مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260820 / تحميل: 8934
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

حسبي الله، وأبو الحسن الثاني: ما شاء الله لا قوة إلّا بالله.

وقال الحسين بن خالد: ومدّ يده إليّ وقال: خاتمي خاتم أبي أيضاً.

[ ٦٠ ٣٨ ] ٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: كان على خاتم علي بن الحسين: خزي وشقي قاتل الحسين بن علي.

محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) (١) مرسلاً، مثله.

[ ٦٠ ٣٩ ] ٧ - وبأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرضا عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: كان نقش(٢) خاتم محمّد بن علي:

ظنّي بالله حسن

وبالنبي المؤتمن

وبالوصي ذي المنن

وبالحسين والحسن

[ ٦٠ ٤٠ ] ٨ - وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن علي بن سليمان، عن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، عن إبراهيم بن أبي البلاد(٣) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) خاتمان أحدهما عليه مكتوب: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، والآخر: صدق الله.

[ ٦٠ ٤١ ] ٩ - وفي( المجالس) و( عيون الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمّد بن علي الكوفي، عن

____________________

٦ - الكافي ٦: ٤٧٣ / ٦.

(١) عيون أخبار الرضا ( عليه‌السلام ) ٢: ٥٦ / ٢٠٦.

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٢٧ / ١٥.

(٢) في نسخة: على( هامش المخطوط ).

٨ - الخصال: ٦١ / ٨٥.

(٣) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٩ - أمالي الصدوق: ٣٦٩ / ٥ وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٥٤ / ٢٠٦.

١٠١

الحسن بن أبي العقب(١) الصيرفي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: كان نقش خاتم آدم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله - إلى أن قال - فنقش نوح في خاتمه: لا إله إلا الله ألف مرة، يا رب أصلحني - إلى أن قال - وأهبط الله على إبراهيم خاتماً فيه ستّة أحرف: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، لا حول ولا قوّة إ ‎ لاّ بالله، فوّضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله، فأوحى الله جلّ جلاله إليه: تختّم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك برداً وسلاماً، قال: وكان نقش خاتم موسى( عليه‌السلام ) حرفين اشتقهما من التوراة: اصبر تؤجر، أصدق تنج، قال: وكان نقش خاتم سليمان( عليه‌السلام ) : حرفين اشتقهما سبحان من ألجم الجنّ بكلماته، وكان نقش خاتم عيسى:( عليه‌السلام ) حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله، وكان نقش خاتم محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا إله إلا ألله، محمّد رسول الله، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين: الملك لله، وكان نقش خاتم الحسن: العزّة لله، وكان نقش خاتم الحسين: إن الله بالغ أمره، وكان علي بن الحسين يتختّم بخاتم أبيه، وكان محمّد بن علي يتختمّ بخاتم الحسين بن علي، وكان نقش خاتم جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : الله وليّي وعصمتي من خلقه، وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) : حسبي الله.

قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا( عليه‌السلام ) كفّه وخاتم أبيه في إصبعه حتّى أراني النقش.

[ ٦٠ ٤٢ ] ١٠ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عمرو (٢) بن علي، عن عمّه محمّد بن عمر، يرفعه إلى أبي

____________________

(١) في نسخة: عقبة( هامش المخطوط) وكذلك في الأمالي.

١٠ - ثواب الأعمال: ٢١٤.

(٢) في المصدر: عمر.

١٠٢

عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كتب على خاتمه: ما شاءالله، لا قوّة إلّا بالله، أستغفر الله، أمن من الفقر المدقع.

أقول: وتقدّم ما يدل على ذلك(١) .

٦٣ - باب جواز تحلية النساء والصبيان قبل البلوغ بالذهب والفضّة

[ ٦٠ ٤٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل(٢) ، عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الذهب يحلّى به الصبيان ؟ فقال: كان علي( عليه‌السلام ) يحلّي ولده ونساءه بالذهب والفضّة.

[ ٦٠ ٤٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء وأحمد بن محمد بن أبي نصر جميعاً، عن داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الذهب يحلّى به الصبيان ؟ فقال: إن(٣) كان أبي ليحلّي ولده ونساءه الذهب والفضّة، فلا بأس به.

[ ٦٠ ٤٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم،

____________________

(١) تقدم في الباب ١٧ من أبواب أحكام الخلوة، وفي الحديث ٥ من الباب ٤٦ وفي الحديث ٢ من الباب ٤٧، وفي الحديث ٨ من الباب ٥٣ والباب ٥٦، ٦٠ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ١ من الباب ٤٥ من أبواب آداب السفر.

الباب ٦٣

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ١.

(٢) في المصدر زيادة: عن علي بن النعمان.

٢ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٢.

(٣) في نسخة: أنه( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٣.

١٠٣

عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن حلية النساء بالذهب والفضة ؟ فقال: لا بأس.

[ ٦٠ ٤٦ ] ٤ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن محمّد مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لم يزل(١) النساء يلبسن الحليّ.

وعن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن أبان، مثله(٢) .

[ ٦٠ ٤٧ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من رواية جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يحلّي أهله بالذهب ؟ قال: نعم، النساء والجواري، فأمّا الغلمان فلا.

أقول: هذا محمول على الكراهة، أو على ما بعد البلوغ لما مرّ(٣) ، وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

٦٤ - باب جواز تحلية السيف والمصحف بالذهب والفضّة

[ ٦٠ ٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

٤ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٨.

(١) في المصدر: تزل.

(٢) الكافي ٦: ٤٧٥ / ذيل حديث ٨.

٥ - مستطرفات السرائر: ١٤٤ / ١١.

(٣) مرّ في الحديث ١ و ٢ من نفس الباب.

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٣٠ من أبواب لباس المصلي.

الباب ٦٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٥.

١٠٤

عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة.

[ ٦٠ ٤٩ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان نعل سيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وقائمته فضّة، و(١) بين ذلك حلق من فضّة، ولبست درع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وكنت أصحبها(٢) وفيها ثلاث حلقات من فضّة من بين يديها، وثنتان من خلفها.

[ ٦٠ ٥٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس بتحلية المصاحف والسيوف بالذهب والفضّة بأس.

[ ٦٠ ٥١ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنّى، عن حاتم بن إسماعيل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) انّ حلية سيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كانت فضة كلها قائمه(٣) وقباعه(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في النجاسات(٥) ، ويأتي ما يدلّ على حكم المصحف في التجارة(٦) .

____________________

٢ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٤.

(١) في المصدر: وكان.

(٢) في المصدر: أسحبها.

٣ - الكافي ‎ ٦: ٤٧٥ / ٧.

٤ - الكافي ٦: ٤٧٥ / ٦.

(٣) في المصدر: قائمته.

(٤) قبيعة السيف: ما على مقبضه من فضة أو حديد.( مجمع البحرين ٤: ٣٧٦ ).

(٥) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٢ و ٣ و ٨ من الباب ٦٧ من أبواب النجاسات.

(٦) ياتي في الباب ٣٢ من أبواب ما يكتسب به، والباب ١٥ من أبواب الصرف.

١٠٥

٦٥ - باب كراهة القناع للرجل بالليل والنهار

[ ٦٠ ٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن( العباس عن الوليد بن صبيح) (١) قال: سألني شهاب ابن عبد ربه أن أستأذن له على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فأعلمت بذلك أبا عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: قل له: يأتينا إذا شاء، فأدخلته عليه ليلاً وشهاب مقنع الرأس فطرحت له وسادة فجلس عليها فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ألق قناعك يا شهاب، فإنّ القناع ريبة بالليل مذلّة بالنهار.

[ ٦٠ ٥٣ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن محمد بن عيسى، والحسن بن ظريف، وعلي بن إسماعيل كلّهم عن حمّاد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: قال أبي: قال علي( عليه‌السلام ) : التقنّع(٢) بالليل ريبة.

[ ٦٠ ٥٤ ] ٣ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق ): عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي( عليهم‌السلام ) قال: التقنّع ريبة بالليل ومذلّة بالنهار.

