فرائد السمطين الجزء ١

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 454

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 98169
تحميل: 15924


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98169 / تحميل: 15924
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فضيلة

على قدّ معاليه منسوجهة فلم تطل عنه ولم تقصر، ودوحة مدحة كلّ المدائح دونها منسوخة، وأغصانها أبداً دائماً غضّة طرية (1) .

28 - أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر، قال: أنبأني الحافظ أبو الفرج عبد الرّحمان بن علي بن الجوزي، قال: حدّثنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين بقراءة الحافظ محمد بن ناصر السلامي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: حدّثنا الإمام أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قال: حدثني أبي (2) قال: حدثنا وكيع، قال: حدّثنا إسرائيل قال: قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر أنّ النبي صلّى الله عليه وآله بعثه ببراءة إلى أهل مكة [بأنّه] لا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة [وأنّ] مَن كانت بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله مدّة فأجله إلى مدّته والله بريء من المشركين ورسوله.

قال: فسار بها ثلثاً ثم قال: لعلي عليه السلام: الحقه فردّ علي أبا بكر وبلّغها أنت . قال: ففعل قال: فلمّا قدم أبو بكر على النبي صلّى الله عليه وآله بكى وقال: يا رسول الله حدث فيّ شيء؟ قال: ما حدث فيك إلاّ خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلاّ أنا أو رجل منّي .

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي نسخة طهران والسيد علي نقي: (وغصنها غض أبد دائماً طري).

(2) رواه في الحديث الرابع من كتاب المسند: ج 1، ص 3 ط 1، وفي ط 2: ج 1، ص 156، ورواه عنه في الحديث: (882) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريج دمشق: ج 2 ص 383 ط 1.

٦١

الباب التاسع

في بيان فضيلة

خطب ثنائها على منابر الألسنة تتلى، وتقرير منقبة خلع بهائها على مرور الأزمنة لا تبلى.

29 - أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين وسبعين وستمئة، قال أنبأنا الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعاً عليه، قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعاً عليه.

حيلولة: وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن أبي غالب السامري، بقراءتي عليه بجامع القصر ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمئة، قال: أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائتي (1) سماعاً عليه في الحادي والعشرين من المحرّم سنة اثنين وعشرين وستمئة، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر ابن الزعفراني سماعاً عليه في السادس من شهر رجب سنة خمسين وخمسمئة، قالا: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفراء البانياسي سماعاً عليه (2) قال: أنبأنا ابن الزاغوني في شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمئة، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في ثالث عشر من رجب سنة خمس وأربعمئة، قال:

____________________

(1) وفي نسخة السيد علي نقي وطهران: (الجرائني) وفي المحكي عن نسخة: (الحرائي).

(2) لعلّ هذا هو الصواب، وفي نسخة طهران: (البابياسي) وفي الأصل المطبوع: (النامناسي سماعاً عليه قال: أنبأ ابن الراعوفي...).

والحديث رواه ابن عساكر بأسانيد تحت الرقم: (556) وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 60 ط 1. ورواه أيضاً الذهبي بأسانيد في ترجمة محمد بن علي بن أحمد من معجم شيوخه الموجود في مكتبة أحمد الثالث بتركيا / الورق 169 / ب /.

٦٢

أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنّى بأبي إسحاق، قال: أنبأنا أبو سعيد الأشبح، قال: أنبأنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين عليهما السلام ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر عليها السلام، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله [يا جابر] إلاّ حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: كنّا بالجحفة بغدير خمّ وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه .

٦٣

فضيلة

اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا: 30 - أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد بن محمد ابن أبي بكر ابن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه بـ (بحر آباد) في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمئة، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعاً، قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتح ابن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن علي الفضل الفارسا (1) .

