مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة12%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260850 / تحميل: 8935
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ونزل الناس، فقال علي( عليه‌السلام ) : أيّها الناس، إنّ هذه أرض ملعونة، قد عُذّبت في الدهر ثلاث مرّات، وفي خبر آخر مرّتين، وهي تتوقّع الثالثة، وهي إحدى المؤتفكات(١) ، وهي أوّل أرض عبد فيها وثن، وأنّه لا يحلّ لنبي ولا لوصي نبي أن يصلّي فيها، فمن أراد أن يصلّي فليصلّ، ثمّ ذكر حديث ردّ الشمس، وأنّ جويرية لم يصلّ في أرض بابل حتى ردّت الشمس فصلّى مع علي( عليه‌السلام ) .

[ ٦٢ ٧٤ ] ٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله القزويني، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري، عن أُم المقدام الثقفيّة قالت: قال لي جويرية بن مسهر: قطعنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) جسر الفرات(٢) في وقت العصر، فقال: إنّ هذه أرض معذّبة، لا ينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلّي فيها، فمن أراد منكم أن يصلّي(٣) فليصلّ، ثمّ ذكر نحوه.

ورواه الصفّار في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد، مثله (٤) .

وروى الذي قبله عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن بحر، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن ابن أبي المقدام(٥) ، عن جويرية بن مسهر، مثله.

____________________

(١) الإِفك: أشدّ الكذب وأبلغه، وفي الخبر أيضاً « البصرة إحدىٰ المؤتفكات ».( مجمع البحرين ٥: ٢٥٤ ).

٣ - علل الشرائع: ٣٥٢ / ٤ الباب ٦١.

(٢) في المصدر: الصراة.

(٣) في المصدر زيادة: فيها.

(٤) بصائر الدرجات: ٢٣٩ / ٤، فيه: الصراط بدل الفرات.

(٥) في المصدر: أبي المقدام.

١٨١

[ ٦٢ ٧٥ ] ٤ - محمّد بن الحسن، عن المفيد، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن صالح السكوني، عن محمّد بن أبي عمير قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أُصلّي على الشاذكونة(١) وقد أصابها الجنابة ؟ قال: لا بأس.

أقول: وقد تقدّم ما يدلّ على باقي الأحكام في القبلة(٢) ، وفي النجاسات(٣) ، ويأتي ما يدلّ على بعضها هنا(٤) ، وفي أحاديث القيام(٥) .

٣٩ - باب جواز الصلاة على كدس الحنطة ونحوه مع التمكّن من أفعال الصلاة على كراهيّة، وحكم علوّ المسجد عن الموقف

[ ٦٢ ٧٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : يكون الكدس من الطعام مطيّناً مثل السطح ؟ قال: صلّ عليه.

[ ٦٢ ٧٧ ] ٢ - وبأسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مضارب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن

____________________

٤ - التهذيب ١: ٢٧٤ / ٨٠٦، والاستبصار ١: ٣٩٣ / ١٥٠٠.

(١) الشاذَكونة، بفتح الذال: ثياب غلاظ مُضَرَّبَة تعمل باليمن.( القاموس المحيط ٤: ٢٣٩ ).

(٢) تقدم في الباب ١٣ و ١٤ و ١٥ و ١٧ و ١٩ من أبواب القبلة.

(٣) تقدم في الباب ٣٠ من أبواب النجاسات.

(٤) يأتي في الحديث ١ و ٢ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ١٤ من أبواب القيام.

الباب ٣٩

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٣٠٩ / ١٢٥٣، الاستبصار ١: ٤٠٠ / ١٥٢٨.

٢ - التهذيب ٢: ٣٠٩ / ١٢٥٢، الاستبصار ١: ٤٠٠ / ١٥٢٩.

١٨٢

كدس(١) حنطة مطيّن، أُصلّي فوقه ؟ فقال: لا تصلّ فوقه، قلت: فإنّه مثل السطح مستوٍ ؟ فقال: لا تصلّ عليه.

قال الشيخ: الوجه في هذا الخبر ضرب من الكراهة دون الحظر.

أقول: ويأتي ما يدلّ على بقيّة المقصود في السجود(٢) .

٤٠ - باب جواز الصلاة على الفراش، والقتّ، والتبن، والحنطة، ونحوها، مع تمكّن الجبهة لا مع عدمه، على كراهيّة مع عدم الضروة

[ ٦٢ ٧٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن جعفر، أنّه سأل أخاه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون في السفينة، هل يجوز له أن يضع الحصير على المتاع، أو القت، والتبن، والحنطة، والشعير، وغير ذلك، ثمّ يصلّي عليه ؟ قال: لا بأس.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن الماضي( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٣) .

[ ٦٢ ٧٩ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته

____________________

(١) الكُدس بالضم: الحب المحصود المجموع.( هامش المخطوط) عن القاموس الحيط ٢: ٢٤٥.

(٢) يأتي ما يدل على بقيّة المقصود في الباب ١٠ و ١١ من أبواب السجود.

الباب ٤٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٩٢ / ١٣٣٠.

(٣) التهذيب ٣: ٢٩٦ / ٨٩٦.

٢ - قرب الاسناد: ٨٦.

١٨٣

عن الرجل هل يجزيه أن يضع الحصير أو البوريا على الفراش وغيره من المتاع ثمّ يصلّي عليه ؟ قال: إن كان يضطرّ إلى ذلك فلا بأس.

[ ٦٢ ٨٠ ] ٣ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل هل يجزيه أن يقوم إلى الصلاة على فراشه فيضع على الفراش مروّحة أو عوداً ثم يسجد عليه ؟ قال: إن كان مريضاً فليضع مروحة(١) ، وأمّا العود فلا يصلح.

[ ٦٢ ٨١ ] ٤ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يقوم في الصلاة على القتّ والتبن والشعير وأشباهه ويضع مروّحة ويسجد عليها ؟ قال: لايصلح له إلّا أن يكون مضطراً.

[ ٦٢ ٨٢ ] ٥ - وبالإسناد قال: وسألته عن الرجل هل يصلح له أن يصلّي على البيدر مطيّن عليه ؟ قال: لا يصلح.

[ ٦٢ ٨٣ ] ٦ - وبالإِسناده قال: وسألته عن الرجل يكون في السفينة، هل يصلح له أن يضع الحصير فوق المتاع أو القتّ أو التبن أو الحنطة أو الشعير وأشباهه ثمّ يصلّي ؟ قال: لا بأس.

[ ٦٢ ٨٤ ] ٧ - أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن ): عن محمّد بن علي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن صاحب لنا يكون على سطحه الحنطة والشعير فيطأون يصلون عليه قال: فغضب وقال: لولا إنّي أرى أنّه من أصحابنا للعنته.

____________________

٣ - قرب الأسناد: ٨٦.

(١) المروحة بالكسر: آلة يتروّح بها يقال تروّحت بالمروحة كأنّه من الطيب لأنّ الريح تلين به، وتطيب بعد أن لم تكن كذلك، والجمع المراوح.( مجمع البحرين ٢: ٣٦٣ ).

٤ - قرب الأسناد: ٨٦.

٥ - قرب الأسناد: ٩٧.

٦ - قرب الأسناد: ٩٨.

٧ - المحاسن: ٥٨٨ / ٨٨، أورده وما بعده في الحديث ٣ من الباب ٧٩ من أبواب آداب المائدة.

١٨٤

[ ٦٢ ٨٥ ] ٨ - وعن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن( أبي عيينة) (١) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله وزاد فيه: أما يستطيع أن يتّخذ لنفسه مصلّى يصلّي فيه، الحديث.

أقول: هذا محمول على السجود عليه بالجبهة، أو على الكراهيّة، أو على الاستخفاف وقصد الاهانة لما مرّ(٢) .

٤١ - باب كراهة استقبال المصلّي السيف

[ ٦٢ ٨٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليهم‌السلام ) قال: لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصلّ أحدكم وبين يديه سيف، فانّ القبلة أمن.

ورواه في( الخصال) باسناده الآتي عن علي( عليه‌السلام ) (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على كراهة استقبال الحديد(٤) .

____________________

٨ - المحاسن: ٥٨٨ / ٨٨.

(١) كذا وفي المصدر: عيينه.

(٢) مَرّ في الحديث ٢ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٤١

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٣٥٣ / ١ الباب ٦٣، أخرجه عن الخصال أيضاً في الحديث ٦ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب، وعنهما أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٢٥ من أبواب مقدمات الطواف.

(٣) الخصال: ٦١٦ يأتي الأسناد في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ر ).

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٥٧ من أبواب لباس المصلّي، وفي الباب ٣٠ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الباب ١٣ من أبواب المساجد.

