مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة0%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عزت الله المولائي والشيخ نجم الدين الطبسي
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الصفحات: 477
المشاهدات: 250068
تحميل: 8472

توضيحات:

الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 250068 / تحميل: 8472
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء 4

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الفرَس إلى عسكر عدوّه، فقطّعوه بأسيافهم إرباً إرباً، فلمّا بلغت روحه التراقي نادى بأعلى صوته:يا أبتاه، هذا جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً، وهو يقول لك: العجَل! فإنّ لك كأساً مذخورة.

فصاح الحسين:(قتلَ الله قوماً قتلوك يا بُنيّ، ما أجرَأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، على الدنيا بعدك العفا).

قال حميد بن مسلم: لكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس طالعة، تنادي بالويل والثبور تصيح: وا حبيباه! وا ثمرة فؤاداه! وا نور عيناه! فسألتُ عنها فقيل: هذه زينب بنت علي(١) ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه، فجاء إليها الحسين حتّى أخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط، ثمّ أقبل مع فتيانه إلى ابنه فقال:(احملوا أخاكم) ، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه عند الفسطاط الذي يقاتلون أمامه)(٢) .

____________________

= وفي نَفَس المهموم: ٣١١ نقلاً عن روضة الصفا: (رفع الحسينعليه‌السلام صوته بالبكاء ولم يسمع أحدٌ إلى ذلك الزمان صوته بالبكاء).

ومن الجدير بالذكر أن نقول هنا: إنّ حضور أمّ عليّ الأكبرعليهما‌السلام في كربلاء لم يرد في نصّ نثق به أصلاً، هذا أوّلاً.

وثانياً: فإنّ قول ابن شهرآشوب أنّ أمّ عليّ الأكبرعليهما‌السلام هي شهربانويه، من غرائب ما تفرّد به في كتابه المناقب، ولا شك أنّ اسمهاعليها‌السلام - حسب ما ذكرته النصوص والتواريخ المعتبرة - هي ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، كما قدّمنا من قبل.

(١) في اللهوف: ١٦٦: (قال الراوي: وخرجت زينب ابنة عليّ تنادي: يا حبيباه! يا بن أخاه! وجاءت فأكبّت عليه، فجاء الحسينعليه‌السلام فأخذها وردّها إلى النساء)، وانظر: الإرشاد ٢: ١٠٧، وتاريخ الطبري: ٣: ٣٣١.

(٢) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٤ - ٣٦، وانظر: الإرشاد: ٢: ١٠٦ - ١٠٧، وتاريخ الطبري: =

٣٦١

ويقول السيّد المقرّم في كتابه المقتل(١) : (فأتاه الحسينعليه‌السلام وانكبّ عليه واضعاً خدّه على خدّه(٢) ، وهو يقول:

(على الدنيا بعدك العفا، ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول (٣) ،يعزُّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم فلا يجيبونك، وتستغيث بهم فلا يغيثونك) .

ثمّ أخذ بكفّه من دمه الطاهر ورمى به نحو السماء، فلم يسقط منه قطرة! وفي هذا جاءت زيارته:

____________________

= ٣: ٣٣٠ - ٣٣١، والدرّ النظيم: ٥٥٥، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وتذكرة الخواص: ٢٣٠، وإعلام الورى: ٢: ٤٦٤، وتسلية المجالس: ٢: ٣١٠، ومقاتل الطالبين: ٨٦.

وقد روى أبو الفرج الاصبهاني أنّ هذه الأبيات قيلت في عليّ بن الحسين الأكبر:

لـم تَـر عـينٌ نـظرت مثله

مـن مُحتفٍ يمشي ومن ناعلِ

يـغلي نـئي الـلحم حـتّى إذا

أنـضج لـم يـغلُ على الآكلِ

كــان إذا شـبّت لـه نـاره

أوقـدهـا بـالـشرف الـقابِل

كـي مـا يـراها بائس مُرمل

أو فـردُ حـيٍّ لـيس بـالآهلِ

أعني ابن ليلى ذا السدى والندى

أعني ابن بنت الحسب الفاضلِ

لا يـؤثر الـدنيا عـلى ديـنه

ولا يـبـيع الـحقّ بـالباطلِ

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٦٠.

(٢) انظر أيضاً: اللهوف: وقال إدريس عماد الدين القرشي (ت: ٨٧٢ هـ): (فأخذهُ الحسينعليه‌السلام فضمّه إليه، فجعل يقول له: (يا أبتي، هذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لي:عجّل بالقدوم علينا ... ولم يزل كذلك على صدره حتّى مات، فلمّا نظر إليه ميّتاً قال:(على الدنيا من بعدك العفا) ). (عيون الأخبار وفنون الآثار: ١٠٨ - دار التراث الفاطمي - بيروت).

(٣) انظر أيضاً: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٠.

٣٦٢

(بأبي أنت وأمّي من مذبوحٍ ومقتول من غير جُرم، بأبي أنت وأمّي، دمك المرتقى به إلى حبيب الله، بأبي أنت وأمّي من مقدّم بين يدي أبيك يحتسبك، ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، يرفع دمك إلى عنان السماء لا يرجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة) (١) .