[ ٦٠ ٥٥ ] ٤ - وعن عبد الله بن وضاح قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) وهو جالس في مؤخّر الكعبة وتقنّع وأخرج أُذنيه من قناعه.

____________________

الباب ٦٥

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ١.

(١) في المصدر: العباس بن الوليد بن صبيح.

٢ - قرب الأسناد: ١٠.

(٢) في المصدر: التقنيع.

٣ - مكارم الأخلاق: ١١٧.

٤ - مكارم الأخلاق: ١١٦.

١٠٦

أقول: هذا محمول على الجواز ونفي التحريم.

٦٦ - باب استحباب طيّ الثياب

[ ٦٠ ٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه قال: دخلت عليه يوماً فألقى إليّ ثياباً وقال: يا وليد، ردّها على مطاويها، الحديث.

[ ٦٠ ٥٧ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول: طيّ الثياب راحتها، وهو أبقى لها.

[ ٦٠ ٥٨ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن بكر، عن زكريا المؤمن، عمّن حدثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اطووا ثيابكم بالليل، فإنّها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل.

٦٧ - باب استحباب التسمية عند خلع الثياب

[ ٦٠ ٥٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن رجل، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ) : إذا خلع أحدكم ثيابه

____________________

الباب ٦٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٨: ٢٤٢ / ٣٠٤.

٢ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٨٠ / ١١.

الباب ٦٧

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٣، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من أبواب المساكن

١٠٧

فليسمِّ لئلّا يلبسها الجنّ فإنّه إذا لم يسمّ عليها لبسها الجنّ حتّى يصبح.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك عموماً(١) .

٦٨ - باب استحباب لبس السراويل من قعود، وكراهة لبسها من قيام ومستقبل القبلة، ومستقبل انسان، ومسح اليد والوجه بالذيل، والجلوس على عتبة الباب، والشق بين الغنم، واستحباب لبس القميص قبل السراويل

[ ٦٠ ٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من لبس السراويل من قعود وقي وجع الخاصرة.

[ ٦٠ ٦١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى، بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اغتمّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يوماً فقال: من أين أتيت ؟ فما أعلم أني جلست على عتبة الباب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي.

[ ٦٠ ٦٢ ] ٣ - الحسن بن الفضل الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن الصادق،

____________________

(١) يأتي في الحديث ١ و ٨ من الباب ١٩ من أبواب أحكام المساكن، وفي الحديث ٨ من الباب ١١، وفي الحديث ٤ من الباب ٢١ من أبواب القراءة في الصلاة، وفي الباب ١٧ من أبواب الذكر، وفي البابين ٥٦ و ٥٧ من أبواب آداب المائدة، تقدم ما يدل علىٰ ذلك في الحديث ١٢ من الباب ٢٦ من أبواب الوضوء، وبعمومه كل أحاديث الباب المذكور.

الباب ٦٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٧.

٢ - الخصال ٢٢٥ / ٥٩.

٣ - مكارم الأخلاق: ١٠١.

١٠٨

عن علي( عليهما‌السلام ) قال: قال: لبس الأنبياء القميص قبل السراويل.

[ ٦٠ ٦٣ ] ٤ - قال: وفي رواية: لا تلبسه من قيام ولا مستقبل القبلة ولا إلى الإنسان.

[ ٦٠ ٦٤ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب( الجامع) لأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عنهم( عليهم‌السلام ) قال: من لبس سراويله من قيام لم تقض له حاجة ثلاثة أيام.

[ ٦٠ ٦٥ ] ٦ - وقد تقدّم حديث إسماعيل بن الفضل قال: رأيت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) توضّأ للصلاة ثم مسح وجهه بأسفل قميصه، ثمّ قال: يا إسماعيل، افعل هكذا، فإنّي هكذا أفعل.

أقول: هذا محمول على الجواز، فلا ينافي الكراهة، لما تقدّم هنا(١) وفي الوضوء(٢) .

٦٩ - باب كراهة لبس النعل من قيام للرجل

[ ٦٠ ٦٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي الكوفي، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه - في حديث - قال: نهى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

____________________

٤ - مكارم الأخلاق: ١٠١.

٥ - مستطرفات السرائر: ٦٤ / ٤٥.

٦ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٤٥ من أبواب الوضوء.

(١) تقدم في الحديث ٢ من نفس الباب.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٥ من أبواب الوضوء.

الباب ٦٩

فيه ٤ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٩، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب المساجد.

١٠٩

[ ٦٠ ٦٧ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

[ ٦٠ ٦٨ ] ٣ - وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يتنعّل الرجل(١) وهو قائم.

[ ٦٠ ٦٩ ] ٤ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الله كره لكم أيّتها الأُمّة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها - إلى أن قال - وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم.

ورواه في( المجالس) كما يأتي (٢) ، وكذا الذي قبله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٧٠ - باب عدم جواز مسح الإنسان يده بثوب من لم يكسه

[ ٦٠ ٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد،

____________________

٢ - الفقيه ٤: ٢٥٤ / ٢٥٨، وأورده في الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٣ - الفقيه ٤: ٣ / ١، وأمالي الصدوق: ٣٤٥ / ١، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

(١) ليس في المصدر.

٤ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، وأورده ببعض قطعاته في الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة.

(٢) يأتي في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(٣) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

الباب ٧٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ١٠.

١١٠

عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا يمسح أحدكم بثوب من لم يكسه.

[ ٦٠ ٧١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( عقاب الأعمال) بسند تقدّم في عيادة المريض (١) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ألا لا تحقرنّ شيئاً ‎ً وإن صغر في أعينكم، فإنّه لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ألا وإنّ الله سائلكم عن أعمالكم حتّى عن مس أحدكم ثوب أخيه بين إصبعيه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على تحريم الغصب والتصرف في مال الغير بغير إذنه(٢) .

٧١ - باب استحباب سعة الجربان في ثوب

[ ٦٠ ٧٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن منصور بن العباس، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حمّاد، عن علي القمّي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سعة الجربان(٣) ، ونبات الشعر في الأنف أمان من الجذام، ثمّ قال: أما سمعت قول الشاعر: ولا ترى قميصي إلّا واسع الجيب واليد.

____________________

٢ - عقاب الأعمال: ٣٤٦.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) يأتي في الباب ٢ من أبواب مكان المصلي، والأبواب ١ و ٥ و ٨ من أبواب الغصب.

الباب ٧١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٨.

(٣) جربان القميص: جيبه وهو فتحته التي تكون بين الثديين، أنظر( لسان العرب ١: ٢٦١ ).

١١١

٧٢ - باب كراهة لبس صاحب الأهل الخشن من الثياب وانقطاعه عن الدنيا

[ ٦٠ ٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وغيرهما، بأسانيد مختلفة، في احتجاج أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء، وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، أنّه قد غمّ أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : عليّ بعاصم بن زياد، فجيء به، فلمّا رآه عبس في وجهه، فقال له: أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أخذك منها ؟ أنت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول:( وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ *فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ ) (١) ؟‍‍! أوليس يقول:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ *بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ - إلى قوله -يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ ) (٢) فبالله، لابتذال نعم الله بالفعال أحبّ إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال الله عزّ وجلّ:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٣) ، فقال عاصم: يا أمير المؤمنين، فعلام اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة ؟ فقال: ويحك، إنّ الله عزّ وجلّ فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره.

فألقى عاصم العباء ولبس الملاء.

____________________

الباب ٧٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ١: ٣٣٩ / ٣.

(١) الرحمن ٥٥: ١٠ و ١١.

(٢) الرحمن ٥٥: ١٩ - ٢٢.

(٣) الضحىٰ ٩٣: ١١.

١١٢

وراوه الطبرسي في( مجمع البيان) مرسلاً (١) ، وكذا الرضي في( نهج البلاغة )، نحوه(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٧٣ - باب استحباب التبرّع بكسوة المؤمن، فقيراً كان أو غنياً، ووجوبه مع ضرورته

[ ٦٠ ٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من كسا أحداً من فقراء المسلمين ثوباً من عري، أو أعانه بشيء ممّا( يقويه على) (٤) معيشته، وكّل الله عزّ وجلّ به سبعين ألف ملك من الملائكة يستغفرون لكلّ ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.

وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، نحوه(٥) .

[ ٦٠ ٧٥ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام )

____________________

(١) مجمع البيان ٥: ٨٨.

(٢) نهج البلاغة ٢: ٢٠٤.

(٣) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ١ و ٢ و ٤ و ٧ و ١٩ من هذه الأبواب، وتقدم ما ظاهره المنافاة، في الحديث ٣ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

الباب ٧٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٣.

(٤) في المصدر: يقوته من.

(٥) الكافي ٢: ١٦٣ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٤.

١١٣

قال: من كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر.

[ ٦٠ ٧٦ ] ٣ - قال الكليني: وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك.

[ ٦٠ ٧٧ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول: من كسا مؤمناً ثوباً من عري كساه الله من استبرق الجنّة، ومن كسا مؤمناً ثوباً من غنى لم يزل في ستر من الله ما بقي من الثوب خرقة.

[ ٦٠ ٧٨ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقّاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة، وأن يهوّن عليه من سكرات الموت، وأن يوسّع عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى، وهو قول الله عزّ وجلّ في كتابه:( وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) .

[ ٦٠ ٧٩ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أبن البرقي، عن أبيه، عن حمّاد، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر.

____________________

٣ - الكافي ٢: ١٦٤ / ذيل حديث ٤.

٤ - الكافي ٢: ١٦٤ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ١٦٣ / ١.

(١) الأنبياء ٢١: ١٠٣.

٦ - ثواب الأعمال: ١٦٤ / ٢.

١١٤

[ ٦٠ ٨٠ ] ٧ - وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن فرات بن أحنف قال: قال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : من كان عنده فضل ثوب( وقدر أن يخصّ به مؤمناً يحتاج) (١) إليه فلم يدفعه إليه أكبّه الله في النار على منخريه.

وراوه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن علي (٢) .

أقول: هذا محمول على حال الضرورة وخوف الفقير من الهلاك، فتجب كسوته، ويحرم منعه.

[ ٦٠ ٨١ ] ٨ - وفي كتاب( الإخوان) بسنده عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقّاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة.

وذكر الحديث السابق، وزاد: ومن أكرم أخاه يريد بذلك الأخلاق الحسنة كتب الله له من كسوة الجنّة عدد ما في الدنيا من أوّلها إلى آخرها، ولم يثبته من أهل الرياء، وأثبته من أهل الكرم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

٧ - عقاب الأعمال: ٢٩٨ / ١.

(١) في نسخة: فيعلم ان بحضرته مؤمناً محتاجاً( هامش المخطوط ).

(٢) المحاسن: ٩٨ / ٦٣.

٨ - مصادقة الأخوان: ٧٨.

(٣) يأتي في الأحاديث ٥ و ٧ و ٨ و ١١ و ٢٤ من الباب ١٢٢ من أبواب أحكام العشرة وفي الحديث ٥ و ٧ و ١٠ من الباب ٢٢ من أبواب فعل المعروف، وتقدم ما يدل علىٰ ذلك في الحديث ٥ الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

١١٥

١١٦

أبواب مكان المصلي

١ - باب جواز الصلاة في كلّ مكان بشرط أن يكون مملوكاً أو مأذوناً فيه

[ ٦٠ ٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن مروان جميعاً، عن أبان بن عثمان، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله أعطى محمّداً( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى - إلى أن قال - وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً.

ورواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن )، مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونصرت بالرعب، وأُحلّ لي المغنم، وأُعطيت جوامع الكلم، وأُعطيت الشفاعة.

ورواه في( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن ابن أبان، عن

____________________

أبواب مكان المصلي

الباب ١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٤ / ١، وأورده في الحديث ١ الباب ٧ من أبواب التيمم.

(١) المحاسن: ٢٨٧ / ٤٣١.

٢ - الفقيه ١: ١٥٥ / ٧٢٤، وأورده في الحديث ٢ الباب ٧ من أبواب التيمم.

١١٧

الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وذكر مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٤ ] ٣ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن النوفلي بإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الأرض كلّها مسجد إلّا الحمّام والقبر.

[ ٦٠ ٨٥ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن صفوان، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان مولى طربال، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: الأرض كلّها مسجد إلّا بئر غائط، أو مقبرة،( أو حمّام) (٢) .

أقول: الاستثناء هنا على وجه الكراهة، لما يأتي إن شاء الله(٣) .

[ ٦٠ ٨٦ ] ٥ - جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق الحلي في( المعتبر) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : جعلت لي الأرض مسجداً، وترابها طهوراً، أينما أدركتني الصلاة صلّيت.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في التيمّم وغيره(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه وعلى اشتراط كونه مملوكاً أو مأذوناً فيه(٥) .

____________________

(١) أمالي الصدوق: ١٧٩ / ٦.

٣ - المحاسن: ٣٦٥ / ١١٠.

٤ - التهذيب ٣: ٢٥٩ / ٧٢٨، والاستبصار ١: ٤٤١ / ١٦٩٩، أورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) يأتي في الحديث ١ و ٣ و ٤ و ٥ من الباب ٢٥، والحديث ١ من الباب ٣١، والحديث ١ و ٢ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

٥ - المعتبر: ١٥٨.

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٧ من أبواب التيمم.

(٥) يأتي ما يدل عليه في الباب ٣ من هذه الأبواب، وفيها دلالة عامة فلاحظ، وأيضاً يدل عليه ما يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

١١٨

٢ - باب حكم الصلاة في المكان المغصوب والثوب المغصوب

[ ٦٠ ٨٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : لو أنّ الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فيما نهاهم عنه ما قبله منهم، ولو أخذوا ما نهاهم الله عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم، حتى يأخذوه من حقّ، وينفقوه في حقّ.

وراوه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

[ ٦٠ ٨٨ ] ٢ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن ‎ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، في وصيّته لكميل، قال: يا كميل، انظر في ما تصلّي ؟ وعلى ما تصلّي ؟ إن لم يكن من وجهه وحلّه فلا قبول.

وراوه الطبري في( بشارة المصطفى ): عن إبراهيم بن الحسن البصري، عن محمّد بن الحسن بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن وهبان الدبيلي، عن علي بن أحمد العسكري، عن أحمد بن المفضّل، عن راشد بن علي القرشي، عن عبد الله بن حفص المدني، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطاة، عن كميل بن زياد(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على تحريم الغصب، وعدم جواز التصرّف في المغصوب(٣) .

____________________

الباب ٢

فيه حديثان

١ - الفقيه ٢: ٣١ / ١٢١.

(١) الكافي ٤: ٣٢ / ٤.

٢ - تحف العقول: ١٧٤.

(٢) بشارة المصطفى: ٢٨.

(٣) يأتي ما يدل على تحريم الغصب في الباب ١ و ٥ و ٨ من أبواب الغصب.

١١٩

٣ - باب حكم ما لو طابت نفس المالك بالصلاة في ثوبه، أو على فراشه، أو في أرضه

[ ٦٠ ٨٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال:(١) من كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، فإنّه لا يحلّ دم امرئ مسلم ولا ماله إلّا بطيبة نفسه.

محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أسامة زيد الشحّام، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[ ٦٠ ٩٠ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن عمر بن أبان، عن سعيد بن الحسن قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : أيجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ قلت: ما أعرف ذلك فينا، فقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : فلا شيء إذاً، قلت: فالهلاك إذاً ؟ فقال: ‎ إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد.

[ ٦٠ ٩١ ] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أنّه قال في خطبة الوداع: أيّها الناس، إنّما المؤمنون إخوة، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلّا عن طيب نفسٍ منه.

[ ٦٠ ٩٢ ] ٤ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( الاختصاص ): عن أبان بن

____________________

الباب ٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٦٦ / ١٩٥.

(١) في المصدر زيادة ألا.

(٢) الكافي ٧: ٢٧٣ / ١٢.

٢ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٣، أورده أيضاً في الحديث ٥ من الباب ٢٧ من أبواب الصدقة.

