠٣: بأنّ محمد بن عقيل لم يُقتل في كربلاء وهو خلاف المشهور.

(٣) المناقب ٤: ١١٢، مستدركات علم رجال الحديث ٦: ١٤٤.

(٤) ذخيرة الدارين ١٦٢، مستدركات علم رجال الحديث ٥: ٤١٥. وفي مقاتل الطالبين: ٩٨: (إنّ عليّ بن عقيل أمّهُ أم ولد قُتل يومئذ، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنَّ عمره كان ٣٨ سنة، في المعارف: ٢٠٤ قال ابن قتيبة: ووِلدُ عقيل: مسلماً، وعبد الله، ومحمد، ورملة، وعبيد الله لأم ولد.

(٥) ذخيرة الدارين: ١٦٢.

٣٧٣

وقتلَ من القوم جمعاً كثيراً وجرحَ آخرين، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتلوه في حومة الحرب، بعدما عقروا فرَسه رضوان الله عليه)(١) .

مقاتلُ آل جعفر بن أبي طالبعليهم‌السلام

مقتلُ عون بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

وأُمّه العقيلة(٢) زينب بنت الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد برزَ يوم عاشوراء إلى حومة الحرب لنصرة سيد شباب أهل الجنّة وهو يرتجز ويقول:

____________________

(١) تنقيح المقال: ١: ١٠٣ رقم ٥٨٩، وعنه مستدركات علم رجال الحديث: ١: ٤٥٩، رقم ١٦٣٣.

(٢) وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠: (عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمّه جمانة بنت المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتلهُ عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني، ولكن يبدو أنّ الصحيح هو أنّ عون الأكبر أمّه العقيلة زينب كما تقدّم، وأمّا عون بن جمانة فهو عون الأصغر ولم يحضر واقعة كربلاء حسب الظاهر.

 وفي عمدة الطالب للسيد الداوودي: ٣٦: (وأمّا عون ومحمد الأصغر فقُتلا مع ابن عمّهما الحسين يوم الطف). (راجع أيضاً: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣١)، وفي مقاتل الطالبيين: ٩٥: (عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر، أمّه زينب العقيلة).

وفي نَفَس المهموم: ٣١٧: (ينبغي أن يُعلم أنّه كان لعبد الله بن جعفر ابنان مسمّيان بهذا الاسم: عون الأكبر، وعون الأصغر، أحدهما أمّه زينب العقيلة سلام الله عليها، وثانيهما أمّه جماعة (جمانة) بنت المسيّب بن نجبة الفزاري).

واختلفت كلمات المؤرّخين في الذي قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، والظاهر أنّ المقتول بالطف هو الأكبر ابن زينبعليهما‌السلام ، والأصغر قُتل يوم حرّة واقِم، قتلهُ أصحاب مسرف بن عقبة الملعون).

وذكرَ أبو الفرج أيضاً في المقاتل: ١٢٢: بأنّ عون بن عبد الله بن أبي طالب وهو عون الأصغر، وأمّه جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن ربيعة بن شمخ بن فزارة، وأمّها من بني مُرّة بن عوف الفزاري... وقُتل عون يوم الحرّة حرَّة واقِم..

٣٧٤

إن تُنكروني فأنا ابن جعفر

شهيدُ صدق في الجنان أزهر

يطير فيها بجناحٍ أخضر

كفى بهذا شَرفاً في المحشر

فقتلَ ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلاً، قتلهُ عبد الله بن قطنة الطائي(١) .

مقتل محمد بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأُمّه الخوصاء بنت حفصة بنت ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل(٢) ، برزَ إلى ميدان المعركة وهو يرتجز:

نشكو إلى الله من العدوان

فعال قوم في الردى عُميان

قـد بـدّلوا معالم القرآن

ومُـحكَم التنزيل والتبيان

وأظهروا الكفر مع الطغيان(٣)

فقاتلَ، وقتلهُ عامر بن نهشل التيمي(٤) .