ولعليٍّ الأكبرعليه‌السلام سلام في زيارة الناحية المقدّسة كاشف عن منزلته السامية ومقامه الشامخ، فقد وردَ السلام عليه فيها هكذا:

(السلام عليك يا أوّل قتيل من نسْل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل، صلّى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتلَ الله قوماً قتلوك يا بُنيَّ، ما أجرَأهم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا، كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قاتلاً قائلاً:

أنا عليُّ بن الحسين بن علي

نحن وبيتِ الله أَولى بالنبي

أطعنكم بالرمح حتّى ينثني

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضَرب غلام هاشميّ عربي

واللهِ لا يحكم فينا ابن الدعي

حتى قضيتَ نحبك، ولقيت ربّك، أشهدُ أنّك أَولى بالله وبرسوله، وأنّك ابن رسوله، وحجّته وأمينه، وابن حجّته وأمينه، حكَمَ الله على قاتلك مُرّة بن منقذ بن النعمان العبدي، لعنه الله وأخزاه ومَن شَركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيراً، أصلاهم الله جهنّم وساءت مصيراً، وجعلَنا الله من ملاقيك، ومرافقي جدّك وأبيك وعمّك وأخيك، وأمّك المظلومة، وأبرأ إلى الله من أعدائك أُولي الجحود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته) (٢) .

____________________

(١) انظر أيضاً: كامل الزيارات: ٢٥٣ باب ٧٩ رقم ٢١ - نشر مكتبة الصدوق.

(٢) راجع: البحار: ٤٥: ٦٥ - ٦٦.

٣٦٣

إشارة:

هل كان لعليّ الأكبر ذريّة؟

صرّح المرحوم العَلوي بأنّ علي الأكبرعليه‌السلام لم يُخلّف عَقباً وقال: روى ذلك غير واحد من شيوخنا(١) ، وذكرَ حسام الدين في الحدائق الوردية(٢) بأنّه كان له عَقب.

ونحن بدورنا نعتقد بهذا القول الثاني، ويشهد لذلك: ما وردَ في زيارتهعليه‌السلام المرويّة عن أبي حمزة الثمالي، أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام قال له:

(ضع خدّك على القبر وقل: صلّى الله عليك يا أبا الحسن).

وكما يُحتمل أن تكون الكنية للتفأّل بالولد الحسَن، فإنّه يُحتمل أيضاً أنّها صدرت على الحقيقة وأنّه كان له ولد اسمه الحَسن.

ورواية أحمد بن أبي نصر البزنطي تشهد بأنّه كان متزوجاً من جارية له ولد منها، فإنّه قال للإمام الرضاعليه‌السلام : الرجل يتزوج المرأة وأمَّ ولد أبيها؟

قالعليه‌السلام :(لا بأس، فقال أحمد: بلغنا أنّ عليّ بن الحسين السجّاد تزوّج بنت الحسن بن عليعليهما‌السلام وأمّ ولد أبيها؟ فقالعليه‌السلام :

ليس هكذا إنّما تزوج ابنة الحسن عليه‌السلام ، وأُمَّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم) .

ومن المعلوم أنّ الجارية لا يقال لها أمُّ ولد إلاّ إذا ولدت من سيّدها، فهذا الحديث شاهد صريح على أنّ عليّ الأكبر كانت عنده جارية قد أولدها.

على أنَّ الاستضاءة بقول الإمام الصادقعليه‌السلام في تلك الزيارة التي رواها

____________________

(١) المجدي: ص٩١.

(٢) الحدائق الوردية: ص١٢٤.

٣٦٤

أبو حمزة الثمالي، تكشف لنا عن حقيقة ناصعة أضاعتها الحُقب وهي: أنّ للأكبر الشهيد أهلاً وولداً، وإن كان عَقبه منقطعاً هو الآخر، فإنّ الإمامعليه‌السلام يقول فيها:

(صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً).

ولفظ الأبناء جمعٌ يدل على أكثر من اثنين، وكما يُحتمل إرادة الصُلبيين خاصّة يُحتمل أيضاً أن يراد ما يعمّهم وأبناءهم، لكنّ الاحتمال الثاني مدفوع بظاهر إطلاق اللفظ عند العُرف، فإنّه يختص بالصُلبيين.

كما أنّ قولهعليه‌السلام :(وعلى عترتك) دالٌّ عليه؛ فإنّ عترة الرجل ذرّيته، فلو لم يكن له ذرّية؛ لمَا صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة، ومقتضيات الأحوال أقوى برهان(١) .

____________________

(١) راجع: عليّ الأكبرعليه‌السلام للمقرّم: ١٥، وكامل الزيارات: ٢٥٣ باب ٧٩ ٢١، وينبغي أن يُلاحظ هنا: أنّ بعض المؤرّخين قد ذكروا أنّ للإمام الحسينعليه‌السلام أبناءً آخرين - عدا عليّ الأكبر، والسجّاد، وعبد الله الرضيععليهم‌السلام - فقد ذكر ابن شهرآشوب السروي في المناقب: ٤: ١١٣ في جملة المقتولين من أهل البيت مجموعة من أبناء الحسينعليه‌السلام قائلاً:

(وستّة من بني الحسين مع اختلاف فيهم: عليّ الأكبر، وإبراهيم، وعبد الله، ومحمّد، وحمزة، وعليّ، وجعفر، وعمر، وزيد، وذُبح عبد الله في حِجره)، ولكنّ هؤلاء تسعة وليسوا ستّة كما ذكر، ولعلّ الستّة جاءت بدلاً من التسعة سهواً من النسّاخ أو المطابع؟

كما ذكرت بعض المصادر الأخرى: أنّ للإمام الحسينعليه‌السلام ولداً صغيراً اسمه أبو بكر، وأنّه قُتل في كربلاء مع أبيه الحسينعليه‌السلام ، (راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، والكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٤، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد: ٧٦، وتاج المواليد للطبرسي: ١٠٨ (ضمن المجموعة النفيسة)، ومقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، والشجرة المباركة ٧٣، وفي سرّ السلسلة العلوية: ٣٠ أنّ أبا بكر مات صغيراً قبل أبيه)، وروى ابن =