حيلولة: وأخبرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضى بن محمود الحسيني الآشري (2) إجازة في سنة إحدى وسبعين وستمئة، بروايته عن والده قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله بن حيدر القزويني قال: أنبأنا جمال السنة أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجويني قدّس الله روحه، قال: أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفاريدي (3) قال: أنبأنا شيخ الإسلام صدر الدين أبو علي الفضل بن محمد الفاريدي رضي الله عنه، قال: أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة، ومقدم أهل الإسلام في الشريعة، قال: أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمد بن بندار القزويني بمكة، حدّثنا علي بن عمر بن محمد الحيري قراءةً عليه، حدّثنا محمد بن عبيدة القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمّاد، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي: عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع حتّى إذا كنّا بغدير خمّ فنودي فينا: الصلاة جامعة وكسح النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرتين فأخذ النبي صلّى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام، وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا:

____________________

(1) كذا في نسخة طهران، وفي الأصل المطبوع بالنجف: (القارئ).

(2) كذا في الأصل المطبوع، وفي نسخة طهران والسيد علي نقي (الحسني الأشتري).

(3) كذا في نسخة السيد علي نقي وطهران، وفي الأصل المطبوع: (الغاوندي) وفيه عن نسخة السماوي: (القاريدي).

٦٤

بلى. قال: أوليس أزواجي أُمّهاتكم؟ (1) قالوا: بلى. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه.

ولقيه عمر بن الخطّاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

أورده الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر بن الحسين البيهقي بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه، ونقلته من خطّه المبارك: 31 - أخبرنا به الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح أبو عبد الله بن محمد النجار المعروف بابن المريخ البغدادي إجازة في سنة اثنين وسبعين وستمئة (2) بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني إجازة، بروايته عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إذناً، بروايته عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين (3) قال: أنبأنا علي بن أحمد ابن عبدان، قال: أنبأنا أحمد بن عبيد، قال: حدثنا أحمد بن سليمان المؤدّب، قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب (4) قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان: عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجّته حتّى إذا كنّا بين مكّة والمدينة نزل فأمر منادياً [ينادي] بالصلاة جامعة. قال: فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال: [ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى. قال:] (5) ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا وليّ مَن أنا وليّه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه، مَن كنت مولاه فعليّ مولاه (6) .

فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي بعض النسخ: (أُمّهاتهم).

(2) هذا هو الظاهر المحكي عن بعض النسخ، وسقطت لفظة: (اثنين) عن غير واحد من النسخ.

(3) ورواه أيضاً عنه الخوارزمي في الفصل: (10) من مناقبه ص 93 ط 1، قال: أخبرنا علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا أحمد بن الحسين، أخبرنا علي بن عبدان...

(4) وفي نسخة طهران، والمطبوع من مناقب الخوارزمي: (يزيد بن الحباب)...

(5) ما بين المعقوفين هذين مأخوذ من رواية الخوارزمي وقد سقط من أصلي من فرائد السمطين.

(6) وفي رواية الخوارزمي بعده هكذا: ([كان] ينادي رسول الله بأعلى صوته، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة).

ثم إنّ لحديث البراء بن عازب هذا أسانيد ومصادر تجد كثيراً منها تحت الرقم: (546)، وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 47 ط 1.

٦٥

الباب العاشر

فضيلة

وارية الزناد عالية العماد كاوية أكباد الحسّاد: 32 - أنبأني أبو عبد الله ابن يعقوب الحنبلي، أنبأنا عبد الرحمان بن عبد السميع، أنبأنا شاذان بن جبرائيل قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال: أنبأنا الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سختويه التستري قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال (1) : حدثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال: ممّن أنت؟ قلت من قريش. قال: من أيّ قريش؟ قلت من بني هاشم. فقال: من أيّ بني هاشم؟ فسكتّ. قال: من أي بني هاشم؟ فقلت: مولى عليّ. قال مولى علي؟ فسكتّ. فوضع يده على صدره فقال أنا والله مولى علي بن أبي طالب.

