حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ١

حياة الإمام الرضا (عليه السلام)15%

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 363

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 363 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156058 / تحميل: 8636
الحجم الحجم الحجم
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ١

مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

حياة الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام

دراسة وتحليل

الجزء الأوّل

باقر شريف القرشي

منشورات سعيد بن جبير

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) .

صدق الله العليّ العظيم

القرآن الكريم

٥

٦

تقريظ لسماحة المرجع الديني الإمام السيّد عبد الأعلى السبزواري (دامت بركاته)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد، فإنّ الأئمّة الأطهار (سلام الله تعالى عليهم) وسائط الفيض الأقدس وأسباب الرحمة الإلهية وأُمناء الله جلّ شأنه في الأرض، وقد منحهم سبحانه وتعالى من العلوم والمعارف الربوبية ما أقاموا به أساس الدين وعمود الشريعة، وقد اختص منهم الإمام الهمام الرؤوف المعصوم على بن موسى الرضا (صلوات الله عليه) في تثبيت المعارف الربوبية بالمناظرة مع أرباب الديانات وأصحاب المقالات والأهواء الباطلة، فأقام الحق ودحض الباطل ببياناته الشريفة وصارت كلماته المقدّسة محور الدراسات وأساس الكمالات وقد انبرى جماعة من العلماء ( جزاهم الله تعالى خير الجزاء ) لجمعها وتفسيرها وشرحها، وممّن خصّه الله تعالى بهذه الكرامة العظمى علم الأعلام وشيخ المحدّثين الحجّة الشيخ باقر القرشي (دامت بركاته) الذي وهبه الله تعالى من فيوضاته الخاصة وجعله من الأدلاّء إلى الأئمة الهداةعليهم‌السلام والشارح لكلماتهم الشريفة وسِيَرهم الحسنة، فشكر الله تعالى مساعيه ووفّقه لإعلاء كلمة الحق وإظهار الحقيقة إنّه سميع مجيب

٢٦ ج ٢ / ١٤١٢      

عبد الأعلى الموسوي السبزواري

٧

الإهداء

إلى... رائد النهضة الفكرية والعلمية في الإسلام

إلى... سليل النبوّة، ومعدن العلم والحكمة

إلى... الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام أرفع لمقامه العظيم هذا المجهود المتواضع الذي بحثت فيه عن سيرة حفيده الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، راجياً التفضّل علي بالقبول ليكون لي ذخرا يوم ألقى الله.

المؤلِّف

٨

تقديم

- ١ -

هذه دراسة عن حياة الإمام الرضاعليه‌السلام الإمام الثامن من أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو قبس من نور الله تعالى، ونفحة من رحماته، وكنز من كنوز حكمته، وله ولآبائه - قادة الفكر الإسلامي - في مدح الله تعالى غنى عن مدح المادحين ووصف الواصفين، فقد أذهب عنهم الرجس، وطهّرهم من الزيغ، قال تعالى:

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) .

كما فرض تعالى مودتهم على جميع أبناء الإسلام، قال تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٢) .

وقرنهم جدّهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بمحكم التنزيل، فقد قال: ( إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما... )(٣) .

____________________

(١) سورة الأحزاب / آية ٢٢.

(٢) سورة آل حم الشورى / آية ٢٣.

(٣) صحيح الترمذي ٢ / ٣٠٨، أسد الغابة ٢ / ١٢.

٩

كما جعلهمصلى‌الله‌عليه‌وآله سفن نجاة هذه الأمّة قال:

( إنّما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح مَن ركبها نجا، ومَن تخلف عنها غرق، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل مَن دخله غفر له )(١) .

ووجّه المأمون سؤالاً لعبد الله بن مطر، وهو من أعلام الفكر والأدب في عمره فقال له: ( ما تقول في أهل البيت؟ ).

فأجابه عبد الله بهذه الكلمة المشرقة قائلاً:

( ما قولي: في طينة عُجنت بماء الرسالة، وغُرست بماء الوحي، هل ينفح منها إلاّ مسك الهدى، وعنبر التقى... ).

وملكت هذه الكلمة الذهبية قلب المأمون، وكان الإمام الرضاعليه‌السلام حاضراً في المجلس، فأمر المأمون أن يحشى فم عبد الله لؤلؤاً(٢) .

إنّ جميع القيم الرفيعة، والمبادئ الأصيلة التي يعتز بها هذا الكائن الحي من بني الإنسان كلها ماثلة في أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، فهي من عناصرهم ومن ذاتياتهم.

- ٢ -

أمّا نزعات الإمام الرضاعليه‌السلام وعناصره النفسية فهي كنزعات آبائه الأئمة العظام تجرّداً عن الدنيا، وزهداً في مباهجها، وإعراضاً عن زينتها، وإقبالاً على الله، وانقطاعاً إليه، وتمسّكاً بطاعته، وعلماً بأحكام الدين، وإحاطة شاملة بشريعة سيد المرسلين، وعوناً للضعفاء، وغوثاً للمحرومين، وسعياً لقضاء حاجات المحتاجين، إلى غير ذلك من الصفات الكريمة التي جعلتهم في قمّة الشرف والمجد في دنيا العرب والإسلام. وملك الإمام الرضاعليه‌السلام هذه القيم الأصيلة بجميع صورها وألوانها، فقد تجرّد عن الدنيا تجرّداً كاملاً، وطلّقها ثلاثاً كما طلّقها جدّه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام فلم يحفل بزينتها ومباهجها، وقد تجلّى ذلك - بوضوح – حينما

____________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ٦٨، الحلية ٤ / ٣٠٦، تاريخ بغداد ٢ / ١٩.

(٢) البحار ١٢ / ٧١.

١٠

تقلّد ولاية العهد التي هي أعظم مركز في الدولة الإسلامية، فقد كان الشخصية الثانية بعد المأمون، فقد رفض جميع مغريات الحكم والسلطان، وكره كأشد ما تكون الكراهية ما يقيمه الناس لملوكهم وحكّامهم من المهرجانات الشعبية، وصنوف العظمة والتكريم، وقد أعلن ذلك بقوله:

( إنّ مشي الرجال خلف الرجال فتنة للمتبوع، ومذلّة للتابع... )(١) .

وكان - فيما يقول الرواة - يدخل حمّام السوق، وصاحب الحمّام لا يعرفه، وقد اتفق أنّ جندياً كان في الحمّام فطلب منه أن يقوم بتدليكه وتنظيفه فانبرى مجيباً لطلبه، وحينما علم الجندي بذلك استولى عليه الفزع والرعب فهدّأ الإمام روعه، وعرّفه أنّه قام بخدمة إنسانية له.

وكان من معالي أخلاقه أنّه كان يأكل مع غلمانه، وخدمه، ويكره أن يتميّز عليهم إلى غير ذلك من سمو أخلاقه التي ورثها من جده الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

- ٣ -

ولأئمّة أهل البيتعليه‌السلام سياستهم المشرقة، ومنهجهم النيّر في عالم الحكم والسياسة، فهم يرون أن الحكم يجب أن يكون وسيلة لإقامة العدل الخالص، والحق المحض، ونشر المحبة والأُلفة بين الناس، ولا بد أن يكون أداة لإنعاش الشعوب، ورفاهيتها وأمنها ورخائها، ولا قيمة للحكم عندهم إذا لم يحقق هذه الأهداف النبيلة التي تسعد بها الشعوب، استمعوا إلى ما يقوله سيد العترة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى وزيره ومستشاره عبد الله بن عباس، وقد رفع إليه نعله التي كانت من ليف، فقال له: ( يا بن عباس ما قيمة هذا النعل؟... )

وسارع ابن عباس قائلاً: ( لا قيمة له يا أمير المؤمنين... )

فانبرى الإمام قائلاً: ( إنّه خير من خلافتكم هذه إلاّ أن أقيم حقاً، وأدفع باطلاً... ).