٣ - تحف العقول: ٣٤.

٤ - الاختصاص: ٢٤.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

ثمّ رفع الحسينعليه‌السلام يده وقال:

اللّهمّ إنْ متّعتهم إلى حين ففرّقهم فِرقاً، واجعلهم طرائق قِدداً، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً؛ فإنّهم دَعَونا ليُنصرونا، ثمّ عَدَوا علنيا فَقَتلونا) (١) .

لكنّ الخوارزمي قال: (ثمّ خرجَ عبد الله بن الحسن الذي ذكرناه أوّلاً - في رواية - والأصحّ أنّه برزَ بعد القاسم في الرواية الثانية، وهو يقول:

إنْ تُـنكروني فـأنا ابـنُ حيدره

ضـرغام آجـام ولـيث قَسوره

على الأعادي مثل ريح صرصره

أكـيلكم بـالسيف كَـيل السندره

وقاتل حتّى قُتل)(٢) .

وفي المناقب لابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ عبد الله بن الحسن بن عليعليه‌السلام وهو يقول:

إن تنكروني فأنا فرع الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا الحسين كالأسير المرتهن

بين أُناس لا سُقوا صوب المزن

فقتلَ أربعة عشر رجلاً، قتلهُ هاني بن شبيب الحضرمي فاسوَدّ وجهه)(٣) ، وفي مقاتل الطالبيين: أنّ حرملة بن كاهل الأسدي قتلهُ(٤) .

____________________

(١) الإرشاد: ٢: ١١٠ - ١١١، مقاتل الطالبيين: ٩٣، إعلام الورى: ١: ٤٦٧، المجدي ١٩، اللهوف: ١٧٢، وفي تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٣ بعد(بآبائك الصالحين) :(برسول الله، وعلي بن أبي طالب، وحمزة، وجعفر، والحسن بن علي صلّى الله عليهم أجمعين) .

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٦.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٢.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٩٣، المحن ١٣٣ وفيه: (وكان عبد الله بن الحسن أجمل خلق الله)، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٥، وفيه قتله: هاني بن ثبيت الحضرمي.

٣٨١

وقال السيد ابن طاووس: فرماهُ حرملة بن الكاهل (لعنه الله) بسهمٍ فذبحه وهو في حِجر عمّه الحسينعليه‌السلام (١) .

مقتلُ أحمد بن الحسنعليهما‌السلام

قال المامقاني: (أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأمّه أمّ بِشر بنت أبي مسعود الأنصاري، خرجَ مع عمّه الحسينعليه‌السلام هو وأمّه وأخوه القاسم وأختاه أمّ الحسن وأمّ الخير إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء، وله من العمر ستّ عشرة سنة، وحملَ على القوم عند اشتداد القتال بعد صلاة الظهر وهو يرتجز، وقتلَ من القوم - على ما قيل - ثمانين فارساً، وأُثخن بالجراح، فتعطّفوا عليه

____________________

(١) اللهوف: ١٧٣. وفي ذوب النضار: ١٢٠ - ١٢٢: (حدّث المنهال بن عمرو قال: دخلتُ على زين العابدينعليه‌السلام أودّعه وأنا أريد الانصراف من مكّة، فقال:(يا منهال، ما فعلَ حرملة بن كاهل؟ وكان معي بشر بن غالب الأسدي، فقلت: هو حيّ بالكوفة، فرفع يديه وقال:اللّهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ النار).

قال المنهال: وقدِمتُ إلى الكوفة والمختار بها فركبتُ إليه، فلقيتهُ خارجاً من داره، فقال: يا منهال، ألم تشركنا في ولايتنا هذه؟ فعرّفته أنّي كنت بمكّة، فمشى حتّى أتى الكُناس، ووقف كأنّه ينتظر شيء، فلم يلبث أن جاء قوم فقالوا: أبشِر أيّها الأمير فقد أُخذ حرملة.

فجيء به، فقال: لعنك الله، الحمد لله الذي أمكنني منك، الجزّار الجزّار!

فأُتي بجزّار، فأمرهُ بقطع يديه ورجليه، ثمّ قال: النار النارَ! فأُتي بنار وقصب، فأُحرق، فقلت: سبحان الله! سبحان الله!

فقال: إنّ التسبيح لحَسن، لِمَ سبّحتَ؟

فأخبرتهُ بدعاء زين العابدينعليه‌السلام ، فنزلَ عن دابّته، وصلّى ركعتين وأطال السجود، ثمّ ركبَ وسار، فحاذى داري فعزمتُ عليه بالنزول والتحرّم بطعامي، فقال: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام دعا بدعوات فأجابها الله على يدي، ثمّ تدعوني إلى الطعام؟! هذا يوم صومٍ شكراً لله تعالى، فقلت: أدام الله توفيقك).

٣٨٢

جماعة كثيرة فقتلوهُ في حومة الحرب)(١) .

مقتلُ أبي بكر بن الحسنعليه‌السلام

قال البلاذري: (ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله، ففي ذلك يقول ابن أبي عقبة:

وعند غَني قطرة من دمائنا

وفي أسد أخرى تُعدُّ وتُذكر(٢)

وفي مقاتل الطالبيين: وفي حديث عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر، أنّ عَقبة الغنوي قتله(٣) .

وصرّح الطبرسي: بأنّ عبد الله الغنوي هو قاتل أبي بكر بن الحسن(٤) .

مصرعُ الحسن بن الحسنعليهما‌السلام

قال السيّد ابن طاووس (ره): (وروى مصنف كتاب المصابيح: أنّ الحسن بن

____________________

(١) تنقيح المقال: ١: ١٠٣ رقم ٥٨٨، ذخيرة الدارين: ١٦٥، ضياء العينين: ٣٠٣، ولم أعثر في كتب الأنساب على رجل اسمه أحمد في أولاد الإمام المجتبىعليه‌السلام .

(٢) أنساب الأشراف، ٣: ٤٠٦، وفي مقاتل الطالبيين نسب هذه الأبيات إلى سليمان بن قتّة (راجع تاريخ الطبري، ٣: ٣٣٣، مآثر الإنافة ١: ١٠٧، تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧، تاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢)، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنّ عمره حينما قُتل كان خمساً وثلاثين سنة).

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وفيه: أنّ أبا بكر بن الحسين أمّه أمّ ولد، وفي تذكرة الخواص: ٢٢٩: وقتلوا أبا بكر بن الحسين بن علي وأمه أمّ ولد، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي.

والظاهر أنّ الحسين تصحيف الحسن، خصوصاً في مقاتل الطالبيين؛ وذلك لأنّه ذكرهُ في جملة أولاد الحسنعليه‌السلام وقال فيما بعده: والقاسم بن الحسن.. وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمّه.

(٤) إعلام الورى: ١: ٤٦٦.

٣٨٣

الحسن المثنّى قُتل بين يدي عمّه الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً، وأصابته ثماني عشرة جراحة، فوقعَ فأخذهُ خاله أسماء بن خارجة فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برِئ وحملهُ إلى المدينة(١) .

وأصابت الحسن المثنّى ابن الإمام الحسنعليه‌السلام ثماني عشرة جراحة، وقُطعت يده اليمنى ولم يستشهد(٢) .

مقتلُ عمر بن الحسنعليه‌السلام

قيل: إنّه من شهداء الطف(٣) ، ولكنّ ابن الجوزي قال: (واستصغروا أيضاً عُمر ابن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فلم يقتلوه وتركوه)(٤) .

مقاتلُ إخوان الإمام الحسينعليه‌السلام

هناك اختلاف بين المؤرّخين حول عدد أولاد الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، الذين قُتلوا مع ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في واقعة الطف، فعن المفيد والطبري أنّهم كانوا خمسة، وعن آخرين أنّهم كانوا تسعة أشخاص، ونحن نذكر هنا المشهورين منهم أوّلاً:

مقتل عبد الله بن عليعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (فلمّا رأى العبّاس بن علي رحمة الله عليه كثرة القتلى في

____________________

(١) اللهوف: ١٩١.

