النص والاجتهاد

النص والاجتهاد0%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي
تصنيف: الصفحات: 629
المشاهدات: 148389
تحميل: 6089

توضيحات:

النص والاجتهاد
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 148389 / تحميل: 6089
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بمثل ذلك الخوارج(١) ولم يحتفل الجمهور بمذاهبهم، بل أوسعوها جانب الإنكار والقدح، فلا نعرف شيئا من مذاهبهم(٢) ، ولا نروي كتبهم، ولا أثر لشئ منها في مواطنهم(٨٥١) فكتب الشيعة في بلادهم، وحيث كانت دولتهم قائمة في المغرب والمشرق واليمن، والخوارج كذلك، ولكل منهم كتب وتآليف وآراء في الفقه غريبة هذا كلامه فتأمله وأعجب.

ثم رجع إلى مذاهب أهل السنة فذكر: انتشار مذهب أبي حنيفة في العراق ومذهب مالك في الحجاز، ومذهب أحمد في الشام وفي بغداد. ومذهب الشافعي في مصر. وهنا قال ما هذا لفظه: ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة، وتداول بها فقه أهل البيت(٣) وتلاشى من سواهم، إلى أن ذهبت دولة

____________________

=> هذه الأمة من الاختلاف فإذا خالفتهم قبيلة من العرب كانت حزب إبليس، وكونهم سفينة النجاة، وباب حطة هذه الأمة، وكونهم النافين عن هذا الدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (منه قدس).

(١) انظر كيف جعل أهل البيت " الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " شذاذ مارقة كالخوارج نعوذ بالله (منه قدس).

(٢) كذب ابن خلدون نفسه في هذه الكلمة، فانه إذا كان لا يعرف شيئا من مذاهبهم ولا يروى كتبهم، ولا أثر لشئ منها عنده فمن أين عرف أنهم شذاذ ضلال مبتدعون ؟ ومن أين عرف أن أصولهم واهية ؟. (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) (منه قدس).

(٨٥١) كتب الشيعة منتشرة في العالم وقد ملئت الطوامير وصارت بوحدها مكتبات وقد بلغت مئات الآلاف. فراجع أسمائها في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آقا بزرگ الطهراني وقد طبع منه خمسة وعشرون مجلدا. وهو فهرست لأسماء كتب الشيعة من زمان الرسول إلى القرن الرابع عشر الهجري.

(٣) انظر كيف اعترف بأن الرافضة يدينون الله بمذهب أهل البيت.

لكم ذخركم ان النبي ورهطه

وجيلهم ذخري إذا التمس الذخر

جعلت هواى الفاطميين زلفة

إلى خالقي ما دمت أو دام لي عمر

٥٦١

العبيديين من الرافضة من يد صلاح الدين يوسف بن أيوب، ورجع إليهم فقه الشافعي. الخ.

إذا وصف الطائي بالبخل مادر

وعير قسا بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس أنت ضئيلة

وقال الدجى للصبح لونك حائل

وطاولت الأرض السماء سفاهة

وكاثرت الشهب الحصى والجنادل

وقال ابن خلدون وأمثاله: أنهم على الهدى والسنة، وان أهل البيت شذاذ ومبتدعة، وضلال رافضة :

فيا موت زر ان الحياة ذميمة

ويا نفس جدي ان سبقك هازل

ولا غرو أن قام المسلم عند سماع هذه الكلمة وقعد، بل لا عجب ان مات أسفا على الإسلام وأهله، إذ بلغ الأمر هذه الغاية، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أيقول ابن خلدون: أن أهل البيت شذاذ ضلال مبتدعون، وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس بنص التنزيل(٨٥٢) وهبط بطهيرهم جبرائيل، وبأهل بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) بأمر ربه الجليل(٨٥٣) وقد فرض القرآن

____________________

=>

وكوفني ديني على ان منصبي

شئام ونجرى اية ذكر النجر

(منه قدس)

(٨٥٢) اشارة إلى قوله "( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) " فراجع ما علقناه على هذه الآية في الفصل الثاني من المطلب الأول من كلمتنا الغراء (منه قدس) تقدم نزول آية التطهير في أهل البيت مع مصادرها تحت رقم (١٠٧) فراجع

(١) اشارة إلى قوله تعالى: "( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) " (الآية) فراجع ما علقناه عليها في الفصل الأول من الكلمة الغراء أيضا (منه قدس).

(٨٥٣) تقدمت آية المباهلة مع مصادرها تحت رقم ١٠٥ (*).

٥٦٢

مودتهم(٨٥٤) وأوجب الرحمن ولايتهم(٨٥٥) وهم سفينة النجاة(١) إذا

____________________

(٨٥٤) اشارة إلى قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) . فراجع ما علقناه عليها في الفصل الثالث من الكلمة الغراء (منه قدس). تقدمت آية المودة مع مصادرها تحت رقم (١٠٨).

(٨٥٥) اشارة إلى ما أخرجه الديلمي وغيره - كما في الصواعق المحرقة وغيرها - عن أبى سعيد الخدري: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " وقفوهم انهم مسؤولون " عن ولاية على. وقال الإمام الواحدي - كما في تفسير هذه الآية من الصواعق أيضا - انهم مسؤولون عن ولاية على وأهل البيت (منه قدس).

