فرائد السمطين الجزء ١

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 454

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 98227
تحميل: 15925


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98227 / تحميل: 15925
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الباب السبعون

[في تقريظ الحسن البصري الإمام أمير المؤمنين عليه السلام]

312 - أنبأني أحمد ابن الفاروثي، عن أبي طالب الهاشمي إجازة، عن شاذان القمّي قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ (1) قال: حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني قال: حدثنا الحسن بن عبد الله الرقي قال: حدثنا محمد بن عرف، قال: حدثنا محمد بن خلاّد البصري قال: حدثنا الحسن بن زكريا الثقفي، عن عنبسة النحوي، قال: شهدت الحسن ابن أبي الحسن وأتاه رجل من ناحية فقال: يا أبا سعيد بلغنا أنّك تقول: لو كان علي عليه السلام يأكل من خشف المدينة (2) لكان خيراً له ممّا صنع!!! فقال الحسن: يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دماً!!! والله لقد فقدوه سهماً من مرامي الله، والله لا يلويه شيء عن أمر الله، أعطى القرآن عزائمه [عليه] وله، أحلّ حلاله وحرّم حرامه حتى أورده ذلك على حياض غدقة (3) ، ورياض مونقة، ذلك عليّ بن أبي طالب يا لكع.

313 - أنبأنا الكمال أبو الفرج عبد الرحمان بن عبد اللطيف بن محمّد المقرئ البزار، عن الشيخ محبّ الدين أبي البقاء (4) العكبري إجازة، عن الشيخ عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب إجازة، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن

____________________

(1) ببالي أنّه رواه في آخر ترجمة أمير المؤمنين من حلية الأولياء.

ورواه أيضاً القالي في أماليه، وله مصادر كثيرة جداً.

(2) كذا.

(3) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (عذبة).

(4) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (أبو البقاء).

٣٨١

الحاحي المزرمي (1) قراءة عليه في مسجده بدرب الفياد (2) - يوم السبت ثامن ربيع الأول سنة عشرين وخمسمئة، وهو يسمع فأقرّ به - قال: أنبأنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسين بن الفضل بن أمير المؤمنين المأمون قراءة عليه وأنا حاضر أسمع بجامع المدينة، قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون عمّ أبي قراءة عليه، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا المبّرد، قال: حدثنا ابن عائشة قال: حدثنا أبي عن عوف الأعرابي قال: قال رجل للحسن: ما تقول في علي عليه السلام؟ فقال: أعن ربّانّي هذه الأُمّة تسأل لا أُمّ لك؟! (3) والله ما كان بالسروقة لحقوق الله، لقد أعطى القرآن عزائمه فيما عليه [وله] حتى أورده على رياض مونقة وجنان غدقة، ذلك علي بن أبي طالب يا لكع.

314 - أخبرنا الشيخ الصالح إبراهيم بن محمد بن شيخ الإسلام عمر بن محمّد السهروردي - أحسن الله إليه في الدارين، وقدّس روح جدّه - بقراءتي عليه ببغداد، قلت له: أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن المعتزّ البغدادي إجازة، بروايته عن أبي الفضل محمد بن ناصر إجازة، بروايته عن الحافظ أبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي قال: حدثني الشيخ الإمام العارف أبو بكر محمد ابن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري رحمه الله (4) قال: حدثنا محمد بن يعقوب البيكندي قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا حمّاد بن عيسى غريق الجحفة - مطرت السماء بالجحفة - وهو اسم موضع - حتى غرق حمّاد بن عيسى - قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب قبل موته بثلاث: سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتيّ من الدنيا فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك.

____________________

(1) كذا في الأصل، ولعلّ الصواب: (الحاجي المزرمي).

(2) رسم خط هذه اللفظة غير واضح، وفي نسخة السيد علي نقي: (العبار)؟.

(3) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (لا أباً لك).

وقريباً منه رواه أيضاً ابن أبي الحديد، في شرح المختار: (57) من الهج البلاغة: ج 4 ص 95 من ط الحديث بمصر.

(4) ورواه أيضاً بعض المعاصرين عن كتاب معاني الأخبار للكلاباذي.

٣٨٢

قال [جابر]: فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال علي: هذا أحد ركنيّ الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلما ماتت فاطمة قال علي: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (1) .

315 - أنبأني الشيخ عبد الله بن محمود الحنفي عن [] عن زاهر بن طاهر بن محمد الكاتب (2) ، أخبرني محمد بن عبد الرحمان الجنزرودي، أنبأنا محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، أنبأنا أحمد بن علي بن المثنّى (3) ، حدثنا سويد بن سعيد [حدثني محمد بن عبد الرحيم بن شروس اليماني]، عن ابن ميناء، عن أبيه (4) ، عن عائشة قالت: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم التزم عليّاً وقبّله و [هو] يقول: بأبي الوحيد الشهيد .

[و] أورده أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد المكي في [الحديث الثاني من الفصل السادس من] مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام، رواه عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني قال: أخبرني زاهر بن طاهر بن محمد الكاتب.

____________________

(1) ورواه أيضاً في الحديث: (189) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل.

وروى عنه في الحديث: (160) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص 120، ط 1، ورواه قبله بسند آخر عن أبي سعيد ابن الأعرابي.

ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق من حلية الأولياء: ج 3 ص 201.

ورواه أيضاً في ترجمة أمير المؤمنين من معرفة الصحابة.

ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل (14) من مناقبه ص 58 ط الغري قال: وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني العطار إجازة، أخبرني الحسن بن أحمد المقرئ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر ابن خلاد، وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالا: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا حماد بن عيسى...

ورواه أيضاً السيد أبو طالب في أماليه كما في الباب الخامس من تيسير المطالب ص 87.

(2) وما أبقينا بياضاً بين المعقوفين كان في الأصل بياضاً.

(3) وهو أبو يعلى الموصلي، ورواه أيضاً عنه في مجمع الزوائد: ج 9 ص 138، قال وفيه مَن لم أعرفه. ورواه أيضاً في أواخر أحوال النبي من كتاب النعيم المقيم، الورق 12.