٣٦٥

مقاتلُ آل عقيلعليهم‌السلام (١) في يوم عاشوراء

إنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام من آل عقيلعليهم‌السلام - الذين اشتهر عند المؤرّخين وأهل التراجم أنّهم استشهدوا مع الإمامعليه‌السلام يوم عاشوراء - هم:

____________________

= سعد في طبقاته: أنّ عبد الله بن عقبة الغنوي هو قاتل أبي بكر، وجعفر، ابنَي الحسينعليه‌السلام ، كذلك روى الطبري، وابن الأثير، وأبو الفرج: أنّ قاتل أبي بكر هو هذا الغنوي لعنه الله.

وذهب ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ٢: ٦، والتميمي في المحن، ١٣٤، وابن عبد ربّه في العقد الفريد: ٥: ١٣٤ إلى أنّ محمّد بن الحسين (الذي ذكره ابن شهرآشوب في القتلى) كان في قافلة الأسرى.

(١) قال المحقّق القرشي: (واندفعت الفتية الطيّبة من آل عقيل إلى الجهاد، وهي مستهينة بالموت، قد نظر الإمامعليه‌السلام إلى بسالتهم واندفاعهم إلى نصرته فكان يقول:(اللّهمّ اقتُل قاتل آل عقيل... صبراً آل عقيل إنّ موعدكم الجنّة) ، وكان عليّ بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام يميل أشدّ الميل لآل عقيل ويُقدّمهم على غيرهم من آل جعفر، فقيل له في ذلك، فقال:(إنّي لأذكُر يومهم مع أبي عبد الله فأرقّ لهم) .

وقد استشهدَ منهم تسعة في المعركة دفاعاً عن ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم يقول الشاعر:

عينُ جودي بعَبرة وعويلِ

واندبي إنْ ندبتِ آل الرسول

سبعة كلّهم لصُلبِ عليٍّ

قد أُصيبوا وتسعة لعقيلِ

(حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٤٩)، وانظر: المعارف لابن قتيبة: ٢٠٤، ونَفَس المهموم: ٣٢١، وجمهرة أنساب العرب: ٦٩.

ونلفت الانتباه هنا: إلى أنّ المحقّق السماوي (ره) لم يُترجم لآل عقيل في أنصار الحسينعليه‌السلام إلاّ: لمسلم بن عقيل، ومحمد بن مسلم، وعبد الله بن مسلم، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل، وعبد الرحمان بن عقيل، وجعفر بن عقيل. (راجع: إبصار العين).

٣٦٦

عبد الله(١) بن مسلم بن عقيلعليهم‌السلام

يرى ابن أعثم الكوفي، وكذلك الخوارزمي: أنّ أوّل مَن خرجَ من الطالبيينعليهم‌السلام إلى قتال الأعداء هو عبد الله بن مسلمعليهما‌السلام ، وكان يقول:

اليومَ ألقى مُسلماً وهو أبي

وفتية بادوا على دين النبي

ليسوا كقومٍ عُرفوا بالكذب

لكنْ خيارٌ وكرامُ النسبِ

من هاشم السادات أهل الحَسبِ

ثمّ حملَ فقاتلَ حتى قتل منهم جماعة وقُتل(٢) .

وقال ابن شهرآشوب: (فقاتلَ حتى قتلَ ثمانية وتسعين رجلاً بثلاث حمْلات، ثمّ قتلهُ عمرو بن صبيح الصيداوي(٣) ، وأسد بن مالك)(٤) .

____________________

(١) وأمّه رقيّة بنت الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأمّها الصهباء أمُّ حبيب بنت عبّاد بن ربيعة بن يحيى العبد بن علقمة التغلبيّة، قيل: بيعت لأمير المؤمنين من سبي اليمامة، وقيل: من سبي عين التمر، فأولَدها عليّعليه‌السلام عمر الأطرف، ورقيّة (إبصار العين: ٨٩ - ٩٠، ومقاتل الطالبيين: ٩٨، وتذكرة الخواص: ٢٢٩).

(٢) راجع: الفتوح: ٥: ٢٠٢ - ٢٠٣، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٠.

(٣) عمرو هذا ممّن انتُدبوا لوَطأ جَسد الإمامعليه‌السلام بالخيل، وفي وقعة المختار طلبَ عمرو بن صبيح فأتوه وهو على سطحه بعدَما هدأت العيون، وسيفه تحت رأسه، فأخذوه وسيفه، فقال: قبّحك الله من سيف، ما أبعدك على قُربك، فجيء به إلى المختار، فلمّا كان من الغداة طعنوه بالرماح حتى مات (راجع: اللهوف ١٨٢، ذوب النظار: ١٢٢).

(٤) المناقب ٤: ١٠٥، تسلية المجالس ٢: ٣٠٢، الدر النظيم ٥٥٥، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع، من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي، ص٧٦، وقال الشيخ الصدوق (ره) في الأمالي: (وبرزَ من بعده - أي من بعد نافع بن هلال - عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وأنشأ يقول: =

٣٦٧

وقال البلاذري: (ورمى عمرو بن صبيح الصيداوي عبد الله بن مسلم بن عقيل، واعتوره الناس فقتلوهُ، ويقال: إنّ رقاد الجنبي كان يقول: رميت فتى من آل الحسين ويده على جبهته فأثبتُها فيها، وجعلتُ أُنضنض(١) سهمي حتى نزعتهُ من جبهته وبقي النصل فيها)(٢) .