(٢) مقتل المرحوم المقرّم ٢٦٣، وفي سير أعلام النبلاء، ٣: ٢٠٣ ذكر الذهبي: بأنّ الحسن بن الحسن لم يُقتل وله ذرية.

(٣) ذكره الخوارزمي في المقتل: ٢: ٥٣ في جملة المقتولين وقال: وكان صغيراً.

(٤) تذكرة الخواص: ٢٢٩، وانظر: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠٣.

٣٨٤

أهله، قال لإخوته من أُمّه - وهم: عبد الله، وجعفر، وعثمان(١) -:يا بَني أُمّي، تقدّموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله، فإنّه لا ولدَ لكم (٢) ، فتقدّم عبد الله فقاتل قتالاً شديد، فاختلفَ هو وهاني بن ثبيت الحضرمي(٣) ضربتين فقتله هاني لعنه الله)(٤) .

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه عبد الله - أي من بعد أخيه جعفر - قائلاً:

أنا ابن ذي النجدة والإفضال

ذاك عليُّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

في كل يوم ظاهر الأهوال

قتله هاني بن شبيب الحضرمي)(٥) .

____________________

(١) وأمّهم أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (مقاتل الطالبيين ٨٧)، قال السماوي في إبصار العين: ٦٧: (ولِد بعد أخيه - أي العباس - بنحو ثمان سنين، وأُمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه ست سنين، ومع أخيه الحسن ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين خمساً وعشرين سنة، وذلك مدّة عمره)، وقال في المجدي: ١٥: (وعبد الله أبو محمد الأكبر قُتل وهو ابن خمس وعشرين سنة).

(٢) قال المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ٦٦: (فإنّه لا ولدَ لكم: يعني بذلك أنّكم إن تقدّمتموني وقتلوكم لم يبقَ لكم ذرّية فينقطع نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام منكم، فيشتدّ حُزني ويعظم بذلك أجري)، أي أنّ العبّاسعليه‌السلام أراد أن يُرزأ بهم ويحتسبهم عند الله رغبة في تعاظم الأجر والمثوبة.

وفي الأخبار الطوال: ٢٥٧: (تقدّموا بنفسي أنتم فحاموا عن سيّدكم حتى تموتوا دونه)، ولعلّ كلمة (أرِثكم) الواردة في تاريخ الطبري ٣: ٣٣٢ هي تصحيف لكلمة (أراكم)، أو (أُرزأ بكم)، والله العالم.

(٣) يمرُّ بنا أيضاً أنّ هاني هذا قاتل جعفر بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وقَتلَ عبد الله بن الحسنعليه‌السلام ، فاسودّ وجهه، وبالتالي تجرّأ على سيّد شباب أهل الجنّة بعد قتله، حيث كان ممّن انتدبوا ليطأوا جسده الشريف بالخيل.

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٨، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، مروج الذهب ٣: ٦١، نظم درر السمطين ٢١٨، كفاية الطالب ٢٩٨، الدر النظيم: ٥٥٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ولا يخفى هنا أنّ (شبيب) تصحيف (ثبيت)، ومقتل الحسينعليه‌السلام =

٣٨٥

مقتلُ جعفر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (وتقدّم بعده - أي بعد عبد الله - جعفر(١) بن عليرحمه‌الله فقتله أيضاً هاني)(٢) .

وقال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه جعفر - يعني أخا عثمان - منشئاً:

إنّـي أنـا جعفر ذو المعالي

ابـن عليّ الخير ذو النوال

ذاك الوصيّ ذو السنا والوالي

حـسبي بعمّي جعفرٍ والخالِ

أحمي حسيناً ذا الندى المفضال

____________________

= للخوارزمي: ٢: ٣٤، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٨، وفيه: قتله هاني بن ثبيت الحضرمي.

وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٤٩: رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، وأجهزَ عليه رجل من بني تميم بن أبان بن دارم، راجع: الإصابة: ٢: ٦٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧ وفيه: (هاني بن ثويب)، جمهرة أنساب العرب: ٣٩، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ومروج الذهب: ٣: ٦، نظم در السمطين ٢١٨، وكفاية الطالب: ٢٩٨، تاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، المجدي: ١٥، رجال الشيخ الطوسي: ١٠٢، الرقم ١٠٠١، إبصار العين: ٦٧، وفيه:

(لمّا قُتل أصحاب الحسينعليه‌السلام وجملة من أهل بيته، دعا العبّاس إخوته الأكبر فالأكبر، وقال لهم: تقدّموا، فأوّل مَن دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمّه، فقال: تقدّم يا أخي حتّى أراك قتيلاً وأحتسِبك فإنّه لا ولدَ لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قُدماً ويجول فيهم... فشدَّ عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربهُ على رأسه فقتلهُ).

(١) ولِد بعد أخيه عثمان بسنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو سنتين، ومع أخيه الحسنعليه‌السلام نحو اثنتي عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام نحو إحدى وعشرين سنة، وذلك مدى عمره. (راجع: إبصار العين: ٦٩، وتنقيح المقال ١: ٢١٩، وأعيان الشيعة ٤: ١٢٩).

(٢) الإرشاد ٢: ١٠٩، الدرّ النظيم: ٥٥٧.

٣٨٦

رماه خولي الأصبحي فأصابَ شقيقته أو عينه)(١) .

وقال الطبري: (ثمّ شدَّ (أي هاني بن ثُبيت) على جعفر بن عليّ فقتله وجاء برأسه)(٢) .

وقال أبو الفرج: (قال نصر بن مزاحم: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي: أنّ خولّي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - قتلَ جعفر بن علي)(٣) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني أيضاً: قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم، بالإسناد الذي قدّمته في خبر عبد الله: قُتل جعفر بن علي بن أبي طالب، وهو ابن تسع عشرة سنة)(٤) .

مقتلُ عثمان بن عليعليه‌السلام

وقال الشيخ المفيد: (وتعمّد خوليُّ بن يزيد الأصبحي(٥)

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ويُفهم من عبارته: أنّه قُتل بعد أخيه عثمان، وهذا ما ذكره المحقّق السماوي أيضاً (راجع: إبصار العين: ٧٠)، وانظر: مقتل الخوارزمي ٢: ٣٤، وتاريخ خليفة ١٤٥، وشرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب لابن الكلبي ١: ١٨، ومآثر الإنافة: ١١٨.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٥) خولي هذا وهو من أكابر مجرمي فاجعة عاشوراء الذين تعدّدت جرائمهم فيه، كان الله عزّ وجلّ قد أخزاه في أسوأ عاقبة، إذ لمّا ظفرَ المختار بعث أبا عمرة فأحاط بدار خولي بن يزيد الأصبحي، وهو حامل رأس الحسينعليه‌السلام إلى عبيد الله بن زياد، فخرجت امرأته إليهم وهي النوار ابنة مالك كما ذكر الطبري في تاريخه، وقيل: اسمها العيوف، وكانت مُحبة لأهل البيتعليهم‌السلام قالت: لا أدري أين هو؟ وأشارت بيدها إلى بيت الخلاء، فوجدوه وعلى رأسه قوصرة (وعاء للتمر) =

٣٨٧

عثمان(١) بن عليرضي‌الله‌عنه وقد قام مقام إخوته، فرماه بسهم فصرعه، وشدّ عليه رجل من بني دارم فاحتزَّ رأسه)(٢) .

وقال السرويّ: (ثمّ برزَ أخوه عثمان - أي بعد أخيه عمر - وهو ينشد:

إنّـي أنـا عثمان ذو المفاخر

شيخي علي ذو الفعال الطاهر

هـذا حـسين سـيد الأخاير

وسـيد الـصغار والأكـابر

بعد النبي والوصيّ الناصر

رماه خولي بن يزيد على جنبه فسقط عن فرسه، وحزّ رأسه رجل من بني أبان بن حازم)(٣) .

وقال أبو الفرج: (قُتل عثمان بن علي، وهو ابن إحدى وعشرين سنة)(٤) .

