كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)0%

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 330

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حسن الشيرازي
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الصفحات: 330
المشاهدات: 186369
تحميل: 4704

توضيحات:

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 330 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186369 / تحميل: 4704
الحجم الحجم الحجم
كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: دار العلوم
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

دعاه، ويُعطي به مَنْ سأله، ويُفرّج به الهمّ، ويُكشف به الكرب، ويُذهب به الغمّ، ويُبرئ به السقم، ويجبر به الكسير، ويُغني به الفقير، ويقضي به الدين، ويرد به العين، ويغفر به الذنوب، ويستر به العيوب، ويُؤمن به كلّ خائف من شيطان مريد، وجبّار عنيد، ولو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه، أو على ميّت لأحياه الله بعد موته، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب؟

فاتق الله أيها الرجل، فقد أدركتني الرحمة لك، وليعلم الله منك صدق النيّة أنّك لا تدعو به في معصية، ولا تفيده إلاّ الثقة في دينك، فإن أخلصت فيه النيّة استجاب الله لك، ورأيت نبيّك محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامك يبشّرك بالجنّة والإجابة.

ثمّ قال: آتني بدواة وبياض، واكتب ما أمليه عليك. ففعلت، وهو: اللّهم إنّي أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيوم، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، يا مَنْ لا يعلم ما هو، ولا أين هو، ولا حيث هو، ولا كيف هو إلاّ هو، يا ذا الملك والملكوت، يا ذا العزّة والجبروت، يا ملك يا قدوس، يا سلام يا مؤمن، يا مهيمن يا عزيز، يا جبّار يا متكبّر، يا خالق يا بارئ، يا مصوّر يا مفيد، يا ودود يا محمود يا معبود، يا بعيد يا قريب، يا مجيب يا رقيب يا حسيب، يا بديع يا رفيع، يا منيع يا سميع، يا عليم يا حكيم، يا كريم يا حليم يا قديم، يا عليّ يا عظيم.

يا حنان يا منّان، يا ديّان يا مستعان، يا جليل يا جميل، يا وكيل يا كفيل، يا مقيل يا منيل، يا نبيل يا دليل، يا هادي يا بادي، يا أوّل يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يا حاكم يا قاضي، يا عادل يا فاضل يا واصل، يا طاهر يا مطهّر، يا قادر يا مقتدر، يا كبير يا متكبّر.

يا واحد يا أحد يا صمد، يا مَنْ لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ولم يكن له صاحبة، ولا كان معه وزير، ولا اتّخذ معه مشيراً، ولا احتاج إلى ظهير، ولا كان معه إله، لا إله إلاّ أنت، فتعاليت عمّا يقول الجاحدون [الظالمون خ ل] علوّاً كبيراً.

٢٠١

يا عالم يا شامخ يا باذخ، يا فتّاح يا مفرّج، يا ناصر يا منتصر، يا مهلك يا منتقم، يا باعث يا وارث، يا أول يا آخر، يا طالب يا غالب.

يا مَنْ لا يفوته هارب، يا توّاب يا أوّاب، يا وهّاب يا مسبّب الأسباب يا مفتّح الأبواب، يا من حيث ما دُعي أجاب، يا طهور يا شكور، يا عفوّ يا غفور، يا نور النور، يا مدبّر الاُمور، يا لطيف يا خبير، يا متجبّر يا منير، يا بصير يا ظهير يا كبير، يا وتر يا فرد، يا صمد يا سند، يا كافي يا محسن، يا مجمل يا معافي، يا منعم يا متفضل، يا متكرّم يا متفرّد.

يا مَنْ علا فقهر، يا مَنْ ملك فقدر، يا مَنْ بطن فخبر، يا مَنْ عبد فشكر، يا مَنْ عُصي فغفر وستر، يا مَنْ لا تحويه الفكر، ولا يدركه بصر، ولا يخفى عليه أثر، يا رازق البشر، يا مقدّر كلّ قدر، يا عالي المكان، يا شديد الأركان، يا مبدّل الزمان، يا قابل القربان، يا ذا المنّ والإحسان، يا ذا العزّ والسلطان، يا رحيم يا رحمان، يا عظيم الشأن، يا مَنْ هو كلّ يومٍ في شأن، يا مَنْ لا يشغله شأن عن شأن.