قوله تعالى: "( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) " الصافات آية: ٢٤. مسئولون عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ٢ / ١٠٦ ح ٧٨٥ - ٧٨٩، كفاية الطالب للگنجى ص ٢٤٧ ط الحيدرية وص ١٢٠ ط الغرى، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٩، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٧، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١١٢ و ١١٤ و ٢٧٠ و ٢٩٥ ط اسلامبول وص ١٣١ و ١٣٣ و ٣٢٤ و ٣٥٤ و ٣٥٥ ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي ص ١٩٥، الصواعق المحرقة ص ١٤٧ ط المحمدية وص ٨٩ ط الميمنية، روح المعاني للالوسي عند تفسير هذه الآية، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ٧٩.

(١) قال ابن حجر في ص ٩٣ من صواعقه حيث تكلم في تفسير الآية ٧ من الآيات التي أوردها في الباب ١١ من الصواعق ما هذا لفظه: وجاء من طرق عديدة يقوى بعضها بعضا " انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ".

(قال) وفى رواية مسلم ومن تخلف عنها غرق وهلك الخ (منه قدس) (*).

٥٦٣

طغت لحج النفاق(٨٥٦) وأمان الأمة(١) إذا عصفت عواصف الشقاق(٨٥٧) وباب حطة(٢) يأمن من دخلها(٨٥٨) والعروة الوثقى لا انفصام لها(٧٥٩) وأحد

____________________

(٨٥٦) حديث السفينة تقدم مع مصادره تحت رقم (١٧) فراجع.

(١) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب، اختلفوا فصاروا حزب إبليس. أخرجه الحاكم عن ابن عباس مرفوعا وصححه على شرط البخاري ومسلم - كما في ص ٩٣ من الصواعق المحرقة لابن حجر حيث تكلم في الآية ٧ من الباب ١١، وأخرج ابن أبى شيبة ومسدد في مسنديهما. والترمذي في نوادر الأصول. وأبو يعلى، والطبراني والحاكم عن سلمة بن الاكوع قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي ". وقد نقله الحافظ السيوطي في كتابه إحياء الميت بفضائل أهل البيت والنبهاني في أربعينه وغير واحد من العلماء (منه قدس).

(٨٥٧) تقدم تحت رقم (١٦) فراجع وراجع أيضا كتاب المراجعات مع تتمته تحت رقم (٤١)

(٢) اشارة إلى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ". أخرجه الحاكم عن أبى ذر عليه الرحمة. وأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط عن أبى سعيد. قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له " (منه قدس).

(٨٥٨) تقدم ذلك تحت رقم (١٨) فراجع.

(٨٥٩) قال القندوزي الحنفي وعن على كرم الله وجهه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوالى عليا وليعاد عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه من بعدى وسادات أمتي وقواد الأتقياء إلى الجنة حزبهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ". راجع: ينابيع المودة ص ٤٤٥ ط اسلامبول. (*)

٥٦٤

لثقلين(١) لا يضل من تمسك بهما(٨٦٠) ولا يهتدي إلى الله من ضل عن احدهما وقد أمرناصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن نجعلهم منا مكان الرأس(٢) من الجسد. بل مكان العينين

____________________

(١) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ". أخرجه الترمذي والحاكم كما في إحياء الميت للسيوطي، وهو من الأحاديث المستفيضة. رواه أكثر المحدثين بألفاظ متقاربة، وأسانيدهم فيه صحيحة. قال ابن حجر - بعد نقله إياه عن الترمذي وغيره في أثناء تفسيره للآية الرابعة من الباب ١١ من صواعقه - ما هذا لفظه: ثم أعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا

(قال) ومر طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفى بعض تلك الطرق انه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفى أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلات الحجرة بأصحابه، وفى أخرى انه قال ذلك بغدير خم وفى أخرى انه قاله لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف

(قال) ولا تنافى إذ لا مانع من أنه ذكر، عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة إلى آخر كلامه فراجعه في ص ٩٢ من الصواعق (منه قدس).

(٨٦٠) حديث الثقلين قد تقدم مع مصادره تحت رقم (١٥) فراجع.

(٢) اشارة إلى ما نقله غير واحد من الأعلام كالعلامة الصبان في ص ١١٤ من إسعافه المطبوع في هامش نور الأبصار حيث قال ما هذا لفظه: وروى جماعة من أهل السنن عن عدة من الصحابة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك "

(قال) وفى رواية غرق (قال) وفى رواية أخرى زج في النار (قال) وفى أخرى عن أبى ذر زيادة وسمعته يقول: " اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس " (منه قدس) (*).

٥٦٥

من الرأس(٨٦١) ونهانا عن التقدم عليهم(١) والتقصير عنهم(٨٦٢) ونص على أنهم القوامون على الدين، النافون عنه في كل خلف من هذه الأمة(٢) تحريف الضالين(٨٦٣) وقد أعلنصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأن معرفتهم براءة من النار(٣) وحبهم جواز على الصراط، والولاية لهم أمان من العذاب(٨٦٤) وان الأعمال الصالحة

____________________

(٨٦١) قد تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (١٩) فراجع.