وقال المحقّق السماوي (ره): (وكانت قَتلتُه بعد عليّ بن الحسين فيما ذكره أبو مخنف والمدايني وأبو الفرج دون غيرهم)(٣) .

وقال الطبري: (ثمّ إنّ عمرو بن صُبيح الصّدائي رَمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهمٍ فوضعَ كفّه على جبهته، فأخذَ لا يستطيع أن يحرّك كفّيه، ثمّ انتهى له بسهم آخر ففلقَ قلبه، فاعَتَورهم الناس من كلّ جانب)(٤) .

محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

وبرزَ إلى ميدان الحرب محمد بن مسلم بن عقيل وأُمّه أم ولد، فشدّ عليه أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني(٥) .

____________________

=

أقسمتُ لا أُقتلُ إلاّ حرّا

وقد وجدتُ الموت شيئاً مُرّا

أكره أن أُدعى جباناً فرّا

إنّ الجبان مَن عصى وفرّا

فقتلَ منهم ثلاثة ثمّ قُتل). (أمالي الصدوق: ١٣٧ - ١٣٨ المجلس ٣٠، حديث رقم ١).

(١) واستنضضتُ منه شيئاً ونضنضته: حرّكته وأقلقته (لسان اللسان: ٢: ٦٢).

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦.

(٣) إبصار العين: ٩٠.

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، الكامل ٣: ٢٩٣، الإرشاد ٢: ١٠٧، تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، وفيه: قتلهُ عمرو بن صبيح الصيداوي، ويقال: قتله أسد بن مالك الحضرمي.

(٥) مقاتل الطالبيين: ٩٧، مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٩، تذكرة الخواص: ٢٢٩، وفيه: قتله لقيط بن =

٣٦٨

قال المحقّق السماوي (ره): (حملَ بنو أبي طالب بعد قتل عبد الله حملة واحدة، فصاحَ بهم الحسينعليه‌السلام :(صبراً على الموت يا بني عمومتي)، فوقعَ فيهم محمّد بن مسلم، قتلهُ أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني) (١) .

جعفر بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

وبرزَ إلى ميدان الحرب جعفر(٢) بن عقيل بن أبي طالب وهو يرتجز ويقول:

أنا الغلام الأبطحي الطالبي

من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقّاً سادة الذوائب

هـذا حسين سيد الأطائب

قال أبو الفرج: قتلهُ عروة بن عبد الله الخثعمي فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين، وعن حميد بن مسلم(٣) .

وقال السروي: (فقتلَ رجلين، وفي قول خمسة عشر فارساً)(٤) ، وقال المحقّق السماوي (ره): (فقتلَ خمسة عشر رجلاً، ثمّ قتلهُ بشر بن

____________________

= ياسر الجهني، الأخبار الطوال ٢٥٧، وفيه: لقيط بن ناشر الجهني، وفيه أيضاً: محمد بن عقيل.

(١) إبصار العين: ٩٠ - ٩١.

(٢) وأُمّه أمّ الثغر بنت عامر بنت الهضاب العامري من بني كلاب، ويقال: أُمّه الخوصاء بنت الثغر، واسمه عمرو بن عامر... (راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٧، وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، أمّه أمّ البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، وانظر: إبصار العين: ٩٢).

(٣) مقاتل الطالبيين ٩٧، تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، وفيه قاتله عبد الله بن عزرة الخثعمي، تذكرة الخواص: ٢٢٩، وفي تسمية مَن قُتل: ١٥١: قتله عبد الله بن عمرو الخثعمي، وفي ذوب النظار ١٢٢: (وانهزمَ عبد الله بن عروة الخثعمي إلى مصعب فهدَمَ - المختار - داره).

(٤) المناقب ٤: ١٠٥، تسلية المجالس ٢: ٣٠٢ وفيه: (من عترة البرّ التقي العاقب)، وفي أنساب الأشراف ٣: ٤٠٦: (ورمى عبد الله بن عروة الخثعمي جعفر بن عقيل ففلقَ قلبه).

وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: (قُتل جعفر وهو ابن ثلاث وعشرين سنة).

٣٦٩

حوط قاتل أخيه عبد الرحمن)(١) .

عبد الرحمن بن عقيلعليه‌السلام

وأمّه أُم ولد(٢) ، وانبرى إلى ساحة القتال وهو يرتجز ويقول:

أبي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشم وهاشم إخواني

كهولُ صدق سادة القرآن

هذا حسين شامخ البنيان(٣)

وقال الطبري: (وشدّ عثمان بن خالد بن أسير الجهني، وبشر بن سوط الهمداني ثمّ القابضي على عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه)(٤) .

____________________

(١) إبصار العين: ٩٢.

(٢) راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٦، وراجع: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٢٠، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧، تسمية من قتل ص١٥١.

(٣) الفتوح ٥: ٢٠٣، راجع الإرشاد ٢: ١٠٧، الطبقات الكبرى ٧٦، إبصار العين: ٩٢ وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنّ عمره حينما قُتل كان ابن خمس وثلاثين سنة.

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٣٣١، مقاتل الطالبين ٩٦، وفيه: قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني وبشر بن حوط القابضي، فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم.

