كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)0%

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 330

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حسن الشيرازي
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الصفحات: 330
المشاهدات: 186237
تحميل: 4700

توضيحات:

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 330 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186237 / تحميل: 4700
الحجم الحجم الحجم
كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: دار العلوم
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدنيا مهانة (1)

خرجنا مع الحسينعليه‌السلام ، فما نزل منزلاً، ولا ارتحل منه إلاّ وذكر يحيى بن زكريّاعليه‌السلام ، وقال يوماً: «من هوان الدنيا على الله (عزّ وجلّ) أنّ رأس يحيى بن زكريّا اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل».

أبكي لخصلتين (2)

لمّا حضرت الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الوفاة بكى، فقيل له: يابن رسول الله، أتبكي ومكانك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [مكانك] الذي أنت به، وقد قال فيك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قال، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النعل والنعل؟!

فقالعليه‌السلام : «إنّما أبكي لخصلتين؛ لهول المطّلع، وفراق الأحبّة».

____________________

(1) بحار الأنوار 14 / 175. روى سفيان بن عيينة، عن عليّ بن زيد، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال:....

(2) أمالي الصدوق / 184، المجلس39، ح9؛ وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 / 303، ب28، ح62. حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن الحسين بن عليعليه‌السلام ، قال:....

١٦١

في عزاء الحسن عليه‌السلام (1)

قال الحسينعليه‌السلام لمّا وضع [أخاه] الحسنعليه‌السلام في لحده:

أأدهنُ رأسي أم تطيبُ مجالسي

ورأسكَ معفورٌ وأنتَ سليبُ

أو استمتع الدنيا لشيء اُحبّه

ألا كلّ ما أدنى إليكَ حبيبُ

فلا زلتُ أبكي ما تغنّت حمامةٌ

عليكَ وما هبّتْ صبا وجنوبُ

وما هملتْ عيني من الدمعِ قطرةً

وما اخضرَّ في دوحِ الحجازِ قضيبُ

بكائي طويلٌ والدموعُ غزيرةٌ

وأنتَ بعيدٌ والمزارُ قريبُ

غريبٌ وأطرافُ البيوتِ تحوطهُ

ألا كلُّ مَنْ تحتَ الترابِ غريبُ

ولا يفرح الباقي خلافَ الّذي مضى

وكلّ فتىً للموتِ فيه نصيبُ

فليسَ حريباً مَنْ اُصيبَ بمالهِ

ولكنّ مَنْ وارى أخاهُ حريبُ

نسيبكَ مَنْ أمسى يناجيكَ طرفُهُ

وليسَ لـمَنْ تحتَ الترابِ نسيبُ

الأمن يوم القيامة(2)

ومن زهد الحسينعليه‌السلام إنّه قيل له: ما أعظم خوفك من ربّك؟! فقال: «لا يأمن يوم القيامة إلاّ مَنْ خاف الله في الدنيا».

____________________

(1) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 45.

(2) عن مناقب ابن شهر آشوب 4 / 69.

١٦٢

بين المخاطر (1)

قيل للحسين بن عليعليه‌السلام : كيف أصبحت يابن رسول الله؟

قال: «أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما اُحبّ، ولا أدفع ما أكره، والاُمور بيد غيري؛ فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عنّي، فأيّ فقير أفقر منّي؟».

الأعمال وعرضها على الله (2)

«إنّ أعمال هذه الاُمّة ما من صباح إلاّ وتعرض على الله (عزّ وجلّ) ».

____________________

(1) جامع الأخبار / 90، الفصل49.

(2) دعوات الراوندي / 34، ب1، الفصل1، ح79، قال أبو عبد الله الحسين بن عليعليه‌السلام :....

١٦٣

مَنْ دخل المقابر (1)

«مَنْ دخل المقابر فقال: اللّهم ربّ هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً منّي، كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات».

____________________

(1) بحار الأنوار 102 / 300 - 301، ح31. روى عن الحسين بن عليعليه‌السلام ، قال:....