(4) هذا هو الظاهر الموافق لمخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (عن أُمّه). ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: (1376) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 285 ط 1، وفيه: (عن ابن ميثاء...) بالمثلّثة. وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه ومن مناقب الخوارزمي.

٣٨٣

في (بيان) ما جاء في مقتل أمير المؤمنين عليه السلام ووصيّته وشهادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم له بالشهادة، وبأنّ قاتله أشقى الآخرين.

316 - أنبأني الشيخ نور الدين أحمد بن شيخ الإسلام نور الدين أبي عبد الله محمد الجبلي، ثمّ القزويني رحمة الله (عليه) وعلى سلفه، قال: أنبأنا القاضي عماد الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي القاسم إجازة، أنبأنا الشيخان: أبو عبد الله محمد ابن الفضل، وأبو القاسم [زاهر] بن طاهر إجازة قالا: أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن الحسين الحافظ، قال: أنبأنا أبو عبد الله [محمد بن عبد الله الحافظ (1) ، أخبرنا أبو عبد الله] محمد بن عبد الله الصفار، قال: حدثنا الحسن ابن علي بن بحر بن بري (2) ، قال: حدثنا أبي.

حيلولة: قال: وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي (3) قال: حدثنا علي بن محمّد بن بدر، قال حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي (4) ، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خيثم أبي يزيد بن خيثم: عن عمّار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذي العشيرة (5) فلمّا

____________________

(1) وهو الحاكم النيسابوري والحديث ذكره في ترجمة أمير المؤمنين من المستدرك: ج 3 ص 140. وما وضعناه بين المعقوفين قد سقط ممّا كان لديّ من فرائد السمطين.

(2) كذا في نسخة السيد علي نقي والمستدرك، وفي مخطوطة طهران: (حدثنا الحسن بن علي بن الحسين...).

(3) رواه في مسند عمار من مسنده: ج 4 ص 263 وفيه: (غزوة ذات العشيرة)، ورواه أيضاً تحت الرقم: (259) من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل.

ورواه في مجمع الزوائد: ج 9 ص 136، عنه وعن الطبراني والبزار، وقال: ورجال الجميع موثقون. وفيه: (في غزوة العشيرة).

ورواه أيضاً النسائي في الحديث: (149) من كتاب الخصائص ص 129، ط الغري، كما رواه أيضاً الحاكم الحسكاني بسندين في الحديث: (1090) من شواهد التنزيل.

ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: (1380) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 286 ط 1، وذكرنا له مصادر في تعليقه.

(4) وفيه وما بعده من كتاب المسند (خثيم).

(5) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (ذات العشيرة).

٣٨٤

نزلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأقام بها رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا [أ] با اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فو الله ما أيقظنا إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحرّكنا برجله و قد تترّبنا من تلك الدقعاء فقال رسول الله عليه وسلم [لعلي]: يا أبا تراب - لما [كان] يرى عليه من التراب - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحدّثكما بأشقى الرجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله. فقال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - يعني قرنه - حتى يبلّ من الدم هذه يعني لحيته.

317 - أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن ابن يحيى بن الحسين (1) - إجازة إن لم يكن سماعاً - أنبأنا أبو الحسين ابن محمد بن محمد بن علي المقرئ إجازة، أنبأنا جدّي لأُمّي أبو العباس محمد ابن أبي العباس العصاري المعروف بعباسة سماعاً عليه، قال: أنبأنا أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرّخزادي قال: حدثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون، أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا وكيع بن الجرّاح، حدثنا قتيبة أبو عثمان، عن الضحاك بن مزاحم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عليّ أتدري مَن أشقى الأوّلين؟ قال [علي]: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: عاقر الناقة. [ثم] قال: أتدري من أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: قاتلك.

318 - أنبأني ناصر الدين عمر بن عبد المنعم القواس، عن أبي القاسم محمد ابن أبي الفضل الأنصاري إجازة قال: أنبأنا محمد بن الفضل الفراوي وزاهر بن طاهر بن أبي عبد الرحمان المستملي إجازة، قالا: أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (2) قال: أنبأنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، قال:

____________________

(1) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسن...).

وراجع ما تقدّم في الباب: (39 و64 و68 و69) تحت الرقم: (151 و255 و294 و309).

(2) وهو الحاكم النيسابوري، والحديث رواه في باب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب المستدرك: ج 3 ص 140.

٣٨٥

أنبأنا سهل بن المتوكل، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيّان التيمي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أما إنّك ستلقى بعدي جهداً . قال: في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك.

319 - [قال]: وبه (أي بالسند المتقدّم آنفاً) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (1) قال: حدثنا أبو بكر ابن إسحاق الفقيه، قال: حدثنا أبو مسلم، قال: حدثنا إبراهيم بن هناد (2) قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب ابن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن علي قال: أتاني عبد الله بن سلام (و) قد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق، فقال: لا تأت العراق فإنّك إن أتيت العراق أصابك به ذباب السيف!!! قال علي: وأيم الله لقد قالها لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبلك.

قال أبو الأسود فقلت في نفسي: والله ما رأيت كاليوم رجل محارب يحدّث الناس بمثل هذا.

320 - [قال:] وبه أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل القاري (3)

____________________

(1) يعني الحاكم النيسابوري، والحديث رواه في باب مناقب أمير المؤمنين من المستدرك: ج 3 ص 140.

ورواه أيضاً في مجمع الزوائد: ج 9 ص 138، وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، غير إسحاق ابن أبي إسرائيل، وهو ثقة مأمون.

رواه أيضاً السيد ابن طاووس بما هو أوضح ممّا هنا، في الفصل (10) من كتاب الملاحم والفتن: ج 1، ص 22 نقلاً عن كتاب أنباء النحاة.

ورواه أيضاً ابن عساكر، بسندين تحت الرقم: (1366) وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 281 ط 1.