وفي كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١: (قَتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن حرب الهمداني، وفي الأخبار الطوال ٢٥٧: ثمّ قُتلَ عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب رماه عبد الله بن عروة الخثعمي بسهم فقتله، وفي انساب الأشراف ٣: ٤٠٦: وشدّ بشر بن شوط العثماني وعثمان بن خالد الجهني على عبد الرحمان بن عقيل فقتلاه. راجع جمهرة أنساب العرب ٦٩، المناقب ٤: ١٠٥، وفي تسلية المجالس ٢: ٢٠٣: فقتل سبعة عشر فارساً.

وقال موسى بن عامر: فأوّل مَن بدأ - أي المختار - به الذين وطأوا الحسينعليه‌السلام بخيلهم، وأنامَهم على ظهورهم، وضربَ سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجرى الخيل عليهم حتى قَطّعَتهم، وحرّقهم بالنار، ثمّ أخذَ رجلين اشتركا في دم عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه، كانا في الجبانة فضربَ أعناقهما ثمّ أحرَقَهما بالنار، ثمّ أحضرَ مالك بن بشير فقتلهُ في السوق. (راجع: ذوب النظار: ١١٨).

٣٧٠

محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

محمد بن أبي سعيد أمّه أم ولد، وبرزَ إلى ساحة الحرب، وقتله لقيط بن ياسر الجهني، وفي كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : قتلهُ ابن زهير الأزدي، ولقيط بن ياسر الجهني، اشتركا فيه(١) ، وعن ابن سعد: قتلهُ لقيط الجهني ورجل من آل أبي لهب لم يُسمّ لنا(٢) .

قال المحقّق السماوي (ره): (قال أهل السيَر نقلاً عن حميد بن مسلم الأزدي أنّه قال: لمّا صُرع الحسين خرجَ غلام مذعوراً يلتفت يميناً وشمالاً، فشدَّ عليه فارس فضربه، فسألتُ عن الغلام؟ فقيل: محمّد بن أبي سعيد، وعن الفارس؟ فقيل: لقيط بن أياس الجهني.

وقال هشام الكلبي: حدّث هاني بن ثبيت الحضرمي قال: كنت ممّن شهدَ قتل الحسينعليه‌السلام ، فو الله إنّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا إلاّ رجل على فرَس، وقد جالت الخيل وتضعضعت، إذ خرجَ غلامٌ من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص، وهو مذعور يتلفّت يميناً وشمالاً، فكأنّي أنظر إلى درّتين في أُذنيه يتذبذبان كلّما التفت، إذ أقبلَ رجل يركض حتّى إذا دنا منه مالَ عن فرسه، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف.

قال هشام الكلبي: هاني بن ثبيت الحضرمي هو صاحب - أي قاتل - الغلام، وكنّى عن نفسه استحياءً أو خوفاً)(٣) .

____________________

(١) تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، وتاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢.

(٢) ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من طبقات ابن سعد: ٧٧، وتاج المواليد للمرحوم الطبرسي: ١٠٨، ومناقب آل أبي طالب: ٤: ١١٢.

(٣) إبصار العين: ٩١، وراجع تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، ومقاتل الطالبيين: ١٨٨.

٣٧١

وأمّا الآخرون من آل عقيلعليهم‌السلام الذين ذَكرهم بعض المؤرّخين فهم:

عبد الله بن عقيل الأكبر:

وانبرى إلى ساحة القتال عبد الله بن عقيل(١) وقاتلَ قتال الأبطال وقُتل، وقتلهُ عثمان بن خالد بن أشيم الجهني ورجل من همدان(٢) ، وقال ابن فندق: قُتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة(٢) .

وعن سبط ابن الجوزي: إنّ قاتل عبد الله بن عقيل: عمر بن صبيح(٤) ، ولم يذكره بعض المحققّين مثل السماوي (ره) في كتاب إبصار العين.

عبيد الله بن عقيل:

قد ذكرَ ابن قتيبة: أنَّ عبيد الله بن عقيل أحد أولاد مسلم بن عقيل، وقيل: أُمّه الحوصا بنت حفصة، قُتل مع الحسينعليه‌السلام (٥) .

محمد بن عقيل:

وهو صهر الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) ، وذكره السروي في عداد شهداء أولاد آل

____________________

(١) قال في المقاتل: ٩٧: وأُمّه أم ولد، راجع تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٩٧، راجع المعارف لابن قتيبة: ٢٠٤، البحار: ٤٥: ٣٣.

(٣) لباب الألباب ١: ٣٩٧، وفي الطبقات لابن سعد: ٧٦: قتله عمرو بن صبح الصدائي، ويقال: قتلهُ أسيد بن مالك الحضرمي، وفيه: وأمه أم ولد.

(٤) تذكرة الخواص: ٢٢٩.

(٥) المعارف: ٢٠٤، وممّا يؤيد أنّ عبيد الله من جملة أولاد عقيل قول ابن قتيبة: (وولدُ عقيل: مسلماً، وعبد الله، ومحمّداً، ورملة، وعبيد الله لأمّ ولد).

(٦) مستدركات علم رجال الحديث ٧: ٢٠٩، البحار ٤٥، البحار ٤٥: ٦٢.

٣٧٢

عقيل(١) ،وقال الدينوري: ثُمَّ قُتل محمد بن عقيل، رماه هو لقيط بن نار الجهني بسهمٍ فقتله(٢) .

عون بن عقيل:

ذكره السروي والنمازي في عداد شهداء الطف(٣) .

علي بن عقيل:

ذكر الحائري والنمازي: أنّ من جملة شهداء آل عقيل علي بن عقيل(٤) .

موسى بن عقيل:

وذكر صاحب ذخيرة الدارين: أنّ موسى بن عقيل أحد شهداء الطف(٥) .

