الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة30%

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 183

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة
  • البداية
  • السابق
  • 183 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99088 / تحميل: 7377
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١

٢

الإمام علي ( عليه السلام )

وتنمية ثقافة أهل الكوفة

محمد العبادي

المركز العالمي للعلوم الإسلامية

مهرجان الشيخ الطوسي ( رحمه الله )

٣

٤

فهرس الموضوعات

مقدمة المركز  ١١

المقدمة  ١٣

تعريف الثقافة: الثقافة لغة  ١٥

الثقافة اصطلاحاً  ١٦

الفصل الأوّل / التكوين الثقافي للكوفة  ١٨

١. ثقافة قبلية  ١٩

٢. ثقافة دخيلة  ٢٢

٣. ثقافة إسلامية  ٢٧

الفصل الثاني / الإمام علي ( عليه السلام ) والمراحل الثقافية  ٣٠

١. التوجيه  ٣١

٢. التأهيل  ٣٣

٣. التنمية  ٣٤

الفصل الثالث / الإمام علي ( عليه السلام ) والمجالات الثقافية  ٣٦

أوّلاً: في الحرب  ٣٧

ثانياً: في المسجد  ٤٢

٥

ثالثاً: في المحافل العامة  ٤٤

رابعاً: في الكتب والوصايا  ٤٦

خامساً: المناسبات المتنوّعة  ٤٧

الفصل الرابع / الإمام علي ( عليه السلام ) والأهداف الثقافية  ٤٨

١. الاتقاء  ٤٩

٢. الإرساء  ٥١

٣. الارتقاء  ٥٢

الفصل الخامس / الإمام علي ( عليه السلام ) وعناصر البناء الثقافي  ٥٣

١. الكلمة الطيبة  ٥٥

٢. الأُسوة الحسنة  ٥٦

٣. الأُمّة الصّالحة  ٦٢

الفصل السادس / الإمام علي ( عليه السلام ) في مواجهة الثقافات السلبية  ٦٢

١. التمزّق  ٦٥

٢. التشرنق  ٧١

٣. التملّق  ٧٣

٤. التعلّق  ٧٥

الفصل السابع / الإمام علي ( عليه السلام ) والتحصين الثقافي  ٧٥

أ. المنع  ٧٩

ب. التهذيب  ٨١

ج. التحفيز  ٨٣

د. التبادل الإيجابي  ٨٥

٦

الفصل الثامن / الإمام علي ( عليه السلام ) والوظائف الثقافية  ٨٣

١. التشخيص  ٨٧

٢. الاستشارة  ٩٠

٣. التصحيح  ٩٢

٤. الترشيد  ٩٤

الفصل التاسع / الإمام علي ( عليه السلام ) والأساليب الثقافية  ٩٤

١. الأُسلوب الوعظي  ٩٩

٢. الأُسلوب التذكيري  ١٠٠

٣. الأُسلوب التحاوري  ١٠١

٤. الأُسلوب التأمّلي  ١٠٢

٥. الأُسلوب التدريجي  ١٠٤

٦. الأُسلوب الإيحائي  ١٠٦

٧. الأُسلوب الاستدلالي  ١٠٨

٨. الأُسلوب الفلسفي  ١١٠

٩. الأُسلوب النقضي  ١١٢

١٠. الأُسلوب التغايري  ١١٣

١١. الأُسلوب النفسي  ١١٤

١٢. الأُسلوب التربوي  ١١٦

١٣. الأُسلوب العاطفي  ١١٧

١٤. الأُسلوب التوضيحي  ١١٩

٧

١٥. الأُسلوب التبصيري  ١٢١

١٦. الأُسلوب التمويهي  ١٢٢

١٧. الأُسلوب التنبيهي  ١٢٢

١٨. الأُسلوب الإسكاتي  ١٢٤

١٩. الأُسلوب التنبّئي  ١٢٥

٢٠. الأُسلوب التعريفي  ١٢٧

٢١. الأُسلوب التمثيلي  ١٢٩

٢٢. الأُسلوب الوصفي  ١٢٩

٢٣. الأُسلوب التصنيفي  ١٣١

٢٤. الأُسلوب الترتّبي  ١٣٢

٢٥. الأُسلوب التوبيخي  ١٣٣

٢٦. الأُسلوب التقريعي  ١٣٣

٢٧. الأُسلوب التحذيري  ١٣٥

٢٨. الأُسلوب الترهيبي  ١٣٥

٢٩. الأُسلوب الترغيبي  ١٣٧

٣٠. الأُسلوب التعذيري  ١٣٨

الفصل العاشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والصفات الثقافية  ١٣٤