وقد رثاهُ سليمان بن قتة:

وسَميّ النبيّ غودر فيهم

قد علوهُ بصارمٍ مصقول

فإذا ما بكيت عيني فجودي

بدموع تسيل كلّ مسيل(٥)

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١٠٦، وانظر: أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، والدر النظيم: ٥٥٥ وفيهما: قتله عبد الله بن قطبة الطائي، وفي تسلية المجالس: ٢: ٣٠٢: فقتلَ ثمانية عشر رجلاً.

(٢) راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، وفي إبصار العين: ٧٧: (عائذ بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل).

(٣) الفتوح: ٥: ٢٠٤.

(٤) تسمية مَن قُتل مع الحسين: ١٥١، ومقاتل الطالبيين ٩٦، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٣: ٣١، وذخيرة الدارين: ١٥٥، ورجال الشيخ الطوسي: ١٠٥، الرقم ١٠٣٧.

(٥) مقاتل الطالبيين: ٩٦.

٣٧٥

وقال الحائري: ثمّ قاتلَ حتى قتلَ عشرة أنفس، ثمّ قتلهُ عامر بن نهشل التميمي(١) .

مقتلُ القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام

قال المامقاني (ره): (.. وأمّه أمّ ولد، كان ملازماً لابن عمّه الحسينعليه‌السلام ولم يفارقه أبداً، وقد زوّجهعليه‌السلام بنت عمّه عبد الله بن جعفر التي خطبها معاوية لابنه يزيد - وله قصّة مذكورة في محلّها -، وأمّها زينب بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واسمها أمّ كلثوم الصغرى، وقد انتقلَ القاسم مع زوجته مع الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء، وخرجَ بعد عون بن عبد الله بن جعفر، وقاتلَ فقتلَ منهم جمعاً كثيراً عدَّ بعضهم فارسهم بثمانين، وراجلهم اثني عشر، وأُثخن بالجراح، فتعطّفوا عليه من كلّ جانب، فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه)(٢) .

مقتلُ عبيد الله بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

قال أبو الفرج الأصبهاني: (وأمّه الخوصاء بنت حفصة، ذكر يحيى بن الحسن العلوي فيما حدّثني به أحمد بن سعيد عنه: أنّه قُتل مع الحسين بالطفّ، رضوان الله عليه وصلواته على الحسين وآله)(٣) .

مقتل عبد الله بن عبد الله بن جعفرعليهما‌السلام

ذكره السروي ابن شهرآشوب فيمن قُتل من أهل بيت الحسينعليهما‌السلام (٤) ، ولعلّه

____________________

(١) تسلية المجالس: ٢: ٢٠٣.

(٢) تنقيح المقال: ٢: ٢٤ رقم ٩٦١٠، وعنه مستدركات علم رجال الحديث ٦: ٢٥٥ رقم ١١٧٨٦.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩٦، ولعلّ هذا ممّا تفرّد به أبو الفرج، وعلى هذا يكون عبيد الله هذا شقيقاً لمحمّد أباً وأمّاً.

(٤) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١١١، وعنه مستدركات علم رجال الحديث ٥: ٥٠ رقم ٨٤٦٣، =

٣٧٦

هو عبيد الله الذي ذكره أبو الفرج الأصبهاني على احتمال قويّ؛ لكثرة ما يقع في التصحيف من سهو النُسّاخ بين عبيد الله وعبد الله، والله العالم.

أبناءُ الإمام الحسن بن عليعليهم‌السلام

لقد لازمَ أبناء الإمام الحسنعليه‌السلام عمّهم الحسينعليه‌السلام في نهضته منذ البدء حتى يوم العاشر من المحرّم في كربلاء، ومثّلوا أباهم خيرَ تمثيل يوم عاشوراء، حتّى كأنّ الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام قد حضرَ كربلاء بكلّ ما عنده؛ ليفدي أخاه الإمام الحسينعليه‌السلام .

