حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ١

حياة الإمام الرضا (عليه السلام)21%

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 363

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 363 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156110 / تحميل: 8640
الحجم الحجم الحجم
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ١

مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(1) .

وقال أبو جعفر العقيلي : كان يقول بالرجعة(2) .

وقال أبو حاتم بن حبان : فتن بحب علي بن أبي طالبعليه‌السلام (3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(4) .

وقال المزي : روى عن : الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام في سنن ابن ماجة ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وثابت بن أسلم البناني ، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي ، ورزين بياع الأنماط ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسعد بن طريف الاسكاف في سنن ابن ماجة ، وسعيد بن مينا ، وعلي بن الحزور ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن السائب الكلبي ، والوليد بن عبدة الكوفي ، ويحيى بن أبي الهيثم العطار(5) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(6) .

__________________

1 ـ المعارف : 624.

2 و 5 ـ تهذيب الكمال : 3 / 308.

3 ـ المجروحين : 1 / 174 ، تهذيب التهذيب : 1 / 363 الرقم 658.

4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 81 الرقم 613.

6 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1152 الرقم 3482 ، باب موضع الحجامة.

٦١

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

أورده النجاشي وقال : « كان من خاصة أمير المؤمنينعليه‌السلام »(1) ، وعده الشيخ الطوسي تارة فيمن روى عن الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واخرى في أصحاب الامام المجتبىعليه‌السلام (2) .

[ 13 ] إياس بن عامر الغافقي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

إياس بن عامر الغافقي ثم المناري المصري ، ومنار بطن من غافق ، وهو عم موسى بن أيوب(3) .

قال العجلي : صدوق ، تابعي ، لا بأس به(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

وقال أيضا : وصحح له ابن خزيمة(6) .

وعده ابن حبان في الثقات(7) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : 8 الرقم 5.

2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 57 الرقم 470 ، وص 93 الرقم 919.

3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

4 ـ تاريخ الثقات : 75 الرقم 126.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

6 ـ تهذيب التهذيب : 1 / 340.

7 ـ كتاب الثقات : 4 / 33.

٦٢

2 ـ تشيّعه :

قال أبو سعيد بن يونس : كان من شيعة علي ، والوافدين عليه من أهل مصر ، وشهد معه مشاهده(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(2) .

وقال المزي : روى عن : عقبة بن عامر الجهني ، وعلي بن أبي طالب.

روى عنه : ابن أخيه موسى بن أيوب الغافقي(3) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

4 ـ سنن أبي داود : 1 / 230 ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، الحديث 869.

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 287 ، كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها ، باب التسبيح في الركوع والسجود ، الحديث 20.

٦٣

حرف الباء

[ 14 ] بكير بن عبد الله الطائي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

بكير بن عبد الله ، ويقال : ابن أبي عبد الله الطائي الكوفي الطويل ، المعروف بالضخم(1) .

قال ابن حجر : مقبول(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالرفض(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(4) .

وقال المزي : روى عن : سعيد بن جبير ، وكريب مولى ابن عباس في مسلم وسنن ابن ماجة ، ومجاهد.

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 108.

٦٤

روى عنه : إسماعيل بن سميع الحنفي ، وأشعث بن سوار ، وسلمة بن كهيل في مسلم وابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن ابن ماجة(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 529 ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ، ذيل الحديث 187.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 170 ، كتاب الطهارة ، باب وضوء النوم ، ذيل الحديث 508.

٦٥

حرف التاء

[ 15 ] تليد بن سليمان ( ـ 190 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

تليد بن سليمان المحاربي ، أبو سليمان ، ويقال : أبو إدريس ، الكوفي الأعرج(1) .

قال أبو بكر المروذي : قال أحمد : ولم ير به بأسا(2) .

وقال العجلي : لا بأس به(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو داود : رافضي خبيث ، رجل سوء ، يشتم أبا بكر وعمر(4) .

وقال عباس الدوري : قعد فوق سطح مع مولى لعثمان بن عفان ، فذكروا عثمان ، فتناوله تليد ، فقام إليه مولى عثمان ، فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 320 الرقم 798.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

3 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

٦٦

رجليه ، وكان يمشي على عصا(1) .

وقال العجلي : كان يتشيّع(2) .

وقال أحمد : كان مذهبه التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(4) .

وقال المزي : روى عن : حمزة بن حبيب الزيات ، وأبي الجحاف داود بن أبي عوف في سنن الترمذي ، وعبد الملك بن عمير ، وعطاء بن السائب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

روى عنه : إبراهيم بن عبس التنوخي الكوفي ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وحسن بن حسين العرني الكوفي ، وسعيد بن نصير ، وسهل بن عثمان العسكري ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في الترمذي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعبد العزيز بن بحر البغدادي ، ومحمد بن إسماعيل القلوسي ، ومحمد بن الجنيد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن علي العطار ، ومختار بن غسان ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، وهشيم بن أبي ساسان الكوفي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

2 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تقريب التهذيب : 4 / 322 الرقم 6.

5 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

٦٧

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له الترمذي فقط(1) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (2) .

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 5 / 616 ، كتاب المناقب ، الحديث 3680.

2 ـ راجع رجال الشيخ الطوسي : 173 الرقم 2045.

٦٨

حرف الثاء

[ 16 ] ثوير بن أبي فاختة

1 ـ شخصيته ووثاقته :

ثوير بن أبي فاختة ، واسمه سعيد بن علاقة القرشي الهاشمي ، أبو الجهم الكوفي(1) .

قال العجلي : كوفي ، هو وأبوه لا بأس بهما(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال محمود بن غيلان ، عن شبابة بن سوار : قلت ليونس بن أبي إسحاق : مالك لا تروي عن ثوير ، فإن إسرائيل كتب عنه؟ قال : إسرائيل أعلم ما صنع به ، كان رافضيا(3) .

وقال الحاكم : لم ينقم عليه إلا التشيّع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429 الرقم 863.

2 ـ تاريخ الثقات : 91 الرقم 191.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 430 ، الكامل : 2 / 532 ، المعرفة والتاريخ : 3 / 112.

4 ـ المستدرك على الصحيحين : 2 / 510.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 121 الرقم 54.

٦٩

وقال المزي : روى عن : زيد بن أرقم ، وسعيد بن جبير ، وأبيه أبي فاختة سعيد بن علاقة في سنن الترمذي ، والطفيل بن أبي كعب ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الترمذي ، ومجاهد بن جبر في الترمذي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ويحيى بن جعفر بن هبيرة ، وعن رجل من أهل قباء ، عن أبيه في سنن الترمذي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في الترمذي ، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث النخعي ، وحجاج بن أرطاة ، وسفيان الثوري في الترمذي ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج في الترمذي ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، وعبيدة بن حميد ، وعمرو بن قيس الملائي ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، وهارون بن سعد ، وأبو بلج الفزاري الكبير يحيى بن أبي سليم(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال

الشيعة : عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام السجاد ، وثانية في أصحاب الامام الباقر ، وثالثة في أصحاب الامام الصادقعليهم‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429.