١. الصّدق والوضوح  ١٣٩

٢. الشّموليّة والاستيعاب  ١٤٢

٣. القدرة والنفوذ  ١٤٥

٤. الاعتدال والوسطية  ١٤٦

٨

٥. الواقعيّة والمثاليّة  ١٤٩

الفصل الحادي عشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والحلول الثقافية  ١٤٦

١. الحلّ الاستئصالي  ١٥١

٢. الحلّ الإبقائي  ١٥٣

٣. الحلّ الانتقائي  ١٥٥

٤. الحلّ التبعي  ١٥٥

٥. الحلّ التأصيلي  ١٥٧

الفصل الثاني عشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والنتائج الثقافية  ١٥٤

١. تحديد الحقوق والواجبات  ١٥٩

٢. تنضيج الإيمان والتقوى  ١٦٢

٣. تفعيل الرّقابة والنقد  ١٦٤

٤. إيجاد الجرأة والشجاعة  ١٦٦

٥. تنمية روح التّضحية والشّهادة  ١٦٩

المصادر  ١٧٣

٩

١٠

المقدمة المركز

لا شك أنّ القلم يُعتبر من النعم الإلهية الفريدة، وتعدّ الكتابة من أهمّ وسائل توسعة المعرفة وتنمية الفضيلة، كما يُعتبر التدوين من أفضل أساليب تعميق الثقافة الدينية الأصيلة.

لقد اهتمّت الحوزات العلمية منذ البدء بـ ( القلم ) ساعيةً لأن تخطّ أسطراً وضّاءةً في سجل المعرفة البشرية؛ لتكون مصداقاً جلياً لقوله تعالى( وَمَا يَسْطُرُونَ ) .

في ضوء هذا الهدف المقدّس بادر العلماء المتعمّقون إلى التأليف والتصنيف، وتسابقوا في ساحة التربية والتعليم، وقادوا طلائع التحقيق، فأينعت أروع الآثار وأهداها، وتفجّرت ينابيع الحكمة والموعظة وأنهار ( الجدال بالتي هي أحسن ) من القمم العالية لتلك المعارف السامية، وسالت لتروي قلوب المؤمنين العَطشى، فأنبتت أزهار المعنويات العطرة، وزيّنت تاريخ المعرفة البشرية.

في ظلّ التوفيقات الإلهية والألطاف الخاصّة لإمام العصر والزمان ( عج )، ومن أجل تحقيق الأهداف السّامية السابقة الذكر ولتنشيط عملية التأليف و

١١

تعميق روح التحقيق، ولغرض التعرّف على الباحثين والكتّاب المجدّين والموفّقين من طلبة وفضلاء الحوزة غير الإيرانيين، فقد أسّس المركز العالمي للعلوم الإسلامية مهرجان الشيخ الطوسي ( ره ) للتحقيق.

نحن على أبواب الدورة الخامسة للمهرجان في هذه السنة، قام المشرفون على المهرجان وبإشراف واهتمام معاونة التحقيق للمركز بطباعة آثار المتفوّقين في الدورة الرابعة، بعد التقييم الذي أجرته لجان التحكيم في السنة الماضية، ومن بعد تنقيحها وتهذيبها من الناحية الفنية والأدبية، ومن ثَمّ تقديمها للراغبين.

أخيراً نقدّم أسمى التقدير والامتنان للمساعي الكريمة الّتي بذلتها لجان التقييم المحترمة والعاملون على إنتاج هذه المجموعة العلمية بمجلّداتها الستة.

معاونة التحقيق للمركز العالمي للعلوم الإسلامية

مهرجان الشيخ الطوسي ( ره )     

١٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله كما يرضى، والصلاة والسلام على النّبيّ المصطفى،

وأخيه المرتضى وآله المجتبين.