____________________

(١) تأريخ اليعقوبي.

١١

ولم يحفل قاموس السياسة في تقييم الحكم بكلمة أجلّ، ولا أسمى من هذه الكلمة التي أدلى بها عملاق الفكر الإسلامي الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام فلا قيمة للسلطة ما لم يقم في ظلّها الحق والعدل، ويقصي فيها الباطل والجور.

إنّ هذا هو منهج الله تعالى الذي يريده لعباده لتستقيم حياتهم، وينعمون في ظل حكم لا خداع فيه، ولا تضليل، ولا تلاعب بما تملكه الأمة من مقدّرات.

- ٤ -

وبرز الإمام الرضاعليه‌السلام على مسرح الحياة السياسية في الإسلام كألمع سياسي عرفه التاريخ الإسلامي، فقد كان صلباً في مواقفه السياسية، فلم تخدعه الأساليب البرّاقة، ولا الأماني المزيّفة التي قدّمها له الملك العباسي المأمون من تنازله عن العرش، وترشيحه له، فلم يكن هذا العرض واقعياً، ولا صادقاً بحال من الأحوال، وإنّما كان لأغراض سياسية، لعلّ كان من أهمّها القضاء على الثورات الملتهبة التي كادت أن تحرق الحكم العباسي، وتلف لواءه، والتي منها ثورة أبي السرايا، فقد كان قائداً عسكرياً ملهماً، فهو كأبي مسلم الخراساني الذي أطاح بالحكم الأموي، ومضافاً لذلك جلب عواطف الإيرانيين وسائر القوى الموالية لأهل البيتعليهم‌السلام الذين جهدت الحكومات العباسية المتعاقبة على ظلمهم، والتنكيل بهم، وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية.

ولم تخف على الإمام الرضاعليه‌السلام دوافع المأمون السياسية بتنازله عن رئاسة الدولة، وتقديمها بسخاء له، فامتنععليه‌السلام امتناعاً شديداً من قبولها. ولمّا يئس منه عرض عليه ثانياً ولاية العهد فامتنع كذلك، إلاّ أنّه تهدّده، وتوعّده بالقتل إن لم يستجب لذلك، فاستجاب على كره، وقد شرط عليه شروطاً ألقت الأضواء على كراهيته وعدم رضاه، وهي:

أ - لا يأمر، ولا ينهي.

ب - لا يعزل أحداً عن منصبه.

ج - لا ينصّب أحداً في أي منصب من مناصب الدولة.

ومعنى هذه الشروط أن يكون له مجرّد الشكل الظاهري من أنّه ولي عهد المأمون، كما أنّ معناه أنّ حكومة المأمون ليست شرعية، ولو كانت شرعية لما شرط عليه هذه الشروط.

١٢

ولم تمض الأيام حتى استبان للجميع عمق ما ذهب إليه الامام، وزيف ما عرضه المأمون على الامام، وانه انما عمد لذلك للعبة سياسية فلما انتهت قام باغتيال الامام، لأنه لا يمكنه عزله، وسنوضح جميع هذه البحوث في غضون هذا الكتاب.

- ٥ -

ومن بين بحوث هذا الكتاب التدليل على مدى الثروات العلمية الهائلة التي يملكها الإمام الرضاعليه‌السلام ، فقد شملت جميع ألوان العلوم والمعارف من الفلسفة، وعلم الكلام، والطب، والفقه، وغيرها، وقد دلّت على ذلك بصورة موضوعية، وواضحة، مناظراته مع كبار الفلاسفة والعلماء الذين جلبهم المأمون من مختلف أقطار الدنيا وأمصارها إلى خراسان لامتحان الإمام، وقد عقد مع كل وفد منهم اجتماعاً خاصاً وسرّيّاً، ووعدهم بالثراء العريض إن أفحموا الإمام، وأعجزوه عن إجابتهم ليتخذ من ذلك وسيلة للطعن والتشهير بما تذهب إليه الشيعة من أنّ أئمة أهل البيتعليهم‌السلام أعلم الأمة وأنّ الله آتاهم من العلم والفضل كما آتى أنبياءهم، وأوصياءهم.

واستجاب العلماء لدعوة المأمون فسألوا الإمام عن أعقد المسائل، وأكثرها غموضاً ويقول المؤرّخون: إنّهم سألوه عن أكثر من عشرين ألف مسألة في أبواب متفرقة فأجابهم عنها جواب العالم الخبير المتخصص، فبهر العلماء من سعة علومه، ودان الكثيرون منهم بإمامته، ممّا اضطرّ المأمون إلى حجب الإمام عن العلماء وغيرهم، وفرض الرقابة الشديدة عليه لئلاّ يفتتن الناس به.

ومن الجدير بالذكر أنّ تلك المناظرات قد دوّنها بعض تلامذة الإمامعليه‌السلام إلاّ إنّا لم نعثر عليها، ولعلّها من جملة المخطوطات التي خسرها العالم العربي والإسلامي.

وعلى أيّ حال فقد نقل مؤرّخو الشيعة طائفة يسيرة من تلك المناظرات وهي ذات أثر مهم للغاية، فإنّها على قلّتها تكشف عن مدى ثروات الإمام العلمية، وتدلل على أنّه من عمالقة الفكر والعلم في دنيا الإسلام.

- ٦ -

وأثرت عن الإمام الرضاعليه‌السلام كوكبة من الكتب نصّ عليها المعنيّون بتدوين أسماء الكتب كابن النديم، والطوسي وغيرهما، كما نصّ عليها المترجمون للإمام وهي:

١٣

أ - طب الإمام الرضاعليه‌السلام :

وهي رسالة جليلة، كتبها الإمام للمأمون بطلب منه، وسُمّيت بـ‍ (الرسالة الذهبية ) لنفاستها، وقد عرضت بصورة موضوعية وشاملة إلى برامج الأغذية الصحية التي تعتبر الأساس للصحّة العامة، كما عرضت إلى ما يصلح بدن الإنسان، ويقيه من الإصابة بكثير من الأمراض، وكان من جملة تلك الوصفات عدم الإسراف في تناول الطعام، فإنّ الإسراف فيه يعرّض الإنسان للإصابة بارتفاع الضغط الدموي، والإصابة بداء السكر، وتصلّب شرايين القلب، وغير ذلك من الأمراض الخطرة، ومن المؤكّد أنّ وصايا الإمام الصحية لو طُبّقت على مسرح الحياة لجعلت الطب وقائياً.

ونظرا لأهمية هذه الرسالة فقد انبرى جمع من الفضلاء إلى شرحها فكان منهم الدكتور السيد صاحب زيني، فقد شرحها بما يتفق والطب الحديث.

ب - مسند الإمام الرضا:

أو صحيفة الإمام الرضا، وقد احتوت على طائفة من الاخبار يروي الإمامعليه‌السلام بعضها بسنده عن جده الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد طبعت في القاهرة، طبعها، وعلق عليها العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسمي.

ج - جوامع الشريعة:

وقد جمعت غرر الأحكام الشرعية، وأُمّهات المسائل الفقهية، وقد أملاها الإمامعليه‌السلام على الفضل بن سهل رئيس وزراء المأمون، وذلك بطلب منه، وذكرت هذه الرسالة في ( تحف العقول ) وغيره من مؤلّفات الشيعة، وقد نقلناها عنهم، وأثبتناها في غضون هذا الكتاب، وهذه الكتب إنّما هي من بعض ثروات الإمام العلمية.