ورواه في باب فضائل علي عليه السلام تحت الرقم: (470) من كنز العمال: ج 15 ص 166، ط 2 عن الحميدي والعدني والبزار، ويعقوب بن سفيان وأبي يعلى في مسنده، وابن حيان والحاكم في المستدرك، وأبي نعيم في المعرفة، وابن عساكر، وسعيد بن منصور في سننه.

(2) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (يسار).

(3) كذا في نسخة السيد علي نقي، ومثله في الحديث: (20) من مستدرك الحاكم: ج 3 ص 113، وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين: (الفارسي).

ورواه أيضاً الخوارزمي في أول الفصل: (26) من مقتله ص 274 عن العاصمي عن إسماعيل بن أحمد البيهقي عن أبيه عن الحاكم عن إبراهيم بن إسماعيل المقرئ...

ورواه أيضاً في الحديث: (1361) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج3 ص 276 قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل القارئ.

والحديث رواه أيضاً الحافظ الحسكاني في تفسير سورة: (والشمس) تحت الرقم: (1099) من شواهد التنزيل: ج 2 ص 338. =

٣٨٦

قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: أخبرني خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد ابن أسلم: إنّ أبا سنان الدئلي [يزيد بن مرّة] (1) حدثه أنّه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها قال: فقلت له: قد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذا. فقال: لكنّي والله ما تخوّفت على نفسي منه لأنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصادق المصدوق يقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا، وضربة ها هنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود .

321 - 322 - وبهذا الإسناد [الذي تقدّم تحت الرقم (318) قال أبو بكر [البيهقي أحمد بن الحسين] الحافظ: أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل، قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الجبّار بن العباس الهمداني، عن عثمان بن المغيرة قال: لمّا أن دخل [شهر] رمضان [من سنة أربعين] كان علي يتعشّى ليلة عند الحسن (وليلة عند) الحسين، و(ليلة عند) ابن عباس (2) [و] لا يزيد على ثلاث لقم يقول: يأتيني أمر الله وأنا أخمص إنّما ليلة أو ليلتين .

____________________

=

ورواه أيضاً في ترجمة أمير المؤمنين من كتاب الآحاد والمثاني الورق 19 / أ /.

ورواه أيضاً الطبراني في ترجمة أمير المؤمنين من المعجم الكبير: ج 1.

ورواه عنه في مجمع الزوائد: ج 9 ص 137، قال: وإسناده حسن.

(1) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث: (1360) من تاريخ دمشق ج 3 ص 276، وقد رواه بعده بثلاثة طرق، وفي الحديث: (1363) منه: (يزيد بن أمية)؟.

(2) ما بين المعقوفات والأقواس زيادة منّا. ومثل ما هاهنا رواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (26) من مناقبه، ورواه ابن عساكر في الحديث: (1392) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 294 بمغايرة في صدر السند. ورواه عنه وعن يعقوب بن سفيان، في الحديث: (498) في باب فضائل علي عليه السلام من كنز العمال: ج 15 ص 471، ولكن ذكر ابن عباس في الحديث من وهم الرواة كما ذكرناه في شرح المختار: (5) من باب الوصايا من كتابنا نهج السعادة: ج 7 ص 119، ط 1.

ويدل عليه أيضاً ما رواه في الحديث: (480) في باب فضائل علي من كنز العمال: ج 15، ص 170، قال: لمّا دخل رمضان كان علي يفطر عند الحسن ليلة وعند الحسين ليلة، وليلة عند عبد الله بن جعفر، [وكان] لا يزيد على اللقمتين أو ثلاث!!! فقيل له فقال: إنّما هي ليال قلائل يأتي أمر الله وأنا خميص !!!

[قال] فقُتل من ليلته.

أقول: ورواه أيضاً في ترجمته عليه السلام من كتاب أُسد الغابة.

٣٨٧

[قال] فأُصيب من الليل (1) .

323 - وبه أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو النعمان [عارم] قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي قال: سمعت الحريث بن المخشّ يحدّث أنّ عليّاً قُتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان قال: فسمعت الحسن بن علي وهو يخطب ويذكر مناقب علي [و] قال: قتل [في] ليلة أُنزل [فيها] القرآن، وليلة أُسري [فيها] بعيسى بن مريم - أو قال: بموسى - وليلة كان كذا وكذا.

324 - وبالإسناد [المتقدّم] إلى الحافظ أبي بكر [البيهقي] قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ (2) قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ (3) يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت أبا بكر ابن أبي شيبة يقول: ولّي عليّ بن أبي طالب خمس سنين، وقُتل سنة أربعين من مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو ابن ثلاث وستين سنة، قُتل يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان (4) ، ومات يوم الأحد، ودُفن بالكوفة.

325 - وبالإسناد [المتقدّم] إلى الحافظ أبي بكر [أحمد بن الحسين البيهقي] قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ (5) قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي قال:

____________________

(1) ورواه أيضاً مع التالي في الحديث: (1500 - 1503) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 3 ص 344 ط 1.

(2) وهو الحاكم النيسابوري روى الخبر في الحديث: (19) من باب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام من المستدرك: ج 3 ص 113.

ورواه أيضاً الخوارزمي في أواخر الفصل: (26) من مناقبه ص 284 قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرني والدي أحمد بن الحسين البيهقي، عن أبي عبد الله الحافظ...

وكان بعد ذلك هاهنا في نسخة فرائد السمطين بياضاً ونقصاً أتممناه من المستدرك ومن مناقب الخوارزمي.

(3) كذا في نسخة السيد علي نقي، ومثلها في المستدرك ومناقب الخوارزمي، وفي مخطوطة طهران: (الفارسي).

(4) أي ضرب عليه السلام يوم الجمعة الحادي والعشرين، ومات يوم الأحد من شهر رمضان، ودُفن بظاهر الكوفة.

وفي مناقب الخوارزمي: (أُصيب يوم الجمعة، ودُفن يوم الأحد الحادي والعشرين).