١٨٥

٤٢ - باب استحباب تفريق الصلاة في أماكن متعددة

[ ٦٢ ٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ( الامام إذا انصرف) (١) فلا يصلّي في مقامه ركعتين حتّى ينحرف عن مقامه ذلك.

وبإسناده عن محمّد بن مسعود، عن محمّد بن نصير، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه ترك لفظ ركعتين(٢) .

[ ٦٢ ٨٨ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن عبد الله بن علي الزراد قال: سأل أبو كهمس أبا عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها ؟ قال: لا، بل ها هنا وها هنا(٣) فانّها تشهد له يوم القيامة.

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين(٤) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، مثله (٥) .

قال الصدوق: يعني أن بقاع الأرض تشهد له.

____________________

الباب ٤٢

فيه ٩ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٢١ / ١٣١٤.

(١) في المصادر الثلاثة: إذا انصرف الامام.

(٢) التهذيب ٢: ٣٨٢ / ١٥٩٥ و ٣: ٢٨٤ / ٨٤٤.

٢ - التهذيب ٢: ٣٣٥ / ١٣٨١.

(٣) في هامش الاصل عن الكافي: يفرقها ها هنا.

(٤) الكافي ٣: ٤٥٥ / ١٨.

(٥) علل الشرائع: ٣٤٣ / ١ الباب ٤٦.

١٨٦

[ ٦٢ ٨٩ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا الحسن الأوّل(١) ( عليه‌السلام ) يقول: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها، الحديث.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد ): عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب(٢) .

ورواه الصدوق في( العلل ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، مثله(٣) .

[ ٦٢ ٩٠ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله.

[ ٦٢ ٩١ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله عزّ وجلّ فيها، والباب الذي كان يصعد منه عمله وموضع سجوده.

[ ٦٢ ٩٢ ] ٦ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ما من مؤمن يموت في أرض غربة يغيب فيها

____________________

٣ - الكافي ٣: ٢٥٤ / ١٣.

(١) في هامش الاصل: في العلل( موسى) بدل( الاول ).

(٢) قرب الاسناد: ١٢٤.

(٣) علل الشرائع: ٤٦٢ / ٢ الباب ٢٢٢.

٤ - الكافي ١: ٣٠ / ٣، وأورده بتمامه في الحديث ١ و ٢ من الباب ٨٨ من أبواب الدفن.

٥ - الفقيه ١: ٨٤ / ٣٨٤.

٦ - الفقيه ٢: ١٩٦ / ٨٨٩، أخرجه بتمامه عنه وعن ثواب الأعمال والمحاسن في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب آداب السفر.

١٨٧

بواكيه إلّا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها(١) ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد فيها عمله، الحديث.

[ ٦٢ ٩٣ ] ٧ - وفي( المجالس ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن الصادق( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال: صلّوا من المساجد في بقاع مختلفة فإنّ كلّ بقعة تشهد للمصلّي عليها يوم القيامة.

[ ٦٢ ٩٤ ] ٨ - وقد تقدّم في حديث حمران، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّ علي بن الحسين( عليهما‌السلام ) كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، كان له خمسمائة نخلة وكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين.

[ ٦٢ ٩٥ ] ٩ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) باسناده الآتي (٢) عن أبي ذرّ، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في وصيته له: يا أباذر، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلّا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل ينزله قوم إلّا وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم، يا أبا ذر، ما من صباح ولا رواح إلّا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً يا جارة، هل مرّ بك اليوم ذاكر لله أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزّت وانشرحت وترى أنّ لها الفضل على جارتها.

____________________

(١) في المصدر زيادة: وبكته أثوابه.

٧ - أمالي الصدوق: ٢٩٤ / ٨، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ١٠ من أبواب الوضوء.

٨ - تقدم في الحديث ٦ من الباب ٣٠ من أبواب أعداد الفرائض.

٩ - أمالي الطوسي ٢: ١٤٧.

(٢) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٩).

١٨٨

٤٣ - باب جواز الصلاة في بيت الحجام ولو في غير الضرورة وعلى حصير أو مصلّى يجامع عليه، وكراهة استقبال المرأة المواجهة في الصلاة

[ ٦٢ ٩٦ ] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الصلاة في بيت الحجّام(١) من غير ضرورة، قال: لا بأس إذا كان المكان الذي صلّى فيه نظيفاً.

[ ٦٢ ٩٧ ] ٢ - وبالإِسناد قال: وسألته عن الرجل يجامع على الحصير أو المصلّى، هل تصلح الصلاة عليه ؟ قال: إذا لم يصبه شيء فلا بأس، وإن أصابه شيء فاغسله وصلّ.

[ ٦٢ ٩٨ ] ٣ - وبالإِسناد قال: سألته عن الرجل يكون في صلاته، هل يصلح أن تكون امرأة مقبلة بوجهها عليه في القبلة قاعدة أو قائمة ؟ قال: يدرؤها عنه فان لم يفعل لم يقطع ذلك صلاته.

[ ٦٢ ٩٩ ] ٤ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن إدريس بن الحسن، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من تأمّل خلق(٢) امرأة( في الصلاة) (٣) فلا صلاة له.

____________________

الباب ٤٣

فيه ٤ أحاديث

١ - قرب الاسناد: ٩١.

(١) في المصدر: الحمّام.

٢ - قرب الاسناد: ٩١.

٣ - قرب الاسناد: ٩٤.

٤ - المحاسن: ٨٢ / ١٣.

(٢) في المصدر: خلف.

(٣) ليس في المصدر.

١٨٩

أقول: وتقدّم ما يدل على بعض المقصود في أحاديث وضع الساتر قدّام المصلّي وغير ذلك(١) .

٤٤ - باب جواز تقدّم المصلّي عن مكانه مع الحاجة ورجوعه القهقرى وكراهة تأخّره ووجوب الكفّ عن القراءة حال المشي إلّا مع الضرورة

[ ٦٣ ٠٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن أحمد، عن العمركي، عن علي بن جعفر قال: سألت موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) عن القيام خلف الإِمام في الصفّ ما حدّه ؟ قال: إقامة(٢) ما استطعت فإذا قعدت فضاق المكان فتقدّم أو تأخّر فلا بأس.

[ ٦٣ ٠١ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم قال: قلت له: الرجل يتأخّر وهو في الصلاة ؟ قال: لا، قلت: فيتقدّم ؟ قال: نعم، ما شاء(٣) إلى القبلة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٤) .

[ ٦٣ ٠٢ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٤ و ١١ و ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٤

فيه ٨ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٧٥ / ٧٩٩ ومسائل علي بن جعفر: ١٧٠ / ٢٨٧، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٧٠ من أبواب الجماعة.

(٢) في البحار: قم.

٢ - الكافي ٣: ١٨٥ / ٢، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٤٦ من أبواب الجماعة.

(٣) في التهذيب: ماشياً.( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٣: ٢٧٢ / ٧٨٧.

٣ - الكافي ٣: ٣١٦ / ٢٤، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٤ من أبواب القراءة.

١٩٠

عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنه قال في الرجل يصلّي في موضع ثمّ يريد أن يتقدّم، قال: يكفّ عن القراءة في مشيه حتّى يتقدّم إلى المواضع الذي يريد ثمّ يقرأ.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(١) .

[ ٦٣ ٠٣ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: رأى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) نخامة في المسجد فمشى إليها بعرجون(٢) من عراجين ابن طاب(٣) فحكّها ثم رجع القهقرى فبنى على صلاته.

[ ٦٣ ٠٤ ] ٥ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : وهذا يفتح من الصلاة أبواباً كثيرة.

[ ٦٣ ٠٥ ] ٦ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن علي يعني ابن رئاب، عن الحلبي أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يخطو أمامه في الصلاة خطوة أو خطوتين أو ثلاثا ؟ قال: نعم لا بأس.

____________________

(١) التهذيب ٢: ٢٩٠ / ١١٦٥.

٤ - الفقيه ١: ١٨٠ / ٨٤٩، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٦ من أبواب القواطع.

(٢) العرجون: هو العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقىٰ علىٰ النخل يابساً، قال الأزهري: العرجون:، أصفر عريض شبه الله به الهلال لما عاد دقيقاً فقال سبحانه:( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) .( لسان العرب ١٣: ٢٨٤ ).

(٣) قال ابن الأثير: ابن طاب: نوع من أنواع تمر المدينة منسوب الى ابن طاب - رجل من أهلها - يقال: عذق ابن طاب ورطب ابن طاب وتمر ابن طاب.( النهاية ٣: ١٤٩ )، هذا وقد صنف آية الله السيد مهدي القزويني( قده) رسالة « نزهة الالباب في حديث ابن طاب ».

وتم نشر هذه الرسالة في العدد الثاني من نشرة( تراثنا) من السنة الأولىٰ.

٥ - الفقيه ١: ١٨٠ / ٨٥٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من أبواب القواطع.