2 ـ سنن الترمذي : 3 / 300 ، كتاب الجنائر ، باب ما جاء في عيادة المريض ، الحديث 969.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 111 الرقم 1085 ، وص 129 الرقم 1310 ، وص 174 الرقم 2055. وانظر رجال النجاشي : 188 الرقم 303.

٧٠

حرف الجيم

[ 17 ] جابر بن يزيد الجعفي ( ـ 128 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرئي بن جعفي الجعفي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو محمد الكوفي(1) .

قال أبو عيسى : وسمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لولا جابر الجعفي لكان أهل الكوفة بغير حديث(2) .

وقال إسماعيل بن علية ، عن شعبة : جابر صدوق في الحديث(3) .

وعن الجراح بن مليح يقول : سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلها(4) .

عن ابن مهدي ، سمعت سفيان يقول : ما رأيت في الحديث أورع من جابر الجعفي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 465 الرقم 879.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 741.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 467.

4 ـ صحيح مسلم : 1 / 20 المقدمة.

5 ـ ميزان الاعتدال : 1 / 382.

٧١

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : من أكبر علماء الشيعة(1) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروي عنهم ، لم لا تروي عنهم؟ ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، والكلبي؟ قال : أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة(2) .

وقال ابن حجر : رافضي(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(4) .

قال المزي : روى عن : حارث بن مسلم ، وخيثمة بن أبي خيثمة البصري في سنن الترمذي ، وزيد العمي في سنن ابن ماجة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وطاووس بن كيسان ، وعامر بن شراحيل الشعبي في سنن ابن ماجة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي ، وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان في سنن ابن ماجة وعبد الله بن نجي في التفسير ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن الأسود بن يزيد في سنن الترمذي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس في سنن ابن ماجة ، وعمار الدهني في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن عبد الرحمان بن عبد الله ابن مسعود في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومجاهد بن

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 131 الرقم 748.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 468 الرقم 879.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 123 الرقم 17.

٧٢

جبر في سنن الترمذي ، ومحمد بن قرظة الأنصاري في سنن ابن ماجة ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي في سنن ابن ماجة ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح في سنن ابن ماجة ، وأبي عازب مسلم بن عمرو في سنن ابن ماجة ، والمغيرة بن شبيل في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في سنن ابن ماجة ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، والحسن بن صالح بن حي في سنن ابن ماجة ، وحفص بن عمر البرجمي الأزرق في سنن ابن ماجة ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وسلام بن أبي مطيع ، وشريك بن عبد الله في سنن ابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في سنن الترمذي ، وشيبان بن عبد الرحمان ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي في سنن ابن ماجة ، وقيس بن الربيع ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد في سنن ابن ماجة ، والمفضل بن عبد الله الكوفي في سنن ابن ماجة ، وأبو عوانة في سنن ابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 466.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 272 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1036.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 381 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1208.

4 ـ سنن الترمذي : 2 / 200 ، باب ما جاء في الامام ينهض في الركعتين ناسيا.

٧٣

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام الباقر ، واخرى في أصحاب الامام الصادقعليهما‌السلام .(1)

[ 18 ] جرير بن عبد الحميد ( 110 ـ 188 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : جرير بن عبد الحميد بن يزيد ، الامام الحافظ القاضي ، أبو عبد الله الضبي الكوفي ، نزل الري ونشر بها العلم ، ويقال : مولده بأعمال أصبهان ، ونشأ بالكوفة(2) .

وقال أبو القاسم اللالكائي : مجمع على ثقته(3) .

وقال النسائي : ثقة(4) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، سكن الري(5) .

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 129 ، الرقم 1316 ، وص 176 الرقم 2092 ، ورجال النجاشي : 128 الرقم 332.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 9 الرقم 3 ، الكاشف : 1 / 135 الرقم 780.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550 ، الطبقات الكبرى : 7 / 381.

5 ـ تاريخ الثقات : 96 الرقم 205.

6 ـ المعارف : 624.

٧٤

3 ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : إبراهيم بن محمد بن المنتشر في صحيح مسلم ، وأسلم المنقري في كتاب المسائل لأبي داود ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ومسلم ، وأشعث بن سوار ، وأيوب بن عائذ الطائي في سنن النسائي ، وأبي بشر بيان بن بشر في مسلم والنسائي ، وثعلبة بن سهيل في الترمذي ، وجرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ، وحبيب بن أبي عمرة في النسائي ، والحسن بن عبيدالله في مسلم وأبي داود والترمذي ، وحصين بن عبد الرحمان في مسلم ، وحمزة بن حبيب الزيات في مقدمة مسلم ، وحنيف بن رستم المؤذن في مسند علي ، وداود بن سليك السعدي في الرد على أهل القدر لأبي داود ، ورقبة بن مصقلة في مقدمة مسلم وسنن النسائي ، والركين بن الربيع في مسلم ، وزيد بن عطاء بن السائب في النسائي ، وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش في الكتب الستة ، وسليمان التيمي في مسلم والنسائي ، وسهيل بن أبي صالح في مسلم ، وشيبة بن نعامة الضبي ، وطلق بن معاوية في مسلم والنسائي ، وعاصم بن سليمان الأحول في مسلم وأبي داود ، وعبد الله بن شبرمة الضبي في النسائي ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم في النسائي ، وأبيه عبد الحميد بن قرط الضبي ، وعبد العزيز بن رفيع الأسدي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعبد الملك بن عمير في البخاري ومسلم ، وعبيد الله بن عمر في ابن ماجة ، وعطاء بن السائب في أبي داود والترمذي والنسائي ، وعلي بن عمرو الثقفي في المراسيل ، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي في البخاري ومسلم والنسائي ، والعلاء بن المسيب في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وفضيل بن غزوان الضبي في مسلم وأبي داود ، وقابوس بن أبي ظبيان في الأدب المفرد وأبي داود وابن ماجة ، وليث بن أبي سليم في الأدب المفرد ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن اسحاق بن يسار في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن شيبة بن نعامة الضبي في مسلم ، والمختار بن فلفل في مسلم ، ومسلم الملائي في سنن ابن ماجة ، ومطرف

٧٥

ابن طريف في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومغيرة بن مقسم الضبي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومنصور بن المعتمر في الكتب الستة ، وموسى بن أبي عائشة في البخاري ومسلم وكتاب المراسيل ، وهشام بن حسان في مسلم والنسائي ، وهشام بن عروة في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري في مسلم ، ويزيد بن أبي زياد في أبي داود والترمذي والخصائص ، ومما استشهد به البخاري ، وأبي إسحاق الشيباني في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبي جناب الكلبي في أبي داود ، وأبي حيان التيمي في مسلم ، وأبي فروة الهمداني في أفعال العباد ومسلم وأبي داود والنسائي.