أقول: وهو المعروف عند شيعة أهل البيت عليهم السلام من أنّه عليه السلام ضرب في الليلة (19) من شهر رمضان من السنة الأربعين من الهجرة واستشهد في الليلة الحادي والعشرين منه، ودُفن بالغري بظاهر الكوفة.

(5) رواه في الحديث: (21) من باب فضائل أمير المؤمنين من المستدرك ج 3 ص 113، ورواه أيضاً ابن عساكر، بسند آخر عن سعيد بن عفير... تحت الرقم: (1424) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 316.

٣٨٨

حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السّهمي (1) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني حفص بن عمران بن أبي الرسام (2) ، عن السري بن يحيى، عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك بن مروان لأُسلّم عليه، قال: فوجدته في قبّة على عرش يقرب القائم - أو يفوق القائم - والناس تحته سماطين، فسلّمت ثم جلست فقال لي: يا ابن شهاب أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب؟ فقلت: نعم. فقال: هلّم. فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبّة فحوّل إليّ وجهه فأحنى عليّ فقال: ما كان؟ فقلت: لم يُرفع حجر من بيت المقدس إلاّ وُجد تحته دم!!! فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك (3) ولا يسمعنّ منك أحد!!!

[قال ابن شهاب الزهري] فما حدّثت به حتى توفّي [عبد الملك].

326 - وبه أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (4) قال: أخبرني أحمد بن بالويه العقصي [حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا نوح بن درّاج] قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري: أنّ أسماء الأنصارية قالت: ما رفع حجر بإيليا - يعني حين قُتل علي بن أبي طالب - إلاّ وُجد تحته دم عبيط.

____________________

(1) كذا في المستدرك، وفي نسخة السيد علي نقي: (النهمي) وفي مخطوطة طهران: (التميمي).

(2) كذا في المستدرك، وفي مخطوطة طهران: (أبي الوسام). وفي الحديث: (1424) من تاريخ دمشق: (أنبأنا حفص بن عمران بن الوشاح).

(3) ورواه أيضاً ابن أبي الدنيا بسندين آخرين في الحديث: (10) من مقتل أمير المؤمنين الورق 15 / ب.

ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (26) من مناقبه ص 281 ط الغري، قال: أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين شمس الأدباء أفضل الحفاظ محمد بن سمان بن يوسف الهمداني فيما كتب إليّ من همدان، حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل - في ذي الحجّة سنة أربع وتسعين وأربعمئة - أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن هلال، حدثنا محمد بن حمزة بن محمد بن الحرث العقيلي، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو النصر، حدثني أبو معشر، عن محمد بن عبد الرحمان القرشي، عن الزهري قال: قال [لي] عبد الملك بن مروان: أيّ واحد أنت، إن حدثتني ما كانت علامة يوم قتل علي بن أبي طالب. قال [قلت]: والله يا أمير المؤمنين ما رُفعت حصاة من بيت المقدس إلاّ كان تحتها دم عبيط!!! فقال: إنّي وإيّاك غريبان في هذا الحديث.

(4) رواه في عنوان: (باب ذكر مقتل أمير المؤمنين) من المستدرك: ج 3 ص 144، وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه، وكان قد سقط من أصلي من فرائد السمطين.

٣٨٩

قال الحافظ أبو بكر [أحمد] بن الحسين [البيهقي]: قلت: كذا رُوي في هاتين الروايتين، وقد رُوي بإسناد صحيح عن الزهري أنّ ذلك كان حين قُتل الحسين بن علي عليهما السلام (1) ، ولعلّه كان عندهما جميعاً.

327 - أخبرني عبد الحميد النسّابة، عن النقيب شرف الدين أبي طالب الهاشمي إجازة، عن شاذان القمّي قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن أحمد بن علي، قال: أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: حدثنا أبو نعيم (2) قال: حدثنا أبو بكر ابن خلاّد، قال: حدثنا محمد بن يونس القرشي قال: حدثنا محمد ابن شيبان العوفي قال: حدثنا محمد بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: حدثني فضالة الأنصاري قال: خرجت مع أبي إلى علي بن أبي طالب عليه السلام عائداً له - وكان بينبع مريضاً قد ثقل - فقال له [أبي]: يا أبا الحسن ما يقيمك بهذا البلد؟ لا آمن أن يصيبك أجلك فلا يكون أحد يليك إلاّ أعراب جهينة، فلو احتملت إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلّوا عليك. فقال: يا أبا فضالة أخبرني حبيبي وابن عمّي صلّى الله عليه وسلّم أنّي لا أموت حتى أُؤمّر، ولا أموت حتى أُقتل ولا أموت حتى تُخضب هذه من هذه بالدم - وضرب بيده إلى لحيته وإلى هامته - قضاءً مقضيّاً وعهداً معهوداً وقد خاب مَن افترى.

____________________

(1) سيجيء في الباب: (36) من السمط الثاني تحت الرقم: (92) حديث مسند من طريق غير البيهقي.

ورواه أيضاً الطبراني تحت الرقم: (68 و69) من ترجمة الإمام الحسين من المعجم الكبير قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا يزيد بن مهران أبو خالد، حدثنا أسباط بن محمد، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري قال: لمّا قُتل الحسين بن علي لم يُرفع حجر ببيت المقدس إلاّ وُجد تحته دم عبيط.

حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن ابن شهاب قال: ما رُفع بالشام حجر يوم قُتل الحسين بن علي إلاّ عن دم.

ورواه عنه في باب مناقب الإمام الحسين من مجمع الزوائد: ج 9 ص 156، وقال في أحدهما: ورجاله رجال الصحيح. وقال في الآخر ورجاله موثقون.

ورواه أيضاً في آخر ترجمة الإمام الحسين من أنساب الأشراف: ج 3 ص 228 ط 1.

(2) رواه أبو نعيم في ترجمة محمد بن عبد الله من تاريخ أصبهان: ج 2 ص 212.

وللحديث طرق ومصادر كثيرة تجد كثيراً منها تحت الرقم: (1372) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 283.