٦ - مستطرفات السرائر: ٢٨ / ١٣، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٣٠ من أبواب القواطع.

١٩١

[ ٦٣ ٠٦ ] ٧ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل يقعد في المسجد ورجليه(١) خارجة منه، أو انتقل(٢) من المسجد وهو في صلاته(٣) ؟ قال: لا بأس.

[ ٦٣ ٠٧ ] ٨ - وعنه، عن علي بن جعفر قال: سألته عن رجل يكون في الصلاة، هل يصلح له أن يقدّم رجلاً ويؤخّر أُخرى من غير مرض ولا علّة ؟ قال: لا بأس.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(٤) وكذا الذي قبله وكذا الأوّل.

أقول ويأتي ما يدلّ على ذلك في قواطع الصلاة وفي الجماعة(٥) ، ويأتي ما يدلّ على استثناء الضرورة من عدم جواز القراءة حال المشي في القيام، إن شاء الله(٦) .

____________________

٧ - قرب الاسناد: ٩٥ باختلاف ومسائل علي بن جعفر: ١٥٣ / ٢٠٧.

(١) في نسخة: رجله ‎( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: أو أسفل.

(٣) في المصدر زيادة: أيصلح له.

٨ - قرب الاسناد: ٩٤.

(٤) مسائل علي بن جعفر: ١٦٤ / ٢٦٢.

(٥) يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ٤ من الباب ١٩ من قواطع الصلوة والباب ٤٦ من الجماعة.

(٦) يأتي في الباب ٣٤ من أبواب القراءة.

١٩٢

أبواب احكام المساجد

١ - باب تأكّد استحباب الصلاة في المسجد واتيانه حتّى مساجد العامة

[ ٦٣ ٠٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنّي لأكره الصلاة في مساجدهم فقال: لا تكره - إلى أن قال: - فأدّ فيها الفريضة والنوافل واقض ما فاتك.

ورواه الكليني كما يأتي(١) .

[ ٦٣ ٠٩ ] ٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في أماليه، عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن شريف بن سابق، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: يا فضل، لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلّا وافدها، ومن كلّ أهل بيت إلّا نجيبها، يا فضل، لا يرجع صاحب المسجد بأقلّ من إحدى ثلاث خصال: إما دعاء يدعو به يدخله الله به

____________________

أبواب أحكام المساجد

الباب ١

فيه حديثان

١ - التهذيب ٣: ٢٥٨ / ٧٢٣.

(١) يأتي في ذيل الحديث ١ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.

٢ - أمالي الشيخ الطوسي ١: ٤٥ تقدم صدره في الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب الدفن، وفي الحديث ٦ من الباب ١٣ من أبواب مكان المصلي، ويأتي في الحديث ٢ من الباب ١٣٢ من أبواب العشرة.

١٩٣

الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به فيصرف الله به عنه بلاء الدنيا، وإمّا أخ يستفيده في الله، الحديث.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث كثيرة جدّاً(١) .

٢ - باب كراهة تأخّر جيران المسجد عنه وصلاتهم الفرائض في غيره لغير علة كالمطر، واستحباب ترك مؤاكلة من لا يحضر المسجد وترك مشاربته ومشاورته ومناكحته ومجاورته

[ ٦٣ ١٠ ] ١ - محمّد بن الحسن قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا صلاة لجار المسجد إلّا في مسجده.

قال: الشيخ: إنّما أراد لا صلاة فاضلة كاملة دون أن يكون المراد رفع جوازها.

[ ٦٣ ١١ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن ابن سنان يعني عبد الله، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إن أُناساً كانوا على عهد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أبطأوا عن الصلاة في المسجد، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ليوشك قوم يدعون الصلاة في المسجد أن نأمر بحطب فيوضع على أبوابهم فتوقد عليهم نار فتحرق عليهم بيوتهم.

[ ٦٣ ١٢ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي( عليه‌السلام ) قال: لا صلاة

____________________

(١) يأتي في الأبواب ٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٧ و ٢١ و ٣٣ و ٦٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ١ من أبواب العشرة.

الباب ٢

فيه ١٠ أحاديث

١ - التهذيب ١: ٩٢ / ٢٤٤.

٢ - التهذيب ٣: ٢٥ / ٨٧، أورده في الحديث ١٠ من الباب ٢ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٣: ٢٦١ / ٧٣٥.

١٩٤

لمن لم يشهد الصلوات المكتوبات من جيران المسجد إذا كان فارغاً صحيحاً.

[ ٦٣ ١٣ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا ابتلّت النعال فالصلاة في الرحال.

[ ٦٣ ١٤ ] ٥ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه: أنّ علياً( عليه‌السلام ) كان يقول: ليس لجار المسجد صلاة إذا لم يشهد المكتوبة في المسجد إذا كان فارغاً صحيحاً.

[ ٦٣ ١٥ ] ٦ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اشترط رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) على جيران المسجد شهود الصلاة وقال: لينتهينّ أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرنّ مؤذّناً يؤذّن ثمّ يقيم، ثمّ لآمرنّ رجلاً من أهل بيتي وهو علي بن أبي طالب فليحرقنّ على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنّهم(١) لا يأتون الصلاة.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون القداح(٢) .

ورواه في( الأمالي ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، مثله(٣) .

[ ٦٣ ١٦ ] ٧ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده الآتي عن رزيق

____________________

٤ - الفقيه ١: ٢٤٦ / ١٠٩٩، أخرجه عنه وعن التهذيب في الحديث ٥ من الباب ٢ من أبواب الجماعة.

٥ - قرب الاسناد: ٦٨.

٦ - المحاسن: ٨٤ / ٢٠.

(١) في هامش الاصل( لانهم) من الامالي.

(٢) عقاب الأعمال: ٢٧٦ / ٢.

(٣) أمالي الصدوق: ٣٩٢ / ١٤.

٧ - أمالي الشيخ الطوسي ٢ / ٣٠٧، ويأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٥١).

١٩٥

قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: رفع إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بالكوفة أنّ قوماً ‎ً من جيران المسجد لا يشهدون الصلاة جماعة في المسجد، فقال( عليه‌السلام ) : ليحضرنّ معنا صلاتنا جماعة، أو ليتحوّلنّ عنّا ولا يجاورونا ولا نجاورهم.

[ ٦٣ ١٧ ] ٨ - وعن رزيق، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله إليها وعزّتي وجلالي لاقبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنّتي.

[ ٦٣ ١٨ ] ٩ - وعنه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بلغه أنّ قوماً ‎ً لا يحضرون الصلاة في المسجد، فخطب فقال: إنّ قوماً ‎ً لا يحضرون الصلاة معنا في مساجدنا فلا يؤاكلونا ولا يشاربونا ولا يشاورونا ولا يناكحونا ولا يأخذوا من فيئنا شيئاً، أو يحضروا معنا صلاتنا جماعة، وإنّي لأوشك أن آمر لهم بنار تشعل في دورهم فأحرقها عليهم أو ينتهون، قال: فامتنع المسلمون عن مؤاكلتهم ومشاربتهم ومناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين.

[ ٦٣ ١٩ ] ١٠ - وعن رزيق قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من صلّى في بيته جماعة رغبة عن المسجد فلا صلاة له ولا لمن صلّى معه إلّا من علّة تمنع من المسجد.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

____________________

٨ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٧.

٩ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٨.

١٠ - أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٣٠٧.

(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢ من أبواب الجماعة.

١٩٦

٣ - باب استحباب الاختلاف إلى المسجد وملازمته وقصده على طهارة والجلوس فيه سيّما لانتظار الصلاة

[ ٦٣ ٢٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد الإِسكاف، عن زياد بن عيسى، عن أبي الجارود، عن الأصبغ،عن علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال: كان يقول: من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو يسمع(١) كلمة تدلّه على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة تردّه عن ردى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

ورواه في( ثواب الأعمال والخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد (٣) .

وفي( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، نحوه، إلّا أنّه ترك قوله: عن زياد بن عيسى، عن أبي الجارود(٤) .

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن الحسن بن الحسين، عن يزيد بن هارون، عن العلاء بن راشد، عن سعد بن طريف، عن عمير بن المأمون، عن الحسين بن علي، عن جدّه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، نحوه(٥) .

____________________

الباب ٣

فيه ٦ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٤٨ / ٦٨١، النهاية: ١٠٧.

(١) في هامش الاصل عن نسخة: سمع.

(٢) الفقيه ١: ١٥٣ / ٧١٤.

(٣) ثواب الأعمال: ٤٦، والخصال: ٤٠٩ / ١٠.

(٤) أمالي الصدوق: ٣١٨.

(٥) المحاسن: ٤٨ / ٦٦. وفيه عمير المأمون.

١٩٧

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه، عن الحسن بن علي، نحوه(١) .