(١) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث التمسك بالثقلين: فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. ونقله غير واحد من العلماء كالإمام أبى بكر العلوي في الباب ٥ من رشفة الصادي. وابن حجر حيث تكلم في تفسير الآية الرابعة من الباب ١١ من صواعقه (منه قدس).

(٨٦٢) راجع: مجمع الزوائد ج ٩ / ١٦٣، ينابيع المودة للقندوزي ص ٤١ و ٣٥٣ ط الحيدرية وص ٣٧ و ٢٩٦ ط اسلامبول، الدر المنثور للسيوطي ج ٢ / ٦٠، الغدير ج ١ / ٣٤ وج ٣ / ٨٠، كنز العمال ج ١ / ١٦٨ ط ٢، أسد الغابة ج ٣ / ١٣٧، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين ج ١ / ١٨٤ وج ٢ / ٤٩.

(٢) اشارة إلى ما أخرجه الملا في سيرته بسنده إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا وان أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من توفدون " وقد نقله ابن حجر في ص ٩٢ من صواعقه (منه قدس).

(٨٦٣) الصواعق ص ١٤٨ ط المحمدية، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٢٦ و ٣٢٦ - ٣٢٧ ط الحيدرية وص ١٩١ و ٢٧١ و ٢٧٣ و ٢٩٧ ط اسلامبول، ذخائر العقبى ص ١٧ المعيار والموازنة للاسكافي ص ٢٠٤.

(٣) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط والولاية لآل محمد أمان من العذاب ". رواه القاضي عياض في الفصل الذي عقده لبيان: ان من توقيره وبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله بر آله وذريته من كتابه - الشفاء - فراجع أول ص ٤١ من قسمه الثاني طبع الاستانة سنة ١٣٢٨ (منه قدس).

(٨٦٤) الإتحاف للشبراوي ص ٤، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٤ و ٢٨٦ و ٣١٤ =>

٥٦٦

لا تنفع عامليها إلا بمعرفة حقهم(٨٦٥) ولا تزول يوم القيامة قدما أحد من هذه الأمة(١) حتى يسأل عن حبهم(٨٦٦) ولو أن رجلا أفنى عمره قائما وقاعدا

____________________

=> و ٤٤٤ ط الحيدرية وص ٢٢ و ٢٤١ و ٢٦٣ و ٣٧٠ ط اسلامبول، إحقاق الحق للتستري ج ٩ / ٤٩٤ ط ١ بطهران، فرائد السمطين ج ٢ / ٢٥٧ ح ٥٢٥.

(٨٦٥) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " الزموا مودتنا أهل البيت، فانه من لقى الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا " أخرجه الطبراني في الأوسط. ونقله السيوطي في أحياء الميت بفضائل أهل البيت. والنبهاني في أربعينه (منه قدس). إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١١، الصواعق المحرقة ص ١٣٨ ط الميمنية وص ٢٣٠ ط المحمدية، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٩٣ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٦٤ ط الحيدرية وص ٢٤٦ و ٢٧٢ و ٣٠٣ - ٣٠٤ ط اسلامبول، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١١١ ط السعيدية وص ١٠٣ ط العثمانية، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٧٢.

(١) اشارة إلى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه، ومن أين اكتسبه، وعن محبتنا أهل البيت ". أخرجه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا، ونقله السيوطي في إحياء الميت. والنبهاني في أربعينه (منه قدس).

(٨٦٦) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١١٩ ح ١٥٧، إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٥، ينابيع المودة للقندوزي ص ١١٣ و ٢٧٠ و ٢٧١ ط اسلامبول وص ١٣٣ و ٣٢٤ ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي ص ٥٣ - ٥٦، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٤٢، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٠٩، مجمع الزوائد ج ١٠ / ١٤٦. وبلفظ آخر يوجد في: كفاية الطالب للگنجى ص ٣٢٤ ط الحيدرية وص ١٨٣ ط الغرى، ترجمة الإمام =>

٥٦٧

وراكعا وساجدا بين الركن والمقام ثم مات غير موال لهم دخل النار(٨٦٧) .

____________________

=> علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ / ١٥٩ ح ٦٤٤، فرائد السمطين ج ٢ / ٣٠١ ح ٥٥٧.

(٨٦٧) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حديث أخرجه الطبراني والحاكم - كما في أحياء الميت وأربعين النبهاني وغيرهما

أ -: " فلو أن رجلا صفن - أي صف قدميه - بين الركن والمقام فصلى وصام وهو مبغض لآل محمد دخل النار ". أه‍. وأخرجه الحاكم وابن حبان في صحيحه - كما في أحياء الميت وأربعين النبهاني وغيرهما

ب - عن أبى سعيد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا دخل النار "، وأخرج الطبراني - كما في احياء الميت للسيوطي

ج - عن الحسن السبط أنه قال لمعاوية بن خديج: " إياك وبغضنا، فان رسول الله قال: لا يبغضنا، ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة بسياط من النار " أه‍. وأخرج الطبراني في الأوسط - كما في احياء الميت وأربعين النبهاني

د - عن جابر قال: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته وهو يقول: " أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا ". أه‍ (منه قدس).