مقتلُ القاسم (١) بن الحسنعليهما‌السلام

كان مولانا القاسمعليه‌السلام يقول:(لا يُقتل عمّي وأنا أحمل السيف) (٢) ، ولمّا رأى وحدة عمّه استأذنهُ في القتال فلم يأذن له لصغره، فما زال به حتّى أذِن له(٣) ، روى

____________________

= وانظر: ذخيرة الدارين: ١٦٣.

(١) أمّه أمّ أبي بكر، يقال: إنّ اسمها رملة. (راجع إبصار العين ٧٢)، وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠: (وأُمّه أُمّ ولد).

(٢) حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٥٤ نقلاً عن البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان لعماد الدين الأصفهاني: ٢٥.

(٣) قال الخوارزمي في المقتل: ٢: ٣١: (.. القاسم بن الحسن: وهو غلام صغير لم يبلغ الحُلم، فلمّا نظرَ إليه الحسين اعتنقهُ، وجعلا يبكيان حتّى غُشي عليهما، ثمّ استأذن الغلام للحرب فأبى عمّه الحسين أن يأذن له، فلم يزل الغلام يُقبّل يديه ورجليه ويسأله الإذن حتى أذِن له، فخرجَ ودموعه على خدّيه وهو يقول:

إنّ تُنكروني فأنا فرعُ الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا حسينٌ كالأسيرُ المرتهن

بين أُناس لا سُقوا صوبَ المزن

=

٣٧٧

الشيخ المفيد (ره) قائلاً: (قال حميد بن مسلم: فإنّا لكذلك إذْ خرج علينا غلام كأنّ وجهه شِقَّةُ قمر في يده سيف، وعليه قميص وإزار، ونعلان قد انقطع شسعُ إحداهما، فقال لي عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله، لأشدنّ عليه، فقلت: سبحان الله، وما تريد بذلك؟! دَعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يُبقون على أحد منهم، فقال: والله، لأشدّنَّ عليه.

فشدَّ عليه فما ولّى حتى ضربَ رأسه بالسيف ففلقهُ، ووقعَ الغلام لوجهه فقال: يا عمّاه! فجلّى الحسينعليه‌السلام كما يُجلّي الصّقر، ثمّ شدَّ شِدّة ليث أُغضب، فضربَ عمر بن سعيد بن نفيل بالسيف فاتّقاها بالساعد، فأطنّها من لدُنِ المرفق، فصاحَ صيحة سمعها أهل العسكر، ثمّ تنحّى عنه الحسينعليه‌السلام ، وحَملت خيل الكوفة لتستنقذه فتوطّأته بأرجلها حتى مات.

وانجلت الغبرةُ فرأيت الحسينعليه‌السلام قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برِجله، والحسينعليه‌السلام يقول:(بُعداً لقومٍ قتلوك، ومن خصمُهم يوم القيامة فيك جدّك، ثمّ قال:عزّ - والله - على عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك، صوت - والله - كثُرَ واتره وقلّ ناصره) .

ثمّ حملهُ على صدره، فكأنّي أنظر إلى رجْلَي الغلام تخطّان الأرض، فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسينعليه‌السلام والقتلى من أهل بيته، فسألتُ عنه فقيل لي: القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام )(١) .

____________________

= وحَملَ، وكأنّ وجهه فلقة قمر، وقاتلَ فقتل - على صغر سنّه - خمسة وثلاثين رجلاً...).

وقيل: إنّ عمره الشريف حينما قُتل كان ستّ عشرة سنة (راجع: لباب الأنساب لابن فندق: ١: ٣٩٧، وانظر: البحار: ٤٥: ٣٤ - ٣٥، وروضة الواعظين: ١٨٨).

(١) الإرشاد: ٢: ١٠٨، الدر النظيم: ٥٥٦، تذكرة الخواص: ٢٣٠، تاريخ الطبري: ٣: ٣٣١، مآثر الأناقة: ١: ١٠٧.

٣٧٨

وفي المقتل للخوارزمي:

(عَزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يُعينك فلا يغني عنك، بُعداً لقومٍ قتلوك، الويل لقاتلك .