المقدمة

تميّزت السنوات الخمس المعدودة، التي تولّى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الخلافة فيها، بوفرة الإنتاج الثقافي، سواء كان على شكل خطب وكتب ووصايا وعهود، أو على شكل حوادث ووقائع، حيث غطّى هذا الإنتاج حقولاً عديدةً في الفكر والأخلاق والمعارف والحقوق والآداب إلى غير ذلك.

ورغم وفرة هذا الإنتاج الثقافي، ندرت فيه الدراسات التي تبحث الوضع الثقافي الذي أرسى موازينه الإمام ( عليه السلام ) وأقام أعمدته.

لقد كانت إشارات بعض الأجلاّء إلى الوضع الثقافي بمثابة ومضات آنسنا فيها الحقيقة، ووجدنا الهدى إلى ساحة ثقافية رحبة خطها جهاد علي ( عليه السلام ) وعمله الدائب على أرض الكوفة وما حولها.

ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، حيث إنّه تعريف بشيء من التطوّرات الثقافية الذي أوجدها الإمام بين أوساط الكوفيين، والتي لخّصها في هذه العبارة:

١٣

( فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَإِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَإِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ )(١) .

يتألف الكتاب من اثني عشر فصلاً، وقد سبقت فصوله هذه المقدمة، وتعريف الثقافة لغةً واصطلاحاً، وقد اخترنا المعنى الذي نريد وبيّنا الأسباب ليكون اتجاه الكتاب واضحاً.

يعتمد سير التحقيق على المنهج التحليلي في عرض النصوص أو ربطها، وربّما نفصّل الكلام في وسط التحليل متوخين بذلك إظهار المعنى بصورة منتظمة.

أمّا مصادر الكتاب التي نرجع إليها فهي في الأغلب من المصادر التاريخية والحديثية، كما لم ننسَ نصيبنا من آيات الذكر الحكيم.

في الختام أقدم جزيل شكري وامتناني لكلّ من سماحة الشيخ جعفر پيشه والأستاذ نعمة الله صفري، فقد أوفوا الكيل في الإرشاد والتوصية، ودعاؤنا لهما بمضاعفة الأجر عند الله تعالى، ومنه سبحانه نطلب التسديد والتوفيق.

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٢١.

١٤

تعريف الثقافة

الثقافة لغةً

تعود كلمة الثقافة في اللغة إلى:

١. ( ثَقِف: الثَّقِف الحِذْق في إدراك الشيء وفعله )(١) و ( ورجلٌ ثَقِفٌ لقفٌ، وذلك أن يصيب علم ما يسمعه على استواء )(٢) و ( وثقِفت العلم أو الصناعة في أَوحَي مُدّةٍ: إذا أَسرعت أَخذه )(٣) .

٢. ( ثقف ) الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع وهو إقامة درء الشيء، يقال ثقّفت القناة إذا أقمت عِوَجها )(٤) و( ثقفّه تثقيفاً سوّاه ) (٥) .

المعنى المختار لغةً هو الأَوّل أي: سرعة الأخذ والتعلّم.

____________________

(١) معجم مفردات ألفاظ القرآن: ٩٠.

(٢) معجم مقاييس اللغة: ١/٣٨٢.

(٣) أساس البلاغة: ٤٦.

(٤) معجم مقاييس اللغة: ١/٣٨٢.

(٥) القاموس المحيط: ٣/١٧٨.

١٥

الثقافة اصطلاحاً

ذكر أهل الفن والصناعة عدة تعاريف للثقافة نذكرها فيما يلي:

١. الثقافة: هي كل ما يتصل بالمعنويات وهي المحيط الذي يعكس حضارةً معينةً(١) .

٢. الثقافة: أنواع المعرفة التي أنشأها المسلمون إنشاءً أو أدخلوها من الحضارات السابقة(٢) .

٣. الثقافة: بمعنى الفكر الإسلامي، العقيدة الإسلامية والمعارف الإسلامية(٣) .

٤. الثقافة: تعني مجموعة العادات والمعلومات وأساليب المعيشة (٤) .

٥. الثقافة: بمعنى التربية التي تنمو بها أساليب الفكر والعمل بما يلائم الزمان والمكان(٥) .

والتعريف المختار هو الأَوّل، الذي يتطابق معناه مع حقيقة الثقافة وروحها التي أشاعها الإمام ( عليه السلام ).