يا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا منجح الطلبات، يا قاضي الحاجات، يا منزل البركات، يا راحم العبرات، يا مقيل العثرات، يا كاشف الكربات، يا وليّ الحسنات، يا رفيع الدرجات، يا معطي السؤلات، يا محيي الأموات، [يا جامع الشتات خ ل]، يا مطّلع على النيّات، يا رادّ ما قد فات، يا مَنْ لا تشتبه عليه الأصوات، يا مَنْ لا تضجره المسألات، ولا تغشاه الظلمات، يا نور الأرض والسماوات.

يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم، يا جامع الاُمم، يا شافي السقم، يا خالق النور والظلم، يا ذا الجود والكرم، يا مَنْ لا يطأ عرشه قدم.

يا أجود الأجودين، يا أكرم الأكرمين، يا أسمع السامعين، يا أبصر

٢٠٢

الناظرين، يا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا ظهر اللاجين، يا وليّ المؤمنين، يا غياث المستغيثين، يا غاية الطالبين.

يا صاحب كلّ غريب، يا مونس كلّ وحيد، يا ملجأ كلّ طريد، يا مأوى كلّ شريد، يا حافظ كلّ ضالّة، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا فاكّ كلّ أسير، يا مغني البائس الفقير، يا عصمة الخائف المستجير، يا مَنْ له التدبير والتقدير، يا مَنْ العسير عليه سهل يسير، يا مَنْ لا يحتاج إلى تفسير، يا مَنْ هو على كلّ شيء قدير، يا مَنْ هو بكلّ شيء خبير، يا مَنْ هو بكلّ شيء بصير، يا مرسل الرياح، يا فالق الإصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح، يا مَنْ بيده كلّ مفتاح، يا سامع كلّ صوت، يا سابق كلّ فوت، يا محيي كلّ نفسٍ بعد الموت.

يا عدّتي في شدّتي، يا حافظي في غربتي، يا مونسي في وحدتي، يا وليّي في نعمتي، يا كنفي حين تعييني المذاهب، وتسلّمني الأقارب، ويخذلني كلّ صاحب، يا عماد مَنْ لا عماد له، يا سند مَنْ لا سند له، يا ذخر مَنْ لا ذخر له، يا كهف مَنْ لا كهف له، يا ركن مَنْ لا ركن له، يا غياث مَنْ لا غياث له، يا جار مَنْ لا جار له.

يا جاري اللصيق، يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، يا ربّ البيت العتيق، يا شفيق يا رفيق، فكنّي من حلق المضيق، واصرف عنّي كلّ همّ وغمّ وضيق، واكفني شرّ ما لا أطيق، وأعنّي على ما أطيق.

يا رادّ يوسف على يعقوب، يا كاشف ضرّ أيوب، يا غافر ذنب داود، يا رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود، يا مجيب نداء يونس في الظلمات، يا مصطفى موسى بالكلمات، يا مَنْ غفر لآدم خطيئته، ورفع إدريس برحمته، يا مَنْ نجّى نوحاً من الغرق، يا مَنْ أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى، وقوم نوح من قبل

٢٠٣

إنّهم كانوا هم أظلم وأطغى، والمؤتفكة أهوى، يا مَنْ دمّر على قوم لوط، ودمدم على قوم شعيب.

يا مَنْ اتّخذ إبراهيم خليلاً، يا مَنْ اتّخذ موسى كليماً، واتّخذ محمداً (صلّى الله عليه وعليهم أجمعين) حبيباً.

يا مؤتي لقمان الحكمة، والواهب لسليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، يا مَنْ نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة، يا مَنْ أعطى الخضر الحياة، وردّ ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها، يا مَنْ ربط على قلب أمّ موسى، وأحصن فرج مريم بنت عمران، يا مَنْ حصّن يحيى بن زكريا من الذنب، وسكّن عن موسى الغضب، يا مَنْ بشّر زكريا بيحيى، يا مَنْ فدى إسماعيل من الذبح، يا مَنْ قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل، يا هازم الأحزاب، صلّ على محمّد وآل محمّد وعلى جميع المرسلين، وملائكتك المقرّبين، وأهل طاعتك أجمعين.

وأسألك بكلّ مسألة سألك بها أحد ممّن رضيت عنه فحتمت له على الإجابة، يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحيم، يا رحمان يا رحيم، يا رحمان يا رحيم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، به به به به به به به، أسألك بكلّ اسم سمّيت به نفسك، أو أنزلته في شيءٍ من كتبك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وبمعاقد العزّ من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وبما لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله، إنّ الله عزيز حكيم.

وأسألك بأسمائك الحسنى التي بيّنتها في كتابك، فقلت:( وَللّهِ الأَسْماءُ الْحُسْنَى‏ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (1) ، وقلت:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (2) ، وقلت:

____________________

(1) سورة الأعراف / 180.