ثمّ قال: حدّثني عدّة أنّهم سمعوا النبي صلّى الله عليه وآله يقول: مَن كنت مولاه فعلي مولاه.

ثمّ قال: يا مزاحم كم يعطى أمثاله؟ قال: مئة ومئتي درهم. قال: أعطه خمسين ديناراً لولايته علي بن أبي طالب. ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك.

____________________

(1) ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة يزيد بن مورق من تاريخ دمشق: ج 63 / الورق 54 بسنده عن أبي نعيم قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا عمر بن محمد السري، أنبأنا عبد الله بن سليمان، أنبأنا عمر بن شبة، أنبأنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب...

٦٦

فضيلة

معلاة كلّ الفضائل دونها، ومفخرة جميع الأولياء والأعداء يروونها: 33 - أنبأنا الصدر عزيز الدين محمد ابن أبي القاسم ابن أبي الفضل ابن عبد الكريم الرافعي بروايته عن أبيه العلاّمة عبد الكريم بن محمد، قال: أنبأنا أبو منصور ابن شيرويه الحافظ الديلمي إجازة، قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بإصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الخلاّل، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدّي إسحاق، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرحمان بن جوش أبي جعفر البغدادي - وهو جدّ أبي القاسم البغوي من الأمّ؛ ولذلك يقال له ابن بنت منيع رحمه الله - قال: أنبأنا الحسن بن محمد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق: عن عمرو ذي مرّ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ: اللّهمّ أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه (1) .

ورواه أبو القاسم [سليمان] بن أحمد الطبراني، عن الحسين بن [إسحاق] التستري، عن يوسف بن محمد بن سابق، عن أبي مالك الجنبي، عن جويبر (2) ، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس مثله.

____________________

(1) والحديث رواه ابن عساكر بأسانيد أُخر تحت الرقم: (513) وتواليه و(530) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 18 وص 30 ط 1.

(2) هذا هو الصواب، وفي الأصل: (عن جوهر...).

وببالي أنّ الحديث ذكره الطبراني في عنوان: (ما أسنده ابن عباس) من المعجم الكبير ج 3 / الورق... /.

٦٧

فضيلة أُخرى

تجمع المناقب حافّة، ومنقبة في ولاية الخلائق كافّة: 34 - أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بقراءتي عليه، قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد ابن أبي الفضل الحرستاني إجازة؟ فأقرّ به، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي عرزة، قال: أنبأنا أبو غسّان، قال: حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق: عن سعيد بن ذي حدّان وعمرو ذي مرّ قالا: قال علي عليه السّلام: أنشد بالله - ولا أنشد إلاّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله - مَن سمع خطبة رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ؟ قال: فقام اثنا عشر رجلاً ستة من قبل سعيد وستة من قبل عمرو فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: اللّهم والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره وأحبّ مَن أحبّه، وأبغض مَن أبغضه .

35 - وبالإسناد إلى الحافظ أبي بكر قال: أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل القطان قال: أنبأنا إسماعيل بن محمود الصفّار، قال: حدّثنا محمد بن الفرج الأزرق، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى قال: أنبأنا مهلهل العبدي: عن كديرة الهجري (1) [قال]: إنّ أبا ذرّ أسند ظهره إلى الكعبة فقال: أيّها الناس هلمّوا أحدثكم عن نبيّكم صلّى الله عليه وآله، سمعت رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] يقول لعلي ثلاثاً لئن يكون قال لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي عليه السلام: اللّهم أعنه واستعن به، اللهمّ انصره وانتصر به فإنّه عبدك وأخو رسولك (2) .

____________________

(1) كذا في نسخة طهران، وفي الأصل المطبوع: (عن كدرة النجري) وفي هامشه نقلا عن بعض النسخ: (عن برة بن الهجري)؟

(2) ورواه ابن عساكر بسند آخر في الحديث: (151) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 1، ص 111، ط 1.