إنّ الثقافة التي نشرها الإمام ليس بالمعنى المتعارف في هذا الوقت: إنّما

____________________

(١) مقوّمات الحضارة الإنسانية في الإسلام: ١٥.

(٢) تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى: ١٤٦.

(٣) گفت وگوى فرهنگ وتمدن ها: ٤٤.

(٤) المدخل إلى تاريخ الحضارة: ١٧.

(٥) مجلة التوحيد: ١٣٧، العدد ١٠٥ سنة ١٤٢١ هـ ق.

١٦

أقام الإمام حقيقة الثقافة وجوهرها، وقد رجّحنا المعنى الأَوّل؛ لأنّ كل ما له علاقة بالروحيات قد أعطاه الإمام أهميةً كبرى مثل الصلاة والدعاء والعمل الصالح والجهاد والتقوى والإيمان ...، كما أنّ المحيط الخاص بالكوفة في زمن أمير المؤمنين يعكس في طابعه العام الحضارة الإسلامية، ببركة وجود الإمام وأصحابه الذين صدقوا العهد معه ( عليه السلام ).

على الرغم من أنّ أهل الكوفة قد أخفقوا في تحقيق أهداف الإمام ( عليه السلام ) بشكل عام، إلاّ أنّه بالجملة هناك شخصيات مثل كميل بن زياد ورشيد الهجري وعمّار بن ياسر وعمرو بن الحمق وعدد قليل آخر من أصحابه ( عليه السلام ) قد جسّدوا خطبه وأقواله:( أَنْتُمُ الأَنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ وَالإِخْوَانُ فِي الدِّينِ وَالْجُنَنُ يَوْمَ الْبَأْسِ وَالْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ ) (١) ممّا جعل الكوفة تعكس الصورة الإسلامية.

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١١٨.

١٧

١٨

الفصل الأَوّل: التكوين الثقافي للكوفة

على الرغم من أنّ عمر مدينة الكوفة - من حين تأسيسها سنة ١٧ هـ إلى حين تولّي الخلافة من قِبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سنة ٣٥هـ - يُعتبر عمراً فتياً - إلاّ أنّ مجيء زخم كبير من الكتل البشرية المهاجرة على شكل قبائل، ومرور القوات العسكرية إلى الشرق من خلال البصرة والكوفة، ساهم بشكل كبير في أن تكون الكوفة موطناً لثقافات متعددة.

فيما يلي نذكر عرضاً للثقافات التي تكوّنت منها ثقافة مدينة الكوفة.

١. ثقافة قبلية

تمتدّ جذور هذه الثقافة إلى ما قبل البعثة النبوية، لكن ما علاقة الكوفة بهذه الثقافة إذا كان بين تأسيس هذه المدينة وبين الزمن الذي سبق الإسلام هو ثلاثة عقود زمنية؟.

يأتي الجواب واضحاً أنّ الجيل الذي نشأ في الكوفة هو في الواقع حصيلة

١٩

الجيل السابق عليه الذي تربّى في حجر الجاهلية وتقاليدها؛ لذا نجد أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يُشير إلى أنّ الفاصلة بين الجيل الذي عاصره في الكوفة و بين آبائهم قريبة،( وَلَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلا بِهِمُ الْعُهُودُ، وَلا خَلَتْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمُ الأَحْقَابُ وَالْقُرُونُ، وَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمَ كُنْتُمْ فِي أَصْلابِهِمْ بِبَعِيدٍ ) (١) .

لتأكيد هذا الخطاب العلوي نورد حادثتين تفحصان عن الرواسب والثقافة الجاهلية التي كانت حاضرةً في أوساط الناس حتى في زمن أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

الحادثة الأُولى: أتت الموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا: نشكوا إليك هؤلاء العرب، إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان يعطينا معهم العطايا بالسّوية وزوّج سلمان وبلالاً وصهيباً، وأبوا علينا هؤلاء وقالوا: لا نفعل! فذهب إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكلّمهم فيهم، فصاح الأعاريب: أَبينا ذلك يا أبا الحسن، أَبينا ذلك!

فخرج وهو مغضِب يجرّ رداءه وهو يقول:( يا معشر الموالي، إنّ هؤلاء قد صيرّوكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوّجون إليكم ولا يزوّجونكم، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون، فاتجروا بارك الله لكم، فإنّي قد سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة أجزاء في التجارة وواحدة في غيرها ) (٢) .