مقتلُ أبي بكر بن عليّعليه‌السلام

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أبو بكر بن عليعليهما‌السلام قائلاً:

شيخي عليٌّ ذو الفخار الأطولِ

من هاشم الخير الكريم المفضل

____________________

= فأخذوه وقتلوه، ثمّ أمرَ بحرقه (راجع: ذوب النظار: ١١٨).

(١) ولِد بعد أخيه عبد الله بنحو سنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو أربع سنين، ومع أخيه الحسن نحو أربع عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام ثلاث وعشرين سنة وذلك مدّة عمره (راجع: إبصار العين: ٦٨)، ورويَ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال:(إنّما سمّيته عثمان بعثمان بن مظعون أخي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٨٩)، وفي المجدي: ١٥: (عثمان بن علي يكنّى أبا عمرو، قُتل وهو ابن إحدى وعشرين سنة).

(٢) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٩، شرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب: ١: ١٨.

(٣) المناقب ٤: ١٠٧، البحار: ٤٥: ٣٧، مقاتل الطالبيين: ٨٩، نَفَس المهموم: ٣٢٧.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٩.

٣٨٨

هذا حسين ابن النبيّ المرسل

عنه نحامي بالحسام المصقل

تفديه نفسي من أخٍ مبجَّلِ

فلم يزل يقاتل حتّى قتله زجر بن بجر الجحفي(١) ، ويُقال: عقبة الغنوي)(٢) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني: (وأبو بكر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، لم يُعرف اسمه، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد... بن تميم... ذكر أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين وفي الإسناد الذي تقدّم: أنّ رجلاً من همدان قتله، وذكر المدائني: أنه وُجد في ساقيه مقتولاً لا يُدرى مَن قتله)(٣) .

مقتلُ محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الطبري: (ورَمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن عليّ بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه)(٤) ، وقال أبو الفرج الأصبهاني: (ومحمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وأمّه أمّ ولد، حدّثني أحمد بن عيسى قال: حدّثنا الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، وحدّثني أحمد بن شيبة، عن أحمد بن الحرث، عن المدائني: أنّ رجلاً من تميم من بني أبان بن دارم قتله -

____________________

(١) في إبصار العين: ٧١: (النخعي) بدل (الجحفي).

(٢) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩١، وانظر: تسمية مَن قُتل مع الحسين (عليه‌السلام ): ١٤٩، وتاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء: ٥٦٠، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ونظم درر السمطين: ٢١٨، وجمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، والمجدي: ١٢ وفيه: (أبو بكر اسمه عبد الله قُتل بالطف)، وراجع: شذرات الذهب: ١: ٦٦، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، ومستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٣٤٣ وفيه: (وتشرّف بالشهادة يوم الطف، وبالسلام في الزيارة الرجبية، واسمه محمّد أو عبيد الله المتشرّف بالسلام في زيارة الناحية).

(٤) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، وانظر: مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

٣٨٩

رضوان الله عليه - ولعن قاتله)(١) .

وقالابن شهرآشوب بعد أن ذكرَ اسمه في قتلى بني هاشم: (ويقال لم يُقتل محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالب لمرضه)(٢) .

وقالالمحقّق السماوي (ره) في ترجمة أبي بكر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : (اسمه محمّد الأصغر أو عبد الله)، لكنّه ذكرَ أنّ اسم أمّ أبي بكر (ليلى بنت مسعود الثقفية)(٣) .

كذلك ذهب الشيخ المفيد (ره)(٤) من قَبله إلى أنّ محمّداً الأصغر هو المكنّى بأبي بكر، وتابعهُ على ذلك الشيخ الطبرسي (ره) في تاج المواليد(٥) ، وأخذَ بذلك المرحوم الأربلي نقلاً عن المفيد(٦) .

من هنا فيحتمل قوياً أنّ محمّداً الأصغر هو أبو بكر بن علي، والمسألة لم تزل بحاجة إلى تحقيق أعمق وأدقّ، والله العالم.

مقتل عمر بن عليعليه‌السلام

وقال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برز أخوه عمر - أي من بعد أبي بكر - وهو يرتجز:

خلّوا عداة الله خلّوا عن عمر

خلّوا عن الليث الهصور المكفهر

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٦٠، وفي تاريخ خليفة: ١٤٥: (أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس).

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٣.

(٣) راجع: إبصار العين: ٧٠.

(٤) الإرشاد: ١: ٣٥٤.

(٥) تاج المواليد (المطبوع ضمن المجموعة النفيسة رقم ٩٥): ص١٠٨.

(٦) كشف الغمّة: ٢: ٦٦.

٣٩٠

يضربكم بسيفه ولا يفر

يا زجر يا زجر تدانَ من عمر

وقتلَ زجراً قاتل أخيه ثمّ دخلَ حومة الحرب)(١) .

وفي تسلية المجالس: (ثمّ برزَ عمر بن علي، وهو يقول:

أضربكم ولا أرى فيكم زجر

ذاك الشقيّ بالنبيّ قد كفر

يا زجر يا زجر تدان من عمر

لعلّك اليوم تبوء من سقر

شرّ مكانٍ في حريق وسُعُر

لأنّك الجاحد يا شرّ البشر

ثمّ حملَ على زجر قاتل أخيه فقتله، واستقبلَ القوم وجعل يضرب بسيفه ضرباً منكراً.. فلم يزل يقاتل حتى قُتل)(٢) .

هل قُتل عمر في واقعة الطفّ؟

قال الداودي: (وتخلّف عمر عن أخيه الحسينعليه‌السلام ولم يسِر معه إلى الكوفة، ولا يصح رواية مَن روى أنّ عمر حضرَ كربلاء، ومات عمر بينبع(٣) ، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل خمس وسبعين سنة)(٤) .

وقال ابن سعد في الطبقات: (عمر الأكبر... وأُمّه الصهباء بنت ربيعة... بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة أصابها خالد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر...)(٥) .

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٢) تسلية المجالس: ٢: ٣٠٦، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٣.

(٣) قال الحموي في معجم البلدان ٥: ٢٨٤: (وهو صدر وادي العقيق بالمدينة).

(٤) عمدة الطالب: ٣٣٩، وانظر: السلسلة العلوية: ٩٦.

(٥) الطبقات الكبرى: ٥: ١١٧.

٣٩١

وقال خليفة بن خياط في حوادث سنة سبع وستين: (وفيها وقعة المذار وفيها قُتل عمر بن عليّ بن أبي طالب)(١) .

وفي مقابل هذه التصريحات بعدم قتله مع الحسينعليه‌السلام ، يوجد تصريح ابن شهرآشوب حيث أورده في عداد أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين بكربلاء، ولم نعثر على نصوص مهمّة وقديمة تُصرّح بقتله في كربلاء، ولا يخفى على المتتبّع الخبير أنَّ المناقب لا يخلو من أخطاء تاريخية ورجالية.

يقول المرحوم الشيخ القمّي: (المشهور بين أهل التواريخ والسيَر أنّ عمر لم يشهد مع أخيه الحسينعليه‌السلام بالطف)(٢) .

ويرى النمازي أنّ لأمير المؤمنينعليه‌السلام ابنين باسم عمر، عمر الأصغر وأمّه الصهباء وهو من شهداء الطفّ، أمّا عمر الأكبر فعاش خمساً وثمانين سنة)(٣) .

وعمر الأصغر - الذي عناه النمازي - هو عمر الأطرف وهو ابن الصهباء وشقيق رقيّة وتوأمها، وقد تخلّف عن نصرة الحسينعليه‌السلام بعذر معروف، وعاش سبعاً وسبعين سنة(٤) .

مقتل إبراهيم بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لقد اختلفت كلمات المؤرخين حول مقتل إبراهيم في وقعة الطّف، ولعلّ أقدم نص شكّك في ذلك أبو الفرج حيث قال: (وقد ذكر محمد بن علي بن حمزة أنّه قُتل يومئذ إبراهيم بن علي بن أبي طالب، وأمّه أمّ ولد، وما سمعتُ بهذا من غيره،

____________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ١٦٥.

(٢) نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٣) راجع: مستدركات علم رجال الحديث: ٦: ١٠١، رقم ١١٠٧٠.