١٦٤

اجتماعيّات

١٦٥

١٦٦

مع معلّمي القرآن (1)

قيل: إنّ عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسينعليه‌السلام (الحمد)، فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار، وألف حلّة، وحشا فاه درّاً، فقيل له في ذلك، قال:

«وأين يقع هذا من عطائه؟». يعني تعليمه، وأنشد الحسينعليه‌السلام :

إذا جادت الدنيا عليكَ فجد بها

على الناسِ طرّاً قبلَ أن تتفلّتِ

فلا الجودُ يفنيها إذا هي أقبلت

ولا البخلُ يُبقيها إذا ما تولّتِ

فلا الجودُ يفنيها إذا هي أقبلت

ولا البخلُ يُبقيها إذا ما تولّتِ

____________________

(1) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 66.

١٦٧

تربية المواشي (1)

«ما من أهل بيت يروح عليهم ثلاثون شاة إلاّ تنزل الملائكة تحرسهم حتّى يصبحوا».

توقير النعمة (2)

إنّه دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة، فدفعها إلى غلام له، فقال: «يا غلام، اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت». فأكلها الغلام، فلمّا خرج الحسين بن عليّعليه‌السلام . قال: «يا غلام أين اللقمة؟».

قال: أكلتها يا مولاي.

قال: «أنت حرّ لوجه الله تعالى».

قال له رجل: أعتقته يا سيدي؟

قال: «نعم، سمعت جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: مَنْ وجد لقمة ملقاة فمسح منها، أو غسل ما عليها، ثمّ أكلها لم تستقرّ في جوفه إلاّ أعتقه الله من النار. ولم أكن لأستعبد رجلاً أعتقه الله تعالى من النار».

____________________

(1) المحاسن / 642، ب16، ح161؛ فروع الكافي 4 / 545، ح9. أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سليمان الجعفري رفعه إلى عبد الله الحسينعليه‌السلام ، قال:....

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 / 43 - 44، ب31، ح154، صحيفة الإمام الرضاعليه‌السلام / 74 - 75، ح177. بإسناده عن الحسين بن عليّعليه‌السلام :....

١٦٨

من آثار الصلة (1)

«مَنْ سرّه أن ينسأ في أجله، ويزاد في رزقه فليصل رحمه».

لا تملوّا النعم (2)

«إنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النعم».

حقوق الإخوان (3)

«لولا التقية ما عُرف ولينا من عدونا، ولولا معرفة حقوق الإخوان ما عُرف من السيئات شيء إلاّ عوقب على جميعها، لكنّ الله (عزّ وجلّ) يقول:( وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) (4) ».

____________________

(1) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 / 44، ب31، ح157. حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، ومحمّد بن أحمد السناني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد، قالوا: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمّود بن أبي البلاد، عن الرضا، عن آبائهعليه‌السلام ، عن الحسين بن عليعليه‌السلام أنّه قال:....

(2) بحار الأنوار 74 / 318، ح80. عن الدرة الباهرة: قال الحسين بن عليعليه‌السلام :....

(3) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام / 321، ح165، وجامع الأخبار / 95، الفصل 53، قال الحسين بن عليعليه‌السلام :....

(4) سورة الشورى / 30.

١٦٩

متاع المرأة (1)

دخل قوم على الحسين بن عليّعليه‌السلام ، فقالوا: يابن رسول الله، نرى في منزلك أشياء مكروهة - وقد رأوا في منزله بساطاً ونمارق -. فقال: «إنّما نتزوّج النساء فنعطيهنّ مهورهنّ، فيشترين بها ما شئن، ليس لنا منه شيء».

المعروف والصنيعة (2)

قال عنده رجل: إنّ المعروف إذا اُسدي إلى غير أهله ضاع.

فقال الحسينعليه‌السلام : «ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البرّ والفاجر».

السلام قبل الكلام (3)

قال له رجل ابتداءً: كيف أنت عافاك الله؟ فقالعليه‌السلام له: «السلام قبل الكلام عافاك الله». ثمّ قالعليه‌السلام : «لا تأذنوا لأحد حتّى يسلّم».

____________________

(1) مكارم الأخلاق / 131، ب6، الفصل10. عن جابر بن عبد الله، عن الباقرعليه‌السلام ، قال:

(2) تحف العقول / 245 - 246.

(3) تحف العقول / 246.

١٧٠

السائل والمسؤول (1)

جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة، فقالعليه‌السلام : «يا أخا الأنصار، صُن وجهك عن بذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة؛ فإنّي آت فيها ما سارّك إن شاء الله».

