دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار0%

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 186

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد علي الحسيني البقاعي
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 186
المشاهدات: 38584
تحميل: 6928

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 186 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38584 / تحميل: 6928
الحجم الحجم الحجم
دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مع هذا تحمّل وصبر حتّى أكمل العمل وسلّم الولاية لعلي (عليه السّلام).

وأيضاً كان نصيب الإمام من المصائب كبيراً جدّاً؛ حيث اغتُصبت منه الخلافة (1) ،وهجموا على داره، إلى ما تعرّض له من مصائب معروفة، ومنها المصائب الّتي حصلت للزهراء بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله) من غصب فدك (2) وإسقاط الجنين (3) .

على أيّ حال، مصائب أهل البيت (عليهم السّلام) كثيرة وصعبة، فمَنْ تذكّر مصائب أهل البيت (عليهم السّلام) - كما في الرواية - وبكى على ما فعله الأشرار بهم كان مع أهل البيت يوم القيامة، فيفوز فوزاً عظيماً، وينجو من أهوال ومشاهد يوم القيامة.

وأمّا مَنْ ذُكّر أو ذكّر بمصائبهم وأبكى وبكى فلم تبك عينه يوم تبكي العيون؛ فإنّ البكاء عليهم له عدّة فوائد، وخصوصاً على مصاب سيّد الشهداء.

____________________

(1) بعد أن جعله الرسول (صلّى الله عليه وآله) خليفة على الأمّة من بعده بأمر من الله، ونصبه أمام المسلمين في غدير خم فقال (صلّى الله عليه وآله):« مَنْ كنت مولاه فهذا علي مولاه، مَنْ كنت أنا نبيّه فعليٌّ إمامه ».

والروايات متواترة في ذلك لا ينكرها لا الخاصة ولا العامّة، إلاّ أنّهم نكثوا البيعة ونصبوا الخليفة الأوّل على المسلمين بدلاً من الإمام الحقيقي الذي نصبه الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله).

(2) وهي أرض قريبة من خيبر ورّثها النبي (صلّى الله عليه وآله) لابنته فاطمة (عليها السّلام)، ووصف الأرض كما جاء في شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد 16 / 208، قال (عليه السّلام):« كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أضلّته السماء ». فخاف الخليفة الأوّل والثاني من أن الأموال والخيرات الّتي سوف تخرج من أرض فدك سوف تكون عوناً للحزب العلوي؛ فمنعوها (عليها السّلام) إرثها، والتفاصيل موجودة في كتاب « فدك » للمظفر، وبحار الأنوار 6 / 107، فراجع.

(3) وهو محسن بن علي (عليه السّلام) الذي اسقطته وراء الباب عندما دخلوا على الدار، والحادثة معروفة بحادثة الدار، وتحدّث عنها سليم بن قيس الهلالي في كتابه، فراجع.

٢١

فوائد وفضل البكاء على الحسين (عليه السّلام)

الحسين (عليه السّلام) عبرة المؤمنين

الحسين (عليه السّلام) عبرة كلّ مؤمن ومؤمنة كما جاء في الحديث عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام)، قال: « قال الحسين بن علي (عليه السّلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى » (1) .

وفي رواية اُخرى: « أنا قتيل العبرة، قُتلت مكروباً » (2) .

الباكي على الحسين (عليه السّلام) عينه تكون ضاحكة يوم القيامة ولا تمسّها النار. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): « كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ عيناً بكت على مصاب الحسين؛ فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة » (3) .

ومَنْ بكى عليه لم تمسّ النار عينه كما في الحديث: « عينان لا تمسّهما النار؛ عين بكت من خشية الله، وعين بكت على مصاب أبي الله (عليه السّلام) » (4) .

غفران الذنوب

فإنّ من فوائد البكاء عليه (عليه السّلام) غفران الذنوب وتحطيمها كما جاء عن أبي عبد الله (عليه السّلام): « مَنْ ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذُباب

____________________

(1) مستدرك وسائل الشيعة 10 / 311، بحار الأنوار 44 / 279.