أمّا فقه الإمام الرضا، فقد دللنا على أنّه ليس من مؤلّفاته، وإنّما هو لغيره ومنسوب إليه. وعلى أي حال، فقد ذكر الرواة للإمام طائفة كبيرة من غرر الحكم والآداب هي برنامج للحياة المتطوّرة التي يريدها الإسلام لأبنائه.

- ٧ -

وحفل هذا الكتاب بترجمة طائفة من كبار العلماء والرواة ممّن تتلمذ وأشرف على

١٤

يد الإمامعليه‌السلام ، ورووا حديثه، وقد ألّف بعضهم نسخاً من أحاديثه وحكمه... ومن المؤكّد أنّ عرض ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحث عن حياته فإنّه يكشف عن مدى اهتمام الأوساط العلمية في ذلك العصر بتلقّي العلوم والمعارف عنه، فقد كان بإجماع الرواة والمؤرّخين عملاق الفكر الإسلامي، وكانت علومه امتداداً ذاتياً لعلوم آبائه الأئمّة الطاهرينعليهم‌السلام الذين هم خزنة علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وورثة حكمته.

- ٨ -

وتناول هذا الكتاب دراسة عصر الإمام الرضاعليه‌السلام ، وعرض ما فيه من الأحداث السياسية، والاجتماعية والعلمية، والاقتصادية، وغير ذلك ممّا يمس حياة الناس في ذلك العصر.

إنّ دراسة مثل هذه الأمور أصبحت من البحوث النهضية التي لا غنى للباحث عنها؛ لأنّ مجريات الأحداث في كل عصر لها الدخل المباشر في التأثير على حياة الإنسان، وعلى مكوّناته الفكرية، كما أكدت ذلك بحوث علم النفس، وعلم الاجتماع.

وقد حفل عصر الإمامعليه‌السلام بكثير من الأحداث الجسام، كان من بينها الصراع المسلّح بين الأمين والمأمون، والذي كان سببه الرشيد، وهو المسؤول عنه، وقد أدى ذلك الصراع إلى خراب بغداد التي كانت زينة الشرق، والى قتل طائفة كبيرة من الناس ومن بين تلك الأحداث ثورة القائد الملهم أبي السرايا، وغيرها من الثورات الكبرى التي كادت تقضي على الدولة العباسية، وتلف لواءها إلاّ أنّ المأمون قد استطاع بدهائه، وحنكته السياسية أن يتغلّب على جميع الأحداث التي ألمّت به، فأجبر الإمام الرضاعليه‌السلام ، الذي هو أمل الأمة الإسلامية، على قبول ولاية العهد الأمر الذي أدّى إلى فشل تلك الثورات، وإخماد نارها، بالإضافة إلى انشغال الرأي العام بهذا الحادث الخطير.

ومن بين الأحداث المهمة في ذلك العصر فتنة ( خلق القرآن ) وهي مسألة كلامية كانت خفية أو مهملة فأثارها المأمون، وقد أدّت إلى سفك الدماء بغير حق، وشيوع الاضطراب والفتنة بين المسلمين.

١٥

- ٩ -

ودرسنا بعمق وشمول سيرة ملوك بني العباس الذين عاصرهم الإمام الرضاعليه‌السلام ، فقد كانت سيرتهم شبيهة إلى حد بعيد بسيرة ملوك الأمويين الذين اتخذوا مال الله دولاً، وعباد الله خولاً، وليس في سيرتهم بعد الدراسة الجادة أي جد أو نشاط للعمل الصالح، وما ينفع المسلمين، وإنّما كانت سيرهم غنية بالملذّات، وثرية بالشهوات، فقد أنفقوا علي لياليهم الحمراء، في بغداد، الملايين من أموال المسلمين، وقد حظي بالثراء من قِبلهم المغنّون والعابثون والماجنون، في حين أنّ الفقر والبؤس قد أخذا بخناق الناس.

وكان من مظاهر حكمهم أن شرعت سياطهم، وشهرت سيوفهم، وفتحت أبواب سجونهم للأحرار، وفي طليعتهم السادة العلويون الذين كانوا يطالبون بتحقيق العدالة الاجتماعية، وقد لاقى الزرّاع، وذوو الحرف، وأرباب الصناعات ضروباً قاسية ومرهقة من المحن والخطوب من الجباة الذين كانوا يجلبون الخراج وسائر الضرائب، فكانوا يأخذونها بمنتهى الشدة، والقسوة، إذ قد ألهبت سياطهم أبدان الناس، وأمعنوا في ظلمهم إلى حدٍّ بعيد.

- ١٠ -

أمّا دراسة التأريخ الإسلامي فيجب أن تكون موضوعية ونزيهة وبعيدة عن التيارات المذهبية، والعواطف التقليدية، فقد خلط التأريخ بكثير من الموضوعات أوجبت خفاء الحق، وستر الحقائق، فمن الواجب بذل المزيد من الجهد لمعرفة الصحيح من السقيم، والحق من الباطل.

وكان من بين ما مُني به التأريخ من الخلط والخبط إضفاء النعوت الكريمة، والألقاب العظيمة على الكثيرين من ملوك بني أمية وبني العباس، فقد لُقّبوا بخلفاء الله في الأرض، وهذا اللقب الكريم يمثّل الحق، والعدل، والقانون، وأعوذ بالله أن يتصف به أمثال يزيد ومروان والوليد، وأمثالهم من ملوك بني العباس الذين حوّلوا حياة الناس إلى جحيم لا يطاق.

إنّ بعض المؤرّخين والكتّاب يرون أنّ المقياس في سمو الشخص وعظيم مكانته استيلاؤه على كرسي الحكم، وتسلّمه لزمام السلطة العامة في البلاد، وهذا ليس بصحيح إطلاقاً، فإنّ المقياس في الفكر الإسلامي هو ما يسديه الحاكم من

١٦

الخدمات للأمة في عالم الاقتصاد، والثقافة، والأمن والرخاء... ولو جرّد المؤرّخون، والكتّاب لقب الخليفة، وغيره من الألقاب العظيمة، من هؤلاء الملوك، وأضفوها على الذين خدموا القضايا العظيمة للأمة، لأدّوا بذلك خدمة كبرى إلى التأريخ الإسلامي، فقد تعرّض الإسلام لكثير من النقود من المستشرقين وغيرهم من الحاقدين على الإسلام بسبب ما صدر عن بعض هؤلاء الملوك من الأعمال المجافية لروح العدالة والقانون، معتقدين بأنّهم يمثّلون الإسلام في تصرّفاتهم وأعمالهم، ولو أنّ الناقدين راجعوا أحكام الإسلام لوجدوها نَديّة خلاّقة تساير العدل، وتواكب الفطرة، وليس فيها - والحمد لله - ما يساير الظلم بل فيها ما يناهضه ويناجزه، فالتصرفات الشاذة من بعض ملوك المسلمين لا تمتّ إلى الإسلام بصلة، ولا يؤاخذ بشيء منها.

- ١١ -

وليس هذا أوّل كتاب صدر عن حياة الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، فقد صدرت عن حياته عدة دراسات باللغة العربية وغيرها، ومن أهمّها - فيما أحسب - ( حياة الإمام الرضاعليه‌السلام ) للسيد جعفر مرتضى، فقد كان ثرياً مع تحقيقاته وبحوثه.

ولا يحكي ما أُلف عن هذا الإمام العظيم واقع شخصيته، فذاك أمر بعيد المنال، فقد كانعليه‌السلام يحمل ثراء فكرياً لا حدود له، فهو من أئمة الهدىعليهم‌السلام ، سدنة الإصلاح الاجتماعي، وورثة علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

- ١٢ -

وقبل أن أفعل هذا التقديم، وأُنهي هذا العرض الموجز لما في هذا الكتاب من بحوث أرى من الحق عليّ أن أرفع آيات الشكر والامتنان إلى سماحة أستاذنا المعظّم حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين الخليفة على ما أولاني من الرعاية واللطف والمساعدات في طبع بعض كتبي....