٣٩٠

حكاية عجيبة ورواية غريبة

328 - أخبرني الإمام بدر الدين محمد بن عبد الرزّاق ابن أبي بكر القزويني إجازة بروايته، عن الشيخ ركن الدين أحمد ابن أبي العلاء [الحافظ] الحسن [ابن أحمد العطار] الهمداني إجازة، أنبأنا الإمام ظهير الدين أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي الرستمي إجازة - إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا الشيخ أبو العباس أحمد ابن عبد الغفّار بن عليّ بن رسته (1) قال: حدثنا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحنبلي رحمه الله، قال: قال أبو أحمد ابن عدي: حدثنا أحمد بن سعيد بن فرصح باحميم (2) حدثنا [...] حدثني بلح خال المتوكل قال: سمعت سليم بن منصور بن عمّار [يحدّث] عن أبيه قال: سحت على شاطئ البحر (3) فأتيت على دير وفي الدير صومعة فيها راهب فناديته فأشرف عليّ فقلت له: من أين يأتيك طعامك؟ قال: من مسيرة شهر. قلت: حدثني بأعجب ما رأيت من هذا البحر (4) قال: ترى تلك الصخرة؟ - وأومأ بيده إلى صخرة في شط البحر - فقلت: نعم. قال: يخرج كلّ يوم من هذا البحر طائر مثل النعامة - يعني كبيراً - فيقع عليها، فإذا استوى واقفا (5) تقيّأ رأساً ثم تقيأ يداً ثم تقيأ رجلاً، ثم تقيأ يداً ثم تقيأ رجلا، ثم تلتئم الأعضاء بعضها إلى بعض ثم استوى إنساناً قاعداً!!! ثم يهمّ للقيام فإذا همّ للقيام نقره نقرة فأخذ رأسه ثم يأخذ (ه) عضواً عضواً كما قاءه!!! فلمّا طال عليّ ما [رأيته] ناديته يوماً وقد

____________________

(1) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (رستم).

(2) كذا في الأصل، وبقدر ما بين المعقوفين بعد كلمة: (حدثنا) التالية كان بياض في الأصل.

(3) هذا هو الظاهر - أو الأظهر - وفي الأصل: (على شطر البحر). و (سحت) من باب (باع): ذهبت ومشيت.

(4) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (في هذا البحر...).

(5) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (فإذا استوى وأقعى...).

٣٩١

استوى جالساً وقلت: ألا مَن أنت؟ فالتفت إليّ وقال: أنا (1) عبد الرحمان بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام، وكّل الله بي هذا الطير فهو يعذّبني (2) إلى يوم القيامة.

329 - رأيت بخطّ جدّ والدي شيخ الإسلام معين الدين أبي بكر عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه قدّس الله أرواحهم قال: قال الحكم بن العباس الكلبي:

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ

ولم أر مهديّاً على الجذع يصلبُ

وقستم بعثمان عليّاً سفاهة

وعثمان خير من علي وأطيبُ!!

[قال: و] بلغ قوله أبا عبد الله [جعفر بن محمد] الصادق (رضي الله عنه) فرفع يديه إلى السماء وهما ترعشان فقال: اللّهمّ إن كان عبدك كاذباً فسلّط عليه كلبك . فبعثه بنو أميّة إلى الكوفة فبينا [هو] يدور في سككها إذا افترسه الأسد واتّصل خبره بجعفر فخرّ لله ساجداً ثم قال: الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا (3) .

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (وقال هو عبد الرحمان...).

(2) هذا هو الظاهر الموافق معنى لما رواه الخوارزمي كما نذكره الآن، وفي كلي أصلي من فرائد السمطين: (وكّل الله به هذا الطير فهو يعذبه...).

وقريباً منه جداً رواه الخوارزمي في الفصل: (26) من مناقبه ص 281 ط الغري قال: وأخبرني الإمام سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان، أخبرني أبي شيرويه بن شهردار، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الميداني، أخبرني أبو عمرو محمد بن يحيى أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر، قال: سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الوفاء بالكوفة يقول: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجمتعين حول مقام إبراهيم [عليه السلام] فقلت: ما هذا؟ قالوا: راهب أسلم. فأشرفت فإذا بشيخ كبير عليه جبّة صوف وقلنسوة صوف عظيم الخلق وهو قائم بحذاء مقام إبراهيم فسمعته يقول: كنت قاعداً في صومعتي فأشرقت منها [يوماً] فإذا طائر كالنسر قد وقع على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمي بربع إنسان ثم طار!! فتفقدته فعاد فتقيأ بربع إنسان ثم طار!!! ثم جاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار!!! ثم جاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار، فدنت الأرباع فالتأمت رجلاً [ظ] وأنا أتعجّب منه حتى انحدر الطير فضربه وأخذ ربعه وطار!!! فبقيت أتفكّر وتحسّرت أن لا أكون لحقته فسألته مَن هو؟ فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد أقبل فتقيأ بربع إنسان!!! فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتى جاء الربع الرابع ثم طار، فالتأم رجلاً فقام قائماً فدنوت منه فسألته فقلت: مَن أنت؟ فسكت عنّي فقلت بحق مَن خلقك مَن أنت؟ فقال: أنا عبد الرحمان بن ملجم. فقلت: وأيش عملك؟ قال: قتلت علي بن أبي طالب فوكّل بي هذا الطير يقتلني كل يوم أربعين قتلة. فهوى وانقضّ الطير فأخذ ربعه كالأول وطار!! فسألت عن علي بن أبي طالب فقالوا: هو ابن عم رسول الله ووصيّه. فأسلمت.

ورواه أيضاً قطب الدين الراوندي في معجزات أمير المؤمنين من كتاب الخرائج ص 18، قال: أخبرنا أبو منصور ابن شهريار ابن شيرويه بن شهريار الديلمي قال حدثنا أبي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد...

(3) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أنجزتنا ما وعدتنا).