مصادر هذه الأحاديث التي ذكرها في الهامش هي :

أ - المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٤٩ وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، الصواعق لابن حجر ص ١٧٢ ط المحمدية وص ١٠٤ ط الميمنية، احياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١١، ذخائر العقبى ص ١٨، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٢٦ و ٣٣١ ط الحيدرية وص ١٩٢ و ٢٧٧ و ٣٠٥ ط اسلامبول، إحقاق الحق ج ٩ / ٤٩٢، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦١.

ب - المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٥٠، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، احياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١١، إسعاف الراغبين ص ١٠٤ ط العثمانية وص ١١٢ ط السعيدية، الصواعق لابن حجر ص ١٧٢ و ٢٣٧ ط المحمدية وص ١٠٤ وصححه وص ١٤٣ ط الميمنية، ينابيع المودة للقندوزي ص ١٠٤ ط اسلامبول وص ٣٦٥ ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٦، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٩٤ ط الميمنية، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج ٣ / ٣٣٣، إحقاق الحق =>

٥٦٨

فهل يحسن من الأمة المسلمة بعد هذا ان تجري إلا على أسلوبهم وهل يتسنى لمسلم يؤمن بالله ورسوله ان يستن بغير سننهم فكيف يعدهم ابن خلدون من أهل البدع بكل صراحة ووقاحة من غير خجل ولا وجل. أبهذا أمرته آية القربى(٨٦٨) وآية التطهير(٨٦٩) وآيتا أولي الأمر(٨٧٠) والاعتصام بحبل الله تعالى ؟(٨٧١) أم بهذا أمره الله سبحانه حيث يقول:( وَكُونُواْ

____________________

=> للتستري ج ٩ / ٤٦١، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١٣٨ ح ١٨١، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦١.

ج - احياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١١، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٠٤ ط العثمانية وص ١١٢ ط السعيدية، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٧٢، الصواعق المحرقة ص ١٧٢ ط المحمدية وص ١٠٤ ط الميمنية، ينابيع المودة للقندوزي ص ٣٦٥ ط الحيدرية وص ٣٠٤ ط اسلامبول

د - احياء الميت بهامش الإتحاف ص ١١٢، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٧٢، ميزان الاعتدال للذهبي ج ٢ / ١١٦، إحقاق الحق ج ٩ / ٤٦٨.

(٨٦٨) تقدمت هذه الآية مع مصادرها تحت رقم (١٠٨).

(٨٦٩) تقدمت هذه الآية مع مصادرها تحت رقم (١٠٧) فراجع.

(٨٧٠) مشيرا إلى قوله تعالى: "( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) " سورة النساء آية ٥٩. أولى الأمر هم: على أمير المؤمنين والأئمة من أولادهعليهم‌السلام . راجع: ينابيع المودة للقندوزي ص ١٣٤ و ١٣٧ ط الحيدرية وص ١١٤ و ١١٧ ط اسلامبول، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ١٤٨ ح ٢٠٢ و ٢٠٣ و ٢٠٤، تفسير الرازي ج ٣ / ٣٥٧ ط ١ بمصر، إحقاق الحق ج ٣ / ٤٢٤، فرائد السمطين ج ١ / ٣١٤ ح ٢٥٠.

(٨٧١) قوله تعالى: "( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) " آل عمران آية: ١٠٣. حبل الله هم أهل البيت. راجع: شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ١٣٠ ح ١٧٧ و ١٧٨ و ١٧٩ و ١٨٠، الصواعق =>

٥٦٩

مَعَ الصَّادِقِينَ ) ؟(٨٧٢) أم به صدع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في نصوصه المجمع على صحتها ؟ وقد استقصيناها بطرقها وأسانيدها في كتابنا سبيل المؤمنين واستقصتها علماؤنا الأعلام في مؤلفاتهم، فراجعها لتعلم حقيقة أهل البيت، ومنزلتهم في دين الإسلام(٨٧٣) .

____________________

= المحرقة ص ١٤٩ ط المحمدية وص ٩٠ ط الميمنية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٣٩ و ٣٢٨ و ٣٥٦ ط الحيدرية وص ١١٩ و ٢٧٤ و ٢٩٧ ط اسلامبول، الإتحاف للشبراوي ص ٧٦، روح المعاني للآلوسي ج ٤ / ١٦، نور الأبصار للشبلنجى ص ١٠٢ ط السعيدية وص ١٠١ ط العثمانية، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٠٧ ط السعيدية وص ١٠٠ ط العثمانية.