[ ٦٣ ٢١ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن ‎ إبرهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من كان القرآن حديثه، والمسجد بيته بنى الله له بيتاً في الجنّة.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه(٢) .

ورواه في( المجالس ): عن جعفر بن علي، عن جدّه الحسن بن علي، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني(٣) .

ورواه الشيخ( في النهاية) عن السكوني (٤) ، والذي قبله عن ابن أبي عمير، مثله.

[ ٦٣ ٢٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: روي أنّ الله تبارك وتعالى ليريد عذاب أهل الأرض جميعاً حتّى لا يحاشي منهم أحداً، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات، والولدان يتعلّمون القرآن (رحمهم‌الله )(٥) فأخّر ذلك عنهم.

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن هشام، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ،

____________________

(١) قرب الاسناد: ٣٣.

٢ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٧.

(٢) ثواب الأعمال: ٤٧ / ١.

(٣) أمالي الشيخ الصدوق: ٤٠٥ / ١٦.

(٤) النهاية: ١٠٨.

٣ - الفقيه ١: ١٥٥ / ٧٢٣.

(٥ ‎ ) لفظة الجلالة في نسخة( هامش المخطوط ).

١٩٨

مثله(١) وزاد بعد أحداً: إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات.

[ ٦٣ ٢٣ ] ٤ - وفي( الخصال ): عن الخليل بن أحمد، عن ابن منيع، عن مصعب، عن مالك، عن أبي عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عزّ وجلّ، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعة الله عزّ وجلّ فاجتمعا على ذلك وتفرّقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدّق بيمينه.

وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسن بن اشكيب، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن ابن عباس، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، نحوه(٢) .

[ ٦٣ ٢٤ ] ٥ - وفي( المقنع) قال: روي أنّ في التوراة مكتوباً: إنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي، وحقّ على المزور أن يكرم الزائر.

[ ٦٣ ٢٥ ] ٦ - الحسن بن محمّد الديلمي في( الإِرشاد) عن علي( عليه‌السلام ) قال: الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنّة، لأنّ الجنّة فيها رضى نفسي والجامع فيه رضى ربّي.

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٤٧ / ٣، ٦١ / ١.

٤ - الخصال: ٣٤٢ / ٧ أخرج قطعة منه عن المجمع في الحديث ١١ من الباب ١٣ من أبواب الصدقة.

(٢) الخصال: ٣٤٣ / ٨.

٥ - المقنع: ٢٧.

٦ - ارشاد القلوب: ٢١٨.

١٩٩

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) ، وتقدّم ما يدلّ على استحباب الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة في المواقيت(٣) ، وفي إسباغ الوضوء(٤) ، وما يدلّ على استحباب قصد المسجد على طهارة في الوضوء(٥) .

٤ - باب استحباب المشي إلى المساجد

[ ٦٣ ٢٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعلى بن حمزة، عن الحجّال، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس إلّا سبّحت له الأرض إلى الأرضين السابعة.

محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) ، وذكر الحديث(٦) .

وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن يعلى بن حمزة، عن الحجّال، عن علي بن الحكم، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٧) .

[ ٦٣ ٢٧ ] ٢ - وعن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن

____________________

(١) تقدم في الباب ١ و ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٤ و ٣٩ و ٦٨ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ٢ من أبواب المواقيت.

(٤) تقدم في الأحاديث ١ و ٣ و ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

(٥) تقدم في الباب ١٠ من أبواب الوضوء.

الباب ٤

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٦.

(٦) الفقيه ١: ١٥٢ / ٧٠٢.

(٧) ثواب الأعمال: ٤٦.

٢ - ثواب الأعمال: ٢١٢ / ١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

ثمّ رفع الحسينعليه‌السلام يده وقال:

اللّهمّ إنْ متّعتهم إلى حين ففرّقهم فِرقاً، واجعلهم طرائق قِدداً، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً؛ فإنّهم دَعَونا ليُنصرونا، ثمّ عَدَوا علنيا فَقَتلونا) (١) .

لكنّ الخوارزمي قال: (ثمّ خرجَ عبد الله بن الحسن الذي ذكرناه أوّلاً - في رواية - والأصحّ أنّه برزَ بعد القاسم في الرواية الثانية، وهو يقول:

إنْ تُـنكروني فـأنا ابـنُ حيدره

ضـرغام آجـام ولـيث قَسوره

على الأعادي مثل ريح صرصره

أكـيلكم بـالسيف كَـيل السندره

وقاتل حتّى قُتل)(٢) .

وفي المناقب لابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ عبد الله بن الحسن بن عليعليه‌السلام وهو يقول:

إن تنكروني فأنا فرع الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا الحسين كالأسير المرتهن

بين أُناس لا سُقوا صوب المزن

فقتلَ أربعة عشر رجلاً، قتلهُ هاني بن شبيب الحضرمي فاسوَدّ وجهه)(٣) ، وفي مقاتل الطالبيين: أنّ حرملة بن كاهل الأسدي قتلهُ(٤) .

____________________

(١) الإرشاد: ٢: ١١٠ - ١١١، مقاتل الطالبيين: ٩٣، إعلام الورى: ١: ٤٦٧، المجدي ١٩، اللهوف: ١٧٢، وفي تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٣ بعد(بآبائك الصالحين) :(برسول الله، وعلي بن أبي طالب، وحمزة، وجعفر، والحسن بن علي صلّى الله عليهم أجمعين) .

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٦.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٢.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٩٣، المحن ١٣٣ وفيه: (وكان عبد الله بن الحسن أجمل خلق الله)، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٥، وفيه قتله: هاني بن ثبيت الحضرمي.

٣٨١

وقال السيد ابن طاووس: فرماهُ حرملة بن الكاهل (لعنه الله) بسهمٍ فذبحه وهو في حِجر عمّه الحسينعليه‌السلام (١) .

مقتلُ أحمد بن الحسنعليهما‌السلام

قال المامقاني: (أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأمّه أمّ بِشر بنت أبي مسعود الأنصاري، خرجَ مع عمّه الحسينعليه‌السلام هو وأمّه وأخوه القاسم وأختاه أمّ الحسن وأمّ الخير إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء، وله من العمر ستّ عشرة سنة، وحملَ على القوم عند اشتداد القتال بعد صلاة الظهر وهو يرتجز، وقتلَ من القوم - على ما قيل - ثمانين فارساً، وأُثخن بالجراح، فتعطّفوا عليه

____________________

(١) اللهوف: ١٧٣. وفي ذوب النضار: ١٢٠ - ١٢٢: (حدّث المنهال بن عمرو قال: دخلتُ على زين العابدينعليه‌السلام أودّعه وأنا أريد الانصراف من مكّة، فقال:(يا منهال، ما فعلَ حرملة بن كاهل؟ وكان معي بشر بن غالب الأسدي، فقلت: هو حيّ بالكوفة، فرفع يديه وقال:اللّهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ النار).

قال المنهال: وقدِمتُ إلى الكوفة والمختار بها فركبتُ إليه، فلقيتهُ خارجاً من داره، فقال: يا منهال، ألم تشركنا في ولايتنا هذه؟ فعرّفته أنّي كنت بمكّة، فمشى حتّى أتى الكُناس، ووقف كأنّه ينتظر شيء، فلم يلبث أن جاء قوم فقالوا: أبشِر أيّها الأمير فقد أُخذ حرملة.

فجيء به، فقال: لعنك الله، الحمد لله الذي أمكنني منك، الجزّار الجزّار!

فأُتي بجزّار، فأمرهُ بقطع يديه ورجليه، ثمّ قال: النار النارَ! فأُتي بنار وقصب، فأُحرق، فقلت: سبحان الله! سبحان الله!

فقال: إنّ التسبيح لحَسن، لِمَ سبّحتَ؟

فأخبرتهُ بدعاء زين العابدينعليه‌السلام ، فنزلَ عن دابّته، وصلّى ركعتين وأطال السجود، ثمّ ركبَ وسار، فحاذى داري فعزمتُ عليه بالنزول والتحرّم بطعامي، فقال: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام دعا بدعوات فأجابها الله على يدي، ثمّ تدعوني إلى الطعام؟! هذا يوم صومٍ شكراً لله تعالى، فقلت: أدام الله توفيقك).

٣٨٢

جماعة كثيرة فقتلوهُ في حومة الحرب)(١) .

مقتلُ أبي بكر بن الحسنعليه‌السلام

قال البلاذري: (ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله، ففي ذلك يقول ابن أبي عقبة:

وعند غَني قطرة من دمائنا

وفي أسد أخرى تُعدُّ وتُذكر(٢)

وفي مقاتل الطالبيين: وفي حديث عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر، أنّ عَقبة الغنوي قتله(٣) .