(2) سورة غافر / 60.

٢٠٤

( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (1) ، وقلت:( قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ ) (2) ، وأنا أسألك يا إلهي، وأطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني، وقد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا وكذا.... وتسأل الله تعالى ما أحببت، وتسمّي حاجتك، ولا تدعُ به إلاّ وأنت طاهر.

ثمّ قال للفتى: إذا كانت الليلة فادع به، وائتني من غد بالخبر».

قال الحسين بن عليعليهما‌السلام : «وأخذ الفتى الكتاب ومضى، فلمّا كان من غد ما أصبحنا حيناً حتّى أتى الفتى إلينا سليماً معافىً، والكتاب بيده، وهو يقول: هذا والله الاسم الأعظم، استجيب لي وربّ الكعبة.

قال له علي (صلوات الله عليه): حدّثني.

قال: [لمّا] هدأت العيون بالرقاد، واستحلك جلباب الليل، رفعت يدي بالكتاب ودعوت الله بحقه مراراً، فاُجبت في الثانية: حسبك، فقد دعوت الله باسمه الأعظم. ثمّ اضطجعت فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي وقد مسح يده الشريفة عليّ، وهو يقول: احتفظ باسم الله الأعظم العظيم؛ فإنّك على خير. فانتبهت معافىً كما ترى، فجزاك الله خيراً».

____________________

(1) سورة البقرة / 186.

(2) سورة الزمر / 53.

٢٠٥

دعاء العشرات (1)

«بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، سبحان الله بالغدو والآصال، سبحان الله في أناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون، يُخرج الحيّ من الميّت، ويُخرج الميّت من الحيّ، ويُحيي الأرض بعد موتها وكذلك تُخرجون، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، سبحان ربّك ربّ العرش العظيم.

سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزّة والعظمة والجبروت، سبحان الملك الحي القدوس، سبحان الدائم القائم، سبحان القائم الدائم، سبحان الحيّ القيوم، سبحان ربّي الأعلى، سبحان العليّ الأعلى، سبحانه وتعالى، سبحان الله السبوح القدوس، ربّ الملائكة والروح.

اللّهم إنّي أصبحت منك في نعمة وعافية، فصلّ اللّهم على محمّد وآل محمّد، وتمم عليّ نعمتك وعافيتك، وارزقني شكرك.

اللّهمّ بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت وأمسيت، ذنوبي بين يديك، أستغفرك وأتوب إليك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، أنت الجدّ لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

____________________

(1) مهج الدعوات / 149 - 151. دعاء العشرات وهو مروي عن الحسين بن عليعليهما‌السلام مع فضل كبير وثواب جزيل، وهو:

٢٠٦

اللّهمّ إنّي اُشهدك، واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، وجميع خلقك في سماواتك وأرضك أنّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمداً عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله . اللّهمّ اكتب لي هذه الشهادة عندك حتّى تلقينيها يوم القيامة وقد رضيت بها عنّي، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.

اللّهمّ لك الحمد حمداً تضع لك السماوات كنفيها، وتسبّح لك الأرض ومَنْ عليها. اللّهم لك الحمد حمداً يصعد أوّله ولا ينفد آخره، حمداً يزيد ولا يبيد، سرمداً أبداً لا انقطاع له ولا نفاد، حمداً يصعد ولا ينفد.

اللّهم لك الحمد فيّ وعليّ ومعي، وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي، وإذا متّ وفنيت يا مولاي، ولك الحمد بجميع محامدك كلّها على جميع نعمك كلّها، ولك الحمد في كلّ عرقٍ ساكن، وعلى كلّ عرقٍ ضارب، ولك الحمد على كلّ أكلة وشربة، وبطشةٍ ونشطةٍ، وعلى كلّ موضع شعرة.

اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك المنّ كلّه، ولك الخلق كلّه، ولك الملك كلّه، ولك الأمر كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه، علانيته وسرّه، وأنت منتهى الشأن كلّه.

اللّهمّ لك الحمد على حلمك بعد علمك فيّ، ولك الحمد على عفوك عنّي بعد قدرتك عليّ. اللّهم لك الحمد، صاحب الحمد، ووارث الحمد، ومالك الحمد، ووارث الملك، بديع الحمد، ومبتدع الحمد، وفيّ العهد، صادق الوعد، عزيز الجند، قديم المجد.

اللّهمّ لك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الآيات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدّل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات.