ثمّ احتمله فكأنّي أنظر إلى رجْلَي الغلام تخطّان الأرض، وقد وضعَ صدرهُ إلى صدره، فقلتُ في نفسي: ماذا يصنع به؟ فجاء به حتّى ألقاه مع القتلى من أهل بيته، ثمّ رفع صراخه إلى السماء وقال:

اللّهمّ أحصِهم عَدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً، صبراً يا بني عمومتي، صبراً يا أهل بيتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً) (١) .

وفي المناقب لابن شهرآشوب: (برزَ أخوه القاسم - يعني أخا عبد الله بن الحسن - وعليه ثوب وإزار، ونعلان فقط، وكأنّه فلقة قمر وأنشأ يقول:

إنّي أنا القاسم من نسل علي

نحن وبيت الله أَولى بالنبي

من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي

فقتلهُ عمر بن سعيد الأزدي فخرّ وصاح: يا عمّاه، فحملَ عليه الحسين فقطعَ يده، وسلبه أهل الشام من يد الحسين)(٢) .

وقال البلاذري: (وقتلَ عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي القاسم بن الحسن فصاح: يا عمّاه، فوثبَ الحسين وثبة ليث فضربَ عمراً فأطنّ يده، وجاء أصحابه ليستنقذوه فسقطَ بين حوافر الخيل فتوطّأته حتى مات)(٣) .

____________________

(١) مقتل الخوارزمي: ٢: ٣٢.

(٢) المناقب: ٤٤: ١٠٦.

(٣) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، وفي أمالي الشيخ الصدوق: ١٣٨، المجلس ٣٠، حديث رقم ١: (وبرزَ من بعده - أي من بعد عليّ بن الحسينعليه‌السلام - القاسم بن الحسن بن عليّعليه‌السلام وهو يقول:

=

٣٧٩

مقتلُ عبد الله(١) بن الحسنعليه‌السلام

كان عبد الله غلاماً له من العمر إحدى عشرة سنة(٢) ، ولمّا رأى وحدة عمّهعليه‌السلام بين أعدائه الذين قد أحاطوا به بعد مقتل أنصاره، وكان نزفُ رأسه قد اشتدّ به من ضربة مالك بن النسر الكندي(٣) لعنه الله، خرجَ إليه عبد الله بن الحسن - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء حتى وقف إلى جنب الحسين، فلَحقتهُ زينب بنت عليّعليهما‌السلام لتحبسهُ، فقال لها الحسينعليه‌السلام :(احبسيه يا أختي) فأبى وامتنعَ عليها امتناعاً شديداً وقال: والله، لا أُفارق عمِّي، وأوى أبجر بن كعب(٤) إلى الحسينعليه‌السلام بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمّي؟! فضربهُ أبجر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده، فأطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة، ونادى الغلام: يا أُمّتاه! فأخذهُ الحسينعليه‌السلام فضمّه إليه وقال:

(يا بن أخي، اصبر على ما نزلَ بك، واحتسِب في ذلك الخير، فإنَّ الله يُلحقك بآبائك الصالحين .

____________________

=

لا تجزعي نفسي فكلُّ فانِ

اليومَ تلقين ذُرى الجنان

فقتلَ منهم ثلاثة، ثُمَّ رُمي عن فرسه رضوان الله عليه وصلواته).

(١) وأمّه بنت الشليل بن عبد الله البجلي، والشليل أخو جرير بن عبد الله، كانت لهما صحبة. (راجع: إبصار العين: ٧٣).

(٢) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٥٧.

(٣) هو الذي خاطبه الإمامعليه‌السلام قائلاً:(لا أكلتَ بها ولا شربت، وحشركَ الله مع الظالمين) . (راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣١).

(٤) في تاريخ الطبري ٣: ٣٣٣: بحر بن كعب بن عبيد الله من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وفيه أيضاً عن محمد بن عبد الرحمان أنّ يَدَي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، وفي الصيف تيبسان كأنّهما عود.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477