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ٨٩.

(٢) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ): ٤/١٦٢.

٢٠

٢١

تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام

وأمّا في فضائله ومناقبه في القرآن الكريم، قوله تعالى:( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) (١) إلى آخر الآية، يقول:

وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية نزلت في علي لمـّا تصدّق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وكذبه بيّن من وجوه كثيرة(٢)

وهذا الحديث الذي يكذّبه ابن تيميّة، قد رواه عن ابن عباس:

١ - عبد الرزاق.

٢ - عبد بن حميد.

____________________

(١) المائدة: ٥٥.

(٢) منهاج السنّة ٢ / ٣٠.

٢٢

٣ - ابن جرير الطبري.

٤ - أبو الشيخ.

٥ - ابن مردويه.

ورواه عن سلمة بن كهيل:

١ - ابن أبي حاتم.

٢ - أبو الشيخ.

٣ - ابن عساكر.

ومن رواة هذا الخبر:

١ - الطبراني.

٢ - الثعلبي.

٣ - الواحدي.

٤ - الخطيب البغدادي.

٥ - ابن الجوزي.

٦ - المحب الطبري.

٧ - الهيثمي.

٨ - المتقي الهندي.

وأيضاً: تجدون هذا الخبر في تفاسير: الفخر الرازي، والبغوي، والنسفي، والقرطبي، والبيضاوي، وأبي السعود

٢٣

العمادي، والشوكاني.

ويقول الالوسي الحنفي بتفسير الآية: غالب الإخباريين على أنّ هذه الآية نزلت في علي كرّم الله وجهه.

وأضاف الالوسي: إنّ حسّاناً أنشد في ذلك أبياتاً، فذكر الالوسي تلك الأبيات(١) .

قوله تعالى:( الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللّيلِ وَالنّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ) (٢) ، يقول حول نزولها في عليعليه‌السلام :

إن هذا كذب ليس بثابت(٣)

مع أنّ من رواة نزول هذه الآية في علي:

١ - عبد الرزاق بن همّام الصنعاني.

٢ - عبد بن حميد.

٣ - ابن جرير.

٤ - ابن المنذر.

٥ - ابن أبي حاتم.

٦ - الطبراني.

____________________

(١) روح المعاني في تفسير القرآن ٦ / ١٦٧.

(٢) البقرة ٢٧٤.

(٣) منهاج السنّة ٧ / ٢٢٨.

٢٤

٧ - ابن عساكر.

٨ - الواحدي.

٩ - أبو نعيم.

١٠ - الفخر الرازي.

١١ - الزمخشري.

١٢ - محب الدين الطبري.

١٣ - ابن الأثير.

١٤ - السيوطي.

١٥ - ابن حجر المكي.

مع ذلك يقول: إنّ هذا كذب ليس بثابت، لكنّ هذه التفاسير الباطلة يقول مثلها كثير من الجهّال.

قوله تعالى:( إِنّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ ) (١) ، يقول حول نزولها في عليّعليه‌السلام :

إن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث(٢)

مع أنّ من رواة نزول الآية في علي:

____________________

(١) الرعد: ٧.

(٢) منهاج السنّة ٧ / ١٣٩.

٢٥

١ - عبد الله بن أحمد بن حنبل.

٢ - الطبري.

٣ - الحاكم.

٤ - ابن أبي حاتم.

٥ - الضياء المقدسي.

٦ - الطبراني.

٧ - ابن مردويه.

٨ - أبو نعيم.

٩ - ابن عساكر.

١٠ - ابن النجّار.

١١ - الديلمي.

١٢ - الهيثمي.

١٣ - السيوطي.

١٤ - المتقي الهندي.

ويقول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

ويقول الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن يروي هذا الحديث يقول: رجال السند ثقات.

والضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في كتابه المختارة

٢٦

الملتزم فيه بالصحة(١) .

وحول حديث:«علي مع الحق والحق مع علي» ، يقول:

من أعظم الكلام كذباً وجهلاً، فإنّ هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف، فكيف يقال: إنّهم جميعاً رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممّن يروي عن الصحابة والعلماء أنّهم رووا حديثاً، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلاً، بل هذا من أظهر الكذب(٢)

والحال أنّ من رواة هذا الحديث من الصحابة:

أولاً: أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخرج الحديث عنه الترمذي في صحيحه، والحاكم في المستدرك.