اللّهمّ لك الحمد، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذا الطول لا إله

٢٠٧

إلاّ أنت إليك المصير. اللّهم لك الحمد في الليل إذا يغشى، ولك الحمد في النهار إذا تجلّى، ولك الحمد في الآخرة والأولى، ولك الحمد عدد كلّ نجم في السماء، ولك الحمد عدد كلّ قطرة في السماء، ولك الحمد عدد كلّ قطرة نزلت من السماء، ولك الحمد عدد كلّ قطرة في البحار، ولك الحمد عدد الشجر والورق، والثرى والمدر والحصى، والجن والإنس، والطير والبهائم والسباع، والأنعام والهوام، ولك الحمد عدد ما على وجه الأرض وتحت الأرض، وما في الهواء والسماء، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك، وأحاط به علمك، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه أبداً».

ثمّ تقول: «أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قدير - عشر مرّات -، استغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم وأتوب إليه - عشر مرّات -، يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحمان يا رحمان، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا حنّان يا حنّان يا حنّان، يا منّان يا منّان يا منّان، يا حيّ يا قيّوم - كلّ واحد عشر مرّات -، يا بديع السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام - عشر مرّات -، بسم الله الرحمن الرحيم - عشر مرّات - يا لا إله إلاّ أنت - عشر مرّات - اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد - عشر مرّات - آمين آمين - عشر مرّات - ثمّ تسأل كلّها بعده لدنياك وآخرتك تجاب عليه إن شاء الله تعالى».

٢٠٨

أسألك توفيق أهل الهدى (1)

«اللّهمّ إنّي أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل التقوى، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذر أهل الخشية، وطلب أهل العلم، وزينة أهل الورع، وخوف أهل الجزع؛ حتّى أخافك اللّهمّ مخافةً تحجزني عن معاصيك، وحتى أعمل بطاعتك عملاً استحق به كرامتك، وحتى اُناصحك في التوبة خوفاً لك، وحتى أخلص لك في النصيحة حبّاً لك، وحتى أتوكّل عليك في الاُمور حسن ظن بك، سبحان خالق النور، وسبحان الله العظيم وبحمده».

سبحان العظيم الأعظم (1)

«سبحان الرفيع الأعلى، سبحان العظيم الأعظم، سبحان مَنْ هو هكذا ولا يكون هكذا غيره، ولا يقدر أحد قدرته، سبحان مَنْ أوّله علم لا يوصف، وآخره علم لا يبيد، سبحان مَنْ علا فوق البريّات بالإلهية، فلا عين تدركه ولا عقل يمثّله، ولا وهم يصوّره، ولا لسان يصفه بغاية ما له من الوصف، سبحان مَنْ علا في الهواء، سبحان مَنْ قضى الموت على العباد، سبحان الملك المقتدر، سبحان الملك القدوس، سبحان الباقي الدائم».

____________________

(1) مهج الدعوات / 157. من دعاء لمولانا الحسين بن عليعليهما‌السلام :....

(2) دعوات الراوندي / 92 ضمن الحديث 228. من تسبيح للإمام أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام :....

٢٠٩

يا صادق الوعد (1)

«بسم الله الرحمن الرحيم، يا دائم يا ديموم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ، يا فارج الهمّ، يا باعث الرسل، يا صادق الوعد. اللّهمّ إن كان لي عندك رضوان وودّ، فاغفر لي ومَنْ اتّبعني من إخواني وشيعتي، وطيّب ما في صلبي برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله أجمعين».

يا مَنْ شأنه الكفاية (2)

«يا مَنْ شأنه الكفاية، وسرادقه الرعاية، يا مَنْ هو الغاية والنهاية، يا صارف السوء والسواية والضرّ، اصرف عنّي أذيّة العالمين من الجنّ والإنس أجمعين، بالأشباح النوريّة، وبالأسماء السريانية، وبالأقلام اليونانية، وبالكلمات العبرانية، وبما نزل في الألواح من يقين الإيضاح.

اجعلني اللّهم في حرزك وفي حزبك، وفي عياذك وفي سترك، وفي كنفك من كلّ شيطان مارد، وعدوّ راصد، ولئيم معاند، وضدّ كنود، ومن كلّ حاسد، ببسم الله استشفيت، وبسم الله استكفيت، وعلى الله توكّلت، وبه استعنت، وإليه استعديت على كلّ ظالم ظلم، وغاشمٍ غشم، وطارقٍ طرق، وزاجرٍ زجر، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين».