كما أنّ من الحق والوفاء أن أشيد بالجهد الخلاق الذي أسداه إلي سماحة الحجّة العلاّمة الكبير أخي الشيخ هادي شريف القرشي من ملاحظاته القيّمة على هذا الكتاب، ومراجعاته لبعض الموسوعات التي استفدت منها

١٧

بالإضافة إلى تشجيعه لي في خدمة أهل البيتعليهم‌السلام آملاً من الله تعالى أن يجازيه على ذلك كما يجازي الصالحين من عباده، إنّه تعالى ولي القصد والتوفيق.

النجف الأشرف - باقر شريف القرشي

سنة ١٤١١ هـ ١٤ شوال

١٨

الوليد العظيم

وقبل الحديث عن ولادة الإمام الزكي أبي محمدعليه‌السلام ، وما رافقها من شؤون، نعرض إلى نسبه الوضّاح، ذلك النسب الرفيع المتصل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي هو مصدر الفيض والعطاء، ومصدر الخير والرحمة إلى الناس، فأيّ نسب أسمى وأجل من نسب الإمام الرضاعليه‌السلام ، فهو ثمرة من ثمرات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفرع مشرق من فروعه... وهذه لمحة موجزة عن أصوله الكريمة.

الأب:

أمّا أبو الإمام الرضا فهو الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

وليس في دنيا الأنساب أرفع ولا أزكى من هذا النسب، ومن المؤكّد أنّ هؤلاء الأئمة الطاهرين هم خلفاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصياؤه، وسنذكر في البحوث الآتية لمحة عن حياة أبيه الإمام موسىعليه‌السلام .

الأُم:

أمّا أُم الإمام الرضاعليه‌السلام فقد تحلّت بجميع مزايا الشرف والفضيلة التي تسمو بها المرأة المسلمة من العفّة والطهارة، وسمو الذات وهي من السيّدات الماجدات في الإسلام، وكانت أمَةً، وهذا لا ينقص مكانتها؛ لأنّ الإسلام جعل المقياس في تفاوت الناس بالتقوى والعمل الصالح، ولا أثر لغير ذلك.

ونقل الرواة عدة أقوال في كيفية زواج الإمام الكاظمعليه‌السلام بهذه السيدة الماجدة، وهذه بعضها:

١٩

١ - إنّها كانت من أشراف العجم، وكانت مِلكاً للسيدة حميدة أُم الإمام موسىعليه‌السلام ، وهي من أفضل النساء في عقلها، ودينها وإعظامها لمولاتها السيدة حميدة، حتى أنّها ما جلست بين يديها من ملكتها إجلالاً، وإعظاماً لها، وقد قالت حميدة لابنها الإمام موسى: يا بني إن تكتم جارية، ما رأيت جارية قط أفضل منها، ولست أشك أنّ الله تعالى سيظهر نسلها، وقد وهبتها لك فاستوص بها خيراً(١) .

٢ - روى هشام بن أحمد قال: أبو الحسن الأول - هو الإمام موسى - هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟

قلت: لا، فقالعليه‌السلام : بلى قد قدم رجل، فانطلق بنا إليه، فركب وركبنا معه، حتى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق. فقال له: اعرض علينا، فعرض علينا تسع جوار، كل ذلك يقول أبو الحسن: لا حاجة لي فيها، ثم قال له: اعرض علينا، فقال: ما عندي شيء، فقال له: بلى اعرض علينا قال: لا والله ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال له: ما عليك أن تعرضها، فأبى، ثم انصرفعليه‌السلام ثم إنّه أرسلني من الغد إليه، فقال لي: قل له: كم غايتك فيها؟ فإذا قال: كذا وكذا - يعني من المال - فقل: قد أخذتها، فأتيته، فقال له: ما أريد أن أنقصها من كذا - وعين مبلغاً خاصاً - فقلت: قد أخذتها، وهو لك، فقال: هي لك، ولكن مَن الرجل الذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم فقال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: من نقبائهم، فقال: أريد أكثر من هذا، فقلت: ما عندي أكثر من هذا.

فقال: أخبرك عن هذه، إنّي اشتريتها من أقصى المغرب، فلقيتني امرأة من أهل الكتاب، فقالت: مَن هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون عند مثلك، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده إلاّ قليلاً حتى تلد منه غلاماً يدين له شرق الأرض وغربها قال: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتى ولدت له عليّاً(٢) .

٣ - روي: أنّ الإمام الكاظمعليه‌السلام قال: لأصحابه والله ما اشتريت هذه الجارية إلاّ بأمرٍ من الله ووحيه، وسئُل عن ذلك، فقال: بينما أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي، ومعهما قطعة حرير، فنشراها، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية،

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ١ / ١٤ - ١٥.

(٢) عيون أخبار الرضا ١ / ١٧ - ١٨، أصول الكافي ١ / ٤٨٧، كشف الغمّة ٣ / ١٠٢.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

في شرح الإرشاد والذكرى(1) (2) .

أقول : والشيخ أبو علي ابن الشيخ0 (3) .

وما مرّ من استغراب الشيخ سليمان من بعض المشايخ المتوقّفين في وثاقتهرحمه‌الله غريب ، وأغرب منه قوله : لم أقف على أحد من الأصحاب يتوقّف في روايات الفقيه ، وأغرب من ذلك كلّه قول المقدّس المجلسي : لو كانا كاذبين. إلى آخره.

أمّا الأوّل : فلأنّك خبير بأنّ الوثاقة أمر زائد على العدالة مأخوذ فيه الضبط ، والمتوقّف في وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم به(4) ، ولا غرابة في ذلك أصلاً.

وأمّا الثاني : فلأنّ الحكم بصحّة الرواية لا يستلزم وثاقة الراوي كما هو واضح.

وأمّا الثالث : فلأنّا لم نَرَ مؤمناً موحّداً ينسب إلى هذا الشخص الربّاني الكذب ، وكأن هؤلاء توهّموا التوقّف في عدالته طاب مضجعه ، وحاشا أن يكون كذلك.

ولقد أطال الكلام شيخنا الشيخ سليمان في الفوائد النجفيّة وجملة ممّن تأخّر عنه وحاولوا الاستدلال على إثبات عدالتهقدس‌سره ، وهو كما ترى يضحك الثكلى ، فإنّ عدالة الرجل من ضروريات المذهب ولم يقدح في عدالته عادل ، وإنّما الكلام في الوثاقة ، ولعلّه لا ينبغي التوقّف فيها أيضاً ، فلا تغفل.

__________________

(1) الذكرى : 73 وقد ذكر عبارة ابن طاوس في غياث سلطان الورى.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 307.

(3) المذكور ترحّم الشيخ أبو علي عليه كما في عدّة موارد من أماليه : 1 / 58 و 106 و 113.

(4) في نسخة « م » : بها.

١٢١

وفيمشكا : ابن الحسين بن بابويه المشهور أحد ائمّة الحديث ، عنه التلعكبري ، والمفيد ، والحسين بن عبيد الله الغضائري ، وعلي بن أحمد بن العبّاس النجاشي ، وأبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة ، ومحمّد بن سليمان(1) .

2762 ـ محمّد بن علي الحلبي :

قر (2) . ومرّ : ابن علي بن أبي شعبة(3) .

2763 ـ محمّد بن علي بن حمزة :

ابن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو عبد الله ، ثقة عين في الحديث ، صحيح الاعتقاد ،صه (4) .