وصرّح الطبرسي: بأنّ عبد الله الغنوي هو قاتل أبي بكر بن الحسن(٤) .

مصرعُ الحسن بن الحسنعليهما‌السلام

قال السيّد ابن طاووس (ره): (وروى مصنف كتاب المصابيح: أنّ الحسن بن

____________________

(١) تنقيح المقال: ١: ١٠٣ رقم ٥٨٨، ذخيرة الدارين: ١٦٥، ضياء العينين: ٣٠٣، ولم أعثر في كتب الأنساب على رجل اسمه أحمد في أولاد الإمام المجتبىعليه‌السلام .

(٢) أنساب الأشراف، ٣: ٤٠٦، وفي مقاتل الطالبيين نسب هذه الأبيات إلى سليمان بن قتّة (راجع تاريخ الطبري، ٣: ٣٣٣، مآثر الإنافة ١: ١٠٧، تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧، تاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢)، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنّ عمره حينما قُتل كان خمساً وثلاثين سنة).

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وفيه: أنّ أبا بكر بن الحسين أمّه أمّ ولد، وفي تذكرة الخواص: ٢٢٩: وقتلوا أبا بكر بن الحسين بن علي وأمه أمّ ولد، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي.

والظاهر أنّ الحسين تصحيف الحسن، خصوصاً في مقاتل الطالبيين؛ وذلك لأنّه ذكرهُ في جملة أولاد الحسنعليه‌السلام وقال فيما بعده: والقاسم بن الحسن.. وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمّه.

(٤) إعلام الورى: ١: ٤٦٦.

٣٨٣

الحسن المثنّى قُتل بين يدي عمّه الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً، وأصابته ثماني عشرة جراحة، فوقعَ فأخذهُ خاله أسماء بن خارجة فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برِئ وحملهُ إلى المدينة(١) .

وأصابت الحسن المثنّى ابن الإمام الحسنعليه‌السلام ثماني عشرة جراحة، وقُطعت يده اليمنى ولم يستشهد(٢) .

مقتلُ عمر بن الحسنعليه‌السلام

قيل: إنّه من شهداء الطف(٣) ، ولكنّ ابن الجوزي قال: (واستصغروا أيضاً عُمر ابن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فلم يقتلوه وتركوه)(٤) .

مقاتلُ إخوان الإمام الحسينعليه‌السلام

هناك اختلاف بين المؤرّخين حول عدد أولاد الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، الذين قُتلوا مع ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في واقعة الطف، فعن المفيد والطبري أنّهم كانوا خمسة، وعن آخرين أنّهم كانوا تسعة أشخاص، ونحن نذكر هنا المشهورين منهم أوّلاً:

مقتل عبد الله بن عليعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (فلمّا رأى العبّاس بن علي رحمة الله عليه كثرة القتلى في

____________________

(١) اللهوف: ١٩١.

(٢) مقتل المرحوم المقرّم ٢٦٣، وفي سير أعلام النبلاء، ٣: ٢٠٣ ذكر الذهبي: بأنّ الحسن بن الحسن لم يُقتل وله ذرية.

(٣) ذكره الخوارزمي في المقتل: ٢: ٥٣ في جملة المقتولين وقال: وكان صغيراً.

(٤) تذكرة الخواص: ٢٢٩، وانظر: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠٣.

٣٨٤

أهله، قال لإخوته من أُمّه - وهم: عبد الله، وجعفر، وعثمان(١) -:يا بَني أُمّي، تقدّموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله، فإنّه لا ولدَ لكم (٢) ، فتقدّم عبد الله فقاتل قتالاً شديد، فاختلفَ هو وهاني بن ثبيت الحضرمي(٣) ضربتين فقتله هاني لعنه الله)(٤) .

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه عبد الله - أي من بعد أخيه جعفر - قائلاً:

أنا ابن ذي النجدة والإفضال

ذاك عليُّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

في كل يوم ظاهر الأهوال

قتله هاني بن شبيب الحضرمي)(٥) .

____________________

(١) وأمّهم أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (مقاتل الطالبيين ٨٧)، قال السماوي في إبصار العين: ٦٧: (ولِد بعد أخيه - أي العباس - بنحو ثمان سنين، وأُمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه ست سنين، ومع أخيه الحسن ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين خمساً وعشرين سنة، وذلك مدّة عمره)، وقال في المجدي: ١٥: (وعبد الله أبو محمد الأكبر قُتل وهو ابن خمس وعشرين سنة).

(٢) قال المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ٦٦: (فإنّه لا ولدَ لكم: يعني بذلك أنّكم إن تقدّمتموني وقتلوكم لم يبقَ لكم ذرّية فينقطع نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام منكم، فيشتدّ حُزني ويعظم بذلك أجري)، أي أنّ العبّاسعليه‌السلام أراد أن يُرزأ بهم ويحتسبهم عند الله رغبة في تعاظم الأجر والمثوبة.

وفي الأخبار الطوال: ٢٥٧: (تقدّموا بنفسي أنتم فحاموا عن سيّدكم حتى تموتوا دونه)، ولعلّ كلمة (أرِثكم) الواردة في تاريخ الطبري ٣: ٣٣٢ هي تصحيف لكلمة (أراكم)، أو (أُرزأ بكم)، والله العالم.

(٣) يمرُّ بنا أيضاً أنّ هاني هذا قاتل جعفر بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وقَتلَ عبد الله بن الحسنعليه‌السلام ، فاسودّ وجهه، وبالتالي تجرّأ على سيّد شباب أهل الجنّة بعد قتله، حيث كان ممّن انتدبوا ليطأوا جسده الشريف بالخيل.

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٨، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، مروج الذهب ٣: ٦١، نظم درر السمطين ٢١٨، كفاية الطالب ٢٩٨، الدر النظيم: ٥٥٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ولا يخفى هنا أنّ (شبيب) تصحيف (ثبيت)، ومقتل الحسينعليه‌السلام =

٣٨٥

مقتلُ جعفر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (وتقدّم بعده - أي بعد عبد الله - جعفر(١) بن عليرحمه‌الله فقتله أيضاً هاني)(٢) .

وقال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه جعفر - يعني أخا عثمان - منشئاً:

إنّـي أنـا جعفر ذو المعالي

ابـن عليّ الخير ذو النوال

ذاك الوصيّ ذو السنا والوالي

حـسبي بعمّي جعفرٍ والخالِ

أحمي حسيناً ذا الندى المفضال

____________________

= للخوارزمي: ٢: ٣٤، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٨، وفيه: قتله هاني بن ثبيت الحضرمي.

وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٤٩: رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، وأجهزَ عليه رجل من بني تميم بن أبان بن دارم، راجع: الإصابة: ٢: ٦٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧ وفيه: (هاني بن ثويب)، جمهرة أنساب العرب: ٣٩، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ومروج الذهب: ٣: ٦، نظم در السمطين ٢١٨، وكفاية الطالب: ٢٩٨، تاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، المجدي: ١٥، رجال الشيخ الطوسي: ١٠٢، الرقم ١٠٠١، إبصار العين: ٦٧، وفيه:

(لمّا قُتل أصحاب الحسينعليه‌السلام وجملة من أهل بيته، دعا العبّاس إخوته الأكبر فالأكبر، وقال لهم: تقدّموا، فأوّل مَن دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمّه، فقال: تقدّم يا أخي حتّى أراك قتيلاً وأحتسِبك فإنّه لا ولدَ لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قُدماً ويجول فيهم... فشدَّ عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربهُ على رأسه فقتلهُ).

(١) ولِد بعد أخيه عثمان بسنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو سنتين، ومع أخيه الحسنعليه‌السلام نحو اثنتي عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام نحو إحدى وعشرين سنة، وذلك مدى عمره. (راجع: إبصار العين: ٦٩، وتنقيح المقال ١: ٢١٩، وأعيان الشيعة ٤: ١٢٩).

(٢) الإرشاد ٢: ١٠٩، الدرّ النظيم: ٥٥٧.

٣٨٦

رماه خولي الأصبحي فأصابَ شقيقته أو عينه)(١) .

وقال الطبري: (ثمّ شدَّ (أي هاني بن ثُبيت) على جعفر بن عليّ فقتله وجاء برأسه)(٢) .

وقال أبو الفرج: (قال نصر بن مزاحم: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي: أنّ خولّي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - قتلَ جعفر بن علي)(٣) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني أيضاً: قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم، بالإسناد الذي قدّمته في خبر عبد الله: قُتل جعفر بن علي بن أبي طالب، وهو ابن تسع عشرة سنة)(٤) .