روى عنه : إبراهيم بن شماس في كتاب المسائل لأبي داود ، وإبراهيم بن موسى الفراء في أبي داود ، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن موسى مردويه في الترمذي ، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني في أبي داود ، وإسحاق بن راهويه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وإسحاق بن موسى الأنصاري في النسائي ، والحسن بن عمرو السدوسي في أبي داود ، وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي في النسائي ، وداود بن مخراق الفريابي في أبي داود ، وأبو خيثمة زهير بن حرب في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبو هاشم زياد بن أيوب الطوسي ، وسعيد بن منصور في أبي داود ، وسفيان ابن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسليمان بن حرب ، وعبد الله بن الجراح في أبي داود وابن ماجة ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان في البخاري ، وعبد الله بن المبارك ، ومات قبله ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الآدرمي في النسائي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مسلم وابن ماجة ، وأخوه عثمان بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعلي بن حجر السعدي في مسلم والترمذي والنسائي ، وعلي بن المديني في البخاري ، وعمرو بن رافع القزويني في ابن ماجة ، وقتيبة بن سعيد في البخاري ومسلم والترمذي وعمل اليوم

٧٦

والليلة ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي ، ومحمد بن سلام البيكندي في البخاري ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي في مسلم وأبي داود ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد بن قدامة بن إسماعيل السلمي البخاري ، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي في أبي داود والنسائي ، ومحمد بن قدامة الطوسي ، وهارون بن عباد الأزدي في أبي داود ، ويحيى بن أكثم في الترمذي ، ويحيى بن معين بن يحيى النيسابوري في البخاري ومسلم ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن موسى القطان في أبي داود والبخاري ، ومسند علي ، وسنن ابن ماجة ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو الربيع الزهراني في سنن أبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والترمذي(5) ، والنسائي(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 540 الرقم 918.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 25 ، كتاب العلم ، وج 2 / 107 ، باب ما جاء في قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 122 ، باب من ملك من العرب ، وص 157 ، باب فضل الحرم ، وص 160 ، باب اليمين بعد العصر ، وج 5 / 109 ، باب بعث أبي موسى ومعاذ الى اليمن ، وج 6 / 176 ، باب الاشارة في الطلاق.

3 ـ صحيح مسلم : 1 / 188 ، كتاب الايمان ، الحديث 196 ، وص 330 ، كتاب الصلاة ، باب الاستماع للقراءة ، وج 2 / 869 ، باب إحرام النفساء الحديث 1209 ، وج 3 / 1671 ، كتاب اللباس والزينة ، الحديث 2111.

4 ـ سنن أبي داود : 2 / 11 ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الخوف ، الحديث 1236 ، وج 3 / 321 ، كتاب العلم ، الحديث 3659.

5 ـ سنن الترمذي : 1 / 159 ، باب ( 71 ) من أبواب الطهارة ، ذيل الحديث 95 ، وج 5 / 159 ، كتاب فضائل القرآن ، الباب ( 4 ) الحديث 2881.

6 ـ سنن النسائي : 3 / 12 ، كتاب السهو.

٧٧

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (1) .

[ 19 ] جعفر بن زياد ( ـ 175 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جعفر بن زياد الأحمر ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمان الكوفي ، والد علي بن جعفر ، وجد الحسين بن علي بن جعفر الأحمر(2) .

قال العجلي : كوفي ، ثقة(3) .

وقال الذهبي : صدوق(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

2 ـ تشيّعه :

قال الحسين بن علي بن جعفر الأحمر : كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 177 الرقم 2105.

2 ـ تهذيب الكمال : 5 / 38 الرقم 941.

3 ـ تاريخ الثقات : 1 / 97 الرقم 211.

4 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

6 ـ تهذيب الكمال : 5 / 41.

٧٨

وقال الذهبي : شيعي(1) .

وقال ابن عدي : وهو يروي شيئا من الفضائل ، وهو من جملة متشيعة الكوفة ، وهو صالح في رواية الكوفيين(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وأبي بشر بيان بن بشر ، والحارث بن حصيرة ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن عطاء في الترمذي والنسائي في الخصائص ، وعطاء بن السائب في الترمذي ، وأبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، والعلاء بن المسيب ، وعيسى بن عمر القارئ ، وقابوس بن أبي ظبيان ، وكثير بن إسماعيل النواء ، وأبي سهل كثير بن زياد البرساني ، ومجالد بن سعيد ، ومحمد بن سالم ، ومخول بن راشد ، وأبي فروة مسلم بن سالم في مسند علي ، ومطرح بن يزيد الكناني ، ومغيرة بن مقسم الضبي في كتاب المسائل لأبي داود ، والمنذر بن ثعلبة ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن عبد الله الجابر ، ويزيد بن أبي زياد في خصائص أمير المؤمنين وأبي إسحاق الشيباني ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي حيان التيمي ، وأبي هاشم الرماني.

روى عنه : أحمد بن المفضل الحفري ، وإسحاق بن منصور السلولي في سنن الترمذي ، وإسماعيل بن أبان الوراق ، والأسود بن عامر شاذان في الترمذي

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

2 ـ الكامل : 2 / 566.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

٧٩

وخصائص أمير المؤمنين ، وأسيد بن زيد الجمال ، وحسين بن حسن الأشقر ، وزافر ابن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الكلبي الكسائي الكوفي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن الحكيم الأودي ، وعلي بن قادم في خصائص أمير المؤمنين ، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل في مسند علي ، ومحمد بن إسحاق ، ومخلد بن أبي قريش ، وموسى بن داود في كتاب المسائل ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن بشر الحريري ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى الترمذي في كتاب المناقب ، عن جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة ، ومن الرجال علي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 5 / 39 ـ 40.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 698 ، كتاب المناقب ، باب فضل فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث 3868 ، وراجع خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : 128 الرقم 113.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 175 الرقم 2069.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ولطف فلان في مذهبه، وقوله: يخبرك أنه غمض فيه العقل، وفات الطلب، وعاد متعمقا، متلطفا لا يدركه الوهم، فكذلك لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف، واللطافة منا الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

وأمّا الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء، ولا يفوته، ليس للتجربة، ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولولاهما ما علم لان من كان كذلك كان جاهلاً، والله لم يزل خبيرا بما يخلق الخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم، فقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى وأمّا الظاهر فليس من أجل أنّه علا الأشياء بركوب فوقها، وقعود عليها وتسنّم لذراها، ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها كقول الرجل:

ظهرت على أعدائي، وأظهرني الله على خصمي، يخبر عن الفلج والغلبة فهكذا ظهور على الأشياء، ووجه آخر أنّه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شيء وأنّه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى لأنّك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، والظاهر منا البارز بنفسه، والمعلوم بحده فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى.

وأمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علماً وحفظاً وتدبيراً كقول القائل: أبطنته: يعني خبرته، وعلمت مكتوم سرّه، والباطن منّا الغايب في الشيء المستتر وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى وأمّا القاهر فليس على معنى علاج ونصب واحتيال، ومدارة ومكر كما يقهر العباد بعضهم بعضاً، والمقهور منهم يعود قاهراً والقاهر يعود مقهوراً، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أنّ جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله، وقلة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين، أن يقول له:( كن فيكون ) والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى، وهكذا جميع الأسماء، وإن كنا لم نستجمعها كلها فقد يكتفي الاعتبار بما ألقينا إليك، والله عونك وعوننا في إرشادنا وتوفيقنا... )(١) .

وحفلت هذه الرسالة بالاستدلال على قدم الخالق العظيم المبدع والمكوّن

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ١٢٠ - ١٢٣.

٢٨١

للأشياء على اختلاف أنواعها، كما حفلت بذكر بعض أسماء الله تعالى، وأنّها وإن أطلقت على الإنسان إلاّ أنّ المعنى مختلف، فإطلاقها على الله غير إطلاقها على الإنسان المفتقر إلى الله تعالى في جميع شؤونه وأحواله، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الرسالة وصفها الكليني بأنّها مرسلة، وليست بمسندة.

نزاهة الخالق عن المكان:

وتنزّه الخالق العظيم عن المكان والزمان اللذين هما من لوازم الموجودات التي تستند في وجودها إلى الله تعالى،

وقد خفّ رجل من وراء نهر بلخ نحو الإمام الرضاعليه‌السلام فقال له: ( إنّي أسألك عن مسألة فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك... ).

( سل عما شئت... ).

وعرض مسألته على الإمام قائلاً: ( أخبرني عن ربّك متى كان؟ وكيف كان اعتماده؟... ).

وأجابه الإمام ببالغ الحجّة قائلاً: ( إنّ الله تبارك وتعالى أين الأين بلا أين، وكيف الكيف بلا كيف، وكان اعتماده على قدرته... ).

إنّ الله تعالى هو الذي أوجد المكان والزمان فهما من مخلوقاته فكيف يتصف بهما؟

وبهر الرجل من جواب الإمام وسارع فقبل رأسه وقال: ( أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله وأنّ عليّاً وصي رسول الله، والقيّم بعده بما أقام به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّكم الأئمة الصادقون، وأنّك الخلف من بعدهم )(١) .

لقد كان الإمام من مصادر الهداية والنور في الأرض فأشاع في عصره الإيمان بالله، وأقام الحجّة على الخلق.

امتناع رؤية الله:

وكتب محمد بن عبيد إلى الإمام الرضاعليه‌السلام يسأله عن الرؤية - أي رؤية الله تعالى - وما ترويه العامة والخاصة في ذلك، وسأل الإمام أن يشرح له ذلك فكتب الإمام إليه الرسالة التالية:

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ٨٨.

٢٨٢

( اتفق الجميع لا تمانع بينهم، أنّ المعرفة من جهة الرؤية ضرورة، فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة، ثم لم تخل تلك المعرفة من أن تكون إيماناً أو ليست بإيمان، فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيماناً، فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بإيمان لأنّها ضده، فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنّهم لم يروا الله عزّ ذكره، وإن لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيماناً لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول، ولا تزول في المعاد، فهذا دليل على أنّ الله عزّ وجل لا يرى بالعين، إذ العين تؤدي إلى ما وصفنا... )(١) .

وأبطل الإمام بهذه الحجة البالغة رؤية الخالق العظيم بالعين لا بالفكر والعقل، فإن الإيمان به تعالى لو كان مرتبطاً بها للزم أن يكون الإيمان الناشئ من الأدلة الوجدانية على وجود الله ليس إيماناً، وهو باطل، وإن كانت معرفة الله تعالى الناشئة من الرؤية ليست إيماناً، فلازمه أن لا تكون المعرفة الناشئة من الأدلة موجبة للإيمان وهو باطل أيضاً. إنّ الإيمان بالخالق تعالى من الضروريات التي لا ينكرها إلاّ مَن زاغ فكره، وضل عقله، والله تعالى أبرز حقيقة ظاهرة في هذا الوجود تدلل عليه مخلوقاته إبطال التفويض والجبر. أمّا التفويض فهو يتصادم مع الدين الإسلامي، وكذلك الجبر فإنّه ليس من الإسلام في شيء، وقد سأل الحسن بن علي الوشاء الإمام عن ذلك فقال له: ( الله فوض الأمر إلى العباد؟... ).

وسارع الإمام في إبطال ذلك قائلاً: ( الله أغر من ذلك... ).

وانبرى الحسن قائلاً: ( جبرهم على المعاصي؟... ).

فردّه الإمام قائلاً: ( الله أعدل، وأحكم من ذلك... ).

وأضاف الإمام قائلاً: ( قال الله: يا بن آدم، أنا أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منّي،

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ٩٦ - ٩٧.

٢٨٣

عملت بالمعاصي بقوتي التي جعلتها فيك... )(١) .

إنّ الله تعالى منح عباده الإرادة الكاملة، فهم بمحض إرادتهم يطيعون أو يعصون، وليسوا مجبرين على شيء منهما.

وممّا أثر عن الإمام الرضاعليه‌السلام في إبطال الجبر والتفويض ما رواه سليمان بن جعفر الجعفري قال: ذكر عند الإمام الرضاعليه‌السلام الجبر والتفويض فقال: ألا أعطيكم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلاّ كسرتموه...

فقال أصحابه: إن رأيت ذلك.

فقالعليه‌السلام : ( إنّ الله تعالى لم يطع بإكراه، ولم يعص بغلبة، ولم يهمل العباد في ملكه، وهو المالك لما ملكهم، والقادر على ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادراً، ولا منها مانعاً، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل، وإن لم يحل ففعلوا، فليس هو الذي أدخلهم فيه... ).

وعقب هذا البرهان الحاسم قالعليه‌السلام لأصحابه: من يضبط حدود هذا الكلام فقد خاصم من خالفه... ).(٢) .

وأكّد الإمام هذا الأمر في حديثه مع علي بن أسباط فقد سأله عن الاستطاعة، فأجابه: ( يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله... ).

وانبرى علي قائلاً: ( جعلت فداك فسّر لي هذا... ).