٣٩٢

خاتمة الكتاب، وخالصة اللباب

خاتمة لها من فتيق مسك ختام، وعلى مناهلها لعراب قلوب الأصفياء خيام: في كلمات مرويّة عن مروي العطاش في الفزع الأكبر من الكوثر بالكأس الدهاق، وفوائد مقتبسة عمّن فضائله جاوزت حدّ العدّ، ومصر الحصر، وعلت على السبع الطباق، وآثار مأثورة عن منبع العلوم اللدنيّة، والموصوف بالأوصاف السنيّة، والمنعوت بمكارم الأخلاق، وأخبار مسندة إلى معدن الحكم وباب مدينة العلم، النبأ العظيم والهادي إلى الصراط المستقيم، المشرّف وجهه بالتكريم من الله الكريم الذي هو للأُمّة بالإرشاد إلى سبيل النجاة زعيم، ولأهل الجنّة والنار قسيم: 330 - أنبأني المشايخ أبو بكر عبد الله بن عبد الأعلى بن محمد بن القطّان، عن نور الدين محمود بن عمر بن عبد الرحمان الثقفي وأبو الحسن علي بن أحمد ابن عبد الواحد المقدسي، عن أبي أحمد عبد الوهّاب بن علي بن علي وأبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن أبي الفرج، عن أبي الفرج عبد الرحمان بن علي ابن الجوزي إجازة، قالوا: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أنبأنا أبو نصر ابن قتادة، قال: أنبأنا أبو منصور البصروي قال: حدثنا أحمد بن نجدة، قال: حدّثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو شهاب، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن داوود ابن أبي عمرة [قال]: إنّ عليّاً عليه السلام قال: خمس خذوهنّ عنّي: لا يخافنّ أحد منكم إلاّ ذنبه (1) ولا يرجونّ إلاّ ربّه، ولا يستحيي مَن لا يعلم أن يتعلّم، ولا يستحيي مَن

____________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للحديث: (356) الآتي ولأكثر طرق الحديث، وفي الأصل: (إلاّ من ذنبه).

٣٩٣

يعلم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم (1) إنّ الصبر من الإيمان (2) بمنزلة الرأس من الجسد!!! إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان، وإذا ذهب الرأس ذهب الجسد.

331 - أنبأني الإمامان الأخوان: أبو الفضل [عبد الله] وأبو الخير ابنا أبي الثناء ابن مودود الحنفيّان، والكمال عبد الرحمان بن عبد اللطيف بن محمّد المكبر (3) بروايتهم عن [أبي حفص عمر] بن محمد بن معمر إجازة، أنبأنا أبو القاسم زاهر ابن أبي عبد الرحمان بن محمد بن أبي نصر إجازة، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، قال: أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق (4) قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور (5) عن معمر، عن وهب بن عبد الله: عن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً وهو يخطب ويقول: سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلاّ حدّثتكم به! !!

وسلوني عن كتاب الله عزّ وجلّ، ما من آية إلاّ وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم بسهل نزلت أم في جبل.

[قال أبو الطفيل: عامر بن واثلة]: فقال ابن الكوّاء - وأنا بينه وبين عليّ وهو خلفي -: فما ( الذّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحامِلاَتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً * فَالْمُقَسّماتِ أَمْراً [الذاريات: 1 - 4] قال ويلك سل تفقّهاً ولا تسأل تعنّتاً [سل عمّا يعنيك ودع ما لا يعنيك . قال: فو الله إنّ هذا ليعنيني!!! قال]: ( الذاريات

____________________

(1) كذا في الأصل، وفي كثير من الطرق والمصادر: (ولا يستحيي من لا يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: (لا أعلم).

(2) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (إن الصبر والإيمان...).

ولكلامه عليه السلام هذا أسانيد كثيرة ومصار غير محصورة، ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (24) من مناقبه ص 270 ط الغري عن أبي الحسن علي بن أحمد العاصمي عن إسماعيل بن أحمد الواعظ، عن أبيه أحمد بن الحسين البيهقي...

ورواه أيضاً السيد الرضي في المختار: (82) من الباب الثالث من نهج البلاغة.

(3) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الكبير). وما وضعناه بعده بين المعقوفين مأخوذ من الحديث: (254) المتقدّم في الباب: (59) ص 325.

(4) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أنبأنا أبو الحسن ابن محمد بن إسحاق).

(5) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن سور).

٣٩٤

ذرواً ) : الرياح. ( والحاملات وقراً ) : السحاب. ( والجاريات يسراً ) : السفن. ( والمقسّمات أمراً ) : الملائكة.

قال: أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو؟ قال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: ( وَجَعَلْنَا اللّيْلَ وَالنّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللّيْلِ ) [الإسراء: 12] فذلك محوه والسواد الذي فيه.

قال: أفرأيت ذو القرنين (1) أنبيّاً [كان] أم ملكاً؟ قال: [و] لا واحداً منهما، ولكنّه كان عبداً صالحاً أحبّ الله فأحبّه الله، وناصح الله فناصحه الله، دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله، ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرن الثور.

قال: أفرأيت هذا القوس ما هي؟ قال: علامة كان بين نوح النبي عليه السلام وبين ربّه أمان من الغرق.

قال: أفرأيت البيت المعمور ما هو؟ قال: ذاك الضراح فوق سبع سماوات تحت العرش يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة.

قال: فمَن (2) ( الّذِينَ بَدّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) [14/ إبراهيم: 28]؟ قال: الأفجران من قريش [بنو أميّة وبنو مخزوم وقد] كفيتهم يوم بدر (3) .

قال: فمن ( الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف: 103]؟ قال: كان أهل حروراء منهم (4) .

332 - وبهذا الإسناد [الذي مرّ آنفاً] قال: أنبأنا الحافظ أحمد بن الحسين، قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفّار،

____________________

(1) كذا في الأصل، وفي المختار: (341) من نهج السعادة: ج2 ص 626: (فما كان ذو القرنين) وفي المختار (342) منه (حدثني عن ذي القرنين). وفي المختار (343) منه (قال: فما ذو القرنين).

(2) كذا في مخطوطة طهران، ومثله في المختار: (342 و343) من نهج السعادة المرويّين عن مصادر كثيرة، وفي نسخة السيد علي نقي (قال: فمَن ذا...).