فكتب: يا أبا عبد الله، إنّ لفلان عليّ خمسمئة دينار، وقد ألحّ بي، فكلّمه ينظرني إلى ميسرة. فلمّا قرأ الحسينعليه‌السلام الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّه فيها ألف دينار، وقالعليه‌السلام له: «أمّا خمسمئة فاقض بها دَينك، وأمّا خمسمئة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلاّ إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دِين، أو مروّة، أو حسب؛ فأمّا ذو الدين فيصون دينه؛ وأمّا ذو المروّة فإنّه يستحيي لمروّته؛ وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك، فهو يصون وجهك أن يردّك بغير قضاء حاجتك».

الإخوان أربعة (2)

«الإخوان أربعة؛ فأخ لك وله، وأخ لك، وأخ عليك، وأخ لا لك ولا له». فسُئل عن معنى ذلك،

____________________

(1) تحف العقول / 247.

(2) تحف العقول / 247، قالعليه‌السلام :....

١٧١

فقالعليه‌السلام : «الأخ الذي هو لك وله، فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء، ولا يطلب بإخائه موت الإخاء، فهذا لك وله؛ لأنّه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعاً، وإذا دخل الإخاء في حال التناقض بطل جميعاً.

والأخ الذي هو لك، فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة، فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الإخاء، فهذا موفّر عليك بكلّيته.

والأخ الذي هو عليك، فهو الأخ الذي يتربّص بك الدوائر ويغشي السرائر، ويكذب عليك بين العشائر، وينظر في وجهك نظر الحاسد، فعليه لعنة الواحد.

والأخ الذي لا لك ولا له، فهو الذي قد ملأه الله حمقاً فأبعده سحقاً، فتراه يؤثر نفسه عليك، ويطلب شحّاً ما لديك».

من نعم الله عليكم (1)

«يا أيها الناس، نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى إنّه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته؛ فإنّه أجزل عطاءً، وأعظم أجراً.

واعلموا أنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النعم فتحور نقماً(2) . واعلموا أنّ المعروف مكسب حمداً، ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف

____________________

(1) كشف الغمة 2 / 204 - 205. خطب الحسينعليه‌السلام ، فقال:....

(2) حار يحور حوراً: رجع.

١٧٢

رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً(1) مشوّهاً، تنفر منه القلوب، وتغضّ دونه الأبصار.

أيّها الناس، مَنْ جاد ساد، ومَنْ بخل رذل، وإنّ أجود الناس مَنْ أعطى مَنْ لا يرجوه، وإن أعفى الناس مَنْ عفا عن قدرة، وإنّ أوصل الناس مَنْ وصل مَنْ قطعة، والأصول على مغارسها بفروعها تسمو، فمَنْ تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومَنْ أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومَنْ نفّس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومَنْ أحسن أحسن الله إليه، والله يحبّ المحسنين».

من أحبّك نهاك (2)

«دراسة العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل والشرف، التقوى والقنوع راحة الأبدان، ومَنْ أحبّك نهاك، ومَنْ أبغضك أغراك».

____________________

(1) السمج: القبيح.

(2) أعلام الدين / 298، قالعليه‌السلام :....

١٧٣

١٧٤

أدعية

١٧٥

١٧٦

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دعا (1)

«كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين».

هكذا الدعاء (2)

«دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده اُبيّ بن كعب، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرض.

____________________

(1) أمالي الشيخ الطوسي 2 / 198، ب24، ح12. حدّثنا الشيخ أبو جعفر الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن إبراهيم بن حفص.

عن عبد الله بن الهيثم الأنماطي، عن الحسين بن علوان الكلبيّ، عن عمرو بن خالد الواسطي، عن محمّد، وزيد ابني عليّ، عن أبيهما عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، عن أبيه الحسينعليه‌السلام ، قال:....

(2) كمال الدين 1 / 264 - 269، ب24، ح11؛ وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 / 59 - 64، ب6، ح29؛ وإعلام الورى / 400 - 404. حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي، عن محمّد بن الفضل النحوي، عن محمّد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، عن عليّ بن عاصم، عن محمّد بن علي بن موسي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّعليه‌السلام ، قال:....