مقتلُ عثمان بن عليعليه‌السلام

وقال الشيخ المفيد: (وتعمّد خوليُّ بن يزيد الأصبحي(٥)

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ويُفهم من عبارته: أنّه قُتل بعد أخيه عثمان، وهذا ما ذكره المحقّق السماوي أيضاً (راجع: إبصار العين: ٧٠)، وانظر: مقتل الخوارزمي ٢: ٣٤، وتاريخ خليفة ١٤٥، وشرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب لابن الكلبي ١: ١٨، ومآثر الإنافة: ١١٨.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٥) خولي هذا وهو من أكابر مجرمي فاجعة عاشوراء الذين تعدّدت جرائمهم فيه، كان الله عزّ وجلّ قد أخزاه في أسوأ عاقبة، إذ لمّا ظفرَ المختار بعث أبا عمرة فأحاط بدار خولي بن يزيد الأصبحي، وهو حامل رأس الحسينعليه‌السلام إلى عبيد الله بن زياد، فخرجت امرأته إليهم وهي النوار ابنة مالك كما ذكر الطبري في تاريخه، وقيل: اسمها العيوف، وكانت مُحبة لأهل البيتعليهم‌السلام قالت: لا أدري أين هو؟ وأشارت بيدها إلى بيت الخلاء، فوجدوه وعلى رأسه قوصرة (وعاء للتمر) =

٣٨٧

عثمان(١) بن عليرضي‌الله‌عنه وقد قام مقام إخوته، فرماه بسهم فصرعه، وشدّ عليه رجل من بني دارم فاحتزَّ رأسه)(٢) .

وقال السرويّ: (ثمّ برزَ أخوه عثمان - أي بعد أخيه عمر - وهو ينشد:

إنّـي أنـا عثمان ذو المفاخر

شيخي علي ذو الفعال الطاهر

هـذا حـسين سـيد الأخاير

وسـيد الـصغار والأكـابر

بعد النبي والوصيّ الناصر

رماه خولي بن يزيد على جنبه فسقط عن فرسه، وحزّ رأسه رجل من بني أبان بن حازم)(٣) .

وقال أبو الفرج: (قُتل عثمان بن علي، وهو ابن إحدى وعشرين سنة)(٤) .

مقتلُ أبي بكر بن عليّعليه‌السلام

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أبو بكر بن عليعليهما‌السلام قائلاً:

شيخي عليٌّ ذو الفخار الأطولِ

من هاشم الخير الكريم المفضل

____________________

= فأخذوه وقتلوه، ثمّ أمرَ بحرقه (راجع: ذوب النظار: ١١٨).

(١) ولِد بعد أخيه عبد الله بنحو سنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو أربع سنين، ومع أخيه الحسن نحو أربع عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام ثلاث وعشرين سنة وذلك مدّة عمره (راجع: إبصار العين: ٦٨)، ورويَ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال:(إنّما سمّيته عثمان بعثمان بن مظعون أخي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٨٩)، وفي المجدي: ١٥: (عثمان بن علي يكنّى أبا عمرو، قُتل وهو ابن إحدى وعشرين سنة).

(٢) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٩، شرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب: ١: ١٨.

(٣) المناقب ٤: ١٠٧، البحار: ٤٥: ٣٧، مقاتل الطالبيين: ٨٩، نَفَس المهموم: ٣٢٧.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٩.

٣٨٨

هذا حسين ابن النبيّ المرسل

عنه نحامي بالحسام المصقل

تفديه نفسي من أخٍ مبجَّلِ

فلم يزل يقاتل حتّى قتله زجر بن بجر الجحفي(١) ، ويُقال: عقبة الغنوي)(٢) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني: (وأبو بكر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، لم يُعرف اسمه، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد... بن تميم... ذكر أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين وفي الإسناد الذي تقدّم: أنّ رجلاً من همدان قتله، وذكر المدائني: أنه وُجد في ساقيه مقتولاً لا يُدرى مَن قتله)(٣) .

مقتلُ محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الطبري: (ورَمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن عليّ بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه)(٤) ، وقال أبو الفرج الأصبهاني: (ومحمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وأمّه أمّ ولد، حدّثني أحمد بن عيسى قال: حدّثنا الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، وحدّثني أحمد بن شيبة، عن أحمد بن الحرث، عن المدائني: أنّ رجلاً من تميم من بني أبان بن دارم قتله -

____________________

(١) في إبصار العين: ٧١: (النخعي) بدل (الجحفي).

(٢) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩١، وانظر: تسمية مَن قُتل مع الحسين (عليه‌السلام ): ١٤٩، وتاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء: ٥٦٠، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ونظم درر السمطين: ٢١٨، وجمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، والمجدي: ١٢ وفيه: (أبو بكر اسمه عبد الله قُتل بالطف)، وراجع: شذرات الذهب: ١: ٦٦، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، ومستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٣٤٣ وفيه: (وتشرّف بالشهادة يوم الطف، وبالسلام في الزيارة الرجبية، واسمه محمّد أو عبيد الله المتشرّف بالسلام في زيارة الناحية).

(٤) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، وانظر: مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

٣٨٩

رضوان الله عليه - ولعن قاتله)(١) .

وقالابن شهرآشوب بعد أن ذكرَ اسمه في قتلى بني هاشم: (ويقال لم يُقتل محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالب لمرضه)(٢) .

وقالالمحقّق السماوي (ره) في ترجمة أبي بكر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : (اسمه محمّد الأصغر أو عبد الله)، لكنّه ذكرَ أنّ اسم أمّ أبي بكر (ليلى بنت مسعود الثقفية)(٣) .

كذلك ذهب الشيخ المفيد (ره)(٤) من قَبله إلى أنّ محمّداً الأصغر هو المكنّى بأبي بكر، وتابعهُ على ذلك الشيخ الطبرسي (ره) في تاج المواليد(٥) ، وأخذَ بذلك المرحوم الأربلي نقلاً عن المفيد(٦) .

من هنا فيحتمل قوياً أنّ محمّداً الأصغر هو أبو بكر بن علي، والمسألة لم تزل بحاجة إلى تحقيق أعمق وأدقّ، والله العالم.

مقتل عمر بن عليعليه‌السلام

وقال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برز أخوه عمر - أي من بعد أبي بكر - وهو يرتجز:

خلّوا عداة الله خلّوا عن عمر

خلّوا عن الليث الهصور المكفهر

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٦٠، وفي تاريخ خليفة: ١٤٥: (أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس).

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٣.

(٣) راجع: إبصار العين: ٧٠.

(٤) الإرشاد: ١: ٣٥٤.

(٥) تاج المواليد (المطبوع ضمن المجموعة النفيسة رقم ٩٥): ص١٠٨.

(٦) كشف الغمّة: ٢: ٦٦.

٣٩٠

يضربكم بسيفه ولا يفر

يا زجر يا زجر تدانَ من عمر

وقتلَ زجراً قاتل أخيه ثمّ دخلَ حومة الحرب)(١) .

وفي تسلية المجالس: (ثمّ برزَ عمر بن علي، وهو يقول:

أضربكم ولا أرى فيكم زجر

ذاك الشقيّ بالنبيّ قد كفر

يا زجر يا زجر تدان من عمر

لعلّك اليوم تبوء من سقر

شرّ مكانٍ في حريق وسُعُر

لأنّك الجاحد يا شرّ البشر

ثمّ حملَ على زجر قاتل أخيه فقتله، واستقبلَ القوم وجعل يضرب بسيفه ضرباً منكراً.. فلم يزل يقاتل حتى قُتل)(٢) .

هل قُتل عمر في واقعة الطفّ؟

قال الداودي: (وتخلّف عمر عن أخيه الحسينعليه‌السلام ولم يسِر معه إلى الكوفة، ولا يصح رواية مَن روى أنّ عمر حضرَ كربلاء، ومات عمر بينبع(٣) ، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل خمس وسبعين سنة)(٤) .

وقال ابن سعد في الطبقات: (عمر الأكبر... وأُمّه الصهباء بنت ربيعة... بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة أصابها خالد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر...)(٥) .

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٢) تسلية المجالس: ٢: ٣٠٦، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٣.

(٣) قال الحموي في معجم البلدان ٥: ٢٨٤: (وهو صدر وادي العقيق بالمدينة).

(٤) عمدة الطالب: ٣٣٩، وانظر: السلسلة العلوية: ٩٦.

(٥) الطبقات الكبرى: ٥: ١١٧.

٣٩١

وقال خليفة بن خياط في حوادث سنة سبع وستين: (وفيها وقعة المذار وفيها قُتل عمر بن عليّ بن أبي طالب)(١) .

وفي مقابل هذه التصريحات بعدم قتله مع الحسينعليه‌السلام ، يوجد تصريح ابن شهرآشوب حيث أورده في عداد أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين بكربلاء، ولم نعثر على نصوص مهمّة وقديمة تُصرّح بقتله في كربلاء، ولا يخفى على المتتبّع الخبير أنَّ المناقب لا يخلو من أخطاء تاريخية ورجالية.