وزادجش : له رواية عن أبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام ، وأيضاً له مكاتبة ، وفي داره حصلت(5) أُمّ صاحب الأمرعليه‌السلام بعد وفاة الحسنعليه‌السلام ، له كتاب مقاتل الطالبيين ، عنه ابن أخيه الحمزة بن القاسم(6) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن حمزة ، عنه حمزة بن القاسم(7) .

2764 ـ محمّد بن علي بن حيّان :

الجعفي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 245.

(2) رجال الشيخ : 136 / 24 ، وفيه زيادة : كوفي.

(3) عن رجال النجاشي : 325 / 885 والخلاصة : 143 / 30.

(4) الخلاصة : 156 / 106.

(5) جلست ( خ ل ) نقلاً عن مجمع الرجال : 5 / 274.

(6) رجال النجاشي : 347 / 938.

(7) هداية المحدّثين : 245.

(8) رجال الشيخ : 295 / 251.

١٢٢

2765 ـ محمّد بن علي بن الربيع :

السلمي الكوفي ، أخو منصور بن المعتمر السلمي لُامّه ، أسند عنه ،ق (1) .

2766 ـ محمّد بن علي بن شاذان :

مرّ في الحسين بن عبيد الله السعدي ما يشير إلى كونه شيخ الإجازة وأنّه يكنّى أبا عبد الله(2) ، والظاهر أنّه الشاذاني الّذي قد أكثر النجاشي من الأخذ والرواية عنه وأنّه من مشايخه وشيخ إجازته(3) ،تعق (4) .

أقول : في المجمع أيضاً أنّه شيخ إجازة النجاشي ، قال : ويذكره كثيراً بعنوان أبي عبد الله القزويني أيضاً(5) .

2767 ـ محمّد بن علي الشلمغاني :

بالشين المعجمة ، يكنّى أبا جعفر ، ويعرف بابن أبي العزاقر بالعين المهملة والزاي والقاف والراء أخيراً له كتب وروايات ، وكان مستقيم الطريقة متقدّماً في أصحابنا ، فحمله الحسد لأبي القاسم ابن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة حتّى خرجت فيه توقيعات ، فأخذه‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 295 / 250.

(2) عن رجال النجاشي : 42 / 86 ، حيث قال : أخبرنا محمّد بن علي بن شاذان.

(3) انظر : رجال النجاشي : 13 / 8 و 19 / 21 و 79 / 188 وغير ذلك ، والوارد في الجميع بعنوان : أبو عبد الله بن شاذان.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 308.

(5) مجمع الرجال : 5 / 274 ، وفيه : ويذكره كثيراً بعنوان أبي عبد الله القزويني وبعنوان ابن شاذان القزويني أيضاً. انظر رجال النجاشي : 79 / 188 و 191 / 512 و 226 / 593 و 353 / 944 ، وورد في كلّها بعنوان : أبو عبد الله بن شاذان القزويني. وقال في ترجمة الحسين بن علوان الكلبي 52 / 116 : أخبرنا أجازه محمّد بن علي القزويني قدم علينا سنة أربعمائة.

١٢٣

السلطان وقتله وصلبه ، وتغيّر وظهرت عنه مقالات منكرة ، وله من(1) الكتب الّتي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، رواه المفيدرحمه‌الله إلاّ حديثاً منه في باب الشهادات أنّه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من غير علم ،صه (2) .

ومثلهجش إلى قوله : وصلبه(3) .

ونحوهست إلى قوله : كان مستقيم الطريقة ، ثمّ تغيّر وظهرت منه مقالات منكرة إلى أن أخذه السلطان وقتله وصلبه ببغداد ، وله من الكتب الّتي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، أخبرنا به جماعة عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عنه إلاّ حديثاً. إلى آخر ما فيصه (4) .

أقول : جمع فيصه بين عبارتيجش وست فوقع قوله : وتغيّر. إلى آخره بعد قوله : فقتله وصلبه في غير موقعه ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن علي الشلمغاني ، عنه محمّد بن عبد الله بن المطّلب ، وعلي بن الحسين بن بابويه(5) .

2768 ـ محمّد بن علي بن شهرآشوب :

المازندراني رشيد الدين ، شيخ في هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً ، روى عنه محمّد بن عبد الله بن زهرة ، وروى عن محمّد وعلي ابني عبد الصمد ، له كتب منها كتاب أنساب آل أبي طالب ،نقد (6) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : في.

(2) الخلاصة : 253 / 30.

(3) رجال النجاشي : 378 / 1029.

(4) الفهرست : 146 / 626.

(5) هداية المحدّثين : 245.

(6) نقد الرجال : 575.

١٢٤

وفيتعق : مضى في ترجمة أحمد بن عبد الله الأصفهاني عنصه عدّه من مشايخه واستناده إلى قوله(1) (2) .

أقول : لم يُرد بقوله : شيخنا ، الحقيقة ، فإنّه لم يدرك زمانهرحمه‌الله ، بل هو من معاصري ابن إدريس سرّه سرّه ويروي عن الشيخ بواسطتين(3) وربما يروي(4) عنه بواسطة واحدة كما ذكره العلاّمة في إجازته الكبيرة لأولاد زهرة(5) وغيره في غيرها(6) .

وكيف كان : فهو شيخ الطائفة لا يطعن في فضله ، صرّح بذلك جملة من المشايخ ، وصرّح في الرواشح بوثاقته(7) ، وله كتاب معالم العلماء في الرجال حذا فيه حذو فهرست الشيخرحمه‌الله ولم يزد عليه إلاّ قليلاً ، وزاد(8) في آخره بعض الشعراء ، ربما نقلنا منه في هذا الكتاب.

2769 ـ محمّد بن علي الصيرفي :

الكوفي ، يكنّى أبا سمينة ، له كتب ، وقيل إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد ، أخبرنا بذلك جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه‌

__________________

(1) الخلاصة : 205 / 24 ، حيث قال : قال شيخنا محمّد بن علي بن شهرآشوب. إلى آخره.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 308.

(3) كما في إجازة الشهيد للشيخ شمس الدين ابن الخازن الحائري ، البحار : 107 / 197.

(4) في نسخة « ش » : روى.

(5) لم يرد لهذا الطريق ذكر في إجازة العلاّمة الكبيرة لأولاد زهرة ، وإنّما ورد في الإجازة الكبيرة لبعض الأفاضل ، راجع البحار : 107 / 154 و 155.

(6) كما في رواية محمّد تقي المجلسي للصحيفة الكاملة السجاديّة ، البحار : 110 / 65.

(7) الرواشح السماويّة : 98 الراشحة التاسعة والعشرون.

(8) زاد ، لم ترد في نسخة « م ».

١٢٥

ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عنه(1) ، إلاّ ما كان فيها من تخليط ، أو غلو أو تدليس أو ينفرد به أو لا يعرف(2) من غير طريقه ،ست (3) .

وفيكش : ذكر علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان أنّه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمّد بن علي الصيرفي(4) .

وفيه أيضاً : قال نصر بن الصبّاح : محمّد بن علي الطاحي هو أبو سمينة(5) .

وسبق بعنوان ابن علي بن إبراهيم(6) .

2770 ـ محمّد بن علي الطلحي :

سبق في الّذي قبيله.

2771 ـ محمّد بن علي الطلحي :

له مسائل رويناها بهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ،ست (7) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد(8) .

ويحتمل كونه ابن عيسى الآتي.

__________________

(1) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) في المصدر : ولا يعرف.

(3) الفهرست : 146 / 624 ، ولم يرد فيه : الكوفي.

(4) رجال الكشّي : 546 / 1033.

(5) رجال الكشّي : 545 / 1032.