(٨٧٢) قوله تعالى: "( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) " التوبة آية: ١١٩. أي مع علىعليه‌السلام وأصحابه. راجع: شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ٢٥٩ ح ٣٥٠ - ٣٥٦، كفاية الطالب للگنجى ص ٢٣٦، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ / ٤٢١ ح ٩٢٣، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٦، المناقب للخوارزمي ص ١٩٨، نظم درر السمطين للزرندي ص ٩١، فتح القدير للشوكاني ج ٢ / ٤١٤ ط ٢ مصطفى الحلبي، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٥٠ ط المحمدية وص ٩٠ ط الميمنية، ينابيع المودة للقندوزي ص ١٣٦ و ١٤٠ ط الحيدرية وص ١١٦ و ١١٩ ط اسلامبول، الدر المنثور للسيوطي ج ٣ / ٣٩٠، الغدير للأميني ج ٢ / ٣٠٥، روح المعاني للآلوسي ج ١١ / ٤١ ط المنيرية، غاية المرام باب ٤٢ ص ٢٤٨ ط ايران، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ٣١٤ ح ٢٥٠ وص ٣٧٠ ح ٢٩٩ و ٣٠٠.

(٨٧٣) الكتب التي ألفت في الحديث عن أهل البيت وفضائلهم وسجاياهم قديما وحديثا تفوق حد الاطراء والعد من مختلف المذاهب فمنها على سبيل المثال: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ١ - ٢ طبع بيروت، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ١ - ٣ طبع بيروت، مناقب =>

٥٧٠

على انهم لا ذنب لهم يستوجب الجفاء، ولا قصور بهم يقتضي هذا الاعراض فليت أهل المذاهب الأربعة نقلوا في مقام الاختلاف مذهب أهل البيت كما ينقلون سائر المذاهب التي لا يعملون بها، ما رأيناهم يعاملون أهل البيت هذه المعاملة في عصر من الاعصار، وانما يعاملونهم معاملة من لم يخلقه الله عزوجل أو من لم يؤثر عنه شئ من العلم والحكمة.

نعم ربما تعرضوا لشيعتهم فنبزوهم بالرفض، وسلقوهم بألسنة الافتراء(٨٧٤) وقد ولى زمن الاعتداء، وأقبل عصر الاخاء، وآن لجميع المسلمين أن يدخلوا

____________________

=> علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ط ١ بطهران، المناقب للخوارزمي الحنفي ط الحيدرية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ط الحيدرية واسلامبول وغيرهما، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري طبع مكتبة القدسي، فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين للحمويني ج ١ - ٢ ط بيروت، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ط النجف، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج ١ - ٢ ط النجف، مطالب السئول لابن طلحة الشافعي ط إيران والنجف، نور الأبصار للشبلنجى ط مصر، إسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الإبصار، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ط النجف، تقوية الإيمان في الرد على تزكية بن أبى سفيان ط النجف، نزل الأبرار ط طهران. وغيرها من عشرات بل مئات الكتب في ذلك.

ومن الإمامية: بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار المتوفى ٢٩٠ ه‍ ط تبريز، بحار الأنوار للعلامة المجلسي فيه عشرات المجلدات في مناقب وفضائل أهل البيت ط إيران الجديد، غاية المرام للسيد البحراني ط إيران، الغدير للأميني ج ١ - ١١ ط إيران وبيروت، إحقاق الحق للتستري مع ملحقاته للسيد المرعشي النجفي ١ - ١٦ ط إيران. وغيرها من مئات الكتب.

(٨٧٤) نبز الشيعة بالرفض وافتراء الأكاذيب عليهم: راجعها مع أجوبتها في كتاب الغدير للأميني ج ٣ / ٧٨ وما بعدها. وقد صدر حديثا كتاب للسيد الرضوي بعنوان: كذبوا على الشيعة فراجعه، أجوبة مسائل موسى جار الله. (*)

٥٧١

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٥٥١: -

[ المورد (١٠٠) -: الدعوة إلى الصفاء ]

حتى م يا اخوتاه هذه الشحناء ؟. وفي م هذه العداوة والبغضاء، نعوذ بالله أليس الله عزوجل وحده لا شريك له ربنا جميعا ؟. والإسلام ديننا ؟. والقرآن الحكيم كتابنا ؟ ! والكعبة مطافنا وقبلتنا ؟. وسيد النبيين وخاتم المرسلين محمد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نبينا ؟. وقوله وفعله وتقريره سنتنا ؟. والفرائض الخمسة اليومية وصوم شهر رمضان المبارك، والزكاة المفروضة وحج البيت فرائضنا ؟.

والحلال ما أحله الله ورسوله. والحرام ما حرماه، والحق ما حققاه، والباطل ما أبطلاه، وأولياء الله ورسوله أولياءنا، وأعداء الله ورسوله أعداءنا وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) (٨٧٥) أليس الشيعيون والسنيون في ذلك كله سواء ؟.( كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) (٨٧٦) .

والنزاع بينهما في جميع المسائل الخلافية صغروي في الحقيقة، ولا نزاع بينهما في الكبرى عند أهل النظر أبدا. ألا تراهما إذا تنازعا في وجوب شئ، أو حرمته، أو في استحبابه، أو في كراهته، أو في اباحته، أو تنازعا في

____________________

(٨٧٥) سورة النجم: ٣١.