٦٨

فضيلة أُخرى

36 - أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل ابن أبي عبد الله ابن حمّاد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكي (1) الرصافي سماعاً عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعاً عليه، أنبأنا أبو علي ابن المذهب سماعاً عليه، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدّثنا أحمد بن عمر الوكيعي قال: حدّثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزال القيسي قال: حدّثني سماك: عن سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال: دخلت على عبد الرحمان ابن أبي ليلى فحدّثني أنّه شهد عليّاً [عليه السلام] في الرحبة قال: أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله [و] شهد [ه] يوم غدير خمّ إلاّ قام ولا يقوم إلاّ مَن قد رآه .

[قال:] فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعنا حيث أخذ بيده ويقول: اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله (2) .

____________________

(1) كذا في الأصل المطبوع بالغري، ومثله يأتي أيضاً في الباب: (54) تحت الرقم: (247). وها هنا في مخطوطة طهران: (المكبر).

وانظر أيضاً ما يأتي في الباب (42) من السمط الثاني.

(2) ذكره في مسند أمير المؤمنين عليه السلام تحت الرقم: (964) من كتاب المسند: ج 1، ص 119، وفي ط 2: ج 2 ص...

ورواه عنه مع ذيل غير مذكور هنا في الحديث: (507) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 11، ط 1.

٦٩

الباب الحادي عشر

في فضيلة

تجري مجرى السابقة، ومنقبة ترتاح فيها الأرواح الشائقة: 37 - أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن غالب السامري - بقراءتي عليه ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمئة بجامع القصر شرقي دجلة - قال: أنبأنا محاسن بن عمر بن رضوان الحراني - سماعاً عليه عشيّة السبت الحادي والعشرين من المحرّم سنة اثنتين وعشرين وستمئة - قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزاغوني - سماعاً عليه يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة خمسين وخمسمئة - قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن إبراهيم البانياسي قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى ابن أبي الصلت القرشي قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدّثنا محمد بن زنجويه، قال: حدّثنا الحميدي قال: أنبأنا يعقوب بن جعفر ابن أبي كثير المدني (1) : عن مهاجر بن مسمار قال: أخبرتني عائشة بنت سعد، عن سعد أنّه قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بطريق مكّة وهو متوجّه إليها فلمّا بلغ غدير (خمّ) - الذي نجمّ - وقّف الناس ثم ردّ مَن مضى ولحقه منهم مَن تخلّف، فلمّا اجتمع الناس قال: أيّها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلى. قال: اللّهمّ اشهد . ثم قال: أيّها الناس هل بلّغت؟ قالوا بلى. قال: اللّهم اشهد . ثلاثاً (2) .

[ثم قال]: أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا: الله ورسوله - ثلاثاً - ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فأقامه ثم قال: مَن كان الله ورسوله وليّه فإنّ هذا وليّه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه .

____________________

(1) هذا هو الصواب، وفي الأصل المطبوع: (قال: نبأ يعقوب بن جعفر، قال: نبأ ابن كثير المدني...).

وللحديث طرق كثيرة ومصادر جمّة، ورواه النسائي في الخصائص بأسانيد وذكرناه عنه وعن غيره في تعليق الحديث: (550) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 53 ط 1.

(2) أي قال هذه الكلمات ثلاث مرات.

٧٠

فضيلة

عامّة ومعجزة تامّة

38 - أخبرنا الإمام العلاّمة علاء الدين أبو حامد محمد ابن أبي بكر الطاووسي القزويني فيما كتب إلي من مدينة قزوين سنة ست وستين وستمئة، أنّه سمع على الشيخ تقي الدين: محمد بن محمود بن إبراهيم الحمامي (1) جميع مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني والشيخ أبو علي ابن إسحاق بن الفرج، قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين، قال: أنبأنا أبو علي ابن المذهب، قال: أنبأنا أبو بكر القطيعي قال: أنبأنا أبو عبد الرّحمان عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي (2) قال: حدثنا عفّان، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد: عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة. فكسح لرسول الله صلّى الله عليه وآله تحت شجرتين وصلّى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: اللّهم مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه.

قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

قال: أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد: حدثنا هدبة بن خالد، قال: أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن النبي صلّى الله عليه وآله نحوه.

____________________

(1) وفي المحكي عن نسخة السماوي: (أنّه سمع على الشيخ فخر الدين...). وفي نسخة: (محمود بن إبراهيم الحمادي...).

(2) رواه أحمد في الحديث: (12) من أحاديث البراء بن عازب من مسنده: ج4 ص281 ط 1، ورواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: (546) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج2 ص 47 ط 1.

٧١

الباب الثاني عشر

فضيلة

عمّت الخافقين أضواؤها، وسحّت على رياض المفاخر أنوارها: 39 - أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله الخازن، قال: أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي إجازة، قال: أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال: أخبرني سيّد الحفاظ فيما كتب إليّ من همدان، أنبأنا الرئيس أبو الفتح [عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني] كتابة أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي، أنبأنا الحسن بن عليل العنزي (1) ، أنبأنا محمد بن عبد الله الذارع، أنبأنا قيس بن حفص، قال: حدثني علي بن الحسن العبدي:

____________________

(1) كذا في الحديث: (5) من الفصل: (14) من مناقب الخوارزمي ص 80 وهو العنزي البصري نزيل سامراء، المترجم في كتاب الجرج والتعديل - لابن أبي حاتم - ج 1 - ق 1، ص 32، وترجمة أيضاً الخطيب في تاريخ بغداد: ج 7 ص 398 وقال: كان صاحب أدب وأخبار، وكان صدوقاً، واسم أبيه: علي، ولقبه عليل، وهو الغالب عليه، وتوفّي سنة 290.

أقول: ثمّ إنّ الحديث - من غير ذكر الأبيات - رواه أيضاً ابن عساكر تحت الرقم: (546) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 47 ط 1.

والحديث رواه أيضاً الخوارزمي بالسند المذكور في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام في الفصل الرابع من مقتله: ج 1، ص 47 ثم قال: (و) روى هذا الحديث بدون الأبيات من الصحابة عمر، وعلي والبراء بن عازب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، والحسين بن علي وابن مسعود، وعمار بن ياسر و أبو ذر، وأبو أيوب، وابن عمر، وعمران بن حصين، وبريدة بن الحصيب، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبو رافع مولى رسول الله واسمه أسلم، وحبشي بن جنادة، وزيد بن شراحيل، وجرير بن عبد الله، وأنس وحذيفة بن أسيد الغفاري، وزيد بن أرقم، وعبد الرحمان بن يعمر الدؤلي، وعمرو بن الحمق، وعمر بن شرحبيل، وناجية بن عمر، وجابر بن سمرة، ومالك بن الحويرث، وأبو ذويب الشاعر، وعبد الله بن ربيعة.

أقول: وجل مَن أشار الخوارزمي إلى روايتهم حديث الغدير، تجد روايتهم تحت الرقم: (500) وما يليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 50 - 90.

٧٢

عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: إنّ النبي صلّى الله عليه وآله يوم دعا الناس إلى علي في غدير خمّ أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلى علي [عليه السلام] فأخذ بضبعه فرفعه حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه [عليه السلام] ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) [5 المائدة: 3] فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي عليه السلام .

ثم قال: اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله .

فقال حسّان بن ثابت: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول أبياتاً؟ (1) قال: قل ببركة الله. فقال حسّان بن ثابت: يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثم أنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا

بأنّي مولاكم نعم ووليكم

فقالوا - ولم يبدوا هناك التعاميا -

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له: قم يا علي فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

____________________

(1) وفي مقتل الخوارزمي: (ائذن لي أن أقول. قال: قل...) وفي نسخة السيد علي نقي وطهران: (ائذن لي أن أقول أبياتاً).