ثانياً: سيّدتنا أُمّ سلمة، أخرج الحديث عنها الطبراني، وأبو بشر الدولابي، والخطيب البغدادي، وابن عساكر.

ثالثاً: سعد بن أبي وقّاص، أخرج الحديث عنه البزّار، وقد قال الهيثمي بعد أن روى الحديث هذا: فيه سعد بن شعيب ولم

____________________

(١) الآية في سورة الرعد، فراجع الطبري والدر المنثور وغيرهما بتفسيرها، والمستدرك ٣ / ١٢٩، ومجمع الزوائد ٧ / ٤١.

(٢) منهاج السنّة ٤ / ٢٣٨.

٢٧

أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

رابعاً: أبو سعيد الخدري، رواه عنه الحافظ أبو يعلى، وقد روى عنه الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.

خامساً: عائشة، فإنّها روت هذا الحديث، والحديث موجود في الإمامة والسياسة لابن قتيبة.

سادساً: صحابي آخر روى هذا الحديث، أخرجه الطبراني في الكبير.

قال المتقي: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحقّ - يعني علياً - هذا في كنز العمّال(١) .

فهؤلاء الصحابة، وهؤلاء كبار العلماء والمحدّثين، الذين يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن أُولئك الصحابة.

وفي حديث المؤاخاة يقول:

أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع... إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، وحديث المؤاخاة لعلي، وحديث مؤاخاة أبي بكر لعمر، من الأكاذيب...

____________________

(١) كنز العمال ١١/٦٢١، الترمذي، المستدرك٣ / ١٢٥، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٤، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ٣ / ١١٨.

٢٨

إنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب...

إنّ أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم من بعض والأنصار بعضهم من بعض كلّها كذب، والنبي (صلى الله عليه وسلم)لم يؤاخ عليّاً...

إنّ أحاديث المؤاخاة لعلي كلّها موضوعة.

وهذه نصوص في أجزاء متعددة في كتابه، لاحظوا من الجزء الرابع إلى الجزء السابع في الطبعة الجديدة ذات الأجزاء التسعة، يكذّب هذا الحديث في مواضع عديدة(١) .

والحال أنّك تجد حديث المؤاخاة في: الترمذي (٥/٥٩٥)، الطبقات لابن سعد (٢/٦٠)، المستدرك (٣/١٦)، مصابيح السنّة (٤/١٧٣)، الاستيعاب (٣/١٠٨٩)، البداية والنهاية (٧/٣٧١)، الرياض النضرة (٣/١١١)، مشكاة المصابيح (٣/٣٥٦)، الصواعق المحرقة (١٢٢)، تاريخ الخلفاء (١٥٩).

هذه بعض المصادر.

والرواة من الصحابة لهذا الخبر هم:

١ - عليعليه‌السلام .

____________________

(١) منهاج السنّة ٤ / ٣٢، ٥ / ٧١، ٧ / ١١٧، ٢٧٩.

٢٩

٢ - عبد الله بن عباس.

٣ - أبو ذر.

٤ - جابر.

٥ - عمر بن الخطاب.

٦ - أنس بن مالك.

٧ - عبد الله بن عمر.

٨ - زيد بن أرقم.

وغيرهم.

وتجدون هذا الحديث أيضاً في: مناقب أحمد (ح١٤١)، وفي ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق (برقم ١٤٨)، وفي كنز العمال (١٣/١٠٦).

وأيضاً تجدون هذا الخبر في كتب السير والتواريخ، راجعوا: سيرة ابن هشام (٢/١٠٩)، السيرة النبويّة لابن حبّان (١٤٩)، عيون الأثر لابن سيد الناس (١/٢٦٤)، الحلبيّة (٢/٢٣)، وفي هامشها سيرة زيني دحلان (١/٣٢٢).

والعجيب أنّ غير واحد من أعلام القوم يردّون على ابن تيميّة في هذه المسألة بالخصوص:

يقول الحافظ ابن حجر - بعد ذكر الخبر عن الواقدي وابن سعد

٣٠

وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم -: وأنكر ابن تيميّة في كتاب الرد على ابن المطهّر الرافضي - أي كتاب منهاج السنّة - أنكر المؤاخاة بين المهاجرين، وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي، قال: لانّ المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري، وهذا ردّ للنصّ بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة.