(٤) راجع: ترجمته في الجزء الأوّل من هذه الدراسة: الإمام الحسينعليه‌السلام في المدينة المنوّرة: ٣٨٦.

٣٩٢

ولا رأيتُ لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكراً)(١) .

وفي مقابل ذلك توجد تصريحات بأنّه قد قُتل أيضاً في كربلاء، فقد ذكرَ ابن عبد ربّه الأندلسي(٢) ، وابن شهرآشوب(٣) والمرحوم النمازي(٤) ، والخوارزمي(٥) : بأنّ إبراهيم هذا قُتل بين يدي ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال المرحوم المظفّر: يستفاد من مجموع الأقوال: أنّ الشهداء من وِلد أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم كربلاء أحد عشر رجلاً، سيّدهم وسيّد الناس جميعاً الحسين بن عليعليه‌السلام ... وإبراهيم على قول مشهور(٦) .

مقتل عتيق بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

وذكر ابن قتيبة أنّ أمّه أمّ ولد(٧) ، وعدَّه الذهبي واليافعي والديار بكري في عداد شهداء كربلاء(٨) .

مقتل عون بن عليعليه‌السلام

ذكرَ كلٌّ من السيد جعفر الأعرجي (ره)، والذهبي: أنَّ عون بن علي من

____________________

(١) مقاتل الطالبيين ٩١، وعنه نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٢) العقد الفريد: ٥: ١٣٤.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٢.

(٤) مستدركات علم رجال الحديث، ١: ١١٧.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام ٢: ٥٣.

(٦) بطل العلقمي: ١٢٥، ونحن نشك في هذه الشهرة.

(٧) الإمامة والسياسة ٢: ٦.

(٨) مرآة الزمان ١: ١٣١، وتاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١: ص٢١، شذرات الذهب: ١: ٦٦، تاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨.

٣٩٣

أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين ظلماً بين يدي سيد شباب أهل الجنة(١) .

مقتلُ يحيى بن عليعليه‌السلام

ذكر السيّد الأعرجي (ره) في مناهل الضرب: أنَّ يحيى بن عليعليه‌السلام من شهداء الطف(٢) ، وذكر النمازي (ره) في مستدركات علم رجال الحديث: أنّ أمّه أسماء بنت عميس(٣) .

لكنّ أبا الفرج ذكر: أنّ يحيى توفي في حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

مقتل عبيد الله بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لعلّ أقدم مَن صرّح بأنّه قُتل بكربلاء هو: الشيخ المفيد أعلى الله مقامه الشريف في الإرشاد، حيث أوردهُ في باب ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: ومحمد الأصغر المكنّى أبا بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسينعليه‌السلام بالطف، أُمّهما ليلى بنت مسعود الدرامية)(٥) .

كذلك قال المرحوم الشيخ الطبرسي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : ومحمّد الأصغر المكنّى بأبي بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهم الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) تاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١، ص٦١، مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

(٢) مناهل الضرب: ٨٦، وراجع: التذكرة في الأنساب للعبيدلي ص٢٨٧.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٢٢٠، وذكر في ص٥٤٦: بأنَّ الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام تزوّج أسماء بنت عميس بعد موت أبي بكر فولدت له يحيى.

وقال أبو الفرج في المقاتل: ٣٦: وأسماء بنت عميس تزوّجها جعفر بن أبي طالب ثمّ أبو بكر ثمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) مقاتل الطالبيين: ٣٧، راجع الطبقات الكبرى: ٨: ٢٠٨.

(٥) الإرشاد ١: ٣٥٤، وعن المعارف: ٢١٠: ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي.

٣٩٤

بالطفّ، أمّهما ليلى بنت مسعود الدارمية)(١) .

وتابعهما على ذلك الإربلي في كشف الغمّة ناقلاً عن المرحوم المفيد(٢) ، وصرّح المرحوم المظفّر بأنّه من شهداء الطف(٣) .

كذلك قال بذلك القلقشندي(٤) ، وقال المزي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : (وعبيد الله يكنّى أبا علي، يقال إنّه قُتل بكربلا)(٥) .

ووردَ في تاريخ خليفة أنّه قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، وأمّه الرباب بنت امرئ القيس(٦) .

ووردَ في الزيارة الرجبية:(السلام على عبيد الله بن أمير المؤمنين عليه‌السلام ) (٧) .

لكنّ أبا الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قال: (وذكرَ يحيى بن الحسن، فيما حدّثني به أحمد بن سعيد أنّ أبا بكر بن عبيد الله الطلحي حدّثه عن أبيه: أنّ عبيد الله بن علي قُتل مع الحسين، وهذا خطأ، وإنّما قُتل عبيد الله يوم المدار(٨) ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة، وقد رأيته بالمدار)(٩) .

____________________

(١) تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: ٩٥، راجع ص ١٠٨.

(٢) كشف الغمّة ٢: ٦٦.

(٣) بطل العلقمي ١: ٣٠٣.

(٤) مآثر الإنافة: ١١٨.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠: ٤٧٩.

(٦) تاريخ خليفة: ١٤٥، ومن الطريف: أن يقال بأنّ أمّه الرباب بنت امرئ القيس، وهذا الكلام لم يقل به أحد، إذ المعروف أنّها أمّ عبد الله الرضيععليه‌السلام .

(٧) البحار ١٠١: ٣٣٩.

(٨) المدار: بالفتح اسم المكان من دار يدور: موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غُدانة. (راجع معجم البلدان ٥: ٧٤).

(٩) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وذهب المسعودي في إثبات الوصية: ١٣١، وابن قتيبة في المعارف:

٣٩٥

وقال ابن إدريس: (وقد ذهبَ شيخنا المفيد في كتاب الإرشاد إلى أنّ عبيد الله بن النهشلية قُتل بكربلاء مع أخيه الحسينعليه‌السلام ، وهذا خطأ محض بلا مِراء؛ لأنّ عبيد الله بن النهشلية كان في جيش مصعب بن الزبير، ومن جملة أصحابه، قتلهُ أصحاب المختار بن أبي عبيد بالمذار(٢) وقبرهُ هناك ظاهر.

____________________

= ٤٠١، والأعرجي في مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، وابن الطقطقي في الأصيلي في أنساب الطالبيين: ٥٧، وابن عماد في شذرات الذهب: ١: ٧٥، وتاريخ أهل البيتعليهم‌السلام ٩٨، والربيعي الدمشقي في تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢: أنَّ عبيد الله هذا لم يُقتل في واقعة الطف في كربلاء.

وذكر ابن فندق في لباب الأنساب: ١: ٣٩٧ بأنَّ عبيد الله بن علي بن أبي طالب قُتل وهو قريب من خمسين سنة وقتلهُ ابن حريث.

وذكر مصعب الزبيري في نسب قريش: ٤٣ قائلاً: (وعبيد الله بن علي كان قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلبَ المختار على الكوفة فلم يرَ عند المختار ما يُحب، زعموا أنّ المختار قال له: صاحبُ أمرنا هذا رجل منكم لا يعمل فيه السلاح فإن شئت جرّبتُ فيك السلاح، فإن كنتَ صاحبنا لم يضرّك السلاح وبايعناك، فخرجَ من عنده، فقدِم البصرة، فجمعَ جماعة، فبعث إليه مصعب، فأتاه عبيد الله فلم يزل مقيماً عنده حتى خرجَ مصعب إلى المختار، فقدّم بين يديه محمد بن الأشعث بن قيس الكندي... فضمّ عبيد الله إليه مع محمد في مقدّمة مصعب، فبيّته أصحاب المختار، فقتلوا محمد، وقتلوا عبيد الله تحت الليل).

(٢) قال الحموي الرومي في معجم البلدان: ٥: ٨٨: المَذار بالفتح وآخره راء: في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام، وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أُنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور، وهو قبر عبد الله بن علي ابن أبي طالب.. وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير.