(٨٧٦) سورة البقرة: ٢٨٥ (*)

٥٧٢

صحته أو بطلانه، أو في جزئيته أو في شرطيته أو في مانعيته، أو في غير ذلك، كما لو تنازعا في عدالة شخص، أو فسقه، أو في إيمانه، أو في نفاقه أو في وجوب موالاته، لأنه ولي الله، أو وجوب معاداته، لأنه عدو الله، فانما يتنازعان في ثبوت ذلك بالأدلة المثبتة شرعا - من كتاب أو سنة أو إجماع أو عقل - وعدم ثبوته، فيذهب كل منهما إلى ما اقتضته الأدلة الشرعية. ولو علم الفريقان ثبوت الشئ في دين الإسلام، أو علما جميعا عدم ثبوته في الدين الإسلامي أو شكا كلاهما في ذلك لم يتنازعا ولم يختلفا أبدا. وقد أخرج البخاري في صحيحه(١) عن أبي سلمة وغيره عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: " إذا حكم الحاكم واجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد "(٨٧٧) .

وقال ابن حزم حيث تكلم فيمن يكفر أو لا يكفر - ص ٢٤٧ من الجزء الثالث من كتابه - الفصل في الملل والنحل - ما هذا لفظه: وذهبت طائفة إلى انه لا يكفر، ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا، وان كل من اجتهد في شئ من ذلك، فدان بما رأى انه الحق فانه مأجور على كل حال. ان أصاب فأجران، وان أخطأ فأجر واحد.

(قال): وهذا قول ابن أبى ليلى، وأبي حنيفة، والشافعي، وسفيان الثوري، وداود بن علي، وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة، لا نعلم منهم خلافا في ذلك أصلا إلى آخر

____________________

(١) راجع باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ. وهو في أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة قبل كتاب التوحيد بأقل من ورقتين تجده في ج ٤ ص ١٧٧ من الصحيح (منه قدس).

(٨٧٧) ورواه أيضا مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة. الفتح الكبير ج ١ / ١٠٢ (*).

٥٧٣

كلامه(٨٧٨) .

والذين صرحوا بهذا ونحوه من أعلام الأمة كثيرون. فأي وجه إذن لهذه المشاغبات أيها المسلمون ؟. والله عز وجل يقول:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (٨٧٩)

( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) (٨٨٠)

( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (٨٨١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، وهم يد على من سواهم فمن اخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل(٨٨٢) .

والصحاح في هذا ونحوه متواترة، ولاسيما من طريق العترة الطاهرة. وفي فصولنا المهمة ما يشرح صدور الأمة(٨٨٣) .

____________________

(٨٧٨) بل اعتذروا لأشخاص صدرت منهم جرائم وأفعال سودت وجه التاريخ وأخرجتهم من ربقة الإسلام. اعتذروا لمعاوية في قتاله سيد الوصيين بالاجتهاد وكذلك ابنه يزيد في قتله سبط الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وابن ملجم قاتل إمام المتقينعليه‌السلام وقاتل عمار بن ياسر وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم. اعتذروا لهم بالاجتهاد فلا جرم عليهم بل لهم أجر واحد. راجع: الغدير ج ١٠ / ٣٤٠ وما بعدها. وراجع ما تقدم من الأحاديث في حقن الدماء تحت رقم (١٤٩ و ١٥٢).

(٨٧٩) سورة الحجرات: ١٠.

(٨٨٠) سورة الأنفال: ٤٦.

(٨٨١) سورة آل عمران: ١٠٥.

(٨٨٢) صحيح البخاري ك ٥٨ ب ١٠ و ١٧ وك ٩٦ ب ٥، مسند احمد ج ١ / ٨١ وج ٢ / ١٩٢ و ٢١١ و ٣٩٨ كما في مفتاح كنوز السنة.

(٨٨٣) فلتراجع منها الفصول السبعة الأول، فانها في ٧ مواضيع (منه قدس) =>

٥٧٤

..

____________________

الوحدة الإسلامية :

الإسلام الذي جاء به سيد المرسلين من قبل رب العالمين هو دين الوحدة والتعاطف والتكاتف والتحابب وحث على هذه الأمور بلا مزيد عليه في أي دين أو مذهب كما انه حذر من الاختلاف والتنازع والتباغض والتنابز وغيرها من الأمور التي تؤدى إلى تفتيت الأمة وتمزيقها، وشدد النكير عليه. قال تعالى:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ )

وقال تعالى:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا )

وقال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ )

وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) .

وتوجد سورة في القرآن باسم " الصف " لأجل توحيد الصفوف وتراصها لما لها من الموقعية والقوة فيقول فيها:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) .

وقد وردت عشرات الروايات ان لم تكن المئات بهذا الصدد ولنقتصر على جملة منها :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم: افشوا السلام بينكم ".

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " الدين النصيحة. قلنا: لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين ولعامتهم والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ".

وقال الصادقعليه‌السلام : " المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا =>

٥٧٥

.

____________________

=> يكذبه ولا يغتابه ". إلى غير ذلك من الروايات التي بهذا المضمون. ونحن نفهم من هذه النصوص الإسلامية وغيرها اهتمام الإسلام بالوحدة ان المؤمن لا يكمل إيمانه إلا إذا كان يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه. وان المسلمين جميعا كتلة واحدة لا تتجزأ وهم كالجسد الواحد لإنسان واحد فخالقهم واحد ودينهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة وهم لاب واحد ولام واحدة فما هذا الاختلاف والتشاجر والتناحر.