(2) وسائل الشيعة 14 / 422.

(3) بحار الأنوار 44 / 292.

(4) الخصال - للصدوق / 27.

٢٢

غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر » (1) .

وعن الإمام الرضا (عليه السّلام): « فعلى مثل الحسين فليبك الباكون؛ فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام » (2) .

الخلاصة

إنّ البكاء عليه (عليه السّلام) فيه الأجر والثواب الكثير والمغفرة، وإنّ الدمعة الجارية على مصائب الحسين (عليه السّلام) لا يعلم ما فيها من كثرة الثواب إلاّ الله تعالى وأنّه غير محدود.

والروايات كثيرة في هذا المضمار كما جاء في كامل الزيارات عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام): « مَنْ ذُكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النار. لكلّ شيء ثواب إلاّ الدمعة فينا » (3) .

____________________

(1) بحار الأنوار 44 / 289، ثواب الأعمال - للصدوق / 189، تفسير القمي 2 / 292.

(2) بحار الأنوار 44 / 283، الوسائل 14 / 504، الأمالي - للصدوق / 128.

(3) نجاة الأمّة / 38.

٢٣

خواص البكاء على سيّد الشهداء (عليه السّلام)

الاُسوة الحسنة

إنّ البكاء على الحسين (عليه السّلام) فيه اُسوة حسنة بالأنبياء والملائكة وعباد الله المخلصين، كما جاء في الحديث عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: « أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين إلى أن تقوم الساعة » (1) .

وعن الصادق (عليه السّلام): « ما لكم لا تأتونه - قبر الحسين - فإن أربعة آلاف ملك يبكون عنده إلى يوم القيامة » (2) .

نعم، لم يبقَ نبي مرسل، ولا ملك مقرّب، ولا إنسان ولا جنّ، ولا سماء ولا أرض، ولا حجر ولا مدر إلاّ وبكى على مصاب سيّد الشهداء (عليه السّلام).

فيه أداء الحقّ

إنّه أداء لحقّ النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السّلام)؛ ففي الرواية عن زرارة قال: قال أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام): « إنّ الباكي على الحسين قد أدّى حقّنا » (3) .

____________________

(1) الوسائل 14 / 420، بحار الأنوار 45 / 222.

(2) بحار الأنوار 45 / 22.

(3) كامل الزيارات / 81.

٢٤

صلة ومودّة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)

إنّه صلة ومودّة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ فالحسين (عليه السّلام) من أهل المودّة الذين جعل الرسول (صلّى الله عليه وآله) مودّتهم أجراً على نبوّته كما جاء في كتاب الله: ( ذَلِكَ الذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المـَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (1) .

إسعاد للزهراء (عليها السّلام)

إنّه إسعاد للزهراء (عليها السّلام)؛ فإنّها تبكيه كلّ يوم، فقال الصادق (عليه السّلام): « يا أبا بصير، أما تحبّ أن تكون فيمَنْ يُسعد فاطمة (عليها السّلام) » .

ورواية اُخرى: « وما من باك يبكي إلاّ وقد وصل فاطمة (عليها السّلام) وأسعدها عليه » (2) .

خواص مجالس الحسين (عليه السّلام)

أمّا الجلوس في مجالس الإمام الحسين (عليه السّلام) فله أهمية وخصوصية وفضل كبير.

____________________

(1) سورة الشورى / 23.

(2) كامل الزيارات / 81، نجاة الاُمّة / 50.

٢٥

مجالس الحسين (عليه السّلام) نصرة له

فإنّ الجلوس في مجلس الحسين (عليه السّلام) يعني نصرة له ولخطّه ونهجه، ومبايعة له من جديد، فبذلك ينتصر الدم على السيف.