يقول المرحوم الشيخ القمّي: (المشهور بين أهل التواريخ والسيَر أنّ عمر لم يشهد مع أخيه الحسينعليه‌السلام بالطف)(٢) .

ويرى النمازي أنّ لأمير المؤمنينعليه‌السلام ابنين باسم عمر، عمر الأصغر وأمّه الصهباء وهو من شهداء الطفّ، أمّا عمر الأكبر فعاش خمساً وثمانين سنة)(٣) .

وعمر الأصغر - الذي عناه النمازي - هو عمر الأطرف وهو ابن الصهباء وشقيق رقيّة وتوأمها، وقد تخلّف عن نصرة الحسينعليه‌السلام بعذر معروف، وعاش سبعاً وسبعين سنة(٤) .

مقتل إبراهيم بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لقد اختلفت كلمات المؤرخين حول مقتل إبراهيم في وقعة الطّف، ولعلّ أقدم نص شكّك في ذلك أبو الفرج حيث قال: (وقد ذكر محمد بن علي بن حمزة أنّه قُتل يومئذ إبراهيم بن علي بن أبي طالب، وأمّه أمّ ولد، وما سمعتُ بهذا من غيره،

____________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ١٦٥.

(٢) نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٣) راجع: مستدركات علم رجال الحديث: ٦: ١٠١، رقم ١١٠٧٠.

(٤) راجع: ترجمته في الجزء الأوّل من هذه الدراسة: الإمام الحسينعليه‌السلام في المدينة المنوّرة: ٣٨٦.

٣٩٢

ولا رأيتُ لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكراً)(١) .

وفي مقابل ذلك توجد تصريحات بأنّه قد قُتل أيضاً في كربلاء، فقد ذكرَ ابن عبد ربّه الأندلسي(٢) ، وابن شهرآشوب(٣) والمرحوم النمازي(٤) ، والخوارزمي(٥) : بأنّ إبراهيم هذا قُتل بين يدي ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال المرحوم المظفّر: يستفاد من مجموع الأقوال: أنّ الشهداء من وِلد أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم كربلاء أحد عشر رجلاً، سيّدهم وسيّد الناس جميعاً الحسين بن عليعليه‌السلام ... وإبراهيم على قول مشهور(٦) .

مقتل عتيق بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

وذكر ابن قتيبة أنّ أمّه أمّ ولد(٧) ، وعدَّه الذهبي واليافعي والديار بكري في عداد شهداء كربلاء(٨) .

مقتل عون بن عليعليه‌السلام

ذكرَ كلٌّ من السيد جعفر الأعرجي (ره)، والذهبي: أنَّ عون بن علي من

____________________

(١) مقاتل الطالبيين ٩١، وعنه نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٢) العقد الفريد: ٥: ١٣٤.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٢.

(٤) مستدركات علم رجال الحديث، ١: ١١٧.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام ٢: ٥٣.

(٦) بطل العلقمي: ١٢٥، ونحن نشك في هذه الشهرة.

(٧) الإمامة والسياسة ٢: ٦.

(٨) مرآة الزمان ١: ١٣١، وتاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١: ص٢١، شذرات الذهب: ١: ٦٦، تاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨.

٣٩٣

أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين ظلماً بين يدي سيد شباب أهل الجنة(١) .

مقتلُ يحيى بن عليعليه‌السلام

ذكر السيّد الأعرجي (ره) في مناهل الضرب: أنَّ يحيى بن عليعليه‌السلام من شهداء الطف(٢) ، وذكر النمازي (ره) في مستدركات علم رجال الحديث: أنّ أمّه أسماء بنت عميس(٣) .

لكنّ أبا الفرج ذكر: أنّ يحيى توفي في حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

مقتل عبيد الله بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لعلّ أقدم مَن صرّح بأنّه قُتل بكربلاء هو: الشيخ المفيد أعلى الله مقامه الشريف في الإرشاد، حيث أوردهُ في باب ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: ومحمد الأصغر المكنّى أبا بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسينعليه‌السلام بالطف، أُمّهما ليلى بنت مسعود الدرامية)(٥) .

كذلك قال المرحوم الشيخ الطبرسي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : ومحمّد الأصغر المكنّى بأبي بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهم الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) تاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١، ص٦١، مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

(٢) مناهل الضرب: ٨٦، وراجع: التذكرة في الأنساب للعبيدلي ص٢٨٧.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٢٢٠، وذكر في ص٥٤٦: بأنَّ الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام تزوّج أسماء بنت عميس بعد موت أبي بكر فولدت له يحيى.

وقال أبو الفرج في المقاتل: ٣٦: وأسماء بنت عميس تزوّجها جعفر بن أبي طالب ثمّ أبو بكر ثمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) مقاتل الطالبيين: ٣٧، راجع الطبقات الكبرى: ٨: ٢٠٨.

(٥) الإرشاد ١: ٣٥٤، وعن المعارف: ٢١٠: ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي.

٣٩٤

بالطفّ، أمّهما ليلى بنت مسعود الدارمية)(١) .

وتابعهما على ذلك الإربلي في كشف الغمّة ناقلاً عن المرحوم المفيد(٢) ، وصرّح المرحوم المظفّر بأنّه من شهداء الطف(٣) .

كذلك قال بذلك القلقشندي(٤) ، وقال المزي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : (وعبيد الله يكنّى أبا علي، يقال إنّه قُتل بكربلا)(٥) .

ووردَ في تاريخ خليفة أنّه قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، وأمّه الرباب بنت امرئ القيس(٦) .

ووردَ في الزيارة الرجبية:(السلام على عبيد الله بن أمير المؤمنين عليه‌السلام ) (٧) .

لكنّ أبا الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قال: (وذكرَ يحيى بن الحسن، فيما حدّثني به أحمد بن سعيد أنّ أبا بكر بن عبيد الله الطلحي حدّثه عن أبيه: أنّ عبيد الله بن علي قُتل مع الحسين، وهذا خطأ، وإنّما قُتل عبيد الله يوم المدار(٨) ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة، وقد رأيته بالمدار)(٩) .

____________________

(١) تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: ٩٥، راجع ص ١٠٨.

(٢) كشف الغمّة ٢: ٦٦.

(٣) بطل العلقمي ١: ٣٠٣.

(٤) مآثر الإنافة: ١١٨.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠: ٤٧٩.

(٦) تاريخ خليفة: ١٤٥، ومن الطريف: أن يقال بأنّ أمّه الرباب بنت امرئ القيس، وهذا الكلام لم يقل به أحد، إذ المعروف أنّها أمّ عبد الله الرضيععليه‌السلام .

(٧) البحار ١٠١: ٣٣٩.

(٨) المدار: بالفتح اسم المكان من دار يدور: موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غُدانة. (راجع معجم البلدان ٥: ٧٤).

(٩) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وذهب المسعودي في إثبات الوصية: ١٣١، وابن قتيبة في المعارف:

٣٩٥

وقال ابن إدريس: (وقد ذهبَ شيخنا المفيد في كتاب الإرشاد إلى أنّ عبيد الله بن النهشلية قُتل بكربلاء مع أخيه الحسينعليه‌السلام ، وهذا خطأ محض بلا مِراء؛ لأنّ عبيد الله بن النهشلية كان في جيش مصعب بن الزبير، ومن جملة أصحابه، قتلهُ أصحاب المختار بن أبي عبيد بالمذار(٢) وقبرهُ هناك ظاهر.

____________________

= ٤٠١، والأعرجي في مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، وابن الطقطقي في الأصيلي في أنساب الطالبيين: ٥٧، وابن عماد في شذرات الذهب: ١: ٧٥، وتاريخ أهل البيتعليهم‌السلام ٩٨، والربيعي الدمشقي في تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢: أنَّ عبيد الله هذا لم يُقتل في واقعة الطف في كربلاء.

وذكر ابن فندق في لباب الأنساب: ١: ٣٩٧ بأنَّ عبيد الله بن علي بن أبي طالب قُتل وهو قريب من خمسين سنة وقتلهُ ابن حريث.

وذكر مصعب الزبيري في نسب قريش: ٤٣ قائلاً: (وعبيد الله بن علي كان قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلبَ المختار على الكوفة فلم يرَ عند المختار ما يُحب، زعموا أنّ المختار قال له: صاحبُ أمرنا هذا رجل منكم لا يعمل فيه السلاح فإن شئت جرّبتُ فيك السلاح، فإن كنتَ صاحبنا لم يضرّك السلاح وبايعناك، فخرجَ من عنده، فقدِم البصرة، فجمعَ جماعة، فبعث إليه مصعب، فأتاه عبيد الله فلم يزل مقيماً عنده حتى خرجَ مصعب إلى المختار، فقدّم بين يديه محمد بن الأشعث بن قيس الكندي... فضمّ عبيد الله إليه مع محمد في مقدّمة مصعب، فبيّته أصحاب المختار، فقتلوا محمد، وقتلوا عبيد الله تحت الليل).