____________________

(1) مهج الدعوات / 11. من حرز للإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام :....

(2) مهج الدعوات / 298. من دعاء للإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام :....

٢١٠

اللّهم لا تستدرجني (1)

«اللّهم لا تستدرجني بالإحسان، ولا تؤدّبني بالبلاء».

____________________

(1) بحار الأنوار 78 / 127، قالعليه‌السلام :....

٢١١

٢١٢

مناقضات

٢١٣

٢١٤

هذا معاوية (1)

بلغهعليه‌السلام كلام نافع بن جبير في معاوية، وقوله: إنّه كان يسكته الحلم، وينطقه العلم. فقالعليه‌السلام : «بل كان ينطقه البطر، ويسكته الحَصر».

____________________

(1) كنز الفوائد 2 / 32.

٢١٥

في طريق البصرة (1)

«لمّا توجّه أمير المؤمنينعليه‌السلام من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل الربذة، فلمّا ارتحل منها لقيه عبد الله بن خليفة الطائي وقد نزل بمنزل يُقال له: (قديد)، فقرّبه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال له عبد الله: الحمد الله الذي ردّ الحقّ إلى أهله، ووضعه في موضعه، كره ذلك قوم أم سرّوا به، فقد والله كرهوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ونابذوه وقاتلوه، فردّ الله كيدهم في نحورهم، وجعل دائرة السوء عليهم. ووالله لنجاهدنّ معك في كلّ موطن؛ حفظاً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فرحّب به أمير المؤمنينعليه‌السلام وأجلسه إلى جنبه، وكان له حبيباً ووليّاً، وأخذ يُسائله عن الناس، إلى أن سأله عن أبي موسى الأشعري، فقال: والله ما أنا واثق به، ولا آمن عليك [خلافه] إن وجد مساعداً على ذلك.

____________________

(1) أمالي المفيد / 181 - 183، المجلس35، ح6، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا عمرو بن شمر، قال: سمعت جابر بن يزيد يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام يقول: «حدّثني أبي، عن جدّي، قال:...».

٢١٦

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : والله، ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً، ولقد كان الذين تقدّموني استولوا على مودّته وولّوه وسلّطوه بالأمر على الناس، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه فأقررته على كره منّي له، وتحمّلت على صرفه من بعده».

قال: «فهو مع عبد الله في هذا ونحوه، إذ أقبل سواد كبير من قبل جبال طيء، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انظروا ما هذا السواد؟

فذهبت الخيل تركض فلم تلبث أن رجعت، فقيل: هذه طيء قد جاءتك تسوق الغنم والإبل والخيل، فمنهم مَنْ جاءك بهداياه وكرامته، ومنهم مَنْ يريد النفوذ معك إلى عدوّك.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جزى الله طيّاً خيراً، وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. فلمّا انتهوا إليه سلّموا عليه.

قال عبد الله بن خليفة: فسرّني والله ما رأيت من جماعتهم، وحسن هيئتهم، وتكلّموا فأقرّوا والله لعيني، ما رأيت خطيباً أبلغ من خطيبهم.

وقام عدي بن حاتم الطائي فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي كنت أسلمت على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأدّيت الزكاة على عهده، وقاتلت أهل الردّة من بعده، أردت بذلك ما عند الله وعلى الله ثواب مَنْ أحسن واتّقى، وقد بلغنا أنّ رجالاً من أهل مكّة نكثوا بيعتك، وخالفوا عليك ظالمين، فأتيناك لننصرك بالحقّ، فنحن بين يديك، فمرنا بما أحببت، ثمّ أنشأ يقول:

فنحنُ نصرنا اللهَ من قبلُ ذاكمُ

وأنت بحقِّ جئتنا فستنصرُ

سنكفيكَ دونَ الناسِ طرّاً بأسرنا

وأنتَ بهِ من سائرِ الناسِ أجدرُ

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جزاكم الله من حيّ عن الإسلام وأهله خيراً، فقد أسلمتم طائعين، وقاتلتم المرتدّين، ونويتم نصر المسلمين.

٢١٧

وقام سعيد بن البجري من بني بجير، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ من الناس مَنْ يقدر أن يعبّر بلسانه عمّا في قلبه، ومنهم مَنْ لا يقدر أن يبيّن ما يجده في نفسه بلسانه، فإن تكلّف ذلك شقّ عليه، وإن سكت عمّا في قلبه برح به الهمّ والبرم.