يقول الحافظ: وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني، وابن تيميّة يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك للحاكم النيسابوري(١) .

وقال الزرقاني المالكي في شرح المواهب اللدنيّة، تحت عنوان ذكر المؤاخاة بين الصحابة: وكانت كما قال ابن عبد البر وغيره مرّتين، الأولى بمكّة قبل الهجرة بين المهاجرين بعضهم بعضاً على الحقّ والمواساة، فآخى بين أبي بكر وعمر، وهكذا بين كلّ اثنين منهم، إلى أن بقي علي، فقال: آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟ قال:«أنا أخوك» . وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة

____________________

(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ٢١٧.

٣١

النبي لعلي، وقد رواه الترمذي وحسّنه، والحاكم وصحّحه، عن ابن عمر أنّه (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي:«أما ترضى أن أكون أخاك ؟» قال: بلى، قال:«أنت أخي في الدنيا والآخرة» .

يقول الزرقاني: وأنكر ابن تيميّة هذه المؤاخاة بين المهاجرين، خصوصاً بين المصطفى وعلي، وزعم أنّ ذلك من الأكاذيب، وردّه الحافظ - أي ابن حجر العسقلاني - بأنّه ردّ للنصّ بالقياس(١) .

ويقول ابن تيميّة حول حديث التشبيه، هذا الحديث الذي بحثنا عنه قريباً، يقول:

هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بلا ريب عند أهل العلم بالحديث(٢)

مع أنّ هذا الحديث من رواته:

١ - عبد الرزّاق الصنعاني.

٢ - أحمد بن حنبل.

٣ - أبو حاتم.

٤ - محمد بن إدريس الرازي.

____________________

(١) شرح المواهب اللدنيّة ١/٢٧٣.

(٢) منهاج السنّة ٥ / ٥١٠.

٣٢

٥ - الحاكم النيسابوري.

٦ - أبو بكر البيهقي.

٧ - ابن مردويه.

٨ - أبو نعيم.

ومن أصحّ أسانيده وأجودها رواية عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول الله.

وقد قرأنا هذا النصّ سابقاً.

يقول ابن تيميّة: حول حديث«وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي» ، يقول:

كذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(١)

والحال أنّ هذا الحديث من رواته من الصحابة:

١ - أمير المؤمنين.

٢ - الإمام الحسن المجتبى.

٣ - أبو ذر الغفاري.

٤ - عبد الله بن عباس.

٥ - أبو سعيد الخدري.

____________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٣٩١.

٣٣

٦ - البراء بن عازب.

٧ - أبو ليلى الأنصاري.

٨ - عمران بن الحصين.

٩ - بريدة بن الحصيب.

١٠ - عبد الله بن عمر.

١١ - عمرو بن العاص.

١٢ - وهب بن حمزة.

ورواه من الأئمة الحفّاظ:

١ - أبو داود الطيالسي.

٢ - ابن أبي شيبة.

٣ - أحمد بن حنبل.

٤ - الترمذي.

٥ - النسائي.

٦ - أبو يعلى الموصلي.

٧ - ابن جرير الطبري.

٨ - الطبراني.

٩ - الحاكم.

١٠ - ابن مردويه.

٣٤

١١ - أبو نعيم.

١٢ - ابن عبد البر.

١٣ - ابن الأثير.

١٤ - الضياء.

١٥ - ابن حجر.

١٦ - جلال الدين السيوطي.

يقول ابن عبد البر: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد، لصحّته وثقة رجاله.

وصحّحه ابن أبي شيبة، وصحّحه أيضاً السيوطي، وصحّحه ابن جرير الطبري، وأخرجه أحمد في المسند بسند صحيح(١) .

وأيضاً أخرجه الترمذي وحسّنه، والنسائي في الخصائص بسند صحيح، وابن حبّان في صحيحه، وأخرجه الحاكم وصحّحه على شرط مسلم.

وقال الحافظ ابن حجر بترجمة أمير المؤمنين من الإصابة قال: أخرجه الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين.