أحمد بن محمد بن عقيل:

قال المامقاني (ره): (أحمد بن محمّد بن عقيل بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وأمّه أمّ ولد، برزَ يوم الطفّ وهو يرتجز ويقول:

اليوم أتلو حسبي وديني

بصارمٍ تَحمله يميني

____________________

(١) المناقب: ٤: ١١٢.

(٢) الأخبار الطوال: ٢٥٧، وفي نسب قريش: ٤٥: وكانت أمّ هاني بنت علي عند عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمّداً قُتل بالطف، وعن الذَهبي في السيَر ٣: ٣٠٣: بأنّ محمد بن عقيل لم يُقتل في كربلاء وهو خلاف المشهور.

(٣) المناقب ٤: ١١٢، مستدركات علم رجال الحديث ٦: ١٤٤.

(٤) ذخيرة الدارين ١٦٢، مستدركات علم رجال الحديث ٥: ٤١٥. وفي مقاتل الطالبين: ٩٨: (إنّ عليّ بن عقيل أمّهُ أم ولد قُتل يومئذ، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنَّ عمره كان ٣٨ سنة، في المعارف: ٢٠٤ قال ابن قتيبة: ووِلدُ عقيل: مسلماً، وعبد الله، ومحمد، ورملة، وعبيد الله لأم ولد.

(٥) ذخيرة الدارين: ١٦٢.

٣٧٣

وقتلَ من القوم جمعاً كثيراً وجرحَ آخرين، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتلوه في حومة الحرب، بعدما عقروا فرَسه رضوان الله عليه)(١) .

مقاتلُ آل جعفر بن أبي طالبعليهم‌السلام

مقتلُ عون بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

وأُمّه العقيلة(٢) زينب بنت الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد برزَ يوم عاشوراء إلى حومة الحرب لنصرة سيد شباب أهل الجنّة وهو يرتجز ويقول:

____________________

(١) تنقيح المقال: ١: ١٠٣ رقم ٥٨٩، وعنه مستدركات علم رجال الحديث: ١: ٤٥٩، رقم ١٦٣٣.

(٢) وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠: (عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمّه جمانة بنت المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتلهُ عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني، ولكن يبدو أنّ الصحيح هو أنّ عون الأكبر أمّه العقيلة زينب كما تقدّم، وأمّا عون بن جمانة فهو عون الأصغر ولم يحضر واقعة كربلاء حسب الظاهر.

 وفي عمدة الطالب للسيد الداوودي: ٣٦: (وأمّا عون ومحمد الأصغر فقُتلا مع ابن عمّهما الحسين يوم الطف). (راجع أيضاً: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣١)، وفي مقاتل الطالبيين: ٩٥: (عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر، أمّه زينب العقيلة).

وفي نَفَس المهموم: ٣١٧: (ينبغي أن يُعلم أنّه كان لعبد الله بن جعفر ابنان مسمّيان بهذا الاسم: عون الأكبر، وعون الأصغر، أحدهما أمّه زينب العقيلة سلام الله عليها، وثانيهما أمّه جماعة (جمانة) بنت المسيّب بن نجبة الفزاري).

واختلفت كلمات المؤرّخين في الذي قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، والظاهر أنّ المقتول بالطف هو الأكبر ابن زينبعليهما‌السلام ، والأصغر قُتل يوم حرّة واقِم، قتلهُ أصحاب مسرف بن عقبة الملعون).

وذكرَ أبو الفرج أيضاً في المقاتل: ١٢٢: بأنّ عون بن عبد الله بن أبي طالب وهو عون الأصغر، وأمّه جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن ربيعة بن شمخ بن فزارة، وأمّها من بني مُرّة بن عوف الفزاري... وقُتل عون يوم الحرّة حرَّة واقِم..

٣٧٤

إن تُنكروني فأنا ابن جعفر

شهيدُ صدق في الجنان أزهر

يطير فيها بجناحٍ أخضر

كفى بهذا شَرفاً في المحشر

فقتلَ ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلاً، قتلهُ عبد الله بن قطنة الطائي(١) .

مقتل محمد بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأُمّه الخوصاء بنت حفصة بنت ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل(٢) ، برزَ إلى ميدان المعركة وهو يرتجز:

نشكو إلى الله من العدوان

فعال قوم في الردى عُميان

قـد بـدّلوا معالم القرآن

ومُـحكَم التنزيل والتبيان

وأظهروا الكفر مع الطغيان(٣)

فقاتلَ، وقتلهُ عامر بن نهشل التيمي(٤) .

وقد رثاهُ سليمان بن قتة:

وسَميّ النبيّ غودر فيهم

قد علوهُ بصارمٍ مصقول

فإذا ما بكيت عيني فجودي

بدموع تسيل كلّ مسيل(٥)

____________________

(١) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١٠٦، وانظر: أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، والدر النظيم: ٥٥٥ وفيهما: قتله عبد الله بن قطبة الطائي، وفي تسلية المجالس: ٢: ٣٠٢: فقتلَ ثمانية عشر رجلاً.

(٢) راجع: تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥١، أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، وفي إبصار العين: ٧٧: (عائذ بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل).

(٣) الفتوح: ٥: ٢٠٤.

(٤) تسمية مَن قُتل مع الحسين: ١٥١، ومقاتل الطالبيين ٩٦، ومقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٣: ٣١، وذخيرة الدارين: ١٥٥، ورجال الشيخ الطوسي: ١٠٥، الرقم ١٠٣٧.