وأوضح الإمامعليه‌السلام هذه الأمور بقوله: ( أن يكون العبد مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح يريد أن يزني فلا يجد امرأة، ثم يجدها، فأمّا أن يعصم نفسه فيمتنع، كما امتنع يوسفعليه‌السلام أو يخلي بينه وبين إرادته فيزني فيسمّى زانياً، ولم يطع الله بإكراه، ولم

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ١٥٧.

(٢) عيون أخبار الرضا ١ / ١٤٤.

٢٨٤

يعصه بغلبة... )(١).

لقد عرض الإمام الرضاعليه‌السلام ، وبقيّة أئمّة أهل الهدىعليهم‌السلام إلى بطلان الجبر والتفويض، وأثبتوا بصورة حاسمة لا تقبل الشك أنّ الأمر بين الأمرين، لا جبر ولا تفويض...

تفنيده لآراء القدرية:

وفنّد الإمام الرضاعليه‌السلام آراء القدرية، وأبطل شبههم في حديث له مع يونس بن عبد الرحمان قالعليه‌السلام : ( يا يونس لا تقل: بقول القدرية، فإنّ القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة، ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس فإنّ أهل الجنة قالوا:( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ ) وقال أهل النار:( قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ ) ، وقال إبليس:( ربّ بما أغويتني... ) الآية.

وأنكر يونس أن يقول بمقالتهم قائلاً: ( والله ما أقول بقولهم: ولكنّي أقول: لا يكون إلاّ بما شاء الله وأراد وقدّر وقضى... ).

وردّعليه‌السلام قائلاً: ( يا يونس ليس هكذا، لا يكون إلاّ ما شاء الله، وأراد، وقدّر وقضى، يا يونس تعلم ما المشيئة؟... ).

قال يونس: لا.

وأوضح الإمام له حقيقة المشيئة قائلاً: ( هي الذكر الأول. تعلم ما الإرادة؟... ).

قال يونس: لا.

وبيّن الإمام له واقع الإرادة قائلاً: ( هي العزيمة على ما يشاء. تعلم ما القدر؟... ). قال يونس: لا.

فقالعليه‌السلام :

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ١٦٠ - ١٦١.

٢٨٥

( هي الهندسة، ووضع الحدود من البقاء والفناء، والقضاء هو الإبرام، وإقامة العين... ).

وانحنى يونس إكباراً وإجلالاً للإمام، وقبّل رأسه، وقال له: ( فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة... )(١) .

الإمامة:

ومن بين البحوث العقائدية التي خاضها الإمام الرضاعليه‌السلام هي الإمامة، فقد عرض لها في كثير من مناظراته وبحوثه، كان منها ما يلي:

١ - أهمّيّة الإمامة:

الإمامة من أهم المراكز الحسّاسة في الإسلام؛ لأنّها تصون الأمّة وتحميها من الاعتداء، وتوفّر لها الكرامة والحرية، وتحقق لها جميع ما تصبو إليه.

وقد أدلى الإمامعليه‌السلام بحديث شامل إلى عبد العزيز بن مسلم عرض فيه بصورة موضوعية عن أهمية الإمامة، وأنّها من أهم الأهداف، والمبادئ التي تبنّاها الإسلام، فالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن ينتقل إلى حظيرة القدس، قد أقام القائد، والمرجع لأُمّته، وهو الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، رائد الحكمة في دنيا الإسلام، استمعوا إلى حديث الإمام الرضا عن الإمامة.

قالعليه‌السلام : ( يا عبد العزيز جهل القوم، وخدعوا عن أديانهم، إن الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء، بين فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام، وجميع ما يحتاج إليه كملا فقال عزّ وجل:( ما فرطنا في الكتاب من شيء... ) (٢) وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) (٣) وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صلّى الله عليه

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ١٥٧.

(٢) سورة الأنعام / آية ٣٨.

(٣) سورة المائدة / آية ٦٧، نزلت هذه الآية الكريمة في يوم عبد الغدير، وهو اليوم الخالد الذي أقام فيه الرسول (ص) الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قائداً لأمّته من بعده، وعيد الغدير جزء من رسالة الإسلام.

٢٨٦

وآله) حتى بين لأُمّته، معالم دينهم، وأوضح لهم سبيلهم، وتركهم على قصد الحق، وأقام لهم علياً إماماً، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الأمة إلاّ بينه، فمن زعم أن الله عزّ وجل لم يكمل دينه قد؟ رد كتاب الله عزّ وجل ومَن رد كتاب الله تعالى فهو كافر...

وحكى هذا المقطع الأهمية البالغة للإمامة عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فهي من أهم العناصر في رسالته الخالدة فبها كمال الدين وإتمام النعمة وقد اختارصلى‌الله‌عليه‌وآله لهذا المنصب الخطير أخاه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، فقد أقامه خليفة من بعده، وأمر المسلمين بمبايعته في غدير خم، وقد أوضحصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك السبيل لأمّته، ولم يترك الأمر فوضى من بعده...

ولنستمع إلى بند آخر من حديثهعليه‌السلام يقول: ( هل يعرفون قدر الإمامة، ومحلّها من الأمّة فيجوز فيها اختيارهم؟ إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شاناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس، بعقولهم أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم إنّ الإمامة خصّ الله بها إبراهيم الخليلعليه‌السلام بعد النبوّة، والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها، وأشاد بها ذكره، فقال عزّ وجل:( إنّي جاعلك للناس إماماً ) (١) .

فقال الخليل: سروراً بها:( ومن ذريتي ) قال الله عز وجل:( لا ينال عهدي الظالمين ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة،، وصارت في الصفوة، ثم أكرمه الله عزّ وجل بأن جعلها في ذرّيته أهل الصفوة والطهارة فقال عزّ وجل:( ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلاًّ جعلنا أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) (٢) فلم يزل في ذرّيته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الله عزّ وجل:( إنّ أولى الناس للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) (٣) فكانت له خاصة، فقلدهاصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا بأمر الله عزّ وجل على رسم ما فرضها الله عز وجل فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عزّ وجل:( فقال الذين أوتوا العلم

____________________

(١) سورة البقرة / آية ١٢١.

(٢) سورة الأنبياء / آية ٧٢ و ٧٣.

(٣) سورة آل عمران / آية ٦٧.

٢٨٧

والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ) (١) فهي في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟ ).

عرض الإمامعليه‌السلام في هذا المقطع إلى استحالة الاختيار والانتخاب للإمامة وأنّها غير خاضعة لإرادة الجماهير الذين لا علم لهم بواقع الأمور وحقيقة الأشياء، وإنّما أمرها بيد الله تعالى فهو الذي يختار لقيادة عباده ممّن تتوفّر فيه الصفات الرفيعة من التقوى والحريجة في الدين، والعلم بما تحتاج إليه الأمة في جميع مجالاتها ليضمن لها حياة كريمة لا ظل فيها للقهر والظلم والغبن، والفقر.