٧٣

فضيلة أُخرى

40 - [وبالسند المتقدّم عن الخوارزمي قال: أخبرنا] سيد الحفّاظ وهو أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد المقرئ الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، قال: أنبأنا يحيى الحماني أنبأنا قيس بن الربيع: عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله [لمّا] دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خمّ، وأمر [بما] تحت الشجرة من الشوك فقمّ، وذلك يوم الخميس فدعا عليّاً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثم لم يتفرّقوا حتى نزلت هذه الآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي. ثم قال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله .

فقال حسّان بن ثابت: أتأذن لي (1) يا رسول الله فأقول في علي عليه السلام أبياتاً تسمعها؟ فقال: قل على بركة الله . فقام حسّان بن ثابت فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله صلّى الله عليه وآله في الولاية الثابتة فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا

يقول: فمَن مولاكم ووليكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا (2)

____________________

(1) كذا في الأصل المطبوع هاهنا وفي الحديث السالف، وفي نسخة طهران والسيد علي نقي في الموردين: (ائذن لي...).

والحديث رواه باختصار بسند آخر عن يحيى بن عبد الحميد الحماني تحت الرقم: (211) من شواهد التنزيل: ج 1، ص 157.

(2) هذا هو الظاهر الموافق لما في غير واحد من المصادر، وفي نسخة السيد علي نقي: (التعاديا).

٧٤

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

هناك دعا اللّهمّ والِ وليّه

وكن للذي عادى عليّاً معادياً

فقال له: قم يا علي فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

[قال المؤلف]: هذا حديث الغدير وله طرق كثيرة إلى أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري.

فضيلة أُخرى

41 - أخبرني القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود بن أسعد ابن العراقي الطاووسي القزويني إجازة بروايته عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم إجازة، قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الحافظ إجازة، قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بإصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد [بن] أحمد بن سعيد بن الخلاّل، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدّي إسحاق، أخبرنا أحمد بن منيع، عن علي بن هاشم عن أشعث [بن] سعيد: عن عبد الله بن بشر عن أبي راشد عن علي بن أبي طالب [عليه السلام] قال: قال رسول الله: إنّ الله عزّ وجلّ أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمامة (1) ، والعمامة [هي] الحاجز بين المسلمين والمشركين.

قاله عليه السلام لعلي لما عمّمه يوم غدير خمّ بعمامة سدل طرفها على منكبيه.

____________________

(1) كذا في نسخة طهران غير أنّ فيها أيضاً: (إنّ الله عزّ وجل أمدّني - وفي الأصل المطبوع: (معتمّين هذه العمّة، والعمّة...).

٧٥

فضيلة أُخرى

42 - أنبأني عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري، عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب ابن عبد السميع إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي، أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي قال: حدّثنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم إملاء، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الخليلي ببلخ، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي قال: حدّثنا الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدثنا عبد الرّحمان بن منصور الحارثي، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن عبد الله المعروف بأبي طاهر، حدثني أبي، عن أبيه: عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عمّم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه ومن خلفه ثم قال: أقبل . فأقبل ثم قال [له]: أدبر . فأدبر [فـ] قال: هكذا جاءتني الملائكة .

43 - أنبأني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل ابن عساكر الدمشقي بإسناده عن الشيخ الحرستاني إجازة، عن أبي محمد عبد الجبّار بن محمد البيهقي إجازة، عن أبي الحسن علي بن محمد المفسّر (1) ، قال: أنبأنا منصور البغدادي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زياد الدقاق، أنبأنا محمد بن إبراهيم البوسنجي، أنبأنا عبد الله بن محمد بن حفص القرشي ويعرف بابن عائشة (2) قال: حدثني أبو الربيع السمان، حدثنا عبد الله بن بشر: عن أبي راشد الحراني، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله قال: عمّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ بعمامة فسدل طرفها على منكبي وقال: إنّ الله أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين بهذه العمامة .