مجالس الحسين (عليه السّلام) رفض لبيعة يزيد

الجلوس في مجلس الحسين (عليه السّلام) يعني الرفض لبيعة يزيد وخطّه ونهجه وكلّ ظالم وطاغية مثل يزيد؛ لأنّه الراضي بفعل قوم كالداخل معهم، ونحن في الجلوس في مجلس الحسين (عليه السّلام) نقول له: يا ليتنا كنّا معكم، فنتمنى أن نكون في جبهة الحسين وخطّ الحسين وجند الحسين والمستشهدين مع الحسين (عليه السّلام) ضدّ يزيد وأمثال يزيد.

تعظيم لأعظم شعيرة

الجلوس في مجالس الحسين (عليه السّلام) هو تعظيم لأكبر شعيرة من شعائر الله، وهو دليل على تقوى القلب ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (1) ؛ فالحسين (عليه السّلام) هو أكبر شعيرة مثل الصلاة والصوم، والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو خرج لإحياء هذه الشعائر، فمَنْ يُعظّم ذكرى الحسين فإنّها من تقوى القلوب.

____________________

(1) سورة الحج / 31.

٢٦

مصعد التسبيح

إنّ مجالس الحسين (عليه السّلام) مصعد التسبيح كما جاء عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السّلام): « نَفَس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله » (1) .

منظر الحسين (عليه السّلام)

إنّ المجلس منظر الحسين (عليه السّلام)؛ فإنّه عن يمين العرش ينظر إلى موضع معسكره ومَنْ حلّ به من الشهداء، وزوّاره، ومَنْ بكى عليه كما جاء عن الإمام الصادق (عليه السّلام): « إنّ الحسين بن علي (عليهما السّلام) عند ربّه عزّ وجلّ ينظر إلى معسكره ومَنْ حلّه من الشهداء معه، وينظر إلى زوّاره، وهو أعرف بهم، وبأسمائهم، وأسماء آبائهم، وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزّ وجلّ من أحدكم بولده، وإنّه ليرى مَنْ يبكيه فيستغفر له، ويسأل آباءه (عليهم السّلام) أن يستغفروا له » (2) .

المجالس قبّة الحسين (عليه السّلام)

إنّ مجالس العزاء قبّة الحسين (عليه السّلام)، فكلّ مجلس خضوع، خصوصاً مجلس ذكر الحسين (عليه السّلام) هو قبّة الحسين (عليه السّلام)، فللمجلس تأثير (3) في إجابة

____________________

(1) الكافي 2 / 226، بحار الأنوار 44 / 278، أمالي الطوسي / 115، أمالي المفيد / 338.

(2) نجاة الاُمّة / 41.

(3) فإن إجابة الدعاء تحت قبته السامية هو ممّا منحه الله للحسين (عليه السّلام) عوضاً عن الشهادة كما جاء عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقولان:« إنّ الله تعالى قد عوّض الحسين من قتله أن جعل الإمامة في ذرّيته، وإجابة الدعاء عند قبره، والشفاء في تربته » الأمالي للطوسي، معالي السبطين 1 / 123.

٢٧

الدعاء كتأثير الدعاء تحت قبّة الحسين (عليه السّلام).

إحياء القلوب وإحياء لأمر أهل البيت (عليهم السّلام)

إنّ مجالس الحسين (عليه السّلام) كما في رواية الإمام الرضا (عليه السّلام) تُحيي القلوب، [حيث قال:] « مَنْ جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب » .

وإنّ مجالس الحسين (عليه السّلام) إحياء لأمر أهل البيت (عليهم السّلام)، وهم يُحبّونها ويوصون بها كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السّلام): « فأحيوا أمرنا فرحم الله مَنْ أحيا أمرنا » (1) .