(6) عن رجال النجاشي : 332 / 894 والخلاصة : 253 / 29.

(7) الفهرست : 148 / 639.

(8) الفهرست : 148 / 636.

١٢٦

2772 ـ محمّد بن علي بن عبدك :

بالكاف بعد الدال المهملة ، أبو جعفر الجرجاني ، جليل القدر ، من أصحابنا ، ثقة ، متكلّم ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه فقيه بدل ثقة(3) ، وكذا فيد (4) .

وفيتعق : كذا في النقد(5) ؛ وفي الوجيزة : ممدوح(6) ؛ ويأتي في الكنى بعنوان ابن عبدك(7) (8) .

أقول : في نسختين منجش عندي أيضاً فقيه.

2773 ـ محمّد بن علي بن عيسى :

الأشعري قمّي ،دي (9) .

وفيتعق : الظاهر اتّحاده مع الآتي(10) .

2774 ـ محمّد بن علي بن عيسى :

القمّي ، كان وجهاً بقم وأميراً عليها من قبل السلطان ، وكذلك كان أبوه ، يعرف بالطلحي ، له مسائل لأبي محمّد العسكري ،صه (1) .

__________________

(2) الخلاصة : 162 / 159.

(3) رجال النجاشي : 382 / 1040.

(4) رجال ابن داود : 179 / 1458.

(5) نقد الرجال : 323 / 577.

(6) الوجيزة : 309 / 1731.

(7) عن الفهرست : 193 / 905 والخلاصة : 188 / 17.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(9) رجال الشيخ : 422 / 12.

(10) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(1) الخلاصة : 160 / 141.

١٢٧

وزادجش : عنه محمّد بن أحمد بن زياد(1) .

وفيست : له مسائل ، أخبرنا بها جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ومحمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن ذكرى وعنقويه ، عنه(2) .

وسبق : ابن علي الطلحي ، ويحتمل كونه هو. ومرّ ما فيدي في الّذي قبيله(3) .

وفيتعق : يحتمل بملاحظة ما سيجي‌ء في ترجمة محمّد بن عيسى الطلحي(4) كون عيسى موصوفاً بالطلحي ويوصف به أولاده تبعاً ، ويحتمل اتّحاد هذا معه وفاقاً للنقد(5) (6) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن عيسى القمّي ، عنه محمّد بن أحمد بن زياد ، وأحمد بن ذكرى ، وعنقويه(7) .

2775 ـ محمّد بن علي بن فضل :

ابن سكين بالسين المهملة والكاف والنون بعد الياء المثنّاة من تحت ابن بنداذ بالنون الساكنة بعد الباء الموحّدة المضمومة والذال المهملة ثمّ المعجمة بعد الألف ابن داذمهر بالمعجمة بعد الألف والمهملة قبلها والراء أخيراً ابن فرخ زاذ بالفاء قبل الراء والخاء المعجمة والزاي والذال‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 371 / 1010.

(2) الفهرست : 155 / 702.

(3) رجال الشيخ : 422 / 12.

(4) نقلاً عن الفهرست : 130 / 587.

(5) نقد الرجال : 327 / 622.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(7) هداية المحدّثين : 245.

١٢٨

المعجمة ابن مياذرماه بالمثنّاة من تحت والذال المعجمة والراء ابن شهريار بالشين المعجمة والراء بعد الهاء وبعد الألف والياء المثنّاة قبل الألف الأصغر ، كان ثقة عيناً صحيح الاعتقاد جيّد التصنيف ، وكان لقّب بسكين بسبب إعظامهم له ،صه (1) .

وزادجش بعد حذف الترجمة(2) بعد ابن فضل : ابن سكين(3) ، وفيه : كان لقّب سكين. إلى آخره قبل : وكان ثقة. إلى آخره ، وفيه : عنه أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح وأبو عبد الله الحين بن عبيد الله(4) .

وفيلم : ابن علي بن الفضل بن تمام الدهقان الكوفي ، يكنّى أبا الحسين ، روى عنه التلعكبري ، سمع منه سنة أربعين وثلاثمائة وله منه إجازة ، وأخبرنا عنه أبو محمّد المحمّدي(5) .

وفيست بعد أبا الحسين : كثير الرواية(6) ، أخبرنا برواياته كلّها الشريف أبو محمّد المحمّديرحمه‌الله ، وأخبرنا جماعة عن التلعكبري عنه(7) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن الفضل ، عنه التلعكبري ، والحسين بن عبيد الله ، والشريف أبو محمّد المحمّدي ، وأحمد بن علي بن نوح(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 162 / 162.

(2) بعد حذف الترجمة ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) كذا في النسخ ، وفي المصدر : ابن تمام. وهو الصواب.

(4) رجال النجاشي : 385 / 1046.

(5) رجال الشيخ : 503 / 70. وفي نسخة « ش » بعد المحمدي زيادة :رحمه‌الله .

(6) في المصدر زيادة : له كتب ، منها كتاب الفرج في الغيبة كبير حسن ، أخبرنا. إلى آخره.

(7) الفهرست : 159 / 708 ، وفيه : يكنّى أبا الحسن.

(8) هداية المحدّثين : 245.

١٢٩

2776 ـ محمّد بن علي القرشي :

ضا (1) . كأنّه أبو سمينة.

2777 ـ محمّد بن علي القزويني :

رجلان ، أحدهما ابن علي بن شاذان المشهور(2) ، والآخر ابن أبي عمران المذكور(3) .

2778 ـ محمّد بن علي الكوفي :

هو أبو سمينة(4) .

2779 ـ محمّد بن علي بن كبل :

الأسترآبادي مدّ الله تعالى في عمره وزاد الله تعالى في شرفه ، فقيه متكلّم ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبّادها وزهّادها ، حقّق الرجال والتفسير والرواية تحقيقاً لا مزيد عليه ، كان من قبل من سكّان العتبة العليّة الغرويّة على ساكنها ألف صلاة وتحيّة واليوم من مجاوري بيت الله الحرام ونسّاكهم ، له كتب جيّدة ، منها كتاب الرجال حسن الترتيب يشتمل على جميع أقوال أقوم قدّس الله أرواحهم من المدح والذمّ إلاّ شاذاً ، ومنها كتاب آيات الأحكام ،نقد (5) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 387 / 11.

(2) الّذي قد أكثر النجاشي من الرواية عنه وأنّه من مشايخه وشيخ إجازته ، رجال النجاشي : 60 / 138 و 91 / 225 و 95 / 237 وغيرها كثير.

(3) نقلاً عن رجال النجاشي : 397 / 1062 والخلاصة : 164 / 173 وفيهما : محمّد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبدويه أبو الفرج القزويني الكاتب.

(4) مرّ بعنوان محمّد بن علي الصيرفي الكوفي أبو سمينة نقلاً عن الفهرست : 146 / 624.

(5) نقد الرجال : 324 / 581 ، وفيه بدل كبل : كيل.

١٣٠

قلت : هو مصنّف هذا الكتاب(1) ، وهو مراده من كتاب الرجال ،تعق (2) .

أقول : كذا نقل فيتعق عن النقد في نسبه ، والموجود فيه وفي غيره ورأيته في آخر رجال الميرزا نقلاً عن خطّه : ابن علي بن إبراهيم(3) . وله كتاب الرجال الوسيط مشهور أيضاً ، والرجال الصغير رأيت منه نسخة.

وقال الشيخ يوسف البحراني في إجازته الكبيرة : الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً عارفاً بالحديث والرجال. ثمّ ذكر مؤلّفاته وقال : توفّي سرّه سرّه في مكّة المشرّفة لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة من سنة ثمان وعشرين بعد الألف(4) ، انتهى.