____________________

(1) كذا في نسخة طهران وفي الأصل المطبوع: (علي بن أحمد المعرّي) ولعلّ الصواب: علي بن أحمد المفسّر.

(2) كذا في نسخة طهران، والسيد علي نقي، وفي الأصل المطبوع: (عبد الله بن محمد بن حفص الموسوي (البوني) يعرف بابن عباسية...).

٧٦

الباب الثالث عشر

وصل

في فضل صوم يوم عيد الغدير، وما له من الأجر الجزيل، والثواب الوافر الكثير: 44 - أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجده قلت له: أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة؟ فأقرّ به، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن أبي الفضل الفراوي إجازة، قال: أنبأنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله النوري (1) ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، أنبأنا علي بن سعيد الرقي، أنبأنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن [عبد الله بن] شوذب عن مطر الوراق: عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: مَن صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين سنة، وهو يوم غدير خمّ لما أخذ النبي صلّى الله عليه وآله بيد علي صلوات الله عليه وآله فقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهمّ وال مَن والاه، وعادِ مَن عاداه وانصر مَن نصره .

فقال: له عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.

____________________

(1) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي (أبو يعلى الزبيري عبد الله النوري).

والحديث رواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (14) من مناقبه ص 94 ط 1، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرني الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري...

أقول: وللحديث أسانيد كثيرة تجد أكثرها تحت الرقم: (211 و213) من شواهد التنزيل: ج 1، ص 156 ط 1، وتحت الرقم: (575) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 75 ط 1.

٧٧

الباب الرابع عشر

فضيلة

تتضوّع من أرجائها الرجاء تضوّع نشر الأرض عب الصماء: 45 - أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان (1) ، أنبأنا محمد بن محمد بن مرّة، عن الحسن بن علي العاصمي، عن محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعد بن طريف: عن الأصبغ قال: سُئل سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن علي بن أبي طالب وفاطمة عليهما السلام فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: عليكم بعلي بن أبي طالب فإنّه مولاكم فأحبّوه، وكبيركم فاتّبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه، فإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبّوه بحبّي وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في عليّ إلاّ ما أمرني به ربي جلّت عظمته .

46 - أخبرني الشيخ الإمام العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني فيما أجاز لي أن أرويه عن أبي الحسن المؤيّد بن محمد الطوسي إجازة، أنبأنا عبد الحميد بن محمّد الخواري إجازة عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي [أنّه] قال - بعد روايته حديث (مَن كنت مولاه فعلي مولاه) -: هذه الولاية التي أثبتها النبي صلّى الله عليه وآله لعلي مسؤول عنها يوم القيامة.

____________________

(1) كذا في الأصل، ومحمد بن أحمد بن شاذان هذا من مشايخ الخوارزمي وليس بشيخ المصنّف، والحديث رواه الخوارزمي عن محمد بن أحمد هذا في باب فضائل أمير المؤمنين من الفصل (4) من مقتل الحسين عليه السلام ج1، ص 41، والظاهر أنّ المؤلّف يروي عنه بواسطته. وعليه؛ فسقطت الواسطة بين المصنف وبين الخوارزمي هاهنا، واحتمال سقوط حديث أو أحاديث أيضاً قائم.

ثمّ إنّ في الأصل كان هكذا: (نبأ محمد بن مرة، عن محمد بن الحسن بن علي العاصمي...). وأرجعناه إلى ما في مقتل الخوارزمي فإنّه أقرب إلى مظنّة الصواب.