ولا ننسى أنّ مجالس الحسين (عليه السّلام) تكون في محضر الزهراء (عليها السّلام) كما ورد في مضمون الأحاديث: « ما عقد مجلس وكان فيه اثنان إلاّ وكانت الزهراء (عليها السّلام) ثالثة »؛ فإنّها لم تكن غائبة عن ولدها الحسين (عليه السّلام) حتّى يوم عاشوراء (2) ،بل كانت حاضرة بروحها يوم العاشر، وشاهدت تلك المشاهد المروّعة؛ من عطش الأطفال وذبحهم، وقتل الحسين وأصحابه، إلى سبي النساء، وفصل الرؤوس عن الأجساد، وكانت تنتقل مع رأس الحسين (عليه السّلام) من مكان إلى مكان، ومن بلدة إلى بلدة؛ ولهذا يُروى أنّ عمر بن سعد لمـّا بعث برأس

____________________

(1) مصادقة الإخوان / 32، وسائل الشيعة 12 / 22، الأمالي - للطوسي / 58، بحار الأنوار 1 / 202، 44 / 278.

(2) هو يوم 10 محرّم سنة 61 هـ، اليوم الذي قُتل فيه الحسين (عليه السّلام) عطشان مذبوحاً في أرض كرب وبلاء.

٢٨

الحسين (عليه السّلام) مع خولّى بن يزيد الأصبحي (1) إلى ابن زياد، أقبل خولّى بالرأس الشريف إلى قصر الإمارة، فوجد باب القصر مغلقاً، فأتى بالرأس إلى منزله ثمّ وضعه تحت اُجانة، ثمّ أوى إلى فراشه، فقالت له زوجته: ما الخبر، وما عندك؟

قال: جئتك بخير الدنيا. [قالت:] بماذا جئتني؟ قال: هذا رأس الحسين معك في الدار. قالت: ويلك! الناس يأتون بالذهب والفضة، وأنت تأتيني برأس ابن رسول الله! لا والله لا جمعت رأسي ورأسك وسادة أبداً (2) .

تقول هذه المرأة: خرجت ليلاً وإذا بنور يسطع مثل العمود من تحت الاُجانة إلى السماء (3) ،وسمعت هاتفة تقول: « يا بُني، قتلوك وما عرفوك! ومن شرب الماء منعوك! » (4) .

ولا زالت الزهراء (عليها السّلام) تحضر كلّ مجلس يعقد باسم الحسين (عليه السّلام)، وشعارها البكاء والنياحة، وقولها: « يا بُني، قتلوك وما عرفوك! ومن شرب الماء منعوك! ».

____________________

(1) هو خولّى بن يزيد الأصبحي الإيادي الآباني الدرامي، كان من جيش عمر بن سعد الذي حارب الإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء، فلمـّا وقع القتال رمى عثمان بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) بسهم فصرعه، ولمـّا سقط الإمام الحسين (عليه السّلام) على الأرض بعد أن اشتدّ عليه الضرب والطعن، تقدّم خولّي وأراد أن يحتزّ رأسه الشريف، إلاّ أنّه ضعف وأرعد.

تولّى حمل رأس الإمام (عليه السّلام) إلى الكوفة. قبض عليه في الكوفة سنة 66 هـ من قبل رجال المختار بن أبي عبيدة الثقفي وقتلوه.

ورد لعنه في زيارة الناحية المقدّسة بعد السلام على عثمان بن أمير المؤمنين (عليه السّلام):« لعن الله راميه بالسهم خولّى بن يزيد الأصبحي الإيادي الأباني الدرامي » الكامل في التاريخ 4 / 76، تاريخ الطبري 4 / 464، الإقبال / 49.

(2) الكامل في التاريخ 4 / 80 - 81، تاريخ الطبري ج 3.

(3) البداية - لابن كثير 8 / 190، مصائب آل محمّد / 397.

(4) بحار الأنوار 45 / 316.

٢٩

(نعي مجاريد)

أنا الوالده والگلب لهفان

وادوّر عزا ابني وين ما چان

جسمه طريح ولا له اچفان

أو لعبت عليه الخيل ميدان

أنا الوالدة المذبوح ابنها

أو طول الدهر ما چل حزنها

مصيبة أو يشيب الطفل منها

سبعين جثة ابدور چنها

بالمعركة محّد دفنها

أو زينب حده الحادي ابضعنها

(بعد) الزهراء عندها طلب منك أيّها الموالي يا حبيب الحسين، تريدك أن تساعدها على البكاء على أبي عبد الله.