وقال فيمل : ميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً ثقة عارفاً بالحديث والرجال. ثمّ ذكر مؤلّفاته(5) .

وقال غوّاص بار الأنوار عند ذكر مَن رأى الصاحبعليه‌السلام في غيبته الكبرى : أخبرني جماعة(6) عن السيّد السند الفاضل الكامل ميرزا محمّد الأسترآبادي نوّر الله مرقده أنّه قال : إنّي كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله‌

__________________

(1) أي : منهج المقال.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309 ، وفيها : وكيل.

(3) ورد في نسختي خطّيتين لنا من المنهج نقلاً عن خطّ المصنّف في آخر الكتاب : محمّد بن علي الأسترآبادي.

(4) لؤلؤة البحرين : 119 / 45.

(5) معالم العلماء 2 : 281 / 835.

(6) في المصدر : ما أخبرني به جماعة عن جماعة.

١٣١

الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف فلمّا قرب منّي أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه ، فأخذته منه وشممته وقلت له : من أين يا سيّدي؟ قال : من الخرابات ، ثمّ غاب عنّي فلم أره(1) ، انتهى.

2780 ـ محمّد بن علي ماجيلويه :

القمّي ، وروى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ،لم (2) .

حكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى إسماعيل بن رباح وهو فيه(3) .

وفيتعق : وإلى غيره أيضاً(4) . وسيأتي عن المصنِّف عند ذكر طريق الصدوق أنّ مشايخنا تابعوا العلاّمة في عدّ روايته صحيحة(5) . ولا يبعد كونه من مشايخ الصدوق لكثرة روايته عنه مترضّياً(6) مترحّماً(7) . وفي الوسيط صرّح بوثاقته(8) (9) .

__________________

(1) البحار : 52 / 176.

(2) رجال الشيخ : 491 / 2 ، وفيه : ابن ماجيلويه ، وفي مجمع الرجال : 5 / 277 نقلاً عنه كما في المتن.

(3) الخلاصة : 278 ، وفيها : ابن رياح ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 34.

(4) كما في الخلاصة : 277 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 14 الطريق إلى إبراهيم بن أبي محمود والخلاصة : 277 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 18 الطريق إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي.

(5) منهج المقال : 408 الطريق إلى إسماعيل بن رباح.

(6) علل الشرائع : 166 / 1 باب 131 والتوحيد : 333 / 3 ، وأيضاً ترضّى عليه في أكثر طرق مشيخة الفقيه ، راجع المشيخة : 4 / 6 و 14 و 18 و 70 و 120 وغير ذلك.

(7) علل الشرائع : 168 / 3 باب 131 ، التوحيد : 48 / 12 و 101 / 11 و 105 / 5 و 185 / 1 ، وغير ذلك.

(8) الوسيط : 292 باب الكنى بعنوان ماجيلويه.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

١٣٢

أقول : ذكره عبد النبي الجزائري في خاتمة قسم الثقات وقد عقدها لذكر جماعة لم يصرّح بتعديلهم وإنّما يستفاد من قرائن أُخر ، وقال بعد عدّ جملة من طرق الصدوق هو فيها : ووصف العلاّمة إيّاها بالصحّة وهو ظاهر في تعديله وهو الأقوى كما يظهر من قرائن الأحوال(7) ، انتهى.

أقول : فيمشكا : ابن علي بن ماجيلويه ، عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(8) .

2781 ـ محمّد بن علي بن محبوب :

الأشعري القمّي أبو جعفر ، شيخ القمّيّين في زمانه ، ثقة عين فقيه ، صحيح المذهب ،صه (1) .

وزادجش : له كتب ، عنه أحمد بن إدريس(2) .

وفيست : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن محبوب الثقة ، أحمد بن إدريس عنه ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عنه ، وعنه ابن بطّة ، وإبراهيم بن هاشم(4) .

2782 ـ محمّد بن علي بن محمّد :

ابن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، أبو بكر ، يروي عنه الصدوق‌

__________________

(7) حاوي الأقوال : 172 / 714.

(8) هداية المحدّثين : 246. والمنقول عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(1) الخلاصة : 156 / 107.

(2) رجال النجاشي : 349 / 904.

(3) الفهرست : 145 / 623 ، وفيه طريق آخر.

(4) هداية المحدّثين : 246. وما نقل عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

١٣٣

مترضّياً مترحّماً(1) ،تعق (2) .

2783 ـ محمّد بن علي بن محمّد :

ابن علي بن عمر بن رباح ، مضى في أحمد بن محمّد بن علي بن عمر بن رباح أنّه واقفي شديد العناد(3) ،تعق (4) .

2784 ـ محمّد بن علي بن معمّر :

الكوفي ، يكنّى أبا الحسين صاحب الصبيحي ، سمع منه التلعكبري سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ،لم (5) .

2785 ـ محمّد بن علي بن مهزيار :

ثقة ،دي (6) .

وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الثالث الهاديعليه‌السلام (7) وفيتعق : وفي الوجيزة أنّه من السفراء(8) ، وكذا في النقد عن ربيع الشيعة(9) (10) .

وفي الاحتجاج في توقيع : وأمّا محمّد بن علي بن مهزيار الأهوازي‌

__________________

(1) إكمال الدين : 352 / 51 و 417 / 1 و 454 / 21 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 95 / 14 من دون ترضّي أو ترحّم.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(3) عن رجال النجاشي : 92 / 229.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309 ، وفيها : مرّ في عمّه أمد ذمّه ، فلاحظ.

(5) رجال الشيخ : 500 / 60.

(6) رجال الشيخ : 422 / 5.

(7) الخلاصة : 141 / 20.

(8) الوجيزة : 310 / 1735.

(9) إعلام الورى : 489 ، وفيه : إبراهيم بن مهزيار.

(10) نقد الرجال : 324 / 585.

١٣٤

فسيصلح الله قلبه ويزيل عنه شكّه. الحديث(1) (2) .

2786 ـ محمّد بن علي بن نجيح :

الجعفي مولاهم ، أسند عنه ،ق (3) .

2787 ـ محمّد بن علي بن النعمان :

أبو جعفر ، الملقّب بمؤمن الطاق ، مولى بجيلة ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، ثقة ، وكان يلقّب بالأحوال ، والمخالفون يلقّبونه شيطان الطاق ( كان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد ويقال : شيطان الطاق )(4) ، وكان كثير العلم ، حسن الخاطر ،صه (5) .

وفيما زادجش : عمّ أبيه المنذر بن أبي طريفة روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، وابن عمّه الحسين بن المنذر بن أبي طريفة أيضاً روى عنهمعليهم‌السلام ، وكانت له مع أبي حنيفة حكايات كثيرة ، فمنها أنّه قال له يوماً : يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقاله : نعم ، فقال له : أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك ، فقال له : أُريد ضميناً أنّك تعود إنساناً وأخاف تعود قرداً(6) .

وفيق : ابن النعمان البجلي الأحول أبو جعفر شاه الطاق ابن عمّ المنذر بن أبي طريفة(7) .

__________________

(1) الاحتجاج : 2 / 470.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310 وما مرّ عن الاحتجاج لم يرد فيها.

(3) رجال الشيخ : 295 / 252.

(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(5) الخلاصة : 138 / 11.

(6) رجال النجاشي : 325 / 886.

(7) رجال الشيخ : 302 / 355.

١٣٥

وفيظم : ثقة(1) .

وفيكش : حمدويه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العبّاس البقباق ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : أربعة أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً : بريد بن معاوية العجلي وزرارة بن أعين ومحمّد بن مسلم وأبو جعفر الأحول(2) . ومضى في زرارة أيضاً مثله(3) .