(3) ما بين المعقوبين مأخوذ من رواية أبي الفرج وكنز العمال، وقد ذكرناهما في المختار: (341 و343) من لهج السعادة: ج 2 ص 626 وما بعدها.

(4) كذا في مخطوطة طهران ورواية ابن عساكر وكنز العمال، وفي نسخة السيد علي نقي: (قال: فمَن ذا...).

٣٩٥

قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الضي (1) قال: أنبأنا أبو بدر شجاع بن الوليد، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق: عن عاصم بن ضمرة: عن علي (عليه السلام) قال: ألا أنبّئكم بالفقيه حقّ الفقيه؟ [قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال:] (2) مَن لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم مكر الله.

قال الحافظ أحمد بن الحسين: وقد روي ذلك مرفوعاً منقطعاً بين علي وبين [من] دونه [كما في الحديث التالي].

333 - [قال أحمد بن الحسين البيهقي:] وبه أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس ابن يعقوب، قال: حدثنا ابن عبد الحكم، قال: حدثنا وهب، قال: أخبرني عتبة بن نافع، عن إسحاق بن أسيد، عن أبي مليكة (3) وأبي إسحاق: عن علي بن أبي طالب عليه السلام [قال]: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [قال]: ألا أنبّئكم بالفقيه كلّ الفقيه؟ قالوا: بلى. [قال:] مَن لم يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم من مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه.

ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه، ولا علم ليس فيه تفهّم، ولا قراءة ليس فيها تدبرّ.

334 - وبه [أي بالسند المتقدّم تحت الرقم: (331)] قال الحافظ أحمد بن الحسين [البيهقي]: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني بكير بن محمد بن سهل بن الحدّاد الصوفي بمكّة (4).

____________________

(1) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أحمد بن يونس).

(2) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، وللحديث مصادر، فقد رواه تحت الرقم: (90) من الباب (3) من نهج البلاغة، ورواه أيضاً القاضي أبو يعلى في ترجمة ابن بطة عبيد الله بن محمد العكبري تحت الرقم: (622) من كتاب طبقات الحنابلة: ج 2 ص 149.

ورويناه أيضاً عن مصدر آخر في المختار: (37) من نهج السعادة: ج 3 ص 133.

(3) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (عن أبي مالك)؟

(4) ورواه أيضاً الخوارزمي بسنده عن الحاكم، في الفصل: (24) من مناقبه ص 263 قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو عبد الله [محمد بن عبد الله] الحافظ، حدثنا بكر بن محمد...

٣٩٦

حيلولة: [قال البيهقي]: وأخبرنا أبو طاهر الحسين [بن علي] بن الحسن ابن محمد بن سلمة الهمداني (1) قال: حدثنا أبو بكر عمر بن [أحمد] بن القاسم الفقيه بنهاوند إملاءً (2) قال: حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري قال: [حدثنا] أبو نعيم ضرار بن صرد، قال: حدثنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمان بن جندب الفزاري: عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ بيدي عليّ رضي الله عنه فأخرجني إلى ناحية الجبّان (3) فلمّا أصحر جلس ثم تنفّس (4) ثم قال: يا كميل بن زياد احفظ [عنّي] ما أقول لك: [إنّ هذه] القلوب أوعية (فـ) خيرها أوعاها (5) .

الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح! لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.

[يا كميل] العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم يزكو على العمل، والمال ينقصه النفقة (6) .

[يا كميل] محبّة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته (7) - وفي رواية أبي عبد الله (8) : صحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته - وجميل الأحدوثة بعد موته، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، وصنيعة المال تزول بزواله (9) - وفي رواية أبي عبد الله: [و] يفنى المال بزوال صاحبه -.

____________________

(1) ما بين المعقوفات مأخوذ من مناقب الخوارزمي.

(2) ما بين المعقوفين أخذناه من مناقب الخوارزمي.

(3) وفي مناقب الخوارزمي وكثير من المصادر: (الجبانة). والجبان والجبانة: الصحراء، المقبرة.

(4) أي فلمّا دخل الصحراء جلس فيها ثم تنفّس...

وفي المختار: (147) من الباب (3) من نهج البلاغة: (فلمّا أصحر تنفّس الصعداء...) أي تنفّس نفساً طويلاً.

(5) جميع ما وضعناه هاهنا - وفي التوالي - مأخوذ من المختار: (147) من الباب الثالث من نهج البلاغة، وفيه هكذا: (يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فاحفظ عنّي ما أقول لك...) .

(6) وفي نهج البلاغة: (والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله) .

(7) وفي نهج البلاغة: (معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته...) .

(8) هذا هو الصواب، والمراد منه هو أبو عبد الله الحافظ صاحب المستدرك. وفي الأصل هاهنا وما يأتي: (ابن عبد الله).

(9) ومثله في رواية الخوارزمي.

٣٩٧

[يا كميل] مات خزّان الأموال وهم أحياء (1) [و] العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة.

ها وإنّ ها هنا (2) - وأومأ بيده إلى صدره - علماً [جمّاً] لو أصبت له حملة!!! بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا فيستظهر بنعم الله على عباده وبحججه على كتابه (3)، أو منقاداً لأهل الحقّ لا بصيرة له في أحنائه (4) يقدح الشكّ [في قلبه] بأوّل [عارض من] شبهة (5) - [ألا] لا ذا ولا ذاك!!! - أو منهوماً باللذة - وفي رواية أبي عبد الله: [أبو منهوماً] بالدنيا - سلس القياد للشهوات (6) أو مغرماً - وفي رواية أبي عبد الله: أو مغترّاً (7) - بجمع الأموال والادخار، ليسا من رعاة الدين [في شيء] (8) أقرب شبهاً بهما الأنعام السائمة!!! كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم [لله بحجّة] (9) - وفي رواية أبي عبد الله:

____________________

(1) وفي نهج البلاغة: (يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء).

(2) كذا في الأصل، وفي نهج البلاغة: (ها إنّ هاهنا لعلماً جمّاً - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت حملة...) .