(٥) مقاتل الطالبيين: ٩٦.

٣٧٥

وقال الحائري: ثمّ قاتلَ حتى قتلَ عشرة أنفس، ثمّ قتلهُ عامر بن نهشل التميمي(١) .

مقتلُ القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام

قال المامقاني (ره): (.. وأمّه أمّ ولد، كان ملازماً لابن عمّه الحسينعليه‌السلام ولم يفارقه أبداً، وقد زوّجهعليه‌السلام بنت عمّه عبد الله بن جعفر التي خطبها معاوية لابنه يزيد - وله قصّة مذكورة في محلّها -، وأمّها زينب بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واسمها أمّ كلثوم الصغرى، وقد انتقلَ القاسم مع زوجته مع الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء، وخرجَ بعد عون بن عبد الله بن جعفر، وقاتلَ فقتلَ منهم جمعاً كثيراً عدَّ بعضهم فارسهم بثمانين، وراجلهم اثني عشر، وأُثخن بالجراح، فتعطّفوا عليه من كلّ جانب، فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه)(٢) .

مقتلُ عبيد الله بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

قال أبو الفرج الأصبهاني: (وأمّه الخوصاء بنت حفصة، ذكر يحيى بن الحسن العلوي فيما حدّثني به أحمد بن سعيد عنه: أنّه قُتل مع الحسين بالطفّ، رضوان الله عليه وصلواته على الحسين وآله)(٣) .

مقتل عبد الله بن عبد الله بن جعفرعليهما‌السلام

ذكره السروي ابن شهرآشوب فيمن قُتل من أهل بيت الحسينعليهما‌السلام (٤) ، ولعلّه

____________________

(١) تسلية المجالس: ٢: ٢٠٣.

(٢) تنقيح المقال: ٢: ٢٤ رقم ٩٦١٠، وعنه مستدركات علم رجال الحديث ٦: ٢٥٥ رقم ١١٧٨٦.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩٦، ولعلّ هذا ممّا تفرّد به أبو الفرج، وعلى هذا يكون عبيد الله هذا شقيقاً لمحمّد أباً وأمّاً.

(٤) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١١١، وعنه مستدركات علم رجال الحديث ٥: ٥٠ رقم ٨٤٦٣، =

٣٧٦

هو عبيد الله الذي ذكره أبو الفرج الأصبهاني على احتمال قويّ؛ لكثرة ما يقع في التصحيف من سهو النُسّاخ بين عبيد الله وعبد الله، والله العالم.

أبناءُ الإمام الحسن بن عليعليهم‌السلام

لقد لازمَ أبناء الإمام الحسنعليه‌السلام عمّهم الحسينعليه‌السلام في نهضته منذ البدء حتى يوم العاشر من المحرّم في كربلاء، ومثّلوا أباهم خيرَ تمثيل يوم عاشوراء، حتّى كأنّ الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام قد حضرَ كربلاء بكلّ ما عنده؛ ليفدي أخاه الإمام الحسينعليه‌السلام .

مقتلُ القاسم (١) بن الحسنعليهما‌السلام

كان مولانا القاسمعليه‌السلام يقول:(لا يُقتل عمّي وأنا أحمل السيف) (٢) ، ولمّا رأى وحدة عمّه استأذنهُ في القتال فلم يأذن له لصغره، فما زال به حتّى أذِن له(٣) ، روى

____________________

= وانظر: ذخيرة الدارين: ١٦٣.

(١) أمّه أمّ أبي بكر، يقال: إنّ اسمها رملة. (راجع إبصار العين ٧٢)، وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠: (وأُمّه أُمّ ولد).

(٢) حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٥٤ نقلاً عن البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان لعماد الدين الأصفهاني: ٢٥.

(٣) قال الخوارزمي في المقتل: ٢: ٣١: (.. القاسم بن الحسن: وهو غلام صغير لم يبلغ الحُلم، فلمّا نظرَ إليه الحسين اعتنقهُ، وجعلا يبكيان حتّى غُشي عليهما، ثمّ استأذن الغلام للحرب فأبى عمّه الحسين أن يأذن له، فلم يزل الغلام يُقبّل يديه ورجليه ويسأله الإذن حتى أذِن له، فخرجَ ودموعه على خدّيه وهو يقول:

إنّ تُنكروني فأنا فرعُ الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا حسينٌ كالأسيرُ المرتهن

بين أُناس لا سُقوا صوبَ المزن

=

٣٧٧

الشيخ المفيد (ره) قائلاً: (قال حميد بن مسلم: فإنّا لكذلك إذْ خرج علينا غلام كأنّ وجهه شِقَّةُ قمر في يده سيف، وعليه قميص وإزار، ونعلان قد انقطع شسعُ إحداهما، فقال لي عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله، لأشدنّ عليه، فقلت: سبحان الله، وما تريد بذلك؟! دَعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يُبقون على أحد منهم، فقال: والله، لأشدّنَّ عليه.

فشدَّ عليه فما ولّى حتى ضربَ رأسه بالسيف ففلقهُ، ووقعَ الغلام لوجهه فقال: يا عمّاه! فجلّى الحسينعليه‌السلام كما يُجلّي الصّقر، ثمّ شدَّ شِدّة ليث أُغضب، فضربَ عمر بن سعيد بن نفيل بالسيف فاتّقاها بالساعد، فأطنّها من لدُنِ المرفق، فصاحَ صيحة سمعها أهل العسكر، ثمّ تنحّى عنه الحسينعليه‌السلام ، وحَملت خيل الكوفة لتستنقذه فتوطّأته بأرجلها حتى مات.