(عاشوري)

وين اليواسيني ابدمعته آه آه

على ابني الذي حزوا رقبته

أو تمت ثلث تيام جثته آه آه

أويلاه يبني الما حضرته

أو لا غسلت جسمه أو دفنته

(نعي مجاريد)

وين اليواسيني يشيعه

عله احسين وأصحابه ورضيعه

وابن والده عين الطليعه

أبو فاضل اكفوفه قطيعه

مطروح نايم علشريعه(1)

____________________

(1) مجمع المصائب 1 / 30.

٣٠

(تخميس)

قضى وبسيفِ الشمرِ أرواهُ ورده

عفيرُ المحيّا ممكناً فيه حدّهُ

ولو أبصرت عيناك في التربِ خدّه

إذن للطمت الخدّ فاطمُ عنده

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجناتِ

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم. إنّا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل بيت محمّد أيّ منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين.

نسألك اللّهمّ وندعوك باسمك العظيم الأعظم، الأعزّ الأجلّ الأكرم، يا محمود بحقّ محمّد، يا عالي بحقّ علي، يا فاطر السماوات والأرض بحقّ فاطمة، يا محسن بحقّ الحسن، يا قديم لإحسان بحقّ الحسين (عليه السّلام) عجّل فرج وليك الحجّة المنتظر المهدي (عجّل الله فرجه)، وانجز له ما وعدته، واجعلنا من جنده وأنصاره والمستشهدين بين يديه.

الإخوة الحاضرون تقبّل اللّهمّ عملهم بأحسن القبول، واقض حوائجهم بحقّ محمّد وآل محمّد، واجعل قلوبهم وديارهم عامرة بذكر محمّد وآل محمّد، وارزقهم شفاعة محمّد وآل محمّد،

٣١

واغفر لهم بحقّ محمّد وآل محمّد، واحشرهم مع محمّد وآل محمّد.

أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء

الفاتحة لاستجابة الدعاء قبلها الصلاة على محمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله).

٣٢

المجلس الثاني

1 - القصيدة: ما للأحبّة لا يؤون.

2 - الموضوع: أسباب الثورة الحسينيّة.

3 - الترجمة: محمّد بن الحنفيّة.

مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله).

4 - المصيبة: فاطمة العليلة.

٣٣

٣٤

عظّم الله أجوركم يا بقيّة الله، يا صاحب العصر والزمان، بمصابكم بجدّكم أبي عبد الله الحسين وآل بيته وأصحابه.

صلّى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله، صلّى الله عليك وعلى آلك المظلومين، لعن الله الظالمين لكم من الأوّلين والآخرين إلى قيام يوم الدين.

صلّى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا أبا عبد الله، يا صريع الدمعة الساكبة، ويا عبرة كلّ مؤمن ومؤمنة، روحي وأرواح شيعتك لك الفدا يا شهيد كربلا، ويا قتيل العدا، ومسلوب العمامة والردا، ما خاب مَنْ تمسّك بكم، وأمن مَنْ لجأ إليكم. يا ليتنا كنّا معكم سادتي فنفوز والله فوزاً عظيماً.

ما للأحبّةِ لا يؤونَ خلاّنا(1)

هلاّ دروا أنّنا حانت منايانا(2)

فهل بدا من محبٍّ يومَ فرقتهم

ذنبٌ لذاك استحقوا فيه هجرانا

ما هاجني حبّهم يوماً ولا ذرفت

عيناي من بعدِهم دمعاً وعقيانا

____________________

(1) الأصدقاء.

(2) الموت.