٣٩٦

الخبر بذلك متواتر وقد ذكره شيخنا أبو جعفر في الحائريات، لمّا سأله السائل عمّا ذكرَ المفيد في الإرشاد فأجاب بأنَّ: عبيد الله بن النهشلية قتلهُ أصحاب المختار بالمذار، وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد)(١) .

يستفاد من مجموع ما ذكرنا: أنّ النصوص التي تشير إلى أنّ عبيد الله بن عليعليه‌السلام قُتل في واقعة الطف لا يمكن الاعتماد عليها بسهولة، وكلّها ترجع إلى كلام المرحوم المفيد (ره)، وفي مقابل هذا القول تتوفر الأقوال الكثيرة التي تصرّح أنّه لم يُقتل بكربلاء، ولا يمكن الإغماض عنها، خصوصاً وأنّ في أصحابها مَن له الخبرة التامّة في علم الأنساب، نظير مصعب الزبيري في نسب قريش، أو ابن فندق في كتابه لباب الأنساب، أو الأندلسي في جمهرة أنساب العرب، وغيرهم.

ومن الغريب جدّاً كلام البعض(٢) حيث صرّح بأنّه اتفقت كلمة المؤرّخين على قتله يوم عاشوراء!

مَن هو (العبّاس الأصغر)، وابن مَن هو؟

قال الشيخ القرشي: (وهو أخو الإمام لأبيه، وأمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، استشهد يوم الطفّ)(٣) ، وقال خليفة بن خيّاط: (وقُتل مع الحسينعليه‌السلام العبّاس الأصغر، أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس)(٤) .

وممّا يؤيد ذلك: ما رواه سبط ابن الجوزي، عن هشام بن محمد، عن القاسم

____________________

(١) السرائر: ١٥٥.

(٢) راجع: مدينة الحسين: ٣٨.

(٣) حياة الإمام الحسينعليه‌السلام ٣: ٢٧٠ نقلاً عن تاريخ خليفة.

(٤) تاريخ خليفة: ١٤٥.

٣٩٧

ابن الأصبغ المجاشعي قال: (لما أُتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً، قد عُلَّق في لُباب فرَسه رأس غلام أمرَد كأنّه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحقَ الرأس بالأرض، فقلت له: رأس مَن هذا؟ فقال: هذا رأس العبّاس بن علي، قلت: ومَن أنت؟ قال: حرملة بن الكاهل الأسدي.

قال: فلبثت أيّاماً وإذا بحرملة وجهه أشدُّ سواداً من القار، فقلت له: لقد رأيتك يوم حملتَ الرأس وما في العرب أنظر وجهاً منك! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟! فبكى وقال: والله، منذ حملتُ الرأس وإلى اليوم ما تمرّ عليَّ ليلة إلاّ واثنان يأخذان بضبعي ثمّ ينتهيان بي إلى نار تؤجّج، فيدفعاني فيه، وأنا أنكص فتسفعني كما ترى، ثمّ ماتَ على أقبح حال)(١) .

فالعبّاس هذا - على أساس هذه الرواية - هو ابن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو في هذه الرواية غلام أمرد.

ويقول الشيخ القرشي تعقيباً: (وهذا ممّا يؤكّد وجود العبّاس الأصغر؛ لأنّ العبّاس الأكبر كان عمره يوم قُتل اثنين وثلاثين سنة، وليس غلاماً أمرداً)(٢) .

لكنّ النمازيّ (ره) يقول في ترجمة (لبابة بنت عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب): (تزوّجها أبو الفضل العبّاس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فولِد له منها عبيد الله وفضل، وكانت جميلة عاقلة، وبعد شهادة العبّاسعليه‌السلام تزوّجها زيد بن

____________________

(١) تذكرة الخواص: ٢٥٣، ولعلّ للمتأمّل تحفّظات عديدة على متن هذه الرواية، منها قوله: (ثمّ مات على أقبح حال)، مع أنّ المشهور أنّ المختار أحضرَ حرملة بن كاهل، وأمرَ جزّاراً فقطعَ يديه ورجليه ثمّ أمرَ بنار وقصب فأحرقهُ (راجع: ذوب النضار: ١٢١).

(٢) حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٧٠.

٣٩٨

عبد الملك، وعن المجدي تزوّجها وليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولِد له منها القاسم)(١) .

من هنا نقول: إذا كان العبّاس الأصغر - على فرض وجوده حقّاً - ابن لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، زوجة مولانا أبي الفضلعليه‌السلام ، فهو إذاً ابن العبّاس وليس أخاه كما في رواية سبط ابن الجوزي وكما استنتجَ الشيخ القرشي؛ ذلك لأنّ لبابة لا يمكن أن تكون زوجة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ زوجة أبي الفضلعليه‌السلام .

هذا مبلغُ علمنا في قضية (العبّاس الأصغر)، والمسألة بحاجة إلى مزيد من الوثائق التاريخية الكاشفة عن حقيقة الأمر، وإلى مزيد من التعمّق والمتابعة والتحقيق، وكم تركَ الأوّل للآخر.

مقتلُ مولانا أبي الفضل العبّاسعليه‌السلام

كان مولانا أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام أكبر أولاد عليّعليه‌السلام ، من أمّهم أمّ البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (رض)، وقد ولِد في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين للهجرة، وكان عمره الشريف عند استشهاده أربعاً وثلاثين سنة(٢) .

وكان صلوات الله عليه عماد وركيزة الجيش الحسيني في كربلاء، وقد أعطاه الإمام الحسينعليه‌السلام رايتهُ يوم عاشوراء: (لأنّه وجدَ قمر الهاشميين أكفأ ممّن معه لحمله، وأحفظهم لذمامه، وأرأفهم به، وأدعاهم إلى مبدئه، وأوصلهم لرحِمه، وأحماهم لجواره، وأثبتهم للطعان، وأربطهم جأش، وأشدّهم مراساً)(٣) .

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٥٩٨ رقم ١٨١٦٧.

(٢) مرّت بنا ترجمة مختصرة وافية له صلوات الله عليه في الفصل الثاني.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٥.

٣٩٩

قال الدينوري: (بقيَ العبّاس بن عليّ قائماً أمام الحسين يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال)(١) .

قال الشيخ المفيد (ره): (وحملت الجماعة على الحسينعليه‌السلام فغلبوه على عسكره، واشتدّ به العطش، فركبَ المسنَّاة يريد الفرات، وبين يديه العبّاس أخوه، فاعترضته خيل ابن سعد وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حُولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء، فقال الحسينعليه‌السلام :(اللّهمّ أظمئه.

فغضبَ الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حَنكه، فانتزعَ الحسينعليه‌السلام السهم، وبسطَ يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم، فرمى به ثمّ قال:اللهمّ إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك) ، ثمّ رجعَ إلى مكانه وقد اشتدّ به العطش، وأحاطَ القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه، فجعلَ يقاتلهم وحده حتّى قُتل - رضوان الله عليه - وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفيّ(٢) ، وحكيم بن الطُفَيل السنبسي(٣) ، بعد أن أُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً)(٤) .

____________________

(١) الأخبار الطوال: ٢٥٧.

(٢) يمضي في بعض المصادر أنّ اسمه زيد بن رقاد الجهني (أو الجنبي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٠)، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد: ٧٥).

وفي كتاب ذوب النُضار: ١٢٠ قال الشيخ ابن نما (ره): (وأحضرَ - أي المختار - زيد بن رُقاد فرماه بالنبل والحجارة وأحرقهُ).

(٣) في كتاب ذوب النضار: ١١٩ قال الشيخ ابن نما (ره): (ثمّ بعث - أي المختار - عبد الله بن كامل إلى حكيم بن الطفيل السنبسي، وكان قد أخذَ سلب العبّاس ورماه بسهم، فأخذوه قبل وصوله إلى المختار، ونصبوهُ هدفاً، ورموه بالسهام).

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩ - ١١٠، وفي مثير الأحزان: ٧١ قال ابن نما (ره): ثمّ اقتطعوا العبّاس عنه، وأحاطوا به من كلّ جانب وقتلوه، فبكى الحسينعليه‌السلام لقتله بكاءً شديداً)، وانظر كذلك =

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477