وانجلت الغبرةُ فرأيت الحسينعليه‌السلام قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برِجله، والحسينعليه‌السلام يقول:(بُعداً لقومٍ قتلوك، ومن خصمُهم يوم القيامة فيك جدّك، ثمّ قال:عزّ - والله - على عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك، صوت - والله - كثُرَ واتره وقلّ ناصره) .

ثمّ حملهُ على صدره، فكأنّي أنظر إلى رجْلَي الغلام تخطّان الأرض، فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسينعليه‌السلام والقتلى من أهل بيته، فسألتُ عنه فقيل لي: القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام )(١) .

____________________

= وحَملَ، وكأنّ وجهه فلقة قمر، وقاتلَ فقتل - على صغر سنّه - خمسة وثلاثين رجلاً...).

وقيل: إنّ عمره الشريف حينما قُتل كان ستّ عشرة سنة (راجع: لباب الأنساب لابن فندق: ١: ٣٩٧، وانظر: البحار: ٤٥: ٣٤ - ٣٥، وروضة الواعظين: ١٨٨).

(١) الإرشاد: ٢: ١٠٨، الدر النظيم: ٥٥٦، تذكرة الخواص: ٢٣٠، تاريخ الطبري: ٣: ٣٣١، مآثر الأناقة: ١: ١٠٧.

٣٧٨

وفي المقتل للخوارزمي:

(عَزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يُعينك فلا يغني عنك، بُعداً لقومٍ قتلوك، الويل لقاتلك .

ثمّ احتمله فكأنّي أنظر إلى رجْلَي الغلام تخطّان الأرض، وقد وضعَ صدرهُ إلى صدره، فقلتُ في نفسي: ماذا يصنع به؟ فجاء به حتّى ألقاه مع القتلى من أهل بيته، ثمّ رفع صراخه إلى السماء وقال:

اللّهمّ أحصِهم عَدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً، صبراً يا بني عمومتي، صبراً يا أهل بيتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً) (١) .

وفي المناقب لابن شهرآشوب: (برزَ أخوه القاسم - يعني أخا عبد الله بن الحسن - وعليه ثوب وإزار، ونعلان فقط، وكأنّه فلقة قمر وأنشأ يقول:

إنّي أنا القاسم من نسل علي

نحن وبيت الله أَولى بالنبي

من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي

فقتلهُ عمر بن سعيد الأزدي فخرّ وصاح: يا عمّاه، فحملَ عليه الحسين فقطعَ يده، وسلبه أهل الشام من يد الحسين)(٢) .

وقال البلاذري: (وقتلَ عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي القاسم بن الحسن فصاح: يا عمّاه، فوثبَ الحسين وثبة ليث فضربَ عمراً فأطنّ يده، وجاء أصحابه ليستنقذوه فسقطَ بين حوافر الخيل فتوطّأته حتى مات)(٣) .

____________________

(١) مقتل الخوارزمي: ٢: ٣٢.

(٢) المناقب: ٤٤: ١٠٦.

(٣) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٦، وفي أمالي الشيخ الصدوق: ١٣٨، المجلس ٣٠، حديث رقم ١: (وبرزَ من بعده - أي من بعد عليّ بن الحسينعليه‌السلام - القاسم بن الحسن بن عليّعليه‌السلام وهو يقول:

=

٣٧٩

مقتلُ عبد الله(١) بن الحسنعليه‌السلام

كان عبد الله غلاماً له من العمر إحدى عشرة سنة(٢) ، ولمّا رأى وحدة عمّهعليه‌السلام بين أعدائه الذين قد أحاطوا به بعد مقتل أنصاره، وكان نزفُ رأسه قد اشتدّ به من ضربة مالك بن النسر الكندي(٣) لعنه الله، خرجَ إليه عبد الله بن الحسن - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء حتى وقف إلى جنب الحسين، فلَحقتهُ زينب بنت عليّعليهما‌السلام لتحبسهُ، فقال لها الحسينعليه‌السلام :(احبسيه يا أختي) فأبى وامتنعَ عليها امتناعاً شديداً وقال: والله، لا أُفارق عمِّي، وأوى أبجر بن كعب(٤) إلى الحسينعليه‌السلام بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمّي؟! فضربهُ أبجر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده، فأطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة، ونادى الغلام: يا أُمّتاه! فأخذهُ الحسينعليه‌السلام فضمّه إليه وقال:

(يا بن أخي، اصبر على ما نزلَ بك، واحتسِب في ذلك الخير، فإنَّ الله يُلحقك بآبائك الصالحين .

____________________

=

لا تجزعي نفسي فكلُّ فانِ

اليومَ تلقين ذُرى الجنان

فقتلَ منهم ثلاثة، ثُمَّ رُمي عن فرسه رضوان الله عليه وصلواته).

(١) وأمّه بنت الشليل بن عبد الله البجلي، والشليل أخو جرير بن عبد الله، كانت لهما صحبة. (راجع: إبصار العين: ٧٣).

(٢) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٥٧.

(٣) هو الذي خاطبه الإمامعليه‌السلام قائلاً:(لا أكلتَ بها ولا شربت، وحشركَ الله مع الظالمين) . (راجع: تاريخ الطبري: ٣: ٣٣١).

(٤) في تاريخ الطبري ٣: ٣٣٣: بحر بن كعب بن عبيد الله من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وفيه أيضاً عن محمد بن عبد الرحمان أنّ يَدَي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، وفي الصيف تيبسان كأنّهما عود.

٣٨٠