الإمامة كالنبوّة في أنّ أمرها بيد الله تعالى، وقد منحها لأفضل عباده وهو إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، وانتقلت من بعده إلى أفاضل ذريته كإسحاق ويعقوب، ثم انتقلت إلى سيد الأنبياء الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلّدها من بعده إلى باب مدينة علمه، وأفضل أمّته الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم من بعده إلى الأئمّة الطاهرين من ذريته الذين هم صفوة خلق الله تعالى.

ولننتقل إلى فصل آخر من كلام الإمامعليه‌السلام يقول: ( إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة الله عزّ وجل، وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسينعليهم‌السلام إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعزّ المؤمنين. إنّ الإمامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة، والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء، والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة. الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى، والبيد القفار، ولجج البحار، والإمام على البقاع(٢) الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك، مَن فارقه هالك.

____________________

(١) سورة الروم / آية ٥٦.

(٢) البقاع: هو التل المشرف.

٢٨٨

الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة، الإمام الأمين، الرفيق، والوالد الرقيق والأخ الشفيق، ومفزع العباد في الداهية. الإمام أمين الله في أرضه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، الداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله.

الإمام المطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم مرسوم بالحلم، نظام دين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين وبوار الكافرين.

الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل، ولا نظير، مخصوص بالفعل كلّه، من غير طلب منه، له، ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب، فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ويمكنه اختياره؟ هيهات، هيهات، ضلت العقول وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسرت العيون وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف له أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقام مقامه ويغنى غناه كيف وأنّى وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟ أظنوا أن يوجد ذلك؟ في غير آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كذبتهم والله أنفسهم، وفتنهم الباطل، فارتقوا مرتقى صعبا، دحضا نزل عنه إلى الحضيض أقدامهم... ).

حفل هذا المقطع من كلام الإمامعليه‌السلام بأهمّية الإمام، وأنّه ظل الله في الأرض، وعليه تدور جميع مصالح الأمّة، وما تنشده من أهداف، كما ترتبط به إقامة الحدود، وصيانة الثغور، وتحليل الحلال، وتحريم الحرام، وتطبيق أحكام الله تعالى على واقع الحياة العامة التي يعيشها المسلمون ومن المؤكّد أنّ هذه الأهداف الأصيلة والمبادئ العليا، لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يحقّقها على مسرح الحياة إلاّ أئمّة الهدىعليهم‌السلام الذين أقصتهم أئمّة الظلم والجور عن مراكزهم التي منحها الله لهم، فعانت الأمة من جراء ذلك جميع ألوان الظلم والجور. ويواصل الإمامعليه‌السلام حديثه بالإشادة بأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، ومناهضة أئمّة الجور، وينعى على الذين أقاموهم، يقول

٢٨٩

عليه‌السلام : ( راموا إقامة الإمام بعقول جائرة بائرة ناقصة وآراء مضلّة، فلم يزدادوا إلاّ بعداً قاتلهم الله أنّى يؤفكون، لقد راموا صعباً، وقالوا: إفكاً وضلوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في لحيرة، إذ تركوا عن بصيرة، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين، ورغبوا عن اختيار الله، واختيار رسوله إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم( وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عمّا يشركون ) (١) وقال الله عزّ وجل:( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) (٢) وقال عزّ وجل:( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ) (٣) .

وقال عزّ وجل:( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (٤) أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، أم( قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (٥) ( وقالوا سمعنا وعصينا ) (٦) بل هو( فضل الله يؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضل العظيم ) (٧) .

فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل، راع لا ينكل معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو نسل المطهرة البتولعليها‌السلام لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، فالنسب من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والرضا من الله، شرف الأشراف والفرع من عبد مناف، نامي العلم،

____________________

(١) سورة القصص / آية ٦٨.

(٢) سورة الأحزاب / آية ٣٦.

(٣) سورة القلم / آية ٣٦ - ٤١.

(٤) سورة محمد / آية ٢٤.

(٥) سورة الأنفال / آية ٢١ - ٢٣.

(٦) سورة البقرة آية ٩٣.

(٧) سورة الحديد / آية ٢١.

٢٩٠

كامل الحلم، مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عزّ وجل ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله. إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، في قوله تعالى:( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدي إِلاّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١) وقوله عزّ وجل:( ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً ) (٢) وقوله عزّ وجل في طالوت:( إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ) (٣) وقال عزّ وجل لنبيه:( وكان فضل الله عليك عظيماً ) . وقال عزّ وجل في الأئمّة من أهل بيته وعترته وذرّيته:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (٤) . إنّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجل لأمور عباده شرح الله صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يع بعده بجواب، ولا يحيد عنه الصواب، وهو معصوم مؤيد، موفق مسدد قد أمن الخطايا والزلل والعثار يخصّه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهد على خلقه( وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضل العظيم ) فهل يقدرون على مثل هذا؟ فيختاروه أو يكون مختارهم بهذه الصفة؟ فيقدموه؟ فعدوا وبيت الله الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنّهم لا يعلمون، وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم، وأتعسهم، فقال عزّ وجل:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (٥) وقال عزّ وجل:( فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) (٦)

وقال عزّ وجل:( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) (٧) (٨) .

____________________

(١) سورة البقرة / آية ٢٦٩.

(٢) سورة البقرة / آية ٢٤٧.

(٣) سورة النساء / آية ١١٣.

(٤) سورة النساء / آية ٥٤ و ٥٥.

(٥) سورة القصص / آية ٥٠.

(٦) سورة محمد / آية ٨.

(٧) سورة المؤمن / آية ٣٥.

(٨) عيون أخبار الرضا ١ / ٢١٦ - ٢٢٢، أصول الكافي ١ / ١٩٩.

٢٩١

وانتهى هذا الحديث الشريف الذي هو من أوثق الأدلة، وأشملها على ضرورة الإمامة، وأنّها من أهم المراكز الحسّاسة في الإسلام، وليست خاضعة لاختيار الأمة وانتخابها، وإنّما أمرها بيد الخالق العظيم، فهو الذي يعين، وينتخب أفضل عباده، وأتقاهم لهذا المنصب الخطير ليقيم بين الناس العدل الخالص، والحق المحض، ويسوسهم بسياسة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

علامات الإمام:

وأدلى الإمامعليه‌السلام بحديث عن علامات الإمام، وصفاته جاء فيه: ( للإمام علامات: يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس... )(١) .

ويجب أن تتوفّر في الإمام هذه الصفات حتى يصلح لقيادة الأمة ورفع مستواها اجتماعياً واقتصادياً.