(٢) قال الحموي الرومي في معجم البلدان: ٥: ٨٨: المَذار بالفتح وآخره راء: في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام، وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أُنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور، وهو قبر عبد الله بن علي ابن أبي طالب.. وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير.

٣٩٦

الخبر بذلك متواتر وقد ذكره شيخنا أبو جعفر في الحائريات، لمّا سأله السائل عمّا ذكرَ المفيد في الإرشاد فأجاب بأنَّ: عبيد الله بن النهشلية قتلهُ أصحاب المختار بالمذار، وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد)(١) .

يستفاد من مجموع ما ذكرنا: أنّ النصوص التي تشير إلى أنّ عبيد الله بن عليعليه‌السلام قُتل في واقعة الطف لا يمكن الاعتماد عليها بسهولة، وكلّها ترجع إلى كلام المرحوم المفيد (ره)، وفي مقابل هذا القول تتوفر الأقوال الكثيرة التي تصرّح أنّه لم يُقتل بكربلاء، ولا يمكن الإغماض عنها، خصوصاً وأنّ في أصحابها مَن له الخبرة التامّة في علم الأنساب، نظير مصعب الزبيري في نسب قريش، أو ابن فندق في كتابه لباب الأنساب، أو الأندلسي في جمهرة أنساب العرب، وغيرهم.

ومن الغريب جدّاً كلام البعض(٢) حيث صرّح بأنّه اتفقت كلمة المؤرّخين على قتله يوم عاشوراء!

مَن هو (العبّاس الأصغر)، وابن مَن هو؟

قال الشيخ القرشي: (وهو أخو الإمام لأبيه، وأمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، استشهد يوم الطفّ)(٣) ، وقال خليفة بن خيّاط: (وقُتل مع الحسينعليه‌السلام العبّاس الأصغر، أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس)(٤) .

وممّا يؤيد ذلك: ما رواه سبط ابن الجوزي، عن هشام بن محمد، عن القاسم

____________________

(١) السرائر: ١٥٥.

(٢) راجع: مدينة الحسين: ٣٨.

(٣) حياة الإمام الحسينعليه‌السلام ٣: ٢٧٠ نقلاً عن تاريخ خليفة.

(٤) تاريخ خليفة: ١٤٥.

٣٩٧

ابن الأصبغ المجاشعي قال: (لما أُتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً، قد عُلَّق في لُباب فرَسه رأس غلام أمرَد كأنّه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحقَ الرأس بالأرض، فقلت له: رأس مَن هذا؟ فقال: هذا رأس العبّاس بن علي، قلت: ومَن أنت؟ قال: حرملة بن الكاهل الأسدي.

قال: فلبثت أيّاماً وإذا بحرملة وجهه أشدُّ سواداً من القار، فقلت له: لقد رأيتك يوم حملتَ الرأس وما في العرب أنظر وجهاً منك! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟! فبكى وقال: والله، منذ حملتُ الرأس وإلى اليوم ما تمرّ عليَّ ليلة إلاّ واثنان يأخذان بضبعي ثمّ ينتهيان بي إلى نار تؤجّج، فيدفعاني فيه، وأنا أنكص فتسفعني كما ترى، ثمّ ماتَ على أقبح حال)(١) .

فالعبّاس هذا - على أساس هذه الرواية - هو ابن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو في هذه الرواية غلام أمرد.

ويقول الشيخ القرشي تعقيباً: (وهذا ممّا يؤكّد وجود العبّاس الأصغر؛ لأنّ العبّاس الأكبر كان عمره يوم قُتل اثنين وثلاثين سنة، وليس غلاماً أمرداً)(٢) .

لكنّ النمازيّ (ره) يقول في ترجمة (لبابة بنت عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب): (تزوّجها أبو الفضل العبّاس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فولِد له منها عبيد الله وفضل، وكانت جميلة عاقلة، وبعد شهادة العبّاسعليه‌السلام تزوّجها زيد بن

____________________

(١) تذكرة الخواص: ٢٥٣، ولعلّ للمتأمّل تحفّظات عديدة على متن هذه الرواية، منها قوله: (ثمّ مات على أقبح حال)، مع أنّ المشهور أنّ المختار أحضرَ حرملة بن كاهل، وأمرَ جزّاراً فقطعَ يديه ورجليه ثمّ أمرَ بنار وقصب فأحرقهُ (راجع: ذوب النضار: ١٢١).

(٢) حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٧٠.

٣٩٨

عبد الملك، وعن المجدي تزوّجها وليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولِد له منها القاسم)(١) .

من هنا نقول: إذا كان العبّاس الأصغر - على فرض وجوده حقّاً - ابن لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، زوجة مولانا أبي الفضلعليه‌السلام ، فهو إذاً ابن العبّاس وليس أخاه كما في رواية سبط ابن الجوزي وكما استنتجَ الشيخ القرشي؛ ذلك لأنّ لبابة لا يمكن أن تكون زوجة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ زوجة أبي الفضلعليه‌السلام .

هذا مبلغُ علمنا في قضية (العبّاس الأصغر)، والمسألة بحاجة إلى مزيد من الوثائق التاريخية الكاشفة عن حقيقة الأمر، وإلى مزيد من التعمّق والمتابعة والتحقيق، وكم تركَ الأوّل للآخر.

مقتلُ مولانا أبي الفضل العبّاسعليه‌السلام

كان مولانا أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام أكبر أولاد عليّعليه‌السلام ، من أمّهم أمّ البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (رض)، وقد ولِد في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين للهجرة، وكان عمره الشريف عند استشهاده أربعاً وثلاثين سنة(٢) .

وكان صلوات الله عليه عماد وركيزة الجيش الحسيني في كربلاء، وقد أعطاه الإمام الحسينعليه‌السلام رايتهُ يوم عاشوراء: (لأنّه وجدَ قمر الهاشميين أكفأ ممّن معه لحمله، وأحفظهم لذمامه، وأرأفهم به، وأدعاهم إلى مبدئه، وأوصلهم لرحِمه، وأحماهم لجواره، وأثبتهم للطعان، وأربطهم جأش، وأشدّهم مراساً)(٣) .

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٥٩٨ رقم ١٨١٦٧.

(٢) مرّت بنا ترجمة مختصرة وافية له صلوات الله عليه في الفصل الثاني.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٥.

٣٩٩

قال الدينوري: (بقيَ العبّاس بن عليّ قائماً أمام الحسين يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال)(١) .

قال الشيخ المفيد (ره): (وحملت الجماعة على الحسينعليه‌السلام فغلبوه على عسكره، واشتدّ به العطش، فركبَ المسنَّاة يريد الفرات، وبين يديه العبّاس أخوه، فاعترضته خيل ابن سعد وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حُولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء، فقال الحسينعليه‌السلام :(اللّهمّ أظمئه.

فغضبَ الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حَنكه، فانتزعَ الحسينعليه‌السلام السهم، وبسطَ يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم، فرمى به ثمّ قال:اللهمّ إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك) ، ثمّ رجعَ إلى مكانه وقد اشتدّ به العطش، وأحاطَ القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه، فجعلَ يقاتلهم وحده حتّى قُتل - رضوان الله عليه - وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفيّ(٢) ، وحكيم بن الطُفَيل السنبسي(٣) ، بعد أن أُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً)(٤) .

____________________

(١) الأخبار الطوال: ٢٥٧.

(٢) يمضي في بعض المصادر أنّ اسمه زيد بن رقاد الجهني (أو الجنبي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٠)، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد: ٧٥).

وفي كتاب ذوب النُضار: ١٢٠ قال الشيخ ابن نما (ره): (وأحضرَ - أي المختار - زيد بن رُقاد فرماه بالنبل والحجارة وأحرقهُ).

(٣) في كتاب ذوب النضار: ١١٩ قال الشيخ ابن نما (ره): (ثمّ بعث - أي المختار - عبد الله بن كامل إلى حكيم بن الطفيل السنبسي، وكان قد أخذَ سلب العبّاس ورماه بسهم، فأخذوه قبل وصوله إلى المختار، ونصبوهُ هدفاً، ورموه بالسهام).

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩ - ١١٠، وفي مثير الأحزان: ٧١ قال ابن نما (ره): ثمّ اقتطعوا العبّاس عنه، وأحاطوا به من كلّ جانب وقتلوه، فبكى الحسينعليه‌السلام لقتله بكاءً شديداً)، وانظر كذلك =

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477