٧٨

47 - [قال الواحدي وقد]: أخبرنا أبو إبراهيم ابن أبي القاسم الصوفي، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله بن محمد بن عفر (1) ، أنبأنا أحمد بن الفرات، حدّثنا عبد الحميد الحمّاني حدّثنا قيس بن عطية [عن أبي هارون]: عن أبي سعيد، عن النبي صلّى الله عليه وآله في قوله عزّ وجل: ( وَقِفُوهُمْ إِنّهُم مّسْؤُولُونَ ) [24 الصافات: 37] قال: عن ولاية علي بن أبي طالب .

[قال الواحدي]. والمعنى: أنّهم يسألون هل والوه حقّ الموالاة كما أوصاهم به رسول الله صلّى الله عليه وآله؟

48 - [قال الواحدي:] وروي عن علي صلوات الله عليه وآله أنّه [قال]: جعلت الموالاة أصلاً من أصول الدين .

49 - [قال: وقد] أخبرنا جعفر بن محمد العلوي أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد البيّع، أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدّثنا أحمد بن حازم، أنبأنا عاصم بن يوسف اليربوعي، حدّثنا سفيان بن إبراهيم الحرير، عن أبيه: عن أبي صادق قال: قال علي صلوات الله عليه: أصول الإسلام ثلاثة لا تنفع واحدة منهنّ دون صاحبتها: الصلاة والزكاة والموالاة .

قال الواحدي: وهذا منتزع من قوله تعالى: ( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [5 - المائدة: 55] وذلك أنّ الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ثمّ لم يصفهم إلاّ بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال: ( الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ ) فمَن والى عليّاً فقد والى الله ورسوله، [وقد] ذكر ذلك الله تعالى في آية أخرى أنّه حبّبه إلى عباده المؤمنين فقال: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمنُ وُدّاً ) [19 - مريم: 96].

50 - قال الواحدي: وأنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي (2) ، أنبأنا أبو بكر

____________________

(1) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (الحسين بن محمد بن عفر...).

ورواه أيضاً الحسكاني في الحديث: (787) في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل: ج 2 ص 106، ط 1، قال: حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد، حدثنا الحسين بن محمد بن عفير، حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الحميد الحماني، عن قيس، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري...

(2) رسم الخط في قوله: (الحرثي) من نسخة طهران غامض وكأنّه يقرأ (الحيري) وفيما أيضاً: (العبدي) بدل (العبيدي).

٧٩

محمّد بن أحمد الجرجرائي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد الله العبيدي، أنبأنا عبد الله بن مسلمة (1) ، أنبأنا مالك بن أنس: عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرّحمن ودّاً ) قال: نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله، ما من مسلم إلاّ ولعلي عليه السلام في قلبه محبّة.

51 - قال الواحدي: وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه، أنبأنا يحيى بن محمد العلوي، أنبأنا أبو علي الصواف ببغداد (2) ، أنبأنا الحسن بن علي بن الوليد بن النعمان الفارسي، أنبأنا إسحاق بن بشر، عن خالد بن يزيد، عن حمزة الزيات: عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي صلوات الله عليه وآله: يا علي قل: اللّهمّ اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة. فأنزل الله تعالى: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمنُ وُدّاً ) . قال: نزلت في علي بن أبي طالب.

____________________

(1) وفي نسخة السيد علي نقي: (عبد الله بن سلمة).

(2) والحديث موجود في الجزء الأوّل من حديث أبي علي الصواف الورق 23 / ب / الموجود في المكتبة الظاهرية.

ورواه أيضاً الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل: ج 1، ص 360 ط 1 بأسانيد، وقال في الحديث الثاني من تفسير الآية الكريمة منه: حدثنيه أبو القاسم عبد الخالق بن علي المحتسب، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصواف ببغداد، أخبرنا أبو جعفر بن علي الفارسي - هو ابن الوليد بن النعمان - أخبرنا إسحاق بن بشر الكوفي، أخبرنا خالد بن يزيد، عن حمزة الزيات: عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي قل: اللّهمّ اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة . فأنزل الله: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمنُ وُدّاً ) قال: [البراء]: نزلت في علي عليه السلام.

٨٠