وإنّي والله ما كلّ ما في نفسي أقدر أن أؤديّه إليك بلساني، ولكن والله لأجهدنّ على أن أبيّن لك، والله وليّ التوفيق، أمّا أنا فإنّي ناصح لك في السرّ والعلانية، ومقاتل معك الأعداء في كلّ موطن، وأرى لك من الحقّ ما لم أكن أراه لمَنْ كان قبلك، ولا لأحد اليوم من أهل زمانك؛ لفضيلتك في الإسلام، وقرابتك من الرسول، ولن اُفارقك أبداً حتّى تظفر، أو أموت بين يديك.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : يرحمك الله، فقد أدّى لسانك ما يجد ضميرك [لنا]، ونسأل الله أن يرزقك العافية، ويثيبك الجنّة.

وتكلّم نفر منهم، ثم ارتحل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واتّبعه منهم ستمئة رجل حتّى نزل (ذا قار)، فنزلها في ألف وثلاثمئة رجل».

بئس للظالمين بدلاً (1)

«لمّا أراد عليّعليه‌السلام أن يسير إلى النهروان استنفر أهل الكوفة، وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن، فتأخّر عنه شبث بن ربعي، وعمرو بن حريث، والأشعث بن قيس، وجرير بن عبد الله البجلي، وقالوا: أتأذن لنا أيّاماً نتخلّف عنك في بعض حوائجنا ونلحق بك؟

فقال لهم: قد فعلتموها؟ سوأة لكم من مشايخ! فوالله ما لكم من حاجة

____________________

(1) الخرائج والجرائح 1 / 225 - 226، ح70. روي عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليه‌السلام ، عن أبيهعليه‌السلام ، قال:....

٢١٨

تتخلّفون عليها، وإنّي لأعلم ما في قلوبكم، وسأبيّن لكم: تريدون أن تثبّطوا عنّي الناس، وكأنّي بكم بالخورنق وقد بسطتم سفرتكم للطعام، إذ يمرّ بكم ضبّ فتأمرون صبيانكم فيصيدونه، فتخلعوني وتبايعونه.

ثمّ مضى إلى المدائن، وخرج القوم إلى الخورنق، وهيّأوا طعاماً، فبينا هم كذلك على سفرتهم وقد بسطوها، إذ مرّ بهم ضبّ فأمروا صبيانهم فأخذوه وأوثقوه، ومسحوا أيديهم على يده كما أخبر عليّعليه‌السلام ، وأقبلوا على المدائن.

فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : بئس للظالمين بدلاً! ليبعثكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضبّ الذي بايعتم، لكأنّي أنظر إليكم يوم القيامة [مع إمامكم] وهو يسوقكم إلى النار.

ثمّ قال: لئن كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منافقون فإنّ معي منافقين. أما والله يا شبث، ويابن حريث، لتقاتلان ابني الحسين، هكذا أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

معاوية يعترف بالقتل (1)

لمّا قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حجّ ذلك العام فلقي الحسين بن عليعليه‌السلام ، فقال: يا أبا عبد الله، هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك؟

فقالعليه‌السلام : «وما صنعت بهم؟».

قال: قتلناهم وكفنّاهم وصلّينا عليهم.

فضحك الحسينعليه‌السلام ، ثم قال: «خصمك القوم يا معاوية، لكنّنا لو قتلنا شيعتك

____________________

(1) الاحتجاج 2 / 19 - 20؛ كشف الغمّة 2 / 205 - 206. عن صالح بن كيسان، قال:....

٢١٩

ما كفنّاهم، ولا صلّينا عليهم، ولا أقبرناهم.

ولقد بلغني وقيعتك في عليعليه‌السلام ، وقيامك ببغضنا، واعتراضك بني هاشم بالعيوب، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك، ثمّ سلها الحقّ عليها ولها، فإن لم تجدها أعظم عيباً فما أصغر عيبك فيك، وقد ظلمناك يا معاوية، فلا توترنّ غير قوسك، ولا ترمينّ غير غرضك، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب؛ فإنّك والله، لقد أطعت فينا رجلاً ما قدم إسلامه، ولا حدث نفاقه، ولا نظر لك، فانظر لنفسك أو دع - يعني عمرو بن العاص -».

التعريض بابن الزبير (1)

قال بشر بن عاصم: سمعت ابن الزبير يقول: قلت للحسين بن عليعليه‌السلام إنّك تذهب إلى قوم قتلوا أباك، وخذلوا أخاك. فقال: «لَئن اُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن يستحلّ بي مكّة». عرّض به.

____________________

(1) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 2. كتاب الإبانة:....

٢٢٠