حديث«اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» ، يقول:

____________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٤٣٧.

٣٥

كذب باتّفاق أهل المعرفة بالحديث(١)

مع أنّ هذا الحديث أخرجه:

١ - أحمد بأسانيد صحيحة.

٢ - ابن أبي شيبة.

٣ - ابن راهويه.

٤ - ابن جرير.

٥ - سعيد بن منصور.

٦ - الطبراني.

٧ - أبو نعيم.

٨ - الحاكم.

٩ - الخطيب.

١٠ - وأخرجه النسائي بسند صحيح.

١١ - البزّار بأسانيد صحيحة.

١٢ - أبو يعلى بسندين صحيحين.

١٣ - أخرجه ابن حبّان في صحيحه.

١٤ - وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجال إسناده ثقات.

____________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٥٥.

٣٦

حديث يوم الدار في قضيّة( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ، يقول:

هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث، فما من عالم يعرف الحديث إلاّ وهو يعلم أنّه كذب موضوع(٢)

وإذا كان كذلك، فحينئذ جميع من روى هذا الحديث من علمائهم يعلم بأنّه كذب موضوع، مع ذلك رواه في كتابه، أو إنّ هؤلاء الرواة ليسوا بعلماء أصلاً !!

من رواته أحمد في المسند، ومن رواته علماء كثيرون.

يقول الهيثمي بعد روايته(٣) : ورجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة.

وأخرجه أيضاً:

١ - ابن إسحاق.

٢ - الطبري.

٣ - الطحاوي.

____________________

(١) الشعراء: ٢١٤.

(٢) منهاج السنّة ٧ / ٣٠٢.

(٣) مجمع الزوائد ٨ / ٣٠٢.

٣٧

٤ - ابن أبي حاتم.

٥ - ابن مردويه.

٦ - أبو نعيم الأصفهاني.

٧ - الضياء المقدسي.

٨ - المتقي الهندي.

والسيوطي يرويه عن جماعة، والبيهقي يرويه في دلائل النبوة، وأبو نعيم أيضاً في دلائل النبوة، يروون النصّ الكامل لهذا الخبر وينصّون على صحّته في غير واحد من الكتب كما قرأنا.

وأيضاً ينصّ على صحّته الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء للقاضي عياض وغيره من كبار علمائهم.

حديث:«هذا فاروق أُمّتي» ، وكذا ما روي عن غير واحد من الصحابة أنّهم كانوا يقولون: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً، يقول:

أمّا هذان الحديثان فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنّهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولم يرو واحد منهما في شيء من كتب العلم المعتمدة، ولا لواحد منهما إسناد معروف(١)

____________________

(١) منهاج السنّة ٤ / ٢٨٦ - ٢٩٠.

٣٨

عجيب !! إنّه يقول:

ونحن نقنع في هذا الباب بأنْ يروى الحديث بإسناد معروفين بالصدق من أيّ طائفة كانوا.

يعني حتّى من الشيعة يقبل، ثمّ يقول:

كلّ من الحديثين يعلم بالدليل أنّه كذب، لا تجوز نسبته إلى النبي.

أمّا حديث:«هذا فاروق أُمّتي» ، فمن رواته من الصحابة:

١ - سلمان الفارسي.

٢ - ابن عباس.

٣ - أبو ذر.

٤ - حذيفة.

٥ - أبو ليلى.

من رواته من أئمّة الحديث وحفّاظه:

١ - الطبراني.

٢ - البزّار.

٣ - البيهقي.

٣٩

٤ - أبو نعيم.

٥ - ابن عبد البر.

٦ - ابن عساكر.

٧ - ابن الأثير.

٨ - ابن حجر.

٩ - المحب الطبري.

١٠ - المنّاوي.

١١ - المتقي الهندي.

وغيرهم.

يقول: ليسا في الكتب المعتمدة، والحديث موجود في: مسند البزّار، في معجم الطبراني، في تاريخ دمشق، في الاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة، ومجمع الزوائد، وكنز العمّال، في فيض القدير، والرياض النضرة، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى(١) .

ومن أسانيده الصحيحة ما أخرجه الطبراني في الكبير، وقد ذكرت بعض أسانيده الصحيحة.

____________________

(١) المعجم الكبير ٦ / ٢٦٩، كنز العمال ١١ / ٦١٦، فيض القدير ٤ / ٣٥٨.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183