الأئمّة خلفاء الله:

روى أبو مسعود الجعفري قال: سمعت الإمام أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول: الأئمّة خلفاء الله عزّ وجل في أرضه(٢) والشيء الذي لا ريب فيه أنّ أئمة أهل البيتعليهم‌السلام هم خلفاء الله تعالى في أرضه وحججه على عباده، وأُمنائه في بلاده، فهم قادة هذه الأمة، والأدلاء على مرضاة الله تعالى وطاعته.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ١ / ٢١٣.

(٢) أصول الكافي ١ / ١٩٣.

٢٩٢

في رحاب القرآن الكريم

٢٩٣

كان الإمام الرضاعليه‌السلام حليف القرآن الكريم يتلوه باستمرار، ويتأمّل آياته بإمعان، وكان يجد في تلاوته له متعة لا تعادلها أيّة متعة في الحياة، ويقول الرواة: إنّ جميع كلامه تأثّر تأثيراً مباشراً بالقرآن فكان جوابه، وتمثّله انتزاعات منه(١) وبلغ من شغفه وولعه بالقرآن أنّه كان يختمه في كل ثلاثة أيام، ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة أيام لفعلت، ولكنّي ما مررت بآية قط إلاّ فكّرت فيها وفي أي شيء نزلت، وفي أي وقت؟ فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام(٢) .

ومعنى ذلك أنّه كان في أغلب أوقاته مشغولاً بتلاوة القرآن الكريم، والإمعان في تفسيره، وأسباب نزول آياته. ويقول المؤرّخون: إنّه كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فإذا مرّ بآية فيها ذكر الجنّة أو النار بكى، وسأل الله الجنّة، وتعوّذ به من النار(٣).

وقبل أن نعرض لنماذج من تفسيره لبعض الآيات نلمح لبعض الجهات التي ترتبط بالموضوع:

تعقيبه على بعض الأمور:

كان الإمامعليه‌السلام إذا قرأ بعض سور القرآن الكريم عقّب عليها ببعض الكلمات، ومن بينها هذه السور:

١ - سورة التوحيد.

وكان إذا فرغ من تلاوة سورة التوحيد عقّب عليها بقوله: ( كذلك الله ربّنا ) يقول ذلك ثلاثاً.

٢ - سورة الجحد: وإذا فرغ من قراءة سورة الجحد قال ثلاثا ( ربّي الله وديني الإسلام ).

٣ - سورة التين: وبعد الفراغ من قراءتها يقول: ( بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ).

٤ - سورة القيامة: وإذا قرأ سورة القيامة قال: ( سبحانك اللّهمّ... ).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٠.

(٢) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٠، البحار ١٢ / ٢٣.

(٣) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٠.

٢٩٤

٥ - سورة الفاتحة: وبعد فراغه من قراءة سورة الفاتحة يقول: ( الحمد لله ربّ العالمين... ).

٦ - سورة سبح اسم ربّك: وإذا تلى هذه السورة قال: ( سبحان ربّي الأعلى )(١) .

البسملة:

تطرّق الإمامعليه‌السلام إلى بعض شؤون البسملة في جملة من أحاديثه، كان منها ما يلي:

١ - أهمّيّة البسملة:

إنّ للبسملة أهمية خاصة عند أئمة أهل البيتعليهم‌السلام فقد روي عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام أنّها ( أوّل كل كتاب نزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم ) وروي عن الإمام الرضاعليه‌السلام : ( إنّها أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى سوادها )(٢).

٢ - البسملة جزء من السورة:

وأعلن الإمامعليه‌السلام أنّ البسملة جزء من سورة القرآن الكريم، فقد روي أنّه قيل للإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : أخبرنا عن بسم الله الرحمن الله الرحيم أهي من فاتحة الكتاب؟

فقال: نعم كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأها ويعدها آية منها، ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني(٣) .

٣ - الجهر بالبسملة في الصلاة:

وكان الإمام الرضاعليه‌السلام يجهر بالبسملة في جميع صلواته بالليل والنهار(٤) وشجب مَن يخفت بها، فقال: ( ما بالهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها )(٥) .

نماذج من تفسيره للقرآن:

وأهتمّ الإمام الرضاعليه‌السلام اهتماماً بالغاً في تفسير القرآن الكريم فأولاه

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٣.

(٢) مواهب الرحمان في تفسير القرآن ١ / ٢١.

(٣) مواهب الرحمان في تفسير القرآن ١ / ٢٠.

(٤) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٠.

(٥) مواهب الرحمان في تفسير القرآن ١ / ٢٠.

٢٩٥

المزيد من العناية في محاضراته وبحوثه التي ألقاها على الفقهاء والعلماء وسائر طلاّبه، وقد نقلها الرواة والمفسّرون للقرآن، وهذا بعضها:

١ - قوله تعالى:( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١) .

قالعليه‌السلام في تفسير هذه الآية: ( الختم هو الطبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم... )(٢) .

٢ - قوله تعالى:( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) (٣) .

قالعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى:( وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) ( إنّ الله لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنّه متى علم أنّهم لا يرجعون عن الكفر والضلالة، فمنعهم المعاونة واللطف، وخلّى بينهم وبين اختيارهم )(٤) .

٣ - قوله تعالى:( ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) (٥) سأل عبد السلام بن صالح الهروي الإمام الرضاعليه‌السلام فقال له: يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروي أنّها الحنطة، ومنهم مَن يروي أنّها العنب ومنهم مَن يروي أنّها شجرة الحسد؟

فقالعليه‌السلام : كل ذلك حق، فقال عبد السلام: ما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقالعليه‌السلام : يا بن الصلت إنّ شجرة الجنة تحمل أنواعاً، وكانت شجرة الحنطة، وفيها عنب، وليست كشجرة الدنيا(٦) .

وعلّق الإمام السبزواري على هذه الرواية بقوله: ( لا ريب في أنّ تلك الجنة، ولو كانت من الدنيا لها خصوصية ليست تلك الخصوصية في جميع جنات الدنيا، ومن جهة قلة التزاحم والتنافي في تلك الجنة أو عدمهما فصح أن تحمل شجرة منها أنواعاً

____________________

(١) سورة البقرة / آية ٧.

(٢) مواهب الرحمن ١ / ٨٥.

(٣) سورة البقرة / آية ٢٠.

(٤) مواهب الرحمن ١ / ١٠٦.

(٥) سورة البقرة / آية ٣٥.

(٦) عيون أخبار الرضا.

٢٩٦

٤ - قوله تعالى:( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة... ) (١).

قالعليه‌السلام في تفسير الآية الكريمة: إنّهم - أي الذين قالوا لموسى هذا القول - السبعون الذين اختارهم موسىعليه‌السلام وصاروا معه إلى الجبل، فقالوا: إنّك قد رأيت الله فأرناه كما رأيته، فقال لهم: إنّي لم أره، فقالوا له: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة(٢) .