٣٥

لكن سمعتُ بشهر فيهِ قد لبست

آلُ الرسولِ ثيابَ الحزنِ ألوانا

هيّجت(1) يا شهرُ مافي القلبِ من شجنٍ(2)

إذ فيكَ أضحى رسولُ اللهِ ثكلانا(3)

والبضعةُ الطهر(4) أضحت فيكَ ثاكلةً

تُردّدُ الشجو(5) ألحاناً فألحانا

بل فيكَ أضحى أبو السجادِ منعفراً(6)

بأرض الطفّ فوقَ التُربِ عُريانا

أبكي الحسينَ وحيداً لا نصيرَ له

إلاّ المهندَ (7) والخطّي(8) أعوانا

أبكيهِ منعفرَ الجثمانِ قد رفعوا

فوقَ القناةِ (9) مُحيّاً منهُ إعلانا

يتلو من الكهفِ آياتٍ يُرتِّلُها

أبدى(10) بها للورى(11) آياً وبرهانا(12)

____________________

(1) حرّكت.

(2) الحزن.

(3) مفجوعاً.

(4) فاطمة الزهراء (عليها السّلام).

(5) المصائب - الحزن.

(6) ملامس للتراب، أي مقتول.

(7) السيف.

(8) الرمح.

(9) الرمح.

(10) أظهر.

(11) الناس.

(12) مجمع المصائب 1 / 175.

٣٦

(بحر طويل)

لمن ظل وحيد احسين

وعليه داير العسكر

راح ايودّع اعياله

قبل افراق المقدر

رد امن الحرب مهظوم

لكن قصد لانصاره

لگاها أعلى الأرض نومه

أو دم الطعن يتجاره

وگف يمهم يعاتبهم

أو قلبه تلتهب ناره

يليوث الحرب نومه

أو منكم خالية الحومة

ثنيتكم المعلومة

عفتوا ادياركم لجلي

أو طلقتوا الأهل يكرام

ليش اليوم عفتوني

وحيد ابين هالظلام

عدكم حرم مذعوره

والكم بالطفوف اخيام

يا هو اللي يحاميها

العسكر لو دوه اعليها

هاي الخيل اجت ليها

اعاتبكم يهل بيتي

ولا كنكم تسمعوني

ليش اوحيد بين القوم

يهل الوفه اتخلوني

دارت عليّ عدواني

اوليكم شابحه اعيوني

كيف الكم يطيب النوم

وآنه اوحيد بين القوم

جزاكم يهل بيتي اللوم

لمن سمعت المظلوم

رادت تنتهض واتگوم

لكن حايل المحتوم

ما بين اخوته أو بينه(1)

____________________

(1) منهل الشرع 1 / 175.

٣٧

(أبو ذيّه)

لونكم ليلي ونهاري لونكم

يلطحتوا وارماح الشر لونكم

شوفوا حالتي گوموا لونكم

إخوتي لو رحلتوا أو هاي هيه

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.

جاء في وصية سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السّلام) لأخيه محمّد بن الحنفيّة(1) :« إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله)؛ اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب (عليه السّلام) » (2) .

هذه الوصية كانت شعار ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام)، فبيّن في هذه الكلمات أنّه

____________________

(1) محمّد بن الحنفيّة هو ابن أمير المؤمنين (عليه السّلام)، واُمّه من بني حنيفة. وكان بطلاً شجاعاً، حمل راية أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) يوم حرب الجمل وعمره عشرون سنة، وكذلك كانت الراية معه، وكان صاحب لواء أبيه في أكثر حروبه، يُعطيه الراية ويقول له:

أقدم بها مثل أبيك تحمد

لا خير في الحرب إذا لم توقد

لم يتمكّن محمّد بن الحنفيّة من الخروج مع أخيه الحسين لمرض ألمـّ به؛ فقد أصابته قروح كما ذكر العلاّمة الحلي في أجوبته ص 81.

ومكانة محمّد بن الحنفيّة وجلالة قدره واعترافه بإمامة ابن أخيه زين العابدين الإمام السجّاد (عليه السّلام) تؤكد لنا إخلاصه، وعدم تمكّنه من الخروج إلى كربلاء مع أخيه الحسين وعياله، لكنّه بقي بالمدينة يداوي علته.