نعم الإسلام حذر المسلمين جميعا من الاختلاف والتنازع وطعن البعض في البعض الأخر وجعل ذلك سببا للفشل والخذلان وعدم العز في الدنيا والعقاب في الآخرة فيقول تعالى:( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) وذهاب الريح هنا هو ذهاب النصر الذي يؤيد به المسلمين حالة قتالهم ومجابهتهم العدو فعدم نصرهم مسببا عن تنازعهم واختلافهم

وعن عبد المؤمن الأنصاري قال: دخلت على الإمام أبى الحسن (الكاظم)عليه‌السلام وعنده محمد بن عبدالله الجعفري، فتبسمت إليه فقالعليه‌السلام : " أتحبه ؟ قلت: نعم وما أحببته إلا لكم. فقالعليه‌السلام : هو أخوك والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون ملعون من أغتاب أخاه ". بل في نصوص إسلامية أخرى قد سلبت عنوان الإسلام الحقيقي عن الشخص إذا لم يهتم بأمر أخيه فضلا عن الطعن فيه ومحاولة هتك حرمته.

والاستعمار الشرقي والغربي لما أراد أن يستولى على بلاد المسلمين ويأخذ ثرواتهم ويستعبدهم ويجعلهم طعمة سائغه درس حالتهم الاجتماعية والنفسية فرأى من أهم الأسباب التي يتمكن بها على استعبادهم - بعد انحرافهم عن دينهم وعدم تمسكهم به -. هي الفرقة والاختلاف فصدر القاعدة المعروفة " فرق تسد " والى يومنا هذا الاستعمار يستعملها كسلاح فتاك لأجل تمزيق وحدة المسلمين وإذلالهم. فها هي دويلة إسرائيل الصهيونية تغتصب الأراضي الإسلامية والعربية بما فيها القدس الشريف القبلة الأولى للمسلمين وعددها لا يتجاوز المليونين بينما المسلمون مع =>

٥٧٦

.

____________________

= قوتهم وعددهم الذي يتجاوز مليار مسلم في أنحاء العالم وليس ذلك إلا لأجل تفرقهم واختلاف كلمتهم وكل واحد يريد أن يأكل الأخر. أليس من العار على العرب ١٨ سنة يهرجون ويطبلون ويرفعون عقيرتهم ليلا ونهارا بأنهم يريدون أن يحرروا فلسطين ولم يتمكنوا أن يحرروا شبرا واحدا بل نرى إسرائيل بين الفينة والفينة تستولى على أرض أخرى وتجعلها تحت سيطرتها. كيف يحررون فلسطين وهم خدام وعملاء إلى الشرق أو الغرب ويأكل بعضهم البعض الأخر.

ومن أهم الأسلحة الفتاكة التي اتخذها الاستعمار في إضعاف المسلمين والاستيلاء عليهم واستعبادهم هو التفرقة باسم السنة والشيعة فكان يثير التشاجر وكيل الاتهام لكل طرف من الطرف الأخر والسباب والشتم والتكفير وغيرها ولعل هذه الأمور لا أصل ولا موجب لها، بل لو رجعوا جميعا إلى الإسلام والى منابعه الأصلية الأولية مع الموضوعية وعدم التعصب لمذهب معين أو لفئة أو لشخص لعاشوا بسلام ووئام وان عمل كل على حسب ما يؤدى إليه نظره وبحثه العلمي.

وهذا الكتاب الذي بين يديك بالرغم من انه يتعرض إلى مواضيع حساسة جدا الا انه يحاول أن يبحثها بحثا موضوعيا متجنبا التعصب المذهبي والتحيز القومي.

فنرجوا من الله أن يكون هذا سببا للتعرف على الحقيقة ووحدة المسلمين حتى ترجع إليهم عزتهم ومجدهم التليد

والحمد لله رب العالمين. (*)

٥٧٧

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٥٥٧: -

[ خاتمة الكتاب ]

نختتم كتابنا فيما افتتحناه به من البحث عن الإمامة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمكانها من عناية الله تعالى ورسوله، ومسيس حاجة الأمة إليها في دينها ودنياها ولما بذله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبيلها من النصح لربه عز وعلا، ولامته لا يألو في ذلك جهدا ولا يدخر وسعا.

ومن أحاط علما بسيرتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في تأسيس دولة الإسلام منذ قام باعبائها وجد عليا وزيره(٨٨٤) من أهله وشريكه في أمره، وظهيره على عدوه(٨٨٥) وعيبة علمه ووارث حكمه(٨٨٦) وولي عهده، وصاحب الأمر من بعده(٨٨٧)

____________________

(٨٨٤) لأجل الاطلاع على ذلك راجع كتاب: المراجعات وكتاب سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٤٩٨ و ٧٣٩) وسوف يأتي الحديث أيضا.

(٨٨٥) كما في بدر الكبرى واحد وحنين والأحزاب، وهو صاحب لوائه في كل حروبه.

(٨٨٦) راجع كتاب المراجعات وكتاب سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٥٥٨ و ٥٥٩).

(٨٨٧) راجع كتاب المراجعات لشرف الدين وكتاب سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٥١٧ و ٥١٨ و ٥٢٠ و ٥٢١ و ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٢٥ و ٥٢٦ و ٥٢٧ و ٥٣٧ و ٦٢٢ و ٢٦٢ (*).