٥ - قوله تعالى:( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) (٣) .

وأدلى الإمامعليه‌السلام بتفسير هذه الآيات، فقد روى أحمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سمعت أبا الحسن الرضا يقول: إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسىعليه‌السلام إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً، فأخبرنا مَن قتله؟ قال: ايتوني ببقرة( قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ ) يعني لا صغيرة ولا كبيرة( عوانٌ بين ذلك ) ولو أنّهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ) ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم

____________________

(١) سورة البقرة / آية ٥٥.

(٢) مواهب الرحمن ١ / ٢٥٥.

(٣) سورة البقرة / آية ٦٧ - ٧١.

٢٩٧

( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ) فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيع إلاّ بملء مسكها ذهباً فجاؤوا إلى موسىعليه‌السلام ، وقالوا له ذلك، فقال اشتروها فاشتروها، وجاؤوا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها، فلمّا فعلوا ذلك حيي المقتول، وقال: يا رسول الله إنّ ابن عمّي قتلني دون مَن يدّعي عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله فقال لرسول الله موسى بعض أصحابه: إنّ هذه البقرة لها نبأ، فقال موسى: ما هو؟ قالوا إنّ فتى من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وأنّه اشترى بيعاً، فجاؤوا إلى أبيه والأقاليد (مقاليد) تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه، فأخبره، فقال له: أحسنت هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى: انظر إلى البر ما بلغ أهله(١) .

٦ - قوله تعالى:( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنّما نحن فتنة... ) الآية(٢) .

قالعليه‌السلام في تفسير هذه الآية: ( وأمّا هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس السحر ليتحرزوا به عن سحر السحرة، ويبطلوا كيدهم وما علما أحدا من ذلك شيئاً إلاّ قالا له:( إنّما نحن فتنة فلا تكفر ) ، فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز عنه، وجعلوا يفرقون بما يعلّمونه بين المرء وزوجه، قال الله تعالى:( ما هم بضارين به من أحد إلاّ بإذن الله ) (٣).

٧ - قوله تعالى:( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي... ) (٤)

قالعليه‌السلام في تفسير هذه الآية: ( يعني شاة، وضع على أدنى القوم قوة ليسع القوي والضعيف )(٥) .

٨ - قوله تعالى:( وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ) (٦) .

____________________

(١) تفسير العياشي.

(٢) سورة البقرة / آية ١٠٢.

(٣) مواهب الرحمان ٢ / ٣٥٥.

(٤) سورة البقرة / آية ١٩٦.

(٥) مواهب الرحمان.

(٦) سورة البقرة / آية ٢٠٥.

٢٩٨

هذه الآية الكريمة نزلت في الأخنس بن شريك حليف بني زهرة أقبل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة، وقال: جئت أريد الإسلام ويعلم الله أنّي لصادق فأعجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منه، ثم إنّه خرج من عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فمرّ بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر(١) وقد فسّر الإمام الرضاعليه‌السلام النسل بالذرية والحرث بالزرع(٢) .

٩ - قوله تعالى:( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ) (٣) .

سأل ابن فضال الإمام الرضاعليه‌السلام عن تفسير هذه الآية فأجابه: ( هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام وهكذا نزلت، وعن قول الله عزّ وجل:( وجاء ربّك والملك صفاً صفاً ) فقالعليه‌السلام : إنّ الله لا يوصف بالمجيء والذهاب تعالى عن الانتقال، وإنّما يعني بذلك وجاء أمر ربّك والملك صفاً صفاً )(٤)

وعلق السيد السبزواري على تفسير الإمام بقوله: ( ما ورد في الحديث حسن جدا للآية الشريفة كما هو شأنهعليه‌السلام في بيان الآيات المتشابهات، والمراد بقولهعليه‌السلام : هكذا نزلت هو النزول البياني والتفسيري على قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٥) .

١٠ - قوله تعالى:( وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... ) (٦) .

سأل صفوان بن يحيى الإمام الرضاعليه‌السلام عن هذه الآية، وقال له: أكان في قلب إبراهيم شك؟ فقالعليه‌السلام : لا، كان على يقين ولكنّه أراد من الله الزيادة في يقينه.(٧) .

١١ - قوله تعالى:( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم على العالمين ذرّيّة

____________________

(١) الدر المنثور.

(٢) تفسير العياشي.

(٣) سورة البقرة / آية ٢١٠.

(٤) مواهب الرحمان ٣ / ٢٧٠.

(٥) مواهب الرحمان ٤ / ٢٧٠.

(٦) سورة البقرة / آية ٢٦٠.

(٧) تفسير القمّي.

٢٩٩

بعضها من بعض ) (١) .

استدل الإمام الرضاعليه‌السلام بهذه الآية الكريمة حينما سأله المأمون هل فضل الله العترة على سائر الأمة؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله عزّ وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه، فقال المأمون: وأين ذلك من كتاب الله؟ فقالعليه‌السلام : في قوله عزّ وجل:( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرّيّة بعضها من بعض ) إنّ العترة داخلون في آل إبراهيم لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من ولد إبراهيم وهو دعوة إبراهيم، وعترته منه(٢) وكلام الإمامعليه‌السلام ليس من التفسير، وإنّما هو من الاستدلال بظاهر الآية على ما ذكره.

١٢ - قوله تعالى:( قال الله يا عيسى إنّي متوفيك ورافعك إليّ ) (٣) .

قالعليه‌السلام في تفسير الآية: ( إنّه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله، وحججه على الناس إلاّ أمر عيسى وحده؛ لأنّه رفع من الأرض حياً، وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماء، ورد عليه روحه، وذلك قوله عزّ وجل:( إذ قال الله يا عيسى إنّي متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك ) وقال الله حكاية عن عيسى يوم القيامة:( وكنت شهيداً عليهم ما دمت فيهم فلمّا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيداً ) (٤) .

وعلّق السيد السبزواري على هذا الحديث بقوله: الحديث يدل على توفّي عيسىعليه‌السلام وموته قبل رفعه إلى السماء وبهذا يمكن أن يجمع بين جميع الأقوال لفرض صراحة الحديث بأنّه مات ما بين السماء والأرض ثم ارجع الله روحه إليه، ورفعه(٥) .

١٣ - قوله تعالى:( هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) (٦) فسّر الإمام الرضاعليه‌السلام الدرجات والتفاوت بين المتقين يوم القيامة فقال

____________________

(١) سورة آل عمران / آية ٣٣ - ٣٤.

(٢) مواهب الرحمان ٥ / ٣٢٨.

(٣) سورة آل عمران / آية ٥٥.

(٤) عيون أخبار الرضا.

(٥) مواهب الرحمان.

(٦) سورة آل عمران / آية ١٦٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363