١٧٧

فقال له اُبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟

فقال له: يا اُبيّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض؛ فإنّه لمكتوب عن يمين العرش مصباح هدى وسفينة نجاة، وإمام خير ويمن، وعزّ وفخر، وبحر علم وذخر [فلِمَ لا يكون كذلك]، وأنّ الله (عزّ وجلّ) ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، خُلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام، أو يجري ماء في الأصلاب، أو يكون ليل ونهار؟

ولقد لُقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره الله (عزّ وجلّ) معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرّج الله عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسّر أمره، وأوضح سبيله، وقوّاه على عدوّه، ولم يهتك ستره.

فقال اُبيّ [بن كعب]: وما هذه الدعوات يا رسول الله؟

قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: اللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك، ومعاقد عرشك، وسكّان سماواتك [وأرضك]، وأنبيائك ورسلك [أن تستجيب لي]، فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل لي من عسري يسراً.

فإنّ الله (عزّ وجلّ) يسهّل أمرك، ويشرح لك صدرك، ويلقنك شهادة أن لا إله إلاّ الله عند خروج نفسك.

قال له اُبيّ: يا رسول الله، فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان، يكون مَنْ اتّبعه رشيداً، ومَنْ ضلّ عنه غويّاً.

قال: فما اسمه، وما دعاؤه؟

قال: اسمه عليّ، ودعاؤه: يا دائم يا ديموم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ، ويا

١٧٨

فارج الهمّ، ويا باعث الرسل، ويا صادق الوعد.

من دعا بهذا الدعاء حشره الله (عزّ وجلّ) مع عليّ بن الحسين، وكان قائده إلى الجنّة.

قال له اُبيّ: يا رسول الله، فهل له من خلف أو وصيّ؟

قال: نعم، له مواريث السماوات والأرض.

قال: فما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟

قال: القضاء بالحق، والحكم بالديانة، وتأويل الأحلام [الأحكام خ ل]، وبيان ما يكون.

قال: فما اسمه؟

قال: اسمه محمّد، وإنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات، ويقول في دعائه: اللّهمّ إن كان لي عندك رضوان وودّ، فاغفر لي ولمَنْ تبعني من إخواني وشيعتي، وطيّب ما في صلبي. فركّب الله في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة.

وأخبرني جبرئيلعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفراً، وجعله هادياً مهديّاً، وراضياً مرضيّاً، يدعو ربّه فيقول في دعائه: يا ديّان غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاءً، ولهم عندك رضاء [رضواناً خ ل]، واغفر ذنوبهم، ويسّر اُمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم. يا مَنْ لا يخاف الضيم، ولا تأخذه سنة ولا نوم، اجعل لي من كلّ همّ وغمّ فرجاً.

ومَنْ دعا بهذا الدعاء حشره الله (عزّ وجلّ) أبيض الوجه مع جعفر بن محمّد إلى الجنّة.

يا اُبيّ، وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة طيّبة، أنزل عليها الرحمة، وسمّاها عنده موسى [وجعله إماماً].

قال له اُبيّ: يا رسول الله، كلّهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضاً؟

١٧٩

قال: وصفهم لي جبرئيلعليه‌السلام عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

فقال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟

قال: نعم، يقول في دعائه: يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق، ويا فالق الحبّ [والنّوى]، ويا بارئ النسم، ومحيي الموتى، ومميت الأحياء، ويا دائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله.

مَنْ دعا بهذا الدعاء قضى الله (عزّ وجلّ) حوائجه، وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر.

وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة [مباركة] طيّبة زكيّة مرضيّة، وسمّاها عنده عليّاً، يكون لله (عزّ وجلّ) في خلقه رضياً في علمه وحكمه، ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة.

وله دعاء يدعو به: اللّهمّ أعطني الهدى وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمناً أمن مَنْ لا خوف عليه، ولا حزن ولا جزع، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وإنّ الله (عزّ وجلّ) ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة، وسمّاها عنده محمّد بن عليّ، فهو شفيع شيعته، ووارث علم جدّه، له علامة بيّنة، وحجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويقول في دعائه: يا مَنْ لا شبيه له ولا مثال، أنت الله لا إله إلاّ أنت، ولا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين وتبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، وفي المغفرة رضاك.

مَنْ دعا بهذا الدعاء كان محمّد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.

وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية، بارّة مباركة طيّبة طاهرة، سمّاها عنده عليّ بن محمّد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم، مَنْ لقيه وفي صدره شيء أنبأه به، وحذّره من عدوّه، ويقول في دعائه:

١٨٠