٥٧٨

ومن ألم ممعنا في أقواله وأفعاله، في حله وترحاله، يجد الكثير منها متواليا في الدلالة على ذلك، من أول أمره إلى منتهى عمره.

وقد استمر في بثها بأساليبه الحكيمة العظيمة ثلاثا وعشرين سنة، منذ بعث بالحق إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، يشيد بخصائصه فيرفع بذلك ذكره، ويوليه من الثناء عليه في كل مناسبة ما يعظم به قدره.

وقد صدع بالنص عليه في أوائل بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ظهور دعوته في مكة، حين أنذر عشيرته الأقربين على عهد شيخ البطحاء وبيضة البلد عمه أبي طالب في داره، فقال لهم - وقد أخذ برقبة علي وهو أصغر القوم سنا -: " ان هذا أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. " الحديث(٨٨٨) .

____________________

(٨٨٨) أوردناه - مع الاشارة إلى أسانيده ومصادره من كتب الجمهور - في المراجعة ٢٠ وأثبتنا تصحيح الجمهور له في المراجعة ٢٢ من كتاب المراجعات، فلا يفوتن باحثا مراجعتهما معا فان هناك الفوائد والعوائد. ولا تنس ما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعشيرته الأقربين - وفيهم أعمامه أبو طالب وغيره -: فاسمعوا له وأطيعوا، من وجوب السمع والطاعة عليهم كافة لعلى في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمر الذي دل على انه كان من يومئذ من رسول الله بمنزلة هارون من موسى الا أنه ليس بنبي (منه قدس).

حديث الدار يوم الانذار: هذا من صحاح السنن المأثورة. راجع: تاريخ الطبري ج ٢ / ٣١٩ - ٣٢١، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٦٢ و ٦٣، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٣ / ٢١٠ و ٢٤٤ وصححه ط مصر بتحقيق أبو الفضل، السيرة الحلبية ج ١ / ٣١١، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٤١ و ٤٢، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ٣٧١ ح ٥١٤ و ٥٨٠، كنز العمال ج ١٥ / ١١٥ ح ٣٣٤ ط ٢، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج١ / ٨٥ح ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١، حياة محمد لمحمد حسين هيكل ص ١٠٤ الطبعة الأولى =>

٥٧٩

ولم يزل بعدها يدلل على خلافته، تارة بدلالة المطابقة نصا كقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله - حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك: - " انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي "(٨٨٩) .

____________________

=> سنة ١٣٥٤ ه‍ وفى الطبعة الثانية وما بعدها من طبعات الكتاب. حذف من الحديث قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " وان يكون أخي ووصى وخليفتي فيكم ".

ومن راجع الطبعة الأولى والطبعات التي بعدها وراجع جريدة السياسة المصرية لمحمد حسين هيكل ملحق عدد (٢٧٥١) بتاريخ ١٢ ذي القعدة سنة ١٣٥٠ ه‍ ص ٥ وص ٦ من ملحق عدد (٢٧٨٥) رأى الحقيقة كاملة فانه في الطبعة الأولى والجريدة ذكر الحديث تاما وفى الطبعات الأخرى من الكتاب حرفه.

كما ان الطبري ذكر هذا الحديث في تفسيره ج ١٩ / ١٢١ ط ٢ ولكن المؤلف أو الطابع حرف آخر الحديث وذكر بدله " ان هذا أخي وكذا وكذا ". وذكر الحديث أيضا: الجاوي في التفسير المنير لمعالم التنزيل ج ٢ / ١١٨ ط ٣، الخازن في تفسيره ج ٣ / ٣٧١ و ٣٩٠. ولأجل المزيد على بقية المصادر راجع كتاب المراجعات وكتاب سبيل النجاة تحت رقم (٤٥٩) ففيه كفاية.

(٨٨٩) تجد هذا النص بعين لفظه في حديث صحيح عظيم فيه بضع عشرة خصيصة من خصائص على كل خصيصة منها ترشحه أو تنص عليه بالإمامة، أوردناه في المراجعة ٢٦ من كتاب المراجعات.

وقد كان بيننا وبين شيخ الإسلام البشرىرحمه‌الله تعالى مناظرات ومحاضرات حول هذا الحديث من كل نواحيه تبادلنا فيها الإنصاف والحب والإخلاص للفهم والعلم واتباع الحق لا نألوا جهدا ولا ندخر وسعا حتى لم نبق شبهة ولله الحمد الا أدينا فيها حقه، فلتراجع مناضراتنا هذه في المراجعة المذكورة وما بعدها إلى نهاية المراجعة ٣٤.

ووصيتي إلى الباحثين من أولى الألباب أن لا يفوتنهم شئ من ذلك الا وسعوه تدبرا وأمعانا، فعسى أن تقر بذلك عيون المؤمنين وتنشرح صدورهم في كل ما ثمة من أبحاث ولاسيما حول حديث المنزلة وعمومها ودلالته، وانه صور عليا وهارون في الأرض كالفرقدين في السماء (منه قدس) =>

٥٨٠