(3) وفي نهج البلاغة: (مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهراً بنعم الله على عبادة وبحججه على أوليائه...) .

(4) هذا هو الظاهر الموافق لسياق الكلام ولما في نهج البلاغة - غير أنّ في النهج: (لحملة الحق) - وفي الأصل: (أو منقاد). وفي مناقب الخوارزمي: (أو منقاداً لأهل الحق لا بصيرة في إحيائه)، ينقدح الشك...).

(5) ما بين المعقوفين مأخوذ من مناقب الخوارزمي، وفي النهج: (ينقدح الشك في قلبه لأوّل عارض من شبهة - ألا لا ذا ولا ذاك - أو منهوماً...) .

(6) هذا هو الظاهر من السياق، الموافق لمناقب الخوارزمي، وذكره في الأصل بالرفع: (أو منهوم). وفي نهج البلاغة: (أو منهوماً باللّذة سلس القياد للشهوة).

(7) هذا هو الظاهر الموافق لسياق الكلام المنقول في مناقب الخوارزمي المنقول عن البيهقي وأبي عبد الله الحاكم، وفيه هكذا: (أو مغرماً بجمع المال والادخار...). وفي النهج: (أو مغرماً بالجمع والادخار) .

(8) هذا هو الظاهر الموافق لما في النهج، وفي الأصل وط الغري من مناقب الخوارزمي: (ليسا من دعاة الدين).

(9) هذا هو الظاهر الموافق لرواية الخوارزمي وغيرها، وفي الأصل: (اللّهمّ بل لم تخل الأرض من قائم - وفي رواية يحيى بن عبد الله: بلى إن تخلو الأرض من قائم لله بحجّة -...).

وفي النهج: (اللّهمّ بل لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حجج الله وبينّاته وكم ذا؟ وأين أُولئك؟ أُولئك - والله - الأقلّون عدداً، والأعظمون عند الله...) .

٣٩٨

(بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجّة) - كيلا تبطل حجج الله وبيّناته، أُولئك الأقلّون عدداً، والأعظمون عند الله قدراً، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدّوها إلى نظرائهم (1) ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر منه المترفون (2) - وفي رواية أبي عبد الله: فاستبانوا ما استوعب منه المترفون - وأنسوا بما استوحش [منه] الجاهلون، [و] صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى (3) ؛ أُولئك خلفاء الله عزّ وجلّ في عباده والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقاً إليهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم (4).

335 - وبالإسناد [المتقدّم] إلى الحافظ أحمد بن الحسين قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (5) قال: أخبرنا أبو حامد، قال: حدّثنا عيسى قال: حدثنا الحسن، قال: حدّثنا أبو حمزة، قال: أخبرني إبراهيم، عن حمّاد، عن إبراهيم [قال]: إنّ عليّ بن أبي طالب جمع الدنيا والآخرة في خمس كلمات كان يقولها (6) : اللّهمّ إنّي أسألك من الدنيا وما فيها ما أُسدّد به لساني، وأحصّن به فرجي، وأؤدّي به أمانتي، وأصل به رحمي، وأتّجر به لآخرتي.

____________________

(1) وفي نهج البلاغة، (يحفظ الله بهم حججه وبينّاته حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم...) .

(2) وفي نهج البلاغة: (هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين فاستلانوا ما استوعره المترفون) ...

وفي مقدّمة تهذيب الكمال: (هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون [و] صحبوا الدنيا بأبدان قلوبها معلّقة بالمحل الأعلى آه آه شوقاً إلى لقائهم).

(3) ومثله في نهج البلاغة، وفي مناقب الخوارزمي: (بالملأ الأعلى).

(4) ومثله في مناقب الخوارزمي غير أن فيه: (أولئك خلفاء الله على عباده...). وفي نهج البلاغة: (أُولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه آه آه شوقاً إلى رؤيتهم. انصرف يا كميل إذا شئت) .

وفي أصلي من فرائد السمطين بعد قوله: (إذا شئت فقم) هكذا: (هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم).

أقول: ولعلّه كان بدلاً ممّا تقدّمه فغفل الكاتب عن نصب القرينة على ذلك؟

(5) ورواه أيضاً بسنده عنه الخوارزمي في الفصل: (24) من مناقبه ص 263 قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين [الحافظ] البيهقي، أخبرني أبو عبد الله...

(6) كذا في نظم درر السمطين ص 151، ط 1، وهو أظهر ممّا في نسختي من فرائد السمطين، وما في ط الغري من مناقب الخوارزمي: (كان يقول).

والكلام ذكرناه في المختار: (22) من باب الدعاء من نهج السعادة: ج 6 ص 106.

٣٩٩

336 - وبالإسناد المتقدّم إلى الحافظ أحمد بن الحسين قال: أخبرني أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عثمان، قال حدثنا يزيد بن الحساب، قال: حدثنا عيسى بن الأشعث، عن جويبر، عن الضحّاك، عن النزال بن سيرة: عن علي أنّه قال: من ابتدأ غذاءه بالملح أذهب الله عنه سبعين نوعاً من البلاء!

ومَن أكل كلّ يوم سبع تمرات عجوة قتلت كلّ دابّة في بطنه.

ومَن أكل كلّ يوم أحد وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده شيء يكرهه.

واللحم ينبت اللحم.

والثريد طعام العرب.

والبشارجات تعظم البطن وترخى الألسن.

ولحم البقر داء ولبنها شفاء وسمنها دواء، ولم يستشف الناس بشيء أفضل من السمن.

والسمك يذيب الجسد.

وقراءة القرآن والسواك يذهب البلغم (1) .

ولم يستشف النفساء بشيء أفضل من الرطب.

والمرء يسعى بجدّه والسيف يقطع بحدّه.

ومَن أراد البقاء - ولا بقاء - فليباكر الغداء، وليقلّ غشيان النساء، وليخفّ الرداء. فقيل له: وما خفّة الرداء في البقاء؟ قال: قلّة الدين.

____________________

(1) كذا.

٤٠٠