(2) المجالس السنية 1 / 47، بحار الأنوار 44 / 328، مع الركب الحسيني 1 / 389، فتوح ابن أعثم 5 / 34، مقتل الخوارزمي 1 / 188.

٣٨

لم يخرج في ثورته على الطاغية يزيد طلباً للدنيا أو رياسة أو ظلم، أو منافسة على منصب أو جاه(1) ، إنّما أسباب الخروج هي المسؤولية الشرعية تجاه الإسلام، بأن يُصلح في اُمّة جدّه، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من جهة، ومن جهة أخرى الرجوع والسير بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد الانحراف الذي حلّ بالقوم.

____________________

(1) أراد الإمام (عليه السّلام) تبيان سبب خروجه أوّلاً، وعدم القول والاتهام بأنّه خرج على إمام زمانه أو أراد أن يشقّ عصا المسلمين، أو أراد المنصب والجاه ثانياً، ومع كلّ هذا صرّح بأنّه مقتول، فقال (عليه السّلام):« مَنْ التحق بنا استشهد » ،« شاء الله أن يراني قتيلاً » ، و« وكأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء » .

والروايات كثيرة تشهد بأنّه سوف يستشهد في كربلاء، وهذا ممّا يدلّ على أنّه غير ساع إلى منصب أو غيره، بل لطلب الإصلاح في الاُمّة بعد مجيء يزيد إلى السلطة، هذا الرجل المفسد الذي لم يشهد التاريخ مثله، فاستلم الخلافة ثلاث سنوات، والنتيجة كانت سنة 61 هـ قتل ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وسبى عياله.

سنة 62 هـ اقتحم المدينة واُفتضت الأبكار، وتعرف هذه الحادثة بالحرّة.

سنة 63 هـ ضرب بيت الله الحرام بالمنجنيق، فضلاً عن أعماله الّتي لا تُذكر؛ لذلك فالإمام (عليه السّلام) خرج على هذا الطاغي، وبيّن سبب خروجه في الوصية، ومع ذلك لم يسلم (عليه السّلام) من أقوال وأقلام الحاقدين والمنافقين، فمثاله ما جاء في كتاب الدولة الأمويّة لمؤلّفه الشيخ محمّد الخضري بيك / 288: « فإنّ الحسين أخطأ خطأ عظيماً في خروجه، هذا الذي جرّ على الأمّة وبال الفرقة والاختلاف، وزعزع عماد اُلفتها إلى يومنا هذا. ويزيد قد بايعه الناس ولم يظهر منه ذلك الجور ولا العسف عند إظهار هذا الخلاف ».

٣٩

أسباب الثورة الحسينيّة

أسباب ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح من الفساد الاُموي، والخروج من الإسلام الاُموي والرجوع إلى الإسلام المحمّدي، والسير بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب (عليه السّلام).

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أمّا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهما من فروع الدين، أي كالصلاة والصوم لأنّهما واجبان شرعيان على المكلّف، وقد ورد الحثّ عليهما في القرآن والأحاديث. يقول الله في كتابه العزيز:( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمـَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المـُنْكَرِ وَاُولَئِكَ هُمُ المـُفْلِحُونَ ) (1) .

وجاء في الحديث عن رسول (عليه السّلام):« إنّ الله عزّ وجلّ ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له » . فقيل له: وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال:« الذي لا ينهى عن المنكر » (2) .

إذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات والفرائض، ومن ضروريات الدين، ولكن وجوبهما له مراتب وله شروط، وهي من الاُمور الدقيقة والمهمّة الّتي تجب معرفتها ومراعاتها، ولا يجوز الانتقال من مرتبة إلى اُخرى مع احتمال تأثير المرتبة الاُولى وكفايتها.

____________________

(1) سورة آل عمران / 104.

(2) الكافي 5 / 59، وسائل الشيعة 16 / 122.

٤٠