وفيه أيضاً : قيل إنّه دخل على أبي حنيفة يوماً فقال له أبو حنيفة : بلغني عنكم معشر الشيعة شي‌ء ، قال : ما هو؟ قال : بلغني(4) أنّ الميّت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه ، فقال : مكذوب علينا يا نعمان ، ولكن بلغني عنكم معشر المرجئة أنّ الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعاً فصببتم فيه جرّة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة ، فقال أبو حنيفة : مكذوب علينا وعليكم(5) .

وفيتعق : في القاموس أنّ الطاق اسم حصن بطبرستان كان يسكنه محمّد بن النعمان شيطان الطاق(6) ، وفيه ما فيه(7) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن النعمان الثقة الأحول ، عنه عمر بن أُذينة ، وجميل بن صالح ، والحسن بن محبوب ، وأبان بن عثمان ، وصفوان‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 359 / 18.

(2) رجال الكشّي : 185 / 326.

(3) رجال الكشّي : 135 / 215.

(4) بلغني ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) رجال الكشّي : 189 / ذيل الحديث 332.

(6) القاموس المحيط : 3 / 260.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310.

١٣٦

بن يحيى ، وابن أبي عمير كما في الكافي والفقيه(1) ، وأبو مالك الأحمسي.

وفي التهذيب : عن جبير أبي سعيد المكفوف عن الأحول قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام (2) .

وفي باب تعجيل الزكاة عن وقتها من الاستبصار : ابن مسكان عن الأحول(3) . وتنظّر فيها في المنتقى(4) ، وهو في محلّه.

ووقع في التهذيب توسّط ابن مسكان بين ابن أبي عمير والأحول(5) .

هذا ، وهو عن علي بن الحسين والباقر والصادقعليه‌السلام (6) .

2788 ـ محمّد بن علي بن همّام :

هو ابن همّام(7) ،تعق (8) .

2789 ـ محمّد بن علي الهمداني :

ضعيف ،صه (9) .

__________________

(1) الكافي 3 : 545 / 2 والفقيه المشيخة ـ : 4 / 14.

(2) التهذيب 3 : 263 / 1136.

(3) الاستبصار 2 : 33 / 98.

(4) منتقى الجمان : 2 / 417.

(5) التهذيب 4 : 45 / 116.

(6) هداية المحدّثين : 246 ، ولم يرد فيها أبان بن عثمان وصفوان بن يحيى. وما ذكر عن الهداية لم يرد في نسخة « ش.

(7) وقع في طريق النجاشي إلى علي بن أسباط بن سالم : 252 / 663 قال : حدّثنا محمّد بن علي بن همّام أبو علي الكاتب. إلاّ أنّ المذكور في كتب الرجال محمّد بن همّام أبو علي الكاتب الإسكافي راجع رجال النجاشي : 379 / 1032 ورجال الشيخ : 494 / 20 والفهرست : 141 / 612.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310.

(9) الخلاصة : 254 / 33.

١٣٧

ومرّ عنلم في ابن عبد الله بن مهران(1) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله واسم عبد الله بندار الجنابي الملقّب بماجيلويه ـ ، عن محمّد بن علي. قال ابن بطّة : هو أبو سمينة(2) ، انتهى.

وعلى هذا لا يبعد أنْ يكون ما تقدّم من محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني(3) كذلك أبو سمينة.

وفيتعق : قال جدّي : الظاهر أنّه ليس أبا سمينة ، وأبو سمينة أرفع منه بطبقة(4) .

قلت : ويشهد له ما مرّ في محمّد بن أحمد بن يحيى عنجش وست حيث ذكراه وذكرا أبا سمينة على حدة(5) ، هذا والظاهر أنّ منشأ تضعيفه استثناؤه من رجال نوادر الحكمة ، ومرّ ما فيه من التأمّل(6) .

2790 ـ محمّد بن علي بن يسار :

القزويني ، ذكرناه بعنوان ابن علي بن بشّار ،تعق (7) .

2791 ـ محمّد بن علي بن يعقوب :

__________________

(1) رجال الشيخ : 493 / 14 و 17 ، وفيه أيضاً : روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى.

(2) الفهرست : 143 / 618.

(3) أي الّذي ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة : 256 / 57 نقلاً عن ابن الغضائري من أنّ حديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيراً ويعتمد المراسيل.

(4) روضة المتّقين : 14 / 443.

(5) رجال النجاشي : 348 / 939 ، الفهرست : 144 / 622.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 312.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 321.

١٣٨

ابن إسحاق بن أبي قرة بالقاف المضمومة والراء القنابي(1) بالقاف المضمومة والنون قبل الألف الكاتب ، كان ثقة وسمع كثيراً وكتب كثيراً ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه أبو الفرج القناني ؛ ثمّ زاد : أخبرني وأجازني جميع كتبه(3) .

2792 ـ محمّد بن عمّار بن ياسر :

المخزومي ، عداده في الكوفيين ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد عاده من مرض مرضه ودعا له ،ل (4) .

2793 ـ محمّد بن عمرو :

من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ،صه (5) واختلفت نسخد (6) .

وفيظم : ابن عمر ، بغير واو(7) .

2794 ـ محمّد بن عمرو بن حزم :

الأنصاري ، عداده في المدنيّين ، شهد مع عليعليه‌السلام ،ل (8) .

وفيصه : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد مع عليعليه‌السلام (9) .

وفيتعق : عن الاستيعاب أنّه كان فقيهاً ، روى جماعة من أهل‌

__________________

(1) كذا في النسخ إلاّ أنّ في المنهج : القناني.

(2) الخلاصة : 164 / 177 ، وفيها : القناني.

(3) رجال النجاشي 398 / 1066.

(4) رجال الشيخ : 30 / 48.

(5) الخلاصة : 251 / 16.

(6) في نسختنا من رجال ابن داود 274 / 473 : ابن عمر ، بدو واو.

(7) رجال الشيخ : 362 / 46.

(8) رجال الشيخ : 29 / 37.

(9) الخلاصة : 137 / 1.

١٣٩

المدينة عنه ، وروى عن أبيه وغيره من الصحابة وقتل يوم الحرّة ، ويقال : إنّه كان أشدّ الناس على عثمان : محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن أبي حذيفة ومحمّد بن عمرو بن حزم(3) ، انتهى(4) .

2795 ـ محمّد بن عمرو بن سعيد :

الزيّات المدائني ، ثقة ، عين ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،صه (5) .

وزادجش : عنه علي بن السندي(6) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن السندي ، عنه(7) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : في الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام : عن أبي جعفر محمّد بن عمرو بن سعيد عن يونس(1) . والنسخ متّفقة على هذا المعنى ، انتهى(2) .

فظهر تكنّيه بأبي جعفر كما أشار إليه صاحب البلغة(9) . واحتمل كون عمرو تصحيف عثمان فيكون هو العمري ، وفيه بُعْد عن الطبقة ، انتهى. ولا‌

__________________

(3) الاستيعاب : 3 / 353.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 312.

(5) الخلاصة : 159 / 138.

(6) رجال النجاشي 369 / 1001 ، وفيه : روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة.

(7) الفهرست : 131 / 295 وفيه : ابن عمر الزيّات ، وفي مجمع الرجال : 6 / 14 نقلاً عنه : ابن عمرو الزيّات. وعدّه في رجاله في من لم يرو عنهمعليهم‌السلام 510 / 105 قائلاً : محمّد بن عمرو الزيّات روى عنه ابن السندي.

(1) الكافي 1 : 396 / 8 ، وفيه : أبو جعفر محمّد بن عمر بن سعيد.

(2) انتهى ، لم ترد في التعليقة.

(9) بلغة المحدّثين : 413 ولم يرد فيها الكنية.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363